دور عبدالله السالم في دعم الاقتصاد.. بنك الكويت الوطني نموذجاً
84وطني
القبس
إعداد حمزة عليان|
انشاء بنك الكويت الوطني أنهى ا%D
إعداد حمزة عليان|
انشاء بنك الكويت الوطني أنهى احتكار البنك البريطاني آنذاك، وهو محطة مفصلية أسست لاستقلالية المؤسسات الوطنية قبل مرحلة الاستقلال، ورسمت معالم واضحة لدور التجار ومساهمتهم في بنيان الاقتصاد، وكذلك اعطت للقطاع الخاص مساحة واضحة في المشاركة والتأسيس.
قدَّمت الدكتورة نور الحبشي ورقة بحثية في مؤتمر «عصر الشيخ عبدالله السالم الصباح»، الذي عُقد في كلية الآداب بجامعة الكويت، تحت عنوان: دور الشيخ عبدالله السالم في دعم الاقتصاد الوطني ــ بنك الكويت الوطني ــ نموذجاً استعانت بالصور والغرافيك، كأسلوب عرض، فبعد اظهار حالة الاقتصاد وضعت صورة جامعة لموظفي البنك مع مديريهم الانكليز، وسردت تاريخ وكيفية انشاء البنك، فقد اعتبرت ان فترة الخمسينات من القرن المنصرم كانت فترة تحد جديدة في تاريخ الكويت الحديث، عندما تحوّل الاقتصاد الكويتي قديما، الذي كان يعتمد على «الغوص على اللؤلؤ وصيد السمك والتجارة مع الهند وصناعة السفن الخ..»، الى اقتصاد حديث يجمع قطاعي النفط والصناعة، وكانا يحتاجان الى رؤية مصرفية تنظيمية ووطنية، حرص عليها تجار الكويت.
أول بنك برأسمال محلي
لذلك، كان انشاء بنك الكويت الوطني بمنزلة تحدّ جديد للكويتيين، لانه بنك كويتي برأسمال كويتي وبدعم وتشجيع من الحاكم نفسه هو الشيخ عبدالله السالم؛ لذا فإن ذلك يعد نموذجا بسيطا لمدى حكمة ورؤية الحاكم، وايضا هو تحالف وثيق يجمع الحاكم والتجار.
فقد أصدر الشيخ عبدالله السالم مرسوماً أميريا بتاريخ 19 مايو 1952، الذي أذن بموجبه للمؤسسين بإنشاء شركة تجارية باسم بنك الكويت الوطني، تزاول اعمال البنوك بكل أعمالها، ليصبح بذلك «اول بنك برأسمال محلي خالص في الكويت، واول شركة مساهمة في الكويت ومنطقة الخليج».
ولم تكن الكويت حتى عام 1952 قد حظيت باستقلالها؛ لذا فقد راقبت بريطانيا وعن طريق وكيلها السياسي في الكويت، وعن كثب خطوات انشاء البنك الوطني، لأنها كانت تخشى ان يؤثر ذلك في النشاط البريطاني للشرق الاوسط الذي كان قد افتتح رسميا في فبراير عام 1942.
بيد ان قصة إنشاء بنك الكويت الوطني وفكرة التأسيس كانتا بدافع وطني يخدم المصالح الوطنية بالدرجة الاولى، التي تنعش السوق المحلي، وتسعى الى تنمية وتطوير القطاع المالي والمصرفي في الكويت، والتي كانت من دون ذلك الحس الوطني المتحمل للمسؤولية، فكان التعاون بين التجار والحاكم.
البنك البريطاني
تأسس البنك البريطاني في الكويت اثناء الحرب العالمية الثانية وفي فترة حرجة مرت بها السياسة البريطانية في المنطقة، وقد اختير مكان البنك في السوق الرئيسي في مدينة الكويت، وتحديدا في سوق المناخ، حيث استؤجرت مجموعة من الدكاكين يطل بعضها على سوق التجار القديم. وكان ذلك في نهاية عام 1941، وقد تم افتتاح البنك رسميا في فبراير 1942، وتم تعيين السيد ماثيسون مديراً للبنك قبل افتتاحه؛ لانه ساهم في تأسيس البنك.
انتشرت الاعمال المصرفية لفرع البنك البريطاني للشرق الاوسط في الكويت بمساعدة الوكيل السياسي البريطاني، وقد تطور نشاطه بصورة كبيرة، ولم يكن للحرب العالمية الثانية التي اثرت على شركة نفط الكويت اي تأثير مباشر على نشاط هذا الفرع.
حاجة الكويت إلى مصرف وطني
ذهب احد تجار الكويت، وهو خليفة خالد الغنيم، الى البنك البريطاني لطلب قرض بقيمة 10.000 روبية، اي ما يعادل 750 دينارا كويتيا اليوم، الا ان مدير البنك البريطاني طلب كفيلا من التاجر الكويتي الذي لم تعجبه طريقة تعامل البنك الاجنبي معه، فذهب إلى ديوان الخالد ليجتمع مع خالد زيد الخالد واحمد سعود الخالد وبقية التجار ورجالات الكويت الحاضرين ليقرروا انشاء بنك كويتي.
كان الاجتماع بين التجار المؤسسين، الذين بدورهم ذهبوا الى الشيخ عبدالله السالم وطلبوا منه دعم فكرة تأسيس انشاء بنك وطني، والذي بدوره بارك الفكرة وايدها بل واصدر المرسوم الاميري الخاص بتأسيس بنك الكويت الوطني.
جملة استنتاجات توصلت إليها الباحثة:
ايمان الحاكم الشيخ عبدالله السالم بالاقتصاد الوطني بعيداً عن بريطانيا.
ثقة الشيخ عبدالله السالم بالتجار والتحالف معهم وهو ليس بعيداً عنهم، والقارئ للتاريخ السياسي يعي ذلك تماماً.
يعتبر بنك الكويت الوطني اول شركة مساهمة كويتية للاعمال المصرفية، فهو اول مصرف وطني في الكويت وفي منطقة الخليج العربي.
بُعد نظر الشيخ عبدالله السالم ووعيه التام بضرورة اتخاذ قرار حازم وسياسي ووطني ايضاً بدعمه للتجار.
تطور الاقتصاد من بسيط (ما قبل النفط) الى اقتصاد حديث يعتمد على القطاع النفطي كان يحتاج تحديثا وتطورا في الامور المالية.
رد فعل بريطانيا
بحكم معرفتنا بطبيعة الكويتيين فإن الاقتراح على الارجح لن يرى النور
تكشف وثيقة دار الاعتماد البريطانية السرية رقم 75 بتاريخ 15 ابريل 1952م عدم ثقة الجانب البريطاني بجدية الفكرة.
الافتتاح ورأس المال
بدأ «الوطني» العمل بـ17 موظفاً فقط عند الافتتاح في اكتوبر 1952م وبتسعة من الاعضاء؛ جميعهم من كبار تجار الكويت.
وبلغ رأسماله 13 مليون روبية تم دفعها بالكامل (ما يعادل مليون دينار كويتي) موزعة على ثلاثة عشر الفا ومئة سهم، قيمة السهم الف روبية.