الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثالثة ..

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
407401-109559.jpg

الفنان فؤاد القريني (محمد خلوصي)
407401-109551.jpg

المرحوم الشيخ خالد اليوسف رئيس نادي السالمية
407401-109558.jpg

فؤاد القريني متحدثا للزميل منصور الهاجري
407401-109557.jpg

وفد الكويت مع وفد السعودية في الارجنتين عام 1981
407401-109550.jpg

الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد والراحل الشيخ فهد الأحمد خلال استقبال فريق المبارزة
407401-109548.jpg

فؤاد القريني ورئيس الوفد السعودي في الارجنتين
407401-109553.jpg

مجموعة كشافة مدرسة الصديق 1962
407401-109549.jpg

طلبة مدرسة الصباح 1972 ـ 1974
407401-109541.jpg

لوحة لفؤاد القريني
407401-109552.jpg

فؤاد القريني ايام الطفولة
407401-109545.jpg

المعسكر الكشفي مشروع برج 1962


  • لدى مشاركتنا بالدورة الآسيوية في الهند كنت مسؤولاً عن جوزات سفر المرافقين وسرق لص الحقيبة وخبأها في «بقشة»
  • في عام 1980 كنت مشرفاً على «الفريق الذهبي» في دورة موسكو الأولمبية.. وبعض الروس رأونا نقرأ القرآن فأخذوا «يتمسحون ويتبركون» بنا
  • بعدما سمعت قصة الرجل في مقبرة السيدة والجني صممت على المرور منها وكنا نلعب فيها كرة القدم
  • كنت أشاهد الأفلام العربية في السينما الشرقية وسعر التذكرة 12 آنة
  • تم إشهار اتحاد المبارزة في نوفمبر عام 1974 بعد اعتراض «الداخلية» على اسمه السابق بسبب كلمة «سلاح»
  • لعبت مع الأصدقاء في الفريج والألعاب الشعبية وانضممت إلى الكشافة في المرحلة المتوسطة
  • كنا نشاهد أفلام المليجي وفريد شوقي وأحياناً تحدث مشاجرات في السينما على الكراسي
  • ولدت في منطقة الشرق ثم انتقل الوالد إلى الصوابر بالقرب من حفرة المدير
  • كنا نذهب صغاراً لمشاهدة السفن الشراعية في البحر و«الطوب» ومصنع النامليت على الساحل
  • بذلت جهوداً منتظمة وممتدة من أجل بناء صالة المبارزة بكلفة 225 ألف دينار وقال عنها الاتحاد الأميركي إنها الأكبر في الشرق الأوسط
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «الصباح» ودرست أيضا في «الصديق»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الاسبوع مدرس ورسام ورياضي ورئيس اتحاد المبارزة وترأس وفودا للخارج، ضيفنا المربي الفاضل فؤاد القريني، يحدثنا عن مرحلة الشباب في منطقة الشرق واللعب بالشارع مع أقرانه وأصدقائه، وعن مدرسة الصباح في منطقة الشرق وزملاء الدراسة والمدرسين الكويتيين الذين عملوا في مدرسة الصباح بالخمسينيات، الرياضة قديما في المدارس وبالذات الفريق الخاص. يقول ان مدرسة الصديق من المدارس التي كانت تنافس المدارس الأخرى في الألعاب الرياضية. بدأ الرسم على اللوحات منذ المرحلة المتوسطة وشارك في معرض الربيع الذي تقيمه وزارة التربية ويشارك فيه مجموعة من الرسامين والنحاتين. متحدثا عن المبارزة والتحاقه بنادي الكويت وتم ترشيحه لاتحاد المبارزة وله قصة طويلة وشيقة مع المبارزة وأسماء الزملاء المؤسسين معه للاتحاد، كذلك يحدثنا عن كيفية البداية في بناء صالة للمبارزة، وعن خطوات اشهار الاتحاد ومعارضة وزارة الداخلية عندما قالوا «اتحاد السلاح» يروي لنا قصصا من الأولمبياد الآسيوي والافريقي وفي روسيا، وقصة شنطة الجوازات وما فيها والسفر، ووجود المرحوم الشيخ فهد الأحمد معه في السفر عزز من مكانة الكويت في الأولمبياد، كما يتحدث عن حضور مسؤول هندي اليهم يحذرهم قائلا: «خذوا حذركم حضر اثنان من الخارج يريدون عمل سوء بوفد الكويت». كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال سطور اللقاء:في بداية اللقاء، يتطرق المربي الفاضل فؤاد القريني الى بداياته ونشأته ومشاهداته وجيرانه واولى ذكرياته، حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة الشرق قريبا من الاسواق، وبعد ذلك الوالد انتقل الى الصوابر من الجهة الشرقية واذكر مختار الشرق المرحوم يوسف العلي، واذكر من الجيران احمد يعقوب المحميد وكان عضو لجنة الجنسية، وهناك سكة طويلة تؤدي الى شارع الميدان ومنها كان النساء يذهبن الى البحر لغسل الملابس، وكنت اشاهد السفن الشراعية وكنا نذهب لمشاهدة مدفع رمضان (الطوب) ومصنع النامليت على ساحل البحر وبعد ضرب المدفع نركض عائدين الى البيت، واذكر من الجيران في الصوابر وبيتنا واضح المعالم في احدى الخرائط التي رسمها، المؤرخ محمد عبدالهادي جمال.

ونحن تقريبا قريبون من شارع دسمان سابقا وفي الميدان حسينية البكاي وحسينية الشواف على الشارع، واذكر ونحن صغار في الصوابر بيت الاربش وبيت العلي وجماعتنا واذكر مزارع الصوابر وفيها مقبرتان واحدة تسمى مقبرة السيدة حاليا قرب روضة الصوابر ومسجد الصادق، واذكر كنا نلعب كرة القدم داخل المقبرة.

سمعت ان رجلا قيل له هل تستطيع ان تدخل الى المقبرة وتصل الى قبر السيدة بشرط ان تضع مسمار دليل على انك وصلت وفي الليل وبالفعل ذهب الرجل وضرب المسمار ولكن علق طرف من دشداشته فاعتقد ان جنيا من الجان مسكه وصار يصرخ.

وفي يوم من الايام تحديت نفسي وقلت: لابد ان ادخل المقبرة بالليل، وبالفعل دخلت بالليل من بابها المقابل لبيت الوزان وخرجت من الباب الثاني ومررت على قبر السيدة، ولم يحصل لي اي شيء، وكنا نلعب فيها كرة القدم ونجتمع احيانا بداخلها والذي دفعني حب المعرفة كما يقولون ان المقبرة فيها جان، القبور كثيرة ومنتشرة فيها ولم اخف وقلت لاصدقائي، وكان قديما نسمع ان احد القبور اشتعلت فيه النيران وكنا نسمعها كثيرا ويوم من الايام سمعت من حفار القبور يقول انه حفر قبرين لرجلين ميتين واحد رائحته عطرة والثاني رائحته كريهة بشعة، ويقال ان القبور فيها عقارب وحيات، اذكر ايام مرحلة الشباب الاولى كنا نخرج من البيوت ونتجول في فرجان الشرق، ولا دراجات، واذكر نذهب الى الوطية عند المستشفى الاميركاني كذلك بعدما تم افتتاح السينما الشرقية كنت اذهب ماشيا لمشاهدة الافلام العربية والتذكرة اثنا عشر آنة العملة القديمة، وكانت بالصيف مكشوفة وفي الشتاء مغطاة بالطرباس والكراسي غير مرقمة وغير مثبتة نربط كل عشرة كراسي بالغترة او غترتين، واذا اكتمل عددنا تركنا الزيادة للغير واثناء خروج المشاهدين يدفعون الكراسي على بعضها البعض.

ومن الافلام التي شاهدتها افلام فيها محمود المليجي وفريد شوقي واحيانا تحصل مشاجرات والسبب ان المشاهدين بالخلف ينتقلون الى الامام عند المشاهدين.

واذكر مكانا لبيع السندويشات خارج المبنى، فالمشاهد الذي يريد ان يخرج يأخذ بطاقة خروج حتى العودة بعد الشراء، البعض يأخذ بطاقة الخروج ويقول للموظف ما عطيتني ويأخذ بطاقة ثانية فيستخدمها للفيلم الثاني ولا يدفع ثمن التذكرة، وهكذا كنا نتلاعب وندخل مجانا في السينما الشرقية بعد ذلك كنا نذهب الى سينما الفردوس والحمراء.

والأفلام العربية مثل حميدو وصراع على النيل وأفلام هندية وأذكر اني اشوف الفيلم اربع مرات وهذا فخر عند الشباب واسماعيل ياسين في الجيش وهو الممثل الوحيد الذي تعرف الأفلام باسمه واسماعيل ياسين في الأسطول.

وبعد الخروج من السينما تبدأ المشاجرات بين الشباب والشوارع مظلمة ـ واذكر كنا نجلس بالشوارع نلعب الألعاب الشعبية.

اذكر كنا نذهب مشيا على الأقدام، وبعد سنوات اشتريت دراجة من مصروفي الشخصي وأذهب بها الى مدرسة الصديق.

مدرسة الصباح

من ذكريات التعليم والدراسة يتحدث القريني بالقول: أول مدرسة التحقت بها مدرسة الصباح في منطقة الشرق، والأعمار مشتركة في المدرسة الواحدة واذكر الناظر المرحوم حمد الرجيب ومدرسة خديجة للبنات بالقرب من الصباح ومن المدرسين المرحوم احمد مهنا ويوسف العبيد وأيوب حسين، وفي عام 1954 نزلت أمطار غزيرة على الكويت وتهدمت بعض البيوت ونقلنا الحامدية خديجة لأن بيت الوالد تهدم، أما بالنسبة للرياضة فكنت ألعب مع الأصدقاء بالفريج والألعاب الشعبية والفريق الخاص.. وعندما التحقت بمدرسة الصديق اشتركت بفريق الكشافة ـ وكنت بالصف الثاني المتوسط وكان القائد عبدالله القلاف وصادق بدر واذكر انني شاركت في المخيم الكشفي السادس عشر بالفنيطيس ومجموعة من المدارس كانت مشاركة فيه وموقعه على ساحل البحر واذكر كنا في طليعة الكبار وعملنا مشروع وهو ديوانية أرضية وفوقها الخيمة الكشفية وكنا ننام فيها وزارنا المرحوم الشيخ عبدالله الجابر وزير المعارف بذلك الوقت أقول ان النوم غير مريح في الخيمة، واذكر مشرف فريق الكشافة احمد عبدالعزيز (فلسطيني) وناظر الصديق المرحوم الأستاذ احمد مرعي والوكيل كويتي واذكر من المدرسين الأستاذ مفتاح والأستاذ تمام ومن الكويتيين عبدالصمد التركي ونسيت الآخرين ومن الطلبة يوسف الرومي ومجموعة أخرى من طلبة الصديق وكانت تمتاز بملاعبها مثل ملعب كرة القدم وفيه ثاني اكبر مدرج وملاعب سلة وكرة الطائرة والاسكواش وكانت تقام عليه مباريات المدارس.

وشاركت في الخط والرسم على السبورات والرسم بالفحم وكان خطي ممتازا والمدرس التونسي كان يطلب مني ان اكتب الدرس على سبورة الفصل وانقل من دفتر التحضير.

أمضيت اربع سنوات في المعلمين واذكر ماجد المزيدي بالمعلمين وبعد اجتياز القدرات قبلت بالمعهد ـ وكان ترتيبي بالفصل فوق المتوسط ولعبت السلة والقدم والطائرة ولكن كنت أحضر المباريات التي تقام بين الأندية والمدارس، مما اذكر ان يوما من الأيام دخل علينا مدرس احتياط في المعلمين قسم الفصل الى قسمين واختار بعض الطلبة الذين أجسامهم نحيفة ويتميزون بالطول وقال أنتم أجسامكم تصلح للعبة المبارزة

وكنت واحدا منهم وذهبنا الى صالة الألعاب وعرفنا باللعبة ومن داخل المدرسة الى مركز لعبة المبارزة انا مثلا ذهبت الى مركز الدعية وزملائي كل واحد ذهب الى مركز وبذلك لا يوجد اتحاد للعبة والتربية تحاول ان تدخل اللعبة في الاندية ولابد ان يكون لها ميزانية وبناء على الميزانية لابد ان يكون لها اتحاد وفي البداية مركز الدعية قريب من النادي العربي في الدسمة حاليا ثانوية بيبي السالم، فانتظرنا حتى تبدأ البطولة وتنجح، من الكلام الذي سمعناه من المدرس الذي اختارنا انه لم يكن متحمسا فتركته وذهبت الى نادي الكويت الرياضي ومباشرة وقعنا على الورق واشتركنا بالفريق فصار لكل ناد رياضي فيه لعبة وصرنا رياضيي نادي الكويت وانتشرت اللعبة واذكر ان نادي السالمية اقام البطولة واشتركنا فيها، وكنت طالبا في المعلمين وفي تلك الأثناء حاولت انا وزملائي ان نؤسس اتحاد السلاح ومن ضمن الاجراءات ان نحصل على موافقة وزارة الداخلية بناء على كلمة سلاح ورفضت وزارة الداخلية اعطاءنا ترخيصا.

وفي عام 1974 غيرنا الاسم الى اتحاد المبارزة وبالتحديد 4/11/1974 ونحن في نادي الكويت رشحوني ان امثل النادي في الاتحاد وكان المدرب في النادي مصريا اسمه عبدالمحسن عبدالله وهو مدرس.

اتحاد المبارزة

عن اتحاد المبارزة الذي كان احد اعضاء مجلس ادارته عند انشائه يقول القريني: تم اشهار اتحاد المبارزة 4/11/1974 واول مجلس ادارة تم تشكيله من خمسة، الرئيس الشيخ احمد الحمود وزير الداخلية السابق والاربعة هم: 1- فؤاد القريني (مدرس)، 2- فريد عبدالنبي، 3- محمد عبدالله سيف، 4- باقر حسين (كان ضابطا بالداخلية).

باشرنا باقامة المباريات ولا يوجد لنا مقر للاتحاد وبعد ذلك استضافنا المرحوم الشيخ علي صباح السالم عنده داخل نادي السالمية وهو أول مقر، وكانت اجتماعاتنا تعقد في غرفة، بدأنا بالصالات ولا توجد لنا ميزانية فدفع كل واحد منا مائتي دينار، وفريد عبدالنبي سافر الى ايطاليا، واذكر ان احدى الصحف ذكرت ان اتحاد السلاح من دون سلاح واشترينا الادوات من ايطاليا.

وكتب عن الاتحاد الكثير، بدأنا من داخل نادي السالمية وبدأوا ينقلون الاتحادات الى مبنى في شارع خالد بن الوليد فخصص لنا مقر رسمي معهم، تركنا نادي السالمية، اللعبة تتكون من ثلاث لعبات:

1- السيف العربي، 2- سلاح الشيش، 3- السابر.

ومما اذكر في احدى اللعبات ان لاعبا اصيب، اللاعب المقابل ضرب اللاعب فانكسر بجسم اللاعب وخرق الماسك عين اللاعب، واللاعب روسي ومات من الضربة من اللاعب الألماني، وكنا نطلق عليه السفاح.

واذكر يوما ما كنت في المانيا في القرية الرياضية أوصلني السفاح بسيارته وبعد الحادث الشركة التي صنعت السيف والماسك اعادت صناعته وذلك للتطوير وتجديد صناعته.

وفي يوم من الايام عام 1976 في دورة مونتريال اول دورة حضرتها للعب الروسي واثناء الطعنة تضيء اللمبة لكن كانت علامة بين اللاعب ومدربه واكتشفت الخطة الموجود فيها خدعة، فتوقف اللاعب والمدرب مدى الحياة.

كنا بداية الاتحاد وشاركت ثاني دورة في موسكو مساعد رئيس الوفد في الدورة الأولمبية وكنت أشرف على اللاعبين وذلك عام 1980 بذلك الوقت نلعب فردي وفرق.

الفردي لاعب واحد والفرق من خمسة لاعبين كل واحد يلعب منفردا ونتائج الخمسة تجمع وتعتبر نتيجة، كنا مبتدئين ودخلنا مع فرق عالمية نكسب الخبرة ونستفيد من اللاعبين مثل الاتحاد المصري تأسس عام 1926 وصلنا الى مرحلة التنافس مع اللاعبين المصريين، الكويت الأولى ومصر الثانية والعكس وهذه من المشاركات الدولية، وشاركنا في معسكرات أجنبية ونحن مشاركتنا أكثر في الدولية.

في لوس أنجيليس جاءت مشاركتي الثالثة، حيث ذهبت كإداري وبعدها الدورة الرابعة في سيئول أيضا شاركت فيها وذلك بعد مرور 16 سنة من البداية واكتسبنا من الألعاب الأخرى أيضا مشاهدات، وفي سيئول رئيس وفد المبارزة أيضا، أخيرا دخلنا لعبة السابر ولعبة الفلوريه للبنات فقط وهي اللعبة التي تحصل منها على ميداليات ثلاث ميداليات في السابر وثلاث ميداليات في الفلوريه وثلاث ميداليات في الآيبيه.

البداية كان عندنا فريق بنات في المبارزة، وبعد ذلك انتهت حاليا عندنا نادي الفتاة فقط، الرياضة حاليا ليست مثل السابق.

شاركنا في دورتين آسيويتين واحدة في تايلند والثانية في الهند ورافقنا المرحوم الشيخ فهد الأحمد الصباح رحمه الله.

عندما كنا في الهند حضر عندنا وزير الرياضة الهندي وحذرنا بأن جماعة ستغتال احدى الشخصيات الكويتية من الموجودين معكم، ويوم الفروسية ذهبت مع المرحوم الشيخ فهد الأحمد لافتتاح بطولة الفروسية صباحا عادة سارت السيارات وتوجهنا الى بطولة الفروسية وحضر معنا في المنصة ولي عهد النيبال سابقا وتأهلنا الى نهائي العصر لكن مجموعة لاعبي الفروسية الكويتيين أمضوا وقتهم مع الخيول خوفا عليها من أي حادث، حققنا المركز الأول والثاني في بطولة الفروسية والبطلات المشاركات جميلة المطوع ونادية المطوع وبارعة، وسقطت على الأرض وأذكر كنا نقيم في فندق الشيراتون.

وكان وفد الكويت له ثقل بالنسبة للدول العربية والآسيوية والسبب المرحوم الشيخ فهد الأحمد رئيس اللجنة الأولمبية، وكنا في فندق واحد والوفود كانت تزورنا وكانوا في فنادق أخرى.

ونصعد فوق يمين وشمال أعضاء اللجنة الأولمبية ومن ضمنها غرفتي ونهاية الممر غرفة الشيخ فهد، ولا نترك اي حارس هندي يحرس الجناح في الليل والكويتوين يحرسون والمفاتيح عند ربعنا.

مثلا اذا كان اي وفد يريد زيارة الشيخ فهد الأحمد المكتب الخاص بنا يتصل ويخبرنا عن الوفد الزائر وبالوقت نفسه وفد آخر يريد زيارتنا عندنا ممر ثان يتحول الى الديوانية حتى يخرج الوفد الأول، وكان عندنا تنسيق.

من الذكريات اني لعبت فقط في معهد المعلمين لأنه لا يجوز لاعب ومؤسس أقول من لاعبي المبارزة: عبدالناصر الصايغ، د.صقر السريع، العربيد وكاظم وحسن بوعلي مال الله، وعندنا من اللاعبين اخوان وكلهم ذوي أخلاق، عندنا الشيخ محمد الثويني كان لاعب مبارزة، وكان يحضر معه كتبه، وأيضا في رمضان يلعب وهو صائم. وهو حاليا يحمل شهادة دكتوراه وكثير مثله.

الفريق الذهبي ودورة موسكو

في عام 1980 كنت رئيسا لوفد كرة القدم في الدورة الاولمبية موسكو لأني عضو لجنة اولمبية ورئيس الوفد داخل القرية.

كان عندنا مباراة في بلنغراد في موسكو في كرة القدم وهناك نلعب ضد يوغوسلافيا. الشيخ فهد الاحمد ، رحمه الله ، واللاعبين وصلوا بالقطار وسافرت بالطائرة وكان اللعب في الشهر الثامن والمغرب صار ظلام ولكن الشفق الأحمر ظل الى العاشرة مساء تنام بالليل والشمس مشرقة وصلنا الى بلنغراد وكنت رئيس الوفد ومعنا من اللاعبين الفريق الذهبي عام 1980 جاسم يعقوب وابراهيم الدرهم واحمد الطرابلسي وفاروق ومحبوب جمعة وآخرون وكان يوم جمعة ،وصلينا بالمسجد القديم واحمد الطرابلسي صعد المنبر وبدأ بقراءة القرآن الكريم قبل صلاة الجمعة وبعد الخروج من الصلاة تجمعوا حولنا وإحدى السيدات كانت من الدارسات للشريعة وتتكلم باللغة العربية الفصحى، وقالت ما هي قصتكم ومن هذا الرجل الذي قرأ القرآن، فقلنا لها نحن من دولة الكويت من الشرق الأوسط، فبدأوا يمسحون علينا ويتباركون ،وعرفوا ان عندنا مباراة فقالوا نحن جميعا سوف نحضر المباراة ونشجعكم ، أذكر كان المدرب معنا (ذجالوا) وفي تلك المباراة ضد يوغوسلافيا تعادلنا وكان الفريق من احسن الفرق وكانت المرة الاولى التي اشرف على فريق كرة القدم، ايضا مما اذكر انني بعثت قبل الدورة في دورات موسكو ذهبت لتفقد المنشآت والتذاكر والحجز للفنادق وكان المرحوم الشيخ فهد الأحمد يشارك بالحضور مع الفريق وكذلك حضرت الدورة الاولمبية في مونتريال والدورة في لوس انجيليس وسيؤول وحضر معنا الشيخ سلمان الحمود الصباح محافظ حولي سابقا وكان بعض الاخوان ما عنده خبرة في الدورات الثلاث السابقة ، واذكر الدورة الآسيوية في الهند كان قد اوكل لي ان أخذ جميع تذاكر الوفد من جميع الاخوان، وكانوا من الاداريين العراقيين كانوا يريدون ان يسافروا معنا بالطائرة وكانت جوازاتهم معي.

في ليلتها اجتمعنا مع فيصل الطريجي مسؤول الخطوط الجوية هناك واللاعبين كانوا قد اشتروا العابا نارية وعممنا على جميع اللاعبين والإداريين ان يحضروا جميع الحقائب للتفتيش.

سرقة الحقيبة

تركت الحقيبة التي فيها الجوازات والاوراق عند رجل اردني لكي احضر الحقائب الأخرى للتفتيش رجعت للرجل وسألته عن الحقيبة فقال تركتها عند مدخل المصعد ولا اعلم اين الحقائب صعدنا حتى الدور السادس ولم نجد الحقيبة وبلغنها السفير الكويتي عيسى العيسى.

وأعطى تعليمات لرجال الفندق باغلاق جميع ابواب الفندق واحضرنا رجال حماية الشخصيات وبحثوا ولم يجدوا وهم نازلين شاهدوا رجلا معه بقشة وطلبوا منه اوراقه الثبوتية ورفسوا البقشة ومغطاة بالغطاء رفسوا البقشة وإذا بداخلها الحقيبة.

وأخذنا الشنطة الى الفندق بحضور سفير الكويت السابق بالهند عيسى العيسى ووجدنا جميع الأوراق والجوازات داخل الشنطة ولم تحصل اي سرقة وأذكر اننا رجعنا الى الكويت سالمين، ومما اذكر عندما ذهبنا الى موسكو كل شيء كان تحت الفحص حتى غطاء المناهيل مربوط بشريط احمر بعد الفحص، اقول داخل القرية ممنوع دخول السيارات يوم الافتتاح في موسكو كان الجو مظلما من شدة الغيوم وكان رئيس الدولة بريجينيف وكان الستاد مضاء وسمعنا انهم اطلقوا صواريخ وأضاءت الملعب.

صالة المبارزة

أما عن جهوده في إنشاء صالة لرياضة المبارزة فيقول ضيفنا: عندما كنت رئيس اتحاد المبارزة فكرت ببناء صالة للمبارزة، كنا نستعين بصالات وزارة التربية وجميع ادواتنا هناك، والاندية تجمع لاعبيهم وتجهزهم ونحن لأننا في صالة من صالات التربية نجهزه بأدواتنا ونفرش الارضية، ولاعبو الاندية جاهزون وكل ما نعمله آخر المباراة ننظف الصالة للمدرسة وكلما اقيمت بطولة أشتكي للصحافة، ما عندنا صالة، الى ان استدعاني عبدالرحمن المزروعي وقال ما قصتك مع الصالة؟ فقلت الصالة مهمة جدا لنا فقال ابحث لك عن ارض وانا اعطيك المبلغ، وجدت الارض كان نادي اليرموك ملعبهم وادارتهم على ارض نادي شباب الدعية وانتقلوا الى مقر ناديهم في مشرف فذهبت الى عبدالرحمن المزروعي واتفقنا على بناء الصالة مع قسم الإنشاءات وقالوا عندنا 76 ألف دينار نستطيع ان نبني لكم صالة من الألياف الزجاجية الخفيفة مثل صالة الجمباز في نادي العربي. واثناء خروجي من الاجتماع مع لجنة المزروعي تبعني المرحوم عادل الرقم قال اعطيك اربعين الفا من ادارتي فصار المبلغ مائة وعشرة آلاف دينار.

وأحضروا مكاتب هندسية واتفقوا على بناء الصالة بمبلغ مائة وست وعشرين ألف دينار ورست على شركة وربة وأرض الدعية رخوة قريبة من البحر وتعاونت مع المقاول ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكانت مدة العقد مائتي يوم وبعد سنين انتهت الصالة وقلت للشؤون اريد مخازن لحفظ الادوات فزاد المبلغ الى 145 ألف دينار وبدأ العمل بالمخزن وكان السقف مرتفعا، فقلت لهم اريد مكاتب فوق المخازن وزاد المبلغ الى مائة وست وسبعين ألف دينار واتخذت سياسة خطوة خطوة لكن هناك مكائن خلف الصالة والمنظر غير لائق فقالوا نرفع المكائن فوق السطح فزاد المبلغ خمسين ألف دينار وصار المبلغ مائتين وخمسة وعشرين ألف دينار.

الصالة انتهت وباشرنا العمل ومكاتبنا داخل الصالة وكانت الصالة الوحيدة في الكويت والاتحاد الاميركي قال انها اكبر صالة في الشرق الأوسط، حيث بلغ طولها ثماني وأربعين مترا وصارت صالة متكاملة من جميع النواحي وأعطت استقلالا للعبة، وحاليا حولوها إلى مسرح للتمثيليات.

مدرس تربية فنية

عن تجربته في «المعلمين» وعمله مدرسا في المدرسة نفسها التي تعلم فيها، يقول ضيفنا: تخرجت من معهد المعلمين وعينت مدرسا في مدرسة الصباح الابتدائية، كنت طالبا فيها وصرت مدرسا وبنفس المرسم الذي كنت اتعلم فيه، ومن حبي للرسم كنت احضر بعد العصر ارسم مع الزملاء، وكان معي بالمدرسة حسين عبدالعزيز وعبدالمحسن الحمر ومجموعة من المدرسين كانوا اخوة ويلعبون بعد العصر مباريات سلة وطائرة وكان الناظر وقتها عبداللطيف سعد الخضر.

بعد سنوات انتقلت الى مدرسة سعد بن عمير، وبعد سنة تحولت المدرسة الى التأنيث «مدرسات» فنقلت الى مدرسة عبدالله بن رواحة في منطقة الروضة، وبعد سنة الى سعد بن عبادة في العديلية ولمدة سنة واحدة، وبعد ذلك الى مدرسة علي بن ابي طالب، وبعد اشهر نقلت الى موجه نشاط عند خالد الحربان وكانت توجد منطقتان تعليميتان هما الاحمدي والجهراء، كان النشاط يغطي جميع مدارس الكويت ونحن مسؤولون عن كل شيء غير موجود بالصف، وكنا مسؤولين عن المقصف وعن الاحتفالات والانشطة الخط والتمثيل والمسرح وتفتيش المقاصف. وعينت رئيس قسم النشاط في منطقة حولي التعليمية بداية تأسيسها، وفي حولي بدأنا بمهرجان اسمه مهرجان الطفولة ومن ضمن الموجهين الذين عملوا معي عبدالرحمن العقل وهو ممثل والبداية في رياض الاطفال وكان بيننا موجهون وموجهات، والنشاط الاول اقيم في روضة مشرف وكان من انجح المهرجانات وحضر الافتتاح وزير التربية المرحوم انور النوري، والمعرض كان له بوابة كبيرة خلفها سلال كبيرة وبداخل كل سلة طفل معه ورود وزهور، ادفع غطاء السلة يخرج الطفل وينثر الورد على الوزير، وكان الوزير بعد الافتتاح عنده موعد آخر وعندما شاهد المعرض بحجمه وقوته اعتذر عن الاجتماع وامضى وقته معنا في المعرض.

في العام التالي ايضا اقمنا المهرجان الثاني في حولي ودرسنا السلبيات واقمنا المهرجان وكان احسن معرض، وكانت تكلفة المهرجان تقريبا الف دينار، والسبب اننا نأخذ مائة فلس من كل طالب من المقصف، وكنا نشتغل يوم الجمعة والموجهات كن سعيدات ومتعاونات.

الوزير بعد نجاح المهرجانين طلب ان تعمم الفكرة على مدارس الكويت كلها، وقد حضر جمهور كبير المهرجانين، الوزير عمم على المناطق التعليمية وادارة النشاط قالوا نحن نشرف عليه، احضروا عبدالامير عيسى على ان يكتب «اوبريت»، فطلب مبلغا، والاوبريت لحنه سليمان الملا مقابل مبلغ والتسجيل في القاهرة كلفهم سبعة وثلاثين الفا، وكان آخر مهرجان وانتهت المهرجانات.





تعليم ـ رياضة ورسم

يتحدث القريني عن مهاراته المتعددة وأنشطته قائلا: لوحاتي الفنية بسيطة وقليلة، وبعد التحاقي بالرياضة صممت شعار الاتحاد، والبطولة تصميمها مني وكذلك جميع الاوراق، وفي يوم من الأيام استعان اتحاد اليد بي فصممت لهم البوستر، وفي احدى السنوات كان صديقي عبدالوهاب الوزان موظفا في شركة المطاحن وطلب مقابلتي وعرض علي ان اعمل للشركة شكلا على زيت «دلال» وعملت اربعة تصميمات واختار واحدا من التصميمات واختاروا اسم «دلال» حفيدة رئيس مجلس الإدارة، وكذلك كتابة الاسم. وايضا ارادوا انتاج سميد اكياس صغيرة فتم عمل شكلين للناعم والخشن فلم يتم تسويقه مدة وتوقف.

هذه من اعمالي كما شاركت في معرض الربيع ولثلاثة معارض فقط. كذلك اكتب الشعر لنفسي فقط وأحب الشعر القديم، والذاكرة ضعفت حاليا، وكنت احب قصائد يغنيها محمد عبدالوهاب.





الزواج والحياة الاجتماعية

يتحدث القريني عن زواجه كيف حدث ومظاهر الحياة الاجتماعية حيث يقول: الوالدة خطبت لي زوجتي وهي من بنات خارج العائلة والحمد لله الذي رزقني بالأولاد والبنات (ولدين وثلاث بنات) وعندي من الاحفاد ثمانية. الأولاد حاليا لم يتزوجوا بعد والكبير من الاولاد صار مسعفا، وزوجتي موظفة في البلدية وكنت من اكبر مؤيدي تعليم البنات. المدرسون السابقون كان تعليمهم افضل من الحالي، وفي حصة البدنية كنا نلعب كل شيء، حاليا الاولاد بالملعب والمدرس عينه عليهم، ويجلس موجه التربية البدنية لابس الدشداشة، لابد ان يلبس بدلة التدريب ويذهب الى المدرسة مثل المدرسين الذين يوجه عليهم وبعض الموجهين فقط يحضر. المدرسون الأوائل اسسوا التعليم القديم، اذكر في مدرسة الصباح يوسف عبيد واحمد مهنا وايوب حسن ويوسف العلي وحمد الرجيب، دارت الايام واصبح يوسف العبيد رئيس اتحاد السلة سابقا وكنت رئيس اتحاد المبارزة. الرياضة حاليا غير الأول.

عدد المشـاهدات: 16163


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
406019-106643.JPG

المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا خلال اللقاء
406019-106638.JPG

حلمي محفوظ السقا أيام الشباب
406019-106636.JPG

المربي الفاضل حلمي السقا مع الزميل منصور الهاجري
406019-106641.JPG

أحد أبناء حلمي السقا
406019-106637.JPG

حلمي السقا في مقتبل العمر
406019-106640.JPG

حلمي السقا مع أحد أصدقائه المقربين من المدرسين
406019-106644.jpg

المربي الفاضل حلمي السقا مع مجموعة من المدرسين في مدرسة الصباح
406019-106639.JPG

أحد الأبناء وصورة شبابية
406019-106642.JPG

106642.JPG


  • المنهج الثانوي كان متضخماً موحداً لفلسطين ومصر والسودان والامتحان جماعي
  • الزواج عندنا كان بالمعرفة والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها
  • اليهود سحبوا مياه خان يونس إلى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة
  • أول بيت سكنت به في الكويت كان في الشارع الجديد
  • المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين
  • الوالد كان يستورد الأسمنت من مصر وكان مأذوناً شرعياً وكانت أتعابه تقريباً نصف جنيه مصري
  • خان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر وأراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع وأشجارالنخيل بأعداد كثيرة
  • خان يونس صار فيها مذبحة للفلسطينيين قام بها اليهود وكثير من أصدقائي قتلوا أثناء العدوان الثلاثي عام 1956
  • عام 1960 كان البرد شديداً في الكويت حتى اشترى الناس «الكنابل»
  • والدتي خطبت لي ابنة خالتي وكان المهر 1000 جنيه مصريوبعد الزواج أعيد المبلغ لي
  • ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة تحت إشراف الحكومة المصرية
  • أول مدرسة ثانوية افتتحت في الكويت كانت «الشويخ» عام 1953 وبعدها «كيفان»
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الوافدون العرب وبخاصة المدرسون منهم لهم دور كبير في النهضة التعليمية في الكويت، لاسيما الفلسطينيون الذين كانوا من أوائل من حضر للتعليم في الكويت والبعثة الأولى عام 1936، واستمرت البعثات التعليمية من فلسطين ومصر وأول بعثة عام 1942. ضيفنا المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا من المدرسين الفلسطينيين الذين عاصروا التعليم في الكويت بالخمسينيات وكان له دور في التعليم مع زملائه وقد عين في مدرسة الصباح بالشرق ولعدة سنوات ثم نقل في الستينيات الى مدرسة عبدالله الخلف الرجعان بالسالمية. يحدثنا ضيفنا عن مدينة خان يونس بغزة وعن سكانها والصلة بين الأهالي. يقول حلمي السقا الذي عمل بالتدريس في الكويت منذ عام 1957 انه شاهد الكويت القديمة وأسواقها وكان يمضي الوقت في لعب كرة السلة والطائرة مع زملائه وفي بعض الليالي يذهب الى أحد المقاهي بالشارع الجديد (حاليا شارع عبدالله السالم) وقد تم افتتاح بعض المقاهي مقابل البحر فكان يذهب الى هناك مع زملائه، تزوج من بنت خالته وأنجب منها 3 أولاد وابنتين متزوجتين في الكويت، وهو يعيش حياته في الكويت البلد الذي عمل فيه مدرسا منذ الخمسينيات. نتعرف على المزيد عن حياته وذكرياته من خلال السطور التالية:

أول صفحة يفتحها المربي الفاضل حلمي محفوظ السقا في كتاب الذكريات كانت من أرض فلسطين حيث ولد ونشأ وترعرع، يتحدث عن مولده وذكرياته الأولى قائلا:

ولدت في فلسطين بخان يونس وكانت مدينة متواضعة صغيرة وفيها التعليم والخدمات وكانت في هذه الفترة تحت إشراف الحكومة المصرية، وكان فيها مدرستان ثانوية بنين وثانوية بنات، الإمام الشافعي للبنين وغزة للبنات، وكان مدير التعليم مصريا برتبة رائد اسمه اسماعيل وليس لنا علاقة معه فقط مع المدرسين، والمنهج مصري والمنهج الفلسطيني للابتدائي وأما المنهج الثانوي فكان متضخما بمعنى مادة كبيرة وكان أيامنا تقريبا موحدا لفلسطين ومصر والسودان، حتى ان الثانوية العامة مرتبطة والامتحان جماعي.

اذكر من الطلبة عبدالحي الفرا وعليان شراب ومن أقاربي صبحي السقا ونعيم الاسطل، وهذا بعد التقسيم نتيجة الاحتلال فصلوا فلسطين شمالها عن جنوبها قطاع غزة ، المهم أكملت تعليمي حتى حصلت على الثانوية العامة.

شهادة المترك على أيام فلسطين كانت بمستوى الثانوية العامة ويتم بعدها الانتقال الى الجامعة، وهكذا كانت تؤهل الطلبة، وفي تلك السنوات كان يوجد وفرة في الخريجين، وكانت البعثة التي تختار المدرسين برئاسة المرحوم عبدالعزيز حسين واحمد مهنا والبعثة السعودية كانوا يختارون المدرسين من غزة.

خان يونس والحضور إلى الكويت

يتحدث السقا عن قدومه الى الكويت وكذلك عن أيام الصبا في قطاع غزة حيث يقول: حضرت الى الكويت بدعوة من خالي الذي يعمل في الكويت وكان متعاقدا من الخارج، خالي هو عوني السقا وكان موجودا في الكويت مع 15 مدرسا بداية الخمسينيات واذكر منهم الأستاذ عبدالكريم عبدالمعطي، وهو رجل رياضي وله دور فيها وكذلك وليد البورنو وهو مدرب رياضي في الجيش وقد علمني، وخان يونس يقع جزء منها على ساحل البحر والجزء الثاني على البر، أراضيها زراعية صالحة للزراعة وفيها مياه عذبة ونبع باستثناء الساحل مياهه تنبع من الأرض وفيها أشجار النخيل بأعداد كثيرة، وبعد سنوات زرعوا الخضراوات مثل الخضار الورقية والخضار المثمر مثل الطماطم والكوسة، والخيار وهو بكمية كبيرة والمزارع على ساحل البحر وتبعد عن الساحل 200 متر، والآبار قريبة جدا لكن اليهود سحبوا مياه خان يونس الى المستوطنات حتى بدأت الملوحة تطغى على المياه العذبة.

الوالد كان يستورد الاسمنت من مصر وكان مأذونا شرعيا وهو عمل تقليدي متوارث في الأسرة مثل عمل المختار يبقى في العائلة الواحدة وكذلك المأذون من جيل بعد جيل، مثلا أخي محام واعطي عمل مأذون بعد الوالد، والمواطنون يعطون المأذون أتعابه، كان قديما تقريبا نصف جنيه مصري بعد الاحتلال والى الآن التعامل بالشيكل الاسرائيلي والدينار الأردني والجنيه المصري وكان الإنسان يشتري على قدر حاجته بسبب التغير في العملة.

اذكر من المدرسين في خان يونس عبدالكريم عبدالمعطي ووليد البورنو، ومن العائلات المشهورة في خان يونس عائلة السقا وعائلة الآغا وعائلة الفرا وعائلة شرّاب وعائلة الاسطل يعملون في الكويت مع عائلاتهم وارتبطت العائلات كلها هنا في الكويت وصار بعضهم مرتبط بالنسب والصداقة والأخوة.

أسلوب الزواج

عن طريقة اختيار العروس التي كانت سائدة يقول السقا: الزواج عندنا كان بالمعرفة، والأم حسب معرفتها بالعائلات تخطب لابنها وتقول: لأهل البنت وتسأل الأهل هل تريدون النسب وهل عندكم استعداد لمصاهرتنا، ويتم الاتفاق بين العائلتين، وحسب الاتفاق أم الولد هي التي تشوف البنت وبعد ذلك الولد يذهب لرؤية البنت أو خالة الولد، ويشارك بعض الجيران، المهور لم تكن غالية وخاصة في زمان الوالد.

لكن تطور الوضع مع الشباب وصاروا يتجاوزون بعض العادات التي كان الأهل معتادين عليها وتطورت الأمور حيث الولد يختار بنفسه من يحبها أيضا يشارك والدته ووالده، المجتمع الفلسطيني متماسك، الأم قديما تكون على علاقة كبيرة مع الجيران والأهل، وتضع علاقتها الطيبة مع الأهل والجيران وعندنا على خاطر فلان. «كرمال هالعيون تكرم مرجع عيون». للسمعة الطيبة عند العائلات وتماسكها.

المصريون أثروا علينا في العادات الحكومية والتدريسية وكانوا مصدر راحة لنا وطيبين، أما الأسواق في خان يونس فسوق الغلة لبيع العيش والقمح وسوق السمك في الداخل وبيع السمك بالجملة على ساحل البحر وعند البسطة داخل السوق وأهل خان يونس قليل منهم يبيعون ولكن سكان قرية الجورة وحمامه تقع على ساحل البحر، وسكان القريتين يقومون بصيد السمك، وبعد النكبة صاروا يبيعون السمك، وسوق اللحم خاص لبيع اللحوم، وأما التمور فإنتاج محلي وما عندنا ما يسمى بيع التمور ولكن العطاء بين المواطنين، والمرافق الحكومية مثل البلدية تشرف على الأسواق، وكذلك عندنا البريد الحكومي وله إدارة المواصلات ويعتمد البريد على المواطنين الذين سافروا الى الكويت والسعودية وهما أول دولتين تأتي منهما الرسائل للأهالي في «خان يونس».

وخان يونس صار فيها مذبحة قام بها اليهود وقتلوا الشعب الفلسطيني، العدوان الثلاثي عام 1956 كان أشهر عدوان وفي ذلك العدوان مات الكثير من أبناء خان يونس ومن أصدقائي مات الكثير بفعل القتلة الاسرائيليين.

جو الكويت الحار

يعود ضيفنا للحديث عن المرحلة التي مر بها من غزة الى الكويت حيث يقول: أواصل الحديث عن حضوري الى الكويت من طرف خالي عوني السقا الذي حضر الى الكويت، كانت الكويت جوها حار والماء غير بارد وكانت الظروف المناخية شديدة علينا، فرق ما بين مناخ خان يونس ومناخ الكويت وقد هون علينا اننا كنا نسافر الى فلسطين في الصيف عطلة المدارس، الشهر السادس وكل شيء نتحمله من تذاكر سفر ومصروفات، اذكر انني سكنت في أول بيت كان في الشارع الجديد آخره من جهة البحر والبيت نظام عربي مع مجموعتي وأما الطبخ فنحن بأنفسنا كنا نقوم به كنت محظوظا جدا مع العناصر الذين كنت أسكن معهم، كذلك استعنا بطباخ من الذين كانوا يعملون بالوزارة بعد انتهاء دوامه فكان يجهز لنا الأكل وهو الذي يشتري لنا مواد الأكل. واذكر كنت اسكن مع الأستاذ عبدالله الشيخلي والأستاذ عصام الخازندار وترك الكويت وسافر الى أميركا والشيخلي سافر الى الإمارات.

كنا ندفع مبلغا للأكل والشرب وكنت اتسلم 1000 روبية راتبا شهريا وكان المبلغ كبيرا بذلك الوقت وكنت اذهب ماشيا من البيت الى مدرسة الصباح بالشرق 4 مرات في اليوم ذهابا وإيابا ولم يحصل أي مشاكل لنا بالطريق وأولياء الأمور كانوا متعاونين معنا ويحبون المدرس وبعض التجار يعطوننا من الدعاية التي يوزعونها على الآخرين ويشكرون، واذكر عبدالله شهاب صاحب معرض ساعات وأما بالليل فكنت اذهب الى المقهى الكمال القيشاوي فوق السطح وتوجد مقاهٍ مقابل البحر وعددها 4 مقاه، وكان الوضع أمانا ما كنا نتعب ولكن الصيف حار جدا نشعر بالحرارة والرطوبة، أما في فصل الشتاء اذكر في احدى المرات كان البرد شديدا في الكويت وذلك عام 1960 وقد أثر البرد علينا ومن شدة البرد الناس اشتروا (الكنابل) البطانيات، وبذلك

العام كان الكويتيون والوافدون يتبرعون للجزائر نقدا.

كنت اذهب الى السينما الشرقية والسينما الحمراء وحضرت فيلما عن جميلة بوحريد، وسينما الفردوس وكنا نمضي الوقت مع بعضنا البعض وكنت احضر مجالس أولياء الأمور في المدارس والاحتفالات التي تقيمها المدارس آخر العام ويحضرها أولياء الأمور وكان يوجد في المدارس مجموعة من الطلبة والمدرسين لهم اهتمامات فنية وأدبية كنا مجموعة من المدرسين لها دور كبير في التعليم في الكويت.

التعليم والعمل في المدارس

بعد ذلك يتناول السقا صفحة العمل في الكويت قائلا: بعدما وصلت الى الكويت ذهبت الى دائرة المعارض الواقعة بشارع فهد السالم، وبعدما أكملت إجراءات التعيين عينت في مدرسة الصباح بالشرق وكان ناظرها محمود سعدالدين (فلسطيني) والوكيل المرحوم عبدالعزيز مسلم (كويتي) وقد تم تعيين عبدالله الشيخلي في الصباح وبشير الطباع وفائق طهبوب وموسى نمر هديب ومحمد خليل وتوفيق السخن وخليل مشعل هؤلاء كانوا في مدرسة الصباح وأول مادة علمتها اللغة العربية والجدول 24 حصة في الأسبوع والدوام على فترتين صباحية ومسائية وتصحيح الدفاتر غالبا ما أصححها بالمدرسة لأني لا استطيع حمل الدفاتر، جميع مرافق المدرسة مفتوحة للمدرسين ملاعب ومراسم.

لقد اشتهر المدرسون بتلك السنوات باللعب بكرة السلة والطائرة وخاصة بعد نهاية الدوام يتكون فريقان من المدرسين أو بعض الزملاء يحضرون من مدارس قريبة وكذلك تنس الطاولة أحيانا، أما كرة القدم فكان القليل من المدرسين يمارسونها، لعبت الطائرة في المدرسة وكان موسى هديب وهو مدرس ومدرب وكان معنا محمد علي صادق من مدرسي البدنية.

وأذكر محمد صالح تقي بعد عبدالعزيز مسلم. وأما الطلبة فلا يعرفهم المدرس، ولكن أذكر موقفا حصل معي في شبرة الرقة أن رجلا تقدم وسلم علي بحرارة وقال كنت مدرسا في مدرسة الصباح بالخمسينيات، ولكن كمدرس لا أذكر ذلك، التعليم في الخمسينيات كان رائعا جدا والتطور فيه سريع وكان ولي الأمر حريص جدا على تعليم ولده، النهضة التعليمية والمدارس الجديدة بسبب النهضة العمرانية التي تسارعت كان التعليم في بدايته متكاملا جدا من رياض الأطفال إلى الابتدائي والمتوسط والثانوي.

وكانت هناك ثانوية واحدة وهي ثانوية الشويخ، وقد تم افتتاحها عام 1953 وبعدها ثانوية كيفان.

كان التعليم مفتوحا لجميع أبناء الكويت والوافدين، كانت مخازن الوزارة مفتوحة لجميع المدارس والطلبة ولجميع التخصصات الدراسية ومنها العهدة التي تبقى في عهدة المدرسة والمدرسة تسلم الفواتير، الحقيقة كان النظار متعاونين جدا مع المدرسين وولي الأمر الذي كان مطمئنا على ابنه كذلك تعليم البنات كان فيه اهتمام كبير، الفضل لله، والشيخ عبدالله الجابر الصباح ومن معه من المسؤولين واذكر مكتبة الأفلام والمخازن. كان في المدرسة حلاق للطلبة ونجار ومضمد وطبيب يشرف على صحة الطلبة ولا اذكر أي مشاكل وإن وجدت ففي التعليم، المدرس لا يرفض الجدول ويعمل بصمت، شاركت في دورات تدريبية عملية، كان النظار يمنعون النقاش بالسياسة والجدل غير المفيد، العمل بالمدرسة للعلم والطالب، مما أذكر ان حادثا حصل بين مدرسين وصل الأمر للضرب بالكراسي بسبب النقاش السياسي وعوقب المدرسون بإنهاء خدماتهم.

تحضير الدروس والمنهج الدراسي

عن آلية العمل والاهتمام بالمدرسين والمناهج فيما مضى يقول السقا: تلك الفترة كانت الوزارة حريصة على إقامة دورة إعداد المدرس وفيها يعرفون المدرس بالمنهج وكيفية التحضير وزيارة المسؤول للمدرس بالفصل تكون بعد الاستعداد للزيارة، إما من الموجه أو الناظر، ولكن من دون تبليغ الزيارة مفاجئة للمدرس ويطلع على التحضير وعلى المدرس أن يحضر يوميا لمادته والمدرس يحصل على سمعته بين زملائه والطلبة لكن لكل قاعدة شواذ، بمعنى انه يحصل أن أحد المدرسين لا يحضر الدرس ربما دخول الناظر المفاجئ يسبب حرجا، استفدت من نظام المدرس الأول الذي يتابع المدرسين أو مشرف المادة، فدائما المدرس الأول ينصح المدرس.

المهم أمضيت في مدرسة الصباح حوالي 19 سنة منذ عام 1957 إلى عام 1976 كذلك قمت بتدريس الرياضيات وعينت مدرسا فنيا، وانتقلت إلى مدرسة عبدالله الخلف الدحيان والناظر أبوشعبان، وفي الإشراف الفني يسندون مدرسة ثانية للمشرف الفني، كان الطالب هو الطالب ولا فرق بين الطلبة سوى الفروقات الفردية، وولي الأمر يهتم بولده في جميع المدارس، في اللغة العربية والتربية الإسلامية فيها فروقات وخاصة بالحفظ، بعض الطلبة كانوا يهربون من المدرسة ويغيبون عن الدراسة، البعض، اذكر الاستاذ موسى هديب له هيبة في طابور الصباح، تعرفت على الأستاذ منير الدقاق وكان يعمل بمدرسة النجاح وكان حكم كرة قدم، تحسين البورنو صديقنا وكان مدرسا في ثانوية الشويخ.

الدورات التدريبية وترابط المدرسين

يحكي ضيفنا عن تدريب المدرسين في وزارة التربية ويتحدث عن روح الأسرة في المدارس بين المدرسين قائلا: التربية كانت تعقد دورات للمدرسين وذلك من الاهتمام وبعد سنوات تم إنشاء مقر للتدريب بالخمسينيات لقاء بين المدرسين الجدد، اذكر في العام الدراسي دورتين والتحقت بالعلوم والرياضيات.

قديما كنا نقول أسرة مدرسة الصباح مثلا وذلك للترابط بين المدرسين في المدرسة الواحدة لحسن التعاون والتآخي.. حاليا هذه الكلمات غير موجودة.

رأي في التعليم الحديث

عن التعليم في العصر الحديث يقول: التعليم الحديث إذا اعبر برأيي يقال عني رجعي والتعليم الحالي الاختلاط يخوف، لولا الضرورة في التعليم لا تغرب البنت في القديم لم يكن موجود والجميع بأوامر الأب والتقدم الحالي بالأجهزة الحديثة لها أثر وثورة من الغرب على العرب.. الحافظ الله للجميع وآخر كلمة أقولها للشباب، التعليم جوهرة. قرأت مقالا ان أصل الشهادة من أصل المنصب، أقول لا المنصب يأتي بالشهادة ، العمل كنز لا يشترى نبع نأخذ منه، نقول للشباب اقبلوا على التعليم فهو مثمر، الفلسطينيون المتعلمون لهم دور كبير في الثورة الفلسطينية.



الزواج والأولاد

يتحدث ضيفنا عن تجربته في الزواج وحياته الأسرية حيث يقول: والدتي - رحمها الله - خطبت لي زوجتي وهي بنت اختها، بمعنى انها بنت خالتي - رحمها الله - وكان المهر 1000 جنيه مصري وبعد الزواج أعيد المبلغ لي والزوجة أعطته للوالدة، وكذلك أعطت زوجتي الذهب.

ومن ذكرياتي الجميلة معها انها كانت امرأة طيبة حسنة المعشر، متسامحة في تعاملها وتعاونها، كنت سعيدا في حياتي، فقدت إنسانة غالية جدا بعد وفاتها - رحمها الله - والله رزقنا بـ 3 أولاد وبنات وهم: رامي (طبيب في اسبانيا ويدرس التخصص والدراسات العليا)، الثاني سامي (أنهى دراسته التسويق وموجود في غزة) وأحمد (أنهى دراسة التحاليل الطبية) أيضا موجود في غزة، وابنتين هن مع أزواجهن واحدة من البنات زوجها يعمل بالتجارة والثانية زوجها يعمل في موارد الكمبيوتر.





حفظ الأشعار ومجلة العربي

يتحدث كذلك السقا عن مرحلة شبابه وكيف كان ينمي ثقافته وحفظه للشعر وتأثره بمجلة العربي، هذا الصرح الثقافي الكويتي الذي أثر في الكثيرين على مستوى الوطن العربي، حيث يقول: وانا طالب حفظت بعض الأشعار والقصائد، عندما كنت في العمل المدرسي وبداية عملي كنت أقرأ مجلة العربي التي حصلت على صدى كبير وعظيم في الكويت والوطن العربي وصداها من رئيس التحرير د.أحمد زكي وموضوعاتها المشوقة التي كانت تطرحها المجلة مثلا عن القدس بالشرح والتوضيح وما كان غيرها بنفس الكيفية وكان فيها د.محمود السمرة، نحن الفلسطينيين نعرف بعضنا البعض من خلال المناسبات مثل الأعياد والضراء والتواصل والتعارف والنسب والزواج.





الزواج عند الفلسطينيين

عن الجانب الاجتماعي من حياة الشعب الفلسطيني وهو الزواج يقول السقا: كنا في فلسطين وهنا في الكويت الزواج عند الفلسطينيين إما بينهم وبالاختلاط مع جاليات عربية أخرى وخاصة أهل الشام ومصر ونحن في غزة وخان يونس كنا متماسكين، ونحن في دول الخليج العربي بيننا تواصل وأسهل دولة لوجود الفلسطينيين هي الكويت والمملكة العربية السعودية وقد أخذت أعدادا كبيرة من المدرسين الفلسطينيين وكذلك لوزارة الصحة في المستشفيات وخاصة الممرضين والأطباء.





شكر وتقدير

خلال اللقاء وجه المربي الفاضل حلمي السقا جزيل الشكر لجريدة «الأنباء» والزميل منصور الهاجري على ما يبذل من جهد في توثيق ماضي الكويت.



عدد المشـاهدات: 15655


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
404707-102677.jpg

الشاعر علي الراشد (أسامة أبوعطية)
404707-102684.jpg

علي الراشد وبسام الربيعي وطفل
404707-102679.jpg

علي الراشد متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
404707-102682.jpg

علي الراشد وجاسم الأنصاري في مدينة البصرة
404707-102686.jpg

علي الراشد وبسام الضبيعي
404707-102685.jpg

جاسم الأنصاري وعلي الراشد
404707-102676.jpg

علي أحمد الراشد وخالد الراشد
404707-102678.jpg

علي الراشد وأخوه الكابتن خالد أحمد وبسام الضبيعي والطفل وجاسم الأنصاري
404707-102328.jpg

فريق كرة السلة بمدرسة فيلكا عام 1952



    • السفر إلى فيلكا قديما كان باستخدام السفن الشراعية والآن تستخدم الطراريد واليخوت واللنجات الحديثة.. ومحطة البنزين أنشئت أواخر السبعينيات
    • النساء في الشتاء كن يصنعن الحلويات في البيت مثل الخبيصة والرنيفة
    • عشنا في فيلكابلا كهرباء وكنا نذهب إلى مدينة الكويت لمشاهدة أسواقها وبيوتها
    • لعبت كرة القدم بالمدرسة وبالفريج وكونا فرقا منها فريق بوكس الأسد والساحل ونادي الشباب والعروبة
    • نادي اليرموك أول ناد أنشئ في فيلكا تحت اسم «الميناء» ثم تحول إلى الكويت وكان أول رئيس له جاسم الجاسم
  • التحقت بالعمل في «الكهرباء»قسم التوربينات الغازية في الشعيبة وبعد فترة أرسلت إلى دورة تدريبية في ولاية نيوجيرسي الأميركية لمدة 3 أشهر
  • أول مدرسة في الجزيرة كان يعمل فيها ملا حاجي العيسى وملا معروف وملا عبدالقادر وابراهيم الحجي وكان مقرها بيت عائلة شعيب
  • أهل فيلكا كانوا ينقلون الماء من المطينة باستخدام القوطي ويستخدمون طينها في البناء
  • ولدت في فيلكا حيث الحياة بسيطة والسكان متآلفون ومترابطون
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع أحد أبناء جزيرة فيلكا وأحد الشهود على التغيرات التي ظهرت في حياة أهلها في النصف الثاني من القرن العشرين. فكما تغيرت حياة أهل الكويت جميعا مع بداية عصر النهضة وظهور النفط وانتشار آثار المدنية الحديثة، كان هذا ما حدث أيضا مع أهل هذه الجزيرة الجميلة التي تمثل جزءا غاليا من أرض الوطن. يتغنى الشاعر علي أحمد الراشد في حب جزيرة فيلكا التي بها نشأ وفيها ترعرع، ويسرد مجموعة من الذكريات ويقلب في صفحات التاريخ ليلقي الضوء على ماضي هذه الجزيرة الجميل. يتحدث عن مولده في هذا المكان وكيف كانت العلاقات الاجتماعية بين أهل فيلكا والتي كانت تتسم بالترابط والتآلف، شأن أهل الكويت جميعا. يتحدث عن نشاط أهل الجزيرة وعملهم في الزراعة وأيضا الصيد، ومتى دخلت الكهرباء، وكيف كان الأهالي يذهبون إلى مدينة الكويت لمشاهدة أسواقها وبيوتها، والذهاب إلى البر في الربيع لالتقاط الفقع وصنع النساء للحلويات في البيت مثل الخبيصة والرنيفة. وكيف ينقل الماء من المطينة باستخدام القوطي وكيف كان الطين منها يستخدم في البناء. كذلك يتطرق إلى التعليم في فيلكا ومتى كان إنشاء أول مدرسة ومن درس فيها وأين كان مقرها. كما يتحدث عن عمله والنشاط الرياضي، وغير ذلك من التفاصيل خلال السطور التالية.يبدأ ضيفنا هذا الأسبوع الأستاذ علي أحمد الراشد حديثه عن الماضي والذكريات.. بداية غير تقليدية حيث يتغزل في الجزء العزيز من الوطن الذي به نشأ وفيه ترعرع، وذلك بترديد المثل الذي يتحدث عن جزيرة فيلكا قائلا:

بالوم قلبي لو بكا..

عمري وروحي فيلكا

بعد ذلك يتطرق الى مولده وبداياته الأولى حيث يقول: ولدت في جزيرة فيلكا - كانت الحياة فيها بسيطة، طول الجزيرة 12 كيلومترا، سكانها متآلفين مترابطين يحبون بعضهم بعضا لا يوجد بينهم حقد وحسد وكراهية، الرجال مع الرجال والنساء مع النساء ،سكان فيلكا يمثلون العائلة الواحدة وقلوبهم بيضاء. سكان الجزيرة يعملون في البحر بصيد الأسماك والزراعة وكان عندهم زراعة القمح والخضار وفيها من المناطق شببجه والسد العالي والخض وسعد وسعيد والقرينية والخضر ويكثر فيها الحمير ومن العربات الموجودة فيها عربانة خدادة واحمد جعفر وهي الوسيلة الموجودة للنقل الجماعي وللأغراض، من البقالات الموجودة في فيلكا ،بقالة أحمد يعقوب ،وبقالة علي عيسى ووالدي عنده بقالة.

كان صيادو الأسماك يستخدمون الماشوه وفيها شخصين لصيد الأسماك.

بعض الناس يخافون على أولادهم، كنا نذهب الى مدينة الكويت لمشاهدة أسواقها وبيوتها لأن الفيلكاويين يشوفون البحر فقط.

بعض المظاهر في فيلكا

أما أيام الربيع والشتاء بعد نزول المطر نذهب الى البر السد العالي ونلتقط الفقع وبعض المزروعات التي تنبت في البر من أثر الأمطار.

أيضا في الشتاء النساء يصنعن الحلويات في البيت مثل الخبيصة والرنيفة تصنع من التمور ويرشون عليه خلطة الطجن ويضعونه تحت الشطن.

أهل فيلكا يطبخون البلاليط ويضعون عليه سمك الزبيدي ويطبخون المحمر على سمك الفسكر وسمك الصافي ومحمر سكر أو محمد دبس وسمك الخباط عيش مجبوس ودقوس الصبار.

أيضا عيد الفطر عندهم شيء عظيم وعندنا مدينة ملاهي خلف البيوت تتكون من الدوارف تدار باليد وأم الحصن وعندنا سيارات الوانيت لنقل المواطنين الى الخضر والقرينية ويغنون ويرددون الأهازيج

مثل: دريولنا عاش عاش

دريولنا ياكل ماش

الدريول هو السائق، والكلمة من اللغة الانجليزية Driver غناء وصفقة بنات وأولاد وكنا صغار مستانسين وكنت اذهب الى الخُضر مع الأطفال ونجد بعض النقود وبجانبه الشيخ غريب ومن الاعتقاد ان المرأة التي لا تحمل تذهب الى قبر سيد غريب تعدي عليه عدة مرات ويقال انها تحمل اعتقاد باطل لا أساس له بالدين.

المطينة

ويستطرد الراشد في الحديث عن فيلكا وما فيها حيث يقول:

فيلكا فيها المطينة مكان كبير يؤخذ منه الطين للبناء، فعرفت بالمطينة، وتتجمع فيها مياه الأمطار وبالقرب منها المزارع يزرع فيها القمح والشعير والخضروات وأهمها جزر فيلكا.. الفيلكاويين يأخذون الماء من المطينة المياه المتجمعة من الأمطار وتبقى طوال العام لأن فيها آبار ماء ليست عميقة، المرأة في فيلكا تنقل الماء من آبار المطينة بالقوطي الذي تضعه على رأسها أكثر من مرة في اليوم. وكذلك الحمارة ينقلون الماء بواسطة القربة على ظهر الحمير، المرأة في البيت لديها رحى لطحن الحبوب والسكر والعيش والدارسين. الزراعة في فيلكا على الأمطار الغزيرة السنوية، البر ينبت فيه النباتات الصحراوية،مثل البسباس والحوّة والحنبزان والعرفج والفقع وأصابيع العروس ومن الشجر الغرتوق من حولها يظهر الفقع والشجرة شكلها مدور وكثيرة العدد في فيلكا وجذورها قوية والبعارين لا يأكلون منها كنت أذهب مع الأهل نلتقط الفقع وهو لا فائدة منه، والفقع يطبخ مع اللحم أو يعمل حميسة ويؤكل مع خبز التنور، الزراعة منتشرة في جزيرة فيلكا وعندنا فيها مزرعة البناي ومزرعة الحشاش والعسلاوي ومحمد خلف وفيها اكتفاء ذاتي، والأوائل من الذين سكنوا فيلكا ميزوها عن باقي الجزر لموقعها وأرضها أفضل بكثير من جزيرة بوبيان مع أنها أكبر مساحة.

سعد وسعيد منطقة قرب المتحف والأصل قبور على شكل مربعات والعراقيون هدموا «سعد وسعيد»، فيلكا فيها توفير لا يوجد فيها مصروفات قديما، الأهالي يستخدمون العربانة أو الدراجة أو الحمير حتى تم إنشاء محطة بنزين مع وجود السيارات في فيلكا محطة البنزين أنشئت أواخر السبعينيات ولا يوجد كراجات سوى واحد، كان المواطنون قديما يسافرون إلى فيلكا بواسطة السفن التي تبحر بالشراع ومع الخمسينيات بالماكينة لكن العجيب بالثمانينيات وصلتنا الحوامات وحاليا السفر إلى فيلكا بالطرادات واليخوت واللنجات الحديثة المعدة إعدادا كبيرا.

وبدلا من السفن الخشبية تطورت السفن الصغيرة والكبيرة، أيضا بالنسبة للمطينة اذكر نقل الطين بواسطة الحمير والنساء على رؤوسهن القواطي وأذكر الكندر، أيضا بالقرب على ظهر الحمير والعربات.

قبل الغزو العراقي تطور سوق فيلكا وصار سوقا لبيع المعدن الذي يستورد من جنوب إيران وبعض المصنوعات اليدوية مثل الحصير والزبيل وغيرها.

الاحتلال الصدامي

الاحتلال الصدامي الغادر الغاشم كان صفحة سوداء في تاريخ العالم يتحدث ضيفنا عن تأثيره على جزيرة فيلكا قائلا:

الاحتلال الصدامي الغاشم على دولة الكويت يوم 2/ 8/ 1990 دمر جزيرة فيلكا وهجر سكانها إلى مدينة الكويت، هدموا كل شيء أمامهم من تراث وتاريخ وممتلكات، العراقيون خربوا جزيرة فيلكا، هدموا المدارس والمنشآت الحكومية والسكان وصلوا إلى الكويت، حاليا بعض المواطنين يذهبون إلى فيلكا للنزهة وبعضهم يسكنون بيوتهم القديمة لمدة يومين أو 3 أيام، البعض الآخر يذهب لصيد السمك بواسطة الطراد على الساحل المقابل لجزيرة عوهة من «سعد وسعيد».

النساء لهن دور كبير في صيد الأسماك، حاليا سيدة كويتية تسكن فيلكا متفرغة فقط لصيد السمك، النوخذة أحمد حسين وأخيه جاسم حسين موجودان وينقلون ركابا إلى فيلكا وكان النوخذة راشد عبدالله يملك دوبة ينقل بواسطتها الماء العذب لسكان فيلكا عدة مرات أسبوعيا وعمي عيسى أيضا ينقل أيضا الماء.

في فيلكا وعلى ساحلها يوجد عدد 6 أكشاك لمواطنين عبارة عن غرفة فيها مجموعة شبابيك مفتوحة من الجهات يجلسون فيها صباحا ومساء، وبعضهم يجلس فيها ويصلح الشباك.

المرأة لها دور كبير بالمنزل، تربية الأطفال وتشرف على الأغنام وتحلبها وتزود البيت بالماء، اذكر الوالدة تعطيني للبه، حليب الماعز أول ولادتها، وأذكرأن الوالدة كانت تضع الحليب بداخل الصحيل وتخض الصحيل وتستخرج الزبدة، وتحفظها بداخل الصفرية، وتجمعها وتستخرج منها دهن العداني وترش الدهن على المحمر وسمك الفسكرة وهي بنت النوخذة.

عندنا موسم صيد الشيم صوب القرينية أيام الشتاء بالشهر الثالث ويصدر للخارج، بعض النساء يستطعن عمل خبز الكليجة والدرابيل والخبز الصغير الحنوة.

في فيلكا خيول يملكها عائلة بساك، وعددها 4 أحصنة يؤجرونها للسياق أو يستخدمونها بالعيد للتأجير أيام العيد.

أذكر أيضا بعض المواطنين عندهم حصان لجر العربانة مثل أحمد جعفر وحجي غلوم وبعد ذلك باع العربانة استورد سيارة وانيت لتوزيع الأغراض.التعليم في فيلكا

كذلك يتحدث الراشد عن التعليم في الجزيرة بالقول: أول مدرسة كان يعمل فيها ملا حاجي العيسى وملا معروف وملا عبدالقادر وابراهيم الحجي، هؤلاء أول مدرسين في فيلكا والمدرسة فيها حلاق وكانت المدرسة تعطي الطلبة شوربة عدس وفيها البطاط وفي الصيف حليب وبسكوت، وأول مدرسة كان مقرها بيت عائلة شعيب وتصرف الحكومة ملابس للطلبة وكتبا ودفاتر، والطالب يعتمد على المدرس في شرح الدروس، الوالد والوالدة لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، بعد سنوات تم تعيين مدرسين وافدين في مدرسة فيلكا واذكر محمد الحيان وخليل الخالدي والأستاذ عليان عواد، وكان في المدرسة مسرح وأشاهد الممثلين. وحصل ان طالبا ضربني على الأنف وعولجت وتم التسامح ووالدة الطالب أعطتني خبز كلبجة وجنوه.

لعب الكرة

لعبت كرة القدم بالمدرسة وبالفريج وكونّا فرقا منها فريق بوكس الأسد والساحل ونادي الشباب والعروبة، وتقام دورات على ملعب في فيلكا في الجنوب وملعب قرب البحر ومقابل قصر الشيخ عبدالله السالم والشيخ عبدالله الخليفة، كنت حارس مرمى بالمدرسة وبالفريق ولعبت لعبة البروي والألعاب الشعبية، وفي المدرسة اذا كان المدرس غائبا آخر حصة نذهب الى البيت واذكر مدرس العلوم ذهب معنا الى البحر نلتقط الصدف مثل الحويت والزبوط وحفظت نشيد البحر الآتي:

هيا الى البحر

وجماله الشعري

وشراعنا يجري

في اليم والبحر

الله مولانا

للسعي نادانا..

كذلك لعبت كرة الطائرة في المدرسة وكان معنا علي خلفان والسالمي وعبدالحميد بساك، أكملت الصف الرابع متوسط وقررت ان التحق بالكلية الصناعية عددنا 4، وفي تلك السنة تم تثمين بيت الوالد في فيلكا فحضرنا الى مدينة الكويت والوالد اشترى بيتا في خيطان بداية السبعينيات وكنا من الأوائل الذين ثمنت بيوتهم والسعر بـ 8 آلاف والوالد بعد ذلك باعه بـ 120 ألفا، المهم التحقت بالكلية الصناعية قسم السيارات، توجد سيارات ذات الأشواط الصناعي على الديزل وسيارات ذات الأشواط الرباعي على النبري.

تعلمت على أساس اصير ميكانيكي وكان يصرف لنا 45 دينارا لمدة عام دراسي وتركت الدراسة.

العمل

يتحول الراشد بعد ذلك للحديث عن عمله حيث يقول: التحقت بوزارة الكهرباء بتنمية مصادر الكهرباء والتحقت بدوره لمدة سنة وترتيبي كان الثالث وعينت في قسم التربينات الغازية في منطقة الشعيبة وبعد فترة من العمل أرسلت الى ولاية نيوجيرسي بأميركا بدورة تدريبية لمدة 3 أشهر. وكنا 6 مواطنين وهم عباس كلمد وعباس تركماني وحسين بهرود وصالح الحرز واحمد الراشد ويوسف اليوسف فلسطيني والدراسة ميكانيكا وكل واحد منا حصل على 750 دينارا دفعة أولى للسفر وكانت الرحلة ممتعة، كويت، ايطاليا، المانيا، لندن، أميركا، وصلنا مطار كندي واستقبلنا من قبل مدرسين هناك، لم أشاهد أي فوضى، الدوام من الساعة 8 صباحا حتى 4 عصرا، نقلنا الى ولاية بنسلفانيا وسافرنا الى لندن لكي نتعلم ولمدة أسبوعين لكي نتعلم على بعض المكائن وأدواتها والمحولات، بعد 3 شهور رجعت الى عملي في الشويخ والغزو العراقي فجر محطة الشويخ وتم تصليحها بعد التحرير من الغزو العراقي وصارت محطة تقطير المياه.

نادي اليرموك بفيلكا

وعن إنشاء نادي اليرموك في الجزيرة يقول الراشد: أتفق الشباب من أبناء فيلكا اذكر منهم سعد عبدالرحمن ومحمود جاسم وجواد خلف وسلمان خلف وعبدالله شهاب وقرروا إنشاء نادي اليرموك بجزيرة فيلكا بالتكاتف والتعاون فيما بينهم خاصة الفرق الرياضية الأهلية التي كانت موجودة فخاطبوا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على تأسيس النادي وتم انشاء النادي وهو أول ناد رياضي يؤسس في جزيرة فيلكا، وأول رئيس للنادي كان جاسم محمود الصفي والأعضاء علي رجب وعلي ناصر ومحمد عيسى ومحمد عبدالرحمن ويوسف عبدالرحمن ومن أولاد الغريب وحسين رباب وعبدالستار بندر ومحمد رباب. تأسس نادي اليرموك في فيلكا عام 1965 وأشهر كنادي درجة ثانية وادارة نادي اليرموك استأجرت بيتا في منطقة الشرق في مدينة الكويت قرب مطعم كالاكت، هذا المقر لاستراحة لاعبي اليرموك بعد أي مباراة ومع مرور الأيام والسنوات والنادي برئاسة محمود الصفي ونادي اليرموك استطاع ان يدرب مجموعة من الشباب كلاعبين، وعصر كل يوم يتدربون في الملاعب وهم إخوة متحابون وبعد سنوات صعد النادي الى الدرجة الأولى بعدما انتقل النادي من فيلكا الى مدينة الكويت.

بداية تأسس نادي اليرموك في فيلكا أطلق عليه اسم الميناء وتغير الاسم الى اليرموك بعدما تحول الى الكويت وكان أول رئيس لنادي الميناء (اليرموك) هو جاسم الجاسم.والنهائي ضد النادي العربي وقد فاز عليهم في كأس الأمير كيف حصل ذلك نادي اليرموك اولا فاز على نادي الفحيحيل وعلى نادي السالمية وصل النهائي ضد النادي العربي وفاز عليهم وكان حارس المرمى محمد بلاش وكان العربي في القمة من اللاعبين مرزوق سعيد وعبدالرحمن الدولة وسمير محمد علي مصري فؤاد عاشور وجواد عاشور وعبدالحميد محمد حارس المرمى فؤاد عاشور وجواد عاشور وعبدالحميد محمد حميد المؤمن حسين العسعوسي عمالقة الكرة الكويتية ومع ذلك فاز نادي اليرموك ومن لاعبي اليرموك في تلك المباراة جواد خلف وسلمان خلف واحمد عريفي حسين صالح مرضي مرزوق وفايز مرزوق وجابر يحيى (مصري) واحمد شهاب وكان حارس المرمى (سوداني) محمد بلاش على ملعب الشويخ وجميع ابناء فيلكا حضروا تلك المباراة وصعدت فوق القمارة باللنش متجهين الى فيلكا عابرين البحر مرفوعي الرأس رافعي الكأس وكنت أغني واردد واقول ابياتا من الشعر الذي كتبته بمناسبة فوز اليرموك على العربي، وحصلت على جائزه ثمينة من النادي، بعد وصولنا في اليوم الثاني اقيم احتفال كبير بالجزيرة وذلك عام 67 ـ 68 وفي عام 69 ـ 70 حصلنا على كأس ضد السالمية، وكذلك حاز الكأس وكأن الكأس بين القادسية والعربي الا ان نادي اليرموك كسر القاعدة.

واذكر ان اللاعب خالد مرزوق سجل اول هدف بضربة الرأس واحمد شهاب سدد الهدف الثاني بكرة مرتفعة من اخيه المرحوم عبدالله شهاب والهدف الوحيد للنادي العربي من اللاعب حمد المؤمن وكان اللقاء الثاني والفوز الثاني على نادي السالمية من ضربات الجزاء بنتيجة 6 ـ 5 وسجل الضربة الاخيرة اللاعب اسماعيل كرم.

وكان اللاعبون ينتقلون من فيلكا الى مدينة الكويت بواسطة لنج النادي كانت تلك النتائج عندما كان نادي اليرموك في فيلكا.

ارتفع مستوى النادي وخاصة بعدما تم تخصيص مقر للنادي في منطقة مشرف زاد عدد الاعداد وتم احضار مدربين ذوي كفاءة عالية ومع اللاعبين الجدد تغير كل شيء راح اللاعبون الذين اسسوا النادي انتهى العصر الذهبي للنادي ونادي اليرموك شارك في جميع البطولات وبجميع الالعاب، لعبت حارس مرمى بفريق الدرجة الثانية بنادي اليرموك عندما استقر النادي بمدينة الكويت وكسرت يدي من قوة صد الكرة ولعبت ألعاب القوى وكنت ألعب الجري وكذلك مارست لعبة الكرة الطائرة والمدرب عراقي واول مباراة مع نادي الكويت وعلي شعيب بطل الطائرة في نادي الكويت كبس الكرة ضربت برأسي واخرجني المدرب العراقي وبعدها تركت اللعب.الراشد شاعراً

يتناول ضيفنا حكايته مع نظم الشعر ومتى بدأت وكيف سارت الأمور حيث يقول: بدأت حفظ وكتابة الشعر منذ مرحلة الشباب الأولى وكنت احفظ مثلا: وقف القط ينادي في خضوع، واول قصيدة كتبتها عن المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت الأسبق تقول ابياتها:

يا رب تنصر أميرنا أمير البلاد حبيبنا

صباح السالم يحميها

من كل شر يفديها

هو حاكم بلدنا

هو راعي أمتنا

نحن نفديه بالأرواح

نحن نحمل السلاح

وحصلت على هدية ساعة منه.

ومن القصائد الغزلية:

اصفك بوصفك واجد في وصفك لذة

في مباسم فرحة باتت على شفتيك

حبيبتي كم وصفتك وصفا

طال بها البعاد وفي عينيك

كم رأيتك في المنامي

قصيدة نادي اليرموك

أيا يرموك يا بطل الماضي ويا حبي ويا أعلى فؤادي

احيي فيك أبطالا شدادا أتوا بالكأس مرفوع العماد

لقد تاهت جزيرتنا فخارا وعم حديثها كل البلاد

وما خيبت للجمهور ظنا وانت تخوض ساحات الجهاد

ومن يعمل بايمان وعزم ينال الكاس في وقت الحصاد

اراك وقد نقلت الى الجديد كتبت اليك تهنئتي قصيدي

كتبت اليك يا نادي المعالي فانت النصر محمود الفعال

يرموك يا نادينا يا حبي يا بحر اللذات يا عربي

لما الحوادث نعيشها دوما يرموك يا اغنية يهابها التعب

وتقولين من خلف حجابك اني لا احب الضعفاء

لا تحقدين بقلبك القاسي يا نجمة الخمر اخذتي فؤادي

وهناك ايضا قصيدة عن المنتخب تقول ابياتها:

بوفهد بايده العصايا

قال العبرة في النهاية

يا فرحنا يا فرحنا

ابلغنا جابر كأسنا

يوم الخميس يوم الهنا

ثمانية وتسعين أحلى سنة

بشار عبدالله هجومنا

وجاسم الهويدي اكد لنا

الكاس التاسع عندنا

جزيرة فيلكا

يتحدث الراشد عن جزيرة فيلكا وكيف كانت الحياة فيها قائلا:

في جزيرة فيلكا كانت الحياة فيها بسيطة وكان طولها 12 كيلومترا مربعا، سكان فيلكا كانوا اخوة مترابطين وصلة بينهم وكانت قلوبهم بيضاء خليط بين الرجل والمرأة لا يعرفون معنى الحب وقلوب بيضاء كانوا يعتمدون على صيد الأسماك وصيد الطيور ويمشون في هذه الجزيرة لا يحتاجون سيارة كانوا يستخدمون الكاري وكانت قيمة الكاري 13 دينارا ويشترون من محل عزت الإيراني هو البائع والمصلح ويستخدمون العربات التي يجرها -تكرمون- الحمار والحصان وكان في جزيرة فيلكا كثير من الحمير يذهبون بهم إلى القريتين وسعد بو سعيد وسبيك وخضر والسد العالي وراس.

ومن العربانات المشهورة عربانة أحمد جعفر وراشد وخداد يجلبون فيها البضائع التي تأتي من الكويت إلى البقالات المشهورة في فيلكا بقالة محمد يعقوب وبقالة عيسى الجاركي وبقالة علي عيسى.

وكانوا يذهبون إلى الصيد بواسطة المواشوة التي تحمل نفرين فقط وكان يجر المواشوات إلى البحر النوخذة محمد الهولي شرط أن يبيعون له الأسماك الزبيدي وحلوية وجنعت ويذهبون إلى عوهة لصيد النهاش والنويبي والهوامير.

وكان الشباب يقضون وقتهم في صيد الطيور بواسطة الفخ والسالية، في أثناء سقوط الأمطار الغزيرة يصبح في أرض فيلكا مقدار صغير من الماء يستخدمون الكنيطي وهو عبارة عن جذع النخل يضعون وراء موس حلاق.

ويلعبون اشكوكو ولعبة الديلة وهول والمكس والماطوع وبعد ذلك استوعبوا كرة القدم والطائرة والسلة والتنس الأرضي.

قصيدة رثاء

في المرحوم سمير سعيد

يا عين إبكي به الدموع وهاتي

وابكي على سمير بالعبراتي

ابكي عليه كلما طلعت

شمس النهار ورددي الحسراتي

بكيت حزنا على سمير فوا أسفا

بكيت على رمز من الرياضة ماتي

لقد فقدناك وازد مصابنا

الله يلهمنا الصبر في كل لحظاتي

لقد زادنا حزنا بيوم وفاته

الكل يبكي على سمير العلا ماتي

يبكيك مجلسه بالرياضة قد عرته

يبكيك لك في العربي صولات وجولاتي

يبكيك مسجدك قدأوحشته

يبكيك منبره في فرض كل صلاتي

كانت مجالسك بالعلم عامرة

لم يبق فيها إلا الذكرياتي

إن غاب عن العين في القلب مسكنه

يبقى مدى الأيام في كل الأوقات

يا وحشة القلب اذا غابوا أحبتني

كيف أسلوهم وفي القلب أهاتي

من طاعة الله عمرا نذرته

في طاعة الله ذو الإحسان والخيراتي

فكم صعد إلى المنصة رافعا

وكم كأسا في المنصورية آتيا

سجل التاريخ اسمه خالد

يبقى مدى الدهر في الصفحات

ومن لي التيامى يا سمير وأنت والدهم

من للأرامل غيرك في الأوقاتي





جزيرة فيلكا

يقول الراشد كذلك عن جزيرة فيلكا: جزيرة فيلكا باللهجة الكويتية (فيلچا) تقع في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي، كانت محطة تجارية، اعتبرت الجزيرة مركزا دينيا قديما وكانت سبّاقة في تأسيس احد أول المراكز الحضارية في منطقة الخليج العربي وشهدت بروز الحضارة الانسانية في البحرين.

يعتقد ان احدى الكلمات التي اشتقت منها اسم فيلكا هي الكلمة الإغريقية (فيلاكيو) باليونانية القديمة التي تعني نقطة تمركز، تعني كلمة فيلكا باللغة الاسبانية السعادة.





بيوت فيلكا

جميع بيوت فيلكا مبنية من الطين وبعضها مبني من صخور البحر، البيوت بعضها مساحاتها كبيرة وبعضها مساحاتها متوسطة، بالقرب من ساحل البحر، عين لها أمير هو المرحوم أحمد علي الخلف ولد عام 1906 وعيّن عام 1930 حتى عام 1958 توفي في 31/12/1958، وقد عيّن أميرا للجزيرة بعد وفاة عمه.

كانت الجزيرة تنعم بالأمن والأمان كان يعاقب الخارجين عن القانون بقوة ويحل مشاكل المتخاصمين.

كان له ديوان يجلس فيه صباحا ومساء وأهل الجزيرة من رواد ديوانه في عهده تم استملاك مجموعة من البيوت وانشاء مدرسة جديدة للبنين ومستوصف اضافة للكهرباء والماء.





خلف أحمد علي الخلف

يتحدث الراشد عن خلف الخلف اول وزير من اهل فيلكا قائلا: ولد في جزيرة فيلكا عام 1937 وانتقل الى مدينة الكويت والتحق في مدرسة الصباح الابتدائية وذلك عام 1950 ـ 1951 الى 1952 ـ 1953 ومنها انتقل الى ثانوية الشويخ والتحق بالقسم الداخلي وبعد وفاة والده رجع الى فيلكا حتى عام 1959، وأكمل تعليمه الجامعي عام 1959 وسافر الى الولايات المتحدة الأميركية ولاية نيوهامبشير وأنهى تعليمه الجامعي عام 1964 حصل على شهادة بكالوريوس هندسة ميكانيكية بعد سنوات من العمل الحكومي عيّن وزيرا للكهرباء والماء من عام 1979 الى عام 1985 وهو اول مواطن كويتي من سكان فيلكا يعيّن وزيرا.





أحداث مرّت على فيلكا

وعن بعض الأحداث التي مرت بأهل فيلكا يقول الراشد: تعرض أهل جزيرة فيلكا لأمراض وبائية قديما وسيول وأمطار، ففي عام 1773 تعرضت قرية الدشت لأمراض وبائية وأمطار وسيول فانتقل أهلها الى قرية الزور وفي عام 1931 أصيب أهالي قرية الزور بأمراض مثل مرض الطاعون كذلك هطلت امطار غزيرة في رمضان عام 1353هـ ـ 1934م وهدمت البيوت وفي عام 1954 نزلت أمطار غزيرة على فيلكا وهدمت بعض البيوت في الجزيرة وفي ذلك العام كان المستوصف جديدز فسكن الأهالي بداخله.



موهبة واقتدار

ولأنه صاحب موهبة شعرية كبيرة فقد نظم ضيفنا مجموعة من الأبيات في مدح الزميل منصور الهاجري يقول فيها:

بو طلال لي الوطن اكبر دعاته

به نجاحه اليوم أحلى ابتسامة

كاتبنا الغالي شرفت مكانه

مرفوع الراس هو وأعوانه

بجريد الأنباء تحقق أحلامه

به شهر رمضان في أحلى ايامه

لي جريدة الأنباء كاتب كل اهتمامه

في خدمة الكويت الحبيبة أعلى مكانه

وفي قصيدة بعنوان «فارس الأنباء» يقول أيضا في السياق نفسه:

يا بو طلال يالي على الطيب ننخاك

يكفي الشرف في جريد الأنباء عرفناك

رجل المواقف دائما اليوم نلقاك

في مجلسك في السرة الكل يهواك

سميتك كاتب وكل يطلع صفحاتك

ونحن نقرا ونستفيد من مقالك

يا مبارك الغالي شرفت مكانك

مرفوع الراس وانت واعوانك

بالصبر والتكاتف تحقق أحلامك

وبه شهر رمضان أحلى أيامك

لي الأنباء والشعب كل اهتمامك

في خدمة الكويت الحبيبة أعلى مقامك

يا بو طلال مبروك على مجالك

لي شرف عرفتني على حالك



رمز الشجاعة

كتب الراشد قصيدة مهداة إلى الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح ـ رحمه الله تقول أبياتها:

اكتب يا قلم وخط لي الأبيات

أبيات شعر أنتقي حصابيها

من بحور الشعر أبدي بأول الأيات

بسم الله من أولها وتاليها

من لجة فيها هاتف الشدات

طوفان الهوى ضيع لي مجاريها

أغلى الحصابي ما تحصل إلا في المايات

صعبة اللالئ على الغواص يجيدها

يفرح لها الطواش إذا هي جات

تراها نادرة والنهام يشجيها

أصبح وأمسي أنتقل على هيارات

أقماش وحصابي في عيون إداريها

أصقلها وأجليها وأقدمها مع الدانات

إلى شيخ كريم النفس أهديها

إلى رمز الشجاعة والبطولات

له أفعال ترى الشجعان ترويها

عنيت الشهيد فهد الاحمد بالذات

أبو أحمد أنت يوم راعيها

أرض الشهامة لها في قلب غايات

رعاها الله مع اللي ساكن فيها

العين الغالية بشيوخ لهم رايات

على رأسهم شهيد سديد الرأي عاليها

عطاه الله من فضله أحلى استشهاد

في دسمان حاضرها وماضيها





يا حبيب الشعب قصيدة نادي اليرموك

كما كتب قصيدة بعنوان يا حبيب الشعب يقول فيها:

ياللي لفيت الدار يا مرحبا بك

وأفرحت دار المحبة والكرامة

يا حبيب الشعب تزهو بك ديارك

عمت الأفراح في يوم عيده

حي بوناصر والعالم يبارك

في عيدك يا شيخ كم غنت حمامة

أقولها من قلب بالفرحة أشارك

أدعو السعادة تكون عام بعد عامه

مالنا غيرك ولا نبغي بدالك

أنت القائد يا راعي الشهامة

في كل خطوة يكون الخير فالك

عسى عمرك عمر نوح بالتمامة

وفود وشعب حملة نشارك

نرحب بك يا والي الزعامة

وجبت اليوم من قلبي أبارك

في حبكم يا شيخ عدينا العلامة

كم بنيت وكم بانت أفضالك

والكويت اليوم في أعلى مقامة

باني جيش ما يخاف من المهالك

حامي حمى الأوطان أبطال النشامة

ما يهاب الموت في يوم المعارك

يفدي الأوطان ولا يخشى الملامة



أبا يرموك يا بطل الماضي

ويا حبي ويا أعلى فؤادي

أحيي فيك أبطالا شداد

أتوا بالكاس مرفوع العماد

لقد تاهت جزيرتنا فخارا

وعم حديثها كل البلاد

وما خيبت للجمهور ظنا

وانت تخوض ساحات الجهاد

ومن يعمل بايمان وعزم

ينل الكاس في وقت الحصاد

اراك وقد نقلت الى الجديد

كتبت اليك تهنئني وقصيدي

كتبت اليك يا نادي المعالي

وانت النصر محمود الفعال

يرموك يا نادينا يا حبي

يا بحر اللذات يا عربي

لما الحوادث نعيشها دوما

يرموك يا اغنية يهابها التعب

عدد المشـاهدات: 16149


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
403284-86427.JPG

فرج خضير مبارك بن دريع (قاسم باشا)
403284-86430.JPG

فرج خضير متحدثا للزميل منصور الهاجري
403284-86428.JPG

من شباب عائلة بن دريع
403284-86429.JPG

فرج بن دريع مع بعض الحضور في ديوانيته
403284-87975.jpg

فرج بن خضير مع طلاب الصف الرابع الابتدائي بمدرسة مرشد محمد السليمان
403284-87971.jpg

جاسم شحاذ بن دريع
403284-87974.jpg

عوض فرج مبارك بن دريع
403284-87976.jpg

قمدان بن مبارك بن دريع
403284-87977.jpg

فرج بن دريع أيام الطفولة
403284-87978.jpg

الوالد خضير فرج مبارك بن دريع


  • ولدت في منطقة الفروانية وقديماً كان اسمها «الدوغة»
  • والدي وجدي كانا من أصحاب حلال وعشت معهم في بيوت الشعر
  • الطالب المنتبه لشرح المدرس لا يحتاج إلى مساعدة من أحد أو دروس خصوصية
  • رجال الجمارك العين الساهرة لحماية الكويت مع رجال الشرطة في الموانئ منعاً للتهريب
  • كنا نطلق على غالبية المهربين «كعيبر» وبعضهم كانوا يدخلون الكويت مشياً على الأقدام فيموتون من شدة الحر
  • درست المرحلة المتوسطة في مدرسة عبدالله بن مسعود ثم انتقلت إلى ثانوية الجهراء
  • كنت أذهب إلى القنص في القرعة والدبدبة والوفرة وخاصة أيام الربيع وقت الفقع والطيور
  • جدي ووالدي كانا يمضيان الصيف مع حلالهما على الآبار في الجهراء لرعي الأبل والأغنام لوجود الماء
  • أحد المتسللين العراقيين للكويت تم القبض عليه 3 مرات في نفس المكان لأن صاحب السيارة كان يتركه لينقل آخرين
  • بدأت تعليمي في مدرسة مرشد السليمان بمنطقة الدوحة
  • كنت ألعب كرة القدم بالفريج وفي الأندية الصيفية
  • بعد الثانوية عملت موظفاً مدنياً لمدة سنة ونصف السنة في مرور الجهراء
  • في المرحلة الابتدائية كنت دائم التفوق وإحراز المركز الأول
  • الوالد أمضى في حرس الحدود اثنتي عشرة سنة من 1973 حتى 1984


أجرى الحوار: منصور الهاجري
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون


ضيفنا هذا اليوم شيخ فرع الصوابر من قبيلة العوازم فرج خضير بن دريع ولد في الفروانية القديمة وكان اسمها الدوغة وانتقل والده من منطقة سكنية إلى أخرى واستقر في منطقة الدوحة وبدأ حياته الدراسية في مدارسها ولكن المرحلة الثانوية كانت في الجهراء حتى أنهى تعليمه. من هواياته كرة القدم وكرة اليد، وكان يحب الأندية الصيفية ويشارك فيها والأنشطة الرياضية. وفي إحدى الفترات الدراسية تعلم الرسم وساعده مدرس التربية الفنية وحصل على جائزة عن لوحة رسمها عن اسبوع المرور ولوحة ثانية وكان يساعده ابن عمه رجعان عوض، وفي الأندية الصيفية تعلم السباحة. يحدثنا عن أول وظيفة بعد الثانوية في مرور الجهراء ويقول كان الضبط والربط في المرور ثم تنقل معه عندما انتقل للعمل في مركز الصير الحدودي، بعد ذلك انتقل للعمل في ميناء الدوحة. ضيفنا حاليا يسكن القيروان ويناشد لجنة تسمية الشوارع بإطلاق اسم والده على أحد الشوارع أسوة بالآخرين، كان والده يملك الجمال والأغنام ويخرج بها الى البر وخاصة ايام الربيع. ويشرح لنا عن كيفية صناعة بيت الشعر والنساء هن اللاتي يصنعن البيت ونتعرف على المزيد من خلال السطور التالية:

استهل ضيفنا فرج بن خضير الدريع حديثه خلال هذا اللقاء بالتعريف بنفسه، حيث قال اسمي فرج خضير بن مبارك دريع امير فخذ الصوابر من قبيلة العوازم.

ولدت في دولة الكويت في الفروانية وقديما كان اسمها (الدوغة)، ومن الجيران الجلاوي وآخرون من رجال وأبناء القبيلة وكنا ننتقل من منطقة الى اخرى، من الفروانية الى الجهراء الى الدوحة، وحاليا أسكن في بيتي في منطقة القيروان.

ومن الزملاء وخاصة من الجماعة والأقرباء ومن أولاد عمي عايض رحمه الله ورجعان وكثيرون أخاف من زعلهم ربما أنسى البعض.

الدراسة والتعليم

بعد ذلك، يتحول الى الحديث عن مشواره في الدراسة والتعليم قائلا: بدأت تعليمي في مدرسة مرشد السليمان الموجودة في منطقة الدوحة، وهوايتي المفضلة كرة القدم العبها بالفريج وفي المدرسة، وبالاندية الصيفية التي تفتح اثناء عطلة المدارس بالصيف، اما المرحلة المتوسطة فقد التحقت بمدرسة عبدالله بن مسعود في الدوحة، اما المرحلة الثانوية فقد انتقلت الى ثانوية الجهراء الموجودة بمنطقة الجهراء.

واذكر ناظر المدرسة الابتدائية حمد الدوسري وكنت من المتفوقين ولكن في المرحلة المتوسطة تأخرت قليلا بسبب المرحلة المتوسطة، وكان لي نشاط رياضي منذ المرحلة الابتدائية ولعبت كرة اليد في الاندية الصيفية، واذكر عبيد الشمري لاعب نادي القادسية كان يلعب معنا وميسر ابراهيم في نادي القادسية وعبدالحميد العيدان في النادي العربي ود.عبيد الشمري ايضا كان معنا واخوانه في المرحلة المتوسطة، اما المرحلة المتوسطة فالنشاط فقط كرة القدم وكرة اليد حارس مرمى، اما كرة القدم العب وسط وفي الاندية الصيفية شاركت في مباراة مع نادي الفروانية الصيفي وتفوقوا علينا 4 ـ 1 وزاولت اللعب ولم اتوقف.

لم ارغب في الاشتراك في الاندية الرياضية ولم اشترك في الكشافة لعدم رغبتي فيها وكذلك اخواني، واثناء الدراسة في الابتدائي والمتوسط كان ترتيبي الاول والثاني، واذكر وانا في الابتدائي كان ترتيبي الاول وكان يخصص له جائزة وعندنا الجائزة ثمينة، كان ناظر المدرسة حمد الدوسري فوجئت بان الطالب الاول غير كويتي، فصدمت ولم اتوقع، فذهبت الى عمي عوض بن دريع وانا ابكي وقلت له: انا الاول كيف اصير الثاني؟ عمي قابل ناظر المدرسة وقال له: كيف يصير فرج الثاني وهو دائما الاول ومتفوق؟ واحضروا ارواق الامتحان لكن قلت هذا الاول لأنه ابن المدرس الفلاني لذلك صار الاول، والناظر حل المشكلة واعطاني جائزة وانتهت المشكلة ووعدني بجائزة ثانية، وكانت حافزا لي على النجاح، وتميزت بين الطلبة ولا احد يراجع لي سوى ابن عمي الذي كان يسبقني بالدراسة، اقول ان اي طالب ينتبه لشرح المدرس بالفصل لا يحتاج لمن يساعده مع المراجعة لما يدرسه، والدروس التي افهمها عندما اذهب الى البيت لا اعيد عليها، وكان من في عمري يراجعون دروسهم في البيت وانا اذهب الى الملعب مع الذين يلعبون وادخل الى الامتحان، وما كنا نعرف الدروس الخصوصية ولا وجود لها عندنا في مدارسنا وطلاب المنطقة اعتمدوا على الكتاب واحسن مادة اللغة العربية، حاليا لا احفظ شيئا من الشعر، ولا اقول الشعر النبطي نحن ابن دريع ما عندنا شعراء، والصغر والطفولة مرحلة جيدة جدا عندي، اما المرحلة الثانية فقد اكملتها في ثانوية الجهراء وكان عندي سيارة ساعدتني على الذهاب الى المدرسة، اما الثانوية فانهيت اربع سنوات وتخصصي ادبي ثلاث لغات اللغة العربية والانجليزية ولكن اللغة الفرنسية صارت جديدة علينا، اما الانشطة فقط كرة القدم، لكن على الخفيف لأني كنت اريد ان احافظ على مستواي الدراسي وعندي مشاغل العائلة، والوالد وصل مرحلة بحاجة لرعايته، فكنت مرافقا له واباشره، والدراسة متوسطة ولست مثل المرحلة المتوسطة ومثلما كنت شاطر يوجد ايضا طلبة ممتازون ومن المواد الصعبة اللغتان الفرنسية والانجليزية.

احتجت لمدرس خصوصي عندما صرت في سنة رابعة ثانوي، وكيف كنا نجتمع كل ثلاثة وندفع جماعيا للمدرس هذا في سنة رابعة ثانوي فقط، ايضا عندما كنت في الثانوية اشتركت في نادي الجهراء الصيفي ومارست الانشطة التي كانت موجودة في النادي وخاصة كرة القدم والسباحة في حمامات المدرسة المتوسطة سباحة فقط وتحت اشراف مدربين، وتعلمت السباحة في الحمامات وانتهت السباحة مع بداية الدراسة في كل عام، ولم اشارك في اي ناد، كانت لي مشاركة بسيطة في الرسم والاشجار والسيارات، وتعلمت الرسم بالفطرة كهواية ورجعان عوض ولد عمي رسام وله لوحات جيدة وحاولت اقلده ولم استطع واللوحة التي اهتممت بها عندما كنت في الابتدائية.

رسمت لوحة سيارة صادمة رجل ساقط على الارض ومدرس الرسم احمد عبدالرسول شجعني على اكمالها واللوحة عن اسبوع المرور، وقد كتبت عليها «لا تسرع» وحصلت على جائزة ممتازة تشجيعا من المدرسة، اما ثاني لوحة فكانت شجرة وخلفها الشمس وقت الشروق ولها ظل والغيوم خلفها وحاليا لا ارسم ولا عندي استطاعة.

أول عمل

بعد المرحلة الثانوية تحول الدريع الى العمل، وعن ذلك يقول: بعدما انهيت الدراسة الثانوية التحقت بمرور الجهراء موظف مدني، مرور الجهراء، والمدير محمد العرادة العتيبي ورئيس القسم النقيب محمد طنا العنزي وفيما بعد اصبح مدير امن الجهراء برتبة عميد وعام 2012 رشح نفسه للانتخابات وكنا مدنيين وان عندنا شد وربط وهيبة بالنسبة لما كان يحصل ما كان احد يستطيع ان يتجاوز الاشارة الضوئية الجميع يتحاشى المخالفات الجسيمة.

وكانت نقاط التفتيش دائما موجودة عند المداخل والمخارج وفي الشوارع الداخلية، على الاجازات والسيارات اذكر حتى السيارة التي تدخن عليها مخالفة وكل واحد يحافظ على نفسه ولا توجد حوادث كبيرة تذكر وان وجدت حوادث بسيطة داخل الجهراء، وكان كان يوجد ازدحام مثلما نشاهد حاليا السيارات والازدحامات وحاليا السيارات كثيرة والطرق مثلما كانت لم تطور، امضيت سنة ونصف السنة وبعد ذلك تركت العمل في المرور.

مركز الهجانة

بعد ذلك عمل ضيفنا في حرس الحدود، ويروي ذكرياته عن هذه المرحلة بعد الحديث عن الهجانة: الهجانة نسبة للهجن قديما كان حراس الحدود يطلقون عليهم الهجانة لأنهم يستخدمون الهجن (الجمال) في حراسة الحدود وحمايتها من المتسللين والخارجين عن القانون، وبقي الاسم حتى بعدما استخدموا السيارات.

وعينت في مركز الصير غرب الاقمار الاصطناعية (ام العيش) والاسم قديم واسس المركز عام 1973 وعينت مدني والوالد رحمه الله كان المسؤول عن ذلك المركز الحدودي وبعد وفاته عمي عوض بن دريع مسؤول المركز وكان عملي مع عمي عوض في مركز الحدود الهجانة وعملي أمور ادارية، جميع الامور التي يحتاجها المركز من إجازات للعاملين، لأن عدد أفراد الهجانة بالمركز يتجاوز الخمسين فردا (حراس الحدود) والوالد موجود، ولكل نوبة واحد مسؤول وبعد وفاة الوالد عمي عوض تسلم المركز، الوالد أمضى في الحدود اثنتي عشرة سنة من عام 1973 الى عام 1984، بعض الافراد كانوا يغيبون، شخصيا لم أدرك الهجن وإنما مع جيل السيارات ومراكز الهجانة صار الاسم حرس الحدود، الهجانة هم حراس الحدود الذين كانوا يستخدمون الهجن (الجمال) فعرفت بالاسم.

الدوام منذ الصباح والعسكريون يخرجون بالسيارات لمراقبة الحدود وإذا تم القاء القبض على مهربين أو متسللين نسجلهم بالاحوال ونحولهم للادارة وإذا المهربون معهم سيارة تحول الى دورية في المركز والحراس الذين يمسكون يعطونهم مكافأة مالية والتهريب بالليل نحن الموظفين دوامنا بالنهار.

وأحيانا نبيت بالليل وأكثر وغالبية المهربين نسميهم (كعيبر) ومن جنسيات عربية وبعضهم يدخلون الكويت مشيا على الاقدام وفي الليل وأحيانا يجدون أمواتا على الحدود من المتسللين لأن أصحاب السيارات يوصلونهم الى الحدود ويقولون لهم هناك الكويت فيمشون على أنهم قريبون من الكويت فيموتون من شدة الجو الحار والمشي والعطش، ومن ضمن المواقف أن أحد المتسللين تم ضبطه أكثر من مرتين أو ثلاث مرات من العراقيين ويدخل من نفس المكان الذي يضبط فيه ويعيدونه لأن صاحب السيارة الذي ينقله يرميه بنفس المكان لكي ينقل آخرين.

ونحن نحقق معهم وبعض المتسللين على الحدود الكويتية يصلون الى الحدود مشيا على الاقدام من العراق، أقول ان حراس الحدود لهم دور كبير في الحفاظ على الحدود منذ الهجانة الى السيارات ومكافأة للمركز الذي يضبط أكثر متسللين وكانت القيادة في وزارة الداخلية شديدة في تعاملها مع المتسللين.

وكان يقال ان مركز ابن دريع ألقى القبض على عدد كبير من المتسللين وآخر يقول المركز الفلاني ألقى القبض على الاكثر وهذا من أجل المكافآت للافراد، أقول ان المكافأة تشجع العاملين على زيادة العمل والحرص على مكافحة المتسللين وفيها تحد بين المراكز الاخرى، وحماية الدولة من الخراب والدمار. بالنسبة لعملي منذ الصباح الى نهاية الدوام بالمساء وأحيانا ننام هناك واما يوم وليلة عمل ويقابلها راحة، وبالنسبة للعسكريين الهجانة قديما كان يطلق عليهم «خفراء» وعدد كثير الجيل تغير واحضروا شرطة بدلا من الخفراء والشرطة غير ثابتين ينقلون من مكان لآخر ومن مركز هجانة تحول الى نقطة شرطة وصار مسؤول المركز مسؤول نقطة وآخر أيام عمي عوض صار نقطة وبعد ذلك رجعان ولد عمي صار هو مسؤول النقطة وهذا معروف نحن أبناء عمومة وأمضيت حتى عام 2006 أعمل بالهجانة موظفا مدنيا بالجوازات في جوازات الدوحة وميناء الدوحة البحري طبعا توجد مشاكل ولها من يردها رجال طيبون شجعان يتصدون للمشاكل.

الجمارك والعسكريين لهم دور كبير في حماية الميناء، أما عملي موظف جوازات والضابط المسؤول المقدم وليد الفضلي والعقيد جاسم الحماد ومدير مبارك مفلح العازمي والمفتشين والمباحث فدورهم التفتيش ونحن على الجوازات والبحرية تراقبهم وبعض معهم أغراض مرخصة.

والمشاكل التي تحصل مع البحارة ان احد البحارة يذهب الى المستشفى ويبقى فيه إدارة الجوازات يخاطبون السفارة التابع لها البحار ـ وبحارة السفينة يعودون الى بلدهم والبحار يسجل على انه مريض ـ ومن ثم يعود الى سفينة اذا كانوا موجودين ان البحار ينتظر الى عودة السفينة مرة اخرى ـ كان رجال الجمارك ولايزالون العين الساهرة لحماية الكويت مع رجال الشرطة في الموانئ منعا للتهريب أو هروب بعض البحارة ان حصل.

حياة الوالد

يتحدث ضيفنا عن والده وحياته وذكرياته عنه فيقول: والدي خضير بن مبارك بن دريع ولد في البر وجدي ووالدي وأعمامي ونحن ابن دريع شيوخ فخد الصوابر من العوازم وسكنهم داخل الكويت في منطقة الصوابر لجمع الصوابر الحالي كان في هذا المكان يسكنون ولكن جدي ووالدي كانوا أصحاب حلال (إبل وأغنام) في فصلي الشتاء والربيع يخيمون في البر وقد أدركت فترة من حياتهم وعشت معهم في بيوت الشعر.

ولكن لم أدرك جدي والوالد كان يملك ثمانين جملا وأغناما ـ بيت الشعر النساء تصنعه من صوف الأغنام العرب السود والذي يخلط بالصوف الأبيض هو الحاجز الذي يوضع داخل البيت الشعر وأما الغزل هن النساء والطريقة بعد جز الأغنام، النساء يأخذن الصوف ويغسلنه وينظفنه من الأعواد وتبدأ النساء في غزله بالمغزل ويصبح خيوطا ويكور بمعنى يلف على شكل كرة تسمى (ليمه) وبعد ذلك يصنع السدو حسب حاجة صناعة بيت الشعر وهو أنواع.

بيت شعر مثولث ومروبع ومخومس والكبير مسدوس وأحيانا اذا كانوا محتاجين زيادة لبناء البيت يواصلون قطعة بأخرى.

عندنا بيت الوالد رحمه الله مخومس فيوصلون قطعتين مع بعضها البعض والخمومس عبارة عن خمسة أعمدة بالوسط كل عمود عليه قاطع والرفة وغرفة النوم، وآخر جزء المطبخ والأطفال لهم جزء خاص والديوانية لها بيت خاص من شرق البيت عند العوازم ـ واذا حضر الضيف وله حق على المضيف واذا حضر الضيف والرجل غير موجود الأم العودة تستضيفه حتى يحضر الرجل وهذا كرم عند أهل البادية والمرأة تذبح الذبيحة وتطبخ الأكل ونرجع لبيت الشعر فيربطون الفليج والوصل لا يظهر واما الإبل اذا حل الظلام ما تحتاج حراسة تترك واما الأغنام فلها حارس يقوم على حراستها، اما البر من الجهراء الى الشمال تخيم فيها ونصل الى خضر الماء.

ذهبت الى القنص ولكن البر القريب بحدود الكويت الى القرعة والدبدبة والوفرة وخاصة ايام الربيع وقت الفقع والطيور.

والأرض الخضراء والدبدبة فيها خباري بن دريع.

خباري بن دريع

يتحدث ضيفنا عن خباري بن دريع قائلا: هي معروفة عند العامة والخبرة تجمع ماء الأمطار في البر والناس، اذا صار الصيف يذهبون الى خباري بن دريع مع الحلال والاغنام، وابن دريع لهم أكثر من خبرة في البر.

والعوازم لهم اكثر من خبرة مياه مثل بالصابرية وفي مناطق كثيرة وأما منطقة الصبيحية بالجنوب فتسكنها مجموعة من فرع الصوابر من قبيلة العوازم وفيها مزارع والأهل ما عندهم مزارع، أما جدي ووالدي فعندهما جمال وأغنام نقول عندهما حلال وشربت حليب الناقة في البر، ويقال ان حليب الناقة علاج للامراض. كان جدي ووالدي يمضيان الصيف مع حلالهما على الآبار في الجهراء لرعي الابل والاغنام لوجود الماء.

وقديما كانوا يقيضون على آبار الصبيحية والجهراء من الشهر العاشر حتى الشهر الخامس.

الوالد انتقل من البر الى الدوحة، وفي تلك الفترة بعدما انتقل أهل البادية الى البيوت انتهت صناعة بيوت الشعر واستقرت المرأة في بيتها، بعد ذلك البنات لم يتعلمن السدو وحاليا يستورد جاهزا من الخارج، وانتهى جيل الجدات، وأذكر أن الجدة وهي تتكلم وتصنع الغزل.

وكانت المرأة أعمالها تختلف عن عملها واختلفت الحياة معها عندما سكنت البيوت، أما قديما فكانت المرأة تحطب وتطبخ وتنظف وترعى وتصنع السدو، كانت المرأة نشيطة وقوية وأفضل من بنات الجيل الحالي.

معركة الصريف

أثناء تقليبه في صفحات الماضي والتاريخ ذكر بن دريع معركة الصريف، حيث قال:

حدثت عام 1901 في منطقة روضة النتفهات - (المحرر).

جدي مبارك بن دريع شيخ فرع الصوابر شارك في معركة العريف وقد ذكره الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتاب تاريخ الكويت وكذلك ذكره عبدالله الحاتم في كتابه من هنا بدأت الكويت، وعدد كبير من قبيلة العوازم شاركوا في تلك المعركة ومنهم ابن جامع ومجموعة كبيرة منهم استشهدوا في الصريف، وجدي مبارك رجع الى الكويت وشارك في معركة الجهراء (1920) مع الشيخ سالم المبارك الصباح وكان جدي مبارك بن دريع موجودا بداخل القصر الاحمر مع مجموعة المحاربين مع الشيخ سالم المبارك.

ومن ضمن ما يذكر أنه بعد معركة الجهراء أن مبارك بن دريع حصل على تعويض عن خسائره، وأتمنى من وأسأل المسؤولين أن يطلقوا اسمه على أحد الشوارع مكافأة له على ماقدمه الى بلده العزيز كذلك جدي مبارك بن دريع شارك في معركة لبن 1904 وكذلك شارك في معركة هدية (1910) لهذه المشاركات التضحيات التي قدمها جدي نطالب بإطلاق اسمه على أحد الشوارع أسوة بالآخرين، وقد قدمنا طلبا بذلك.

وإن شاء الله يلتفتون للطلب ويعرض على لجنة تسمية الشوارع.

الدوحة والصليبخات

اشتريت دراجة ومع الشباب يوميا نتجول وننتقل من قطعة ستة الى قطعة ثلاثة والاهل ما يعرفون عن تنقلنا ولأن الجمعية موجودة في قطعة 3 كنا نتعرض للمشاكل وهوشات ومشاجرات، وفي المدرسة تقريبا لا توجد مشاجرات ولا تناحر بين الطلبة، اذكر ان الغش في الامتحانات عندنا عيب ونقول عيب ان الطالب يغش، وجميع الطلبة يعتمدون على المراجعة وحفظ الدروس.

لو حصل ان طالب تم ضبطه يغش يعاقب عند ناظر المدرسة والطلبة يعيبون عليه ويخجل منهم، ولا يوجد فصل اي طالب، واذا ضبط طالب يدخن يعاقب عند الناظر ولا عندنا غياب كبير. اذكر ان مدرسي المواد الاساسية اثناء عطلة الربيع يعطونا كتابة واجب ونحن الطلبة نجتهد على ان نكمل الواجب ونتفرغ للعب ولا نغيب او نهرب من المدرسة قبل العطلة او مباشرة بعد الدوام بالعكس نحب الدوام بالمدرسة، ولا يوجد عندنا سوى يوم الجمعة، حاليا الطلبة يغيبون قبل العطلة وبعدها وهذا لا يجوز ، وعلى اولياء الامور ان يقدموا النصيحة للاولاد، واذكر قديما كان المدرس يضرب الطالب ولو قال لوالده الاب يقول المدرس ضربك لأنك مخطئ، فولي الامر لا يقف مع ابنه وكان بعض اولياء الامور يحضرون الى المدرسة للاستفسار عن ابنائهم، وكانت الامور تسير على أحسن وجه، وفي المدرسة كان يوجد مجلس آباء، لكن حاليا افضل مع وجود مشاكل اكثر من السابق، وقديما الطالب كان يمتاز بالهدوء وحسن الدراسة والاجتهاد، والنظام افضل، ولم اذكر اني هربت من المدرسة واذا اريد الهروب لا اداوم. اولياء الامور اهتموا بتعليم البنت واعطوها اهتماما. واقول ان البنت وهي في المتوسطة متزوجة فلذلك تترك المدرسة. حاليا بعض البنات يكملن الدراسة الى الجامعة، وحاليا اقول ان اولياء الامور والامهات عندهم ثقافة كبيرة تختلف عن ثقافة الامهات، والبنات حاليا عددهن اكثر من الاولاد بالوظيفة او بالدراسة.

وبالنسبة للعائلة الجميع متعلم ويحملون الشهادات العلمية والجامعية مثلا اخي عبدالرحمن مساعد مهندس في الكهرباء وعبدالله محاسب في الاشغال العامة وبدر عسكري وحاليا يكمل دراسته، اما بالنسبة للبنات متعلمات ويحملن الشهادات وبعضهن مدرسات وموظفات بالوزارات، ومناطق الدوحة والصليبخات بداية سكنا فيها لا فرق بين سكانها جميعا اخوة مواطنين لم نفرق بين بعضنا البعض سكنا المنطقة بداية السبعينيات والبيوت جديدة واذكر جيراننا طيبين ويمتازون بالاخلاق الكريمة وكنا متعاونين مع بعضنا البعض ونحن الشباب مع بعضنا البعض، هكذا كان المجتمع الكويتي ولايزال التعاون والمحبة بين الكويتيين والترابط فيما بينهم وعلى الجميع التعاون.

وايام شهر رمضان ونحن صغار نذهب الى المسجد ونصوم ونحن صغار وقراءة القرآن الكريم وشاركت بالمسابقات الدينية بالمساجد واحصل على جوائز وأيام شهر رمضان حلوة وجميلة ونفرح فيها وكنا نلعب ونتواصل مع الأهل والأقارب والخير يزيد في هذا الشهر الكريم والأطفال يوزعون الأكل على البيوت عادة قديمة ولاتزال موجودة عند الكويتيين وللفقراء نصيب كبير من الأكل الذي يوزع بالنسبة إلى الفطور أحب التشريبة والشوربة واللقيمات والمحلبية والخير يزيد ويوزع عندنا الرجال يأكلون وهم بالديوانية مع ضيوفهم والنساء يفطرن مع بعضهن والعزايم بين الرجال موجودة ومن لا يحضر تقول إن الغائب حجته معاه ونحن صغار كنت اذهب مع الزملاء للقرقيعان ثلاث ليال ونحصل على المكسرات ونضعها بالكيس الأبيض وعندنا مجموعات كثيرة من الأطفال تذهب الى البيوت واذكر ان بعض البيوت يضعون مبلغا من خمسين فلسا وعشرين وعشرة ونأخذها كان القرقيعان ممتاز اعندنا ونحن أطفال.

والميزة في رمضان تسهر امام التلفزيون وكنت اتابع المسلسلات المميزة حاليا نفتح الديوانية وأحيانا ندعو بعض الاقارب والاصدقاء للفطور معنا والديوانية الكويتية لها طابع خاص والكويتيون لا يستغنون عن الديوانية هي مجلس الامة المصغر بالنسبة لهم في طرح المواضيع حاليا ازدحام السيارات والصبر طيب انتقلت بالسكن مع الوالد من منطقة لأخرى وحاليا اسكن القيروان مع العائلة والأولاد.

منطقة القيروان

يتحدث بن دريع عن منطقة القيروان قائلا: منطقة القيروان منطقة سكنية جديدة تأسست واقيم فيها البناء منذ عشر سنوات وفيها تقريبا 1600 بيت وتقع على الدائري الخامس من الجنوب والدائري الرابع من الشمال ووصلة الدوحة وفيها إيجارات بسيطة ومداخلها ومخارجها سهلة وحاليا تم افتتاح نفق لمن يريد مواصلة السير الى الجهراء وهذا خفف علينا الازدحام.

الدولة مهتمة بالقيروان والمختار جزاه الله خيرا مهتم بالمنطقة دائما يراجع ويزور المدارس وعنده ديوانية يستقبل فيها الزوار ويتناقش معهم في أمور المنطقة تحية لابي وليد مختار القيروان ونتمنى له التوفيق، وأما المدارس فالحمد لله الأمور ممتازة والمديرون متعاونون مع أولياء الأمور، وعندنا مخفر فيه رجال متعاونون مع المواطنين.

نواقص في القيروان

وعن بعض السلبيات في المنطقة يقول بن دريع: المنطقة بحاجة لصالة أفراح وفروع للبنوك ومن القيروان إلى الدائري الرابع بحاجة لإنشاء هذا الطريق ويخفف الازدحام على سكان المنطقة ومنذ سنوات يوعدوننا ولا نرى شيئا، أرجو من وزارة الأشغال الاهتمام بفتح هذا الطريق وبالمستقبل نحن بحاجة إلى زيادة المدارس وخاصة سكان المنطقة من الشباب وينظرون إلى المستقبل بنظرة تفاؤل.

وخريجو الثانوية يتوزعون على الجامعات والمعاهد التطبيقية ولا يوجد عندنا ازدحام مروري داخل المنطقة، وبودي أن يتم فتح بنشر وكهرباء سيارات والجمعية موجودة وموعودين، نحن راضون عن الموجود، القيروان تم إنشاؤها منذ عام 2001 نرجو الاهتمام بالنواقص في القيروان شوارعها بالأرقام والزراعة بحاجة للاهتمام بها ومطلوب من هيئة الزراعة الاهتمام وزراعة المنطقة، كذلك الأهالي عليهم دور في الزراعة أمام بيوتهم وعندنا حديقة وبعض الأهالي يذهبون لها.

عندنا مشاكل السرقات في السيارات مطلوب من الداخلية زيادة الاهتمام بالأمن وزيادة عدد أفراد المخفر وهم غير مقصرين بالمنطقة ونطلب زيادة عدد الأفراد والدوريات قليلة بالليل.

وبالنسبة للمدارس نحن بحاجة للأندية الصيفية لكي ينضم لها الشباب ويمضون أوقات فراغهم، وبالنسبة لعائلتي عندنا ديوانية قديمة في الدوحة نجتمع فيها، وديوانيتي موجودة في القيروان يوميا ما عدا الخميس والجمعة، ونزور ديوانيات الأقارب والأصدقاء الديوانية الكويتية لها دور اجتماعي واقتصادي وسياسي، وخاصة حضور المرشحين لعضوية مجلس الأمة والمجلس البلدي والقدماء من الكويتيين الذين شاركوا في الانتخابات كانوا يقولون عضو مجلس الأمة يخرج وينجح من الديوانية الكويتية التي لها دور كبير في المناقشات، لا يوجد عندي رغبة حاليا في الترشيح للانتخابات.

عدد المشـاهدات: 24204


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
397373-77183.JPG

د.بسام قصراوي (تصوير قاسم باشا)
397373-77178.jpg

المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح وأحمد الكليب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.قصراوي
397373-77184.JPG

د.بسام قصراوي متحدثاً للزميل منصور الهاجري
397373-77181.jpg

سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مصافحاً د. بسام قصراوي
397373-77174.jpg

د. قصراوي مرحبا بالأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وخلفه عبدالرحمن المزروعي
397373-77175.jpg

د. بسام قصراوي مع الملكة نور
397373-77180.jpg

مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ود. قصراوي
397373-77176.jpg

الدكتور بسام قصراوي مع الملك حسين
397373-77172.jpg

الامير تشارلز ود. بسام قصراوي
397373-77173.jpg

الأميرة بسمة والدكتور قصراوي



    • اهتماماتي كطالب شملت الرياضيات والعلوم والتاريخ ودراسة الأديان وتعمقت في دراسة القرآن في المرحلتين المتوسطة والثانوية
    • والدي كان ضد الرياضة لأنها«تشغل الطالب عن الدراسة»وعلمني ألا أكتفي بدروس الفصل
    • دخلت طب القاهرة عام 1956 بناء على رغبة والدي
    • درست الثانوية في منطقة الفجالة بالقاهرة وتم التحقيق مع زميل فلسطيني لأنه قال عن الناظر «زلمة»
    • ولدت عام 1939 في مدينة نابلس الفلسطينية ووالدي كان يعمل مدرس ثانوي في طولكرم
    • لدى التحاقي بالمدرسة الابتدائية رفضوا تسجيلي بالصف الأول وقبلوني في الثاني
  • اهتماماتي كطالب شملت الرياضيات والعلوم والتاريخ ودراسة الأديان وتعمقت في دراسة القرآن في المرحلتين المتوسطة والثانوية
    • الوالد كانت لديه مجموعة كبيرة من الكتب القيمة واشترى الكتب بالمراسلة من إنجلترا
    • انتقلت للعمل في منطقة القادسية عام 1964 وكان من بين مراجعي الفنانان عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح
  • وكيل «الصحة» نائل النقيب حقق معي عدة مرات.. وأصر على ترقيتي استثنائياً
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع طبيب عربي يعمل في الكويت منذ فترة طويلة، حيث شهد على موجات التطور والتغيير في هذا البلد الطيب من حياة الشظف وقسوة الظروف إلى النهضة والتحول إلى رغد العيش. ولد في مدينة نابلس الفلسطينية عام 1939 حيث كان يعمل والده مدرسا في مدرسة ثانوية بطولكرم. حضر إلى الكويت في العام 1963 حيث عمل كطبيب عام في مستشفى الصباح براتب 180 دينارا كان يرسل منها 100 لأسرته، ثم تنقل بعد ذلك للعمل في عدة أماكن. يحدثنا خلال هذا اللقاء عن مسيرته التعليمية وكيف بدأ مسيرته الدراسية بالالتحاق بالصف الثاني الابتدائي بعد رفض قبوله في الصف الأول، وعن اهتماماته أثناء الدراسة وكيف درس الثانوية العامة في منطقة الفجالة بالقاهرة ويذكر لنا موقفا طريفا حدث له أثناء هذه المرحلة، فما تفاصيل هذا الموقف؟يتطرق إلى التحاقه بطب القاهرة بناء على رغبة والده ثم مجيئه إلى الكويت للعمل في وزارة الصحة ويذكر عدة مواقف تم تحويله فيها للتحقيق، وكيف تمت ترقيته استثنائيا. كل هذا وغيره تتضح تفاصيله من خلال السطور التالية:في البداية يتحدث د.بسام محمد سعيد قصراوي عن مولده وبداياته الأولى حيث يقول: ولدت في مدينة نابلس في فلسطين عام 1939 والدي كان يعمل مدرسا في مدرسة ثانوية في طولكرم، ولأن الولد الاول توفي في طولكرم فنقلوا الوالدة الى مدينة نابلس لوجود خدمات طبية اكثر تقدما بذلك الوقت، وهناك ولدت أو عشت في طولكرم مكان سكن العائلة، وطولكرم مدينة صغيرة على سفح جبل وأمامها ساحل يمتد عشرين كيلو وهي على تل وعلى جبل امامها الساحل الفلسطيني وفيها المدرسة الثانوية الفاضلية وتعلمت فيها.

الدراسة والتعليم

وعن مساره التعليمي وأيام الدراسة يقول د.قصراوي: بدأ تعليمي من الثاني ابتدائي وكان عمري خمس سنوات ونصف والقانون يمنع التعليم بذلك العمر الا ان يكون عمر الطالب ست سنوات كنت اقرأ وأكتب وكان الوالد هو معلمي الاول فالمدرسة بداية رفضوا تسجيلي في الاول الابتدائي فقال الوالد «اقبلوه في الثاني ابتدائي» فتمت الموافقة بعد الامتحان للاول ابتدائي وثاني ابتدائي ونجحت فسجلت في الصف الثاني الابتدائي واستمر تعليمي في مدينة طولكرم حتى الثانوية العامة.

واما مراحل التعليم فسبع سنوات ابتدائي واربع سنوات ثانوي المجموع احدى عشرة سنة التعليم للطالب، انهيت الثانوية العامة ولكن عندما سافرت الى القاهرة التحقت بالثانوية العامة لكي اكمل الثانوية العامة فصار تعليمي اثنتي عشرة سنة.

واما الانشطة التي مارستها في التعليم فاذكر ان الوالد رحمه الله ضد الرياضة لانها تشغل الطالب عن الدراسة، الوالد علمني الا اكتفي بالدروس التي اتعلمها بالفصل وكان عندنا في البيت كتاب المعلقات وكتاب نهاية الارب، وكان الوالد عنده مجموعة كبيرة من الكتب، الوالد كان مدرس مادة الفيزياء في الثانوية فكان يراسل المكتبات في انجلترا ويشتري الكتب بالمراسلة، وكان مهتما اهتماما كبيرا بالعلم فالوالد وضع في انفسنا حب العلم وبعد سنوات صارت عندي اخت اسمها تغريد وكانت مجتهدة ومحبة للعلم وكانت الاولى على الثانوية العامة، اما اختي الثانية فدرست الطب وكانت الثانية على دفعتها.

الوالد رسخ في انفسنا العلم وحب الدراسة ومن الانشطة كنت اكتب الشعر ومرحلة وانتهت كان لي اهتمام كبير بالرياضيات والعلوم بشكل اساسي واما التاريخ فيهمني بمعرفة اصولنا وحضارتنا وتاريخ البشرية، وكان عندي رغبة في دراسة الاديان، واذكر ونحن صغار كان منتشرا عندنا التيار الديني مثل حزب التحرير، بدأت بدراسة وقراءة القرآن الكريم مع شرح الآيات ومعانيها، الدراسة اوقفتني فترة ولكن رجعت مرة ثانية اهتم بدراسة القرآن الكريم وتعمقت في الدراسة منذ المرحلة المتوسطة والثانوية.

ارجع لمرحلة التعليم واذكر الاستاذ وهيب البيطار ناظر المدرسة الثانوية كان بالاصل من مدينة نابلس منتدبا مع اربعة مدرسين للمدرسة الثانوية الفاضلية في طولكرم.

الرحلة من طولكرم إلى القاهرة

كان السفر من طولكرم الى القدس بالسيارة، وكان الوالد والوالدة وأفراد العائلة والوالدة رحمهما الله جهزت الأكل قليل من الجبنة والزعتر من مطار القدس الى مطار القاهرة وفيها ثلاثون راكبا، وصلت القاهرة، التعليم على نفقة الوالد رحمه الله، كنت من الاوائل في الثانوية وكان هناك من يريد إكمال تعليمه على الدولة وهو أن يعمل مدرسا، وكذلك من شروط الدراسة للطب العمل ضعف السنوات.

لذلك الوالد أرسلني على نفقته وقد سبقني أحد أقرباء الوالد يدرس في الازهر الشريف وهو الذي استقبلني واستضافني لمدة أسبوعين حتى استأجرت عند إحدى العائلات، وذلك العام الدراسي 1955 - 1956 وبعد سنة واحدة حتى أكملت مرحلة الدراسة الثانوية.

درست في المدرسة الثانوية النهارية في منطقة بالفجالة، وكان معي ستة طلاب فلسطينيين، والناظر هو مالك المدرسة، وعندما يدخل المدرسة الجميع يقف له حتى يصل مكتبه، واحد من الطلبة الفلسطينيين قال يا جماعة الزلمة وصل سمعنا أحد المدرسين وصار يصرخ فينا أنتم تقولون عن حضرة الناظر زلمة وشتمنا وحققوا معنا وكان ترتيبي من الاوائل والنسبة 94%.

كلية الطب في القاهرة

بعد الانتهاء من الثانوية التحق ضيفنا بكلية الطب بجامعة القاهرة، وعن ذلك يقول:

التحقت بكلية طب القاهرة وسكنت في القسم الداخلي التابع للجامعة والمباني كبيرة داخل الجامعة العام الدراسي 1956 - 1957 أول سنة إعدادي ومن ينهي بدرجة عالية يلتحق بالطب، والجامعة تضم أعدادا كبيرة ومن جنسيات عدة، التحقت بكلية الطب وكنت أحب الرياضيات والعلوم، والدي كان يحترم الطب وبفكره وهو رجل متعلم سواء العمل بالطب أو أن الطبيب يحصل على راتب أكبر، قبل دخولي الى كلية الطب قلت للوالد لا أريد أن أدخل كلية الطب أريد أن أتخصص بالرياضيات، وقبل ذلك كنت أريد أن أدرس هندسة قال الوالد أنت رايح بعثة دراسية على نفقتي إذا تريد أن تدرس هندسة اذهب وادرس على حسابك.

كان عمري ست عشرة سنة ما عندي فلوس، فرحت الى كلية الطب، وأول شهرين لم أداوم، داومت بالهندسة، فذهبت الى دراسة الطب وفي أول كورس حصلت على معدل جيد وبعد ذلك الى ان تخرجت أحصل على معدل ما بين جيد وممتاز وبعد ست سنوات جيد جدا مع مرتبة الشرف وسنة الامتياز في مصر براتب وحصلت على بكالوريوس طب عام، وبعدها حضرت الى الكويت.

الحضور إلى الكويت

يتطرق بعد ذلك قصراوي الى الحضور الى الكويت والعمل فيها، حيث يقول:

سبب حضوري الى الكويت كان بالأول اني لا أريد أن أرجع الى الأردن، حيث تقيم عائلتي، لكن زميلي كان عنده الرغبة في الحضور الى الكويت قال ان الراتب في الأردن مائة وعشرين دينارا، لكن الراتب في الكويت مائة وثمانين دينارا، هذا كان راتب الطبيب فقبلت أن أحضر الى الكويت وقلت لمدة سنتين أجمع الراتب وأكمل دراستي، وحضرت الى الكويت مع صديقي وسكنت عند المرحوم عبداللطيف الصالح وهو أحد أقربائي، كان ناظر مدرسة الشامية وزوجته ناظرة مدرسة أسماء في الشامية، اسمها شريفة الصالح.

العمل طبيبا في العديلية

ويكمل عن قدومه وعمله في الكويت قائلا: وصلت الى الكويت مع صديقي وقدمنا نحن الاثنين طلبا الى وزارة الصحة العامة وموقعها بالشرق وكان وكيل الوزارة يوسف الحجي وذلك عام 1963 وبرجس حمود البرجس مساعدا له، قبلت طبيبا عاما وعينت في مستشفى الصباح ولفترة قصيرة وبعدها نقلت الى مستوصف العضيلية مؤقتا ولكن لمدة سنوات وكان شفيق قصراوي ولد عمي يوصلني الى المستوصف وبعد ذلك دبرت اموري وتعلمت قيادة السيارة واشتريت سيارة وكان راتبي مائة وثمانين دينارا منها مائة دينار ارسلها للاسرة لسداد ديون وكان الوالد يصرف منه لتعليم شقيقتي ولفترة شهور وثمانين دينارا قسط سيارة ومصرف وايجار وكان سعر السيارة ستمائة دينار، اول يوم دخلت الى مستوصف العضيلية والطرق صعبة من الفروانية والمستوصف عبارة عن بيت عربي، وكنت طبيبا للنساء كن يجلسن على الارض وبأعداد كبيرة والدوام فترة صباحية ومسائية وكنت افحص بدقة وكانت النساء خجولات جدا كنت اواجه صعوبة بفحص اللوز وكان عدد الاطباء اربعة على الدوامين واعداد المرضى كبيرة وبعد خمسة ايام وصلني امر ان اذهب الى الوزارة للتحقيق وقابلت د.احمد الدجاني وقال: عليك شكوى من أمين المستوصف ومن رئيس الاطباء ومن مخفر العديلية فقال: المرضى عددهم كبير وانت تفحص ثلاثين مريضا وتخرج، وعليك ان تفحصهم جميعا فقلت: عدد المرضى ستمائة مريض من افحص ومن اترك وقلت له انا افحص المريض بدقة واكثر من ثلاثين مريضا لا استطيع ان افحص قال: المهم عندنا ان تفحص جميع المرضى، فحصت مائتين وخمسين مريضا اتصلت بالطبيب الذي اشتكى عليه فقال انا فحصت ستمائة مريض في اليوم، انت فرحان قابلت د.احمد الدجاني مرة ثانية وقلت له انقلني فرفض وقلت له اليوم حضر عندي مريض عنده «مرض السل» الرئوي واعطيته دواء الكحة، فقال: ليش؟ الا تعرف ان في الكويت مستشفى للامراض الصدرية؟ قلت «اعرف» و«ما تعرف انه يوجد علاج للسل؟»، فقلت «اعرفه» فقال «لماذا لم تعمل له شيئا؟» فقلت لانني لم افحصه اذ كان العدد كبيرا والجميع يشكو من البرد والكحة يمكن بين تلك الاعداد اربعة مصابون بمرض السل لا اعرف بسبب الاعداد الكبيرة التي افحصها فقلت له: ضع السماعة بالدرج واقفله بالمفتاح احسن من ان واحدا يقول افحص لي صدري وكيف افحص الاعداد الكبيرة، فقال: ماذا تريد من هذا الكلام فقلت انقلني الى مكان فيه اعداد المرضى محدودة بحيث استطيع ان اشتغل طب وبالفعل نقلت الى القادسية.

مستوصف القادسية

بعد هذه التجربة المزدحمة نقل قصراوي الى مستوصف القادسية وعن ذلك يقول: نقلت الى مستوصف القادسية وكنا عام 1964 وبعدها بالتحديد الى مستوصف الدعية عام 1965، واذكر في القادسية كان مجمع والعمل موزع على ثلاث فترات لمدة ست ساعات الدوام فكنت آخذ الخفارة واساعد زملائي، كل شيء اختلف عندي المرضى، الدوام، المكان، المسافة بين البيت ومكان العمل اذكر بعض الممثلين كانوا يراجعون عندي مثل عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح.

إبرة البنسلين والمرضى

وعملت كطبيب عام والنظام والمواعيد والمختبر المريض يرغب بالحقنة أفضل من الأدوية وحتى الآن المريض يطلب الابرة، وخاصة من المرضى الذين جربوا الادوية غير الذين جربوا الابرة، وهذه قصة عن الابرة وكيل وزارة الصحة نائل النقيب حقق معي عدة مرات، وفي إحدى المرات عن موضوع الابرة، الناس يرغبون بالابرة وخاصة البنسلين وعندي قناعة بأن أعطي المريض ابرة البنسلين بدون اجراء ابرة الحساسية، والناس يرفضون الا ابرة الحساسية قبل ابرة البنسلين.

والشكاوى زادت فطلبني الدكتور نائل النقيب فتوجهت له، وقلت له هذه الابحاث أمامك، وقلت اذا الطبيب أعطى البنسلين للحساسية تحت الجلد هذا يشكل الحساسية ونعمل له الاختبار مرة، إذا لم تورم نعطيه الابرة لمدة خمسة أيام اذا المريض رجع بعد شهر لا أعطيه ابرة الحساسية لأنه أخذها من قبل، البنسلين لا يجب أن يلامس الجلد لأنه يعمل حساسية.

فقال الدكتور نائل النقيب يا دكتور الطب الذي تتكلم فيه هو الطب المضبوط.

لازم الطب الذي تشتغل فيه طب العامة الذي يفهمونه المرضى، فقلت اشتغل في الطب الذي تعلمته اذا أعطيت أحد ابرة وصار له شيء لا تقول تعرفني، فقلت له لا أطبق طب العامة، وفي تحقيق مرة ثانية استدعاني الدكتور نائل النقيب، وأذكر وصلني تعميم من وزارة الصحة يمنع أن يعطى المريض أكثر من ثلاثة أدوية وأكثر من ثلاثة أيام، وعلى كل طبيب أن يوقع، زعلت على ما جاء بالقرار، وضعت اصبعي بصمة عليه أخذه مني أمين المستوصف وقلت له أرسله بالبصمة، وثاني يوم وصلني استدعاء للتحقيق مع نائل النقيب وكيل الوزارة وقابلته وقلت له مع احترامي لك هذا القرار موجه لجهلة وليس لأطباء: ماذا يعني أن أعطي المريض ثلاثة أدوية فقط، واحد عنده كحة ونشلة وحرارة مرتفعة، ماذا أعطيه، وهذا لا يجوز لابد أن يعطى المريض حسب مرضه وأكثر وخرجت منه وهو راض، وأما الحادثة الثالثة أيضا الدكتور نائل النقيب أرسل لطلبي والتحقيق معي وأرسل تعميما نصه أن بعض الاطباء يكتبون أدوية لا يحق لهم أن يكتبوها لأن طبيب المستوصف له الحق أن يكتب الادوية الفلانية، وليس له الحق أن يكتب أدوية أخرى يكتبها الاخصائي في المستشفى واستشاري كنت أكتب للصيدلة وإذا رفضوا فيه تحقيق أنا كنت متوقعا للتحقيق وذهبت للتحقيق وقلت فيه ما قلت واقتنع نائل النقيب من كلامي، وقال يا دكتور أنت تفهم وتعرف أن دكاترة ما يفهمون وقلت أنا لا أرضى أن المريض بحاجة للدواء ولا أكتبه له، لأن لو حولته للمستشفى تطول المدة عليه، ولا يحصل على الدواء، وانتهى الموضوع، على أساس أنني لا أكتب دواء على شكل عشوائي، حولت الى التحقيق ولكن بحق.

مستوصف الدعية ودور رعاية المسنين

كلفت بأن أذهب الى دور رعاية المسنين للكشف والفحص عليهم ومن ثم أرجع للمستوصف لعلاج المرضى وكان بتكليف من الدكتور نائل النقيب وحضر عندي موظف من وزارة الصحة وقال يا دكتور بسام عندي سؤال هل الدكتور نائل النقيب يعرفك، فقلت أكثر من مرة أجرى تحقيقا معي، فقال: أريد أن أقول لك شيئا وهو أنا عضو في لجنة الترقيات الاستثنائية في وزارة الصحة وعقدنا اجتماعا مع الوكيل ومندوب من الديوان ووزير الصحة د.عبدالرحمن العوضي وكان الوضع في الترقيات الى الدرجة (أ) الا لمن يحمل الدكتوراه وانت لا تحمل شهادة دراسات عليا والديوان رفض منحك الدرجة (الأولى أ) هذا القانون لكن الدكتور نائب النقيب كان مصرا على منحك «الدرجة الاولى أ» وقال معي عشرة اطباء يحملون شهادة الدكتوراه ولكن عندي د.بسام افضل منهم في العمل وعلاج المرضى ولو صرت مريضا د.بسام قصراوي يعالجني وبالفعل تمت ترقيتي ومنحت «الدرجة الأولى أ» ولم ازر الوكيل في مكتبه ولكن رحمه الله كان منصفا مع الاطباء، المخلصين في عملهم.

والتحقيقات فتحت لي باب الترقية والتحقيق المنصف الجاد الذي يتبع الحقيقة فيه حق للمظلوم منذ التعيين حتى الدرجة الأولى (أ) امضيت سنوات قليلة ولكن عملي وجهدي واخلاقي في العمل وصلني الى ان احصل على الدرجة الكبرى.

العمل مع المعاقين

يسرد د.قصراوي قصة انتقاله الى العمل في دور الرعاية حيث يقول: طبيب مصري كان يعمل في دور الرعاية للمسنين وحضر رئيس اطباء المستوصفات وطلبني من المستوصفات وقال اذهب الى دور الرعاية الاجتماعية للعمل هناك وهذا كان نقلا فقلت لا اريد العمل هناك وهذه ارض لكبار الكويتيين وتجمعونهم في تلك الدور ولذلك لا أريد ان اعمل وانتم لا تنقلون الا الدكاترة «السكراب» وقلت له ان واحدا انقلبت به السيارة، واصيب برأسه ونقل لدور الرعاية فقال لذلك عليك ان تذهب فقلت له ارفض الذهاب فقال ليس بكيفك اذهب مع الممرضة، فالذي حصل ان مريضا يحتضر وطلب الدكتور الشال فقال الدكتور خذوه الى البيت واثناء نقل المريض توفي، من كان المسؤول وكان وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل المرحوم الشيخ سالم صباح السالم فاتصل بالصحة وقال اريد طبيبا يعتمد عليه فتم اختيارك فقلت «انا طبيب اعمل ابحاثا وانشر بالجرائد ولا اريد ان انتقل».

فقال «اذا انت تريد ان تنام هناك، روح هناك وامامك حالات يمكنك ان تعالجها وتعمل عليها ابحاثا، وامراض كثيرة» ، واخيرا وافقت وانتقلت وبدأت العمل بالابحاث ونشرت بحثا في مجلة «ساينس» العلمية وكان بالتعاون مع جامعات اميركية وجامعة هارفارد وعلى الحالات التي اعمل بها.

البداية كبار السن والمعاقين في دور الرعاية الاجتماعية والدوام من الصباح الى الظهر ومن العصر الى المغرب وليلا ونهارا ولا يوجد طبيب غيري حتى يوم الجمعة وبعد فترة زاد عدد الاطباء وعينت رئيسهم حتى يوم 2/8/1990 يوم الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت بقيادة المجرم المقبور صدام حسين، وجميع الاطباء غادروا البلاد وبقيت الطبيب الوحيد الذي يعالج في دور الرعاية لكبار السن والمعاقين طوال فترة الاحتلال العراقي وكان عدد الممرضين والممرضات في دور رعاية المعاقين مائتي وثلاثين في دار رعاية المعاقين جميعهم غادروا وبقي ثلاثة عشر واحدا صار النزلاء يموتون من الجوع لانه لا يوجد احد يعطيهم الاكل.

في هذه الحالة اخذت ابنتي واولاد اقربائي وكنا نداوم في دور الرعاية سبعة ايام في الاسبوع والراحة في الليل، والجمعة يذهبون الى بيوتهم، العراقيون منعوهم منعا باتا من دخول دور الرعاية ومكتبي الوحيد في الكويت بقيت فيه صورتا سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وسمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله معلقتين حتى يوم التحرير ولم انزلهما، وكنت اقابل المسؤول في الجيش العراقي وقلنا له اذا دخل اي واحد منكم ساترك المكان واروح وانتم اعتنوا فيهم وانا المسؤول.

حدثت وفيات كثيرة من الجوع، ومرت علينا فترة لا يوجد اكل، وبعد شهور نقص الاكل وارسلت شابا كويتيا الى الجمعيات والعراقيون اعتقلواه وسجنوه وبعد يومين سفروه الى البصرة وذهبت الى المسؤول وشكيت عنده، وامامي اتصل بالمخابرات وشرح لهم الوضع وبعد ذلك اخرجوه ووصل الى الكويت وقبل التحرير بيومين اعتقلوه، وحاليا يعمل مدير ادارة الرعاية الاجتماعية.

ومع بداية التحرير من الاحتلال الصدامي احضرنا الاكل واستمررت معهم بالعمل مع كبار السن.

عندما حصل الاحتلال العراقي كنت مسافرا وموجودا في لندن وكنت مع الوفد الكويتي كطبيب في مدينة ستوكمندفيل مكان الرياضة العالمي ومع وفد المعاقين ورئيس الوفد اسمه فؤاد الكوت ومهدي العازمي وفي ليلة الغزو كنت اسمع الراديو عن ان العراق يحشد جيشة على الحدود الكويتية وقالوا يمكن ان يحصل هجوم وفؤاد الكوت سأل والده عن الحشود فقال له نعم وكان الكونغرس منعقدا ومساعد وكيل الخارجية الاميركية نظم لقاء صحافيا وسألوه ما هو موقفكم اذا العراق هاجم الكويت فقال ان الولايات المتحـدة لا تتـــدخل في النزاعات الحدودية بين الدول وكنت في لندن ونمنا واصبح الصبح واتصلت بالبيت وقالت ابنتي «يا بابا» ان الدبابات العراقية تحت بيتنا. انتهت البطولة فقلت للشباب اذا كانت الكويت قد احتلت فالكويت باقية.

بعض اللاعبين حصلوا على ميدالية اثناء الاحتلال وانتهت البطولة وتساءلنا من اين نأكل ونعيش؟ فذهبنا الى سفارة الكويت وكان معي رئيس الوفد، في البداية رفضوا ان يدخلوني فقلت لهم الفيزا والبطاقات كلها موقوفة لا يوجد عندنا شيء.

وخرج لنا رجل وقابلني ودخلت الى الداخل وقالوا كل اسبوع تعالوا نعطيكم مبلغا كمصروف وطلبوا منا السفر الى السعودية وبقيت انا ورجعت الى عمان ومنها عن طريق البر الى الكويت والناس يقومون بهجرة عكسية للسفر الى بلدانهم.

وصلت الكويت وذهبت الى دار الرعاية وبعد شهر الجميع سافر وصارت اقامتي والاولاد وأولاد وبنات اختي وجميع افراد العائلة نسكن في دور الرعاية حتى تحرير الكويت بعد شهر ثم عدنا الى منزلنا.

كانت المشكلة كيف نطعم الاولاد المعاقين وكيف نطعم كبار السن ولا يوجد اكل؟







المرحوم محمد قصراوي

يحكي ضيفنا بعض الأمور الخاصة بعائلته بدءا من ابن عمه وأبنائه ووجودهم في الكويت حيث يقول: محمد قصراوي ابن عمي وكان يعمل مدرسا وحضر الى الكويت عام 1947 وكان معه الاستاذ عبداللطيف الصالح وتيسير سليمان وكان مدرسا للغة الانجليزية، وبعد سنوات عين وكيل مدرسة عائلة قصراوي في الكويت قديما وحاليا انا وزوجتي وابني وابني الثاني حاليا في اميركا واثناء الاحتلال الصدامي كانا متطوعين في دور الرعاية وأيام الاحتلال كان ولدي بداية قبوله في الجامعة وبعد التحرير سافر الى القاهرة للدراسة في الجامعة الأميركية سنة ونصف السنة.

وبنفس المبلغ قلنا له روح الى أميركا مثلما تعلمت على نفقة والدي تعلم ابني على نفقتي واخي وبقي في اميركا حاليا وابني الموجود في الكويت متزوج وابنتي موجودة في الكويت وتعمل مهندسة ومتزوجة وزوجها يعمل في الامارات واحيانا زوجته عنده واحيانا في الكويت.

أولادي رفضوا ان يكونوا اطباء لأنهم شاهدوا ابوهم دائما بالعمل في المستوصفات صباحا ومساء وفي جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهلال الأحمر الفلسطيني حاليا وزوجتي مدرسة أولى للتربية الاسلامية في إحدى المدارس الخاصة اسمها روضة قصراوي وقبل ذلك كانت في مدارس وزارة التربية لمدة ثلاثين عاما وبعد التحرير تركت العمل الحكومي وهي خريجة كلية التربية بفلسطين بمدينة نابلس أصل عائلتي من بلد اسمها عورته وبلد اسمها قصرى الوالد دخلها واما نحن فلا، ونسب العائلة الى مدينة قصرى فصرنا عائلة قصراوي وهي من قرى نابلس.

محمد شفيق قصراوي توفي في عمان وعنده ولد واحد يعيش في دبي.

من وقت ان تركت العمل الحكومي وانا اعمل في رياضة المعاقين والتصنيف الطبي رياضة المعاقين كعلاج للرياضة وتصنيفهم الى فئات هو الموضوع الأساسي.

اما البطولات، فقد بدأ ت العمل في هذه البطولات، ومن اللحظة التي اسسوا فيها نادي المعاقين طلبوا دكتورا للمعاقين، فاتصلوا علي فعملت متطوعا معهم منذ عام 1977 ودخلت كعضو بمجلس ادارة لمدة اربع سنوات واستمررت بالعمل حتى الآن وكنت اسافر معهم للبطولات الرياضية وعلاج الاصابات ودوري الاساسي في التصنيف الطبي، مثلا من يريد ان يلعب مصارعة لا نأتي بواحد وزنه سبعين كيلو مع واحد خمسين كيلو ونقول فاز عليه، ولكن توزعهم الى اوزان ورفع الاثقال الى اوزان وكذلك الشباب الصغار الى فئات عمرية، وبالنسبة للشلل توزعهم الى مجموعات من الاعاقات، فنقول هذه فئة الجري نوزعهم الى مجموعات على الكرسي المتحرك توزيعهم: 51 أضعف فئة، و52، و53، و54 أقوى فئة، وبناء عليه لاعب 53 يلعب مع لاعب 53.

المعاقون شاركوا في عدد كبير من البطولات والاولمبيادات منذ عام 1980 في هولندا و1984 في انجلترا وعام 1988 في سيئول وعام 1992 في نيويورك وعام 1996 في فيينا، اما الالعاب التي شاركوا فيها مثل المبارزة «طارق القلاف» والسباحة شاركوا فيها وحصلوا على ميداليات، اما اللعبة الاساسية في النادي وفي العالم ألعاب القوى للمعاقين مثل رمي القرص والقلة والرمح والوثب العالي، ويشاركون في سباق الجري 100 متر و200 متر بالكرسي المتحرك، وبعضهم جرى على الرجلين مع لاعبين من فئته، عندنا لاعبون من قبل الغزو عادلة الرومي كانت تلعب على الكرسي المتحرك في لعبة القلة، وذلك حمد العدواني من بعد الغزو وهو من ابطال العالم واللاعب احمد نقا المطيري في لعبة سباق المائة والمائتين ورمي الرمح وله ارقام عالمية، وآخرون من اللاعبين المعاقين.

عدد المشـاهدات: 16502


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
395661-74525.jpg

احمد علي القندي (هاني عبدالله)
395661-74541.jpg

الشيخ طلال الفهد مع احمد القندي بنادي الكويت
395661-74543.jpg

احمد القندي مع الزميل منصور الهاجري
395661-74538.jpg

احمد القندي حاملا كأس البطولة
395661-74530.jpg

احمد القندي مع احد إداريي نادي الكويت
395661-74542.jpg

هوية احمد القندي في نادي الكويت
395661-74533.jpg

احمد القندي يتوسط فريق نادي الكويت
395661-74535.jpg

إحدى الكؤوس التي فاز بها
395661-74528.jpg

فريق نادي الكويت الرياضي في صورة قديمة
395661-74536.jpg

احمد القندي مع لاعبي فريق السلة بنادي الكويت وبعض الاداريين
395661-74534.jpg

احمد القندي في احدى المناسبات
395661-74540.jpg

احمد القندي ومرزوق الغانم وبعض مسؤولي نادي الكويت لدى الفوز بإحدى الكؤوس
395661-74532.jpg

لقطة ابوية تذكارية
  • ولدت في منطقة جبلة بفريج الشاوي قرب المقبرة القديمة
  • أول مدرسة التحقت بها كانت «عمر بن الخطاب» وتم افتتاحها عام 1950 وكانت تضم مجموعة كبيرة من الطلبة ينتمون للمناطق والفرجان
  • لعبت في المنتخب العسكري مع أول دفعة تم اختيارهم من الأندية الكويتية
  • كنت أذهب إلى صيد الطيور أيام الربيع ثم نطبخها ونأكلها
  • كنا في فترة الستينيات نلعب من أجل اللعب والنادي ولم نكن نتقاضى أي مبالغ
  • أول ملاعب أقيم فيها ستاد كبير كان في ثانوية الشويخ في عام 1953
  • كنا نخرج أيام الدراسة إلى المعسكرات الكشفية وانتقلنا من جبلة إلى كيفان بعد الصف الثاني متوسط
  • عملت مساعد مدرب للمنتخب العسكري لمدة 23 عاماً
  • اشتركت في نادي الكويت منذ بداية تأسيسه عام 1960
  • تقدمت باستقالتي من الجيش والشيخ مبارك العبدالله قال «أعطوه 3 خيوط وتاج» فرفضت
  • الرياضة في الماضي كانت أفضل حالاً لأن المشاكل والمشاحنات زادت
أجرى الحوار: منصور الهاجري


كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون


ضيف هذا الأسبوع الرياضي أحمد علي القندي من لاعبي نادي الكويت الرياضي. يقول انه بدأ حياته التعليمية في مدرسة عمر بن الخطاب وترك الدراسة قبل ان يكمل سنة رابعة متوسط.. يحدثنا عن أيام الطفولة والشباب وعن هواياته مثل صيد الطيور وكرة القدم بالفريج وفي النادي صار عضوا في مجلس الإدارة ومنذ شبابه الى يومنا هذا لايزال يعمل من أجل النادي ولاعبيه ومنتسبيه. يقو إنه أحد لاعبي أحد الأندية وصارت له مشكلة وحكم عليه بالسجن من أجل حبه للنادي. عمل عسكريا بالجيش الكويتي والتحق مع فريق الجيش لاعبا ومدربا في كتيبة اللاسلكي ومدربا للمنتخب العسكري كما لعب مع كبار لاعبي الأندية والجيش الكويتي. وعمل مديرا للكرة في النادي. أحبه الكبار والصغار، كان مؤازرا للكثيرين ومؤيدا لهم لكي يرتقي نادي الكويت الذي حصل على البطولات والمباريات الكبيرة. يقول ضيفنا ان أول مقر لنادي الكويت كان حكوميا وبعد سنوات صار المقر الحالي، ويحدثنا باستفاضة عن الرياضة في الكويت وخاصة أيام ازدهارها، بيته وديوانه هو النادي الذي لعب له، يقول ان حبه للنادي يسري في دمه. كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال تفاصيل اللقاء في السطور التالية:يبدأ الرياضي احمد علي القندي حديثه عن ذكرياته من الماضي بالكلام عن مولده وبداياته الاولى، حيث يقول: ولدت في الكويت بمنطقة الجبلة بفريج الشاوي قرب المقبرة القديمة «حاليا حديقة البلدية»، وخلفها مدرسة الزهراء ويقابلها مسجد عيسى الشرف ومنطقة الصيهد، ودائما في المقبرة نلعب ونصيد طيور الربيع بالفخ والصلابة.

الاولاد قديما يتشاجرون مع بعضهم البعض واذكر الاصدقاء دخيل اظبية، انشغلت مع النادي والرياضة والشباب الرياضي حبي للرياضة واللعب يسري في عروقي حبي لنادي الكويت افنيت شبابي.

كنت اذهب الى صيد الطيور ايام الربيع، عندي فخ هلالي الشكل وصلابة تتكون من عودين طويلين نربط الطرفين السفليين ومن تحت.

وننصبها في المقبرة بواسطة «شيح» اوراق الجت والزرع ونضعها بداخل القوطي من الصفيح ونضع العصاتين بداخلها وننصب الفخ بجوارها مع الاصدقاء وكل واحد منا عنده فخ ونصيب الطيور ونطبخها ونأكلها، امضيت مرحلة الشباب بين الدراسة وهواية صيد الطيور.

مدرسة عمر بن الخطاب

يتحدث القندي عن مدرسة عمر بن الخطاب قائلا: موقعها في الحي القبلي مقابل ساحل البحر، وقديما قالوا لنا ان المقر كان ديوانا لعائلة العبدالجليل تم افتتاحها عام 1950 وأول ناظر لها المرحوم محمد غيث المطوع توفي قبل ثلاثة شهور عام 2013 وثاني وكيل المرحوم يعقوب عبدالعزيز الرشيدي اديب وشاعر وثاني ناظر عبدالله حشيش التحقت بمدرسة عمر بن الخطاب وهي اول مدرسة ادخلها منذ الفصل الاول ابتدائي وكانت تضم مجموعة كبيرة من الطلبة من المناطق والفرجان المحيطة بها، ومن الانشطة التي مارستها فرقة الكشافة وكنا نخرج الى المعسكرات الكشفية، اكملت الصف الثاني المتوسط ولم تكن عندي رغبة بالدراسة ثم انتقلنا من القبلة الى منطقة كيفان قطعة سبعة ونسيت الجيران بسبب انشغالي بالدراسة ونادي الكويت وعشت حياتي مع الوالدة في بيتها، تركت الدراسة بعد الثاني متوسط وذلك عام 1961 استقلال الكويت.

أزمة الكويت والعراق

يستذكر القندي احدى صفحات التاريخ الكويتي لدى الاستقلال ومحاولة حاكم العراق حينها التعدي على استقلال الكويت حيث يقول: حصلت الكويت على الاستقلال يوم 19/9/1961 ويوم 24/6/1961 تحرك حاكم العراق المجرم عبدالكريم قاسم ضد الكويت مطالبا بضمها وكان عندي حماس كبير للانضمام للجيش الكويتي الباسل وكنت شابا عندي طاقة كبيرة وقوة شاب فالتحقت بالجيش الكويتي لكن الوالدة لم تقبل فقبلت رأس والدتي وذهبت الى رئاسة الاركان وقابلت المرحوم عبدالله سيد رجب الرفاعي كان ملازما اول بذلك الوقت، وقلت «اريد الشهادة من اجل الكويت» ودعت والدتي وسلمت عليها وحب الجيش في دمي والعمل العسكري واجبي فقال «روح الشعبة الاولى» وبنفس اليوم تم قبولي، وبعد الاجراءات عينت في كتيبة اللاسلكي في الجهراء، وكان مسؤولا عنها فهد محمد الحقان، امضيت فترة العمل معه اربعة شهور في الجهراء ولم احصل على اجازة، بعض الجنود يحصلون على اجازة لمدة اربع ساعات، فقلت للضابط «عطني اجازة مثل الجنود، اريد زيارة والدتي» فقال «هذه اربع ساعات» بعد اربعة شهور عمل حصلت على اربع ساعات اجازة، امتدت الاجازة الى اسبوع.

بعد غياب اسبوع ذهبت الى الجيش وقابلني الضابط فهد الحقان وقال «اسبوع غياب، ما سبب التأخير؟» فقلت له «لا أريد أن استمر بالجيش» وذلك بعد اربعة شهور والازمة التي افتعلها عبدالكريم قاسم مستمرة ولم يحصل شيء، الضابط قال «نشوف الشيخ مبارك عبدالله الجابر» وكان رئيس الاركان فأبلغني الضابط يقول لك رئيس الاركان «نعطيك ترقية ثلاثة خيوط وتاجا» فرفضت ذلك الاغراء وكنت جنديا، المهم اصررت على رأيي وقال محمود البهبهاني ولد خالتي «لا تترك الجيش واكمل عملك مع الترقية الجديدة» فقلت «اريد ان اتحول الى موظف مدني في الدفاع بالدرجة الثامنة» وعينت في كتيبة اللاسلكي وصرت مدرب كتيبة لاسلكي ومساعد مدرب رياضة لفريق منتخب الجيش.

وكان المدرب فلسطيني اسمه وليد البورنو وكان معنا محمد عيسى في كتيبة اللاسلكي، وكان موظف مدني، وعملي موظف مساعد مدرب المنتخب العسكري، قضيت العمل مساعد مدرب لمدة ثلاثة وعشرين سنة في العمل والدوام من الفجر للتدريب في الملاعب وبدأنا بالمباريات بين فرق الالوية والاتحاد العسكري والبورنو كان رئيس الاتحاد ومحمد عيسى كان احد اللاعبين وبعد ذلك تحول الى عسكري وتقاعد برتبة لواء.

نادي الكويت الرياضي

عن مسيرته في نادي الكويت الرياضي يقول القندي: التحقت بنادي الكويت الرياضي بداية تأسيسه وكان مقره في منطقة كيفان ولايزال موجودا فيها وهو من اوائل الاندية الثلاثة التي تأسست في عام 1960 ولاننا نسكن في كيفان فقد التحقت بالنادي، وأول رئيس للنادي فهد عبدالعزيز المرزوق، والبداية مقر النادي بيت حكومة واذكر عبداللطيف الياقوت وعبدالسلام الياقوت وجاسم الحميضي، ولا انسى ان ثاني رئيس للنادي محمد خضير المشعان، واذكر من اللاعبين احمدي وكنت العب بالدرجة الثانية ثم ترفعت للدرجة الاولى، والمدرب للدرجة الثانية اجنبي.

واذكر صالح زكريا وكان مدربا للاشبال كذلك كنت مدربا للاشبال، لانني كنت مدربا في الجيش وتدربت ودربت تحت الـ 20 والـ 16 ومما اذكر من الدرجة الى الدرجة الاولى بعد السن المحددة وكنت العب في الهجوم وكنت سريعا بالجري ايضا لعبت بفريق العسكري كما كنت مدربا ولاعبا في المنتخب العسكري ايام الدولة والخطيب والعصيمي والخشرم ورشدان وسالم فرج وضاحي حمد وبوجروة اساسه من نادي الكويت كانوا مدنيين وتحولوا الى عسكريين ولا انسى محمد عيسى.

أول مباراة في نادي الكويت

عن اول مباراة خاضها في نادي الكويت يقول القندي: عندما كنت العب مع نادي الكويت لعبت مع الفريق ضد الاندية وكان في البداية عدد الاندية قليلا اذكر نادي الكويت، نادي القادسية، النادي العربي، فريق الشرطة، فريق الجيش، الكلية الصناعية وثانوية الشويخ.

هذا قبل ان تتكون الاندية الاخرى، ومع بداية الستينيات كنت ألعب تحت سن العشرين بعد ذلك انتقلت للدرجة الاولى، وحصلنا على عدة بطولات، كان اللاعب بذلك الوقت يلعب من اجل اللعب والنادي ولا يطلب ولا يأخذ اي مبلغ من النادي.

وفي الوقت نفسه الذي ألعب فيه لنادي الكويت كنت مساعد مدرب المنتخب العسكري واثناء ذلك عرض علي ان اكون عسكريا مثل الزملاء الذين صاروا عسكريين ولكن رفضت واللواء المتقاعد محمد البدر عرض علي ذلك.

كان بعض التجار يمدوننا بالمساعدات مثل علي الغانم، وكنا نعمل على ابراز نادي الكويت وان نكون سباقين بالعمل من اجل النادي وسمعته، واذكر ان نادي الكويت اول نادي انشئت فيه المدرجات الكبيرة الرئيسية ولكن ملاعب ثانوية الشويخ اول ملاعب بني فيها ستاد كبير منذ عام 1953 وادركت تلك الملاعب ولم أفكر بأن أكون حكما واكتفيت بالتدريب واللعب عام 1970 ـ 1971 و1971 ـ 1972، 1973 كنت عضوا في مجلس الادارة ومدير الكرة في نادي الكويت وعام 1974 عاد مجلس الادارة السابق وكنت عضو احتياط اول.

علي ثنيان

كنت أستطيع ان ادخل الانتخابات واطعن بعد سقوطي نجح الاستاذ علي ثنيان.

ومن ذلك النجاح علي ثنيان امضى سبعة وعشرين عاما رئيس نادي الكويت والنادي انتعش وتفوق على الآخرين.

الحقيقة ان نادي الكويت استفاد من علي الغانم، رجل حضوره ممتاز ورجل كريم ما قصر مع النادي وحاليا اولاده بالنادي لهم دور كبير في ادارة شؤون نادي الكويت، وهذا اكبر انجاز لنادي الكويت.

ستنعــقد الـــجمــــعية العمومية يوم 11/9/2013، وسأحضر معهم، مجلس الادارة موجود مرزوق رئيس النادي وخالد نائب الرئيس وفهد امين الصندوق ولهم دور كبير في ادارة شؤون النادي، جزاهم خيرا، عندما كنت ألعب كنت ألعب من اجل النادي ونخجل من ان نطلب، صار لي خمسين سنة في النادي ولم آخذ اي شيء من النادي حبا فيه وفي أهله، مسكت التدريب بالنادي من دون راتب، حاليا المشرفون يأخذون راتبا وما كنا نطلب، اشتغلت مديرا للكرة لمدة سنتين ولم اطلب اي مبلغ وطوال حياتي من البيت الى النادي، ومن النادي الى البيت لم اذهب الى اي ديوانية، اولادي جميعهم وزوجتي وبناتي اعضاء بالنادي ويسمعون ويأخذون برأيي وأوجههم لمن ينتخبون.

المباريات بين الأندية

يتحدث القندي عن النشاط الرياضي والمنافسات بين الاندية حيث يقول: المشاكل كثيرة والاعضاء ايضا كثيرون والمباريات دقيقة وعلشان النادي وحبا فيه ودفاعا عنه ضربت احد اللاعبين من نادي آخر وكانت المباريات في احدى الصالات، مباراة كرة السلة، «صالة كيفان» خالد الدعيج لاعب سلة في نادي الكويت وكان مشاركا في تلك المباريات عمل حركة فسقط على وجهه فضربت اللاعب «بوكس» على وجهه فقام واحد من النادي الآخر يريد ان يضرب خالد الدعيج، فقمت بالدفاع ومسكت اللاعب من النادي الآخر وضربته بقسوة وقوة وهربت، كان الفريق محمد البدر موجودا مع الحضور، وتم القبض علي وذهبت الى المحكمة وتم الحكم علي ست شهور سجن وبعد الاستئناف سجنت لمدة اسبوع والمحامي كان من النادي. المباراة فيها مشاكل وحماس للنادي، والمباراة بين الاندية قوية ومثيرة.

اذكر من الحكام احمد المسفر وعبدالسلام الياقوت واحمد السرهيد ويوسف سويدان وعبدالرحمن البكر وعبدالوهاب البناي، ولم احاول ان اكون حكما بل تمسكت بالتدريب وامضيت سنوات حياتي مع نادي الكويت، كانت الرياضة قديما افضل منها حاليا، وهبوط الرياضة بسبب المسؤولين في الاندية والمشاكل زادت وكذلك المشاحنات بين الافراد وتسجيل افراد ما لهم علاقة بالنادي والرياضة وذلك للانتخابات، اذكر قديما ان اللاعب وخاصة الشباب كانوا يحضرون بأنفسهم او مع آبائهم او بالباص.

كان مستوى نادي الكويت طبعا عاليا ودائما فوق، ونادي الكويت حصل على البطولة عدة سنوات وفي كأس الأمين نحن الاوائل، وفي السلة والطائرة النادي هبط.

وانا قديما بالنادي منذ عام 1961 دائما ليلا ونهارا بالنادي ولم ادخل اي ديوانية وكنت ادير الديوان بالنادي، وقفت بقوة وبكل اخلاص قدمت الكثير لنادي الكويت ولا ازال اضحي من اجل النادي بقوة مع بعض الافراد من اعضاء النادي، وكنت دائما مع الحق.

ايضا اذكر الاخ محمد جاسم الصقر عندما كان رئيس نادي الكويت كان يعمل بكل همة واخلاص من اجل النهوض بالنادي وله اياد بيضاء والرجل ما قصر مع الجميع ولايزال يحب نادي الكويت، الكبار والصغار يؤدون واجبهم لنادي الكويت ولا ينظرون لمصالحهم الشخصية، النادي اولا واخيرا.

لم ادخل المنتخب فقط بالدرجة الاولى حاليا الرياضة تراجعت ولا استطيع ان اترك النادي، تشبعت بالرياضة ولا ازال اذهب الى النادي صباحا ومساء، نادي الكويت بيتي الثاني ويوجد عدد كبير من رواد النادي القدماء مثل مساعد الحشاش، فاضل عبيد، مشاري الكليب، عبدالغفور وسالم فرج يذهبون صباح كل يوم.

مدربو نادي الكويت

اهتماما منه بنادي الكويت يتابع القندي كل ما يتعلق به رياضيا وإداريا وعن التدريب في النادي ومن تتابعوا في تدريب لاعبين يقول: بداية تكوين النادي لم يكن للمدرب الأجنبي أي وجود وأذكر عبدالرحمن فوزي مصري وبعد سنوات حضر المدرب الأجنبي ولكن حاليا نسيت اسماءهم: وأما المدرب الوطني فممتاز مثل صالح زكريا وأحمد السرهيد كان لاعبا ومدربا وحكما وجاسم المحري رئيس نادي الكويت سابقا وعضو مجلس إدارة وحكم كرة حاليا الرياضة عامة في الكويت ليست كالرياضة سابقا ولكن يبشرون بالخير بالعمل الرياضي، وأتمنى كل التقدم والازدهار للرياضة الكويتية على جميع المستويات ولجميع الألعاب، أما الأخ فيصل الجزاف فقائم بالعمل وأكثر والله يعطيهم العافية.



نادي الكويت

يرى القندي أن نادي الكويت بيته الثاني ويحبه كثيرا وعن ذلك يقول: احب نادي الكويت وجميع الفرق.

ومن الرياضيين القدامى المخضرمين الذين اعتز وأفتخر بمعرفتهم هو عبدالمحسن الفارس وخدم الرياضة بكل قوة ومجهود والكل يحترمه ويشكر على اعماله وكذلك جاسم الحميضي من مؤسسي نادي الكويت أعطى الكثير لنادي الكويت وللرياضة عامة والرياضيون القدامى ولا نلتقي وكل واحد ماسك مكانه.

اقول للشباب الرياضيين شدوا حيلكم وانهضوا بالرياضة واحفظوها ولا تتفرقوا، هذه الكويت بلدكم الكويت وحكامكم، قفوا خلفهم مالكم غير الكويت.

أؤيد للشباب زيادة عدد الاندية الرياضية، السياسة لها دور في الرياضة ولكن ابتعدوا عن السياسة. افتحوا مزيدا من الأندية الرياضية وهيئوا الجو الرياضي للشباب. أؤيد الرياضة النسائية داخل الأندية وتحت اشراف مدربات ورياضيات لننهض بالرياضة بجميع ألعابها ونفسح المجال امام الشباب.



الزواج والحالة الاجتماعية

عن دخوله عش الزوجية وثمرة هذه الزيجة المباركة يقول ضيفنا: تزوجت من احدى العائلات الكويتية الكريمة وهي ام اولادي والخطبة تقليدية، اولادي الكبير عبدالله موظف بالطيران المدني ونبيلة متزوجة تعمل بالأعمال الحرة مع زوجها الرجل الطيب ولد الحلال، وشيخة تعمل موظفة مراقبة إدارة تخصص محاسبة متزوجة، هيا على اسم جدتي مدرسة حاصلة على شهادة الدكتوراه وتهاني موظفة جامعية متخصصة محاسبة، ونبيلة ولدها الكبير محامي.

الحب مرة واحدة، زوجتي أم أولادي وهي من عائلة المخيزيم وعائلتها كانت تسكن بالجهراء تزوجتها منذ خمس وأربعين سنة لا احب الدخول بالسياسة احب الكويت وحكامها من آل الصباح.

عدد المشـاهدات: 4039


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
393862-66422.jpg

طيبة البكر متحدثة إلى الزميل منصور الهاجري
393862-66679.jpg

جانب من البيوت الكويتية في الماضي
393862-66446.jpg

66446.jpg
393862-66443.jpg

والدي عمل على السفن الشراعية في نقل التمور إلى الهند وكان نوخذة سفر
393862-66442.jpg

الحج على الجمال قديما
393862-66451.jpg

ساحل شاطئ انجفة
393862-66421.jpg

طيبة البكر أثناء اللقاء (متين غوزال)
الشيخ علي الخليفة رحمه الله
393862-66678.jpg

المدرسة القبلية للبنات
393862-66680.jpg

دق الهريس بالماضي
393862-66681.jpg

66681.jpg


  • جدتي كانت طبيبة شعبية تعالج الأمراض وتشرف على ولادة النساء
  • الشيخ أحمد الجابر أرسل والدي لشراء مكائن مع بداية التنقيب عن النفط فغرقت بما فيها لثقل الوزن
  • ذهبت ذات مرة للسوق لشراء أكل لـ «السخلة» فتبعني رجل غريب وأراد ضربي
  • كنت أذهب إلى البحر لمشاهدة البحارة القادمين بسفنهم من الهند وأفريقيا
  • كان من طالبات المدرسة القبلية ماما أنيسة ولطيفة البراك ومريم الصالح
  • ولدت بفريج عليوة في المرقاب والتحقت بالمدرسة القبلية للبنات
  • الحمد لله العلاج متوافر في ديرة الخير والدولة وفرت كل شيء للمواطنين
  • كان الشيوخ يملكون خيولا ويتسابقون من دروازة العبدالرزاق إلى البريعصي
  • عشت طفولتي وشبابي في بيت المرحوم الشيخ علي الخليفة وخصص سيارة لنقلي إلى المدرسة يومياً
  • كنا قديماً نطبخ الهريس والجريش المطبق سمك والمجبوس اللحم وخواصر اللحم وكل واحد على قدر حاله أ
  • بواب البيوت كانت مفتوحة على مصراعيها والجيران يزورون بعضهم
  • المعرس كان يزف من المسجد بعد صلاة العشاء وخلفه فرقة العرضة البحرية
  • أذكر من الفنانين القدامى جوهر اللنقاوي وعواد سالم وفرقة الزايد وسعادة البريكي
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفتنا هذا الأسبوع السيدة طيبة حسن علي البكر، تحدثنا عما أدركته منذ طفولتها ومرحلة الشباب وتعليمها في المدرسة القبلية للبنات وتذكر لنا زميلات الدراسة في ذلك الوقت، كذلك تحدثنا أم جاسم عن حياتها وتربيتها في بيت المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح، وعن منطقة «انجفة» الساحلية وقصر المرحوم الشيخ علي الخليفة ومن بناه. أم جاسم لديها ذكريات جميلة وقديمة وكذلك تحدثنا عن فريج عليوه ومن كان يسكن فيه وعن البحر والنساء اللاتي يغسلن ملابسهن، ماضي قديم ودولة حديثة أدركتها أم جاسم. أما عن الماضي فتقول ان والدها أرسله الشيخ أحمد الجابر الى البحرين ليشتري شيئا.. ما هو؟ كيف غرقت السفينة ومن الذي مات بالبحار.. السيدة طيبة البكر تحفظ الكثير من قصائد الشعراء وعن سيارة الشيخ علي الخليفة،وعن منطقة انجفة، والزواج قديما عند الكويتيين و«الجلوه» للعروس ويوم الزفة والتحوال. وسنشاهدها على شاشة تلفزيون الكويت في الأسابيع المقبلة وهي تتحدث عن التعليم قديما وزميلاتها وعن حياتها والسيارات والعادات والتقاليد... انها سيدة كويتية أدركت القديم والحديث، أطال الله في عمرها وأمدها بالصحة والعافية إن شاء الله.

في مستهل اللقاء، تتحدث ضيفتنا طيبة حسين البكر (أم جاسم) عن مولدها وبداياتها الأولى فتقول: ولدت في منطقة الدروازة بفريج عليوه مقابل منطقة الأسواق - بالقرب من المسيل، شارع واحد من براحة العبدالرزاق الى دروازة البريعصي - في تلك المنطقة يقطنها مجموعة كبيرة من الكويتيين - حوطة المرحوم عبدالله السالم تقع في تلك المنطقة وخلفها منزل المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح (رحمهم الله جميعا)، ويسكن تلك المنطقة العوازم والرشايدة، ومنهم عائلة المدعج وعائلة بن شنفا والمرشاد والدويلة والبريكي الجميعان وآخرون نسيت أسماءهم، كلنا في ذلك المكان، كنا نتزاور بعضنا البعض وأبواب البيوت مشرعة (يعني مفتوحة على مصراعيها) وناس تدخل على ناس ونعرف بعضنا البعض والفريج آه يا حلو الكويت وأهلها الأولين.

عشنا أسرة واحدة متعاونين متحابين نساعد بعضنا البعض، اليوم الكويت تغيرت في كل شيء نحن راحت علينا ما تعيشون به في هذه الأيام - 4 شهور جالسة في مكاني، لا أحد يزور أحدا، ولا من يسأل، قديما كان النساء يزرن بعضهن البعض ويتواصلن، إذا البيت ماشافوا فيه دخان يسألون عسى ما شر.. بعض المحسنين بالليل يدفع باب البيت ويضع كمية من التمر للفقراء والمحتاجين والعيش كان الكويتيون يساعدون الفقير والمحتاج، اليوم الخير زايد وكثير والرفاهية الزايدة لكن بعض الناس غير شبعانين وغير مقتنعين بما لديهم يريدون الزيادة، والدولة الله يعزهم ما يقصرون، مثلا الأرامل لهم راتب شهري والسائق والخير كثير، لكن البعض غير قانع.

كنا قديما الأكل نطبخ الهريس والجريش المطبق سمك والمجبوس اللحم وخواصر اللحم وكل واحد على قدر حاله، ولكن الغني يعطي الفقير، ما مات أي مواطن من الجوع، التكافل الاجتماعي موجود عند الكويتيين منذ الزمان القديم، النساء تخبز في البيوت واذكر ان البيت فيه عدد اثنين تاوة.

الحياة والتربية والدراسة

عن تربيتها تقول أم جاسم: حياتي وتربيتي في بيت المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح وأشرف على تربيتي وكنت فتاة مدللة عنده، وأدخلني في المدرسة القبلية مدللة، وكنت اذهب الى المدرسة بواسطة السيارة الخاصة للشيخ علي الخليفة، السيارة هدية من الملك عبدالعزيز آل سعود والسائق من الخدم الخاصين بالقصر اسمه فرج وقديما الناس كانوا صادقين فيما يقولون والسيارة اسمها «شعاع» وسعيدة خادمة مملوكة زوجة فرج وعندهما ابنتان كانتا تذهبان معي الى المدرسة صباح كل يوم والمرحوم الشيخ علي الخليفة إذا دخل البيت الجميع يحترمه ويقف محييا له، كان معنا يعيش في البيت الشيوخ سعود وناصر اخوان جابر الخالد الجابر.

عشنا وأشرف على تربيتنا الشيخ علي الخليفة الصباح، وخالد الجابر والدته من قبيلة العنوز تزوجها جابر وأنجب منها خالد.. وتزوج أم سعود وناصر من بدو الكويت. أمضيت بضعة شهور في المدرسة وتركتها وكنت في القبلية، وكان عندنا الطبيب السوري، وكان بالمدرسة بنات المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.

ذيك الكويت الحلوة والناس الطيبون والفرجان والبيوت الجميلة... أذكر من الطالبات اللواتي درسن في المدرسة القبلية أنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) ومريم عبدالملك الصالح ولطيفة البراك، ومن المدرسات فلسطينيات وعراقيات كنا مجموعة من بنات الكويت، المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح خصص مدرسة تعلمني في البيت وكنا نسكن في «النجفة» وكان لها غرفة وملحقاتها في البيت واذكر الممرضة جميلة أم ادورد كانت عندنا في البيت، هذا ما قدمه لي المرحوم الشيخ علي الخليفة الصباح رحمه الله.

عائلة البكر

عن عائلتها تقول أم جاسم: أنتمي لعائلة البكر وأصولنا من مدينة بريدة في المملكة العربية السعودية ولكن عشت مع عائلة الشيخ علي الخليفة، واذكر من الماضي إذا نزل يلعب العرضة ويقابله المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح، يتقابلان في الحلبة، أيضا أذكر الشيوخ كانوا يجلسون بعد صلاة العصر في قصر نايف كل يوم، واذكر ان أهل الجوافل - أصحاب الجمال - يحملون العرفج ويدفعون الضريبة بالروبية الهندية، وابن عثمان الراشد عنده سيارة لوري، واذكر ان شاعرا يجلس مع الشيوخ وإذا مرت سيارة ابن عثمان يتطاير الغبار خلفها، فالشاعر قال هذه الأبيات:

قول لابن عثمان قِلّله

لا بحوش الحكم كلّه

راس ماله هالمواتر

شحنته عرفج وجلّه

يا جرار بوسط نايف

بين طماع وخايف

اشمهنتك من هالوظايف

ترى مهنتك عرفج وجلّه

وصلت الأبيات لابن عثمان الراشد فرد عليه.

ثمنت بيوت فريج المطار ابن عثمان اشترى له بيتا وكان مخصصا للمعاريس، وفيه غرفتان وأي مواطن عنده زواج يطلبه من ابن عثمان ويعطيه له مجانا لمدة أسبوع الزواج.. ولا يوجد فنادق بذلك الوقت وبعض المتزوجين يبقى مع زوجته فترة ويقرر بعدها الطلاق، قديما من الصعب جدا ان يقع الطلاق، الزوجة دائما في خدمة الزوج اليوم بعض الأزواج مالهم كلمة عند الزوج ولا أولاده.

الخطبة والزواج

عن الخطبة والزواج تقول ضيفتنا: كنت صغيرة أروح مع والدتي الى حفلات الأعراس والخطبة عن طريق الخطابة إذا لم تكن من بنت العم أو العمة أو الخال والخالة - الخطابة تسأل عن العائلات اللاتي عندهن بنات وتذهب الى البيت وبعدما تتعرف على أهل البنت تخطبها من أهلها والعائلتان يسألون عن بعضهم البعض الى ان يتعرفوا وتبدأ مراسيم الخطبة والنساء والرجال يذهبون الى أهل البنت يتقدمون لخطبتها ويكتبون الكتاب بالمسجد بحضور أهل العروس والمعرس والمهور حسب الحالة المادية لأن الأعمال بسيطة عند الرجال، والناس تمشي على الأرجل وكذلك النساء. واذكر ان أمير البلاد بسيارته واللوحات عليها علمان والناس يصفقون للأمير ويقفون احتراما وتحية له.

أذكر ليلة الزواج ان العروس أهلها يجهزون لها، والرجل يجهز غرفة النوم وما يحتاج له البيت وأهل المعرس يزفونه من المسجد بعد صلاة العشاء، وخلفه فرقة العرضة البحرية، واذكر جوهر اللنقاوي من الفنانين القدماء وعواد سالم... وفرقة الزايد وسعادة البريكي قبل عودة المهنا وبعدها أم زايد أمينة،

يزفون العروس

ويزفون العروس على زوجها وهي في بيت أبيها.

والبعض يعينون حوافة تخدم العروس لمدة سبعة أيام ويعطونها المقسوم، عمل الحوافة منذ أول يوم للزواج تعمل الريوق للعروسين، الشاي والحليب والبخصم والدرابيل والكيك وقرص العكيلي، لمدة سبعة أيام، اليوم الاول بعد الريوق يخرج المعرس ويذهب الى بيت والده، تقريبا بعد الساعة التاسعة صباحا وقبل صلاة الظهر يتجمع أصدقاؤه ومع فرقة العرضة يزفونه يقولون زفة الضحى، وبعض العائلات يزفون ابنتهم بالفرقة الشعبية، ويغنون السامري:

وهب السعد هبايبه للرياحي

يا شاري العقل والصلاحي

ويذكرون العروس باسمها أثناء الغناء.

وفي تلك الفترة الحوافة تطبخ غداء العروسين وبعد صلاة الظهر تقدم لهم غداءهم، وبعد صلاة العصر يخرج الى بيت أهله.

وبعد ثلاثة أيام أم المعرس مع اخوانها وبناتها وحمولتها تزور أهل العروس. في بيت والدها.

والثوليت والتحوال وهو انتقال الزوجة من بيت أهلها الى بيت أهل الزوج، والاستقبال يقدم فيه القهوة الحلوة والقهوة المرة العربية والشاي وتبدأ العروس حياتها في بيت الزوجية.

وأم الزوج تدعو أهلها وقريباتها وبناتها وتجلس أمام الحضور ويشاهدونها منهن من تنتقد العروس إما إنها جميلة أو غير جميلة قصيرة طويلة هكذا كان النساء. التحوال تنقل كل شيء يخصها وتملكه الى بيت الزوج، وقديما لا توجد سيارات إما مشيا حاملين الاغراض أو بواسطة العربانة التي يجرها الحصان، والعروس بعد العصر والزوج أمامها مع ذويها، والدته تستقبلهما، وإذا حضر والد الزوج مساء، الزوجة تقوم وتقبل والد زوجها، بعد أسبوع من التحوال تقول لها أم الزوج يا ابنتي عليك يوم بخدمة المنزل والطبخ والتنظيف، قديما في البيوت اذا كان يوجد فيه أكثر من كنّة (زوجة للأولاد) يعني ثلاثة أولاد أو أربعة أولاد متزوجين، كل زوجة عليها يوم خدمة للمنزل بأمر من الخالة والدة الزوج.

أذكر أن الحلو الذي يقدم القهوة مع التمر ولا يوجد حلويات مثل هذه الايام، ولا يوجد مثل هذه الايام كل شيء متوافر، كانت الناس على طبيعتها وما تملك، حاليا الناس ينظرون لبعضهم البعض ينظرون للمادة والله كان رازقهم ومعطيهم.

الأمراض والطب

كما تتحدث أم جاسم عن أوضاع الطب والصحة في كويت الماضي فتقول:

كان المجتمع الكويتي فيه أمراض والناس تشكو من تلك الامراض والعلاج بالاعشاب على يد طبيبات شعبيات وأطباء شعبيين يضمدون الكسور ويداوون العيون وأمراض البطن والصدر على نياتهم يرزقون. كانت جدتي أم عبدالله هيلة عبدالله البكر، طبيبة شعبية حضرت الى الكويت مع بناتها من مدينة بريدة وعندها علم الطب ومعها ولدها عبدالله وابنتها سارة.

وباشرت علاج المرضى بعلمها، ونجحت بالعلاج وبداية وصولها الى الكويت نزلت عند المرحوم شملان وهو الذي دفع اجرة الجمل الذي نقلهم من بريدة الى الكويت.

وقد تزوجت ابن طرموم لأن زوجها والد أولادها قد توفي هذه «جدتي» أنجبت منه خالتي حصتي، جدتي عندما وصلت الى الكويت كان عندها علم الطب الشعبي وتعالج المرضى من أبناء المدينة وأبناء البادية، كانت أمراض أبوصفار وتكوي المرضى بالصدر والفخذين والظهر، ويشفي المريض، أيضا جدتي كانت تشرف على ولادة النساء وتشرف عليهن، كانت تحتفظ بالعقارب الصغيرة في الزجاج والعقارب تأكل بعضها البعض، أذكر «عَكَسّة الدهن في بيت جدتي».

استقبال البحارة

من مشاهداتي القديمة كنت أذهب الى ساحل البحر مع أفراد عائلتي نستقبل البحارة القادمين من الهند وأفريقيا والفرق الشعبية تحتفل بالغناء ومعها الطيران والطبول الكبار والصغار يستقبلون القادمين من السفر، أذكر من الفنانين سعادة البريكي وفرقتها وعواد سالم وجوهر اللنقاوي وفرقته.

أذكر أن إحدى الفرق الشعبية احتفلت بالغناء أمام بيت والدي، وذلك لوالدتي بولدي جاسم.

والوالدة كانت زعلانة من الذي ناداهم فقلت لها لا أعرف.. المعاريس كانوا يشترون الذهب للعروس وكان الذهب رخيصا لكن الناس ما عندهم فلوس خاصة الطبقة العاملة الكادحة.

والدزة تتكون من قطع الملابس العباءة والثوب الجرجيس وقطعتي ثياب والملابس الداخلية والبوشيه. البنات ما شاء الله بصحة وعافية تشتغل في بيت الزوجية منذ الصباح حتى المساء، وإذا اشتكت فالطبيبة الشعبية موجودة. أنواع الذهب البناجر، الشميلات، المرتهش، الخرام، الحجول، والمضاعد، والمقمش، ودفة الباچله، والدفة المتينة وفخذك على فخذي، وبعد ذلك المضاعد الناعمة بالدرزن والبرزنين والنيرة الرشيدية بروبيتين والنيرة الحميدية بروبية ونصف، والدتي كانت تشتغل بالذهب.

قصر انجفه ووفاة علي الخليفة

توفي المرحوم الشيخ علي الخليفة وقبل وفاته بنى قصر انجفه ومعلم البناء كان خليفة البحوه ومعلم الأبواب والدريش (الشبابيك) أحمد بن سمحان ولكن سكنه لفترة قصيرة، واذكر كان في القصر الطيور والسلاح والخيول.

بعد وفاة الشيخ علي الخليفة حضر بعض الشيوخ ونادوني «يا طيبه انت واهلك اسكنوا في هذا القصر ولا تخرجوا منه» لكن الوالدة - رحمها الله - أخذت القرآن الكريم الذي كانت تقرأ فيه وانتقلت الى قصر بيان وحضر المرحوم الشيخ خالد الجابر وقال «يا طيبة» روحي اسكني عند أمي سارة حتي تخرج من العدة وتعودين، المهم ذهبت الى بيت أمي سارة في منزل المرحوم الشيخ أحمد الجابر 4 شهور و10 أيام وكان عندي ملابس، كان الشيخ علي الخليفة يملك خيولا للسباق، وكانوا يتسابقون من دروازة العبدالرزاق الى دروازة البريعصي، وكان ذلك الوقت أرض فضاء وكان من المتسابقين المرحوم الشيخ عبدالله الجابر والمرحوم الشيخ علي الخليفة والخدم شعورهم طويلة (عجايف) واذكر بعض التجار الذين يملكون الخيول، واذكر خيول الشيخ في حوطة كبيرة يملكها المرحوم الشيخ عبدالله السالم، فيها أبوعنير يشرف على الخيول.. وفيها أيضا خادم آخر.

والعوازم وهم يصنعون الحظور من الأقلامة في الليل أو بعد العصر والبناؤون يبنون بعد المغرب وصاح المعلم:

سرى ليل وجا ليل

وارخت نجومه

وعيني جزت عن لذيذ المنامي

الظهر الشمس حارة والرطوبة شديدة والعمال البناؤون يتعبون من العمل لا ماء بارد ولا ثلج ولا مراوح.

بعد سنوات تم انشاء ماكينة الثلج بالشرق ويضعون الماء بالليل في الغرشه والحب والبرمه لكي يبرد بالليل ليشرب الماء بارد بالنهار، والنوم على السطح على ضوء القمر، اذكر حارتنا شاهدت الغرشة تحسب انها رجل بالليل أخذت الهيب عمود حديدي طويل يستخدمه البناؤون كسرت الفرشة بالهيب وسال الماء البارد.

اذكر بعد العصر بعض النساء عندها التاوهة توضع على المركة وتحتها النار يصنعون الخبز المستدير الصغير ويضعون عليه الدبس الحلو ويوزع على الجيران.

الجار ما ينام جوعان، اليوم الجار ما يعرف جاره، في ذلك الوقت الأولاد كانوا يستخدمون الدراجات ولا توجد سيارات بمثل هذه الأيام والازدحام الشديد.

موقف غريب

تحكي أم جاسم موقفا غريبا حدث معها قائلة: يوم من الأيام كنت رايحة بيت أمي سارة التي أصيبت بمرض ارتفاع الحرارة وخاصة بعد وفاة المرحوم الشيخ علي الخليفة - رحمه الله - وكانت تجلس تحت المرزام والماء يصب على جسمها لكي تخف عنها الحرارة السيدة شوكة عيد آل، أخذتها الى ايران للعلاج هناك لعدم وجود أطباء وسافرت الى هناك وتلقت العلاج والدتي كان عندها ماعز (سخلة) أرسلتني الى سوق الجت لشراء الأكل لتلك السخلة، واشتريت الجت والتفت وإذا برجل يتبعني ودخل الى البيت خلفي وأراد ان يضربني، وهو الرجل الطيب محمد الحماد عم المستشار راشد الحماد.

حياة الوالد

أما والدها فتقول عنه:

والدي حسن علي البكر والدتي أكبر من والدي الذي كان يعمل بالسفن الشراعية بالبحر في سفن النقل الشراعي التي تسافر الى الهند وينقل التمور الى هناك وكان نوخذة سفر.

والدي توفي وعمره خمسة وأربعين سنة، الشيخ أحمد الجابر أرسل والدي الى البحر لشراء مكائن مع بداية التنقيب عن النفط الوالد سافر واشترى المكائن ووضعها داخل إحدى السفن، لكن كانت الحمولة أكثر مما تتحمل السفينة فغرقت بالبحر وفيها المكائن، والدي كان معه ولد اسمه حسين.

الوالد توفي قبل استخراج النفط في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر، الوالد كان عنده مجموعة من النخيل في البصرة وكان معه بالسفينة مجموعة من البحارة غرقوا، الحياة ما ترجع مرتين، الناس قديما أقوى من الناس حاليا لا تهتم كانوا فقط اشرب الشربات (الفيتمو).

عن خاطري

حاليا أشكو من عدة أمراض: السكري والضغط والغدة، والحمد لله العلاج متوافر في دولة الخير والادوية دائما يعطون اياها ومستمرة بالعلاج الدولة وفرت كل شيء للمواطنين، الحمد والشكر لله كل شيء متوافر للمواطن والوافد، الله يعز أميرنا الشيخ صباح الأحمد والله يحفظ الكويت من كل سوء ومكروه.

هذه بعض الابيات في حب آل الصباح:

المرجلة تحسبونها صرف دينار

وإلا القلم يوم خط بالمداوتي

الله يعز الصباح

بشوتهم في يد الخدام شطار

وشطفهم بالسكيك محذقاتي

الله يعز الصباح اللي لهم كار

شيوخنا من العصور الماضياتي

صالح قصير وغدا في موتره نار

وباقي ربوعه غدوا مثل البناتي

المرجلة يحسبونها صرف دينار

وإلا القلم يوم غطوا بالدواتي

ما شفتوا سيد.. يوم انقلب فار

ونخش في بركته يبقى النجاتي

يوسف تزبن في ربعة الدار

ويقول ويلاه يا شوفة حياتي

الله يعز الصباح حكامنا ويحفظ الكويت وأهلها.

المرحوم الشيخ علي الخليفة بنى قصر انجفة، فقال أحدهم مجموعة أبيات جاء فيها:

جعلك تبني قصر يا بوخليفة

قصرك اللي بنيته فوق راس الزبارة

ما يمره غريب ما تردد بسيفه

وقال هالقصر يا الربع كنه ضلع واره

جعل أفعاله سحاب تنتثر فوق سيفه

قالها الشاعر عبدالله وبران

وهذه أبيات وأذكر يوم من الابيات كنا نسكن انجفه والده ما عندها غير حليب واضعته في الليان تعمله روب قامت جدتي مع الوالدة شربوا منه، وأصابهم مرض فتم نقلهم الى سيد ياسين الطبطبائي وتأخروا كان عندنا امام القصر بيوت شعر والدتي ماسكة ببيت الشعر ونحن واقفات ومر علينا عبدالله البريكي وشاهدنا فقال علامكم؟

فقلت الوالدة وجدتي شربوا لبن «محيوف»، (لبن تسمم)، فقال هذه الابيات:

قالت الحبايب غابت الشمس ماجوني

نبهها هلن وأهلا وهلا ومرحب

حبيت عليها الخدم هل المواجيبي

عسى الله يجيب اللي الحاجات وسط البيت

تسفر على اللي بوسط الدرب يمشوني

نبهها هلا وأهلا ومرحبا حبيت

عليها أهل المواجيبي يهنوني

وأنا إن بغيت أنحر هلي قلت

ونظر الدرب بعيوني

أنا هرجي هرج الصدق

والرزق مضموني

حديث القصيد

عن استخدام الكويتيين للشعر في التعبير عن مشاعرهم في المواقف المختلفة تقول أم جاسم:

من الشعر القديم كثير، الأولون بالقصيد.. يتحادثون، المرحوم الشيخ علي الخليفة اشترى سيارة لونها حليبي (أبيض)، فقال الشاعر يوصف تلك السيارة:

شاقني موترن ما شفت مثله نمونه

موتر مغربي وإن كان ما تبحصونه

موتر الي دار الغبق في عيونه

ما يهود صوابه ليمن يبرد غليله

وإذا صار الليل في منطقة انجفه، كان الرجال يقصدون القصيد، ويكون الرجال بجانب والنساء بالجانب الآخر، والنساء شعورهن الطويلة والقصايب الجميلة.





الحج بالجمال والسيارات

تتحدث أم جاسم عن حج والدتهــا وزيارتها إلى الأراضي المقدسة والفرق بينهما من حيث الوسيلة المستخدمة قائلة: والدتي ذهبت الى الحج على الجمال 5 حجات وجدتي ذهبت الى الحج 7 حجات مع حملة عوض بن شنفا والانصافي وتابي الوطري، وأما أنا فقد ذهبت الى مكة المكرمة 5 حجات بالسيارات اللوري والباص، أول حجة مع ولدي حسين في باص خاص على حسابنا، لكن صاحب الباص أخذ معنا 4 حجاج فقلنا له نحن متفقين الباص لنا من دون حجاج آخرين ولكن اتفقنا على ان يبقى الحجاج معنا.



كلمة للشباب

توجه أم جاسم كلمة للشباب والشابات قائلة: الله الله بالكويت بلدكم أرضكم الحبيبة، وعليكم بالتعليم وحافظوا على الكويت وضعوا الله بعيونكم، ما في أحسن من الكويت ومالنا غير الكويت، حافظوا على النعمة التي نعيش فيها.

شكرا لجريدة «الأنباء»، شكرا لمنصور الهاجري على اهتمامه باللقاءات التاريخية عن الشخصيات وعن الكويت، تحيا الكويت ويعيش الأمير وولي العهد الأمين.



موقف طريف

تحكي أم جاسم موقفا طريفا قائلة: ولدت جاسم وكان لونه أسمر ومن شافه يقول لونه أسمر وقلت لناصر بوطيبان وقلت أريد ان أذهب الى البحر أغسل جاسم يمكن لونه يكشف عن السمار وأخذنا الداية ومعها ملابس الطفل، حملت جاسم على يدي مع الداية وذهبنا الى البحر ونزلت مع جاسم في البحر، وشاهدتني امرأة كانت بالبحر، أخذت جاسم مني ونشفته ولبسته ملابس ورجعنا الي البيت وشاهدتني جارتنا وضربتني وأخذت مني جاسم.. الناس على نياتهم، ونياتهم طيبة وقلوبهم على بعض والمساعدة كانت بين الناس.

جاسم متزوج وعنده أولاد وأحفاد، عندما كنا صغارا صمنا شهر رمضان وكان عمري 7 سنوات وتعلمنا من أمهاتنا وآبائنا وكنت أصلي كل فرض في وقته وذهبت الى الحج وكنت صغيرة مع زوجي.



عدد المشـاهدات: 5798


 

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
رافي كوهلي: أحنّ إلى بساطة كويت الخمسينات عندما كان الهندي فرداً من العائلة
رجل الأعمال يمثل الجيل الثالث لعائلة هندية عاشت في البلاد منذ ما قبل الاستقلال
محليات - الأحد، 11 أكتوبر 2015 / 252 مشاهدة / 28
صورة من كتاب ذكريات كوهلي تظهر سمو الأمير في افتتاح المدرسة الهندية
×


صورة من كتاب ذكريا
1 / 6
شارك:
n.png
n.png
n.png

+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
كويت الخمسينات قمة الروعة... وجدي كان يستضيف أبناء الجالية كل خميس

• ولدت في الكويت ثم سافرت لدراسة إدارة الأعمال في أميركا وعدت إليها ثانية

• صادقت جابر مبارك الصباح في المطار القديم وقد ساعدني لبدء عملي الحر

• عملت في مجال الهدايا والإعلانات ... وبعد الغزو اتجهت للمطاعم

• حضر جدي للكويت عام 1946 وأسّس المدرسة الهندية في 1959

•جدتي كانت تنتظر منذ الصباح بائع الماء الذي يأتي على حماره لتشتري منه
يحنّ رافي كوهلي إلى كويت النصف الأول من القرن العشرين، «كويت البساطة» التي كان الهندي يعامل وقتها كفرد من المجتمع، معبرا عن أمله في «أن يزال الجدار الذي وضع بيننا وبين اشقائنا الكويتيين، فقد كان ابناء الجالية الهندية دوما مخلصين ومفيدين للدولة التي يعيشون على ارضها»

كوهلي، رجل أعمال هندي ولد في الكويت عام 1950، وهو من الجيل الثالث لعائلته في الكويت التي حضر الجد فيها للكويت في أربعينات القرن الماضي وكان أحد المؤسسين للمدرسة الهندية في منطقة النقرة عام 1959، يستعيد مع «الراي» ذكريات ستين سنة من عمره في البلاد، عندما «كنا في المساء ننام فوق أسطح المنازل، وكنا لا نستطيع النوم دون غطاء في فصل الصيف، فقد كان الطقس باردا جدا مساء وهذه هي طبيعة المناخ الصحراوي، فلم تكن هناك في المنطقة سوى نحو 50 سيارة ولا مباني». ويستطرد في حديث ذكرياته «في صباح كل جمعة كان جدي يقول لنا: هيا بنا جميعا الى شاطئ البحر. ونذهب سيرا على الاقدم من النقرة لشاطئ البحر بجوار قصر الشيخ عبدالله السالم، ومن ثم نعود لبيتنا، وكنا جميعا لدينا (تيوبات) للسباحة».

ويصف كوهلي الحياة في ذلك الوقت بـ«البسيطة جدا، فيما المحبة تسود الجميع وآمنة، فلا أذكر يوما اننا كنا نغلق باب منزلنا في المساء، وكنا نشعر جميعا باننا اسرة واحدة في المجتمع الكويتي، ولم يكن هناك فرق بين كويتي او هندي او احد من الجنسيات الأخرى في تلك الأيام».

«الرجل العصامي» بدأ حياته التجارية من الصفر، فتاجر في مجال الهدايا والاعلانات التجارية وتوجه بعدها الى قطاع المطاعم في عام 1992، وأسس مطعم «الدعوة» للمأكولات الهندية بفروعه الخمسة ومن ثم مطعم تال بفرعيه. وتطرق كوهلي في حواره إلى عدد من الجوانب في حياته بالكويت نتابعها في السطور التالية:

● هل تحدثنا عن ذكرياتك في الكويت؟

عندما كنت صغيرا كانت معظم الكويت عبارة عن صحارى، وكانت جدتي تستيقظ في الصباح الباكر لتنتظر بائع المياه التي يحملها على حماره و يجلبها من البصرة، لكي نشرب وكان لدينا بئر في البيت نغسل ونستحم منه قبل ذهابنا للمدرسة الهندية في منطقة النقرة.

كانت الكويت في تلك الايام في قمة الروعة، ولم تكن هناك مسارح أو دور سينما في الكويت وكان جدي كل يوم خميس يستضيف أبناء الجالية لتناول البرياني وحضور فيلم سينمائي بالابيض والاسود عبر البروجكتور الذي احضره معه من الهند.

● متى حضر جدك للكويت؟

حضر جدي للكويت في عام 1946 من الهند الى ايران، ومن ثم للبصرة وبعدها للكويت، وبدأ عمله الخاص في الكويت في قطع الغيار فقد كان صاحب اكبر شركة لقطع الغيار في خمسينات وستينات وبداية سبعينات القرن الماضي، وعند وفاته تولى والدي تجارة جدي لكنه بسبب صحته لم يوفق بها فباع تجارته هنا وعاد للهند، وكنت حينها قد أنهيت دراستي في الولايات المتحدة، وعدت للكويت وتزوجت فيها زوجتي التي هي من مواليد الكويت أيضا.

● ماذا درست في الولايات المتحدة؟

درست ادارة الاعمال، وكنت اعمل في ماكدونالدز وكنتاكي بعد دوام الجامعة وتخرجت عام 1978.

● ماذا فعلت بعد التخرج؟

عدت للكويت وكان لا يزال عندنا محل لقطع غيار السيارات، فطلبت من والدي ان ابدأ بالعمل معه، لكنه رفض وقال لي انه وجد لي وظيفة في شركة الكاظمي للسياحة والسفر وكنت مخططا لأعمل لسنة واحدة فقط، ومن ثم اشق طريقي في العمل الخاص، ولكن مضى الوقت سريعا وعملت في الشركة لمدة 10 سنوات، تعرفت خلالها على الكثير من الشخصيات حيث كان عملي في المطار القديم عندما كان يرأسه الشيخ جابر مبارك الصباح وأصبحنا صديقين.

وأذكر انني قلت له انا اريد ان ابدأ عملا خاصا بي وان تعاونني، فقال لي ليس لدي وقت فانا مشغول دوما في المطار، وعندما استقال من المطار اتصل بي في عام 1986، وطلب مني الحضور وعرفني على الشيخ مبارك فهد السالم، وسألني ما العمل الخاص الذي تود ان تبدأ به فقلت له اريد ان اعمل في مجال الهدايا والاعلانات التجارية للشركات، فسألني كم تريد فأجبته لا اريد نقودا ولكن قد احتاج بعض التسهيلات البنكية لغاية 10 آلاف دينار فقط، وبدأت في عملي الخاص في هذا المجال حتى يوم الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990.

● حدثنا عن ذكرياتك اثناء فترة الغزو؟

بقيت في الكويت لمدة شهر واحد فقط، ولم اغادر المنزل في اول اسبوع لان اسم شركتي في البطاقة المدنية كان الشيخ مبارك فهد سالم الصباح، وكنت خائفا جدا، وبعدها ابلغني احد اصدقائي الا اخرج بالبطاقة واكتفي برخصة القيادة، فقد كان محلي في الشارع الجديد في منطقة الصفاة بجوار الكترونيات اليوسفي. وكان لدي ابنتان الكبرى عمرها عامان، وكنا نسمع قصصا مخيفة عن قتل الاطفال لذلك قررنا مغادرة الكويت واتفقنا مع وسيلة نقل لتنقلنا لبغداد التي بقينا فيها ليومين ومن ثم للاردن ومنها عدنا للهند.

● وكيف رجعتم للكويت؟

في عام 1991 اتصل بي الشيخ مبارك من جنيف وسألني هل تريد العودة للكويت، فقلت له نعم وارسلت له صورة جواز سفري وارسل لي التأشيرة. وعندما عدت وجدت محلي فارغا ومسرقا بالكامل، وفكرت في الاتجاه لقطاع المطاعم وبدأتها في تأسيس مطعم الدعوة في بنيد القار في عام 1992 للمأكولات الهندية والذي اصبح له خمسة فروع في مختلف مناطق الكويت مع استمراري في عملي القديم في مجال الهدايا والاعلانات، وبعدها افتتحت مطعم تال للمأكولات الهندية وخلال الاسبوع المقبل سأفتتح فرعه الجديد في الجراند افنيوز.

● ما قطع الغيار التي كان جدك يتاجر بها؟

في تلك الايام لم تكن هناك موانئ في السعودية او الامارات وكان الميناء الوحيد في الكويت في منطقة شرق، وكان جدي مستوردا لبطاريات «بورجا» وزيت بريك «رغلر» من ألمانيا، ولم تكن هناك حاويات بل حمولة السفينة كاملة من البطاريات وزيت البريك، وكانت اللوريات السعودية والاماراتية تنتظر بالقرب من الميناء لمدة تتجاوز الثلاثة ايام لوصول البضاعة.

● متى اسس جدك المدرسة الهندية في الكويت؟

في عام 1959 وكان بها 9 طلاب فقط، وأذكر أيامها عندما اشترى باص «فوكس فاكن» وقد أهدى جدي هذه المدرسة قبل وفاته للحكومة الهندية والتي أصبحت تدار من قبل السفارة الهندية وبعض قدماء الهنود في الكويت.

● هل كان هناك تواجد للجالية الهندية في الكويت؟

نعم كانت هناك جالية صغيرة معظمها من دلهي اقليم البنجاب، وكنا نجتمع كل مساء في بيت احدهم للعشاء والتحدث.

● كيف كنتم تقاومون درجات الحرارة الكبيرة؟

كنا في المساء ننام فوق أسطح المنازل وكنا لا نستطيع النوم دون غطاء في فصل الصيف فقد كان الطقس باردا جدا مساء وهذه هي طبيعة المناخ الصحراوي، فلم تكن هناك في المنطقة سوى نحو 50 سيارة ولا توجد مباني.

● كيف كنتم تقضون أيام العطل؟

في صباح كل جمعة كان جدي يقول لنا هيا بنا جميعا الى شاطئ البحر ونذهب سيرا على الاقدام من النقرة لشاطئ البحر بجوار قصر الشيخ عبدالله السالم، ومن ثم نعود لبيتنا، وكنا جميعا لدينا «تيوبات» للسباحة. كانت الحياة بسيطة جدا والمحبة تسود الجميع وآمنة فلا أذكر يوما اننا كنا نغلق باب منزلنا في المساء، وكنا نشعر جميعا باننا اسرة واحدة في المجتمع الكويتي ولم يكن هناك فرق بين كويتي او هندي او احد من الجنسيات الأخرى في تلك الأيام. وأتذكر انني واختي كنا نلعب «التيل» في الطريق خارج منزلنا مع جيراننا الكويتيين بعد العودة من المدرسة يوميا، وفي حال مرور احدى السيارات بجوارنا ونحن نلعب تتوقف احيانا حتى نكمل لعبتنا.

● هل كان هناك أطباء من الهند يعملون في الكويت في تلك الأيام؟

نعم كان الدكتور خان بوري في دروازة عبد الرزاق من أشهر الجراحين في فترة الستينات وحتى بداية السبعينات، وأذكرعندما اجرى عملية لسمو الشيخ سعد العبدالله وأهداه بيتا في منطقة مشرف. كما كان هناك طبيب عام يدعى نات جيري يلجأ له جميع المرضى والذي عمل في مركز صحي في منطقة حولي وكانت له عيادة خاصة.

● بعد اقامة اربعة أجيال من عائلتك في الكويت ماذا تتمنى؟

أتمنى أن يعامل الهندي كما كان يعامل سابقا كفرد من المجتمع او كما يعامل في الامارات او قطر والبحرين وعمان، وان يزال الجدار الذي وضع بيننا وبين اشقائنا الكويتيين، فقد ان ابناء الجالية الهندية دوما مخلصين ومفيدين للدولة التي يعيشون على ارضها.

الراي
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
390624-59547.jpg

محمد حسن عودة (محمد خلوصي)
390624-59536.jpg

محمد عودة متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
390624-59538.jpg

أحمد ابوسيدو ومحمد عودة ويوسف مصطفى وآخرون
390624-59545.jpg

طلبة المدرسة الوطنية مع مدرسهم
390624-59539.jpg

محمد عودة ومجموعة من أولياء الأمور
390624-59537.jpg

390624-59543.jpg

محمد عودة ومجموعة من مدرسي «الوطنية»
390624-59541.jpg

390624-59540.jpg

حفل تكريم بعض الطلبة
390624-59542.jpg

الأستاذ محمد عودة يكرم بعض الطلبة الرياضيين
390624-59544.jpg

أولياء أمور بعض الطلبة بينهم محمد عودة



    • ولدت في قضاء صفد بأرض فلسطين والصهاينة كانوا يضربون الناس بالأسلحة لإجبارهم على ترك منازلهم
    • الوالد أنشأ مدرسة في قرية حاتم وطلب المساعدة من الحكومة الأردنية فأرسلوا له مدرسين
    • والدي كان أول من زرع الزيتون في القرية بعدما ترك فلسطين وكنا نزرع القمح والعدس والبطاطا
    • كنا ندرس صغاراً على فترتين والمراجعة على ضوء السراج والتكنولوجيا الحديثة أثرت على التعليم
    • كان الناس في الماضي يتمتعون بصحة جيدة ولا يسهرون وكبار السن يذهبون لصاحب الراديو لسماع الأخبار والأغاني
    • في الصف السادس كنت أصلي الفجر ثم أذهب إلى شجر الزيتون لنقطف الثمر مع الوالد وبعدها أذهب إلى المدرسة
    • بدأت إدارة التعليم الخاص عام 1976 الإشراف على المدارس الخاصة وكانت تقتصر على أبناء الوافدين في البداية
    • إدارة الفرد للمدرسة أفضل من الإدارة الجماعية عن طريق الشركات
    • الدولة في الماضي كانت تدفع 50 بالمئة من الرسوم الدراسية عن ولي الأمر للمدارس الخاصة دون أن يعلم
    • كنت أمشي من قريتي إلى مدرسة «ملكة» 7 كيلومترات يومياً وأخرج من الشروق وأعود عند الغروب
    • تميزت في النشاط الرياضي وألعب كرة القدم مدافعاً وفي ألعاب القوى شاركت في القفز العالي
    • أول عمل لي كان في المدرسة الوطنية الجعفرية وكنت مدرساً شاملاً أدرس العربية والإنجليزية والرياضيات والتربية الفنية
    • انخفاض مرتبات المدرسين يدفعهم إلى اللجوء للدروس الخصوصية.. وإكرام المعلم واحترامه واجب ليؤدي رسالته
    • أعمل في مجال التعليم منذ عام 1960 وتعاملت مع كل الفئات بكل أريحية وشفافية
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون

ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل محمد حسن عودة خرج مع أسرته من قضاء صفد بأرض فلسطين إلى إحدى القرى الأردنية في خمسينيات القرن الماضي. قضى مشواره الدراسي في مدارس مدينة إربد وأتم دراسته الجامعية في بيروت. حضر إلى الكويت في منتصف الستينيات وكان في نيته أن يذهب إلى أميركا بعد سنتين لكن شاء الله ان يستمر إلى الآن.

عمل مدرسا في المدرسة الوطنية الجعفرية وكان مدرسا شاملا يدرس اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات بالإضافة إلى التربية الفنية. يحدثنا خلال هذا اللقاء عن قدومه إلى الكويت وكيف كانت الرحلة التي استغرقت يومين وليلتين عبر الباص وكانت الأجرة دينارين، وعن طفولته في قرية حاتم الاردنية وكيف علم والده الناس هناك زراعة الزيتون.

يتطرق إلى الحديث عن التعليم في الكويت ولاسيما في المدارس الخاصة وعن مشواره التدريسي الطويل الذي يزيد على نصف قرن. يكلمنا عن أوضاع المدرسين والأسباب التي تدفعهم أحيانا للجوء إلى الدروس الخصوصية، وكذلك عن المساعدات التي كانت تصرفها وزارة التربية للمدارس الخاصة وإيجابياتها.

نتعرف على لمحات من حياة المربي الفاضل محمد عودة خلال السطور التالية:
يبدأ المربي الفاضل محمد حسن عودة حديثه خلال اللقاء عن مولده قائلا: ولدت بفلسطين في قضاء صفد وبعد ذلك انتقل الوالد الى المملكة الأردنية وسكن في مدينة اربد والتحقت في مدارسها.

وأما الدراسة الجامعية فقد أكملتها في مدينة بيروت وحضرت الى الكويت منتصف الستينيات وبداية عملي في المدرسة الوطنية ومنذ ذلك الوقت أعمل فيها مديرا مساعدا.

خرجت عائلتي من فلسطين الى الأردن وكنت طفلا صغيرا، كان والدي يسكن مع عائلته في القرية وكان الوالد وسكان القرية من الفلاحين والقرية منطقة جبلية مشهورة بزراعة الصبر والتين والعنب وفيها مزارع، ووالدي كان يعمل فلاحا في مزرعته، وبعد الهجرة الى الأردن لم يملك اي شيء، والبداية من قريتنا في فلسطين الى لبنان لأن المسافة قريبة وبعد ثلاثة أيام سافرت العائلة الى سورية ومن ثم الى الأردن.

مدينة صفد قريبة من جنوب لبنان وهي جبلية وقريبة من جبال الجليل.

سمعت من الوالد الكثير عن صفد، وقال ان الإسرائيليين كانوا يريدون إخلاء المنطقة من سكانها بأي أسلوب عندهم، كان الإسرائيليون يضربون الناس بالأسلحة وإلى الآن المنطقة خالية من سكانها الأصليين وجميع البيوت القديمة هدمت، وكان قرار الإسرائيليين هو طرد الفلسطينيين من ديارهم وإخلاء فلسطين، فقط قرية الجاهونة فيها بيت واحد، الفلسطينيون لا يملكون أسلحة، كان السكان يزرعون القمح والشعير والفواكه مثل الصبر والتين والعنب مثلما اشتهرت مدينة يافا بالبرتقال، وكان يصدّر للخارج والقرى المجاورة لها علاقة ببعض والبعض من جيل أبناء القرية هاجروا الى لبنان وسورية والأردن.

كان والدي الأكبر بين اخوانه وذهب الى الأردن ليؤمن مساكن لهم ولعائلاتهم، كان أهل الأردن قديما يعملون في صفد بالزراعة وكان للوالد علاقة معهم فذهب الى الأردن وسكن هناك، والجميع في سورية و10% في لبنان والوالد اشتغل بالزراعة في قرية لم يكن فيها شجرة واحدة من الزيتون، فما كان منه الا ان زرع الزيتون فيها بعد ما استقر سكنه فيها والقرية اسمها «حاتم»، وكان ذلك ببداية الخمسينيات، حضر وزرع الزيتون، حاليا يوجد اربع مصانع لعصر الزيتون في قرية حاتم وفيها أكثر من عشرين ألف شجرة زيتون، ويزرع الأرض التي يحصل عليها، وكان سكان شرق الأردن ما لهم بالزراعة، والزراعة كانت القمح والعدس فقط.

كان السكان يشترون الخضار والفاكهة من السوق وبوسط البلد يوجد ما يسمى المزبلة ـ التي ترمى بها الزبالة ـ والوالد زرع البطاطا، وأذكر في احدى المرات اننا بدأنا نحفر الأرض ونستخرج البطاطا، وأتذكر ان الكمية كانت كبيرة، هذا بالإضافة لزراعة القمح والعدس والشعير في تلك القرية، وتوفي الوالد عام 1992، وكانت الأمطار تنزل غزيرة بتلك الأيام، وسكان تلك القرية ناس طيبون جدا، ولاتزال علاقتنا ممتازة مع سكان القرية وأذهب لزيارتهم.

الدراسة وقرية حاتم

يتحدث عودة عن القرية التي انتقلت اليها الاسرة في الاردن قائلا: ادخلني الوالد في المدرسة الابتدائية في قرية حاتم وفي البداية لم تكن فيها مدرسة وبعدما سكنها الوالد رحمه الله انشأ فيها مدرسة تتكون من ثلاث غرف وساعده سكان القرية في انشائها، وكانت عبارة عن بيت عادي عربي والوالد كان ملما بالتعليم الابتدائي، فلذلك شعر بان ابناء القرية بحاجة الى تعليم، الوالد اتصل بمسؤولي التربية بالاردن وزودوه بمدرسين اثنين اذكر الاستاذ كمال والثاني الاستاذ نبيل من قرية اخرى من التربية، اذكر عندما كنت في الصف الثالث والرابع الفصل فيه ثلاثة مستويات بمعنى ثلاثة فصول.

الفصل الاول بجانبه الفصل الثاني وبجانبه الفصل الثالث، كل مجموعة امامهم مدرس يعملهم وذلك لعدم وجود فصول كافية بالمدرسة ولا تأثير على بعض، كانت المدرسة فيها ست فصول وفيها مدرسان اثنان، كان المستوى الاقتصادي ضعيفا عند المواطنين، واستمرت المدرسة لمدة 8 سنوات وفيها مدرسان اثنان، وكان الطلبة والمواطنون يحترمون المدرس.

حاليا قرية حاتم صار فيها اربع مدارس لجميع المراحل بنين وبنات والحكومة الاردنية لم تقصر مع اي طالب، واعتنت بالتعليم، جزاهم الله خيرا.

والتعليم حاليا في قرية حاتم من الابتدائي الى التعليم الثانوي، وهذا بفضل من الله والقائمين على التعليم في المملكة الاردنية الهاشمية، تعلمت الى الفصل السادس وكان المنهج قويا جدا في اللغة العربية والرياضيات والاجتماعيات، درسنا في الصف الرابع تاريخ الفينيقيين والآشوريين والبابليين، كان التعليم مجانا ويمكن مقابل شيء لا يذكر، وكل المنهج نصف دينار، اما الدفاتر من بقالات موجودة في القرية، والسعر زهيد جدا، وكان ترتيبي لا يتعدى الرابع او الثاني لأنه يوجد طلبة منافسون، احيانا اكون الثالث والطلبة لديهم قدرات متعددة، وكنت اتميز بمادة الرياضيات طوال سنوات الدراسة، حاليا تغير المنهج ولا توجد مادة اللغة الانجليزية في الابتدائي، ولا توجد عندنا دروس اضافية او مدرس خصوصي، الانتباه لشرح المدرس يكفي لأن يتعلم الطالب ويفهم ولا يوجد من يراجع لي بالمنزل فالوالد مشغول بعمله والوالدة ربة بيت.

سابقا الاعتماد على النفس هو الاساس ويتمثل بالانتباه لشرح المدرس في الفصل والذي يذكره المدرس لجبر الطالب على ان يفهمه.

كان المدرس يعطي الكثير من نفسه لا تلفون ولا دروس خصوصية، هكذا كان التعليم قديما.

التعليم والتطور

ويضيف عودة: حاليا اختلف كل شيء مع التطور والاجهزة الحديثة، الدوام على فترتين صباحا حتى الحصة الخامسة بعدها فترة غداء ونرجع العصر وندرس حصتين الى المغرب، ولا كهرباء والمراجعة على السراج اذا طال وقت المراجعة، لكن بعد صلاة العشاء الجميع يأكل العشاء وينام لكي يصبح نشيطا لليوم الدراسي التالي، كان الناس واولادهم يتمتعون بصحة جيدة جدا، والأكل الطبيعي ولا سهر في الليل ولا يوجد راديو، وان وجد عند احد السكان الكبار يذهبون لسماع الاخبار والاغاني، وكان يوجد مسجد واحد في قرية حاتم وكنت اذهب للصلاة مع الوالد.

كنا طلبة نستعد لليوم التالي بتجهيز الكتب والدفاتر، وكل طالب مسؤول عن كتبه في المنزل وكنا نعتمد على انفسنا، مع عدم وجود كهرباء.

أذكر عندما كنت في الفصل السادس كنت اصلي الفجر واذهب الى شجر الزيتون نقطف حبات الزيتون مع الوالد وبعد ذلك اذهب الى المدرسة وموسم القطف الشهر العاشر والحادي عسر وسقي الشجر على مياه المطر.

وتوجد آبار مياه للشرب أو ينابيع مياه بعد نزول المطر.

التعليم

أكملت الصف السادس في القرية وانتقلت الى مدرسة في قرية ملكه تبعد عن قرية حاتم سبعة كيلومترات ونذهب يوميا مشيا على الأقدام سبعة كيلومترات ذهابا ومثلها عودة إلى البيت والغداء كل طالب يأخذ أكله معه ونتغدى في المدرسة.

أخرج قبل الشروق وأصل إلى البيت مع الغروب. ونحن تقريبا ثمانية طلاب ودرست فيها السابع والثامن والتاسع، يوميا نجلس تحت شجر الزيتون ودروس العصر حصتان عملية وحصتان نطبقها داخل المدرسة ونتعلم الزراعة لأننا ابناء فلاحين، وحاليا القرية جميلة جدا فيها شجر الزيتون والكروم وجميع أنواع الفواكه، وعدد السكان حاليا اثنا عشر ألف نسمة، قرية ملكه أكملت فيها تعليمي وقرية حاتم بدأت فيها تعليمي وكان معي صديق اسمه صالح الطلال هو المنافس معي للمركز الأول ولكن كنت دائما أحصل على الترتيب الثالث. السلاح هو التعليم عند الإنسانية.

التعليم في مدرسة اربد

وأسهب ضيفنا في الحديث عن مشواره الدراسي قائلا: بعد الانتهاء من مدرسة ملكه وإتمام الدراسة حتى الصف التاسع انتقلت الى مدرسة مدينة اربد وأكملت تعليمي الثانوي فيها وتبعد عن قرية حاتم عشرين كيلو واستخدمنا الباصات التي تدخل مناطقنا للوصول إلى المدرسة.

الباص عام ينقل الركاب الى اربد وحتى العصر، جميع الناس يرجعون الى بيوتهم بنفس الباص، فنحن الطلبة كنا نستخدم ذلك الباص يوميا واستمررت بالدراسة حتى التخرج في ثانوية اربد.

الأنشطة المدرسية

كما يتعرض عودة للأنشطة التي مارسها خلال الدراسة لاسيما الرياضية فيقول: كنت متميزا بالرياضيات والمدرس بهذا الوقت دائما يذكرني لتميزي كذلك كنت لاعب كرة قدم في المدرسة وألعب دفاعا، كانت المملكة الأردنية تهتم بالرياضة بجميع أنواعها ومتوافرة لجميع أبناء الشعب وفي المدارس جميع ألعاب القوى وشاركت بالقفز العالي.

وشاركت في مباراة بين فريق ملكه وفريق قدم في قرية اخرى، في شهر نوفمبر حيث النهار قصير والشمس تغيب مبكرا، وفي الشوط الثاني شعرت بغروب الشمس وبدأ الظلام والطريق موحش جدا وديان صعود ونزول صار فكري كيف اذهب الى البيت والظلام فحملت كيس الكتب وركضت في هالأرض من الخوف بر وليل صعود ونزول وصلت بآخر نفس.. المهم كنت ألعب كرة القدم والقفز العالي محاولات في لعب الزانة ولكن لم استمر، المباريات مع فرق كفرشوم وكفر اسد وتصير التصفيات مع القرى وأذكر الاستاذ محمد العفانة كان يعلمنا في مدرسة ملكه.

مدرس واحد في كل مدرسة للرياضة جميعا نشاط وفصول المدرسة الثانوية مدرس لجميع فصول المدرسة و المدرس يأخذ ثلاثين حصة في الأسبوع أساسي.

كان عندنا فرقة كشافة ويقومون برحلات إلى عجلون والعقبة ولكن لم أشارك بالكشافة.

أما بالنسبة إلى النشاط الأدبي فأنا أحب اللغة العربية ولذلك قمت بكتابة بعض القصائد الشبابية وشاركت في مجلة المدرسة وأول مرة كتبت أحجية (فزورة) كانت عن مربعات وتستخرج منها كلمة وكانت عن واحة البريمي ونشرتها في مجلة الحائط وكنت في الصف الثالث الإعدادي أكتب نصائح للطلاب بعض الحكم وتعلق المجلة عند مدخل المدرسة أو بالقرب من الإدارة والمشرف هو الأستاذ عبدالله الآني وكان مدرس اللغة العربية.

العمل في الكويت

بعد ذلك يتطرق ضيفنا لخطوة فاصلة في حياته وهي القدوم الى الكويت حيث حصلت على الثانوية العامة وهي بعد شهادة المترك لان الصف السادس اختيار عام لجميع مدارس المملكة الاردنية وكذلك الصف التاسع واختيار الصف الثاني عشر ، اجتزت ثلاثة اختبارات وزارية، اما الدفعات من الخريجين الذين كانوا قبلنا كانوا يحصلون على شهادة المترك بإحدى عشرة سنة نظام التعليم.

انهيت الثانوية العامة قسم الأدبي، ومنها قدمت إلى الكويت للعمل مدرسا وكان أخي الكبير موجودا في الكويت يعمل مدرسا وكانت الفكرة ان احضر الى الكويت وسنتين أسافر إلى أميركا ولكن قدر الله أن ابقى هنا ـ وأخي طلبني ووصلت إلى الكويت بواسطة الباص من مدينة أربد وكانت الأجرة بدينارين.

كانت رحلة صعبة جدا، البداية ودعت الوالدين، كانت فترة صعبة والثاني السفر بالباص لمدة أربع وعشرين ساعة من أربد إلى الكويت، صعوبة في السفر والأكل والمصرف، الطريق بعيد جدا والباص قديم، وصلنا بغداد ومنها إلى البصرة إلى دولة الكويت يومين بليلتين ولم اكرر السفر وصلت الكويت 28/8/1966.

سكنت عند أخي راغب بمنطقة الشرق اتذكر دوار البركة وكان الجو حارا وكان أخي يعمل وكيل مدرسة وحضر إلى الكويت عام 1962.

المدرسة الوطنية الجعفرية

عن أول عمل له في الكويت يقول عودة: اشتغلت مدرسا في المدرسة الوطنية الجعفرية ومقرها في القادسية وهو المبنى الثالث للمدرسة، كان أول مبنى بالشرق بيت المعرفي وثاني مبنى بشارع الميدان والثالث في القادسية وحاليا المبنى الرابع في حولي.. باشرت العمل مدرسا في المدرسة واذكر الناظر سيد حسن الموسوي وعملت معه خمس سنوات وكنت مدرسا للغة العربية وتقريبا أيضا كنت مدرسا شاملا، أيضا درست الرياضيات والانجليزي وكذلك عملت مدرس تربية فنية ونصابي كان ثلاثين حصة في الأسبوع.

إلى الآن كثافة طلاب الفصل في المدارس الخاصة أعلى من مدارس الحكومة.. وما عندنا مادة الموسيقى.

والمدرسة كانت أول مدرسة أهلية على نظام وزارة التربية، أما مدرسة شملان بن علي فهي أول مدرسة ولكن على نظام الكتاتيب وكانت مجانية للأيتام والفقراء - المحرر).

واذكر من المدرسين القدامى في المدرسة الوطنية منهم ملا يعقوب واجتمعت معه واذكر مدير المدرسة سيد احمد حسن الموسوي وكان مدرسا بنفس الوقت ويعلم التربية الاسلامية وأخي كان أول وكيل لها.

واذكر أمين المخزن عبدالله الهندي وبعد ذلك صار مدرسا.

واذكر الاستاذ رشيد شحاتة وكان يعمل بالمدرسة الجعفرية وقد حضر الى الكويت عام 1950 ولم يعمل بالحكومة، قديما الاشراف على المدارس الخاصة من قبل وزارة التربية لم يكن موجودا حتى عام 1976 وبعد ذلك بدأ الإشراف بزيادة عدد المدارس الخاصة.

اذكر كان عدد المدارس في ذلك الوقت بحدود عشر مدارس أو زيادة قليلة.

واذكر مدرسة الارشاد الإسلامي من المدارس القديمة ومدرسة النجاح ومدرسة بيت المقدس.

المدارس الخاصة وأبناء الوافدين

قبل تأسيس إدارة التعليم الخاص كان للمدارس الخاصة قسم يتبع وزارة التربية، وبعد سنوات بدأت إدارة التعليم الخاص وكانت المدارس الخاصة فقط يلتحق بها الطلبة من أبناء الوافدين، وكانت على مستويين مدارس على مستوى راق جدا ومدارس كانت تجارية، المدارس الراقية كان فيها طلبة وافدون وهم الأغلبية وفيها بعض الطلبة الكويتيين، العاملون في المدارس الخاصة من المدرسين يريد ان يعمل لكي يبقى موجودا لذلك المدرس يتعب بالعمل ويعطي من نفسه الكثير لأن المدرس يراقبه صاحب المدرسة والناظر والوكيل، عليه مراقبون بالإضافة لولي الأمر.

المدرس حريص على ان يعطي كل ما عنده من امكانيات من هذا المنطلق أبناء المواطنين يتعلمون الكثير والكثير، مدرسو التربية جيدون وممتازون لكن الخاص اكثر اهتماما بالطالب، هذا بالمدارس العربية.

بعض الطلبة في المدارس الأهلية يلتحق بالمدرسة فقط لكي ينجح ويكون مستوى الطالب متدنيا وضعيفا، بعض الطلبة يتواجدون خارج المدرسة، المواطن الكويتي المقتدر يسجل ابنه في المدارس الخاصة ذات السمعة الجيدة.

بلغ عدد الطلبة الكويتيين مرتفع وتقبل الطالب الممتاز ويوجد المدارس الأجنبية ومنها المدارس الأميركية والمدارس الانجليزية والمدارس الفرنسي، بالإضافة الى بعض مدارس الجاليات وأتشرف بعد عام 1991 بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي يوجد حاليا أكثر من مائتي مدرسة خاصة عربية وأجنبية بجميع مراحل التعليم.

مدارس الشركات والأفراد

يستطرد ضيفنا في الحديث عن المدارس في الكويت حيث يكمل قائلا: المدارس الخاصة العربية أو الأجنبية تعود ملكيتها أو ترخيصها اما لرجل واحد باسمه الترخيص أو لشركة (مجموعة أفراد) وهنا يوجد الفرق في الإدارة، أميل الى المدرسة الخاصة التي يديرها صاحبها (شخص واحد) وهو من الأفضل لأن الصلاحية المباشرة بيده وخاصة لما تحتاج المدرسة من مستلزمات ضرورية مستعجلة.

فالرجل الواحد يتخذ القرار بنفسه، واذكر أوائل الطلبة يتخرجون في المدرسة التي يديرها صاحبها وبعدما انتقلت ملكيتها لشركة ضعف التعليم والإدارة التي يديرها صاحب المدرسة بيده القرار ويتخذه بسرعة دون الرجوع لمجلس الإدارة، التعليم لا يتحمل الانتظار وحاجة المدرسة يجب ان تلبى في الوقت نفسه أو اليوم لكيلا يفوت الوقت وتنتهي فترة الحاجة لها حاليا.

المدارس التي تديرها شركات زادت عن المدارس التي يديرها أفراد.

والمدرسة التي أعمل مساعد مدير لها مدرسة يديرها صاحبها، فلذلك عندنا النجاح بارتفاع بين الطلبة وعندنا جميع الأطياف من الطلبة. والمدرسة شاملة.

مساعدات وزارة التربية

ويتحدث المربي الفاضل محمد عودة عن بعض المشكلات التي يواجهها التعليم الخاص في الكويت، ويذكر مسألة المساعدات من وزارة التربيةللمدارس الخاصة قائلا: قبل الاحتلال الصدامي للكويت يوم 2/8/1990 كانت وزارة التربية تقدم مساعدات مادية للمدارس الخاصة العربية لجميع طلبة المراحل التعليمية وكانت تلك المساعدات أساسية ومهمة للتعليم، وضعف التعليم الحالي بسبب عدم المساعدات فكانت الدولة ممثلة بوزارة التربية تدفع 50% من الرسوم الدراسية عن ولي الأمر عن كل طالب دون ان يعلم ولي الأمر.

وكذلك تدفع ثلاثين دينارا رسوم امتياز للمدرسة المتميزة وكانت ثلث الرسوم.

كانت الدولة تدفع مبالغ كبيرة للمدارس الخاصة وبذلك كانت وزارة التربية تتحكم بالمدارس لأن بيدها المال الذي تصرفه على المدارس، فالمدرسة التي فيها عجز او مخالفة لقانون وزارة التربية لا تصرف لهم المساعدة الا بعد ان يتم تصحيح المخالفة، فالمدارس لا يوجد فيها مخالفات وان وجدت تسارع لتصحيحها لكي لا يخصم عليها من الأموال المخصصة لها من قبل وزارة التربية، فالتربية وإدارة التعليم الخاص لها الحق في أن تدقق في كل شيء حتى تصرف الاعانة للمدارس، حتى لو ان سور المدرسة غير مصبوغ تطلب الوزارة منهم صبغه، بيدها الورقة الرابحة، ولي الأمر يدفع الثلث ووزارة التربية لا تدفع للطالب الكويتي الذي يتعلم بالمدارس الخاصة والسبب ان الطالب الكويتي متوافر له التعليم النظامي ومن دون رسوم، فولي الأمر الذي يسجل ابنه في المدارس الخاصة مسؤول عن الرسوم للمدارس الخاصة هكذا كان قبل الاحتلال العراقي الغاشم للكويت.

حاليا الصندوق الخيري يدفع عن بعض الطلبة المحتاجين والذين لا يستطيع ان يدفع عنهم ولي الأمر، بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي أبناء الوافدين لم يدخلوا المدارس الخاصة ـ والبدون كذلك ـ فهذا أثر على المدارس الخاصة ،لكي ترفع مستوى التعليم في المدارس الخاصة أرى ان يعود الدعم للطلبة في المدارس، اذا نظرنا الى المدارس الخاصة في الوطن العربي ان المدارس الخاصة في الكويت تأخذ أقل رسوم على الطالب غير الدول العربية، عودة الدعم المالي للمدارس الخاصة يرفع مستوى التعليم لو قارنت المصاريف مع الدول العربية ترى الكويت أقل رسوما للطالب، الوضع المالي لمدرس المدارس الخاصة وضعه ضعيف ماليا جدا، وخاصة المدرس المتعاقد معه من الخارج لا ينفع الراتب المتدني مائتا دينار او ثلاثمائة دينار، يجب على الحكومة ممثلة بوزارة التربية أن تساند المدارس الخاصة ماليا وترفع راتب المدرس فوزارة التربية أقرت الرسوم ووضعت الحد الأعلى للرسوم.

المدارس العربية

ويكمل عودة: المدارس العربية حاليا شريحتان (أ) و(ب) راتب المعلم في الابتدائي 235 دينارا، مدرس المرحلة المتوسطة 250 دينارا، راتب مدرس الثانوي 300 دينار، لا يساوي حتى سكن، التربية عندما أقرت الرسوم الدراسية حددتها ورواتب المعلمين أيضا حددتها ولكن للأسف ان بعض أصحاب المدارس يتحايلون على القانون، بأن يعمل المدرس ولا يقبض راتبه كاملا، وبكل الوسائل يحاول صاحب المدرسة أن يربح.

لو ان الدولة تدعم المدارس العربية يرتفع مستوى التعليم والإحصائيات والدراسات لتكلفة الطالب في مدارس الحكومة نجد ان الطالب يكلف 3500 دينار معدل الوسط في العام الدراسي، أما الطالب في المدارس الخاصة 350 دينارا يوجد أكثر من 200 ألف طالب في المدارس الخاصة، الأب يريد ان يعلم ابنه والمدرس مع قلة الراتب اتجه لإعطاء الدروس الخصوصية منذ خروجه من الدوام المدرسي حتى الليل يريد ان يحسن من معيشته والعيش الكريم.. يقول الشاعر:

إن المعلم والطبيب كلاهما

لا ينصحان إذا هما لم يكرما

إكرام المعلم واحترامه وكذلك تقديره واحترامه لكي يعطي من نفسه، فإذا لم يحترم ما يستطيع ان يعمل، المعلم يريد الحياة الكريمة: إيجار بيت، ويأكل ويشرب وملابس وسيارة.

ايضا بعض المدارس فيها أخطاء وولي الأمر يشكو، عندنا الكتب نعطيها للطلاب برأسمالها الذي نشتريها به.

أقول يجب على وزارة التربية ان تساهم بمساندة مدارس التعليم الخاص خاصة المدارس العربية بالمال والدولة غنية تستطيع ان تساعد.

الناظر من قبل «التربية»

كذلك يتطرق عودة الى مسألة إدارية في تعيينات المدارس الخاصة حيث تعين وزارة التربية مدير المدرسة ،حيث يقول: إدارة التعليم الخاص هي الجهة المعنية بالإشراف على المدارس الخاصة واتجهت الإدارة منذ عام 1976 بدأ الإشراف الفعلي ويتمثل في تعيين ناظر حكومي لكل مدرسة عربية بالإضافة الى ان يكون وكيل المدرسة معينا من قبل صاحب المدرسة والوكيل حاليا مسماه المدير المساعد.

المدير دوره إشرافي على المدرسة وهو يثبت للإدارة ان المدرسة تطبق منهج التربية والتوجيه من قبل ادارة التعليم الخاص.

وحاليا أعدادهم أقل من السابق، وقديما كان الموجه له دور واضح والموجه يعين ممن له خبرة طويلة بالتعليم، سابقا كان المدرس يعطى دورات مكثفة عن المنهج إذا كتب الموجه تقريره وتوافق مع تقرير الناظر عن المدرس يوقف عن العمل اذا كان ضعيفا فمدير المدرسة له أثر كبير بالمدرسة.

سابقا ايضا كان يطلق مدير على ناظر المدرسة وحاليا عودة للماضي فاستخدم نفس المعنى.

نقل الطالب من الخاص الى العام يكون بإجراءات عادية والعكس صحيح خاصة بين المدارس العربية لأن المنهج واحد، ومرورا على إدارة التعليم الخاص، أما النقل من المدرسة العربية الى الأجنبية فيتم بموافقة المدرسة الأجنبية مع اختبار ومعادلة من التعليم الخاص.

بالنسبة لإقامة المدرسين يلزم الإقامة على المدرسة التي يعمل فيها، ونرى المؤهل العلمي إذا يناسب العمل وبعد ذلك يعطى كتابا الى التعليم الخاص لإجراء اختبار وإذا اعطي شهادة بأنه صالح للعمل مدرسا نضع له إقامة.

منذ عام 1960 أعمل مدرسا في التعليم وتعاملت مع جميع الفئات بكل أريحية وشفافية وأدركت التعليم الخاص منذ بدايته وتطوره والرقي به من مدارس قليلة الى ما نراه حاليا من عدد كبير من المدارس وتطورت المدارس. أذكر ان وزارة التربية رفضت قبول الطلاب الوافدين في مدارسها.

بالإضافة للطلبة البدون خرجوا من مدارس التربية فزاد عدد المدارس الخاصة بجميع المراحل منذ العام 1991، مستوى التعليم تدنى بسبب الاهل غير المهتمين بالعلم ولتدني راتب المدرس، وهو الاساس.

بعض المدارس الخاصة تطلب من المدرس ان يوقع على ورقة انه تسلم راتب الاجازة وهو لم يتسلم والتوقيع يقدم امام ادارة التعليم الخاص، وهذه حيلة وتغطية بأن المدرس تسلم جميع حقوقه، والمدرس مضطر ان يوقع لأنه يريد ان يعمل، اذكر انه عام 2003 سمح بالعمل للمدرسين الاردنيين وسافرت الى الاردن ولم احصل على مدرسا للعمل في الكويت بسبب تدني رواتب المدرسين، وبعض المدرسين العاملين في المدارس الخاصة كانوا يعملون بالمطاعم في الليل لتحسين دخلهم.

جميع المدارس العربية تدرس منهج وزارة التربية والمدارس تشتري الكتب وتبيعها للطالب برأس المال، والاسعار غالية.

سعر الكتاب الواحد 600 فلس، لكن الاسعار غالية، مثلا اللغة العربية اربع كتب والرياضيات كتابان.

الأنشطة بالمدارس الخاصة

وعن مزاولة الانشطة المختلفة في المدارس الخاصة، يقول عودة: اما الانشطة الرياضية فجميعها موجودة ونشارك بالكشافة والالعاب والمباريات، لكن المدارس الخاصة تنقصها الملاعب الرياضية، حاليا ومنذ عام 1991 اصحاب المدارس الخاصة استأجروا المدارس الحكومية وحولوها الى عدة مدارس ثلاث او اربع مدارس، يمكن فيها ملاعب، مدرسة جرير المتوسطة القديمة (صارت اربع مدارس)، اتحاد المدارس الخاصة موجود وله دور في العملية التربوية، بودي ان يكون هناك اشراف مباشر من التعليم الخاص ونأتي بنتائج طيبة، الاوائل على الكويت من المدارس الخاصة.



تعليم الأولاد

عن ابنائه وتعليمهم، يقول عودة: الحمدلله الذي رزقني بالاولاد، فأكبر اولادي اكمل الهندسة وحصل على الماجستير وتعلم في الكويت والجامعة في الاردن، وايضا باقي الاولاد والبنات متعلمون وحاصلون على شهادات جامعية.

بعض المدارس مبانيها مستأجرة من الحكومة وبعضها اراضي حكومية مؤجرة والمالك بناها واقام عليها مباني مدرسية ولمدة عشرين عاما، وبعض المدارس انتهى عقودها وتجدد بسعر اعلى عن الاسعار الاولية، العقد يقول ان الارض وما عليها يعاد للدولة وتجديد العقد حسب طلب الحكومة وبعض المدارس الحكومية تؤجر لأصحاب المدارس.

عدد المشـاهدات: 5070


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
389064-55287.JPG

د. ابراهيم حمزة الشكري (أنور الكندري)
389064-55299.JPG

د. ابراهيم الشكري مع الزميل منصور الهاجري اثناء اللقاء (قاسم باشا)
389064-55297.JPG

د.إبراهيم الشكري يشرح بعض الموجودات لديه
389064-55279.JPG

د.ابراهيم الشكري مجتمعا مع بعض الموظفين
389064-55274.JPG

بعض الشهادات والدروع التي حصل عليها
389064-55280.JPG

389064-55292.JPG

د.ابراهيم الشكري مع مجموعة من الباحثين في التاريخ
389064-55275.JPG

شهادة تقدير لجهود د.ابراهيم الشكري في خدمة المعوقين
389064-55291.JPG

د.إبراهيم مع احد الأصدقاء في مكتبه الخاص
389064-55261.JPG

الكندري الذي ينقل المياه إلى البيوت
389064-55277.JPG

د.ابراهيم الشكري في شبابه
389064-55290.JPG

389064-55273.JPG

389064-55282.JPG

389064-55284.JPG

389064-55288.JPG

صورة غلاف كتاب «البداوة في الكويت»



    • كان جدي نوخذة عند إحدى العائلات في سفينة غوص وعمل في نقل المياه من شط العرب
    • الفترات الأولى من حياتي أعطتني دافعاً كبيراً للدراسة خاصة عندما عشت بالقرية حيث اعتمدت على نفسي
    • عام 1987 أصدرت كتابي عن الرقصات الشعبية الكويتية فكنت أول من تناول هذا الموضوع بشكل علمي
    • التحقت بمدرسة المثنى ثم انتقل والدي إلى الشرق فانضممت إلى «الصباح» وأكملت تعليمي الثانوي في بيروت
    • الوالد كان شديداً في المعاملة وفي ذلك الوقت جميع الآباء كانت تغلب عليهم الشدة بحكم العمل والبيئة
    • كنا شباباً بعضنا مع البعض ونذهب إلى مدرسة المثنى مشياً على الأقدام والدوام على فترتين صباحية ومسائية
    • هناك فرق بين التاريخ والتراث الأول ذكر للأحداث وتفاصيلها والثاني يتعلق بالعادات والتقاليد واللغة والثقافة
    • القلاليف ما علموا أولادهم صناعة السفن والسبب افتتاح المدارس وهكذا بدأنا ندفع ضريبة التطور والتقدم
    • حياتي مع جدي ووالدي ووالدتي أفادتني في أن أعمل وأتعلموأعيش حياتي من دون إزعاج الآخرين
    • أدركت جدي وهو رجل كبير بالسن كان يرتدي دائماً ملابس صيفية خفيفة من قماش يعرف باسم «الململ» وفوقه سديري صيفي
    • ولدت في الحي القبلي ببراحة عباس
    • الأب يجب أن يجلس مع أولاده يومياً يسألهم عن أعمالهم اليومية
أجرى الحوار: منصور الهاجري
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي

ضيفنا هذا الأسبوع د.إبراهيم حمزة الشكري، ولد في الحي القبلي والتحق بمدرسة المثنى ثم انتقل والده الى الشرق، فالتحق بمدرسة الصباح ثم التحق بعد ذلك بالثانوية وأكمل تعليمه الثانوي في بيروت وأكمل تعليمه الجامعي فيها وسافر الى انجلترا وتلقى علومه وحصل على الماجستير والدكتوراه تخصص تاريخ وتراث، زاول عمله كأي مواطن من خلال العمل الحكومي، له عدة إصدارات وكتب تاريخية لم يسبقه أحد بمجال البحث في مادة بعضها، وله آراء في التراث والعادات والتاريخ.

يقول ان التراث والعادات تختلف عن التاريخ، فالتاريخ شيء والتراث شيء آخر، و«فاقد الشيء لا يعطيه»، كما يعتقد في صحة المثل القائل «إذا كبر ابنك خاويه» ، مؤكدا ان هناك الكثير من الأمثلة والحكم الجيدة التي نقولها ونرددها ولا نطبقها.

يقول: انه أدرك جده ووالده وتعلم منهما الكثير، وكان جده يعمل نوخذة غوص ونوخذة في سفن نقل المياه، أيضا تعلم من جده ووالده ووالدته أصول التربية القديمة التي جعلته يخجل ويستحيي من الناس، وهذا من أثر البيئة المنزلية على تربية الأبناء قديما. ويقول: ان حياته في بيت عائلته علمته ان يعمل وينتج من دون إزعاج الآخرين.

الحديث طويل واللقاء جميل، فماذا قال د.ابراهيم حمزة الشكري؟ ولماذا يوجه شكره لوزير الإعلام؟ كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال تفاصيل اللقاء التالي:يبدأ د.إبراهيم حمزة الشكري حديث الذكريات بالكلام عن مولده وتعليمه فيقول: ولدت في براحة عباس سابقا براحة حمود الناصر البدر بالحي القبلي، وقد تلقيت تعليمي الثانوي والجامعي في مدينة بيروت العاصمة اللبنانية وفي انجلترا وبعد ذلك حصلت على البي آي والماجستير من تونس وبي اتش تي بأفريقيا وحصلت على الدكتوراه في العلوم الإنسانية، وانضممت الى اليونسكو هو الآي أو بي في النمسا التابع لمنظمة المتخصص لحماية ثقافة الشعوب في العالم، وبعد ذلك طورت العمل والى يومنا هذا اشتغل في العمل في المنظمة.

التعليم العام في الكويت

إعلان
5






يتحدث الشكري عن تعليمه ومشواره الدراسي قائلا: في البداية التحقت بمدرسة المثنى الابتدائية الواقعة في شارع فهد السالم الحالي بالحي القبلي ومنها الى الصباح الابتدائية ومن ثم الصديق المتوسطة والثانوية مثلما ذكرت كانت في بيروت من سنة أولى ثانوي حتي السنة الثالثة، وعملت على رسوب نفس السنة وأعدت الفصل الدراسي، وذلك لحبي لبيروت وجوها الرائع.

أمضيت 4 سنوات والسنة الرابعة الثانوية العامة أمضيتها في انجلترا وكان معي بعض الكويتيين في بيروت والشباب كانوا من أبناء العائلات الذين كانوا يقطنون الحي القبلي، حيث كان بيت الوالد في براحة عباس بالشارع الممتد من البحر حتى المثنى حاليا شارع عبدالعزيز الصفر واذكر صاحب البقالة كان كويتيا، وكان الأولاد يجلسون عند البقالة يشربون المياه الغازية مثل كيتي كولا والصباح وزمزم وسينالكو، وكنا شبابا بعضنا مع البعض ونذهب الى مدرسة المثنى مشيا على الأقدام والدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكان الوالد شديدا وبذلك الوقت جميع الآباء كانوا تغلب عليهم الشدة بحكم العمل والبيئة، وكنت في المدرسة متوسط التعليم وأحيانا متفوقا وكانت هناك منافسة مع بعض الطلبة، والمثل يقول «لا تكن صلبا فتكسر ولا لينا فتعصر»، فيجب على الإنسان ان يكون معتدلا مع أولاده وخاصة في دراستهم وتعليمهم، فالمثل أيضا يقول «إذا كبر ولدك خاويه»، وكثيرا ما نتكلم ونطلق الأمثلة والحكم ولكن لا نطبقها، والمدرسون مثل صالح شهاب وعقاب الخطيب في المثنى، ومحمد النشمي وعبداللطيف الفلاح وعبدالحميد عطية وملا يوسف العمر ومدرسين آخرين وطلبة من جميع أماكن القبلة كبارا وصغارا.

وكنت أذهب ماشيا وأشاهد محلا لتأجير مكائن السينما، كانت الحياة جميلة مع بدائيتها، كنا نعمل بالثقافة العقائدية أقوى من هذا الوقت لأن الواحد منا قديما عندما نأكل الفاكهة كنا نحصل على العنب الموجود في آخر الصندوق ويعرف بالعنب الخاكة وتفاح أبوفسيوة والرطب والخلال (البلح) في الرك الذي يستورد من جنوب العراق أو جنوب إيران بذلك الوقت.

أذكر أن الولد إذا أراد أن يأكل من هذه الفواكه والده أو جده يقول له لا تأخذ الاكل للخارج إكِلْ في البيت لكي لا تزعل الاطفال الآخرين لأنك يمكن لا تعطيهم.

حياة جدي وتأثري به

عن جده يقول الشكري: أدركت جدي وهو رجل كبير بالسن كان دائما يرتدي ملابس صيفية خفيفة يعرف القماش باسم الململ وفوقه سديري صيفي - وأحيانا الوزار والبشت يضعه تحت إبطه وكان ما شاء الله عليه يديه قوية.

كان نوخذة عند إحدى العائلات في سفينة غوص، أيضا كان نوخذة في إحدى سفن نقل المياه من شط العرب، كنت آكل معه خبز الرقاق والتمر ونشرب اللبن، ولايزال عندنا خبز الرقاق وأم الاولاد لاتزال تخبز في البيت، وتطبح المرقوقة والجريش.

أذكر بيت الوالد وفيه تاوه سوداء يخبزون عليها خبز الرقاق.

أذكر عندما كنت في لندن للدراسة استحي أن أرقص وأخاف من الناس، التربية القديمة عند جدي ووالدي ووالدتي جعلتني أخجل أمام الناس.

بدأت الثقافة العقائدية معي منذ الصغر حتى أن كبرت وبلغت مرحلة الرجولة، وتقول «إذا ابتليتم فاستتروا» ودائما كنت أطبقها وأقولها، بينك وبين نفسك قول على كيفك أما مع الآخرين لا، كنا نعمل على سمعة العائلة والأسرة، الحياة التي عاشها الإنسان تمنعه وكذلك العادات والتقاليد، بهذا غيب وحرام، لكن بالآخر عرفنا بعدما كبرنا أن الحلال حلال والحرام حرام.

من هذا المنطلق أصبحت الحياة إنسانية، مثلا قديما الواحد كان يستحي طالب ان يستلف حتى يشتري سيارة غالية الثمن.

واحد ظروفه المادية أقل من العادي راكب سيارة ثمنها ثلاثون ألف دينار، ما هو السبب؟ والسيارة أقساط ووقت التسديد يعاني من الاقساط والمعاناة في الدفع «صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك»، قديما الشاب لا يتجرأ أن يأخذ سلفا لشراء دراجة، أذكر أن شابا وقف أمامي في محطة البنزين أخرني نزلت من السيارة وقلت له تحرك عطلتنا فقال نسيت المحفظة (البوك) في البيت وما عندي فلوس ودفعت عنه لكي يتحرك وآخذ دوري وملأت سيارتي بالبنزين، مثل هذا قديما عيب شاب يقول مثل هذا الكلام.

أذكر أن بعض مسؤولي محطات البنزين يوجد عندهم بعض الهوايات والبطاقات يتركونها عند مسؤول المحطة وحتى يعود مرة ثانية ويدفع ويأخذ بطاقته تعلمنا من آبائنا وأجدادنا انه لو «عندك تصرف ما عندك ما تصرف أكثر من حدودك».

بيئة البيت والعائلة

عن الدروس التي اكتسبها من جده ووالديه يقول الشكري:

حياتي مع جدي ووالدي ووالدتي افادتني بأعمل وأتعلم وأعيش بحياتي دون أن أعمل إزعاجا وخناقات مع الآخرين، أيضا حياتي أعطتني دافعا كبيرا للدراسة وخاصة عندما عشت بالقرية اعتمدت على نفسي.

كان الجد والجدة وزوجات الأولاد يعيشون في بيت واحد ويتعاونون على إدارة المنزل، كانت الحياة كاملة، تعلمت الكثير من بيت جدي ووالدي فانعكست على حياتي في الدراسة والعمل، حاليا الزوجة تعتمد على الخادمة في جميع أمورها البيتية ويطالبون بزيادة الرواتب.

أقول ان بيت العائلة كان مبنيا من الطين والسقف كان من الجندل والباسجيل والباريه، هذا التراث والبيئة البيتية يؤثران في الانسان وفي تنشئته.

الفرق بين التاريخ والتراث

هناك فرق بين التاريخ والتراث، وهو عادة قديمة الأزل، ومارسها الانسان ومهما تقدم الانسان فيعيش مع التراث الذي يمتد منذ سنوات قديمة وتناقلته الاجيال جيل من بعد جيل، أما التاريخ فيحدد لك عن حدث ما، في زمن ما وتعتبره تاريخا.

هناك فريق بين التراث والتاريخ بعض الاخوان ما يفرقون بين التراث والتاريخ.

مثلا نقول فلانا باحثا في التراث ونضيف والتاريخ فانفصلت الكلمتين بانفصال المادة عن بعضها البعض، الموروث من بدء الخليقة توارثته الاجيال دون زيادة فالتاريخ سجل لحدث في البلد.

مثلا ان صورة الجد كان لابس دشداشة وغترة وعقال شطفه ونعال نجدية وله لحية إذا حلق لحيته ما يصبح جدك وهذه هوية التراث هو الهوية التراث هو الاصالة ويثبت لك الانتماء لهذه الأرض.

جميع العادات والتقاليد والموروث واللهجات القديمة كلها تراث، كنا قديما نملك ثقافة عقائدية من أجمل ما يمكن ولكن لا نملك الثقافة الحالية مثل التكنولوجيا وغيرها والتطور العلمي، ولكن كنا أيضا نملك ثقافة شعبية كان البيت له الدور الكبير في تربية الابناء وتثقيفهم بالثقافة الشعبية والعقائدية، وكان الناس على نياتهم الطيبة، وكان الناس عندهم المصداقية، اللسان فاتورة ويقال ان رجلا قبل وفاته قال لأبنائه فلان يريد مني روبية واحدة، وفلان يريد مني نصف روبية كان يوصي أولاده بأن يسدوا الديون التي عليه وبعد ذلك أدركته الوفاة.

كان السابقون الواحد منهم يحترم كلامه، حاليا تأخذ وصلا وكمبيالة ولا تحصل على شيء.

التراث لا يطور، الاغنية خارجة عن التراث مثلا:

قلت اوقفي لي وارفعي البوشية

خليني ادوي ظامي العطشاني

ما هو التطور هنا، الكلمات لا تطور، المصداقية والغزل العفيف فيهما مصداقية، حاليا تغير كل شيء، أقول انه لا تغيير في التراث سمعت أغنية أجنبية من سيارة يسوقها شاب، سألته ممكن تشرح لي معنى هذه الكلمات في الاغنية وقلت له ان هذه الاغنية الاجنبية فيها كلمات إساءة لله سبحانه وتعالى.

أنت تسمع ما تفهم فقط عندك اللحن فاعتذر وقطع الشريط ورماه.

لا نريد التقليد لأن الأولين كانوا يفهمون ما يقولون، الفنان الملحن المدرس كلهم يطورون أنفسهم، كانوا أحسن من اليوم، كانوا معلمين يقدر ما تقول عن المعلمين كان عندنا وزارة التربية والتعليم، التربية قبل التعليم، حاليا بعض الطالبات يدخن السيجارة بالمدرسة، بعض الآباء حاليا غير الآباء الأولين.

دور الأب في الأسرة

عن دور الأب في مراقبة سلوك أبنائه يقول الشكري:

الأب يجب أن يجلس مع أولاده يوميا يسألهم عن أعمالهم اليومية، نرجع للقديم المثل يقول ان طابت النفس غنّت، يقولون طورنا الاغنية لا، السلم الموسيقي هو نفسه ما تغير أين التغيير؟ أدخلت الآلات الموسيقية فقط، الموسيقى القديمة عند الكويتيين أفضل من الحالية والاجهزة الحديثة لكي نحفظ التراث، ان الحقيقة لا تهتم بالتراث وفاقد الشيء لا يعطيه، ونقول عتيق الصفوف ولا جديد البرسيم، أشكر اخواتنا في دولة الامارات انهم مهتمون بتراثهم ومتمسكون به، وبدأوا يخرجونه على الدنيا وأمام العالم، عندنا مجهود شخصي، وتراث الكويتي كثير عندنا تراث اساسي منقول للكويت عن البحارة النهمة، السنكني، والفنون البحرية، والليوه، والطنبورة من أفريقيا هذه منقولة من الخارج، والهبان من فارس.

الطنبورة تؤديها مجموعة محدودة وليس كل الكويتيين علم بالوسط، والدخول ممنوع بالحذاء هذه العادات منقولة من أفريقيا، ولكن صارت جزءا من التراث الكويتي، وخاصة المملوكين من البصرة الذين هاجروا نقلوا معهم الفنون، الليوه أيضا منقولة من أفريقيا، الطنبورة افريقية الاصل - والهبان منقولة ايضا لنا - الهبان موسيقى عالمية وهي موسيقى القرب.

العشق للمهنة

عشقي للتراث دفعني للتخصص بالتاريخ والتراث وعاشق المهنة غير ممتهن المهنة، المهنة وظيفة تأخذ عليها راتبا، عاشق المهنة يدفع من جيبه لعشقه للمهنة وحبه لها، من عندنا من الفنانين الاوائل جميعهم ماتوا لا يوجد منهم أحد، لا يوجد تشجيع من الدولة حتى نعمل جيلا آخر يسد فراغ الآباء والأجداد.

عملنا مركزا للفنون الشعبية في بيت البدر منهم الاستاذ صفوت كمال والرومي وعلي البشر هؤلاء راحوا،يجب ان نعمل حتى يأتي من هو مثلهم نريد دعما من الدولة حتى نساند من هو محب للمهنة، وذوو التخصص يعرفون الموضوع.

قلت قالوا أبوابنا مفتوحة لا غير مفتوحة.. أبواب مغلقة.. أذكر حصل معي موضوع اين الجامعيون الميدانيون في الوطن العربي، المسؤول قال نحن عندنا موظفين تنابلة ما يشتغلون وتطوعت للعمل ساعتين في الأسبوع بحدود 20 طالبا أسبوعيا.

أول شيء يقولون نريد ميزانية

قال أحد المواطنين نريد ان تعمل برنامجا شعبيا ونبيعه فقلت لمن نبيعه، راح للتلفزيون ورجع وقال «دكتور.. ما يعطون فلوس.. عمل من دون مقابل.. ما عندنا تلفزيون يقدم عن التراث الشعبي الأكلات الشعبية هوية للدولة، عندنا مرقة الهوا ومرقة الربيان.. قدمت الكثير للتراث الكويتي.. والحمد لله ومتخصص للتراث وقدمت 3 أشياء مثلا عالميا.. مثلا في المانيا قدمت دراسات عن البداوة - عام 1988 - البداوة ودور المنظمات العالمية لحماية التراث، عن التراث البدوي وزرنا البدو في أماكنهم بالبر وتعرفت على مواطن اسمه فهاد، بعدما نشرت كتابا عن الرقصات البدوية الكويتية عام 1987 ويشمل البدو والحضر.

قابلت بعض الشباب وسألتهم عن أي ديوانية استطيع ان أسألهم فوجهوني لأحد الدواوين في الجهراء، دخلت للديوانية وكانت عندي سيارة صغيرة (فكسول) دخلت الديوانية حاملا الأوراق وبدأت الحديث مع 3 من الشباب وأخبرت الثلاثة بأني أبحث عن الرقصات البدوية ودعيت لزيارة البر وحدد اليوم الذي ذهبت معهم الى البر، قال فهاد لنذهب لصيد الأرانب بالليل، وصدنا الكثير وقال فهاد انزل وأتى بالأرانب وبالفعل نزلت وهم ذهبوا بالسيارة وتركوني بالبر وبعد فترة عادوا وجدوني من الخوف وجهي أصفر وادخن السيجارة.

في الصباح أعطوني حليب ناقة وبعد ساعتين ظهر علي أثر الحليب وأصبت بالإسهال ولمدة 15 يوما عشت بالبر مع تلك المجموعة البيئية البرية فيها تراث غني جدا، وفي عام 1981 جمعت المادة وأصدرت الكتاب عام 1987 بعنوان الرقصات الشعبية الكويتية وفيها رقص البدو وأول كتاب صدر وأنا أول من دوّن الرقصات الشعبية الكويتية تدوين علمي، بدأت أجمع بعض الموضوعات وأصدرت كتاب البداوة في الكويت وأضفت اليه الاستاذ ابراهيم الخميس والأخ أحمد علي، الاثنان ساعداني بالنوتة وسالم أحضر عندي عازف ربابة سجل له عزف ربابة ونعلم انها على وتر واحد والأصابع هي التي تعطي النغم وتحدثت مع أحمد علي وابراهيم الخميس، وعملا لي نوتة للربابة وكنت أول واحد يفكر بهذا العمل نوتة موسيقية، دائما نشاهد البدوي لماذا يشرب 3 فناجين قهوة مثلا الفنجان الأول يعرف باسم فنجان الهيف ويشربه رئيس القبيلة، الفنجان الثاني يسمى فنجان الصيف والفنجان الثالث يعرف بأن شارب القهوة يكيف على شربه.

كتاب الرقصات

يتحدث الشكري عن كتابه حول الرقصات البدوية الكويتية حيث يقول: أحب الشيخ جابر العلي لأنه يجب الثقافة والتراث والتاريخ وهو الذي أمر بتسجيل الأغاني التراثية عند الكويتيين وله الفضل الكبير في حفظ التراث الكويتي القديم وقد أمر بطبع 5 آلاف نسخة لأول كتاب صدر لي وكتاب البداوة طبعته على نفقتي الخاصة وطبع منه 3 آلاف نسخة، وفي مكتب الثقافة الروسي تعرفت على صديق اسمه ماجد علاء الدين كان يعمل بذلك المكتب وطلب مني كتاب (مدخل دراسة الأغاني المهنية في الكويت) وأعطيتهم إياه وهو ثالث كتاب الأغاني المهنية مثلا قديما كان عندنا بعض الرجال يدخلون الأحياء وينادون لشراء بعض الأغراض أو تنظيف مثلا الجلبان (آبار الماء)، مثل جليب نخم، يعني ينظف تكرارية المسمى تعتبر في علم التراث أغنية مهنية، وطبع الكتاب باللغة الروسية وكان كتابا جيدا، وسافرت الى روسيا وألقيت محاضرة عن التراث الشعبي الخليجي بطلب من الجهات الروسية، عملت الموضوع في موسكو وعندي الكتاب الرابع سيصدر بعنوان «الخشب والانسان منذ بدء الخليقة»، أصدرت فكرة اسمها صناعة السفن من اقتصاد الى فولكلور بعدما كانت سفن تجارية تنقل البضائع عبر البحار والمحيطات صارت قطعة أثرية للمناسبات صارت رمزا حاليا عندي كتاب باسم ما هو التراث وهو شرح للتراث بدأت أول فقرة فلسفة لغة التراث وهي عملية الإيحاء والرمز والرسم وهو رسم الحيوان الذي يوحي له بالصوت أو الحركة من هنا انطلقت اللغة عند العالم.

نحن لم نجد كتبا منذ بداية الخليقة وجدنا من يتكلم والقرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى، وقبل ذلك كان الانجيل والتوراة.

أصحاب الكهف كانوا يتكلمون اللغة في عهد الرومان والاغريق.

سفينة نوح عليه السلام

نحن الشعوب الحالية لأن الطوفان على جزء من الارض والذين ركبوا السفينة نجوا بعض الاراضي من العالم لم يشملها الطوفان والشعوب كانوا موجودين، فنحن إما ممن نجوا أو من الشعوب الاخرى.

في بدء الخليقة انفصل الناس وشاقوا نهر استغربوا كيف أن الماء يجري بالنهر.

ما يعرفون يسبحون فسقطت ورقة من الشجر عامت على وجه الماء، ففكر الانسان وأحضر جذع نخلة كاملا وصعد عليها وبدأ يجدف برجليه أو باليدين، إذا الانسان هذا هو تراثه فنحن نملك تراثا ولكن للاسف.

الاوروبيون اهتموا بتراثهم أكثر منا نحن بعد أن نهتم بتراثنا، شوف المستشرقين يكتبون عن التراث الاسلامي أو العربي، لكن نسبة كبيرة من كلامهم كذب، ونسبة ضئيلة صحيح.

نحن وصلنا الاندلس والعلماء العرب والاسلاميون كانوا هناك، نحن العرب مهد الحضارة الاجنبية ولكن لنومنا العميق أصبحنا متأخرين.

الأوروبيون بدأوا يطورون وينمون واستفادوا من تاريخنا وحضارتنا وأخذوا الاطار الاوروبي.

الثقافة العربية

الحضارة العربية لها جذور عميقة واعتمدت شكلا مميزا من الثقافة يشرح الشكري ذلك قائلا:

أقول ان الثقافة العربية ثقافة قوية جدا أتينا بفكرة وبموروث، وأقول إن الاجيال السابقة أفضل من الاجيال الحديثة الحالية، أين الهوية نحن من وضع القصص الجميلة مثل «ألف ليلة وليلة» و«السندباد» لماذا الاجانب استفادوا و الدول العربية لم تهتم.

نحن في الكويت نجد الافراد هم المهتمون بالتراث وإبرازه أمام الشعوب والناس، أين السفر وصناعة السفن الشراعية وكان أساسها في الهند مناطق كيرلا والحظرة من التراث، وهي عبارة عن أعواد تركز في البحر وطورت على الشكل الذي عليه الآن.

هناك مشكلة الجهل الثقافي: لماذا لا نعمل مركزا متخصصا للتراث مثلا في اليونسكو، عندهم مركز وعندنا يعين لأنه من ولد فلان ولد فلان.

نريد شبابا متطوعا للتراث والتقاليد والعادات التطوع من جامعيين ميدانيين ومن يعمل بنفسه لا يريد دعما من الحكومة، عاشق الشيء غير ممتهن الشيء، العمل التطوعي أفضل من العمل بالأجر.

صناعة السفن

يتحدث الشكري كذلك عن صناعة السفن قائلا:

صناعة السفن مصدرها الهند وصارت من الاقتصاد الى الفولكلور وفي الخاتمة هذا الكتاب سيصدر نهاية هذا العام وعندي عمل في كتاب آخر على فترات متقطعة «ما هو التراث» كتبت المدخل للتراث والفصل الثاني فلسفة الكتاب وعندي كتاب من زمان بدأت في تأليفه وبعد ذلك أهملته «الألغاز الشعرية عند البدو» الجاحظ في كتابه ذكر ذلك.

أيام المرحومة مريم العقروقة وصفوت كمال وأحمد الرومي وعلي صالح البشر، ساعدتني المرحومة مريم العقروقة وأذكر اشتغلت مع فاطمة بن طوق عن المطبخ الكويتي، وكذلك مع الدكتورة حصة الرفاعي عن النهمة البحرية ومشرف على شهادة الماجستير لها الدكتور عبدالحميد بوش.

كتاب الألغاز

بدأت أعمل الكتاب ويشدني الحنين لأن أكمل كتاب الألغاز عند البدو ويوجد من ضمنها لغز عقائدي ولغز مهني وهم أربعة أنواع، مثلا هذا اللغز يقول فيه القائل:

عقلي صارت به نشمية

حطت على القلب حرقاقي

من فوق حر شراريه

ليمن بروح بالطلب ياتي

جدايلها بالعدد مية

شقر على المتن صافاتي

من يسمعها يعتقد أنها غزلية ولكن انها وصف للماء بالاصالة ويصف جوف الانسان بالعطش ويصف جلب الماء من البير. البعير الذي يسحب القربة من البير بواسطة الحبال وجدايل الحبل بعددها المائة شقر وهو لون الحبل الاصفر على ظهر البعير لغز مهني فيه الوصف.

وهذا لغز أسطوري يقول: أبغلتنا الكبيرة بيزواها الكثيرة نوخذاها المزركش والبنت الصغيرة.

وصف السما بالبغلة أكبر السفن في الخليج العربي، يزواها الكثير وهم البحارة، يصف النجوم في السما ويغني بنوخذاها المزركش الشمس، والبنت الصغيرة القمر.

الاسطورة الاغريقية الاله أبوللو اله الشمس مذكر، الاله ديانا اله مؤنثة، في التراث الآشوري والسومريين إله سخنند الشمس مذكر الى سنن اله قمر مذكر نادرا ما نؤنث الشمس ونذكر القمر، ايضا عندنا داخل المدن الغاز تحث على الروحانيات مثل:

حمامتين فوق بيت

يلقطون حب السبيت

ان عطوني ما بقيت

وإن عطو غيري بكيت

يصف ملائكة الموت بالحمامتين ويلقطون حب السبيت يأخذون الأرواح.

ان عطوني الموت أرفضه وان مات أحد الأقارب أو الاصدقاء أبكي، هذا لغز من الروحانيات، والبدو ومشهورون بالألغاز الليلية، وهي ألغاز شعرية. إذن هذه المواضيع تتابعها وتصل لها اذا وجدنا مركزا متخصصا واحدا من أهل البلد يعرف عن الألغاز عام 1989 عملت دراسة «ماذا تعني البداوة» بسبب الحديث عنها عند أهل البادية، باحث نمساوي متأصل في علم التراث قال ان البدو في البادية عندهم الألغاز.

علينا أن نجد من يبحث ويفتش لكي نكتب، جيلنا لا يعرف التراث والتقاليد ولكن علينا أن نجد لهم مكانا للتعليم.

القلاليف ما علموا أولادهم صناعة السفن والسبب افتتاح المدارس والناس تريد تعليم أبنائها، بدأنا ندفع ضريبة التطور والتقدم، والضريبة هي الكسل والجلوس بدون عمل، الاجهزة تحل لنا المشاكل، بودي وأتمنى إعادة مركز التراث الذي كان موجودا في وزارة الاعلام وعندي الاستعداد للعمل،

واحضر المختصين. وأذكر مجلس دول التعاون عمل مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي ومركزه الدوحة وذلك عام 1980 وكان الشيخ علي عبدالله الخليفة هو المسؤول، وللأسف حصل خلاف بين دولتين خليجيتين وعين عبدالرحمن المناعي بدلا من الشيخ علي عبدالله الخليفة، واحد غير متخصص في العمل يفشل العمل، اقول ان التراث يختلف عن التاريخ ويختلف عن المسرح والمغني غير والملحن غير.

التراث يختلف عن التاريخ

التراث ما يستخدمه الإنسان يوميا ويسجل مدى سنوات الحياة كتراث، والتاريخ ما يؤرخ للدولة من حوادث، العادات والتقاليد لا تسمح للانسان بالتجاوز مثلا لا يجوز أن أي إنسان يضرب باب إحدى العائلات والله أريد أن أخطب ابنتك، العادات لا تسمح بمثل هذا التصرف.

شكراً وزير الإعلام

توجه الشكري بكلمات الشكر لوزير الاعلام قائلا: شكرا جزيلا لوزير الاعلام هذا الرجل المحترم الذي يعمل بصمت وبدون ضجة، يعمل من أجل التقدم والرقي للاعلام الكويتي.

شاب ذو حيوية وإمكانات وهو من نادي الرماة في الاساس، الشيخ سلمان الحمود، نشد على يديه، ونؤازرك ونعينك ونقف خلفك وأنت الرجل الذي يستحق أن نقف معك، فهو شخصية مرموقة.

نريد أن نعمل مركزا للتراث لنحافظ على تراث الكويت وعدم دخول من هو غير متخصص بالتراث كذلك الشكر للأخ المهندس علي اليوحة أمين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فهو رجل ممتاز يعمل وعمل أشياء كثيرة.

والشكر للاستاذة عايدة كامل العيار فهي مهتمه بثقافة الاطفال ولها عدة إصدارات، نريد مركزا متخصصا للتراث وأنا مستعد للإشراف عليه، ما عندنا جامعون ميدانيون، الجمع الميداني شيء والاستبيان شيء آخر.

هذا الميدان يا حميدان.

وأولادي لا يوجد منهم فنان ومحمد شارك في ستار أكاديمي.

قصيدة وحيدة

وأخيرا عن قصيدة نظمها يقول الشكري: في حياتي كتبت قصيدة واحدة ونشرها المرحوم عبدالله الشيتي في مجلة النهضة أقول فيها:

لم تسألي عني وعن قلبي وعن حبي الكبير

كم بتُّ مشتاقا إليك وإلى محيّاك المنير

لما لا تزوري مدنفا يشكو السقام على السرير

عدد المشـاهدات: 6172


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
387492-49331.JPG

سليمان الزايد العبيد خلال اللقاء (محمد خلوصي)
387492-49310.JPG

شهادة دراسية للطالب سليمان الزايد العبيد
387492-49333.JPG

سليمان العبيد متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري
387492-49329.JPG

387492-49315.JPG

سليمان الزايد داخل معسكر كشفي بالمدرسة
387492-51182.jpg

سليمان الزايد مع محمود النبهان وهاشم الكبسي وحسن الناصر في ساحل الريفيرا
387492-49337.JPG

387492-49328.JPG

387492-49334.JPG

سليمان الزايد العبيد مع زملائه في إحدى الحدائق
387492-49327.JPG

387492-49318.JPG

كشافة في المخيم الكشفي
387492-49311.JPG

387492-49312.JPG

387492-49313.JPG

سليمان الزايد العبيد مع زملائه أثناء الرحلة
387492-49314.JPG

سليمان الزايد في أحد المطاعم
387492-51183.jpg

محمود النبهان وسليمان الزايد وحسن الناصر أمام «برج بيزا المائل» 1966
387492-49322.JPG

سليمان الزايد وعزوز الجزائري وحسن الناصر وهاشم الكبسي في الجزائر «وهران» عام 1966


  • والدي ضربني ضرباً شديداً لأنه اعتقد أنني ركبت الدراجة ولما اكتشف أن هناك شخصاً يشبهني أحضر إلي الحلوى
  • أيام أول كانت البيوت في رمضان تتبادل أطباق الطعام..وكانت النفوس نظيفة وشبعانة ولا حسد بينها
  • والد الفنان إبراهيم الصولة كان يبيع المواد الغذائية والدهن العداني في السوق
  • بعض العائلات انتقلوا من القرى إلى مدينة الكويت وبنيت لهم بيوت فتكونت منطقة المرقاب
  • تهدم بيتنا في سنة الهدامة الثانية وكانت إقامتنا في روضة طارق بالحي القبلي لمدة شهرين ومياه المطر أتلفت كتب جدي
  • جدي كان متمكناً من اللغة العربيةولا يحب مدارس التعليم النظامي لأنها «تعلم الإنجليزي»
  • كانت هناك ساحة كبيرة أمام الأمن العام يجلس فيها الشيوخ وكبار الشخصيات ويستعرضون الفرق الموسيقية في الأعياد
  • والدتي كانت تذهب إلى البحر قبل شروق الشمس وتحمل بقشة الملابس على رأسها مع نساء الجيران
  • ولدت في منطقة المرقاب داخل سور الكويت مقابل مبنى الأمن العام
  • جدي علمني قراءة القرآن ومبادئ الحساب وكانت لديه بسطة في السوق والشيخ جابر العبدالله كان من رواد مجلسه
  • مدرس الرياضيات في «الشامية الابتدائية» كرّهني في المادة وضربني لعدم حفظي جدول الضرب
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
ضيفنا هذا الأسبوع سليمان الزايد العبيد، أبوجمال، موضوعه طويل وشيق وهو من شباب الستينيات وعندما كان طالبا كان مغامرا ويعتبر من ذوي الرحلات الطويلة حول العالم, وبعدما أنهى تعليمه في المعهد التجاري اتفق مع بعض الزملاء للقيام برحلة استكشافية حول العالم في قصة طويلة ومفيدة وأحداث عديدة صادفته أثناء الرحلة. بدأ تعليمه في منطقة المرقاب وبعد ان انتقل والده الى الشامية وكيفان التحق بمدرسة الشامية وبعدها الى مدرسة الغزالي، كذلك انضم الى فرقة الكشافة بعد نجاحه بالدراسة وكان هذا من شروط القبول الذي فرضه عليه المدرس مسؤول الكشافة في مدرسة الغزالي. شارك في الرحلات الكشفية المدرسية وكذلك شارك في المخيم الكشفي في الفنيطيس وتعرف على بعض الطلبة الكشافة في مدارس أخرى. وبعد التخرج اتفق مع بعض الزملاء على القيام برحلة طويلة حول العالم وبدأها من مدينة البصرة، وحصل انقلاب في بغداد وتعرض لمشاكل هناك، كما يحدثنا عن الرجل السوري الذي استضافه مع زملائه وكذلك ليتطرق بحديثه عن تركيا وأسطنبول والدردنيل وبيوت الشباب وكيف انتهت الرحلة بعد ان استغرقت شهرين حتى (صوفيا) ثم كيف بدأت العودة. يستعرض مواقف وأحداث من الماضي خلال هذه السطور التالية:سليمان صالح الزايد العبيد: في مستهل حديثه عن ذكريات لاتزال عالقة في ذاكرته عن أيام الصبا والشباب ومواقف وأحداث الماضي يتكلم عن مولده وبداياته قائلا: ولدت في المرقاب إحدى المناطق السكنية داخل سور الكويت - مقابل الأمن العام، وبعض أصحاب البيوت فتحوا محلات تجارية مقابل الأمن العام لبيع قطع غيار السيارات، وكانت ولادتي في المرقاب الداخلي في بيت جدتي لأمي وكانت تشرف على ولادة النساء وتطبب المرضى.

اذكر مقابل الأمن العام ساحة كبيرة كان يجلس فيها الشيوخ وكبار شخصيات الكويت وخاصة في الأعياد يستعرضون الفرقة الموسيقية والفرق الشعبية تقيم العرضات وكان المدرب رجلا عسكريا وكان من الجيران بيت المالك وبيوت أخرى لبعض العائلات.

واذكر من الجيران الذين عرفتهم عائلة الربيعان وعائلة البناي وعائلة المالك، واذكر ان الوالدة كانت تذهب الى البحر وتحمل على رأسها بقشة الملابس مع بعض نساء الجيران ويخرجن من الصباح قبل شروق الشمس لكيلا يراهن الرجال واذكر من جيران بيت جدي وجدتي بيت عائلة الركن وبيت المضيان والوهيب والقعود والخليفة وبيت أمرشيد وبيوت وعائلات كثيرة وكانت البيوت مبنية من الطين والسكيك صغيرة وضيقة، السكيك مفردها (سكيّة) واذكر أيام شهر رمضان، الأطفال كل واحد منهم يحمل صحنا من بيتهم الى بيت الجيران.. وكذلك البيت الذي يوزع أيضا يستقبل صحون الأكل من الجيران مع ان الحالة المادية بذلك الوقت سهلة وبسيطة لكن النفوس نظيفة وشبعانة ولا حسد بينهم، كان الرجل الكبير له مكانته بالبيت وبالفريج... حاليا تغير القديم.

البيت خلف سور الكويت

ثم يتحدث العبيد عن تغيير منزلهم فيقول: الوالد انتقل من المرقاب الى خلف سور الكويت وكنا ندخل باب الدروازة واذكر الجيران بيت ناصر الصولة والد الفنان ابراهيم الصولة وكان والده يبيع المواد الغذائية وما ينزل الى السوق كل في موسمه والدهن العداني واذكر عائلة الحبيب وبيت النصار وعائلة المصري والنويهض والرفاعي والفرحان والحمضان والوهيب كانت المنطقة مزدحمة بالسكان والجيران، أخوه أيضا كان البعض يسكن في عشيش بين دروازتي الشامية والبريعصي واذكر بعض العائلات الذين انتقلوا من القرى الى مدينة الكويت، وبنوا لهم بيوتا وتكونت منطقة المرقاب، اذكر بيت جدي كان فيه كُبَر وهو غير عن العشة.

والفريج مثل فريج الحشاش وفريج الخليفة وفريج الوهيب وفريج الوزان وكان يعرف الفريج باسم أكبر رجالات الفريج وأقدمهم بالسكن، وكنت ألعب مع بعض شباب المنطقة وكنا ننام ما بين صلاتي العشاء والمغرب ولا توجد تسلية للشباب إلا النوم. الوالد منعني من استخدام النغاري (الدراجة) وكان يعاقبني إذا ركبت الدراجة وكذلك أخي عبدالرحمن، والى الآن لا أعرف اركب الدراجة.

العقاب الشديد

الوالد رأى شابا يركب دراجة أو ان عمي أخبره بالموضوع، الشاب تقريبا يشبهني بملامحه، فاعتقد الوالد والعم اني راكب الدراجة وكان ذلك مساء، فناداني الوالد وضربني بالخيزرانة ضربا شديدا رغم انني لا اعرف ركوب الدراجة والوالدة تبكي، وفي اليوم الثاني أحضر لي الوالد حلويات بعدما عرف وشاهد ذلك الشاب الذي يركب الدراجة.

اعرف صديقا يلعب معنا بالمرقاب وصار في احدى السنوات وكيلا مساعدا في التربية كان دائما يخدم والده الكفيف ويسمع كلامه وهو في طاعته ووالده كان راضيا عنه، وكان الأب دائما يتابع أولاده واذا ذهب الوالد أو نقول الرجل الى الغوص والسفرو، الأم العودة أو أم الأولاد هي التي تدير شؤون البيت، رحم الله الكبار.

الدراسة والتعليم

يتحدث ضيفنا عن مشواره في طريق التعليم فيقول: كنا نعيش في بيت جدي مع والدي واخوانه، وجدي من الرجال المتعلمين وكان يقرأ القرآن الكريم واللغة العربية، كان جدي زايد ما يحب مدارس التعليم النظامي، وكان يردد بأن هذه المدارس تعلم الانجليزي، كان جدي - رحمه الله - متمكن من اللغة العربية وكان عنده بسطة بالسوق ومن يمر عليه يجلس عنده وجدي يقرأ عليه بعض آيات القرآن الكريم.

كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر من رواد جدي ويجلس عنده بالسوق ويسمع منه بعض الحديث، كان يعمل خرازا لصناعة الجلود والنعل والأحذية ولذلك كان يجلس عنده بعض الرجال يستمعون له وكان محله في براحة بن بحر، وكنت اتعلم عنده قراءة القرآن الكريم واللغة العربية ومبادئ الحساب فكان تعليمي جيدا منذ الخطوات الأولى من عمري وكان يسأل عن بعض العلوم من الطلبة مثلما كان يعمل ولذلك تعلم جدي وعلم الآخرين، توفي جدي وبعد وفاته سجلنا الوالد في مدرسة المرقاب وفي الفصل الأول - العاشر، ومن المدرسين عراقيون وفلسطينيون ومصريون واذكر الناظر عبدالرحمن عبدالقادر،

ونعم المدرسين والناظر، وأذكر الاستاذ يوسف وكان يعلمنا أغنية «أنا البطاطة حلوة اللذاذة» وأذكر الاستاذ فيصل عراقي الجنسية ومعنا بالصيف طالب اسمه صالح المرداسي متفوق علينا، وطالب آخر ولد المضيان والحليل وكنت دائما الثاني بالصف ولا أستطيع أن أتجاوز الأول وهو المرداسي ومعنا بالصف أخي عبدالرحمن ومما أذكر أنني كنت ممتازا باللغة العربية لأن جدي كان يعلمنا.

وصالح المرداسي أيضا من سكان المرقاب وفي الصف الثاني في مدرسة المرقاب، وأذكر الاستاذ نجم الخضر وكان يدرسنا الدين ومسؤولا عن فريق الاشبال.

فالمتفوقون بالدين يسجلهم وبفريق الاشبال وكان أيضا يختار من الطلبة الشطار ودائما كنت الثاني بالفصل فاختارني بفريق الاشبال، إلا أن الوالد رفض ذلك واستدعاه الاستاذ نجم الخضر وتعرف عليه وأقنعه فالتحقت بفريق الاشبال وصار عندي حب الكشافة بعدما انتقلت الى المتوسطة صرت كشافا.

الأمطار الغزيرة

في تلك الاثناء صارت سنة الهدامة الثانية وتهدم بيت الوالد ونقلونا بسيارات وكان نصيبنا في روضة طارق بالحي القبلي، وكانت معنا جدتي وبعد فترة شهرين نقلنا الى منطقة الجيوان.

في ذلك المكان وبعد نزول الامطار الغزيرة تلفت الكتب التي جمعها جدي بسبب مياه المطر، وكان من الصعب إعادة بناء بيوتنا أو حتى تصليحها، فتم تخصيص بيت حكومي للوالد وآخر لعمي وتم بيع البيت في أمصدة وخصص البيت لوالدي في كيفان وعمي محمد سكن قبلنا في كيفان مقابل ثانوية كيفان، وسكنا في البيت الجديد.

كنت في الصف الثاني الابتدائي والتحقت في مدرسة الشامية وناظرها عبداللطيف الصالح وذهبنا مشيا وكان الشارع الرئيسي الفاصل بين الفيحاء وكيفان وشارع آخر يفصل بين كيفان والشامية.

عندما عينت في الصف الثاني ابتدائي بالشامية كان الاستاذ يعلم الطلبة جدول الضرب والقسمة وأنا في المرقاب فقط تعلمت الجمع والطرح.

فكانوا سابقين المرقاب ولا أعرف الضرب والقسمة وبسبب المدرس كرهت الرياضيات والمدرس اسمه علي وتأخرت في دراستي من متفوق الى راسب في مادة وأخذت دائرة حمراء، بعض المدرسين يحببون الطالب في المادة وآخر يكره الطالب.

المدرس قال قف قول جدول الضرب، فقلت له ادرسه، فضربني كفا على وجهي.

أحد الطلبة سأله مدرس آخر فقال الطالب لا أعرف جدول الضرب فقال له المدرس بعد قليل ارجع لك اذا ما تعرف سوف أجحشك (الضرب على القدمين) والمدرس جحش الطالب أمام زملائه الطلبة، حضر والده الى المدرسة وقدم الطالب الى ناظر المدرسة وصارت غصة بالقلب.

كان التعليم ثلاث فترات الاولى والثانية والثالثة بعد معاقبة المدرس كرهت المدرسة وسقطت بالمادة ولا يوجد دور ثان للطالب وأعدت السنة الدراسية.

أذكر بالمدارس قديما توجد أنشطة مثل نشاط الأناشيد والألعاب والموسيقى والرسم، وكنت متميزا فيه واخترت الموسيقى والرسم من الانشطة التي تميزت بها، وحفظت نشيد:

موطني موطني

الجلال والجمال

والأهلة والكمال

في علاك في علاك

وأديت الدور مع الطلبة وحضر المرحوم الشيخ عبدالله الجابر ومجموعة من المدرسين.

توقف نشاطي على الأناشيد والرسم، ولم أتعلم آلات موسيقية.

مدرسة الغزالي والكشافة

عن انتقاله الى مدرسة الغزالي والتحاقه بالكشافة يحكي العبيد هذه القصة:

نقلت مع مجموعة طلبة من مدرسة الشامية الى مدرسة الغزالي في منطقة الشويخ (ب) بسبب ان مدرسة الشامية قد امتلأت بالطلبة الذين يحضرون من كيفان والشامية والفيحاء والخالدية وفيها طلبة من الوافدين من جميع الجنسيات، وأذكر أن ناظر مدرسة الغزالي المرحوم الاستاذ محمد الانصاري رحمه الله، وفيها حاولت أن التحق بالكشافة ولكن لم أوفق وتحايلت على القبول.

وكان قائد الكشافة الاستاذ محمود رمضان وقال إذا تفوقت بالدراسة أقبلك بالكشافة، وأذكر أن المدرسة تضم طلبة من جميع الاعمار البعض يكون عمره مناسبا وآخر يلتحق بالمدرسة عمره أكبر من السن القانونية.

وبعد النجاح والتفوق قبلت بالكشافة، ومن الضروري أن يكون مشرف الكشافة بالمدرسة مدرس تربية بدنية، قبلت بالكشافة واستمتعت فيها بسبب الرحلات والزملاء الذين معي والعمل الجماعي، وطلعات البر ونصب الخيام والملابس الكشفية، الكشاف قديما يقوم بعمل مراقب بساحة المدرسة وله الاحترام الكبير من إدارة المدرسة والطلبة، له قيمة ومكانة في المدرسة وأمام الفرق المدرسية الاخرى وخاصة أيام المعسكرات الجماعية، الكشافة علمتنا حب الوطن وحب الآخرين الكشافة علمتنا الاعتماد على النفس.

تعلمت الطبخ وعمل الشاي، وكل مدرسة تمتاز بطلابها، وكان المغفور له الشيخ عبدالله الجابر يزور المخيم الكشفي الذي يقام في الفنيطيس ويقدم هدايا للمدارس خروف لكل فرقة كشافة، شاركت في أول رحلة مدرسية في المطلاع أو المنقف، مناطق بعيدة والمدرسة وإدارة الكشافة والتربية البدنية يحددون أماكن الرحلات وأذكر يحضر مفتش الكشافة ويزور المعسكرات الكشفية.

وكان المرحوم علي حسن العلي له الدور الكبير في قيادة الكشافة في الكويت واذكر فائق طهبوب وغازي شبلاق.. وهما يزوران الفرق الكشفية اثناء الرحلات ويحضران حفلات السمر.

بداية الرحلة الكشفية وعندما نصل الى مكان الرحلة نرفع علم الكويت ونبدأ في نصب الخيام وكل طليعة تعمل مع بعضها البعض.

الكشافة علمتنا كل شيء، والاعتماد على النفس والتعاون مع بعضنا البعض، ونجهز المطبخ والحمام.. إذا انتهينا نوزع الأنشطة، وفي معكسر الفنيطيس يكون التعارف بين الكشافة من جميع الفرق التي التحقت بالتمثيل في الكشافة وخاصة اذا كانت التمثيلية تاريخية، وقلدت عبدالعزيز الهزاع الممثل السعودي، وأحيانا نعلق ونقلد المدرس في حركاته.

وأقول ان الأكل كل يوم شكل ونوع ومرات الأكل مالح وأحيانا قليل الملح أو فلفل حار أو محروق ولكن أمضيت حياتي بالكشافة واستفدت منها، نقيم الصلاة في جميع الفروض جماعة بفرقة الكشافة والامام أحد الطلبة، ويبدأ نشاط الكشافة بعد الغداء استعدادا لحفل السمر الليلي وندعو كشافة بعض المدارس وبعد العشاء يبدأ حفل السمر وابريق الشاي والعدس عشاء الليل.

وعن حفلات السمر في ليالي الكشافة يقول: يبدأ حفل السمر بالليل ويحضر مدرس ومشرف فرقة الكشافة وتشارك جميع الطلائع وكل طليعة تضم ما بين 6 أو 8 كشافين وبعد انتهاء حفل السمر يبدأ توزيع الحراسة حول المعسكر، أقول ان الكشافة فيهم متقدم ومبتدئ، والرحلات الأسبوعية في المنقف والفنطاس والمخيم الكشفي الكبير في الفنيطيس، جميع كشافة مدارس الكويت وفيها التعارف بين الكشافة، فكنت دائما أشارك بالكشافة، كانت الحراسة في المعسكر لمنع كشافة مدارس أخرى من السرقة وخاصة سرقة علم المعسكر ويكون اتفاق بين مدرس كل فرقة كشافة كي يعملوا الطلبة على الحرص.

وفي المعسكر الكشفي بالفنيطيس اذكر الأخ بدر ناصر العبدالجليل وفهد الخبيزي ومساعد ومشيلح المشيلح، وسلمان المشيلح والد اللاعب بنادي النصر اسمه عبدالله، اذكر قبل المعسكر الكشفي صار لي موقف مع الأخ عبدالله المشيلح حضر عندي راكبا الدراجة من صلاح الدين الى كيفان، كنا نريد الذهاب الى مطار الكويت لاستقبال أحد الشخصيات العربية ونحن كشافة وكان بالسابق الكشافة يذهبون لاستقبال ضيوف الكويت عندما وصل عبدالله المشيلح قال انت اركب الدراجة وانا اركب بالخلف فقلت له لا اعرف ان أقود الدراجة فقال «لماذا لم تخبرني.. أنا تعبان من قيادة الدراجة» هذه من قصص الكشافة بذلك الزمن الطيب والصداقة الحميمة الطيبة، وبدأنا نمشي من كيفان حتى مطار الكويت منطقة النزهة حاليا.

مدارس معسكر الفنيطيس

شاركت جميع المدارس في معسكر الفنيطيس الكشفي اذكر ثانوية الشويخ والكلية الصناعية والخليل بن أحمد والرميثية والأحمدية والمباركية ومدارس قرى الكويت، والمعسكر الكشفي في الفنيطيس يتكون من عدة معسكرات وكل معسكر يضم مجموعة من المدارس ولكل مدرسة مخيمها الخاص بها داخل مخيم الفنيطيس ولمدة أسبوعين، كنا نتعارف مع بعضنا البعض ونستخدم الرسائل فيما بيننا بعد انتهاء المخيم الكشفي، واذكر كل يوم اثنين المرحوم الشخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف ووزير التربية - رحمه الله - يزور المعسكر الكشفي - ونحتفل بوجوده ونحتفل بوجود الأهالي الذين يزورون أبناءهم في المعسكر الكشفي ويحضرون معهم الفواكه والأكل، واذكر الشخصيات التربوية الذين يتواجدون في المعسكر ومنهم المرحوم عيسى الحمد أبوالرياضة والمرحوم محمد النشمي وفائق طهبوب ومحمد القوفا بوشاهين وعلي الحسن، اذكر يوم الوداع نبكي ونحن نسلم على بعضنا البعض، وننتظر حتى العام التالي ونشاهد بعضنا البعض.

مراحل التعليم

يتحدث العبيد عن مشواره في التعليم قائلا: من أول خطوة في التعليم من أولى ابتدائي الى سنة رابعة ابتدائي وفي أولى متوسط في مدرسة الغزالي ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن أحمد المتوسطة.

كان ناظر الخليل بن احمد المرحوم خالد المسعود الفهيد الذي صار فيما بعد وزيرا للتربية وكان الوكيل مسعد القديري الذي صار ناظرا لمدرسة فهد العسكر، خالد المسعود كان صار تفكير كبير وعندما صار عضو مجلس أمة ووزيرا للكهرباء وبعد ذلك وزيرا للتربية وفتح مدرسة التعليم التجاري الصباحي في مدرسة المثنى في شارع فهد السالم والدراسة لمدة سنتين الطالب يحصل على دبلوم تجارة، استمررت بكشافة التجاري في الصيف تطوعت في الجوالة، اسم فرقتنا طارق بن زياد في الشامية وكان القائد يوسف الشريكي.

اذكر بدر العبدالجليل وفهد الخبيزي ومحمد الساعد وخالد الشافي هذه المجموعة جوالة صيفية.

أنهيت السنتين وحصلت على دبلوم تجاري تخصص، كنت افكر ان أقوم برحلة كشفية حول العالم، كان عندي حلم ان أؤسس بيتا وان اعمل ولكن كنت افكر بالرحلة قبل العمل.

بداية الرحلة

كنت جالسا مع صديقي هاشم حسين الكبسي وكنا نتحدث ونخطط للمستقبل وقلت له ان شاء الله عندما أنهي الدراسة وقبل العمل أريد أن أقوم برحلة جولة حول العالم البداية الى مصر هل ترغب في أن تشاركني بالرحلة فوافق والسفر على الدراجات بالرغم من أني لا أعرف قيادة الدراجة أو تذهب بالطراد بحرا، وكان قبلنا من قام بالرحلات مثل عثمان اليحيى وآخر وصل الى أميركا والعقيل قام برحلة بواسطة الدراجة وكانت عندنا أفكار البداية كنا اثنين ثم التحق معنا محمد عيسى من أهل الفنطاس، واستخدمنا دفتر الخرائط وخططنا الذهاب من العراق والاردن وسورية ولبنان وبالباخرة الى الاسكندرية الى القاهرة الى المغرب العربي، ونحن نفكر ما عندنا اي مبلغ فذهبنا الى مركز الكشافة وقابلنا المرحوم علي حسن العلي وطلبنا منه المساعدة أن يعطينا كتاب توصية فقال ممنوع، وذهبنا الى يوسف الشريكي، وقال انتسبوا الى الجوالة ونساعدكم على كل ما تحتاجون له صرنا ثلاثة ونذهب الى السفارات للحصول على توصية، فكرنا بالسيارات الوسيلة السليمة.

محمد فهد العيسى لم يواصل العمل معنا واستبدل عنه حسن أحمد الناصر،وآخر محمود حسن النبهان

أول سفارة ذهبنا لها السفارة العراقية التقينا بأحد الكشافة اسمه شاهين وسألناه عن طريق الرحلة، وأرشدنا الى أن نبدأ حول البحر المتوسط، وافقنا على رأيه ولا عندنا أي فلوس، فكرنا وحسبنا ان تكون الميزانية أربعمائة دينار، على أن نستخدم القطار السريع كانت الرحلة عام 1999.

