تأملات العاديات ....:...:....

تأملات العاديات


قد تحدثك نفسك أن قول فلان زرع .. هو قول شائع ..و لا يقصد فيه ان هو من قام بإخراج النبتة من البذرة ...

طيب ..طيب ..طيب ..

الآن إذا ما نسب شخص ما الى نفسه انه مؤلف كتاب كان قد ألفه غيره هل يعتبر ذلك امر بسيطا أم تثور ثائرة المؤلف الفعلي ..و يذهب للشكوى في المحاكم عليه ..و يتهمه بالتزوير و السطو على حقوقه ...

و لو صنعت شركة ما منتجات و وضعت عليها اسم ماركة تجارية مرموقة دون اي حق او اتفاق او تفويض من الشركة مالكة الماركة الأصلية ..الا يؤدي ذلك الى شكاوي و قضايا و محاكم و مطاردة الشركة المقلدة و فرض عقوبات كبيرة عليها

و لو ذهب موظف الى مديره و نسب عمل قام به زميله ..الا يزعل زميله و يذهب للشكوى عليه عند المدير و يتهمه بالكذب و السطو على حقوقه


بل
اذا ما نقل احدهم محتوى ما دون ان يذكر مؤلفه او انه منقول ..الا يعتبر ذلك ايهام القراء في انه هو المؤلف


ابسط من ذلك ..

مثلا :

لو وجه شخص اسمه خالد الى آخر اسمه بدر تنبيه او معلومة .. و بعد زمن عاد بدر و كرر على خالد ما كان سمعه منه .. الا يعترض عليه خالد يالقول :

آنا من نبهتك الى ذلك .. فكيف تنبهني له


----------------------

علي آل بن علي
 
التعديل الأخير:
تأملات العاديات



إن مثل هذه الأعمال تعتبر افعالا خطيره و مؤلمة و جسيمة ..فهي سلب و سطو و سرقة حقوق الانسان .. و هي اشد جريمة من جريمة سرقة المال ..لإنها سرقة ملكات و مواهب و هبات وهبها الله لإنسان

.. و قد صدرت قوانين كثيرة تجرم هذه الأعمال .. و تفرض عقوبات كبيرة على مرتكبيها ...

و أصلا الله تعالى ذكره أمرنا بذلك
وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ

أي: لا تنقصوا من أشياء الناس، فتسرقوها بأخذها، ............ لا تنقصوهم مما استحقوه شيئا ...........ولا تنقصوا الناس حقوقهم التي يجب عليكم أن توفوهم
منقول من التفاسير

بعد ذلك كله ..و غيره مما ليس المجال لتعداده هنا ... تحدثنا أنفسنا

أن قول فلان زرع .. هو قول شائع ..و لا يقصد فيه ان هو من قام بإخراج النبتة من البذرة ...
فــــ
نصدقها و نتبع ما تحدثنا به




العجب العجاب
متشددين ... غاضبين ...ثائرين .. في بخس حقوق أنفسنا و حقوق الناس
متساهلين .. متغاضين .. ملتفتين عن الكلام المتداول الذي ينسب خلق النبات لغير الخالق

و
قبل ذلك
و
فوق ذلك

لنقف و نعاتب أنفسنا ..بل و نحاكمها ,, حين نقف و نتفكر
في
مسألة تشددنا في مسألة بخس حقوقنا فيما يتعلق بقيام آخرين بنسب ما انجزناه لإنفسهم ..
و
التساهل في ترديد اقوال ننسب فيها الخلق لغير الخالق بحجة انها اقوال شائعة لا قصد من ورائها


كالقول اني زرعت او فلان زرع .. او الشركة زرعت

في الوقت الذي نقرأ فيه في القرآن :

أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ (63) .....أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ

و هي آية واضحة المعنى كوضوح الشمسن

أقول لنقف و نعاتب أنفسنا ..بل و نحاكمها على ما تقدم


سؤال
هل ندرك فعلا ما نقرأ .. و إن كان الجواب نعم ندرك
فلم لا نطبق ما ندرك


هل يعقل أن نقبل للخالق جل في علاه ما لا نقبله لإنفسنا ؟


--------------------------


إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )
الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه.

الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم



علي آل بن علي
 
التعديل الأخير:



لك أن تتخيل .......آية معنية بهذا الشأن بالذات .. شأن خلق الزرع ...يقول الله لنا فيها

أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ

أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ
أَمْ
نَحْنُ الزَّارِعُونَ
فماذا نقول ..ونردد

فلان زرع ... الدولة زرعت ...الشركة زرعت
نقول لشخص على سبيل المثال :

يا سلام عليك ... زرعت برتقال طعمه عجيب ... شلون قدرت تزرعه في هالجو الحار ...
لا.. لا .. بعد ما اشتري برتقال الا منك ..يرتقالك غير .. حبته كبيره ..و فيه عصير مو ناشف ... ما شاء الله عليك .. صج محترف و خبير في الزرع ..محد يقدر بجاريك
الفضل لك في توفير هالبرتقال

عجيب !!!!!!

هل يعقل ذلك ...
نسب القدرة على إنبات الزرع لشخص..اي ايجاده من العدم ... و ايكال الفضل للإنسان في مواصفاته و توفيره ... و الثناء عليه ..

نقرأ الآية ثم نغلق القرآن... و نمضي ننسب فعل زرع الزرع للإنسان .و ليس للخالق ..

ثم نبرر ذلك بأنها من الأقوال الشائعة و لا يقصد فيها شيئا ..

و هو امر يدل على استسهال ترديد الكلام دون التفكر مما وراءه من خطب جلل .

كما أن مثل هذا التفكير أصلا يمس صلب العقيدة و الإيمان .. فنحن هنا نسير و دون أن ندرك في ركب من بنسبون نشأة المخلوقات الى غير الخالق

و هناك الكثير مما يقال في هذا السياق


فكثير من الأفعال و الأقوال تتعارض و تتجافى مع الهدى و القرآن ... دون أن ندرك ذلك .. و لا نتفكر فيه .. حتى لو انتبهنا الى ذلك ..فقط نكتفي بالقول ..ان ذلك خطأ و اطلاق بعض الحسرات ..ثم نمضي الى ما كنا عليه

و اننا نتفاعل مع أنشطة الدنيا بقوة بحكم ما نواجهه و نتعايش معه و لكن وقف الانظمة و المفاهيم الدنيوية .. لا وفق الهدى القرآني

اننا لا نربط بين الهدى القرآني و نهج تفكيرنا و قرارتنا و كلامنا ...

و هو ما يقود الى اننا نقرأ الآيات و لكن لا يصل الينا هداها

و ينتهي الأمر بأننا لا نقدر الله حق قدره


--------------------------------------------------

و صدق الله العظيم


إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )
الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه.
الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم



علي آل بن علي
 
عودة
أعلى