علمنا القرآن الكثير .. و لا زال .. و سوف يستمر و مما علمنا عمق التفكر في ما ورد فيه
و كذلك عمق التفكر في صياغة ما نكتب فلعل فيها نفعا لمن يقرأه يتذكره و لو بعد حين
عظمة تشبيه الرحمة
في سورة الإسراء - ...
بأن لها جناح مأمورين بأن نخفضه ذلا و تذللا للسر الإلهي الذي لن ندركه مهما فعلنا و تفكرنا
.. الأم و الأب ...
و إقران الله هذا الأمر بدعوته ألا نعبد إلا إياه
تهتز له الأبدان ..
... و تعتصر له القلوب ..
....و تهيج به الذكرى و التذكر ..
........... و تخالجه الدموع
(( ولقد مثلنا في هذا القرآن للناس من كلّ مثل ،
و
وعظناهم فيه من كلّ عظة،
و
احتججنا عليهم فيه بكل حجة
ليتذكَّروا فينيبوا،
ويعتبروا فيتعظوا،
وينـزجروا عما هم عليه مقيمون ))
ولقد بينا للناس ، ووضحنا لهم الأمور ، وفصلناها ، كيلا يضلوا عن الحق ، ويخرجوا عن طريق الهدى .
وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا
يقول: وكان الإنسان أكثر شيء مراء وخصومة،
لا ينيب لحقّ، ولا ينـزجر لموعظة. و
معارضة للحق بالباطل
و
و نربط ما فيها من عبر و هدى و إرشاد من الباري عز وجل للإنسان
بما
نشهده في الدنيا .. من أحداث و أخبار جسام لا نهاية لها
و
بما نشهده في ديرتنا :
يتحدثون عن مكافحة الفساد .. فيما افعالهم تعززه
عرقلة و تعطيل مجلس الامة و جهود المواطنين للإصلاح
اثارة الصراعات و الفتن و التحزبات و التنابز بالألفاظ
التكسب من الدين للوصول لمناصب النواب و الوكلاء و مكافآت الشركات
المجاهرة بالفاحشة و بالمعاصي
شيوع الظلم و قهر الناس
اشراك التجار في اختصاصات الوزارات
دعم التجار بالمناقصات و الوكالات الحصرية و التحكم بالاراضي و المساكن و الأسعار
مما يعني التضييق على مصالح المواطنين و دفعهم للإقتراض من البنوك نفاق و تهاون و تخاذل و تقاعس و فتور النواب أمام الكرب اللي يمر فيه المواطنين
-----------------------------------
طبعا راح تسأل نفسك ...
شنو دوري هني كمواطن ,, شبيدي أسوي و آنا الضعيف المستضعف
لا حول و لا قوة إلا بالله .. و الله انهد حيلنا .. و ما نقدر نصبر أكثر ..حالنا وقف .. و الأوضاع وصلت لصحتنا و أرزاقنا وقيمنا ؟
تخيل أنك تقف على سطح منزلك و تنظر أمامك ... فترى كلمات تشق السكون صاعدة من الارض متجهه الى السماء ...تلهج ...تلهج ..و تلح ..تلح...
يارب ترحم امي..يارب انجح في الامتحان ..يارب تحميني .. يارب تحفظ وليدي في امريكا .. يارب تنتقم ممن ظلمني..يارب ترزقني مالا وفيرا .. يارب احصل على وظيفة.. الهم تقبل صلاتي..يارب تشفي يدي ..يارب احصل على الليسن ..يا الله توصل اختي بالسلامة..
ياارب ... يارب ..يارب ...
و
تخيل أنها تكون باللهجة الشعبية او باللغة العربية
و
تخيل انها تصدر من عجوز او شاب او طفل او امرأة او رجل او من جمع من الناس أو...
و
تخيل انها تصدر من مسجد او بيت أو شقة او شارع او وزارة او متحف او من قارب او من سيارة او ..او...
و
تخيل أنها تصدر من مريض أو غريق أو مظلوم أو فقير أو مديون أو ....
و
تخيل انها قد تصدر من غابة أو جبل او صحراء او سهل او وادي أو...
و
تخيل انها تصدر بكل لغة من لغات العالم
و
تخيل انها تصدر من كل دولة و من كل بقعة من هذه الأرض المستديرة
و
تخيل انها تصدر وسط احداث الدنيا حرب ..سلم.. وباء.. فقر .....
و
تخيل انها تخرج في كل لحظة و على مدار الساعة و على مدار اليوم صبح و ظهر و عصر و ليل .. و على مدار الشهر ..و على مدار السنة ..
و
تخيل انها صدرت و تصدر من مليارات من البشر على مدى مئات السنين
و
تخيل ان منها ما ينطبق عليها شروط حسن الدعاء و منها ما لا ينطبق و منها غير مقبولة لصدورها ممن يرتكبون المعاصي و منها ...........
و
تخيل انها هي بحد ذاتها عبادة ...............
و أخير و ليس آخرا
تخيل و أمضي في الخيلاء و التأمل و التفكر
انها
تصعد الى رب يستحي ان يرد يد عباده خالية
أقول تخيل ..
،
،
،
،
،
كم توااااااااااالى الليل بعد النهار
............................................و سار بالأنجم هذا المسااااااااار
يااااااااااااااامن
يحاااااااااار الفهم في قدرتك
................ و تطلب النفس حمى طااااااااااعتك
التفكر تعني إعمال الخاطر .. و التأمل .. يعني يقعد يقلب الواحد فيما هو أمامه من قول او كتابة او حدث..و يستدعي خزينه من المعلومات و يربط الامور ..
فتظهر له أمور مخفيه عليه ..
او
لم ينتبه لها ..
او
لم يتصورها
أو
تجعله يرى الامر الذي امامه بطريقة أخرى..
أو
تفتح له أبواب مجالات رحبه لمعالجة ما استعصي أو إستشكل عليه بعد ان ظن انها قد أوصدت
و القرآن مجالا خصبا لا حدود له لإمعان التفكر فيه و الذي يقود بدوره إلى أننا أمام كنز لكل مسلم على حدة لم و لن تسبر أغواره أبدا
و كيف يعلمنا الله مالم نعلم كما تقول الآية إلا من خلال التفكر فيما نقرأه و في مقدمته القرآن
إليكم
قراءة و تفكر لي في معاني أحد الدروس العظيمة للرسول صلى الله عليه و سلم و الذي يتطلب الوقوف عنده مليا ...و بذل كثير من الجهد في التأمل للوصول الى اتساع معانيه
إيلام نبحث في الأرجاء و ضالتنا بين أيدينا
-------
الاسلام دين فيه مساحات للتفكر مذهله ... تعتبر معين لا ينضب لمن يريد التزود
برجاحة الرأي
و
قوة الحجج
و
سعة الافق
و استشراف المستقبل
و
بعد النظر ..
و من ذلك هذا الدرس العظيم في شموله و عمق معانيه من الرسول صلى الله عليه و سلم :
- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ ، فقالَ : ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ ؟
قالَ : أفي الوضوءِ سَرفٌ
قالَ : نعَم ، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ
فمن المعروف
أن
الناس يستشهدون و يضربون الامثال دائما بما تحتويه بيئتهم التي فيها يعيشون ...
و الرسول عاش في منطقه صحراوية ليس فيها نهر...
ولكنه ضرب مثلا بنهر جاري حتى يبلغ الامر مداه عند تفكر المسلم في مغزى هذا الحديث ....
كنت أتصور أن الرسول ينصح بالإقتصاد و عدم الاسراف ...
و لكن بعد تفكير تبين لي أن الأمر اشمل نطاقا من ذلك بكثير ...
و إن الزمن و تطورات العلم و تجارب الحياة توسع مداركنا لنرى أبعادا في الحديث لم نكن ندركها من قبل ...
لنتفكر ...........
نهر جار منذ مئات السنين .. و لن ينقص منه الوضوء شيئا يذكر .. فلم أقتصد ...
ليش أقتر على نفسي و آنا قاعد أشوفه يهدر جدامي و يتدافع ليصب في البحر هباء ومنثورا .. أمر لا يقبله العقل !!