رهان جيل الألفية على الأسهم.. يؤتي ثماره
اقتصاد
١٩:١٩
168
0 تعليق
وليد منصور -
شهد الأمريكيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً - أي جيل الألفية إلى حد كبير - ارتفاعاً في ثرواتهم بنسبة %80 من أوائل عام 2019 إلى أواخر عام 2023، وفقاً لتقرير جديد صادر عن بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك.
قدَّم تقرير حديث تفسيراً لارتفاع ثروات جيل الألفية بانفجار في قيمة أصولهم المالية، وبشكل أكثر تحديداً، محافظهم الاستثمارية في سوق الأوراق المالية، حيث من المرجَّح أن يستثمر المستثمرون الشباب في الأسهم والأصول الأكثر خطورة من كبار السن، الذين هم أقرب إلى التقاعد ويميلون إلى الاحتفاظ بأموالهم في أماكن أكثر أماناً، مثل السندات.
وأشار تقرير بيزنس إنسايدر أن مقامرة جيل الألفية على الأسهم آتت ثمارها، فقد ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنحو %90 في الفترة من 2019 إلى 2023، حيث إن التخصيص الأعلى لجيل الشباب للأسهم ساعد في سد فجوة ثروتهم قليلاً مع الأمريكيين الأكبر سناً.
وكتب مؤلفو التقرير: «شهدت المجموعة التي تقل أعمارهم عن 40 عاماً زيادة أكبر بكثير في حصة محفظة الأسهم مقارنة بالمجموعات الأكبر سناً، إذ أن هذا التعرض المتزايد للأسهم - فئة الأصول المالية الأسرع نمواً خلال هذه الفترة - مكّن البالغين الأصغر سناً من تسجيل نمو أعلى في كل من الأصول المالية والثروة الإجمالية».
نمو المحافظ
أفاد تقرير بيزنس إنسايدر بأن الباحثين لم يتمكنوا من تحليل الأسباب التي أدت إلى القفزة في نمو محفظة الأسهم، إذ كانت الزيادة عبارة عن مزيج من الاستثمارات الجديدة ونمو الاستثمارات الحالية. وربما لعبت ضوابط التحفيز الحكومية دوراً في دفع المزيد من جيل الألفية للاستثمار، خاصة أن الأمريكيين الأصغر سناً لديهم دخل أقل بشكل عام من جيل طفرة المواليد، وبالتالي كانوا أكثر عرضة لتلقي الشيكات. وقد أعطى هذا الدعم الحكومي لجيل الألفية بعض المال ليلعبوا به، وقرّروا اللعب به في الأسهم.
وفي حين أن هذه المكاسب هي أمر جيد بشكل واضح لجيل الألفية والجيل Z الأكبر سناً، إلا أنها ليست حلاً سحرياً كاملاً لفجوة الثروة المتسعة بين الأمريكيين الأصغر سناً ونظرائهم الأكبر سناً، حيث أفاد بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، بأن مكاسب سوق الأوراق المالية «أدت إلى تضييق محدود في الفوارق في الثروة على أساس العمر على مدى السنوات الأربع الماضية»، ولكن هذه الفجوة لا تزال قائمة.
توزيع الثروة
أوضح التقرير أنه اعتباراً من عام 2019، امتلك الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً نحو %4.9 من إجمالي الثروة الأمريكية على الرغم من أنهم يمثلون %37 من السكان. ويمتلك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 54 عاماً، والذين يشكّلون نسبة مماثلة من السكان، %71.6 من إجمالي الثروة. ومع قرب نهاية عام 2023، سيطر الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً على %6.7 من إجمالي الثروة، بينما استحوذ من هم فوق 54 عاماً على %72.8.
نقاط البداية مهمة
قال نيك كولاس، أحد مؤسسي شركة DataTrek Research، إن الزيادة الكبيرة في ثروة الشباب تعكس وظيفة بسيطة في الرياضيات: «نقاط البداية مهمة. كان لدى المجموعات الأكبر سناً المزيد من الأصول في عام 2020، وبالتالي فإن نموها كان أبطأ. أما الأصغر سناً فكان لديهم أقل من ذلك، لذلك كان الأمر أسهل بكثير بالنسبة لهم». وبعبارة أخرى، من الأسهل أن تتضاعف قيمة محفظة الأسهم التي تبلغ قيمتها 1000 دولار مقارنة بنمو قيمة منزل بقيمة 300 ألف دولار بنسبة مماثلة.
وتوصلت الأبحاث التي أجرتها شركة إرنست أند يونغ، والتي نقلتها بلومبيرغ، إلى نتيجة: «كان جيل الألفية أكثر احتمالاً من الجيل X وجيل طفرة المواليد لترك سوق الأسهم عندما انخفضت في عام 2022».
التفاوت في الثروة.. مشكلة كبرى
بيَّن التقرير أن التفاوت في الثروة لا يزال يشكِّل مشكلة كبرى في أمريكا. وبينما يعد الشباب أمراً ممتعاً من الناحية الحياتية، إلا أنه ليس ممتعاً من الناحية المالية. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن عدم المساواة في الثروة ازداد سوءاً بسبب العرق خلال الفترة الزمنية المعنية.
ومع ذلك، إذا كنت ترغب في بناء الثروة، فإن الاستثمار يعد فكرة جيدة – وبعد سنوات من التعرض لبعض الأخطاء المالية، بدأ جيل الألفية في أخذ بناء الثروة على محمل الجد خلال الوباء. والتحدي الآن هو محاولة الاستمرار في ذلك، والحصول على المزيد من الحظ في سوق الأوراق المالية.
https://www.alqabas.com/article/5926429 :إقرأ المزيد
اقتصاد
١٩:١٩
168
0 تعليق
وليد منصور -
شهد الأمريكيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً - أي جيل الألفية إلى حد كبير - ارتفاعاً في ثرواتهم بنسبة %80 من أوائل عام 2019 إلى أواخر عام 2023، وفقاً لتقرير جديد صادر عن بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك.
قدَّم تقرير حديث تفسيراً لارتفاع ثروات جيل الألفية بانفجار في قيمة أصولهم المالية، وبشكل أكثر تحديداً، محافظهم الاستثمارية في سوق الأوراق المالية، حيث من المرجَّح أن يستثمر المستثمرون الشباب في الأسهم والأصول الأكثر خطورة من كبار السن، الذين هم أقرب إلى التقاعد ويميلون إلى الاحتفاظ بأموالهم في أماكن أكثر أماناً، مثل السندات.
وأشار تقرير بيزنس إنسايدر أن مقامرة جيل الألفية على الأسهم آتت ثمارها، فقد ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنحو %90 في الفترة من 2019 إلى 2023، حيث إن التخصيص الأعلى لجيل الشباب للأسهم ساعد في سد فجوة ثروتهم قليلاً مع الأمريكيين الأكبر سناً.
وكتب مؤلفو التقرير: «شهدت المجموعة التي تقل أعمارهم عن 40 عاماً زيادة أكبر بكثير في حصة محفظة الأسهم مقارنة بالمجموعات الأكبر سناً، إذ أن هذا التعرض المتزايد للأسهم - فئة الأصول المالية الأسرع نمواً خلال هذه الفترة - مكّن البالغين الأصغر سناً من تسجيل نمو أعلى في كل من الأصول المالية والثروة الإجمالية».
نمو المحافظ
أفاد تقرير بيزنس إنسايدر بأن الباحثين لم يتمكنوا من تحليل الأسباب التي أدت إلى القفزة في نمو محفظة الأسهم، إذ كانت الزيادة عبارة عن مزيج من الاستثمارات الجديدة ونمو الاستثمارات الحالية. وربما لعبت ضوابط التحفيز الحكومية دوراً في دفع المزيد من جيل الألفية للاستثمار، خاصة أن الأمريكيين الأصغر سناً لديهم دخل أقل بشكل عام من جيل طفرة المواليد، وبالتالي كانوا أكثر عرضة لتلقي الشيكات. وقد أعطى هذا الدعم الحكومي لجيل الألفية بعض المال ليلعبوا به، وقرّروا اللعب به في الأسهم.
وفي حين أن هذه المكاسب هي أمر جيد بشكل واضح لجيل الألفية والجيل Z الأكبر سناً، إلا أنها ليست حلاً سحرياً كاملاً لفجوة الثروة المتسعة بين الأمريكيين الأصغر سناً ونظرائهم الأكبر سناً، حيث أفاد بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، بأن مكاسب سوق الأوراق المالية «أدت إلى تضييق محدود في الفوارق في الثروة على أساس العمر على مدى السنوات الأربع الماضية»، ولكن هذه الفجوة لا تزال قائمة.
توزيع الثروة
أوضح التقرير أنه اعتباراً من عام 2019، امتلك الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً نحو %4.9 من إجمالي الثروة الأمريكية على الرغم من أنهم يمثلون %37 من السكان. ويمتلك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 54 عاماً، والذين يشكّلون نسبة مماثلة من السكان، %71.6 من إجمالي الثروة. ومع قرب نهاية عام 2023، سيطر الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً على %6.7 من إجمالي الثروة، بينما استحوذ من هم فوق 54 عاماً على %72.8.
نقاط البداية مهمة
قال نيك كولاس، أحد مؤسسي شركة DataTrek Research، إن الزيادة الكبيرة في ثروة الشباب تعكس وظيفة بسيطة في الرياضيات: «نقاط البداية مهمة. كان لدى المجموعات الأكبر سناً المزيد من الأصول في عام 2020، وبالتالي فإن نموها كان أبطأ. أما الأصغر سناً فكان لديهم أقل من ذلك، لذلك كان الأمر أسهل بكثير بالنسبة لهم». وبعبارة أخرى، من الأسهل أن تتضاعف قيمة محفظة الأسهم التي تبلغ قيمتها 1000 دولار مقارنة بنمو قيمة منزل بقيمة 300 ألف دولار بنسبة مماثلة.
وتوصلت الأبحاث التي أجرتها شركة إرنست أند يونغ، والتي نقلتها بلومبيرغ، إلى نتيجة: «كان جيل الألفية أكثر احتمالاً من الجيل X وجيل طفرة المواليد لترك سوق الأسهم عندما انخفضت في عام 2022».
التفاوت في الثروة.. مشكلة كبرى
بيَّن التقرير أن التفاوت في الثروة لا يزال يشكِّل مشكلة كبرى في أمريكا. وبينما يعد الشباب أمراً ممتعاً من الناحية الحياتية، إلا أنه ليس ممتعاً من الناحية المالية. ومن الجدير بالذكر أيضاً أن عدم المساواة في الثروة ازداد سوءاً بسبب العرق خلال الفترة الزمنية المعنية.
ومع ذلك، إذا كنت ترغب في بناء الثروة، فإن الاستثمار يعد فكرة جيدة – وبعد سنوات من التعرض لبعض الأخطاء المالية، بدأ جيل الألفية في أخذ بناء الثروة على محمل الجد خلال الوباء. والتحدي الآن هو محاولة الاستمرار في ذلك، والحصول على المزيد من الحظ في سوق الأوراق المالية.
https://www.alqabas.com/article/5926429 :إقرأ المزيد