::::::......::::::
كان رجل من بني إسرائيل من أبر الناس بأبيه، وإن رجلا مر به معه لؤلؤ يبيعه, فكان أبوه نائما تحت رأسه المفتاح,
فقال له الرجل: تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين ألفا؟
فقال له الفتى: كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذه بثمانين ألفا.
فقال له الآخر: أيقظ أباك وهو لك بستين ألفا. فجعل التاجر يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفا, وزاد الآخر على أن ينتظر حتى يستيقظ أبوه، حتى بلغ مائة ألف.
فلما أكثر عليه قال: لا والله، لا أشتريه منك بشيء أبدا, وأبى أن يوقظ أباه.
فعوضه الله من ذلك اللؤلؤ أن جعل له تلك البقرة. فمرت به بنو إسرائيل يطلبون البقرة, فأبصروا البقرة عنده, فسألوه أن يبيعهم إياها بقرة ببقرة،
فأبي,
فأعطوه ثنتين فأبي,
فزادوه حتى بلغوا عشرا،
فأبي,
فقالوا: والله لا نتركك حتى نأخذها منك. فانطلقوا به إلى موسى فقالوا: يا نبي الله، إنا وجدنا البقرة عند هذا فأبي أن يعطيناها, وقد أعطيناه ثمنا.
فقال له موسى: أعطهم بقرتك.
فقال: يا رسول الله، أنا أحق بمالي.
فقال: صدقت.
وقال للقوم : أرضوا صاحبكم. فأعطوه وزنها ذهبا فأبي,
فأضعفوا له مثل ما أعطوه وزنها، حتى أعطوه وزنها عشر مرات, فباعهم إياها وأخذ ثمنها.
:::::::::::::::::::::::::::::
قصة عظيمة فيها من العبر الكثير .. الكثير
النبي لا يبت بأمر شكوى حتى يسمع من الطرفين
لا فرق بين كبار قوم وصغارهم في احقاق الحق
العدل هو الحكم بين رأي النبي و رأي الفرد
لا فرق بين نبي و فرد في التعامل و الحوار
احترام النبي لحق الانسان في حفظ ماله
ثناء النبي على صواب رأي فرد بقوله : صدقت
توجيه النبي للجميع بأن البيع و الشراء يتم بالتراضي و حرية القبول و الرفض
مثل أعلى لتعليم الناس كيفية البر بالوالدين
عظمة بر الوالدين
جزاء الخالق العظيم لمن يبر والديه
و هذا قليل من العبر من كثير فيها ...
---
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
لا حول و لا قوة الا بالله ..كم نحن غافلون
------------