كلام أهل الكويت الذي أضحى حديث من أحاديث الذكرى و الجوى ...

القبس
طبع أول ديوان لهذا الشاعر عام 1955، ركب البحر مع والده، وسافر معه الى الهند، وتردد على البحرين والسعودية. والده من كبار رجال البحر المعروفين وتاجر لؤلؤ يمتلك العديد من التجارية.
ولد الشاعر فهد راشد ناصر بورسلي عام 1918وتوفي سنة 1960.
يمتاز شعره بالشجاعة الأدبية، يرتجل القصيدة في وقت قصير جدا، اهتم شعره بالمشاكل الاجتماعية والسياسية والادارية، إلى جانب مجريات الأحداث السياسية الخارجية في الوطن العربي.
من قصائده «سلام يا عز العرب والجماعة»، وقال في الغزل: «سلموا لي على اللي سم حالي فراقه»، و «يا مرحبا بالنور»، و «يا روح روحي من يسلي الروح».
ومن شعره:
شقول يا أهل الهوى شقول
هذا نصيبي من الخلاني
لحول ياهل الهوى لحول
تباتل الصد والهجراني
عين الضبي والهدب مكحول
موتٍ حَمر نهضة الحجاني
وقال ايضا:
سلمولي على اللي سم حالي فراقه
حسبي الله على اللي حال بيني وبينه
قايد الريم ياخذني عليه الشفاقة
ليتني دب دهري حبة في يمنييه





 
قال هذه القصيدة مشيدا بالع.لم ومحييا الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة المعارف آنذاك والاستاذ عبدالعزيز حسين مدير المعارف، مشيدا ببيت الكويت في القاهرة:
مرحباً حيّاك يا من لي عنيت
مرحباً بك والتحية والسلام
دمت يا ابن حسين كمّلت ووفيت
ذكركم كافي بجدٍّ واحترام
دام مجدك دام يا بيت الكويت
بالتكاتف والتعارف كل عام(1)
في مصر يا بيت بالعليا نشيت
الأصل يحيا نجيب ابن الكرام
بالشرف والمجد والعلم اعتنيت
والرقي زادك بترتيب ونظام
استفدنا كلّما جدت وبنيت
حصّل التلميذ غايات ا لمرام
نفتخر بك دايمٍ لازم دريت
والأمل بك جيّ.دٍ دوم الدوام




 
(1) بيت الكويت: يشير إلى بيت الكويت في القاهرة سابقاً.

قال هذه القصيدة مرحباً بعودة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من سفرة له خارج البلاد:
مرحباً يا مرحباً بك يا هلا
عد ما يجنون من ورد الزهور
والتحية ما سجع طير الفلا
واختلف بالروض تغريد الطيور
حيّ من نال المكارم والعلى
لازمٍ نَدّي على شوفه نذور
من قدوم الشيخ عالي المنزلا
في بلاده صار نورٍ فوق نور
بالسّ.نة عيدين والثالث حلا
في قدوم ابنٍ احمد يزيد السرور
كل شيخٍ عن غيابك ما سلا
بانتظارك جابر الشهم الوقور
قّرت العينين والجو امتلا
بالفرح والنور والضد معثور
كم صديجٍ فاز والهمّ انجلى
من قدوم الضاري الح.برْ الغيور(1)





 
(1) الح.بْر: العالم

قال هذه القصيدة بمناسبة عيد جلوس سمو الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح، وبمناسبة تقليده وساماً رفيعاً:
مرحباً يا صاحب المجد الرفيع
مرحباً وازكى التحيه والسلام
للأمير الضاري الحصن المنيع
بالفرح زاد التقدم للأمام
هاتفين للعَلَمْ نمشي سريع
نجتدي بانوار من يجلي الظلام
ثالث العيدين عيدٍ للجميع
عيد شعبه في وجوده للوسام
قلّده اسمه وسامات تشيع
كي، سي، أم، جي، على آخر نظام(1)
حاكمٍ عادل وله شعبٍ مطيع
من عدالة عزّهم شرقٍ وشام
آمنين مرغدينٍ في ربيع
في حمى عبدالله الحَبْر الهمام(2)



 
قال هذه القصيدة مخاطبا المرحوم نصف اليوسف النصف مدير دائرة الصحة في ذلك الوقت يناشده العمل على إخراجه من المستشفى بعد أن تعافى:
يا نصف انصف بين عاجل ومجنون
ما يجهلك درب السنع والعداله
خليتوا الخلاّن فيني ي.ش.كّون
راعي العقل واللي مصلّ.ع هْباله
أنا قراري عَشرةٍ ما يزيدون
واليوم شهر الصوم حروة هلاله
الشاعر اللي قال وانتم تعرفون
الرجل بالواجب لسانه عقاله(1)
عنيت لك مستنصح وابغي العون
شايف جميلك وانتْ تدّ.ي الجماله
وشْحاله العاجل الى صار مسجون
لو في مصح هملين دَوّر بداله(2)
هل جيف أنا ما بين ناسٍ يصولون
أسهر ليالي ومتحمّل حماله(3)
وان جان عذروبي على ما تظنون
بامر الولي كلٍّ بصير بحاله



 
قال هذه القصيدة مشيدا بموقف الرئيس المرحوم جمال عبدالناصر بعد تأميمه قناة السويس، وبعد أن شن الاستعمار الثلاثي عدوانه على مصر سنة 1956:

دام مجدك للعروبة يا جمال
بالبطولة قمت وانقذت القنال
يا جمال الحر يا الشهم الفريد
صايرٍ عند العرب رجلٍ وحيد
سوّ ما سوّاه خالد بن وليد
نفرح بيومك عسى يومك سعيد
نفتخر بك حيث عزمك من حديد
العدو ما ينتصر هذا محال
دام مجدك للعروبة يا جمال
بالبطولة قمت وانقذت القنال
انت ضاري والعرب مثل الأسود
يا جمال الحر صرنا لك جنود
دام ركنك وانهدم ركن اليهود
التحدّي في مصر هزّ الجبال



 
ضاقت نفس الشاعر من تصاريف الزمان، واعتملت في أفكاره حادثات الدهر، فنظم هذه القصيدة وبعثها إلى صديقه الشاعر فهد عبدالمحسن الفهد (الخشرم) الذي ما ان اطلع عليها حتى اجابه بقصيدة مطلعها:
أرى النفس يا صحيبي تزايد سرورها
وهلّي بخطّك يا مذلّل صقورها




 
وقد جاءت قصيدة الشاعر التي أرسلها إلى صديقه معبرة عما يعتمل في نفسه من جور الزمان وفعل الأيام وهذا نصها:
أرى الدار يا مشكاي هزّت قصورها
والانذال زامت واستمدت شبورها(1)
ألا يا عضيدي وين راحوا هل الثنا
بَنْشدْك حيثك باخصٍ في أمورها
تراني بجي للموت تسلوم شرعي
إلى قلت لي قضّت وفاتت عصورها
حياة المذّلة ترّث الهمّ والعنا
وأنا ما تبين لي دجاها ونورها
أرى الناس ناسٍ بالمجالس وبالرخا
ولاني بعارفْ خيرها من شرورها




 
قال هذه الأبيات في مدح المغفور له سمو الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح يحييه ويعدد مآثره:
سلام يا حاكم الديرة وحاميها
يللي على شعبه يحامي إلى التالي
ما صابر للصلايب كود أهاليها
لولاك يا شيخ تمّينا على الخالي(1)
يا شيخ بانخاك في أولها وتاليها
يلّلي بدَينك لنا ندير الاحوالي
يحيا أبو سالم وكل الناس مرضيها
عبدالله اللّي عدل دايم ولا مالي
وبلادنا صاحب النخوات يحييها
هو والد الكل جنا له عيالي(2)
حامي علينا بعيداً في دواويها
أبوه سالم عريب الجد والخالي(3)
ارواحنا العزيزة اليوم نفديها
اهو ورانا وهو للحمل شيّالي(4)
(1) الصلايب: أوقت الشدة.
(2) جنا: أي كأننا، وقد ورد الشطر الثاني من البيت في بعض الروايات هكذا: «هو والد الكل ثبت حنا له عيالي».
(3) الدو: الفلاة، وقد جمعها الشاعر على دواوي. عريب: أصيل.
(4) ورانا: أي يحمينا.
قال هذه الألفية عن قضية فلسطين والعدوان الصهيوني عليها عام 1948، وفيها يستحث همم العرب لتحريرها، ويدعوهم للجهاد وقتال الأعداء:
ألف آه من الدهر وايّامه
ذَلّلْ معازيبه ورفع خدّامه
الباء بعد ما ترجع ايام السعود
ولا ظن الماضي الأول يعود
من يظن تصير كلمه لليهود
صارت الكلمة وحصل قسّامه(1)
التا تحيّرنا ولا يحصل درُب
في بلادين الأهل صرنا غُرُب
صاح تاريخ العرب وين العرب
يحيا مجد العرب وين ايامه
الثا ثبت عندي خبر عندي خبر
الحياة بعز والاّ للقبر
يا نسل قحطان لي وين الصبر
ها المبادي لْجاتكم هدامه
لجيم جونا من أوروبا مشردين
شالعجب حنّا نضفّ التايهين
كل بلادين العَرَب والمسلمين
الوفا والدين عند اسلامه
(1) القسامة: قرار تقسيم فلسطين عام 1947.
قال هذه القصيدة يصف فيها حياة أهل البحر وما يلاقونه من مشاق ومتاعب في سبيل الحصول على رزقهم:




 
البارحه في مرقدي ما تهنّيت
من لاهبٍ بالقلب نشّف لهاتي
لي من تَهنّوا في حلا النوم تمّيت
في ضيجةٍ والمبتلي ما يباتي
أنا الفقير المبتلي لو تمنّيت
دب الليالي ما تجي مشتهاتي(1)
الحظ شين ومن ردا الحظ وافيت
طرشة بلح من بدّ كل اطرشاتي(2)
ومن البلح يا لايم القلب مليت
عشرين يومٍ في خبيث المشاتي
قالوا علامك يا فهد ما تشعيت
قلت القهر راعيه عاف الحياتي
جيف اهتني بالقوت والقوت حُوّيت
وكوزٍ يصيح بصوت ذيب الفلاتي(3)




 
(1) درب الليالي: كل الليالي.
(2) الطرشة: السفرة. البلح: الوجبات من دون إدام، وهو مصطلح بحري وطرشة بلح مقصود بها هنا: خالي الوفاض.
(3) حويت: نوع من الصدف صغير الحجم هرمي الشكل.
كوز: نوع من الصدف يؤكل حيوانه بغليه في الماء.



 
قال هذه القصيدة مرحبا بالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اثر عودته من إحدى رحلاته إلى خارج البلاد وفيها يذكر سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح سائلا عن أحواله متمنيا له دوام الصحة والعافية:

يابو ناصر صابني همّ ثجيل
من محاتاكم عمت عين الحسود(1)
ج.عْل دنياكم عليكم ما تميل
طرشةٍ نرجي عساها ما تعود(2)
أفكر وحاتي الحرّ الأصيل
زايدٍ همي ولا عندي شهود(3)
يا صباح الخير يا زبن الدخيل
غير ها العضدين ما عندي عضود(4)
طرشة اللي بالعرب جنسه جليل
أبو جابر شيخنا أُسْد الأسود(5)
حاكمٍ ما بار لو بار العميل
ما نْتشكّى دوم وانتم بالوجود
الدليل انتَ الى تاه الدليل
من ورد بالفخر يارَد له عدود(6)




 
(1) المحاتاه: الوسوسة.
(2) طرشة: رحلة أو سفر.
(3) ولا عندي شهود: أي ليس عندي أحد يشهد حالي.
(4) زبن الدخيل: مجير اللاجىء أو حاميه، والدخيل هنا المستجير.
(5) ابو جابر: المغفور له سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح.
(6) عدود: مياه الآبار العذبة.




 
قال هذه القصيدة يحيي فيها سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح:
يا مرحبا يا حي ذربين الايمان
وتحيةٍ ما مال غصن الجريدة(1)
واعداد ما هلّت هماليل الامزان
باللّي لفوا من ديارٍ بعيدة(2)
جابر، صباح أشهد لهم سرّ واعلان
والكل منهم كل حرّ يريده
أهل الوفا والجود في كل ميدان
من شوفهم صارت ليالي سعيدة
يفوز خور غنيم وتفوز طهران
والكل منهم يمشي الدرب سيدة
أمدح هل المعروف ماني بغلطان
والكل للمعروف ما يقفض ايده(3)
انخاك يا جابر ترى الشيخ زعلان
ما شكا لغيرك دوم وانت عضيده



 
(1) ذربين الايمان: القوم الكرام، غصن الجريدة: سعف النخل.
(2) هماميل: المطر الغزير. الأمزان: الغيوم.
(3) يقفض: يسحب.



 
قال هذه القصيدة في احوال زمانه ودهره وفيها يشيد بحضرة صاحب السمو الشيخ صباح السالم الصباح أمير البلاد المعظم وبافضاله على البلاد:
الدار قامت تصفعّني روابعها
ما دامها مجفيه لي وين اتابعها (1)
عيناك من يطرد المجفي فهو نادم
مثل الذي خاطف عينه باصابعها
دنياي بين السما وللقاع تومي بي
والدهر خيله علي ارخى مصارعها
والله والله لا مخطي ولا عايل
نداي والصوت ما يدخل مسامعها (2)
شكواي لله لايذ بَه عن الدنيا
والاّ ابن آدم حياتك ما يسانعها
دهري ودنياي يا كافي تخلوا بي
منين ما التاح لدّتني زوابعها (3)
هم ظنهم ضعت لا جاني ولا والي
وأنا بعيطا إيلا ردّتْ فزايعها (4)




 
(1) روابعها: اركانها.
(2) عايل: معتدي، نداي: ندائي.
(3) تخلوا بي اتحدوا ضدي، ألتاح: ألتفت، لدتني: صدتني.
(4) لا جاني ولا والي: مثل يضرب لمن ليس له معين ولا أهل، عيطا: جبل. فزايعها: مفردها فزعة أي نجدة.



 
بعث الشاعر فهد عبدالمحسن الفهد (الخشرم) يشكو لصديقه الشاعر فهد البورسلي، وقد جاءت شكواه في قصيدة مطلعها:
عسى الدار عقب الخيرّين تجود
حشا ما بها الدنيا وفيّ عهود




 
عودة
أعلى