رائعة أمير الشعراء : أحمد شوقي _ ** مجنون ليلى ** _ مسرحية شعرية

justice

Active Member


layla.JPG



مجنون ليلى


أمير الشعراء


أحمد شوقي


زمن الرواية: صدر الدولة الأموية.مكان الرواية: بادية نجد.
أشخاص الرواية:


قيس: مجنون ليلى.
* الأبيات التي بين الأقواس من شعر قيس.

ليلى

المهدي: أبو ليلى.

ورد: زوج ليلى.

ابن عوف: أمير الصدقات في الحجاز وعامل من عمال بني أمية.
زياد: راوية قيس وصديقه.منازل: غريم قيس في حب ليلى.
بشر: رجل من بني عامر.ابن ذريح: شاعر من شعراء الحجاز.

نصيب: كاتب ابن عوف.سعد: رجل من بني عامر.

الغريض: مغن مشهور.

ابن سعيد: شاعر.

أمية: رفيق ابن سعيد.

الأموي: شيطان قيس.عضرفوت – هبيد – عسر – عاصف : شياطين.

بلهاء: جارية قيس.

عفراء: جارية ليلى.

سلمى – هند – عبلة : فتيات من بني عامر.رجال – قوافل – حداة – صبية – فتيات





منقول من
http://www.shakwmakw.com/vb/showthread.php?t=271177
 
التعديل الأخير:
06-03-2015, 03:27 PM
البريمل
user_offline.gif




الفصل الأول
( ساحة أمام خيام المهدي في حي بني عامر – مجلس من مجالس السمر في هذه الساحة – فتية وفتيات من الحي يسمرون في أوائل الليل؛
وفي أيدي الفتيات صوف ومغازل يلهون بها وهم يتحدثون

– تخرج ليلى من خيام أبيها عند ارتفاع الستار ويدها في يد ابن ذريح).


ليلى: دعي الغزْلَ سلمى وحَيِّي معي _ منارَ الحجازِ فتى يَثْربِ


( تصافحه سلمى)


ويا هندُ هذا أديبُ الحجازِ _ هلمّي بمقدمه رحبي


(تصافحه هند ويحتفى به السامرون)
سعد: أمن يثربٍ أنت آتٍ ؟

ابن ذريح: أجل _ من البلد القُدُس الطيب


ليلى:

أيابنَ ذريح لقينا الغمام _ وطافت بنا نفحاتُ النبي


عبلة: (هامسة إلى سعد)

مَن ابن ذريحٍ ؟

سعد:
فتىً ذِكرُهُ _ على مشرق الشمس والمغرب
رضيعُ الحُسينِ عليه السلامُ _ وتِرْبُ الحسين من المكتبِ


عبلة: (إلى بشر ومشيرة إلى ابن ذريح)


أتسمعُ بشرُ ، رضيعُ الحسينِ _ فديتُ الرضيعين والمرضعه
وأنت إذا ما ذكرنا الحسينَ _ تصاممتَ !

بشر:
(هامساً وملتفتاً كأنما يخشى أن يسمعه أحد) لا جاهلاً موضعهْ
ولكن أخاف امرَأً أن يرى _ عليّ التشيُّع أو يَسمَعه
أحب الحسينَ ولكنما _ لساني عليه وقلبي معه

حَبَسْتُ لساني عن مدحه _ حذار أميةَ أن تقطعه
إذا الفتنة اضطرمت في البلاد _ ورُمتَ النجاةَ فكن إمَّعَهْ



ليلى:

ابنَ ذريحٍ ، نحن في عزلةٍ _ فهل على مستفهمٍ منك باسْ؟
دارُ النبيِّ كيف خلّفتها ؟ _ كيف تركت الأمر فيها يُساسْ؟


ابن ذريح :

تركتها يا ليل مضبوطةً _ يحكمها والٍ شديد المراسْ
إن حديث الناس في يثرب _ همسٌ وخطوَ الناس فيها احتراس

ليلى :

ابن ذريح، لا تَجُرْ واقتصد _ أحلامُ مروانَ جبالٌ رَواسْ
يؤسسون الملك في بيتهم _ والعنف والشدة عند الأساسْ


(تتضاحك الفتيات وتقول إحداهن لأخرى)


فتاة:


ليلى على دينِ قيسٍ _ فحيث مال تميلُ

وكل ما سرّ قيسا _ فعند ليلى جميلُ
ابن ذريح:

ما الذي أضحك من الظّـ _ بياتِ العامريّهْ
ألأني أنا شِيعيٌّ _ وليلى أمويَّهْ ؟

اختلاف الرأي لا يُفْـ _ سدُ للود قضيّهْ


ليلى:
أعرني سماعك يا بن ذريح _ ولا تسمع الطفلة الهاذيه
أتيت لنا اليوم من يثربِ _ فكيف ترى عالم الباديه

أكنت من الدور أو في القصور _ ترى هذه القُبَّة الصافيه
كأن النجومَ على صدرها _ قلائدُ ماسٍ على غانيه


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
13-03-2015, 09:20 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif


هند:

كفى يا بنةَ الخال! هذا الحريرُ ............ كثيرٌ على الرمّة الباليه
تأمل تر البيدَ يا بن ذريحٍ ......... كمقبرةٍ وحشةٍ خاويه

سئمنا من البيد يا بن ذريحٍ \\\ ومن هذه العيشة الجافيه
ومن مُوقِد النارِ في موضعٍ ......... ومن حالب الشاة في ناحيه
وراغيةٍ من وراء الخيام ........ تُجيبٌ من الكلأ الثاغيه
وأنتم بيثربَ أو بالعراق ......أو الشام في الغرف العاليه

......... مُغَنِّيكمُ مَعبَدٌ والغريضُ ... وقينتنا الضَّبُعُ العاويه
................. وقد تأكلون فنون الطهاةِ .. ونأكل ما طهتِ الماشيه
ليلى:

قد اعتَسفَت هند يا بن ذريحٍ ... وكانت على مهدها قاسيه ..............
............ فما البيد إلا ديار الكرامِ ... ومنزلة الذمم الوافيه
لها قبلة الشمس عند البزوغ ... وللحضرِ القبلة الثانيه

ونحن الرياحينُ ملء الفضاء ... وهنَّ الرياحين في الآنيه........................
ويقتلنا العشقُ والحاضراتُ ... يقمن من العشق في عافيه...............
ولم نصطَدِم بهموم الحياةِ ... ولم نَدرِ – لولا الهوى- ماهيه....
وآناً نخف لصَيْد الظباءِ ... وآناً إلى الأُسدِ الضاريه ...
هند: (ساخرة)


وفي كل ناحيةٍ شاعرٌ ... يغنِّي بليلاهُ أو راويه


................
............
.......





480× 360 - youtube.com
 



(تحاول ليلى أن تمد رجلها فتتألم وتستغيث)

ليلى: قيسُ. إليّ قيسهند:

ما ... دهاكِ ليلي ما الخبرْ
ليلى:

أحس رجلي خدِرت ... حتى كأنها الحجرْ
هند:

قد صحتِ قيسٌ، مرتيـ ـن
ليلى:

أو ثلاثاً ! ما الضررْ ؟
هند: (متهكمة):


اسم الحبيب عندنا ... نذكره عند الخدرْ
ليلى: هند ، كفى دعابة ... إن هو إلا اسمٌ حضرْ
(لنفسها):


يا قيسُ ناجى باسمكَ الـ ...ـقلبُ اللسانَ فعثرْ
عبلة: (ضجرة):
أما سوى هذا الحديث شاغلُ؟ ... كيف ظللتَ اليومَ يا منازلُ ؟
منازل: (ضاحكاَ):


منازلُ اليوم كأمسٍ هازلُ ... يشربُ أو يَطعَمُ أو يُغازلُ !
هند:

بخٍ ! كذا فلتكن الحياةُ ... مت يا بعير وانفقي يا شاةُانغمست في الترفِ الرعاةُ !
ليلى:

وكيف ظللت اليوم سعد ؟ أهازلٌ كتر بك أم في صالح ورشادِ؟
سعد:

بل الجدُّ يا ليلى سبيلي وديدني .. حياتي بوادٍ والمُجونُ بوادي
صحبت زيادا طول يومي تلقفا ... لأشعار قيس من لسان زيادِ
وإنّ زيادا – منذ كان – لرائحٌ ... علينا بشعر العامري وغادي
ولولا زيادٌ ما تمثّل حاضرٌ ... بأشعار قيس أو ترنم بادي

(يبدو على ليلى شيء من الزهو فتتهامس الفتيات)
سلمى:

انظري هندٌ ترى ليـ ... ـلى اكتست زهواً وكِبراوتعالت كابنةِ النّعمـ ... ـمانِ أو كابنة كسرى
هند:

لم لا سلمى ، ألم يرْ ... فع لها المجنون ذكرا ؟
عبلة:

لم إذن يا هند من ... قيسٍ ومما قال تَبْرا ؟
هند:

عبثُ النسوة ، إنّا ... نحن بالنسوة أدرى !
سلمى :

سلوا الآن بشرا فيم أنفق يومَه ؟
أصوات: سلوه
هند : سلى يا ليلَ عن يومه بِشرا
ليلى:

وهل يومه إلا شؤون كأمسه ... من الصيد؟
هند: إن الصيد لذته الكبرى
بشر:

نعم هو ملهاي الذي لا أمَلّه ... ولا النفس تعطى عن تناوله صبرا
ولو كان عيشي في قصور أميّةٍ ... لعلمتُ فن الصيد فتيانها الزهرا
وما أنا صياد الأرانب مثلهم ... ولكن على حياته ألِجُ القفرا


PIC-649-1371001445.jpg




28-03-2015, 08:04 AM
البريمل

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ليلى:

إذن هات واصدقْ بشرُ في القول مرةً *** ولا تخترعْ أو تبنِ من حجرٍ قصرا

بشر: دعي عنك هذا السُّخرَ يا ليلَ واسمعي


ليلى: تحدّثث فلا والله لم أُضمِر السخرا


بشر:


بكرتُ كدأبي اليوم أبغى قنيصةً *** ومن يتصيد يحسب الغُنمَ والخُسرا

( رأيت غزالا يرتعي وسط روضة *** فقلت أرى ليلى تراءت لنا ظهرا) *


هند: (مشيرة إلى ليلى):


وأيَ الليالي بشرُ آنسْت؟ هذه؟


بشر: إذا شئتِ – أو هاتيكِ – أو حرةً أخرى



فقلت له يا ظبيُ لا تخش حادثا .... (فإنك لي جارٌ ولا ترهب الدهرا)


(فما راعني إلا وذئبٌ قد انتحى ... فأعلق في أحشائه النابَ والظُّفرا)


(ففوّقتُ سهمي في كتومٍ غمستُها ... فخالط سهمي مهجةَ الذئب والنحرا)

ليلى: (ضاحكة):


أخي بشرُ لا شُلت يمينك من يدٍ *** ولا فضّ فاك الصبح والليل ماكرا

سمعنا بإقدام اللصوص وفتكهم *** فلم نر أدهى منك فتكا ولا أجرا

.... و والله لم تغضب لظبي ولم تثب *** بذئب ولم تُعمِل خيالا ولا فكرا

................أخذت فلم تترك لقيس بضاعةً *** سرقت لعمري الظبي والذئب والشعرا

( ضحك من الجميع):


حديثُ الظبي والذئب *** وقيسٍ لستُ أنساه

زياد عنه نبّاني *** ولا ينبيك إلاه

رأى قيسٌ على رابـ ***ـية ظبيا فناداه

فألقى الظبي أذنيه *** ومس الأرض قرناه

( ثم تقول في لوعة وصوت مخفوض وكأنما تحدث نفسها)


بروحي قيس هل راحت *** ظباء القاع تهواه!

وهل يرثى له الريمُ *** ولا أرثي لبلواه!


(تسترسل في حديثها الأول)



على فيه من العشب ********بقايا صبغت فاه

رأى في جيده قيسٌ ******* وفي عينيه ليلاه

فبينا هو في الشوقِ *****وفي نشوة ذكراه

حبا الذئب من الوادي **** إلى الظبي فأرداه

تغذّى بحشى الظبي *** غداءً ما تهنّاه

رماه قيس في المقتـ ** ـل بالسهم فأصماه


بشر: (مندفعا بحماسة):



أجل يا ليلَ ! ما قلتِ ... سوى شيءٍ شهدناه

وإن لم تذكري القبر ... ولا كيف خططناه

حفرنا القبر للظبي ... وقمنا فدفناه

وصلينا على الميت ... وبالدمع سقيناه

فقولوا ولتقل ليلى ... معي: يرحمه الله!


(أصوات، بين الضحك والسخرية):

أجل بشرُ !

أجل بشر! .. أجل يرحمه الله!



ابن ذريح:

بشرُ ، كفى هزلا وتخليطا كفى .. ويا بنةَ العم مضى الليل سدى

أرسلني قيس فلو أخبرتني ... متى متى بأمر قيسٍ يعتنى

بتنا نخاف أن يجِلّ خطبُه ... وتبلغ البلوى بقيسٍ المدى

وقيس يا ليلى وإن لم تجهلي ... زين الشباب وابن سيد الحمى

لم ندرِ في حيّك أو في حيّه ... فتى حكاه نسبا ولا غنى

ولا جمالا ، وهنا (يا ليلَ) ما ... تريْنَ أنتِ لا الذي نحن نرى


nizami.jpeg






========================
08-04-2015, 05:19 AM
justice
عضو

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
11-04-2015, 06:12 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif


بشر: (ساخرا): بخٍ بخٍ ! ابن ذريح خاطبٌ

ابن ذريح: اسكت، فلست للمروءات أخا

ليلى: (غاضبة): فيم هذا الكلام يا بن ذريح؟

ابن ذريح: اتقى الله واقصدي في التجني

ليلى: ما تجنّيتُ

ابن ذريح:


بل ظلمتِ ، دعيني \\\ أحسن الذودَ عن صديقي وخدني

ليلى:
أنا أولى به وأحنى عليه \\\ لو يُداوى برحمتي والتحنّي
يعلم الله وحده ما لقيس \\\ من هوىً في جوانحي مستكنّ
إنني في الهوى وقيسا سواءٌ \\\ دَنُّ قيس من الصبابة دَنّي
أنا بين اثنتين كلتاهما النـ \\\ ـار فلا تلحني ولكن أعِنّي
بين حرصي على قداسة عِرضي \\\ واحتفاظي بمن أحب وضنّي
صنتُ منذ الحداثة الحب جهدي \\\ وهو مستهتر الهوى لم يَصُنِّي
قد تغنّى بليلةِ الغَيْل ، ماذا \\\ كان بالغيل بين قيسٍ وبيني
!كل ما بيننا سلامٌ وردٌ \\\ بين عين من الرفاق وأذن
وتبسّمتُ في الطريق إليه \\\ ومضى شأنه وسرتُ لشأني
(تهيب بالسامرين وقد بلغ بها الغضب أقصاه):
أوْغل الليلُ فلنقمْ

ابن ذريح: (متوسلا): بل رويدا \\\ واسمعي ليلَ
ليلى: خل عني دعني !
( تدخل خباها بينما ينفض السامرون فلا يتثاقل منهم في القيام إلا منازل – الهرج والأسف يسودان الجميع)



بشر:

انفضّ سامرُ ليلى \\\ وكان حفلا كريما

سعد:


قد فضّه ابن ذريح /// ففض عقدا نظيما
أثار ليلى فهاجت \\\ كما تنفِّر ريم اتُرى أتُبغضُ قيسا


ابن ذريح:

لا تقلبوا الحب بغضا
ليلى العشيةَ غضبى /// ويُصبح الصبحُ ترضى


سعد : أنعم (مُنازِ) مساءَ
منازل: نعمتَ سعدُ مساءَ
هند: بشرُ مُسّيتَ بخير
بشر:


أنعمي هند مساءَ
نحن يحوينا طريقٌ \\\ فامضِ بلّغني الخباءَ
سعد: (ضاحكا): احذري يا هند منه!

هند:


أنا لا أخشى اعتداء
قد عرفتم وعرفنا /// كيف يصطاد الظباء
( تسمع ضحكاتهم من أقصى الطريق بنما يظهر قيس وزياد من جانب المسرح الآخر)



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
19-04-2015, 07:44 AM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,940

icon1.gif


سجا الليلُ

سجا الليلُ حتى هاج لي الشعر والهوى
...............** وما البيد إلا الليلُ والشعرُ والحبُّ

ملأت سماءَ البيد عشقا وأرضها

....** وحُمِّلتُ وحدي ذلك العشقَ يا ربُّ

ألمَّ على أبياتِ ليلى بيَ الهوى

** وما غيرَ أشواقي دليلٌ ولا ركبُ

.......... وباتت خيامي خطوةً من خيامها

.................**فلم يشفني منها جوار ولا قربُ

إذا طاف قلبي حولها جُنَّ شوقُه ..**.. كذلك يُطْفي الغُلةَ المنهلُ العذب


يحن إذا شطت ويصبو إذا دنت
** فيا ويح قلبي كم يحنُّ وكم يصبو


وأرسلني أهلي وقالوا امض فالتمس ** لنا قَبَسا من أهل ليلى وما شبوا
.... عفا الله عن ليلى لقد نؤتُ بالذي ** تحمَّلَ من ليلى ومن نارها القلب
 
21-05-2015, 11:37 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif




منازل: (ولقد سمع همهمة الصوت ورأى شبحيهما في الظلام):


أرى شبحا مقبلا في الظلامِ \\\ وأسمع همهمةً في الدُّجى
هو ابن الملوحِ دل الهُزالُ /// عليه ونمّ اضطراب الخُطا

عدوّي المبين وما بيننا \\\ وما بين صاغِيتينْا جفا *
روى شعره البدو والحاضرون /// وشعري ليس له من روى

وهام بليلى وهامت به \\\ لقد كنت أولى بهذا الهوى
تشرّد مستعظما في البلاد /// وجُنّ فما ازداد إلا نُهى
وإني لأُبدي إليه الوداد \\\ وأخفي له في الضلوع القِلى

وأحسُدُه حسداً ما علمتُ /// أقيسُ الشقيُّ به أم أنا


( يتقدم منهما خطوات):

مَن الراكبُ الليلَ ؟ قيسٌ أخي؟
قيس: منازل؟ ما أعجبَ الملتقى!


 
26-06-2015, 07:09 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

منازل:
أقيساً أرى في ظلال البيوت \\\ وعهدي بقيس حليف الفلا !


قيس: منازل ، من أين؟

منازل:


من عندها /// من السَّمر الممتعِ المشتهى

قيس: (حنقا):



أمن عند ليلى تجرُّ الذيول \\\ حديثٌ لعمر أبي مفترى
منازل: بل الصدق ما قلتُ يا بن الملوّ /// حِ
قيس: اخسأ متى قلت صدقات تعدُّ شبابَ الحمى
وليلى تُفيضُ على من تشاء /// متى؟
وما كنت تصنع؟
منازل: (ساخرا):


ما يصنعون /// لهوت لعمريَ فيمن لها
وسامرُ ليلى كثير الزحام \\\ فلست تعدُّ شبابَ الحمى
وليلى تُفيضُ على من تشاء /// رضاها وتحرمهُ من تَشا

زياد: (مغضبا):


منازل، قيسُ، سبيلكَ قيس! \\\ وكِلْ ليَ تأديبَ هذا الفتى
منازل: (وقد أخذ بتلابيبه):



تؤدبني زيادُ وأنت ظلُّ /// لمجنون وراويةٌ لهاذي
وتزعم أنني نِدٌ لقيس \\\ رضيتُ من المصائبِ غيرَ هذي
زياد:


من قال ذا؟ أنت لقيسٍ نِدُّ ! /// لم يبق فيكِ يا حياةُ جِدُّ
امض بنا ناحيةً يا وغد
(يجره إلى حيث تسمع أصواتهما من بعيد ثم تختفي فيقبل قيس على خباء ليلى وينادي)


قيس: ليلى!



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

(المهدي خارجا من الخباء):


المهدي:


من الهاتف الداعي؟ أقيسَ أرى ؟ /// ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا

قيس: (خجلا): ما كنتُ يا عمُّ فيهم
المهدي: (دهشا): أين كنت إذن؟
قيس:


في الدار حتى خلَتْ من نارنا الدار
ما كان من حطبٍ جَزْلٍ بساحتها \\\ أودى الرياح به والضيفُ والجارُ

المهدي: (مناديا): ليلى، انتظر قيس، ليلى
ليلى: (من أقصى الخباء) : ما وراء أبي؟
المهدي: هذا ابن عمك ما في بيتهم نار


(تظهر ليلى على باب الخباء):


ليلى:


قيس ابن عمي عندنا /// يا مرحبا يا مرحبا

قيس:


مُتِّعت ليلى بالحيا \\\ ة وبَلَغتِ الأربا

ليلى: (تنادي جاريتها بينما يختفي أبوها في الخباء):
عفراء
عفراء: (ملبية نداء مولاتها): مولاتي
ليلى:


تعا /// لي نقضِ حقا وجبا
خذي وعاءً واملئيـ \\\ ـه لابن عمي حطبا

(تخرج عفراء وتتبعها ليلى)


قيس:


بالروح ليلى قضت لي حاجةً عرضت /// ما ضرها لو قضت للقلب حاجات
مضت لأبياتها ترتاد لي قبسا \\\ والنار يا روحَ قيسٍ ملءُ أبياتي
كم جئت ليلى بأسباب ملفقة /// ما كان أكثر أسبابي وعلاتي

(تدخل ليلى)
ليلى: قيس
قيس:


ليلى بجانبي \\\ كلُّ شي إذن حضر

ليلى:


جمعتنا فأحسنت /// ساعةٌ تَفْضُلُ العُمُر

قيس: أتجدِّين؟
ليلى:


ما فؤا \\\ دي حديدٌ ولا حجرْ
لك قلبٌ فسله يا /// قيس ينْبِئْكَ بالخبر
قد تحملت في الهوى \\\ فوق ما يحمل البشر

قيس:


لستُ ليلاي داريا /// كيف أشكو وأنفجِر ؟
أشرح الشوقَ كله \\\ أم من الشوق أختصر؟

ليلى:


نبِّّني قيس ما الذي /// لك في البيد ومن وطر ؟

لك فيها قصائدٌ \\\ جاوزَتْها إلى الحضر
كلُّ ظبي لقيته /// صغت في جيده الدرر
أتُرى قد سلوتنا \\\ وعشقت المها الأُخر ؟

قيس:


غرتِ ليلى من المها /// والمها منك لم تَغَر
حبَّب البيد أنها \\\ بك مصبوغةُ الصور
لستِ كالغِيدِ لا ولا /// قمر البيد كالقمر

ليلى: (وقد رأت النار تكاد تصل إلى كم قيس):
ويح عيني ما أرى
قيس؟
قيس: ليلى
ليلى: (مشفقة): خذ الحذر !
قيس: (غير آبه إلا لما كان من نجوى):



رُبَّ فجر سألته \\\ هل تنفستِ في السحر

ورياحٍ حسبتها /// جرَّرَت ذيلكِ العَطِر
وغزالٍ جفُونُه \\\ سرقت عينَكِ الحَوَر




b292434dfc.jpg



الصورة من 7-abeer.com
 

ليلى:

اطرح النارَ يا فتى ................... أنت غادٍ على خطر
لهبُ النار قيسُ في ...................................كمِّك الأيمنِ انتشر

قيس: (مستمرا بعد أن رمى النار من يده):



وذاب أرقُّ يا .... ليلَ من أهلكِ الغُيُر
أنِستْ بي ومرَّغت ....... في يدي النابَ والظُفر

ليلى:

ويحَ قيسٍ تحرقت ................. راحتاه وما شَعَر

قيس:


أنت أججتِ في الحشى .............. لاعجَ الشوقِ فاستَعَر
ثم تخشينَ جمرةً ............... تأكل الجلد والشَعَر

(يترنح قيس في موقفه وتظهر عليه بوادر الأغماء):

ليلى:

فداك أبي قيس، ماذا دهاك؟ ............... تكلم ، أَبِنْ قيسُ ، ماذا تجد ؟

قيس:

أُحسُّ بعينيّ قد غامتا ............. وساقيّ لا تحملان الجسدْ

(يخرّ صريعا إلى الأرض فتتلقاه على صدرها صارخة):

ليلى:

يا لأبي للجارِ، قيسٌ ضريعُ النارِ، مُلقى بصحنِ الدارِ

(يخرج أبوها من الخباء على صوت استغاثتها):


أبي ها أنت ذا جئت ... أغِثنا أبتِ أدركْ
لقد حُرِّق بالنار ...... فما يصحو إذا حُرِّكْ


المهدي: يرانا الناس يا ليلى
ليلى: أبي، انْفِ الناسَ من فكرك


هنا لا تقعُ العينُ ...................... على غيري ولا غيرك
ولا يطْلُعُ إنسانٌ .............على سري ولا سرك
ولا أجدرُ من قيس .... بإشفاقك أو برك
أبي، صدريَ لا يقوى ........ فأسنده إلى صدرك










 

المهدي: (وهو يتلقى عنها جسد قيس ويحاول إنعاشه):


رعاكِ الله يا ليلى /// وكافاك على صبرك
أخاف الناس في أمري \\\ وأخشى القلبَ في أمرك
وكم داريتُ يا ليلى /// وكم مهّدْتُ من عذرك
ولست الوالدَ القاسي \\\ ولا الطامعَ في مهرك

(يناجي قيسا في غيبوبته):


أبا المهديّ عوفيتَ /// ويا بورك في عمرك
أراني شِعرُك الويلَ \\\ وما أرْوي سوى شعرك
كما لَذّ على الكُره /// كلامُ الله للمشرك

(يتحرك قيس ويبدو عليه كأنما يفيق فيناديه)

المهدي: قيس

قيس: (يحاول الوقوف فتسنده ليلى):
عمّ ، لبيك عمّ


المهدي:

حسبُك فاذهبْ \\\ لا تطأ لي بعد العشيّةِ دارا

ليلى: أبتي ، لا تجُرْ على قيس
المهدي:

لِمْ لا /// إن قيسا على القرابة جارا





*******



a875d9a1f7712fc6464fd992e0f77468_123568788_147.jpg

www.elcinema.com
 


ليلى:

أبتي ، ما تراه كالفَنن الذا /// وي نُحولا وكالمغيب اصفرارا ؟
وتأمل رداءَه ويديْه \\\ تجد النار أو تر الآثارا
أبتي ، دعه يسترحْ



المهدي:

بل دعينا /// لا تزيدي يا ليلَ سُخطي انفجارا



قيس:

حسبُ يا ليلَ ، حسبُ لا لعميّ \\\ وكفى حلِفةً له واعتذارا
عمُّ ماذا جنيت ؟



ليلى: ماذا جنى قيس !
المهدي: نسيتِ الرواةَ والأخبارا
قيس: إنهم يأفِكون يا عمِّ
المهدي:

والغَيلُ أليلاً غَشِيتَه أم نهارا ؟
ما الذي كان ليلةَ الغَيْل حتى /// قلتَ فيها النّسيبَ والأشعارا ؟



قيس:

لم تكن وحدها ولا كنت وحدي \\\ إنما نحن فِتيةٌ وعذارى
جمعتنا خمائل الغيل بالليـ /// ـل كما يجتمعُ الحِمَى السُّمَّارا
ليسَ غيرَ السلام ثم افترقنا \\\ ذهبتْ يَمنةً وسِرتُ يسارا



المهدي:

امض يا قيس امض لا تكسُ ليلى /// كلّ حينٍ فضيحةً وشنارا
فكأني بقصة النار تُروى \\\ وكأني بذلك الشعر سارا
وكأني ارتديت في الحي ذلا /// وتجللتُ في القبائل عارا
امض قيس امض



قيس:

عمُّ رفقا بليلى \\\ وبقيسٍ ولا تكن جبارا
الحذَارَ من غضب اللـ /// ـه ومن سُخطه الحذار الحذارا



المهدي:

امض قيسُ امض جئت تطلب نارا \\\ ام تُرى جئْت تُشعلُ البيت نارا ؟



(يخرج قيس)



161861481.jpg

www.12allchat.com403 × 403
 
التعديل الأخير:


الفصل الثاني


(طريق من طرق القوافل بين نجد ويثرب، على مقربة من حي بني عامر حيث تبدو مضارب هذا الحي على مدى البصر وعلى سفح جبل توباد – قيس وزياد جلوس إلى جذع نخلة، يستشرفان شبحا يسير نحوهما)
قيس:
زياد ما تلك؟ مَن الجُوَيْريَهْ ؟ \\\ أتلك (بلهاءُ) ؟

زياد: أجل قيس ، هيَهْ

(تظهر بلهاء وعلى رأسها قصعة):

قيس:
بلهاء كيف الحي ؟ /// كيف أميه
بلهاء: (وهي تضع القصعة) :

تسأل عنك \\\ كما سألت

(تبدو على قيس كراهة للطعام وعزوف عنه)

زياد:
بالله قيس /// إلا أكلت
(يشتد ميل قيس عن الطعام)

بلهاء: (هامسة لزياد):
زيادُ ، ماذاق \\\ قيسٌ ولا همّا

زياد:
طبخُ يدِ الأمِّ /// يا قيسُ ذُقْ ممّا
الأمُّ يا قيسُ \\\ لا تصبخُ السُّمّا
( ينزع عن القصعة غطاءها).

تعالَ تأمَّلْ قيس، تلك ذبيحةٌ

قيس: عسى اليوم نحرٌ
زياد: أين نحن من الأضحى ؟

قيس:

أرى صُنع أمي يا زياد ، فديتُهَا /// بروحي وإن حمَّلتُها الهم والبَرحا

ستخبرنا البلهاء

زياد

بلهاء بيّني \\\ ولا تكتمي عنا الحديث ولا الشرحا


بلهاء:
لقد مرّ عرّاف اليمامةِ بالحمى /// فما راعنا إلا زيارته صبحا
طوى الحيّ حتى جاء عن قيسَ سائلا \\\ أظهر ما شاء المودةَ والنصحا
ولاحت له شاةٌ جَثُومٌ بموضعٍ /// تخَيّلها ظلا من الليل أو جُنحا

فقال اذبحوا هاتيك فالخير عندها \\\ فقام إليها يافعٌ يحسنُ الذّبْحا
فقال انزعوا من جثُة الشاة قلبَها /// فلم نألُ قلب الشاة نزعا ولا طرْحا
فلما شويناها رَقَى بعزائم \\\ عليها وألقى في جوانبها المِلْحا
وقال اطلبوا قيساً فهذا دواؤه /// كأني به لما تناوله صَحَّا



زياد:

تعلّلْ قيسُ بالشاة \\\ عساها تُذهب الحُبّا
فما العراف بالمجهو /// ل لا علماً ولا طبّا
ولم تعلمْ عليه البيــ \\\ ـد تدجيلا ولا كذْبا

طبيبٌ جَرّب اليابــ /// ـسَ في الصحراء والرطبا
فذقْ قيسُ ولا ترتبْ \\\ بما قال وما نَبّا
وتلك الأمُّ يا قيس /// أطعها تطِعِ الرّبا


قيس:
زياد اسمع وكن عوني \\\ وخلِّ اللوم والعتبا

إذا ما لم يكن بُدٌّ /// فإني آكلُ القلبا


زياد:
قيسُ يبغى القلب يا بلـ \\\ ـهاءُ أين القلب أينا ؟

بلهاء:
هو عندي ويسيرٌ /// ما اشتهى قيسٌ علينا

هو في الشاة

زياد:

هَلُمِّي \\\ أخرجي القلبَ إلينا

بلهاء:

القلبُ ! أين القلب؟ أيـ /// ـن يا تُرى وضَعْتُهُ ؟

يا ويحَ لي ! نسيتُ أنـ \\\ ـي بيدي نزعتُه !

قيس:
وشاةٍ بلا قلبٍ يداوونني بها /// وكيف يداوي القلبَ من لا له قلب !

==

32182-7-jo.jpg

www.7-jo.com660 × 440
 
التعديل الأخير:


(تسير بلهاء إلى الحي ويظهر صغار من ناحية الحي يلهون في طائفتين وإذ تقع أبصارهم على قيس وزياد تتغنى كل طائفة بغناء)


الطائفة الأولى:


قيسُُ عصفور البوادي \\\ وهَزارَ الرَّبَواتْ
طِرتَ من وادٍ لوادي /// وغمرتَ الفلواتْ
إيه يا شاعرَ نجدٍ \\\ ونجيّ الظّبَيَاتْ
أضمر الحب وأبدِ /// لأعَفِّ الفتياتْ



الطائفة الثانية:


قيسُ كَشفْتَ العذارى /// وانتهكت الحرماتْ
ودمغتَ الحيّ عارا \\\ في السنين الغابراتْ
قد ذكرت الغَيل دعوى /// واصطنعت الخلَواتْ
صَلِيتْ ليلى ببلوى \\\ منك دون الفتياتْ



(يلتقط قيس بضع حصوات من الأرض ويهم أن يحصب بها الصغار ثم يتردد فينثر الحصى من يديه، بينما يظهر من جانب الطريق الآخر ابن عوف وكاتبه نَصيب)


قيس: (مناجيا نفسه):


قيس لا ، سامحْ صغارا /// لا يُحسون الخطيئه
إنهم فيما أتوه \\\ ببغاواتٌ بريئهْ
لُقِّنوها كلماتٍ /// نَزِهاتٍ أو بذيئه



زياد: (وهو يصرف الصغار):


اذهبوا عودا إلى آبائكم \\\ واذكروا قيسا بخير يا خُبُثْ
اذهبوا أوْحُوا إلى أترابكم /// وليُبَلِّغْ حَدَثاً منكم حَدَثْ
سيطر الحب على دنياكمُ \\\ كل شيء ما خلا الحبَّ عَبَثْ



(يجري الصغار أمام زياد مضطربين ثم يختفون عن الأنظار، بينما يستلقي قيس على الأرض في به إغماء)


ابن عوف إلى نصيب ، وزياد يطارد الصغار:


انظرْ نُصيْبُ ، ضجةٌ وصبيةٌ /// ورجل يرمي الصغار بالحصى


نصيب:

أرى أميري نشَأً تعلقوا \\\ بابن سبيل متعبٍ واهي القوى



ابن عوف: ابن امض سَلْ
نصيب: (معترضا زياد) : من الفتى؟
زياد: (لنفسه وقد رأى ابن عوف):


ماذا أرى ؟ /// هذا أمير الصدقات ها هنا


(ثم يرد على نصيب):
قيسُ إمام العاشقينَ
ابن عوف :

أيهم \\\ فهم كثير، كل قيس بهوى



زياد:

أجل ولكنّ الذي تبصرهُ /// أرفعهم ذكراً وأعلاهم سنى



ابن عوف:

لعله قيس الذي نعرفه \\\ لقد رَويت شعرَه فيمن روى



فأين ظله زيادٌ ؟
زياد:

أنا ذا /// أنا الذي يتبعُه حيثُ مشى




10508_1.jpg

www.thaqafat.com500 × 375
 
التعديل الأخير:

ابن عوف:


أنت الذي تهدي لكل قريةٍ \\\ مُجاجةَ النحل ونفحةَ الرُّبا

ما باله يطأ التراب حافياً /// ويقطع البيد ممزَّقَ الرِّدَا

خُذ يا نصَيْبُ بُردتي فغطِّه \\\ لا يلحقنّه من العُرى أذى


زياد:


احفظ عليك البُرْدَ يا أمير لا /// فقرَ إليه بابن سيّد الحمى

إن لقيس من ثياب الوشى ما \\\ ما يُفْنى به العمر وما يُعيي البِلى


ابن عوف: (مناجيا نفسه):



يا ويحَ قلبي ما خلا من قسوةٍ /// ما باله رقّ لقيس ورثى


(يقبل على قيس):

قيسُ ، بُنيّ

زياد:


هوَ في إغماءةٍ \\\ من وَجْده وما أظنه صحا


( يسمع صوت حاد من ناحية نجد. ويتعالى الصوت قليلا قليلا حتى يظهر الحادي ومن ورائه قافلة تسير إلى المدينة ثم يذوب الصوت قليلا قليلا حتى ينقطع)


أنشودة الحادي:



يا نجدُ خُذْ بالزمامْ /// ورحِّبِ

سرْ في رِكاب الغمامْ \\\ ليثربِ

هذا الحسين الإمامْ /// ابنُ النبي

النورُ في البيد زادْ \\\ حتى غَمَر

أحْدُ الحيا في الوهادْ /// أُحْدُ القمر

أُحْد جَمالَ البوادْ \\\ زينَ الحضرْ

ابن النبي


ابن عوف:


سمعتم؟ يا لك من /// رنة حادٍ مطربِ


زياد:


يا ليت شعري ما الركا \\\ ب مَنْ لواءُ الموكبِ


نصيب:


قد بين الحادي فقل /// أصمُّ أنت أم غبي ؟

هذا إمام العرب \\\ هذا الحسين ابن النبي

هذا الزكي ابن الزَّّكـ /// ـيّ الطيب ابن الطيب

عارضنا الحسين في \\\ طريقه ليثرب

هذا سنا جبينه /// مِلءَ الوهاد والرُّبى

قد جلّّ حاديه جلا \\\ لَ القارئ المطَرّب


ابن عوف: (هامسا إلى نصيب):



نصيبُ ، صه لا تسلكنْ /// بنا مسالك التهمْ

ولا تَظاهر بالهوى \\\ لوارث البيت العَلَمْ

احذرْ جواسيس ابن هنـ /// ـد وعيون ابن الحكمْ

نحن رجال دولةٍ \\\ قوّامةٍ على الأمم

ليس بعينها عمى /// ولا بأذنها صَمَمْ

تسمع في ظل القصو \\\ ر هَمس رعيان الغنم


(إلى زياد مشيرا إلى قيس):



زياد ، انظرْ فما انفكّ /// صريعَ الوجدِ والذكرى

كما مَرّ بنا الركب الـ \\\ ـحسينيّ به مَرّا

فلم يشغل له بالا /// ولم يوقِظ له فكرا


زياد:


رويدا سيدي مهلا \\\ ولا تستغرب الأمرا

لقد سقناه بالأمسِ /// فحجّ الكعبةَ الغرّا

فلما لمس الركنَ \\\ ومسّت يدُهُ السِّترا

وقلنا الآن من ليلى /// ومن فتنتها يبرا

سمعناه ينادي اللـ \\\ ـه من ساحته الكبرى


ابن عوف: وماذا قال؟

زياد:


ما تابَ /// من العشق ولا استبرا

ولكن قال: يا ربّ \\\ ملكتَ الخيرا والشرا

فهات الضرَّ إن كان /// هوى ليلى هو الضرا

وإن كان هو السحرَ \\\ فلا تُبطلْ لها سحرا

ويا ربّ هب السلوى /// لغيري وهب الصبرا

وهبْ لي مَوتةَ المُضنَى \\\ بها لا ميتة أخرى



wpid-3a-na-109005.jpg

uaelocalnews
 
التعديل الأخير:
(يقبل على قيس ويميل عليه بحنان):


حنانيك قيسُ إلام الذهول /// أفقْ ساعةً من غواشي الخَبَلْ
صليلُ البغال ورَجعُ الحُدَاء \\\ وضجّةُ رَكْبٍ وراء الجبَلْْ
وحادٍ يسوق رِكَابَ الحسُيْن /// يَهُزّ الجبالَ إذا ما ارتجلْ
فلم يبق ماشٍ ولا راكبٌ \\\ على نجدَ إلا دعا وابتهلْ
فقُم قيسُ واضرع مع الضارعين /// وأنزلْ بجَدِّ الحسين الأمل

(يسمع صوت حاد آخر قادما إلى نجد من ناحية يثرب، على رأس قافلة أخرى، وتمر هذه القافلة كما مرة الأولى)

أنشودة الحادي:


هلا هلا هيّا اطوى الفلا طيّا \\\ وقربي الحيّا للنازح الصبِّ
جلا جلٌ في البيدْ شجيّةُ الترديدْ /// كرنّة الغِّريدْ في الفَنن الرَّطب
أناح أم غنّى أم للحمَى حنّا \\\ جُلَيجلٌ رنّا في شُعَب القلب
هلا هلا سيري وامضي بتيسير /// طيري بنا طيري للماء والعشب
طيري اسبقي الليلا وأدركي الغَيلا \\\ العهدَ من ليلى ومنزلَ الحبِّ
بالله يا حادي فتِّشْ بتْوباد /// فالقلب في الوادي والعقلُ في الشِّعب
يا قمرا يبدو مَطلعُهُ نجدُ \\\ قد صنع الوجدُ ما شاء بالركب

( يفيق قيس ثم يتلفت مصغيا إلى الحداء)
قيس:

ليلى ، مناد دعا ليلى فخفَّ له /// نشوانُ في جنبات الصدر عربيدُ
ليلى، انظري البيدَ هل مادت بأهلها \\\ وهل ترنّم في المزمار داود
ليلى، نداءٌ بليلى رنّ في أذني /// سحرٌ لعمري له في السمع ترديدُ
ليلى، تَردّدُ في سمعي وفي خلدي \\\ كما تَردّدُ في الأيك الأغاريدُ
هل المنادون أهلوها وإخوتها /// أم المنادون عشاقٌ معاميدُ
إن يَشرَكونيَ في ليلى فلا رجَعَتْ \\\ جبالُ نجد لهم صوتا ولا البيدُ
أغيرَ ليلاي نادوا أم بها هتفوا /// فداء ليلى الليالي الخُرَّدُ الغيدُ
إذا سمعتُ اسم ليلى ثُبتُ من خَبَلي \\\ وثابَ ما صَرَعتْ مني العناقيدُ
كسا النداءَ اسمُها حسنا وحبَّبَه /// حتى كأن اسمها البشرى أو العيدُ
ليلى، لعلي مجنونٌ يُخيَّلُ لي \\\ لا الحيُّ نادَوا على ليلى ولا نُودوا





203114_Large_20140214052347_11.jpg
\

www.elwatannews.com660 × 370
 

ابن عوف:


لا تكتئب وتعالَ يا قيسُ استرحْ /// مما تكابد في الهوى وتلاقي

قيس:


هل أنت آسٍ يا أمير جراحتي \\\ أم أنت من سحر الصبابة راقي ؟

ابن عوف:


بل من رُواتِكَ قيسُ من زمنٍ مضى /// لم أخلُ قيسٌ عليك من إشفاق

قيس:


قل للخليفة يابنَ عوف في غد \\\ من ذا أباح له دمَ العشّاق
هَدرت حكومته دمي فتحرَّشتْ /// بدمٍ على سيف الجُفون مُراق

ابن عوف:


أرضيتني عند الخليفة شافعا \\\ يا قيس ؟


قيس: (في أنفة):


لا والواحد الخلاق
بل عند ليلى فامض فاشفع لي لدى /// ليلى وناشد قلبها أشواقي
جئْتها فذكِّرها العهودَ وحفظَها \\\ واذكرْ لها عهدي وصفْ ميثاقي
ليلى إذا هي أقبلتْ حَقنت دمي /// كرما وفكّت يا أميرُ وَثاقي

ابن عوف:


أسمعتَ ما قال الأمير؟ زياد ، طرْ \\\ نحو الحمى بجَنَاحَي المشتاق
اذهب وسلْ أمي أعزّ ملابسي /// من كل شاميٍّ وكلّ عراقي
واذكر لها فضل الأمير، ولم تزَلْ \\\ نِعَمُ الأمير قلائدَ الأعناق


(يسير زياد نحو الحي بينما يتمسح قيس بابن عوف كالطفل):



الآن قيسُ اذهب فبدِّلْ حلَّةً \\\ وتَرَدَّ غير ثيابكَ الأخلاق
فالصبح تدخلُ حيّ ليلى قيسُ في /// ركبي وبين بطانتي ورفاقي





قيس: (إلى زياد):


شكرا لصُنعكَ يا أمـ /// ـيرُ ودمتَ مقصودَ الرحابْ
عجّلْ أمير


ابن عوف: (ضاحكا):

بل انتظرْ \\\ أنسيتَ يا قيسُ الثياب ؟




==
 
عودة
أعلى