تعال ... شلون تغيب عن بالنا آية تذكرنا
أن
الله هو من زرع النبات و وضع فيه هذه المنافع الهائلة ..و انزل الماء لسقيته .. و علم الإنسان كيف يبذر البذور و يحرث ويحصد
شلون ؟
و احنا نقول و نردد :
فلان زرع ... الدولة زرعت ...الشركة زرعت
فصل تام بين ما نقرأه من آيات و بين حياتنا
ما نتعلمه من الآيات يقف عند حدود الإطلاع .. العلم .. الإحاطه
ما نربط بين ما جاء في الآيات و بين حياتنا في الدنيا
و لا
نتخذها مرجع و نهج نؤسس بموجبه فكرنا و تصرفاتنا و قراراتنا و كلامنا
نشهد
الغابات .. و الأراضي الزراعية ...المزارع ..الحدائق .. و الجبال الخضراء ..و المروج ..و البساتين التي نتغنى بها و تسر الناظرين
و اصناف منها تملأ الموائد ..تنمو بها أجسام الخلق .. و اخرى تعالج الناس .. و تصون الأجسام ..و تصلح فيها ما يفسده البشر
لمليارات الناس
و
منذ آلاف السنين ...منذ خلقت الأرض
و
لا نتذكر الخالق .. و لا ما قرأناه من آيات
قد تحدثك نفسك أن قول فلان زرع .. هو قول شائع ..و لا يقصد فيه ان هو من قام بإخراج النبتة من البذرة ...
طيب ..طيب ..طيب ..
الآن إذا ما نسب شخص ما الى نفسه انه مؤلف كتاب كان قد ألفه غيره هل يعتبر ذلك امر بسيطا أم تثور ثائرة المؤلف الفعلي ..و يذهب للشكوى في المحاكم عليه ..و يتهمه بالتزوير و السطو على حقوقه ...
و لو صنعت شركة ما منتجات و وضعت عليها اسم ماركة تجارية مرموقة دون اي حق او اتفاق او تفويض من الشركة مالكة الماركة الأصلية ..الا يؤدي ذلك الى شكاوي و قضايا و محاكم و مطاردة الشركة المقلدة و فرض عقوبات كبيرة عليها
و لو ذهب موظف الى مديره و نسب عمل قام به زميله ..الا يزعل زميله و يذهب للشكوى عليه عند المدير و يتهمه بالكذب و السطو على حقوقه
بل
اذا ما نقل احدهم محتوى ما دون ان يذكر مؤلفه او انه منقول ..الا يعتبر ذلك ايهام القراء في انه هو المؤلف
ابسط من ذلك ..
مثلا :
لو وجه شخص اسمه خالد الى آخر اسمه بدر تنبيه او معلومة .. و بعد زمن عاد بدر و كرر على خالد ما كان سمعه منه .. الا يعترض عليه خالد يالقول :
إن مثل هذه الأعمال تعتبر افعالا خطيره و مؤلمة و جسيمة ..فهي سلب و سطو و سرقة حقوق الانسان .. و هي اشد جريمة من جريمة سرقة المال ..لإنها سرقة ملكات و مواهب و هبات وهبها الله لإنسان
.. و قد صدرت قوانين كثيرة تجرم هذه الأعمال .. و تفرض عقوبات كبيرة على مرتكبيها ...
و أصلا الله تعالى ذكره أمرنا بذلك
وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ
أي: لا تنقصوا من أشياء الناس، فتسرقوها بأخذها، ............ لا تنقصوهم مما استحقوه شيئا ...........ولا تنقصوا الناس حقوقهم التي يجب عليكم أن توفوهم
منقول من التفاسير
بعد ذلك كله ..و غيره مما ليس المجال لتعداده هنا ... تحدثنا أنفسنا
أن قول فلان زرع .. هو قول شائع ..و لا يقصد فيه ان هو من قام بإخراج النبتة من البذرة ...
فــــ
نصدقها و نتبع ما تحدثنا به
العجب العجاب
متشددين ... غاضبين ...ثائرين .. في بخس حقوق أنفسنا و حقوق الناس
متساهلين .. متغاضين .. ملتفتين عن الكلام المتداول الذي ينسب خلق النبات لغير الخالق
و
قبل ذلك
و
فوق ذلك
لنقف و نعاتب أنفسنا ..بل و نحاكمها ,, حين نقف و نتفكر
في
مسألة تشددنا في مسألة بخس حقوقنا فيما يتعلق بقيام آخرين بنسب ما انجزناه لإنفسهم ..
و
التساهل في ترديد اقوال ننسب فيها الخلق لغير الخالق بحجة انها اقوال شائعة لا قصد من ورائها
يا سلام عليك ... زرعت برتقال طعمه عجيب ... شلون قدرت تزرعه في هالجو الحار ...
