رائعة أمير الشعراء : أحمد شوقي _ ** مجنون ليلى ** _ مسرحية شعرية


قيس:

مَن مُبلغٌ أمي الحزيـ /// ـنةَ أن عقلي اليومَ ثاب ؟
ومَن البشيرُ إليكِ يا \\\ ليلى بقيس في الركاب ؟
اليومَ أهلا بالحَيا /// ة ومرحباً بكَ يا شبابْ





22lovestory.jpg

www.sayidaty.net155 × 120
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
شيء مش معقول ........

شيء خلى الدنيا .......

زهور على طول و شموع على طول ....

نستعير كلمات كوكب الشرق في اغنيتها سيرة الحب تلك فنقول ....


شيء مش معقول ........

شيء خلى الدنيا .......

ذهول على طول و شعر على طول ....




فعلا هذا الشعر مذهل ....



من روعته و جماله و نسقه و سعة خياله و رنين حروفه و موسيقى مفرداته ..

لا تكاد تنتهي من القراءة في بعض منه حتى تشتاق اليه ...كله

و عند العودة لقراءته .. يبدو و كأنك تقرأه أول مره ... و ينتابك ذهول أكبر مما انتابك في القراءة السابقة ...

و هكذا يكون عليه الأمر في كل مرة



=
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:


نتوقف في نهاية هذا الفصل قليلا لنتحصل على المزيد من المعلومات حول هذا الملحمة الشعرية الرائعة ..... التي تنظف مسامعنا

و
تحي مهجتنا
و
تنقي ذاكرتنا
و
تصفي مزاجنا
مما
علق فيها من ترسبات و هزال خواء الزمن الذي نعيش ..


******


قيس بن الملوح

25px-Question_book-new.svg.png



"إغماء ليلى والمجنون". مُنمنمة فارسيَّة من المؤلَّف الخامس لِنظامي الكنجوي تُظهر إغماء ليلى وقيس بعد لقائهما في إحدى الواحات، من شدَّة الشوق، بعد أن افترقا طويلًا.

قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى (24 هـ / 645م - 68 هـ / 688), شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل نجد. عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.


لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، .


وهو أحد القيسين الشاعرين المتيمين والآخر هو قيس بن ذريح "مجنون لبنى". توفي سنة 68 هـ الموافق 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله



محتويات

 
التعديل الأخير:
نسبه
  • هو: قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العامري الهوازني.
حكايته مع ليلى
من الواضح أن معظم التراجم والسير أجمعت على أن قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، كما يظهر في شعره حين قال :

تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم
ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم

ومما يذكره السيد فالح الحجية في كتابه (الغزل في الشعرالعربي) من قصتهما: "أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمه حيث نشأ معها وتربيا وكبرا سويًا حيث كانا يرعيان مواشي والديهما فأحب أحدهما الآخر فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها.

وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها.

وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه ويتغزل بها في أشعاره، ثم تقدم قيس لعمه طالبا يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجوها إليه،

حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)"، لأن العرب قديماً كانت ترى أن تزويج المحب المعلن عن حبه بين الناس عار وفضيحة،

وهذه عادة عربية جاهلية ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي. وقيل: بل رفض الزواج بسبب خلاف وقع بين والد قيس ووالد ليلى حول أموال وميراث، وأن والد ليلى ظن خطأ أن عائلة قيس سرقت أمواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم أهله. وإن كان الرأي الأول أرجح وأثبت.

وفي نفس الوقت تقدم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقيلي، وبذل لها عشرًا من الإبل وراعيها، فاغتنم والد ليلى الفرصة وزوجها لهذ الرجل رغمًا عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيدا عن حبيبها ومجنونها قيس.

ويقال أنه حين تقدم لها الخطيبان قال أهلها : نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ثم دخلوا إليها فقالوا : والله لئن لم تختار وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجته رغماً عنها.

فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشعر والقصيد ويأنس بالوحوش ويتغنّى بحبه العذريّ، فيُرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد ملقًى بين أحجار وهو ميت.
 
قمبيز (مسرحية)

مسرحية قمبيز

نص مسرحية قمبيز انقر على الصورة للمطالعة
قمبيز مسرحية شعرية كتبها أمير الشعراء / أحمد شوقي تم تمثيلها لاول مره على مسرح رمسيس سنة 1931م

فهرست
زمن الرواية
القرن السادس عشر

مكان الرواية
مصر
  • منفيس عاصمة مصر
  • صالحجر مقر البلاط
أشخاص الرواية
  • أمازيس فرعون مصر
  • بسماتيك ابن أمازيس وولي العهد
  • نفريت ابنة امازيس
  • نتيتاس ابنة فرعون فرعوت أبرياس المقتول
  • قمبيز ملك الفرس
  • تاسو حارس فرعون
  • تتي وصيفة الملكة نتيتاس
  • فانيس كان قائداً في الجيش المصري ثم التحق بلجيش الفارسي

انظر أيضاً
مسرحيات شوقي

أحمد شوقي و سعد زغلول
المعرفة
 
ما لا تعرفه عن أمير الشعراء أحمد شوقي أحمد شوقي المفضلة 2016-10-14 12:04 عمر حسن مشاهير ارسال بياناتك داخل منزل تطل شرفاته على النيل، جلس ممسكًا بقلمه يكتب لنا درر الكلمات بعد أن يزنها بميزان من ذهب، فتنفذ إلى الأذهان مباشرة، وتمس الأفئدة فتحيل الصلد لينًا، وتكسر حواجز الواقع، لتتخطى بإبداعها حدود الخيال، وترسم إلى قارئها عالمًا مفتوحًا يسرح داخله من وحي كلمات الأمير، الذي وثب بجواده في مضمار الشعر، فاستحق عن جدارة لقب "أمير الشعراء". (التحرير - لايف) يرصد لكم 15 معلومة عن "أمير الشعراء" أحمد شوقي بالتقرير التالي.. 1- ولد أحمد شوقي علي أحمد شوقي في 16 أكتوبر من عام 1868 بحي الحنفي في القاهرة لأب كردي وأم من أصول شركسية تركيا. 2- نشأ في قصر الخديو إسماعيل، حيث رافق جدته التي كانت وصيفة لزوجة الخديو، والتي تكفلت بتربيته. 3- حينما وُلد كان يعاني من ضعف في العصب البصري، وكان جميع من بالقصر يعلمون مشكلة الصبي، فحينما شاهده الخديو بصحبة جدته أخبرها أن لديه العلاج، ورمي سرّة من النقود الذهبية لأعلى، فلاح نظر الصبي تجاهها ثم نزل معها من شدة اللمعان، وهنا قال الخديو للجدة: "أنا آخر من ينثر الذهب في مصر". 4- التحق في عمر الرابعة بكتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن الكريم، وتعلم مبادئ الكتابة، ثم انكب على قراءة دواوين الشعر، إلى أن دخل مدرسة "المبتديان" الابتدائية، ومن هنا ظهر نبوغه العلمي والثقافي، فتم إعفاؤه من المصروفات المدرسية. 5- دخل مدرسة الحقوق في سن الخامسة عشرة، وانتسب بقسم الترجمة، ومن هنا بدأت موهبته الشعرية تتضح وتلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني. 6- سافر إلى فرنسا على نفقة الخديو توفيق، وخلال تلك الرحلة كوّن مع زملائه جمعية "التقدم المصري" التي كانت أحد أشكال النضال الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي، ومن هنا بدأت علاقته بالزعيم مصطفى كامل والحديث عن مشروعات النهضة المصرية. 7- تأثر بشعر المتبني وعدد من الشعراء الفرنسيين منهم "راسين" و"موليير"، واستغل موهبته بعد العودة في مدح الخديو ضد الإنجليز، خاصة وأنه تربى في بلاطه وتحت رعايته. 8- نفاه الإنجليز إلى إسبانيا عام 1915، وهناك اطلع على الأدب العربي والحضارة الأندلسية، بجانب إجادته لعدد من اللغات، وشرع لكتابة أشعار الحنين إلى أرض الوطن ثم عاد إلى مصر في عام 1920. 9- بايعه العرب في عام 1927 أميرًا للشعراء، ومن ثم تفرغ إلى المسرح الشعري، فألف عددًا من المسرحيات الشعرية منها "مجنون ليلى" و"قمبيز" و"علي بك الكبير". شاهد أيضا كريم عبد السلام يكسر صمت الشعراء بديوانه «مراثي الملاكة من حلب» كريم عبد السلام يكسر صمت الشعراء بديوانه «مراثي الملاكة من حلب» شعراء جمال عبد الناصر شعراء جمال عبد الناصر «أمل دنقل»..المحارب الجنوبي و أمير شعراء الرفض «أمل دنقل»..المحارب الجنوبي و أمير شعراء الرفض «الخال».. في عيون الشعراء الشباب «الخال».. في عيون الشعراء الشباب شعراء فلسطينيون:الأبنودي شاعر الإنسانية سيبقى حيًا في الوجدان والذاكرة شعراء فلسطينيون:الأبنودي شاعر الإنسانية سيبقى حيًا في الوجدان والذاكرة الأدباء ينعون الأبنودي.. زين العابدين: «الشعراء لا يموتون» الأدباء ينعون الأبنودي.. زين العابدين: «الشعراء لا يموتون» صالح جودت أصغر شعراء «أبوللو» صالح جودت أصغر شعراء «أبوللو» 10- اللقاء الأول بينه وبين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان في أحد كازينوهات الإسكندرية، حينما وجد "شوقي" طفلًا صغيرًا يغني على المسرح، فأعجب به ولكنه طلب لقاءه ومنعه من الغناء خوفًا على صحته ومستقبله، ثم استضافه في منزله لمدة 7 أعوام، كانت من أهم مراحل حياة موسيقار الأجيال، وفيها اهتم أمير الشعراء بتفاصيل حياة الطفل، وأحضر له مدرسًا من أجل تعليمه الفرنسية، وقدمه بعد ذلك إلى مثقفي العصر والحفلات، فجمعته بعبد الوهاب علاقة خاصة لدرجة أنه أوصى بالسلام عليه وهو يحتضر على فراش الموت. 11- تزوج وأنجب ولدين وبنت، وكان يحب زوجته بشدة ويطلق عليها "القطة التركية"، نسبة إلى أصولها التركية. 12- اختار بعد عودته من منفاه مكان منزله المطل على النيل، والذي كان يرى منه الأهرامات، وحينما علم "السادات" بنية الورثة في بيع المنزل بعد وفاة "شوقي" قام بشرائه منهم وتحويله إلى متحف بكامل مقتنياته في عام 1977. 13- روى مدير متحف "شوقي" أنه كان يكتب خواطر الشعرية على أي شيء تطاله يده مثل علبة السجائر، أو "كم القميص"، أو حتى ورقة جورنال. -ahmed-shawki-museo-_33301_33301 14- كان مدخنًا شرهًا، ومصابًا بوسواس النظافة، حيث كان يستحم بالكحول وليس بالماء والصابون، كما كانت أكلته المفضلة هي الفاصوليا الحمراء. 15- على عكس ما روج له الكثيرون، لم يكن هناك عداء شخصي بين "شوقي" وشاعر النيل، حافظ إبراهيم، وإنما كان يتنافس الاثنان في تأليف المداعبات الشعرية لمناكفة بعضهما البعض، فعلى سبيل المثال كتب "شوقي" بيت شعر قال فيه: "أودعت إنسانًا وكلبًا وديعة، فضيعها الإنسان والكلب حافظ"، فرد عليه "حافظ" قائلًا: "يقول الناس إن الشوق نار ولوعة، فما بال شوقى اليوم أصبح باردًا"، وحين مات شاعر النيل رثاه رفيقه بقصيده شعر. 6202 16- توفي في منزله بعد أن فرغ من قصيدة طويلة يحيي بها إحدى المشاريع النهضوية، وذلك في 14 أكتوبر من عام 1932.

للمزيد: http://www.tahrirnews.com/posts/521190/أمير-الشعراء-أحمد-شوقي-محمد-عبد-الوهاب
 
الفصل الثاني

(طريق من طرق القوافل بين نجد ويثرب، على مقربة من حي بني عامر حيث تبدو مضارب هذا الحي على مدى البصر وعلى سفح جبل توباد – قيس وزياد جلوس إلى جذع نخلة، يستشرفان شبحا يسير نحوهما)

قيس:

زياد ما تلك؟ مَن الجُوَيْريَهْ ؟ \\\ أتلك (بلهاءُ) ؟

زياد: أجل قيس ، هيَهْ

(تظهر بلهاء وعلى رأسها قصعة):

قيس:

بلهاء كيف الحي ؟ /// كيف أميه

بلهاء: (وهي تضع القصعة) :

تسأل عنك \\\ كما سألت

(تبدو على قيس كراهة للطعام وعزوف عنه)

زياد:

بالله قيس /// إلا أكلت

(يشتد ميل قيس عن الطعام)

بلهاء: (هامسة لزياد):

زيادُ ، ماذاق \\\ قيسٌ ولا همّا

زياد:

طبخُ يدِ الأمِّ /// يا قيسُ ذُقْ ممّا

الأمُّ يا قيسُ \\\ لا تصبخُ السُّمّا

( ينزع عن القصعة غطاءها).

