23-01-2015, 07:26 AM
البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704
أين تبرعات الجماعات الآسلامية من هؤلاء المساكين
\
============
«الأنباء» تزور مخيم كوتو بالونغ للاجئين من مسلمي الروهينجيا في «كوكس بازار» البنغلاديشية وتتابع أوضاعهم الإنسانية
الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - الأنباء أضـف تعليقك
:حجم الخط
أبناء مسلمي الروهينجيا في مخيم كوتو بالونغ يعانون من أوضاع مزرية (فريال حماد)
الزميل عدنان الراشد والملحق الاداري بسفارة الكويت ناصر العنيزي ومرافقوهم الى مخيم كوتو بالونغ
طلاب من أبناء مسلمي الروهينجيا يتلقون تعليمهم في أحد فصول المخيم
تجمع عدد من سكان المخيم مطالبين المنظمات الدولية والعالم الحر بالالتفات إلى قضيتهم
بداية الجولة في مخيم كوتو بالونغ برفقة مسؤول المخيم ومساعديه (فريال حماد)
الأطفال يتابعون شرح أحد المعلمين
إحدى المحاضرات المقدمة للنساء حول التوعية الأسرية
متابعة للأطفال أثناء لعبهم
تشجيع من الزميل عدنان الراشد للأطفال
صناعة الكراسي في ورشة النجارة
جانب من توزيع الأرز على سكان المخيم
عمل مجموعة من النساء في خياطة الملابس
ورشة الخياطة حيث تعمل اللاجئات
عاملتان تجهزان الصابون بعد تصنيعه
الأبناء يتدربون في ورشة الكهرباء
توزيع حصص من الزيت
فقر وبؤس.. وابتسامة أمل لغد أفضل
تدريب النساء على استعمال الحاسوب
..وفي الطريق إلى المخيم
كوكس بازار - عدنان الراشد
يتعـــــرض مسلمو الروهينجيا في بورما لأبشع عمليات الاضطهاد والعنف منذ عقود بدءا من أولى عمليات التطهير العرقي التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي على أيدي البوذيين (الماغ) الذين يشكلون الأكثرية من تعداد سكان ميانمار (بورما) الذي يزيد على 55 مليون نسمة تصل نسبة المسلمين بينهم الى أكثر من 20% والباقون من اتباع البوذية (الماغ) وطوائف أخرى تشكل بمجموعها اتحاد بورما المؤلف من عرقيات متعددة تبلغ أكثر من 140 عرقا أهمها البورمان ثم يأتي المسلمون، أما ولاية أراكان فيمثل المسلمون فيها أكثر من 70% من سكان الاقليم، وقد تعرضوا لكل أنواع الظلم من قتل وتهجير وتشريد وتجويع ومصادرة للأراضي بعد الانقلاب العسكري للجنرال نيوين في العام 1962 بدعم من الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفييتي السابق والذي قام بأشد العمليات ضد المسلمين عام 1978 والتي أسماها عملية «الملك التنين».
وتعتبر عملية التطهير الثانية التي تعرض لها المسلمون الروهينجيا أوائل تسعينيات القرن الماضي من أكثر عمليات التطهير العرقي بشاعة إذ أدت الى مقتل وتهجير مئات الآلاف من المسلمين بعد أن استبيحت دماؤهم وأعراضهم وأموالهم في «أراكان» على أيدي عصابات متشددة من البوذيين المتطرفين بالتزامن مع صمت عالمي غريب ودعم من حكومة بورما بهدف ترحيلهم عن ديارهم ليحافظوا على غالبيتهم البوذية في الاقليم، وكانت وجهة الغالبية العظمى من المهجرين الى جمهورية بنغلاديش الشعبية المجاورة والتي استقبلت أكثر من 350 ألف لاجئ من مسلمي الروهينجيا، حتى أن قسما منهم يحمل جوازات سفر بنغلاديشية، كما أقامت الحكومة هناك مخيمين الاول يضم أكثر من 19 ألف لاجئ بينما يضم مخيم كوتو بالونغ للاجئين أكثر من 10 آلاف لاجئ.
زيارة المخيم
«الأنباء» زارت مخيم كوتو بالونغ في بنغلاديش للوقوف على أحوال اللاجئين الانسانية من مسلمي الروهينجيا فيه، وبعد رحلة بالطائرة من مدينة داكا الى مدينة شيتاغونغ ومنها الى مدينة كوكس بازار حيث استغرقت الرحلة اليها برا حوالي 5 ساعات، ثم توجهنا الى المخيم الذي يبعد عنها أيضا حوالي ساعة ونصف برا.
ويعتبر مخيم كوتو بالونغ للاجئين أحد آخر مخيمين متبقيين من أصل 20 مخيما أقيمت لمنح الملاذ الآمن للاجئين من ميانمار خلال تدفقهم عام 1992، ويقع المخيم على مسافة 37 كيلومترا من مدينة كوكس بازار، والمخيم الآخر على بعد 48 كيلومترا عن هذا المخيم ويضم 19 ألف لاجئ، ويقع على أراضي غابات راجا بالونغ يونيون بيريشيد التابعة لاوخيا اوبازيلا في منطقة كوكس بازار ويبعد المخيم 500 متر فقط عن الحدود مع ميانمار.
الهروب من الموت
وقد عبر اللاجئون من ميانمار (بورما) الحدود ودخلوا أراضي بنغلاديش بين نوفمبر 1991 ويونيو 1992 ووجدوا ملاذا آمنا لهم هناك، وهم من سكان ولاية راخين «أراكان» الواقعة في الجزء الغربي من ميانمار، ومعروفون باسم الروهينجيا المأخوذ من رهانغ/روشانغ وهو الاسم القديم لأراكان، حيث هربوا من الاضطهاد والموت في بورما على أيدي البوذيين هناك، حتى ان الهيئة العامة للأمم المتحدة تعتبرهم من الاقليات الأكثر اضطهادا في العالم.
