9 رمضان في الكويت تبّت يدا... «داعش»
«هذولا عيالي» أطفأت الفتنة وأعلنت هزيمة الإرهاب وكفكفت دموع أهل «الصادق»
محليات - الثلاثاء، 14 يونيو 2016 / 15,197 مشاهدة /
10
أثار التفجير الإرهابي في مسجد الصادق العام الماضي
×
1 / 7
شارك:
+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
| كتب أحمد زكريا |
الذكرى الأولى لأكبر عملية إرهابية في تاريخ الكويت التي استهدفت الصائمين الساجدين
«أبو سليمان الموحد» تناثرت أشلاؤه على صخرة الوحدة الوطنية في الكويت
صقور «الداخلية» فكوا طلاسم العمل الإرهابي في أقل من يومين
الإرهابي دخل الجانب الأيمن من المسجد قبيل لحظات من انتهاء الصلاة
استشهاد 27 شخصاً وإصابة أكثر من 220 في أبشع عمل إرهابي بتاريخ الكويت
إقامة العزاء في مسجد الدولة الكبير كان خير رد على الجريمة وتأكيد لحمة أهل الكويت
الجريمة أثارت ردود فعل عربية وعالمية رافضة ومؤكدة وقوفها مع الكويت في وجه الإرهاب
بينما كان المصلون الصائمون في مسجد الإمام الصادق يتضرعون إلى الله ان يقبل صلاتهم وصيامهم، كان السعودي «أبوسليمان الموحد» فهد القباع يحثّ خطى الغدر والخيانة متزنراً بحزامه الناسف، ميمماً شطر منطقة الصوابر بغية تفجير نفسه وسط الصائمين الساجدين.
القباع، الذي دخل الكويت قادماً من البحرين عبر مطار الكويت الدولي في نفس يوم التفجير «9 رمضان 1436 هجرية، الموافق 26 يونيو 2015»، كان قد سبقه حزامه الناسف. أبو سليمان الموحد الذي وصل الكويت بلحيته، ثم حلقها قبيل تنفيذ الجريمة، وصل في الركعة الأخيرة من صلاة الجمعة، مستهدفاً الجانب الأيمن من المسجد ليفجر الحزام الناسف الذي كان يرتديه تحت دشداشته قبيل لحظات من انتهاء صلاة الجمعة.
الحادث الأليم أسفر عن استشهاد 27 شخصاً واصابة أكثر من 220 آخرين اصابات متفاوتة، بينما لم تهدأ صقور الداخلية ولم يغمض لهم جفن حتى تم إلقاء القبض على السائق الذي أقل القباع بسيارة طرف ثالث إلى المسجد، ومن ثم بدأت خيوط العمل الإرهابي تتكشف وانفرط عقد الغدر والخيانة.
وإذا كان عمل القباع قد سجل أبشع عمل إرهابي في تاريخ الكويت، فإن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قد سجّل أنصع موقف في تاريخ الكويت بتواجده في مكان الحادث بعد دقائق من حدوثه، غير عابئ بالمخاطر المحيطة بقدومه، وكانت جملة «هذولا عيالي» التي أطلقها سموه أثناء تواجده في مسرح الجريمة، اشارة بدء الانتصار على الإرهاب ودحره. فقد أطفأت الفتنة وأعلنت هزيمة «داعش» وكفكفت دموع أهل «الصادق».
وبعد أيام قليلة من التفجير، أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله بأنه بناء على أوامر سمو الأمير تم التوجيه بسرعة ترميم مسجد الإمام الصادق الذي تعرض لتفجير إجرامي. وقال العبدالله إن سمو الأمير شدد على سرعة ترميم مسجد الإمام الصادق، وإصلاح ما تم تدميره ليكون جاهزا أمام جموع المصلين، وهو ما حصل حيث بدأ في استقبال المصلين منذ بداية رمضان الجاري.
وفي تأكيد آخر على اللحمة الوطنية أقيم عزاء ضحايا مسجد الصادق في مسجد الدولة الكبير، حيث حضره آلاف المواطنين والمقيمين ممن توافدوا لتأكيد لُحمة الكويت وتقديم مواساتهم لذوي الضحايا وسط اجراءات أمنية مشددة.
سر الصندوق
وفي سير التحقيقات ذكرت وزارة الداخلية في بيان لها عن تمكن سلطات الأمن السعودية، بناء على تنسيق معلوماتي من اجهزة الامن الكويتية حيث تمكنت من ضبط اثنين من المتهمين السعوديين الذين شاركوا في حادث التفجير الارهابي بمسجد الامام الصادق بمنطقة الصوابر حيث قاموا المتهمين بتوصيل المتفجرات للمتهم عبدالرحمن صباح عيدان والذي اثبتت في التحليلات والتحقيقات اللازمة ان المتفجرات هي من نفس النوع التي استخدمت في حادثتي التفجير الارهابي الذي وقع في منطقتي الدمام والقطيف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأضاف البيان ان المتهمين السعوديين هما شقيقان، الاول ماجد عبدالله محمد الزهراني، والثاني محمد عبدالله محمد الزهراني، ولهما شقيق ثالث متواجد في الكويت، وتم تسليمه للسلطات السعودية، وآخر يتواجد في سورية ضمن تنظيم داعش الارهابي، وان المتهمين المذكورين قد دخلوا البلاد عن طريق منفذ النويصيب يوم الخميس 25 /6/ 2015 عصرا، وقاموا بتسليم المتفجرات في صندوق (ايس بوكس) الى المتهم عبدالرحمن صباح عيدان، في منطقة النويصيب ثم غادر المتهمان البلاد مباشرة بعد عملية التسليم، فيما التقى عيدان بالارهابي القباع لتنفيذ العملية في اليوم التالي.
وذكر البيان انه وفق المعلومات الامنية الكويتية السعودية المشتركة، تم ضبط المتهم الاول ماجد الزهراني بمنطقة الطائف، كما تم ضبط المتهم الثاني محمد الزهراني ايضا بمنطقة الخفجي، بعد تبادل اطلاق النار مع رجال الامن السعودي، مما ادى الى اصابة اثنين من رجال الامن السعودي.
كما تم ضبط السيارة نوع هوندا اكورد وهي المركبة التي استخدمت من قبل المتهمين في نقل المتفجرات للكويت. وأشاد البيان بالتعاون المتميز والوثيق والتنسيق المشترك مع السلطات السعودية ورجال الامن والذي اسفر عن ضبط بقية عناصر المتهمين.
ردود الفعل
وقد قوبل العمل الإجرامي بردود فعل رافضة وشاجبة دوليا وعربيا، حيث استنكرت مكاتب الأمم المتحدة المعتمدة لدى الكويت حادث التفجير الارهابي. وأكدت باسمها ونيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجميع منتسبي المنظمة شجبهم واستنكارهم لهذا العمل الارهابي الآثم الرامي الى زعزعة الأمن في دولة الكويت والمنطقة بأسرها. وأعرب الوفد عن خالص العزاء وعظيم المواساة للكويت أميرا وحكومة وشعبا في التفجير الارهابي الأليم الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، داعين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يعجل بشفاء المصابين.
وقال الدكتور مبشر شيخ ان اجماع دول العالم على شجب واستنكار هذا العمل الارهابي الشنيع يأتي تأكيدا على مكانة الكويت وجهودها في دعم الأمن والسلم الدوليين والذي تجلى في أكثر من صورة عبر المبادرات والمساعدات الانسانية في مناطق النزاعات والكوارث وتوج بتكريم الأمين العام للكويت (مركزا انسانيا عالميا) وسمو امير البلاد (قائدا للعمل الانساني).
وأضاف «اننا في الأمم المتحدة نسجل اعجابنا الشديد وانبهارنا الكبير بما شاهدناه من تآزر وتكاتف بدأ من سمو امير البلاد وجميع المواطنين في شكل يؤكد ان المصاب هو مصاب كل كويتي وان الدماء التي سالت هي دماء كل الكويتيين» متمنيا أن تنعم الكويت بالأمن والأمان والتقدم والازدهار.
كما دانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حادث التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، ووصف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني هذا الحادث الإرهابي بأنه جريمة مروعة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية، مؤكداً وقوف دول مجلس التعاون ومساندتها لكل ما تتخذه دولة الكويت من إجراءات لحماية أمنها واستقراره.
ودان الأمين العام السابق للجامعة العربية نبيل العربي التفجير الإرهابي، وقدم التعازي لأمير الكويت، وحكومته وشعبه، مشددا على أن هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المصلين الأبرياء هي جرائم تتنافى مع كافة القيم الدينية.
ودانت المملكة العربية السعودية هذا الحادث الإرهابي، وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية عزاء ومواساة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إثر حادث التفجير الإرهابي، وكذلك بعث ولي العهد الأمير محمد بن نايف آل سعود برقية مماثلة.
بدوره، أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن مثل هذه الأعمالِ الإجرامية التي لا تُراعي حق البشر في الحياة الآمنة، والتي تنتهك حرمات بيوت الله تخالف تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة، بل وجميع الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية.
«داعش» تبنى التفجير
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» رسمياً تبنيه للعملية الإرهابية. وبث التنظيم ما أسماه بوصية جندي الخلافة أبو سليمان الموحد «فهد القباع»، والتي حملت تهديداً جديداً بالدم والموت.
الإعدام لخمسة متهمين
أسدلت محكمة التمييز الجزائية الستار على هذه الصفحة الأليمة من تاريخ الكويت، من خلال تأييدها حكم «الاستئناف» بتصديق حكم إعدام خمسة متهمين، أولهم عبدالرحمن عيدان الذي قاد المفجر فهد القباع، فضلاً عن أربعة في السعودية وسورية.
وأيدت «التمييز» بقية الأحكام الصادرة بحبس والي تنظيم «داعش» في الكويت المتهم بالاشتراك في الاتهامات، 15 عاماً، وسجن آخرين 10 سنوات، في مقابل تأييدها براءة صاحب المركبة جراح نمر الذي أثبتت التحقيقات عدم علمه بنية المتهم عيدان أخذ سيارته التي أقلّت منفذ التفجير.
وفي السياق، دانت الأحكام عدداً من المتهمات اللاتي أثبتت التحقيقات إتلافهن الهاتف الذي استخدمه عيدان في الاتصال بداعش.
شهداء التفجير الإرهابي
محمد حسن علي الحاضر
طالب محمد صالح
عبدالله حسن سليمان الصايغ
محمد حسن علي الخواجه
جعفر محمد رضا الصفار
حسين اسماعيل
صادق جعفر طاهر حسين
علي محمد علي الخواجه
علي جعفر محمد الفيلي
محمد احمد الجعفر
جاسم محمد الخواجه
طاهر سلمان بوحمد
عبدالعزيز علي الحرز
يوسف عبدالرزاق العطار
مكي تركي مكي القلاف
محمد سليمان البحراني
علي ربيع الناصر
عبدالحميد الرفاعي
قيس حبيب المطوع
ابن عباس ابن علي
حسين ابراهيم الشيخ
محمد سعيد المطرودي
سبتي جاسم حسن السعد
غلام حسن محمد نقي
محمد رضا محمد علي
عبدالحميد سيد محمد
http://www.alraimedia.com/ar/article/local/2016/06/14/687155/nr/kuwait