اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال ـ محمد الأسعدي شارك في الإعداد أحمد قناف

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
06-04-2010, 02:43 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,959

icon1.gif
اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال ـ محمد الأسعدي شارك في الإعداد أحمد قناف
اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال ـ

محمد الأسعدي شارك في الإعداد أحمد قناف
 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
06-04-2010, 02:45 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
مسار الوحدة ومصيرها
1/10

154075_00000_smaller.jpg



154234_270.jpg


عدن – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد أحمد قناف

رغم أن محافظات جنوب اليمن عموماً تشهد هدوءاً نسبياً في الآونة الأخيرة، فإن محافظتي الضالع ولحج على وجه الخصوص لا تجيدان إلا لغة التصعيد ومظاهر الاحتجاج رغم التضييق الأمني على قادة ما يسمى بـ «الحراك الجنوبي».

ما يجري اليوم على الساحة اليمنية لم يأت من فراغ، حسب مراقبين، بل نتيجة إلى تراكم سياسات وصفت بـ «الخاطئة»، وعزز ذلك سوء الإدارة، ومركزية القرار، وإقصاء لشركاء إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في مايو 1990. حدث الوحدة الحلم الذي سبقه ورافقه ولحقه سيل من الأحداث نستعرضه في حلقتنا الأولى من ملف الجنوب اليمني، ونسلط الضوء فيه على إرهاصات الحلم الوطني، وأبرز الأحداث التي شكلت ملامح أزمة اليوم.

يقول سائق التاكسي طارق، 50 عاماً من أبناء مدينة عدن، إن الهتافات العالية والشعارات المعادية التي ترددها عناصر ما يعرف بـ «الحراك الجنوبي» تؤرق نظام صنعاء، إلا أنها لا تعني الكثير لأبناء مدينة عدن على وجه الخصوص، لانشغالهم بشؤونهم اليومية التي ألهتهم عن ذواتهم.

يمر طارق بسيارته يومياً من النفق الواصل بين مديريتي التواهي والمعلا في عدن، وهو ذات النفق الذي أبرمت فيه ارتجالا صيغة اليمن الجديد قبل التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية أواخر الثمانينيات، حين طرح رئيس الجمهورية العربية اليمنية حينئذ علي عبدالله صالح أثناء زيارته لمدينة عدن، على حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إقامة حكم فدرالي ودولة اتحادية، إلا أن أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني حينذاك علي سالم البيض فاجأه بإقامة وحدة اندماجية، بحسب شهادة نائب الأمين العام لحزب اتحاد القوى الشعبية المعارض وأستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، في حديثه لـ «الجريدة».

الطريق إلى الوحدة

لم يكن الطريق إلى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 -يوم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية- مفروشاً بالورود بالنسبة لليمنيين الذين عانوا طويلاً ويلات الحروب بين الشطرين فترة تنكر النظامين السياسيين فيهما لالتزامهما قضية الوحدة الوطنية. وشهدت الدولتان الجارتان توتراً حاداً نتج عنه 3 حروب حدودية بسبب الاختلافات الايديولوجية بينهما والفارق الحضري، كما يحلو القول لكثير من المهتمين. وتم وقف العمليات العسكرية في أعنف المواجهات مطلع السبعينيات من القرن الماضي اثر تدخل جامعة الدول العربية.

ولعلّ التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها الواقع اليمني خلال هذه الفترة، إضافة إلى التدخل الشيوعي في اليمن الجنوبي، وعدم الاستقرار السياسي وتجاذب المصالح بين القوى المختلفة في شمال اليمن وتأثير القوى الإقليمية والدولية، أدت مجتمعة إلى توتر الأوضاع، وفي الوقت نفسه أدت إلى تقارب النظامين في صنعاء وعدن.

كان نظام الحكم في شمال اليمن أقرب إلى الرأسمالية ومنسوجاً من تحالف ثلاثي ضم العسكريين والقبائل والإسلاميين، بينما كان في الجنوب قائماً على نظام الحزب الواحد، وهو الحزب الاشتراكي اليمني الذي يتبع المعسكر الاشتراكي. استمرت سياسة التعايش السلمي بين النظامين أكثر من أربع سنوات بعد استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني الذي استمر نحو 137 عاماً، وبعد جلاء آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967. وإذا كان نظام صنعاء اليوم قد أفلح في إقصاء الإسلاميين، فإن القبيلة والعسكريين مازالا يتحكمان في مفاصل الدولة جنوباً وشمالاً. كانت أولى الخطوات العملية في اتجاه الوحدة في الرابع من مايو 1988، عندما تم السماح للمواطنين في الشطرين بالتنقل بين البلدين بالبطاقة الشخصية، وتم في مطلع يوليو 1988، إلغاء النقاط الأمنية المتمركزة على الحدود بين البلدين.

وواكبت الجهود النهائية في طريق الوحدة اليمنية، تغيرات دولية ملحوظة، خصوصاً ذلك التقارب الذي حدث بين القطبين السوفياتي والأميركي، وتوجه الدول الشيوعية في الكتلة الشرقية إلى التخلص من أنظمتها الشمولية، وغيرها من الأحداث، مما جعل الأجواء في البلدين تتجه نحو جدية عالية في تحقيق التغير السلمي في بناء دولة الوحدة. تلك العوامل كما أشارت دراسة للدكتور عبدالعزيز الشعيبي الأستاذ في جامعة عدن، ساهمت في التسريع بالخطوات نحو إعادة تحقيق الوحدة الوطنية.


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
09-04-2010, 03:32 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
غابت الدولة... فظهر الحراك
2/10
عدن – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عبدالعزيز المجيدي وأحمد قناف

يبدو ان الأحداث المتسارعة في بعض محافظات جنوب اليمن، التي ينطلق منها ما يعرف بـ 'الحراك الجنوبي'، والإجراءات المضادة التي تنتهجها السلطات، تجعل إجراء قراءة واقعية لما يجري في الميدان، أمراً صعباً ومعقداً، بسبب الملفات والقضايا المتداخلة، التي يحتاج تحليلها الى العودة الى الإرهاصات الاولى للأزمة. وتحافظ مدينة الضالع الواقعة إلى الشمال من محافظة عدن – عاصمة اليمن الاقتصادية، منذ فترة، على مستوى من عدم الاستقرار، وذلك رغم التقليل الرسمي لأهمية ما يدور فيها من 'مظاهر فوضى وأعمال خارجة على القانون' بحسب الصيغة الرسمية.

تتكرر المصادمات بين قوات الأمن وعناصر 'الحراك الجنوبي' وغالباً ما ينجم عنها ضحايا من الجانبين، في استمرار لدوامة الأزمات تنهك بالبلد الفقير، كان آخرها مقتل شخصين على الأقل في مديرية ردفان بمحافظة لحج، وتفجير قنبلة عند باب مركز للشرطة فرّ على إثره ما يزيد على 30 شخصاً كانوا اقتيدوا من تظاهرة غير مرخصة حسب قول السلطات الرسمية في مدينة الضالع. وها هو الشيخ طارق الفضلي في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، يخرج عن التزامه بالهدنة التي أبرمتها السلطة معه رداً على 'اعتداء قوات حكومية' على منزله أواخر الأسبوع المنصرم، حسب بيان متلفز له بث الخميس الماضي.

وأكد مسؤولون وسكان محليون في محافظتي الضالع ولحج أن قوات أمنية وعسكرية تنتشر بكثافة على مداخل مدن المحافظتين، لكن ذلك لم يحل دون خروج تظاهرات أسبوعية على الأقل ترفع صور الرجل الأول في الجنوب سابقاً علي سالم البيض، وعلم الشطر الجنوبي وتطالب بالإفراج عن المعتقلين و'فك الارتباط ' بحكومة صنعاء. وقد يخرج المتظاهرون أسبوعياً في ما أسموه بـ'يوم المعتقل'، وهو يوم الخميس من كل أسبوع.

ظهور «الحراك»

تجمع القوى السياسية وباعتراف سلطة صنعاء على أن حرب صيف 1994 أحدثت تصدعات عميقة في جدار الوحدة الطري. ومما زاد الأمر سوءاً الممارسات التي أعقبت الحرب وانفراد صنعاء بحكم دولة ما بعد 94، كما يؤكد رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان د. عيدروس النقيب في حديثه لـ'الجريدة' عن إرهاصات ظهور الحراك. ويقول إن 'السلطة لم تقم بما كان يتوجب عليها القيام به لحل المشاكل الناجمة عن الحرب، بل إنها استعذبت نتائجها المأساوية ووظفتها لتكريس سياسة النهب والإقصاء والاستبعاد والتسلط'.

في حين يردد مواطنون من الجنوب أن السلطة إلى جانب تسريح عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين عقب الحرب الأهلية في 1994، قد أطلقت يد الفاسدين والنافذين لنهب أراضي الجنوب وبيع مؤسساته العامة إلى المقربين، إلا أن الحكومة تقول إنها نفذت برنامجاً لإعادة المسرحين إلى أعمالهم، وصرفت مليارات الريالات كتعويضات لهم خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أنها نفذت برنامجاً لـ'خصخصة القطاع العام' في الشمال والجنوب. ويرى الجنوبيون في تعامل السلطة مع مظاهرهم الاحتجاجية بالاعتقالات المتكررة مبرراً يتجدد كل يوم لمواصلة نضالهم.

خلال السنوات اللاحقة للحرب عبر الجنوبيون بوسائل متعددة عن رفضهم لإجراءات حكومة صنعاء، بينما ثابر الحزب الاشتراكي الذي خرج من السلطة بعد هزيمة قواته العسكرية على الدعوة لإزالة آثار حرب 1994، لكن مسؤولي الحزب قالوا في أكثر من مناسبة إن مطالبهم لم تستجب.

ظهرت عام 1997 أول محاولة جنوبية علنية للتعبير عن الرفض، إذ أعلن في عدد من المحافظات تشكيل ما سُمي وقتها بـ'اللجان الشعبية'، لكنها ووجهت بحملة اعتقالات أخمدتها في المهد. تلاها في عام 2002 الحديث عما سمي بـ'ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية'، وكان متبنوه هذه المرة بعض المنشقين من حلفاء الرئيس صالح في حرب 1994، وهم جنوبيون نزحوا بعد حرب 1986 الأهلية في عدن.

إلا أن الملتقى المذكور أعلن رسمياً في ديسمبر 2003 برئاسة العميد علي القفيش رئيس 'هيئة رعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة'، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية، تضمنت عدداً من القضايا، اعتبرت 'نماذج تمثل جزءاً يسيراً من إجمالي معاناة أبناء هذه المحافظات'. واشتملت تلك الرسالة على 'المطالبة بالفرص المتساوية بين مواطني المحافظات الشمالية والجنوبية في جهازي الدولة المدني والعسكري، وإعطاء صلاحيات أوسع للمجالس المحلية في المحافظات الجنوبية، وإيقاف عمليات الإبعاد والتغيير والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية'. كما طالبت الرسالة

بـ'التوزيع العادل للأراضي وإيقاف السطو عليها'.

الملتقى ضم في عضويته برلمانيين ووزراء سابقين وشخصيات اجتماعية وسياسية تنتمي إلى المحافظات الجنوبية، وجاءت مبادرة إنشائه من عدد من أعضاء مجلس النواب، الذين يمثلون دوائر انتخابية في المحافظات الجنوبية والشرقية.

وبحسب الباحث السياسي سعيد ثابت، فقد كان تشكيل الملتقى بمنزلة رد على إعلان الحكومة عزمها إحالة ما يقرب من عشرين ألفاً في الجهاز العسكري إلى التقاعد، معظمهم من المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى ما قيل وقتها عن خلافات بين الرئيس صالح ونائبه الجنوبي عبدربه منصور هادي وقيام الأول بتقليص صلاحيات نائبه المالية، والتي ترافقت مع عودة عضو مجلس الرئاسة السابق عن الحزب الاشتراكي سالم صالح محمد برفقة الرئيس صالح من دولة الإمارات العربية المتحدة بعد لجوئه إليها عقب حرب صيف 1994.

انطلاق الفعاليات

ويضع الكثير من المراقبين السياسيين ما حدث في جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية كبداية أولى لانطلاق مسيرة 'الحراك الجنوبي'، حيث احتشد في تاريخ 15 يناير 2006 مئات المتقاعدين العسكريين من مختلف المحافظات الجنوبية في ملتقى خصص لإزالة آثار صراع 13 يناير 1986 بين عناصر الحزب الاشتراكي. وهذا الصراع كانت أحداثه دارت في محافظة عدن وأدى الى عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين. واعتبرت السلطات اليمنية مشاركة القيادي في 'حركة تاج' السفير السابق للجمهورية اليمنية في سورية وقائد القوات البحرية في تلك الفعالية عام 2006، وإلقائه كلمة عبر الهاتف، عملاً تخريبياً نجم عنه سحب ترخيص جمعية 'ردفان' وإغلاق مقرها.

تأسيس 'ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية' كان له أهمية كبيرة تمثلت بكونه البذرة الأولى في سلسلة الفعاليات والاحتجاجات التي تعبر عن اعتراض مجموعة جنوبية كانت محسوبة على السلطة لا على الحزب الاشتراكي، إلا أن السلطة حاولت احتواء تلك العناصر لكنها فشلت في إيجاد معالجات حقيقية لمطالب الملتقى، الأمر الذي سمح بعدها لأطراف جنوبية أخرى باللجوء إلى نفس الآلية، لكن هذه المرة كانت جماعات من خارج السلطة.

إثر ذلك، انطلقت الفعاليات الاحتجاجية على شكل مجموعة من المراسلات مع مكتب رئاسة الجمهورية، من قبل جمعية المتقاعدين العسكريين، والتي تضم في عضويتها عدداً من العسكريين المبعدين عن أعمالهم. وضمنت تلك المراسلات مجموعة من المطالب الحقوقية لخصها

لـ'الجريدة' رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب د. عيدروس النقيب لكونها تتعلق بالعودة إلى العمل، والحصول على الترقية والتعويض عن سنوات الإبعاد الإجباري عن الوظيفة، ومطالب تتصل بالحقوق المادية التي يحصل عليها ضباط الجيش والأمن من إعاشة ووسائل نقل ووقود وصيانة وأجرة سكن وسواها، بالإضافة إلى مطالب تتصل بالحقوق المستولى عليها وتخص الأراضي التي اشتراها الضباط والجنود قبل الحرب من خلال جمعياتهم السكنية وجرى نهبها بعد الحرب.

وفي 17 مايو 2007، استطاع المتقاعدون العسكريون والمدنيون في محافظات الضالع ولحج وابين وعدن وشبوة وحضرموت، تكوين وإشهار أول كيان تنظيمي يوحد فصائل الحراك في كيان واحد هو 'جمعية المتقاعدين العسكريين'، كما تم انتخاب العميد قاسم عثمان أحمد الداعري رئيساً، والعميد صالح قائد راجح نائباً للرئيس.

وتأسست بعد ذلك عدة هيئات للحراك السلمي، أبرزها المجلس الأعلى لاستعادة دولة الجنوب برئاسة حسن باعوم، ويتلقى هذا المجلس دعمه من معارضة الخارج ممثلة بـ'حركة تاج' الموجودة في بريطانيا. كما أعلن تأسيس 'الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب' برئاسة ناصر النوبة، الذي شغل موقع رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين في بداية تشكيلها. كما تشكلت ما عرف بـ'حركة نجاح' التي يرأسها البرلماني الاشتراكي صلاح الشنفرة، ومن قياداتها ناصر الخبجي وعبده المعطري، والأخير هو الناطق الرسمي باسم فصائل 'الحراك'.

وأخذ الحراك بهيئاته المختلفة يصبح أكثر تشدداً في سقف مطالباته، إذ انتقل من مرحلة المطالب الحقوقية الى مرحلة المطالبة بالانفصال وفك الارتباط وتحديد المصير، والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 (تاريخ إعلان الوحدة).

علي سيف حسن، الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري، وعضو اللجنة المركزية للتنظيم، وأحد أبناء محافظة الضالع، قال إن 'لجوء قيادات عسكرية وأعضاء مجلس نواب من أبناء الجنوب إلى تشكيل مثل هذه الملتقيات جاء بعد يأسهم من إمكان تحقيق مطالب مواطني دوائرهم أو من خلال أجهزة السلطة التنفيذية والخدمية'. ودافع حسن عن خلفية نشوء الملتقى الجنوبي الذي 'يمارس ضغطاً اجتماعياً مشروعاً من أجل تلبية مطالب شعبية'، معتبراً أنه لا يشكل أي خطر على وحدة اليمن.

ردود الفعل

في المرحلة الأولى من الاحتجاجات كانت السلطات ترتكب أخطاء فادحة وفق مراقبين، فقد وصفت المحتجين بـ'الانفصاليين' رغم أنهم كانوا يرفعون مطالب حقوقية، وقللت من شأن تلك المطالب قبل أن تعود للاعتراف ضمنياً بأن هناك أخطاء وأعلنت تشكيل لجان لمعالجة مشاكل من قالت إنهم 'منقطعون' عن أعمالهم، تلاها تشكيل عدد من اللجان الرئاسية والبرلمانية.

ومن بين ما لا يقل عن أربع لجان رئاسية، اشتهرت لجنة مكونة من أربعة وزراء، خاصة بملف الأراضي في عدد من المحافظات الجنوبية. ورفعت هذه اللجنة تقريرها نهاية عام 2007 لرئيس الجمهورية مطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد 15 مسؤولاً مدنياً وعسكرياً قالت إنهم ينهبون أراضي واسعة في بعض المحافظات الجنوبية.

يقول النائب علي العمراني، وهو عضو في الكتلة النيابية لـ'حزب المؤتمر' الحاكم، ورئيس لجنة برلمانية لتقصي للحقائق في مقتل مواطنين في منطقة ردفان بمحافظة لحج: 'حاولنا وضع قراءة أكثر شمولية للاحتقانات الموجودة ورفعنا تقريراً مفصلاً للمجلس بشأن الواقعة التي أودت بـ3 أشخاص كانوا يشاركون في مهرجان احتجاجي بالمنطقة في أكتوبر 2007، وأوصينا بإحالة الجنود المتهمين بإرداء الناشطين الثلاثة إلى المحاكمة، وإعادة كل الأراضي المنهوبة وتلك التي صرفت بأوامر من الحكومة إلى نافذين بما فيها الأراضي ذات الملكية العامة، وسرعة محاكمة جميع من ثبت تورطهم في قضايا فساد ونهب من المسؤولين وأقاربهم'.

وكما تمّ التحفظ على تقرير اللجنة الوزارية في رئاسة الجمهورية، يبدو أن هذا التقرير أيضاً تاه في أدراج رئاسة مجلس النواب، الأمر الذي دفع العمراني إلى القول إن 'المؤسسات في البلاد لا تعمل بشكل صحيح'.

مصالح شخصية

وقال نائب محافظة عدن وأمين عام المجلس المحلي عبدالكريم شائف إن عناصر الحراك 'لا تحمل مشروعاً مطلبياً وحقوقياً بقدر ما هو مشروع سياسي، وعندما فقدوا مصالحهم يريدون الآن استعادة الكراسي، مستغلين الظروف التي تمر بها البلاد'. ورأى أن 'الوحدة ليست قضية ألف شخص –يقبلون أو يرفضون- بل قضية الشعب اليمني كله، والكثير من المعالجات الرسمية مستمر وحلت ما نسبته 95 في المئة من مشاكل الأراضي في محافظة عدن على سبيل المثال'.

ويوافقه في الرأي مدير عام مصلحة الأراضي في محافظة عدن شيخ سالم بانافع، الذي يرى أن قيادات الحراك 'اتخذت من قضية الأراضي ذريعة لتبرير مطالبهم، إلا أنهم هم من ظلموا ونهبوا الناس حقوقهم وأمموها في عهد الحزب واستولوا عليها بعد الوحدة'.

ولا يستبعد المحامي شيخ طارق أن يقف وراء المغالاة بالمطالب باتجاه الانفصال من قبل بعض قيادات الحراك، فقدان مصالح شخصية لتلك الزعامات، علماً بأنه يستبعد مسألة الانفصال، لأنه 'يؤمن أن أي انفصال لن يكون في مصلحة المواطنين'. ويعتقد أن 'المطالبة بالانفصال ستؤدي إلى أزمة أكبر مما كانت عليه في الماضي أو في الحاضر لأبناء الجنوب'.

وإن أجمعت فصائل الحراك على هدف 'فك الارتباط' واختلفت وسائل التعبير والضغط، إلا أن مواطنين في عدن وعدد من مدن الجنوب استطلعت آراؤهم لا يرون أن هؤلاء يمثلون أبناء الجنوب –وأنهم أصحاب مشروع سياسي وكل ما يقومون به يخدم في المقام الأول أهدافهم الشخصية، وإن كان ظاهر الهدف حقوقياً.

المعالجات

يقول تقرير منظمة 'هيومن رايتس ووتش' المعنية بحقوق الإنسان، إن الحكومة اليمنية كانت 'تزعم علانية أنها مستعدة للاستماع إلى مظالم الجنوب'، في حين أن 'قواتها الأمنية ردت على الاحتجاجات باستخدام القوة. وكثيراً ما لجأ المتظاهرون إلى العنف، فأحرقوا السيارات وألقوا الحجارة، وكان هذا عادة رداً على عنف الشرطة'.

وإلى جانب الإجراءات الأمنية والاعتقالات الواسعة التي انتهجتها السلطة ضد عناصر الحراك، تحدثت تقارير صحافية محلية عن إنفاق ملايين الدولارات خلال عام 2008 فقط، لاحتواء وجاهات اجتماعية وقيادات ميدانية بهدف محاصرة المد المتنامي للحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية. ويؤكد ذلك أحمد طلان، عضو مجلس محلي سابق في محافظة شبوة الجنوبية، والذي يقول ان السلطة 'وزعت الكثير من الأموال وصرفت مئات السيارات لشراء ذمم كثيرين، كما قامت باحتواء آخرين بتعيينهم في مواقع في السلطة المحلية'.

وكانت السلطات المحلية في مثلث الحراك الساخن (ابين ولحج والضالع) سعت إلى عزل قيادات الحراك في مناطق ريفية نائية، كما أنها قطعت وسائل الاتصال الهاتفي لأسابيع عدة، قبل إعادة تشغيل بعض شبكات المحمول مطلع الشهر الجاري.

ويعترف رئيس كتلة 'الحزب الاشتراكي' د. عيدروس النقيب، وهو ممثل عن إحدى دوائر محافظة لحج الجنوبية، بأن هناك الآلاف من المتقاعدين أعيدوا إلى أعمالهم، وتمت تسوية الوضع المالي للبعض منهم، إلا أنه يستدرك: 'لقد تم ذلك حقاً غير أنهم أعيدوا مجدداً إلى منازلهم. فقد عين بعضهم مستشارين ووضع آخرون في مكاتب دون عمل، فاضطروا إلى العودة إلى المنازل ويتقاضون رواتبهم آخر الشهر'.

جذر المشكلة

رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) عبدالرحمن الجفري، الذي عين نائباً لعلي سالم البيض حين أعلن الانفصال عام 1994، وعاد في 2006 من السعودية حيث أقام منذ غادر البلاد عقب الحرب، لمساندة الرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية، قال في حوار مطول مع 'الجريدة' إن أصل المشكلة يكمن في سوء قراءة الأحداث وسوء تقدير ما يجري في البلاد من قبل النخبة الحاكمة، محملاً المسؤولية على كل الأطياف السياسية.

إلى ذلك، يجزم النقيب بأن جذر القضية هو سياسي بامتياز 'مع انه لو تمت معالجة الحقوق المطلبية لما تطورت إلى المطالب السياسية الراهنة'، مضيفاً: 'علينا أن نتذكر أن هناك دولتين اتحدتا وإحداهما أقصت الأخرى بحرب'.

تفتقد السلطة الحاكمة في اليمن إلى رؤية للتعامل مع المشكلة الجنوبية والمشاكل الوطنية عموماً، حسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء د. محمد الظاهري، الذي يقول ان 'ثقافة النخبة الحاكمة في اليمن لا تعترف بوجود مشكلات وأزمات'. ويتفق معه رئيس اتحاد نقابات العمال في عدن، عثمان كاكو بقوله إن 'الخطاب السياسي خطاب ملتف، لا يتناول الواقع بثقافة الاعتراف ويعوم الأحداث، كما يعوم الريال اليمني في السوق'، مشيراً إلى التدهور المتسارع لقيمة الريال مقابل الدولار الأميركي.

أربعة فصائل رئيسية

يتكون 'الحراك الجنوبي' من أربعة فصائل رئيسية هي:

1- المجلس الأعلى لتحرير الجنوب، برئاسة حسن باعوم، وهو قيادي سابق في الحزب الاشتراكي.

2- الهيئة الوطنية للاستقلال، برئاسة ناصر النوبة، وهو عميد متقاعد في الجيش.

3- الهيئة الوطنية للنضال السلمي، ويرأسها صالح يحيى، وهو أستاذ جامعي وناشط سياسي سابق في صفوف الحزب الاشتراكي.

4- المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، يقوده صلاح الشنفرة، وهو نائب في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي، وتطارده السلطات، ويضم هذا الفصيل معظم القيادات المعروفة في الحراك، وهو الأكثر نفوذا في الساحة الجنوبية، وكان قد اختار علي سالم البيض رئيسا له.

ورغم ذلك فالمسميات نسبية، وفي كل مرة تظهر جماعة وتختفي أخرى تحت مسميات متعددة.

تواريخ أساسية

• 15 يناير 2006: تجمع مئات المتقاعدين العسكريين من مختلف المحافظات الجنوبية في ملتقى 'التسامح والتصالح' (مهرجان خطابي) خُصص لإزالة آثار صراع 13 يناير 1986، الذي دارت أحداثه في محافظة عدن، وكان ضحاياه الآلاف من كوادر الحزب الاشتراكي في الصراع الذي تفجر بين قيادات الحزب.

• 23 مارس 2007: دشنت 'جمعية المتقاعدين العسكريين' أول نشاط احتجاجي في مدينة الضالع، وفي 7 يوليو من العام نفسه، نفذ أعضاء الجمعية في المحافظات أول فعالية مشتركة في مدينة عدن.

• أبريل 2009: وقع ما يشبه المفاجأة، فقد أعلن الشيخ طارق الفضلي الانضمام الى 'الحراك الجنوبي'.

• بحسب إحصائية للمرصد اليمني لحقوق الإنسان، فقد قتل في فعاليات الحراك منذ بدايته في يوليو 2007 حتى نهاية 2009 نحو 60 شخصاً، وجرح قرابة خمسمئة آخرين بدرجات متفاوتة. ويعتقد أن العشرات من عناصر الشرطة والجيش قتلوا وجرحوا في صدامات مع المحتجين أو سقطوا في هجمات انتقامية.

في الحلقة الثالثة

يتواصل الحديث في الحلقة الثالثة، عن ظاهرة 'الحراك الجنوبي' وعن المنهجية التي يتبعها في التعبير عن مطالب عناصره سواء كانت حقوقية أو سياسية، ويتم التركيز على مطالب بمشكلة الأراضي في عدن. كما يتم التطرق إلى مستقبل 'الحراك' في جنوب اليمن.


154234_271.jpg


يمنيون يحملون يافطة كُتِب عليها «فك الاتباط أو الموت» رداً على شعار الرئيس اليمني «الوحدة أو الموت» (أرشيف)
الصفحة السابقة


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
12-04-2010, 03:02 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

الصفحة السابقة f 6 أرسل إلى صديق تحويل إلى word طباعة
تعليقات القراء
1 - الجنوبيون ليسوا اشتراكيين وقد تبرؤا منه لانه حزب يمني وليس جنوبي
الجنوبي الضالعي | الجنوب الحر - الاثنين 05 ابريل 2010 12:50:00 ص
نشكر الاخوة على هذا السر المقتضب لمسيرة الحراك ولكن اريد ان انوه بانه تم التركيز على الحزب الاشتراكي وانه الموجود في كل فصائل الحراك ولم يتم الذكر ان كل قيادات الحراك التي تعود لجذور اشتراكية قد استقالات من الاشتراكي وتنكرت له بمجرد دخولها للحراك وان التجرد من الصفات الحزبية هي شرط لدى قيادات الحراك ودليل على مصداقيتها ومن هؤلاء صلاح الشنفرة عضو البرلمان اليمني عن الحزب الاشتراكي والذي قدم استقالته من الحزب واصبح قيادي بارز وكذلك اعضاء المكتب السياسي في الحزب والذين استقالواواصبحو قيادات بارزة
2 - فليجبني احدهم 1
باعباد | سيئون - الاثنين 05 ابريل 2010 01:53:00 ص
فليجبني احدهم (المطبلين للوحدة)

لماذا لا يوستفتاء شعب الجنوب على وحدته ...؟ اتحدى علي عبدالله يسوي هذا الامر او يفكر فيه .... فلو انه واثق من ان الجنوبيين لايريدون الانفصال فليستفتيهم تحت اشراف دولي لان الجواب بصالحه.
لكن الامور والشواهد لا تقول هذا
ولهذا اقول للمطبلين من الشماليين الذين قد اعذرهم لتطبيلهم فهم قد غرقوا بالاضطهاد والقهر والذلة من عهد الامامة ومن قبلها هذا اولا وثانيا لانهم سوف يموتون من الجوع اذا حصل الانفصال اما الجنوبيين المطبلين فهم اما:1- جهلة ولا يعرفون ماذا..يتبع
3 - فليجبني احدهم 2
باعباد | سيئون - الاثنين 05 ابريل 2010 01:58:00 ص
يحصل على ارض الواقع ولم يدخلوا الدوائر الحكومية ويروا كيف الفساد والظلم ولم يشتروا ارضا في عدن او لحج وياتي احد الفاسدين "بـ12 طقم" ويقول برع ياجنوبي هذا ارضي من عهد اجدادي...
او2-مغتربون في الخارج ولا يهمهم الا المال
3-مأجورين من الدولة ويفعلون فقط ماهو لصالحهم الشخصية

ولا يضر ان المأجورين قليل والحمد لله وهذا يدل وعي شعب الجنوب
وللعلم المأجورين "وشراء الذمم" ليست وليدة العالم بل هي من عهد العباسيين وما تلاهم من قرون

فليجبني احدهم
4 - حراك الاستقلال حراك وطني وليس مصالح
ابن الجنوب عولقي | قطر - الاثنين 05 ابريل 2010 02:14:00 ص
شكرا للكاتب مجددا اخي الفاضل الحراك الجنوبي ليس حراك قيادات فقدت مصالحها وان كان فالشعب الجنوبي كله متضرر جايع الشعب الجنوب نعم فقد مصالحه خسروا الكثير ذاقوا ويلات التي لم يذوقوا من ساحات الحروب اخي الفاضل ارجو عدم السماع من موالين السلطه اذا كنت تبحث عن حقيقه كلهم يتبعون خطاب الرئيس كالبغباءت مرددين خلفه انسان في راس السلطه ماذا تتوقع جوابه ارجو السماع من انصار الحراك الجنوبي وهي ثورة شعب شوف موقع اليوتيوب شوف صدى عدن شوف مواقع جنوبيه القتلى في غاره جويه على مدينه في ابين 64 شهيد وتحياتي للكويت
5 - اجل التحرير او الموت
عبدالله منصر كلفوت | الجنوب العربي - الاثنين 05 ابريل 2010 02:16:00 ص
اذا كانت وحدتكم العربيه ستكون على حساب كرامة وحرية وهوية ابناء الجنوب فتباء لها وحده اعزائي ابناء الامه العربيه ابناء الجنوب يذبحون من الوريد الى الوريد ويرمون في المعتقلات دون ذنب ارتكبوه سواء انهم طالبو بحقوقهم المشروعه وانتم تقفون متفرجون بل تساندون صنعاء لاابادة ابناء الجنوب لما نرى او نسمع ادانه او تنديد للمجزره التي جرت ضد ابناء الجنوب في ابين قرية المعجله وراح ضحيتها 54 طفل وامراه فاين الاخوه والدم المشترك نرجو منكم متابعة مايحدث لابناء الجنوب من قبل قوات الاحتلال اليمني
6 - فك الارتباط او الموت
ابونصر الصبيحي | الجنوب العربي - الاثنين 05 ابريل 2010 02:28:00 ص
شكر لرئيس ومدير ومحرري جريدة الجريده ولشعب الكويت الشقيق اولا

فك الارتباط او الموت هذا هو شعارنا وسنظحي بانفسنا واولادنا في سبيل تحريرك ياوطني الجنوب وكفى ماعانيناه من كل انواع القهر والظلم والاستبداد من هذا الاحتلال المتخلف ..وحتما سننتصر وسنرفع رائة الاستقلال بعون الله وبعزيمتنا لانا اصحاب حق وهم الباطل
7 - الجنووب با تعوود
الجنوب امانة | اليونان - الاثنين 05 ابريل 2010 02:53:00 ص
الجنوب اخواني في جديدة الجريدة سوف تعوود الي ابناء الجنووب مثل ما اعادت الكويت للكويتين سوف تعوود الجنووب للجنوبين وكان من الواجب ان تساعدو اهلكم من ابناء الجنوب الدين وقفو معكم في القضية الكويتية ابان الغزووو
8 - عاش المناضلون
ضالعيه مغتربه | امريكا - الاثنين 05 ابريل 2010 02:53:00 ص
شكرا لكم على هذا التوضيح...اتعجب ممن يقول ان قيادات الحراك تلهث وراء مصالح شخصيه؟؟!!!؟هل البحث عن الموت والتقدم اليه هو بحث عن مصلحه ؟؟!!!هل مقاومة اغراءات السلطه وتحمل اذاها يعني البحث عن مصلحه ؟؟!!هل القيادات والبرلمانيون والسفراء المشردين المسجونيين المعذبين يبحثون عن مصلحه شخصيه ؟؟؟!!عبدالكريم شايف رجل معروف للكل (...)؟فواعجبا..الرجال تحبل بلسانها.!!! ولكم الشكر
9 - صرخة الجنوب
د/الشاعري | الضالع - الاثنين 05 ابريل 2010 03:05:00 ص
لقد تمادى النظام بممارساته واسترسل ..الى ان فاق يوما على زئير الاسد الجريح الذي ينطلق كل يوم بكل قوه وعنفوان !!! لن نرضى باستعادة دولتنا فحسب ولكننا سنلاحق صدام الصغير الى المحاكم الدوليه ..وسنبحث عن الحبل الذي شنق به صدام الكبير !!؟؟وهذا الوعد الذي قطعناه لشهداءنا الابرار ويمين غليظ برب الكون اننا لن نتراجع ...وما ضاع حق وراءه مطالب ..ودمتم بخير
10 - الله الله بالحقائق
صلاح العقربي | عدن - المعلاء - الاثنين 05 ابريل 2010 04:23:00 ص

"وإن أجمعت فصائل الحراك على هدف 'فك الارتباط' واختلفت وسائل التعبير والضغط، إلا أن مواطنين في عدن وعدد من مدن الجنوب استطلعت آراؤهم لا يرون أن هؤلاء يمثلون أبناء الجنوب ."


كلام خطير وخبيث يراد منه القول بان الحراك لا يمثل كل الجنوب وواضح من معدين الحلقات انهم شماليين او موظفين مع الامن حتى وان سردوا جزء من الحقائق لغرض دسم السم في العسل.

لا ادري كيف استطلع شعب الجنوب وكيف حصل على نتيجته
11 - راي
احمد العدني | الجنوب - الاثنين 05 ابريل 2010 06:36:00 ص
اعتقد أن وجهة نظر رموز الحراك السلمي في الجنوب لا زالت مغيبة ،وكل من شملهم الاستطلاع ،باستثناء النقيب كلهم من رموز الفساد أو يعملون مع نظام الفساد وبالتالي فهم يدافعون عن نظامهم الفاسد كما انه لم يتم حل أي قضية وما أنفقت من أموال فهي قد أنفقت على شخصيات تعمل مع نظام صنعاء وقد اسند لها أن تنتشر في أوساط الحراك لتأمر عليه من داخله، أما المبعدين من أعمالهم أو من لهم حقوق لا زالت لم تحل مشاكلهم حتى اللحظة .
12 - سياسة النظام
ابو فراس الصبيحي | عدن - الاثنين 05 ابريل 2010 06:56:00 ص
نعم لقد شكلت لجان عدة تم نزولها إلى الميدان إلا ان تقاريرها لم تجد طريقها للتنفيذ...فإلى جانب ماذكره العمراني وهو رئيس احد اللجان هناك تقرير مشهور للجنة أخرى سمي بتقرير (هلال- باصرة) ولو نفذ ما في التقرير لتهدئة الأمور... هذه اللجان ترسل لتمييع الأمور رغم الإنفاق الكبير عليها من ميزانية الدولة...الغريب في الأمر ان الوزراء أصحاب الاختصاص لا يرسلون ولا يكلفون بالنزول عمداً المقصود منه تقييد الحكومة وعزلها من ممارسة مهامها وهذه سياسة ثابتة للنظام دأب على إتباعها وربط كل الأمور بالرئيس فقط.
13 - سياسة النظام
ابو فراس الصبيحي | عدن - الاثنين 05 ابريل 2010 07:00:00 ص
يتبع:- مسألة إعادة البعض إلى العمل لم يكن ذلك الأمر جادا بالمطلق في حين ذهب الضباط وللإفراد إلى صنعاء لترتيب أوضاعهم لقوا هناك الاهانات والاحتقار من ما دفعهم إلى العودة إلى مناطقهم ومنازلهم.إما تسوية الراتب فقد حصل عليه البعض بعد المساومة معهم وشراء ضمائرهم. أما الباقية وهم الأغلبية فيتقاضون نصف مرتباتهم الأصلية فعلى سبيل المثال لا الحصر قائد القوات الجوية يتسلم علاوات الضباط فنيين وطيارين شهريا من الدائرة المالية بعد فصل نلك العلاوات من المرتب الذي يصل إلى مالية الدفاع من الخزينة العامة كاملا.
14 - معاهدات الحمايه
جنوبي وافتخر | دولة الجنوب العربي - الاثنين 05 ابريل 2010 07:38:00 ص
نطالب حكومة الملكة اليزابيث بالقيام بواجبها بحماية شعب الجنوب وذلك حسب الاتفاقيات والمعاهدات بين الحكومة البريطانيه ومحميات الجنوب العربي وان هذه المعاهدات لاتزال سارية المفعول نظرا لأن شعب الجنوب رافض ليمننة بلدهم والاحتلال الواقع عليهم من قبل اليمن منذ 1967 بقيام العناصر اليمنيه في الجبهة القوميه باستلام الحكم وتغيير اسم وهوية البلد من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبيه الشعبيه. ولذلك فان على المملكة المتحده ان تفي باتفاقياتها لحماية شعب الجنوب العربي من الاحتلال اليمني المشين
15 - وطني الجنوب
ثورة الجنوب | الجنوب الحر - الاثنين 05 ابريل 2010 08:38:00 ص
والله ثورة لن تنطفي ابدا .. والله ثورة حتى الاستقلال .. والله ثورة حتى لو كانت نهايتها الموت .. والله ثورة مهما حاولوا قتلها مهما حاولوا دفنها .. لايوجد يمن موحد لاتوجد دولة واحدة في اليمن بل هناك الشمال والجنوب وهو امر واقعي ومفروض ..قد يستطيعوا ان يقتلوا الثوار..ولكن لن يستطيعوا ان يقتلوا الثورة.. عاش الجنوب حرا ابيا وعاش ابناء الجنوب ورحمة الله على شهداء الجنوب
16 - بيان من قبيلة يافع الجنوبية
قبيلة يافع | الجنوب - الاثنين 05 ابريل 2010 08:42:00 ص
تنويه :
الى المعلقين الشماليين الذين يكتبون بأسم يافع
فليعلموا ان شيوخ يافع كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وابناء يافع جميعا في الداخل وفي المهجر جميعا تحت لواء تحرير الجنوب المحتل وان من يدعوا غير ذلك فهو ليس منا
واننا ندعوا اخواننا الجنوبيين في الخارج بدعم ابنائهم في الداخل وطريقنا واحد وهو استقلال الجنوب
17 - ثورة الجنوب
وطني الجنوب | الجنوب - الاثنين 05 ابريل 2010 08:50:00 ص
والله ثورة لن تنطفي ابدا .. والله ثورة حتى الاستقلال .. والله ثورة حتى لو كانت نهايتها الموت .. والله ثورة مهما حاولوا قتلها مهما حاولوا دفنها .. لايوجد يمن موحد لاتوجد دولة واحدة في اليمن بل هناك الشمال والجنوب وهو امر واقعي ومفروض ..قد يستطيعوا ان يقتلوا الثوار..ولكن لن يستطيعوا ان يقتلوا الثورة.. عاش الجنوب حرا ابيا وعاش ابناء الجنوب ورحمة الله على شهداء الجنوب
18 - استوطنوا الجنوب بعد تهجير اهله
بن فريد العدني | الجنوب المحتل - الاثنين 05 ابريل 2010 09:59:00 ص
الظاهر الاسعدي يريد ان يقول نصف الحقيقه او التي هي في مصلحته لماذا لم يقل لماذا لم يخرج ابناء عدن كلهم بمظاهرات مستمره ويوميه والله انهم يريدون ذلك وكلهم مع فك الارتباط والاستقلال لولا وجود كبير للشماليون في عدن الذين وطنوا فيها منذا حرب 1994 واعطيت لهم منازل واراضي بالمجان بهدف الاستيطان والتغيير الديموغرافي لعدن فبعد ان كانت 750 الف نسمه اصبحت مليون ونصف بعد حرب 94 مباشره نتيجه للتهجير والتوطين وكلهم رجال امن يتنكرون بزي باعه متجولون واصحاب محلات ومطاعم وهي كانت بالاصل لجنوبين
19 - وحدة ظلم
سهم صلب | واق واق - الاثنين 05 ابريل 2010 10:47:00 ص
اي وحدة يتشدقون بها وحدة ظلم وحدة جهل وتخلف وسلب ونهب

ومصادرة الاخرين والتظاهر بالوحدة امام العالم ولكن الممارسة غير والله انها وحدة فيد ولا توجد دولة ابدا لا تعليم ولا صحة ولا بنية تحتية ولا عدالة ولا صدق ولا امانة ولا حتى اسلام يمكن اليهود ارحم بالفلسطينيين ورب الكعبة ما يوجد في اليمن هو زيف وكذب وتسلط وتجرد من القيم وابتزاز وسلب ونهب للثروة لصالح مجموعة عصابة اشبة بعصابات المافيا والعن والله على ما نقول شهيد اينكم ايها العرب اننا معولين على اصطفافكم الى جانب شعبكم العربي الجنوبي في جزيرة
20 - اليمن من حلم الوحده الى كابو س التشطير
جبل يافع | عدن - الاثنين 05 ابريل 2010 11:28:00 ص
رساله مؤجهه الى علي عبدالله صالح اذا يريد الخير يعم اليمن شماله

وجنوبه فل يكن شجاع ويعلن فك ارتباط الوحده بين الشمال

والجنوب وترجع الأوضاع كما كانة قبل 1990 حيث وابناء الجنوب

قاطبه لن يريدون الوحده بعد ان عرفوا هدفها وعلى ابناء

الشمال المشككين والماسكين بالوحده من طرف واحد ان ينزلون

الشارع الجنوبي ليستفتون الجنوبيين من مع الوحده ومن ضدها

وهناك تجيهم النتيجه شكرا
21 - الوحدة ماتت في نفوس اهل الجنوب
الشعبي | الجنوب العربي - الاثنين 05 ابريل 2010 11:36:00 ص
الواقع ان حرب 94 الظالمة على الجنوب احدثت شرخا وصدعا في جدار الوحدة اليمنية فالحرب دارت رحاها على ارض الجنوب وبينما الشمال لم تلحقه اي اضرار جراءها فان لحق به دمار على الارض وجراح لم تندمل بعد ومما ضاعف مأساة الجنوب انه بعد حرب 94 تتم ادارتها من قبل المؤسسات العسكرية والامنية الشماليتين اذ ان القادة العسكريين للمحافظات الجنوبية هم سنحان قبيلة الرئيس اما المحافظون الجنوبيون فان اصغر عسكري شمالي يملك صلاحيات اكثر منهم بقي القول ان الشماليين كلهم مع الوحدة وفي نفس الوقت فان الجنوبيين كلهم مع حلها
22 - من حلم السلطه الى كابوس العطاله
ولد اليمن | الرياض - الاثنين 05 ابريل 2010 12:54:00 م
اشكر الاخوه الكويتين على المقال الجميل واتمنا لو كان اعداد المقال محيد اتا المقال من طرف واحد وهو انفصالي بحث اتمنا من الاخو التاكد من الاحداث نعم في اعتقالات من السلطه للمتضاهرين لماذ لان المحتجين يخرجون للشارع مسلحين اين السلم يطلبون من الحلات الاغلاق اين السلم يحرقون الاسواق السيارات اين السلم ،ثانين الذينا يطالبون الانفصال من هم اذكر كم ان في مقالكم ذكرتم الابطال الذينا يطالبون الانفصال هم مجموعه كانو في السلطه والان خارج السلطه دخلو الانتاخبات هزمو لايمتلكون شفافيه مجموعه من المرتزقه
23 - اليمن اولا واخيرا
الوحدة او الموت | اليمن الحبيب - الاثنين 05 ابريل 2010 01:08:00 م
الوحدة غالية بدمائنا وتضحياتنا ولكن يستطيع ان يرد ارادة الله في التجمع والتوحد اي مخلوق وموتوا بغيظكم
24 - التحرير
وطن الضؤ | الكويت - الاثنين 05 ابريل 2010 01:23:00 م
اولا نشكر جريدة الجريدة على نطرقها الى مساله القضية الجنوبية بغض النظر عن محتوى التقرير
ان الجنوبيين عزموا امرهم على استعادة دولتهم مهما كلف الامر من تضحيان ؛ ان الوحدة المزعزمة القائمة هي ضم والحق ونهب وفيد ان الشرخ بين الشعبيين قد بلغ القلب مداه ولم يعد بوسع الجنوبيين احتمال القهر والظلم هذا
25 - لن نضل مكتوفي الايدي
سلام اليافعي | الجنوب المحتل - الاثنين 05 ابريل 2010 01:57:00 م
قوات الجمهورية العربية اليمنية ترتكب جرائم ضد الانسانيه في الجنوب المحتل فقد استخدمت تلك القوات جميع انواع الاسلحه بما فيها الدبابات والطائرات والمدفعيه وكل تلك الحشود والاسلحة تستخدم ضد شعب اعزل ومتظاهريين سلمياً كل مايحملوه في اياديهم هي الاعلام واللافتات وصور الشهداء والجرحاء والمعتقلين والقادة الجنوبيين لماذا هذا السكوت العربي والعالمي المخجل تجاه تلك الجرائم والانتهاكات التي يندى لها جبين البشريه هل ذنب شعب الجنوب انه يطالب بحقوقه ورفض الظلم والقهر والباطل هل ذنبه لانه حاول ان يعبر علن رفضه
26 - مناشدة لأهلنا في الكويت
العكبري محب الكويت | السعودية - الاثنين 05 ابريل 2010 03:13:00 م
الى شعب الكويت الشقيق.

انتهز فرصة اتاحة جريدة الجريدة المحترمة هذه المساحة لأوجه هذا النداء للعمل على انهاء معاناة الشعب في الجنوب العربي جراء ما يتعرض له من قتل وحصار وتنكيل. أن الشعب في الجنوب العربي يطالب بحقه في كل مدن وقرى الجنوب العربي لإستعادة دولته بعد فشل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمفراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية. وشكرا لكم والسلام عليكم
27 - بلادي بلادي بلادي الجنوب وجمهورية عاصمتها عدن
طائر الجنوب | الجنوب المحتل - الاثنين 05 ابريل 2010 03:58:00 م
شكرا للجريدة الكويتية لإظهارها قضية أبناء الجنوب أمام العالم أجمع ونتمنى من الجريدة إثراء الموضوع بصور شهداء وجرحى الجنوب.
حقائق تنشر لأول مرة عبر منبركم الحر في وقت يتجاهل فيه الإعلام العربي قضيتنا فلكم جل التقدير والاحترام من شعب الجنوب المحتل.
28 - السير قدما نحو الاستقلال
اليافعي الكويت | الكوست - الاثنين 05 ابريل 2010 06:27:00 م
أشكر جريدة الجريدة على هذه الحلقات حول القضية الجنوبية فهذا ليس بغريب على الكويت واهلها فالكويت كانت ومازالت منارة عربية؛ ان جل ما نطلبه من الاعلامي العربي هو النظر الى ما يعانية الجنوب من قهر وبطش وان ينقلوا ما يجري هناك بحيادية هذا ما نطلبه
شعب الجنوب قال كلمته حزم امره ولم يعد بوسع احد ان يوقف مسيرته نحو الانعتاق من هذا الالحتلال الهمجي لو يجتمع العلم كله مع الاحتلال لن يثنينا عن مواصلة نضالنا السلمي حتى انجاز الهدف المشود هو الاستقلال
29 - ما شاء الله
أصيل | Kuwait - الاثنين 05 ابريل 2010 06:42:00 م
بصراحة ما أقدر اقول إلا ما شاء الله على التصميم لتحرير الجنوب اليمني. الردود الجميلة و الإرادة الجبارة التي أتمنى ألا تنطفئ. كل الكويت معكم يا شعب الجنوب، و الله يوفقكم.
30 - اصوات وفقاقيع الانفصال لاتمثلنا عن وحدتنا
وحدوي من ابين | اليمن ابين - الاثنين 05 ابريل 2010 10:42:00 م
الوحدة باقية ايها الواهمون الحالمون بالماركسية,الوحدة هي وحدة شعب واحد منذ الازل وليست من عام90م,الوحدة موجودة في الارض والانسان والقواسم المشتركةاستحوا ايها الشواذ يامن جعلتم العرب والعالم باسره يفخر بوحدتكم,ومنها الكويت الشقيقة التي قدمت الغالي والنفيس في لم الشمل وعودة الاسرة الواحدة الى بيت واحد هو اليمن,غالبا مانسمع مايعيبنا كيمنيين بان نتكلم عن الوحدة بخلاف مايصير في الواقع من مميزات لاتعرفونها..
31 - تحرير الجنوب العربي
قاهر الدحابشه | الجنوب العربي - الثلاثاء 06 ابريل 2010 12:01:00 ص
برع برع يا استعمار سلميا والا بالنار
32 - هراء الانفصال
ابن العوالق | اليمن الواحد - الثلاثاء 06 ابريل 2010 09:39:00 ص
استغرب ان من يكتبون من وراء الكواليس او من الغرف المغلقة باسم ابناء الجنوب اليمني كما يسمونه,ذلك,هو هراء واوهام واحلام لايمكن ان تتحقق,ابناء الجنوب لاتمثلونهم ايها المعلقون ولاتعتقدونهم ديكور اوشماعه تعلقون عليها اوهامكم المريضة,الوحدة وجدت لتبقى,وسوف ندافع عليها بحدقات اعيننا,وصدق فخامة الرئيس عندما قال فقاقيع لايمثلون سوى انفسهم...
33 - اليمن من حلم الوحده الى كابو س التشطير
جبل يافع | عدن - الثلاثاء 06 ابريل 2010 12:06:00 م
الوحده قضة نحبها والذي يتغني بها من الجنوبيين فهوا يعتبر لص

وسارق وشريك مع الشماليين بنهب اراضي الجنوب وثرواته غير هذا لم يكن

على العموم الوحده ماتت ماتت ماتت وما نقول غير عظم الله اجركم يا

من تنادون بالوحده من طرف واحد والطرف الأخر والشريك الفعلي خارج

الحلبه والجنوب راجعه لصحابها عن طريق الأستفتاء وتحت اشراف دؤلي شكرا
34 - ما قبل البيان رقم 1
الحضرمي الجنوبي | الجنوب العربي - الثلاثاء 06 ابريل 2010 06:50:00 م
زئير الجنوب زئير الاسود
يزلزل أركان ظلم الشمالْ

أسودٌ تلبي نداء النفير
بعزمٍ يزلزل حتى الجبالْ

فما عاد شئٌ يسد الدروب
كموج البحار كزحف الرمال

أتينا اليمانَ بقصدٍ سليم
وجاء بغدرٍ يجرّ الوبالْ

فإما خرجتم بحُسْنٍ ودين
وإلا خرجتم برمي النبالْ

جنوب يحرك أسْدَ العرين
فنعم البلاد ونعم الرجالْ

بكفٍ سيبنون أرض الجنوب
وكفٍ ستقتلع الإحتلالْ
35 - نعم للحق
مزعل العازمي | كويتي - الاربعاء 07 ابريل 2010 12:57:00 ص
باسمي واسم الشعب الكويتي سنقف مع الجنوب حتى يستعيد كل حقوقه المسلوبه واستعادة دولته وارضه المحتله وطرد المحتلين كما طردنا الاحتلال العراقي نعم عشتم يالجنوب تعيشون على رؤسنا وبين اعيننا واننا نتابع بكل دقه مايحصل بالجنوب الحبيبه نعم والله اني احزن لاحزانكم واتالم لالمكم وانجرح لجرحكم ومواقفكم يالجنوبيين مشرفه تجاه ماقام به صدام لاحتلال الكويت نعم موقفكم شرفنا ولكم الفضل علينا واتمنى لكم التوفيق
36 - هراء الانفصال
ابوهيثم العامري | اليمن الواحد - الخميس 08 ابريل 2010 12:21:00 ص
هراء الانفصال وهم وظال
ومن يحتقر الوحدة محال
فاي كلام حقيرغير وحدوي
فيسمع من الناس انه كلام
فاصوات النشازولد ميتا
وكلام النشازيعتير انتحال
فيا ايها الواهمون اعرفوا
ان ماتقولوه على الوحدةخيال
فوحدت اليمن راسخة وارفة
ومن يمسسهاباي مساس له زوال
فانتم لاتمثلون سوى نفسكم
ومن نفسه غاوية يشدمنهاالرحال
الى مذابل التاريخ المصير
كما كان بالامس مع الانفصال
فمن كان خائن اوعميل حقود
فليس له في يمناسوى النعال
ومن يحلم في منامه انه كامل
يريد الانفصال من وراء الظلال
الا فاحلموا واحلمواالف عام
37 - عبر عن رأيك
جنوبي | الجنوب العربي - الخميس 08 ابريل 2010 10:51:00 م
الى ابو هيثم العامري.
إذا كنت لا تجيد الشعر
فلا يلزم ان تكتب الشعر
اكتب رأيك بشكل عادي
حتى لو عبرت عن طريق توزيع (الرشوش) على القراء.



09-04-2010, 03:24 AM
[URL='http://www.aswaqnet.net/member.php?u=191']justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,973

icon1.gif

تعليقات القراء
1 - دولة الجنوب
ماجد | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 01:06:00 ص

لم يكن الطريق إلى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 -يوم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .......هل هذا كلام معقوم اريد ان تثبتو انه في يوم من الايام كان الجنوب واليمن موحد الجنوب دولة واليمن دولة واتفقا على الوحدة وقد فشلت الوحدة والجنوبيين الان يناضلو من اجل فك الارتباط واستعادة دولتهم السابقة
2 - متى كانت اليمن موحدة قبل 22 مايو
الضالعي | الجنوب - الاحد 04 ابريل 2010 01:27:00 ص
الشكر للاخوة في جريدة الجريدة ولكن اريد التنويه انه لم تكن اليمن عبر التاريخ موحدة ولم تكن هناك دولة يمنية اصلا قبل عام 90 وبالتالي فهذا يتناقض عن استخدام عبارة اعادة الوحدة اليمنية في هذا المقال...اليمن هي اسم جهوي مثل الشام وعلى مدى العصور السابقة كانت فيه دول عدة ومسميات مختلفه ولكن تتسم غالبا بشمال وجنوب وهذا هو ناتج عن الفرق الثقافي والحضاري والتاريخي بين الشمال والجنوب
3 - عاش المناضلون
ضالعيه مغتربه | امريكا - الاحد 04 ابريل 2010 01:47:00 ص
لكم كل الشكر .ملف حيادي جدا وكلها حقائق تاريخه لايستطيع احد ان ينكرها.آمل ان تاخذوا راي ابناء الجنوب فيما يخص الجنوب واهل الشمال فيما يخصهم.. وفيما يتعلق بالوحده اليمنيه اعجب ممن يقول اعادة تحقيقها!!!! عمرنا ما كنا يمن واقراوا التاريخ ؟؟!!كنا امارات وسلطنات ادمجت تحت اسم الجنوب العربي ..اقراوا التاريخ جيدا..
4 - هناك فرق بين الوحدة السياسية والوحدة الوطنية
الربان | الجنوب--عدن - الاحد 04 ابريل 2010 01:53:00 ص
تصحيحالمعلوماتكم فقدقامت وحدة سياسيةبين ج.ي.د.ش(الجنوب)وج.ع.ي(الشمال).اللتان لم تكونادولةواحدةمن قبل حتى يتم (أعادة) توحيدهاوحدةوطنية.نرجوالحياديةوعدم التلاعب بالألفاظ صونالحقوق الطرفين.
-فكلمة(أعادةتوحيد)توحي للقارى أن البلدين كانادولةواحدة وأنفصلا ثم أعيدتوحيدهماثانية,وهذايثبت مقولةالشماليين بأن الجنوب (فرع) وعاد للأصل.
-كذلك الوحدة الوطنيةتعني وحدةأراضي البلدالواحدأما في حالتنافقدتمت وحدةسياسيةبين بلدين مستقلين ومعترف بهمادوليا.
-أخيرا مذكرات الشيخ الأحمردليل على النيةالمبيتةلأحتلال الجنوب
5 - نحو قراءه عميقه
احمد الشلفي | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 02:12:00 ص
الحقيقه أن التقرير الذي كتب هنا رائع من حيث المعلومه اولا والبحث ثم التحليل.
أتمنى ان يستطيع الزميل الاسعدي بحلقاته القادمه ان يسبر أغوار الأزمة اليمنيه التي نقرؤها في الصحف اخبارا متراكمه دون ان نتمكن من الغوص في دقيق تفاصيلها من خلال جهد كامل وأتطلع الى ان يكون الملف شاملا بالتقاطاته النزيهه والمحايهد للمشهد اليمني المعقد.
عليناأن نقرأ هنا مقاربات الأزمه تاريخيا وثقافيا وسياسيا ونعطي كل اطرافهافرصة للتعبير والغرض دائما ان نمنح القارئ البعيد فرصه لقراءة اكثر عمقا
6 - لا تزوير التاريخ
الوليدي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 02:36:00 ص
لم نكن في يوم دوله سابقه حتى نقول اعادة الوحده المزعومه
والتي نعتبرها كجنوبيين كذبة القرن العشرين
اليمن ماهو الا اقليم كغيره من الاقاليم نجد والحجاز والشام
في الجنوب نبحث عن الهويه الجنوبيه العربيه السنيه لا الهويه اليمنيه الزيديه
الحرب اعلن قيامها صالح بيوم 27/4/ 94م
واندلعت بضراوه يوم 4/5/94
واعلن الرئيس الجنوبي فك الارتباط بيوم 21/5/94
فليس الجنوبيين مسؤاليين عن فشل هذه الوحده الجوفاء
بل حكومه صنعاء وشعبها هم المسؤلون عنها
نرجوا ان يكون المحر متتبع للحقائق بدقه
الجنوب ليس اليمن
7 - شكر للجريده
كويتي انا | الكويت - الاحد 04 ابريل 2010 02:41:00 ص
شكرا للاخ خالدالمطيري رئيس الجريده الكويتيه على هذه اللفته الطيبه ونتمنى من باقي وساءل الاعلام الكويتيه والخليجيه ان تحذوا حذوكم من اجل نقل قضيتنا الى العالم وتوضيح الصوره لمايحصل لابناء الجنوب وكيف تم الغدر بهم بهذه الوحده الكاذبه التى من ظاهرها اتحاد وفي باطنها جهنم لابناء الجنوب فقد اتضخت الرؤيه تماما ان ابناء الجنوب قد وقعوا في فخ هذه الوحده بالخداع والمكر وان المساله اكبر من ان يتصورهامخلوق فهي مذهبيه زيديه ضدالجنوب السنه ..ومااشعاراتهم الا كذب وافتراء فهم من جعل الجنوبيين يكرهوا الوحده....
8 - شكر وتقدير
PAIN KILLER | ADEN - الاحد 04 ابريل 2010 02:51:00 ص
اتقدم بالشكر والتقدير لجريدة الجريدة لاعطائها قضيتنا حيز من صفحتها واشكر الكاتب من الاعماق
تسجيل مرور ولي عودة للتعليق
9 - أناس مرتزقه
سالم الضالعي | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 03:05:00 ص
نحن في الجنوب تجرعنا الأمرين ، مرارة الاحتلال البريطاني ومرارة الحزب الماركسي واتت الوحدة التي كانت حلمنا وتحققت بفضل الله وشهدت اليمن بأكمله نهضة تنموية غير عادية ولاننكر من وجود اخطاء من قبل السلطة لكن في نفس الوقت توجد لدينا ثوابت وطنية وخطوط حمراء ، وما اؤلئك الذين يدعون الى الانفصال ماهم إلا اناس مرتزقه وتاريخهم اسود بما تحمله الكلمة من معان ، ومع كله هذه الأحداث إلا اننا على ثقة تامة ان اليمن ستنتصر والوحدة باقية وراسخة رسوخ الجبال
10 - الوحدة او الموت
ابن العاصمة الإقتصادية عدن | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 03:07:00 ص
والله ثم والله لن نفرط في وحدتنا شاء من شاء وأبا من أبا ولا نامت أعين الجبناء
11 - فئة مارقة
بنت يافع | الجمهورية اليمنية - الاحد 04 ابريل 2010 03:23:00 ص
والله نحن في الجنوب مرتاحين افضل من الشمال كل المشاريع موجوده بس بصراحة شعب ما يستاهل ، والفئة المارقة لا تمثل سوى نفسها قتلوا الأبرياء واحرقوا المحلات وتقطعوا في الطرقات ونهبوا الممتلاكات ويقولوا يطالبوا بحقوق ، نطالب الدولة بصلبهم امام الله والناس اجمعين .
12 - وحدنما عز لنا
العولقي الشبواني | السعودية - الاحد 04 ابريل 2010 03:43:00 ص
وحدتي. وحدتي. يا نشيـداً رائعاً يمـلا نفسـي
أنت عــهـــد عـالــق في كـــل ذمــــــــــــة

عشــــت ايــمـــانـي و حبــي أمـمــيـــــــــاً
و مـســـــيري فـــوق دربــي عــربـيــــــــاً
و ســيـبـــقى نـبـــض قــلــبـــي يـمـنــيـــــا
لـن تـرى الـدنـيــا عـلـى أرضـي و صـيـــا

13 - نحن على طريق التحرير
اليافعي ابو صهيب | السعوديه - الاحد 04 ابريل 2010 05:14:00 ص
اخي نحن ابناء الجنوب نعيش وضع احتلال ولا توجد وحده
غير التوحد بالثروة الجنوبيه ونهب ممتلكات الجنوب العربي
على يد ///////// الذي لا يجيد اي لغه غير لغة
القتل والنهب والاقصا للاخر نحن في الجنوب اليوم برقم التشديد الامني
الى درجه بان يقتل اطفال الجنوب وشبابهم في السجون لانهم يستمعون الى اغاني ثوريه جنوبيه
ويقصف الاطفال والنساء والشيوخ تحت اسم الارهاب يا اخي
اصبح اليوم الحقد بين الجنوب والشمال على قرار غزه واسرائيل
كان اليمن قبل الوحده حكومتان في شعب واليوم حكومه في شعبين
الجنوب على النصر
14 - فك الارتباط
عبدالله | الجنوب المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 07:05:00 ص
ان ما قام بة الرئيس علي سالم البيض في 21/5/1994م هو اعلان فك الارتباط وليس الانفصال فنحن لم نكن اقليم تابع للجمهورية العربية اليمنيه حتى ننفصل بل دولة معترف بها دوليا دخلت باتفاق مع دولة اخرى على وحدة اندماجية رغم اننا نحمل الرئيس علي سالم البيض اندفاعة المتهور نحوالوحدةالمغدوره بهادون اخد رأي مواطني الجنوب.وايضا إن سياسة الحزب اواعمالةفي الجنوب قبل الوحدة ليس من المعقول تحميلها مواطني الجنوب وتبرير ما يقوم بة المحتل اليمني في الجنوب وان شعب الجنوب نفض من على جسمة الذل والخضوع ويريد العيش بكرامة
15 - تصحيح
جنوبي وافتخر | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 08:05:00 ص
اود ان انبه الكاتب انه تغافل عن ذكر تاريخ الجنوب قبل الاستقلال وانه كا اتحاد الجنوب العربي المكون من عدة سلطنات وامارات وان الوحده لم تكن بين شطرين بل بين بلدين وهذا الاصل لأن الجنوب لم يكن من قبل جزء من اليمن حيث ان بريطانيا احتلت سلطنا الجنوب وليس جزء من اليمن او قامت بتقسيم في بلد واحد
16 - التحرير قادم لامحاله
ابو احمد | حضرموت - الاحد 04 ابريل 2010 08:37:00 ص
المراقب للمشهد اليمني يرى رغبه جامحة لابناء الجنوب نحو الاستقلال وفي المقابل دفاع مستميت عن الوحدة من قبل الشمال ليس حبا في الجنوب وانما في ثروات الجنوب واقول للدحابشة الذين يدخلون باسم محافظات الجنوب ليس بغريب عليكم الكذب
17 - لاوحدة بعد94
ابن الجنوب العربي | اليمن اجنوبي - الاحد 04 ابريل 2010 08:42:00 ص
اولا اشكر جريدة الجريدة ومنسوبيهاعلى طرح هذا الموضوع الهام
ثانيا الوحدة سقطت عمليا في حرب 94
ولايمكن ان تكون وحدة بقوة السلاح بل يجب ان تكون بارادة ورضا الشعب في الجنوب والشمال
والان شعب الجنوب يطال بفك الارتباط والانفصال عن اليمن الشمالي
وهذا حقه لماذا لايستجيب النظام لمطالب ابناء الجنوب وهم الذين فرحوا لوحدة اليمنين والان هم انفسهم يطالبون بعودة دولتهم دولة النظام والقانون والموؤسسات 20عام من الوحدة ولم تظهر خيراتها بل تصادر لفئة معينه من المسؤلين والمتنفذين ومشائخ القبائل
18 - لم يكن اليمن موحدا قط
سهم صلب | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 09:32:00 ص
اتفق مع راي الاخوة ان اليمن لم يكون يوما موحدا قط ، ثانيا ما جنينا من هذة الوحدة غير الدمار وفيها تحول الصدق الى كذب

وفيها تحول العلم الى جهل والقيم الى حقارة والكرم الى ابتزاز والحق الى باطل والقانون الى سلب ونهب والصحة الى وباء والتعليم الى تجهيل . فماذا يتوقع من الجنوبيين ان يعملوا ازاء كل ذلك المنكر وشكرا
19 - عاش الجنوب الحر
بنو يافع | عدن - الجنوب - الاحد 04 ابريل 2010 10:02:00 ص
بنت يافع | الجمهورية اليمنية - الاحد 04 ابريل 2010 03:23:00 ص
والله نحن في الجنوب مرتاحين افضل من الشمال كل المشاريع موجوده بس بصراحة شعب ما يستاهل ، والفئة المارقة لا تمثل سوى نفسها قتلوا الأبرياء واحرقوا المحلات وتقطعوا في الطرقات ونهبوا الممتلاكات ويقولوا يطالبوا بحقوق ، نطالب الدولة بصلبهم امام الله والناس اجمعين

بلا كذب .. مجرد مستوطن شمالي يدخل بأسم جنوبي وبأسم بنت .. اهل يافع اشرف منك ولا تتكلم بأسمهم
20 - لفتة
احمد العدني | الجنوب - الاحد 04 ابريل 2010 10:09:00 ص
إن الكاتب قد وقع في فخ المراجع الشمالية التي اعتمد عليها مما غيب وجهة النظر الجنوبية ،كما أن اليمن لم تظهر ألا في عهد الأمام يحي تحت مسمى المملكة المتوكلية اليمنية ،والجنوب العربي لم يكن جزاء منها بل كان يظم عدة سلطنات وإمارات مستقلة ذات سيادة ،كما أن الكاتب لم يذكر أن الجنوب بعد 94م أصبح يحكم بقوانين الطوارئ من قبل القوات الشمالية وحال شعب الجنوب لا يختلف عن حال عرب فلسطين.
21 - وحدة غير شرعية
الشعبي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 10:15:00 ص
اود الاشارة هنا وكما سبقني اخرين ان اول وحدة اندمج فيها اليمن والجنوب العربي كانت في 22 مايو 90 وبالتالي فلم تكن هناك وحدة سابقة لهذا التاريخ على المساحة الجغرافية المعروفة حاليا باسم الجمهوربة اليمنية لذلك نرجو تصحيح عبارة (اعادة تحقيق الوحدة) كما ان الوحدة لم يتم الاستفتاء عليها من قبل الشعب في الجنوب وانما قامت باتفاق بين رجلين احدهما وهو ممثل الجنوب لايملك الصفة الشرعية باتخاذ قرار بشأن مصير امة وارض الجنوب لانه كان فقط زعيم حزب واحد واقصد علي البيض لذلك فان ما بني على باطل فهو باطل!
22 - الحراك القاعدي
اليافعي | بلاي اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 10:32:00 ص
مهما قيل عن الوحدة فالقافلة تسير
23 - سوف نكسرهم انشاء الله
الهدهد | الجنوب المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 10:34:00 ص
والله نتمنى من الجريده الموقرة ان يزورو الجنوب العربي وينظرو لحاله وحال اهله بعد نكست 1994م ذلك اليوم المشؤوم الذي تم القدر بابناء الجنوب الذينا ضحو بالغالي والنفيس لاجل الوحده مع الشمال القبلي الهمجي وسلمناهم الخيط والمخيط بقلوب طيبه باسم الوحده العربيه الاسلاميه لاكن للاسف كانت نواياهم سيئه وخبيثه وسياستهم بعيده المدا
وتم تهميش الجنوب واذلال اهله الذينا لا حول ولا قوه لهم ولاكن الضلم لم يستمر والاستغلال قادم باذن اللـــــــه
24 - إن لم تكونوا يمنيين ، فمن أنتم؟؟؟
يافعي ولي الفخر | الجمهورية اليمنية - الاحد 04 ابريل 2010 10:37:00 ص
إلى كل من ينكر انتسابه إلى اليمن العظيم: لستم بعرب،ولستم ممن قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " أرق قلوباً وألين أفئدة" ولستم ممن دعا لهم بالبركة فقال: " اللهم بارك لنا في يمننا" ,ولافخر لكم بأن تكونوا أهل المدد.
إن لم تكونوا يمانيون فبالله عليكم من أنتم؟لفيف من الهنود والأفارقة الذين سعت بريطانيا إلى طمس هوية عدن العربية من خلال توطينهم فيها؟
نعم.. لنا حقوق هضمت،وأراض نهبت،وكرامة مست،ولنا مطلق الحق أن نستردها ولكني لم أسمع بسخف مماثل لما تدعونه.. جنوب عربي ؟أي سخف هذا؟
اللهم احفظ يمننا
25 - الموت للخونة
ابن العاصمة الإقتصادية عدن | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 10:41:00 ص
اليمن ووحدته ليست مجرد كلام يقال في جريدة فكل الكلام الذي طرح كلام واقعي وهو سرد للتاريخ اليمني ورغم كل هذه الأحداث الوحدة موجوده وراسخة وهي ليست سلعة تباع وتشترى متى ما اراد اراذل القوم
26 - نساء بألف رجل
ابن تعز | السعودية - الاحد 04 ابريل 2010 10:45:00 ص
تحية لك بنت يافع فأنت بألف رجل من هؤلاء المرتزقة

فتحية والف تحية لقولك الحق
27 - تحكيم العقل
ابو ناصر البكري | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 10:54:00 ص
ليس من المعقول ان نقول انا حل مشاكل اليمن يكمل في انقسام اليمن من جديد او بتعبير بعض الناس ( بفك الارتباط ) ولاكن هناك الكثير من الحلول الاخراء .
نعم هناك اخطاء وجميع ( ابناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه ) يتفق على انه يوجد اخطاء كبيرة ويجب ان تصحح ولاكن دون المساس باثوابت الرئيسيه مثل الوحدة اقصد ( وحدة شعب وارض ) . وهدا الذي يجب ان نبني عليه كل مطالب التصحيح .
نحن ابناء المناطق الجنوبية اول من ايدنا الوحدة ولم ننظر الى اخطاء الحكومة
28 - حكومتنا فاسدة
ابن صنعء | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 11:04:00 ص
نعم فقبل الوحدة كانت حكومتنا في الشمال لا تمتلك اي موارد طبيعة نتيجتا" لجغرافيتنا الجبلية الوعرة وكان المسؤلين ينهبوا ويبتزا كل مواطن في الشمال ولكن بعدتحقيق الوحدة وخصوصا" بعد حرب 94 فقد تنفس الشعب في الشمال من ذلك النهب والبطش وذلك لان المسؤلين قد اتجهو الى الجنوب ينهبون ارض الجنوبيين وثروتهم بحكم انها بلد قنية بمواردها فاصبح المسؤلين في صنعاء يتعاركون على المناصب في الجنوب وهذا هو الذي ادى الى ضهور الحراك الجنوبي والذي ربما سيؤدي الى فصل الجنوب وسيكون المسؤل على ذلك هو علي عبدالله ..
29 - لاخوف على الوحدة
متابع | البحرين - الاحد 04 ابريل 2010 11:13:00 ص
خلا متابعاتي للوضع اليمني

فإن المحافظات الجنوبية شهدت في عهد الوحدة نمو متسارعا

اعلى المراتب وقيادات الجيش من ابناء المحافظات الجنوبية

معظم المشاريع العملاقة بنية في المحافظات الجنوبية

بل ان الحقيقة هي ان المحافظات الشمالية هي التي عانت من التهميش
30 - مخلفات بريطانيا
يمني وافتخر | الضالع - الاحد 04 ابريل 2010 11:17:00 ص
التعليق 24

يافعي وافتخر


لله درك

قد اصبت الحقيقة
31 - تحليل متميز
عبيدة | سورية - الاحد 04 ابريل 2010 11:31:00 ص
كل الشكر إلى الأستاذ محمد الأسعدي على هذه القراءة المعمّقة والعلمية لهذا الموضوع الشائك، وشكراً لجريدة الجريدة، ومحرريها الرائعين على هذا الأداء المتميّز. وفي انتظار الجزء الثاني.
32 - لا تراجع عن الاستقلال
جنوبي لو قتلوني | يمني مقيم بالكويت - الاحد 04 ابريل 2010 11:37:00 ص
اولا تحقيق الوحدة كانت مآمرة لكي يعرف الجميع . مآمرة وقع فيها ابنا الرئيس البيض والجنوب والامة العربية بشكل عام . ان الاستعجال في الوحدة كان بتنسيق من صدام حسين وعلي عبدالله صالح . لانها في نفس الوقت كانت الؤآمرة بأن يحتل صدام الكويت وان يقوم علي صالح بألاسراع في قيام الوحدة . لان احتلال الكويت كان بتنسيق وعلم علي عبدالله صالح . دولة الكويت وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ضحية لأتفاق بين صدام وعلي عبدالله صالح . ومثل ما استقلت وتحررت الكويت راح نتحرر ونستقل من هذا الاحتلال قريبا ..شكرا جريدة
33 - الوحدة او الموت
ابو اصيل | ابين - الاحد 04 ابريل 2010 11:42:00 ص
ان ما ينادوا به ابناء جلدتنا ليس بأحسن حالا مما نحن فيه فهم يريدون تلك الزمرة التي قتلت آبائنا ونهب اموالنا قبل الوحدة يريدوها ان تعود لتحكمنا


ولا نقول إلا ( ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )
34 - كلمه حق سؤال للتاريخ وللعروبه
ابن الجنوب عولقي | قطر - الاحد 04 ابريل 2010 12:02:00 م
شكرا للكويت قياده وشعب كتاب مع الحق ومحررين وشكر خاص للمحرر اما بخصوص عن وحده الوطن لم يكن الوطن واحد من ازل التاريخ ولما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل صحابيين الى اليمن احدهما الى صنعاء والاخر الى حضرموت دليل على الاختلاف اما من يدرس التاريخ يعلم مامدى التدليس فلا وحده بالقوة والى الاستقلال التام وارجو من الصحيفه الاستماع الى المتضررين فان في هذه الايام عدن ملئيه بالامن القومي لملاحقه الاحرار من ابناء الجنوب الجنوب يلتهب ليس في وضع هادي انما غياب الاعلام لان توجد فعاليات في قرى وارياف
35 - لا تعتمدوا على صحفيين شماليين يجهلون تاريخ الجنوب
ابو توفيق الميوني | عدن - الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 12:04:00 م
هناك بعض الاخطاء التاريخية في المقال بريطانيا احتلت الجنوب 129 عام وقحطان الشعبي اطيح به بعد عام ونصف فقط من توليه الحكم وعلي ناصر في احداث يناير لم يكن موالي لشمال ولكن انسحب هو واتباعة الى الشمال وعبدالفتاح حين قتل في يناير لم يكن الامين العام وعلي عبدالله صالح اعلان الوحدة او الموت في 27 ابريل 94 من ميدان السبعين وهي بداية الحرب على الجنوب .لكننا نشكر الصحيفة على فتحهها هذا الملف واتمنى ان يتم نقل الحقائق للعالم شعب الجنوب خدع بسم الوحدة فقد احتلت ارضنا من صدام الصغير
36 - القـرارات الامميــــه
ناصــر الفـــواز | روسيـــــا - الاحد 04 ابريل 2010 12:13:00 م
لو كان الرئيس اليمني حقيقة عندما شـن حربه على الجنوب بهدف الحفاض على الوحده 1994م لأستطاع بعدها السير في صيانتها بقرارات حكيمه . تحافض عليها . وفقا للتعدات التي قطعها على نفسه من خـلال رسالة التعهد التي ارسلها للآمم المنحده وأشرتم لها في موضوعكم الرائع . وماسبق هده الرساله من قرارات أمميه بشـأن الحرب وكان الأحرى به الشروع في حوار سياسي مع الاخوه في الحنوب اللدين صنعوا الوحده برفقته . لكن نية الرئيس ليس الوحده والحفاض عليها وأنما السيطره الكامله على الجنوب وهدا ماعو حاصل اليوم.
37 - الى تعليق 24
جنوبي شرس | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 12:26:00 م
24 - إن لم تكونوا يمنيين ، فمن أنتم؟؟؟
يافعي ولي الفخر | الجمهورية اليمنية - الاحد 04 ابريل 2010 10:37:00 ص

ان التعليق رقم 24 هو أكبر دليل بأن اليمنيين ينتحلون اسماء جنوبيه ويكتبون مؤيدين للوحده فكيف للمعلق ان يسمي نفسه يافعي ولي الفخر ومن ثم ينقض ذلك بقوله ان لم تكونوا يمنيين فمن انتم!!!؟؟؟ تناقض فاضح
الجنوب العربي هو عباره عن اتحاد فدرالي بين هويات راسخه في التاريج ومنسجمه :حضارم, عدنيين, لحجيين, يوافع ...الخ وكلنا كجنوبيين نفتخر بجميع هذه الهويات التي لايمكن انكارها
38 - وحدتي
عدني | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 12:48:00 م
لا يهمنا ان نرضيكم في تعليقاتنا


فما ان تنضرون ان هناك عقلاء من الجنوب يقولون كلمة الحق حتى تكيلوا التهم انه من المحافظات الشمالية


هل ظننتم انكم انتم الجنوب فقط


ان معظم ابناء المحافظات الجنوبية وحدويين ويمنيين


ومثل ما ذكركم الاخ قبلي بقول الله تعالى (ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )
39 - عن الحقيقة قد اصبنا بالعمى
اعشق انا قريتي | الكويت - الاحد 04 ابريل 2010 01:02:00 م
أود ان اقول على اخوني الذين مع الوحدة ولو اني اعرفهم انهم دحابشة بس اكبر دليل على الموامرة باسم الوحدة مذاكرات عبدالله حسين الاحمر وانشاء الله تكون في ميزان حسناته( مع ان في الجنوب لما مات مافي احد صلا عليه صلاة الغيب بس صلوا على الشيخ زايد رحمة الله ) بالله عليكم ماقراءتوا الحقيقة الى الحين ام عجبتكم الجنوب وتفكروا بعد الانفصال تموتوا جوع هذا اذا كنتم من ابنا الشمال . اما اذا كنتم من ابناء الجنوب فاني اعلم علم اليقين انكم مغتربين ولم تعانوا مما يعانوا منه اخواننا في الجنوب استحوا على انفسكم .
40 - وحدة المدفع والدبابة
الجنوب العربي | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 01:42:00 م
عن اي وحدة يتحدث الشماليون ؟الم ينهي علي عبدالله صالح الوحدة باعلان الحرب على الجنوب؟هل ينكر الشماليون ان جيشهم وقبائل الفيدوالنهب الجاهلية اجتاحت الجنوب واكلت الاخضرواليابس؟اتنكرون ان جيشكم ينتشر منذ94فوق منازل الجنوبيين ويسومهم سوء العذاب منذ ذلك الحين؟قصف المنازل وتشريدالعائلات وقتل الناس بالهوية،ايها الجنوبيون واجبكم اخراج الجيش الغازي واستعادة ارضكم كما فعل اهل الكويت عندما اخرجوا جحافل الغزو الصدامي،الا ملعونة هذه الوحدة العنوها انها ملعونة اخرجوالعدو الجاهلي الهمجي المتخلف من ارضكم،اخرج
41 - الوحدة بنسبة لابناء الجنوب انتهت في 7-7-94م وما هو قائم حالياً احتلال القوات اليمنية الشمالية للجنوب العربي باسم الوحدة المفترية
ذي ناخب | الجنوب العربي/ يافع - عدن - الاحد 04 ابريل 2010 01:58:00 م
نشيد الجنوب العربي/
بلادي بلادي بلاد الجنوب
وجمهورية عاصمتها عدن
بأرواحنا ودماء القلوب
فدآك ياعز وأغلى وطن
بلادي بلاد الجنوب الأبي
أعاهدك يارض جدي وأبي
ستبقى حروف اسمك العربي
مسجلة في جبين الزمن

بلادي أياقبلة الثآرين
ويامنبر العدل والحريه
ستخفق رأياتنا باليقين
وتشرق دولة وجمهورية
وتتخلصي من عهود الظلام
وبالعزم نمضي معا للأمام
إلى العلم والحرية والسلام
الى بناء أجيالنا والوطن
بلادي سنمضي بدرب الشهيد
ونكتب عهد الوفاء بالدماء
ونصنع من الدم يوما جديد
تهلل له أرضنا والسماء
سنمضي على درب من سبقوا ... رجال بماعاهدوا صدقوا ... في أرواحهم ثورتة خلقوا
لتحي الجنوب وتحي عدن
42 - نشكر آ الكويت ارض الاحرا وارض الديمقراطيه وناصرين المظلوم
حفيديافع اليافعي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 02:02:00 م
اليمن الشمالي والجنوب العربي لم يكن في يوم من الايام موحد قبل عام 1990 وخلال هذه الفتره لم نجد اي تاريخ يقول ان اليمن موحد
اما في الفتره التي توحد بها اليمن الشمال والجنوب العربي
فكانت مكايدات
والدليل حزب الاصلاح الذي تاسس بدعم من الرئيس علي عبدالله
وتم نقض كل الاتفاقيات التي تمت بين الشمال والجنوب
وتم اخراج الشريك الجنوبي واستبداله بالشريك الشمالي شمالي
فالوحده انتهت ولم يبقى للوحده اي وجود مجرد خرقه يرفعها المتشدقين بالوحده
اما في الجنوب فالكل اجمع على استعادة ارض الجنوب من شيوخ وعقال
43 - الى العدني
الصبيحي | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 02:07:00 م
انا احب اذكر العدني اذا لم تنتمي الى قبائل الصبية او السلطنة الفضلية وا قبائل يافع والعولق وحضرموت وشبوة فأنت من اللاجئين القداما ويجب ان لاتق اما ارادة ابنا الجنوب ...ونصحك ان تقراء تاريخ"" كركوك ""عبد العزيز الصبيحي
الجنوب العربي
44 - ارادة الشعوب
عبدالعزيز | العين - الاحد 04 ابريل 2010 02:10:00 م
لقدحسم شعب الجنوب امرة وقرر استعادة دولتة المحتلة التي دخلت في وحدة طوعيةفي عام 90 وفرضت علية باالقوة عام94 وتقبل الامر الواقع لفترة طويلة واعطو فرصة للذين يتشدغون بالوطن الكبيروالوحدةالعظيمةوالمواطنة المتساوية وبنا اليمن الحديث وكل مايجري على ارض الواقع عكس ذالك والحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع ان في جهات عليا عملت على تدميرومحاربة كل ماهوى جنوبي حتى ارشف الدولة السياسي والثقافي والرياضي والعسكري والامني الذي كان يتفوق فية الجنوبيين لم يعد من التاريخ اليمني وطمسوة نهائيأٌ ويريدون ارض بلا ا
45 - الوحده الميته
عبد الرحمن السالم | الجنوب العربى - الاحد 04 ابريل 2010 02:28:00 م
الوحده أصبحت اليوم صراب ووهم ، فى عقول المحتليين ، الوحده أغتصبت بقوة السلاح فى حرب صيف 94 ،وتحولت الى أحتلال والدليل موجود اليوم ، الوحده اليوم أصبحت لعنه على الشعبيين الشقيقيين ، الوحده التى لم تجلب الخير والسعاده والرفاهيه والمساواه بين الشركيين فى الوحده ، فل تذهب هذه الوحله الى الجحيم.
46 - إلى سالم الضالعي
شرارة ردفان | الجنوب - الاحد 04 ابريل 2010 02:29:00 م
اتحداك بان تكون ضالعي وما انت الا من مناطق منزل لا لك بالبطة ولا بالسليط مجرد مملوكي لا تستطيع ان تقول من اي منطقة انت حتى لا تجد من يعطيك حجمك وحجم منطقتك
47 - لقد طعنت الوحدة من الخلف
الهــاجري - الجنوب العربي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 02:32:00 م
انتهت الوحدة عام 94م ونحن ابناء الجنوب العربي محتلين يريدوا ابناء الشمال طمس الهوية الجنوبية
العنصرية في الدوائر الحكومية لو كنت من ابناء غلى طول تخلص معاملاتك وانك من بناء الجنوب الله يستر عليك اسبوع شهر
الجندي والشرطي والمرور المدير والحارس كلهم من ابناء الشمال نحن يالجنوبيين كننا مغتربين في بلدنا
النظال السلمي من ابناء الجنوب وجهة قوات وصوريخ ومدافع وقتل الاطفال والنساء والشيوخ اي وحدة تريدوها معنا وانتم قتلتم ابنانا
املنا املنا في الكويت ياكويت انتي رمز الحياة
48 - شكر لـ "الجريدة" والكويت وشعب الكويت
حضرمي اصيل | حضرموت - الاحد 04 ابريل 2010 02:54:00 م
رسالة اعجاب وشكر لجريدة "الجريدة" على تناول ملف القضية الجنوبية الذي يعكس مدى احساسكم لمعاناة شعب الجنوب وصدق المحضار حين قال :
الكويت عزي ...............
49 - وحدة الجيوب وحدة السيايين؟؟ وحدة القلوب هي وحدة الشعب اليمني جنوبا وشمالا؟
الضويبي | اليمن شبوه - الاحد 04 ابريل 2010 02:56:00 م
استغرب عندما ارى كتابات تقول هناك اقصاء للشريك الاخر فهل
الوحده تقاسم نفوذ ومصالح وجيوب ام انها وحدة قلوب لشعب واحد
كان في ظل التشطير والاستعمار والامامه متوحدا؟؟
ثانيا اليس من اقصوا او خانوا الوحده في حرب ظالمه وابدلوا بجنوبيين من نفس الارض ومن نفس الدم؟؟ ام ان من وقعوا على الوحده معهم صك شرعي على الجنوب ام ورثوه من بعد اجدادهم فغيرهم لا يحق له ان يمثل الجنوب؟؟
الوحده الاندماجيه المفروضه على الشمال هي كانت بمثابة نجاه لهؤلاء القتله بعد حرب 86 اذن هناك وحدة جيوب فليبحثوا عنها مع النظام
50 - كل الجنوبيين مع فك الارتباط من المحتل الغاشم
ابن حضرموت | الجنوب العربي المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 03:57:00 م
من يعتقد ان هناك وحده الان بين الجنوب و الشمال فهو واهم او مغرر به او صاحب مصلحه . الجنوب واقع الان تحت احتلال همجي قبلي بربري و الذي يعرف الجنوب يلاحظ ذلك من عدد المعسكرات التي نشرها المحتل منذ حرب 94 على طول الجنوب و عرضه و يرى ان كل القاده الامنيين في الجنوب هم شماليون بل ان معظم المحافظين المعينين هم من العسكر ، الجنوب عانى من فساد هذا المحتل الذي نهب كل شي من مؤسسات الدوله سابقا الى شركه طيران الجنوب و الارضي الجنوب صرفت لمتنفذين و نفط و غاز الجنوب ينهب بل ان هناك ابار نفطيه مخصصه لافراد
51 - شكر وتقدير
عاشق تراب الجتوب | الجنوب العربي المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 04:46:00 م
أولاً أحب أن أشكر الأشتاذ خالد على هذه اللفتة الكريمة وصدقوني يا جماعة شعب الجنوب لا يريد سوى أن تظهر الحقيقة للناس جميعاً وعدم حجبها وراء الكلمات الرنانة مثل الوحدة الوطنية أو العربية أو غيرها فلا يوجد شعب كشعب الجنوب الأبي الذي ضحى بدوله ذات مؤسسات وخيرات وخبرات من أجل الوحدة ولكن للأسف ضحى لحكومة وشعب لا يستحق حتى أن يكون صديق وليس أخ ثانياً أود أن أنبه إن على مدى التاريخ القديم والجديد لم يكن الجنوب العربي واليمن موحداً حتى نقول إنه تم إعادة الوحدة اليمنسة في عام 1990م هذا للتنبية وشكراً .
52 - شكرا احرار الكويت فانتم اعرف الناس بالشماليين وكيف ايدوا احتلال صدام للكويت الحبيب
جنوبي | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 05:06:00 م
عاش الجنوب وعاش الكويت وعاش كل الاحرار الدين لايخافون في الله لومة لائم
نعم ايها الكويتين انتم اعرف الناس بالشماليين فهم من وقف مع صدام في احتلال الكويت اما الجنوب فهو الصديق الوفي للكويت
53 - الوحده فشلة بحرب 94
بن فريد العدني | الجنوب المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 05:17:00 م
لم يكن الجنوب المعروف تاريخيا بالجنوب العربي ومن تم غير اسمه ليسمى جنوب اليمن نتيجه للمد الثوري القومي العربي في الجنوب حتى فقدوا اسهمم التاريخي المهم لم يكن الجنوب والشمال ممثل بالجمهوريه العربيهل المتوكليه اليمنيه في يوم من الايام موحدتان حتى يتم اعادت الوحده كما ينشر فهذا تزييف للواقع الوحده قامت بين دولتين مختلفتين بكل شئ من النظام الثقافه الوعي الوطنيه المساحه الجغرافيه الكثافه السكانيه وبالنسبه لاعلان الانفصال لم ياتي الا بعد شهر من اعلان الحرب على الجنوب كرد فعل طبيعي وفشل لوحده
54 - اليمن لم ولن يكن يوما موحدا
ابونصر الصبيحي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 05:31:00 م

وأكد الأحمر أن الرئيس صالح طلب منه عقب قيام الوحدة هو وحلفاؤه من القوى الإسلامية، تشكيل حزب سياسي يكون رديفاً لحزب «المؤتمر الشعبي العام»، وذلك «بغرض معارضة الاتفاقات الثنائية التي أبرمها الرئيس صالح مع حليفه في تحقيق الوحدة: الحزب الاشتراكي اليمني الممثل للجنوب، من أجل تعطيل تلك الاتفاقات وعدم تنفيذها».
اذا من هم المنافقون والماكرون..وما شماعة الوحدة الى شعار للوصول الى ما مهم فيه الان حيث تم لهم مارادو بعد احتلال الجنوب من نهب خيراته وتاريخه. اذاجنوبنا سيتحرروسيرفع رائة النصر عاليا قريبا
55 - كلام مسموم
واحد جنوبي | قطر - الاحد 04 ابريل 2010 06:11:00 م
كلام فيه سم وسم مركب يؤدي الى الوفاه

لانه قال ان الحرب التي وقعت في 94 حرب بين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح

والحقيقه ان الحرب اندلعت

بين دولتي وليس بين رؤيسين

وهذا يعتبر سم مركب

اي بما معناه ان الحرب في دوله واحده وليس بين دولتين

وهذا نقص في كتابة الحقيقه
56 - طمسوا كل شي باسم لامع
حضرمي اصيل | الجنوب المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 06:45:00 م
السلام عليكم اشكر الصحيفة على الفته النوعية للقضية الجنوبيه واريد تصحيح معلومة اعادة تحقيق الوحده ارجو تصحيح ذلك في الحلقه الاتية و عندكم المراجع لذلك جنوب العربي او جنوب الجزيره وجد قبل اليمن الشي الاخر بالنسبة للوحده ليست هناك وحده موجوده هناك طمس لهوية الجنوب هناك طمس للانسان تصدقوا حتى تاهل المنتخب اليمني قبل فتره لكاس اسيا الناشئين خرجوا يقولوا او مره تتاهل اليمن لكاس اسيا للناشئين مع العلم ان الجنوب تاهل في السابق لهذا الكاس واتذكر مقال كاتب جنوبي على هذا في صحيفة الايام لاتسرقوا التاريخ
57 - إلى تعليق 37
يافعي ولي الفخر | الجمهورية اليمنية - الاحد 04 ابريل 2010 06:56:00 م
أناكما قال الشاعر اليافعي يحيى عمر:
الأصل من يافع وطاهش من الطهوش.

أنا يافعي يزيدي مأصل مفصل وكما قلت: لي الفخر بانتمائي ليافع ولكني يمني قبل أن أكون يافعي وسؤالي لكم من أنتم،لا يعني أنني أناقض نفسي بل على العكس سؤالي يؤكد معرفتي بهويتي وعروبتي ويمانيتي لا ينكر أصله إلا قليل الأصل يا أخي.
خالص الشكر والتقدير للأخ/ محمد الأسعدي على تناوله الموضوع بكل حيادية وموضوعية وكل الحب للكويت وأهلها وأميرها.
58 - صارعي
عبدالله الحرازي | صنعاء اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 07:11:00 م
الحقيقة أن صانعي الوحدة للأسف هما صارعيهاأيضاً البيض وصالح وكما تقاسماشرف تحقيقها فقد تقاسما عار ما وصلت إليه حال هذه الوحدة المظلومة .. يظن إخواننا في الجنوب أن حال الشماليين أفضل ومن زار منهم محافظات الشمال سيكتشف الحقيقة.. كثير من هذا الحنق الواضح والغبي على الوحدة مدفوع ومغذى بجهالة طرفي الصراع السلطة والقوى الإنفصالية .. واحتقر بشدة من ينكر أصلة لمجرد مماحكة سياسيةإذا كان امرؤ القيس الحضرمي قالها قبل 1500 عام دمون إنا معشر يمــــــــــانون وإننا لأهلنا محبون فكيف ينكر البعض اليوم اصله؟
59 - الى الاغبياء
انسان | عـــــــــــدن - الاحد 04 ابريل 2010 07:20:00 م
اولا لايختلف اثنان حول حيادية التقريروصاحبه يختزن من المعلومات مايكفيه
لكن ارسل رساله لاولئيك الاعبياء الذين يعقدون بانهم بردودهم سوف يدلسون على الكتاب في الجريده وانتحلوا اسماء جنوبيه للرد بواسطتهاظننا منهم ان اساليبهم ستمرر الاتدركون بان هناك فرق في كل شي لاحظوا اسلوب التهكم والشتيمه والانفعاليه في الردود تلك الاساليب ليس اساليب جنوبيون الجنوبي دائمامحافظا على اخلاقه حتى مع خصومه وهناالسبب الرائسي للقضاء على الوحده
اختلاف بين ثقافتين فلاتحاولون الخداع باسماء جنوبيه لان اسلوبكم يفضحكم
60 - هههههه يا اهل الشمال
باعباد | سيئون - الاحد 04 ابريل 2010 07:40:00 م
الوحدة او الموت هذا شعار الجبناء خلف الكيبورداتحداكم ان ترفعوا علم الوحلة في الضالع

يا اهل الشمال الي يسمون انفسهم باسماء جنوبية..غيروا شوي خلوها ضالعي ومرة يافعي ومرة عدني مو كل مرة يافعي بس

الشواهد واضحة اليمن الى حافة الانهيار فقر-بطالة-تخلف-نهب

واضح ان الناس غير
متحمسين للدفاع عن الوحدة حتى في الشمال لانهم يرون الظلم
20مليون عددالشماليين وبلا شك انهم وحدويين لانهم بدون الجنوب سوف يموتون من الجوع ومع ذلك فان صدى "فك الارتباط" في المجالس والمنتديات رغم ان عدد الجنوب5ملايين فقط
61 - رسالة الى التاريخ
احمد القاسمي | الخليج العربي - الاحد 04 ابريل 2010 07:45:00 م
لم تكن هناك وحدة سياسية بين البلدين والشعبين على مر العصور حتى يقول الكاتب اعادة الوحدة اليمنية انت تتكلم عن اتجاهات جهوية اليمن الشام المغرب العربي

اخي الكاتب عندما قام العراق بغزو الكويت بدعوى ان الكويت محافظة من محافظات العراق التاريخية على اساس جهوي

اذا قلت ان اليمن اعاد الوحدة عام 90 م وتم تعميد الوحدة بدم في عام 94 من اجل نفط الجنوب واحتلال الارض والانسان وطمس الهوية الجنوبية


فانت تعترف بحق العراق في احتلال الكويت هذه هي الحالة القانونية لديك
62 - عفوا ايها الكويتيون
ابن الحاق الكازمي | الهند - الاحد 04 ابريل 2010 07:51:00 م
نعم عفوا فاذا كانت ثورتكم ضد صدام الكبير هي {خر ثورات التحرر في القرن العشرين فأسمحوا للشعب الجنوب ان يسحب البساط ويسجل آخر ثورات القرن الحادي والعشرون وانا لها..ثورة ثورة ياجنوب
63 - على حكومة الملكة الوفاء باتفاقيات الحمايه
جنوبي وافتخر | دولة الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 08:05:00 م
نطالب حكومة الملكة اليزابيث بالقيام بواجبها بحماية شعب الجنوب وذلك حسب الاتفاقيات والمعاهدات بين الحكومة البريطانيه ومحميات الجنوب العربي وان هذه المعاهدات لاتزال سارية المفعول نظرا لأن شعب الجنوب رافض ليمننة بلدهم والاحتلال الواقع عليهم من قبل اليمن منذ 1967 بقيام العناصر اليمنيه في الجبهة القوميه باستلام الحكم وتغيير اسم وهوية البلد من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبيه الشعبيه. ولذلك فان على المملكة المتحده ان تفي باتفاقياتها لحماية شعب الجنوب العربي من الاحتلال اليمني المشين
64 - يادحابشة لاتدخلوا بأسماء جنوبية وخاصة يافع
ثورة الجنوب | الجنوب الحر - الاحد 04 ابريل 2010 08:22:00 م
والله ثورة لن تنطفي ابدا .. والله ثورة حتى الاستقلال .. والله ثورة حتى لو كانت نهايتها الموت .. والله ثورة مهما حاولوا قتلها مهما حاولوا دفنها .. لايوجد يمن موحد لاتوجد دولة واحدة في اليمن بل هناك الشمال والجنوب وهو امر واقعي ومفروض ..قد يستطيعوا ان يقتلوا الثوار..ولكن لن يستطيعوا ان يقتلوا الثورة.. عاش الجنوب حرا ابيا وعاش ابناء الجنوب ورحمة الله على شهداء الجنوب
65 - يافع جنوبية وليست دحباشية
بيان من قبيلة يافع | الجنوب - الاحد 04 ابريل 2010 08:27:00 م
تنويه :
الى المعلقين الشماليين الذين يكتبون بأسم يافع
فليعلموا ان شيوخ يافع كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم وابناء يافع جميعا في الداخل وفي المهجر جميعا تحت لواء تحرير الجنوب المحتل وان من يدعوا غير ذلك فهو ليس منا
واننا ندعوا اخواننا الجنوبيين في الخارج بدعم ابنائهم في الداخل وطريقنا واحد وهو استقلال الجنوب
66 - الانتقام
ابو فراس الصبيحي | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 08:27:00 م
اولا نشكر القائمين على الجريد والمساهمين في الموضوع اعلاه.هناك وقائع وحقائق لم تورد وبعضها مجتزة.اليمن لم يكن موحدا من قبل كما قد تطرق البعض لدلك.الحقائق العائبة هي ان الرئيس علي عبد الله صالح عقب حرب 79م حين اندحر جيشه ووصل الجنوبيين الى مشارف صنعاء..عند تزوله الى مدينة رداع ليبحث اسباب الاندحار قال كلمةوهي:هذة وصمة عار في جبيني سامحوها عما قريب.وهو اليوم يطبق في الجنوب ما وعدبه من بطش ونهب وتشريد وطمس للاثار وكل ما ينسب الى الجنوب.و حسين عبد الله الاحمر قد قال الحقيقة في مذكراته الرئيس ينتقم.
67 - الانتفام
ابو فراس الصبيحي | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 08:37:00 م
يتبع: الامر الاخر الرئيس علي عبد الله رفض رفضاً قاطعا ادماج الجيش والشرطة وعلى وجه الخصوص الحرس الجمهوري والامن المركزي وهذا احد اسباب الخلاف مع البيض الى جانب عدم تحديد الصلاحيات.المهم ما كان لعلي عبد الله صالح الدخول في الوحدة لولا تشجيع صدام حسين واصراره على دخول الوحدة وقد طمنه بالوقوف الى جانبه في اي عثره قد تعترضه وسيدعمه قولا وفعلاً.من هنا جاء انقلاب الصالح على اتفاقيات الوحدة كاملا ثم اتنصل من اتفاقية وثيقة العهدوالاتفاق الموقعة في الاردن عام 94م وقبل اشتعال الحرب غام94م.
68 - الفتنة نائمة لعن الله من ايقضها
إسماعيل الجيلاني | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 08:59:00 م
اذا حلت مصيبة فاعلم ان للجنوب يدا سباقة لها
69 - نعم لفك الارتباط
الحريري | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 09:13:00 م
نشكركم اية الاخوه القيمن على هذة الجريده العريقة بفتحكم ملف خاص يتعلق بالقضة الجنوبية كل يوم احد وهذا سوف يضل جميل لن ننساة ابدا" لدعمكم لنا في قضيتنا التي لم تتلقى اية استجابة عربية وانشاء الله سوف نستمر في نضالنا السلمي والعصيان المدني الشامل واذا اضطررنا سوف نلجاء الى المقاومة المسلحة حتى نستعيد دولتنا المحتلة من قبل الاحتلال الدحباشي عاشت الكويت وعاش الجنوب الحر عاش
70 - كل ماهو يمين الكعبة يسمى اليمن
الربان | الجنوب--الضالع - الاحد 04 ابريل 2010 09:19:00 م
أنا أستغرب على كل هذا الأصرارعلى تزويرالتاريخ من قبل أشقائنا أبناءالعربيةاليمنية,فكلهم يعرفون أن بلادهم لم تكن بأسم اليمن الا في عهد الأمام يحي رحمةالله عليه,الذي غيرأسمها من المتوكليةالهاشميةالى اليمنيةلغرض في نفسه الله يسامحه,لأن أسم اليمن كان يطلق على الجهةالتي تقع يمين الكعبة وتشمل نجدوالحجازوبلادالادارسة(جازان)والمتوكليةالهاشميةوأ مارات الجنوب العربي وحضرموت وعمان,فكل هذاالاصرار على تزوير التاريخ لكي تتمسكوابماليس لكم,لماذا لاتكونوا منصفين وتعترفوا أن مشروع الوحدةقام بين دولتين وفشل.
ودمتم.
71 - اذا كنت جنوبي ايها الظبيبي
عبدالعزيز العولقي | العين - الاحد 04 ابريل 2010 09:26:00 م
اخي الظبيبي نعم كل من يتكلم عن حقوق الجنوبيين عندة صك من اهل الجنوب اما الذين يدعون انهم يمثلون الجنوب وهم البرواز الخارجي للنظام والخنجر المسموم الذي يذبح بة اههلهم في الجنوب وكنا نتمنى ان يظهر واحد من هااولا ان يطالب بحقوق الجنوبيين تحت سقف الوحدة التي يتمسكون بها ولاكن فاقد الشي لايعطية والدليل اكبر شخصية جنوبية عبدربة منصور الذي يشغل منصب نائب الريس من فترة طويلة وهذى المنصب عرض على حيدر العطاس بشرط ان يعود ويحظر احتفالات عيد الوحدة التي اوقيمت في حظرموت فهم لايبحثون عن المواقف بل طابو
72 - دحابشة باسما جنوبيين
الحريري | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 09:42:00 م
انا مستغرب ومتعجب من صاحب التعليق ((24)) وهوا يردد نفس الافاظ البذيئة التي يقولها علي عبدالله صالح انا اجنوبيين مجرد هنود وافارقة فكيف بالله عليكم تسمعون بشخص يذمر نفسة ويحترق اهلة وبلده وانا اجزم ومتأكد من كلامي بانك لست يافعي ولست جنوبي من الاصح بل انت مدسوس من قبل قوات الاحتلال تحاول تمميع القضية الجنوبية ولكن اقول لك بان اسلوبكم هذا يعني في الامن القومي اسلوب قديم جدأ فقد انبثقت اساليب جديده في المخابرات وطرق حديثة للتجسس على قضية معينة وكلامكم واضح بانكم دحابشة ليس لكم اية صله بالجنوبيين
73 - ردا على المشاركة57 نعم ما ينكر أصلة الا قليل الأصل
الربان | الجنوب--الضالع - الاحد 04 ابريل 2010 09:52:00 م
صدقت أخي ماينكرأصله الا قليل الأصل,ولكن هذاينطبق عليكم أنتم أهل اليمن,لاأدري لماذاتنكرون أصلكم ولاتناقشون الا بمعرفات جنوبيةوكأنه عيب عليكم الدفاع على وحدتكم المزعومة وتريدون أن تثبتوا للعالم أن الجنوبيين هم من يدافع على الوحدةلأنكم تعرفون في قرارة أنفسكم أن الوحدة ليست موجودةوأن الجنوبيين كلهم لايؤيدونهاوألا ماهوسبب عدم وجودأي شخص بمعرف يمني يدافع عن الوحدةالمزعومة,أنه لأمر يبعث على الأندهاش وهو أصراركم الغريب على فرض وحدتكم علينا بالقوة رغم رفض أهل الجنوب قاطبةلهاولا تعني لهم الا أنها أحتلال.
74 - وحدة الخداع
القعقاع | لحج/ الجنوب - الاحد 04 ابريل 2010 10:19:00 م
الوحدة كما ارتسمت في أذهاننا نحن الجنوبيين كوحدة تآخي وتعاضد وتكامل وتالف وتناصر وقوة...انقلبت سريعا إلى وحدة ضم وإلحاق وعودت الفرع إلى الأصل ومعها بداء النهب المنظم للأرض والثروة والحقوق حتى أصبحت أمامنا كوحش كاسر يفترس كل شئ من حوله فهل سيبقى الناس منتظرين للافتراس؟؟؟ لا يمكن ذلك ولذلك صممنا على فك الارتباط كي نعيد دولتنا إلى سابق عهدها.
75 - انقلاب الصورة
كريتر | عدن - الاحد 04 ابريل 2010 10:23:00 م
نحن أبناء الجنوب لم نتصور ان اندفاعنا نحو الوحدة سيوصلنا إلى هذا المآل... لقد سرحونا من أعمالنا ونهبوا ممتلكاتنا ومحو آثارنا وباعوا مصانعنا ومعاملنا ومؤسساتنا وجمعياتنا التعاونية حتى استوطن الفقر والجهل والمرض منازلنا بعد ان تخلصنا من هذا الثالوث في منتصف سبعينيات القرن الماضي...لم نكن نتصور ان الصورة المشرقة للوحدة التي انطبعت في أذهاننا ستتحول إلى منظر بشع ومخيف من هنا نفضل الموت على البقاء تحت هذه الوحدة الظالمة.
76 - حقائق تاريخيه
جنوبي يااااافعي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 10:25:00 م
هذه حقائق تاريخيه يعرفهاااااا كل العالم ...
ولكن لا يجهر بها الا الشجعان الذين لا يخافوب لومة لايم في الحق ..
فلكم ولك ابناء الككويت الغاليه كل الحب والاحترام ايه الاحرار.

77 - حقائق تاريخيه
جنوبي يااااافعي | الجنوب العربي - الاحد 04 ابريل 2010 10:26:00 م
هذه حقائق تاريخيه يعرفهاااااا كل العالم ...
ولكن لا يجهر بها الا الشجعان الذين لا يخافون لومة لايم في الحق ..
فلكم ولك ابناء الككويت الغاليه كل الحب والاحترام ايه الاحرار.

78 - الأستفتاء هو الحل!!
الربان | الجنوب--الضالع - الاحد 04 ابريل 2010 10:59:00 م
من هناأدعوالأخوةاليمنيين الى حل مرضي للكل,فبدلامن المهاترات المتواصلةبينهم والجنوبين وزيادةالفرقةوتعميق الشرخ الموجودومن أجل أراحةأنفسكم من عناءأثبات فرضيةوجود الوحدةعلى أرض الواقع,وأنطلاقامن ثقتكم بأن الجنوبيين وحدويين ندعوكل الأخوةاليمنين مساعدة أخوانهم الجنوبيين من خلال الظغط على قيادتهم بالموافقةعلى تمكينهم من حقهم في الأستفتاء وتقريرمصيرهم,فأذاآيدالجنوبيين الوحدةفسوف يسكتون القلّةالتي تدعوالى فك الأرتباط,وأذاقرروارفض الوحدةفيحسب لكم موقفكم بجانبهم ممايساعدعلى حسن الجواربين الشعبين الجاريين.
79 - اليمن والزعيم الجفري
محمد احمد العزي | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 11:10:00 م
أعتقد أن المشكلة اليمنية عويصة جدا.. وقد وصلت الأحقاد حدا لا يطاق.. بفعل السياسات الهوجاء للنظام وفي نفس الوقت للنخب السياسية الأخرى، لكني هنا أذكر أن صوت العقل لا يزال موجود، من خلال أكثر من صوت، أبرزها المعارض اليمني الزعيم عبد الرحمن الجفري والزعيم علي ناصر محمد..
حيث طرح الجفري المتزن والهادئ المشخص لمشاكل الوطن بعيدا عن التعصب والتخوين.. من أجل يمن موحد قوي كبير ومؤثر في الساحة الدولية.
الصدق أقول أن أطروحات حزب رابطة اليمن الذي يرأسه السيد الجفري هي الوسطية وهي العلاج لليمن بدلا من الضم والإلحاق والأصل والفرع..
شكرا للجفري وأخيه علي ناصر محمد
80 - جنوبي مغترب في وطنه
سلام اليافعي | الجنوب المحتل - الاحد 04 ابريل 2010 11:18:00 م
الجنوب احتلت من قبل الجمهوريه العربيه اليمنيه في حرب 1994 بعد ان غدر باتفاقيات الوحده واحتلت مثلما تم احتلال الكويت من قبل ............ صدام حسين الذي عاونه على هذا علي عبداالله صالح في محاولة الحاق الكويت كمحافظه عراقيه وبعد ان فشل صدام الكبير في احتلال الكويت وتقديرأ لوقوف علي عبدالله صالح الى جانبه قرر صدام ان يرد الجميل لصدام..............في حربه على الجنوب واحتلاله فارسل الخبراء والعسكريين العراقيين لاحتلال الجنوب واعتبار الجنوب جزء من اليمن بينما كان دوله ذات سياده معترف به في كل الهيئات الدوليه , كما ان دولة الجنوب قبل ان يحكمها الاشتنراكي والقوميين كانت تسمى الجنوب العربي ولم تكن جزء من اليمن حتى 1967 عندما تم تغيير اسمها باليمن الجنوبي , الشعب الجنوبي الان خرج عن بكرة ابيه يرفض الاحتلال والذل بعد الاقصاء والتهميش والاعتقالات والقتل والتنكيل بكافة انواع الاسلحه , الذي نستغرب له هو صمت دول الخليج وإعلامها عن كل الجرائم التي يمارسها النظام اليمني بحق الجنوبيين رغم ان هذا النظام تسبب في الكثير من الاذى والظلم للكويت بوقوفه الى جانب النظام العراقي وتهديد امن واستقرار دول المنطقه بالقاعده والحوثيين .
81 - الجنوب ثم الذي يليه تم الذي يليه
االصنعاني | اليمن - الاحد 04 ابريل 2010 11:22:00 م
نحن نعترف ان الجنوب ليس تابع لليمن واننا قد ضميانه بقوه السلاح ولاكن ما الذي نعمله ان انتم لا تستطيعون الدفاع عن وطنكم
يا ابنا الجنوب لاتقلقو فلجميع سيأتي الينا بدأ بلمملكه الى الكويت اذا كان صدام قد بدا بلكويت فنحن سنبدا بلمملكه الجميع كلهم من اصول يمنيه والبلاد الخليجيه كلها ملك اليمن
82 - إلى متا ذلوضع طول وطالي
ابن الجنوب | السعودية - الاحد 04 ابريل 2010 11:56:00 م
إلى متا ذلوضع طول وطالي ذا يشتري فينا وهذاك باع
شعب الجنوب ايقول يهل الشمالي عن مركب الوحده طوينا الشراع
التسع هي والعشر لعوام تكفي بعد العناق الأن حان الوداع
ذا راينا في لمر باول وتالي وذه مشاعرنا مع لنطباع
شف حبت البندول ضد الحراره والراس منه يزول الصداع
ان حد حكم بالصدق والاحكمنا ماشي لكم في لرض طرح الذراع
83 - يادحابشه ... لا تدخلوا باسماء جنوبيه ...
أبن يافع أبن الحنوب العربي | الجنوب العربي - الاثنين 05 ابريل 2010 12:53:00 ص
عزوا انفسكم ... وناقشوا بأسمائكم باسماء دحابشه ...
عزوا انفسكم وقولوا يا أبناء الجنوب العربي ...
إذا ماتبون الوحده معنا حنا بعد مانبيكم ...
عزوا انفسكم وكافكم شحاته وتسول ...
عزوا انفسكم عزوها ...
فك الإرتباط هدفنا شئتم أم ابيتم ...
الاستقلال أو الموت ...
84 - فك الإرتباط ... أو الموت
الجنوب العربي | المملكة العربية السعودية - الاثنين 05 ابريل 2010 12:54:00 ص
بسم الله الرحمن الرحيم .... ولاعدوان إلا على الظالمين .... إرحل أيها المحتل البغيض عن أرض الجنوب الطاهرة ... فليعلم الجميع أن أهل الجنوب العربي قد إختاروا طريقا واحدا ... هو التحرير ثم التحرير ثم التحرير ... ونقول لنظام صنعاء المحتل الغاصب لأرضنا ... إرحلوا عن أرضنا الطاهرة فقد دنستموها ... إرحلو وخذوا معكم وحدتكم البغيضة النتنة ... وبحول الله سوف ترحلون ... إما طواعية أو رغم أنوفكم ... أرضنا ستعود بسواعد أبنآءها لتحضنهم جميعا .
85 - ثوره ثوره حتا النصرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررر
اليافعى | الجنوب العربى - الاثنين 05 ابريل 2010 03:03:00 ص
ثوره ثوره ثوررررررررررررررررررررررررررررره ثورررررررررررررررره ثوررررررررررررررره حتاااااااااااااااااااااا النصررررررررررررررررر
86 - قبل فوات الوان
ابن شبوة الهلالي | جمهورية اليمن الدمقراطيه الشعبيه - الاثنين 05 ابريل 2010 03:21:00 ص
نشكر الجريده على طرح مثل هدا الموضوع برغم ان عدنا بعض التحفظات في بعض المصطلحات ,لكن الهم من ذالك هل سيظل الإخوه في الخليج يتفرجوفي شعب الجنوب حتى يخرج عن نظاله السلمي يعني كفاح مسلح الدي الوح في الأفق الان فاهادا سوف يجر المنطقه في حروب لاتحمد عقباه كيف لا والجنوب في موقع حساس في المنطقة او على شعب الجنوب ان ينتظر حتى ياتيه المدد من ايران وبعده سوف نعظ يد اندم كما من قبل ؟؟؟
87 - نحقن دمائنا
ابو عامر الجنوبي | الجنوب العربي - الاثنين 05 ابريل 2010 05:49:00 ص
واضح لكل مراقب عربي يمر على الردود مرور الكرام. ان كل جنوبي لا يرى الوحدة الا احتلال. وكل شمالي يتمسك بالوحدة. و قد قالوها صراحة بعض الزملاء من العربية اليمنية كيف سيكون اقتصادنا إذا تركناكم تستقلون.
فهل يعقل ان يتحدث الشماليون عن وحدة مع الثروة الجنوبية فقط؟؟؟؟؟
بما ان حكومة الاحتلال تذكرنا في كل مرة ان النفط سينفذ 2012 نقول لأخواننا في الشمال دعونا نتفق على فك الارتباك في 2012 ونحقن دمائنا.
88 - اكذوبة الوحدة
علي الضالعي | الضالع - الاثنين 05 ابريل 2010 08:15:00 ص
الى من يقول الوحدة او الموت اقولة خاف ربك انته تعين اصحاب الضلم والباطل في الاستمرار في طغيانهم وقتل كل منهو جنوبي شريف بطالب بالعيش بكرامة على ارضة ووطنة المنهوب وكوادرة المضطهدة واعتقد ان من اعان على الظلم والباطل الاسلام ماهو دينة ونقول لاخواننا في الجمهورية العربية اليمنية ان نحن بانفتح صفحة جديدة اذا كان موقفكم معانا مشرف لاستعادة دولتنا جمهورية اليمن الديمقراطية على كامل ارضنا
89 - التحرير بشروط
امي رمتني وانا بي حضنها | الكويت - الاثنين 05 ابريل 2010 12:16:00 م
صدقونا ياخوان التحرير له شروط
والطريق اليه يبي عقول مدبره
مايبي اصحاب العقول المجوفه سياسيا ان كنتم تبون التحرير
والله كلنا نبي التحرير كلنا مشتاقيين لارضنا لحضنها لاولادنا نبي نعيش احرار بكرامتنا
واليوم جيتو بالحراك قلنا جاء الفرج
لكن تحت مظله باليه عدتوا الكره مرتين والمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين
ماتخافو انه يدخلكم في اندماجيه مع اسرائيل
وتحت حجه باليه انه معترف به دوليا وهو الموقع على الوحده
والله لو معترف به دوليا كان اعترفوا فيه اعلن الانفصال
صحو من نومكم وابنو اعمالكم على اسس
90 - اليمن طيب
فخري العرشي | اليمن - الاثنين 05 ابريل 2010 05:13:00 م

لقد أثارني الطرح المحايد في الموضوع و الشفافية عن كشف الشخصيات و المراحل التي سبقت أعلان الوحدة. الجميع في الشمال و الجنوب يتغني بالوحدة و يتطلع لمستقبل أفضل بعيد عن المكايدات السياسية و المصالحت الشخصية. نعم هنالك أختلالات في طريقة الحكم من الفئة الثانية و الثالثة و هذا أزعج أخوننا في المحافظات الجنوبية. نترقب الحلقة الثانية و نشكر المحررين على تناول الموضوع.
91 - اليمن ووحدته
النقيب911 | dubai - الاثنين 05 ابريل 2010 07:42:00 م
الفساد والظلم والاستعباد وسلب الحقوق يخلق ارادة ومقاومة للدولة مهما كانت قوتها او قدراتها العسكرية ولذلك نرى ان ضمان وحدة الوطن وصيانة دستورها وترابها لا يتحقق الا بالعدل والمساواة ولا تزال زمام الأمور بيد النظام الحاكم نسأل الله ان يهب لنا حكومة رشيدة تحكم بالعدل وتعمل على تحقيقه وتجنبنا الفتن والحروب التي اصبحت اليوم تلوح في افق الهلاك

تحية خاصة لادارة الجريدة الموقرة الغراء
92 - إلى الأحبة في الكويت الف شكر .
بنت الجنوب الحصرمية | الجنوب العربي - الثلاثاء 06 ابريل 2010 12:23:00 ص
أولاً : شكرا للأحبة في دولة الكويت
شكراً لأهلنا وأخوتنا وعزوتنا شكراً لمؤزرتنا في ظروفنا القاسية جداً.
التقرير فيه عدة نقاط مغلوطة أهمها الأباطيل وهي إعااااااااادة تحقيق الوحدة اليمنية .
لم يحدث أن الجنوب العربي واليمن كان موحداً في كيان سياسي واحد .
لدينا في الجنوب أسر حاكمة عريقة لعل أقدمها آل –كثير حكمة ل- 8 مئة سنة وعلى طول الجنوب وعرضة 23 سلطنة ومشيخة وإمارة اليمن عرف بهذا الاسم عام 1918 م سمها الإمام يحيى .
الوحدة بينا وبين الإخوة في اليمن وحدة سياسية ولكن ولحسن حظنا الإخوة اليمنيين هم وقيادتهم استعصى عليهم فهم ذلك والله الحمد .
فقرة أخرى الإخوة في اليمن عيب استحوا ادخلوا بأسمائكم وناقشونا لعلكم تقنعونا .!
قولوا لنا الهوية.. الهوية ياماشعوب في الدنيا هويتها ضايعة منتم لوحدكم .
الأرض والثروة قولوا لنا .. خلوا عندكم انسانية نحن 20 مليون وأنتم 2/3 مليون نسمة .
وهو عمر وبيعدي خلونا نركبكم ... ياماشعوب مركوبه ومدعوسه منتم لوحدكم .
فقرة أخرى في الأسماء احنا الحضارم لا تستخدموا اسمائنا لأنا قليل وبامعروف يعرف بامشموس
أشوف يافع حيطتها واطيه .
93 - حضرموووووووووووووووووت ياعرب....
الربان | الجنوب--الضالع - الثلاثاء 06 ابريل 2010 01:28:00 ص
بعد كل التجاهل المتعمد من قبل المراسلين (اليمنيين)للقنوات ووسائل الأعلام العربية لكل مايجري في حضرموت ومايتعرض له أبناء حضرموت من قتل وقمع وتشريد وأعتقال حيث بلغ أجمالي معتقلي الحراك الجنوبي في حضرموت نحو 1500معتقل بينهم الكثير من القصر وطلاب المدارس الذين تم قتل أحدهم في السجن جراء التعذيب,, والمراسلين لاينقلون الا مايناسب حكومتهم..
لذلك ومن هنا نناشد جريدة الجريدة بأعتماد مصادر جنوبيةأو محايدة لنقل حقيقة مايجري في الجنوب عامة وحضرموت خاصةوالتي يذبح أبنائهاكل يوم تحت تعتيم أعلامي مطبق.
ودمتم.

[/URL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
17-04-2010, 10:14 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
وقود الحراك الجنوبي… وآلياته
3/10
عدن – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد أحمد قناف

سائق التاكسي، نادل المطعم، بائع الفل اللحجي زكي الرائحة، نقابيون وحراكيون، عابرو سبيل، وسائحون من الشمال في عدن، كلهم لا يختلفون في أن الوحدة قيمة وطنية لا يمكن التفريط فيها، وفي الوقت نفسه يتضامنون مع المطالب الحقوقية التي يناضل من أجلها رجال في 'الحراك' سواء في الشمال أو في الجنوب. و'هناك ما يستدعي حراكاً في الشمال أيضاً إذا ما نظرنا إلى قضية مهجري الجعاشن'، هكذا يقول رئيس اتحاد نقابات عمال اليمن - فرع عدن. و'الوطن لا يقبل القسمة على 2 مجدداً، وهذا لسان حال الشارع اليمني عموماً، خصوصاً أن لكل مشكلة حل'، حسب قول قيادي بارز في محافظة الضالع.

العشرات من مناصري 'الحراك' داخل وخارج، من أبناء الجنوب أو غيرهم يتنصلون من انتمائهم إلى اليمن، بل يفضلون مسمى الجنوب العربي، لمجموع محافظات جنوب اليمن.

ومن باب الإشارة التاريخية، فإن دراسة علمية للباحث زيد يحيى المحبشي خلصت إلى وحداوية الأرض اليمنية في جنوب الجزيرة العربية. ومن المفارقات، فقد استند الباحث في دراسته إلى عدد من المراجع لكُتّاب جنوبيين صدرت قبل الوحدة، وقد ورد ذكر سبأ والأحقاف في القرآن الكريم والسنّة، فعندما أسلم أهل اليمن، قال عنهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يستقبل وفودهم 'جاءكم أهل اليمن... الخ'. إلا أن الأتراك والإنكليز تقاسموا شمال وجنوب اليمن مطلع القرن الماضي، وعلى إثر ذلك ظهرت علامات التشطير ورسمت الحدود السياسية كما هو حال بلدان الجزيرة والوطن العربي الكبير.

إلا أن السياسي المخضرم عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي محمد حيدرة مسدوس يشدد على القول، إنه 'لا يمكن فهم الوحدة أصلاً بدون الاعتراف بأن اليمن قبل إعلان الوحدة كان يمنين هما اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وبدون الاعتراف بأنهما كانتا دولتين بهويتين منفصلتين اعترفت كل منهما بالأخرى، ومعترف بهما دولياً حتى يوم 22 مايو 1990، وبدون الاعتراف بأن الوحدة التي تم إعلانها في هذا التاريخ هي وحدة سياسية بين دولتين، وليست وحدة وطنية بين أطراف دولة واحدة'.

ويضيف مسدوس، وهو مؤسس تيار 'إصلاح مسار الوحدة'، في حديثه لـ'الجريدة'، أن 'الجنوبيين ليسوا ضد الوحدة، وإنما ضد الحرب ونتائجها التي عطلت مسار الوحدة، كما أن الخلاف أساساً ليس حول الوحدة في حد ذاتها، وإنما هو أصلا حول مفهوم الوحدة'.

ويوضح السياسي المخضرم: 'في حين يفهم الجنوبيون الوحدة أنها وحدة سياسية بين دولتين، يفهمها الشماليون أنها وحدة وطنية بين أطراف من دولة واحدة، ويعتقد الشماليون أن يمنية الجنوب تجيز لهم نهب الجنوب والسيطرة على أرضه وثروته وطمس تاريخه السياسي وهويته، وهذا هو ما حصل بالفعل بعد الحرب، وهو شكل من أشكال العبودية'.

مسدوس لا يرى أن ما يدور في الجنوب 'مشكلة حقوق سُلِبت وأراض نُهِبت'، وإنما هي 'مشكلة سياسية تتعلق بالوحدة السياسية بين دولة اليمن الجنوبية ودولة اليمن الشمالية'. ويضيف أن 'القضية الجنوبية التي أوجدتها الحرب هي تختلف من حيث المبدأ عن قضايا المظلومين في الشمال، لأن قضايا المظلومين في الشمال هي قضايا حقوقية في إطار دولتهم، وهي قضايا يحكمها بينهم صندوق الاقتراع'.

انضمام الفضلي وعودة البيض

يقلق السلطة تمدد 'الحراك' أفقياً بين المواطنين، أما ما يربك محاولات سيطرتها عليه هو انضمام شخصيات قوية وذات نفوذ وتأثير.

قبل عام تماماً شكل انضمام طارق الفضلي، وهو نجل سلطان أبين قبل استقلال الجنوب، وشخصية اجتماعية كانت مقربة من الرئيس صالح، صدمة قوية للنظام، وبالمقابل اعتبر إضافة نوعية للحراك، رغم الشك الذي اعتراهم في بادئ الأمر نظراً لعلاقة المصاهرة بينه وبين الأخ غير الشقيق للرئيس صالح.

الفضلي، وهو صاحب نفوذ قبلي واسع في أبين، انضم إلى 'الحراك' معلناً أنه 'مستعد لاستخدام القوة في وجه المحتل' على حد قوله. وبدت خطاباته قوية مما أكسبه ثقة فصائل 'الحراك'.

ومع استمرار رفع عناصر 'الحراك' في بعض مديريات أبين ولحج والضالع، للعلم الشطري للجنوب، وصوراً لـعلي سالم البيض، حدث تطور آخر لم يكن أقل أهمية للحراك من انضمام الفضلي، وتمثل في عودة البيض إلى الواجهة عبر تصريحات وتحذيرات متتالية. واتهمت السلطة الفضلي بالتعاون مع تنظيم 'القاعدة' على خلفيته الجهادية في أفغانستان، وتأسيسه لما عرف بـ'جيش عدن أبين الإسلامي' المسؤول عن تفجيرات في عدن واختطاف وقتل سواح أجانب في 1998.

في مايو الماضي كان الجنوبيون على موعد مع تطور ربما لم يكن في حسبان كثيرين، فقد غادر الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس دولة الوحدة علي سالم البيض عزلته السياسية، وأعلن من زيوريخ عودته مجدداً إلى الحياة السياسية، لاستئناف ذات الدور الذي أخفق في إنجازه عام 1994، أي العمل على 'فك الارتباط'.

كان الرجل قد خرج إلى المنفى في سلطنة عمان بعد هزيمة الجيش الجنوبي في مواجهة قوات الرئيس صالح وحلفائه آنذاك، وحصل على الجنسية العمانية هو وأفراد أسرته، وتحوّل هناك إلى رجل أعمال ثري حظي بامتيازات فاقت كثيراً من مواطني عمان، حسب قول رجل أعمال عماني.

نائب رئيس هيئة الحراك السلمي في محافظة عدن أنور أحمد عبدالله، يعتبر عودة البيض خياراً استراتيجياً، وفي الوقت نفسه يحمّله مسؤولية ما لحق بالجنوب بسبب 'اندفاعه نحو الوحدة بذلك الشكل'، واستشهد باسماً بعبارة 'اللي شبكنا يخلصنا'، من أغنية لعبدالحليم حافظ.

نائب محافظ عدن عبدالكريم شايف وهو من أبنائها يقول إن 'صمت البيض كان خيراً له، لأنه لا يمكن أن يأتي بشيء مفيد، خصوصاً أنه كان في السلطة ولم يقدم شيئا لبلاده'.

وقد أثارت يقظة البيض المتأخرة حفيظة صنعاء ودفعتها مجددا إلى توجيه أصابع الاتهام لقوى خارجية بدعم مشروع الانفصال، وهو ما لا يستبعده كثير من المراقبين. ويرى المحامي شيخ طارق عبدالله أن عملاً واسعاً بحجم ما يقوم به 'الحراك' يقتضي توفر تمويل، وبالتالي لا يشك في أن جهات خارجية توفر الدعم المالي لأنشطة وفعاليات 'الحراك'.

تذبذب «الحراك»

ترتفع أصوات مناصري 'الحراك الجنوبي' وتخفت لمؤثرات عدة، منها توفر التمويل سواء عبر الاشتراكات أو الهبات من رجال أعمال – حسب أنور أحمد عبدالله القيادي في هيئة الحراك السلمي في عدن، وأيضا حسب توفر الدافع، فضلا عن الإجراءات القمعية الحكومية.

فتارة تنادي فصائل الحراك بالعصيان المدني، وهو ما دعت إليه مجدداً في 4 أبريل 2010، وتارة أخرى تدعو إلى استمرار النضال السلمي، وثالثة تهدد بل وتستخدم العنف كما يحدث من وقت إلى آخر في محافظتي الضالع ولحج على وجه الخصوص. وتتهم السلطات عناصر الحراك بممارسة الحرابة وقطع الطرقات وإحراق المحلات التجارية، وخصوصاً تلك التي يملكها شماليون، بل وتعتقل العشرات منهم. وتجدر الإشارة إلى أن بعض تجاوزات عناصر الحراك مثل قتل موطنين شماليين، أفقدتهم تعاطف إخوانهم في الشمال وكثير من مناطق الجنوب.

إلا أن قيادي في الحراك أكد لـ'الجريدة' أن 'ما حدث من قتل لمواطنين شماليين من عناصر نسبوا للحراك، هم من دسائس النظام لتشويه صورة نضالهم السلمي'، لكنه أقرّ انه من الممكن وجود عناصر من الحراك 'تلجأ إلى العنف بدافع الحماس والشعور بالرغبة في الانتقام'.

أنور يعود ليؤكد أن نضال الحراك سلمي ويهدف إلى 'فك الارتباط'، مشيراً الى أنه ورفاقه في عدن لا يتفقون مع مظاهر العنف التي تمارسها بعض فصائل الحراك في المحافظات الأخرى قاصداً أبين ولحج والضالع. ثم عاد عبدالله الذي يعمل في مهنة التدريس، ليؤكد 'أن وقت المرونة مع نظام صنعاء قد انتهى ولا تراجع عن خيار استعادة دولة الجنوب'. لكنه قبل انتهاء الحوار، قال: 'يمكن أن نقبل بالحوار مع صنعاء لكن تحت مظلة الحزب الاشتراكي'.

ويقول حسام باعباد وهو ناشط في 'اتحاد شباب الجنوب'، إن المحتجين كانوا في البدء 'عبارة عن مجاميع صغيرة وخلال فترة بسيطة تحوَّلت إلى مجاميع كبيرة وكبيرة جداً. وكان طابع الاحتجاجات على الدوام سلميا في بادئ الأمر لكن السلطات لم تكن متسامحة على الإطلاق'. ولذلك 'عندما تتعامل السلطات المحلية في مثلث النار (أبين ولحج والضالع) بمرونة، تتراجع حدة الحراك، وعندما تستخدم القمع والمواجهة والاعتقالات تشتد ردود فعل عناصر الحراك ويرتفع سقف مطالبهم'.

ومنذ مطلع مارس 2010، تحاول السلطات وضع حد لما قالت انه 'انفلات امني' يضرب بعض المحافظات الجنوبية والشرقية جراء موجة الاحتجاجات التي تصاعدت خلال الأشهر القليلة الماضية. وشاهد أعضاء فريق ملف 'الجريدة'، في 30 مارس، عربات عسكرية تحمل دبابات قدمت من جبهة صعدة عبر العاصمة صنعاء، متجهة جنوباً يعتقد أنها استقدمت لتعزيز القبضة الأمنية في هذه المناطق.

ولا يبدي استغراباً المستشار القانوني شيخ طارق من تصرف الدولة تجاه ما يجري في الضالع ولحج وأبين، قائلاً: 'كل الحكومات في العالم تواجه بشدة أي مظاهر للشغب، إلا أنها لا تتوقف عند ذلك فحسب، بل تمتد حتى تقدم معالجات لمسببات ذلك الشغب'. ويعتقد شيخ أن هذا ما تفتقر إليه المؤسسة الرسمية في اليمن.

لكن هذه الطريقة قد لا تكون حاسمة، إذ يعتقد رئيس الكتلة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي د. عيدروس النقيب أن السلطة مازالت تسير في الطريق الخطأ، مبيناً 'إنهم يخطئون إذا اعتقدوا أن القمع والقبضة البوليسية سوف تلغي الاحتجاجات. ربما تستطيع تهدئتها لكنها لن تنتهي وستعود مجدداً'.

آليات الحراك

مع تجاهل السلطة لمطالب المعتصمين في بدايات جولات الحراك والتعامل بقسوة مع الفعاليات السلمية، انتقل طابع الفعاليات إلى المطالب السياسية واتجهت أبعاد الحراك نحو مزيد من التعقيد، نرتبها كما يلي:

أولا: رفض القبول بشركاء سياسيين، والمقصود أحزاب المعارضة التي أبدت رغبة في المساهمة في الفعاليات الاحتجاجية، ويشترط التجرد من الحزبية للانخراط في مضمار الحراك.

ثانيا: الانتقال من الشعارات المطلبية إلى الشعارات السياسية والمطالبة العلنية بفك الارتباط، والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990.

ثالثا: بدء التباينات بين مكونات الحراك بفعل تباين الاتجاهات السياسية وازدحام الساحة بالقيادات، ومن ثم نشوء عدد من الهيئات (نجاح، المجلس الوطني، الهيئة الوطنية للاستقلال، والهيئة الوطنية للحراك، وشباب الجنوب، والحراك السلمي).

رابعا: انخراط شخصيات جديدة كانت حتى وقت قريب محسوبة على السلطة، وخاصة أشخاص مثل طارق الفضلي والشيخ عبد الرب النقيب، ومشايخ من درجات أدنى وبعضهم أعضاء في الحزب الحاكم.

خامسا: ظواهر قطع الطريق أو الاعتداء على بعض المحلات التجارية، وهو ما تقول قيادات الحراك إن هناك من اخترق الفعاليات السلمية ودبر مثل هذه الأعمال، إلا إن هذا لا يعفيها من تحمل مسؤولية حسن الإعداد والتدبير للفعاليات السلمية وحمايتها من الانحرافات، وأبرزها حادثة منطقة 'العسكرية' التي كان ضحاياها ثلاثة من أبناء مديرية القبيطة الأبرياء، وهي منطقة محسوبة إدارياً على محافظة لحج بعد أن كانت ضمن محافظة تعز قبل إعادة التوزيع الإداري لمحافظات الجمهورية. وقد قتلوا على يد قيادي في الحراك، بـ'تهمة التخابر مع السلطات'.

سادساً: دعوات الحراك إلى عصيان مدني في محافظات ومدن الجنوب. ورغم أن الحكومة تقول ان الاستجابة كانت ضعيفة لدعوات الأشهر الماضية، قال عبده المعطري الناطق الرسمي باسم الحراك لـ 'الجريدة'، إن دعواتهم نجحت بنسبة 95 في المئة.

سابعاً: لغة الكراهية والتضييق في التعامل مع الشماليين من قبل ناشطي الحراك سواء كانوا مقيمين في مدن جنوبية أو سائحين.

ثامناً: الاستفادة من ثورة المعلومات واستخدام كل وسائل البث الإلكتروني من داخل وخارج اليمن.

مستقبل «الحراك»

اليوم يبدو أن السلطة بعد أن ارتفعت الشعارات المطالبة بفك الارتباط والانفصال باتت هي الجهة التي تطالب بالعودة الى موضوع تصحيح مسار الوحدة والاعتراف بالآثار الكارثية لحرب صيف 1994، وذلك ما تعهد به الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في كلمته أمام القمة العربية في مدينة سرت الليبية.

يصف نائب رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب أمين صالح، وهو أحد فصائل الحراك، السلطةَ بـ'نظام الاحتلال'، مضيفاً أن 'هذه الحملات فشلت في الماضي ولم تحقق أي هدف من أهدافها بل زادت قضيتنا عدالة وأظهرتها للرأي العام العالمي والمحلي على السواء'.

مصادر محلية في الضالع ولحج تقول، إن معظم عناصر الحراك تركوا مركز المحافظتين واتجهوا إلى المناطق الريفية حيث يصعب ملاحقتهم هناك، وغالبا ما يقومون بهجمات ليلية تستهدف قوات الحكومة ثم يعودون أدراجهم. وتقول المصادر إن مناطق خارج مدينة لحج بدأت بحفر خنادق تحسبا لمواجهة أي حملات طارئة.

السياسي البارز عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) يعتقد أن هناك قراءة مغلوطة لما يجري في الجنوب، ويتساءل 'أليس نفس الأشخاص (من المواطنين) من كادوا يحملوا علي عبدالله صالح على الأكتاف عام 1989 فرحا به وفرحا بالوحدة. ما الذي عكس المواقف؟! أليست خيبة الأمل؟'.

ويقول الجفري إن الحل يكمن في تغيير جذري، لا بالمسكنات المؤقتة، لأن الناس 'سيأخذون السيارة وسيأخذون الوظيفة والفلوس، ولن تتغير قناعاتهم بالانفصال'، مخاطباً النظام بالقول: 'الوحدة ليست صنماً نعبده، فما لم تحقق مصالح الناس وكبرياءهم وتحفظ حقوقهم ومكانتهم في بلادهم، فالناس سترفضها'. وبالمقابل يخاطب الحراك بالقول: 'للذين يرفضون الوحدة: الوحدة ليست صنما من تمر نعبده، إذا شبعت بطوننا، ونأكله إن جعنا. إنما هي هدف سامٍ لتحقيق كرامة الناس ومصالحهم'.

ملف الأراضي

يؤكد مدير عام الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني في محافظة عدن شيخ سالم بانافع لـ'الجريدة'، أن برنامج إعادة الأراضي إلى أصحابها أو تعويض المتضررين وخصوصاً من القيادات الجنوبية السابقة: مدنية وعسكرية، داخل وخارج اليمن، أنجز بنسبة تصل إلى 95 في المئة، وذلك ضمن مخطط 'منطقة المملاح' في عدن.

ويشير بانافع إلى أن 'المعوضين حصلوا على ما يفوق القيم الأصلية لمنازلهم المؤممة قيد الشكاوى'. وكان آخر المستفيدين، حسب بانافع، الرئيس الجنوبي الأسبق على ناصر محمد، إذ تم تسليم ممثليه، في 1 أبريل 2010، أوراق ملكية بيته الذي كان بيع لطرف آخر عوضته الدولة.

وقلل بانافع من أهمية تقرير اللجنة الوزارية المعروف بتقرير 'باصرة - هلال' الذي أعلن قبل عامين، واشتمل على رصد لمشكلات الأراضي في عدن ولحج والمناطق المجاورة فيها، واصفاً إياه بأنه 'مجرد رصد لشكاوى المتضررين دون التحقيق من صحتها أو قانونية الشكاوى'. وأضاف أن التقرير 'لم يذكر أي أسماء لشخصيات نافذة حسب ما اشتهر به في وسائل الإعلام'.

ويشدد بانافع على أهمية أن 'يكف المسؤولون في قيادة الدولة وكل مؤسساتها عن التوجيهات بصرف الأراضي خارج إطار القانون'، ويرى في ذلك المخرج من هذه المشكلة، مؤكداً أن 'ازدواجية الأدوار وضعف المراقبة المصاحبة لأداء الجهاز التنفيذي للدولة يعقد المشكلات أكثر'.

الأراضي… و«الحراك»

في حين استبعد بانافع أن تكون مشكلة الأراضي أحد الأسباب الرئيسية التي ولدت الحراك الجنوبي، يؤكد بثقة أن 'عناصر الحراك وقادته اتخذوا هذه المشكلة ذريعة،' فهم 'يطالبون بما لا يملكون أصلاً'، مشيراً إلى أن مشروع الحراك سياسي بامتياز.

كما يتهم بانافع قادة الحراك الجنوبي في أبين ولحج والضالع، بـ'أنهم تصرفوا - عقب الوحدة مباشرة - بما يزيد على 55 ألف هكتار (ما يعادل 65 في المئة من مساحة عدن)، تحت ذريعة ما عُرِف بالجمعيات الزراعية التي بلغ عددها 87 جمعية، موزعة على أعضاء الحزب الاشتراكي على أساس مناطقي، مستغلين قانون التمليك رقم 18 لعام 1990'.

وهذا الأمر يستدعي السخرية، بحسب بانافع 'خاصة أن عدن محافظة غير زراعية، فكيف يتم إنشاء هذا العدد من الجمعيات، إن لم تكن فقط بغرض البحث عن غطاء قانوني لنهب المساكن والأراضي؟'.

وتعتبر قضية المساكن المؤممة منذ عام 1972 وخاصة في محافظة عدن التي توجد بها الأغلبية العظمى من تلك المساكن، حسب تقرير نشرته صحيفة 'الشرق الأوسط' عام 2001، إحدى أكثر القضايا حساسية بالنسبة للمواطنين، لأنها تلامس مصير أغلب السكان الذين يعيشون بها من قبل التأميم. وتملك أغلبيتهم المساكن بناء على قانون التمليك، إذ حددت أثمانها بإيجار 30 عاماً وفقاً لإيجاراتها في تاريخ صدور قانون التمليك عام 1990.

قائمة سوداء

وأكد بانافع أن مشاكل الأراضي معقدة جدا، وأن الهيئة تقوم بمتابعة الملف من جميع أبعاده القانونية، وأن السلطة المحلية قطعت مسافات كبيرة في إيجاد تسويات لهذه المشاكل، معزياً جوهر المشكلة إلى 'الصمت الرسمي عن سماسرة الأراضي الذين يتاجرون بممتلكات الدولة وبعض المواطنين من خلال محررات بيع وشراء غير قانونية'.

وبينما يرجع بانافع المشكلة إلى قضية التأميم والحكم الشمولي في الجنوب سابقاً إلا أنه يقول، إن لدى هيئته حالياً قائمة سوداء تحوي 16 اسما أطلق عليهم 'مافيا الأراضي' وهم متورطون في مشكلة الأراضي، وقد ساندهم مسؤولون محليون من قيادة السلطة المحلية من خلال التسهيلات بتسجيل قطع الأرض المختلف عليها - في السجل العقاري، ولا يبرئ بانافع قضاة التوثيق، مؤكداً أن سماسرة الأراضي حصلوا على مناخ مناسب للقيام بالنهب.

كما يقول إن الهيئة 'رفعت كشفا بأسماء شخصيات قيادية في الدولة من الجنوب والشمال وبما لديهم من أراض، وهذا الكشف لدى جهة الاختصاص وهي من تقيس هذه الأمور وتقرر متى تحرك هذه الملفات'.

ويضيف بانافع أن من أسباب مشكلات الأراضي ضعف هيبة الدولة، وغياب الرؤية والصرامة 'وإلا لما قام العابثون بذلك'، مضيفاً 'نحن بحاجة إلى دولة القانون وتكون ذات هيبة، وبحاجة إلى ديمقراطية في الحقوق'.

ويقول بانافع على سبيل المثال فإن في قاع (j) في المنطقة الحرة تمّ رصد 99 حالة امتلاك للأرض وجميعها متداخلة، فقد يصل عدد ملاك نفس القطعة إلى خمسة أشخاص أو أكثر، وذلك لأن كل فرد من ورثة الملاك الأصليين يبيع لمشترٍ آخر.

في الحلقة الرابعة

تواصل 'الجريدة' في الحلقة الرابعة، بحث قضية 'الحراك الجنوبي'، إذ سيتم التطرق، وعبر الأمثلة، إلى الجانب الاجتماعي وكيف بدأت وانتشرت ثقافة الكراهية بين عناصر 'الحراك' تجاه كل ما هو شمالي أو جنوبي يؤكد أهمية الوحدة الوطنية.
09-04-2010, 03:32 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,973

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
غابت الدولة... فظهر الحراك
2/10
عدن – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عبدالعزيز المجيدي وأحمد قناف

يبدو ان الأحداث المتسارعة في بعض محافظات جنوب اليمن، التي ينطلق منها ما يعرف بـ 'الحراك الجنوبي'، والإجراءات المضادة التي تنتهجها السلطات، تجعل إجراء قراءة واقعية لما يجري في الميدان، أمراً صعباً ومعقداً، بسبب الملفات والقضايا المتداخلة، التي يحتاج تحليلها الى العودة الى الإرهاصات الاولى للأزمة. وتحافظ مدينة الضالع الواقعة إلى الشمال من محافظة عدن – عاصمة اليمن الاقتصادية، منذ فترة، على مستوى من عدم الاستقرار، وذلك رغم التقليل الرسمي لأهمية ما يدور فيها من 'مظاهر فوضى وأعمال خارجة على القانون' بحسب الصيغة الرسمية.

تتكرر المصادمات بين قوات الأمن وعناصر 'الحراك الجنوبي' وغالباً ما ينجم عنها ضحايا من الجانبين، في استمرار لدوامة الأزمات تنهك بالبلد الفقير، كان آخرها مقتل شخصين على الأقل في مديرية ردفان بمحافظة لحج، وتفجير قنبلة عند باب مركز للشرطة فرّ على إثره ما يزيد على 30 شخصاً كانوا اقتيدوا من تظاهرة غير مرخصة حسب قول السلطات الرسمية في مدينة الضالع. وها هو الشيخ طارق الفضلي في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، يخرج عن التزامه بالهدنة التي أبرمتها السلطة معه رداً على 'اعتداء قوات حكومية' على منزله أواخر الأسبوع المنصرم، حسب بيان متلفز له بث الخميس الماضي.

وأكد مسؤولون وسكان محليون في محافظتي الضالع ولحج أن قوات أمنية وعسكرية تنتشر بكثافة على مداخل مدن المحافظتين، لكن ذلك لم يحل دون خروج تظاهرات أسبوعية على الأقل ترفع صور الرجل الأول في الجنوب سابقاً علي سالم البيض، وعلم الشطر الجنوبي وتطالب بالإفراج عن المعتقلين و'فك الارتباط ' بحكومة صنعاء. وقد يخرج المتظاهرون أسبوعياً في ما أسموه بـ'يوم المعتقل'، وهو يوم الخميس من كل أسبوع.

ظهور «الحراك»

تجمع القوى السياسية وباعتراف سلطة صنعاء على أن حرب صيف 1994 أحدثت تصدعات عميقة في جدار الوحدة الطري. ومما زاد الأمر سوءاً الممارسات التي أعقبت الحرب وانفراد صنعاء بحكم دولة ما بعد 94، كما يؤكد رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان د. عيدروس النقيب في حديثه لـ'الجريدة' عن إرهاصات ظهور الحراك. ويقول إن 'السلطة لم تقم بما كان يتوجب عليها القيام به لحل المشاكل الناجمة عن الحرب، بل إنها استعذبت نتائجها المأساوية ووظفتها لتكريس سياسة النهب والإقصاء والاستبعاد والتسلط'.

في حين يردد مواطنون من الجنوب أن السلطة إلى جانب تسريح عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين عقب الحرب الأهلية في 1994، قد أطلقت يد الفاسدين والنافذين لنهب أراضي الجنوب وبيع مؤسساته العامة إلى المقربين، إلا أن الحكومة تقول إنها نفذت برنامجاً لإعادة المسرحين إلى أعمالهم، وصرفت مليارات الريالات كتعويضات لهم خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أنها نفذت برنامجاً لـ'خصخصة القطاع العام' في الشمال والجنوب. ويرى الجنوبيون في تعامل السلطة مع مظاهرهم الاحتجاجية بالاعتقالات المتكررة مبرراً يتجدد كل يوم لمواصلة نضالهم.

خلال السنوات اللاحقة للحرب عبر الجنوبيون بوسائل متعددة عن رفضهم لإجراءات حكومة صنعاء، بينما ثابر الحزب الاشتراكي الذي خرج من السلطة بعد هزيمة قواته العسكرية على الدعوة لإزالة آثار حرب 1994، لكن مسؤولي الحزب قالوا في أكثر من مناسبة إن مطالبهم لم تستجب.

ظهرت عام 1997 أول محاولة جنوبية علنية للتعبير عن الرفض، إذ أعلن في عدد من المحافظات تشكيل ما سُمي وقتها بـ'اللجان الشعبية'، لكنها ووجهت بحملة اعتقالات أخمدتها في المهد. تلاها في عام 2002 الحديث عما سمي بـ'ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية'، وكان متبنوه هذه المرة بعض المنشقين من حلفاء الرئيس صالح في حرب 1994، وهم جنوبيون نزحوا بعد حرب 1986 الأهلية في عدن.

إلا أن الملتقى المذكور أعلن رسمياً في ديسمبر 2003 برئاسة العميد علي القفيش رئيس 'هيئة رعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة'، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية، تضمنت عدداً من القضايا، اعتبرت 'نماذج تمثل جزءاً يسيراً من إجمالي معاناة أبناء هذه المحافظات'. واشتملت تلك الرسالة على 'المطالبة بالفرص المتساوية بين مواطني المحافظات الشمالية والجنوبية في جهازي الدولة المدني والعسكري، وإعطاء صلاحيات أوسع للمجالس المحلية في المحافظات الجنوبية، وإيقاف عمليات الإبعاد والتغيير والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية'. كما طالبت الرسالة

بـ'التوزيع العادل للأراضي وإيقاف السطو عليها'.

الملتقى ضم في عضويته برلمانيين ووزراء سابقين وشخصيات اجتماعية وسياسية تنتمي إلى المحافظات الجنوبية، وجاءت مبادرة إنشائه من عدد من أعضاء مجلس النواب، الذين يمثلون دوائر انتخابية في المحافظات الجنوبية والشرقية.

وبحسب الباحث السياسي سعيد ثابت، فقد كان تشكيل الملتقى بمنزلة رد على إعلان الحكومة عزمها إحالة ما يقرب من عشرين ألفاً في الجهاز العسكري إلى التقاعد، معظمهم من المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى ما قيل وقتها عن خلافات بين الرئيس صالح ونائبه الجنوبي عبدربه منصور هادي وقيام الأول بتقليص صلاحيات نائبه المالية، والتي ترافقت مع عودة عضو مجلس الرئاسة السابق عن الحزب الاشتراكي سالم صالح محمد برفقة الرئيس صالح من دولة الإمارات العربية المتحدة بعد لجوئه إليها عقب حرب صيف 1994.

انطلاق الفعاليات

ويضع الكثير من المراقبين السياسيين ما حدث في جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية كبداية أولى لانطلاق مسيرة 'الحراك الجنوبي'، حيث احتشد في تاريخ 15 يناير 2006 مئات المتقاعدين العسكريين من مختلف المحافظات الجنوبية في ملتقى خصص لإزالة آثار صراع 13 يناير 1986 بين عناصر الحزب الاشتراكي. وهذا الصراع كانت أحداثه دارت في محافظة عدن وأدى الى عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين. واعتبرت السلطات اليمنية مشاركة القيادي في 'حركة تاج' السفير السابق للجمهورية اليمنية في سورية وقائد القوات البحرية في تلك الفعالية عام 2006، وإلقائه كلمة عبر الهاتف، عملاً تخريبياً نجم عنه سحب ترخيص جمعية 'ردفان' وإغلاق مقرها.

تأسيس 'ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية' كان له أهمية كبيرة تمثلت بكونه البذرة الأولى في سلسلة الفعاليات والاحتجاجات التي تعبر عن اعتراض مجموعة جنوبية كانت محسوبة على السلطة لا على الحزب الاشتراكي، إلا أن السلطة حاولت احتواء تلك العناصر لكنها فشلت في إيجاد معالجات حقيقية لمطالب الملتقى، الأمر الذي سمح بعدها لأطراف جنوبية أخرى باللجوء إلى نفس الآلية، لكن هذه المرة كانت جماعات من خارج السلطة.

إثر ذلك، انطلقت الفعاليات الاحتجاجية على شكل مجموعة من المراسلات مع مكتب رئاسة الجمهورية، من قبل جمعية المتقاعدين العسكريين، والتي تضم في عضويتها عدداً من العسكريين المبعدين عن أعمالهم. وضمنت تلك المراسلات مجموعة من المطالب الحقوقية لخصها

لـ'الجريدة' رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب د. عيدروس النقيب لكونها تتعلق بالعودة إلى العمل، والحصول على الترقية والتعويض عن سنوات الإبعاد الإجباري عن الوظيفة، ومطالب تتصل بالحقوق المادية التي يحصل عليها ضباط الجيش والأمن من إعاشة ووسائل نقل ووقود وصيانة وأجرة سكن وسواها، بالإضافة إلى مطالب تتصل بالحقوق المستولى عليها وتخص الأراضي التي اشتراها الضباط والجنود قبل الحرب من خلال جمعياتهم السكنية وجرى نهبها بعد الحرب.

وفي 17 مايو 2007، استطاع المتقاعدون العسكريون والمدنيون في محافظات الضالع ولحج وابين وعدن وشبوة وحضرموت، تكوين وإشهار أول كيان تنظيمي يوحد فصائل الحراك في كيان واحد هو 'جمعية المتقاعدين العسكريين'، كما تم انتخاب العميد قاسم عثمان أحمد الداعري رئيساً، والعميد صالح قائد راجح نائباً للرئيس.

وتأسست بعد ذلك عدة هيئات للحراك السلمي، أبرزها المجلس الأعلى لاستعادة دولة الجنوب برئاسة حسن باعوم، ويتلقى هذا المجلس دعمه من معارضة الخارج ممثلة بـ'حركة تاج' الموجودة في بريطانيا. كما أعلن تأسيس 'الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب' برئاسة ناصر النوبة، الذي شغل موقع رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين في بداية تشكيلها. كما تشكلت ما عرف بـ'حركة نجاح' التي يرأسها البرلماني الاشتراكي صلاح الشنفرة، ومن قياداتها ناصر الخبجي وعبده المعطري، والأخير هو الناطق الرسمي باسم فصائل 'الحراك'.

وأخذ الحراك بهيئاته المختلفة يصبح أكثر تشدداً في سقف مطالباته، إذ انتقل من مرحلة المطالب الحقوقية الى مرحلة المطالبة بالانفصال وفك الارتباط وتحديد المصير، والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 (تاريخ إعلان الوحدة).

علي سيف حسن، الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري، وعضو اللجنة المركزية للتنظيم، وأحد أبناء محافظة الضالع، قال إن 'لجوء قيادات عسكرية وأعضاء مجلس نواب من أبناء الجنوب إلى تشكيل مثل هذه الملتقيات جاء بعد يأسهم من إمكان تحقيق مطالب مواطني دوائرهم أو من خلال أجهزة السلطة التنفيذية والخدمية'. ودافع حسن عن خلفية نشوء الملتقى الجنوبي الذي 'يمارس ضغطاً اجتماعياً مشروعاً من أجل تلبية مطالب شعبية'، معتبراً أنه لا يشكل أي خطر على وحدة اليمن.

ردود الفعل

في المرحلة الأولى من الاحتجاجات كانت السلطات ترتكب أخطاء فادحة وفق مراقبين، فقد وصفت المحتجين بـ'الانفصاليين' رغم أنهم كانوا يرفعون مطالب حقوقية، وقللت من شأن تلك المطالب قبل أن تعود للاعتراف ضمنياً بأن هناك أخطاء وأعلنت تشكيل لجان لمعالجة مشاكل من قالت إنهم 'منقطعون' عن أعمالهم، تلاها تشكيل عدد من اللجان الرئاسية والبرلمانية.

ومن بين ما لا يقل عن أربع لجان رئاسية، اشتهرت لجنة مكونة من أربعة وزراء، خاصة بملف الأراضي في عدد من المحافظات الجنوبية. ورفعت هذه اللجنة تقريرها نهاية عام 2007 لرئيس الجمهورية مطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد 15 مسؤولاً مدنياً وعسكرياً قالت إنهم ينهبون أراضي واسعة في بعض المحافظات الجنوبية.

يقول النائب علي العمراني، وهو عضو في الكتلة النيابية لـ'حزب المؤتمر' الحاكم، ورئيس لجنة برلمانية لتقصي للحقائق في مقتل مواطنين في منطقة ردفان بمحافظة لحج: 'حاولنا وضع قراءة أكثر شمولية للاحتقانات الموجودة ورفعنا تقريراً مفصلاً للمجلس بشأن الواقعة التي أودت بـ3 أشخاص كانوا يشاركون في مهرجان احتجاجي بالمنطقة في أكتوبر 2007، وأوصينا بإحالة الجنود المتهمين بإرداء الناشطين الثلاثة إلى المحاكمة، وإعادة كل الأراضي المنهوبة وتلك التي صرفت بأوامر من الحكومة إلى نافذين بما فيها الأراضي ذات الملكية العامة، وسرعة محاكمة جميع من ثبت تورطهم في قضايا فساد ونهب من المسؤولين وأقاربهم'.

وكما تمّ التحفظ على تقرير اللجنة الوزارية في رئاسة الجمهورية، يبدو أن هذا التقرير أيضاً تاه في أدراج رئاسة مجلس النواب، الأمر الذي دفع العمراني إلى القول إن 'المؤسسات في البلاد لا تعمل بشكل صحيح'.

مصالح شخصية

وقال نائب محافظة عدن وأمين عام المجلس المحلي عبدالكريم شائف إن عناصر الحراك 'لا تحمل مشروعاً مطلبياً وحقوقياً بقدر ما هو مشروع سياسي، وعندما فقدوا مصالحهم يريدون الآن استعادة الكراسي، مستغلين الظروف التي تمر بها البلاد'. ورأى أن 'الوحدة ليست قضية ألف شخص –يقبلون أو يرفضون- بل قضية الشعب اليمني كله، والكثير من المعالجات الرسمية مستمر وحلت ما نسبته 95 في المئة من مشاكل الأراضي في محافظة عدن على سبيل المثال'.

ويوافقه في الرأي مدير عام مصلحة الأراضي في محافظة عدن شيخ سالم بانافع، الذي يرى أن قيادات الحراك 'اتخذت من قضية الأراضي ذريعة لتبرير مطالبهم، إلا أنهم هم من ظلموا ونهبوا الناس حقوقهم وأمموها في عهد الحزب واستولوا عليها بعد الوحدة'.

ولا يستبعد المحامي شيخ طارق أن يقف وراء المغالاة بالمطالب باتجاه الانفصال من قبل بعض قيادات الحراك، فقدان مصالح شخصية لتلك الزعامات، علماً بأنه يستبعد مسألة الانفصال، لأنه 'يؤمن أن أي انفصال لن يكون في مصلحة المواطنين'. ويعتقد أن 'المطالبة بالانفصال ستؤدي إلى أزمة أكبر مما كانت عليه في الماضي أو في الحاضر لأبناء الجنوب'.

وإن أجمعت فصائل الحراك على هدف 'فك الارتباط' واختلفت وسائل التعبير والضغط، إلا أن مواطنين في عدن وعدد من مدن الجنوب استطلعت آراؤهم لا يرون أن هؤلاء يمثلون أبناء الجنوب –وأنهم أصحاب مشروع سياسي وكل ما يقومون به يخدم في المقام الأول أهدافهم الشخصية، وإن كان ظاهر الهدف حقوقياً.

المعالجات

يقول تقرير منظمة 'هيومن رايتس ووتش' المعنية بحقوق الإنسان، إن الحكومة اليمنية كانت 'تزعم علانية أنها مستعدة للاستماع إلى مظالم الجنوب'، في حين أن 'قواتها الأمنية ردت على الاحتجاجات باستخدام القوة. وكثيراً ما لجأ المتظاهرون إلى العنف، فأحرقوا السيارات وألقوا الحجارة، وكان هذا عادة رداً على عنف الشرطة'.

وإلى جانب الإجراءات الأمنية والاعتقالات الواسعة التي انتهجتها السلطة ضد عناصر الحراك، تحدثت تقارير صحافية محلية عن إنفاق ملايين الدولارات خلال عام 2008 فقط، لاحتواء وجاهات اجتماعية وقيادات ميدانية بهدف محاصرة المد المتنامي للحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية. ويؤكد ذلك أحمد طلان، عضو مجلس محلي سابق في محافظة شبوة الجنوبية، والذي يقول ان السلطة 'وزعت الكثير من الأموال وصرفت مئات السيارات لشراء ذمم كثيرين، كما قامت باحتواء آخرين بتعيينهم في مواقع في السلطة المحلية'.

وكانت السلطات المحلية في مثلث الحراك الساخن (ابين ولحج والضالع) سعت إلى عزل قيادات الحراك في مناطق ريفية نائية، كما أنها قطعت وسائل الاتصال الهاتفي لأسابيع عدة، قبل إعادة تشغيل بعض شبكات المحمول مطلع الشهر الجاري.

ويعترف رئيس كتلة 'الحزب الاشتراكي' د. عيدروس النقيب، وهو ممثل عن إحدى دوائر محافظة لحج الجنوبية، بأن هناك الآلاف من المتقاعدين أعيدوا إلى أعمالهم، وتمت تسوية الوضع المالي للبعض منهم، إلا أنه يستدرك: 'لقد تم ذلك حقاً غير أنهم أعيدوا مجدداً إلى منازلهم. فقد عين بعضهم مستشارين ووضع آخرون في مكاتب دون عمل، فاضطروا إلى العودة إلى المنازل ويتقاضون رواتبهم آخر الشهر'.

جذر المشكلة

رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) عبدالرحمن الجفري، الذي عين نائباً لعلي سالم البيض حين أعلن الانفصال عام 1994، وعاد في 2006 من السعودية حيث أقام منذ غادر البلاد عقب الحرب، لمساندة الرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية، قال في حوار مطول مع 'الجريدة' إن أصل المشكلة يكمن في سوء قراءة الأحداث وسوء تقدير ما يجري في البلاد من قبل النخبة الحاكمة، محملاً المسؤولية على كل الأطياف السياسية.

إلى ذلك، يجزم النقيب بأن جذر القضية هو سياسي بامتياز 'مع انه لو تمت معالجة الحقوق المطلبية لما تطورت إلى المطالب السياسية الراهنة'، مضيفاً: 'علينا أن نتذكر أن هناك دولتين اتحدتا وإحداهما أقصت الأخرى بحرب'.

تفتقد السلطة الحاكمة في اليمن إلى رؤية للتعامل مع المشكلة الجنوبية والمشاكل الوطنية عموماً، حسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء د. محمد الظاهري، الذي يقول ان 'ثقافة النخبة الحاكمة في اليمن لا تعترف بوجود مشكلات وأزمات'. ويتفق معه رئيس اتحاد نقابات العمال في عدن، عثمان كاكو بقوله إن 'الخطاب السياسي خطاب ملتف، لا يتناول الواقع بثقافة الاعتراف ويعوم الأحداث، كما يعوم الريال اليمني في السوق'، مشيراً إلى التدهور المتسارع لقيمة الريال مقابل الدولار الأميركي.

أربعة فصائل رئيسية

يتكون 'الحراك الجنوبي' من أربعة فصائل رئيسية هي:

1- المجلس الأعلى لتحرير الجنوب، برئاسة حسن باعوم، وهو قيادي سابق في الحزب الاشتراكي.

2- الهيئة الوطنية للاستقلال، برئاسة ناصر النوبة، وهو عميد متقاعد في الجيش.

3- الهيئة الوطنية للنضال السلمي، ويرأسها صالح يحيى، وهو أستاذ جامعي وناشط سياسي سابق في صفوف الحزب الاشتراكي.

4- المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، يقوده صلاح الشنفرة، وهو نائب في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي، وتطارده السلطات، ويضم هذا الفصيل معظم القيادات المعروفة في الحراك، وهو الأكثر نفوذا في الساحة الجنوبية، وكان قد اختار علي سالم البيض رئيسا له.

ورغم ذلك فالمسميات نسبية، وفي كل مرة تظهر جماعة وتختفي أخرى تحت مسميات متعددة.

تواريخ أساسية

• 15 يناير 2006: تجمع مئات المتقاعدين العسكريين من مختلف المحافظات الجنوبية في ملتقى 'التسامح والتصالح' (مهرجان خطابي) خُصص لإزالة آثار صراع 13 يناير 1986، الذي دارت أحداثه في محافظة عدن، وكان ضحاياه الآلاف من كوادر الحزب الاشتراكي في الصراع الذي تفجر بين قيادات الحزب.

• 23 مارس 2007: دشنت 'جمعية المتقاعدين العسكريين' أول نشاط احتجاجي في مدينة الضالع، وفي 7 يوليو من العام نفسه، نفذ أعضاء الجمعية في المحافظات أول فعالية مشتركة في مدينة عدن.

• أبريل 2009: وقع ما يشبه المفاجأة، فقد أعلن الشيخ طارق الفضلي الانضمام الى 'الحراك الجنوبي'.

• بحسب إحصائية للمرصد اليمني لحقوق الإنسان، فقد قتل في فعاليات الحراك منذ بدايته في يوليو 2007 حتى نهاية 2009 نحو 60 شخصاً، وجرح قرابة خمسمئة آخرين بدرجات متفاوتة. ويعتقد أن العشرات من عناصر الشرطة والجيش قتلوا وجرحوا في صدامات مع المحتجين أو سقطوا في هجمات انتقامية.

في الحلقة الثالثة

يتواصل الحديث في الحلقة الثالثة، عن ظاهرة 'الحراك الجنوبي' وعن المنهجية التي يتبعها في التعبير عن مطالب عناصره سواء كانت حقوقية أو سياسية، ويتم التركيز على مطالب بمشكلة الأراضي في عدن. كما يتم التطرق إلى مستقبل 'الحراك' في جنوب اليمن.


154234_271.jpg


يمنيون يحملون يافطة كُتِب عليها «فك الاتباط أو الموت» رداً على شعار الرئيس اليمني «الوحدة أو الموت» (أرشيف)
الصفحة السابقة


خريطة مسح للأراضي تُظهر تداخل الأراضي وتعدد الملكيات (الجريدة)
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-04-2010, 12:58 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
تشنج وكراهية… وضرر متصاعد
4/10
عدن – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد غمدان اليوسفي

من حضرموت إلى الضالع مروراً بشبوة وعدن ولحج، لا تخلو مدينة من أشخاص يطلقون على كل ما هو شمالي مصطلح 'دحباشي' بشكل مستمر، ولاسيما إذا كان الزائر يرتدي زياً تقليدياً كالثوب والخنجر. ومنذ 1990 عقب الوحدة، لم تتوقف آلة النكتة السياسية والشعبية عن السخرية من 'الدحابشة' الشماليين. ولفظة 'دحباشي' هي الصفة من اسم 'دحباش'، الذي يعود إلى ممثل شمالي كان بطل مسلسل كوميدي يحمل نفس الاسم. و'دحباش' بطل الفيلم يلعب دور الإنسان الجشع المؤذي لجيرانه من خلال أطفاله أو مشاكله التي لا تنتهي، لكنه في نهاية المسلسل التلفزيوني الكوميدي، الذي بثه تلفزيون اليمن مطلع تسعينيات القرن الماضي، عقب 'الوحدة'، يتحول إلى شخص آخر محب للخير والآخرين. ومهم أن نشير هنا إلى أن الفنان آدم سيف، من أبناء مدينة تعز الذي مثّل الدور أيضاً في نفس المدينة، حُرم تماماً التمثيل وبث أعماله الفضائية اليمنية، وكأنه يدفع ثمن الدور الذي قام به.

لا أحد يستطيع نكران أن الممارسات الخاطئة من قبل شماليين يمنيين سواء كانوا مواطنين أو مسؤولين في الدولة –سواء كانت بعمد أو بسبب تقليد سائد في مناطقهم الشمالية– وفرت لـ'المتشنجين' من أبناء الجنوب زاداً كافياً لاعمال لغة التهكم والسخرية على إخوانهم الشماليين.

فعلى سبيل المثال 'أهل الصعيد في مصر وأهل حمص موضوع النكات الشعبية في البلدين، ولا يؤثر ذلك في العلاقات بمعناها الشامل'، حسب ما يقول منتج فني من أبناء الشمال يعمل مع فنانين جنوبيين.

ورغم أن هناك نكتة في الشمال على الجنوبيين الذي عادة ما يعتبرون 'أصحاب كيف وطرب وغير جديين في حياتهم وغير مبادرين'، فإنه لا تستطيع أن تسمع ألفاظاً جارحة من شماليين لجنوبيين إجمالاً، وهذا حسب ما يراه رجل أعمال من صنعاء. وحسب آراء مواطنين، أسوأ ما في الأمر أن ملاكاً جنوبيين في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت وكذلك في محافظتي لحج والضالع، لا يؤجرون منازلهم لمواطنين شماليين، وهذا ما حدث بالفعل لأحمد سعيد الشرعبي في المكلا.

لغة الكراهية

يقول النائب عن حزب 'الإصلاح' المعارض، علي حسين عشال لـ'الجريدة'، إن 'الحراك الذي يحمل أجندة سياسية هو ظاهرة صحية، فعندما يتحرك الناس وتبدأ ثقافة الجهر بالرأي تتأصل عندهم، واستخدام آلية الخروج إلى الشارع للتعبير عن الرأي والمسيرات والاعتصام والمظاهرات والعصيان، فإن ذلك يجعلهم في حالة أفضل'. وكل ما سبق، حسب رأيه، 'يمثل أدوات مشروعة في العمل السياسي وإعلان حالة رفض أو طلب حق مشروع'.

ويرى عشال وهو أحد مشايخ محافظة أبين ونائب عن إحدى مديرياتها، أن 'المقلق ما يحصل في اليمن اليوم هو فعلاً ما يصاحب هذا الحراك من نبرة تعلي من صوت الكراهية وتسعى إلى إلغاء الآخر، وتنطلق فيها جملة حالة الغضب المصحوبة بشيء لم يعهده تاريخ اليمن الجنوبي الحديث، من ثقافة للكراهية وتعميق لها'.

وتابع: 'هذا الأمر في حاجة إلى الوقوف من قبل النخب السياسية بالذات، أمامه طويلا، وأن تراجع حساباتها من هذه القضية، وأن يكون لها موقف من هذه الحالة، التي يراد لها أن تتأصل في مجتمعنا'.

وطالب عشال بأن يكون هناك موقف من قبل هذه النخب ورأي واضح، مضيفاً: 'أي مواربة أو تغطية أو تعمية أو استخفاف وتجاهل لهذه النبرة وهذه الحالة من التعميق للكراهية لن تخدمنا جميعاً في المستقبل، وبالتالي فإن النخبة السياسية معنية بمعرفة أسباب تعمق هذه الكراهية'.

ومضى عشال يقول: 'لاشك أن هناك أسباباً من بينها الشعور بحالة المظلومية، تؤدي إلى التعبير بشيء من الاحتقان لكن لا ينبغي أن يعمينا أن نقول للصواب هذا صواب وللخطأ هذا خطأ، عندما ترى هذه الكراهية يتم التعبير عنها بالعنف ضد الآخر من منطلقات جغرافية ليس لها علاقة بماهية هؤلاء الأشخاص. هذه ثقافة خطيرة جداً ولم يشهدها تاريخ اليمن الحديث في الشمال أو الجنوب'.

ورأى أن من الضرورة معرفة الأسباب أولاً 'لكونها ظاهرة دخيلة، ومهم جداً معالجة الظاهرة، وتقع ضمن مسؤولية السلطة والنخبة السياسية المعارضة لأنه ينبغي ألا تسكت وينبغي أن تصاحب هذا الموقف الرافض بالتعبئة الجماهيرية وحالة من التعبئة الثقافية والوصول إلى الناس، واستنكار ما يحصل من ظواهر سيئة'.

وحسب قوله، فإن 'معرفة الأسباب استعصت على المراقبين لكن ذلك كله في حاجة إلى لفتة سريعة وعاجلة، كي يتم احتواء الموقف من قبل جميع الأطراف ووقف كارثة قد تأتي لا قدر الله'.

الكاتب الصحافي جمال جبران يقول إن 'الكتابات والافتتاحيات في الصحف الرسمية وتصريحات لمسؤولين في الدولة تحمل نفس المستوى من لغة التهكم والتقليل من شأن المطالب الحقوقية، والمطالبين بمواطنة متساوية في الجنوب'.

كما أنه من غير المنصف عدم الإشارة إلى اللغة التكفيرية التي انتهجها خطباء وقادة بارزون في حزب 'الإصلاح' ضد قيادات وعناصر الحزب الاشتراكي قبل وأثناء وعقب حرب صيف 1994، وكان أكثر من نال حظاً من هذه اللغة الحادة في الخطاب الديني قائمة الستة عشر من القيادات الجنوبية ومعظم أعضائها من الحزب الاشتراكي، وعلى رأسها علي سالم البيض.

ويسأل رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان اليمني عيدروس النقيب في حديث مع الـ'الجريدة'، 'من الذي يدفع الحراك السلمي باتجاه العنف؟'.

ويقول عيدروس، وهو نائب في البرلمان اليمني عن إحدى مديريات محافظة لحج الجنوبية: 'كل حوادث القمع والقتل التي ارتكبتها السلطات الأمنية في حق المئات من المواطنين في مختلف مناطق محافظات الجنوب لم ينتقم أهالي ضحاياها'.

ويعتقد النقيب أن 'السلطة ترغب رغبة جامحة في دفع الحراك السلمي إلى الأعمال الانتقامية'. ويضيف: 'أربأ بقيادات الحراك السلمي أن تنتقل إلى هذا المربع، لأنها تعلم أن الفعل السلمي هو أكثر ما يؤرق السلطة، وأكثر ما يشرح صدرها ويبعث على سرورها هو الانتقال إلى مربع العنف'.

مظاهر عنف

ومع شعور قوى 'الحراك' -إن صح التعبير– بالتأثير التي تخلفه أنشطتها ومهرجاناتها منذ منتصف 2007، فقد فتح المجال للغة التهكمية، مما أفرز مظاهر عنف مناطقي أخطرها على الإطلاق التصفيات الجسدية لعدد ممن ينتمون إلى شمال اليمن على أيدي عناصر تابعة للحراك. فقد تمت تصفية ثلاثة من أسرة واحدة في منطقة العسكرية في 'حبيل جبر' (محافظة لحج) في 10 من يوليو 2009، وهزت الجريمة البلد كله. وقتل مواطن آخر أمام عائلته في ثاني أيام عيد الأضحى الماضي –منتصف ديسمبر 2009- في منطقة 'الحبيلين' في محافظة الضالع، ثم تواصل الأمر وقتل في أواخر مارس 2010 مواطن من عمران في أبين، وغيرها من الحوادث.

وتتوالى الفعاليات الاحتجاجية في جنوب اليمن باستمرار، وتتطور الاحتجاجات وأساليبها ومطالبها. ورغم حملة الاعتقالات التي بدأتها السلطات اليمنية منذ أول احتجاج سلمي منتصف عام 2007، فإن التظاهرات والتجمعات بمختلف أشكالها لم تتوقف، كان آخرها دعوة جديدة إلى العصيان المدني في مدن الجنوب. وإن كانت التقارير الصحافية الميدانية تؤكد أن دعوات الخامس من أبريل 2010 لم تنجح، ربما بسبب تحذيرات وزارة الداخلية اليمنية.

تعتبر السلطات المطالبين والمحتجين بأنهم خارجون على القانون وتم اعتقال أعداد كبيرة من المتظاهرين، وهو ما يفاقم المشكلة الآن وتمت إحالة عدد منهم إلى المحاكم وحكم على كثير منهم بالسجن.

وتتعالى أصوات عناصر 'الحراك' بعبارات مثل 'الاحتلال'، و'الدحابشة' والتعريف على أساس مناطقي 'شمالي - جنوبي'، وغالباً ما يكون الشماليون من صنعاء وما جاورها، أكثر عرضة للتهكم والسخرية والاعتداءات، لكونهم الأقرب لكبار القيادات في نظام صنعاء. وفي المقابل، يكاد لا يخلو خطاب رسمي لكبار المسؤولين أو مقالات لكتاب موالين للسلطة من ألفاظ تحقر عناصر الحراك ومطالبهم مثل 'المرتزقة'.

