أكاديميون وكتاب: فؤاد زكريا... صاحب مبدأ ورؤية ثاقبة للواقع
المكتب الثقافي المصري في الكويت احتفى به بندوتين علميتين
ثقافة - السبت، 26 مارس 2016 / 222 مشاهدة /
26
المشاركون في الندوة التي أقيمت في مقر المكتب الثقافي المصري
×
1 / 2
شارك:
+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
نبيل بهجت: اشتبك مع الواقع ليغيره مهما كانت العواقب
فهد المطيري: استنزف جُلّ طاقته في إقناعنا بأهمية التفكير العلمي
محمد السيد: أهم مبدأين شغلاه عبر مسيرته الفكرية هما العقلانية والحرية
سليمان الشطي: أثرت كتاباته على تفكيري في فترة مبكرة قبل قدومه للعمل في جامعة الكويت
عبدالمالك التميمي: كان يرى أن العلمانية هي الحل في المجال السياسي
عبدالله الجسمي: نادى بضرورة شيوع طرق التفكير العلمي
احتفى المكتب الثقافي المصري في الكويت في إطار أسبوعه الثقافي بذكرى الفيلسوف الراحل الدكتور فؤاد زكريا، من خلال ندوتين الأولى أقامها المكتب في مقره بمشاركة الدكتور عبدالله الجسمي استاذ الفلسفة في جامعة الكويت، والدكتور فهد راشد المطيري أستاذ اللسانيات في الجامعة نفسها، وأدارها الكاتب ابراهيم فرغلي.
والثانية أقيمت في قسم الفلسفة في جامعة الكويت وشارك فيها كل من الدكتور سليمان الشطى الأستاذ بقسم اللغة العربية والدكتورعبد المالك التميمى الأستاذ بقسم التاريخ، وأدار الندوة الدكتور محمد السيد أستاذ المنطق وفلسفة العلوم في جامعة الكويت.
وأوضح رئيس المكتب الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت أن النشاطين يأتيان في إطار أسبوع ثقافي زاخر بالأنشطة الثقافية والفنية والفكرية، وقال: "خصصنا اليوم بأكمله لذكرى المفكر الكبير فؤاد زكريا لأسباب عدة، فقد كان احد المثقفين الفاعلين الذي ارتضى أن يشتبك مع الواقع ليغيره مهما كانت العواقب، وتصدى لأولئك الذين يسعون لإبطال فاعلية الإنسان في الأرض.
في الندوة الأولى- أقيمت في مقر المكتب الثقافي المصري- قدم ابراهيم فرغلي سيرة ذاتية للمحتفى به المولود في العام 1927 والمتوفي في العام 2010، الذي تخرج في قسم الفلسفة في كلية الآداب- جامعة القاهرة عام 1949. وعمل أستاذاً رئيساً لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. وترأس تحرير مجلتي "الفكر المعاصر" و"تراث الإنسانية" في مصر. ثم عمل أستاذاً للفلسفة ورئيساً لقسمها في جامعة الكويت (1974 - 1991).
وقدم الدكتور فهد راشد المطيري ورقة بحث لافتة قائلا: "أبدأ حديثي بسؤال على النحو التالي: لماذا الاحتفاء بهذا الكتاب على وجه الخصوص؟ ثمة أكثر من سبب: أولا، هو كتاب من أشد كُتب الدكتور فؤاد زكريا اتصالا بواقعنا اليومي، ولعله أيضا من أكثرها شمولية لكلّ ما كتب، وثانيا، هو كتاب من تلك الكتب التي لا تعود معها كما كنت قبل أن تقرأها، وثالثا، هو كتاب من تلك الكتب التي تقرؤها في صباك فتنبهر، ثم تعود إليها بعد سنين طويلة فإذا بالانبهار وقد استحال إلى ابتسامة راضية وماكرة في آن واحد".
وختم الدكتور المطيري حديثه بسؤالين افتراضيين: الأول، مفاده: ماذا كان سيقول الدكتور فؤاد زكريا لو أنّ الأقدار أتاحت له أن يشهد اندلاع الثورة المصرية؟ وأجاب: "ليس عندي أدنى حول موقفه الداعم لكلّ ثورة عادلة، ولعله كان سيذكرّنا بضرورة التقليل من أهمية تحديد هوية الحاكم في مقابل التركيز على ترسيخ بناء دولة المؤسسات التي لا تستمدّ قوتها من هوية الحاكم، وهو بذلك يسير على إثر كارل بوبر ونظرته المنهجية إلى طبيعة المجتمع المفتوح وأعداؤه"، وفي ما يتعلق بالسؤال الثاني قال: "أما بالنسبة إلى السؤال الافتراضي الثاني، فبإمكاننا أن نصيغه على النحو التالي: ماذا لو جاء فؤاد زكريا في بيئة مغايرة أكثر تقدّما وأعلى رُقيّا؟ في يقيني أنه كان سيستثمر ثروته المعرفية وذكاءه الحادّ في تعميق البحث الفلسفي الصرف، بدلاً من استنزاف جُلّ طاقته في إقناعنا بأهمية التفكير العلمي"!
والندوة الثانية التي استضافها قسم الفلسفة بجامعة الكويت أشار فيها الدكتور محمد السيد إلى أهم مبدأين شغلا الدكتور فؤاد زكريا عبر مسيرته الفكرية وهما العقلانية والحرية، وأشار إلى رؤيته الثاقبة لأمور قد لا يراها فى حينها الكثيرون ودلل على ذلك بمقال قصير كتبه فؤاد زكريا بعنوان دهاء التاريخ يقارن فيه بين حملة نابليون على مصر وإرسال قوات مصرية إلى اليمن فى ستينات القرن العشرين.
وتحدث الدكتور سليمان الشطى عن تأثير كتابات فؤاد زكريا على تفكيره فى فترة مبكرة قبل قدومه للعمل بجامعة الكويت، وأشار إلى كتاباته حول الفن وغيره من المباحث الفكرية، وإلى مقال قارن فيه بين مخرجات التعليم فى الكويت وفرنسا ليس إعجابا بالفكر الفرنسى وإنما لبيان الاختلاف فى طرائق التفكير. ثم بين أن فؤاد زكريا وإن كان يكتب أحيانا فى الصحف إلا أنه انتصر دائما للكيف ولم يهبط إلى مستوى الكتابات الصحافية المتدنية. وأخيراً أشار إلى الشجاعة الفكرية التى كان يواجه بها المواقف.
ثم تحدث الدكتور عبد المالك التميمى، فأشار إلى مشاركته للدكتور فؤاد زكريا فى أكثر من مؤتمر علمى وكيف أنه والمشاركين تعلموا من طريقته العقلانية الهادئة الحاسمة فى معالجة الأمور، وكيف أنه كان يعنى كل كلمة يقولها من دون زيادة أونقصان وإنما بشفافية ووضوح وأنه يرى أن الدكتور فؤاد هو الذى أنزل لنا الفلسفة من (الجو) إلى الأرض.
ثم أشار الدكتور عامر التميمى إلى اهتمام الدكتور فؤاد زكريا بالموسيقى وأنه شارك العديد من كبار المثقفين فى الكويت فى هذا الأمر، وأنه كان يرى أن العلمانية هى الحل فى المجال السياسى، كما أشار إلى دوره البارز فى تأسيس المجلس الوطنى للثقافة والعلوم والآداب، وإلى معارضته القوية لغزو الكويت فى وقت صمت فيه الكثيرون.
وأخيراً تحدث الدكتور عبد الله الجسمى رئيس قسم الفلسفة فأشار غلى ضرورة الاهتمام بفكر فؤاد زكريا وأكد فى كلمته على كتاب التفكير العلمى الذى يتعين أن يتم تدريسه فى كل المؤسسات التعليمية العربية، والذى ينادى فيه فؤاد زكريا بضرورة شيوع طرق التفكير العلمى ليس فقط بين العلماء فى مختبراتهم وإنما بين كل طوائف وأفراد المجتمع فى حياتهم اليومية. الراي