ضعف الإمكانات
ورغم ما تعانيه حكومة بنغلاديش من صعوبات ومشكلات وضعف الامكانات فقد استقبلت هؤلاء اللاجئين، وقد تعرضت بنغلاديش للكثير من الانتقادات حتى وصل الأمر بالبعض الى اتهام السلطات هناك بأنها مقصرة في حقهم الى أن ألقى بعضهم باللائمة على السلطات البنغلاديشية واتهمها بالتواطؤ مع السلطات البورمية واتهمها ايضا بالتقصير، مستدلا على ذلك بأن الحكومة البنغلاديشية منعت منظمات خيرية من تقديم المساعدات لمسلمي بورما بحجة ان ذلك يشجع المزيد من مسلمي الروهينجيا على الفرار من بورما والقدوم الى بنغلاديش، بينما تؤكد السلطات في بنغلاديش والعديد من المسؤولين فيها انها تقدم كل ما تستطيع لخدمة هؤلاء اللاجئين والتخفيف عنهم، غير أنها باتت تعاني من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لوجود هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين ولضعف الامكانات المتوافرة، حيث ان المساعدات الاغاثية والإنسانية بأنواعها للاجئين قليلة جدا ولا تغطي الاحتياجات اليومية والمتطلبات اللازمة للاجئين لتأمين العيش الكريم لهم من خدمات صحية وأدوية وتوفير التعليم ومتطلباته وكذلك تأمين المواد الغذائية بأنواعها والملابس والكسوة والمأوى المناسب لهم لحمايتهم من تغيرات الطبيعة وظروفها المتقلبة.
كما أن غالبية سكان جمهورية بنغلاديش البالغ عددهم حوالي 180 مليون نسمة يعانون من الفقر والبطالة، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة والكوارث الطبيعية من أعاصير وفيضانات وغيرها والزيادة الكبيرة في أعداد السكان أمور تثقل كاهل الحكومة البنغلاديشية، حيث ترى حكومة بنغلاديش ان السماح ببقاء اللاجئين من الروهينجيا يشجع الآخرين في ميانمار على اللجوء مجددا وزيادة أعدادهم في بنغلاديش التي تعاني أصلا من الكثافة السكانية العالية، وان حكومة ميانمار (بورما) هي المسؤولة عن حل المشكلة بمنع التمييز العنصري والديني ومنح مسلمي الروهينجيا صفة المواطنة وحقوقهم الكاملة، مطالبة بأن تلعب دول العالم والمنظمات الدولية والإنسانية الدور الإيجابي والمطلوب منها لحث حكومة ميانمار على حل هذه المشكلة وبالشكل الذي لا يحرم أو يفقد هؤلاء الناس مواطنتهم، وان كانت بنغلاديش تساعدهم فمن منطلقات إنسانية وللعلاقات والروابط الاخوية والإسلامية، إلا أن هذه المساعدات تشكل عبئا على اقتصادها الذي لا يستطيع تحمل نفقات استقبال هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين.
جولة في المخيم
وأثناء تجوالنا في المخيم وجدنا أن جميع أنشطة المنظمات الحكومية وغير الحكومية والدولية ووكالات الأمم المتحدة في المخيم تخضع لإشراف ومراقبة وتنسيق من مكتب المسؤول عن المخيم وهو ممثل الحكومة في المخيم والمسؤول عن تطبيق سياساتها وقراراتها المتعلقة باللاجئين، والمخيم تحت إشراف وتنسيق مكتب مفوض غوث وإعادة اللاجئين في كوكس بازار وهذا المفوض هو السكرتير المشترك لحكومة بنغلاديش.
وتبلغ مساحة المخيم 3 كيلومترات مربعة وهو مقسم على 7 قطع وقد أنشئ في 2 فبراير من العام 1992، ويضم 1219 عائلة لاجئة تمثل 10805 أشخاص لاجئين موزعين على 453 خيمة، وفيه 12 مدرسة للأطفال، وإجمالي التلاميذ 3431 تلميذا وتلميذة منهم 1668 ذكورا و1763 إناثا يدرسهم 95 مدرسا منهم 48 بنغلاديشيا و47 لاجئا.
وفي المخيم 14 مسجدا ومركز اجتماعي ومركزان نسائيان ومصنع للصابون يتم فيه تدريب اللاجئين على صناعة الصابون ويعملون فيه أيضا، و134 بئرا صغيرة للمياه بمضخات يدوية و635 مرحاضا و270 حماما، وهناك 35 حاوية للقمامة و6 محارق، إضافة الى محرقة طبية.
المكتب المسؤول
وبسؤالنا عن مهام المكتب المسؤول عن المخيم أوضحوا لنا انه يقوم بالمهام التالية: الإدارة العامة للمخيم وتنسيق مهام جميع الوكالات والحفاظ على القانون وبناء وصيانة الخيام والبنى التحتية الأخرى، والاحتفاظ بإحصائيات اللاجئين وغيرها من الإحصائيات والإشراف على العودة الطوعية للاجئين، وإجراء المحادثات الثنائية الميدانية مع ميانمار حول تقديم وتسجيل وإعادة اللاجئين والمحافظة على الارتباط والعلاقات مع الممثلين العامين المحليين وإدارة أوبازيلا.
الخدمات الصحية
وتوجد في المخيم وحدة صحية للاجئين تعمل على تقديم الخدمات الطبية والإسعافية وحتى الغذائية للاجئين وهي مقسمة الى عدة إدارات تشمل إدارة قسم العيادات الخارجية وإدارة قسم العيادات الداخلية وإدارة برنامج التطعيم وإدارة أنشطة تنظيم الأسرة، وتقوم الوحدة بعقد جلسات توعية عامة حول الصحة وتنظيم الأسرة، اضافة الى إجراء خدمات التحويل للمرضى اللاجئين.
كما يشهد الدور الملحوظ للهلال الأحمر البنغلاديشي في نقل وتخزين وتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين والإشراف على تخزين وتوزيع المواد غير الغذائية المقدمة من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، إضافة الى توزيع المواد المقدمة من حكومة بنغلاديش، حيث تقدم مواد إعاشية من الأرز والحبوب وزيت الصويا والملح والسكر والأغذية الممزوجة مرتين أسبوعيا، مع مواد غير غذائية كصابون الغسيل والحمام والكيروسين والبطانيات وفرش النوم وغيرها.
وفي المخيم ايضا مركز للشرطة لحفظ الأمن داخل المخيم وفك النزاعات والخلافات إن وجدت.
دور الأمم المتحدة
تتواجد الأمم المتحدة في المخيم من خلال عدد من الوكالات العاملة فيه وأهمها: مفوضية اللاجئين التي تضطلع بالاهتمام بمسائل الحماية وتقديم المواد غير الغذائية لتوزيعها على اللاجئين، وإدارة الجلسات المشتركة لتبادل المعلومات، وإدارة العودة الطوعية بالاشتراك مع حكومة بنغلاديش، إضافة الى مساعدة سلطات المخيم في جميع مجالات الغوث والعودة الطوعية.
كما يلعب برنامج الغذاء العالمي دورا مميزا في تقديم المواد الغذائية لتوزيعها على اللاجئين وتقديم بعض الوجبات بموجب برنامج إطعام تلاميذ المدارس، ودعم الغذاء من اجل التدريب ومراقبة أنشطة توزيع الأغذية. أما منظمة الصحة العالمية فتشرف على برنامج التطعيم لمنع انتشار الأمراض خصوصا عند الأطفال والمواليد الجدد.
وبدوره يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم الفني والإداري للعناية بالصحة التناسلية وزيارات ما بعد الولادة ويشرف على وحدة التوليد ومستلزماتها وينظم برامج تنظيم الأسرة وغيرها.
مناشدة العالم
واستوقفنا تجمع عدد كبير من قاطني المخيم الذين رفعوا لافتات يناشدون من خلالها المنظمات الدولية والإنسانية وحكومات العالم التدخل لإنقاذهم والالتفات الى قضيتهم التي باتت تطول وتزداد تعقيدا يوما بعد يوم، مطالبين الأمم المتحدة وجميع الدول بالضغط على حكومة ميانمار «بورما» ووقف عمليات التطهير التي تشنها الجماعات البوذية المتطرفة ضد المسلمين الروهينجيا في إقليم أراكان وغيره من المناطق البورمية، وإيقاف المجازر التي ترتكب بحقهم على مرأى ومسمع من العالم الحر ودون أن يكترث أحد لمعاناتهم، وان يعودوا الى وطنهم مع كفالة حقهم في المواطنة والعيش الكريم وتمتعهم بجميع المزايا التي يتمتع بها الآخرون من حقوق الجنسية.
وقد لاحظنا مدى إصرارهم على التمسك بحقهم وحرصهم على العودة متى ما تحقق لهم الأمن والأمان، وكان تعامل الحكومة البورمية معهم على أساس انهم مواطنون لهم ما لغيرهم من الحقوق وعليهم ما على غيرهم من الواجبات، وأشاروا الى التقصير الكبير في مد يد العون والمساعدة اليهم إلا من بعض الدول والمنظمات التي توجهوا اليها بالشكر رغم احتياجاتهم المتزايدة يوما بعد يوم.
مساعدات عربية ودولية
نزح مسلمو الروهينجيا من موطنهم وغادروا اراضيهم مجبرين تحت ظلم وتعسف الاكثرية البوذية المدعومة من النظام في ميانمار، حيث اقيم اكثر من 24 مخيما للاجئين في محيط عاصمة ولاية اراكان سيتوي، باشراف المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تنسق الخدمات مثل توفير المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية بما يتوافق مع المعايير الانسانية ومبادئ الحماية والتوزيع العادل للمساعدات في المخيمات وضمان سلامتها وسكانها وتدريب المسؤولين عن ادارتها، فكان تجاوب العديد من الدول لمد يد العون لهؤلاء اللاجئين للتخفيف عنهم والمساهمة في بقائهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، ومساعدة البلدان التي تستضيفهم لتكون قادرة على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم المتزايدة.
حيث كانت الكويت من أبرز المبادرين بتقديم العون والمساعدة من خلال العديد من الجهات، وفي مقدمتها اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة وجمعية الاصلاح الاجتماعي وجمعية عبدالله النوري وجمعية احياء التراث الاسلامي وجمعية الشيخ فهد الأحمد الخيرية ولجنة أراكان الكويتية والهلال الاحمر الكويتي وغيرها من جهود ذاتية لمواطنين كويتيين من الناشطين والناشطات الذين قدموا الكثير لدعم مسلمي الروهينجيا المهجرين، سواء في بورما او بنغلاديش او غيرهما من دول الجوار التي استقبلت هؤلاء اللاجئين.
وكذلك كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم 50 مليون دولار لمسلمي الروهينجيا في ميانمار، وكذلك ما تقدمه جمعيتا الندوة وزمزم الخيريتان، وتبرعات العديد من جهات الخير السعودية، استجابة لحاجات اللاجئين وتخفيفا لمعاناتهم التي يتعرضون لها من انتهاكات لحقوق الانسان من تطهير عرقي وقتل وتشريد.
بدورها، ساهمت دولة قطر الشقيقة بتقديم الكثير من المساعدات عبر جمعية قطر الخيرية التي قدمت مساعدات اغاثية واساسية للاجئين من مسلمي الروهينجيا، كما وقعت اتفاقية تعاون وشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمساعدة مسلمي ميانمار في ولاية اراكان تتبرع بموجبها الجمعية بمنحة تبلغ مليوني دولار، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية والهلال الأحمر القطري، وغيرها من مساعدات المحسنين القطريين.
كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مساعدات عاجلة لمسلمي ميانمار النازحين بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبواسطة الهلال الاحمر الاماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية.
ولأن دبي تعتبر مقر تخزين احتياطي الطوارئ الخاص بالمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد تم ارسال اكثر من 500 خيمة من المخزون الخاص بالمفوضية، اضافة الى 700 خيمة تبرعت بها الوكالة الكورية للتعاون الدولي في نوفمبر 2012 بعد المذابح الفظيعة التي تعرض لها مسلمو الروهينجيا في اراكان العام الماضي.
كذلك قامت هيئة الاغاثة التركية بتوزيع معونات متنوعة من مواد غذائية ومستلزمات تنظيف والعاب اطفال على لاجئي اراكان.
بدوره، قدم الاتحاد الاوروبي تعهدا بتقديم 200 الف يورو ضمن المساعدات الإنسانية للاجئين في تايلند والذين علقوا اثناء محاولتهم الوصول الى ماليزيا اثناء فرارهم من ميانمار (بورما) في اوائل العام الحالي. وعبر الاتحاد الاوروبي عن تخوفه من مصير لاجئي الروهينجيا داخل ميانمار او خارجها، وبالنسبة لماليزيا فإنها تبذل جهودا لمساعدة اللاجئين والتخفيف عنهم.
جهود مشكورة ساهمت في نجاح الزيارة
تتوجه «الأنباء» بالشكر الى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والى وكيل الوزارة خالد الجارالله ومدير مكتب الوكيل الوزير المفوض أيهم العمر على ما بذلوه من جهود لتسهيل الزيارة.
كما تتوجه بالشكر الى السفير علي الظفيري لتنسيقه مع الخارجية في جمهورية بنغلاديش، والذي لم يقصر منذ بدء فكرة الزيارة التي تكللت بلقاء رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، ورئيسة الوزراء السابقة في بنغلاديش «البيغوم» خالدة ضياء، وكذلك وزيرة الخارجية د.ديبو موني ورئيسة البرلمان وقيادات هيئة الاستثمار، والى مدير عام ادارة وسط وغرب آسيا في الخارجية البنغلاديشية محمد نظير الاسلام، والملحق الاداري في سفارتنا في بنغلاديش ناصر العنيزي الذي رافقنا في محطات جولتنا وكان خير رفيق ومرشد.
والشكر موصول لمسؤول العلاقات العامة في سفارة الكويت جاويد حيدر كريم، علما بأن «الأنباء» حصلت على موافقة حكومية استثنائية من وزارة الخارجية في جمهورية بنغلاديش الشعبية لزيارة مخيم كوتوبا لونغ للاجئين، في كوكس بازار بجهود سفيرنا هناك علي الظفيري الذي رافقنا الى مدينة كوكس بازار واشرف على انجاح زيارة مخيم اللاجئين.
«أبومهند»: صاحب السبق
نسجل بكل اعتزاز ما بذله الزميل العزيز يوسف عبدالرحمن «أبومهند» الذي كان أول من زار مخيمات لاجئي الروهينجيا في بنغلاديش قبل 20 عاما وتحديدا في مايو 1993 لايصال مساعدات اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة ونشر تقارير زيارته في جريدة «الأنباء».
السكان واللغة
يبلغ عدد سكان ميانمار «بورما» اكثر من 55 مليون نسمة، ولا تقل نسبة المسلمين بينهم عن 15% نصفهم في اقليم اراكان ذي الغالبية المسلمة.
ويتألف سكان بورما من تركيبة عرقية متعددة العناصر تصل الى اكثر من 140 عرقا تكون هذه البلاد مع عدة لغات، ويتحدث اكثر السكان اللغة البورمانية ويطلق عليهم اسم «البورمان» وهم من القبائل الصينية التي تحدرت من منطقة التبت وجاءوا الى بورما في القرن السادس عشر الميلادي ومعروفون بشراستهم ويعتنقون البوذية وقد سيطروا على البلاد اواخر القرن الـ 18 الميلادي وحكموا البلاد.
جماعات أراكان
من بين الجماعات المكونة لبورما جماعات اراكان والكاشين الذين ينتشر الاسلام بينهم، ويستوطنون القسم الجنوبي من مرتفعات اراكان بورما وفيه كثافة سكانية كبيرة للمسلمين الذين يمثلون اكثر من 70% من سكان الاقليم وان كانت الاحصاءات الحكومية الرسمية لا تنصفهم، ووصل الإسلام الى اراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، رحمه الله، في القرن السابع الميلادي عن طريق الرحالة العرب وحكمها 48 ملكا مسلما على التوالي لاكثر من 350 سنة ما بين 1430م و1784م وانتشر الاسلام ايامها في جميع ارجاء بورما وفيها شواهد من الآثار الاسلامية الرائعة من المدارس والمساجد.
طمس الهوية الإسلامية
عملت السلطات البورمية على تدمير كل ما يتعلق بالإرث الحضاري والانساني لمسلمي الروهينجيا، اذ دمرت المساجد والمدارس والمباني التاريخية ومنعت ترميمها او اعادة بنائها، حتى انها لا تعترف او تصادق على شهادات خريجي المدارس الاسلامية سعيا منها الى صهر المسلمين في المجتمع البوذي بشكل قسري وتعسفي ينهي ثقافة المسلمين بشكل عنصري وبعيد عن ادنى حدود التعامل الانساني او ادنى حقوق المواطنة.
مطالب مستحقة
يطالب المسلمون في بورما قادة العالم عموما وزعماء المسلمين خصوصا بأن يتم الالتفات الى قضيتهم بشكل لائق من حيث البحث والدراسة والتناول الاعلامي، وان يدعموا توفير فرص التعليم لابناء مسلمي الروهينجيا، وتقديم المنح الدراسية وتخصيص مقاعد لهم في الجامعات والمعاهد.
منع السفر والزواج
لا يحمل مسلمو الروهينجيا جوازات سفر، اذ من غير المسموح لهم السفر او مغادرة ولاية «اراكان» الى غيرها من مناطق ميانمار «بورما».
كما ان الامر الاكثر غرابة وعنصرية يتمثل في منعهم من الزواج من دون تصريح، اضافة الى تحديد فترات منع للزواج قد تمتد الى سنوات بهدف تحديد النسل وتغيير الهيكل الديموغرافي للاقليم.
البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704
أين تبرعات الجماعات الآسلامية من هؤلاء المساكين
\
============
«الأنباء» تزور مخيم كوتو بالونغ للاجئين من مسلمي الروهينجيا في «كوكس بازار» البنغلاديشية وتتابع أوضاعهم الإنسانية
الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 - الأنباء أضـف تعليقك
- المخيم يضم أكثر من 10 آلاف لاجئ وهو أحد آخر مخيمين متبقيين من أصل 20 مخيماً أقيمت لمنح الملاذ للاجئين منذ 1992
- تهجير مئات الآلاف من «أراكان» بعد أن استبيحت دماؤهم وأعراضهم وأموالهم
- مسلمو الروهينجيا في ميانمار يتعرضون لأبشع عمليات الاضطهاد منذ عقود على أيدي البوذيين «الماغ»
- المساعدات المقدمة لإغاثة اللاجئين لاتزال ضعيفة ولا ترقى لمستوى ضمان العيش الكريم للاجئين
كوكس بازار - عدنان الراشد
يتعـــــرض مسلمو الروهينجيا في بورما لأبشع عمليات الاضطهاد والعنف منذ عقود بدءا من أولى عمليات التطهير العرقي التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي على أيدي البوذيين (الماغ) الذين يشكلون الأكثرية من تعداد سكان ميانمار (بورما) الذي يزيد على 55 مليون نسمة تصل نسبة المسلمين بينهم الى أكثر من 20% والباقون من اتباع البوذية (الماغ) وطوائف أخرى تشكل بمجموعها اتحاد بورما المؤلف من عرقيات متعددة تبلغ أكثر من 140 عرقا أهمها البورمان ثم يأتي المسلمون، أما ولاية أراكان فيمثل المسلمون فيها أكثر من 70% من سكان الاقليم، وقد تعرضوا لكل أنواع الظلم من قتل وتهجير وتشريد وتجويع ومصادرة للأراضي بعد الانقلاب العسكري للجنرال نيوين في العام 1962 بدعم من الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفييتي السابق والذي قام بأشد العمليات ضد المسلمين عام 1978 والتي أسماها عملية «الملك التنين».
وتعتبر عملية التطهير الثانية التي تعرض لها المسلمون الروهينجيا أوائل تسعينيات القرن الماضي من أكثر عمليات التطهير العرقي بشاعة إذ أدت الى مقتل وتهجير مئات الآلاف من المسلمين بعد أن استبيحت دماؤهم وأعراضهم وأموالهم في «أراكان» على أيدي عصابات متشددة من البوذيين المتطرفين بالتزامن مع صمت عالمي غريب ودعم من حكومة بورما بهدف ترحيلهم عن ديارهم ليحافظوا على غالبيتهم البوذية في الاقليم، وكانت وجهة الغالبية العظمى من المهجرين الى جمهورية بنغلاديش الشعبية المجاورة والتي استقبلت أكثر من 350 ألف لاجئ من مسلمي الروهينجيا، حتى أن قسما منهم يحمل جوازات سفر بنغلاديشية، كما أقامت الحكومة هناك مخيمين الاول يضم أكثر من 19 ألف لاجئ بينما يضم مخيم كوتو بالونغ للاجئين أكثر من 10 آلاف لاجئ.
زيارة المخيم
«الأنباء» زارت مخيم كوتو بالونغ في بنغلاديش للوقوف على أحوال اللاجئين الانسانية من مسلمي الروهينجيا فيه، وبعد رحلة بالطائرة من مدينة داكا الى مدينة شيتاغونغ ومنها الى مدينة كوكس بازار حيث استغرقت الرحلة اليها برا حوالي 5 ساعات، ثم توجهنا الى المخيم الذي يبعد عنها أيضا حوالي ساعة ونصف برا.
ويعتبر مخيم كوتو بالونغ للاجئين أحد آخر مخيمين متبقيين من أصل 20 مخيما أقيمت لمنح الملاذ الآمن للاجئين من ميانمار خلال تدفقهم عام 1992، ويقع المخيم على مسافة 37 كيلومترا من مدينة كوكس بازار، والمخيم الآخر على بعد 48 كيلومترا عن هذا المخيم ويضم 19 ألف لاجئ، ويقع على أراضي غابات راجا بالونغ يونيون بيريشيد التابعة لاوخيا اوبازيلا في منطقة كوكس بازار ويبعد المخيم 500 متر فقط عن الحدود مع ميانمار.
الهروب من الموت
وقد عبر اللاجئون من ميانمار (بورما) الحدود ودخلوا أراضي بنغلاديش بين نوفمبر 1991 ويونيو 1992 ووجدوا ملاذا آمنا لهم هناك، وهم من سكان ولاية راخين «أراكان» الواقعة في الجزء الغربي من ميانمار، ومعروفون باسم الروهينجيا المأخوذ من رهانغ/روشانغ وهو الاسم القديم لأراكان، حيث هربوا من الاضطهاد والموت في بورما على أيدي البوذيين هناك، حتى ان الهيئة العامة للأمم المتحدة تعتبرهم من الاقليات الأكثر اضطهادا في العالم.
ضعف الإمكانات
ورغم ما تعانيه حكومة بنغلاديش من صعوبات ومشكلات وضعف الامكانات فقد استقبلت هؤلاء اللاجئين، وقد تعرضت بنغلاديش للكثير من الانتقادات حتى وصل الأمر بالبعض الى اتهام السلطات هناك بأنها مقصرة في حقهم الى أن ألقى بعضهم باللائمة على السلطات البنغلاديشية واتهمها بالتواطؤ مع السلطات البورمية واتهمها ايضا بالتقصير، مستدلا على ذلك بأن الحكومة البنغلاديشية منعت منظمات خيرية من تقديم المساعدات لمسلمي بورما بحجة ان ذلك يشجع المزيد من مسلمي الروهينجيا على الفرار من بورما والقدوم الى بنغلاديش، بينما تؤكد السلطات في بنغلاديش والعديد من المسؤولين فيها انها تقدم كل ما تستطيع لخدمة هؤلاء اللاجئين والتخفيف عنهم، غير أنها باتت تعاني من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لوجود هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين ولضعف الامكانات المتوافرة، حيث ان المساعدات الاغاثية والإنسانية بأنواعها للاجئين قليلة جدا ولا تغطي الاحتياجات اليومية والمتطلبات اللازمة للاجئين لتأمين العيش الكريم لهم من خدمات صحية وأدوية وتوفير التعليم ومتطلباته وكذلك تأمين المواد الغذائية بأنواعها والملابس والكسوة والمأوى المناسب لهم لحمايتهم من تغيرات الطبيعة وظروفها المتقلبة.
كما أن غالبية سكان جمهورية بنغلاديش البالغ عددهم حوالي 180 مليون نسمة يعانون من الفقر والبطالة، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة والكوارث الطبيعية من أعاصير وفيضانات وغيرها والزيادة الكبيرة في أعداد السكان أمور تثقل كاهل الحكومة البنغلاديشية، حيث ترى حكومة بنغلاديش ان السماح ببقاء اللاجئين من الروهينجيا يشجع الآخرين في ميانمار على اللجوء مجددا وزيادة أعدادهم في بنغلاديش التي تعاني أصلا من الكثافة السكانية العالية، وان حكومة ميانمار (بورما) هي المسؤولة عن حل المشكلة بمنع التمييز العنصري والديني ومنح مسلمي الروهينجيا صفة المواطنة وحقوقهم الكاملة، مطالبة بأن تلعب دول العالم والمنظمات الدولية والإنسانية الدور الإيجابي والمطلوب منها لحث حكومة ميانمار على حل هذه المشكلة وبالشكل الذي لا يحرم أو يفقد هؤلاء الناس مواطنتهم، وان كانت بنغلاديش تساعدهم فمن منطلقات إنسانية وللعلاقات والروابط الاخوية والإسلامية، إلا أن هذه المساعدات تشكل عبئا على اقتصادها الذي لا يستطيع تحمل نفقات استقبال هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين.
جولة في المخيم
وأثناء تجوالنا في المخيم وجدنا أن جميع أنشطة المنظمات الحكومية وغير الحكومية والدولية ووكالات الأمم المتحدة في المخيم تخضع لإشراف ومراقبة وتنسيق من مكتب المسؤول عن المخيم وهو ممثل الحكومة في المخيم والمسؤول عن تطبيق سياساتها وقراراتها المتعلقة باللاجئين، والمخيم تحت إشراف وتنسيق مكتب مفوض غوث وإعادة اللاجئين في كوكس بازار وهذا المفوض هو السكرتير المشترك لحكومة بنغلاديش.
وتبلغ مساحة المخيم 3 كيلومترات مربعة وهو مقسم على 7 قطع وقد أنشئ في 2 فبراير من العام 1992، ويضم 1219 عائلة لاجئة تمثل 10805 أشخاص لاجئين موزعين على 453 خيمة، وفيه 12 مدرسة للأطفال، وإجمالي التلاميذ 3431 تلميذا وتلميذة منهم 1668 ذكورا و1763 إناثا يدرسهم 95 مدرسا منهم 48 بنغلاديشيا و47 لاجئا.
وفي المخيم 14 مسجدا ومركز اجتماعي ومركزان نسائيان ومصنع للصابون يتم فيه تدريب اللاجئين على صناعة الصابون ويعملون فيه أيضا، و134 بئرا صغيرة للمياه بمضخات يدوية و635 مرحاضا و270 حماما، وهناك 35 حاوية للقمامة و6 محارق، إضافة الى محرقة طبية.
المكتب المسؤول
وبسؤالنا عن مهام المكتب المسؤول عن المخيم أوضحوا لنا انه يقوم بالمهام التالية: الإدارة العامة للمخيم وتنسيق مهام جميع الوكالات والحفاظ على القانون وبناء وصيانة الخيام والبنى التحتية الأخرى، والاحتفاظ بإحصائيات اللاجئين وغيرها من الإحصائيات والإشراف على العودة الطوعية للاجئين، وإجراء المحادثات الثنائية الميدانية مع ميانمار حول تقديم وتسجيل وإعادة اللاجئين والمحافظة على الارتباط والعلاقات مع الممثلين العامين المحليين وإدارة أوبازيلا.
الخدمات الصحية
وتوجد في المخيم وحدة صحية للاجئين تعمل على تقديم الخدمات الطبية والإسعافية وحتى الغذائية للاجئين وهي مقسمة الى عدة إدارات تشمل إدارة قسم العيادات الخارجية وإدارة قسم العيادات الداخلية وإدارة برنامج التطعيم وإدارة أنشطة تنظيم الأسرة، وتقوم الوحدة بعقد جلسات توعية عامة حول الصحة وتنظيم الأسرة، اضافة الى إجراء خدمات التحويل للمرضى اللاجئين.
كما يشهد الدور الملحوظ للهلال الأحمر البنغلاديشي في نقل وتخزين وتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين والإشراف على تخزين وتوزيع المواد غير الغذائية المقدمة من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، إضافة الى توزيع المواد المقدمة من حكومة بنغلاديش، حيث تقدم مواد إعاشية من الأرز والحبوب وزيت الصويا والملح والسكر والأغذية الممزوجة مرتين أسبوعيا، مع مواد غير غذائية كصابون الغسيل والحمام والكيروسين والبطانيات وفرش النوم وغيرها.
وفي المخيم ايضا مركز للشرطة لحفظ الأمن داخل المخيم وفك النزاعات والخلافات إن وجدت.
دور الأمم المتحدة
تتواجد الأمم المتحدة في المخيم من خلال عدد من الوكالات العاملة فيه وأهمها: مفوضية اللاجئين التي تضطلع بالاهتمام بمسائل الحماية وتقديم المواد غير الغذائية لتوزيعها على اللاجئين، وإدارة الجلسات المشتركة لتبادل المعلومات، وإدارة العودة الطوعية بالاشتراك مع حكومة بنغلاديش، إضافة الى مساعدة سلطات المخيم في جميع مجالات الغوث والعودة الطوعية.
كما يلعب برنامج الغذاء العالمي دورا مميزا في تقديم المواد الغذائية لتوزيعها على اللاجئين وتقديم بعض الوجبات بموجب برنامج إطعام تلاميذ المدارس، ودعم الغذاء من اجل التدريب ومراقبة أنشطة توزيع الأغذية. أما منظمة الصحة العالمية فتشرف على برنامج التطعيم لمنع انتشار الأمراض خصوصا عند الأطفال والمواليد الجدد.
وبدوره يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم الفني والإداري للعناية بالصحة التناسلية وزيارات ما بعد الولادة ويشرف على وحدة التوليد ومستلزماتها وينظم برامج تنظيم الأسرة وغيرها.
مناشدة العالم
واستوقفنا تجمع عدد كبير من قاطني المخيم الذين رفعوا لافتات يناشدون من خلالها المنظمات الدولية والإنسانية وحكومات العالم التدخل لإنقاذهم والالتفات الى قضيتهم التي باتت تطول وتزداد تعقيدا يوما بعد يوم، مطالبين الأمم المتحدة وجميع الدول بالضغط على حكومة ميانمار «بورما» ووقف عمليات التطهير التي تشنها الجماعات البوذية المتطرفة ضد المسلمين الروهينجيا في إقليم أراكان وغيره من المناطق البورمية، وإيقاف المجازر التي ترتكب بحقهم على مرأى ومسمع من العالم الحر ودون أن يكترث أحد لمعاناتهم، وان يعودوا الى وطنهم مع كفالة حقهم في المواطنة والعيش الكريم وتمتعهم بجميع المزايا التي يتمتع بها الآخرون من حقوق الجنسية.
وقد لاحظنا مدى إصرارهم على التمسك بحقهم وحرصهم على العودة متى ما تحقق لهم الأمن والأمان، وكان تعامل الحكومة البورمية معهم على أساس انهم مواطنون لهم ما لغيرهم من الحقوق وعليهم ما على غيرهم من الواجبات، وأشاروا الى التقصير الكبير في مد يد العون والمساعدة اليهم إلا من بعض الدول والمنظمات التي توجهوا اليها بالشكر رغم احتياجاتهم المتزايدة يوما بعد يوم.
مساعدات عربية ودولية
نزح مسلمو الروهينجيا من موطنهم وغادروا اراضيهم مجبرين تحت ظلم وتعسف الاكثرية البوذية المدعومة من النظام في ميانمار، حيث اقيم اكثر من 24 مخيما للاجئين في محيط عاصمة ولاية اراكان سيتوي، باشراف المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تنسق الخدمات مثل توفير المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية بما يتوافق مع المعايير الانسانية ومبادئ الحماية والتوزيع العادل للمساعدات في المخيمات وضمان سلامتها وسكانها وتدريب المسؤولين عن ادارتها، فكان تجاوب العديد من الدول لمد يد العون لهؤلاء اللاجئين للتخفيف عنهم والمساهمة في بقائهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، ومساعدة البلدان التي تستضيفهم لتكون قادرة على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم المتزايدة.
حيث كانت الكويت من أبرز المبادرين بتقديم العون والمساعدة من خلال العديد من الجهات، وفي مقدمتها اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة وجمعية الاصلاح الاجتماعي وجمعية عبدالله النوري وجمعية احياء التراث الاسلامي وجمعية الشيخ فهد الأحمد الخيرية ولجنة أراكان الكويتية والهلال الاحمر الكويتي وغيرها من جهود ذاتية لمواطنين كويتيين من الناشطين والناشطات الذين قدموا الكثير لدعم مسلمي الروهينجيا المهجرين، سواء في بورما او بنغلاديش او غيرهما من دول الجوار التي استقبلت هؤلاء اللاجئين.
وكذلك كانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم 50 مليون دولار لمسلمي الروهينجيا في ميانمار، وكذلك ما تقدمه جمعيتا الندوة وزمزم الخيريتان، وتبرعات العديد من جهات الخير السعودية، استجابة لحاجات اللاجئين وتخفيفا لمعاناتهم التي يتعرضون لها من انتهاكات لحقوق الانسان من تطهير عرقي وقتل وتشريد.
بدورها، ساهمت دولة قطر الشقيقة بتقديم الكثير من المساعدات عبر جمعية قطر الخيرية التي قدمت مساعدات اغاثية واساسية للاجئين من مسلمي الروهينجيا، كما وقعت اتفاقية تعاون وشراكة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لمساعدة مسلمي ميانمار في ولاية اراكان تتبرع بموجبها الجمعية بمنحة تبلغ مليوني دولار، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية والهلال الأحمر القطري، وغيرها من مساعدات المحسنين القطريين.
كما قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مساعدات عاجلة لمسلمي ميانمار النازحين بتوجيهات من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبواسطة الهلال الاحمر الاماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية.
ولأن دبي تعتبر مقر تخزين احتياطي الطوارئ الخاص بالمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد تم ارسال اكثر من 500 خيمة من المخزون الخاص بالمفوضية، اضافة الى 700 خيمة تبرعت بها الوكالة الكورية للتعاون الدولي في نوفمبر 2012 بعد المذابح الفظيعة التي تعرض لها مسلمو الروهينجيا في اراكان العام الماضي.
كذلك قامت هيئة الاغاثة التركية بتوزيع معونات متنوعة من مواد غذائية ومستلزمات تنظيف والعاب اطفال على لاجئي اراكان.
بدوره، قدم الاتحاد الاوروبي تعهدا بتقديم 200 الف يورو ضمن المساعدات الإنسانية للاجئين في تايلند والذين علقوا اثناء محاولتهم الوصول الى ماليزيا اثناء فرارهم من ميانمار (بورما) في اوائل العام الحالي. وعبر الاتحاد الاوروبي عن تخوفه من مصير لاجئي الروهينجيا داخل ميانمار او خارجها، وبالنسبة لماليزيا فإنها تبذل جهودا لمساعدة اللاجئين والتخفيف عنهم.
جهود مشكورة ساهمت في نجاح الزيارة
تتوجه «الأنباء» بالشكر الى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والى وكيل الوزارة خالد الجارالله ومدير مكتب الوكيل الوزير المفوض أيهم العمر على ما بذلوه من جهود لتسهيل الزيارة.
كما تتوجه بالشكر الى السفير علي الظفيري لتنسيقه مع الخارجية في جمهورية بنغلاديش، والذي لم يقصر منذ بدء فكرة الزيارة التي تكللت بلقاء رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، ورئيسة الوزراء السابقة في بنغلاديش «البيغوم» خالدة ضياء، وكذلك وزيرة الخارجية د.ديبو موني ورئيسة البرلمان وقيادات هيئة الاستثمار، والى مدير عام ادارة وسط وغرب آسيا في الخارجية البنغلاديشية محمد نظير الاسلام، والملحق الاداري في سفارتنا في بنغلاديش ناصر العنيزي الذي رافقنا في محطات جولتنا وكان خير رفيق ومرشد.
والشكر موصول لمسؤول العلاقات العامة في سفارة الكويت جاويد حيدر كريم، علما بأن «الأنباء» حصلت على موافقة حكومية استثنائية من وزارة الخارجية في جمهورية بنغلاديش الشعبية لزيارة مخيم كوتوبا لونغ للاجئين، في كوكس بازار بجهود سفيرنا هناك علي الظفيري الذي رافقنا الى مدينة كوكس بازار واشرف على انجاح زيارة مخيم اللاجئين.
«أبومهند»: صاحب السبق
نسجل بكل اعتزاز ما بذله الزميل العزيز يوسف عبدالرحمن «أبومهند» الذي كان أول من زار مخيمات لاجئي الروهينجيا في بنغلاديش قبل 20 عاما وتحديدا في مايو 1993 لايصال مساعدات اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة ونشر تقارير زيارته في جريدة «الأنباء».
السكان واللغة
يبلغ عدد سكان ميانمار «بورما» اكثر من 55 مليون نسمة، ولا تقل نسبة المسلمين بينهم عن 15% نصفهم في اقليم اراكان ذي الغالبية المسلمة.
ويتألف سكان بورما من تركيبة عرقية متعددة العناصر تصل الى اكثر من 140 عرقا تكون هذه البلاد مع عدة لغات، ويتحدث اكثر السكان اللغة البورمانية ويطلق عليهم اسم «البورمان» وهم من القبائل الصينية التي تحدرت من منطقة التبت وجاءوا الى بورما في القرن السادس عشر الميلادي ومعروفون بشراستهم ويعتنقون البوذية وقد سيطروا على البلاد اواخر القرن الـ 18 الميلادي وحكموا البلاد.
جماعات أراكان
من بين الجماعات المكونة لبورما جماعات اراكان والكاشين الذين ينتشر الاسلام بينهم، ويستوطنون القسم الجنوبي من مرتفعات اراكان بورما وفيه كثافة سكانية كبيرة للمسلمين الذين يمثلون اكثر من 70% من سكان الاقليم وان كانت الاحصاءات الحكومية الرسمية لا تنصفهم، ووصل الإسلام الى اراكان في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، رحمه الله، في القرن السابع الميلادي عن طريق الرحالة العرب وحكمها 48 ملكا مسلما على التوالي لاكثر من 350 سنة ما بين 1430م و1784م وانتشر الاسلام ايامها في جميع ارجاء بورما وفيها شواهد من الآثار الاسلامية الرائعة من المدارس والمساجد.
طمس الهوية الإسلامية
عملت السلطات البورمية على تدمير كل ما يتعلق بالإرث الحضاري والانساني لمسلمي الروهينجيا، اذ دمرت المساجد والمدارس والمباني التاريخية ومنعت ترميمها او اعادة بنائها، حتى انها لا تعترف او تصادق على شهادات خريجي المدارس الاسلامية سعيا منها الى صهر المسلمين في المجتمع البوذي بشكل قسري وتعسفي ينهي ثقافة المسلمين بشكل عنصري وبعيد عن ادنى حدود التعامل الانساني او ادنى حقوق المواطنة.
مطالب مستحقة
يطالب المسلمون في بورما قادة العالم عموما وزعماء المسلمين خصوصا بأن يتم الالتفات الى قضيتهم بشكل لائق من حيث البحث والدراسة والتناول الاعلامي، وان يدعموا توفير فرص التعليم لابناء مسلمي الروهينجيا، وتقديم المنح الدراسية وتخصيص مقاعد لهم في الجامعات والمعاهد.
منع السفر والزواج
لا يحمل مسلمو الروهينجيا جوازات سفر، اذ من غير المسموح لهم السفر او مغادرة ولاية «اراكان» الى غيرها من مناطق ميانمار «بورما».
كما ان الامر الاكثر غرابة وعنصرية يتمثل في منعهم من الزواج من دون تصريح، اضافة الى تحديد فترات منع للزواج قد تمتد الى سنوات بهدف تحديد النسل وتغيير الهيكل الديموغرافي للاقليم.