احتجاز تعسفي

يكشف تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أن أعمال قمع مارستها الحكومة اليمنية ضد 'جنوبيين' بشكل كبير، إذ ذكرت تقارير أن قوات الأمن قتلت أو جرحت عدداً من المشتبه فيهم خلال اعتقالات جرت ضد تظاهرات في جنوب اليمن بدوافع سياسية، وترتب عن هذه المواجهات مقتل عشرات الأشخاص واعتقال وإصابة المئات منهم.

ولأن الاحتجاجات تُنظم في العادة وتُعلن مقدماً، وكثيراً ما تكون خلال أيام المناسبات الوطنية المهمة للجنوب، فإن قوات الأمن عادة ما تتمكن من الوجود بأعداد كبيرة، وتبدأ في اعتقال المشتبهين في تنظيم الاحتجاجات قبل المسيرات، وفي اليوم المُعلن عنه للاحتجاجات، فإن من يسافرون سواء من أبناء الشمال أو الجنوب يمرون بنقاط تفتيش على الطريق. والذين يجدون أنفسهم على مقربة من أماكن الاحتجاجات قد يتعرضون للاعتقال التعسفي، غالباً من الأجهزة الأمنية، إذا فلتوا من أيدي عناصر في 'الحراك'.

وفي الاحتجاجات نفسها، كثيراً ما تحاول قوات الأمن احتجاز المشتبهين في مشاركتهم، وأحياناً ما تعتقل المارة. الاتهامات الرسمية للمُعتقلين تشمل 'المشاركة في احتجاج غير مرخص له' و'تهديد وحدة الدولة'، لكن قلة قليلة من المعتقلين يخضعون للمقاضاة أو المحاكمة من جراء هذه الاتهامات، طبقاً لمحتجزين سابقين وناشطين في الحراك الجنوبي.

أرقام

لم تعلن إحصاءات دقيقة لعدد المعتقلين والقتلى والمصابين إثر هذه المواجهات، لكن الأعداد بالمئات منذ اشتعال موجة الاحتجاج قبل حوالي ثلاث سنوات، حسب قيادات الحراك، وهو ما يشكل وقوداً لاستمرار الحراك –وكما أشرنا في حلقة سابقة، تم إطلاق 'يوم المعتقل' على يوم الخميس من كل أسبوع، حيث يخرج متظاهرون في كل من لحج والضالع، ويطالبون بالإفراج عن المعتقلين.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن عدد المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك الجنوبي في اليمن بلغ حتى أغسطس 2009، 1200 معتقل.

وارتفع عدد المعتقلين في ثلاث محافظات يمنية (أبين ولحج والضالع) توصف بأنها مثلث الحراك الجنوبي إلى أكثر من 100 معتقل خلال شهر مارس 2010، بحسب إحصائية خاصة بموقع 'التغيير نت' الإخباري المستقل.

وكانت حملة الاعتقالات شملت عدداً من السياسيين والقادة في فصائل الحراك الجنوبي ولايزال بعضهم مختفياً في سجون السلطات في كل من صنعاء وعدن وحضرموت. هذه الحملات زادت إثر تزايد موجة احتجاج الجنوبيين، ورفع علم الشطر الجنوبي وصور علي سالم البيض، ومُنع حقوقيون وأهالي معتقلين من زيارتهم للسجون، وهو الأمر الذي جعل مسألة إحصاء المعتقلين صعبة، وزاد من تذمر المنظمات الحقوقية الدولية.

معتقلات داخل معسكرات

منذ بدء الاحتجاجات في عام 2007، فإن بعض المحتجزين في الجنوب، خصوصاً من يُعتقد أن لهم دوراً قيادياً في حركة الاحتجاجات، أحيلوا إلى الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي في صنعاء للمزيد من التحقيق والاستجواب.

وفي قضايا نادرة، تحركت السلطات لمحاكمة قيادات من الحراك الجنوبي بناء على اتهامات منها المساس بالوحدة، لكن لم تنته أي من هذه المحاكمات حتى أوائل أبريل 2010 إلى صدور أحكام.

من بين أول من تعرضوا للاعتقال من القادة في الحراك العميد المتقاعد ناصر النوبة، رئيس جمعية العسكريين المُسرحين، وهي منظمة ظهرت بشكل مبكر ونظمت احتجاجات واعتصامات واسعة من قبل العسكريين المتقاعدين.

وكان العميد النوبة قد تعرض للاعتقال من بيته في عدن في 2 سبتمبر 2007. ومن بين المعتقلين أعضاء في الحزب الاشتراكي بينهم أعضاء في مجلس النواب، ومن المعتقلين علي منصر عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي، وحسن باعوم أحد أبرز قادة الاحتجاجات، وعضو مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي ناصر الخبجي، ورئيس فرع حزب التجمع الوحدوي اليمني في محافظة حضرموت ناصر باقزقوز وعشرات غيرهم.

في 24 مارس 2009، قضت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في صنعاء بسجن النائب السابق أحمد بامعلم عشر سنوات بعدما أدانته بتهمة 'المساس بالوحدة والدعوة إلى الانفصال وإثارة الشغب والنعرات الطائفية'، بينما حكمت ذات المحكمة في عدن على العميد المتقاعد علي محمد السعدي بالسجن مدة سنة وثلاثة أشهر بتهمة المساس بالوحدة الوطنية والدعوة إلى الانفصال، وبرأت المحكمة نفسها العميد المتقاعد قاسم الداعري من التهمة ذاتها. ويُعد السعدي والداعري من أبرز قادة الحراك الجنوبي في محافظتي لحج وأبين.

الأضرار الجانبية

قتل المجند عبدالعزيز حميد في يناير 2010، وهو من أبناء محافظة إب في الجزء الشمالي من اليمن، غير أن أسرته لم تنس بعد فجيعتها بمقتل ابنها الشاب، في محافظة شبوة الجنوبية، كما أن القتلة لم يضبطوا.

لم يتم تحديد توجه القتلة، من أنصار 'الحراك الجنوبي' أو من 'القاعدة'، التي قالت السلطات الأمنية إنها وجهت إليها ضربات موجعة في ديسمبر 2009 ومطلع 2010، فكان الضحايا من المواطنين أكثر من المستهدفين. يقول شقيقه الأكبر محمد: 'لقد ذهب ضحية للغباء والتطرف'، موضحاً أنه كره وأسرته عناصر 'الحراك' وأعمالها، والسلطة وأساليبها، حتى الوحدة وأهدافها، بسبب مقتل ابنهم وهو يخدم وطنه.

فصائل 'الحراك' نفت صلتها بتلك الحوادث واتهمت السلطة بتشويه سمعتها، مشيرة إلى أن القتلة هم ممن تدفع بهم السلطة أو تشتري ذممهم وإن كانوا جنوبيين، وهو ما إشار إليه أنور أحمد عبدالله، نائب رئيس هيئة الحراك السلمي في عدن.

على فترات متقطعة، ومنذ بدء الاحتجاجات منتصف 2007، عمد جنوبيون إلى مهاجمة متاجر يملكها شماليون يقيمون في محافظات الجنوب، ففي يوليو 2009 وفي أسوأ هذه الهجمات تم اختطاف أصحاب المتاجر الشماليين وقُتل اثنان منهم في منطقة ردفان في نفس الشهر.

ويرى مراقبون محليون أن تلك الحوادث تبدو استثنائية ومخفية على عكس نشاطات الحراك وأهدافه المعلنة، مشيرين إلى أنها قد تلقي الضوء على طبيعة الموقف المشتعل والأخطار المحدقة المتمثلة في احتمال تصعيد العنف. وما يخشى منه هو تطور المصادمات المسلحة إلى خلق نزاع مسلح في الجنوب بأسره.

يقول عبدالواسع النخلاني، عضو الهيئة المركزية في حزب رابطة أبناء اليمن 'رأي'، وهو حزب تأسس في الجنوب في الخمسينيات من القرن الماضي، إن المخاوف تتضاعف من أن يتحول الجنوب إلى دائرة عنف، مشيراً إلى 'بروز توجهات لدى السلطة تستخدم فيها مثل الهيئات المناهضة للحراك وفصائله أحياناً لضرب الحراك، وأحياناً تقوم بأعمال حوادث تشعل فتيل الأزمات والعداء بين فصائل ومجموعات قبلية، وهكذا'.

وتطابقت آراء عدد من القيادات المحلية مع مواطنين أصليين في عدن بأن هناك رفضاً واسعاً بشأن استخدام عناصر 'الحراك' العنف مجدداً في عدن كما حدث في يناير 1986، إذ استخدمت محافظة عدن ساحة لمعارك فصائل الحزب الاشتراكي اليمني.

وتقول الناشطة الحقوقية داليا أنعم –من مواليد عدن– إنه 'رغم المشاكل والصعوبات التي يعانيها أبناء عدن، فإن الناس هنا يرفضون تدخل القبائل سواء من الضالع أو لحج أو أبين، وتحويل عدن إلى ساحة مواجهات مع السلطة تستخدم فيها أساليب العنف، ويكون المواطن المسالم هو أول ضحية'.

مثلث النار

منذ تصاعد الأزمة في جنوب اليمن عام 2007، أُطلِق على محافظات أبين والضالع ولحج، تسمية «مثلث النار» لما أصبحت تشهده من اضطرابات. وفي ما يلي نبذة عن كلٍّ من المحافظات الثلاث:

أبين

تقع محافظة أبين على الشريط الساحلي للبحر العربي الذي يمتد إلى أكثر من 300 كيلومتر. وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 427 كيلومتراً، وتتصل محافظة أبين بمحافظتي شبوة والبيضاء من الشمال، ويحدها البحر العربي من الجنوب، ومحافظة شبوة من الشرق، ومحافظتا لحج وعدن من الغرب.

تبلغ مساحة أبين حوالي 16943 كم2 تتوزع في عشر مديريات، وتعتبر مديرية خنفر أكبر المديريات مساحة (4398كم2)، وأصغر مديريات المحافظة رصد وتبلع مساحتها 198كم2.

يبلغ عدد سكان محافظة أبين وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004، 433.819 نسمة وينمو السكان سنوياً بمعدل 2.47 في المئة.

من شخصيات المحافظة الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، وعلي ناصر محمد الرئيس السابق لجنوب اليمن وطارق الفضلي.

ويتركز الحراك بقيادة الفضلي في عاصمة المحافظة زنجبار.

الضالع

تقع محافظة الضالع جنوب العاصمة صنعاء على بعد 245 كيلومتراً. ويبلغ عدد سكان المحافظة وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 1994 341.449 نسمة.

ينتمي إلى محافظة الضالع عدد من القيادات السياسية بينهم القيادي علي عنتر الذي قتل في أحداث يناير 1986. وتعتبر مدينة الضالع هي المكان الأكثر سخونة في المحافظة، إذ تعرضت قيادات أمنية ومحلية في المدينة للقتل والاعتداءات المتكررة. ومعظم أبناء الضالع كانوا في الجيش الجنوبي السابق، وتم تسريح عدد كبير منهم عقب صيف 1994.

لحج

تقع محافظة لحج في الجنوب الغربي من الجمهورية اليمنية، جنوب العاصمة على بعد حوالي 320 كيلومتراً.

بعد تحرير الشطر الجنوبي من الاحتلال البريطاني أصبحت لحج إحدى المحافظات الست، وبعد إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990، صارت لحج أيضاً إحدى محافظات الجمهورية اليمنية بنفس التقسيم الإداري السابق. ومن أواخر 1998 فصلت مديرية الضالع عنها لتكون محافظة جديدة حملت اسمها محافظة الضالع.

وتعتبر منطقتا ردفان والحبيلين أكثر المناطق سخونة في المحافظة.

في الحلقة الخامسة

في الحلقة الخامسة، تتناول «الجريدة» دور الإعلام بوسائله المختلفة في الأزمة الجنوبية، وكيف تمّت تغطية الأحداث، وما ترتب على هذه التغطية.

ويتطرق الملف إلى الطريقة التي تعاملت بها السلطة اليمنية مع وسائل الإعلام المحلية والخارجية، في تغطيتها للأزمة.

154540_271.jpg


إطارات مشتعلة في إحدى مناطق محافظة الضالع، خلال احتجاجات في أبريل 2008 (أرشيف)

154540_270.jpg



جانب من تظاهرة تطالب بــ"الانفصال"، في محافظة الضالع الجنوبية، في 24 مارس الماضي
 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
الإعلام… الخصم والحكم
5/10
عدن – محمد الأسعدي
صنعاء – غمدان اليوسفي وصدام أبوعاصم

بين عناوين الأخبار والواقع المعيش في جنوب اليمن وشماله مسافة تستحق وقفة متأنية ودراسة ما يجري على الأرض ونقله إعلامياً إلى جمهور القراء.

الأوضاع في الجنوب وأزمة المتقاعدين وملف الأراضي وما نتج عن ذلك من حراك وهجمة إعلامية مضادة من الصحافة والإعلام الرسمي، تستحق الاهتمام أيضاً، وهذا موضوع حلقة اليوم من ملف القضية الجنوبية. ليس سهلاً أن ينسى دارسو الصحافة والإعلام أن أولى الصحف التي صدرت في اليمن كانت 'فتاة الجزيرة' في عدن في ثلاثينيات القرن الماضي، حين كانت عدن مركزاً ثقافياً عربياً يحتضن نجوم الفن والسينما والنضال والفكر، وكانت القاعدة التي انطلقت منها حركة التحرير في الشمال والجنوب.

يشتكي حسام العولقي، سائق تاكسي في عدن، أن عمله تأثر بالأزمة الجنوبية كثيراً فتراجع عدد السائحين الذين يقدمون إلى المدينة سواء من مناطق شمالية أو جنوبية. ويرى أن 'الحراك' لو كان سلمياً لما تردد الناس في زيارة المحافظات الجنوبية. ويعزو العولقي المشكلة إلى المبالغات التي تنقلها وسائل الإعلام عما يحدث في الجنوب.

في عدن- وإن كانت عدن ليست كل الجنوب إلا أنها ذات قيمة سياسية كبيرة في اليمن- نشأت النقابات، فكانت نقابة الصحافيين في الجنوب (مركزها عدن)، كأول المنظمات الوحدوية التي اتحدت باكراً مع نقابة الصحافيين في الشمال، وذلك في 9 يونيو 1990 عند انعقاد المؤتمر التوحيدي بين النقابتين، علماً أن عوامل الوفاق بينهما بدأت في القاهرة عام 1964 حينما شارك وفد إعلامي من الشمال والجنوب في تأسيس اتحاد الصحافيين العرب.

واحتضنت عدن أول تلفزيون في شبه الجزيرة العربية في 11 سبتمبر عام 1964، حسب مسؤول سابق في التلفزيون. كما أن الأتراك في الشمال استقدموا أول مطبعة إلى اليمن وأطلقوا صحيفة أسموها 'يمن' عام 1872، حسب الباحث الإعلامي عبدالحليم سيف.

وعقب ثورتي سبتمبر 1962 في الشمال وأكتوبر 1963 في الجنوب، ظهرت صحافة وطنية في الشطرين. لكن الفارق كان شاسعا بين الاثنتين، ففي الجنوب إعلام اشتراكي يحمل أجندة الشرق، وفي الشمال إعلام حكومي محصور بين صحف لا تتجاوز عدد الأصابع، وسياسة مغلقة على جميع الأطياف. وكانت وسائل الإعلام الرسمية شمولية التوجه كالأنظمة في ذلك الحين تماماً، وإن كانت بعض كبريات الصحف الرسمية لاتزال تحتفظ بكثير من الشمولية في رسالتها حتى اليوم سواء كانت في صنعاء أو عدن.

ولعلّ أبرز القوانين التي صدرت في العام التي تمت فيه الوحدة كان قانون الصحافة والمطبوعات رقم 25 لعام 1990، والذي صاغه فريق مشترك من الشمال والجنوب، إلا أنه أصبح الآن لا يلبي حاجة الصحافيين، لأنه كان مرتبطا بفترة سياسية أملت ذلك القدر من التضييق على الحريات الصحافية.

الإعلام الجديد و«الحراك»

القضية الجنوبية و'الحراك' والاعتقالات والمواجهات والصدامات صنعت عناونين براقة في الصحف، ووفرت مادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية والخارجية. لكن الأزمة في الجنوب تختلف اليوم عن الأزمة السياسية بين أطراف اتفاق الوحدة عقب الانتخابات النيابية عام 1993، والتي أدت إلى حرب صيف 1994.

خروج أنشطة وشعارات الحراك الجنوبي للعالم الخارجي كان أكبر بكثير من أي وقت مضى منذ حرب صيف 1994، إذ استفادت عناصر 'الحراك' استفادة قصوى من وسائل الإعلام الحديثة والإعلام الإلكتروني تحديداً، طبقاً لمراقبين.

وأفسحت شبكة الإنترنت مجالاً واسعاً لتداول أخبار الحراك الجنوبي وتناول هموم أنصاره في مناطق جنوب اليمن بشكل عام، لاسيما بعد توقيف صدور صحف محلية كانت تحمل هم 'الحراك' وملاحقة صحافيين كانوا يتناولون أخبار الجنوب.

ويقول 'ابن الجنوب' وهو اسم مستعار لعضو في الــ'فيس بوك'، إن شبكة الانترنت هي المتنفس الوحيد الذي يقولون فيه ما يشاءون، وينشرون ما يريدون من صور ومن مقاطع فيديو لأحداث عنف يقوم بها ما أسماه بـ'قوات الاحتلال' ضد محتجين جنوبيين، وهو ما يشكل ضغطاً وقلقاً متزايداً على سلطة صنعاء التي تضيق ذرعاً بمثل هذا النشاط.

تقول ليزا الحسني، وهي حقوقية من أبناء عدن ولها صفحة في 'فيس بوك'، لـ'الجريدة'، إن 'بعض المنتديات والمواقع والشبكات الإلكترونية الإخبارية التي غالباً ما تُدار من خارج اليمن بقدر ما أسهمت في خروج القضية للعالم الخارجي شوّهت القضية الجنوبية وفكرتها وأهدافها'، موضحة أن 'بعض أعضاء المنتديات الإلكترونية أو حتى المدونين، تطرفوا في نقاشاتهم وصولاً إلى إشعال نيران الكراهية والمناطقية والتحريض ضد كل ما هو شمالي والدعوات إلى الانفصال متناسين النقاش في القضايا الأساسية'.

ويعتقد مختصون في الإعلام أن قضية الجنوب هي قضية إعلامية، إذ لم يكن لها هذا الظهور القوي قبل أن يتناولها الإعلام الحديث، وهو الأمر الذي جعل السلطات اليمنية تشن حربها المفتوحة ضد الإعلام وضد الإعلاميين.

وبعد حوالي شهر من انطلاق بثها من إحدى الدول الأوروبية، تمكنت السلطات اليمنية من إيقاف بث قناة 'عدن' المؤيدة لـ'فك الارتباط' على قمر 'اتلانتك بيرد' الأوروبي، بينما حولت السلطات اسم إحدى قنواتها الرسمية من 'يمانية' إلى قناة 'عدن' وكانت قبل ذلك تدعى قناة '22 مايو'. وأكدت مصادر رسمية حينها أن قرار إيقاف قناة 'عدن' اللندنية جاء كثمرة لجهود قام بها جهات حكومية ومحامون ومغتربون يمنيون في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، والذين تقدموا بشكاوى حول قيامها ببث الكراهية والتحريض على العنف وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والأحقاد بين أبناء الشعب اليمني والترويج للقتل والأعمال التخريبية والإرهابية. وذكر هؤلاء أن قناة 'عدن'- التي تديرها جهات تدعو إلى الانفصال- كانت تبث بصورة مخالفة للقوانين المنظمة للبث الفضائي في الولايات المتحدة وبريطانيا.

وكانت مصادر حقوقية اتهمت السلطات اليمنية بوقوفها وراء إيقاف أحد المدونين المقيمين في المملكة العربية السعودية، وذلك إثر نشر أخبار الحراك التي تستفز نظام صنعاء. ووفقاً لتقرير لمنظمة 'هيومن رايتش ووتش'، فقد أوقفت السلطات السعودية اليمني المدون بعد عمليات نشر إلكتروني لأخبار القضية الجنوبية.

«الحراك» والصحافة

'الحراك الجنوبي' أو أي من التسميات المرتبطة بالحراك السياسي وحراك الشارع في الجنوب، كان عليه أن يلقي بظلاله على كل شيء بما فيها الصحافة المحلية، إذ كانت إحدى الاتجاهات التي انصب التركيز والغضب عليها من السلطات المحلية والمركزية. فتعرضت الصحافة والصحافيين لحملة اعتقالات وأحكام ومصادرة وإيقاف وغيرها، بطريقة مماثلة لما تتعرض له قيادات الحراك وعناصره.

ويقبع حالياً أربعة صحافيين في السجون بتهم تخص موضوع الجنوب، وهم صلاح السقلدي، وفؤاد راشد رئيس تحرير 'موقع المكلا برس' (في السجن المركزي في صنعاء بتهم تخص الحراك الجنوبي)، والصحافي فؤاد الزبيزي، والصحافي أياد غانم مراسل صحيفة 'الأيام' في محافظة لحج، والذي صدر حكم بسجنه، وهو سجين في سجن 'صبر' في المحافظة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ولم تكتفِ السلطات بذلك، فبدأت بما يصفه الصحافيون بالـ'حرب على الصحافة'، إذ تم التضييق على الحريات الصحافية خصوصا على وسائل الإعلام التي تركز على الأزمة في الجنوب.

وقال ناشر ورئيس تحرير أسبوعية 'النداء' سامي غالب، عقب خروجه من جلسة محاكمة على خلفية نشر أخبار متعلقة بالحراك أواخر مارس الماضي: 'الأزمة في الجنوب نقلت العلاقة بين الصحافة المستقلة بالذات والسلطة، إلى طور جديد باعتبارها أزمة غير مسبوقة وهي أزمة سياسية بامتياز'.

ويؤكد غالب -وهو الرئيس السابق للجنة الحريات في نقابة الصحافيين- أنه 'عند الأزمات الوطنية الكبرى وبسبب ضعف الصحافة في اليمن وبالذات الصحافة المستقلة، تتحول الصحافة إلى موضع للتنفيس عن غضب أو توتر كبار مسؤولي الدولة'، مشيراً إلى أن حصل لصحيفته 'النداء' من مقاضاة 'يأتي في سياق عدم اعتراف السلطة بأي مما يحدث في الجنوب أصلاً، وبالتالي تقول إن ما يُنشَر ليس سوى دعاوى كيدية'.

وبحسب وسائل إعلامية محلية، توعّد - مطلع أبريل الجاري- وزير الإعلام شخصياً بملاحقة صحيفة 'حديث المدينة' الصادرة في مدينة تعز على خلفية نشر أخبار تتعلق بـ'الحراك'.

صحيفة «الأيام»

وتعد قضية صحيفة 'الأيام' الموقوفة عن الصدور منذ مايو 2009 أفضل مثل لممارسات التضييق على الحريات الصحافية على خلفية نشر يتصل بالقضية الجنوبية. فالصحيفة اليومية الصادرة من عدن تم احتجاز ناشرها ورئيس تحريرها هشام باشراحيل ونجليه منذ مطلع 2010 حتى أُفرج عنهم في 24 مارس الماضي.

وحاولت 'الجريدة' التواصل مع باشراحيل لحظة الإفراج عنه ولاحقاً بواسطة أعضاء الفريق لكنه اعتذر وقال: 'لا تعليق'. لكن مصادر مطلعة أكدت أن باشراحيل الذي يفوق عمره الـ65 عاماً يمر بأسوأ حالاته الصحية والنفسية بعد السجن. ويُذكَر أن باشراحيل اقتيد إلى سجن في صنعاء حيث تم التحقيق معه على خلفية نشر أخبار تمس الوحدة الوطنية، وتبادل إطلاق نار بين حراس الصحيفة المسلحين وقوات الأمن. وكانت صحيفة 'الثورة' أظهرت صورة على صفحتها الأخيرة في يناير الماضي تبين أسلحة قالت السلطات الأمنية إنها صادرتها من مقر الصحيفة.

وحصدت 'الأيام'، وهي من أوسع الصحف انتشاراً في الجنوب واليمن عموماً، وللسنة الثالثة على التوالي النسبة الأعلى للانتهاكات التي شملت كل طاقمها رئيس تحرير ومحررين وموظفين وحتى حرس الصحيفة، وفقاً لتقرير منظمة 'صحافيات بلا قيود' الذي أشار إلى تعرض مقرها وسكن رئيس التحرير وعائلته لحصار أمني متكرر. كما قُتِل ثلاثة من حراسها وأصيب آخرون، في حين تتحدث مصادر عن مهاجمة حراس الصحيفة لجنود ما أدى إلى نشوب مواجهة.

وتبرر السلطة أن 'الأيام' تنشر أخباراً كاذبة أو مبالغ فيها بغرض تحريض الناس على الوحدة، مما يعزز عوامل الغليان في المناطق الجنوبية.

«مرصد»

ورصد تقرير حديث لمنظمة 'صحافيات بلا قيود' أكثر من 256 حالة انتهاك لحرية الصحافة في اليمن عام 2009 ذكر منها الإخفاء القسري والسجن والمحاكمات والضرب والاختطافات، وسواها. وأكد التقرير الذي أُعلِن في 20 مارس الماضي أن عام 2009 'كان عام الحرب المفتوحة ضد الوسط الصحافي وكل من ينتمي إليه أو تجمعه به علاقة أو عمل'، بعد أن شملت تلك الحرب الصحف ورؤساء التحرير والمحررين والمراسلين بصورة شبه يومية، وكذلك المطابع والموزعين وسيارات التوزيع وأكشاك البيع'.

وأورد التقرير 'ان الانتهاكات جاءت كثيرة العدد والتنوع، وأن جلها حدث بالتزامن مع حالات القمع والانتهاك الرسمي لكل أشكال التعبير السلمي بشقها الحركي المتمثل في الاعتصام والتظاهرات في الجنوب'.

«الجزيرة»… و«العربية»

لم تسلم القنوات الأجنبية من الانتهاكات إذ تعرض مراسلو قناة 'الجزيرة' القطرية لعدة مضايقات وانتهاكات منها احتجازهم في فندقين في كل من عدن وحضرموت، ومنعهم من التصوير عدة مرات لتغطية فعاليات 'الحراك' في بعض محافظات الجنوب.

وقامت السلطات الأمنية بمصادرة أجهزة البث لقناتي 'الجزيرة' و'العربية' بعد اقتحام الأمن لمكتبيهما بصورة عنيفة، لكن وبعد ضغوط إعلامية أُفرِج عن الجهازين بأمر من الرئيس.

وأفاد مدير مكتب 'العربية' في صنعاء حمود منصر، بأن السلطات لم تبلغ أيا من القناتين عن مبررات مصادرة الأجهزة، لكنه لا شك في أن تكون تغطية أحداث وفعاليات 'الحراك الجنوبي' هي السبب الأول.

وتفرض الحكومة 'خطوطاً حمراء' غير مقننة في محاولةٍ منها لضمان فرض الرقابة الذاتية على الإعلام، وهي مفهومة في الأغلب لدى الصحافيين على أنها تشمل الحظر على نشر المقابلات مع رجال السياسة الجنوبيين في المنفى أو قيادات الحراك الجنوبي، ونشر صور لعنف الأجهزة الأمنية بحق المتظاهرين، أو حتى ذكر الأسماء الرسمية للمنظمات المسؤولة عن الاحتجاجات.

ورغم تعالي أصوات المنددين من منظمات حقوقية داخلية وخارجية، فإن الأمر لايزال بالنسبة للحكومة أمراً منطقياً، وهنا تكمن الأزمة الحقيقية، وفقاً لمهتمين.

ويرى نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر، في حديث لـ'الجريدة'، أن 'الأزمة الحقيقية تتمثل في عقل السلطة حيث تعتقد أن القوة هي كل شيء وأن القوة حقيقة الله العظمى'، مبيناً أنها 'تتغاضى عن المحارب، وتتفاوض مع المقاتل، وتغض الطرف عن قاطع الطريق أو الخاطف أو المعتدي، ولكن همها محاربة حامل القلم، والمجتمع المدني بشكل عام'.

وتابع طاهر متحدثا عن انعكاسات أزمة الجنوب على أزمة الحقوق والحريات في اليمن، 'الأزمة بدأت في الجنوب، ولكنها الآن تشمل المجتمع اليمني كله، في الجنوب الناس لديهم مطالب وطنية ومطالب ديمقراطية ولديهم حقوق، السلطة تتغاضى عن هذه الحقوق وتحاول أن تحلها بالقوة أو بالعسكرة، فالسلطة تحتكم إلى القوة وترى أن حلها القضايا المجتمعية والثقافية لا يتم إلا بالاحتكام إلى السلاح وهذه هي الأزمة الحقيقية'.

ويعلل سعيد ثابت، وكيل أول نقابة الصحافيين اليمنيين، إقدام السلطات على ذلك بالقول: 'كلما اقتربنا من أبريل 2011 وهو موعد الانتخابات البرلمانية بعد تأجيلها من أبريل 2009، إثر اتفاق بين السلطة والمعارضة عرف باتفاق فبراير، ستصعّد الحكومة من قمعها للحريات حتى لا يتحدث أي صوت مخالف للتوجهات التي تريد الدولة أن تمررها، لأننا سندخل مرحلة 2013 وهي مرحلة الولاية الرئاسية الجديدة والتي ستتم ترتيبات خطيرة فيها'.

محكمة وقانون جديد

ما زاد الطين بلة هو إنشاء محكمة للصحافيين عام 2009 لتكون بمنزلة الضربة القاضية للصحافة، لأنها لن تعمل إلا على قضايا الصحافة، وهو ما يجعل الرقابة أكثر حدة ليتم توفير القضايا ويتواصل عمل المحكمة، حسب رأي صحافيين.

ويُذكَر أن مشروع قانون الإعلام السمعي والبصري والإلكتروني الذي قدمته وزارة الإعلام، يفرض غرامات ورسوما لا تحتملها كل صحف اليمن مجتمعة، إذ يشترط أن يقدم كل مَن يريد فتح موقع إلكتروني إخباري مبلغاً قدره 100 ألف دولار، ونفس المبلغ لأي قناة أجنبية تريد أن تدخل جهاز بث تلفزيوني، كما يمنع فتح قنوات فضائية للأحزاب، وهو ما اعتبرته نقابة الصحافيين 'ردة وتخلفاً'.

العلم الوطني

وبعد مرور عشرين عاما على قيام الوحدة وتغيير اسم الدولة وعلمها الوطني وشعارها والسلام الجمهوري يظهر إلى السطح قانون يخص 'العلم الوطني'. مشروع القانون الذي طُرِح على مجلس الشورى مؤخراً، يحرم الكتابة على العلم ويجرّم نشره على أي إعلانات ويجرّم نشره بالألوان الباهتة وغيرها من المحرمات المرتبطة بالعلم.

ويأتي ذلك في إطار حملة يقودها جهاز الأمن القومي ورئاسة الجمهورية، في محاولة لإعادة الروح الوطنية، إذ يتم نشر العلم الوطني في كل أرجاء البلد، إضافة إلى اللوحات الإعلانية التعبيرية المنادية بحب الوحدة. وفي حين تنتشر هذه اللوحات في شوارع صنعاء فإنها لم تكن موجودة بكثرة في عدن ومدن جنوبية مجاورة أخرى.

في الحلقة السادسة

في الحلقة السادسة، تتناول 'الجريدة' موقف المعارضة اليمنية من الأزمة المُشتعِلة في المحافظات الجنوبية من البلاد، وتشرح مبرّرات رفض قوى المعارضة مطالب قوى 'الحراك الجنوبي' التي تتمركز حول 'فك الارتباط' و'الانفصال'، ولماذا ترفض أحزاب المعارضة الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع الاحتجاجات.


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
06-05-2010, 07:14 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
الإعلام… الخصم والحكم
5/10
عدن – محمد الأسعدي
صنعاء – غمدان اليوسفي وصدام أبوعاصم

بين عناوين الأخبار والواقع المعيش في جنوب اليمن وشماله مسافة تستحق وقفة متأنية ودراسة ما يجري على الأرض ونقله إعلامياً إلى جمهور القراء.

الأوضاع في الجنوب وأزمة المتقاعدين وملف الأراضي وما نتج عن ذلك من حراك وهجمة إعلامية مضادة من الصحافة والإعلام الرسمي، تستحق الاهتمام أيضاً، وهذا موضوع حلقة اليوم من ملف القضية الجنوبية. ليس سهلاً أن ينسى دارسو الصحافة والإعلام أن أولى الصحف التي صدرت في اليمن كانت 'فتاة الجزيرة' في عدن في ثلاثينيات القرن الماضي، حين كانت عدن مركزاً ثقافياً عربياً يحتضن نجوم الفن والسينما والنضال والفكر، وكانت القاعدة التي انطلقت منها حركة التحرير في الشمال والجنوب.

يشتكي حسام العولقي، سائق تاكسي في عدن، أن عمله تأثر بالأزمة الجنوبية كثيراً فتراجع عدد السائحين الذين يقدمون إلى المدينة سواء من مناطق شمالية أو جنوبية. ويرى أن 'الحراك' لو كان سلمياً لما تردد الناس في زيارة المحافظات الجنوبية. ويعزو العولقي المشكلة إلى المبالغات التي تنقلها وسائل الإعلام عما يحدث في الجنوب.

في عدن- وإن كانت عدن ليست كل الجنوب إلا أنها ذات قيمة سياسية كبيرة في اليمن- نشأت النقابات، فكانت نقابة الصحافيين في الجنوب (مركزها عدن)، كأول المنظمات الوحدوية التي اتحدت باكراً مع نقابة الصحافيين في الشمال، وذلك في 9 يونيو 1990 عند انعقاد المؤتمر التوحيدي بين النقابتين، علماً أن عوامل الوفاق بينهما بدأت في القاهرة عام 1964 حينما شارك وفد إعلامي من الشمال والجنوب في تأسيس اتحاد الصحافيين العرب.

واحتضنت عدن أول تلفزيون في شبه الجزيرة العربية في 11 سبتمبر عام 1964، حسب مسؤول سابق في التلفزيون. كما أن الأتراك في الشمال استقدموا أول مطبعة إلى اليمن وأطلقوا صحيفة أسموها 'يمن' عام 1872، حسب الباحث الإعلامي عبدالحليم سيف.

وعقب ثورتي سبتمبر 1962 في الشمال وأكتوبر 1963 في الجنوب، ظهرت صحافة وطنية في الشطرين. لكن الفارق كان شاسعا بين الاثنتين، ففي الجنوب إعلام اشتراكي يحمل أجندة الشرق، وفي الشمال إعلام حكومي محصور بين صحف لا تتجاوز عدد الأصابع، وسياسة مغلقة على جميع الأطياف. وكانت وسائل الإعلام الرسمية شمولية التوجه كالأنظمة في ذلك الحين تماماً، وإن كانت بعض كبريات الصحف الرسمية لاتزال تحتفظ بكثير من الشمولية في رسالتها حتى اليوم سواء كانت في صنعاء أو عدن.

ولعلّ أبرز القوانين التي صدرت في العام التي تمت فيه الوحدة كان قانون الصحافة والمطبوعات رقم 25 لعام 1990، والذي صاغه فريق مشترك من الشمال والجنوب، إلا أنه أصبح الآن لا يلبي حاجة الصحافيين، لأنه كان مرتبطا بفترة سياسية أملت ذلك القدر من التضييق على الحريات الصحافية.

الإعلام الجديد و«الحراك»

القضية الجنوبية و'الحراك' والاعتقالات والمواجهات والصدامات صنعت عناونين براقة في الصحف، ووفرت مادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية والخارجية. لكن الأزمة في الجنوب تختلف اليوم عن الأزمة السياسية بين أطراف اتفاق الوحدة عقب الانتخابات النيابية عام 1993، والتي أدت إلى حرب صيف 1994.

خروج أنشطة وشعارات الحراك الجنوبي للعالم الخارجي كان أكبر بكثير من أي وقت مضى منذ حرب صيف 1994، إذ استفادت عناصر 'الحراك' استفادة قصوى من وسائل الإعلام الحديثة والإعلام الإلكتروني تحديداً، طبقاً لمراقبين.

وأفسحت شبكة الإنترنت مجالاً واسعاً لتداول أخبار الحراك الجنوبي وتناول هموم أنصاره في مناطق جنوب اليمن بشكل عام، لاسيما بعد توقيف صدور صحف محلية كانت تحمل هم 'الحراك' وملاحقة صحافيين كانوا يتناولون أخبار الجنوب.

ويقول 'ابن الجنوب' وهو اسم مستعار لعضو في الــ'فيس بوك'، إن شبكة الانترنت هي المتنفس الوحيد الذي يقولون فيه ما يشاءون، وينشرون ما يريدون من صور ومن مقاطع فيديو لأحداث عنف يقوم بها ما أسماه بـ'قوات الاحتلال' ضد محتجين جنوبيين، وهو ما يشكل ضغطاً وقلقاً متزايداً على سلطة صنعاء التي تضيق ذرعاً بمثل هذا النشاط.

تقول ليزا الحسني، وهي حقوقية من أبناء عدن ولها صفحة في 'فيس بوك'، لـ'الجريدة'، إن 'بعض المنتديات والمواقع والشبكات الإلكترونية الإخبارية التي غالباً ما تُدار من خارج اليمن بقدر ما أسهمت في خروج القضية للعالم الخارجي شوّهت القضية الجنوبية وفكرتها وأهدافها'، موضحة أن 'بعض أعضاء المنتديات الإلكترونية أو حتى المدونين، تطرفوا في نقاشاتهم وصولاً إلى إشعال نيران الكراهية والمناطقية والتحريض ضد كل ما هو شمالي والدعوات إلى الانفصال متناسين النقاش في القضايا الأساسية'.

ويعتقد مختصون في الإعلام أن قضية الجنوب هي قضية إعلامية، إذ لم يكن لها هذا الظهور القوي قبل أن يتناولها الإعلام الحديث، وهو الأمر الذي جعل السلطات اليمنية تشن حربها المفتوحة ضد الإعلام وضد الإعلاميين.

وبعد حوالي شهر من انطلاق بثها من إحدى الدول الأوروبية، تمكنت السلطات اليمنية من إيقاف بث قناة 'عدن' المؤيدة لـ'فك الارتباط' على قمر 'اتلانتك بيرد' الأوروبي، بينما حولت السلطات اسم إحدى قنواتها الرسمية من 'يمانية' إلى قناة 'عدن' وكانت قبل ذلك تدعى قناة '22 مايو'. وأكدت مصادر رسمية حينها أن قرار إيقاف قناة 'عدن' اللندنية جاء كثمرة لجهود قام بها جهات حكومية ومحامون ومغتربون يمنيون في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، والذين تقدموا بشكاوى حول قيامها ببث الكراهية والتحريض على العنف وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والأحقاد بين أبناء الشعب اليمني والترويج للقتل والأعمال التخريبية والإرهابية. وذكر هؤلاء أن قناة 'عدن'- التي تديرها جهات تدعو إلى الانفصال- كانت تبث بصورة مخالفة للقوانين المنظمة للبث الفضائي في الولايات المتحدة وبريطانيا.

وكانت مصادر حقوقية اتهمت السلطات اليمنية بوقوفها وراء إيقاف أحد المدونين المقيمين في المملكة العربية السعودية، وذلك إثر نشر أخبار الحراك التي تستفز نظام صنعاء. ووفقاً لتقرير لمنظمة 'هيومن رايتش ووتش'، فقد أوقفت السلطات السعودية اليمني المدون بعد عمليات نشر إلكتروني لأخبار القضية الجنوبية.

«الحراك» والصحافة

'الحراك الجنوبي' أو أي من التسميات المرتبطة بالحراك السياسي وحراك الشارع في الجنوب، كان عليه أن يلقي بظلاله على كل شيء بما فيها الصحافة المحلية، إذ كانت إحدى الاتجاهات التي انصب التركيز والغضب عليها من السلطات المحلية والمركزية. فتعرضت الصحافة والصحافيين لحملة اعتقالات وأحكام ومصادرة وإيقاف وغيرها، بطريقة مماثلة لما تتعرض له قيادات الحراك وعناصره.

ويقبع حالياً أربعة صحافيين في السجون بتهم تخص موضوع الجنوب، وهم صلاح السقلدي، وفؤاد راشد رئيس تحرير 'موقع المكلا برس' (في السجن المركزي في صنعاء بتهم تخص الحراك الجنوبي)، والصحافي فؤاد الزبيزي، والصحافي أياد غانم مراسل صحيفة 'الأيام' في محافظة لحج، والذي صدر حكم بسجنه، وهو سجين في سجن 'صبر' في المحافظة.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ولم تكتفِ السلطات بذلك، فبدأت بما يصفه الصحافيون بالـ'حرب على الصحافة'، إذ تم التضييق على الحريات الصحافية خصوصا على وسائل الإعلام التي تركز على الأزمة في الجنوب.

وقال ناشر ورئيس تحرير أسبوعية 'النداء' سامي غالب، عقب خروجه من جلسة محاكمة على خلفية نشر أخبار متعلقة بالحراك أواخر مارس الماضي: 'الأزمة في الجنوب نقلت العلاقة بين الصحافة المستقلة بالذات والسلطة، إلى طور جديد باعتبارها أزمة غير مسبوقة وهي أزمة سياسية بامتياز'.

ويؤكد غالب -وهو الرئيس السابق للجنة الحريات في نقابة الصحافيين- أنه 'عند الأزمات الوطنية الكبرى وبسبب ضعف الصحافة في اليمن وبالذات الصحافة المستقلة، تتحول الصحافة إلى موضع للتنفيس عن غضب أو توتر كبار مسؤولي الدولة'، مشيراً إلى أن حصل لصحيفته 'النداء' من مقاضاة 'يأتي في سياق عدم اعتراف السلطة بأي مما يحدث في الجنوب أصلاً، وبالتالي تقول إن ما يُنشَر ليس سوى دعاوى كيدية'.

وبحسب وسائل إعلامية محلية، توعّد - مطلع أبريل الجاري- وزير الإعلام شخصياً بملاحقة صحيفة 'حديث المدينة' الصادرة في مدينة تعز على خلفية نشر أخبار تتعلق بـ'الحراك'.

صحيفة «الأيام»

وتعد قضية صحيفة 'الأيام' الموقوفة عن الصدور منذ مايو 2009 أفضل مثل لممارسات التضييق على الحريات الصحافية على خلفية نشر يتصل بالقضية الجنوبية. فالصحيفة اليومية الصادرة من عدن تم احتجاز ناشرها ورئيس تحريرها هشام باشراحيل ونجليه منذ مطلع 2010 حتى أُفرج عنهم في 24 مارس الماضي.

وحاولت 'الجريدة' التواصل مع باشراحيل لحظة الإفراج عنه ولاحقاً بواسطة أعضاء الفريق لكنه اعتذر وقال: 'لا تعليق'. لكن مصادر مطلعة أكدت أن باشراحيل الذي يفوق عمره الـ65 عاماً يمر بأسوأ حالاته الصحية والنفسية بعد السجن. ويُذكَر أن باشراحيل اقتيد إلى سجن في صنعاء حيث تم التحقيق معه على خلفية نشر أخبار تمس الوحدة الوطنية، وتبادل إطلاق نار بين حراس الصحيفة المسلحين وقوات الأمن. وكانت صحيفة 'الثورة' أظهرت صورة على صفحتها الأخيرة في يناير الماضي تبين أسلحة قالت السلطات الأمنية إنها صادرتها من مقر الصحيفة.

وحصدت 'الأيام'، وهي من أوسع الصحف انتشاراً في الجنوب واليمن عموماً، وللسنة الثالثة على التوالي النسبة الأعلى للانتهاكات التي شملت كل طاقمها رئيس تحرير ومحررين وموظفين وحتى حرس الصحيفة، وفقاً لتقرير منظمة 'صحافيات بلا قيود' الذي أشار إلى تعرض مقرها وسكن رئيس التحرير وعائلته لحصار أمني متكرر. كما قُتِل ثلاثة من حراسها وأصيب آخرون، في حين تتحدث مصادر عن مهاجمة حراس الصحيفة لجنود ما أدى إلى نشوب مواجهة.

وتبرر السلطة أن 'الأيام' تنشر أخباراً كاذبة أو مبالغ فيها بغرض تحريض الناس على الوحدة، مما يعزز عوامل الغليان في المناطق الجنوبية.

