31-12-2012, 12:40 PM
البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704
القبس
بعد تدمير للبيئة البرية دام 4 عقود مقالع الصلبوخ.. وداعاً
آليات تعمل على ردم مواقع المقالع وتسويتها
اعداد وسيم حمزة
إنه انجاز حققته البلاد اخيرا يحسب لها على مستوى المنطقة في مجال حماية البيئة الصحراوية واعادة تأهيلها، تمثل في قرار وقف استخراج «الصلبوخ» من صحراء البلاد والاستعاضة عن ذلك بالاستيراد الخارجي، بعد أن عانت بيئة البلاد من عمليات انتهاك للبيئة البرية على مدى العقود الأربعة الماضية تخللتها عمليات حفر واستخراج حتى أصبحت دراكيل استخراج الصلبوخ تشكل %3 من المساحة الإجمالية لأراضي البلاد.
شكل مجلس الوزراء لجنة مختصة تضم عددا من الجهات المعنية منها معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة، بهدف العمل على اعادة تأهيل مواقع الدراكيل الواقع معظمها في شمال البلاد، حيث استمرت لمدة 5 سنوات، ولا يزال عملها مستمرا حتى الآن.
واستكمالا لهذه الاجراءات صدرت قرارات عدة حكومية طالبت بتحويل أول موقع من هذه المواقع، خاصة في منطقة اللياح، إلى متنزه أو مسيجة خاصة بإجراء الدراسات البيئية حتى يتم تعميم فكرة تأهيل البيئة الصحراوية في كل أنحاء البلاد.
كيف حققت الكويت ذلك الانجاز؟ وما الذي فعلته؟ وما الاجراءات التي اتخذتها؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها المشرف على مشروع اعادة تأهيل البيئة الصحراوية الباحث العلمي في إدارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. سالم الحجرف.
يقول الحجرف إن اعمال الدراكيل الخاصة باستغلال الصلبوخ توقفت تماما بعد صدور قرار مجلس الوزراء في اجتماعه عام 1995 ليكون البداية الفعلية لمعالجة هذه القضية البيئية، والذي تضمن إعداد برامج تنفيذية لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والبدء في تفنيذ مشاريع بحثية والقيام بدراسات تفصيلية لإعادة التأهيل على نطاق واسع.
أفضل السبل
واشار إلى ان المعهد عمل بتكليف من قبل المجلس ممثلا بلجنة متابعة القرارات الامنية ضمت كلا من المعهد وشركة نفط الكويت ووزارة الدفاع والهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للصناعة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ووزارة التجارة ووزارة الداخلية ووزارة المالية، لتعمل على تسوية مقالع الصلبوخ والعمل على اعادة تأهيل الحياة الفطرية من خلال انجاز دراسة علمية يتم خلالها البحث عن أفضل السبل لاعادة تأهيل جميع الأراضي المتضررة جراء هذه الأنشطة.
ويضيف انه تم اختيار منطقة اللياح كنموذج للمناطق المتضررة لإجراء التجارب فيها، خاصة انها تحتوي على جميع انواع التدهور الذي يشمل مناطق حفر واستخراج الصلبوخ ومنطقة جمع وتكسير الصلبوخ الخام والالقاء العشوائي للمخالفات الانشائية، اضافة إلى شبكة من الطرق غير المعبدة والموصولة بين الدراكيل والكسارات العاملة في هذا المجال، كما شهدت المنطقة ايضا ظهور الكثبان الرملية الصغيرة الحجم، لقد كان لهذه المقالع الاثر البالغ في استنزاف البيئة الصحراوية في البلاد على مدى العقود الأربعة الماضية. وقد تم اثر ذلك تشكيل فريق عمل لانجاز المشروع مكون من باحثين متخصصين وفنيين من خبرات وطنية ودولية في مجالات التصحر والزراعة في المناطق الجافة والزراعة التجميلية، ويقول د. الحجرف إن أنشطة استخراج الصلبوخ بدأت في البلاد منذ أوائل الستينات من القرن الماضي وبالتحديد في منطقة الصبية بهدف تأمين المواد اللازمة للاستخدامات الإنشائية، حيث كان ينقل الصلبوخ وقتها إلى المدينة عن طريق السفن وعبر جون الكويت، لافتاً إلى ان توسع الحركة العمرانية آنذاك زاد الطلب على الصلبوخ، مما أدى بدوره إلى ازدياد رقعة استخراجه خاصة في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من البلاد.
انتباه
ويضيف: بدأت الأنظار البيئية تلتفت نحو خطورة هذه الأنشطة بعد ان وصل مجموع ما تم تدميره من أراض يقارب %3 من مساحة البلاد، موضحاً ان أشكال التدمير تمثلت في إزالة القشرة السطحية للمنطقة المراد الاستخراج منها وبعمق تراوح ما بين نصف المتر والـ 3 أمتار، إضافة إلى اختفاء الغطاء النباتي وانقراض الحياة الفطرية المتنوعة ومنها الطيور والزواحف التي تعتمد بشكل أساسي على تلك النباتات كمصدر لغذائها، كما تعرضت مساحات كبيرة من سطح الأرض للاختلال بفعل حركة الآليات التي قدرت بموقع الدراسة في منطقة اللياح بـ 723 شاحنة نقل و30 تراكتورا و20 بلدوزرا.
ووفق الحجرف، فإن هذا التدهور البيئي نتج عنه أيضاً زيادة حدة التصحر وزحف وتراكم الرمال على الطرق وتكون العديد من المسطحات الرملية النشطة التي تتحول إلى مصادر للغبار المتساقط عند هبوب الرياح.
وأشار إلى تصنيف تدهور الأراضي الناجم عن هذه الأنشطة إلى 4 أوجه رئيسية، وهي مقالع الصلبوخ التي تعد عبارة عن حفر عميقة يتم استخراج الأتربة المخلوطة منها باستخدام آلة تعمل على فرزه وتحويله إلى مادة ذات قيمة تجارية وتعرف باسم «الغربال» ويتم تتبع أماكن الصلبوخ بشق طريق بعمق 50 إلى 15 متراً وبعرض يصل إلى 50 متراً أحياناً وسط الصحراء وبشكل عشوائي، تلي ذلك عمليات نقل الإنتاج من خلال تحميله بشاحنات تشق طريقا عشوائيا داخل الصحراء حتى تصل إلى مناطق الكسارات في منطقة اللياح، حيث يتجمع فيها ما يزيد على 20 شركة لإنتاج الصلبوخ تستقبل إنتاج المقالع المنتشرة في الصحراء، ونتج عن حركة الشاحنات والآليات الثقيلة تشكيل آلاف الكيلومترات من الطرق العشوائية.
أضرار
وعدد الحجرف الأضرار البيئية التي لحقت بالبيئة الصحراوية جراء هذه الطرق، وهي انضغاط سطح التربة، وموت الأشجار والنباتات، واختلال المجاري الطبيعية لمياه الأمطار، أما بالنسبة للكسارات فهي تعمل على التكسير والفرز لكميات كبيرة من الغبار والأتربة عديمة الجدوى الاقتصادية، مما يؤدي إلى تطاير الغبار بحيث يصل إلى المناطق السكنية، أما الأتربة فتتم إزاحتها بواسطة الجرافات مما يؤدي إلى تشكيل التلال الترابية التي يصل ارتفاعها إلى 20 متراً تقريباً.
وأضاف: لقد نتج عن هذه الأنشطة تراكم الانقاض والمخلفات الناتجة عن الآليات، الزيوت بأنواعها وزيوت التشحيم الخاصة بالشاحنات والمعدات الثقيلة ومولدات الكهرباء التي عادة ما تلقى على سطح التربة، وكذلك انتشار الإطارات المستهلكة من قبل أصحاب الشاحنات إضافة إلى المخلفات الإنشائية المختلفة التي تحملها الشاحنات وتنقلها من المدينة لرميها في الصحراء.
مبدأ إعادة التأهيل
وبين الحجرف أن برنامج إعادة التأهيل تضمن مسارين، هما: تأهيل طبيعي يعتمد على توفير الظروف البيئية المناسبة للصحراء واعطائها الفرصة لاعادة بنيتها ذاتيا من دون أي تدخل من الانسان، ليتوافر لدى النباتات النمو الطبيعي، وكذلك التأهيل الصناعي الذي تم خلاله جمع بذور النباتات الصحراوية من مناطق اخرى ونقلها إلى مختبرات، وتجفيفها وتنقيتها لتكون جاهزة للزراعة في المناطق المتضررة، لافتا الى ان زراعتها تتم بطريقتين، هما: إنبات البذور في البيوت المحمية او نقلها وزراعتها تحت طبقة رقيقة من التربة لتنمو بشكل طبيعي.
ردم المواقع المتأثرة وتسويتها
اوضح الحجرف ان عملية ردم وتسوية الحفر والتلال الناتجة عن عمليات استخراج الصلبوخ من باطن الارض تعتبر مرحلة اساسية لاعادة التأهيل، ومن هذا المنطلق بدأ العمل على ردم وتسوية المقالع في موقع جال اللياح في اكتوبر عام 2002 باستخراج اكثر من 40 بلدوزرا وآلية عملت كل واحدة منها على ازاحة ما يقارب 300 متر مكعب من الرمال في اليوم واستمرت فترة العمل 3 سنوات تم خلالها تحريك ما يقارب 6 ملايين متر مكعب من التربة لتسوية مساحات شاسعة من المقالع التي تتجاوز الـ 90 كيلومترا مربعا.
مراحل التأهيل
اشار الحجرف الى ان عملية التأهيل تمت على عدة مراحل اهمها التأهيل عن طريق الحماية، حيث تعتبر حماية المنطقة من اي انشطة بشرية كالرعي والتخييم والصيد اول خطوة لعلاج المشاكل البيئية المتعلقة باعادة تأهيل الصحراء واصلاحها، موضحا ان العمل بدأ بتسييج المنطقة على طول محيطها الذي يصل الى 60 كم. كما تم التأهيل عن طريق استزراع النباتات الصحراوية، من خلال قيام فريق العمل بالزراعة الصحراوية باستجلاب العديد من بذور النباتات مثل الرمث والعرفج والنصي والثمام، اضافة الى نباتات موسمية تزهر في فصل الصيف منها الرقروق والصمعاء والقلمان والعنصيل.
ولفت الى انه تمت زراعة ما يقارب 50 شتلة من العرفج، اضافة الى تعقيل 4000 شتلة عوسج داخل بيوت محمية ظهر منها 3000 شتلة وصل ارتفاعها الى 30 سنتيمترا خلال عام واحد، كما تمت زراعة 200 شتلة اخرى من انواع مختلفة، وتعقيل 300 شتلة سدر بري و600 شتلة من نبات الارطى و400 شتلة من شجرة الطلح.
حديقة صحراوية
لفت الحجرف الى صدور قرار يقضي باختيار موقع منطقة اللياح لتحويلها الى حديقة صحراوية او جزيرة خضراء وسط الصحراء تحتوي على اشجار ذات كثافة عالية ونباتات مقاومة للجفاف، موضحا انها ستشكل ما يقارب الـ %46 من المساحة الكلية للمنطقة المسيجة وهي على شكل دائرة يعادل محيطها حوالي 6 كيلومترات ومساحتها 12 كيلومترا مربعا، وقد تم الانتهاء من اعداد البنية التحتية لهذه المنطقة ذلك بحفر بئر ماء تم اختبار ملوحته لاستخدامه في الري، كما تم وضع خزانات للمياه وتمديد شبكة للري بالتنقيط، اضافة الى غرس 10 آلاف شجرة داخل الحديقة منها السدر والصفصاف والسلم.
فوائد مشروع التأهيل
أوضح الحجرف ان المشروع مُـدّ.د لــ5 سنوات مقبلة، سيتم خلالها استكمال عمليات التأهيل، معددا ابرز فوائد المشروع، وهي:
أولاً: تقليل كمية الغبار الصادرة عن هذه المواقع.
ثانياً: انتهاء مرحلة التأثير في الغطاء النباتي والتنوع الاحيائي الذي كان مهددا بفعل هذه الحفريات.
ثالثا: الاستفادة من هذه المواقع بعد التأهيل في المشاريع التنموية.
4 أنواع من مثبتات التربة
أشار الحجرف الى ان النجاح في اتمام المشروع تطلب ايضاً العمل على اتخاذ اجراءات خاصة بتثبيت التربة، وبهذا الشأن تم استخدام 4 انواع من المثبتات، وهي: التخشين المعدني للتربة، وذلك بوضع قطع من الصفائح المعدنية على شكل مربعات بارتفاع 20 سنتيمتراً عن الارض، فرش طبقة من الحصى على سطح التربة، وفرش قطع من المخلفات النباتية على شكل سجاد يفرش على الارض، وتغطية الارض بسعف من النخيل الجاف، ولمراقبة حركة الرمال والاتربة الدقيقة، تم وضع 15 مصيدة رمال لقياس معدلات تجمع حبيبات التربة على سطح الارض، وكذلك لقياس كمية الاتربة المتساقطة الناتجة عن العواصف الرملية.
عودة الطيور والأحياء البرية
أوضح الحجرف ان مبدأ تأهيل عودة الطيور والاحياء البرية يقوم على توافر عناصر عدة، أهمها: توفير النباتات ومصادر مياه للشرب، وقد تم تأمينها فورا، مما ادى الى ظهور بعض الحيوانات منها الثعلب البري والجربوع، والزواحف منها الضب والورل، والطيور منها العقاب والدرج، كذلك تم توفير الحماية لهذه الحيوانات من خطر الصيادين.
سالم الحجرف
تجمع مياه الأمطار في الطرقات التي صنعتها حركة الآليات
مخلفات الإطارات المستعملة في الصحراء
يضخ ملوثاته الحيوية والكيميائية في جون الكويت.. والجهات المعنية تتبادل المسؤولية مجرور الغزالي.. أزمة تلوث مستمرة منذ 30 سنة
مجرور الغزالي.. نهر من السموم يصب في البحر
إعداد وسيم حمزة
مجرور الغزالي.. أزمة تلوث عمرها يفوق 30 عاما.
هذه هي الحقيقة، فالمجرور الذي يستعمل لصرف مياه الأمطار ويمر بمناطق سكنية وحرفية وتجارية وصناعية وطبية، تلقي فيه كل منها بملوثاتها، أصبح منبعا للسموم والملوثات الحيوية والصناعية التي تصب في البحر مهددة كائناته من جهة، وملوثة مياهه التي نشربها من جهة أخرى.
لقد تحول جون الكويت الى مستنقع للملوثات من كل نوع بسبب ما يتلقاه يوميا من مجرور الغزالي.
القبس تسلط الضوء على قضية المجرور، الذي تحركت الجهات المعنية أخيرا، كالأشغال والبلدية والبيئة والصناعة، لوضع حلول لمشكلته.
تقول مديرة ادارة التخطيط والمردود البيئي في الهيئة العامة للبيئة سميرة الكندري ان مجرور الغزالي يستعمل كمجرور لصرف مياه الامطار، ويمر خلال سيره على مناطق سكنية، وحرفية، وتجارية وصناعية وطبية، يبدأ من مطار الكويت الدولي ليمر على عدة مناطق هي: جليب الشيوخ، الري، والشويخ الصناعية، والصباح الطبية، اضافة الى مناطق سكنية عدة والمنطقة الحرة.
وتعدد الكندري الملوثات المنصرفة من المجرور على الجون مثل ملوثات الصرف الصحي غير المعالجة بما تحتويه على ملوثات «حيوية وكيميائية»، اضافة الى المياه الجوفية بتراكيزها العالية من الكبريتيدات، والمياه الصناعية الناتجة عن الوصلات غير القانونية، ليخترق المجرور عمق البحر بطول يزيد على 500 متر.
دراسة
وأوضحت انه تم الايعاز من قبل الهيئة العامة للبيئة عام 2003 لمعهد الابحاث لدراسة وضع المجرور وابداء الرأي البيئي تجاهه، وقد أوصى المعهد بعدم جدوى تمديد المجرور واهمية وقف مسببات التلوث، وعلى اساسه اوصت الهيئة بالتأهيل المتكامل لمنطقة المجرور.
واشارت الى صدور توصيات وقرارات من قبل مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للبيئة بشأن اعادة تأهيل جون الكويت، وكانت من ضمنها الاجراءات المتعلقة بازالة السفن المعطلة والتربية الملوثة من ساحل جامعة الكويت في منطقة الشويخ، وكذلك ازالة التربية الملوثة واحلالها بتربة نظيفة، ووقف صرف المخلفات الصحية على المجرور، ووقف التوصيلات غير القانونية عليه.
تبديل التربة
ولفتت الكندري الى ان وزارة المواصلات قامت بتكليف احدى الشركات بالمشروع عام 2006 وتم استبدال التربة الملوثة باخرى نظيفة.
وكذلك تم الايعاز ايضاً للهيئة العامة للصناعة بالسيطرة على الصرف غير القانوني في نطاق المناطق الصناعية التابعة لها، خصوصاً في المنطقة الحرة بالشويخ.
واكدت الكندري ان فصل الشبكات الخاصة بالمناطق الصناعية الممتدة الى الشبكة العامة لوزارة الاشغال وانشاء معالجة لمياه الصرف الصناعي، مع الزام هذه المنشآت بفصل مخلفاتها الصناعية عن مخلفات الصرف الصحي، من خلال انشائها لوحدات تعالج من خلال مخلفاتها ذاتيا بحيث تكون مطابقة للمعايير الموجودة لدى الهيئة، مطالبة الوزارة باعداد دراسة شاملة على مجارير صرف مياه الامطار لديها ووقف تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالج عبرها، على ألا يتم صرف مثل هذه المياه عبر المجارير الا في حال حدوث اعطال في محطات الضخ او التنقية.
مخالفات
بدوره اوضح مدير دائرة العلوم البيئية - ادارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للابحاث العلمية د. عبدالنبي الغضبان ان مجرور الغزالي عملت وزارة الاشغال على تخصيصه لصرف مياه الامطار فقط، لكن وبتوجه منها في بعض الاحيان يتم صرف الكميات الزائدة من مياه الصرف الصحي فيه، ومنه الى البحر وذلك عندما تتجاوز القدرة الاستيعابية لمحطات المعالجة الرئيسية مثل محطة العارضية سابقا والصليبية حاليا، لافتا الى ان هذا التوجه معمول به في معظم دول العالم في حالات الطوارئ.
واضاف الغضبان ان المياه الناتجة حاليا عن المجرور، تنحصر في مياه الصرف الصحي غير المعالج اضافة الى المياه الصناعية التي تحتوي على زيوت ومواد دهنية وصبغية اخرى، وخاصة تلك الناتجة عن منطقة صبحان التي تحتوي على كثير من الصناعات التي ينبغي ان تخصص لها مكبات معينة تتم فيها المعالجة وفي مناطق محددة باشراف كل من بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة.
واشار الى ان المعهد غير معني بشكل مباشر بما يحدث داخل البر من توصيلات شرعية او غير شرعية، لافتا الى وجود الكثير من الوصلات المخالفة يتم عبرها صرف بعض المخرجات الممنوعة.
مقبرة
واكد الغضبان ان المنطقة البحرية القريبة من المجرور ملوثة بشكل كبير، منذ ان كانت مقبرة للسفن سابقا، عمل على انتشالها مركز العمل التطوعي برئاسة الشيخة امثال الاحمد بالتعاون مع الجهات المعنية الاخرى، اضافة الى ما اخرجه المجرور من تلوث عبر سنوات طويلة ماضية، مصنفا المنطقة المحيطة بالمجرور بالمنهكة بيئيا.
وتابع: لقد ادى تراكم السنوات الطويلة الماضية في توجيه الصرف الصحي غير المعالج والمختلط بالصرف الصناعي الى ظهور ملوثات عضوية وغير عضوية قد تحمل سمية طويلة المدى مما يؤثر في السلسلة الغذائية، بحيث تأكلها الهائمات الحيوانية التي تعد غذاء رئيسا للاسماك، وعبرها تصل الى الانسان، ويضاف الى ذلك تأثيرها في السياحة والترفيه لكونها تشكل خطرا على السياحة وانتشار الروائح الكريهة.
مياه الشرب
واضاف الغضبان ان السفن تعد مصدرا كبيرا لانتشار المعادن مثل الحديد والنحاس والنيكل، مما ضاعف الحمل البيئي على المنطقة، لتأثيرها السلبي في نقاوة المياه، وهضم الاسماك لها بعد ترسبها في القاع، فضلا عن دخولها محطات تقطير مياه الشرب الامر الذي ينعكس سلبا على صحة الانسان، لافتا الى ان الدراسات الحالية لم تظهر اي نوع من الخطورة على مياه الشرب، وانما الخوف يكمن عند ازدياد نسبة التلوث في المياه، حينها قد تصل الى نقطة حرجة يصعب علاجها.
واشار الى ان المعهد يعمل ما بين كل فترة واخرى على اعداد دراسات بيئية يكشف من خلالها عن حجم التطور البيئي الحاصل سواء سلبا او ايجابا، وتتضمن الدراسات الاطلاع على جودة المياه ونظافتها، كذلك مدى ازدهار وتكاثر الحيوانات البحرية، لافتا الى ان النتائج الايجابية ستظهر التطور في الاجراءات المتخذة لحل المشكلة.
واعرب الغضبان عن امله في ان تتضمن التوصيات التي وضعتها وزارة الاشغال حلولا جذرية بالتخلص من التوصيلات غير القانونية، وان يعود المجرور الى الغرض الذي وجد من اجله الا وهو صرف مياه الامطار وكذلك اعادة تأهيل المنطقة المتضررة.
حلول ترقيعية
وصف الغضبان مطالبة الهيئة العامة للبيئة لأصحاب المصانع الكبيرة في البلاد بإنشاء محطات داخلية لمعالجة المياه الناتجة عن أنشطتها قبل صرفها الى شبكة الصرف بأنها حل ترقيعي، فيما يتمثل الحل الجذري في بناء محطات مشابهة لمحطة الوفرة الخاصة بمعالجة وتدوير مياه الصرف الصحي والصناعي، مطالبا بوقف عمليات صرف أي مياه الى البيئة البحرية.
إعادة تأهيل البيئة المتضررة
لفت الغضبان إلى أن عمليات إعادة التأهيل للبيئة البحرية تحتاج الى دراسة طويلة المدى وإلى عدة سنوات، موضحا ان المنطقة تضررت منذ ما يقارب الـ 30 عاما، فأقرب مثال على مدة إعادة تأهيل البيئة المتضررة، دراسات التعويضات البيئية التي قدمت للأمم المتحدة نتيجة الأضرار البيئية التي خلفها العدوان العراقي على البلاد، فهي تحتاج سنوات طويلة، معربا عن تأييد معهد الأبحاث لأي خطوة تعمل على تقليل الأثر البيئي، لا سيما اقتراح إنشاء محطة معالجة ثنائية لمياه الصرف العابرة في المجرور، وذلك ان لم تستطع الجهات المعنية ايقافها لأسباب تقنية، وهي حلول تعد قصيرة المدى، لافتا الى أن العلاج طويل المدى يتم بتفعيل التوصيات المتضمنة حلولا جذرية.
الصليبخات مجهدة.. بيئيا!
أشار الغضبان الى ان منطقة جون الصليبخات تعد من المناطق المجهدة بيئيا، وكذلك المنطقة القريبة من ميناء الشويخ، ويعد مجرور الغزالي سببا رئيسيا لذلك، لافتا الى ان مشكلة محطة مشرف مرتبطة بالموضوع ذاته، حين تم استخدام المناهل المخصصة لصرف مياه الامطار في تصريف مياه الصرف الصحي، لتخفيف الضغط عن المحطة، قائلا: ان ما حدث في مشرف وضع طارئ، وكان لا بد من عمل ذلك لعدم وجود الامكانات الجيدة آنذاك.
بهبهاني: مصانع ومحلات زيوت السيارات تصب مخلفاتها بالمجرور
أكدت الاستاذة المشاركة في تخصص الاحياء بقسم العلوم في كلية التربية الاساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. بهيجة اسماعيل بهبهاني ان المحافظة على سلامة البيئة وحمايتها من التلوث مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل الجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن، لافتة الى وجود تخوف دائم لدى الجهات المعنية بالدولة من ازدياد كمية الامطار عن الطاقة الاستيعابية للمجارير الحالية، فزيادة كمية الامطار عن الطاقة الاستيعابية لها، خصوصاً في مجرور الغزالي، ستؤدي الى ظهور تجمعات مائية عند شارع الجهراء وشارع جمال عبدالناصر وشارع كندادراي، كاشفة عن دراسة تجرى حاليا لفصل مجرور شارع محمد بن القاسم ومجرور مطار الكويت الدولي عن مسار مجرور الغزالي، الامر الذي سيؤدي الى التخلص من كل المشاكل والتجمعات التي يواجهها مجرور الغزالي.
مخالفات
واشارت بهبهاني الى ان الخطورة تكمن في وجود بعض المصانع ومحلات تبديل زيوت السيارات في منطقة الشويخ الصناعية تقوم باجراء عمليات توصيل غير قانونية على شبكة الامطار الرئيسية (مسار مجرور الغزالي) وصرفها الى جون الكويت الامر الذي ادى الى ظهور آثار تلوث كبيرة وروائح كريهة نتجت عن ذلك، كون طبيعة الجون تتصف بتيارات مائية ضعيفة جداً الامر الذي يؤدي الى ترسب الملوثات فيه.
واوضحت بهبهاني ان تلوث مياه البحار بمياه المجارير المختلطة بالمخلفات الصناعية مثل زيوت السيارات ومخلفات المصانع، يصيب الانسان بالمرض مباشرة خصوصاً ان الاحياء البحرية مثل الاسماك والربيان، تعتبر طعاماً اساسيا له، وهو كفيل ايضاً بتغيير توازن الكائنات البحرية وبخاصة الهائمة منها، وذلك ما اثبتته الابحاث والدراسات الخاصة بهذا الشأن، حيث كشفت عن وجود علاقة اكيدة بين استمرارية المجموعات الحيوانية والنباتية وبين درجة التلوث.
البحر يتلقى من كل الجهات
ترسبات على الشاطئ قرب جون الكويت
مياه عكرة وملوثة قرب مصب المجرور
سميرة الكندري
عبدالنبي الغضبان
بهيجة بهبهاني
التعديل الأخير تم بواسطة البريمل; 31-12-2012، الساعة 01:56 PM
البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704
القبس
بعد تدمير للبيئة البرية دام 4 عقود مقالع الصلبوخ.. وداعاً
اعداد وسيم حمزة
إنه انجاز حققته البلاد اخيرا يحسب لها على مستوى المنطقة في مجال حماية البيئة الصحراوية واعادة تأهيلها، تمثل في قرار وقف استخراج «الصلبوخ» من صحراء البلاد والاستعاضة عن ذلك بالاستيراد الخارجي، بعد أن عانت بيئة البلاد من عمليات انتهاك للبيئة البرية على مدى العقود الأربعة الماضية تخللتها عمليات حفر واستخراج حتى أصبحت دراكيل استخراج الصلبوخ تشكل %3 من المساحة الإجمالية لأراضي البلاد.
شكل مجلس الوزراء لجنة مختصة تضم عددا من الجهات المعنية منها معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة، بهدف العمل على اعادة تأهيل مواقع الدراكيل الواقع معظمها في شمال البلاد، حيث استمرت لمدة 5 سنوات، ولا يزال عملها مستمرا حتى الآن.
واستكمالا لهذه الاجراءات صدرت قرارات عدة حكومية طالبت بتحويل أول موقع من هذه المواقع، خاصة في منطقة اللياح، إلى متنزه أو مسيجة خاصة بإجراء الدراسات البيئية حتى يتم تعميم فكرة تأهيل البيئة الصحراوية في كل أنحاء البلاد.
كيف حققت الكويت ذلك الانجاز؟ وما الذي فعلته؟ وما الاجراءات التي اتخذتها؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها المشرف على مشروع اعادة تأهيل البيئة الصحراوية الباحث العلمي في إدارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. سالم الحجرف.
يقول الحجرف إن اعمال الدراكيل الخاصة باستغلال الصلبوخ توقفت تماما بعد صدور قرار مجلس الوزراء في اجتماعه عام 1995 ليكون البداية الفعلية لمعالجة هذه القضية البيئية، والذي تضمن إعداد برامج تنفيذية لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والبدء في تفنيذ مشاريع بحثية والقيام بدراسات تفصيلية لإعادة التأهيل على نطاق واسع.
أفضل السبل
واشار إلى ان المعهد عمل بتكليف من قبل المجلس ممثلا بلجنة متابعة القرارات الامنية ضمت كلا من المعهد وشركة نفط الكويت ووزارة الدفاع والهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة للصناعة والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية ووزارة التجارة ووزارة الداخلية ووزارة المالية، لتعمل على تسوية مقالع الصلبوخ والعمل على اعادة تأهيل الحياة الفطرية من خلال انجاز دراسة علمية يتم خلالها البحث عن أفضل السبل لاعادة تأهيل جميع الأراضي المتضررة جراء هذه الأنشطة.
ويضيف انه تم اختيار منطقة اللياح كنموذج للمناطق المتضررة لإجراء التجارب فيها، خاصة انها تحتوي على جميع انواع التدهور الذي يشمل مناطق حفر واستخراج الصلبوخ ومنطقة جمع وتكسير الصلبوخ الخام والالقاء العشوائي للمخالفات الانشائية، اضافة إلى شبكة من الطرق غير المعبدة والموصولة بين الدراكيل والكسارات العاملة في هذا المجال، كما شهدت المنطقة ايضا ظهور الكثبان الرملية الصغيرة الحجم، لقد كان لهذه المقالع الاثر البالغ في استنزاف البيئة الصحراوية في البلاد على مدى العقود الأربعة الماضية. وقد تم اثر ذلك تشكيل فريق عمل لانجاز المشروع مكون من باحثين متخصصين وفنيين من خبرات وطنية ودولية في مجالات التصحر والزراعة في المناطق الجافة والزراعة التجميلية، ويقول د. الحجرف إن أنشطة استخراج الصلبوخ بدأت في البلاد منذ أوائل الستينات من القرن الماضي وبالتحديد في منطقة الصبية بهدف تأمين المواد اللازمة للاستخدامات الإنشائية، حيث كان ينقل الصلبوخ وقتها إلى المدينة عن طريق السفن وعبر جون الكويت، لافتاً إلى ان توسع الحركة العمرانية آنذاك زاد الطلب على الصلبوخ، مما أدى بدوره إلى ازدياد رقعة استخراجه خاصة في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من البلاد.
انتباه
ويضيف: بدأت الأنظار البيئية تلتفت نحو خطورة هذه الأنشطة بعد ان وصل مجموع ما تم تدميره من أراض يقارب %3 من مساحة البلاد، موضحاً ان أشكال التدمير تمثلت في إزالة القشرة السطحية للمنطقة المراد الاستخراج منها وبعمق تراوح ما بين نصف المتر والـ 3 أمتار، إضافة إلى اختفاء الغطاء النباتي وانقراض الحياة الفطرية المتنوعة ومنها الطيور والزواحف التي تعتمد بشكل أساسي على تلك النباتات كمصدر لغذائها، كما تعرضت مساحات كبيرة من سطح الأرض للاختلال بفعل حركة الآليات التي قدرت بموقع الدراسة في منطقة اللياح بـ 723 شاحنة نقل و30 تراكتورا و20 بلدوزرا.
ووفق الحجرف، فإن هذا التدهور البيئي نتج عنه أيضاً زيادة حدة التصحر وزحف وتراكم الرمال على الطرق وتكون العديد من المسطحات الرملية النشطة التي تتحول إلى مصادر للغبار المتساقط عند هبوب الرياح.
وأشار إلى تصنيف تدهور الأراضي الناجم عن هذه الأنشطة إلى 4 أوجه رئيسية، وهي مقالع الصلبوخ التي تعد عبارة عن حفر عميقة يتم استخراج الأتربة المخلوطة منها باستخدام آلة تعمل على فرزه وتحويله إلى مادة ذات قيمة تجارية وتعرف باسم «الغربال» ويتم تتبع أماكن الصلبوخ بشق طريق بعمق 50 إلى 15 متراً وبعرض يصل إلى 50 متراً أحياناً وسط الصحراء وبشكل عشوائي، تلي ذلك عمليات نقل الإنتاج من خلال تحميله بشاحنات تشق طريقا عشوائيا داخل الصحراء حتى تصل إلى مناطق الكسارات في منطقة اللياح، حيث يتجمع فيها ما يزيد على 20 شركة لإنتاج الصلبوخ تستقبل إنتاج المقالع المنتشرة في الصحراء، ونتج عن حركة الشاحنات والآليات الثقيلة تشكيل آلاف الكيلومترات من الطرق العشوائية.
أضرار
وعدد الحجرف الأضرار البيئية التي لحقت بالبيئة الصحراوية جراء هذه الطرق، وهي انضغاط سطح التربة، وموت الأشجار والنباتات، واختلال المجاري الطبيعية لمياه الأمطار، أما بالنسبة للكسارات فهي تعمل على التكسير والفرز لكميات كبيرة من الغبار والأتربة عديمة الجدوى الاقتصادية، مما يؤدي إلى تطاير الغبار بحيث يصل إلى المناطق السكنية، أما الأتربة فتتم إزاحتها بواسطة الجرافات مما يؤدي إلى تشكيل التلال الترابية التي يصل ارتفاعها إلى 20 متراً تقريباً.
وأضاف: لقد نتج عن هذه الأنشطة تراكم الانقاض والمخلفات الناتجة عن الآليات، الزيوت بأنواعها وزيوت التشحيم الخاصة بالشاحنات والمعدات الثقيلة ومولدات الكهرباء التي عادة ما تلقى على سطح التربة، وكذلك انتشار الإطارات المستهلكة من قبل أصحاب الشاحنات إضافة إلى المخلفات الإنشائية المختلفة التي تحملها الشاحنات وتنقلها من المدينة لرميها في الصحراء.
مبدأ إعادة التأهيل
وبين الحجرف أن برنامج إعادة التأهيل تضمن مسارين، هما: تأهيل طبيعي يعتمد على توفير الظروف البيئية المناسبة للصحراء واعطائها الفرصة لاعادة بنيتها ذاتيا من دون أي تدخل من الانسان، ليتوافر لدى النباتات النمو الطبيعي، وكذلك التأهيل الصناعي الذي تم خلاله جمع بذور النباتات الصحراوية من مناطق اخرى ونقلها إلى مختبرات، وتجفيفها وتنقيتها لتكون جاهزة للزراعة في المناطق المتضررة، لافتا الى ان زراعتها تتم بطريقتين، هما: إنبات البذور في البيوت المحمية او نقلها وزراعتها تحت طبقة رقيقة من التربة لتنمو بشكل طبيعي.
ردم المواقع المتأثرة وتسويتها
اوضح الحجرف ان عملية ردم وتسوية الحفر والتلال الناتجة عن عمليات استخراج الصلبوخ من باطن الارض تعتبر مرحلة اساسية لاعادة التأهيل، ومن هذا المنطلق بدأ العمل على ردم وتسوية المقالع في موقع جال اللياح في اكتوبر عام 2002 باستخراج اكثر من 40 بلدوزرا وآلية عملت كل واحدة منها على ازاحة ما يقارب 300 متر مكعب من الرمال في اليوم واستمرت فترة العمل 3 سنوات تم خلالها تحريك ما يقارب 6 ملايين متر مكعب من التربة لتسوية مساحات شاسعة من المقالع التي تتجاوز الـ 90 كيلومترا مربعا.
مراحل التأهيل
اشار الحجرف الى ان عملية التأهيل تمت على عدة مراحل اهمها التأهيل عن طريق الحماية، حيث تعتبر حماية المنطقة من اي انشطة بشرية كالرعي والتخييم والصيد اول خطوة لعلاج المشاكل البيئية المتعلقة باعادة تأهيل الصحراء واصلاحها، موضحا ان العمل بدأ بتسييج المنطقة على طول محيطها الذي يصل الى 60 كم. كما تم التأهيل عن طريق استزراع النباتات الصحراوية، من خلال قيام فريق العمل بالزراعة الصحراوية باستجلاب العديد من بذور النباتات مثل الرمث والعرفج والنصي والثمام، اضافة الى نباتات موسمية تزهر في فصل الصيف منها الرقروق والصمعاء والقلمان والعنصيل.
ولفت الى انه تمت زراعة ما يقارب 50 شتلة من العرفج، اضافة الى تعقيل 4000 شتلة عوسج داخل بيوت محمية ظهر منها 3000 شتلة وصل ارتفاعها الى 30 سنتيمترا خلال عام واحد، كما تمت زراعة 200 شتلة اخرى من انواع مختلفة، وتعقيل 300 شتلة سدر بري و600 شتلة من نبات الارطى و400 شتلة من شجرة الطلح.
حديقة صحراوية
لفت الحجرف الى صدور قرار يقضي باختيار موقع منطقة اللياح لتحويلها الى حديقة صحراوية او جزيرة خضراء وسط الصحراء تحتوي على اشجار ذات كثافة عالية ونباتات مقاومة للجفاف، موضحا انها ستشكل ما يقارب الـ %46 من المساحة الكلية للمنطقة المسيجة وهي على شكل دائرة يعادل محيطها حوالي 6 كيلومترات ومساحتها 12 كيلومترا مربعا، وقد تم الانتهاء من اعداد البنية التحتية لهذه المنطقة ذلك بحفر بئر ماء تم اختبار ملوحته لاستخدامه في الري، كما تم وضع خزانات للمياه وتمديد شبكة للري بالتنقيط، اضافة الى غرس 10 آلاف شجرة داخل الحديقة منها السدر والصفصاف والسلم.
فوائد مشروع التأهيل
أوضح الحجرف ان المشروع مُـدّ.د لــ5 سنوات مقبلة، سيتم خلالها استكمال عمليات التأهيل، معددا ابرز فوائد المشروع، وهي:
أولاً: تقليل كمية الغبار الصادرة عن هذه المواقع.
ثانياً: انتهاء مرحلة التأثير في الغطاء النباتي والتنوع الاحيائي الذي كان مهددا بفعل هذه الحفريات.
ثالثا: الاستفادة من هذه المواقع بعد التأهيل في المشاريع التنموية.
4 أنواع من مثبتات التربة
أشار الحجرف الى ان النجاح في اتمام المشروع تطلب ايضاً العمل على اتخاذ اجراءات خاصة بتثبيت التربة، وبهذا الشأن تم استخدام 4 انواع من المثبتات، وهي: التخشين المعدني للتربة، وذلك بوضع قطع من الصفائح المعدنية على شكل مربعات بارتفاع 20 سنتيمتراً عن الارض، فرش طبقة من الحصى على سطح التربة، وفرش قطع من المخلفات النباتية على شكل سجاد يفرش على الارض، وتغطية الارض بسعف من النخيل الجاف، ولمراقبة حركة الرمال والاتربة الدقيقة، تم وضع 15 مصيدة رمال لقياس معدلات تجمع حبيبات التربة على سطح الارض، وكذلك لقياس كمية الاتربة المتساقطة الناتجة عن العواصف الرملية.
عودة الطيور والأحياء البرية
أوضح الحجرف ان مبدأ تأهيل عودة الطيور والاحياء البرية يقوم على توافر عناصر عدة، أهمها: توفير النباتات ومصادر مياه للشرب، وقد تم تأمينها فورا، مما ادى الى ظهور بعض الحيوانات منها الثعلب البري والجربوع، والزواحف منها الضب والورل، والطيور منها العقاب والدرج، كذلك تم توفير الحماية لهذه الحيوانات من خطر الصيادين.
يضخ ملوثاته الحيوية والكيميائية في جون الكويت.. والجهات المعنية تتبادل المسؤولية مجرور الغزالي.. أزمة تلوث مستمرة منذ 30 سنة
إعداد وسيم حمزة
مجرور الغزالي.. أزمة تلوث عمرها يفوق 30 عاما.
هذه هي الحقيقة، فالمجرور الذي يستعمل لصرف مياه الأمطار ويمر بمناطق سكنية وحرفية وتجارية وصناعية وطبية، تلقي فيه كل منها بملوثاتها، أصبح منبعا للسموم والملوثات الحيوية والصناعية التي تصب في البحر مهددة كائناته من جهة، وملوثة مياهه التي نشربها من جهة أخرى.
لقد تحول جون الكويت الى مستنقع للملوثات من كل نوع بسبب ما يتلقاه يوميا من مجرور الغزالي.
القبس تسلط الضوء على قضية المجرور، الذي تحركت الجهات المعنية أخيرا، كالأشغال والبلدية والبيئة والصناعة، لوضع حلول لمشكلته.
تقول مديرة ادارة التخطيط والمردود البيئي في الهيئة العامة للبيئة سميرة الكندري ان مجرور الغزالي يستعمل كمجرور لصرف مياه الامطار، ويمر خلال سيره على مناطق سكنية، وحرفية، وتجارية وصناعية وطبية، يبدأ من مطار الكويت الدولي ليمر على عدة مناطق هي: جليب الشيوخ، الري، والشويخ الصناعية، والصباح الطبية، اضافة الى مناطق سكنية عدة والمنطقة الحرة.
وتعدد الكندري الملوثات المنصرفة من المجرور على الجون مثل ملوثات الصرف الصحي غير المعالجة بما تحتويه على ملوثات «حيوية وكيميائية»، اضافة الى المياه الجوفية بتراكيزها العالية من الكبريتيدات، والمياه الصناعية الناتجة عن الوصلات غير القانونية، ليخترق المجرور عمق البحر بطول يزيد على 500 متر.
دراسة
وأوضحت انه تم الايعاز من قبل الهيئة العامة للبيئة عام 2003 لمعهد الابحاث لدراسة وضع المجرور وابداء الرأي البيئي تجاهه، وقد أوصى المعهد بعدم جدوى تمديد المجرور واهمية وقف مسببات التلوث، وعلى اساسه اوصت الهيئة بالتأهيل المتكامل لمنطقة المجرور.
واشارت الى صدور توصيات وقرارات من قبل مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للبيئة بشأن اعادة تأهيل جون الكويت، وكانت من ضمنها الاجراءات المتعلقة بازالة السفن المعطلة والتربية الملوثة من ساحل جامعة الكويت في منطقة الشويخ، وكذلك ازالة التربية الملوثة واحلالها بتربة نظيفة، ووقف صرف المخلفات الصحية على المجرور، ووقف التوصيلات غير القانونية عليه.
تبديل التربة
ولفتت الكندري الى ان وزارة المواصلات قامت بتكليف احدى الشركات بالمشروع عام 2006 وتم استبدال التربة الملوثة باخرى نظيفة.
وكذلك تم الايعاز ايضاً للهيئة العامة للصناعة بالسيطرة على الصرف غير القانوني في نطاق المناطق الصناعية التابعة لها، خصوصاً في المنطقة الحرة بالشويخ.
واكدت الكندري ان فصل الشبكات الخاصة بالمناطق الصناعية الممتدة الى الشبكة العامة لوزارة الاشغال وانشاء معالجة لمياه الصرف الصناعي، مع الزام هذه المنشآت بفصل مخلفاتها الصناعية عن مخلفات الصرف الصحي، من خلال انشائها لوحدات تعالج من خلال مخلفاتها ذاتيا بحيث تكون مطابقة للمعايير الموجودة لدى الهيئة، مطالبة الوزارة باعداد دراسة شاملة على مجارير صرف مياه الامطار لديها ووقف تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالج عبرها، على ألا يتم صرف مثل هذه المياه عبر المجارير الا في حال حدوث اعطال في محطات الضخ او التنقية.
مخالفات
بدوره اوضح مدير دائرة العلوم البيئية - ادارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للابحاث العلمية د. عبدالنبي الغضبان ان مجرور الغزالي عملت وزارة الاشغال على تخصيصه لصرف مياه الامطار فقط، لكن وبتوجه منها في بعض الاحيان يتم صرف الكميات الزائدة من مياه الصرف الصحي فيه، ومنه الى البحر وذلك عندما تتجاوز القدرة الاستيعابية لمحطات المعالجة الرئيسية مثل محطة العارضية سابقا والصليبية حاليا، لافتا الى ان هذا التوجه معمول به في معظم دول العالم في حالات الطوارئ.
واضاف الغضبان ان المياه الناتجة حاليا عن المجرور، تنحصر في مياه الصرف الصحي غير المعالج اضافة الى المياه الصناعية التي تحتوي على زيوت ومواد دهنية وصبغية اخرى، وخاصة تلك الناتجة عن منطقة صبحان التي تحتوي على كثير من الصناعات التي ينبغي ان تخصص لها مكبات معينة تتم فيها المعالجة وفي مناطق محددة باشراف كل من بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة.
واشار الى ان المعهد غير معني بشكل مباشر بما يحدث داخل البر من توصيلات شرعية او غير شرعية، لافتا الى وجود الكثير من الوصلات المخالفة يتم عبرها صرف بعض المخرجات الممنوعة.
مقبرة
واكد الغضبان ان المنطقة البحرية القريبة من المجرور ملوثة بشكل كبير، منذ ان كانت مقبرة للسفن سابقا، عمل على انتشالها مركز العمل التطوعي برئاسة الشيخة امثال الاحمد بالتعاون مع الجهات المعنية الاخرى، اضافة الى ما اخرجه المجرور من تلوث عبر سنوات طويلة ماضية، مصنفا المنطقة المحيطة بالمجرور بالمنهكة بيئيا.
وتابع: لقد ادى تراكم السنوات الطويلة الماضية في توجيه الصرف الصحي غير المعالج والمختلط بالصرف الصناعي الى ظهور ملوثات عضوية وغير عضوية قد تحمل سمية طويلة المدى مما يؤثر في السلسلة الغذائية، بحيث تأكلها الهائمات الحيوانية التي تعد غذاء رئيسا للاسماك، وعبرها تصل الى الانسان، ويضاف الى ذلك تأثيرها في السياحة والترفيه لكونها تشكل خطرا على السياحة وانتشار الروائح الكريهة.
مياه الشرب
واضاف الغضبان ان السفن تعد مصدرا كبيرا لانتشار المعادن مثل الحديد والنحاس والنيكل، مما ضاعف الحمل البيئي على المنطقة، لتأثيرها السلبي في نقاوة المياه، وهضم الاسماك لها بعد ترسبها في القاع، فضلا عن دخولها محطات تقطير مياه الشرب الامر الذي ينعكس سلبا على صحة الانسان، لافتا الى ان الدراسات الحالية لم تظهر اي نوع من الخطورة على مياه الشرب، وانما الخوف يكمن عند ازدياد نسبة التلوث في المياه، حينها قد تصل الى نقطة حرجة يصعب علاجها.
واشار الى ان المعهد يعمل ما بين كل فترة واخرى على اعداد دراسات بيئية يكشف من خلالها عن حجم التطور البيئي الحاصل سواء سلبا او ايجابا، وتتضمن الدراسات الاطلاع على جودة المياه ونظافتها، كذلك مدى ازدهار وتكاثر الحيوانات البحرية، لافتا الى ان النتائج الايجابية ستظهر التطور في الاجراءات المتخذة لحل المشكلة.
واعرب الغضبان عن امله في ان تتضمن التوصيات التي وضعتها وزارة الاشغال حلولا جذرية بالتخلص من التوصيلات غير القانونية، وان يعود المجرور الى الغرض الذي وجد من اجله الا وهو صرف مياه الامطار وكذلك اعادة تأهيل المنطقة المتضررة.
حلول ترقيعية
وصف الغضبان مطالبة الهيئة العامة للبيئة لأصحاب المصانع الكبيرة في البلاد بإنشاء محطات داخلية لمعالجة المياه الناتجة عن أنشطتها قبل صرفها الى شبكة الصرف بأنها حل ترقيعي، فيما يتمثل الحل الجذري في بناء محطات مشابهة لمحطة الوفرة الخاصة بمعالجة وتدوير مياه الصرف الصحي والصناعي، مطالبا بوقف عمليات صرف أي مياه الى البيئة البحرية.
إعادة تأهيل البيئة المتضررة
لفت الغضبان إلى أن عمليات إعادة التأهيل للبيئة البحرية تحتاج الى دراسة طويلة المدى وإلى عدة سنوات، موضحا ان المنطقة تضررت منذ ما يقارب الـ 30 عاما، فأقرب مثال على مدة إعادة تأهيل البيئة المتضررة، دراسات التعويضات البيئية التي قدمت للأمم المتحدة نتيجة الأضرار البيئية التي خلفها العدوان العراقي على البلاد، فهي تحتاج سنوات طويلة، معربا عن تأييد معهد الأبحاث لأي خطوة تعمل على تقليل الأثر البيئي، لا سيما اقتراح إنشاء محطة معالجة ثنائية لمياه الصرف العابرة في المجرور، وذلك ان لم تستطع الجهات المعنية ايقافها لأسباب تقنية، وهي حلول تعد قصيرة المدى، لافتا الى أن العلاج طويل المدى يتم بتفعيل التوصيات المتضمنة حلولا جذرية.
الصليبخات مجهدة.. بيئيا!
أشار الغضبان الى ان منطقة جون الصليبخات تعد من المناطق المجهدة بيئيا، وكذلك المنطقة القريبة من ميناء الشويخ، ويعد مجرور الغزالي سببا رئيسيا لذلك، لافتا الى ان مشكلة محطة مشرف مرتبطة بالموضوع ذاته، حين تم استخدام المناهل المخصصة لصرف مياه الامطار في تصريف مياه الصرف الصحي، لتخفيف الضغط عن المحطة، قائلا: ان ما حدث في مشرف وضع طارئ، وكان لا بد من عمل ذلك لعدم وجود الامكانات الجيدة آنذاك.
بهبهاني: مصانع ومحلات زيوت السيارات تصب مخلفاتها بالمجرور
أكدت الاستاذة المشاركة في تخصص الاحياء بقسم العلوم في كلية التربية الاساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. بهيجة اسماعيل بهبهاني ان المحافظة على سلامة البيئة وحمايتها من التلوث مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل الجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن، لافتة الى وجود تخوف دائم لدى الجهات المعنية بالدولة من ازدياد كمية الامطار عن الطاقة الاستيعابية للمجارير الحالية، فزيادة كمية الامطار عن الطاقة الاستيعابية لها، خصوصاً في مجرور الغزالي، ستؤدي الى ظهور تجمعات مائية عند شارع الجهراء وشارع جمال عبدالناصر وشارع كندادراي، كاشفة عن دراسة تجرى حاليا لفصل مجرور شارع محمد بن القاسم ومجرور مطار الكويت الدولي عن مسار مجرور الغزالي، الامر الذي سيؤدي الى التخلص من كل المشاكل والتجمعات التي يواجهها مجرور الغزالي.
مخالفات
واشارت بهبهاني الى ان الخطورة تكمن في وجود بعض المصانع ومحلات تبديل زيوت السيارات في منطقة الشويخ الصناعية تقوم باجراء عمليات توصيل غير قانونية على شبكة الامطار الرئيسية (مسار مجرور الغزالي) وصرفها الى جون الكويت الامر الذي ادى الى ظهور آثار تلوث كبيرة وروائح كريهة نتجت عن ذلك، كون طبيعة الجون تتصف بتيارات مائية ضعيفة جداً الامر الذي يؤدي الى ترسب الملوثات فيه.
واوضحت بهبهاني ان تلوث مياه البحار بمياه المجارير المختلطة بالمخلفات الصناعية مثل زيوت السيارات ومخلفات المصانع، يصيب الانسان بالمرض مباشرة خصوصاً ان الاحياء البحرية مثل الاسماك والربيان، تعتبر طعاماً اساسيا له، وهو كفيل ايضاً بتغيير توازن الكائنات البحرية وبخاصة الهائمة منها، وذلك ما اثبتته الابحاث والدراسات الخاصة بهذا الشأن، حيث كشفت عن وجود علاقة اكيدة بين استمرارية المجموعات الحيوانية والنباتية وبين درجة التلوث.
التعديل الأخير تم بواسطة البريمل; 31-12-2012، الساعة 01:56 PM