البريمل
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768
الفراعنه هم من ابتكر الخاتم
قبل ولادة الحضارات القديمة، كحضارتي وادي النيل ووادي الرافدين، كانت حياة الاوائل، تعتمد على ما عرف لاحقاً بـ«الرمزية» او «التشبيه»، اي انهم كانوا يخترعون رموزاً خاصة بهم، لمحاكاة احداث وعوامل الطبيعة المختلفة، كي يتجنبوا مخاطرها التي قد تحدق بهم بين الحين والآخر، او ان يطلبوا عطفها ورحمتها وسخاءها لتدر عليهم المزيد من المنافع والخيرات.
هذه الظاهرة، كانت في العصور التي سبقت ظهور الحضارات، عبارة عن ظاهرة رمزية، بدائية، لا تقوم على اسس او قوانين او افكار منتظمة وبناءة لربط نسيج المجتمع بالحياة، وبروابط ذات قيمة اجتماعية متميزة. ولكن حينما ظهرت حضارة وادي النيل، تغيرت الكثير من المفاهيم المتعلقة بالرمزية، فقد ولدت رزمة من الافكار الجديدة، التي تنبع من داخل حياة المجتمع او حياة النخبة الفرعونية الحاكمة. وفكرة «الخاتم»، واحدة من تلك الافكار التي القت بظلالها على بقية الامم التي تبنتها وتعلقت بها واصبحت جزءا راسخا من تقاليدها العامة. ولكن كيف ولدت الفكرة، وماذا تعني بالنسبة للمصريين القدماء؟
العلاقات الزوجية وتنظيم حياة الاسرة والمجتمع امور حظيت باهتمام كبير من قبل المصريين القدماء، وربما كانوا هم السباقون في تثبيت تلك القوانين او التوجهات التي تناولت شؤون الزواج والانجاب، وايضا الاسرة، قبل غيرهم من الحضارات الاخرى.
فالوثائق التاريخية الفرعونية، المتوافرة حاليا، تشير الى مثل هذه القوانين، معتبرة رباط الزوجية، شكلا مقدسا لا يجوز كسره. وفكرة «الخاتم» ولدت اساسا للتعبير عن رمزية «الرباط» الاجتماعي المقدس بين الزوجين، فشكل الخاتم «الدائري»، ووضعه في اصبع اليد، يعبر عن «رمزية واقعية» فالحياة الزوجية في نظر المصريين القدماء، ما هي الا حلقة او دائرة لشبك اصبعي الزوجين، فتكون بمنزلة القيد او الصفد الذي يربطهما بعضهما ببعض.
ولكون السلاسل او القيود دائما ما توضع في اليدين او حول الرقبة، فان «الخاتم» هو الرمز المصغر للقيد المقدس الذي يضعه المتزوجون في اصبعيهما.
ويبدو ان البابليين، قد اخذوا هذه الفكرة من المصريين القدماء، وبخاصة في فترة نبوخذ نصر الذي غزا مصر وسيطر على أجزاء واسعة منها. لكن البابليين قد عوضوا عقد الزواج بـ «القلادة الدائرية» بدلا من الخاتم الدائري، وهذه القلادة كانت توضع في عنق المرأة، وهي فكرة رجولية، توارثها الأشوريون فيما بعد، وعبرت عن غلاظتهم تجاه الجنس الآخر، حيث اعتبروا المرأة مجرد تابع للرجل، وبذلك سجل المصريون القدماء، ولأول مرة، طفرة متقدمة حتى في المفهوم العام السائد آنذاك تجاه المرأة. في حين لا نجد عند البابليين أو الأشوريين ثمة اثر جدي لتبوؤ المرأة لأي مركز قيادي في الولاية أو الامبراطورية، بينما تحقق للمرأة المصرية في العهود الفرعونية المتعاقبة مثل هذا الدور، وتميزت بعض الملكات الفرعونيات بقوة الشخصية والكفاءة والادارة العالية، وربما تفوقت حتى على زوجها من حيث القوة النافذة في المجتمع.
القبس /
الصورمن عالم المعرفه