تعالَ تأمَّلْ قيس، تلك ذبيحةٌ

قيس: عسى اليوم نحرٌ

زياد: أين نحن من الأضحى ؟

قيس:

أرى صُنع أمي يا زياد ، فديتُهَا /// بروحي وإن حمَّلتُها الهم والبَرحا

ستخبرنا البلهاء

زياد:

بلهاء بيّني \\\ ولا تكتمي عنا الحديث ولا الشرحا

بلهاء:

لقد مرّ عرّاف اليمامةِ بالحمى /// فما راعنا إلا زيارته صبحا

طوى الحيّ حتى جاء عن قيسَ سائلا \\\ أظهر ما شاء المودةَ والنصحا

ولاحت له شاةٌ جَثُومٌ بموضعٍ /// تخَيّلها ظلا من الليل أو جُنحا

فقال اذبحوا هاتيك فالخير عندها \\\ فقام إليها يافعٌ يحسنُ الذّبْحا

فقال انزعوا من جثُة الشاة قلبَها /// فلم نألُ قلب الشاة نزعا ولا طرْحا

فلما شويناها رَقَى بعزائم \\\ عليها وألقى في جوانبها المِلْحا

وقال اطلبوا قيساً فهذا دواؤه /// كأني به لما تناوله صَحَّا

زياد:

تعلّلْ قيسُ بالشاة \\\ عساها تُذهب الحُبّا

فما العراف بالمجهو /// ل لا علماً ولا طبّا

ولم تعلمْ عليه البيــ \\\ ـد تدجيلا ولا كذْبا

طبيبٌ جَرّب اليابــ /// ـسَ في الصحراء والرطبا

فذقْ قيسُ ولا ترتبْ \\\ بما قال وما نَبّا

وتلك الأمُّ يا قيس /// أطعها تطِعِ الرّبا

قيس:

زياد اسمع وكن عوني \\\ وخلِّ اللوم والعتبا

إذا ما لم يكن بُدٌّ /// فإني آكلُ القلبا

زياد:

قيسُ يبغى القلب يا بلـ \\\ ـهاءُ أين القلب أينا ؟

بلهاء:

هو عندي ويسيرٌ /// ما اشتهى قيسٌ علينا

هو في الشاة

زياد:

هَلُمِّي \\\ أخرجي القلبَ إلينا

بلهاء:

القلبُ ! أين القلب؟ أيـ /// ـن يا تُرى وضَعْتُهُ ؟

يا ويحَ لي ! نسيتُ أنـ \\\ ـي بيدي نزعتُه !

قيس:

وشاةٍ بلا قلبٍ يداوونني بها /// وكيف يداوي القلبَ من لا له قلب !
 
(تسير بلهاء إلى الحي ويظهر صغار من ناحية الحي يلهون في طائفتين وإذ تقع أبصارهم على قيس وزياد تتغنى كل طائفة بغناء)

الطائفة الأولى:

قيسُُ عصفور البوادي \\\ وهَزارَ الرَّبَواتْ

طِرتَ من وادٍ لوادي /// وغمرتَ الفلواتْ

إيه يا شاعرَ نجدٍ \\\ ونجيّ الظّبَيَاتْ

أضمر الحب وأبدِ /// لأعَفِّ الفتياتْ

الطائفة الثانية:

قيسُ كَشفْتَ العذارى /// وانتهكت الحرماتْ

ودمغتَ الحيّ عارا \\\ في السنين الغابراتْ

قد ذكرت الغَيل دعوى /// واصطنعت الخلَواتْ

صَلِيتْ ليلى ببلوى \\\ منك دون الفتياتْ

(يلتقط قيس بضع حصوات من الأرض ويهم أن يحصب بها الصغار ثم يتردد فينثر الحصى من يديه، بينما يظهر من جانب الطريق الآخر ابن عوف وكاتبه نَصيب)

قيس: (مناجيا نفسه):

قيس لا ، سامحْ صغارا /// لا يُحسون الخطيئه

إنهم فيما أتوه \\\ ببغاواتٌ بريئهْ

لُقِّنوها كلماتٍ /// نَزِهاتٍ أو بذيئه

زياد: (وهو يصرف الصغار):

اذهبوا عودا إلى آبائكم \\\ واذكروا قيسا بخير يا خُبُثْ

اذهبوا أوْحُوا إلى أترابكم /// وليُبَلِّغْ حَدَثاً منكم حَدَثْ

سيطر الحب على دنياكمُ \\\ كل شيء ما خلا الحبَّ عَبَثْ

(يجري الصغار أمام زياد مضطربين ثم يختفون عن الأنظار، بينما يستلقي قيس على الأرض في به إغماء)

ابن عوف إلى نصيب ، وزياد يطارد الصغار:

انظرْ نُصيْبُ ، ضجةٌ وصبيةٌ /// ورجل يرمي الصغار بالحصى

نصيب:

أرى أميري نشَأً تعلقوا \\\ بابن سبيل متعبٍ واهي القوى

ابن عوف: ابن امض سَلْ

نصيب: (معترضا زياد) : من الفتى؟

زياد: (لنفسه وقد رأى ابن عوف):

ماذا أرى ؟ /// هذا أمير الصدقات ها هنا

(ثم يرد على نصيب):

قيسُ إمام العاشقينَ

ابن عوف :

أيهم \\\ فهم كثير، كل قيس بهوى

زياد:

أجل ولكنّ الذي تبصرهُ /// أرفعهم ذكراً وأعلاهم سنى

ابن عوف:

لعله قيس الذي نعرفه \\\ لقد رَويت شعرَه فيمن روى

فأين ظله زيادٌ ؟

زياد:

أنا ذا /// أنا الذي يتبعُه حيثُ مشى

ابن عوف:

أنت الذي تهدي لكل قريةٍ \\\ مُجاجةَ النحل ونفحةَ الرُّبا

ما باله يطأ التراب حافياً /// ويقطع البيد ممزَّقَ الرِّدَا

خُذ يا نصَيْبُ بُردتي فغطِّه \\\ لا يلحقنّه من العُرى أذى

زياد:

احفظ عليك البُرْدَ يا أمير لا /// فقرَ إليه بابن سيّد الحمى

إن لقيس من ثياب الوشى ما \\\ ما يُفْنى به العمر وما يُعيي البِلى

ابن عوف: (مناجيا نفسه):

يا ويحَ قلبي ما خلا من قسوةٍ /// ما باله رقّ لقيس ورثى

(يقبل على قيس):

قيسُ ، بُنيّ

زياد:

هوَ في إغماءةٍ \\\ من وَجْده وما أظنه صحا

( يسمع صوت حاد من ناحية نجد. ويتعالى الصوت قليلا قليلا حتى يظهر الحادي ومن ورائه قافلة تسير إلى المدينة ثم يذوب الصوت قليلا قليلا حتى ينقطع)

أنشودة الحادي:

يا نجدُ خُذْ بالزمامْ /// ورحِّبِ

سرْ في رِكاب الغمامْ \\\ ليثربِ

هذا الحسين الإمامْ /// ابنُ النبي

النورُ في البيد زادْ \\\ حتى غَمَر

أحْدُ الحيا في الوهادْ /// أُحْدُ القمر

أُحْد جَمالَ البوادْ \\\ زينَ الحضرْ

ابن النبي

ابن عوف:

سمعتم؟ يا لك من /// رنة حادٍ مطربِ

زياد:

يا ليت شعري ما الركا \\\ ب مَنْ لواءُ الموكبِ

نصيب:

قد بين الحادي فقل /// أصمُّ أنت أم غبي ؟

هذا إمام العرب \\\ هذا الحسين ابن النبي

هذا الزكي ابن الزَّّكـ /// ـيّ الطيب ابن الطيب

عارضنا الحسين في \\\ طريقه ليثرب

هذا سنا جبينه /// مِلءَ الوهاد والرُّبى

قد جلّّ حاديه جلا \\\ لَ القارئ المطَرّب

ابن عوف: (هامسا إلى نصيب):

نصيبُ ، صه لا تسلكنْ /// بنا مسالك التهمْ

ولا تَظاهر بالهوى \\\ لوارث البيت العَلَمْ

احذرْ جواسيس ابن هنـ /// ـد وعيون ابن الحكمْ

نحن رجال دولةٍ \\\ قوّامةٍ على الأمم

ليس بعينها عمى /// ولا بأذنها صَمَمْ

تسمع في ظل القصو \\\ ر هَمس رعيان الغنم

(إلى زياد مشيرا إلى قيس):

زياد ، انظرْ فما انفكّ /// صريعَ الوجدِ والذكرى

كما مَرّ بنا الركب الـ \\\ ـحسينيّ به مَرّا

فلم يشغل له بالا /// ولم يوقِظ له فكرا

زياد:

رويدا سيدي مهلا \\\ ولا تستغرب الأمرا

لقد سقناه بالأمسِ /// فحجّ الكعبةَ الغرّا

فلما لمس الركنَ \\\ ومسّت يدُهُ السِّترا

وقلنا الآن من ليلى /// ومن فتنتها يبرا

سمعناه ينادي اللـ \\\ ـه من ساحته الكبرى

ابن عوف: وماذا قال؟

زياد:

ما تابَ /// من العشق ولا استبرا

ولكن قال: يا ربّ \\\ ملكتَ الخيرا والشرا

فهات الضرَّ إن كان /// هوى ليلى هو الضرا

وإن كان هو السحرَ \\\ فلا تُبطلْ لها سحرا

ويا ربّ هب السلوى /// لغيري وهب الصبرا

وهبْ لي مَوتةَ المُضنَى \\\ بها لا ميتة أخرى

(يقبل على قيس ويميل عليه بحنان):

حنانيك قيسُ إلام الذهول /// أفقْ ساعةً من غواشي الخَبَلْ

صليلُ البغال ورَجعُ الحُدَاء \\\ وضجّةُ رَكْبٍ وراء الجبَلْْ

وحادٍ يسوق رِكَابَ الحسُيْن /// يَهُزّ الجبالَ إذا ما ارتجلْ

فلم يبق ماشٍ ولا راكبٌ \\\ على نجدَ إلا دعا وابتهلْ

فقُم قيسُ واضرع مع الضارعين /// وأنزلْ بجَدِّ الحسين الأمل

(يسمع صوت حاد آخر قادما إلى نجد من ناحية يثرب، على رأس قافلة أخرى، وتمر هذه القافلة كما مرة الأولى)

أنشودة الحادي:

هلا هلا هيّا اطوى الفلا طيّا \\\ وقربي الحيّا للنازح الصبِّ

جلا جلٌ في البيدْ شجيّةُ الترديدْ /// كرنّة الغِّريدْ في الفَنن الرَّطب

أناح أم غنّى أم للحمَى حنّا \\\ جُلَيجلٌ رنّا في شُعَب القلب

هلا هلا سيري وامضي بتيسير /// طيري بنا طيري للماء والعشب

طيري اسبقي الليلا وأدركي الغَيلا \\\ العهدَ من ليلى ومنزلَ الحبِّ

بالله يا حادي فتِّشْ بتْوباد /// فالقلب في الوادي والعقلُ في الشِّعب

يا قمرا يبدو مَطلعُهُ نجدُ \\\ قد صنع الوجدُ ما شاء بالركب

( يفيق قيس ثم يتلفت مصغيا إلى الحداء)

قيس:

ليلى ، مناد دعا ليلى فخفَّ له /// نشوانُ في جنبات الصدر عربيدُ

ليلى، انظري البيدَ هل مادت بأهلها \\\ وهل ترنّم في المزمار داود

ليلى، نداءٌ بليلى رنّ في أذني /// سحرٌ لعمري له في السمع ترديدُ

ليلى، تَردّدُ في سمعي وفي خلدي \\\ كما تَردّدُ في الأيك الأغاريدُ

هل المنادون أهلوها وإخوتها /// أم المنادون عشاقٌ معاميدُ

إن يَشرَكونيَ في ليلى فلا رجَعَتْ \\\ جبالُ نجد لهم صوتا ولا البيدُ

أغيرَ ليلاي نادوا أم بها هتفوا /// فداء ليلى الليالي الخُرَّدُ الغيدُ

إذا سمعتُ اسم ليلى ثُبتُ من خَبَلي \\\ وثابَ ما صَرَعتْ مني العناقيدُ

كسا النداءَ اسمُها حسنا وحبَّبَه /// حتى كأن اسمها البشرى أو العيدُ

ليلى، لعلي مجنونٌ يُخيَّلُ لي \\\ لا الحيُّ نادَوا على ليلى ولا نُودوا

ابن عوف:

لا تكتئب وتعالَ يا قيسُ استرحْ /// مما تكابد في الهوى وتلاقي

قيس:

هل أنت آسٍ يا أمير جراحتي \\\ أم أنت من سحر الصبابة راقي ؟

ابن عوف:

بل من رُواتِكَ قيسُ من زمنٍ مضى /// لم أخلُ قيسٌ عليك من إشفاق

قيس:

قل للخليفة يابنَ عوف في غد \\\ من ذا أباح له دمَ العشّاق

هَدرت حكومته دمي فتحرَّشتْ /// بدمٍ على سيف الجُفون مُراق

ابن عوف:

أرضيتني عند الخليفة شافعا \\\ يا قيس ؟

قيس: (في أنفة):

لا والواحد الخلاق

بل عند ليلى فامض فاشفع لي لدى /// ليلى وناشد قلبها أشواقي

جئْتها فذكِّرها العهودَ وحفظَها \\\ واذكرْ لها عهدي وصفْ ميثاقي

ليلى إذا هي أقبلتْ حَقنت دمي /// كرما وفكّت يا أميرُ وَثاقي

ابن عوف:

الآن قيسُ اذهب فبدِّلْ حلَّةً \\\ وتَرَدَّ غير ثيابكَ الأخلاق

فالصبح تدخلُ حيّ ليلى قيسُ في /// ركبي وبين بطانتي ورفاقي

قيس: (إلى زياد):

أسمعتَ ما قال الأمير؟ زياد ، طرْ \\\ نحو الحمى بجَنَاحَي المشتاق

اذهب وسلْ أمي أعزّ ملابسي /// من كل شاميٍّ وكلّ عراقي

واذكر لها فضل الأمير، ولم تزَلْ \\\ نِعَمُ الأمير قلائدَ الأعناق

(يسير زياد نحو الحي بينما يتمسح قيس بابن عوف كالطفل):

شكرا لصُنعكَ يا أمـ /// ـيرُ ودمتَ مقصودَ الرحابْ

عجّلْ أمير

ابن عوف: (ضاحكا):

بل انتظرْ \\\ أنسيتَ يا قيسُ الثياب ؟

قيس:

مَن مُبلغٌ أمي الحزيـ /// ـنةَ أن عقلي اليومَ ثاب ؟

ومَن البشيرُ إليكِ يا \\\ ليلى بقيس في الركاب ؟

اليومَ أهلا بالحَيا /// ة ومرحباً بكَ يا شبابْ

(ستار)

 
(تسير بلهاء إلى الحي ويظهر صغار من ناحية الحي يلهون في طائفتين وإذ تقع أبصارهم على قيس وزياد تتغنى كل طائفة بغناء)

الطائفة الأولى:

قيسُُ عصفور البوادي \\\ وهَزارَ الرَّبَواتْ

طِرتَ من وادٍ لوادي /// وغمرتَ الفلواتْ

إيه يا شاعرَ نجدٍ \\\ ونجيّ الظّبَيَاتْ

أضمر الحب وأبدِ /// لأعَفِّ الفتياتْ

الطائفة الثانية:

قيسُ كَشفْتَ العذارى /// وانتهكت الحرماتْ

ودمغتَ الحيّ عارا \\\ في السنين الغابراتْ

قد ذكرت الغَيل دعوى /// واصطنعت الخلَواتْ

صَلِيتْ ليلى ببلوى \\\ منك دون الفتياتْ

(يلتقط قيس بضع حصوات من الأرض ويهم أن يحصب بها الصغار ثم يتردد فينثر الحصى من يديه، بينما يظهر من جانب الطريق الآخر ابن عوف وكاتبه نَصيب)

قيس: (مناجيا نفسه):

قيس لا ، سامحْ صغارا /// لا يُحسون الخطيئه

إنهم فيما أتوه \\\ ببغاواتٌ بريئهْ

لُقِّنوها كلماتٍ /// نَزِهاتٍ أو بذيئه

زياد: (وهو يصرف الصغار):

اذهبوا عودا إلى آبائكم \\\ واذكروا قيسا بخير يا خُبُثْ

اذهبوا أوْحُوا إلى أترابكم /// وليُبَلِّغْ حَدَثاً منكم حَدَثْ

سيطر الحب على دنياكمُ \\\ كل شيء ما خلا الحبَّ عَبَثْ

(يجري الصغار أمام زياد مضطربين ثم يختفون عن الأنظار، بينما يستلقي قيس على الأرض في به إغماء)

ابن عوف إلى نصيب ، وزياد يطارد الصغار:

انظرْ نُصيْبُ ، ضجةٌ وصبيةٌ /// ورجل يرمي الصغار بالحصى

نصيب:

أرى أميري نشَأً تعلقوا \\\ بابن سبيل متعبٍ واهي القوى

ابن عوف: ابن امض سَلْ

نصيب: (معترضا زياد) : من الفتى؟

زياد: (لنفسه وقد رأى ابن عوف):

ماذا أرى ؟ /// هذا أمير الصدقات ها هنا

(ثم يرد على نصيب):

قيسُ إمام العاشقينَ

ابن عوف :

أيهم \\\ فهم كثير، كل قيس بهوى

زياد:

أجل ولكنّ الذي تبصرهُ /// أرفعهم ذكراً وأعلاهم سنى

ابن عوف:

لعله قيس الذي نعرفه \\\ لقد رَويت شعرَه فيمن روى

فأين ظله زيادٌ ؟

زياد:

أنا ذا /// أنا الذي يتبعُه حيثُ مشى

ابن عوف:

أنت الذي تهدي لكل قريةٍ \\\ مُجاجةَ النحل ونفحةَ الرُّبا

ما باله يطأ التراب حافياً /// ويقطع البيد ممزَّقَ الرِّدَا

خُذ يا نصَيْبُ بُردتي فغطِّه \\\ لا يلحقنّه من العُرى أذى

زياد:

احفظ عليك البُرْدَ يا أمير لا /// فقرَ إليه بابن سيّد الحمى

إن لقيس من ثياب الوشى ما \\\ ما يُفْنى به العمر وما يُعيي البِلى

ابن عوف: (مناجيا نفسه):

يا ويحَ قلبي ما خلا من قسوةٍ /// ما باله رقّ لقيس ورثى

(يقبل على قيس):

قيسُ ، بُنيّ

زياد:

هوَ في إغماءةٍ \\\ من وَجْده وما أظنه صحا

( يسمع صوت حاد من ناحية نجد. ويتعالى الصوت قليلا قليلا حتى يظهر الحادي ومن ورائه قافلة تسير إلى المدينة ثم يذوب الصوت قليلا قليلا حتى ينقطع)

أنشودة الحادي:

يا نجدُ خُذْ بالزمامْ /// ورحِّبِ

سرْ في رِكاب الغمامْ \\\ ليثربِ

هذا الحسين الإمامْ /// ابنُ النبي

النورُ في البيد زادْ \\\ حتى غَمَر

أحْدُ الحيا في الوهادْ /// أُحْدُ القمر

أُحْد جَمالَ البوادْ \\\ زينَ الحضرْ

ابن النبي

ابن عوف:

سمعتم؟ يا لك من /// رنة حادٍ مطربِ

زياد:

يا ليت شعري ما الركا \\\ ب مَنْ لواءُ الموكبِ

نصيب:

قد بين الحادي فقل /// أصمُّ أنت أم غبي ؟

هذا إمام العرب \\\ هذا الحسين ابن النبي

هذا الزكي ابن الزَّّكـ /// ـيّ الطيب ابن الطيب

عارضنا الحسين في \\\ طريقه ليثرب

هذا سنا جبينه /// مِلءَ الوهاد والرُّبى

قد جلّّ حاديه جلا \\\ لَ القارئ المطَرّب

ابن عوف: (هامسا إلى نصيب):

نصيبُ ، صه لا تسلكنْ /// بنا مسالك التهمْ

ولا تَظاهر بالهوى \\\ لوارث البيت العَلَمْ

احذرْ جواسيس ابن هنـ /// ـد وعيون ابن الحكمْ

نحن رجال دولةٍ \\\ قوّامةٍ على الأمم

ليس بعينها عمى /// ولا بأذنها صَمَمْ

تسمع في ظل القصو \\\ ر هَمس رعيان الغنم

(إلى زياد مشيرا إلى قيس):

زياد ، انظرْ فما انفكّ /// صريعَ الوجدِ والذكرى

كما مَرّ بنا الركب الـ \\\ ـحسينيّ به مَرّا

فلم يشغل له بالا /// ولم يوقِظ له فكرا

زياد:

رويدا سيدي مهلا \\\ ولا تستغرب الأمرا

لقد سقناه بالأمسِ /// فحجّ الكعبةَ الغرّا

فلما لمس الركنَ \\\ ومسّت يدُهُ السِّترا

وقلنا الآن من ليلى /// ومن فتنتها يبرا

سمعناه ينادي اللـ \\\ ـه من ساحته الكبرى

ابن عوف: وماذا قال؟

زياد:

ما تابَ /// من العشق ولا استبرا

ولكن قال: يا ربّ \\\ ملكتَ الخيرا والشرا

فهات الضرَّ إن كان /// هوى ليلى هو الضرا

وإن كان هو السحرَ \\\ فلا تُبطلْ لها سحرا

ويا ربّ هب السلوى /// لغيري وهب الصبرا

وهبْ لي مَوتةَ المُضنَى \\\ بها لا ميتة أخرى

(يقبل على قيس ويميل عليه بحنان):

حنانيك قيسُ إلام الذهول /// أفقْ ساعةً من غواشي الخَبَلْ

صليلُ البغال ورَجعُ الحُدَاء \\\ وضجّةُ رَكْبٍ وراء الجبَلْْ

وحادٍ يسوق رِكَابَ الحسُيْن /// يَهُزّ الجبالَ إذا ما ارتجلْ

فلم يبق ماشٍ ولا راكبٌ \\\ على نجدَ إلا دعا وابتهلْ

فقُم قيسُ واضرع مع الضارعين /// وأنزلْ بجَدِّ الحسين الأمل

(يسمع صوت حاد آخر قادما إلى نجد من ناحية يثرب، على رأس قافلة أخرى، وتمر هذه القافلة كما مرة الأولى)

أنشودة الحادي:

هلا هلا هيّا اطوى الفلا طيّا \\\ وقربي الحيّا للنازح الصبِّ

جلا جلٌ في البيدْ شجيّةُ الترديدْ /// كرنّة الغِّريدْ في الفَنن الرَّطب

أناح أم غنّى أم للحمَى حنّا \\\ جُلَيجلٌ رنّا في شُعَب القلب

هلا هلا سيري وامضي بتيسير /// طيري بنا طيري للماء والعشب

طيري اسبقي الليلا وأدركي الغَيلا \\\ العهدَ من ليلى ومنزلَ الحبِّ

بالله يا حادي فتِّشْ بتْوباد /// فالقلب في الوادي والعقلُ في الشِّعب

يا قمرا يبدو مَطلعُهُ نجدُ \\\ قد صنع الوجدُ ما شاء بالركب

( يفيق قيس ثم يتلفت مصغيا إلى الحداء)

قيس:

ليلى ، مناد دعا ليلى فخفَّ له /// نشوانُ في جنبات الصدر عربيدُ

ليلى، انظري البيدَ هل مادت بأهلها \\\ وهل ترنّم في المزمار داود

ليلى، نداءٌ بليلى رنّ في أذني /// سحرٌ لعمري له في السمع ترديدُ

ليلى، تَردّدُ في سمعي وفي خلدي \\\ كما تَردّدُ في الأيك الأغاريدُ

هل المنادون أهلوها وإخوتها /// أم المنادون عشاقٌ معاميدُ

إن يَشرَكونيَ في ليلى فلا رجَعَتْ \\\ جبالُ نجد لهم صوتا ولا البيدُ

أغيرَ ليلاي نادوا أم بها هتفوا /// فداء ليلى الليالي الخُرَّدُ الغيدُ

إذا سمعتُ اسم ليلى ثُبتُ من خَبَلي \\\ وثابَ ما صَرَعتْ مني العناقيدُ

كسا النداءَ اسمُها حسنا وحبَّبَه /// حتى كأن اسمها البشرى أو العيدُ

ليلى، لعلي مجنونٌ يُخيَّلُ لي \\\ لا الحيُّ نادَوا على ليلى ولا نُودوا

ابن عوف:

لا تكتئب وتعالَ يا قيسُ استرحْ /// مما تكابد في الهوى وتلاقي

قيس:

هل أنت آسٍ يا أمير جراحتي \\\ أم أنت من سحر الصبابة راقي ؟

ابن عوف:

بل من رُواتِكَ قيسُ من زمنٍ مضى /// لم أخلُ قيسٌ عليك من إشفاق

قيس:

قل للخليفة يابنَ عوف في غد \\\ من ذا أباح له دمَ العشّاق

هَدرت حكومته دمي فتحرَّشتْ /// بدمٍ على سيف الجُفون مُراق

ابن عوف:

أرضيتني عند الخليفة شافعا \\\ يا قيس ؟

قيس: (في أنفة):

لا والواحد الخلاق

بل عند ليلى فامض فاشفع لي لدى /// ليلى وناشد قلبها أشواقي

جئْتها فذكِّرها العهودَ وحفظَها \\\ واذكرْ لها عهدي وصفْ ميثاقي

ليلى إذا هي أقبلتْ حَقنت دمي /// كرما وفكّت يا أميرُ وَثاقي

ابن عوف:

الآن قيسُ اذهب فبدِّلْ حلَّةً \\\ وتَرَدَّ غير ثيابكَ الأخلاق

فالصبح تدخلُ حيّ ليلى قيسُ في /// ركبي وبين بطانتي ورفاقي

قيس: (إلى زياد):

أسمعتَ ما قال الأمير؟ زياد ، طرْ \\\ نحو الحمى بجَنَاحَي المشتاق

اذهب وسلْ أمي أعزّ ملابسي /// من كل شاميٍّ وكلّ عراقي

واذكر لها فضل الأمير، ولم تزَلْ \\\ نِعَمُ الأمير قلائدَ الأعناق

(يسير زياد نحو الحي بينما يتمسح قيس بابن عوف كالطفل):

شكرا لصُنعكَ يا أمـ /// ـيرُ ودمتَ مقصودَ الرحابْ

عجّلْ أمير

ابن عوف: (ضاحكا):

بل انتظرْ \\\ أنسيتَ يا قيسُ الثياب ؟

قيس:

مَن مُبلغٌ أمي الحزيـ /// ـنةَ أن عقلي اليومَ ثاب ؟

ومَن البشيرُ إليكِ يا \\\ ليلى بقيس في الركاب ؟

اليومَ أهلا بالحَيا /// ة ومرحباً بكَ يا شبابْ

(ستار)
 
(تحدث ضجة حول منازل ويقف ثلاثة رجال في ركن قصي من أركان المسرح يتحدثون)

الأول:

قد اختلف الحيُّ في أمر قيسٍ \\\ وليلى فكلٌّ له مذهبُ

وأنت إلى أي رأي تميل وأي الفريقين /// تستصوبْ

الثاني:

إذا صدقتْ نظرتي في الأمور \\\ ولي نظرةٌ قلّما تكذِب

منازلُ غادٍ على حيبةٍ /// وقيسُ على فضله أخْيب

وقد يُخفقان ويلقى النجاحَ \\\ غريب له فيكم مأرب

الأول: غريب؟

الثاني: أجل من نواحي ثقيف

الأول: ومن ذاك؟

الثاني: وردُ

الأول: وما يطلب؟

الثالث:

رأيناه في الحي يمشي الحياء/// وقيل أتى عامرا يخطُبُ

الأول:

وليلى ابنةُ الشيخ ما رأيُها \\\ أما من حسابٍ لها يُحسب ؟

الثاني:

أراها وإن لَم تَخطَّ الشبابَ /// عجزوا على الرأي لا تُغلب

وتصونُ القديمَ وترعى الرميمَ \\\ وتُعطي التقاليد ما توجب

وبالجاهلية إعجابها /// إذا قل بالسلق المعجَب

زمن سُنَّة البيد نفض الأكف \\\ من العاشقين إذا شبَّبوا

فلا تعجبوا إن جرى حادثٌ /// يُحدث عنه ويستغرب

وإن رضِيَتْ وردَ بعلا لها \\\ وقيس الأحبُّ لها الأقرب

فيا طالما التمست مهربا /// وأرض ثقيفٍ هي المهرب

منازل:

بني عامر لا تُضيعوا الحُلومَ \\\ فإن الأناة بكم أجملُ

هبُوا ليَ آذانكم إنني /// أجِدُّ وصاحبكم يَهزل

خطبتُ وأخطبُ ليلى غداً \\\ وما ليَ يا قومُ لا أفعل

وقد تُعرِضُ اليومَ ليلى فلا /// أَضِيقُ ، عسى في غدٍ تُقبِل

فما قيسُ أجدر مني بها \\\ ولا هو خيرٌ ولا أفضل

زياد:

إليك منازلُ ! لا تتزِنْ /// بقيسٍ قد اختلف المنزلُ

ولا يستوي الشاعرُ العبقريُّ \\\ ومن هو من باقل أبقلُ

منازل: وما أنت؟ بيّنْ لنا يا زياد

زياد: (ممسكا بذراع منازل):

ستعلم منّيَ ما تجهل

هلمّ مناز، هلم الصراعْ ! /// وودّعْ ضلوعك وانع الذراعْ

منازل: خلِّ زيادُ عن ذراعي

زياد: سألتَ ما أنت ؟ فأصغِ ، راعِ :

إني أنا مُمَزٍِّقُ الأضلاع

(ثم يجرّه من ذراعه ويمضي به إلى خارج المسرح)

صوت: ماذا يكون يا ترى ؟

آخر: هيَّووْا نرى هيووا نرى

آخر: (وهم يتدافعون):

زياد غير هازل

آخر: نوحوا على منازل

آخر: حمامة وبازي

آخر: هلكتَ يا منازِ

آخر: (من بعيد): اهرب من البرازِ

( يخلو المسرح الآن إلا من المهدي وابن عوف ونصيب ثم تسمع صرخة من وراء الشجر)

المهدي: ما بقيس يا بنَ عوف ؟

ابن عوف: إنه مُغمى عليه

المهدي:

قيسُ لا بأسَ ///عليك كبِّروا في أُذُنيه

(صوت من وراء الشجر):

الله أكبر \\\ الله أكبر

ابن عوف (لنفسه):

سُدًى كبّروا ما أذنُ قيس مفيقةً /// وإن سكبوا فيها أذانَ بلالِ

ولكنْ على ليلى يفيقُ وشِبْهها \\\ إذا ما بدتْ ليلى بشكل غزال

ويصحوا على ليلى إذا رُدِّدَ اسمُها /// وراء بُيوتٍ أو راءَ رحال

المهدي:

دَمُ الوُدّ والقربى وإن كان ظالماً \\\ عزيزٌ علينا أن نراه يسيلُ

وإني لإنسانٌ وإني لوالدٌ /// ولي مذهبٌ في الوالدين جميل

فرفقاً بقيس يا أمير ونَحِّه \\\ بعيداً لعل الشرَّ عنه يزول

ابن عوف:

أناةً أبا ليلى وحِلما ولا يَكْن /// عليك لطغيان الظنونِ سبيلُ

رددتم ركابي واتهمتم زيارتي \\\ وأجلبَ فِتيانٌ وضجّ كهول

تأملْ تجدْ جَمْعا مَغيظا وكثرةً /// تصولُ وما تدري علام تَصول

رءوسٌ تَنزَّى الشرُّ فيها وراءها \\\ نفوسُ ذئاب ما لهنّ عقول

تطَلّب أن يُلقى إليها بجُثّة /// على غير جوع أو يُساقَ قتيل

نواظرُ ما يأتي به اليومُ من دم \\\ وإن لم يُساورْها صدى وغليل

نزلت فلم أُكرَمْ فهل أنت مُتبعي /// وقومك نارَ الطَّرْد حين أميل

أَبَيْتُم علي القولَ قبل استماعه\\\ فلم تُنصفوا والمنصفون قليل

فهل لي أبا ليلى بناديكَ وقفةٌ /// فإن الذي قد جئتُ فيه جليل

وما أنا مَرْءُ السَّوء أو رجلُ الأذى \\\ ولكنْ سفيرٌ خَيِّرٌ ورسول

ولم أتخذْ جاه الأمور ذريعةً /// ألا إنما جاهُ الأمور يزول

المهدي بقيتم بخير يا ولاةَ أمية \\\ ولا زال يقوى ركنُكم ويطول

(مشيرا إلى باب الخباء):

هنا مجلسٌ نأوي إليه لعلني /// أقول صوابا أو عساك تقول

وثَمَّ ترى ليلى وتسمع قولها \\\ وليلى لها رأيٌ يُساقُ جميل

فسلها عسى أن نهتدي ما جوابُها /// إباءٌ وردٌّ أو رضى وقبول ؟

(يهم ابن عوف بخلع نعليه):

المهدي:

أتخلعُ نعليك ! لا يا بنَ عوف \\\ نَشَدتُك بالله لا تفعلِ

أتمشي إلى منزلي حافيا /// فديتكُ ، من أنا ! ما منزلي !

ابن عوف: خلعتها وانتعلتُ الترابَ \\\ إلى خيمة السيد المُفضِل

نصيب: (متدخلا):

دعْه يا مهديُّ يفعل /// إنما يَرمِي لمعنى

كالحسينِ بنِ عليٍّ \\\ هو بالعشّاقِ يُعْنَى

الحسين انتعل التر /// بَ إلى والد لُبنَى

فرآه حافيا في \\\ ساحة الدار فَجُنَّا

قال لا أملك يا بن الـ /// ـمصطفى بنتاً ولا ابنا

أنت في الدار أميرٌ \\\ فبما شئتَ فمُرنا

لنفسه:

يا دهر دُر بما تشا /// ويا حوادثُ اهزلي

ويا وظيفةُ اعزُبي \\\ ويا جرايةُ ارحلي

يبغى ابنُ عوفٍ أن يكو /// ن كالحسين بن علي !

(يدخلان وينادي المهدي):

هو الضيفُ يا ليلَ هاتِ الرُّطَبْ \\\ وهاتي الشِّوَاءَ وهاتي الْحَلَبْ

وهاتي من الشهد ما يُشتهى /// ومن سَمْنَة الحيّ ما يُطَّلَبْ

فما هو ضيفٌ ككلّ الضيوف \\\ ولكنْ أميرٌ كريمُ الحَسب

ليلى: (وراء حجاب):

أبي ألف لبَّيْك

ابن عوف:

لا بل قفي /// فما بي ظََماءٌ ولا بي سغبْ

وأعلمُ أن القِرى دِينُكم \\\ وأن أباك جوادُ العربْ

ولكن طعاميَ

المهدي: ماذا ؟ اقترحْ

ابن عوف: طعامُ الرسول بلوغُ الأرَبْ

المهدي: إذن قفي ليلى اقرُبي

(تظهر ليلى من وراء الستر):

تقدمي ورحّبي

حلّ ابن عوف دارنا

ليلى:

أكرمْ به وأحببِ

قد زارنا الغيثُ فأهــ /// ـلاً بالغمام الصَّيِّب

ابن عوف:

أهلا بليلى بالجما \\\ ل بالحجى بالأدب

عشتِ وقيساً فلقد /// نوّهتما بالعرب

ليلى: (بين الخجل والغضب):

أتقرِنُ قيساً بنا يا أمير؟

ابن عوف:

ولِمْ لا وقد جئتُ من أجلهِ

ومن أنا حتى أضُمّ القلوبَ \\\ وأعطف شكلا على شكله

لقد جمع الحب روحيكما /// وما زال يجمع في حبلِه

ليلى: (في استحياء):

أجل يا أمير عرفت الهوى

ابن عوف: فهلا عطفتِ على أهله؟

(يلتفت إلى المهدي):

أبا العامرية قلبُ الفتاةِ \\\ يقول وينطقُ عن نبله

فأصغِ له وترفّقْ به /// ولا يَسْعَ ظُلمك في قتله

المهدي:

أأظلم ليلى؟ معاذَ الحنان \\\ متى جار شيخٌ على طفله ؟

هو الحُكْمُ يا ليلَ ما تحكمين /// خُذي في الخطاب وفي فصله

ليلى: أقيساً تريد؟

ابن عوف: نعم!

ليلى:

إنه \\\ مُنَى القلب أو مُنتهى شغلِهِ

ولكن أترضى حجابي يُزَالُ /// وتمشي الظنون على سِدْله

ويمشي أبي فَيغضُّ الجبينَ \\\ وينظرُ في الأرض من ذله

يداري لأجلي فضولَ الشيوخ /// ويقتلني الغمُّ من أجله

يمينا لقيتُ الأمرّيْنِ من \\\ حماقة قيسٍ ومن جهله

فضِحتُ به في شِعاب الحجازِ /// وفي حَزْنِ نجد وفي سهله

فخذْ قيسُ يا سيدي في حماك

(في حياء وإباء):

وألْقِ الأمانَ على رَحْلِهِ

ولا يَفتكِر ساعةً بالزواج \\\ ولو كان مروانُ من رُسله

ابن عوف: إذن لن تقبلي قيسا /// ولن ترضَيْ به بعلا

إذن أخفق مسعايَ \\\ وخاب القصدُ يا ليلى

ليلى:

على أنك مشكورٌ /// ولا أنسى لك الفضلا

وأوصيكَ بقيسَ الخيـ \\\ ـرَ لا زلتَ له أهلا

لقد يُعوزُه حامٍ /// فكُنْه أيها المولى

(تلتفت إلى أبيها وكأنما تحاول أن تحبس في عينها دموعا)

أبي كان وردٌ ها هنا منذ ساعةٍ \\\ ففيم أتى ؟ ما يبتغي؟

المهدي: جاء يخطبُ

ابن عوف: ومن ورْدُ يا ليلى وهل تعرفينه ؟

ليلى:

فتى من ثقيف خالصُ القلب طيِّبُ

أتى خاطباً بعد افتضاحي بغيره /// وعاري ، أهذا يا بن عوف يُخيَّبُ ؟

أبي، أين وردُ الآن ؟

المهدي:

عند قرابة \\\ من الحيّ ضمّوه إليهم ورحّبوا

فإن شئتِ أرسلنا إليه

ليلى:

ابْعَث ادْعُهُ /// وجئنا بقاضي نجدٍ اليومَ يكتب

ابن عوف:

تجاوزت ليلى غايةَ السُّخْط فاذكرى \\\ عواقب رأيٍ قد رأيتِ سخيفِ

ليلى: (متهكمة):

أكنتُ ابنَ عوف غيرَ أنثى ضعيفةٍ /// تناهتْ لرأي في الأمور ضعيف

ابن عوف:

أرى وقفتي يا ليلَ كانت شريفةً \\\ ولكن جزائي كان غيرَ شريفِ

ليلى:

أنظِّف ثوبي يا أميرُ فطالما /// ظهرتُ به في الحيّ غيرَ نظيف

ابن عوف:

لئن كنت يا ليلى بوردٍ قريرةٌ \\\ فإني على قيسٍ لجدُّ أسيف

(ثم يخاطب أباها):

ألانَ بحفظ الله يا سيد الحمى /// لقد طال لُبثى عندكم ووقوفي

ووُفِّقت يا ليلى

ليلى:

لقد كنتَ سيدي \\\ حليفا لقيس هل تكونُ حليفي

ابن عوف:

سألتِ مُحالاً إنما جئتُ خاطباً /// لورد القوافي لا لورد ثَقيف

(يخرج من باب الخباء ويشيعه المهدي إلى ما وراء شجر البان)

ليلى:

ربّاهُ ماذا قفلتُ ماذا كان مِن \\\ شأن الأمير الأريَحِيِّ وشاني ؟

في موقفٍ كان ابن عوفٍ مُحسناً /// فيه وكنت قليلةَ الإحسان

فرعمتُ قيساً نالني بمساءةٍ \\\ ورمى حجابي أو أزال صِياني

والنفس تعلم أن قيساً قد بنى /// مجدي وقيسٌ للمكارم باني

لولا قصائده التي نوّهن بي \\\ في البيد ما علمَ الزمانُ مكاني

نجدٌ غداً يُطْوى ويَفنَى أهله /// وقصيدُ قيس فيّ ليس بفاني

مالي غضِبْتُ فضاع أمري من يدي \\\ والأمرُ يخرجُ من يد الغضبان

قالوا انظري ما تحكمين فليتني /// أبصرتُ رشدي أو ملكت عناني

ما زلتُ أهذِي بالوساوس ساعةً \\\ حتى قتلت اثنين بالهذيان

وكأنني مأمورةٌ وكأنما /// قد كان شيطانٌ يقودُ لساني

قدّرتُ أشياءٌ وقدّر غيرَها \\\ حظٌّ يخط مصايرَ الإنسان




https://www.egyptiantalks.org/invb/topic/129496-مجنون-ليلى-مسرحيه-شعريه/
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى