تزوير في بطنه تزوير ثم في بطن التزوير تزوير
تفكيك شيفرات «ماتروشكا» الجناسي

18 سبتمبر 2025
10:00 م
4071


- جهود مكثفة لا تهمل أيّ معلومة ومراجعة للملفات القديمة وتحريات دقيقة على مختلف الصعد
- مؤشرات تتبع لكل تفصيل قد يقود إلى معلومات موثقة واعتماد الوسائل العلمية الحديثة
- القضية ليست مجرد تصحيح لأوراق رسمية بل حماية للهوية من المتاجرة أو الاحتيال
- القرارات تمرّ بمسار طويل ودقيق يحفظ الحقوق ويستند إلى معلومات وأدلة يقينية
يكشف ملف الجنسية الكويتية يوماً بعد يوم خيوطاً متشابكة من التلاعب والتزوير، يقف وراءها ضعاف نفوس مارسوا العبث في الهوية الوطنية على مدى عقود، ظناً أن أحداً لن يكشف جرائمهم، فيما تثبت القضايا المتوالية بتفاصيلها أن باب التزوير أُغلق، وأن الثغرات سُدّت، وأن استنزاف أموال أهل الكويت انتهى، وأن المزوّر مصيره الانكشاف ولو بعد حين.
وتواصل اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية جهودها في التصدي لهذا الملف، عبر جهود مكثفة لا تهمل أي معلومة، ومراجعة للملفات القديمة، وتحريات دقيقة على مختلف الصعد، ومؤشرات تتبع لكل تفصيل قد يقود إلى معلومات موثقة، فضلاً عن اعتماد الوسائل العلمية الحديثة، وفي مقدمها البصمة الوراثية، كدليل علمي ويقيني قاطع لا يقبل الشك.
https://www.alraimedia.com/article/1740528/محليات/أخبار-محلية/انتداب-منوة-العثمان-لمعهد-العدالة-وسيادة-القانون-في-مالطا
وتؤكد المصادر المطلعة أن اللجنة العليا ماضية في عملها بملف الهوية الوطنية وتنفيذ التوجيهات في هذا الشأن، مشددة على أنه لا تهاون ولا تساهل في هذا الملف، وأن القضية ليست مجرد تصحيح لأوراق رسمية، بل حماية للهوية والوطنية والانتماء للجنسية الكويتية من المتاجرة أو الاحتيال.
وشدّدت على أن كل القرارات التي يتم اتخاذها تمر بمسار طويل ودقيق يحفظ الحقوق ويستند إلى معلومات وأدلة يقينية، وصولاً إلى اتخاذ القرار في شأن كل قضية.
وأمس، عقدت اللجنة العليا اجتماعاً برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، حيث قرّرت فقد وسحب الجنسية الكويتية من عدد من الحالات، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.
وأفادت اللجنة، في بيان، بأن الحالات شملت فقد شهادة الجنسية الكويتية (للازدواجية) وسحب شهادة الجنسية «غش وأقوال كاذبة» (تزوير) وسحب الجنسية الكويتية (للمصلحة العليا للبلاد).
ومن حالات فردية إلى شبكات عائلية واجتماعية مترابطة، كشفت المصادر لـ«الراي» عن بعض القضايا المتشعبة لحالات التزوير والاحتيال، التي أتاحت للمئات الاستفادة من خيرات الكويت من دون حق بأساليب وطرق مختلفة.
ومن أبرز القضايا الجديدة:
- قضية معقدة تعود جذورها إلى العام 1975، وتتعلق بمزوّر ظن أنه حصّن نفسه قانونياً بالتحايل وقيّد 13 ابناً وابنة على ملفه.
- قضية 3 عراقيين سُجّلوا كأبناء لمواطن كويتي ثم تفرّعت عنهم تبعيات وصلت إلى 140 شخصاً، وكشفتهم البصمة الوراثية لشقيقهم «البدون».
- أسرة سورية حصل عمّها على الجنسية بالتزوير وملفه يضم 6 زوجات و87 تبعية بين أبناء وأحفاد، في قضية تشبه «ماتريوشكا»، الدمية الروسية، وهي مجموعة من الدمى الخشبية ذات الحجم المتناقص موضوعة الواحدة داخل الأخرى.
- قضية شقيقين سوريين كل منهما مسجّل كابن لعائلة كويتية مختلفة مع تبعية تجاوزت 80 شخصاً.
- متورط في تهريب مطلوبين تبيّن أنه ابن لأب كويتي مزوّر وعلى ملفه 56 شخصاً. وهذه القضية شهدت تنسيقاً محكماً بين المباحث الجنائية ومباحث الجنسية لتفكيكها.
التعديل الأخير: