أول سيارة عرفها التاريخ تشتغل بمحرك – و لا تجرها الخيول – كانت سيارة الفرنسي "نيكولاسجوزيف كوغنوت" في عام 1769 وشغلت بمحرك بخاري.
وقد تطرقت لهذه النقطة نظرا للخلط الكبير بين البعض حيث يتم نسب أول سيارة إلى "كارل بنز" أو "جوتليب دامللر" من ألمانيا.
لكن عربات "بنز" و "دامللر" كانتا أول سيارات تعمل بالبنزين وفتحت الطريق أمام صناعة السيارات الحديثة.
على كل حال حرق، الوقود وتحويل الطاقة الناتجةعن ذلك الاحتراق إلى طاقة حركية تنقل عبر المكابس لتدوير الـ( Crankshaft )الذي بدوره يقوم بتدوير عجلات المركبة عن طريق سلسلة أو عمودتدوير تتم بنوعين من المحركات فقط، وهي محركات الاحتراق الداخلي ومحركات الاحتراق الخارجي.
واستعمل في صناعة السيارات محركات الاحتراق الداخلي نظرا لصغرحجمها وتكافؤ الطاقة الناتجة منها لتشغيل السيارات والدراجات النارية، أما محركات الاحتراق الخارجي فاستعملت لتدوير عجلات الإنتاج في المصانع ومحطات التزويد بالطاقة الكهربائية كما شغلت الأجيال الأولى من السفن والقاطرات البخارية، وعادت حديثا لتحتل مكانة بارزة نظرا لانتشار الصناعات التي تعتمد على الطاقة النووية.
اخترع نيكولاس أوغست أتو محرك الاحتراق الداخلي رباعي الأشواط.
ألمانيا
1867
حورج برايتون اخترع محرك ثنائي الأشواط يعمل بالكيروسين ولكن المحرك كان ضخماً وبطئ الدوران ولم يكن ناجح تسويقياً. وفي سنة 1878 قام سير دوجلاس كلارك بإنجلترا بتصميم ما يعرف بأول محرك ثنائي الأشواط وقد قام جوزيت دي في سنة 1891 بعمل تحسين عليه ومازال يستخدم إلى يومنا هذا. 1873
بدأ كوتليب دايملر وفيلهم ما يباخ- اللذان كانا يعملان في مصنع دويتس لمحركات الغاز- في صناعة أول محرك صغير يعمل بالبنزين.
ألمانيا
1882
حصل دايملر على براءة اختراع محرك بنزين بأسطوانة أفقية وبرأس متوهجه وبلغت سرعة دوارنه 900 لفة/دقيقة. واعتبر بذلك أول محرك محرك سريع بالعالم وكان التحكم في الغاز يتم عن طريق صمامات ينظم حركتها عمود حدبات (كامات).
ألمانيا
1883
صنع كارل بنز أول سيارة في العالم في مدينة مانهايم- وكان إشعال الوقود يتم كهربائياً وقد بلغت قدرته (1/2 كيلو وات) وكانت سيارة بثلاث عجلات ولها جهاز توجيه بسيط.
ألمانيا
1885
أنتج دايملر أول دراجة نارية في العالم .
ألمانيا
1885
صمم سليفانو بوزر أول مضخة بنزين لتموين السيارات.
1885
صنع دايملر أول سيارة بأربع عجلات, وركب المحرك في عربة كالتي تجرها الخيول بعد تعيدلها.
ألمانيا
1886
توماس اهيرن, إدخل نظام التدفئة الكهربائية للسيارة كندا 1890
أميل ليفسو و رينيه بنهارد قاموا بتصميم سيارة ذات محرك أمامي (محرك ديملر رأسي و ردياتير أمامي, ذات بدال للقابض وصندوق تروس يدير المحور الخلفي وشاسية خشبي على شكل السلم مما أصبح يعرف فيما بعد بنظام بنهارد للشاسية.
فرنسا
1891
حصل رودلف ديزل على براءة اختراع محرك ذو إشعال ذاتي وهو المسمى بمحرك ديزل.
ألمانيا
1893
استطاع ديزل بعد تجارب استمرت سنوات طويلة من إدارة (تشغيل) محركه.
ألمانيا
1897
لوي رينو أول من اخترع عمود الإدارة
فرنسا
1898
واصل تطور السيارة إلى شكلها الحالي, فالمحرك موضوع في الجزء الأمامي للمركبة ويوجد أمام المحرك المشع المصنوع على شكل شبيه بخلايا النحل ومعه مروحة. وزيد عدد الاسطوانات إلى أربع, كما تم استبدال طريقة السيور في نقل الحركة بصندوق تروس بأربع سرعات أمامية وسرعة خلفية. أما العجلات المملوءة بالهواء المضغوط فقد بدأ استخدامها منذ عام 1898 وبجانب ذلك تم اختراع المغذي (الكاربيراتير).
ألمانيا
1900
أول سيارة تسير بأربع عجلات دفع, السيارة من اختراع فريدناند بورش (صاحب شركة بورش). وهي سيارة تستخدم موتور كهربائي يصل بصرة كل عجلة, ولتشغيل الموتورات يقوم مولد كهربائي متصل بالمحرك بتوليد التيار الكهربائي اللازم. ولقد استخدمت وكالة ناسا الفضائية هذه التقنية في تسير المركبة "لونر" على سطح القمر. ولكن هذه السيارة لم تعتبر أول سيارة للجر الرباعي (4wd) المتعارف عليها وذلك لغرابة التصميم.
1990
أنتجت أول سيارة "مرسيدس" والتي سميت باسم ابنة أحد التجار النمساويين "يللينيك" بمصنع دايملر. وكانت قدرتها 26 كيلو وات.
ألمانيا
1901
المخترع الانجليزي فريدريك وليم أخذ برأة اختراع الفرامل القرصية إنجلترا 1901
قام فريدريك سيمز باختراع أول صدام للسيارة.
1901
أول سيارة فعلية جر أربع عجلات (4wd) انتاج شركة جاكوب بيكر (علبة تحويل, وعمود إدارة ...). وظهرت أول سيارة أمريكية جر بأربع في سنة 1911.
1902
وود فاتون صنع سيارة كهربائية تسير بسرعة 14 ميل في الساعة ولها مدي 18 ميل وبتكلفة 2000 دولار. السيارة الكهربائية اختفت من سنة 1935 حتى 1960.
أمريكا
1902
أسس فورد مصانعه في مدينة ديترويت, واستطاع فورد أن يضع الأسس الأولية لإنتاج نمطي واقتصادي بإدخاله أسلوب خطوط التجميع المستمر في مصانعه.
أمريكا
1903
استخدمت عجلة التوجيه في السيارة بدلا من ذراع التحويل.
1904
الأمريكية ماري أندرسون اخترعت مساحات الزجاج الأمامي, عند مشاهدتها لسائق السيارات يقومون بفتح النافذة أثناء المطر ليتمكنوا من رؤية الطريق أعطت لها الفكرة بتصميم ذراع متأرجح به حد من المطاط ويقوم السائق بتحريكه من الداخل عن طريق ذراع. وأصبح نظام تقليدي بجميع السيارات بحلول عام 1916. وقامت الأمريكية شارلوت بريدج بتطوير المساحة اليدوية لجعلها تعمل بالكهرباء. أمريكا 1905
أنتاج السيارة طراز “t” فورد (1907-1927). ووصل إنتاجه اليومي عام 1925 إلى 9000 سيارة. وبلغ الإنتاج الإجمالي لهذا الطراز 15 مليون سيارة. وكان سعر السيارة في عام 1926 يبلغ 260 دولار.
هذه أول سيارة تنتج بإنتاج كمي. والتي جعلتها متوفرة, وفي مقدرة الشخص العادي أن يتملكها.
أمريكا
1907
أصدار أول رخصة قيادة "رود أيلاند".
أمريكا
1908
استخدام بادئ حركة بالهواء المضغوط (لم يعمل بالشكل الصحيح).
1909
تشارلز كيترينج أخترع بادئ الحركة الكهربائي (السلف) .
أمريكا
1912
تم تركيب إشارات المرور الضوئية بالطرق.
1914
وود فاتون اخترع سيارة مهجنة تسير بمحرك احتراق وموتور كهربائي
أمريكا
1916
نابير ليون صنع أول محرك طائرات 12 أسطوانة على شكل "w". ثم حاولت شركة أودي عمل تصميم محرك "w 12" ولكن لم ينجح التصميم. وقامت شركة فولكس فاجن بإنتاج محرك تجريبي ناجح "w 18" لشركة بوجوتي ولكن اعتبر غير مجدي. واستمرت شركة فولكس فاجن في تطوير وتعديل ذلك النوع من المحرك حتى تمكنت من تصنيع أول محرك "w 16" سوف يركب في سيارات بنتلي في موديلات 2005.
فرنسا
1917
بدأ ظهور الإطار ذو الهواء المضغوط.
1920
فرانسيز دافيذ اخترع التوجيه المؤّزر الهيدروليكي 1920
فيرديناد بورشي أخترع أول سيارة شحن جبري مرسيدس بنز أس أس, أس اس كا الرياضية, في مدينة شتوتجارت ألمانيا 1923
تم تركيب محرك ديزل في سيارة شاحنة لأول مرة.
ألمانيا
1924
أصبح الصدام الأمامي والخلفي من الأجزاء الأساسية للسيارة.
1925
الأمريكي بول جالفن أخترع أول راديو للسيارة. في البداية كان المشتري يشتري الراديو منفصل ويقوم بتركيبه بسيارته. أمريكا 1929
استخدام الحاجب العلوي لحماية السائق من وهج الضوء داخل السيارة.
1934
بدأ الدكتور فرديناند بورشي بتصميم سيارة "فولكس فاجن", وأنتهي في خريف عام 1936 من صنع أول ثلاث سيارات تجريبية من هذا النوع. وفي عام 1938 بدأ تشييد مصنع الفولكس فاجن في مدينة فولفسبرج.
ألمانيا
1934
بيرسي شو اخترع عواكس إضاءة على الطرق "عين القط" وتم استخدامها في الطرق في انجلترا في سنة 1947.
أنجلترا
1934
تم تركيب أول عداد انتظار للسيارات بالطرق في مدينة أوكلاهوما سيتي. أمريكا 1935
بدأت شركة دايملر بنز بإنتاج سيارات ركوب تعمل بمحرك الديزل.
ألمانيا
1936
سيارة أولدزموبيل تستخدم أول ناقل حركة اتوماتيكي.
أمريكا
1937
البطارية وضعت في مكانها الحالي تحت غطاء المحرك.
1937
شركة بويك استخدمت الإشارة الجانبية بالسيارة.
أمريكا
1938
أول تكييف يركب بالسيارة لشركة بيكارد. 1940
كارول بابست (شركة ويلي ترك) صمم سيارة "جيب" للجيش الأمريكي تكون "سريعة, خفيفة, تعمل على جميع أنواع الطرق". قال الرئيس الأمريكي أيزنهاور ما كانت أمريكا لتكسب الحرب العالمية الثانية بدون السيارة الجيب. أمريكا 1940
تم تصنيع أول سيارة فولكس فاجن من موديل البيتلز واستمر إنتاجها إلى سنة 1977. ألمانيا 1945
رالف تستور أخذ برأة اختراع نظام التحكم في تثبيت السرعة (كروز كنترول). جاءته الفكرة عندما كان في سيارة يقودها المحامي الخاص به والذي كان كثير الكلام وكان يقلل من السرعة ويزيدها أثناء المحادثة. في سنة 1958 كانت سيارة كريزلر امبريل أول سيارة بها تحكم في تثبيت السرعة. وبحلول سنة 1966 أصبح هذا النظام مركب بجميع سيارات شركة كاديلاك أمريكا 1945
قامت شركة ميشلان للإطارات باختراع الإطار القطري Radial tire فرنسا 1946
تم تركيب نوافذ السيارة المتحكم فيها كهربائياً.
1948
أول إطار سيارة بدون أنبوب داخلي. 1984
صمم فرانسيز دافيز نظام المؤازرة للتوجيه (باور استيرنج). 1951
اختراع الإطار القطري (راديال). 1953
صمم فيلكس فانكل محركا بمكابس دوارة.
ألمانيا
1954
بدأ الإنتاج الكمي لسيارة(NSU) وهي أول سيارة تدار بمحرك ذي مكابس دوارة (محرك فانكل).
ألمانيا
1964
ستديو بيكر أدخلت لأول مرة نظام حزام الأمان للسيارة كنظام تقليدي بالسيارة. أمريكا 1964
ظهور أول قانون لتحديد حد قياسي لانبعاثات غازات العادم. أمريكا 1965
أول محرك سيارة بنزين يعمل بحقن الوقود. انجلترا 1966
شركة فورد استخدمت نظام منع غلق العجلات ABS على المحور الخلفي في موديل ثندر بيرد, وفي سنة 1971 شركة كريزلر (أمبالا) تستخدم نظام منع الغلق على الأربع عجلات. نظام منع غلق العجلات استخدم لأول مرة في الطائرات في الخمسينات. الآن نظام منع غلق العجلات مركب في %58 من السيارات و %93 من الشاحنات الصغيرة الجديدة المباعة حالياُ, كنظام أساسي أو اختياري. أمريكا 1969
اختبرت شركة جنرال موتورز أول وسادة هوائية في سيارة شوفورلية. وأصبحت شركة كريزلر أول شركة تجعل الوسادة الهوائية من أنظمة السيارة التقليدية لها. أمريكا 1973
جون فوفودسكي أخترع لمبة الفرامل الثالثة والمثبتة في أسفل النافذة الخلفية للسيارة, وتضيء عندما يضغط السائق على الفرملة لتحذير سائقي السيارات التي تسير خلف سيارته. 1974
شركة بوش تصمم وتصنع نظام منع غلق العجلات ABS. ألمانيا 1978
شركة بوش تصمم وتصنع نظام التحكم في الجر (منع الانزلاق) TCS. ألمانيا 1985
شركة بوش تصمم وتصنع نظام التحكم في الاتزان ESP. ألمانيا 1995
وبعدها اصبحت السيارة بشكلها الحالى وذات الرفاهية المعتادة الان
لطالما عرف عن شركة السيارات السويدية SAAB منتجاتها فائقة الجودة والأداء، كما تشتهر سيارات SAAB بأنها أول من مزجت التكنولوجيا بعالم السيارات.
فإليكم هذا التصميم الجديد Viggen Fighter والذي تبدو فيه السيارة كمقاتلة من حيث قوة هيكلها وتصميمها الخارجي، وهي من تصميم "فيليسيانو روي- دياز".
اشترى رجل أعمال عربي سيارة مصفحة من طراز رولز رويس بقيمة 5.2 مليون جنيه إسترليني( 8,2 مليون دولار).
مجهزة بتقنيات تجعلها قادرة على مقاومة طلقات الرصاص وهجمات القنابل اليدوية. وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية الثلاثاء، إن سيارة الشبح من طراز رولز رويس تبلغ قيمتها الأصلية 330 ألف جنيه استرليني، لكن المصمم البريطاني ستيوارت هيوز قام بتجهيز السيارة من الداخل والخارج واستخدم 120 كيلوغراماً من الذهب من عيار 18بصورة خاصة بناء على طلب رجل الأعمال العربي والذي لم يكشف عن هويته.
وأضافت، إن المصمم هيوز حولها إلى قلعة ذهبية وانفق عليها عليها ما قيمته 3 ملايين جنيه استرليني من الذهب وزودها بتقنيات حديثة لجعلها مضادة للرصاص والقنابل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن السيارة قادرة على مقاومة أكثر من 570 طلقة من بندقية هجومية من طراز (إيه كي ـ 47) وقنبلتين يدويتين، لكنها لا تعد أغلى سيارة في العالم بعد أن بيعت سيارة كلاسيكية من طراز فيراري بقيمة 2ر20 مليون جنيه استرليني الشهر الماضي.
يرجع تاريخ ربطة العنق الى بدايات القرن السابع عشر، اي فترة الحروب الأوروبية التي امتدت ثلاثين عاماً. واستخدم جنود «كرواتيا» بالتحديد هذه الربطة التي كانت «شالا» ملفوفا حول العنق مع عقدة كبيرة، بالطريقة نفسها التي تلف فيها وتعقد ربطة العنق اليوم. وبالعودة الى مصطلح كلمة «كرافات» نجد أنها كلمة مشتقة بالأصل من كلمة «كروات» CROAT.
كانت الحرب الاوروبية عنيفة وقاسية، وكانت طريقة اعدام «الكرواتيين» حين وقوعهم في أيدي الاعداء هي بتعليقهم «بشالاتهم»، اي بربطات العنق التي يرتدونها، ومن هنا جاءت الكلمة الانكليزية Necktie التي ترجمتها الى العربية ربطة عنق.
في ذلك الوقت كان الكرواتيون منتشرين في اوروبا الغربية، وخصوصاً العاصمة الفرنسية باريس، ولقد أعجب الفرنسيون بهذا النموذج الذي يجمّ.ل العنق ويلفت النظر اليه لذلك تمّ ادراجه من ضمن الزي الرسمي للساسة والقادة الكبار، وكان هذا في زمن الملك لويس السادس عشر وأطلقوا عليه تسمية A La Croat. بعد ذلك عمّ استخدام هذه الربطة ليشمل عامة الشعب فتكرّست التسمية الجديدة CRAVAT التي هي بالطبع مأخوذة من CROAT.
ولقد سمَّاها الايطاليون CRAVATTA، وأطلق عليها العرب اسم: ربطة العنق او كرافاته... وحتى أن الكروات اليوم يسمونها CRAVATA!!
أشكال عديدة
مرّت «الكرافات» بأشكال عدة عبر الزمن وتبدّلت الأذواق والموضات، وتباينت ربطة العنق بين قصيرة وطويلة، وبين رفيعة وعريضة، هذا الى جانب تغيّر ألوانها وزخارفها وبدأت تأخذ تواقيع كبار مصممي الأزياء في العالم وأدخلت عليها بعض الاكسسوارات كالدبوس الذهبي.
ومن ربطات العنق الرسمية هناك ربطة «الفراشة» أي PAPILLON، والشال الحريري العريض الذي يلفّ حول العنق من داخل الياقة بعقدة عريضة جداً وينزل طرفا الشال تحت القميص، أما أصل هذا الشكل فيعود الى ما يعرف بـ«الفولار» وهو في الاساس من ربطات عنق الكشافة أينما كان، وهو للرجال وللنساء على حدّ سواء. ولفّ رعاة البقر في اميركا حول أعناقهم شريطاً جلدياً تحت ياقة القميص بعقدة معدنية ظاهرة تتدلّى فوق الصدر.
جراثيم في كرافتات الأطباء
وكشفت بعض الدراسات الحديثة أن ربطة العنق التي يرتديها الاطباء في المستشفيات تشكّل بؤرة لأنواع عدة من الجراثيم والميكروبات.
ولاحظ أحد طلاب الطب ويدعى ستيفن نيركن، حين كان يكمل سنته الدراسية النهائية في الجامعة، وخلال قضائه لفترة تدريبية في مستشفى «كوينز» نيويورك، أن جميع الاطباء يضعون ربطات عنق. وقال إنه اثناء انحناء الاطباء فوق المرضى لمعاينتهم يحدث أن تلامس ربطة العنق جسم المريض او فراشه، وهي حافلة بأنواع مختلفة من الجراثيم. وبالرغم من لجوء الاطباء - الدائم - الى غسل أيديهم بعد الكشف على كل مريض، فإنهم غالباً ما يلجأون الى ضبط ربطة عنقهم بأصابعهم، وهذا ما يعرض أيديهم مجدداً الى التقاط الجراثيم العالقة على الكرافات.
هذا الى جانب ندرة خضوع ربطات العنق بشكل عام الى الغسل، مما يزيد من مخاطر التلوث. ولتأكيد رأيه عرض ربطات عنق لاثنين واربعين طبيباً ومعهم عدد من عمال المختبر في المستشفى للفحص المخبري فوجد أن عشرين منها أي بواقع 48 بالمئة تحمل نوعاً واحداً على الاقل من الجراثيم.
وللمقارنة فقد أجرى فحوصاً على ربطات عنق لعشرة اشخاص من حراس أمن المستشفى، من الذين لا يقيمون اي اتصال مباشر مع المرضى، فجاءت النتيجة وجود ربطة عنق واحدة فقط تحمل ميكروباً.
في المقابل قال رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى «كوينز» الدكتور جيمس رحّال إن البحث الذي تقدم به الطالب نيركن لم يذكر أي أدلة دافعة تؤكد أن ربطات العنق تمثل خطراً صحياً إضافياً. وأضاف، إن جميع الجراثيم التي أشار اليها هي من الميكروبات الشائعة في المستشفيات بغضّ النظر عن ربطات العنق، هذا الى جانب توافر إمكان علاجها بالمضادات. ثم قال، لا توجد ربطات عنق خطرة، ولا أيضاً توجد ميكروبات خطيرة في المستشفى فكلها من الميكروبات الطبيعية الموجودة في أجوائنا، مؤكداً أن الامر يندرج كذلك على حليّ الاطباء من ساعات يد وسلاسل.. وعلى الاجهزة والادوات الطبية التي تتعرض للميكروبات الآنفة الذكر بالرغم من تعقيمها.
تسبب عصبية زائدة
قال الدكتور سعيد شلبي الاستاذ بالمركز القومي للبحوث في مصر ان ربطة العنق تسبّب النرفزة والعصبية الزائدة، لذلك فهو ينصح الذين تضطرهم ظروفهم الى استخدام ربطة العنق بالتقليل من لبسها خلال فصل الصيف الحار، واذا كان هناك من لزوم لاستخدامها فمن الافضل أن يقتصر ذلك على الساعات الاولى من النهار، بحيث تكون «عقدة» الكرافات غير محكمة على الرقبة، وغير ضاغطة على منطقة الغدة الدرقية مما يؤثر في إفرازاتها، ويضيف بأن مرضى الغدة الدرقية والصَرَع والتشنجات، والمعرّضين لغيبوبة الكبد والسكر يحظر عليهم ربط أو شد ولفّ العنق بأي شيء مهما كان السبب.
وتبقى ربطة العنق او الكرافات شكلاً من اشكال الاناقة التي أخذت بها شعوب ولم تستسغها في المقابل شعوب أخرى وذلك لعدة أسباب منها اجتماعية وتراثية مختلفة.
ربطة العنق.. حكاية طويلة
يرجع تاريخ ربطة العنق الى بدايات القرن السابع عشر، اي فترة الحروب الأوروبية التي امتدت ثلاثين عاماً. واستخدم جنود «كرواتيا» بالتحديد هذه الربطة التي كانت «شالا» ملفوفا حول العنق مع عقدة كبيرة، بالطريقة نفسها التي تلف فيها وتعقد ربطة العنق اليوم. وبالعودة الى مصطلح كلمة «كرافات» نجد أنها كلمة مشتقة بالأصل من كلمة «كروات» CROAT.
كانت الحرب الاوروبية عنيفة وقاسية، وكانت طريقة اعدام «الكرواتيين» حين وقوعهم في أيدي الاعداء هي بتعليقهم «بشالاتهم»، اي بربطات العنق التي يرتدونها، ومن هنا جاءت الكلمة الانكليزية Necktie التي ترجمتها الى العربية ربطة عنق.
في ذلك الوقت كان الكرواتيون منتشرين في اوروبا الغربية، وخصوصاً العاصمة الفرنسية باريس، ولقد أعجب الفرنسيون بهذا النموذج الذي يجمّ.ل العنق ويلفت النظر اليه لذلك تمّ ادراجه من ضمن الزي الرسمي للساسة والقادة الكبار، وكان هذا في زمن الملك لويس السادس عشر وأطلقوا عليه تسمية A La Croat. بعد ذلك عمّ استخدام هذه الربطة ليشمل عامة الشعب فتكرّست التسمية الجديدة CRAVAT التي هي بالطبع مأخوذة من CROAT.
ولقد سمَّاها الايطاليون CRAVATTA، وأطلق عليها العرب اسم: ربطة العنق او كرافاته... وحتى أن الكروات اليوم يسمونها CRAVATA!!
أشكال عديدة
مرّت «الكرافات» بأشكال عدة عبر الزمن وتبدّلت الأذواق والموضات، وتباينت ربطة العنق بين قصيرة وطويلة، وبين رفيعة وعريضة، هذا الى جانب تغيّر ألوانها وزخارفها وبدأت تأخذ تواقيع كبار مصممي الأزياء في العالم وأدخلت عليها بعض الاكسسوارات كالدبوس الذهبي.
ومن ربطات العنق الرسمية هناك ربطة «الفراشة» أي PAPILLON، والشال الحريري العريض الذي يلفّ حول العنق من داخل الياقة بعقدة عريضة جداً وينزل طرفا الشال تحت القميص، أما أصل هذا الشكل فيعود الى ما يعرف بـ«الفولار» وهو في الاساس من ربطات عنق الكشافة أينما كان، وهو للرجال وللنساء على حدّ سواء. ولفّ رعاة البقر في اميركا حول أعناقهم شريطاً جلدياً تحت ياقة القميص بعقدة معدنية ظاهرة تتدلّى فوق الصدر.
جراثيم في كرافتات الأطباء
وكشفت بعض الدراسات الحديثة أن ربطة العنق التي يرتديها الاطباء في المستشفيات تشكّل بؤرة لأنواع عدة من الجراثيم والميكروبات.
ولاحظ أحد طلاب الطب ويدعى ستيفن نيركن، حين كان يكمل سنته الدراسية النهائية في الجامعة، وخلال قضائه لفترة تدريبية في مستشفى «كوينز» نيويورك، أن جميع الاطباء يضعون ربطات عنق. وقال إنه اثناء انحناء الاطباء فوق المرضى لمعاينتهم يحدث أن تلامس ربطة العنق جسم المريض او فراشه، وهي حافلة بأنواع مختلفة من الجراثيم. وبالرغم من لجوء الاطباء - الدائم - الى غسل أيديهم بعد الكشف على كل مريض، فإنهم غالباً ما يلجأون الى ضبط ربطة عنقهم بأصابعهم، وهذا ما يعرض أيديهم مجدداً الى التقاط الجراثيم العالقة على الكرافات.
هذا الى جانب ندرة خضوع ربطات العنق بشكل عام الى الغسل، مما يزيد من مخاطر التلوث. ولتأكيد رأيه عرض ربطات عنق لاثنين واربعين طبيباً ومعهم عدد من عمال المختبر في المستشفى للفحص المخبري فوجد أن عشرين منها أي بواقع 48 بالمئة تحمل نوعاً واحداً على الاقل من الجراثيم.
وللمقارنة فقد أجرى فحوصاً على ربطات عنق لعشرة اشخاص من حراس أمن المستشفى، من الذين لا يقيمون اي اتصال مباشر مع المرضى، فجاءت النتيجة وجود ربطة عنق واحدة فقط تحمل ميكروباً.
في المقابل قال رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى «كوينز» الدكتور جيمس رحّال إن البحث الذي تقدم به الطالب نيركن لم يذكر أي أدلة دافعة تؤكد أن ربطات العنق تمثل خطراً صحياً إضافياً. وأضاف، إن جميع الجراثيم التي أشار اليها هي من الميكروبات الشائعة في المستشفيات بغضّ النظر عن ربطات العنق، هذا الى جانب توافر إمكان علاجها بالمضادات. ثم قال، لا توجد ربطات عنق خطرة، ولا أيضاً توجد ميكروبات خطيرة في المستشفى فكلها من الميكروبات الطبيعية الموجودة في أجوائنا، مؤكداً أن الامر يندرج كذلك على حليّ الاطباء من ساعات يد وسلاسل.. وعلى الاجهزة والادوات الطبية التي تتعرض للميكروبات الآنفة الذكر بالرغم من تعقيمها.
تسبب عصبية زائدة
قال الدكتور سعيد شلبي الاستاذ بالمركز القومي للبحوث في مصر ان ربطة العنق تسبّب النرفزة والعصبية الزائدة، لذلك فهو ينصح الذين تضطرهم ظروفهم الى استخدام ربطة العنق بالتقليل من لبسها خلال فصل الصيف الحار، واذا كان هناك من لزوم لاستخدامها فمن الافضل أن يقتصر ذلك على الساعات الاولى من النهار، بحيث تكون «عقدة» الكرافات غير محكمة على الرقبة، وغير ضاغطة على منطقة الغدة الدرقية مما يؤثر في إفرازاتها، ويضيف بأن مرضى الغدة الدرقية والصَرَع والتشنجات، والمعرّضين لغيبوبة الكبد والسكر يحظر عليهم ربط أو شد ولفّ العنق بأي شيء مهما كان السبب.
وتبقى ربطة العنق او الكرافات شكلاً من اشكال الاناقة التي أخذت بها شعوب ولم تستسغها في المقابل شعوب أخرى وذلك لعدة أسباب منها اجتماعية وتراثية مختلفة.
د. غازي قهوجي
على الرغم من اختراع الصينيين للورق في الالف الاول قبل الميلاد، وكان هذا الورق هو المؤهل للطباعة فيما بعد، بقيت الكتابة على ورق البردي وعلى الجلود والعظام والفخار وسعف النخل وجريدها قائمة الى وقت طويل.
وقد اشتقت كلمة PAPER الانكليزية وكلمة PAPIER الفرنسية من اللفظ الاغريقي PAPYROS المشتق بدوره من اللفظ المصري القديم PAPURO ومعناه «الملكي»، فلقد كان صنع هذه المادة الورقية وقفاً بل احتكاراً ملكياً.
هذه النبتة المثلثة الساق التي تنمو تحت الماء صعوداً الى خارجه ويصل ارتفاعها الى خمسة امتار، واحياناً الى تسعة امتار، كان قد وصفها «ابو العباس» النباتي في كتابه المعروف بعنوان «الجامع لمفردات الادوية والاغذية» لابن البيطار مبيّناً مراحل تصنيعها فيقول: تُقطع سيقان هذا النبات وهي خضراء، ثم تنزع عنها القشرة الخارجية ويُشقّ اللبّ الداخلي الى شرائح طولية ثم تفرد متلاصقة بعضها مع بعض أفقياً ليصل عرضها الى المتر تقريباً.
بعد ذلك يؤتى بشرائح ثانية وتوضع فوق الشرائح الاولى متعامدة عليها على طريقة الشَبَك من دون ترك فراغات، وتغطى الطبقتان الملتصقتان بالقماش الذي يمتصّ رطوبة الالياف ثم يُدقّ عليهما بمدقّة من الخشب لبعض الوقت، واخيراً توضعان تحت حجارة ثقيلة لمدة طويلة حتى تلتحم الشرائح جيداً وتصبح روحاً واحدة وذلك بمساعدة مادة الصمغ الذي تحتويه هذه الشرائح ثم تأتي مرحلة التجفيف تحت أشعة الشمس. بعد ذلك تصقل وتسوى الاطراف الزائدة بحيث لا يتعدى طول كل صفحة 25 الى 30 سم.
وعندما كان الامر يتعلق بنصّ طويل ويتطلب مساحة كبيرة من الورق، كانت تلصق عدة صفحات أي «مجموعة شرائح» بعضها الى البعض الآخر بحيث يتشكل منها شريط ROULEAU- ROLL يتراوح طوله من ستة الى عشرة أمتار، ويلف حول عود من الخشب او العاج...
بداية تجارة الورق
صدَّر المصريون القدماء انتاجهم الورقي الى معظم بلدان العالم القديم، وكان «الفينيقيون» من أوائل الشعوب التي تاجرت بورق البردي وأوصلته الى بلاد الاغريق. وذكر أحد الجغرافيين الاوائل أن ورق البردي كان ينتج في «الاسكندرية» وضواحيها فقط، حيثُ كان وقتذاك الميناء الذي ترسو فيه السفن الآتية من جميع بلدان حوض البحر الابيض المتوسط للتزوّد بشكل رئيسي من هذه المادة، التي بَنَت عليها الاسكندرية ازدهارها الاقتصادي لمدة طويلة.
ألواح الطين
كانت المادة التي كُتب عليها او على الأصح التي نُقش عليها في بلاد ما بين النهرين هي ألواح الطين والاحجار المصقولة والشمع والمعادن... الا أن أشهرها كانت «ألواح الطين» الناتجة من عجينة الصلصال، فقد كان يكتب عليها بآلة حادة من «البوص» فيخدش لوح الطين الطري وبعد ذلك يُشوى ليصبح صلباً.
بما أن ورق البردي كان متوافراً في مصر وملائماً للكتابة التصويرية الهيروغليفية التي تعني النقش المقدس CARVEN SACRED، فقد كانت الالواح الطينية هي نتاج التربة المحلية المتوافرة والملائمة بكفاءة عالية للكتابة بالحرف المسماري «للغة المسمارية» التي كانت متداولة في جنوب بلاد الرافدين، ولدى السومريين، وحيث كانت ملائمة ايضاً «للغة الاكادية» التي كان يتكلّمها البابليون والاشوريون.
ويوجد اليوم حوالي 130000 لوح طيني مصدرها بلاد الرافدين في المتحف البريطاني وتعود الى العصور القديمة والى أيام مملكة «ماري» السورية التي اكتشفت فيها اكبر مكتبة من الالواح الطينية المنقوشة بالكتابة في العالم القديم وبلاد ما بين النهرين، مع ألواح تبيّن الفهارس والتصنيفات لأنواع ومواضيع عدة متنوعة.
كذلك، فقد نقش الملك حمورابي (1686-1728) قبل الميلاد شريعته المشهورة التي غطت جميع انحاء مملكة بابل، والتي كانت تضم القانون المدني والاحوال الشخصية وقانون العقوبات. وكان الملك أشور بانيبال (626-668) قبل الميلاد قد جمع الكتب الطينية من جميع أنحاء البلاد والمشتملة على العلوم والمعارف والفنون وخَزَنَها في دار كتب قومية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى بالعراق.
الجلود وسعف
وجريد النخل والعظام
بموازاة استعمال اوراق البردي وألواح الطين للكتابة والرسم، استعمل الانسان ايضاً أنواعاً أخرى كالجلود-الرقاق «وهي ما يرقق من الجلد ليكتب عليه»، وكان أشهرها «رق الغزال». وامتاز الجلد عن ورق البردي بأمور عدة أهمها الكتابة عليه على الوجهين، ثم متانته وليونته وسهولة طيّه ولفّه. وبقيت رقاق الجلد مستعملة في اوروبا وغيرها حتى نهاية القرن الرابع عشر ميلادي.
ومنذ القديم والى عصور متقدمة قبل الاسلام وما بعده كتب العرب على الجلود وعلى قطع الفخار والحجارة الملساء التي تسمى «اللحاف» وعلى سعف وجريد النخل عند يباسه، وكلمة «جريدة» بمعنى «صحيفة» ترقى في تسميتها الى ذاك الزمن العربي القديم! وكتبوا ايضاً على ع.ظام بعض الحيوانات خصوصاً عظم أكتاف الإبل المسطحة وعظم الأغنام وأضلاعها وكذلك فإنهم كتبوا - فيما بعد - على القماش.
ويعود أقدم مخطوط عربي على «الورق» الى سنة 866 ميلادية وهو بعنوان «غريب الحديث» لمؤلفه أبي عبيدالله القاسم بن سلام وموجود الآن في جامعة «ليدن».
كتابة بالخيطان الملوّنة
كان لشعب «الإنكا» بالمكسيك نظام كتابة يطلق عليه اسم كويبي QUIPU، وهو مجموعة من الخيطان القصيرة التي تتخلّلها «عقد» على مسافات مدروسة بحيث يرمز طول المسافة بين العقدة والتالية وكذلك لون الخيط الى عبارة ما أو أمر ما. وكانت هذه الخيطان تعلق منشورة على حبل طويل مشدود في فترات معينة وكلما دعت الحاجة للتبليغ العام!
ورق البردي
صنع ورق «البردي» من سيقان نبات قصب البردي الذي كان ينمو بغزارة منذ أربعة آلاف سنة ق. م. في مستنقعات دلتا النيل. واستفاد المصريون من هذه النبتة، وتوصّلوا الى انجاز احدى الصناعات المهمة التي تعتبر من أعظم ما أسدته مصر الى الحضارة الانسانية، وهي صناعة «الورق» للكتابة والرسم.
• من مخطوطات ورق البردي
زُرع لأول مرة منذ 11 ألف سنة القمح.. غذاء ورمز تاريخي وديني
القمح، أو «الحنطة»، من أوائل النباتات التي اهتمّ بها الانسان وسعى إليها كمادة غذائية رئيسية. ومنذ البداية قام بجمع الحبوب ومضغها وهي لما تزل خضراء طريّة، وذلك قبل أن يتعلّم كيفية تحميصها على النار، ومن ثم جرشها وغليها للحصول على أكلةٍ تقيه من الجوع وتوفر له الشَبَع.
وتقول بعض الدراسات التاريخية ان الانسان زرع القمح لأول مرة منذ 11.000 سنة تقريباً، حيث وَجَد بعض علماء الآثار في الشرق الأوسط بقايا من حبوب القمح يرجع زمنها الى 9.000 سنة تقريباً في سوريا قرب دمشق. ووجدوا أيضاً بعض المنحوتات العظمية ومناجل من حجر الصوّان ومعدات حجرية بدائية ربما تكون قد استعملت في حصاد وجرش الحبوب.
وترجّح الدراسات، بل وتجمع، على أن القمح ظهر ونما في بلاد ما بين النهرين، مما أدّى الى تغيرات هائلة في حياة الناس الذين أصبحوا غير مجبرين على التجوّل الدائم بحثاً عن الغذاء، ومكّنتهم زراعته من إنشاء مستوطنات دائمة، وربما كان القمح أحد أسباب وركائز الارتباط الاول للانسان بأرضٍ معيّنة تعطيه الغذاء ويدرأ عنها الاخطار.
د. غازي قهوجي
وقبل حوالى 6700 سنة قبل الميلاد استعمل البشر الأوائل القمح لصناعة ما عُر.ف بـ«الخبز»، الذي تشكّل من خليط ذرات القمح الخشنة مع الماء.
وبمرور الزمن وتراكم التجارب طوّر الانسان القديم الوسائل والطرق والادوات التي تؤدي الى سحق الحبوب الخشنة، وذلك بهدف الحصول على ذرات ناعمة تُخلط مع الماء وتعطي نوعاً من «العجين» الافضل، فقد كان الدقيق الخشن يسبّب مشاكل كبيرة للاسنان والمعدة.
قام الانسان بوضع حبوب القمح بين الاحجار الدائرية الشكل ذات الصلابة والوزن و«الشبيهة بالعجلات». ويذكر العهد القديم من الكتاب المقدس أن الملك أحيرام ملك صور طلب من الملك سليمان أن يدفع له قمحاً مقابل اخشاب الأرز التي أخذها منه للبناء. ولم يكن انتاج زراعة القمح يكفي السكان على الساحل الفينيقي، لذلك كانوا يستوردونه من مصر حيث كان انتاجه على ارضها غزيراً وايضاً مقابل اخشاب الارز.
قفزة نوعية
حوالى عام 155 قبل الميلاد انتشرت احجار الرحى بشكل واسع، واصبح في كل مدينة مطحنة كبيرة، وكذلك في كل بلدة وقرية، وكانت عملية «تدوير» الرحى تتم باستخدام العبيد أو البهائم أو بقوة مساقط المياه فيما بعد، وهكذا وصولاً الى اكتشاف المطاحن الهوائية التي تعتمد على الرياح لدفع عجلات الطحن، الذي تحقق حوالى عام 1000 ميلادي. وهذه التقنية أدّت الى زيادة نعومة ذرات الطحين.
كان اكتشاف المحرك البخاري هو القفزة النوعية الكبيرة التي تلتها تطورات ارتكزت على اعتماد الانسان على الآلات الميكانيكية في الصناعة، فقام بصنع المطاحن الضخمة التي تعطي كميات كبيرة من الطحين بجودة لم تكن متوافرة من قبل مع ذرات أنعم، ورطوبة اقل، ووقت وجهد أقل، وتطلّبت كل طاحونة ثلاثة عمال فقط لانجاز عملية الطحين.
حصاد القمح
على مدى آلاف السنين حَصَدَ المزارعون القمح يدوياً بالمنجل او «المحشّ». فقد كانت سيقان السنابل الصفراء تُربط في رزم وتجمع في أكوام انتظاراً للد.راس.
كانت الماشية تدرس السنابل او يضربها المزارعون بعصا معقوفة، وبعد فصل الحب عن السنابل، يُقذف القمح في الهواء فينفصل التبن بعيداً تاركاً الحبوب، وهذه العملية تسمى «التَّدرية»... وهي لا تزال مستعملة في كثير من الدول النامية.
وأدّى تطور الآلات في القرن التاسع عشر الى رفع كفاية زراعة القمح الى درجة عالية، واستطاعت «الدرّاسة» المبتكرة أن تقوم بالعمل الذي كان يستغرق عدة أيام ببضع ساعات فقط. وهكذا ادى استخدام الآلات الى خفض كبير في الجهد البشري اللازم لزراعة القمح وحصاده وطحنه، فقد كان المزارع يحتاج الى 64 ساعة للقيام بإعداد التربة ووضع البذار والدراسة لـ0.4 من الهكتار، أما اليوم فإن ذلك يتم وينجز بأقل من ثلاث ساعات. وباستعمال المعدات اليدوية يمكن لأسرة ريفية أن تزرع حوالى هكتار واحد من القمح، أما باستخدام الآلات الحديثة فيمكن لهذه الاسرة أن تزرع حوالى 405 هكتارات.
كانت لبعض انواع القمح الجديدة صفات فضّلها المزارعون، فبدأت تحلّ محل الاصناف القديمة، كما زُرعت الاصناف الثنائية الحبّة والأحاديتها.
المادة الغذائية الأكثر استهلاكا
انتقل القمح الى الاميركتين بواسطة المكتشفين والمهاجرين من دول اوروبية عدة. ففي عام 1493 أدخل كريستوفر كولومبوس القمح الى العالم الجديد. وفي عام 1519 انتقل القمح من اسبانيا الى المكسيك ومن ثم الى الارجنتين والى جنوب غربي الولايات المتحدة، فيما بدأ المستوطنون الفرنسيون زراعته في كندا وفي نوفاسكوتيا عام 1605.
بالرغم من المنافسة الغذائية للقمح من قبل الذرة والأرزّ فإنه بقي المادة الغذائية الاكثر استهلاكاً في العالم بجميع متفرعاته المخبوزة من معجنات: خبز، كعك، شعريات، حلويات... وغيرها، وبقي المتضمن للعديد من المزايا الايجابية كاحتوائه على البروتينات العالية..
ومنذ ما يقارب الاربعة آلاف عام ق.م. انتشرت زراعة القمح في أنحاء كثيرة من آسيا واوروبا وشمال افريقيا.. وتطورت انواعه بنتيجة التلقيح الطبيعي العشوائي بينه وبين الحشائش البرية المتنوعة، وأصبح سهل البقاع في لبنان بإنتاجه للقمح من أهم إهراءات الامبراطورية الرومانية على الاطلاق.
مكانة مقدسة
منذ القديم أخذ القمح مكانة مقدسة عند الشعوب الاولى وتكرّست طقوس واحتفالات لأيام زراعته وأيام حصاده ودخل عميقاً في جوهر فولكلور العديد من الشعوب على صعيد الاغاني والرقص والعادات، وقد رسمت وحُف.رت سنابل القمح على الاعمدة والجدران والمداخل، ونُقشت على الاقمشة والحليّ، ووُشمت على الاجساد واعتبرت انها نبات نزل من السماء.
الثورة الخضراء
في منتصف القرن العشرين نجح العلماء في زيادة انتاج القمح في الدول النامية، مما طبع تلك الحقبة بعنوان «الثورة الخضراء».
لقد أدت الثورة الخضراء الى تقليل خطر المجاعة، وساعدت على تركيز الانتباه على معوقات زيادة موارد الغذاء في العالم، مثل محدودية الموارد المائية أو الاراضي الرديئة، الا أن بعض الدول اجتازت هذه العوائق وانتجت كميات كبيرة، لا بل صدّرت فائض انتاجها كالمملكة العربية السعودية، التي بلغ انتاجها عام 1991 نحو 3.8 ملايين طن بعد أن كان لا يتجاوز 3000 طن في عام 1970. واستحقت المملكة بذلك تقدير منظمة الاغذية والزراعة الدولية.
على صعيد الانتاج العالمي للقمح اليوم تأتي الصين بالمرتبة الاولى، تليها الهند، الولايات المتحدة الاميركية، روسيا، فرنسا، كندا، استراليا، المانيا، باكستان، تركيا...
في عام 1970 مُنح العالم الاميركي نورمان بورلوج جائزة نوبل للسلام عن ابحاث قام بها أدّت الى استنباط انواع جديدة وجيّدة من القمح.
رمز الخير والتفاؤل
بالاضافة الى اهمية القمح كغذاء ضروري متعدد وثروة قومية لبعض البلدان المنتجة، فقد دخلت هذه النبتة منذ آلاف السنين عالم الاساطير وذُكرت في الاشعار ونُسجت حولها القصص والحكايا، وكانت على الدوام رمزاً من رموز الخير والتفاؤل، واحتلّّت مكانة عالية في الحضارات القديمة كغذاء ورمز، حتى ان بعض الدول المعاصرة وَضَعَت سنابل القمح في شعاراتها الرسمية.
قال جبران خليل جبران: ما هذا السرّ الجميل، عندما تتحول حبّة القمح الى أنشودة في فم العصفور.
لكأن هذا من المزايا الدفينة التي تسكن في تلك النبتة المغايرة.
ومنذ زمن بعيد أطلق المصريون اسم «ع.يْش» على الخبز الآتي من القمح. هذه التسمية الرائعة ربما اختزلت كل دلالات وتجلّيات القمح على مرّ الدهور، وهو الذي ذكرته الاديان بأنه من نبات الجنّة.
ما هي النجوم النيوترونية؟
ــ هذا النوع من النجوم، يصل الى مرحلة التحول الى «نجوم نيوترونية» بعد عمر طويل يستنفد خلاله ما لديه من مخزون الطاقة، ثم ينفجر الى اجزاء تتشكل منها اجيال جديدة من النجوم. ولكن ايضاً، ربما لا تتم عملية التحول هذه بمثل هذا الشكل، فبدلاً من ظهور النجوم الجديدة، يؤدي الانفجار الى ظهور ثقب اسود او الى تحول النجمة الى نجمة «نيوترونية»، ومعنى ذلك، ان نواة النجمة المحاطة بغلاف من البلازما يشهد عملية تفاعلات تحت ضغط عالٍ، كما لو يجري ذلك في داخل مفاعل نووي، فتنبعث اشعاعات للالكترونات المتدفقة نحو نواة الذرة، بحيث يؤدي ذلك الى تغير البروتونات داخل النواة الى نيوترونات، وبذلك تتم عملية تحول النجمة الى نجمة نيوترونية.
د. غازي قهوجي
منذ القديم، ارتبط الصابون كمادة مركّبة من عناصر مختلفة بأهمية دوره في إزالة الأوساخ عموماً، وبفعاليته الواضحة في تنظيف الجسم بشكل خاص.
وبمرور الزمن وتعاقب العصور وتنوّع احتياجات الانسان وتطوّر وسائله الحياتية، أصبح الصابون حاجة ضرورية لا غنى عنها، بل من مستلزمات الحياة في شتى نواحيها.
الصابون ليس اختراعا حديثا كما يظن الكثيرون، فقد وَرَدَ أقدم ذكر له في أحد الألواح السومرية التي تعود الى القرن الثالث قبل الميلاد. ورحلة الصابون من مجرد وسيلة للتنظيف إلى مركب أساسي يدخل في صناعة مستحضرات التجميل فيها محطات كثيرة نتوقف عند أهمها.
انتقل الصابون تدريجياً من مركّباته البدائية الاولى حتى وصل الى العصر الحديث، وقد دخلت عليه مجموعة متعددة من المواد أعطت تركيبته وظيفة تجميلية اضافة الى دوره الأساسي كمنظّف وكمركّب طبي لبعض الأمور المتعلقة بالبشرة وغيرها. لذلك تنوَّع من حيث التركيب، ومن حيث الشكل واللون والنكهة، وتعدّدت وجهات استعمالاته، فكان للحمَّام صابون خاص يعرف باسم «شامبو» ومشتقاته السائلة، وللاستعمال المنزلي كمنظّف للأواني وأرضيات البيوت، وكذلك الصابون المخصّص للغسيل لذلك كل الأنواع التي تندرج تحت اسم «صابون» بما فيها الأنواع التي دخل في تركيبتها العديد من المواد الكيميائية وبعض مشتقات النفط.
واجب ديني
ولقد وَرَدَ أقدم ذكر للصابون في أحد الألواح السومرية التي تعود الى القرن الثالث قبل الميلاد.
وجاء ذكر نظافة الجسد كواجب ديني، في أحد الابتهالات البابلية القديمة، بواسطة مسح الجسد بخليط ورحيق بعض النباتات والثمار، ويقول:
عسى أن تنظفّني الطرفاء (1)، حيث تنمو أوراقها عالياً
عسى أن تحرّرني النخلة التي تصدّ كل ريح
عسى أن يحرّرني كوز الصنوبر المملوء بالحب...
ويقول الباحث ر. كامبل تومبسون في كتابه «معجم النبات الأشوري»:
في هذا النص الابتهالي نلاحظ ورود مواد القلي والملح والراتنج بوضوح، وهذه المواد موجودة في عصارات نبات وثمر ما ذكره هذا الدعاء الابتهالي. فالقلي يأتي من رماد «الطرفاء» الذي بقي مستعملاً طويلاً في العراق حتى ايام دخول الانكليز الى بغداد في النصف الأول من القرن العشرين.
البابليون أول من استعمله
ولعلّ والدة «جلجامش» - كما وَرَدَ في النص الميثولوجي - استعملت نبات «تولال» TULAL، الذي تحتوي اوراقه وجذوره على عصارة كانت تستخدم كصابون منظّف، وذلك عندما كانت تزيّن نفسها وتصعد الى سطح المنزل لتصلي من أجل ابنها. ولفظة «تولال» باللغة الأكادية تعني: «أنت ستغتسل»... ولقد ذُك.رَ الصابون مراراً في نصوص عدة في «سومر» أيام الملك غوديا 2122 1241-ق.م.
وذكرت موسوعة «كوليرز» الاميركية أن البابليين كانوا أول من استعمل الصابون، وعرف الفينيقيون صناعة الصابون في حدود 600 ق.م، وربما استعمل المصريون القدماء أملاح الصودا بعد خلطها بزيوت وشحوم حيوانية أو نباتية، بالاضافة الى بعض العطور، وذلك لانتاج صابون معطّر.
أصل ايطالي
ويعتقد العديد من المؤرّخين بأن «طين» SAPO الذي اكتُش.فَ في منطقة مرتفعة قرب روما قبل حوالي ثلاثماية عام، هو أصل الصابون، هذا الى جانب أن هناك بعض الإشارات النادرة عن الصابون في القرون الوسطى في اوروبا 500-1500م.
وتضيف موسوعة «كوليرز» بأن صناعة الصابون انتقلت من الشرق الى موانئ ايطاليا وبعد ذلك الى فرنسا واسبانيا، وبعد قرن كامل الى بريطانيا!
وكان الصابون معروفاً على نطاق واسع في روما وغالبية أرجاء الامبراطورية، ولا ندري اذا كان الرومان أخذوه عن سكان حوض البحر الابيض المتوسط، أو من شعوب اخرى كان تصنع صابونها من الشحوم الحيوانية ورماد بعض النباتات حيث أطلقوا على هذا الخليط اسم SAIPO. ويرى البعض أن هذه التسمية هي أصل كلمة SOAP.
ويذكر الباحث «أدي شير» في معجمه عن الألفاظ الفارسية المعرَّبة أن كلمة «صابون» موجودة ومتداولة بهذا اللفظ في اللغات الفارسية والتركية والكردية، الى جانب اللغة العربية، والصابون باللغة اليونانية هو SAPON، وباللغة الايطالية SAPONE، وبالفرنسية SAVON.
إلا أن بعض المؤرخين والباحثين أوردوا العديد من التحليلات والتفسيرات حول أصل ومنشأ كلمة صابون، ومنهم ايدا بابولا الدكتورة الاميركية الهنغارية الاصل، التي أرجعت أصل الكلمة الى اللغة اللاتينية.
اغسل يديك من الزمان
قال الشاعر العباسي «ابن الحجّاج»:
واغسل يديك من الزمان وأهله
بالماء والصابون والأشنان.
ولقد وُجدَت النباتات «الصابونية» في الصحراء شرقي تدمر وفي نجد. وكان العرب يحصلون على مادة القلي من رمادها، والشنان كان يباع في أسواق العراق، وهو فتائل من عجين تشبه اليوم «المعكرونة»، وهي كتل خفيفة الوزن غير منتظمة ورمادية اللون.
يقول تومبسون: كان العرب يأخذون مقدارين من الشنان ومقداراً واحداً من «الجلو» فيطحنون الاول ثم يضعونه في قماش من الموسلين الخفيف، ثم يغمرون هذا الخليط بالماء المغلي لبضع دقائق، وبعد ذلك يضاف الماء البارد الى الرغوة، ويصبح الناتج جاهزاً لغسل الملابس.
اليوم نحن نعيش في عصر من سماته الظاهرة رواج مستحضرات التجميل الذي يدخل الصابون فيها بتنوّعاته كعنصر أساس تتنافس شركات إنتاجه في تسويقه بكل الوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة.
• تاج محل.. أسطورة معمارية
إعداد صالح السعيدي
الحدث التاريخي هو نواة التاريخ وسبب قيامه، والتاريخ في صفحاته متعدد الاتجاهات، والابطال هم الذين يصنعون تاريخهم، ومثلما وجد أبطال من الملوك والأمراء والقادة والفرسان والشعراء من الرجال والنساء الذين أوفاهم التاريخ والمؤرخون حقهم ونالوا مكانتهم المميزة في الذاكرة الشعبية، وشاعت سيرهم وحفظت أخبارهم في سجلات المؤرخين وعند الخاص والعام، فان كثيرين غيرهم من المغمورين في التاريخ الذين لا يقلون عن هؤلاء بطولة وتأثيرا لم يأخذوا حقهم في الشهرة في الذاكرة الشعبية ولم تنل سيرهم وأفعالهم حظها في الذيوع، أو ان انتشارها ظل محصورا في إطار مكاني محدود وفي افق معرفي ضيق، وقد يكون مرد ذلك لعدة أسباب منها طغيان أحداث كبرى واشتهار شخصيات أخرى في زمنهم، مما كانت شهرتهم على حسابهم، أو سقوط أماكنهم ومناطقهم في دائرة الإهمال والنسيان لبعدهم عن مواطن الحضارة ومراكز المعرفة، ولا يعني ذلك أنهم مجهولون تماما، فقد يكون هؤلاء المغمورون معروفين لدى أهل العلم من المتخصصين والباحثين أو يكونون مشهورين في بلدانهم أو طوائفهم أو جماعاتهم، لكن سيرتهم لم تتجاوز الإطار الجغرافي أو الزماني الذي صنعوا أحداثه. ومن اجل هؤلاء الأبطال المغمورين في التاريخ نقدم هذه السلسلة. والى شخصية اليوم:
يعد قصر تاج محل درة الفن الإسلامي في الهند واحدى الروائع المعمارية التي ابهرت كل من زارها ورآها. وتاج محل عبارة عن مجموعة متكاملة من المباني تميزه القبة الرخامية البيضاء واستغرق بناؤه 21 عاما. بدأ بناؤه حوالي عام 1632 وتم الانتهاء منه في عام 1653 تقريبا. ورغم أن أسباب بناء القصر معروفة لدى الكثيرين، من حيث انه رمز حب احد ملوك الهند لزوجته المتوفاة، وان تشييده للقصر جاء تخليدا لذكراها ووفاء لها، فإن البعض لا يكاد يعرف حتى اسم باني القصر، وان القليلين يعرفون عن حياة باني القصر الملك شاه جهان وتقلب أحواله وكيف كانت نهايته، حيث لا تزال جوانب كثيرة من سيرة هذا الملك مجهولة لدى العامة.
شاه جهان باني تاج محل
هو شهاب الدين محمد بن نور الدين شاه جهان، السلطان الأعظم والخاقان المكرم أبو المظفر شهاب الدين محمد صاحب المقام السامي شاه جهان خليفة المسلمين المشهور بلقب شاه جهان.
ولد في 5 يناير 1592م/1000 في لاهور (باكستان اليوم)، وهو الحاكم المغولي الخامس في دولة المسلمين المغول في الهند، وفي عهده وَصلتْ إنجازات دولة المغول الفنية والمعمارية إلى اوجها. وأشهر ما ترك من آثار هو تاج محل، ضريح زوجته ممتاز محل، وهو إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم، وإحدى أجمل روائع العمارة الإسلامية، بالإضافة إلى آثار خالدة حتى الآن في دلهي مثل القلعة الحمراء والمسجد الجامع المسمى مسجد جامع، وهما معلمان بارزان يزورهما المئات يوميا كمعالم هندية عالمية شهيرة. كذلك حدائق شاليمار لاهور وبنايات في حصن. لاهور (في باكستان اليوم).
ولد شاه جهان من أم هندوسية. وهو ثالث أبناء الملك جهانكير.. كان اسمه قبل ان يتولى الحكم الأمير كرم، وقد اتصف برجاحة العقل والذكاء وقوة العزيمة حتى كان جدّه أكبر شديد الاعتزاز به، وقد عهد إليه أبوه بحكومة الدكن حينما علم منه مقدرته على الحكم وما أظهره من كفاءة في حرب المخالفين، لكن الامير كرم اختلف مع ابيه جهانكير وتمرد عليه وقاد جيشاً ضدّ ابيه في 1622، لكن التمرّدَ فَشلَ. وقد عفا عنه والده جهانكير وغفرَ له فعلته. بعد وفاة جهانكير في 1627، اضطر الامير كرم لخوض حرب ضدّ أَخيه الأضعف. شاريار، وفي فبراير 1628 نصب حاكما للمملكة وأَخذَ لقب شاهَ جهان (أي ملك الدنيا بالفارسية). وقد واجهت شاه جهان في بداية حكمه بعض الثورات الداخلية إلا أنه تغلب عليها، ثم قام يردُّ على البرتغاليين في البنغال. واصل شاه جهان فتوحاته في اقليم الدكن الهندي واستولى على اقاليم الراجبوت م.نْ بجلانا (Baglana) بندلكهند (Bundelkhand) إلى الغرب.، وممالك بيجابور وغولكوندا. وستطاع شاه جهان استرداد إقليم قندهار (أفغانستان اليوم) من أيدي الفرس.
وامتد نفوذه الي المنطقة الشمالية الغربية (في باكستان اليوم) ووصل إلى ما بعد ممر خيبر.
وجه حملة عسكرية نحو آسيا الوسطى في 1640، وحارب الأوزبك في بلخ (شمال افغانستان اليوم) لعدة سنوات، كما شن شاه جهان ثلاث حملات ضد الدوله الصفوية، فشلت جميعها. وقد ادى ذلك النشاط العسكري والحملات المتتالية إلى ازدياد النفقات على ميزانية الدولة.
الإمبراطور العادل
عرف في التاريخ بلقب الإمبراطور العادل. وقد حرص على اختيار الأكفاء ليكونوا حكاماً على الأقاليم وقادة للجيش، وكان يوصيهم باستمرار بإرساء العدل بين الناس، وكان يراقب كل تفاصيل إدارة الإمبراطورية. وفي عهده شاع الأمن واستتبّ وتطورت الزراعة والتجارة الخارجية. وكان من عاداته أن يوزع عدة أضعاف وزنه ذهباً وفضةً مرتين سنوياً على الفقراء.
وكانت نتيجة كل ذلك أن تحسنت أحوال الرعية وازدادت عوائد الدولة أضعافاً.
وفي عام 1631 توفيت زوجته المحببة إلى قلبه ممتاز محل وهي تضع وليدها، فحزن عليها حزنا شديدا، ووفاء لها قرر تشييد قصر فخم لتخليد ذكراها فكان الاعجوبة المعمارية «تاج محل». واستغرق بناؤه 21 عاما حيث بدأ بناؤه حوالي عام 1632 وتم الانتهاء منه في عام 1653 تقريبا. في سبتمبر في عام 1657 مرض شاه جهان مرضا شديدا اضعفه، وعلى اثر ذلك اندلع الصراع بين أولاده الأربعة، دارا شيكوه وشوجا وأورانزيب ومراد، وأخذوا جميعهم يعدون العدة للاستيلاء على العرش. وعند نجاح أورانزيب في هذا المسعى قام بسجن والده شاه جهان وسمح لواحدة من أخواته أن تقوم على رعاية والدها، وقضى صاحب هذه الأسطورة المعمارية السنوات التسع الأخيرة من حياته حزينا محبوسا في قصره، يتسلى بالنظر الى قصره المنيف في تاج محل ويستذكر حبه الخالد حتى وافاه أجله عام 1666 ودفن بجانب زوجته.
آثاره المعمارية
قام شاه جهان بنقل العاصمة م.نْ أجرا إلى دلهي.. وكان يعرف بـ Shahjahanabad، ووضعت العاصمة الجديدة تحت رعاية الامبراطور (1639-1648).
وكان هذا المشروع الضخم صممه أحمد لاهوري، وهو المهندس الرئيسي لتاج محل، ومعه المهندسان المعماريان حميد أشرف قايرانت خان ومكرمات خان.
وشمل المشروع قنوات واسعة للمياه، والاسواق والعديد من المساجد والحدائق والمنازل، والقصر المحصن المعروف باسم قلعة أو حصن الأحمر لال، وهو ضعف حجم الحصن في العاصمة السابقة اغرا. اهتم شاه جيهان مثل والده الملك جهانجير بإقامة الحدائق، وكانت كشمير تعتبر المقر الصيفي للمملكة. في 1634 شيدت في كشمير حديقة الربيع الطبيعية في Vernag جنوبي سريناغار. وهذه الحديقة معروفة باسم فرح بخش (مانحة الفرح)، كما بنى لاهوري حديقة من أعظم حدائق المياه تعرف باسم شاليمار (مقام بليس) واحتوت على أكثر من 100 نوع من النباتات.
صاحبة القصر
هي أرجمند بانو بيجم (Arjumand Bano) ولقبها ممتاز محل أي «حلية القصر». هي زوجة شاه جيهان من اصل فارسي. ولدت عام 1594. كانت نادرة الحسن والجمال، وهي حفيدة ميرزا غياث بيك رئيس وزراء الإمبراطور المغولي الرابع جيهانجير، وابنة خواجة أبو الحسن الذي كان يعرف في بلاط جيهانجير بلقب يامن الدولة عاصف خان. تزوجها السلطان شاه جيهان في عهد أبيه وهي بنت عشرين سنة.
وقد أنجبت أربعة بنين وثلاث بنات. وبعد تولي زوجها الملك أصبح لممتاز محل دور فاعل في إدارة الدولة. وقد هام شاه جيهان حبا بزوجته وبنى لها جناحاً ساحراً في القصر وأغدق عليها الهبات والنعم. وكان لا يصبر على فراقها فكانت ترافقه في حملاته العسكرية، وكان شاه جيهان يستشيرها في كل قضايا الحكم المهمة، حتى إنه استأمنها على ختمه الملكي.
وفي إحدى هذه الحملات عام 1630 خرجت ممتاز معه وهي حامل بابنهما. وماتت في ربيع 1631 وهي تضع وليدها وكان بنتاً.
وكانت آخر كلماتها وهي تودع الدنيا: لا تتزوج من بعدي، لن تحب امرأة مثلي، لا تنسَ أن تزور قبري. وبعد موتها سيطر الحزن على حياة شاه جهان وعزم على تشييد تاج محل تخليدا لذكراها.
وتاج محل مبنى عملاق يشرف على مدينة أكرا ويقع وسط ساحة وحديقة واسعة جدا، لها ارصفة مبلطة بالمرمر، تتصالب فيها القنوات المائية، التي تجلب إليها المياه من النهر، بواسطة شبكة معقدة من الخزانات والأنابيب الممتدة تحت سطح الارض، والتي تغذي أيضا نوافير المياه، وفي الساحة بركة ماء طويلة تعكس صورة هذا الضريح، وقد استغرق بناؤه عشرين عاما وعمل فيه 20 ألف فنان وخطاط ونقاش ومعماري. وتعتبر الزخارف الخارجية لتاج محل من أعظم الزخارف وأجملها في العمارة المغولية. وكانت النقوش الكتابية الموجودة على تاج محل مكتوبة بخط الثلث، وقد قام بتصميمها الخطاط الفارسي أمانات خان واستخدم في البناء أكثر من أربعين نوعاً من الأحجار الكريمة.
كما بني منحدر بطول عشرة أميال عبر مدينة أغرا لسحب مواد البناء إلى قمة القبة في موقع البناء.. وجاء تاج محل عمارة بيضاء صافية من الرخام والغرانيت. وكان الفن المعماري قد بلغ قمة الابداع حتى قال المهندسون «ان نقاء الخطوط في العمارة من نقاء الأمواج».
قالوا عن القصر
قال مسيو روسله: «إن أبَّهة داخل هذا القصر مما لم تسمع به أذن، فقد زُيّ.نَتْ أساطينه وحناياه وأُطُرُ قُبّته بالنقوش العربية العجيبة التي رُسَم.ت بالحجارة الكريمة المرصعة في الرُّخام، وتَهب الشمْس وقتما تُلْقي أشعتها على فُسيْف.ساء ذلك القصر من خلال حناياه، الحياةَ لطاقات. زهوره المصنوعة من اللازَوَرد والعقيق واليَصْب وما لا يُحْصَى من أنواع الحجارة الثمينة». هذا ليس قبرا.. هذا أغنية من المرمر. هكذا وصف نهرو تاج محل. بينما وصفه الشاعر طاغور بأنه دمعة على خد الخلود، وقال الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عقب زيارته لتاج محل: «إن العالم ينقسم إلى اثنين... أولئك الذين زاروا تاج محل وهؤلاء الذين لم يحظوا بزيارته».
دولة المسلمين المغول
دولة اقامتها سلالة تركمانية (من اسلاف السلطان تيمورلنك) وقد حكمت في الهند سنوات 1526-1857م. وكان مقرها في مدينة آكرا (آگرا) في الهند اليوم. وينحدر المؤسس الاول لحكام المغول وهو بابر (بابير، بَبُر) من تيمورلنك (عن طريق أبيه) ويتصل بالامبراطور المغولي جنكيز خان (عن طريق أمه).
كان بابر عام 1497م أميرا على سمرقند (إمارة فرغانة: اوزبكستان اليوم).
في سنة 1504زحف نحو الجنوب حيث استولى على كابل (افغانستان اليوم)، ثم زحف من هناك على الهند، بعدما استقوى به بعض أمرائها على حاكمهم. وبعد انتصاره على اللودهيين (1526-1530) أصبح شاهاً (شمال ووسط الهند).
بلغت الدولة أوجها السياسي أثناء عهد خليفته السلطان أكبر (1556-1605م)، والذي أكمل سيطرته على كامل بلاد هندوستان (باكستان وشمال الهند)
وزحف إلى الشرق حتى البنغال (بنغلادش اليوم)، ثم أدخل كل الدول الاسلامية وغيرها الواقعة هناك تحت سلطته. كانت سياساته تقوم على التسامح، كما حاول أن يعامل المسلمين والهنود بالتساوي، وتواصلت جهود تطوير الدولة المغولية في عهد كل من جهنكير (جهانگير) (1605-1627م) ثم شاه جهان (شاهجهان) (1628-1658م)، وهو الذي قام بنقل العاصمة الى دلهي وبنى تاج محل.
وفي عهده تكثفت عملية التبادل التجاري مع البلدان الأوروبية (عن طريق شركات الهند الشرقية)، وعمت الدولة حالة من الرخاء.
وقام أورنجزب (اورنگزيب) ابن شاه جهان (1658-1707م)، وهو أحد آخر السلاطين الكبار بغزو بيجابور (جنوب الهند) سنة 1686م، ثم كلكندة سنة 1687م.
وفي عهده أصبحت الهند تواجه ضغوطا سياسية واقتصادية من قبل المستعمرين البرتغاليين أولا ثم البريطانيين.
ومنذ سنة 1707م اخذت دولة المسلمين المغول تتلقى الهزيمة تلو الأخرى الى ان قام نادر شاه (شاه بلاد فارس) سنة 1739م بالاستيلاء على العاصمة دلهي.
وفي سنة 1803م طمع البريطانيون بالاستيلاء على الهند. فتم خلع آخر السلاطين (محمد بهادر شاه) سنة 1857م من قبل البريطانيين وأصبحت الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا منذ ذلك التاريخ تلقب باسم «إمبراطورة الهند».
احتاج 3 قرون لينتشر من الحبشة إلى جميع أنحاء العالم
15/3/2014 الآن - تقرير: الشرق الأوسط 12:42:42 AM
منذ مئات السنين، هيمنت القهوة على الكثير من عادات العالم وارتبطت بها، فكما ارتبطت بشكل رئيسي بعادات الضيافة والكرم لدى العرب، فهي أيضا مرتبطة بعادات وتقاليد اجتماعية لكثير من شعوب العالم، الأمر الذي عزز من حضور القهوة في شتى أصقاع المعمورة، على الرغم من التباين في طقوس احتسائها، وكيفية تحضيرها.
وحين تستمع إلى بعض العرب، وهم ينادون القهوة باسم «الشاذلية»، فلا تنكر هذه التسمية، فهذا الاسم لم يأت من فراغ، حيث يضرب بعيدا في جذور التاريخ، فتنسب هذه التسمية إلى أحد المتصوفين، من جماعة الطريقة الشاذلية، ويعرف باسم «عمر الشاذلي»، وتروي القصص أنه أول من نقل القهوة من الحبشة إلى اليمن، وكانت زراعة بن القهوة محصورة في جنوب غربي الحبشة، حيث أوصلها الشاذلي إلى اليمن وسميت باسمه.
وتشير المخطوطات القديمة إلى أن المتصوفين، ومنهم الشاذلي المتوفى في «موخا» باليمن، هم أول من نقل القهوة من الحبشة إلى اليمن في القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك عبر ميناء «زيلع» اليمني، الذي كان نقطة وصل رئيسية للتجارة ما بين اليمن والحبشة.
الدكتور ميشيل توشيرير، مدير المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في صنعاء، يسرد قصة أخرى حول نقل القهوة إلى اليمن، حيث يشير إلى شخص كان يدعى «ببهاني»، ورد ذكره في مخطوط «عمدة الصفوة في حل القهوة» لعبد القادري الجزيري الذي كان يتولى شؤون الحج في مصر في القرن السادس عشر، حيث يشير مخطوط الجزيري إلى أن «ببهاني» ولد في عدن، قبل أن ينتقل إلى الحبشة، ويعود إلى اليمن مرة أخرى محملا بالبن الحبشي، ولم يكن «ببهاني» الوحيد الذي ذكره الجزيري، لكن على كل حال فالجزيري يؤكد أن القهوة انتقلت عبر المتصوفين خلال النصف الأول من القرن الخامس عشر.
ويعتبر الدكتور توشيرير أن الدلائل المتوافرة لا تنفي احتمالية وصول القهوة إلى اليمن قبل القرن الخامس عشر، إلا أنه لا يوجد ما يثبت ذلك، حيث إن رسالة الجزيري كانت أقدم دليل في تاريخ انتقال القهوة من الحبشة إلى اليمن حتى الآن.
ولا توجد دلائل على طريقة استهلاك القهوة في فترة ما قبل وصول الإسلام إلى الحبشة، فمن المحتمل أن تكون حبوب البن كانت تستهلك عبر أكل الثمرة مباشرة، أو أكلها بعد تحميصها، إلى أن تغير الوضع بعد دخول الإسلام إلى الحبشة، وأصبحت القهوة تستخدم حسب الطريقة الصوفية، عبر تحميصها وطحنها ثم غليها، حيث كان الصوفية يحتسون القهوة لتمنحهم القدرة على السهر للتعبد.
وجاء أقدم ذكر للبن في وثيقتين اكتشفتا مؤخرا في «طور» بسيناء المصرية، وترجع إحداهما إلى عام 1497، وتعتبر أول وثيقة تثبت استهلاك القهوة في منطقة البحر الأحمر، الأمر الذي يتفق مع رسالة الجزيري، ويؤكد صحة كلامه.
الطرق الصوفية كالشاذلية والأحمدية وغيرها، لعبت دورا كبيرا في نشر القهوة في اليمن، وبحسب الرسومات في بعض المخطوطات القديمة، كانت القهوة تحضر في اليمن والحبشة في آنية فخارية شبيهة بالدلة، تعرف باسم «الجمنة».
وانتشرت القهوة بعد ذلك خارج اليمن، عبر موانئ الحديدة واللحية وموخا وعدن، ووصلت إلى مكة المكرمة عام 1490، ومن هناك بدأت في الانتشار بالطرق البحرية والبرية عبر الحجاج وطرق التجارة، فوصلت إلى مصر عام 1500، في فترة حكم السلطان المملوكي الغوري.
ونشر الطلاب القادمون من الحجاز واليمن عادة شرب القهوة في الأزهر عبر أوساط الطلاب، حيث قاموا بجلبها من بلدانهم، لتنتشر بعد ذلك في مصر.
وعند دخول السلطان سليم الأول مصر عام 1517، نقل القهوة إلى إسطنبول وأزمير، عبر ميناء الإسكندرية، واستدل توشيرير على ذلك بمخطوطة ضمت رسوما لرجل يعتقد أنه السلطان سليم، ويعود عمرها إلى عام 1520.
وانتشرت القهوة في تركيا في أوساط الخاصة، قبل أن تنتشر في أوساط العامة، ثم ظهرت مقاهي القهوة، وذلك في منتصف القرن السادس عشر، التي أثارت جدلا آنذاك، نظرا إلى كون بيوت القهوة يلتقي فيها خاصة الناس وعامتهم، وبحسب الدكتور توشيرير فإن السياسة العثمانية كانت تقوم في تلك الفترة على التفريق بين العامة والخاصة.
ونظرا إلى أن هذه البيوت تجمع بين كاتب السلطان، وصانع السوق، فهذا يتسبب في حدوث مشكلات سياسية، واستند بعض الفقهاء آنذاك على هذا المبدأ «لتحريم بيع وشرب القهوة».
ولم يكن التحريم مقتصرا على تركيا فحسب، بل طال عددا من البلدان الإسلامية آنذاك، وتنوعت أسباب التحريم، فإلى جانب تغيير الأسس الاجتماعية، ظهر سبب يقول إن «تحميص البن يتسبب في تحويله من مادة حية إلى مادة ميتة، لذا يحرم شربه، لأنه يأخذ حكم الميتة»، كما استدل بعض رجال الدين بتسمية القهوة على تحريمها، حيث كان اسم القهوة يطلق على «الخمر» في تلك الأزمنة.
تجار القهوة كانوا «يستتابون» في المحاكم العثمانية سابقا، وروت بعض المخطوطات القديمة أن أحد أصحاب الوكالات التجارية في مصر تم تجريمه بسبب بيعه للقهوة، وتعهد للسلطات العثمانية في مصر بعدم بيع القهوة مجددا، والطريف في الأمر أنه بمرور الوقت، أصبحت مقاهي القهوة وقفا للمساجد، وفقا لما أشارت إليه بعض المخطوطات القديمة.
وحتى منتصف القرن السادس عشر، كانت زراعة البن محصورة في «الحبشة»، وكل ما يصل إلى اليمن كان من إنتاج الحبشة، قبل أن تنتقل شجرة البن إلى اليمن، ليبدأ اليمن في مرحلة إنتاج البن، حتى وقتنا الراهن.
وتشير بعض الدراسات اليمنية إلى أن شجرة البن دخلت اليمن مع شجرة القات في آن واحد أواخر العقد الرابع من القرن السادس عشر، إلا أن توشيرير ينفي هذا الأمر، على اعتبار أن شجرة القات سبقت البن بفترة طويلة، طبقا لرؤيته.
ويميل الدكتور توشيرير إلى المصادر العثمانية التي تذكر أن الحاكم العثماني أزدمير باشا هو من نقل شجرة البن إلى اليمن، حيث ضم أزدمير باشا الحبشة ضمن الحكم العثماني في منتصف القرن السادس عشر، قبل أن يكون حاكما لليمن، وينقل الشجرة إلى اليمن في النصف الثاني من القرن السادس عشر.
بيئة اليمن الجبلية تصالحت مع شجرة البن، فأسهمت في رفع إنتاج بن القهوة، وأصبح اليمن المركز الرئيسي لإنتاج البن في العالم، حيث كانت تقدر كمية إنتاجه في القرن السابع عشر من عشرين إلى ثلاثين ألف طن سنويا، الأمر الذي عزز دور اليمن الاقتصادي في تلك الحقبة الزمنية، كما كانت تجارة البن ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد العثماني.
وتوسعت شبكات تجارة البن أواخر القرن السادس عشر من اليمن عبر الحجاز وصولا إلى الإسكندرية وإسطنبول والأناضول والبلقان والمغرب العربي، في الوقت الذي كان فيه الحكم العثماني يهيمن على رقعة واسعة من المناطق في حوض البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.
وكما انتشر البن من اليمن بحرا عبر موانئ الحديدة واللحية وموخا، إلى جدة والإسكندرية وإسطنبول، انتشر كذلك برا، وذلك عن طريق الحجاج الذين نقلوه من مكة المكرمة إلى دمشق فحلب، وأيضا عن طريق ميناء القطيف إلى الأحساء ونجد، وعن طريق البصرة إلى شمال العراق.
ويشير الدكتور توشيرير إلى أن تجار اليمن نقلوا البن بحرا عبر ميناء عدن وميناء موخا، إلى بلاد فارس والهند وإلى إندونيسيا وجاوا، كما أسهم الحجاج في عملية النقل، وذلك في أواخر القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر، بخلاف الدراسات التي أشارت إلى أن الهولنديين أسهموا في نقله من اليمن إلى مستعمراتهم القديمة في جنوب وشرق آسيا في القرن الثامن عشر.
وبعد انتشار القهوة في تركيا، دخلت القهوة من تركيا إلى أنحاء أوروبا، وأصبحت تباع في شوارع باريس، وثبت أن القهوة كانت موجودة في فينيسيا عام 1620، ثم شوهدت في مرسيليا عام 1640، لتظهر سوق جديدة للبن في أوروبا الغربية في النصف الثاني من القرن السابع عشر.
وحتى تلك الفترة، كان الأوروبيون مضطرين إلى شراء البن عبر الموانئ العثمانية في البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يقوم الهولنديون بشراء القهوة مباشرة من ميناءي موخا وعدن، تبعهم الإنجليز فالفرنسيون، وذلك في أواخر القرن السابع عشر، ليقوموا بعد ذلك بنقل زراعة القهوة إلى مستعمراتهم في إندونيسيا والهند وجاوا والجزر الفرنسية في المحيط الهندي.
بعد ذلك، كفل الفرنسيون في بداية القرن الثامن عشر نقل شجرة البن إلى أميركا، عبر جزر المارتينيك، وانتشرت حينئذ في أنحاء القارة الأميركية، لتصل بعد ذلك إلى البرازيل، الأمر الذي أفقد اليمن دوره الرئيسي في إنتاج البن، فبعد أن كان اليمن ينتج ما يصل إلى 30 ألف طن سنويا قبل أربعة قرون، انحدرت هذه الكمية في الوقت الراهن إلى ما لا يتجاوز 7 آلاف طن سنويا، بعد منافسة شديدة مع شجرة القات، تغلبت فيها الأخيرة لتحل في جزء كبير من جبال اليمن.
والجدير بالذكر أن أسعار العقود المستقبلية للقهوة قفزت بنحو 10%، إلى أعلى مستوى لها في 13 شهرا، وذلك بفضل استمرار مخاوف الإمدادات القادمة من البرازيل بسبب الطقس الحار والجفاف، مما حفز صناديق التحوط والمستثمرين على الشراء وزيادة الطلب على العقود.
ويحتل فنجان القهوة المركز الثاني عالمياً من ناحية الاستهلاك والتصدير بعد النفط، ما أسهم في انتشارها وحضورها، فلا يفتتح مطعم أو مقهى إلا وتكون بارزة في أول الأصناف المقدمة في لائحة الطلبات.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن شهر يناير 2014 يعتبر الأكثر سخونة على الإطلاق في البرازيل، حيث إنه على الرغم من هطول الأمطار على المناطق المزروعة بالبن، فإن التجار قالوا إنهم غير متأكدين من استمرارية الأمطار، وغزارتها، مما سيؤثر على إنتاج المحصول في الموسم الحالي، وهو الأمر الذي أثار مخاوف بشأن الإمدادات، ودفع موجة من الشراء من قبل الصناديق الاستثمارية.
وارتفعت أسعار عقود «القهوة أرابيكا- تسليم شهر مايو»، في بورصة العقود المستقبلية الأمريكية «آي سي إي»، إلى نحو 1.565 دولار للرطل، وهو أعلى مستوى منذ يناير عام 2013، وكانت قد سجلت قبل جلسة، الثلاثاء، نحو 1.4995 للرطل.
وتقول مجموعة «طقس السلع»، وهي شركة استشارية متخصصة في الطقس بالولايات المتحدة الأمريكية: «ظلت الأمطار في مناطق زراعة القهوة في البرازيل خفيفة، وكانت المستويات الإجمالية أقل من المأمول».
وأضافت: خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإن المناطق ستشهد أمطارا أقل من متوسط مستويات هطولها في العادة، وهو الأمر الذي سيفرض ضغوطا على ثلثي مناطق زراعة القهوة هناك.
وقال كونا الحق، المحلل لدى شركة «ماكواري» في لندن: «كان البن السلعة الاستثمارية المفضلة لفترة قصيرة خلال العامين الماضيين، والآن سيصبح المفضلة لفترة طويلة».
وبحسب منظمة البن الدولية، فإن إنتاج البن البرازيلي لعام «2014-2015»، سيتراوح بين 47-51 مليون كيس من القهوة.
وفي ضوء السياق السابق، تقول الصحيفة البريطانية إن هذا يعني أنه على مدار عامين متتاليين، ينخفض الإنتاج البرازيلي، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1977، وأضافت أن انخفاض إنتاج محصول البن في البرازيل يرجع إلى انخفاض المساحة المزروعة، وضعف الاستثمار بسبب انخفاض أسعار البن.
وعلى صعيد آخر، فإن إنتاج البن في أمريكا الوسطى يواجه مشكلات أيضا، بسبب تأثر إنتاجية المحصول جراء الفطريات، التي أضرته بشكل كبير.
ومع ذلك، يقول المتخصصون في القهوة، إن هناك إنتاجا وفيرا قادم من كولومبيا، وقد أنتجت أكثر من 11 مليون كيس في 2013، بزيادة 35% على 2012، وذلك بحسب اتحاد مزارعي القهوة الكولومبي.
هل تعلمين أنّ ماجي® قد سُميت تيمّناً باسم الشخص الذي ابتكرها؟
عودة بالزمن إلى قرنٍ مضى، وبالتحديد سنة 1884، إخترع عبقري اسمه يوليوس ماجي شوربة الفاصوليا والبازيللا المجففة، وذلك لتأمين وجبة غذائية سهلة التحضير للنساء اللواتي يعملن في المصانع ولا يملكن الوقت الكافي لتحضير وجبات صحّية. وقد حسّن هذا الإختراع صحة الأشخاص بشكل ملحوظ، وبعد سنتين قامت ماجي® بإنتاج الصلصة والشوربة الجاهزة للتحضير.
- تهقى شلون اخترعوا السيارة...× شدراني ..لايكون عبالك آنا غوغل...
