«تسريبات بنما» تكشف بالأسماء شركات وهميّة للأسد ورامي مخلوف
مئات الزعماء والرياضيين يتهربون من الضرائب عبر شركات الـ «أوفشور»
اقتصاد - الثلاثاء، 5 أبريل 2016 / 565 مشاهدة /
39
الكرملين يرى أن التسريبات تستهدف بوتين وروسيا (إي بي ايه)
×
1 / 1
شارك:
+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
أشخاص مرتبطون ببوتين هرّبوا أموالاً تزيد على ملياري دولار بمساعدة مصارف وشركات وهمية
باريس- رويترز- قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند أمس إن تسريبات «وثائق بنما» المتعلقة بحالات تهرب ضريبي محتملة هي أنباء طيبة يمكن أن تعزز عائدات الضرائب.
واضاف: «أؤكد لكم أنه مع ظهور المعلومات ستنطلق التحقيقات وتُفتح قضايا وتُجرى محاكمات. التسريبات أنباء طيبة لأنها ستزيد عائدات الضرائب المحصلة ممن يمارسون الاحتيال».
والد كاميرون متورط؟
لندن- د ب أ- ذكرت تقرير إخبارية أمس أن اسم والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وأسماء أعضاء بارزين في حزب المحافظين البريطاني، وردت في «وثائق بنما» المسربة.
وأفادت صحيفة «ميرور» البريطانية الشعبية بأن والد كاميرون، كان من بين هؤلاء الذين وردت أسماؤهم في «وثائق بنما»، اضافة إلى العديد من الأعضاء البارزين في حزب المحافظين البريطاني ورؤساء وزراء سابقين.
وأفادت تقارير بأن والد كاميرون، الذي توفي عام 2010 استعان بشركة محاماة «موساك فونيسكا» لحماية شركته الاستثمارية «بليرمور هولدينغز» من الضرائب البريطانية.
وجاء في الوثائق أن شركته «تدار بحيث لا تبدو متخذة من المملكة المتحدة مقرا لها، وذلك لأغراض ضريبة في المملكة المتحدة».
هولاند سعيد: عائداتنا سترتفع
باريس- أ ف ب، رويترز، د ب أ-
أظهرت تسريبات «اوراق بنما» لجوء النظام السوري الى ثلاث شركات وهمية للالتفاف على العقوبات الدولية التي تستهدفه، وفق ما افادت صحيفة «لوموند» الفرنسية. وكشف تحقيق صحافي ضخم نشر الاحد وشاركت فيه اكثر من مئة صحيفة حول العالم استنادا الى 11.5 مليون وثيقة مسربة حصلت عليها ان 140 زعيما سياسيا من دول العالم بينهم 12 رئيس حكومة حالي او سابق، هربوا اموالا من بلدانهم الى ملاذات ضريبية.
واوضح «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» ومقره واشنطن على موقعه الالكتروني ان الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لاكثر من 214 الف شركة اوفشور في اكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.
واظهرت تسريبات «اوراق بنما» لجوء النظام السوري الى ثلاث شركات وهمية للالتفاف على العقوبات الدولية التي تستهدفه، وفق ما افادت صحيفة «لوموند» الفرنسية.
ونقلت صحيفة «لوموند» ان «ثلاث شركات سورية تصنفها وزارة الخزانة الاميركية على انها داعمة لاداة القمع السورية لجأت الى مكتب المحاماة البنمي (موساك فونسيكا) لانشاء شركات وهمية في جزر السيشيل».
وقالت الصحيفة «هذه طريقة يتبعها النظام السوري للالتفاف على العقوبات الدولية التي تستهدفه منذ بداية النزاع السوري وللتستر على ثروة عائلة الاسد».
وافادت صحيفة «لوموند» ان الشركات الثلاث، «بانغاتس انترناسيونال» و«ماكسيما ميدل ايست ترايدينغ» و«مورغان اديتيفز»، «وفرت الوقود للطائرات الحربية السورية (...) التي قتلت عشرات آلاف المدنيين منذ بداية النزاع» في العام 2011.
وتستهدف العقوبات الاميركية تلك الشركات الثلاث منذ يوليو العام 2014، و«تعود شركة بانغاتس، المتخصصة في المواد النفطية المكررة، الى مجموعة عبد الكريم، المقربة من النظام السوري ومقرها دمشق»، وفق الصحيفة الفرنسية.
وتظهر الرسائل المتبادلة بين «بانغاتس» ومقرها الامارات و«موساك فونسيكا» ان العلاقة بينهما تعود الى العام 1999. وتضيف «لوموند» ان «مكتب المحاماة موساك فونسيكا استمر في تعامله مع بانغاتس تسعة اشهر بعد فرض العقوبات الاميركية عليها، ولم يلتفت الى نشاطات الشركة والعقوبات التي تستهدفها الا في أغسطس 2015».
واظهر التحقيق ايضا ان رامي مخلوف، الذي يحتكر قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، لجأ ايضا الى سياسة الشركات الوهمية ومن بينها «دريكس تكنولوجيز» المسجلة في العام 2000 في الجزر العذراء البريطانية.
وشككت الجزر العذراء البريطانية في العام 2010 في قانونية تلك الشركة. وفي العام 2011 وبعد اندلاع حركة الاحتجاجات في سورية ضد نظام الاسد، قطع مكتب المحاماة علاقاته مع شركات عائلة مخلوف كافة.
بوتين
وتفيد الوثائق ان اشخاصا مرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هربوا اموالا تزيد على ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية. وكتب الاتحاد على موقعه الالكتروني ان«شركاء لبوتين زوروا مدفوعات وغيروا تواريخ وثائق وحصلوا على نفوذ لدى وسائل اعلام وشركات صناعة سيارات في روسيا».
وفي أول رد فعل له، ندد الكرملين أمس بتسريب«أوراق بنما»حول الملاذات الضريبية لشخصيات كبرى معتبرا ان الرئيس الروسي هو المستهدف الرئيسي بها.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين ان«بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيسي وخصوصا من اجل زعزعة الوضع»، مضيفا ان«لا شيء جديدا او ملموسا»حول الرئيس الروسي في التسريبات.
واعتبر بيسكوف ان الصحافيين الاستقصائيين الذين عملوا على«اوراق بنما»هم مسؤولون اميركيون سابقون وعملاء سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه).
وقال بيسكوف«نعرف هذه المسماة مجموعة صحافية»، في اشارة الى«الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين»، مضيفا«هناك الكثير من الصحافيين الذين يركزون مهنتهم خارج الاعلام: عدد كبير من المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الاميركية و(سي آي ايه) واجهزة خاصة اخرى».
وذكرت صحيفة لا ناسيون الارجنتينية التي شاركت في التحقيق ان الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضوا في مجلس ادارة شركة اوفشور مسجلة في جزر الباهاماس، لكن الحكومة الارجنتينية اكدت الاحد ان الرئيس«لم يساهم ابدا في رأسمال هذه الشركة» بل كان«مديرا عابرا»لهذه الشركة.
وبين اقرباء الرئيس الصيني الذين وردت اسماؤهم دينغ جياغي زوج الشقيقة الكبرى لشي. وقال الاتحاد ان دينغ اصبح في 2009 مساهما في شركتين وهميتين في الجزر العذراء البريطانية.
ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق لاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، الى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت اعلى هرمه في الاشهر الاخيرة.
ميسي
وفي هذا الاطار فإن اربعة من الاعضاء الـ16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، بحسب الوثائق المسربة، شركات أوفشور اسسها مكتب موساك فونسيكا. ووردت في هذه الوثائق ايضا اسماء نحو 20 لاعب كرة قدم من الصف الاول بينهم لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدم هؤلاء ليونيل ميسي.
وبحسب «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» فان النجم الارجنيتي شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما. وورد اسم النجم ووالده للمرة الاولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 يونيو 2013 اي غداة توجيه الاتهام اليهما بالتهرب الضريبي في اسبانيا.
الراي
هكذا تحايل علاء مبارك على تجميد أمواله!
تقرير / «وثائق بنما» تكشف عن استمرار «بان وورلد» المملوكة له بالعمل بعد 2011
اقتصاد - الثلاثاء، 5 أبريل 2016 / 160 مشاهدة /
39
شارك:
+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
| القاهرة ـ «الراي» |
التسريبات وصفت النجل الأكبر للرئيس السابق بـ «عميل فائق الخطورة»
أحدثت ما كشفت عنه وثائق سرية مسرّبة من شركة «موساك فونسيكا» للخدمات القانونية، التي تتخذ من بنما مقرّا لها، والتي أطلقت عليها إعلاميّا «وثائق بنما»، عن تورط مقربين من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ونحو 70 آخرين من رؤساء وملوك حاليين وسابقين في «غسيل الأموال»، حالة من الحراك في المجتمع المصري، وما بين السياسيين والبرلمانيين، وسط مطالبات بكشف حقيقة ما جاء في هذه الوثائق.
وتشمل إحدى الوثائق المسربة التي أصدرتها لجنة الخدمات المالية للشركة العملاقة «بريتيش فيرجين أيلاند» في العام 2011، تجميد أصول وأموال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وزوجته سوزان مبارك، ونجله علاء وزوجته هايدي راسخ، ونجله الثاني جمال وزوجته خديجة الجمّال.
وشملت القائمة عددا من شخصيات نظام مبارك، وأبرزهم رجل الأعمال أحمد عز، وزوجاته: عبلة محمد فوزي، وخديجة أحمد، وشاهيناز النجار.
وضمت القائمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وزوجته إلهام شرشر، ووزير الإسكان في عهد مبارك أحمد المغربي، وزوجته نجلاء الجزايرلي، ووزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد وزوجته هانيا محمود عبدالرحمن، ووزير السياحة زهير جرانة وزوجته جايلان شوكت، ونجله أمير.
وكشفت «وثائق بنما» عن امتلاك علاء مبارك لشركة «بان وورلد» للاستثمارات التابعة لشركة «بريتيش فيرجين أيلاند» العملاقة والتي تدار أعمالها عبر شركة الخدمات المالية «كريدي سويس».
وسلطت الوثائق المسربة الضوء على مطالبة شركة «بريتيش فيرجين أيلاند» شركة «موساك فونسيكا» بتجميد أصول وحسابات ومعاملات شركة علاء مبارك في العام 2011 بعد الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، وذلك بموجب قرار أصدره الاتحاد الأوروبي بتجميد حسابات وأصول عائلة مبارك خارج مصر.
وأظهرت شركة «موساك فونسيكا» تهاونا فى الكشف عن معلومات عن تعاملات شركة «بان وورلد» لمالكها علاء مبارك، وفقا للوثائق المسربة، وتقاعساً عن تجميد أصول وحسابات الشركة، ما أدى إلى تغريم الأخيرة في العام 2013 بمبلغ قدر بـ 37500 دولار، لإهمالها التعاطى مع شركة لـ«عميل فائق الخطورة» وفقا للوصف المذكور بالوثائق المسربة، وكانت شركة «بريتيش فيرجين أيلاند» هي الجهة الفارضة للغرامة المالية.
وأشارت الوثائق إلى خطاب أرسلته شركة الخدمات المالية «كريدي سويس» التى تدير أعمال «بان وورلد» إلى شركة «موساك فونسيكا» تعلمها فيه بأن أنشطة شركة «بان وورلد» التى من ضمنها وفقا للوثائق حساب جارى بأحدى البنوك واستثمار مع شركة H.I.G، لا تتعارض مع قرار سويسرا بتجميد حسابات عائلة الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك»، وذلك بعد اعتراف «فونسيكا» بخطأ إجراءاتها في الكشف عن أنشطة شركة علاء مبارك.
وتطرقت الوثائق إلى تشكيل شركة «بريتيش فيرجين أيلاند» العملاقة في العام 2014 فريقا للتحقيق فى الأعمال التى تربط بين شركتي «بان وورلد» وشركة الخدمات القانونية «موساك فونسيكا»، واتبع هذا التحقيق اعتراف من قبل شركة «بريتيش فيرجين أيلاند» باحتمال وجود مزيد من الخروقات والمخالفات في التعاملات بين «بان وورلد» وشركة «موساك فونسيكا»، مستقيلة عن دورها كوكيل لشركة «بان وورلد» لمالكها علاء مبارك في أبريل 2015.
ونشرت التسريبات، وثيقة مرسلة من شركة «موساك فونسيكا» فى مايو 2013 إلى لجنة التحقيقات المالية المشكلة من قبل شركة «بريتيش فيرجين أيلاند» تعلمها فيها عن عدم درايتها الكاملة بحجم أعمال وأنشطة شركة «بان وورلد»، وكانت الوثيقة مرفقة بنسخة من جواز سفر نجل الرئيس السابق «علاء مبارك»، وواضعة عنوان له بالعاصمة البريطانية لندن.
وفي ردود أفعال سريعة، وبرلمانيّا أعلن عضو مجلس النواب المصري طارق الخولي، أنه سيخاطب رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال لمخاطبة لجنة استرداد الأموال المهربة للخارج، التي تم تشكيلها في يونيو الماضي، للتحقيق فيما نشر من وثائق مسربة بشأن عائلة مبارك، واستمرار أنشطة شركاته رغم قرار تجميد أموال «آل مبارك».
وفي المقابل، هاجمت صفحة «أنا آسف يا ريس» عبر «فيس بوك»، المدافعة عن أسرة مبارك، الوثائق المسربة، التي تناولت علاء مبارك.
وقالت الصفحة، في تدوينة لها، إن الوثيقة مفبركة لوجود خطأ في صورة جواز السفر الخاص بعلاء مبارك.
وذكرت، إن الوثائق ذكرت تجميد أموال علاء محمد حسني مبارك، في حين أن الاسم الحقيقي هو علاء محمد السيد حسني مبارك، علاوة على وجود خطأ في محل الإقامة الوارد في صورة جواز السفر المنشور عبر الوثائق.
وتوضح الوثائق التي تخطت الـ«11» مليون وثيقة، كيف أن الشركة ساعدت العملاء علي غسيل الأموال، وتفادي العقوبات، والتهرب من الضرائب.
باريس - أ ف ب
كشف تحقيق صحافي ضخم نشر، أمس، وشاركت فيه أكثر من مئة صحيفة حول العالم، استناداً إلى 11.5 مليون وثيقة مسربة حصلت عليها، أن 140 زعيماً سياسياً من حول العالم، بينهم 12 رئيس حكومة حالياً أو سابقاً، هربوا أموالاً من بلدانهم إلى ملاذات ضريبية.
وأوضح "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين"، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، على موقعه الإلكتروني أن الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة "أوفشور" في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.
وجرى تسريب هذه الوثائق جميعها من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 سنة، والذي - وفق هيئة الإذاعة البريطانية - لم يواجه طوال العقود الأربعة أي مشكلة مع القضاء.
وأضاف الاتحاد أن هذه الوثائق حصلت عليها أولاً صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، قبل أن يتولى هو توزيعها على 370 صحافياً من أكثر من 70 بلداً من أجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر نحو سنة كاملة. ولم يوضح الاتحاد كيف جرى تهريب الوثائق.
ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق، الدائرة المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي، إضافة إلى شركات مرتبطة بأفراد من عائلة الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يرفع لواء مكافحة الفساد في بلاده، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.
وفي رد فعل على التسريبات، ندد الكرملين اليوم، بتسريب "أوراق بنما" معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المستهدف الرئيس بها. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيس، وخصوصاً من أجل زعزعة الوضع"، مضيفاً أن "لا شيء جديداً أو ملموساً" حول الرئيس الروسي في التسريبات.
وأطلق على الوثائق المسربة اسم "أوراق بنما"، نسبة إلى شركة المحاماة البنمية التي جرى تسريبها منها.
وأعلنت الحكومة البنمية، أمس، أنها "ستتعاون في شكل وثيق" مع القضاء إذا فُتح تحقيق قضائي استناداً إلى الوثائق المسربة.
في المقابل، ندد مكتب المحاماة بعملية التسريب التي طاولته، معتبراً إياها "جريمة" و"هجوماً" يستهدف بنما.
وقال رئيس المكتب ومؤسسه رامون فونسيكا مورا: "هذه جريمة، هذه جناية"، مؤكداً أن "الخصوصية هي حق أساس من حقوق الإنسان تتآكل أكثر فأكثر في عالمنا اليوم. كل شخص لديه الحق في الخصوصية سواء أكان ملكاً أم متسولاً".
وأضاف أن عملية التسريب هي أيضاً "هجوم على بنما لأن بعض الدول لا تروق لها مقدرتنا التنافسية العالية على جذب الشركات"، ونفى "ارتكاب أي مخالفة"، معتبراً أن مؤسسته سقطت ضحية "حملة دولية على الخصوصية". وأكد أنه غير مسؤول عن نشاطات الشركات التي يعمل معها، وقال: "نكرس أنفسنا لإنشاء كيانات قانونية نبيعها لوسطاء مثل البنوك والمحامين... هم لهم زبائنهم الذين لا نعرفهم"، وأضاف أنه جرى إخطار جميع عملاء مؤسسته بهذه "المشكلة".
ووفق التحقيق، فإن الأشخاص المرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هرّبوا أموالاً تزيد عن بليوي دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية.
وكتب الاتحاد على موقعه الإلكتروني أن "شركاء لبوتين زورا مدفوعات وغيّروا تواريخ وثائق وحصلوا على نفوذ لدى وسائل إعلام وشركات صناعة سيارات في روسيا".
ووفق صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية التي شاركت في التحقيق، فإن الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضواً في مجلس إدارة شركة "أوفشور" مسجلة في جزر الباهاماس، لكن الحكومة الأرجنتينية أكدت أمس أن الرئيس "لم يساهم أبداً في رأسمال هذه الشركة"، بل كان "مديراً عابراً" لها.
ووفق الاتحاد، فإن "الوثائق تظهر أن المصارف ومكاتب المحاماة وأطراف أخرى تعمل في الملاذات الضريبية غالباً ما تنسى واجبها القانوني بالتحقق من أن عملاءها ليسوا متورطين في أعمال إجرامية".
بدوره قال مدير الاتحاد جيرار ريليه لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) إن "هذه التسريبات ستكون على الأرجح أكبر ضربة سددت على الإطلاق إلى الملاذات الضريبية، وذلك بسبب النطاق الواسع للوثائق" التي سُرِّبت.
أما غابرييل زوكمان، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، فقال وفق ما نقل عنه الاتحاد إن "هذه التسريبات تظهر إلى أي مدى هناك ممارسات ضارة وإجرامية متجذرة في مراكز الأوفشور".
ولا تنحصر الأسماء الواردة في التسريبات بعالم السياسة، بل تتخطاه إلى عالم الرياضة وتحديداً الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت أعلى هرمه في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا الإطار، فإن أربعة من الأعضاء الـ16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا، وفق الوثائق المسربة، شركات "أوفشور" أسسها مكتب موساك فونسيكا.
ووردت في هذه الوثائق أيضاً أسماء حوالى 20 لاعب كرة قدم من الصف الأول، بينهم خصوصاً لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وفي مقدم هؤلاء ليونيل ميسي.
ووفق "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين"، فان النجم الأرجنيتي الحائز مرات عدة "كرة الفيفا الذهبية" هو شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما. وورد اسم النجم ووالده للمرة الأولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 حزيران (يونيو) 2013، أي غداة توجيه الاتهام إليهما بالتهرب الضريبي في إسبانيا.
ومن نجوم عالم الكرة الواردة أسماؤهم في الوثائق، برز أيضاً اسم ميشال بلاتيني الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة في 2007، العام الذي تولى فيه رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لتأسيس شركة في بنما.
وتعليقاً على هذه المعلومات، أصدر بلاتيني بياناً قال فيه إن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007".
ولا تنحصر أسماء الرياضيين الواردة في الوثائق على عالم كرة القدم، بل تتعداه إلى رياضات أخرى، مثل الهوكي والغولف، وفق الاتحاد.
وتشمل الوثائق معاملات جرت على مدى أكثر من أربعة عقود (1977-2005) لشركات تولى تسجيلها مكتب المحاماة البنمي، ومن بينها معاملات أجراها يان دونالد كاميرون، والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي توفي في 2010، وأخرى أجراها موظفون مقربون من الرئيس الفينزويلي الراحل هوغو تشافيز.
وتعيد هذه التسريبات إلى الأذهان الوثائق السرية التي نشرها موقع "ويكيليكس" الذي أسسه جوليان أسانج في 2006، كما تذكر بالوثائق السرية التي سربها المحلل السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، والتي كشفت نطاق عمليات التجسس التي تقوم بها الوكالة.
وقال سنودن: "شهدنا اليوم أكبر عملية تسريب في عالم الصحافة وهي تتعلق بالفساد".
وسارعت هيئة الضرائب الأسترالية، اليوم، إلى الإعلان عن تحري أمر أكثر من 800 من العملاء الأثرياء لمؤسسة قانونية للتحقق من وجود حالات تهرب ضريبي محتملة.
وتغطي "وثائق بنما" المسربة فترة تتجاوز 40 سنة، من 1977 وحتى كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وتكشف أن بعض الشركات التي توجد مقارها الرسمية في ملاذات ضريبية تستغل، فيما يشتبه بأنها عمليات غسل أموال وصفقات سلاح ومخدرات إلى جانب التهرب من الضرائب.
وقالت الهيئة "حددنا هويات أكثر من 800 من الأفراد من دافعي الضرائب وربطنا الآن بين أكثر من 120 منهم وبين مقدم خدمات شريك موجود في هونغ كونغ". ولم تذكر هيئة الضرائب الأسترالية اسم الشركة الموجودة في هونغ كونغ.
ويشمل التحقيق بعض دافعي الضرائب الذين جرى التحقيق معهم سابقاً، إلى جانب آخرين تقدموا لهيئة الضرائب بموجب مبادرتها للكشف عن الدخل خارج البلاد. وسمحت المبادرة الطوعية للكشف عن الدخل والتي انتهت في أواخر عام 2014 بالتقدم للهيئة وتفادي العقوبات القاسية والاتهامات الجنائية.
لكن هيئة الضرائب قالت إن الأفراد الذين يخضعون للتحقيق بينهم أيضاً "عدد كبير من دافعي الضرائب الذين لم يتقدموا من قبل".