«مرصد»

ورصد تقرير حديث لمنظمة 'صحافيات بلا قيود' أكثر من 256 حالة انتهاك لحرية الصحافة في اليمن عام 2009 ذكر منها الإخفاء القسري والسجن والمحاكمات والضرب والاختطافات، وسواها. وأكد التقرير الذي أُعلِن في 20 مارس الماضي أن عام 2009 'كان عام الحرب المفتوحة ضد الوسط الصحافي وكل من ينتمي إليه أو تجمعه به علاقة أو عمل'، بعد أن شملت تلك الحرب الصحف ورؤساء التحرير والمحررين والمراسلين بصورة شبه يومية، وكذلك المطابع والموزعين وسيارات التوزيع وأكشاك البيع'.

وأورد التقرير 'ان الانتهاكات جاءت كثيرة العدد والتنوع، وأن جلها حدث بالتزامن مع حالات القمع والانتهاك الرسمي لكل أشكال التعبير السلمي بشقها الحركي المتمثل في الاعتصام والتظاهرات في الجنوب'.

«الجزيرة»… و«العربية»

لم تسلم القنوات الأجنبية من الانتهاكات إذ تعرض مراسلو قناة 'الجزيرة' القطرية لعدة مضايقات وانتهاكات منها احتجازهم في فندقين في كل من عدن وحضرموت، ومنعهم من التصوير عدة مرات لتغطية فعاليات 'الحراك' في بعض محافظات الجنوب.

وقامت السلطات الأمنية بمصادرة أجهزة البث لقناتي 'الجزيرة' و'العربية' بعد اقتحام الأمن لمكتبيهما بصورة عنيفة، لكن وبعد ضغوط إعلامية أُفرِج عن الجهازين بأمر من الرئيس.

وأفاد مدير مكتب 'العربية' في صنعاء حمود منصر، بأن السلطات لم تبلغ أيا من القناتين عن مبررات مصادرة الأجهزة، لكنه لا شك في أن تكون تغطية أحداث وفعاليات 'الحراك الجنوبي' هي السبب الأول.

وتفرض الحكومة 'خطوطاً حمراء' غير مقننة في محاولةٍ منها لضمان فرض الرقابة الذاتية على الإعلام، وهي مفهومة في الأغلب لدى الصحافيين على أنها تشمل الحظر على نشر المقابلات مع رجال السياسة الجنوبيين في المنفى أو قيادات الحراك الجنوبي، ونشر صور لعنف الأجهزة الأمنية بحق المتظاهرين، أو حتى ذكر الأسماء الرسمية للمنظمات المسؤولة عن الاحتجاجات.

ورغم تعالي أصوات المنددين من منظمات حقوقية داخلية وخارجية، فإن الأمر لايزال بالنسبة للحكومة أمراً منطقياً، وهنا تكمن الأزمة الحقيقية، وفقاً لمهتمين.

ويرى نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر، في حديث لـ'الجريدة'، أن 'الأزمة الحقيقية تتمثل في عقل السلطة حيث تعتقد أن القوة هي كل شيء وأن القوة حقيقة الله العظمى'، مبيناً أنها 'تتغاضى عن المحارب، وتتفاوض مع المقاتل، وتغض الطرف عن قاطع الطريق أو الخاطف أو المعتدي، ولكن همها محاربة حامل القلم، والمجتمع المدني بشكل عام'.

وتابع طاهر متحدثا عن انعكاسات أزمة الجنوب على أزمة الحقوق والحريات في اليمن، 'الأزمة بدأت في الجنوب، ولكنها الآن تشمل المجتمع اليمني كله، في الجنوب الناس لديهم مطالب وطنية ومطالب ديمقراطية ولديهم حقوق، السلطة تتغاضى عن هذه الحقوق وتحاول أن تحلها بالقوة أو بالعسكرة، فالسلطة تحتكم إلى القوة وترى أن حلها القضايا المجتمعية والثقافية لا يتم إلا بالاحتكام إلى السلاح وهذه هي الأزمة الحقيقية'.

ويعلل سعيد ثابت، وكيل أول نقابة الصحافيين اليمنيين، إقدام السلطات على ذلك بالقول: 'كلما اقتربنا من أبريل 2011 وهو موعد الانتخابات البرلمانية بعد تأجيلها من أبريل 2009، إثر اتفاق بين السلطة والمعارضة عرف باتفاق فبراير، ستصعّد الحكومة من قمعها للحريات حتى لا يتحدث أي صوت مخالف للتوجهات التي تريد الدولة أن تمررها، لأننا سندخل مرحلة 2013 وهي مرحلة الولاية الرئاسية الجديدة والتي ستتم ترتيبات خطيرة فيها'.

محكمة وقانون جديد

ما زاد الطين بلة هو إنشاء محكمة للصحافيين عام 2009 لتكون بمنزلة الضربة القاضية للصحافة، لأنها لن تعمل إلا على قضايا الصحافة، وهو ما يجعل الرقابة أكثر حدة ليتم توفير القضايا ويتواصل عمل المحكمة، حسب رأي صحافيين.

ويُذكَر أن مشروع قانون الإعلام السمعي والبصري والإلكتروني الذي قدمته وزارة الإعلام، يفرض غرامات ورسوما لا تحتملها كل صحف اليمن مجتمعة، إذ يشترط أن يقدم كل مَن يريد فتح موقع إلكتروني إخباري مبلغاً قدره 100 ألف دولار، ونفس المبلغ لأي قناة أجنبية تريد أن تدخل جهاز بث تلفزيوني، كما يمنع فتح قنوات فضائية للأحزاب، وهو ما اعتبرته نقابة الصحافيين 'ردة وتخلفاً'.

العلم الوطني

وبعد مرور عشرين عاما على قيام الوحدة وتغيير اسم الدولة وعلمها الوطني وشعارها والسلام الجمهوري يظهر إلى السطح قانون يخص 'العلم الوطني'. مشروع القانون الذي طُرِح على مجلس الشورى مؤخراً، يحرم الكتابة على العلم ويجرّم نشره على أي إعلانات ويجرّم نشره بالألوان الباهتة وغيرها من المحرمات المرتبطة بالعلم.

ويأتي ذلك في إطار حملة يقودها جهاز الأمن القومي ورئاسة الجمهورية، في محاولة لإعادة الروح الوطنية، إذ يتم نشر العلم الوطني في كل أرجاء البلد، إضافة إلى اللوحات الإعلانية التعبيرية المنادية بحب الوحدة. وفي حين تنتشر هذه اللوحات في شوارع صنعاء فإنها لم تكن موجودة بكثرة في عدن ومدن جنوبية مجاورة أخرى.

في الحلقة السادسة

في الحلقة السادسة، تتناول 'الجريدة' موقف المعارضة اليمنية من الأزمة المُشتعِلة في المحافظات الجنوبية من البلاد، وتشرح مبرّرات رفض قوى المعارضة مطالب قوى 'الحراك الجنوبي' التي تتمركز حول 'فك الارتباط' و'الانفصال'، ولماذا ترفض أحزاب المعارضة الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع الاحتجاجات.


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
14-05-2010, 01:43 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
تقدُّم الحراك... وتأخُّـر المعارضة
6/10
صنعاء – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عبدالعزيز المجيدي وصدام أبو عاصم

«المشكلة الأساسية لبعض القوى السياسية والحزبية في الساحة الوطنية أنها لا تفقه بديهيات العمل السياسي ولا كيف تمارس دورها في المعارضة وفق محددات بناءة وعملية وعقلانية ورصينة». هذه الجملة جزء من الفقرة الاستهلالية لافتتاحية صحيفة «الثورة» اليمنية الرسمية في عدد 5 أبريل 2010.

وتستطرد الصحيفة: «... مع الأسف الشديد تعمل (الأحزاب) في الاتجاه المغاير، فهي كلما وجدت أن الأوضاع بدأت تنتظم على المسار الصحيح، خرجت علينا ببيان أو تصريح ينفخ في كير التأزيم والتحريض على العنف وإثارة الفوضى، مستخدمةً كل أساليب الدس والتضليل والزيف والخداع، وكأن هذه القوى السياسية والحزبية لا هَمَّ لها إلا كيف تبتكر كل يوم جرحاً جديداً في خاصرة هذا الوطن، وكيف تلبد سماءه بغيوم وأدخنة الحرائق التي تشعلها والأزمات المفتعلة التي تغذيها!! ويتأكد هذا الجنوح الصارخ لهذه القوى السياسية والحزبية في ما صدر عنها يوم أمس من بيان بائس تدافع فيه عن العناصر الانفصالية والتخريبية الخارجة على الدستور والنظام والقانون، والمتورطة في ارتكاب جرائم القتل وسفك الدماء والاعتداء على المواطنين الأبرياء وإقلاق الأمن والسكينة العامة!!».

ما تقدّم قد يكون كفيلاً بتبيان صورة المشهد السياسي في اليمن، حيث تظهر علاقة يطغى عليها التذبذب وعدم الثقة بين السلطة والمعارضة، وهو الأمر الذي يعقِّد من الأزمات القائمة داخل البلاد.

العلاقة بين السلطة وأحزاب المعارضة في اليمن – سواء كانت المعارضة الفعلية أو الشكلية – تعيش حالة من التذبذب في ظل تنام مستمر للأزمات القائمة، سياسية كانت أو حقوقية، اقتصادية أو اجتماعية. وبقدر البعد الملحوظ لأحزاب المعارضة عن مطالب الشارع في مستوياتها الدنيا والاكتفاء فقط بالتصريح والبيانات، يعيش الحزب الحاكم حالة من التخمة السياسية ويرفض الامتثال للأمر الواقع ويُقِرّ بالحجم الفعلي للأزمات من أجل العمل بمسؤولية على إيجاد حلول جذرية، وخاصة لما يجري في جنوب اليمن.

تقف المعارضة اليمنية من الأزمة المشتعلة في المحافظات الجنوبية من البلاد في المنتصف، فهي ترفض المطالب الانفصالية لقوى الحراك الجنوبي، لكنها تقول إنها ليست مع صيغة الوحدة التي أعلنت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية قبل عقدين، وترفض الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع الاحتجاجات.

نهاية عام 2005، تبنت المعارضة خطابا كان ملهما على ما يبدو للشارع اليمني؛ فقد أطلقت مبادرة للإصلاح السياسي انطوت على مطالب ضمنية بتقليص صلاحيات الرئيس وإخضاع الموقع للمحاسبة، وطرحت ضوابط لشغل المناصب العسكرية والأمنية. وقتها قالت المعارضة إنها «ستلجأ إلى الشارع إذا رفضت السلطة المبادرة».

بعد نحو عام، ألقت أحزاب «اللقاء المشترك» التي تمثل المعارضة، بكل ثقلها في الانتخابات الرئاسية إذ قررت منافسة الرئيس علي عبد الله صالح على الموقع الأول في السلطة، ونزلت بمرشح واحد. أثناء الحملات الانتخابية تبنت المعارضة خطابا حماسيا ووجهت نقدا لاذعا للرئيس، لم يشهده اليمن من قبل، حيث عاش تجربة متميزة أثناء الحملة الانتخابية. لكنها سرعان ما انكفأت وعادت أدراجها وتركت الناس لخيباتهم مع نهاية الانتخابات بعودة الرئيس إلى موقعه منذ 1978.

لكن بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2006، فإن المشاكل التي كانت قد تفاقمت في الجنوب، لم تمهل أحداً. فقاد المتقاعدون العسكريون احتجاجات واسعة في المحافظات الجنوبية للمطالبة باستعادة وظائفهم بعد أكثر من عقد من تسريح «إجباري» تعرضوا له بعد حرب 1994. ورافقهم مدنيون تعرضوا لنفس المستوى من التهميش والإقالة من مناصبهم أو إزاحتهم من وظائفهم باتباع سياسة «خليك بالبيت،» بحسب رأي مواطن من أبناء لحج يعيش في صنعاء.

حروب سياسية

وشهد منتصف مارس 2010 تصعيداً نوعياً بين السلطة والمعارضة حين شن الرئيس صالح هجوماً لاذعاً على أحزاب «اللقاء المشترك»، واصفاً إياها بـ «القوى المسيسة الحاقدة والمريضة الحالمة بالسلطة، والتي تريد هدم المعبد». وإذ اعتبر الرئيس صالح توقيع الحزب الحاكم («المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه) لاتفاق فبراير 2009 «غلطة»، دعا أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة إلى «التخلي عن سياسة الغطرسة والكبر»، منتقداً سياستها «التي أسهمت ولا تزال في إشعال الأزمات في مختلف مناطق البلاد»، واتهمها أيضاً بالتعاطف مع تنظيم «القاعدة» والانفصاليين والحوثيين، وافتعال الأزمات وإشعال الحرائق لتدمير الوطن.

وهذه الهجمة كانت رداً على موقف «المشترك» الاحتجاجي في مارس، الذي أغاظ النظام وأثار حفيظته، إذ كان اللقاء المعارض قد وجه كل قواعده في كل المحافظات للخروج إلى الشارع والتضامن مع الحراك الجنوبي، وأقام في 11 مارس 2010 مهرجاناً احتجاجياً في ملعب الظرافي وسط العاصمة صنعاء، حضره الآلاف من أنصار «اللقاء المشترك» وقادته الستة وعدد من الشخصيات المعارضة وأعضاء «لجنة الحوار الوطني» المعارضة أيضاً.

في تلك الاعتصامات الاحتجاجية التي نظمت في عدة محافظات وأهمها صنعاء والحديدة وتعز (محافظات شمالية)، والتي تميزت بأنها جرت فيها صدامات بين محتجين وقوات الأمن أسفرت عن قتلى وجرحى وعن عشرات المعتقلين بينهم قيادات، ندد المشاركون بعسكرة المحافظات الجنوبية والإجراءات الأمنية القمعية ضد المواطنين.

واعتبر رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد باسندوة في اعتصام صنعاء، أن «الصيغة الاندماجية للوحدة قد أفسدتها الطريقة التي أدارت بها السلطة الأمور»، وأشار إلى أن «هناك صيغاً أخرى أعدتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل».

وهاجمت السلطات اليمنية المعارضة المنضوية في تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» بعنف، وقالت إن «الحراك الجنوبي» يعتبر بمنزلة «الجناح العسكري» لها. وقال نائب وزير الداخلية حسين الزوعري إن المعطيات لدى الأجهزة الأمنية عن نشاطات من وصفهم بـ «الخارجين على القانون في المحافظات الجنوبية» في إشارة إلى قوى الحراك، خلال الفترة الماضية، تكشف صلة أحزاب «المشترك» بهذه القوى. وأضاف الزوعري: «إن قوى الحراك ترتكب جرائمها بضوء أخضر من المعارضة» التي قال إنها «اعتصمت لتتضامن مع القتلة».

وذكر الزوعري أن «أحزاب المعارضة من خلال مهرجاناتها التضامنية جاءت لترمي طوق النجاة للخارجين على القانون متهمة الحكومة بممارسة القمع والقوة المفرطة».

وحمّل المعارضة مسؤولية ما سيجري لأبناء المحافظات الشمالية، الذي قال إن «البحث عن لقمة العيش والرزق الحلال دفع بهم إلى التواجد في المحافظات الجنوبية»، مؤكداً أن «المشترك مسؤول مسؤولية مباشرة عن حياتهم وممتلكاتهم».

كما هاجم «المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي»، وهو تكتل يضم أحزابا معارضة صغيرة تحالفت مع الحزب الحاكم، أحزاب «اللقاء المشترك» ووصفها بأنها «انتهازية ولا تعرف ما تريد». وقال المجلس - في بيان - عقب اجتماعه في مارس 2010 برئاسة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس «المؤتمر الشعبي العام» وأمينه العام: «المشترك لم يعد يعرف ماذا يريد، وهذه المواقف الانتهازية التصعيدية التي اتخذتها أحزاب المشترك مؤخراً ليست إلا رد فعل على شعور القائمين على تلك الأحزاب باحتراق الأوراق التي ظلوا يشعلون من خلالها الحرائق والفتن في الوطن، وخاصة بعد إيقاف العمليات العسكرية وإحلال السلام في صعدة».

وبين هذه المواجهات السياسية والإعلامية وحتى الملموسة والدامية التي انتعشت مجدداً، نكتشف أن اليمن دخل مرحلة جديدة في مشوار القلق والهم والغم. فلا ينكر أي عاقل أن تأثير الأزمة السياسية لا يقل تأثيراً على نفسية الشعب بأكمله عن بقية الأزمات حتى العسكرية منها.

تأخر المعارضة

في المراحل الأولى للاحتجاجات ظهرت الأحزاب مرتبكة، وغير قادرة على اتخاذ قرار واضح حيال ما يجري. يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء د. محمد الظاهري إن «المعارضة الحزبية تحديدا عجزت في البداية عن فهم ما يجري في الجنوب»، لكنه لا يحملها المسؤولية «فهي وليدة البنية المتخلفة في البلاد» ويضيف: «هي لا تملك أدوات الدولة، وليست صانع قرار. ومشكلة المعارضة فقط إنها لم تكن قريبة في البداية من الشارع».

كانت الاحتجاجات تطالب بالاعتراف بالقضية الجنوبية، والعودة إلى روح اتفاقية الوحدة، غير أن قوى المعارضة ترددت في التعاطي مع الأمر واعتبرته خطابا انعزاليا، قبل أن تعود بعد نحو عامين إلى اعتبار «الاعتراف بالقضية الجنوبية مدخلا للإصلاح الشامل في البلاد»، حينها كان الحراك قد ذهب بعيدا واستقر على المطالبة بـ «الانفصال كحل وحيد للمعضلة الجنوبية».

وكان الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني المعارض د. عبد الله عوبل متردداً في تقييم موقف «المشترك» قبل أن يعود ويجزم قائلا: «المعارضة تأخرت كثيراً عما يجري وكان يفترض أن تتبنى مشروعا قبل أن يحدث هذا الانقسام». ويضيف بأسف: «كان يمكن أن نتجنب الانشقاق الظاهر الآن والمشاكل، وكان يمكن ان نبني مشروعاً وطنياً على أساس وحدة وطنية ولا نترك التداعيات تمضي باتجاه مطالب فك الارتباط».

رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني د. عيدروس النقيب كان شارك منذ البداية بفعاليات مختلفة لـ «الحراك»، وكان يشعر بأن الأحزاب لم تفعل ما كان يجب عليها، قائلاً: «أنا واحد من المنتقدين للمعارضة فهي لم تعط هذه القضية قدرا كافيا من الاهتمام. لكن المعارضة اليوم تتبنى القضية الجنوبية وتدعو الى معالجتها».

قيادات وقواعد

لم تكن قواعد أحزاب المعارضة في المحافظات الجنوبية بعيدة عن كل ما يجري هناك، بل كانت تشكل القاعدة الجماهيرية للحراك، ومعظمها ينتمي إلى الحزب الاشتراكي. لكن المعارضة في الواقع كان لها جنوبها الخاص.

يتمسك الشيخ أحمد طلان عضو مجلس شورى حزب الإصلاح المعارض بموقف يبدو متناغما إلى حد كبير مع موقف قيادة الحزب في صنعاء حيال ما يجري في الجنوب، غير انه لا يملك سبيلا سوى الإقرار بأن بعض أنصار الحزب الإسلامي في محافظة شبوة الجنوبية لا يشعرون بالرضى، وبعضهم مشاركون بحماس في الفعاليات المطالبة بالانفصال.

ويقول طلان وهو عضو سابق في المجلس المحلي في شبوة، إن الأمر ذاته يحدث داخل قواعد الحزب الاشتراكي، على نحو اكبر.

تفرق قيادات الحراك الجنوبي، التي ينتمي غالبيتها إلى الحزب الاشتراكي بين قيادات «المشترك» في صنعاء وقواعد التكتل المعارض في الجنوب.

يقول وهيب عبدالعزيز المنصوب وهو قيادي في «الحراك» في محافظة لحج، إن «قيادات وقواعد المشترك في الجنوب حسمت موقفها مع شعب الجنوب، وخياراته، أما القيادات العليا للقاء المشترك فهي لم تبرهن إلى الآن بجدية عن موقفها تجاه الجنوب وقضيته».

الحوار الوطني

لمواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد، دعت المعارضة قبل أكثر من عامين إلى حوار وطني واسع، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، كقوى الحراك الجنوبي والمعارضة السياسية في الخارج، والحوثيين في صعدة شمالا حيث دارت رحى 6 حروب طاحنة وبدأت أول معركة في يونيو 2004، وأعلن عن وقف آخر جولة في فبراير 2010.

وعقد في صنعاء في مايو 2009 ملتقى للتشاور الوطني بمشاركة شخصيات اجتماعية ورجال دين وتجار وأكاديميين وسياسيين مستقلين وحتى أعضاء في الحزب الحاكم بالإضافة إلى أحزاب «المشترك»، من قيادات عليا ووسطية من كل أرجاء البلاد.

وتمخض عن الملتقى «وثيقة الإنقاذ الوطني» التي وضعت القضية الجنوبية في مقدمة المشاكل الملحة، وقالت إن الصيغة الحالية للوحدة «فشلت بسبب سياسة السلطة»، وشكلت لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر حوار وطني شامل لإقرار صيغة بديلة «تحافظ على وحدة البلد وتتيح شراكة في السلطة والثروة لجميع أبناء البلاد، وتحقق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية».

على الجانب الآخر في الجنوب، كانت التطورات تتسارع ربما على نحو اكبر من تحرك المعارضة، وزاد من تعقيد الوضع لجوء السلطة للحلول الأمنية في مواجهة «الحراك». ومع الحملة الأمنية العسكرية في مارس 2010 على محافظات الضالع ولحج وأبين، خرجت أحزاب المعارضة في اعتصامات جماهيرية في المحافظات الشمالية تضامنا مع المحافظات الجنوبية منددة بـ «إجراءات السلطة، وعسكرة الحياة المدنية في الجنوب». ووصف أمين عام التجمع الوحدوي عوبل «استخدام القوة والعنف ومحاصرة المدن وإعلان حالة الطوارئ»، بـ «اللحظات الخطيرة جدا في اليمن».

اللجنة التنفيذية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، وهو حزب انطلق من الجنوب منتصف القرن الماضي، جددت دعوتها السلطة إلى تحكيم العقل والحكمة والابتعاد عن عسكرة الأزمة في المحافظات الجنوبية، وعن استخدام العنف في مواجهة الأعمال الاحتجاجية السلمية، والبدء الفوري في المعالجات الشاملة عبر حوار وطني جاد لا يستثني أحداً، توضع على طاولته مختلف رؤى ومبادرات إخراج الوطن من أزمته الراهنة، حسب بيان اللجنة.

وكان حزب «رأي» أول من أعلن الحاجة الملحة لإعادة هيكلة الدولة اليمنية بالانتقال من نظام الدولة المركزية البسيطة إلى نظام الدولة المركبة (الفدرالية) القائمة على إقليمين في إطار كل منهما وحدات حكم محلي. واعتبر الحزب هذه المبادرة «الوسيلة المثلى لتحقيق أسس وحدة قابلة للاستمرار، والانطلاق نحو تحقيق مفهوم المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة: العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديمقراطية المحققة للشراكة الفعلية وللتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته، والتنمية الشاملة المستدامة»، حسب إفادة رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب محمد جسار.

الثقة بالمعارضة

مقابل الخطوات المذكورة، فإن مؤشر الثقة بالأحزاب لم يتحرك باتجاه ايجابي لدى قيادات الحراك الجنوبي. فبالنسبة لأمين صالح، نائب رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب، تريد المعارضة بواسطة الاعتصامات، «الضغط على سلطة الاحتلال لتقديم تنازلات من أجل أن تحفظ ما تسميها هذه الأحزاب الوحدة». ويضيف: «لكن الأمر لن يكون بهذه الصورة، الاحتلال سيظل احتلالاً، والمقاومة مشروعة وستستمر حتى تنتصر القضية».

أما الناطق باسم اتحاد شباب الجنوب والمعروف باسمه الحركي «أبو تمام»، فيرى أن على أحزاب «المشترك» ان «تعترف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره... لكي تبرهن على وجود نوايا صادقة تجاه الجنوب». ويضيف: «لقد تخلت أحزاب المعارضة عن الجنوب والشارع الجنوبي. بل إنها تخلت عن الشمال أيضا».

إلا أن د. عبد الله عوبل المكلف برئاسة إحدى اللجان التحضيرية للحوار الوطني بشأن ملف القضية الجنوبية، يقول: «هذا الأمر ليس مقبولا بالنسبة للأحزاب، فليس مطلوبا منا التماهي مع الحراك. نحن أحزاب سياسية لدينا رؤية مشتركة ونحاور الآخرين للوصول إلى رؤية مشتركة».

عندما كان في هذه المهمة مطلع 2010 والتقى بقيادات في الحراك، لمس الأمين العام لـ «حزب التجمع الوحدوي» مرونة في مواقف بعض قيادات «الحراك الجنوبي». ويقول إن جميع مكونات الحراك تميل إلى سقف أدنى من مطلب «فك الارتباط والانفصال» وبعضها يفضل إعادة صياغة الوحدة على أساس «فدرالية ثنائية بين الشمال والجنوب».

وبينما تحاول أحزاب «المشترك» الضغط على السلطة للجلوس على طاولة حوار، تجد نفسها في موقف نادر في العمل السياسي، إذ تسعى الى الحوار مع «الحراك» وفتح قناة تواصل مع قياداته للاتفاق على صيغة من نوع ما تحافظ على «الوحدة» . ويقول عوبل: «قوى الحراك تنتظر من الأحزاب عملا على صعيد تحريك المحافظات الشمالية، لتكون مطمئنة للمعارضة، إنهم يقولون للأحزاب ببساطة: إذا خرجتم وتظاهرتم بشكل عملي فإن مسألة الاتفاق ستكون سهلة».

«اللقاء المشترك»

عام 2002، تشكل تكتل أحزاب 'اللقاء المشترك' المعارض، وهو تحالف جبهوي لأحزاب من مختلف الاتجاهات السياسية. ويتكون التحالف من: حزب التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الناصري، وحزب الحق ذي الجذر الزيدي، واتحاد القوى الشعبية. والتحق حزب 'البعث' الموالي لسورية بالتحالف المعارض بعد خروج حزب البعث الموالي لصدام حسين الذي قرر التحالف مع السلطة.

في ديسمبر 2005، تقدم التحالف بأول مشروع للإصلاح السياسي، دعا إلى تغيير صيغة الحكم القائمة والانتقال إلى النظام البرلماني، بدلاً من الرئاسي (تقليص صلاحيات الرئيس وإسناد الدور الرئيسي إلى حكومة منتخبة).

في فبراير 2009، وقعت المعارضة اتفاقاً مع الحزب الحاكم نصّ على تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في أبريل 2009 إلى أبريل 2011، على أن يلجأ الجانبان خلال المدة الفاصلة عن الانتخابات إلى حوار يفضي إلى إجراء تعديلات دستورية تتضمن إصلاحات للنظام السياسي والانتخابي. وقد مر أكثر من عام على الاتفاق، وأخفق الطرفان في الجلوس على طاولة الحوار، وهما يتبادلان الاتهامات بالتعنت والتصعيد.

في الحلقة السابعة

تتناول 'الجريدة' في الحلقة السابعة موضوع الحدث الرياضي 'خليجي 20'، الذي من المقرّر أن يقام في نوفمبر 2010، في مدينة عدن جنوب اليمن.

فهل سينجح اليمن في استضافة هذا الحدث؟ وما هو مستوى التنفيذ ميدانياً لمشاريع البنية التحتية والجاهزية للحدث؟ وإلى أي مدى سيتغلب اليمن على التحدي الأمني في المناطق التي ستستضيف التظاهرة الرياضية الكبرى في تاريخ اليمن، في ظل حضور 'الحراك الجنوبي' وتهديده بإفشال الحدث؟

154840_241.jpg


يمنيون يتظاهرون رافعين علم دولة الجنوب السابقة والسلاح في محافظة لحج الجنوبية في يونيو 2009


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
14-05-2010, 01:43 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
تقدُّم الحراك... وتأخُّـر المعارضة
6/10
صنعاء – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عبدالعزيز المجيدي وصدام أبو عاصم

«المشكلة الأساسية لبعض القوى السياسية والحزبية في الساحة الوطنية أنها لا تفقه بديهيات العمل السياسي ولا كيف تمارس دورها في المعارضة وفق محددات بناءة وعملية وعقلانية ورصينة». هذه الجملة جزء من الفقرة الاستهلالية لافتتاحية صحيفة «الثورة» اليمنية الرسمية في عدد 5 أبريل 2010.

وتستطرد الصحيفة: «... مع الأسف الشديد تعمل (الأحزاب) في الاتجاه المغاير، فهي كلما وجدت أن الأوضاع بدأت تنتظم على المسار الصحيح، خرجت علينا ببيان أو تصريح ينفخ في كير التأزيم والتحريض على العنف وإثارة الفوضى، مستخدمةً كل أساليب الدس والتضليل والزيف والخداع، وكأن هذه القوى السياسية والحزبية لا هَمَّ لها إلا كيف تبتكر كل يوم جرحاً جديداً في خاصرة هذا الوطن، وكيف تلبد سماءه بغيوم وأدخنة الحرائق التي تشعلها والأزمات المفتعلة التي تغذيها!! ويتأكد هذا الجنوح الصارخ لهذه القوى السياسية والحزبية في ما صدر عنها يوم أمس من بيان بائس تدافع فيه عن العناصر الانفصالية والتخريبية الخارجة على الدستور والنظام والقانون، والمتورطة في ارتكاب جرائم القتل وسفك الدماء والاعتداء على المواطنين الأبرياء وإقلاق الأمن والسكينة العامة!!».

ما تقدّم قد يكون كفيلاً بتبيان صورة المشهد السياسي في اليمن، حيث تظهر علاقة يطغى عليها التذبذب وعدم الثقة بين السلطة والمعارضة، وهو الأمر الذي يعقِّد من الأزمات القائمة داخل البلاد.

العلاقة بين السلطة وأحزاب المعارضة في اليمن – سواء كانت المعارضة الفعلية أو الشكلية – تعيش حالة من التذبذب في ظل تنام مستمر للأزمات القائمة، سياسية كانت أو حقوقية، اقتصادية أو اجتماعية. وبقدر البعد الملحوظ لأحزاب المعارضة عن مطالب الشارع في مستوياتها الدنيا والاكتفاء فقط بالتصريح والبيانات، يعيش الحزب الحاكم حالة من التخمة السياسية ويرفض الامتثال للأمر الواقع ويُقِرّ بالحجم الفعلي للأزمات من أجل العمل بمسؤولية على إيجاد حلول جذرية، وخاصة لما يجري في جنوب اليمن.

تقف المعارضة اليمنية من الأزمة المشتعلة في المحافظات الجنوبية من البلاد في المنتصف، فهي ترفض المطالب الانفصالية لقوى الحراك الجنوبي، لكنها تقول إنها ليست مع صيغة الوحدة التي أعلنت بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية قبل عقدين، وترفض الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع الاحتجاجات.

نهاية عام 2005، تبنت المعارضة خطابا كان ملهما على ما يبدو للشارع اليمني؛ فقد أطلقت مبادرة للإصلاح السياسي انطوت على مطالب ضمنية بتقليص صلاحيات الرئيس وإخضاع الموقع للمحاسبة، وطرحت ضوابط لشغل المناصب العسكرية والأمنية. وقتها قالت المعارضة إنها «ستلجأ إلى الشارع إذا رفضت السلطة المبادرة».

بعد نحو عام، ألقت أحزاب «اللقاء المشترك» التي تمثل المعارضة، بكل ثقلها في الانتخابات الرئاسية إذ قررت منافسة الرئيس علي عبد الله صالح على الموقع الأول في السلطة، ونزلت بمرشح واحد. أثناء الحملات الانتخابية تبنت المعارضة خطابا حماسيا ووجهت نقدا لاذعا للرئيس، لم يشهده اليمن من قبل، حيث عاش تجربة متميزة أثناء الحملة الانتخابية. لكنها سرعان ما انكفأت وعادت أدراجها وتركت الناس لخيباتهم مع نهاية الانتخابات بعودة الرئيس إلى موقعه منذ 1978.

لكن بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2006، فإن المشاكل التي كانت قد تفاقمت في الجنوب، لم تمهل أحداً. فقاد المتقاعدون العسكريون احتجاجات واسعة في المحافظات الجنوبية للمطالبة باستعادة وظائفهم بعد أكثر من عقد من تسريح «إجباري» تعرضوا له بعد حرب 1994. ورافقهم مدنيون تعرضوا لنفس المستوى من التهميش والإقالة من مناصبهم أو إزاحتهم من وظائفهم باتباع سياسة «خليك بالبيت،» بحسب رأي مواطن من أبناء لحج يعيش في صنعاء.

حروب سياسية

وشهد منتصف مارس 2010 تصعيداً نوعياً بين السلطة والمعارضة حين شن الرئيس صالح هجوماً لاذعاً على أحزاب «اللقاء المشترك»، واصفاً إياها بـ «القوى المسيسة الحاقدة والمريضة الحالمة بالسلطة، والتي تريد هدم المعبد». وإذ اعتبر الرئيس صالح توقيع الحزب الحاكم («المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه) لاتفاق فبراير 2009 «غلطة»، دعا أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة إلى «التخلي عن سياسة الغطرسة والكبر»، منتقداً سياستها «التي أسهمت ولا تزال في إشعال الأزمات في مختلف مناطق البلاد»، واتهمها أيضاً بالتعاطف مع تنظيم «القاعدة» والانفصاليين والحوثيين، وافتعال الأزمات وإشعال الحرائق لتدمير الوطن.

وهذه الهجمة كانت رداً على موقف «المشترك» الاحتجاجي في مارس، الذي أغاظ النظام وأثار حفيظته، إذ كان اللقاء المعارض قد وجه كل قواعده في كل المحافظات للخروج إلى الشارع والتضامن مع الحراك الجنوبي، وأقام في 11 مارس 2010 مهرجاناً احتجاجياً في ملعب الظرافي وسط العاصمة صنعاء، حضره الآلاف من أنصار «اللقاء المشترك» وقادته الستة وعدد من الشخصيات المعارضة وأعضاء «لجنة الحوار الوطني» المعارضة أيضاً.

في تلك الاعتصامات الاحتجاجية التي نظمت في عدة محافظات وأهمها صنعاء والحديدة وتعز (محافظات شمالية)، والتي تميزت بأنها جرت فيها صدامات بين محتجين وقوات الأمن أسفرت عن قتلى وجرحى وعن عشرات المعتقلين بينهم قيادات، ندد المشاركون بعسكرة المحافظات الجنوبية والإجراءات الأمنية القمعية ضد المواطنين.

واعتبر رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد باسندوة في اعتصام صنعاء، أن «الصيغة الاندماجية للوحدة قد أفسدتها الطريقة التي أدارت بها السلطة الأمور»، وأشار إلى أن «هناك صيغاً أخرى أعدتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل».

وهاجمت السلطات اليمنية المعارضة المنضوية في تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» بعنف، وقالت إن «الحراك الجنوبي» يعتبر بمنزلة «الجناح العسكري» لها. وقال نائب وزير الداخلية حسين الزوعري إن المعطيات لدى الأجهزة الأمنية عن نشاطات من وصفهم بـ «الخارجين على القانون في المحافظات الجنوبية» في إشارة إلى قوى الحراك، خلال الفترة الماضية، تكشف صلة أحزاب «المشترك» بهذه القوى. وأضاف الزوعري: «إن قوى الحراك ترتكب جرائمها بضوء أخضر من المعارضة» التي قال إنها «اعتصمت لتتضامن مع القتلة».

وذكر الزوعري أن «أحزاب المعارضة من خلال مهرجاناتها التضامنية جاءت لترمي طوق النجاة للخارجين على القانون متهمة الحكومة بممارسة القمع والقوة المفرطة».

وحمّل المعارضة مسؤولية ما سيجري لأبناء المحافظات الشمالية، الذي قال إن «البحث عن لقمة العيش والرزق الحلال دفع بهم إلى التواجد في المحافظات الجنوبية»، مؤكداً أن «المشترك مسؤول مسؤولية مباشرة عن حياتهم وممتلكاتهم».

كما هاجم «المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي»، وهو تكتل يضم أحزابا معارضة صغيرة تحالفت مع الحزب الحاكم، أحزاب «اللقاء المشترك» ووصفها بأنها «انتهازية ولا تعرف ما تريد». وقال المجلس - في بيان - عقب اجتماعه في مارس 2010 برئاسة عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس «المؤتمر الشعبي العام» وأمينه العام: «المشترك لم يعد يعرف ماذا يريد، وهذه المواقف الانتهازية التصعيدية التي اتخذتها أحزاب المشترك مؤخراً ليست إلا رد فعل على شعور القائمين على تلك الأحزاب باحتراق الأوراق التي ظلوا يشعلون من خلالها الحرائق والفتن في الوطن، وخاصة بعد إيقاف العمليات العسكرية وإحلال السلام في صعدة».

وبين هذه المواجهات السياسية والإعلامية وحتى الملموسة والدامية التي انتعشت مجدداً، نكتشف أن اليمن دخل مرحلة جديدة في مشوار القلق والهم والغم. فلا ينكر أي عاقل أن تأثير الأزمة السياسية لا يقل تأثيراً على نفسية الشعب بأكمله عن بقية الأزمات حتى العسكرية منها.

تأخر المعارضة

في المراحل الأولى للاحتجاجات ظهرت الأحزاب مرتبكة، وغير قادرة على اتخاذ قرار واضح حيال ما يجري. يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء د. محمد الظاهري إن «المعارضة الحزبية تحديدا عجزت في البداية عن فهم ما يجري في الجنوب»، لكنه لا يحملها المسؤولية «فهي وليدة البنية المتخلفة في البلاد» ويضيف: «هي لا تملك أدوات الدولة، وليست صانع قرار. ومشكلة المعارضة فقط إنها لم تكن قريبة في البداية من الشارع».

كانت الاحتجاجات تطالب بالاعتراف بالقضية الجنوبية، والعودة إلى روح اتفاقية الوحدة، غير أن قوى المعارضة ترددت في التعاطي مع الأمر واعتبرته خطابا انعزاليا، قبل أن تعود بعد نحو عامين إلى اعتبار «الاعتراف بالقضية الجنوبية مدخلا للإصلاح الشامل في البلاد»، حينها كان الحراك قد ذهب بعيدا واستقر على المطالبة بـ «الانفصال كحل وحيد للمعضلة الجنوبية».

وكان الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني المعارض د. عبد الله عوبل متردداً في تقييم موقف «المشترك» قبل أن يعود ويجزم قائلا: «المعارضة تأخرت كثيراً عما يجري وكان يفترض أن تتبنى مشروعا قبل أن يحدث هذا الانقسام». ويضيف بأسف: «كان يمكن أن نتجنب الانشقاق الظاهر الآن والمشاكل، وكان يمكن ان نبني مشروعاً وطنياً على أساس وحدة وطنية ولا نترك التداعيات تمضي باتجاه مطالب فك الارتباط».

رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني د. عيدروس النقيب كان شارك منذ البداية بفعاليات مختلفة لـ «الحراك»، وكان يشعر بأن الأحزاب لم تفعل ما كان يجب عليها، قائلاً: «أنا واحد من المنتقدين للمعارضة فهي لم تعط هذه القضية قدرا كافيا من الاهتمام. لكن المعارضة اليوم تتبنى القضية الجنوبية وتدعو الى معالجتها».

قيادات وقواعد

لم تكن قواعد أحزاب المعارضة في المحافظات الجنوبية بعيدة عن كل ما يجري هناك، بل كانت تشكل القاعدة الجماهيرية للحراك، ومعظمها ينتمي إلى الحزب الاشتراكي. لكن المعارضة في الواقع كان لها جنوبها الخاص.

يتمسك الشيخ أحمد طلان عضو مجلس شورى حزب الإصلاح المعارض بموقف يبدو متناغما إلى حد كبير مع موقف قيادة الحزب في صنعاء حيال ما يجري في الجنوب، غير انه لا يملك سبيلا سوى الإقرار بأن بعض أنصار الحزب الإسلامي في محافظة شبوة الجنوبية لا يشعرون بالرضى، وبعضهم مشاركون بحماس في الفعاليات المطالبة بالانفصال.

ويقول طلان وهو عضو سابق في المجلس المحلي في شبوة، إن الأمر ذاته يحدث داخل قواعد الحزب الاشتراكي، على نحو اكبر.

تفرق قيادات الحراك الجنوبي، التي ينتمي غالبيتها إلى الحزب الاشتراكي بين قيادات «المشترك» في صنعاء وقواعد التكتل المعارض في الجنوب.

يقول وهيب عبدالعزيز المنصوب وهو قيادي في «الحراك» في محافظة لحج، إن «قيادات وقواعد المشترك في الجنوب حسمت موقفها مع شعب الجنوب، وخياراته، أما القيادات العليا للقاء المشترك فهي لم تبرهن إلى الآن بجدية عن موقفها تجاه الجنوب وقضيته».

الحوار الوطني

لمواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد، دعت المعارضة قبل أكثر من عامين إلى حوار وطني واسع، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، كقوى الحراك الجنوبي والمعارضة السياسية في الخارج، والحوثيين في صعدة شمالا حيث دارت رحى 6 حروب طاحنة وبدأت أول معركة في يونيو 2004، وأعلن عن وقف آخر جولة في فبراير 2010.

وعقد في صنعاء في مايو 2009 ملتقى للتشاور الوطني بمشاركة شخصيات اجتماعية ورجال دين وتجار وأكاديميين وسياسيين مستقلين وحتى أعضاء في الحزب الحاكم بالإضافة إلى أحزاب «المشترك»، من قيادات عليا ووسطية من كل أرجاء البلاد.

وتمخض عن الملتقى «وثيقة الإنقاذ الوطني» التي وضعت القضية الجنوبية في مقدمة المشاكل الملحة، وقالت إن الصيغة الحالية للوحدة «فشلت بسبب سياسة السلطة»، وشكلت لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر حوار وطني شامل لإقرار صيغة بديلة «تحافظ على وحدة البلد وتتيح شراكة في السلطة والثروة لجميع أبناء البلاد، وتحقق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية».

على الجانب الآخر في الجنوب، كانت التطورات تتسارع ربما على نحو اكبر من تحرك المعارضة، وزاد من تعقيد الوضع لجوء السلطة للحلول الأمنية في مواجهة «الحراك». ومع الحملة الأمنية العسكرية في مارس 2010 على محافظات الضالع ولحج وأبين، خرجت أحزاب المعارضة في اعتصامات جماهيرية في المحافظات الشمالية تضامنا مع المحافظات الجنوبية منددة بـ «إجراءات السلطة، وعسكرة الحياة المدنية في الجنوب». ووصف أمين عام التجمع الوحدوي عوبل «استخدام القوة والعنف ومحاصرة المدن وإعلان حالة الطوارئ»، بـ «اللحظات الخطيرة جدا في اليمن».

اللجنة التنفيذية لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، وهو حزب انطلق من الجنوب منتصف القرن الماضي، جددت دعوتها السلطة إلى تحكيم العقل والحكمة والابتعاد عن عسكرة الأزمة في المحافظات الجنوبية، وعن استخدام العنف في مواجهة الأعمال الاحتجاجية السلمية، والبدء الفوري في المعالجات الشاملة عبر حوار وطني جاد لا يستثني أحداً، توضع على طاولته مختلف رؤى ومبادرات إخراج الوطن من أزمته الراهنة، حسب بيان اللجنة.

وكان حزب «رأي» أول من أعلن الحاجة الملحة لإعادة هيكلة الدولة اليمنية بالانتقال من نظام الدولة المركزية البسيطة إلى نظام الدولة المركبة (الفدرالية) القائمة على إقليمين في إطار كل منهما وحدات حكم محلي. واعتبر الحزب هذه المبادرة «الوسيلة المثلى لتحقيق أسس وحدة قابلة للاستمرار، والانطلاق نحو تحقيق مفهوم المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة: العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديمقراطية المحققة للشراكة الفعلية وللتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مناطق الوطن وفئاته، والتنمية الشاملة المستدامة»، حسب إفادة رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب محمد جسار.

الثقة بالمعارضة

مقابل الخطوات المذكورة، فإن مؤشر الثقة بالأحزاب لم يتحرك باتجاه ايجابي لدى قيادات الحراك الجنوبي. فبالنسبة لأمين صالح، نائب رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب، تريد المعارضة بواسطة الاعتصامات، «الضغط على سلطة الاحتلال لتقديم تنازلات من أجل أن تحفظ ما تسميها هذه الأحزاب الوحدة». ويضيف: «لكن الأمر لن يكون بهذه الصورة، الاحتلال سيظل احتلالاً، والمقاومة مشروعة وستستمر حتى تنتصر القضية».

أما الناطق باسم اتحاد شباب الجنوب والمعروف باسمه الحركي «أبو تمام»، فيرى أن على أحزاب «المشترك» ان «تعترف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره... لكي تبرهن على وجود نوايا صادقة تجاه الجنوب». ويضيف: «لقد تخلت أحزاب المعارضة عن الجنوب والشارع الجنوبي. بل إنها تخلت عن الشمال أيضا».

إلا أن د. عبد الله عوبل المكلف برئاسة إحدى اللجان التحضيرية للحوار الوطني بشأن ملف القضية الجنوبية، يقول: «هذا الأمر ليس مقبولا بالنسبة للأحزاب، فليس مطلوبا منا التماهي مع الحراك. نحن أحزاب سياسية لدينا رؤية مشتركة ونحاور الآخرين للوصول إلى رؤية مشتركة».

عندما كان في هذه المهمة مطلع 2010 والتقى بقيادات في الحراك، لمس الأمين العام لـ «حزب التجمع الوحدوي» مرونة في مواقف بعض قيادات «الحراك الجنوبي». ويقول إن جميع مكونات الحراك تميل إلى سقف أدنى من مطلب «فك الارتباط والانفصال» وبعضها يفضل إعادة صياغة الوحدة على أساس «فدرالية ثنائية بين الشمال والجنوب».

وبينما تحاول أحزاب «المشترك» الضغط على السلطة للجلوس على طاولة حوار، تجد نفسها في موقف نادر في العمل السياسي، إذ تسعى الى الحوار مع «الحراك» وفتح قناة تواصل مع قياداته للاتفاق على صيغة من نوع ما تحافظ على «الوحدة» . ويقول عوبل: «قوى الحراك تنتظر من الأحزاب عملا على صعيد تحريك المحافظات الشمالية، لتكون مطمئنة للمعارضة، إنهم يقولون للأحزاب ببساطة: إذا خرجتم وتظاهرتم بشكل عملي فإن مسألة الاتفاق ستكون سهلة».

«اللقاء المشترك»

عام 2002، تشكل تكتل أحزاب 'اللقاء المشترك' المعارض، وهو تحالف جبهوي لأحزاب من مختلف الاتجاهات السياسية. ويتكون التحالف من: حزب التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الناصري، وحزب الحق ذي الجذر الزيدي، واتحاد القوى الشعبية. والتحق حزب 'البعث' الموالي لسورية بالتحالف المعارض بعد خروج حزب البعث الموالي لصدام حسين الذي قرر التحالف مع السلطة.

في ديسمبر 2005، تقدم التحالف بأول مشروع للإصلاح السياسي، دعا إلى تغيير صيغة الحكم القائمة والانتقال إلى النظام البرلماني، بدلاً من الرئاسي (تقليص صلاحيات الرئيس وإسناد الدور الرئيسي إلى حكومة منتخبة).

في فبراير 2009، وقعت المعارضة اتفاقاً مع الحزب الحاكم نصّ على تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في أبريل 2009 إلى أبريل 2011، على أن يلجأ الجانبان خلال المدة الفاصلة عن الانتخابات إلى حوار يفضي إلى إجراء تعديلات دستورية تتضمن إصلاحات للنظام السياسي والانتخابي. وقد مر أكثر من عام على الاتفاق، وأخفق الطرفان في الجلوس على طاولة الحوار، وهما يتبادلان الاتهامات بالتعنت والتصعيد.

في الحلقة السابعة

تتناول 'الجريدة' في الحلقة السابعة موضوع الحدث الرياضي 'خليجي 20'، الذي من المقرّر أن يقام في نوفمبر 2010، في مدينة عدن جنوب اليمن.

فهل سينجح اليمن في استضافة هذا الحدث؟ وما هو مستوى التنفيذ ميدانياً لمشاريع البنية التحتية والجاهزية للحدث؟ وإلى أي مدى سيتغلب اليمن على التحدي الأمني في المناطق التي ستستضيف التظاهرة الرياضية الكبرى في تاريخ اليمن، في ظل حضور 'الحراك الجنوبي' وتهديده بإفشال الحدث؟

154840_241.jpg


يمنيون يتظاهرون رافعين علم دولة الجنوب السابقة والسلاح في محافظة لحج الجنوبية في يونيو 2009


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
09-04-2010, 03:32 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,973

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
غابت الدولة... فظهر الحراك
2/10
عدن – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عبدالعزيز المجيدي وأحمد قناف

يبدو ان الأحداث المتسارعة في بعض محافظات جنوب اليمن، التي ينطلق منها ما يعرف بـ 'الحراك الجنوبي'، والإجراءات المضادة التي تنتهجها السلطات، تجعل إجراء قراءة واقعية لما يجري في الميدان، أمراً صعباً ومعقداً، بسبب الملفات والقضايا المتداخلة، التي يحتاج تحليلها الى العودة الى الإرهاصات الاولى للأزمة. وتحافظ مدينة الضالع الواقعة إلى الشمال من محافظة عدن – عاصمة اليمن الاقتصادية، منذ فترة، على مستوى من عدم الاستقرار، وذلك رغم التقليل الرسمي لأهمية ما يدور فيها من 'مظاهر فوضى وأعمال خارجة على القانون' بحسب الصيغة الرسمية.

تتكرر المصادمات بين قوات الأمن وعناصر 'الحراك الجنوبي' وغالباً ما ينجم عنها ضحايا من الجانبين، في استمرار لدوامة الأزمات تنهك بالبلد الفقير، كان آخرها مقتل شخصين على الأقل في مديرية ردفان بمحافظة لحج، وتفجير قنبلة عند باب مركز للشرطة فرّ على إثره ما يزيد على 30 شخصاً كانوا اقتيدوا من تظاهرة غير مرخصة حسب قول السلطات الرسمية في مدينة الضالع. وها هو الشيخ طارق الفضلي في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، يخرج عن التزامه بالهدنة التي أبرمتها السلطة معه رداً على 'اعتداء قوات حكومية' على منزله أواخر الأسبوع المنصرم، حسب بيان متلفز له بث الخميس الماضي.

وأكد مسؤولون وسكان محليون في محافظتي الضالع ولحج أن قوات أمنية وعسكرية تنتشر بكثافة على مداخل مدن المحافظتين، لكن ذلك لم يحل دون خروج تظاهرات أسبوعية على الأقل ترفع صور الرجل الأول في الجنوب سابقاً علي سالم البيض، وعلم الشطر الجنوبي وتطالب بالإفراج عن المعتقلين و'فك الارتباط ' بحكومة صنعاء. وقد يخرج المتظاهرون أسبوعياً في ما أسموه بـ'يوم المعتقل'، وهو يوم الخميس من كل أسبوع.

ظهور «الحراك»

تجمع القوى السياسية وباعتراف سلطة صنعاء على أن حرب صيف 1994 أحدثت تصدعات عميقة في جدار الوحدة الطري. ومما زاد الأمر سوءاً الممارسات التي أعقبت الحرب وانفراد صنعاء بحكم دولة ما بعد 94، كما يؤكد رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في البرلمان د. عيدروس النقيب في حديثه لـ'الجريدة' عن إرهاصات ظهور الحراك. ويقول إن 'السلطة لم تقم بما كان يتوجب عليها القيام به لحل المشاكل الناجمة عن الحرب، بل إنها استعذبت نتائجها المأساوية ووظفتها لتكريس سياسة النهب والإقصاء والاستبعاد والتسلط'.

في حين يردد مواطنون من الجنوب أن السلطة إلى جانب تسريح عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين عقب الحرب الأهلية في 1994، قد أطلقت يد الفاسدين والنافذين لنهب أراضي الجنوب وبيع مؤسساته العامة إلى المقربين، إلا أن الحكومة تقول إنها نفذت برنامجاً لإعادة المسرحين إلى أعمالهم، وصرفت مليارات الريالات كتعويضات لهم خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أنها نفذت برنامجاً لـ'خصخصة القطاع العام' في الشمال والجنوب. ويرى الجنوبيون في تعامل السلطة مع مظاهرهم الاحتجاجية بالاعتقالات المتكررة مبرراً يتجدد كل يوم لمواصلة نضالهم.

خلال السنوات اللاحقة للحرب عبر الجنوبيون بوسائل متعددة عن رفضهم لإجراءات حكومة صنعاء، بينما ثابر الحزب الاشتراكي الذي خرج من السلطة بعد هزيمة قواته العسكرية على الدعوة لإزالة آثار حرب 1994، لكن مسؤولي الحزب قالوا في أكثر من مناسبة إن مطالبهم لم تستجب.

ظهرت عام 1997 أول محاولة جنوبية علنية للتعبير عن الرفض، إذ أعلن في عدد من المحافظات تشكيل ما سُمي وقتها بـ'اللجان الشعبية'، لكنها ووجهت بحملة اعتقالات أخمدتها في المهد. تلاها في عام 2002 الحديث عما سمي بـ'ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية'، وكان متبنوه هذه المرة بعض المنشقين من حلفاء الرئيس صالح في حرب 1994، وهم جنوبيون نزحوا بعد حرب 1986 الأهلية في عدن.

إلا أن الملتقى المذكور أعلن رسمياً في ديسمبر 2003 برئاسة العميد علي القفيش رئيس 'هيئة رعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة'، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى رئيس الجمهورية، تضمنت عدداً من القضايا، اعتبرت 'نماذج تمثل جزءاً يسيراً من إجمالي معاناة أبناء هذه المحافظات'. واشتملت تلك الرسالة على 'المطالبة بالفرص المتساوية بين مواطني المحافظات الشمالية والجنوبية في جهازي الدولة المدني والعسكري، وإعطاء صلاحيات أوسع للمجالس المحلية في المحافظات الجنوبية، وإيقاف عمليات الإبعاد والتغيير والتهميش لأبناء المحافظات الجنوبية'. كما طالبت الرسالة

بـ'التوزيع العادل للأراضي وإيقاف السطو عليها'.

الملتقى ضم في عضويته برلمانيين ووزراء سابقين وشخصيات اجتماعية وسياسية تنتمي إلى المحافظات الجنوبية، وجاءت مبادرة إنشائه من عدد من أعضاء مجلس النواب، الذين يمثلون دوائر انتخابية في المحافظات الجنوبية والشرقية.

وبحسب الباحث السياسي سعيد ثابت، فقد كان تشكيل الملتقى بمنزلة رد على إعلان الحكومة عزمها إحالة ما يقرب من عشرين ألفاً في الجهاز العسكري إلى التقاعد، معظمهم من المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى ما قيل وقتها عن خلافات بين الرئيس صالح ونائبه الجنوبي عبدربه منصور هادي وقيام الأول بتقليص صلاحيات نائبه المالية، والتي ترافقت مع عودة عضو مجلس الرئاسة السابق عن الحزب الاشتراكي سالم صالح محمد برفقة الرئيس صالح من دولة الإمارات العربية المتحدة بعد لجوئه إليها عقب حرب صيف 1994.

انطلاق الفعاليات

ويضع الكثير من المراقبين السياسيين ما حدث في جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية كبداية أولى لانطلاق مسيرة 'الحراك الجنوبي'، حيث احتشد في تاريخ 15 يناير 2006 مئات المتقاعدين العسكريين من مختلف المحافظات الجنوبية في ملتقى خصص لإزالة آثار صراع 13 يناير 1986 بين عناصر الحزب الاشتراكي. وهذا الصراع كانت أحداثه دارت في محافظة عدن وأدى الى عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين. واعتبرت السلطات اليمنية مشاركة القيادي في 'حركة تاج' السفير السابق للجمهورية اليمنية في سورية وقائد القوات البحرية في تلك الفعالية عام 2006، وإلقائه كلمة عبر الهاتف، عملاً تخريبياً نجم عنه سحب ترخيص جمعية 'ردفان' وإغلاق مقرها.

تأسيس 'ملتقى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية' كان له أهمية كبيرة تمثلت بكونه البذرة الأولى في سلسلة الفعاليات والاحتجاجات التي تعبر عن اعتراض مجموعة جنوبية كانت محسوبة على السلطة لا على الحزب الاشتراكي، إلا أن السلطة حاولت احتواء تلك العناصر لكنها فشلت في إيجاد معالجات حقيقية لمطالب الملتقى، الأمر الذي سمح بعدها لأطراف جنوبية أخرى باللجوء إلى نفس الآلية، لكن هذه المرة كانت جماعات من خارج السلطة.

إثر ذلك، انطلقت الفعاليات الاحتجاجية على شكل مجموعة من المراسلات مع مكتب رئاسة الجمهورية، من قبل جمعية المتقاعدين العسكريين، والتي تضم في عضويتها عدداً من العسكريين المبعدين عن أعمالهم. وضمنت تلك المراسلات مجموعة من المطالب الحقوقية لخصها

لـ'الجريدة' رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب د. عيدروس النقيب لكونها تتعلق بالعودة إلى العمل، والحصول على الترقية والتعويض عن سنوات الإبعاد الإجباري عن الوظيفة، ومطالب تتصل بالحقوق المادية التي يحصل عليها ضباط الجيش والأمن من إعاشة ووسائل نقل ووقود وصيانة وأجرة سكن وسواها، بالإضافة إلى مطالب تتصل بالحقوق المستولى عليها وتخص الأراضي التي اشتراها الضباط والجنود قبل الحرب من خلال جمعياتهم السكنية وجرى نهبها بعد الحرب.

وفي 17 مايو 2007، استطاع المتقاعدون العسكريون والمدنيون في محافظات الضالع ولحج وابين وعدن وشبوة وحضرموت، تكوين وإشهار أول كيان تنظيمي يوحد فصائل الحراك في كيان واحد هو 'جمعية المتقاعدين العسكريين'، كما تم انتخاب العميد قاسم عثمان أحمد الداعري رئيساً، والعميد صالح قائد راجح نائباً للرئيس.

وتأسست بعد ذلك عدة هيئات للحراك السلمي، أبرزها المجلس الأعلى لاستعادة دولة الجنوب برئاسة حسن باعوم، ويتلقى هذا المجلس دعمه من معارضة الخارج ممثلة بـ'حركة تاج' الموجودة في بريطانيا. كما أعلن تأسيس 'الهيئة الوطنية لاستقلال الجنوب' برئاسة ناصر النوبة، الذي شغل موقع رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين في بداية تشكيلها. كما تشكلت ما عرف بـ'حركة نجاح' التي يرأسها البرلماني الاشتراكي صلاح الشنفرة، ومن قياداتها ناصر الخبجي وعبده المعطري، والأخير هو الناطق الرسمي باسم فصائل 'الحراك'.

وأخذ الحراك بهيئاته المختلفة يصبح أكثر تشدداً في سقف مطالباته، إذ انتقل من مرحلة المطالب الحقوقية الى مرحلة المطالبة بالانفصال وفك الارتباط وتحديد المصير، والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990 (تاريخ إعلان الوحدة).

علي سيف حسن، الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري، وعضو اللجنة المركزية للتنظيم، وأحد أبناء محافظة الضالع، قال إن 'لجوء قيادات عسكرية وأعضاء مجلس نواب من أبناء الجنوب إلى تشكيل مثل هذه الملتقيات جاء بعد يأسهم من إمكان تحقيق مطالب مواطني دوائرهم أو من خلال أجهزة السلطة التنفيذية والخدمية'. ودافع حسن عن خلفية نشوء الملتقى الجنوبي الذي 'يمارس ضغطاً اجتماعياً مشروعاً من أجل تلبية مطالب شعبية'، معتبراً أنه لا يشكل أي خطر على وحدة اليمن.

ردود الفعل

في المرحلة الأولى من الاحتجاجات كانت السلطات ترتكب أخطاء فادحة وفق مراقبين، فقد وصفت المحتجين بـ'الانفصاليين' رغم أنهم كانوا يرفعون مطالب حقوقية، وقللت من شأن تلك المطالب قبل أن تعود للاعتراف ضمنياً بأن هناك أخطاء وأعلنت تشكيل لجان لمعالجة مشاكل من قالت إنهم 'منقطعون' عن أعمالهم، تلاها تشكيل عدد من اللجان الرئاسية والبرلمانية.

ومن بين ما لا يقل عن أربع لجان رئاسية، اشتهرت لجنة مكونة من أربعة وزراء، خاصة بملف الأراضي في عدد من المحافظات الجنوبية. ورفعت هذه اللجنة تقريرها نهاية عام 2007 لرئيس الجمهورية مطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد 15 مسؤولاً مدنياً وعسكرياً قالت إنهم ينهبون أراضي واسعة في بعض المحافظات الجنوبية.

يقول النائب علي العمراني، وهو عضو في الكتلة النيابية لـ'حزب المؤتمر' الحاكم، ورئيس لجنة برلمانية لتقصي للحقائق في مقتل مواطنين في منطقة ردفان بمحافظة لحج: 'حاولنا وضع قراءة أكثر شمولية للاحتقانات الموجودة ورفعنا تقريراً مفصلاً للمجلس بشأن الواقعة التي أودت بـ3 أشخاص كانوا يشاركون في مهرجان احتجاجي بالمنطقة في أكتوبر 2007، وأوصينا بإحالة الجنود المتهمين بإرداء الناشطين الثلاثة إلى المحاكمة، وإعادة كل الأراضي المنهوبة وتلك التي صرفت بأوامر من الحكومة إلى نافذين بما فيها الأراضي ذات الملكية العامة، وسرعة محاكمة جميع من ثبت تورطهم في قضايا فساد ونهب من المسؤولين وأقاربهم'.

وكما تمّ التحفظ على تقرير اللجنة الوزارية في رئاسة الجمهورية، يبدو أن هذا التقرير أيضاً تاه في أدراج رئاسة مجلس النواب، الأمر الذي دفع العمراني إلى القول إن 'المؤسسات في البلاد لا تعمل بشكل صحيح'.

مصالح شخصية

وقال نائب محافظة عدن وأمين عام المجلس المحلي عبدالكريم شائف إن عناصر الحراك 'لا تحمل مشروعاً مطلبياً وحقوقياً بقدر ما هو مشروع سياسي، وعندما فقدوا مصالحهم يريدون الآن استعادة الكراسي، مستغلين الظروف التي تمر بها البلاد'. ورأى أن 'الوحدة ليست قضية ألف شخص –يقبلون أو يرفضون- بل قضية الشعب اليمني كله، والكثير من المعالجات الرسمية مستمر وحلت ما نسبته 95 في المئة من مشاكل الأراضي في محافظة عدن على سبيل المثال'.

ويوافقه في الرأي مدير عام مصلحة الأراضي في محافظة عدن شيخ سالم بانافع، الذي يرى أن قيادات الحراك 'اتخذت من قضية الأراضي ذريعة لتبرير مطالبهم، إلا أنهم هم من ظلموا ونهبوا الناس حقوقهم وأمموها في عهد الحزب واستولوا عليها بعد الوحدة'.

ولا يستبعد المحامي شيخ طارق أن يقف وراء المغالاة بالمطالب باتجاه الانفصال من قبل بعض قيادات الحراك، فقدان مصالح شخصية لتلك الزعامات، علماً بأنه يستبعد مسألة الانفصال، لأنه 'يؤمن أن أي انفصال لن يكون في مصلحة المواطنين'. ويعتقد أن 'المطالبة بالانفصال ستؤدي إلى أزمة أكبر مما كانت عليه في الماضي أو في الحاضر لأبناء الجنوب'.

وإن أجمعت فصائل الحراك على هدف 'فك الارتباط' واختلفت وسائل التعبير والضغط، إلا أن مواطنين في عدن وعدد من مدن الجنوب استطلعت آراؤهم لا يرون أن هؤلاء يمثلون أبناء الجنوب –وأنهم أصحاب مشروع سياسي وكل ما يقومون به يخدم في المقام الأول أهدافهم الشخصية، وإن كان ظاهر الهدف حقوقياً.

المعالجات

يقول تقرير منظمة 'هيومن رايتس ووتش' المعنية بحقوق الإنسان، إن الحكومة اليمنية كانت 'تزعم علانية أنها مستعدة للاستماع إلى مظالم الجنوب'، في حين أن 'قواتها الأمنية ردت على الاحتجاجات باستخدام القوة. وكثيراً ما لجأ المتظاهرون إلى العنف، فأحرقوا السيارات وألقوا الحجارة، وكان هذا عادة رداً على عنف الشرطة'.

وإلى جانب الإجراءات الأمنية والاعتقالات الواسعة التي انتهجتها السلطة ضد عناصر الحراك، تحدثت تقارير صحافية محلية عن إنفاق ملايين الدولارات خلال عام 2008 فقط، لاحتواء وجاهات اجتماعية وقيادات ميدانية بهدف محاصرة المد المتنامي للحراك في المحافظات الجنوبية والشرقية. ويؤكد ذلك أحمد طلان، عضو مجلس محلي سابق في محافظة شبوة الجنوبية، والذي يقول ان السلطة 'وزعت الكثير من الأموال وصرفت مئات السيارات لشراء ذمم كثيرين، كما قامت باحتواء آخرين بتعيينهم في مواقع في السلطة المحلية'.

وكانت السلطات المحلية في مثلث الحراك الساخن (ابين ولحج والضالع) سعت إلى عزل قيادات الحراك في مناطق ريفية نائية، كما أنها قطعت وسائل الاتصال الهاتفي لأسابيع عدة، قبل إعادة تشغيل بعض شبكات المحمول مطلع الشهر الجاري.

ويعترف رئيس كتلة 'الحزب الاشتراكي' د. عيدروس النقيب، وهو ممثل عن إحدى دوائر محافظة لحج الجنوبية، بأن هناك الآلاف من المتقاعدين أعيدوا إلى أعمالهم، وتمت تسوية الوضع المالي للبعض منهم، إلا أنه يستدرك: 'لقد تم ذلك حقاً غير أنهم أعيدوا مجدداً إلى منازلهم. فقد عين بعضهم مستشارين ووضع آخرون في مكاتب دون عمل، فاضطروا إلى العودة إلى المنازل ويتقاضون رواتبهم آخر الشهر'.

جذر المشكلة

رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) عبدالرحمن الجفري، الذي عين نائباً لعلي سالم البيض حين أعلن الانفصال عام 1994، وعاد في 2006 من السعودية حيث أقام منذ غادر البلاد عقب الحرب، لمساندة الرئيس صالح في الانتخابات الرئاسية، قال في حوار مطول مع 'الجريدة' إن أصل المشكلة يكمن في سوء قراءة الأحداث وسوء تقدير ما يجري في البلاد من قبل النخبة الحاكمة، محملاً المسؤولية على كل الأطياف السياسية.

إلى ذلك، يجزم النقيب بأن جذر القضية هو سياسي بامتياز 'مع انه لو تمت معالجة الحقوق المطلبية لما تطورت إلى المطالب السياسية الراهنة'، مضيفاً: 'علينا أن نتذكر أن هناك دولتين اتحدتا وإحداهما أقصت الأخرى بحرب'.

تفتقد السلطة الحاكمة في اليمن إلى رؤية للتعامل مع المشكلة الجنوبية والمشاكل الوطنية عموماً، حسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء د. محمد الظاهري، الذي يقول ان 'ثقافة النخبة الحاكمة في اليمن لا تعترف بوجود مشكلات وأزمات'. ويتفق معه رئيس اتحاد نقابات العمال في عدن، عثمان كاكو بقوله إن 'الخطاب السياسي خطاب ملتف، لا يتناول الواقع بثقافة الاعتراف ويعوم الأحداث، كما يعوم الريال اليمني في السوق'، مشيراً إلى التدهور المتسارع لقيمة الريال مقابل الدولار الأميركي.

أربعة فصائل رئيسية

يتكون 'الحراك الجنوبي' من أربعة فصائل رئيسية هي:

1- المجلس الأعلى لتحرير الجنوب، برئاسة حسن باعوم، وهو قيادي سابق في الحزب الاشتراكي.

2- الهيئة الوطنية للاستقلال، برئاسة ناصر النوبة، وهو عميد متقاعد في الجيش.

3- الهيئة الوطنية للنضال السلمي، ويرأسها صالح يحيى، وهو أستاذ جامعي وناشط سياسي سابق في صفوف الحزب الاشتراكي.

4- المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، يقوده صلاح الشنفرة، وهو نائب في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي، وتطارده السلطات، ويضم هذا الفصيل معظم القيادات المعروفة في الحراك، وهو الأكثر نفوذا في الساحة الجنوبية، وكان قد اختار علي سالم البيض رئيسا له.

ورغم ذلك فالمسميات نسبية، وفي كل مرة تظهر جماعة وتختفي أخرى تحت مسميات متعددة.

تواريخ أساسية

• 15 يناير 2006: تجمع مئات المتقاعدين العسكريين من مختلف المحافظات الجنوبية في ملتقى 'التسامح والتصالح' (مهرجان خطابي) خُصص لإزالة آثار صراع 13 يناير 1986، الذي دارت أحداثه في محافظة عدن، وكان ضحاياه الآلاف من كوادر الحزب الاشتراكي في الصراع الذي تفجر بين قيادات الحزب.

• 23 مارس 2007: دشنت 'جمعية المتقاعدين العسكريين' أول نشاط احتجاجي في مدينة الضالع، وفي 7 يوليو من العام نفسه، نفذ أعضاء الجمعية في المحافظات أول فعالية مشتركة في مدينة عدن.

• أبريل 2009: وقع ما يشبه المفاجأة، فقد أعلن الشيخ طارق الفضلي الانضمام الى 'الحراك الجنوبي'.

• بحسب إحصائية للمرصد اليمني لحقوق الإنسان، فقد قتل في فعاليات الحراك منذ بدايته في يوليو 2007 حتى نهاية 2009 نحو 60 شخصاً، وجرح قرابة خمسمئة آخرين بدرجات متفاوتة. ويعتقد أن العشرات من عناصر الشرطة والجيش قتلوا وجرحوا في صدامات مع المحتجين أو سقطوا في هجمات انتقامية.

في الحلقة الثالثة

يتواصل الحديث في الحلقة الثالثة، عن ظاهرة 'الحراك الجنوبي' وعن المنهجية التي يتبعها في التعبير عن مطالب عناصره سواء كانت حقوقية أو سياسية، ويتم التركيز على مطالب بمشكلة الأراضي في عدن. كما يتم التطرق إلى مستقبل 'الحراك' في جنوب اليمن.


154234_271.jpg


يمنيون يحملون يافطة كُتِب عليها «فك الاتباط أو الموت» رداً على شعار الرئيس اليمني «الوحدة أو الموت» (أرشيف)
الصفحة السابقة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
18-11-2010, 10:51 PM
ليوان المعارف
user_offline.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 328

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
الحراك… و القاعدة
8/10
صنعاء – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد أحمد علي وغمدان اليوسفي

من السهل جداً إطلاق التهم ضد الأشخاص والجماعات، لكن إثبات تلك التهم بالوقائع والوثائق يظل صعباً. حين أعلنت الحكومة اليمنية وجود علاقة بين تنظيم «القاعدة» وقيادات في الحراك الجنوبي، قوبل الأمر بسخرية من مراقبين، مفادها أن الحكومة تبحث عن صيغة تبرر لها ضرب قيادات وعناصر «الحراك» بضوء أخضر من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، تحت مظلة مكافحة الإرهاب.

لكن الحكومة كانت على ما يبدو مستندةً إلى «قرائن تاريخية»، وإن كانت لم تثبت حتى الآن، عقب إعلان طارق الفضلي انضمامه إلى الحراك الجنوبي في أبريل 2009، وأدى هذا الانضمام إلى خلط الأوراق في الصراع بين الحراك والسلطة بسبب علاقات الفضلي المتداخلة سواء بأشخاص في هرم السلطة، أو بماضيه وتزعمه الجهاديين في حرب صيف 1994 ضد الحزب الاشتراكي اليمني.

أعقب انضمام طارق الفضلي إلى «الحراك الجنوبي» في اليمن، إعلان زعيم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» أبوبصير الوحيشي في 14 مايو 2009، دعم التنظيم لحركة الاحتجاجات في جنوب اليمن، إذ قال إن «ما يحدث في لحج والضالع وأبين وحضرموت لا يقره عقل ولا يرضاه إنسان، ويحتم علينا المناصرة والتأييد». وبادرت السلطات الأمنية اليمنية إلى اعتبار انضمام الفضلي (في محافظة أبين) إلى «الحراك»، وتصريحات الوحيشي، خطوة باتجاه تحويل المحافظات الجنوبية إلى مأوى لعناصر تنظيم «القاعدة»، ولجميع الخارجين على القانون، وأعلنت أنها بدأت ملاحقة عناصر التنظيم في محافظات أبين وشبوة الجنوبيتين، إذ يوجد فيها أبرز قياداته، بحسب ما ذكرته وزارة الداخلية.

ضربات... وضحايا بالعشرات

نفذت الحكومة اليمنية خمس ضربات استباقية بواسطة الطيران الحربي ضد ما قالت إنهم عناصر تنظيم 'القاعدة' في محافظتَي أبين وشبوة، وكذلك في مناطق متفرقة من محافظات صنعاء ومأرب والجوف شمال شرق البلاد.

وكانت البداية عندما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في 17 ديسمبر 2009، مقتل 24 من أعضاء تنظيم 'القاعدة' في ضربة استباقية بمنطقة المعجلة في محافظة أبين، غير أنها اعترفت لاحقا بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في تلك الضربة.

وقال نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي أمام مجلس النواب، إن عناصر تنظيم 'القاعدة' كانت تختبئ وسط المدنيين.

وعلى إثر ذلك، وجه الرئيس علي عبدالله صالح حكومته بدفع تعويضات مالية لأسر الضحايا المدنيين الذين سقطوا في تلك العملية.

ووجدت تلك العملية ترحيبا دوليا واسعا وصل إلى درجة تهنئة الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من رؤساء العالم، الرئيس اليمني على نجاح تلك العملية النوعية ضد عناصر تنظيم 'القاعدة'.

أما محلياً، فقد أثارت موجات سخط عارمة من قبل الأحزاب السياسية ومجلس النواب الذي قرر استدعاء الحكومة لشرح خلفيات العملية التي راح ضحيتها، في آخر حصيلة رصدت، 42 شخصا معظمهم من النساء والأطفال.

تلك الاحتجاجات لم تثنِ الحكومة عن مواصلة ما أسمتها 'ضربات استباقية' ضد عناصر 'القاعدة' في جنوب وشمال البلاد، لكنها كانت أكثر دقة في استهداف عناصر 'القاعدة' في جولتها الثانية، إذ نفذت عملية ضد محافظة شبوة في 24 ديسمبر 2009، وقالت إن 30 من أفراد التنظيم قتلوا فيها.

وأعلنت وزارة الداخلية أن من بين القتلى زعيم التنظيم ناصر الوحيشي، ونائبه السعودي سعيد الشهري، والشيخ الشاب أنور العولقي، المطلوب بإلحاح من قبل الولايات المتحدة الأميركية، لكن المعلومات اللاحقة نفت مقتل العولقي.

هذه الضربات وإعلان 'قاعدة الجهاد في جزيرة العرب' تبنيها محاولة النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة أميركية، عشية أعياد الميلاد، وضعا اليمن في الواجهة واستقطب حضوراً إعلامياً دولياً كبيراً.

وتلا ذلك مقتل ثلاثة من أعضاء تنظيم 'القاعدة' في 16 مارس 2010 بواسطة ضربة جوية في محافظة أبين بعد رصدهم، وقالت الأجهزة الأمنية إنهم أيضا من ناشطي 'الحراك الجنوبي' ومقربون من طارق الفضلي، الذي يدعو الى انفصال الجنوب ويناهض سلطة صنعاء بشدة، بعد أن كان حليفاً مقرباً من الرئيس صالح.

تلك الضربات تزامنت مع تهديد وزارة الداخلية اليمنية باستهداف الفضلي، متهمة إياه بإيواء عناصر من تنظيم 'القاعدة'، الأمر الذي جعل هيئات الحراك تصدر بيانا تحذر فيه الحكومة من المساس به، معتبرة أن الهدف من اتهامه بالارتباط بـ'القاعدة' هو تشويه صورته أمام أبناء شعبه وأمام الرأي العام العربي والعالمي، مما 'يسهل على السلطة تدبير عملية قذرة ضده'، حسب البيان.

«الحراك»… و«القاعدة»

يرفض عدد من الشخصيات السياسية والمتابعين لما يدور في المحافظات الجنوبية من أحداث، ربط الحكومة اليمنية قيادات الحراك بتنظيم 'القاعدة'.

القيادي في 'الحراك' ناصر الخبجي، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السلمية، أحد تيارات ما يعرف بـ'الحراك الجنوبي'، نفى لـ'الجريدة' وجود أي ارتباط بين الحركة الاحتجاجية السلمية في الجنوب وتنظيم 'القاعدة'، معتبراً أن 'ما تروج له السلطة في صنعاء يهدف الى تقويض الاحتجاج الشعبي المطالب باستقلال الجنوب'.

وقال الخبجي -وهو نائب برلماني لم ترفع عضويته النيابية وحصانته منذ انضمامه إلى الحراك منتصف 2008 حتى تاريخ نشر هذا التقرير- إن 'الحراك الجنوبي يختلف تماما في ثقافته وتوجهاته وأهدافه مع تنظيم القاعدة، كما أن الجنوبيين يرفضون العنف والإرهاب''.

وفي وقت سابق، نفى محافظ محافظة أبين المهندس أحمد الميسري في تصريح بثته قناة 'الجزيرة' في 20 ديسمبر 2009، أن يكون هناك أي علاقة بين الحراك السلمي في الجنوب وبين أنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي.

وأكد الميسري أن هناك فرقا عقائديا وسياسيا بين الحراك الجنوبي وتنظيم 'القاعدة'، الذي قال إنه يتحرك بحرية بسبب ضعف المؤسسات الأمنية للدولة.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عيدروس النقيب، إن 'المحاولات الحثيثة التي تبذلها السلطة وأجهزتها الإعلامية لربط الحراك السلمي الجنوبي بالقاعدة، تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها تشويه صورة الحراك وتسويقه كمظهر من مظاهر الإرهاب، وخلق المبررات للتعامل العسكري مع مطالب الحراك، وهو التعامل الذي تجلى منذ اليوم الأول حتى قبل أن يرفع نشطاء الحراك مطالب فك الارتباط'.

ووصف النقيب ربط 'الحراك' بتنظيم 'القاعدة' كـ'نوع من الهروب إلى الأمام بدلا من المعالجة السياسية لجذور المشكلة، ومحاولة تحقيق حركة استباقية في مجال كسب التأييد الخارجي'.

ويرى الكاتب السياسي محمد عايش أن 'محاولة الحكومة اليمنية ربط الحراك الجنوبي بتنظيم القاعدة يأتي في محاولة لخلط الأوراق في سياق التوظيف السياسي لورقة الإرهاب، بما يعزز اتجاه الحكومة اليمنية إلى قمع مكونات الحراك الجنوبي الذي تنبع جذوره من مشكلات سياسية واقتصادية وحقوقية بشكل أساسي'.

ويعتبر عضو الدائرة السياسية في حزب 'التجمع اليمني للإصلاح' عبده سالم، أنه مع 'استمرار الحكومة في الترويج لفكرة وجود علاقة بين الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة، فإنها بذلك تكون قد قدمت خدمة جليلة للحراك الجنوبي، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير استراتيجية أميركا تجاه اليمن، عبر فتح قنوات اتصال مع قيادات الحراك من اجل التعاون في الحرب على تنظيم القاعدة، كما سبق لها أن دعت طالبان إلى الحوار مقابل تخليها عن دعم وإيواء تنظيم القاعدة في أفغانستان'.

الفضلي… و«القاعدة»

الباحث المتخصص في شؤون تنظيم 'القاعدة' سعيد الجمحي، يشير إلى أن السلطة لم تطلق على الحراك الجنوبي صفة 'الحراك القاعدي'، إلا بعد انضمام الفضلي إليه في أبريل 2009.

ويبين الجمحي أن كل محاولات التبرؤ التي بذلها الفضلي للتخلص من هذه التهمة (تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة)، ووصل به الحال إلى القيام بأفعال يعتبرها تنظيم 'القاعدة' ردة وكفراً صريحاً، مثل رفع العلمين الأميركي والبريطاني، وتمنيه عودة الاستعمار إلى جنوب اليمن، لم تشفع له عند النظام.

ويستغرب الجمحي كيف 'أن الجماعات المتطرفة وفي مقدمها القاعدة لم تهاجم الفضلي كعادتها في مثل هذه المواقف، بل اعتبره البعض من تلك الجماعات نوعاً من التكتيك السياسي لا يؤاخذ فيه الفضلي، باعتباره يندرج تحت قوله تعالى: (إلّا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان)'.

ويضيف الجمحي، وهو صاحب كتاب 'تنظيم القاعدة في اليمن' الصادر عن 'مركز دراسات المستقبل' في صنعاء، أن 'اللافت للنظر أن الخطاب الذي وجهه زعيم القاعدة أبوبصير إلى الحراك الجنوبي جاء بعد أسابيع من اتهام السلطة اليمنية لطارق الفضلي باحتضان عناصر إرهابية تابعة للقاعدة، كما أن غالب الزايدي، القيادي في تنظيم القاعدة، دافع عن الفضلي في حوار مع صحيفة يمنية'.

ونفى الزايدي في ذات الحوار تهمة انضمام الفضلي إلى الحراك بسبب مصادرة الدولة أراضيه، مؤكداً أنه 'كغيره من شباب المجاهدين خدعتهم الدولة فشاركوا في حرب 1994، ودخلوا في صف الحزب الحاكم'.

ويضيف الزايدي: 'الآن أعتقد أن الحقائق بدأت تتضح له وبدأ يراجع (الفضلي) أخطاءه'.

أوجه الاختلاف

يؤكد الدكتور عيدروس النقيب أن 'أهداف الحراك وأهداف القاعدة تتناقض بعضها مع بعض كليا، فالأول يسعى إلى إقامة دولة مدنية فشل النظام في إقامتها، والثاني يسعى إلى إقامة الدولة الإسلامية على صعيد الكرة الأرضية، كما يختلفان في الوسائل، فالحراك يتخذ من الفعاليات السلمية الاحتجاجية (المسيرات والاعتصامات والمهرجانات) وسيلته الوحيدة، بينما يتخذ القاعدة من الأعمال العنيفة (التفجيرات، الاغتيالات) وسيلة لبلوغ أهدافه'.

ويوضح النقيب: 'أي تحالف بين القاعدة والحراك لو وجد كان يمكن أن تكون نتائجه مختلفة عما يدور على الأرض من فعاليات وأفعال، خصوصاً أن نهج التنظيم تكون نتائجه مدمرة كما يعلم الجميع، وهذا ما يرفض الحراك اللجوء إليه'.

نقاط الالتقاء

يعتقد الباحث في شؤون 'القاعدة' سعيد الجمحي أن 'الحراك والقاعدة يجتمعان في مناصبة العداء للسلطة، وترد السلطة على ذلك باعتبار الحراك والقاعدة مشكلة ذات طابع مشترك وبالتالي مواجهتها بأسلوب مشترك، بواسطة المواجهة العسكرية'، ويرى أن ذلك 'سيؤدي إلى تحريك أزمات متعددة'.

ويقول الجمحي: 'كما أن محاولات تنميط الحراك في قالب تنظيم القاعدة ووصم الجميع بالإرهاب بما يسهل امتلاك الحق في الملاحقة والتجريم، سيكون له عواقب وخيمة'.

ويعود عيدروس النقيب ليقول إنه 'لا يمكن إنكار أن بعض الجهاديين السابقين قد انضموا إلى الحراك'، في إشارة كما يبدو إلى طارق الفضلي، لكن هذا الانضمام حسب رأيه، 'جاء بعد أن مروا بفترة في إطار أعلى الهيئات القيادية في الحزب الحاكم، وبالتالي فإن اتهامهم بالانتماء إلى القاعدة يصبح بلا معنى، لأن مثل هذا الاتهام يمكن أن يطبق على فترة انتمائهم إلى الحزب الحاكم'.

«صفقة»

جرت الضربات الاستباقية ضد قيادات تنظيم 'القاعدة' في المناطق الممتدة بين محافظات مأرب شمالاً ومحافظتي شبوة وأبين جنوباً بمباركة أميركية، كما أعلن انها تمت بناء على معلومات استخباراتية وصور لمواقع ينشط فيها تنظيم 'القاعدة' وفرتها الاستخبارات الأميركية. وقررت الولايات المتحدة رفع حجم المساعدات العسكرية الى اليمن إلى 300 مليون دولار لدعم ملاحقة تنظيم 'القاعدة'، ودعم مشاريع تخدم المجتمعات المحلية في ثمان محافظات منها أبين وشبوة وعدن ولحج والضالع بقرابة 121 مليون دولار.

واعتبر عضو الدائرة السياسية في حزب 'الإصلاح' ما تقدم عبده سالم 'إشارة واضحة إلى أن هناك صفقة تمت بين الحكومة اليمنية وأميركا تتلخص في الإعلان عن دعم أميركا وحدة اليمن واستقراره مقابل قيام الحكومة اليمنية بالحرب على الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة الذي يحاول الانتشار والتمدد في المحافظات الجنوبية، التي كانت ولاتزال المجال الحيوي لعناصر التنظيم'.

الرابح الأكبر

تنظيم 'القاعدة' في اليمن هو الرابح الأكبر من انفلات الأوضاع الأمنية في الجنوب، كما يؤكد سعيد الجمحي، فـ'التنظيم يوجد في المناطق التي تغيب عنها الدولة، وتعجز عن السيطرة عليها خاصة المحافظات ذات الإطار القبلي'.

ويعلل الجمحي أن 'التكوين القبلي بتأثيراته الاجتماعية قضية اعتمد عليها القاعدة ليس في اليمن فحسب، بل في كل الدول التي نشط فيها، والتركيبة الاجتماعية القبلية سهلت انتشار فكر القاعدة، خاصة لو صاحب ذلك مظالم اجتماعية وهزات اقتصادية تكون بمنزلة ذرائع يركز عليها التنظيم'.

ويذهب الجمحي إلى القول إن 'القبول بفكر القاعدة وإمكان التجنيد لتنظيم القاعدة يكونان أسهل في المحافظات الجنوبية وفي مقدمها محافظة أبين، ومعيار ذلك ما نشهده من انتشار كبير للجماعات الجهادية، ففي هذه المحافظة بصمات واضحة للقاعدة، ولو طالعنا المجلة الالكترونية التي يصدرها التنظيم (صدى الملاحم) نجد تأكيدات لهذا الانتشار والتمرد باعتراف التنظيم نفسه'.

طارق الفضلي: من السلاطين إلى «الجهاد»... ثم «الحراك»

طارق الفضلي شيخ قبلي ونجل أحد السلاطين الذين كانوا يحكمون محافظة أبين إقطاعياً، في أثناء الاحتلال البريطاني، تم تفكيك سلطنتهم بعد استقلال جنوب اليمن في عام 1967، ووالده كان آخر سلاطين السلطنة الفضلية.

وُلِد طارق الفضلي في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في ستينيات القرن المنصرم، ولم يكمل تعليمه وانخرط في المعسكر الجنوبي بشمال السعودية حوالي ثلاث سنوات، بعدها غادر إلى أفغانستان للالتحاق بمعسكر «المجاهدين العرب» ضد الاحتلال السوفياتي، ثم عاد إلى المملكة ومنها إلى اليمن الشمالي سابقاً.

سجنه الأمن السياسي اليمني (المخابرات) ثلاث سنوات، وأطلق سراحه بعد الوحدة في عام 1990، ثم أُعيد سجنه بناءً على رغبة الحزب الاشتراكي الشريك في الحكم حينئذ بتهمة محاولة اغتيال أحد قيادييه، ثم أُطلق سراحه أثناء حرب صيف عام 1994، التي شارك فيها ضد الاشتراكيين.

انتُخب بعد ذلك لعضوية اللجنة العامة (اللجنة المركزية) للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام)، وأُسقط منه في عام 2005، وعُيِّن عضوا في مجلس الشورى.

يُعتقَد أن الشيخ طارق الفضلي على صلة بالجهاديين في «أبين» وتم استجوابه أكثر من مرة، وكان مشتبهاً فيه بالتورط في تفجير فنادق عدن عام 1992، التي كانت تستخدمها القوات الأميركية المقاتلة في الصومال.

في عام 2009 أعلن انضمامه إلى ما يسمى «الحراك الجنوبي»، عقب حملة عسكرية وجهها الرئيس علي عبدالله صالح لتعقب عدد من الجهاديين في مدينة جعار ثانية كبرى مدن محافظة أبين، وهو ما اعتبره البعض توجهاً ضد الفضلي وأتباعه.

بدرت منه تصرفات وُصِفت بالغريبة، إذ دعا بريطانيا وأميركا إلى احتلال اليمن ثم رفع العلم الأميركي في منزله، وفي مارس 2010 عُقِدت معه هدنة سرية قام بها وزير الدفاع اليمني، ولم يُعلَم فحواها، بعد أن أعلن ثورة حجارة في أبين، واستهدف أنصاره من خلال تلك الثورة مواطنين شماليين يعملون في أبين الجنوبية.

ويربط الفضلي نسب مع النظام في الشمال، إذ إنه صهر القيادي العسكري الشهير علي محسن صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله صالح.

في الحلقة التاسعة

تقدم 'الجريدة' في الحلقة التاسعة، قراءة ديموغرافية لمكونات 'الحراك الجنوبي'، بناءً على اللقاءات التي أجراها أعضاء فريق الملف مع قيادات وعناصر في 'الحراك' في عدن وأبين ولحج والضالع، كما تشرح الحلقة وجوه الاختلاف بين فصائل ومكونات 'الحراك'، وتتناول المطالب التي تتبناها الفصائل المختلفة.
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
18-11-2010, 10:52 PM
ليوان المعارف
user_offline.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 328

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
قراءة تحليلية في مكونات وخطاب الحراك
9/10
عدن - محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عادل الأحمدي

تركز نظريات الحركات الاجتماعية والسياسية في الأساس على أسباب ظهور تلك الحركات. وعلى الرغم من أن أي ظاهرة من هذا النوع تأتي نتيجة لسلوك أفراد أو جماعات تشترك في نفس الأفكار، وهو ما يمثل الجذر الأساس لبروز الحركة، فإن ثلاثة من أساتذة علم الاجتماع السياسي، وهم دوغ ماك آدم، وجون ماك كارتي، وماير زالد من ثلاث جامعات أميركية مختلفة، أجمعوا في كتابهم حول 'الحركات الاجتماعية' (Comparative Perspectives on Social Movements)، على أن هناك دوراً هاماً تلعبه التناقضات المادية والايديولوجية بين فئات الحركة الواحدة أثناء حشد التأييد حول القضايا المشتركة.

كما يتفق المؤلفون في كتابهم الصادر عن جامعة 'كامبردج'، على أن نجاح أي حراك اجتماعي أو سياسي لابد من أن تتوافر له ثلاثة عوامل هي: وجود بيئة سياسية مشجعة (فرصة سانحة) بما في ذلك المبررات القوية وذات الطابع العام، ثم توافر آليات تنظيمية تعمل على حشد التأييد وتوحيد الجهود التي من خلالها يتم تنظيم عناصر الحركة، وثالثاً يأتي عامل التأطير الذي من خلاله تتم الموازنة بين الفرص المتاحة لنشاط الحركة والآليات التنظيمية، بحيث يتم إيصال الرسالة التي تتبناها الحركة.

وبناءً على ما سبق، نقدم هنا قراءة تحليلية - ليست علمية - لظاهرة الحراك الجنوبي في بعض محافظات اليمن الجنوبية والشرقية، وتشمل الاختلافات البينية في تركيبة مكونات الحراك المختلفة. ونعتمد في قراءاتنا على تفسير الظواهر السلوكية التي أفرزها على ما يبدو العامل الديموغرافي في فصائل الحراك منذ إعلانه رسمياً منتصف عام 2007 حتى الآن.

يمكن القول إن الحراك في جنوب اليمن هو لفيف من عدة أطياف سياسية واجتماعية وقيادات مدنية وعسكرية قد لا تربطها في الغالب وحدة الدافع، بقدر ما هي مجمعة الآن - وليس إجماعاً مطلقاً - على وحدة الغاية والوسيلة.

ومن خلال تتبع خلفيات فصائل الحراك الجنوبي، ونطاقات نشاطها الجغرافي، ومنسوب مطالبها عند البدء وفي وقتنا الراهن، نخلص إلى أن الحراك جمع بين قوى تضررت من خروج الاستعمار البريطاني عام 1967 وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب، إضافة إلى قوى سعت إلى الاستقلال لكنها أُزيحت بعد صعود اليسار إلى منصة الحكم، مضافاً إليه قوى يسارية صعدت إلى منصة الحكم لكنها تضررت بسبب أحداث يناير 1986 الدامية في عدن، وقوى لم تكن راضية عن صيغة اتفاقية الوحدة التي أعلنت عام 1990، ثم قوى أسهمت بحماس في تحقيق الوحدة الوطنية، لكنها تضررت من حرب 1994، فضلا عن قوى أسهمت واستفادت من ذات الحرب، وتبوأت مناصب عليا في الدولة، لكنها تعرضت للتهميش في ما بعد.

ويضيف إلى هذه التركيبة رئيس اتحاد العمال فرع عدن عثمان كاكو 'وجود قوى تتمترس خلف 'لحراك في السلطة في الشمال والجنوب- لأن ما يجري بات عبارة عن علاقة مصالح وليس انتماءً'.

ونضيف هنا شريحة واسعة من المتضررين قد تصنف تحت كل أو بعض تلك القوى، سواء بسبب سوء السياسات الحكومية، أو ارتفاع منسوب الفقر وزيادة معدل البطالة في أوساط الشباب، أو سوء الإدارة أو كل ما سبق.

وإن كان التباين الايديولوجي أو التنظيمي - بمفهومهما الدقيق - مغمور بين الظواهر السلوكية والممارسات اليومية لفصائل الحراك في 'مثلث النار' (الضالع ولحج وأبين)، إلا أن هناك اختلافات نتجت عن التنوع في التركيبة السياسية كما سلف الوصف. وبالتالي فلكل من هؤلاء الفصائل المكونة للحراك دوافع مختلفة يمكن إجمال تبايناتها كما يلي:

- اختلاف حول توصيف الوحدة: هل كان قيام الوحدة في 1990 خطأ، أم أن الخطأ كان في 'تحويل الوحدة إلى ضم وإلحاق' من قبل صنعاء؟ وهل إذا كانت حرب 1994 مشروعة، أم ان الذين شاركوا فيها مع الوحدة من أبناء الجنوب كانوا مخطئين؟ وهل كان ينبغي التعامل مع الأشخاص الجنوبيين الذين يشغلون مناصب في السلطة الحالية، أم أن يتم مخاطبتهم كعملاء وخونة؟

- اختلاف حول الاستعانة بالغرب: هناك مَن يغازل الغرب بشتى الوسائل، كفصيل طارق الفضلي، بينما يرى آخرون أن هذا 'الارتماء' المبكر، قد يُفضي إلى وضع أسوأ مما نحن عليه، ويفقد الحراك طابعه الوطني والجماهيري.

- اختلاف حول الزعامة: وهذا هو السبب وراء عدم تشكل قيادة موحدة للحراك إلى هذا الوقت، فمثلاً نجد العميد ناصر النوبة، لا يخفي اعتراضه على أن يكون علي سالم البيض هو قائد الحراك. بينما تجد آخرين أيضاً يرفعون صور البيض، ليس لاعتقادهم بأنه أهلاً للقيادة، ولكن من باب 'اللي شبكنا يخلصنا'.

- اختلاف حول الريادة الميدانية في إشعال الحراك: تجد أبناء محافظة الضالع يقولون إنهم أول مَن أشعل الحراك، وتجد آخرين يقولون إن أول شرارة حقيقة بدأت على يد 'النوبة' من أبناء محافظة شبوة. وهناك آخرون يقولون إنه حسن باعوم، باعتباره لم يهدأ منذ حرب 1994. وستجد من يُظهِر أسفه من أن طارق الفضلي وأصحاب أبين خطفوا الأضواء مؤخراً.

- اختلاف في سرعة الاستجابة من منطقة إلى أخرى: مناطق 'الضالع، والصبيحة وردفان في لحج، و لودر في أبين' هي الأسرع استجابة عند أي دعوة إلى أي نشاط، بينما تقل سرعة الاحتشاد في حواضر المدن كافة. ويكاد يكون ضعيفاً أو غائباً في المهرة وعدن، وفي وادي حضرموت.

- اختلاف في لغة الحراك: أيضاً على أساس جغرافي، فمثلاً نلاحظ الفروق أثناء مخاطبة الحراك للسلطة، فالذين كانوا في الاشتراكي يخاطبون النظام في صنعاء بالقول: 'أعطيناكم دولة'، أما في مناطق الثروة (مثل شبوة وحضرموت) يقولون: أعطيناكم ثروة. وطيف ثالث يقول: 'ساعدناكم في التخلص من الاشتراكي'.

- اختلاف بشأن الحوار مع السلطة: هناك مَن يرفض الحوار من حيث المبدأ، حتى وإن قبلته السلطة ودعت إليه، بينما يرى آخرون أن مجرد الجلوس على طاولة الحوار هو مكسب كبير أمام العالم، إذ إنه اعتراف من السلطة بأن لهؤلاء حقا، وهذا الطيف الأخير يختلف بعد ذلك حول مَن يحق له الجلوس على طاولة الحوار.

- اختلاف حول سقف المطالب المُرضية: هناك مَن يرى أن قبول السلطة بالفدرالية هي خطوة باتجاه الانفصال، وهناك من يرى أن الحراك لا مبرر له، إذا أفضى إلى فدرالية تعطي للجنوب مساحة كافية من الاستقلالية المالية والإدارية. ويرى طيف ثالث أنه لا تنازل عن مطلب استعادة الدولة و'إعادة البراميل' - وهو ما يعني ترسيم الحدود.

- ماهية وشكل الدولة التي يريدون: ثمة تباينات ناشئة عن عدم وجود تصور حقيقي لماهية وشكل الدولة التي يريدونها إذا ما حدث انفصال، وإن كانت عناصر الحراك الناشطة تختلف في المسميات كـ'الجنوب العربي' و'اتحاد إمارات الجنوب'، و'جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية'، لكن لم تظهر أي صيغة للدولة التي ينشدون تحريرها. وقد وصل الأمر إلى أن إحدى العائلات الجنوبية المقيمة في صنعاء تتلقى تهديدات من أقارب لهم في الحراك بأنهم بعد استقلال الجنوب سيُحرَمون من حق الجنسية، ما لم يبيعوا منازلهم وممتلكاتهم ويغادروا العاصمة، وقد يمنعون تأشيرات دخول البلد الجديد، حسب رواية مصدر موثوق.

- اختلاف حول استخدام لغة الكراهية واستعداء أبناء المحافظات الشمالية: هناك من يرى أن هذا أسلوب خاطئ ويفقد القضية الجنوبية تعاطف المواطنين في الشمال، وأن الذي يتضرر منه هو الضعفاء والأبرياء، بينما يعتبر آخرون المواطنين من المحافظات الشمالية مخبرين وعملاء للسلطة، ويرى هؤلاء أن بث الكراهية سيئاً من حيث المبدأ، لكنه ضروري لإنجاح الانفصال، عبر زرعه في القلوب.

اختلاف حول نهج الحراك 'سلمي أم مسلح؟': هناك من يتبرأ من نزوع الحراك نحو العنف، ويقول إن السلطة هي مَن زرع في أوساط الحراك مَن يمارسون العنف والشغب. كما أن هناك مَن قد يرفض العنف تكتيكاً إعلامياً وزمنياً لكنه ومن خلال أدبياته وبياناته التعبوية يتضح عدم الممانعة من اللجوء إلى المواجهة. في المقابل، هناك مَن يرى أن الحراك هو 'ثورة ضد احتلال'، يجوز فيها استخدام كل الأساليب، ومن بينها السلاح، كما أعلن طارق الفضلي في أبين عقب انضمامه إلى الحراك الجنوبي في أبريل 2009.

يُذكَر أن السواد الأعظم من أبناء مدينة عدن لا يفضلون زعامات الحراك القادمة من أبين أو لحج أو الضالع، ويعتبرون هؤلاء فرقاء يتناحرون على السلطة - ويدفع الثمن أبناء عدن الذين هم مزيج من يمنيين (من الشمال والجنوب) وصوماليين ومن عرقيات هندية.

ورغم كل التباينات السابقة فإن جميع من ينطلق إلى الشارع يتفقون على أن خروج الجماهير هو مكسب حقيقي يعلي من شأن هذه المناطق التي تنتمي إليها هذه الجماهير، ومتفقون كذلك على رفع شعار موحد وهو 'فك الارتباط'. وعوامل الاتفاق هذه تمثل القوة الضاغطة على السلطة، ومن دونها لن يكون لـ'الحراك' حضوره الحالي.

الموقف من «الحراك»

الاختلاف الناشئ بين فصائل الحراك، يقابله أيضاً اختلاف في وجهات نظر الآخرين للحراك، سواء في الجنوب أو الشمال، إذ هناك من يرى أن الحراك مؤامرة دولية، بينما يرى آخرون أن ثمة ما يستحق الخروج لكن لا شيء يبرر الدعوة إلى الانفصال. أيضاً هناك من يقول إن الحراك تحوّل من مساره الطبيعي من مطالب حقوقية شرعية إلى مشروع سياسي استغله أشخاص لتحقيق مصالح شخصية بحتة، أو لابتزاز النظام والانتقام منه.

كما أن أحزاب المعارضة المنطوية تحت 'اللقاء المشترك' تدعم مطالب 'الحراك' الحقوقية، لكنها ترفض مطالبه بـ'فك الارتباط'، أو اللجوء إلى العنف. وهذا أيضاً على ما يبدو رأي المحيط الجغرافي لليمن والمنظومة العربية، التي تنصح بالتعقل وتدعو الدولة إلى معالجات حقيقية.

حراك الفتيان

بالنظر إلى وجوه المشاركين في مسيرات وفعاليات الحراك في جنوب اليمن، نلاحظ أن أغلبية جماهير الحراك هم من جيل الوحدة، التي يكتمل عقدها الثاني في 22 مايو 2010، سواء أولئك الذين تفتح وعيهم السياسي بعد الوحدة وإن كانوا من مواليد ما قبلها، أو الذين ولدوا في فترة إبرام اتفاقيات وإعلان الوحدة. ولهذا الأمر كما يرى مراقبون، دلالات وأسباب عدة، منها القصور في أداء وزارات التعليم والشباب والثقافة بدورها في زرع وتثبيت الثقافة الوطنية، وتجاهل مخاطبة الوجدان وإهمال شريحة الشباب (ذكوراً وإناثاً)، وارتفاع معدل البطالة، وعدم كفاءة الدولة في التوظيف، وانشغال السلطة والمعارضة بالتزاحم الحزبي طوال العقدين الماضيين على عناوين الصحف.

كما يحمل هذا الاحتشاد الفتي للحراك دلالات عدة منها: أن إطروحات الحراك سرت في أوساط الفتيان والأطفال، الذين لم يعرفوا مآسي التشطير من قبل ولم يشهدوا تحولات كبيرة تكسبهم خبرة سياسية، وكذلك لا يقلبون الاحتمالات من أجل اتخاذ قرارات سليمة. كما أن هذه الفئة قليلة الكلفة أثناء حشدها، وهم الأكثر استعداداً للاندفاع وللتضحية والأكثر صدقاً في الانضواء وإثبات الولاء. ويلعب الفراغ الأسري والوظيفي دوراً في جعلهم ينخرطون في أي نشاط قد يخلق لديهم مبرراً للبقاء، وذلك بحكم ارتفاع معدلات البطالة التي تتجاوز الـ40 في المئة وغياب المؤسسات والمرافق المخصصة للشباب ليشغلوا فيها أوقاتهم ويسهمون بفاعلية في محيطهم.

سقف المطالب

هل سيتراجع قادة الحراك عن الدعوة إلى الانفصال في حال قيام الدولة بإصلاحات حقيقية، وتعاملت مع قضاياهم ومطالبهم العامة بإيجابية، أم أن الانفصال أصبح مطلباً بحد ذاته، لا تراجع عنه؟

الإجابة عن السؤال السابق صعبة من الناحية العلمية والميدانية أيضا، في ظل الحصار الأمني المفروض على معاقل الحراك في مثلث النار (الضالع ولحج وأبين) والمخاطر التي قد يتعرض لها الصحافي (من الشمال) في حال محاولة زيارة هذه المناطق. وللتوضيح هذا لا يعني أن هناك توجهاً في الحراك لمضايقة الصحافيين، ولكن قد يكون هناك أفراد متهورون يستهدفون مضايقة أبناء الشمال، أكانوا زوّاراً أم مقيمين.

ومما يزيد من صعوبة الأمر هو أن الحراك ليس لديه قيادة واحدة، بالتالي يثابر الجميع الآن ويزايد بعضهم على بعض في رفع سقف المطالب إلى الحد الذي يجعل من الحراك، وكأنه يغرد خارج مضمار السياسة. ومطلب 'فك الارتباط' يضع الجميع في ورطة: قوى الحراك وفصائله والسلطة من جانب وأحزاب المعارضة التي تدعي قدرتها على إدارة الشارع من جهة أخرى. فضلا عن التحفظ الحذر القادم من المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي تجاه ما يجري في جنوب اليمن.

نقطة نظام

أحدهم قال: 'حقيقة لقد حصلنا إلى الآن على أكثر مما كنا نريد، وتم حل كل قضايا المتقاعدين وأغلبية مشاكل الأراضي، والآن لا نريد أن يذهب الحراك بمجرد مطالب، بل نريد مكاسب سياسية أكثر'.

قد يصل الحراك إلى مرحلة يمكن تسميتها بمأزق النضال، إذ تحصل على ما تريد قبل أن تستنفد حماسك، وهناك مَن وجد في الحراك انتعاشة نفسية، وعملاً يومياً. ومثل هؤلاء لا يعنيهم النتائج ولا الإصلاحات، بقدر ما يخيفهم أن يأتي يوم يصبحون فيه بلا حراك، وقد يصبحون ضحايا حماسهم.

ولهذا يحذر الشيخ ياسر العواضي من أن الحراك عند انتهاء مشروعه السياسي ومبررات خروجه، 'قد يتحول إلى حراك عصابات، بسبب أن أشخاصاً وجدوا أنفسهم سنوات يتصدرون المشهد الاجتماعي، فقط لأنهم في الحراك. وهؤلاء أشخاص لا يجيدون غير التأليب وإحداث الفرقعات. وما لم يتم استيعابهم أثناء حلحلة الأزمة كلها، فلن يجدوا لهم موقعاً في مرحلة ما بعد الحراك'.

ما سبق قراءة عامة وإجمالية، ويمكن القول إنه عند حدوث إصلاحات حقيقية يلمسها المواطن العادي ويعاد فيها الاعتبار الحقيقي إلى القانون والنظام، ويتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات، فإن جزءاً من الحراك، وهو الأغلب، سيعلن رضاه بهذه الإصلاحات. لأن مثل هذا التحول كفيل بشغل الناس بشؤونهم عن الخروج إلى الشارع.

وقد يلتزم جزء آخر الهدوء إلى حين التأكد من استمرارية هذه الإصلاحات وفاعليتها، بينما سيستمر جزء ثالث على ما هو عليه، خصوصاً أولئك الذين لن يجدوا لهم موقعاً في التسميات السياسية المصاحبة لهذه الإصلاحات.

خلاصة

الواضح أن عوامل نهوض حركة سياسية قد توافرت في ظاهرة الحراك الجنوبي، ولكن مع وجود خلل في التوازن بين تلك العوامل، مما يؤدي إلى اضطراب في منظومة الحراك. وتفشي الفساد وسوء إدارة الدولة والسياسات الخاطئة وتنامي المظالم وفرت مجتمعة بيئة خصبة لظهور الحراك، وهذا الحال ينطبق على الوضع في الشمال. والعامل الثاني يتمثل في خروج المتقاعدين من عسكريين ومدنيين والتفاف الناس حولهم. لكن عامل التأطير السليم وما يرافقه من اختلافات بينية من حيث الدوافع والتكتيكات شكل تحدياً أمام الحراك في تحقيق إنجازات على الواقع.

وإن كانت فصائل الحراك مجتمعة أو متفرقة استطاعت أن تؤرق النظام بصلابة مواقفها وتنامي مطالبها، إلا أن مثل هذا الوضع يمنح السلطة فرصة - ربما أخيرة - لتلعب على هذه الاختلالات وتشتت جهود قوى الحراك المختلفة، في سبيل إيجاد حلول جذرية لمسببات المشاكل لا للأعراض. أيضا ليس من أجل استقطاب فصيل ليضرب به آخر، بل من أجل اجتثاث جذور الأزمة كلها.

ومن الأهمية بمكان أن من الآثار السلبية لهذه التعبئة التي اتسمت بالمناطقية (شمال، جنوب)، الحاجة إلى مجهود كبير لإزالتها من قلوب الشباب الذين سيكونون رجال الغد، وهذا ما يحِّذر التربيون من آثاره على المدى البعيد.

كما أن التعبئة الشديدة التي حُقِنت بها جماهير الحراك ستجعل من الصعوبة على قادة الفصائل إعلان درجة من الرضا إزاء أية إصلاحات، مهما كانت كافية، إلا بعد بذل مجهود كبير في أوساط الناس، لأن هناك شبه تخوين لمَن يقبل بأقل من 'فك الارتباط' على الأقل في وقتنا الراهن. كما تعتمد القضية على كيفية تصوير الدولة لأي إصلاحات في نظر الناس. إذ يمكن لهذا الطيف الحراكي أو ذاك تسفيه أية إصلاحات والتقليل من شأنها ومن جدواها، لذا قد يستلزم الأمر بذل مجهود كبير متزامن مع أية معالجات يصب باتجاه خطاب الأشخاص وتغيير معايير الحكم على الأشياء والأحداث.

ومن الأهمية إدراك الفوارق الشاسعة بين ظروف الأزمة السياسية بين السلطة والحزب الاشتراكي عقب 1993، وكذلك ظروف الحرب الأهلية صيف 1994، والأزمة القائمة اليوم في الجنوب. وعلى الدولة ألا تعتقد أن مجرد اتهام قيادة الحراك وعناصره بـ'الشرذمة الانفصالية' سيكفل التأييد الشعبي الواسع كما حدث في صيف 1994. ببساطة مدخلات الأزمة اليوم واللاعبون فيها أنتجت واقعاً مختلفاً تماماً عما حدث حينذاك.

«الوحدة»... منذ أول توقيع حتى آخر طلقة

بدأت لقاءات واتفاقيات الوحدة منذ ما قبل عهد الرئيس علي عبدالله صالح، وتحديداً منذ حكم القاضي عبدالرحمن الإرياني، ثم الرئيس إبراهيم الحمدي في الشمال الذي اغتيل في عام 1977، وقبلها كان هناك عدد من الاتفاقيات، منها اتفاقية القاهرة 1972 وطرابلس 1972 والجزائر 1973.

وتواصلت الجهود في عهد الرئيس صالح، فعُقِدت عدة لقاءات أهمها لقاء الكويت في 28 مارس 1979 برئاسة صالح من الشمال، والرئيس عبدالفتاح إسماعيل من اليمن الجنوبي، وتم عقد مؤتمر للصلح بين الشطرين إثر مواجهات على الحدود، واتفق الجانبان على استئناف التفاوض بشأن مشروع الوحدة اليمنية، وضرورة انجاز الوحدة وتسهيل كل الطرق التي تؤدي إلى قيام دولة واحدة وإنهاء التشطير.

وحضر هذا المؤتمر المغفور له، بإذن الله، أمير الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح، وجمع من الدبلوماسيين والمراقبين العرب والدوليين.

ثم توالت اللقاءات وعُقِد اتفاق صنعاء 1980 واتفاق عدن 1980 واتفاق عدن 1981 واتفاق تعز 1981 واتفاق تعز 1982، ثم قمة تعز 1988، واتفاق تنقل المواطنين 1988، وبيان لقاء صنعاء 1979.

وأُعلِن قيام الوحدة بين شطرَي اليمن يوم 22 مايو 1990 قبل موعدها المقرر يوم 30 نوفمبر 1990، بقيادة كل من الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس علي سالم البيض، وأُعلن قيام الجمهورية الواحدة «الجمهورية اليمنية» بعلم واحد ونشيد وطني واحد واسم واحد وحكومة واحدة أُعلن تشكيلها في الحال، وترأس الدولة الجديدة علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض، وترأس الحكومة حيدر أبوبكر العطاس (جنوبي) ثم أقيمت أول انتخابات برلمانية في عام 1993، وترأس البرلمان ياسين سعيد نعمان (جنوبي).

واستمر شهر العسل بين الطرفين عامين بعد الوحدة، ثم بدأت سلسلة اغتيالات لقادة جنوبيين وبدأت الأزمة بين الرئيس ونائبه لينفجر الوضع في مايو 1994، وينتهي بخروج علي سالم في 7 يوليو منهزماً لاجئاً خارج البلاد حتى اليوم.

في الحلقة الأخيرة

تلقي 'الجريدة' في الحلقة العاشرة والأخيرة من الملف الشائك، نظرة سريعة على أبرز مواضيع الحلقات السابقة من أجل تقديم المشكلة بصورتها الكلية، إضافةً إلى تبيان موقف المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة، مما يجري في اليمن. ويختتم الملف بقراءة استراتيجية للحلول التي تطرحها الأحزاب والناشطون والمنظمات الدولية، الهادفة إلى إعادة الاستقرار إلى المناطق اليمنية الساخنة.
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
18-11-2010, 11:05 PM
ليوان المعارف
user_offline.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 328

icon1.gif

اليمن... من حلم الوحدة إلى كوابيس الانفصال
أزمة الجنوب كنتيجة لمشكلات استراتيجية
صنعاء – محمد الأسعدي
شارك في الإعداد عبد العزيز المجيدي

على مدار أسبوع القمة العربية التي انعقدت في مارس الماضي بمدينة سرت الليبية، احتفت وسائل الإعلام اليمنية الرسمية بمبادرة اليمن التي تقدم بها الرئيس علي عبدالله صالح لإصلاح المنظومة العربية، وجعلت منها حدثاً كتبت فيه قصائد شعرية وغنائية.

في السنوات الأخيرة، تقدم اليمن بمبادرة لإصلاح الأمم المتحدة، وأخرى لإصلاح العمل العربي المشترك، وثالثة لرأب الصدع الفلسطيني، وبذل مساعٍ لحل أزمة الصومال، وكلها لا شك جهود محمودة، وأغلبها يحوي مضامين تستحق النظر فيها، لكن لسان حال الشارع اليمني يقول: 'نحن أَولى باهتمام الدولة، بدلاً من صبّ جهودها في صيغ مبادرات لإصلاح العالم والمنطقة، خصوصاً أن الأزمات أرهقت كواهل المواطنين في الشمال والجنوب'.

ويشهد اليمن اليوم تحديات استراتيجية بالغة الأهمية في مستوى تعقيدها وخطورتها، كما يواجه تحديات اقتصادية وأمنية، لكن التحدي الأكبر على المديين القريب والبعيد هو كيفية الحفاظ عليه كـ'دولة موحدة'.

ذات يوم كان مجرد ذكر كلمة 'الانفصال' في الصحافة اليمنية ضرباً من المغامرة، وقد يترتب على الأمر أخطار لا تُحصى، لكن منذ يوليو 2007 بات رفع علم 'اليمن الجنوبي' أمراً وارداً.

بحلول 22 مايو 2010، سيحتفل اليمن، الذي يطل على أهم طرق الملاحة الدولية والمحاذي لأكبر دولة منتجة للنفط، بمرور عقدين على توحيد شطريه الشمالي والجنوبي، لكن اليمن هذه المرة سيبلغ الذكرى الـ20 وقد أصبحت مطالب العودة إلى ما قبل الوحدة أكثر حضوراً في أجزاء من بعض المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت تمثل قوام اليمن الجنوبي قبل عام 1990.

فتداعيات الاضطرابات التي تشهدها تلك المحافظات تتشكل في الميدان على نحو يهدد الاستقرار، في ظل تصعيد متبادل بين السلطة وقوى الحراك الجنوبي.

وعلى نحو شبه يومي، لا تمرّ نشرات الأخبار من دون ذكر 'الجنوب' كساحة احتجاجات، وأحياناً صدامات بين قوات الشرطة وعناصر 'الحراك الجنوبي' في بعض المدن، فضلاً عن تطورات القضية، التي تأتي من خارج البلد الفقير والمنهك بالأزمات.

مشاكل استراتيجية

تظل مشكلة اليمن في عدم قدرته على استيعاب التمويل الخارجي المقدم من المانحين، أكبر مصدر للإحراج، خصوصاً أن أيادي السلطة ممدودة لمزيد من الدعم، ولم تتمكن الحكومة من صرف مخصصات المشاريع التنموية الممولة من المانحين.

يُذكر أن اليمن تسلم حتى نهاية 2009 فقط، 20 في المئة من تعهدات المانحين في مؤتمر لندن 2006، التي بلغت 5.1 مليارات دولار، ولم يصرف إلا 80 في المئة ممّا تسلمه.

ويجري حالياً اختبار نظام صرف آلي يسهل عملية الصرف من التمويل الخارجي في إطار مشروع تجريبي، تموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، على ثلاثة قطاعات حيوية هي التربية والزراعة والصحة، ويتوقع أن يزيد هذا النظام طاقة اليمن في استيعاب مبالغ أكبر من المانحين قروضاً كانت أم مساعدات، كما سيعزز النظام الجديد الشفافية ويقلل فرص الفساد المالي، حسب قول مسؤول في وزارة المالية، وينفذ هذا المشروع فريق يمني بواسطة مؤسسة تدبير النظم الدولية الأميركية.

ويمكن أن يشكل الجنوب تحديا كبيرا، لكن تفاقم المشكلة هناك مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، يجعل اليمن برمته بقعة مضطربة تتخوف القوى الإقليمية والدولية من انزلاقها إلى الفشل، فالنفط الذي يوفر 70 في المئة من الموازنة العامة للبلد، مهدد بالنضوب، كما يقع أكثر من 50 في المئة من سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 23 مليون نسمة تحت خط الفقر، إضافة إلى أن اليمن يغرق في صراعات سياسية داخلية، كما حدث في صعدة المحافظة الشمالية التي شهدت 6 حروب بين الحوثيين والجيش منذ يونيو 2004، وامتدت إلى السعودية في نسختها الأخيرة عام 2009، يرافق ذلك إخفاق حكومي في إدارة الموارد المحدودة بكفاءة وفاعلية، من جراء تفشي الفساد بحسب تقارير دولية واعترافات مسؤولين رفيعي المستوى.

طارق الشامي، رئيس دائرة الإعلام والثقافة في حزب 'المؤتمر الشعبي العام' الحاكم، يؤكد أن السلطة 'ستشكّل لجانا من أعضاء مجلسي النواب والشورى والسلطات المحلية في المحافظات الجنوبية، للوقوف أمام أي مطالب'، وهذا النوع من المعالجات لا يبدو انه سيقدم حلا أمثل ممّا سبق.

ويتحدث عن وجود 'توجه جاد من الدولة لإجراء إصلاحات دستورية وقانونية'، تكفل الانتقال إلى نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات، بالتزامن مع إصلاحات 'تنموية واقتصادية تحد من الفقر والبطالة'.

المشكلة في الجنوب باتت أكبر حسب ما يعتقد رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن، الذي يرى أنه 'لا يمكن معالجتها بهذه الوسائل التقليدية'.

يفضل حسن قراءة ظاهرة الحراك باعتبارها 'تعبيرا عن حالة رفض وغضب في الجنوب'، ويقول إن القضية الجنوبية 'قضية استثنائية، فهي قضية موقع وجغرافيا معطلة لا تقوم بدورها وانعكست على المواطنين وعدم قيامهم بدورهم،' مشيراً إلى ما يكرره أبناء الجنوب من شعورهم بـ 'التهميش'، لكنه لا يذكرها صراحة.

ويتابع: 'عدن معطلة رغم أنها بوابة اليمن إلى العالم، وحضرموت كذلك رغم أنها بوابة اليمن إلى الخليج'.

كابوس التشطير

أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء الدكتور محمد الظاهري يقول إن استمرار المعالجات بذات الطريقة 'سيقود إلى خطر التشطير والتجزئة '، ويضيف: 'إذا استمرت السلطة في تحايلها السياسي وعجزها عن القيام بواجبها، أخشى أننا سنصل إلى أكثر من يمن وأخاف حربا أهلية، على أولئك أن يدركوا أن أي مساس بالوحدة لا سمح الله، لن يعود الوطن إلى شطرين، كما يعتقد البعض: شطر شمالي وشطر جنوبي، بل سيتجزأ وستكون هناك دويلات ونتوءات عديدة، وسيتقاتل أبناء الشعب من بيت إلى بيت ومن طاقة إلى طاقة ولن يجدوا طريقا آمنا ولا طيرانا ولا سفينة تبحر'، هكذا حذر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في أبريل 2009 في معرض تحذيره من المخاطر التي يمكن أن تؤدي إليها دعاوى إنهاء الوحدة اليمنية.

ويضيف الرئيس صالح: 'عليهم أن يأخذوا العبرة مما حدث في دول أخرى، وأن ينظروا إلى ما يحدث في العراق، مليون ونصف المليون قتيل بعد أن انهار النظام العراقي، وينظروا إلى ماذا يحدث في الصومال، إذ يتقاتل الصوماليون من بيت إلى بيت، لهذا فالوحدة هي منجز عظيم ضمتنا جميعا ومسؤوليتنا جميعا أن نحميها ونصونها ونبحر بهذه السفينة ونقودها إلى بر الأمان، دون أن نسمح لأي كان أن يستهدفها بمشاريعه الصغيرة والأنانية'.

وتجاه هذه المخاوف، بذلت الدولة مساعي باتجاه الحلول، لكن هناك من يرى أن الجهاز التنفيذي في الدولة هو من يعطل الحلول.

يقول رئيس اتحاد نقابات عمال اليمن-فرع عدن عثمان كاكو، إن 'السلطة التنفيذية تستولي عليها سلطة نافذة'. ويضيف أن 'هناك حربا وصراع مصالح في السلطة من أبناء الشمال أو الجنوب، الذين يؤججون الحراك في الشارع الجنوبي'.

ويعتقد مراقبون أن كثيرا من فرص حل المشكلة قد تسرب، وهناك شك في قدرة السلطة على تسوية الأمور بتلك البساطة بعد سنوات من الإخفاق في التعاطي الآمن معها، وبناء على ذلك، ينصح تقرير مركز دراسات الشرق الأوسط في واشنطن، الإدارة الأميركية بدعم الوحدة واستقرار اليمن، وهذا ما أكدت عليه كل زيارات المسؤولين الأميركيين لليمن، لكنه نبه صناع السياسة الأميركية إلى أن يكون الدعم مشروطا بـ'التزام يمني باحترام المؤسسات الديمقراطية وحكم القانون والحريات الصحافية وحقوق الإنسان'.

ويجمع خبراء محليون وأجانب في الشأن اليمني، على أنه اصبح من الصعوبة بمكان تقديم حلول دون مشاركة واسعة من النخب المحلية وبإشراف وسيط خارجي يتسم بالمصداقية، لكن إقناع صنعاء بهذا قد يأخذ وقتا طويلا، فالدعوات المحلية إلى إجراء حوار واسع وشامل، مع جميع الأطراف يواجه بمناورات دائمة كما تقول الأحزاب.

'لا يوجد أي تحفظ عن الجلوس مع أي قوى سياسية على طاولة الحوار سواء في الداخل أو الخارج،' يقول طارق الشامي، ولا تخلو هذه المرونة المفترضة من شروط، فالحوار يمكن أن يحدث بالنسبة إلى السلطة 'مادام أنه يندرج تحت سقف الدستور والوحدة والجمهورية'، حسب قوله.

ويبدو من استئناف المراسلات بين حزب 'المؤتمر' الحاكم وتكتل 'اللقاء المشترك' المعارض منذ مطلع أبريل 2010، بخصوص التحضير للحوار الوطني، دليل على تقارب في الرؤى السياسية، وإن كانت أحزاب المعارضة تتعامل بحذر مع تفاعل الحزب الحاكم، في ظل تواصل الهجمة الإعلامية عليها في الصحف الرسمية.

تفاوت وتهاون

محلياً تحظى القضية الجنوبية باهتمام من كل أطراف المعادلة السياسية مع تفاوت في الإحساس بخطورتها. ويقول رئيس منتدى التنمية السياسية ان 'معظم الأطراف تملك الاهتمام، لكنها تفتقد القدرة والجسارة الكافية للإسهام في المعالجة، مشدداً على أن هناك فرقا بين الاهتمام والقدرة.

بنظر رئيس منتدى التنمية السياسية، وهو من أبناء محافظة الضالع في الجنوب، فإن معالجة المشكلة في الجنوب تحتاج إلى 'جسارة سياسية غير عادية، وأحزاب اللقاء المشترك المعارض وقيادات الحراك الجنوبي غير قادرة على امتلاك هذه الجسارة'.

ويضيف حسن أن الرئيس صالح وحده القادر على أن يكون جسوراً لمواجهة هذه الأزمة بشكل سلمي 'يعيد إلى الأذهان جسارة الرئيس نفسه، عندما قرر الذهاب إلى عدن لتوقيع اتفاقية الوحدة عام 1989 وترك الجميع خلفه في صنعاء'.

تقديرات حسن تتفق إلى حد ما مع ما ذكره التقرير الأميركي الذي أكد أن حل الأزمة الجنوبية سلميا 'يعتمد جزئياً على رغبة الرئيس صالح في التدخل إلى تسوية وكذلك معالجة مظالم الجنوب بطريقة جديدة'.

سيناريوهات

بالنسبة إلى الحراك الجنوبي، ليس هناك ما يشير إلى انه يفكر في التسليم بقوة الأمر الواقع، ما يعني أن وتيرة الاحتجاجات ستظل على حالها إن لم تتصاعد، وقد تتسع رقعة الاضطرابات في البلاد مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، وقد نشاهد حراكاً في المحافظات الشمالية،' كما يقول الدكتور الظاهري في صنعاء ويؤيده الرأي عثمان كاكو، رئيس اتحاد نقابات العمال في عدن.

من جملة السيناريوهات المحتملة 'استمرار حالة التمرد في الجنوب'، وفي هذه الحالة، فإن 'قابلية الاقتصاد للنمو والتطور ستتعرض لتهديدات أكثر، بينما يمكن للفوضى الداخلية أن توفر مساحة إضافية لتنظيم القاعدة كي توسع نفوذها، بحسب التقرير الأميركي.

وإذا انزلقت الأوضاع إلى هذه الحال، فإن آثار ذلك لن تقتصر على اليمن وحده بل ستشمل جواره الجغرافي والمصالح الدولية المباشرة وغير المباشرة، فاليمن بلد مهم بالنسبة إلى المصالح الحيوية للعالم، فهو يطل على أهم طرق الملاحة العالمية، إذ يعبر بمحاذاة شريطه الساحلي نحو 3 ملايين برميل تتدفق للعالم نفط يوميا، ويحاذي اكبر دولة منتجة للنفط في العالم وهي المملكة العربية السعودية.

ربما هذا هو ما يدفع رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن إلى القول: 'العالم لن يسمح للأوضاع المضطربة بالاستمرار، فلا اليمن ولا الإقليم يستطيع تحمل بقاء الأمور على ما هي عليه'، لذلك يتوقع أن 'يمارس العالم الخارجي ضغوطا كبيرة نحو حل المشكلة،' مستبعدا أن يتدخل فيها بشكل مباشر.

لكن ما من احد يجزم بأن ذلك قد يحدث على وجه التحديد، لتظل التطورات مفتوحة على كل الاحتمالات، بما فيها الانفجار الكبير.

أولويات

يسعى فريق ممن يطلقون على أنفسهم بـ'الإصلاحيين الشباب'، وعلى رأسهم نجل الرئيس الأكبر أحمد، الذي يقود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، إلى تقديم حلول استراتيجية سريعة لما أطلقوا عليه 'الأولويات العشر'، وتتمثل في إحلال 100 شاب يمني من الكفاءات المتميزة، والتي تلقت تعليماً نوعياً في الغرب، بمواقع القرار في قطاعات الدولة المختلفة، وحل مشكلة الأراضي (في الجنوب)، وتفعيل دور العاصمة الاقتصادية عدن، ورفع الدعم عن المشتقات النفطية من دون إحداث أي تضخم في الأسعار، وخلق فرص عمل للشباب في اليمن والخليج، وكذلك تحسين صورة اليمن، من أجل جذب وتشجيع الاستثمار الأجنبي، وتوفير حلول لمشكلة المياه، وتفعيل دور الدولة تعزيز سلطة القانون.

وتلقى هذه الأولويات اهتمام المانحين، إلا أن هناك قيادات بارزة في الحكومة وسلطات الدولة تعارضها وتحاول تعطيلها لأنها كما يبدو تمس مصالح الجيل الأول، حسب أحد مؤسسي هذه المجموعة.

وبناءً على تقييم للوضع القائم في اليمن، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن مشروعين هما الأكبر منذ معاودة نشاطها في اليمن منذ قرابة 10 سنوات، في إطار استراتيجية تمتد من 2010 حتى 2012، ويهدف المشروعان إلى محاولة معالجة أو إزالة عوامل الاضطراب في ثماني محافظات منها خمس جنوبية: أبين وعدن ولحج والضالع وشبوة، وتقدر قيمة المشروعين بحوالي 121 مليون دولار أميركي، وقد تمتد فترة المشروعين من ثلاث إلى خمس سنوات، يتوقع أن يتم البدء فيها في يونيو.

مقترحات حلول

أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني د. ياسين سعيد نعمان قال في كلمة له حول 'وثيقة الإنقاذ الوطني' التي تقدمت بها المعارضة: 'وثيقة الإنقاذ تقدم أفكاراً مهمة على هذا الصعيد من الممكن أن تشكل أساساً لحوارات جادة ومثمرة، ولن يكون مفيداً تفريغ الأزمة بإصلاحات جزئية لاتمس جذر المشكلة لأن هذا لن يعني أكثر من مجرد ترحيل لهذه الأزمة وتواطؤ مع مخرجاتها المخيفة التي أخذت تنقل المشكلة من أيدي اليمنيين لتضعها في إطار مختلف عن الحاجة الفعلية إلى معالجة الأزمة ومظاهرها الأساسية'.

في مارس 2010، أطلق حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) مبادرة دعت إلى الأخذ بالنظام الاتحادي الفدرالي على أساس إقليمين، تقترح المبادرة تطبيق نظام حكم محلي كامل الصلاحيات للوحدات في إطار كل من إقليمَي أو ولايتَي الدولة'.

ويقول إن هذا النظام 'يضمن لليمن استمرارية وحدته، في ظل دولة فدرالية واحدة متماسكة، بدستور واحد، ومواطنة واحدة، ورئيس واحد، وعلم واحد، وجيش واحد، وسياسة خارجية واحدة'.

وكان رئيس حزب 'رأي' عبدالرحمن الجفري قال ان 'الحل يبدأ بالجلوس على طاولة الحوار ويكون مفتوحا لجميع اللاعبين السياسيين، بمن في ذلك قادة الحراك في الداخل والخارج والحوثيون، ولا يُستثنى أحد'.

عثمان كاكو يقول إن 'الحل يبدأ بثقافة الاعتراف بالمشاكل الموجودة وعند الاعتراف بالآخر، وأن تتم إعادة النظر في الخطاب السياسي الذي وصفه بـ'خطاب موتور على مستوى عام وملتف لا يتناول الواقع بثقافة الاعتراف'، مضيفاً أن 'اليمن في حاجة إلى عقل سياسي يفكر ثم يقرر، لا العكس'.

تشكيك وتشجيع وحياد

في ختام هذا الملف بشأن قضية جنوب اليمن، تجدر الإشارة إلى أنه، خلال رسمنا لخطة الملف، كنا على يقين أن مثل هذا العمل سيلاقي جمهوراً واسعاً من القراء من داخل اليمن وخارجه– من يمنيين أو عرب، مع ما يجري أو ضده. وأقدمنا على المهمة ونحن على يقين أننا سنتعرض لكثير من الانتقادات وربما التشكيك في مدى مهنيتنا في ما ننقله إلى الناس على صفحات 'الجريدة'. وحدث بالفعل أن تلقينا قدراً لا بأس به من التشجيع، ومعلومات إضافية، وأيضاً في المقابل تلقينا كثيراً من الكلام القاسي والنقد غير البنّاء من إخوة يتوقعون من صحافي ما أن يخاطب رغباتهم ويغفل الطرف الآخر. وخلال إعداد 'الملف'، تجردنا من كل الانتماءات التي قد تؤثر في حيادية الطرح، وهناك من تفاعل بإيجابية عالية وساند بالرأي والنصيحة، التي عملنا بكثير منها حيثما وجدناها لا تتحيز لطرف.

تلقينا نقداً ممن يتعصبون للوحدة عاتبين علينا من إتاحة فرصة لأصحاب 'الحراك' للتعبير عن آرائهم، ومعتبرين أننا تخلينا عن أهم الثوابت الوطنية وهي الوحدة، لكننا بمجرد أن سمعنا أصواتاً كهذه من أصدقاء أعزاء وشخصيات قيادية في الدولة شعرنا أننا فعلاً حياديون ونقف في الوسط، وكان في ذلك عزاؤنا.

وسيظل هذا الجهد متواضعاً ومحدوداً لأنه من المستحيل أن يشمل الملف كل شيء وكل جانب وطرف بالتفصيل الوافي، خصوصاً أننا طرحنا هذه السلسلة على قراء 'الجريدة' بلغة يمكن متابعتها، بعيدة عن السرد التاريخي المجرد، أو اللقاءات المطولة المملة.


منقول من الجريده
 
أعلى