لا.. لا .. بعد ما اشتري برتقال الا منك ..برتقالك غير .. حبته كبيره ..و فيه عصير مو ناشف ... ما شاء الله عليك .. صج محترف و خبير في الزرع ..محد يقدر بجاريك
الفضل لك في توفير هالبرتقال
عجيب !!!!!!
اهو اللي يطلع النبته ... و يطولها ... و ينشأ حبات البرتقال و يكسبها اللون البرتقالي و يغلفها بقشرة تحميها و يكبرها و يخليها تتدلى ..!!!!!!
هل يعقل ذلك ...؟
نسب القدرة على إنبات الزرع لشخص..اي ايجاده من العدم ... و ايكال الفضل للإنسان في مواصفاته و توفيره ... و الثناء عليه ..
نقرأ الآية ثم نغلق القرآن... و نمضي ننسب فعل زرع الزرع للإنسان .و ليس للخالق ..
ثم نبرر ذلك بأنها من الأقوال الشائعة و لا يقصد فيها شيئا ..
و هو امر يدل على استسهال ترديد الكلام دون التفكر فيما وراءه من خطب جلل .
كما أن مثل هذا التفكير أصلا يمس صلب العقيدة و الإيمان .. فنحن هنا نسير و دون أن ندرك في ركب من ينسبون نشأة المخلوقات الى غير الخالق
و هناك الكثير مما يقال في هذا السياق
فكثير من الأفعال و الأقوال تتعارض و تتجافى مع الهدى و القرآن ... دون أن ندرك ذلك .. و لا نتفكر فيه
.. حتى لو انتبهنا الى ذلك ..فقط نكتفي بالقول ..ان ذلك خطأ و اطلاق بعض الحسرات ..ثم نمضي الى ما كنا عليه
و اننا نتفاعل مع أنشطة الدنيا بقوة بحكم ما نواجهه و نتعايش معه و لكن وقف الانظمة و المفاهيم الدنيوية .. لا وفق الهدى القرآني
اننا لا نربط بين الهدى القرآني و نهج تفكيرنا و قرارتنا و كلامنا ...
و هو ما يقود الى اننا نقرأ الآيات و لكن لا يصل الينا هداها
تحدثنا في ما تقدم عن تأملاتنا في مسألة ما جرت عليه العادة من نسب القدرة على إنبات الزرع لشخص..اي ايجاده من العدم ... و ايكال الفضل للإنسان في مواصفاته و توفيره ... و الثناء عليه ..
و الدليل اننا لا نطبق ما ورد فيها.. و نقول أحيانا عكس معاني ما نقرأ
و أن ذلك هو الجحود تجاه الخالق... مهما كانت الأعذار
بل
إن ذلك ينزع من القلب أساس العقيدة التي تقوم على أن الله هو الخالق .. و السير في إيكال أمر خلق الزرع للبشر
و لكن .. كل ما تقدم كان استنتاجات و استنباطات قائمه على التأمل و التفكر ..
و لم نقرأ الأساس و المتمثل في تفسير الآية التفصيلي :
( أأنتم تزرعونه ) أي : تنبتونه في الأرض ( أم نحن الزارعون ) أي : بل نحن الذين نقره قراره وننبته في الأرض .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقولن : زرعت ، ولكن قل : حرثت " قال أبو هريرة : ألم تسمع إلى قوله : ( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) .
عن أبي عبد الرحمن : لا تقولوا : زرعنا ولكن قولوا : حرثنا .
وروي عن حجر المدري أنه كان إذا قرأ : ( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) وأمثالها يقول : بل أنت يا رب .
{ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } أي: أأنتم أخرجتموه نباتا من الأرض؟
أم أنتم الذين نميتموه؟ أم أنتم الذين أخرجتم سنبله وثمره حتى صار حبا حصيدا وثمرا نضيجا؟
أم الله الذي انفرد بذلك وحده، وأنعم به عليكم؟
وأنتم غاية ما تفعلون أن تحرثوا الأرض وتشقوها وتلقوا فيها البذر، ثم بعد ذلك لا علم عندكم بما يكون بعد ذلك، ولا قدرة لكم على أكثر من ذلك ومع ذلك، فنبههم على أن ذلك الحرث معرض للأخطار لولا حفظ الله وإبقاؤه لكم بلغة ومتاعا إلى حين.
و صدق الله العظيم
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )
الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه.
الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم
لما كانت الآبات هي كلام الله الموجه لنا ..و لما كنا من عدم القدرة على إدراك مغانيها و هداها و عبرها كما يجب ..و بالعمق المطلوب .. و الذي يقود بالتبعية الى القصور في اتباع الهدى أو عدم اتباعه لعدم معرفته من الأساس
فلابد برأيي أن نتخاطب مع ما جاء فيها .. حتى نتفاعل مع نصوص الآيات ..نجاوب و نرد و نردد وفق ما يرد
يعني مثلا
حين نقرأ ..آية يسبح له ما في السماوات والأرض ... نسبح على الفور
لا بد من أن نتفاعل معها و نجاوب كلام الخالق سبحانه ..
و خير ما نستخدم كلمة موسى العظيمة ...
كلا ....
و التي قالها لجمع هائل من البشر الخائفين و الهاربين من فرعون و جنوده و الذين كانوا ورائهم.. و المحبطين حين رأو البحر أمامهم.. اليائسين من وعد الله بإنقاذهم ..
و تعني كلا ... الردع والزجر والاستنكار، ....يجوز الوقوف عليه، والابتداء بعده
قال لهم : كلا .... إن معي ربي سيهدين ..
أقول لا بد و نحن نقرأ الآيه أن نستخدم كلمة كلا ..لنزجر أنفسنا و نردعها عن أي تفكير ..و لنجدد الإيمان في قلوبنا.. و نربط مشاعرنا و تأملاتنا و تفكيرنا مع كلام الله .. ساعين جهدنا للسير في تقدير الله حق قدره
------------------------------
و صدق الله العظيم
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )
الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه. الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم
لا بد و نحن نقرأ الآيه أن نستخدم كلمة كلا ..لنزجر أنفسنا و نردعها عن أي تفكير ..و لنجدد الإيمان في قلوبنا.. و نربط مشاعرنا و تأملاتنا و تفكيرنا مع كلام الله .. ساعين جهدنا للسير في تقدير الله حق قدره
نفعل ذلك لنزجر و نستنكر على أنفسنا أن تنجرف الى نسب زرع الزرع للناس
و في ذلك كذلك تعويد النفس على التفاعل اللحظي مع كلام الله جل في علاه حين نقرأ الآيات .. نخاطب الله .. نتواصل معاه ..نستشعر مخاطبته لنا
كما نفعل حين نتخاطب مع البشر ...
و
استخدام كلمة كلا هنا ... لزجر النفس عن اي انحراف في التفكير .. أو الإنصياع للوساوس
و
عموما إتباع إسلوب التخاطب مع ما يرد في الآيات وفق مقتضى كل معنى
ذو أثر هائل في فهم و إدراك معاني الآيات .. و الثقة بالله خالق الكون ..و التعمق في الإيمان به .. و التوكل عليه ..
و بناء سور حول الذات ...من الأمان و الحماية و الكرامة و التفاؤل و الإستغناء عن الحاجة للناس ..
و
عموما كل ما تطيب به نفسك و صحتك و حياتك
------------------------------
و صدق الله العظيم
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )
الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه. الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم
يا سلام عليك ... زرعت برتقال طعمه عجيب ... شلون قدرت تزرعه في هالجو الحار ...
لا.. لا .. بعد ما اشتري برتقال الا منك ..برتقالك غير .. حبته كبيره ..و فيه عصير مو ناشف ... ما شاء الله عليك .. صج محترف و خبير في الزرع ..محد يقدر بجاريك
انت صاحب الفضل في توفير مثل هالبرتقال اللذيذ ...
عجيب ...عجيب ....عجيب !!!!!!
اهو اللي يطلع النبته من داخل البذرة ...هااااااا
... و يطولها ..و يوفر لها الجو الملائم لها.... و ينشأ حبات البرتقال...لا ويحدد و يختار نوع معين بالذات اللي يحبونه الناس ...و يكسبها اللون البرتقالي ..
و يغلفها بقشرة تحميها من الحشرات و الأوساخ و العوالق ...و علشان ما تنشف ....و يكبرها و يخليها تتدلى ..!!!!!!
هل يعقل ذلك ...؟
نسب القدرة على إنبات الزرع لشخص..اي ايجاده من العدم ... و ايكال الفضل للإنسان في مواصفاته و توفيره ... و الثناء عليه ..
ترى نقرأ الآية لما نقرأ القرآن ... نسمعها من الإمام خلال الصلاة.... نقرأها خلال صلاتنا
ثم نغلق القرآن...
و
نمضي ننسب فعل زرع الزرع للإنسان ..للمخلوق ... .و ليس للخالق ..
عجيب ,,, شالإنفصال ... شفينا
شالإزدواجية في المعتقد
ذاك دين وروحانيات ..و الدنيا واقع نعيشه و نتفاعل معاه
--------------------------
إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ
لَــ
"" كَنُودٌ ""
( جاحد للنعم )
الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه. الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم