قوله : ( أفلم يسيروا في الأرض ) أي : بأبدانهم وبفكرهم أيضا ،
وقال ابن أبي الدنيا : قال بعض الحكماء :
أحي قلبك بالمواعظ ،
و
نوره بالفكر ،
و
موته بالزهد ،
و
قوه باليقين ،
و
ذلله بالموت ،
و
قرره بالفناء ،
و
بصره فجائع الدنيا ،
و
حذره صولة الدهر وفحش تقلب الأيام ،
و
اعرض عليه أخبار الماضين ،
و
ذكره ما أصاب من كان قبله ،
و
سر في ديارهم وآثارهم ،
و
انظر ما فعلوا ، وأين حلوا ، وعم انقلبوا .
أي : فانظروا ما حل بالأمم المكذبة من النقم والنكال
فقط لاحظ اتساع نطاق ما تعنيه فقط هذه الجزئية من الآية أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ............
تخيل هذه الجزئية فقط تشمل ما تقدم ذكره أعلاه أمن مفاهيم واسعة الشمول .. و لو تفكرنا و قرأنا في هذا المجال لإتسع نطاقه بدون حدود لإنه يعتبر بمثابة بناء لذات الإنسان بالمقاييس الربانية
أي أن فهم الآيات بحاجة إلى جهد جهيد ... و تفكر و تدبر ..و جمع معلومات و الإطلاع على التفاسير .. و الربط بمجريات الحياة و غيره ...
و هذا ما يغير من اسلوب تعاطينا مع القرآن .. من الإكتفاء بالقراءة ... إلى الإنتقال للدراسة و البحث فيه .. و تبادل الإفكار و المعلومات حول ما يحمله من عظات و هدى أكبر من ما يرد في الخيال ..
و أن يشكل لنا نهجا راسخا في الحياة نحيا بموجبه و نعيش فيه
{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ } وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، { مُعْرِضُونَ } رغبة عنه، وتنزيها لأنفسهم، وترفعا عنه،
وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكا لأمره،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا " فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
التفسير Tafsir (explication)السعدي - Al-Saadi
أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) تفسير الايتين 10 و 11 :ـ
{ أُولَئِكَ } الموصوفون بتلك الصفات { هم الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ } الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها، لأنهم حلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها، أو المراد بذلك جميع الجنة، ليدخل بذلك عموم المؤمنين، على درجاتهم و مراتبهم كل بحسب حاله، { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يظعنون عنها، ولا يبغون عنها حولا لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله وأتمه، من غير مكدر ولا منغص.
وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى،
وإذا ملك العبد لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا " فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
، ويستغيثون, فيقال لهم: { لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ } وإذا لم تأتهم النصرة من الله، وانقطع عنهم الغوث من جانبه، لم يستطيعوا نصر أنفسهم، ولم ينصرهم أحد.
كلما تدبرنا في القرآن و التفسير كلما إكتشفنا المزيد من الجهل في معانيه و هداه ..
لاحظ لكي تعرف معنى هذه الآية يتعين أن ترجع الى آيات سابقة و تبحث في تفسيرها ..لنعرف من هم المقصودون أولئك الذين يستغيثون الله ((( من أي كرب .. مرض .. سداد دين و غيره ))) ..فيقال لهم لا نجيركم مما حل بكم ، ..إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ ..
تخيل ...
وإذا لم تأتهم النصرة من الله، وانقطع عنهم الغوث من جانبه، لم يستطيعوا نصر أنفسهم، ولم ينصرهم أحد....
فقط تخيل .. حين الشدة المهلكة تسأل العون فلا تجده من الله ..و لا من أحد من الناس مها سعيت ... مقطوع الرجاء
التدبر في الآيات مسألة مصير .. و ما يتطلبه ذلك من سعي حثيث و إصرار شديد لإدراك المقصود .. .. و
ليست مسألة علم أو ثقافة أو فهم معاني ...
الآن يتعين أن نرجع نبحث في الآيات التي سبقتها عن المقصودون بهذه الآية حتى لا نكون و دون أن ندرك أننا ممن يأتون بأعمال تقودهم لإن يكونوا من المقصودين بها ...........
، ولكن أبى الظالمون المفترقون إلا عصيانا، ولهذا قال: { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا } أي: تقطع المنتسبون إلى اتباع الأنبياء { أَمْرُهُمْ } أي: دينهم { بَيْنَهُمْ زُبُرًا } أي: قطعا { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ } أي: بما عندهم من العلم والدين { فَرِحُونَ } يزعمون أنهم المحقون، وغيرهم على غير الحق، مع أن المحق منهم، من كان على طريق الرسل، من أكل الطيبات، والعمل الصالح، وما عداهم فإنهم مبطلون.
{ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ } أي: في وسط جهلهم بالحق، ودعواهم أنهم هم المحقون. { حَتَّى حِينٍ } أي: إلى أن ينزل العذاب بهم، فإنهم لا ينفع فيهم وعظ، ولا يفيدهم زجر، وكيف يفيد من يزعم أنه على الحق، ويطمع في دعوة غيره إلى ما هو عليه؟.
تفسير الآيتين 55 و56 :ـ
{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ } أي: أيظنون أن زيادتنا إياهم بالأموال والأولاد، دليل على أنهم من أهل الخير والسعادة، وأن لهم خير الدنيا والآخرة؟ وهذا مقدم لهم، ليس الأمر كذلك.
{ بَل لَا يَشْعُرُونَ } أنما نملي لهم ونمهلهم ونمدهم بالنعم، ليزدادوا إثما، وليتوفر عقابهم في الآخرة، وليغتبطوا بما أوتوا { حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً }
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) تفسير الآيتين 55 و56 :ـ
{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ } أي: أيظنون أن زيادتنا إياهم بالأموال والأولاد، دليل على أنهم من أهل الخير والسعادة، وأن لهم خير الدنيا والآخرة؟ وهذا مقدم لهم، ليس الأمر كذلك.
{ بَل لَا يَشْعُرُونَ } أنما نملي لهم ونمهلهم ونمدهم بالنعم، ليزدادوا إثما، وليتوفر عقابهم في الآخرة، وليغتبطوا بما أوتوا { حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً }
يقول تعالى مخبرا عن لطفه بخلقه في رزقه إياهم عن آخرهم ، لا ينسى أحدا منهم ، سواء في رزقه البر والفاجر ، كقوله تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) [ هود : 6 ] ولها نظائر كثيرة .
وقوله : ( يرزق من يشاء ) أي : يوسع على من يشاء ، ( وهو القوي العزيز ) أي : لا يعجزه شيء .
يقول السيد الجليل في الفيديو ان الله اخبرنا كمسلمين أنه من خلال النداء الوارد في الآية أدناه ينجينا بعظمة قدرته و رحمته من الغم و الكرب إذا وقعنا فيه : -
طيب و عقب ما عرفنا ما تقدم ...
أو
تذكرنا
أو
استرجعنا ما في خزيننا من المعلومات عن هذا الرحمة الربانية اللي اهي فوق أي خيال ..لإن هذه الآية و غيرها في سياق معاني عون الله للناس قرأناها مرات كثيرة
شنسوي عاد ..
أبد ... كالعادة ...
نتعجب في حينه .. سبحان الله ... لا اله الا الله ... ما أعظمك يارب .. الله أكبر .......................................................
ثم
ننسى هذا الذكر .. و نمضي في مشاغل الدنيا ...
..... فذاك شأن ............ و الدنيا شأن آخر ...
ليش ؟ ..
ما ادري ...
_ 2 _
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ..
سورة الزمر
لست متخصصا بالدين ... و معلوماتي في الدين لا تتعدى معلومات من يقرأ في التفاسير عند الحاجة .. و لست في وارد أن أكتب لكي أعلم أحدا اطلاقا .. و انما اقصد من وراء الكتابة أن أورد و أثير بعض الملاحظات لكي أحفز نفسي و من يقرأ على إعمال التفكر و التأمل و البحث و التدبر في الآيات .. تأسيسا على أن هذا ما أمرنا به الخالق تبارك و تعالى .. و أن هذا هو السبيل الوحيد لإدراك المعنى الحقيقي للعبادة و منشأ اليقين الراسخ
و لو وقع أحد في معضلة .. مثلا دين قد يعرضه لبيع بيته لسداده .. يهرع فورا الى متنفذ أو غني أو وزير أو مسؤول أو شخص بيده أن يحل مشكلته .. يتوسل و يترجى و ينكسر و يستعطف ..
و اذا حصل على كلام مجرد كلام بالنظر في موضوعه..
من قبيل ..خل أشوف..خل أكلم فلان .. ولا يهمك ان شاء الله فلان ما يقصر ... هدأ روعه ..و تأمل خيرا
و ظل ينتظر .. كلمة ..لفته .. تلفون .. أي شيء يبدر ممن بيده مساعدته
بل و يتطلع لأي كلمة أو تطمين من أي شخص آخر يعرف من بيده مساعدته
يعني أصبح مصيره معلق بإنسان
و نجاته بيد إنسان
و أمله في عون إنسان
نسى تماما اللجوء إلى المنجاة العظيمة ذكر " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ""
و نسى وعد الله : وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ..
وين عيل التعجب حين سماع الذكر :
.. سبحان الله ... لا اله الا الله ... ما أعظمك يارب .. الله أكبر
و حتى لو ذكره شخص بوعد الخالق سبحانه و تعالى بأن ذكر "" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "" ينجي من ذكره من المهالك و الكوارث و مشاكل الدنيا و من الغم و الهم ....
سوف يقول له صحيح ... تبارك الرحمن ..
ثم يسأله ما تعرف أحد يا خوي يساعدني في حل مشكلتي ...
الذكر و الهدى شأن .. و ممارستنا أنشطتنا في الحياة شأن آخر
هذا دين و روحانيات ... و ذلك واقع ماثلا نعيشه أمامنا ...
ليش ؟ ... ليش هالإنفصال عن ما نقرأه و نفهمه من معاني الآيات و حقيقة ما نفعله و نتحدث به ..
ليش هالعزل المهيمن علينا .. ليش ؟
و الأغرب ... أن ينسى المرء أنه في وقت ما من الماضي انكسر أمام ربه ..و دعاه لحل مشكلة .. و إستجاب الله له ..و انحلت المشكلة ..
و حين يتعرض لحدث و غم آخر ... ينسى الله ..و يهرع الى الناس ينكسر أمامهم و يسألهم إنقاذه
و لكن لا يعرف معنى مفردات هذه الأذكار .. و لا خلفيتها... و لماذا ذكرها يحقق الإستجابة .. ولا ما تحمله من هدى و حكم و عبر ..و لا في ما إذا كانت هذه الأذكار آية أو حديث أو دعاء.. ولا حتى يدرك ما يحمله هذا الذكر من يقين بالله و غيره من الأمور ..
طيب اذا كنا نجهل معنى الأذكار ,,فإنها سوف تكون مجرد كلمات نكررها ..
لن تحمل لنا ما تتضمنه معانيها من حسن الظن بالخالق و قوة اليقين و مشاعر الثقة في إستجابتة سبحانه للدعاء ...و التي يفترض أن تكون راسخة في الوجدان ..قبل التلفظ بالدعاء
و هنا نستذكر الآية العظيمة :
"" وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) الكهف .. و هي درس عظيم في ضرورة التعلم و العلم .. و أنه من يفوته ذلك يفوته خيرا كثيرا ..
و هذا حال من لا يذكر و لا يعلم في خلفية الأذكار و الأدعية و خلفية معانيها
أقول نستذكر الآية العظيمة و نردد :
"" و كيف لنا نتيجة هجرنا للذكر و الدعاء أن نعرف بما لم نحط به علما ""
و سيدنا عمر قال أنني لا أحمل هم الإستجابة و إنما أحمل هم الدعاء
و هم الدعاء يفرجه و يزيله التدبر فيه
ألا يبدو من لا يهتم بالأذكار و لا يتذكرها و لا يرددها إلا إذا إستدعت حاجته ذلك لتحقيق غرض ما لا أكثر ثم يمضي في هوى نفسه ... و تردديها كألفاظ دون فهم و إدراك معانيها و دون تجذر الإيمان المطلق .. .. بحسبان أن مجرد ترديد الكلمات يحقق المراد
كالذي
رغب بالفوز بجائزة مسابقة .. فمضي يعمل على توفير شروط كسبها و كل همه أن تكون في حوزته فقط في التاريخ المحدد لإجراء المسابقة .. ليستخدمها في تحقيق غايته في كسب الجائزه
إن "" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "" و التي اخبرنا الله تبارك و تعالى بإنها تنجي من الهم و الغم و الكوارث .. لو تفكرنا ..لم تأتي بصيغة الدعاء اللي نعرفها مثل :
يارب تنجيني من هالمشكلة .. يارب تنقذني ,, و غيره
و انما وردت كذكر
لكن أي ذكر ...
ذكر وراءه قصة و أحداث فيها هدى و إستغفار و عبر كثيره يجب أن نطلع عليها و ندرسها بعمق
و هذا بحد ذاته يحتاج منا الى تفكر و تأمل معمق ...
من كان يظن أن التسبيح ينجي من المهالك .. كنا ننظر للتسبيح على أنه ذكر من الأذكار نجازى على ترديده بالحسنات
و هذا يضعنا أمام تحدي كبير في كيفية إعادة تشكيل نهج فهمنا للآيات حين نقرأها من الأساس ..
ز أول و أهم أمر برأيي هو أن نفرق في أسلوب القراءة بين قراءة محتويات المطبوعات و المنشورات و بين قراءة الآيات ,,
و أن نسعى جهدنا حين نقرأ الآيات أن نفرد لها أسلوب خاص
فالمسألة لا تقف و لا تقتصر على الفهم اللغوي و قراءة التفاسير .. و إنما إعمال التفكر و التأمل و التفهم و البحث الموسع في المراجع و الربط مع آيات أخرى
إيماء لما تقدم ذكره أعلاه حول إعمال التفكر و التأمل و التفهم حين نقرأ الآيات
و
على سبيل المثال
حين نقرأ
﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾
[ سورة مريم: 25]
.. لنقف هنا .. و نتأمل ..
هزي !! .. أي حركي نحوك أو جهة اليمين أو الشمال جذع النخلة ....
هل بإمكان مريم هز النخلة ؟ ..
بالطبع لأ ..
و لكنها تهزها بعون من الله ...
طيب ... الله- سبحانه - قادر على إنزال الرطب إليها من غير هز أو تحريك،...
فلماذا قال لها هزي الجذع .. ؟
لإن بذل الأسباب في طلب الرزق أمر واجب .. و الله هو المدبر
و أيضا و لاحظ هنا ورود
...لماذا الرطب ؟
.. لإن خير ما تأكله المرأة بعد ولادتها الرطب
و غير ذلك الكثير ...الكثير من الأفكار و الإستنتاجات و المعلومات تتوارد إلى ذهنك حين تتدبر و تقرأ في
التفاسير
و لاحظ ..لاحظ .. لاحظ ..
كلما تدبرت أكثر .. توارد إلى ذهنك الهدى مندفعا ...
و أصلا الله بشرنا بذلك :
والذين اهتدوا أي للإيمان زادهم الله هدى . ... أي : يتضاعف يقينهم
إذا
قراءة الآيات و التدبر فيها يقوم على التأمل و التفكر و الإستشعار و المعايشة ..
و
هذا أمر له أثر هائل و مبهج على النفس و على تعزيز اليقين بشكل لا يمكن تخيله ..
إنه
بإختصار إعادة بناء الذات و الفكر و القرار و العمل بالتزامن مع حصاد النتائج بأفضل مما نتمنى
هذا الدعاء العظيم الذي و عد الله تبارك و تعالى أن ينجي به المسلمين ............ الذي هو منى نفس كل انسان و الذخر في الشدة ..
و حين تميل به الهموم و الكرب ميلا عظيما ..فيفرغ قلبه من الهدى الرباني و من كل شيء
إلا من الحزن الشديد و الضيم و الخوف... و الحال الكارثي الذي يعيشه .. و يتملكه و يحيط به اليأس ..
سؤال
من ينجيه في احواله هذه سوى رحمة من الرحمن تنزل عليه من حيث لا يعلم و بشكل و أسلوب لا يمكن له أن يتخيله ...
أو
حين يلهمه الله فيذكره بهذا الدعاء العظيم فينجو
طيب هل اولينا هذا الدعاء المكانة التي يستحقها ..بالطبع لأ ...
الا يفترض أن نتعامل معه كأثمن مقتني نملكه .. كونه منحه إلهية لنا نتخذها ذخرا نلجأ اليه حين الشدة .. فهل فعلنا ذلك ..طبعا لأ
لا ... بل أقول هل ميزناه حين علمنا به عن غيره مما نقرأ بالطبع لأ ..
و ربما ننساه فور الانتهاء من قراءته ..
أما إذا كان رقم او عنوان شخص متنفذ أو غني بيده المساعدة حين نلجأ اليه ..أوووووووووو ... فهو في الحفظ و الصون ..و في مكان أمين و مستقر مكين
هذه حقيقة ..و امر واقع ... و مكرر ...مهما حاولنا ان نهرب منه ....
لنبدأ نصلح امرنا المخزي الجاحد هذا ....
و الخطوة الأولى أن نهيأ أنفسنا لكي ندرس هذا الدعاء دراسة مستفيضة
و نفكر و نتفكر و نتأمل فيما ندرس
راجين من الخالق أن يزيل الأقفال من على قلوبنا ..لكي نفهم و نتفهم ما ندرس
أن يونس بن متى ، عليه السلام ، بعثه الله إلى أهل قرية " نينوى " ، وهي قرية من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله ، فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم ، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث .
فلما تحققوا منه ذلك ، وعلموا أن النبي لا يكذب ، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم ، وفرقوا بين الأمهات وأولادها ،
ثم تضرعوا إلى الله عز وجل ، وجأروا إليه ،
ورغت الإبل وفصلانها ،
وخارت البقر وأولادها ،
وثغت الغنم وحملانها ،
فرفع الله عنهم العذاب ،
قال الله تعالى : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) [ يونس : 98 ] .
وأما يونس ، عليه السلام ،
فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلججت بهم ، وخافوا أن يغرقوا .
فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه ،
فوقعت القرعة على يونس
، فأبوا أن يلقوه ،
ثم أعادوا القرعة
فوقعت عليه أيضا ،
فأبوا ، ثم أعادوها
فوقعت عليه أيضا ،
فقام يونس ، عليه السلام ، وتجرد من ثيابه ، ثم ألقى نفسه في البحر ،
وقد أرسل الله ، سبحانه وتعالى ، من البحر الأخضر - فيما قاله ابن مسعود - حوتا يشق البحار ، حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة ، فأوحى الله إلى ذلك الحوت ألا تأكل له لحما ،
ولا تهشم له عظما;
اتوقف قليلا عن نشر قصة الدعاء للتأمل فيما تقدم أعلاه
---------
عبر و عظات كثيرة يمكن الخروج بها حين نتفكر فيما تقدم كثيرة
كثيرة
و لكن حول مسألة اعادة القرعة 3 مرات بهدف ألا يكون النبي يونس هو الرجل الذي يلقونه في البحر من بينهم لتخف حمولة سفينتهم فلا تغرق منه ، ..فتقع عليه في كل مرة ...
فهذا يجب أن نتوقف عنده و نتفكر فيه بعمق
يعني
جميع من في السفينة ارادوا الا يكون يونس هو الرجل الذي يلقونه في البحر .. حتى انهم فرغوا الهدف من اللجوء للقرعة من محتواه حين اعادوها مرتين ..فلم تعد قرعة ,.. و انما الهدف إنفاذ ارادتهم ..و مع ذلك لم تتحقق ارادتهم
طيب هم يريدون ... و فوق ذلك يونس ليس بانسان عادي ... و انما نبي الله ... و الله يعين انبيائه ... فكيف لا يفوز بالقرعة ؟!!!
فألقي في البحر { فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ } وقت التقامه { مُلِيمٌ } أي: فاعل ما يلام عليه، وهو مغاضبته لربه.
السعدي
هاااااااااااااا
عرفنا الآن ليش جميع من في السفينة ارادوا الا يكون يونس هو الرجل الذي يلقونه في البحر .. حتى انهم فرغوا الهدف من اللجوء للقرعة من محتواه حين اعادوها مرتين ..فلم تعد قرعة ,.. و انما الهدف إنفاذ ارادتهم ..و مع ذلك لم تتحقق ارادتهم
عرفنا ليش ما فاز بالقرعة .. رغم انهم يريدون فوزه ... و رغم إنه يونس ليس بانسان عادي ... و انه نبي الله و الله يعين انبيائه ...
قوله تعالى : فالتقمه الحوت وهو مليم أي أتى بما يلام عليه . فأما الملوم فهو الذي يلام ، استحق ذلك أو لم يستحق . وقيل : المليم المعيب . يقال : لام الرجل إذا عمل شيئا فصار معيبا بذلك العمل .
وقوله ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ ) يقول: فابتلعه الحوت; ... وقوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) يقول: وهو مكتسب اللوم، يقال: قد ألام الرجل، إذا أتى ما يُلام عليه من الأمر وإن لم يُلَم،
عن مجاهد، قوله ( وَهُوَ مُلِيمٌ ) قال: مذنب.
انزين ليش تكرر نشر التفسير ؟
علشان نتعظ ... و نعتبر ... و نتعلم و نعلم انفسنا ان ما نقرأه ليس بقصة نحيط بها علما و نمضي .. و انما هدى في الوجدان يجب أن يستقر
فقد كنا في حياتنا من المدحضين ( المغلوبين )كثيرا ... و سوف نكون في أي وقت من المدحضين
و كنا و نتكدر .. و نحبط .. و نحزن بشدة
و نتسائل لم كنا كذلك .. و سوف نتسائل ...
ما كنا نعرف السبب
ما كنا نعرف
أن الواحد منا حينها كان :
"" مُلِيمٌ ""
و
ما كنا نعرف أن الحل
مهدى لنا على طبق من نور
دعاء
::: "" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "" :::
و لكن لم نكن نتدبر لكي يكون بصرنا حديد .. و ندرك السبب .. و نعرف أننا كنا مدحضين لإننا كنا ملامين على تقصيرنا تجاه خالقنا ..
و
من ثم نلجأ للحل ..
فــــــ
نبتهج بالنور
أسأل الله أن يجعل من خلال درسنا لهذا الدعاء
بصرنا في هدى الآيات دوما حديد ... لنفهم و نتفهم و ندرك و نخشع لما يريد ..