وفي بداية الرحلة، اتفقنا نحن والمجموعة على كيفية جمع المبلغ، فكانت أول خطوة كتبنا رسالة للمرحوم الشيخ عبدالله الجابر وكان وزيرا للتجارة، وقابلناه وسألنا عن أهالينا وأعطانا ظرفا فيه مبلغ من المال وقال كونوا خير سفراء لوطنكم كان المبلغ مائتي دينار وقدمنا رسالة للمرحوم الشيخ صباح السالم أمير الكويت الاسبق.

وحصلنا على مبلغ وكذلك رسالة للمرحوم الشيخ جابر الأحمد، وقال لنا تستاهلون، ورجعنا الى مكتب صاحب السمو الأمير وقابلنا محمد درويش العرادي وحصلنا على مائتي دينار، وذهبنا الى جريدة صوت الخليج رئيس تحريرها المرحوم باقر خريبط.

كان اسم فرقتنا «نسور الخليج» فلذلك ذهبنا الى صوت الخليج، ورحب فينا وطلبنا منه كاميرا لكنه أعطانا خمسين دينارا لشراء الكاميرا، والد حسن الناصر شرط علينا نجاح ولده في الدراسة وتعاونا على تدريسه وحصل على الشهادة.

بدأنا بالرحلة من العراق، ولكن في ذلك اليوم حصل انقلاب عسكري، وأغلقت الحدود، الوالد عنده سيارة جيب هو الذي نقلنا بسيارته رجعنا من المطلاع.

ذهبنا الى البنك البريطاني، نصف المبلغ حولناه (ترافل شيك) لكيلا يضيع والباقي بالدينار العراقي، وبقي القليل من الدينار الكويتي، اليوم الثاني سافرنا بسيارة الوالد وصلنا البصرة وسكنا في فندق البلاد ومعنا الوالد، وبعد ذلك واصلنا السفر من البصرة الى بغداد، وركبنا باص سفر كبيرا والتفتيش على طول الطريق الى بغداد.

بغداد وإلقاء القبض علينا

قبل الوصول الى بغداد حدثت محاولة انقلاب ونمنا على جسر بغداد وبعد صلاة الفجر دخلنا بغداد وبدأنا بالتصوير وشاهدنا الدماء في الشارع. ونحن نريد التصوير وكنا بملابس زرقاء، أثناء التصوير انتبه الينا رجل أمن برتبة عقيد، وأمسكوا بنا فقلنا لهم نحن كشافة، لكن الكلام لم ينفع قبضوا علينا وكان الاستعداد بإطلاق النار علينا، لكن أحد العسكريين أخذ جوازاتنا وأخذ الكاميرا وقطع الفيلم وكسر الكاميرا، وقال ان شافكم بالعراق كلها سيعدمكم.

تعلمنا الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والمحافظة على بعضنا البعض، وحادثة بغداد جعلتنا متماسكين بقوة، أصبحت حياتنا مرتبطة ببعضنا البعض.

انقلاب الباص

خرجنا من بغداد بالسيارة بواسطة سيارة الأندلس، ركبنا الباص الى الأردن بعد الغداء، أكلنا العيش والكباب العراقي وكنت مصابا بالصداع نزلنا السوق واشترينا جدر للأكل ووضعنا بداخله الأكل الذي بقي من الغداء.

وضعنا أغراضنا داخل الباص وعندنا «رادو» وركبنا الباص طوال الليل وفجأة انقلب الباص ونحن بداخله مع العائلات وخرجنا نحن الشباب من الباب ونساعد الناس وبعد خروجهم من الباص، بدأنا بتعديل الباص، وكان الانقلاب عند الرمادي.

فكرنا أننا وضعنا الاكل بالجدر ومع انقلاب الباص صرنا نبحث عنه حتى وجدناه ووضعنا الاكل وأكلنا نصف الاكل، المهم أصبحنا اليوم الثاني وأحضروا باصا آخر وركبنا فيه وواصلنا السفر، السائق انكسرت رجله، وصلنا الى الاردن وتجولنا في عمان وصورنا بعض المواقع والأماكن وعند المفرق وفيها مقاه وسكنا في مكان للجوازات قرب درعا، وصلنا جيل المهاجرين ودخلنا الى سورية وبدأنا نبحث عن بيت الشباب وصلنا الى منطقة المزرعة التي يقع فيها بيت الشباب بواسطة سيارة باص وقت الظهر، لكن كان الباب مغلقا ولم نستطع الدخول.

سائق الباص الذي أوصلنا دعانا لأن نتغدى عنده في بيته، نحن أربعة والبيت صغير المهم دخلنا عنده وسكنا على سطح البيت وأبلغ جيرانه وقال لهم عندي ضيوف، وكل واحد من الجيران أحضر أكلا وبعد الغداء الساعة الرابعة ذهبنا الى بيت الشباب ونقلنا أدواتنا وسكنا في بيت الشباب وأعطيناه المقسوم، ورفض أن يأخذ المبلغ وصورناه مع بناته.

بيت الشباب في المزرعة

بعد الظهر ذهبنا الى بيت الشباب في المزرعة السورية، ودعنا صاحب البيت الذي استضافنا في بيته وقال إذا رجعتم الى الكويت ابعثوا لي صور النبات، دخلنا بيت الشباب، وخصص لنا مكان، ونحن أربعة ووضعنا جميع أدواتنا وأغراضنا وكان البيت تغطيه الأشجار وبه الخضراوات والفواكه وفي البيوت كانت سورية خضراء بجميع الأماكن.

ذهبنا الى بردى وزرنا سوق الحميدية والتقطنا صورا وزرنا المتحف الحربي وكذلك زرنا المتحف الوطني والتقطنا صورا داخل المتحفين وزرنا بيت العظمي، تجولنا بجميع الأماكن، بيت الشباب يضم جميع الجهات وشاهدنا في بيت الشباب خريطة مخططا عليها كلمة فلسطين بالقلم الأحمر، وكان مكتوبا عليها اسرائيل وشطبت الكلمة وكتبت على الخريطة فلسطين، وفي يوم من الأيام كتبت عليها اسرائيل وكان الذي يكتب واحد أجنبي بالليل إذا ناموا ضيوف البيت ذلك الشاب هو الذي يغير الاسم. بيت الشباب فيه مطبخ واحد لجميع ضيوف البيت الذين يسكنونه.

قال المسؤول: تابعنا وعرفنا من الذي يشطب ويغير الاسم، فعند الفجر عرفنا ان الذي يكتب شاب سويدي يهودي سكن في البيت لفترة. وبعد دمشق سافرنا الى مدينة حمص ومنها الى حماه وحلب على أساس ان نحجز منها الى تركيا وتم الحجز بالقطار ويعرف بقطار الشرق السريع وهدفنا اسطنبول.

ويعرف عنه الكثير انه يصل الى المانيا ويبدأ من مدينة البصرة، والقطار متعب جدا واذكر انه يتعطل ويسير على الفحم، ونشم رائحته ولمدة 3 أيام من حلب الى ان وصلنا اسطنبول وتعرفنا على ناس كثيرين، وتعرفنا على رجل والده عماني وأمه باكستانية ويعيش مع والدته في باكستان ويتحدث اللغة الانجليزية والعربية ببساطة وتعرفنا على رجل صومالي وزار الكويت بعد سنوات واشتغل خياطا اسمه محمود الصومالي.

وصلنا اسطنبول وتعجبنا مما شاهدناه وخاصة أحد المساجد وبداخله 6 أسواق، ذهبنا الى بيت الشباب وسكنا بداخله وصورنا الجسر وكان يفتح وفي تركيا الأوروبية وتركيا الآسيوية من أبدع ما يكون أمضينا الأيام.

تعرفنا على رجل بالسوق وخلال الحديث معه عرفنا انه سفير الكويت في تركيا ودعانا ولم نذهب له. قضينا 5 أيام في اسطنبول في بيت الشباب، وكان مهيئا للشباب وخاصة في أيام الصيف تعرفنا على السفير داخل أحد الأسواق القديمة كيف؟ شاهدنا سيدة وقالت صوروني وكانت للحيلة، ومسكونا انتم صورتوا السيدة قلنا لم نصورها تدخل رجل وقال هل صورتوها قلنا لا، لم نصورها، والرجل هو السفير الكويتي وكانت آخر أيام في اسطنبول والوقت كان محدودا، وبعد ذلك سافرنا الى بلغاريا بواسطة الباص.

شكرا لجريدة «الأنباء» على هذا العمل التاريخي والتسجيل للشخصيات الكويتية وللعرب الذين قدموا خدمات لهذا البلد الطيب المعطاء، شكرا للأستاذ منصور الهاجري الكاتب والباحث في التراث والتاريخ ومقدم البرامج في الإذاعة والتلفزيون.

قصة جدتي

جدتي اسمها فاطمة البحر، بشرتها بيضاء شقراء، عيونها ملونة، وأثناء وجودنا في روضة طارق حضرت عندنا طبيبة أجنبية بشرتها بيضاء وسألت جدتي هل انت كويتية فقالت نعم بنت بحر البحر وبشرتنا بيضاء وبعد فترة نقلنا.

خطأ تغيير الأسماء

يتحدث العبيد عن خطأ يحدث بتغيير بعض الأسماء القديمة للمعالم الكويتية وعن ذلك قوله: من أخطاء وزارة التربية على سبيل المثال ان ثانوية كيفان اسم قديم منذ الستينيات وعدد كبير من الطلبة الكويتيين والوافدين تخرجوا منها وشهاداتهم مختومة باسم ثانوية كيفان الا ان الوزارة غيرت الاسم وأطلقت اسم المرحوم حمد عيسى الرجيب على الثانوية، ونعم الرجل أدى خدمات جليلة وكبيرة لكن لا أطلق اسمه على معلم تربوي قديم.. ومعروف عند أبناء الكويت، اذا وزارة التربية مصرة على اطلاق أسماء رجالات الكويت على المدارس تختار مدارس حديثة جديدة وتطلق الاسم عليها أما انها تغير اسم مدرسة قديمة فهذا لا يجوز والنعم برجالات الكويت لكن لا تشوهوا الماضي وبما عرف عند أبناء ورجال الكويت، أتمنى من المسؤولين بوزارة التربية المحافظة على أسماء المدارس القديمة خدمة للتاريخ والتراث الكويتي للأجيال القادمة من أبناء الكويت، أطلقوا أسماء الرجال القدماء على المدارس الجديدة والشوارع ولكن لا تغيروا معالم التربية ومدارسها.

عدد المشـاهدات: 3996


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
385947-40339.jpg

المحامية سارة الدعيج (محمد خلوصي)
385947-40961.JPG

385947-40962.JPG

المحاميان هشام وعبدالله خالد التركيت في طفولتهما
385947-40968.JPG

سارة الدعيج متحدثة إلى الزميل منصور الهاجري
385947-40960.JPG

سارة الدعيج ووالدتها في إحدى حفلات الزواج
385947-40336.jpg

سارة الدعيج وحفيديها ووالدتهما
385947-40341.jpg

385947-46399.JPG

الوالد عبدالله الدعيج
385947-40964.JPG

385947-40963.JPG

المحامية سارة الدعيج وابنها المحامي هشام التركيت


  • الشاعر نزار قباني زار الكويت وأقام ندوته على مسرح جامعة الكويت بالخالدية وكنت مقدمة وعريفة الندوة عام 1968
  • النساء تحملن وصبرن على غياب الزوج لأشهر عدة عندما كان يسافر إلى الهند وأفريقيا وعدن في السفن الشراعية وكانت لقمة العيش صعبة
  • المرحوم الشيخ عبدالله الجابر كان نموذجاً جيداً للوزير المخلص في عمله ويستمع للمواطنين ويزور المدارس بجميع أنحاء الكويت
  • سوق بن دعيج حمل اسمه من بيت عائلتنا الكبير حيث عاش أجدادي وآباؤهم
  • لعبت مع بنات عمي أيام الطفولة المقصي والتيلة ومكاسر جوز
  • الأطفال حالياً يجلسون أمام التلفزيون وبجانبهم الأكل والخادمة تمدهم بالماء والأكل وهذا خطر كبير على صحتهم ومستقبلهم
  • سوق بن دعيج في ليالي رمضان كانت تباع فيه جميع الحلويات والأكلات وكان سراج اللوكس يستخدم في الإضاءة
  • ماء سبيل بن دعيج في الساحة الكبيرة كان أول ماء وضع للناس يشربون منه على نفقة العائلة
  • شاركت بفريق الزهرات بالمرحلة المتوسطة وكنت أرسم لوحات وعملت تمثالاً كبيراً من الطين مع المدرسة لفلاحة مصرية
  • التحقت بالمدرسة القبلية للبنات بداية الخمسينيات وكنت أذهب مشياً على الأقدام ولايزال المبنى موجوداً إلى الآن
  • أول قضية عملت بها كانت خيانة أمانة مع تاجر سيارات وكسبتها لكني لم آخذ أي مبلغ أتعاب بل جعلتها لله
  • قديماً كان المواطن من السهل أن يقابل ويلتقي الوزير والوكيل واليوم الكل مغلق بابه بوجه المواطن
  • كنت دائماً أذهب إلى المكتبة وحصلت على هدية ميدالية من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر في المرحلة الثانوية
  • أمهاتنا تعلمن من أمهاتهن الأخلاق وحسن التصرف وإدارة شؤون البيت
  • التحقت بالقسم الأدبي بثانوية المرقاب وكنت أكره الرياضيات والعلوم ومازلت أعد على أصابعي
  • كنت أحفظ الكلمات الإنجليزيةبالعربي والمراجعة على نور السراج الذي يعمل على الكاز
  • التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرجت بعد 4 سنوات ورجعت إلى الكويت عام 1968
  • عملت في إدارة الفتوى والتشريع لمدة 7 سنوات

أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
تاريخ الكويت وحاضرها حافل بكوكبة من الرواد والرائدات الذين كانوا أوائل في مجالاتهم المختلفة. المحامية سارة عبدالله الدعيج أول كويتية تعمل بمجلس الوزراء وثاني كويتية متخصصة حقوق تفتح مكتب محاماة. تخرجت في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1968.. بدأت العمل بمجلس الوزراء ثم في ادارة الفتوى والتشريع وبعدها فتحت مكتب المحاماة ولاتزال تعمل محامية.. تحدثنا عن طفولتها، ومرحلة الدراسة في المدرسة القبلية للبنات وكانت تحضر الى المدرسة مشيا من بيتهم الواقع بسوق بن دعيج بالقرب من فريج العبدالرزاق، وتعرفت على مجموعة من الطالبات فصارت تذهب معهن الى المدرسة. تحدثنا عن سوق بن دعيج وأول ماء سبيل لعائلتها بذلك السوق، وعن الألعاب الشعبية التي مارستها مع بنات وأبناء العائلة في البيت الكبير وعن دور المرأة الكويتية قديما وحديثا ومعاناة المرأة في مرحلة ما قبل النفط.وعن الأنشطة الرياضية التي مارستها أثناء دراستها من الابتدائي الى الجامعة، تقول المحامية سارة الدعيج انها كتبت الشعر ولديها بعض القصائد تنتقد فيها بعض الممارسات. لها من الأولاد اثنان يعملان بالمحاماة ولهما مكتب مع والدتهما. سارة الدعيج الأم والمحامية وربة البيت ماذا تقول في هذا اللقاء؟ نتعرف على ذلك من خلال السطور التالية:

تبدأ المحامية سارة عبدالله الدعيج حديثها عن ذكرياتها بالحديث عن المولد حيث تقول: ولدت في الكويت بالمنطقة الوسطى وهو موقع سوق الدعيج القديم، وهو مركز الكويت لأن المكان يقع ما بين الشرق والمرقاب والقبلة، منطقة الأسواق/ سوق بن دعيج والبيت للعائلة آل الدعيج وجميع أبناء الجدود وآبائنا كانوا يعيشون في ذلك البيت الكبير حتى دعيج محمد ويوسف صالح وسعد محمد وراشد عبدالله واذكر مدرسة ملا زكريا الأنصاري كانت خلف بيت عائلة الدعيج، والعائلة اشترت مبنى تلك المدرسة، أقول ان بيت عائلة الدعيج الكبير لا يوجد له سوى باب واحد يدخل منه جميع رجال ونساء العائلة ومن الداخل كل واحد يذهب الى الغرف التي يسكن فيها من الداخل وبين البيوت يوجد فرية (فتحة) بين البيوت.

سوق بن دعيج عرف بهذا الاسم على ان البيت الكبير موجود فيه واستخرج من البيت دكاكين فيها كل ما يحتاج له المواطن وبعض الصناعات اليدوية الخفيفة.

والحلويات والمجني والرجل الذي يصنع القفص ومنزل الأطفال من جريد النخل والذي يبيع الفواكه عبدالله الشتيل والفرج الذين يبيعون الأدوية الشعبية أيضا كان يباع في سوق بن دعيج الجراد المطبوخ وحلويات الخنفروش والخريط والعناب والقبيط والنامليت ابوتيلة.

أدركت سوق بن دعيج ليالي رمضان وما يباع فيه من جميع الحلويات والأكلات واذكر سراج اللوكس الذي يضيء السوق والبعض كان يستخدم اللوكس عند زفة المعرس بالليل يضيء الطريق لهم.. فكان في كل دكان في سوق بن دعيج لوكس يصير الظلام نهارا من شدة الاضاءة، وكنت العب مع البنات بالسوق وكنت العب مع بنات عمي وأولاد عمي، لعبت المقصي والتيلة ومكاسر جوز - طق وطمر - نضع حصيرا ونقفز ونتخطاه، شقيحة أفكر حاليا الأطفال الذين يجلسون أمام التلفزيون وبجانبهم الأكل والخادمة التي تمدهم بالماء والأكل ما مصيرهم بالأمراض؟ وبعد ثلاثين سنة ماذا سيحصل لهم؟ كنا دائما نركض ونلعب وكنت دائما متعلقة بأخي خالد، وأذكر كان يقول اذهبي الى الوالدة وقولي لها اذا جاءك الطارش امسكيه - فالوالدة تجلسني بجانبها وهو يهرب عني - دائما مزعجته.

أيضا كنا نجمع الكراتين من السوق وكل واحدة من البنات لها كرتونة وتقول هذا بيتي، ونجهز الأكل ونضعه بداخله، وفي الليل يوسف ولد عمي صالح يرميه بالخارج. وكذلك يوميا، وكنا نلعب أيضا، كنا نعمل حركات حراس تأثرنا بحرس الاسواق (النواطير الذين كانوا يقفون على أسطح الدكاكين وداخل الاسواق ونسمع أصواتهم وهم ينادون على بعضهم البعض صباحي صاحي، فيرد عليه زميله بالمثل لكي لا يناموا طوال الليل، والعمال الذين ينظفون الأسطح، أذكر خالد السداني يبيع الاعشاب وكاكولي ونصرالله صراف ومدخل سوق التجار وصيدلية الدهيم والعبدالغفور وقيصرية البنات، محلات لبيع الاقمشة ولا يدخلها إلا النساء، كانت الوالدة تمنعنا من الدخول فيها.

خرجنا من سوق الدعيج الى الساحة الكبيرة وفيها ماء سبيل بن دعيج وهو أول ماء وضع للناس يشربون منه على نفقة آل دعيج، ومن الجهة الثانية فريج العبدالرزاق وعلى اليمين سكة سعد الربيعان وكلها محلات للأقمشة وبعد حي العبدالرزاق يوجد مسقف صباح الناصر وعلى ساحل البحر الى الأميري وهناك بيت تيفوني بيت خالتي وكنا نزورهم، وكان حسن تيفوني وهو خارج من السوق يأخذنا معه الى خالتي وبعد العصر وهو راجع للسوق يرجعنا الى البيت، وبيت عبدالصمد التركي وبيت ما حكي وكنت ألعب مع بناتهم واذا عدينا الشمال دكان كاكولي ودكان خالد السداني وسكة عليوة ومسجد النبهان وسكة ثانية تؤدي الى القهوة وفيها رجل يدعى الميكيري من ضعاف العقول، والسكة تؤدي الى المعهد الديني الى فريج الطواري وموقف السيارات وفيها سيارات قديمة أجزاء أو قسم الركاب مصنوع من الخشب بعص الصديقات عندما يسمعنني أتكلم يقلون لا تقولي هذا الكلام وهن بعمري وكن يلعبن معي يخفن من أن يقال انهن كبيرات، وعندما كنت صغيرة كنت مع والدتي وأسمع كلام النساء الكبيرات وأحفظ سوق الماء الذي أسسته عائلة الدعيج، وأذكر المسيل وهو أول المرقاب وأذكر بيت الحسون ومدرسة ملا مرشد، وبيت عمتي مريم وزوجها محمد الدعيج.

أذكر سوق التمر والحماد صاحب المحل يبيع التمور والبزازة بائعي الاقمشة وأذكر ساحة الصفاة وأيام العيد وألعاب الاطفال وبائعة الباجلا والنخي (مريوم) نصل الى ساحة الصفاة وندخل الى السوق الداخلي (سوق التجار) وبدايته قيصرية البنات وفتحة تؤدي الى سوق المعجل على اليمين ومن الشمال سوق الخياطين ورائحة الفحم وسكة العترة حاليا قيصرية الرميح وبيت سيد عمر، وأذكر أن يوما من الايام لحقنا الكلب وتوقفت عن الركض وأذكر بيت الوقيان وبيت حمد المشاري وبيت عبدالله ابراهيم القطان وأولاده صقر وسالم وإبراهيم وبيت العمر وعبدالرزاق وعبدالوهاب أصدقاء أوفياء مع أخي خالد الله يذكرهم بالخير وسوق التجار يؤدي الى ساحل البحر، وأذكر مكتبة بيت المقدس وبداية السوق الداخلي.

الدراسة والتعليم

تتحدث الدعيج عن تعليمها وكيف كانت مسيرتها في الدراسة قائلة:

بداية الخمسينيات التحقت بالمدرسة القبلية للبنات وكنت أذهب مشيا على الاقدام وطوال الطريق ترافقنا واحدة من البنات، بمعنى نمر على البيوت وتخرج صديقتنا نصل الى المدرسة مجموعة من البنات الطالبات، وفي العودة نرجع مع بعض والدوام على فترتين صباحية ومسائية، ومبنى المدرسة حاليا موجود من المباني التراثية القديمة والناظرة كانت علياء عمارة بيضاء وعيونها زرقاء وتضع شبكة صغيرة على شعر الرأس وسمينة، وكنا نخاف منها جدا وصوتها جهوري، الوكيلة عاتكة فلسطينية ومن المدرسات الفلسطينيات سارة وأختها سائدة وهند وأمل خورشيد، وأما المدرسات الكويتيات فهن ماما أنيسة الله يطول في عمرها ويعطيها الصحة والعافية «أنيسة محمد جعفر» وأذكر لبس النفنوف الاسود والقلبة بيضاء نشتريتها من المليفي بائع الكلف والنفنوف الاسود (الفستان) أسود حزنا على نكبة فلسطين والوالدة خيطت لي نفنوفين (فستانين) للمدرسة طوال العام الدراسي، ولبست الحذاء الابيض، وكانت تفرش لنا على الأرض خارج الفصل وتعلمنا، وتعلمنا الاحرف العربية ومن المدرسات الكويتيات المعلمة نورة راشد السيف والمعلمة مريم عبدالملك وهي أول مدرسة كويتية عملت مدرسة.

هذا كان في التمهيدي حاليا رياض الأطفال وثاني سنة من التعليم كنت في أولى ابتدائي واستمررت بالتعليم، أقول كانت المدرسة عندما كنت طالبة تعتبر ناديا ثقافيا تعليميا، واذكر كنت اصحو من النوم مبكرا، واذكر المعلمة إكرام كانت تعلمنا اللغة الانجليزية وبعض الكلمات وكانت تعطينا إملاء بالانجليزي في الكلمات التي تعلمناها وكنت احفظ واكتب الكلمة الانجليزي بالعربي Cat اكتبها (كات) Pencel (بنسل) واحفظها والمراجعة على نور السراج الذي يشتغل أو يعمل على الكاز (الكيروسين) كانت تحضر عندنا سيدة مصرية اسمها نادية محمد صالح والدها مفتش موسيقى وتمر علي واذهب معها الى المدرسة وفي الطريق نمر على بنات الرميح وبنات النفيسي وغنيمة سيد عمر، والشوارع كانت غير معبدة واذكر براحة السماك واذكر عبدالرزاق بوقريص مقابل تلك البراحة واشوف شاوي الغنم وبيت عائلة صديقتي أمل الدريع، وواصلت تعليمي في المدرسة القبلية لمدة 4 سنوات (المرحلة الابتدائية) وقبل بداية الحصة الأولى بساعة تدخل المدرسة للعب، كانت المدرسة جميلة وحلوة واللعب فيها مريح طالبات بعمر الزهور، جميع البنات يلعبن داخل المدرسة تحت اشراف المدرسات.

كما اذكر انه سنة احضروا ترابا نظيفا وفرشوه بساحة المدرسة، المعلمة اعتدال أبوالجبن متخصصة في الألعاب الرياضية وخاصة في طابور الصباح، والتفتيش في الطابور الصباحي والمنديل والكشف السنوي على العيون، أمضيت 4 سنوات في المدرسة القبلية واذكر فرقة الموسيقى في طابور الصباح.

أنشطة زاولتها

شاركت بفريق الزهرات بالمرحلة المتوسطة وكنت ارسم لوحات وعملت تمثالا كبيرا مع المدرسة علية وهو عبارة عن فلاحة مصرية من مادة الطين وصبغناه بالألوان ووضعناه في المعرض السنوي الذي يقام في المدرسة المباركية، وجميع المدارس - اذكر ان المدرسات لهن أنشطة بارزة وأذكر أيضا مدرسة شاعرة تقرأ علينا قصائد الشاعر هاشم هارون رشيد - شاعر فلسطيني، وفي احدى ليالي رمضان وليلة القرقيعان دخلنا على المدرسات وهن على أسرتهن في ساحة البيت وخرجنا خائفات، كنت دائما اذهب الى المكتبة وحصلت على هدية ميدالية من المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح ويومئذ كنت في الثانوية واستمررت بالنشاط الأدبي حتي الجامعة، وفي المرحلة المتوسطة كانت في القبلية، اذكر ان المدرسة القبلية للبنات كانت ابتدائي ومتوسط وثانوي وانتقلت الى ثانوية المرقاب واذكر الاستاذة سعاد سيد رجب الرفاعي، وأكملت الدراسة فيها، وبعض طالبات مدارس عائشة والزهراء والمرقاب التحقن بثانوية المرقاب.

التقيت وتعرفت على صديقات وطالبات جدد.

من التراث القديم

وتضيف الدعيج: مدرسة عائشة لاتزال قائمة وأتمنى المحافظة عليها كتراث وصرح تعليمي قديم للأجيال القادمة «اللي ماله أول ماله تالي» الحفاظ على التراث والتاريخ الكويتي مهم، يجب ان نحافظ على تاريخنا ونكتبه وتراثنا الذي بين أيدينا أولادنا وأحفادنا بحاجة ماسة لكي يعرفوا تاريخ الكويت القديم، هدمت البيوت القديمة وانتهت الفرجان والعادات، شوفوا مباني بريطانيا وأوروبا بأكملها حاليا نشاهد المستشفى الأميركاني الذي بني عام 1911 شاهدا على تاريخ الكويت الصحي.

«كشك مبارك» حافظوا عليه وانتبهوا الى تجديد المبنى، أدركت القديم من مباني الكويت، اذكر سوق التجار القديم الذي هدم وتغير بناؤه، الجندل والباسجيل والمنقور أساسات البناء القديم، اذكر الكتويل الذي يوضع للهواء والحمام.

ما هو المصباح: هو بناء فوق السطح عبارة عن غرفة كبيرة مفتوح شبابيكها على جميع الجهات وفيها أقواس وزجاج ملون وكانت للوالد فوق السطح والجلوس بداخل الغرفة خاصة الضحى الهواء الذي ينعش النفس ويرد الروح.

أم هشام نواصل اللقاء معاك وعن المصباح الذي هدم بعد تثمين البيوت وما كان هناك محافظة على التراث.

الأسواق

تتحدث الدعيج عن سوق الصفافير قائلة:

سوق الصفافير عرف بالنسبة لتنظيف القدور المصنوعة من النحاس وهي كبيرة تعرف بالصفرية وسوق السلاح وسوق الغربللي، والقصائد التي حفظتها من قراءتي في الكتب كثيرة واحفظ قصائد كاملة واقرأ الكتب الأدبية والثقافية والعلمية، والقصائد منها هذه الأبيات:

أمي تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا من مقلة بدمي

والأشعار كثيرة لكن حاليا نسيت الكثير لعدم ترديد الشعر، والمحاماة أنستني لأن عمل المحاماة عمل إنساني، فالمحاماة مهمة ومواعيدها ضرورية للمحامي، وقد أنستني بعض ما حفظت أثناء الدراسة، كنت اذهب الى المكتبة يوميا واقرأ من عيون الكتب مثلما يقولون.

ثانوية المرقاب

كان النظام أربع سنوات، سنتان دراسة عامة وسنة ثالثة ورابعة تخصص أدبي وعلمي، وما كنت أحب شيئا اسمه أرقام، بمعنى ما أحب الرياضيات، فذهبت الى القسم الادبي وهذه مواد سهلة بالنسبة لدراستي والى الآن أعد الارقام على أصابعي ولا أحفظ جدول الضرب.

في المرقاب وطوال دراستي لم أرسب أو مادة واحدة دور ثاني، كنت ممتازة بالدراسات الادبية، الرياضيات لا أحبها، ثالثة ثانوي كانت سهلة وتميزت بها وكنت أقرأ لمجموعة من الشعراء وخاصة عندما التحقت بالقسم الادبي قرأت لأحمد شوقي والشاعر العراقي معروف الرصافي وشعراء الكويت فهد العسكر، وحفظت الكثير ولا أزال أحفظ وأقرأ:

إن العيون التي في طرفها حور

قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا

وأحفظ:

نحن قوم لا توسط بيننا

لنا الصدر دون العاليمنا أو القبر

وأحفظ هذه الأبيات لأبي العلاء المعري:

رب لحد قد صار لحدا مرارا

من تزاحم الاضدادي

العمل بعد التخرج

عن عملها بعد التخرج تقول ضيفتنا: التحقت بجامعة القاهرة وتخصصت حقوق، وبعد أربع سنوات تخرجت ورجعت الى بلدي الكويت، وبداية سنوات التخرج كانت الامور ميسرة للوظيفة في نهاية الستينيات، وذلك عام 1968.

قابلت المرحوم حمد العيسى رئيس ديوان الموظفين، وقال: توجد أماكن ومواقع للعمل في مستوى عال لكن قبل أن أقابله سمعت بأن المغفور له الشيخ جابر الاحمد أمير دولة الكويت الأسبق وعندما كان وليا للعهد كان يكون مكتب ولي العهد وبحاجة لموظفين وموقعه مجلس الوزراء الذي يتكون من الامانة العامة ويرأسه عبدالعزيز العتيبي والمناقصات المركزية ويرأسه علي الجسار والفتوى والتشريع يرأسه حسن العشماوي قبل سلمان الدعيج.

حمد العيسى أرسلني الى مجلس الوزراء وقابلت الأمين العام وقال ترغبين في العمل بأمانة مجلس الوزراء أو المناقصات أو الفتوى والتشريع، فقلت سمعت ان مكتب ولي العهد بحاجة لموظفين، فقال لا أستطيع لأن سمو الشيخ جابر الاحمد هو الذي يختار موظفيه.

فقال أنا أقوله وتمت الموافقة على تعييني وكنت أول امرأة كويتية تدخل مجلس الوزراء، فرحت كثيرا وعينت بالدرجة الرابعة قانونية في مكتب ولي العهد وكان عبداللطيف البحر مدير المكتب وفيصل المسعود مسؤول عن شؤون النفط وغازي الفليح للشؤون المالية وعيسى العصفور للإعلام، والمرحوم أحمد سعود المقهوري للتشريفات وعبدالله العبدالرزاق للعلاقات العامة وعبدالله الحوطي للشؤون الادارية والمالية، وكنت في الشؤون القانونية بنفسي لم يكن معي أي موظف، باشرت عملي وتكونت لجنة الاضافي وكنت عضوا فيها ورئيسها فيصل المسعود ومن كل وزارة بحثنا زيادة الموظفين المستحق وغير المستحق صباحا ومساء، وتم صرف المبلغ ونواب المجلس ارتاحوا.

كان يحضر معنا مستشار من الفتوى والتشريع، فقال لي وقت فراغك تعالي الى الفتوى والتشريع ومقرها في شبرة قرب مجلس الوزراء على البحر، وفي مقر العمل أسند الي محاضر مجلس الامة، بالفعل استأذنت من مدير مكتب ولي العهد لكنه قال أنا غير مسؤول استأذني من الشيخ جابر الاحمد ولي العهد، وكنت محرجة من الدخول عليه، وفي إحدى المرات قابلته بالمصادفة وأبلغته فقال لا مانع روحي ومكانك محفوظ.

انتقلت للعمل بالفتوى والتشريع وعملت فيها لمدة سبع سنوات، وبعد ذلك انتقلت الى إدارة التنفيذ والعمل قانوني بحت تابعة لوزارة العدل وبعد سبع سنوات من العمل تقاعدت وفكرت بأن أنشئ مكتبا للمحاماة، والفكرة من حضور بعض المحامين والمستشارين وهكذا تكونت الفكرة وبدأت بإنشاء مكتب للمحاماة، وذلك عام 1987 في شهر رمضان المبارك، وبداية افتتاح المكتب حصلت على قضايا وكان موقع المكتب بشارع خالد بن الوليد بالشرق وكانت القضايا مختلفة وحلفت بالمحكمة الدستورية وسجلت في جمعية المحامين وحصلت على رقم قيد.

أذكر أول قضية من واحد يعمل بتجارة السيارات على وعد من آخر أن يستورد له سيارات ودفع المبلغ وخان الأمانة مبلغ ستة آلاف دينار والإثبات عقد بين الطرفين أو شهود والحمد لله ولم آخذ أي مبلغ من تلك القضية عملتها لله، وكان رقمي بين المحاميات الثانية وعائشة الرشيد أول محامية كويتية تفتح لها مكتبا وأيضا توجد ثلاث محاميات كويتيات كن يعملن في مكاتب محامين للتدريب، تاريخيا أول محامية كويتية صاحبة مكتب لولوة الرشيد وثاني محامية صاحبة مكتب سارة الدعيج، وبعد ذلك زاد عدد المحاميات اللاتي فتحن مكاتب محاماة لهن.

الاحتلال الصدامي للكويت

يوم الخميس 2/ 8/ 1990 غزا الجيش الصدامي دولة الكويت ودمر كل شيء وقتل واعتدى على الآمنين من مواطنين ووافدين، وبعد التحرير من براثن الاحتلال الصدامي ذهبت الى مكتبي وشاهدت الدمار الذي خلفه جنود وجيش المقبور صدام حسين، شاهدت مستندات القبض وجميع الأوراق مبعثرة وممزقة والأموال التي كانت بعهدة السكرتيرة فقدت ولا أثر لها فالسكرتيرة هربت.

بدأت اجمع الأوراق الخاصة والملفات ولمدة شهرين نصلح ونعيد بناء المكتب ونعيد كل ورقة للملف الخاص بها - أخذ من وقتي الكثير، ومعروف ان عمل المحامي هو العمل المخلص للدفاع عن موكله وكنت احفظ جميع الأوراق بالملفات الخاصة بموكلي فأجدها ممزقة ومبعثرة، المحامي عليه الدفاع بإخلاص عن موكله ويكون مهتما بالعمل لكي يبرئ موكله من التهمة، فقدت الأوراق والمستندات ورجعت أولا لجمعها لكي يقنع موكلي بما حصل للأوراق.

بصفتي كمحامية ابذل قصارى جهدي لكي احصل على براءة موكلي، بعض المواطنين يعتقدون اني مقصرة عندما يصدر الحكم ضدهم والبعض الآخر يقنع بالحكم لأن القاضي هو الذي يحكم بعد دراسة الأوراق ودفاع المحامي ومرافعته، ولكل قضية لها معالجة، تكرار السؤال والمراجعة من أهل المتهم تضايق المحامي وتزعجه ولأن المحامي يعمل ضده محام آخر ولكل واحد رأيه ودفاعه، بعض المتهمين لا يصارح المحامي ممكن نصف الحقيقة لم يبلغ المحامي عنها، نفاجأ بالأوراق الرسمية وبعد تصوير الأوراق ان الكلام الذي قاله الموكل غير الكلام الذي بالأوراق . أحيانا تفاجأ بأن المحامي الثاني يقدم ضدك أوراقا وبالنهاية أيضا تفاجأ بطول المدة للقضية ويطول الزمن والوقت في المحكمة، ويكون الاتفاق بمبلغ بسيط ولكن مع طول الوقت تدفع أتعابا أكثر عليها لأن جميع العاملين لهم رواتب لذلك يجب أن يعرف الموكل ان المحامي قد يطلب زيادة عن المبلغ المتفق عليه بسبب طول مدة القضية.

هذا العمل يؤثر على المحامي ونفسيته مع كل ما لقيته من ضغوط في العمل لم أجد ضغطا في البيت الحمد لله أولادي وقفوا بجانبي وهم محامون يعملون معي.

دور المرأة الكويتية قديما وحديثا

المرأة الكويتية في الماضي والحاضر لها دور مشرف في المجتمع الكويتي، عن ذلك تقول الدعيج:

المرأة كان لها الدور الكبير وقد تحملت العمل الكبير على عاتقها - كانت العائلة الكويتية لا تتوانى بالعمل على زواج البنت وخاصة إذا بلغت الرابعة عشرة كان الاهتمام كبيرا بتربية البنت وحفظها من الخروج الى الشارع.

المجتمع الكويتي متماسك ومتحاب ومتعاون الى أبعد الحدود - البنات والنساء تحملن وصبرن على غياب الزوج لأشهر عدة عندما كان يسافر الى الهند وافريقيا وعدن في السفن الشراعية لقمة العيش صعبة، ولا ننسى ان الماء كان قليلا وخاصة في الصيف وكانت المرأة تجلب الماء بالقوطي على رأسها من السفن الشراعية بالاضافة لأعمال البيت وتربية الأولاد والإشراف ومراعاة الأم الكبيرة والأب وتتحمل كل شيء ولم تمد يدها للغير والمرأة الكويتية شريفة عفيفة وتحملت أعمال الأب الغائب ولم يساعدنا أحد من الدول الغنية بذات الوقت.

اذا بكى الأولاد تعطيهم الام التمر واللبن، بعض النساء اشتغلن عند التجار خادمات يطبخن وينظفن، الحر والرطوبة أيام الصيف والغبار والمرأة تتحمل كل شيء وفي الشتاء البرد القارس كانت تتحمل وتحافظ على أولادها من البرد، التمر والخبز واللبن والحليب من الأغنام التي تحلبها المرأة منذ الصباح الباكر، المرأة الحامل عندما تشعر بالمخاض للولادة تذهب مشيا الى بيت ذويها وتقول لحمواتها وجيرانها حللوني رايحة بيت أهلي للولادة ومعها أطفال، والأم والأب والأخوات يستقبلونها بكل ترحاب حتى الولادة والخروج من الأربعين وترجع الى بيت الزوج تحمل وليدها على يديها. والولادة بذلك العصر صعبة جدا، لا وجود للطب والعناية الصحية، ويضعون الطفل بالطبق بعد فرشه بقطع القماش.

عندهم أكل القبيبة هذا الماضي في الكويت المرأة ساعدت الرجل وربما الرجل قد توفيت زوجته أم الاولاد ويتزوج الثانية وتعتني بزوجها وأولاده وبعض الخالات أم الزوج شديدة على الكنة زوجة الولد، ومع ذلك الزوجة تتحمل الاذى والتعب لأجل زوجها وتربية أولادها.

بعض الخالات أم الزوج تربط مفتاح غرفة الچيل (التموين) بخيط وتعلقه برقبتها خوفا من أن الكنة تلعب أو تبذر المواد الغذائية، وكانت المواد بذلك الوقت بسيطة، الخالة تجهز العيش والعصر ينظفونه موضوع في الطبق ويغسل بماء الجليب الذي يعرف باسم الماء «الخريج» قليل الملوحة، وقديما لا يستخدم الماء العذب للسباحة فقط للطبخ والشرب، الحمَّار عندما يفرغ الماء يضع خطا على الحائط وصاحب البيت لا يمسح وهذه ثقة عمياء ما بين الحمَّار وصاحب البيت ولا ينكر عليه هذا، حاليا عقود وينكرها، عندي قضية أترافع فيها ان الرجل معترف أمام كاتب العدل، انه مستلم المبلغ وينكر ذلك الطرف الثاني، والحمّار يسجل على الحائط، وصاحب البيت يدفع المطلوب منه، كانت الثقة بين الناس كبيرة، حاليا الثقة اهتزت.

حال المرأة الجدة والأم الكبيرة تحملت الكثير في حياتها في البيت. بداية النهضة أمهاتنا تعلمن من أمهاتهن الاخلاق وحسن التصرف وإدارة شؤون البيت، كانت جميع الامهات ذات حسن ادارة للبيت ومساعدة للزوج، أذكر أن بعض الامهات يحضرن الى المدرسة مع بناتهن وتكون الأم حاملا وتحمل طفلا على يديها وابنتها معها تمشي بجانبها هذا تعب وشقاء على الأم، ومع ذلك فهي متحملة ذلك التعب، ومع أن الأم أمية لا تقرأ ولا تكتب، ونحن واصلنا جيل الأمهات وهن كما ذكرت أميات، ولكن بذلنا جهدنا وحاولنا ان نتعلم وندرس مع الأم التي جهزت لنا كل شيء، والأم من الفجر تعمل على أن تغسل ونبدل ملابسنا ونذهب الى المدرسة، ظهرنا على الدنيا وتعلمنا، واستمرت الأم مع بناتنا توصلهن وترجع لتأخذهن من المدرسة حتى عهد الاستقلال وتطور التعليم وتم تخصيص سيارات من قبل وزارة التربية.

جيل المتعلمات

تخرجت في جامعة القاهرة كلية الآداب تخصص حقوق، وكانت الدولة بحاجة لكل يد عاملة وخاصة الخريجات من بنات الكويت خاصة مع النهضة الحديثة والطفرة من القديم الى الحديث، أذكر مجموعة من البنات الاعلاميات والمدرسات والمهندسات، وكثيرا من بنات الكويت المتعلمات، وانطلقنا بقوة ولا ننسى المرحوم الشيخ عبدالله الجابر «أبوالتعليم»، ولولاه ما تعلمت الفتاة الكويتية، فهو كان السند القوي لتعليمها، وأذكر المرحوم الشيخ جابر العلي فتح وزارة الاعلام لعمل المرأة الكويتية ونجح بما قدمه المتعلمات من بنات الكويت حيث مارسن جميع الاعمال الادبية والثقافية وشاركن في الصحافة وخاصة مجلة العربي ومجلة عالم الفكر ومجلة الكويت فتحت الابواب لجميع بنات الكويت، كانت الكويت تجمع الثقافات من كل مكان، الشاعر نزار قباني الذي زار الكويت وأقام ندوته على مسرح جامعة الكويت بالخالدية، وكنت مقدمة وعريف الندوة، وقدمته للجمهور، وحضر بدعوة من جمعية الخريجين، وذلك عام 1968. وكنت أول امرأة كويتية تقدم شاعرا عربيا على المسرح، كان هناك جمهور كبير من الحضور.

أذكر السيد سعدون الجاسم هنأني وقال: شكرا لنجاحك الباهر في هذه الندوة.

إن نجاح المرأة الكويتية كان بمساندة القياديين في الكويت للبنت المثقفة المتعلمة العاملة، كنت أقرأ الكتب التي تعطى لنا غير كتب الدراسة، التربية أرسلت بعض العاملات والطالبات في رحلات الى القاهرة، كانت الدولة تشجع تعليم البنات.

نحن الآن في عام 2013 والمرأة الكويتية بخير وعطاؤها جيد جدا، وهي ينبوع غزير، وأرى بعض الشباب والفتيات اعتمدوا على الخادمات، وهذا من العائلات، والمادة تركت الفتاة تعتمد على الخادمات والعاملات.

ألاحظ أن المدرسات الكويتيات يأخذن إجازات أثناء الدوام، وكذلك الموظفون، إجازات كثيرة، وهذا يؤثر على العمل وعلى الطالبات أثناء الدراسة، الآن يخرجون في مظاهرات وإضرابات والبعض لا يعمل، فقط يطالب بالزيادات، الشغل والعمل مقابل الراتب ولكن العمل ومظاهرات واضرابات هذا مرفوض نهائيا وإذا ذهبوا الى البيت يشتكون من العمل كأن الواحد منهم ومنهن «مقطعين» العمل.. مقابل هذا هناك موظفون وموظفات ومدرسون ومدرسات مخلصون في أداء عملهم ويستحقون المكافأة أيضا إذا غاب الموظف يتعطل عمل المراجع ما في من يسد مكانه أيضا نشاهد في العمل من الموظفات والموظفين، نريد قرارا سياسيا ينظم العمل وغياب الموظفات والمدرسات والمدرسين، المال العام بحاجة لمن يرعاه ويدافع عنه، وأي واحد يعمل اضرابا أو احتجاجات يسكتونه بالعطاء، أيضا عيب جدا على المواطنين الذين يتظاهرون ويدورون بالشوارع ويحرضون الغير، في كل مكان تسيب.

قديما كان المواطن من السهل ان يقابل ويلتقي مع الوزير والوكيل اليوم الكل مغلق بابه بوجه المواطن، ولا يستقبل أحدا لأنه سينكشف بعدم الأداء الجيد والمواطن يطالبه بإجراء سريع للمعاملة. وهذا خطأ من الوزير انه يغلق بابه بوجه المواطن، استمعوا للمواطنين عن قرب وحلوا مشاكلهم وحددوا يوما واحدا في الأسبوع استقبلوا المواطنين بعيد صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء، كان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر نموذجا جيدا للوزير المخلص في عمله ويستمع للمواطنين ويزور المدارس بجميع أنحاء الكويت ووجهه السمح وكلامه مع المدرسين والطلبة، ويسأل ويستفسر عن كل شيء، قالت اختي انها ذهبت الى احدى المؤسسات الحكومية تقدم طلبات ففوجئت بأنهم أغلقوا الأبواب بوجه المراجعين يكلمون المراجعين «بالإنتركم» مما اذكر انني دخلت على احد الموظفين وقد أطلق لحيته أكلمه أعطاني ظهره ويتكلم معي مسكته من غتراه و«هزيته» وقلت له تكلم معي وقابلني بوجهك لا تعطيني ظهرك، تكلم معي أنا مواطنة كويتية محامية ما تشوف ملابس المحاماة التي ألبسها.





الخطبة والزواج

أثناء وجودي في مجلس الوزراء كموظفة قانونية حضرت عندي السيدة نوار ملا حسين مع عمها، د.خالد حسين وقبل الحضور اتصلت بالتلفون على انها ستحضر الى مجلس الوزراء وبالفعل كان معها عمها، وبدأت بالحديث معها وشافني وشفته واتفقنا على الزواج وصار النصيب وتم الزواج والله رزقني بولدين يعملان بالمحاماة في المكتب.

شكرا استاذ منصور الهاجري على هذا اللقاء وشكرا لجريدة «الأنباء» على الاهتمام بالشخصيات وطرح المواضيع المهمة على صفحات الجريدة.. شكرا للجميع.

عدد المشـاهدات: 8351


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
380794-30210.jpg

الاستاذ محمد أحمد الخضري (محمد خلوصي)
380794-30209.jpg

محمد الخضري خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري
380794-30212.jpg

محمد الخضري في إحدى مباريات كرة اليد
380794-30201.jpg

يوسف نجم ومحمد حسن ومحمد الخضري
380794-30218.jpg

محمد الخضري مع فريق النادي العربي
380794-30217.jpg

محمد الخضري مع شقيقه
380794-30202.jpg

محمد الخضري وزملاؤه في دورة بالخارج
380794-30200.jpg

الاستاذ عبدالفتاح سراج ومحمد الخضري وبعض الزملاء
380794-30215.jpg

محمد الخضري وبعض اللاعبين أثناء التدريب
380794-30203.jpg

محمد الخضري في مرحلة الشباب

    • ذهبت في دورة تدريبية بالمجر لمدة 6 شهور
    • لعبت في نادي الزمالك المصري لمدة 4 سنوات
  • عينت مدرسا في الرازي الابتدائية وبعد سنوات سافرت إلى القاهرةللدراسة في معهد التربية البدنية بالهرم
  • بعد عام من دراسة الثانوية التحقت بمعهد المعلمين وبعد التخرج سجلت بكلية الشرطة ثم تركتها لعدم وجود راتب
  • التحقت بالقسم الداخلي في ثانوية الشويخ وكانت من أكبر المدارس الثانوية في المنطقة
  • كنا أطفالا نلعب في البراحة التيلة والأورطة والجنجفة والحوش
  • ولدت في فريج العبدالرزاق وبعد فترة من الزمن انتقلنا إلى الصفافير
  • أول مدرسة التحقت بها كانت مدرسة الصباح والذهاب والإياب مشيا على الأقدام
  • حرصت منذ الصغر على تنمية ثقافتي ومعارفي بالقراءة وكنت أذهب إلى المكتبة أيام العطلة
  • طلاب ثانوية الحسن بن الهيثم حرقوا مكتبي أثناء الليل والمطافي حضرت لإطفاء الحريق
  • في القاهرة شتمني صاحب عربةكارو وعندما واجهته قال «مش إنت أنا بشتم الباص»
  • أمضيت 3 سنوات في مدرسة الصديق المتوسطة ثم انتقلت إلى «السالمية»
أجرى الحوار: منصور الهاجري
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي


صفحات كتاب الماضي لا تنتهي، فدائما هناك الحكايات والذكريات. في هذا اللقاء نطلع على تجارب جديدة بوجهة نظر مختلفة ترى الأحداث والأيام بصورة ومن زاوية ضيفنا محمد أحمد الخضري. يحكي ذكريات طفولته وصباه وكيف كان يقضي الوقت في اللعب مع أقرانه في البراحة بفريج العبدالرزاق والألعاب القديمة التي كانوا يلعبونها. يحدثنا عن انتقالهم إلى فريج الصفافير وعن أول مدرسة التحق بها وكيف كان يذهب إليها في دوامين مشيا على الأقدام.

يتكلم عن مشواره في التعليم بمراحلة المتوسطة والثانوية ثم معهد المعلمين وكيف سجل في كلية الشرطة ولماذا تركها، وكذلك عن بعثته لدراسة التربية البدنية في القاهرة وبعض المواقف الطريفة التي حدثت معه. بعد التخرج عاد إلى الكويت ليتم تعيينه في وزارة التربية ويحدثنا عن كيفية حدوث ذلك ومساره في التدريس والترقي حتى التقاعد.

نتعرف أيضا على نشاطه الرياضي حيث بدأ لعب كرة اليد في نادي السالمية عام 1964 وأمضى فيه حتى عام 1971 ثم انتقل إلى النادي العربي، يحكي لنا ضيفنا محمد الخضري خلال اللقاء القصة الكاملة لهذا الموضوع بالإضافة إلى الكثير من التفاصيل.

في بداية حديثه عن الماضي يتطرق ضيفنا محمد أحمد الخضري فيقول: ولدت بالشرق بفريج العبدالرزاق منتصف الأربعينيات، والفريج عرف باسم عائلة العبدالرزاق، وهم يعرفون عند الكويتيين الرزاقة، ودروازة العبدالرزاق حاليا معروفة عند الكويتيين وعندما كنت طفلا كنت ألعب مع عبدالرزاق الرزاقة وجواد يلي وعبدالله وكنا نجتمع في البراحة الصغيرة ونلعب التيلة ومنها الأورطة والچفة والحوش، وحي الميد ومن الجيران خلف الحفرة ومسجد العبدالرزاق وبيت عبدالمحسن وبيت الوالد وبيت السابج وبيت يلي والوسطى خلفنا وبعيدين عنها ومسجد الصحاف ومسجد المزيدي ومسجد النومان وحسينية معرفي ولعبت كرة القدم مع أولاد الفريج منهم أولاد المحميد وأبناء الصفافير وعبدالوهاب العمر ومن أبناء العوازم وبيت عبدالمحسن عبدالرضا وبعد ذلك انتقل الوالد للسكن الى فريج الصفافير (مفردها صفار] وهو الرجل الذي ينظف القدور المصنوعة من النحاس.

وأذكر مركز الفنان عبداللطيف الكويتي، المهم لعبت كرة القدم مع أولاد الفريج وكان مركزي حارس المرمى واحب اللعب كحارس مرمى.

الدراسة والتعليم

بعد المولد والمرحلة الأولى من الطفولة يتحدث الخضري عن دراسته فيقول: أول مدرسة التحقت بها منذ طفولتي مدرسة الصباح، والدوام على فترتين والذهاب والإياب مشيا على الأقدام، واذكر الاستاذ محمد علي مدرس التربية البدنية وتوفيق السخن كان يضربنا بشدة وخاصة الطالب الذي يتأخر عن الطابور والضرب بالمسطرة بالعرض على الأصابع وموسى وفايق طهبوب فلسطينيين ومن أولى ابتدائي الى سنة رابعة ابتدائي كنت اشارك في حصة الألعاب وفي المدرسة ملعب المدرسة نظام عربي، الحوش وحوله ليوان وخلف الفصول، وللمدرسة بابان أمامي رئيسي وخلفي وكان في المدرسة الفريق الخاص ومن الطلبة جميع الفريق ومن أبناء الصوابر عبدالحميد الموسى أبومشعل وأبناء الجاسم والعوضية ومن فريج البلوش، كانت المدرسة مزدحمة وكانت تقدم للطلبة وجبتين الأولى بعد الحصة الثانية شوربة عدس والوجبة الثانية العصر حليب وبسكويت.

اليوم الدراسي 4 حصص صباحا وحصتان مساء دروس خفيفة، رياضة أو رسم أو خط ومحفوظات أما في الصباح فتدرس لنا المواد الأساسية.

أذكر الفراش يحضر الى الفصل العصر حاملا وعاء به تفاح ويوزع على الطلبة والطالب المشاغب ما يعطيه عقابا له، وأما الشوربة بعد الحصة الثانية، الفراشون يضعون المقاعد السويدية والطلبة يجلسون عليها وكل واحد بيده كوب الشوربة.

أثناء الدراسة وعندما كنت في مدرسة الصباح والصديق كنت أنمي معلوماتي وثقافتي بالقراءة والمطالعة بقراءة الكتب الثقافية والاجتماعية وبعض القصص توزع مع الكتب وهناك قصص عن الأطفال وكنت اقرأ على دكة مدخل البيت وبيدي كتاب أقرأ حتى أنهي الكتاب.

ومما أذكر انني كنت اذهب الى المكتبة أيام عطلة الدراسة، واقرأ كتب سميري وميكي وبعض الأشعار، وكنت أقرأ الكتب العلمية المهتمة بالصناعة ولا يوجد من يساعدك، وكنت أذهب بنفسي لأن القراء قليلون وكنت أشاهد عددا بحدود 5 قراء.

وعرفني أمين المكتبة لأنني يوميا اذهب الى المكتبة كنت احب قراءة الشعر العربي والشعر الشعبي، وكنت أحفظ الكثير من القصائد وأذكر هذه الأبيات من منهج المدرسة:

أرأيت سوسة والأصيل يلفها

في حلة نسجت من الأضواء

أما أنا فقد أخذت بسحرها

حين وقفت هناك ذات مسائي

(سوسة مدينة في تونس)

كانت 4 صفحات وحفظت جميع الأبيات وكنت سريع الحفظ فالمدرس عندما يعطينا أي قصيدة قبل ان يخرج من الفصل، الأستاذ يطلب مني ان أسمعها له، وهذا يعني أني سريع الحفظ بين طلبة الفصل، وكانت هناك قصائد للإمام علي بن أبي طالب يقول فيها:

تزود من التقوى فإنك لا تدري

إذا جنّ الليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا

وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

وكم من سليم مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

مدرسة الصديق المتوسطة

انتقلت الى مدرسة الصديق وكان الناظر احمد مرعي ومن مدرسي التربية الرياضية الاستاذ عبدالإله وأذكر ما كان هناك تعليم إلزامي، فالطلبة متفاوتون بالأعمار، اذكر خالد الحربان وكان احد اللاعبين وكنا نشاهده في ملعب مدرسة الصديق، وكان من الملاعب الكبيرة، وفيه مدرج كبير، ولكن للأسف هدم وانتهى الملعب، وما كان في مجال للعب الطلبة صغار السن من اولى متوسط فكان الطلبة خليطا بالأعمار، لعبت على ملعب الصديق كطالب بالفصل ونشاط الرياضة، وحمد الجاسم كان معي بالصف وكان سريع في الركض وتوجد ألعاب كرة السلة والطائرة والقدم ولا توجد فرق سواها، ولكن الجمباز والأجهزة غير موجودة، كان الجمباز الارضي فقط، وفي مدرسة الصديق صالة للتربية البدنية وفيها حمام سباحة وكنت اجيد السباحة، بعض الطلبة يعتذرون عن حصة الألعاب اذا كانت الحصة روتينية، اما اذا كانت حصة ألعاب فهو مستعد حتى لو كان مريضا.

أمضيت ثلاث سنوات في مدرسة الصديق المتوسطة، والوالد بعد ذلك انتقل الى السالمية، فانتقلت السنة الرابعة الى مدرسة السالمية المتوسطة وأكملت تعليمي فيها، اذكر مدرسة الصديق والطلاب، كنت جدا مرتاحا فيها مع الزملاء وفيها الملاعب الكبيرة، ومن الزملاء هاشم بهبهاني ومتروك وعباس سياه وأولاد البغلي ولا يوجد متوسطة اخرى سوى المتنبي آخر منطقة الشرق، أما مدرسة الصديق فكانت تضم ابناء الصوابر والبلوش ودروازة العبدالرزاق، وأذكر ان بعض الطلبة كانوا يثيرون المشاكل ومشاغبين وأذكر احدى المشاجرات اصيب فيها طالب، ولكن الطلبة لا يحملون آلات حادة مثلما نشاهد هذه الأيام.

أما مدرسة السالمية فدرست فيها سنة واحدة رابعة متوسط وأذكر عندما كنت في السنة الرابعة الابتدائي صار عندي دور ثان، وفي الصيف باشرت المراجعة ونجحت، وفي السالمية نجحت، وكان الاختبار جماعيا.

ثانوية الجاحظ

بعد المتوسطة التحقت بثانوية الجاحظ بالدسمة، لأن ثانوية الشويخ كانت فيها كثافة عالية من الطلبة فلم أقبل فيها.

ومنتصف السنة احد المسؤولين قال ان ثانوية الشويخ فيها اماكن لمن يرغب فانتقلت اليها والتحقت بالقسم الداخلي ثانوية الشويخ، كانت تعتبر من اكبر الثانويات في المنطقة، كانت تضم اكبر ملعب كرة قدم وأكبر مدرج فيها وملاعب متوسطة الحجم لجميع الألعاب الجماعية والفردية وحمامات سباحة والقسم الداخلي يضم اثني عشر بيتا وكل بيت فيه اربعة عنابر.

وفي الثانوية مسرح كبير ودخلته عندما ذهبنا لمشاهدة تمثيلية صقر قريش لزكي طليمات، كان طلبة ثانوية الشويخ من جميع مناطق الكويت وبينهم المحبة والإخاء والتعاون.

وأذكر ان حادثا حصل ان مجموعة من الطلبة حرقوا سيكلا خاصا لأحد افراد الشرطة وذلك بسبب المظاهرات، وان أحد المدرسين الكويتيين ضرب من احد الشرطة وكسرت يده.

معهد المعلمين

نجحت من الصف الأول الثانوي وانتقلت للصف الثاني الثانوي بداية العام الدراسي، وتم فتح معهد المعلمين فانتقلت من الثانوية الى المعلمين، وسبب انتقالي كان اقتصاديا بمعنى اختصار فترة العمل، وعندما كنت في الثانوية كنت افكر في أن التحق بالطيران العسكري ولكن التحقت بمعهد المعلمين، وبعد التخرج ايضا تم افتتاح كلية الشرطة لحاجة البلد لضباط شرطة، والبداية على اساس راتب لكل طالب، وسجلت وكان ترتيبي الأول بالاختبار، وكان معي احمد الوهيب وهو الذي بلغني بعدم وجود معاش فتركت الالتحاق بالشرطة وكنت يومئذ مدرسا.

العمل بالتدريس

عن عمله في مجال التدريس يقول ضيفنا: عينت مدرسا في الرازي الابتدائية وكنا مجموعة من المدرسين، وأذكر منهم الاستاذ محمد والرشدان ومن غير الكويتيين رمزي عطيفة مصري ومحمد شعيب ومحمد الخضري ومحمود الطباخ فلسطيني وكان الطلبة اعمارهم كبيرة فوق الاعمار الطبيعية للتعليم واعداد الوافدين اكثر من الكويتيين لوجود المدرسة في منطقة السالمية ويقطنها اكبر عدد من الوافدين وخاصة الجالية الفلسطينية، وأذكر الناظر ابوفؤاد فلسطيني، وأذكر في ذلك الوقت لا يوجد تعليم إلزامي، واذكر كان فريق كرة اليد بالمدرسة اعمارهم تتراوح بين ثماني عشرة وعشرين سنة وهم بالابتدائي، وبعد اربع سنوات حصلت على ترقية الى المرحلة المتوسطة وعينت بالسالمية المتوسطة، اذكر هنا انني كنت طالبا فيها لمدة سنة ومدرسا لمدة سنة والسبب ان الوالد انتقل للسكن في الرابية، وكنت اسكن عنده، فالمسافة بعيدة جدا فانتقلت الى مدرسة شملان بن علي في العمرية ومن المدرسين الكويتيين فهد الكنعان واحمد البصري.

وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة زيد الحرب في الرابية، والناظر عبدالرحيم والوكيل جاسم الهدهود ومن المدرسين عبداللطيف شعيب وعبدالعزيز ـ هنا اصبت بالركبة ـ وقدمت على اجازة دراسية.

بعثة دراسية في القاهرة

ذهب الخضري في بعثة دراسية الى العاصمة المصرية القاهرة، ويقول عن ذلك: حصلت على بعثة دراسية في القاهرة بمعهد التربية الرياضية بالهرم، جهزت نفسي وتوكلت على الله وكان ذلك العام 1973 ومعي مصطفى جوهر وعثمان الفهد ومحمد غلوم وجاسم شهاب ومحمد الخضري، وذهبنا بواسطة السيارة، في البداية سافرنا لاختبار اللياقة البدنية، وبعدما اكملنا الاجراءات رجعنا واخذنا سياراتنا، كان معي احمد السرهيد وعثمان الفهد ومصطفى جوهر وكنت معهم كل واحد بسيارته، خرجنا من الكويت الى الدمام ولكن غيرنا الطريق الى طريق النعيرية ورجعنا من الدمام، والطريق رملي من النعيرية الى طريف ومن هناك الطريق صخري والسيارات اصيبت، اذكر اننا توقفنا بالليل والبرد شديد وعندما شغلنا السيارات كان الزيت متجمدا.

الحمد لله دخلنا عمان الى طريق سورية ومنها الى ميناء بيروت حملنا سياراتنا بالباخرة الى الاسكندرية والمسافة يومين وليلة وفي البر ليلتان مع يومين واخذنا الاكل معلبات، الطريق من طريف الى الاردن غير بعيد والسيارات كبيرة، نزلنا بالاسكندرية ومنها الى القاهرة، وهناك امضيت اربع سنوات في معهد التربية البدنية، وبعد التخرج رجعنا الى الكويت انا ومحمد غلوم ومصطفى جوهر ومحمد الخضري وسبقنا احمد السرهيد بسنة، وكذلك حسن كرم.

بعد التخرج نحن الاربعة رجعنا الى الكويت بالسيارات والرحلة عن طريق نويبع والنزول في جدة ولمدة ثلاثة ايام بالباخرة، نزلنا جدة وعن طريق الطائف صعدنا الجبل، مصطفى جوهر قال اشم رائحة دخان، فقلت له لا تستخدم البريك بكثرة والسيارة غير اوتوماتيكية، نزلنا من الطائف ودخلنا مقهى وتحركنا بالليل الا ان محمد غلوم لم يتحرك بسيارته ورجعت له فقال السيارة لا تشتغل، وسيارته فولكس واجن والبطارية تحت المقعد، كان على المقعد براويز كبيرة وعددها عشرون لوحة بالخلف، ايضا عند الجمارك نزلنا اللوحات، صارت الحركة جيدة وسارت السيارة، ايضا تعطلت سيارتي، الدينامو تعطل اثناء العودة ونحن في السعودية ولعت العلامة الحمراء، ووقام بتصليحها ميكانيكي يمني ولكن بعد 5 كيلومترات تعطلت فرجعت له، لكن من عفيف الى حدود الكويت وعند الدمام تعطلت السيارة، غسلت الغايش بالدهن (الزيت) وحتى الكويت من الدمام وبعتها على صاحب كراج في الشويخ، هذا حصلي اثناء العودة من القاهرة بعد التخرج من المعهد العالي للتربية البدنية، وصلنا الكويت لنبدأ اجراءات التعيين.

التعيين مدرساً

بعد التخرج والعودة الى الكويت ذهبت مع زملائي الى وزارة التربية لاجراء التعيين مع محمد غلوم وجاسم شهاب ومصطفى جوهر، وعندما ذهبنا الى الوزارة كانت العطلة الصيفية فقال احد المسؤولين دوامكم بالوزارة حتى يتم فتح المدارس العام الدراسي المقبل، رفضنا لأننا مدرسون، وبالفعل رجعنا حتى بداية العام الدراسي، وتم تعييني مدرسا عام 1977 وعينت في ثانوية انس بن مالك في خيطان، وكان معي علي المسعود وفهد الكنعان واحمد السرهيد وعبدالحميد الموسى وعيسى كرم ولمدة ثلاث سنوات رشحت لوكيل ثانوي.

كانت المدرسة فيها فرق قوية للرياضة وملابس كاملة تزودنا بها الوزارة وصالة العاب جاهزة من جميع الاجهزة، وحسب تخصصي لاعب يد وكنت العب كل لعبة جماعية لكن لم نحصل على بطولات بين المدارس واعتقد ان ثانوية كيفان كانت متفوقة، لكن كنا نشارك بجميع الالعاب اقول كان عندنا مدرس لكن لم يكن في المستوى المطلوب.

دائما يفتخر بنفسه بأنه لاعب وحكم ولكن طلع مستواه هابط، أذكر ان المرحوم أحمد السرهيد هو المدرس الأول وعينت بدلا منه لأنه سافر للدراسات العليا، وكان ناظر المدرسة منصور فرج وبعد فترة خرج للدراسة والوكيل أحمد العبيد صار ناظر المدرسة بدلا منه وتسلمت وكالة المدرسة، وبعد ذلك الأستاذ أحمد الخليفي ناظرا للمدرسة ولمدة ثلاثة أسابيع، وكان طلاب المرحلة الثانوية يختلفون كثيرا عن طلبة المرحلة المتوسطة لأن الطالب يريد الاستقلالية والانفراد برأيه، المهم ان المشاجرات كثيرة ولكن من دون آلات حادة وكنت شديدا على الطلبة فلذلك يخافون، وأذكر ان احد الطلبة ابلغني بقوله كنا نريد ان نضرب الناظر ولكن عندما شاهدناك جالسا عنده تراجعنا خوفا من عقابك.

أذكر ان حسين ولد أخي عاقبته على مشكلة فعلها الطلبة مع العلم انه يوم المشاجرة كان غائبا فطردت الطلبة وهو من ضمنهم لمدة يوم واحد فقط، وأذكر أنني فصلت طلبة السنة الرابعة لمدة اسبوعين والسبب عدم طاعة وتنفيذ الأوامر، كان فصل فيه عدد كبير من الطلبة وفصل من المباني فيه طلبة قليلون سنة رابعة 22 طالبا بينما في ثالثة ثانوي الفصل فيه 42 طالبا، الفصل الخشبي صغير فقلت للطلبة الموجودين في الفصل من المباني انتقلوا الى الفصل الخشبي يسعكم والطلبة في الفصل الخشبي ينتقلون ذوي الكثافة العالية ينتقلون الى الفصل العادي من المبنى هنا، بعض الطلبة في الفصل الرابع رفضوا ففصلتهم من المدرسة لمدة اسبوعين وبعد ذلك راحوا والتحقوا بالفصل.

القوة مع الطلبة مفيدة وذهبوا للوزارة فلم يحصلوا على شيء.

عينت وكيل ثانوية الرابية والناظر محمد مبارك ولمدة سنتين ونجحت في عملي، أقول ان هناك اختلافا بين طلبة المدارس وحسب مستوياتهم وطلبة مدرسة أنس بن مالك نسبة الطلبة الممتازين أكبر لوجود الوافدين العرب وفيها كويتيون، وبعد سنتين نقلت الى ثانوية خيطان وكان زامل الزامل هو ناظر الثانوية، وبعد سنتين تمت ترقيتي الى ناظر في ثانوية الجهراء القديمة وتسلمت العمل وفيها صعوبة في العمل ولكن استطعت ادارة المدرسة واخترت الوكيل وهو عبدالحميد الخلف كان شخصية قوية ولا يخاف الى درجة ان أطلقوا على المدرسة روضة الجهراء للهدوء وعدم وجود مشاكل، أدخل المدرسة في السابعة وربع أغلق باب المدرسة وممنوع اي طالب يدخل ويرجع للبيت يرجع اليوم الثاني وأمضيت سنتين وكانت السيدة سعاد الرفاعي وكيلة مساعدة بالتربية، وأنور النوري وزيرا للتربية قرروا نقلي الى الحسن بن الهيثم بقرار من الوزير، ونقلت اليها في صباح السالم.

الطلبة مشاغبون وكان معي وكيلان الأول الأستاذ غانم أبو سالم والثاني يونس ابراهيم أبو عبدالله وقال لي أحد المدرسين ان وكيل وزارة التربية ضحك أول ما دخل للمدرسة وقال لم يجد طلبة بالساحة او اي مشاغبة.

التدريس المسائي

عملت مدرسا في المساء وكان لي موقف مع طالب عمل مشكلة وكان مفصولا من الدوام الأول الا ان الوكيل سجله بالدوام المسائي فطلبت منه نقله الى مدرسة أخرى وكنت يومئذ ناظرا في ثانوية الحسن بن الهيثم في منطقة صباح السالم أقول ان الطلبة في صباح السالم أقل مشاغبة من طلبة الجهراء الا انهم سرقوا مكتبي مساء، كان مبنى مدرسة ثانوية ابن الهيثم فيها فتحات كثيرة تساعد الطلبة على الهروب فطلبت اغلاق المنافذ وتركت الباب الرئيسي.

عملت مسابقة فصول في المدرسة وكان عندي مدرس اسمه مضحي شهد بأن جميع الطلبة التزموا وخاصة أيام الامتحانات، وبعد عامين انتقلت الى التوجيه المدرسي موجها اداريا والرئيس محمد حسين الفيلكاوي ومدير المنطقة ابراهيم أبوالخيل وأمضيت باقي سنوات العمل حتى التقاعد.

لاعب كرة اليد

لعب محمد الخضري كرة اليد في نادي السالمية والنادي العربي.. والبداية كانت في نادي السالمية وعرفها اللاعبون منذ عام 1961 ولعبت كرة اليد منذ عام 1964 مع الأخ ناصر الزنكوي ولم نكن في الأندية قبل ذلك، وكان مدرس كرة اليد في نادي السالمية مدرس تربية بدنية اسمه أحمد ماهر وقبله الأستاذ أحمد ونيس وكان مدرب كرة السلة لمدة بسيطة وبعد ذلك الأستاذ عبدالرزاق برمه وله الفضل في ابراز فريق كرة اليد في نادي السالمية وكان بذلك الوقت رئيس النادي المرحوم عبدالعزيز الرشيد ومن الإداريين فائق المسباح وعبدالله السريع ويوسف الخالد وغيرهم.

من نادي السالمية انطلقت كلاعب كرة يد مع الفريق الأول بالنادي وكان ترتيب الفريق اما الأول او الثاني بين الأندية وبروز النادي بالمستوى المتقدم يعتمد على اللاعب والمدرب الجيد ويقال ان التربية تؤثر على الاقتصاد والاقتصاد يؤثر على التربية، وإذا ما عندك اقتصاد قوي لا تستطيع ان تفتح جامعات ومدارس والعكس صحيح.

أحسن لاعب وما عنده مدرب ممتاز مثل المدرب الممتاز بدون لاعب جيد متعاون كان عندنا في السالمية من أحسن اللاعبين ومن أحسن المدربين، ولعبة كرة اليد منشأها ألماني أمضيت في اللعب مع السالمية من عام 1964 حتى عام 1971 ثم انتقلت الى النادي العربي.

كرة اليد والنادي العربي

عن تجربته في اللعب للنادي العربي يقول الخضري: تركت نادي السالمية وانتقلت للعب مع النادي العربي والسبب انه حصل اختلاف مع مجلس ادارة نادي السالمية وكنت محتاجا للمساعدة فلم أحصل عليها، عديلي كان في النادي العربي ورئيس النادي الشيخ سلمان الحمود وهو رجل رائع وخلوق ومتواضع أقول أحسن رئيس نادي شفته وتعاملت معه في حياتي وأفضل رئيس نادي الشيخ سلمان الحمود الصباح .

انتقلت الى النادي العربي وانتقل معي من السالمية خمس لاعبين هم عباس الخضري ولد عمي حسن جابر وعباس هاشم محمد الخضري وعبدالأمير عبدالرضا راح الكويت واللاعب حسين أسد راح اليرموك.

هنا تأثر نادي السالمية ولم يحقق بطولات وأحضروا لاعبين مصريين ولم يسدوا فراغنا.

فريق النادي العربي يعتبر منتخبا وبالأصل عندهم لاعبون أقوياء مثل هادي المزيدي وحارس المرمى علي عباس وربيع ومرزوق سعيد وكان يلعب قدم ويد ومحمد وجاسم ذياب صرنا منتخبا في البداية ما كان فيه تجانس ومع الاستمرار صرنا نتفاهم وتجانسنا وأحسن لعبة لعبتها ضد النصر على كأس التلفزيون وأدخلت ثمانية أهداف وذلك بداية السبعينيات عام 1971 على ملعب العربي والنصر الثاني ومن لاعبيه الحلو فرهود واسماعيل وخميس ومحمد عامر وأخيه أضافوا لهم حارس مرمى من احسن الحراس محمود حسن مصري، واللاعب خالد خطاب يعتبر دبابة من الطول والقوة، ويوميا نتدرب في النادي وهذا كان له تأثير سلبي على أسرتي، مثلا على تعليم الأولاد والمراجعة وكان زواجي بالسبعينيات وأول بنت اسميتها صفاء والثانية وفاء وبعد ذلك ذهبت عائلتي معي وفيها راحة واستقرار.

دورة تدريبية في المجر

كان هناك نظام في الأندية يختارون مجموعة من اللاعبين ويرسلونهم الى المجر لمدة ست شهور.

ابتداء من يناير حتى الشهر السادس تم اختياري ومعي مرزوق غريب وحمد السواجي من نادي الشهداء، طلال صالح من السالمية وصلاح سويدان من القادسية وجاسم أشكناني من خيطان دورة تدريبية تتخرج بعدها مدربين في المجر وفي الهيكل الرياضي رئاسة النادي لا يسمح لأي مواطن يكون رئيسا الا من يحصل على درجة البروفيسور لازم يكون رياضيا وثانيا عندهم برنامج رياضي لكل شخص يجب عليه ان يأخذ البرنامج مثلا في المدرسة ثلاث ساعات في البيت في النادي، الأهم عندهم رئاسة النادي لا يسمح لأي واحد يمسكها وليس مثل ما عندنا من دون تخصص.

ويجب ان أذكر هنا انني لعبت في نادي الزمالك لمدة اربع سنوات من دون مقابل، الأستاذ علي عبدالهادي مدرس ومدرب وصديق عزيز بداية عمله قال: أريد ان أكون قاعدة قلت له اعمل لك دورة في مدرسة شملان بن علي وبالفعل تمت دورة للفصول وهو اختار ما يقارب من اثني عشر لاعبا.

شكرا جزيلا للأستاذ محمد احمد الحضري لاعب كرة اليد والمدرس والناظر والموجه، شكرا جزيلا، ولمن يريد المقابلة من كبار السن عليه الاتصال على هذا الرقم: 99083260.



صاحب الكارو والباص!

يحكي الخضري حكاية طريفة حدثت في أحد شوارع القاهرة، قائلا: كنت مع صديقي محمد غلوم خارجين من المعهد العالي بالقاهرة ومرتديين الملابس الرياضية وفانيلة نصف كم وعند ميدان الجيزة قرب الجسر محمد غلوم يسوق السيارة وهناك عربة «كارو»، ضايقنا باص نقل، صاحب الكارو صرخ علينا وهو يشتمنا، أوقفنا السيارة ونزلت له فقلت له: ماذا قلت؟ فقال: «مش انت الكلام موجه للباص».

وصاروا منتخبا، وأذكر منهم ماجد سلطان ومحمد عامر وإسماعيل وغيرهم، عندما عرف انني ذاهب الى القاهرة للدراسة قال: روح العب بالزمالك، ولعبت هناك والفرق في مصر كثيرة وشاركت في المباراة مثل البحيرة وغيرها، كنا نحقق بطولات ولعبت ضد فريق اليد في النادي الأهلي ولكن الأهلي الأول والزمالك الثاني.





موقف مضحك

يحكي ضيفنا موقفا محرجا حدث معه حيث يقول: كنت أسير بالسيارة على طريق الدائري الرابع والبنزين نازل، دخلت محطة بنزين في قرطبة، كانت هناك سيارة واقفة والعامل يملأ البنزين وقفت على اليمين وقلت للرجل: املأ لي بدينارين، فقال: إن شاء الله، وبعد الانتهاء اعطيته دينارين، فقال: «اعطهم لعامل المحطة»، فقلت: وانت؟! فقال: انا صاحب السيارة.





سالفة رياضية

عن أحد المواقف التي تحمل مغزى يقول الخضري: قلت لأحد الرياضيين في القاهرة: عندما تحضرون الى الكويت تفوزون علينا وتحققون بطولة كبيرة، ولكن عندما نحن نحضر عندكم نتفوق عليكم، فرد قائلا: أصبحت الرياضة عمل من لا عمل له، اي واحد يريد وظيفة يرمونه بالرياضة، للأسف في المجر بروفيسور رئيس النادي ونحن اي واحد لا أعني شخصا بعينه، لكن هذا هو الواقع، حزبية وقبلية ويدفع الاشتراك عنه.





النجاح في الرياضة

يوجه ضيفنا النصيحة لمن يريد النجاح في الرياضة قائلا: إذا انت تريد ان نحقق مستوى رياضيـــا وان تبرز، أقول اخلص للعبة ولا تتدخل بالمناوشــــات الجانبية، اذا كنت ترى ان الرياضــة تؤثر على مستقبلك الدراسي فلا تلعب وتفرغ للدراسة لأن المستقبل للدراسة، أما الرياضة فلها زمن محدود، ما عندي من الأولاد من يلعب ولكن حفيدي لاعب، وقلت له هذا الكلام، وهذا توجيه مني لك.

عدد المشـاهدات: 4811


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
379034-24130.JPG

سالم عبدالقادر أبو لغد
379034-24128.JPG

سالم أبو لغد متحدثا للزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)
379034-24129.JPG

الاستاذ سالم أبو لغد يسلم أحد اللاعبين شهادته بحضور بعض الرياضيين
379034-23368.JPG

مجموعة من اللاعبين الكويتيين والفلسطينيين بعد مباراة بينهما
379034-23370.JPG

الاستاذ سالم أبولغد يعلق الميدالية للاعب فلسطيني
379034-23366.JPG

الشهيد الشيخ فهد الأحمد وسالم أبولغد
379034-23367.JPG

الشيخ عبدالله الجابر وعبدالرحمن المزروعي والشهيد الشيخ فهد الأحمد وسالم أبولغد


  • احترق المخيم الكشفي ومات طالبان وعندما حققت في الموضوع قلت «لا يجوز أن ينام المدرس مع الطلبة في الخيمة»
  • ولدت في يافا بفلسطين عام 1938 وكانت المدينة تجمع كل الجنسيات العربية
  • خرجنا من يافا عام 1948 هرباً من قذائف المورتر الصهيونية وواجهنا الأمواج العاتية وركاب السفينة كانوا يصرخون
  • المصريون استقبلونا بحفاوة وأكرمونا بعد النكبة وأخت الملك فاروق كانت تزورنا وتعطينا الهدايافي العباسية
  • الثورة الفلسطينية انهارت بسبب الاحتلال الصدامي للكويت الراعية لها
  • عملت مدرساً في الكلية الصناعية وعند إغلاقها عام 1979تم تعييني بالشؤون القانونية
  • أثناء عملي مدرساً بالكلية الصناعية درست الحقوق بجامعة بيروت وحصلت على الماجستير ودبلومي تخصص
  • عملت مدرساً في مدينة الرياض وبالمعهد التجاري ونقلت إلى مدارس وادي الدواسر وعينت موجهاً
  • التحقت عام 1957 بالمعهد العالي للتربية البدنية بمنطقة الهرم المصرية وكنا أول دفعة تحصل على البكالوريوس منه
  • في أولى سنوات الدراسة بـ «التربية البدنية» انضممت لفرقة المظليات وكان قائدها سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري في حرب 1973
  • درست بمدرسة خالد بن الوليد في قطاع غزة وعينت أيضاً مدرساً فيها
  • كان للفلسطينيين بالكويت 14 نادياً وكنت رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
ضيفنا هذا الاسبوع المربي الفاضل سالم عبدالقادر أبولغد يحدثنا عن مدينة يافا مسقط رأسه وأهلها وتجارة البرتقال والحمضيات وماذا كان ميناء يافا قبل عام 1948، عام النكبة ودخول الصهاينة الى المدينة وضربهم بمدافع المورتر. ويتطرق الى الهجرة الى القاهرة بواسطة السفن وغرق تلك السفن مقابل الساحل المصري قائلا: عندما وصلنا استقبلنا المصريون وأكرمونا. وتم نقلهم الى معسكر العباسية ثم أعيدوا الى مدينة غزة وتعلم في مدارسها وأكمل المرحلة الثانوية والتحق بكلية التربية البدنية بشارع الهرم. مع التدريبات العسكرية أكمل تعليمه وعاد الى غزة، حيث عين بنفس المدرسة التي كان طالبا فيها. شارك في الدورة المدرسية عام 1963 التي أقيمت على ملاعب الشويخ في الكويت، وسبق له أن تقدم بطلب الى الجيش الكويتي، لكن ماذا حصل عندما كان مشاركا في الدورة؟ سافر الى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية كمدرس تربية بدنية والتقاه ضابط في البنك هناك فماذا قال له الضابط؟ عمل مدرسا في مدارس الرياض وبعد سنة نقل موجها الى مدارس وادي الدواسر، وقدم الكثير، وأقام المهرجانات، نتعرف خلال هذا اللقاء على جوانب تربوية ورياضية وقانونية وعسكرية في حياة سالم أبو لغد. وفيما يلي التفاصيل:يستهل المربي الفاضل سالم عبد القادر أبو لغد حديثه عن صفحات الماضي بالكلام عن مولده قائلا:

ولدت في فلسطين بمدينة يافا عام 1938 ومدينة يافا كان يطلق عليها عروس البحر، كان بيت الوالد والجد داخل سور يافا القديمة والبيت مقابل الشارع القديم ويوجد شارعان، شارع ينزل على الميناء والثاني على الطلعة على البحر، وساحل يافا رملي جميل، ومنذ الصباح كنت أشاهد المناطق الاخرى من على المنزل، كانت منطقة يافا تجمع جميع الجنسيات العربية وكان يطلق على يافا أم الفقير لأن من يزورها يستطيع أن يعيش فيها وكانت توجد مجموعة كبيرة من الجزائر والمغرب وسورية، كان في يافا ميناء كبير لتصدير البرتقال والحمضيات وفي الصيف سكان يافا يخرجون الى منطقة اسمها روبين مثل منطقة البر في الكويت، وكان المواطنون يمضون ثلاثة شهور بالخيام وكان الناس يتنافسون من مخيمهم أحسن من الآخر، وكانوا يستوردون الخيام من تركيا ومصر، وفي روبين بر رملي وفيه نهر صغير وفيها سوق صغير فيه جميع المواد والمطاعم والحلويات، وفيها سينما صيفي وشاهدت فيها فيلم بدوي كان فيها شارع اسكندر عوض يمتد من الساعة وكانت تبعد عن منزل الوالد نصف كيلومتر وفي الشارع محلات الملابس وجميع الملابس التي كانت تصدر في أوروبا تصدر الى أسواق يافا نسائية ورجالية كان في السوق نشاط تجاري الى عام 1948 عام النكبة.

الهجرة من يافا

يقو 1948/5/15 خرجنا من يافا عن طريق البحر بالسفن كانت المدافع الموتر الاسرائيلية تضرب البيوت وذهبنا الى الميناء وكنت صغيرا كان الوالد والوالدة ماسكين يدي كنت أشم رائحة الموتى في الشوارع، وصلنا الميناء وركبنا اللنش الذي يعمل بالماكينة وكان يسحب القاطرة، ونحن بالسفن ارتفعت علينا الامواج وغرقنا عند مدينة رفح المصرية والركاب كانوا يصرخون وعندما اقتربنا من الساحل قطع الحبل ووصلنا الى البر ولم يغرق أحد منا الوالد كان لابس بدلة فسقط بالبحر مع أختي وأخي وصار يسبح ولأن سباحته ضعيفة رمى أختي وبعد ذلك رمى الولد.

أنجانا الله وكان يوجد جنود على الجمال فحملونا الى معسكر للاخوان المسلمين وكان عددنا حمولة باصين وبيتنا في المعسكر وأعطونا طعاما يتكون من الجبن والخبز وحليب وفي الصباح شاهدت باصات فلسطينية ونقلونا بواسطتها، وسمعت «من يريد الذهاب الى مصر أو الذهاب الى غزة»، وكانت تبعد 40 كيلو عن رفح، وكان خروجنا على أساس أن نذهب الى القاهرة كمدة أسبوعين ونرجع وكان مع الناس فلوس، المهم ركبنا باتجاه القاهرة وعند القنطرة استقبلنا المصريون وهذه الحقيقة انهم اكرمونا وما قصروا بشيء معنا، وبعد ذلك أوصلونا الى القاهرة وكان الليل ونزلنا في العباسية وقدموا لنا الريوق والغداء والعشاء وأخت الملك فاروق كانت تزورنا وتقدم لنا الهدايا، وكان استقبالا جيدا جدا.

ورجعنا الى القنطرة بعد معسكر العباسية بعد ستة شهور وقابلنا فيها فلسطينيين وبعدها رجعنا الى غزة - 1948 والوالدة أنجبت ولدين توأم عندما كنا في القاهرة واحد اسمه نصر الدين والثاني اسمه فاروق على اسم ملك مصر بذلك الوقت.

توفي نصر الدين ودفن هناك وفاروق حي يرزق يعيش حاليا في غزة، عشنا في مخيم المغازي ومن ثم انتقلنا الى مخيم البريح في المنطقة الوسطى في غزة وصلنا الى أوائل الخمسينيات وفي وفي مصر فتحوا مدرسة لأولاد المهاجرين والتحقت بها وكان المدرسون فلسطينيين ومقرها في العباسية.

الدراسة والتعليم

يتحدث ابولغد بعد ذلك عن مشواره في مجال التعليم فيقول: كما ذكرت اول مدرسة في مدرسة العباسية في القاهرة وفي مخيم البريج التحقت في مدرسة مخيم اللاجئين الفلسطينيين والمخيم يشمل جميع القرى الفلسطينية والبادية وأتذكر ان الجميع كانوا أسرة واحدة والمشكلة واحدة والتكافل بين الجميع في الأفراح والأحزان جميعهم مع بعض.. وصارت هناك مصاهرة ونسب بين الجميع واذكر ان أبناء وعائلات مخيم البريج في عام 1957 والجميع ودعوني عندما ركبت القطار للسفر الى القاهرة للدراسة، كان الترابط قويا، المنطقة الوسطى مكونة من المخيمات البريج والمغازي ودير البلح ونصيرات، وتشرف عليها (الأنروا)، والدراسة كانت في النيل الابتدائية والمتوسطة والثانوية خالد بن الوليد.

في المدرسة المتوسطة درس لنا الاستاذ داود عرابي الخالدي ومحمد حرب وموسى العطار وأبو إياد كان في خالد بن الوليد في فلسطين وعمل مدرسا في خالد بن الوليد في الكويت وشاءت الأقدار ان ألتقي معه في كنترول امتحانات المرحلة المتوسطة في الكويت وذلك عام 1964.

سافرت الى القاهرة بعدما أنهيت المرحلة الثانوية، كنت أنوي الدراسة بالكلية الحربية فما كانوا بحاجة، فقالوا يوجد المعهد العالي للتربية البدنية وفيه دراسة عسكرية من عام 1957 حتى عام 1960 كنت طالبا في المعهد العالي للتربية البدنية في الهرم بالقاهرة، وكنا أول دفعة نحصل على بكالوريوس تربية رياضية وكان مدير المعهد فرحات مرزوق وعندما كنت في سنة رابعة كان المرحوم فيصل مطر في سنة أولى بمعهد التربية الرياضية.

انضممت الى فرقة المظليات عند الفريق سعدالدين الشاذلي وكان بذلك الوقت برتبة مقدم. وكانت مادة في برنامج هيئة الجيش المصري وزارنا جمال عبدالناصر في المعسكر على أساس ان خريجي التربية البدنية كضباط في المدارس.. وكنت رئيس اللجنة العسكرية في مصر وانتخبني المصريون.. وأخذت فرقة المظلات عام 1959 وكان الفريق الشاذلي عندما نؤدي تمرين الجري صباح كل يوم من مدرسة المظلات الى الكلية الحربية كان يجري على يميني وكان من أحسن الضباط، وأنهيت دراستي في كلية التربية البدنية بشارع الهرم بالقاهرة، وعندما كنت طالبا بالمدارس الثانوية والمتوسطة كنت ألعب رفع الأثقال وكان وزن الديك 56كغ وهو أضعف وأقل وزن، لكنني لم أشارك، ومصر لم تشارك بسبب خلاف بين حاكم لبنان وجمال عبدالناصر واستمررت بالرياضة وهي من الهوايات منذ البداية.

كتبت زجلا عندما كنت في مصر أيام تدويل قطاع غزة قلت:

من جولدا مائير دلس قالو هيل

سموه التدويل اسرائيل قال له ميّل

جولدا مائر ظلت بدموعها تكيل

بلس قالها مانزليس بكره أنا رعيل

قرأت من الكتب الأدبية والثقافية والسياسية وفي الاقتصاد والاجتماع، وكنت بالقسم الداخلي وفي الصيف اذهب مع الطلبة المعسكرات العسكرية في الاسكندرية، وكان المعلمون التابعون للكلية الحربية يعلموننا فيها وفي دفعتي خليل علوش وفتحي صالح ومحمد عرابي صار مدرسا أول في ثانوية عبدالله السالم ومن المدرسين يونس الفر وعلي القيشاوي ومحمد ابوزينة وكان في الدبلوم على باب التخرج ونحن كنا في سنة أولى تربية بدنية.



العمل

وعن مرحلة جديدة من حياته يقول ضيفنا: بعدما حصلت على بكالوريوس تربية بدنية تعاقدت وعينت في المدرسة التجارية لمدة 3 أيام وفي المدرسة الصناعية 3 أيام واذكر انني كنت في البنك لتسلم مخصصات السكنو، وكان بالقرب مني رجل لا أعرفه ولكن كان ينظر لي، سألني هل انت رياضي؟ وقال ان كلية الملك عبدالعزيز بحاجة لرياضي، فما رأيك ان تقابل مدير الكلية واتفقت معه وذهبت معه لمقابلة المدير والرجل ضابط وكان المدير اسمه الشاعر وبالفعل التقيته وقال ما هو مؤهلك؟ فقلت بكالوريوس تربية رياضية والأول بامتياز في العلوم العسكرية ومظلات عام 1961. فقال للضابط: اذهب معه الى وزارة المعارف واطلبه للعمل عندنا، فذهبت معه وكان مدير المعارف عارض وقال نحن احضرناه ولا نستغني عنه، كان خريجو التربية البدنية قليلين وكان العرض على ان أكون ملازما أول ولكن المعارف رفضوا فاستمررت بالعمل مدرسا للتربية البدنية وفي السنة الثانية تحولت الكلية الصناعية الى كلية الهندسة وعينت مشرفا رياضيا في كلية الهندسة وتأخر افتتاح الكلية وادارة التربية البدنية في الرياض استدعوني عندما عينت في الكلية وقدمت نفسي لمدير الكلية وقلت أنا المشرف الرياضي فقال لا يوجد رياضة في الكلية، فقلت له هل أنا اشتغل عندك؟ فراح الى الوزارة وقدم شكوى ضدي - كانت المدارس في الرياض مكتملة العدد من المدرسين وعرضوا علي العمل في مدينة القنقدة موجها (بين الافلاج ووادي الدواسر من الخرج 300 كيلو] المهم وصلت الى القنقدة ولفيت من مدرسة الى مدرسة، وكان مدير المنطقة رجلا طيبا من خريجي الشريعة.

ومفتش للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة لجميع المدارس وكان عندهم مفتش لجميع المواد ويحضرون من الرياض أمضيت سنة كاملة وكان ابراهيم السويل وزير الزراعة رجلا متعلما محترما وحضر لزيارة الافلاج.

احضرت سيارة كبيرة ووضعت فيها أثاث وعندما يزور القرية أقيم فيها احتفال وكان الأهالي متعاونين معي ويزينون القرية بالأقواس ويشاهد الترتيب ويلقي كلمة وأقيمت مسابقات وادي الدواسر له أمير وذهبت لدعوته وسلمت عليه وجلست بجانبه أديت واجبي والحمد لله أمضيت سنة واحدة مفتشا سافرت الى القاهرة وتزوجت وكانت مدرسة لغة عربية وسكنت غزة ولم أرجع الى الرياض.

مدرس في غزة

عينت مدرسا في مدرسة خالد بن الوليد في قطاع غزة وكنت طالبا فيها وكان الناظر محمد ابوالفتح ومعي محمد البحيصي وعبدالله عودة .محمد ابوزينة تعاقد مع الكويت وترك التدريس، كان مدرس اسمه صبحي فرج مفتش لمدارس البنين والبنات، وأرادوا ان يعينوني مدرسا وانتدب لمفتش بدلا من محمد ابوزينة ولكن قلت المهم عينوني . انني حضرت الى الكويت عام 1963 مع الوفد الفلسطيني للمشاركة في الدورة العربية المدرسية وكنت اداريا مع الوفد وبشير الريس مدير التعليم مديرا للوفد وكنت مع صبحي فرج اداريين وقد دربت الطلبة من جمعية الشبان المسيحيين وحضرنا الى الكويت وكنت آخذهم من السكن الى المطعم بالخطوة العسكرية.

وقد شاركنا في ألعاب القوى وكرة القدم وكنا في ثانوية الشويخ وقدموا لنا كل ما يحتاجه الوفد ويوم الافتتاح كان مدرج ثانوية الشويخ يغص بالمتفرجين وحضور الشخصيات الكويتية ورؤساء الوفود وكنت امشي بجانب الوفد وأول ما دخلنا والفريق الفلسطيني كان الجمهور يصفقون وقد وقفوا تحية للفريق المصري حتي أكملنا دوران الملعب عند وقوف الفرق الرياضية، حضرنا الدورة وعندما كنت في السعودية كنت سبق ان قدمت الى الجيش الكويتي وليد اليورنو.

سبق ان أعلن الجيش عن حاجته لضابط ملازم على ان يصير بعد ذلك ملازما أول، فعندما كنت مع الفريق وكان رئيس الأركان المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر بعدما قابلته قال اعمل كشفا طبيا. الشعبة الثانية وافقوا علي، وجدت نفسي في موقف محرج أمام الوفد فلم اعمل الفحص ورجعت مع الوفد، كان الاستاذ أحمد المهنا مندوب الكويت في اللجنة وكنت مندوب فلسطين معه.

لجنة اختيار المدرسين

بعدما رجعنا الى غزة بعد انتهاء الدورة المدرسية حضرت لجنة اختيار المدرسين الى غزة وكان من ضمن اللجنة احمد مهنا، كان عبدالله عودة هو الذي قدم لي طلبا وعندما حضرت اللجنة بعثوا لي لمقابلة اللجنة وفي تلك الفترة كنت موعودا على ان أكون مفتش القطاع، دخلت على اللجنة وبعد السلام وقف احمد مهنا وسلم علي وسألني أين اشتغلت فقلت مدرسا ومفتشا في السعودية وسألني أسئلة رياضية وقال هل قدمت استقالة من السعودية فقلت لا. فقال هاتوا العقد وقدمه لي للتوقيع بالتعاقد، ذهابي الى اللجنة كان للاعتذار عن الدعوة وأثناء اقامة الدورة قابلني رئيس الوفد السعودي وقال اين انت فقلت ذهبت الى غزة للعمل.

أقول ان المملكة العربية السعودية كان لها اهتمام كبير بتعليم أبنائها، في كل قرية ومدينة، المهم قلت رئيس الوفد السعودي انني رجعت الى السعودية ومع احمد وقعت العقد وحضرت الى الكويت بنفسي من دون العائلة والراتب مع العلاوات 120 دينارا وذلك عام 1964.

لأول مرة أعين مدرس تربية بدنية في الكويت وعينت في ثانوية الشويخ وكان معي الاستاذ فيصل مطر كويتي ومدرس مصري نحن الثلاثة، وعينت بالدرجة الخامسة وتسلمت العمل مدرسا وكان الناظر سليمان المطوع واذكر انه يوم ما دخل الفصل وشفته داخل والطلبة ساكتين وطلبني للحضور الى مكتبه وسألني وقال ماذا فاعل للطلبة لكي يكونوا هادئين هل انت ساحرهم؟!

النقل من ثانوية الشويخ إلى الكلية الصناعية

عند منتصف السنة أرادوا ان ينقلوا مدرسا من ثانوية الشويخ الى حولي المتوسطة لأن أحد المدرسين قدم استقالته، فيصل مطر لأنه كويتي لن ينقل والمدرس المصري معار لا ينقل فالدور علي وقالوا عليك النقل فقلت اذا تم نقلي فسأقدم استقالة ماذا يقول الآخرون ما نفع مدرسا في الثانوية ينقل للمرحلة المتوسطة وعندما عينت في ثانوية الشويخ بعض النظار طلبوني بالاسم، المهم رفضت النقل، ماذا فعلوا قال المدرس الأول للادارة ان الاستاذ سالم يريد الانتقال فقال المدير انقلوا أحد مدرسي الكلية الصناعية الى حولي المتوسطة ونقلوني الى الكلية الصناعية مدرس تربية بدنية وكان مدير الصناعية المرحوم عبدالله عبدالفتاح الأيوبي، عندما كنت مدرسا في الثانوية كنت يوميا استأجر سيارة من شارع ابن خلدون لكن في الصناعية خصصوا لي غرفة ولوازمها وكنت مشرفا على أحد بيوت القسم الداخلي.

الكلية الصناعية لا توجد فيها حصص تربية بدنية ولا طابور وفيها فرق رياضية وكنت اشرف على الفرق مع الأستاذ ابوالليل مصري، المهم استمررت في الكلية الصناعية وكانت الفرق الرياضية قوية، أذكر ان بعض لاعبي كرة السلة يلعبون بالنادي العربي وفريق اليد من اللاعبين وفريق كرة القدم كانوا يلعبون بالأندية.

كان فريق الكلية الصناعية وفريق ثانوية الشويخ وفريق كلية المعلمين كانت تلك الفرق توازي فرق الأندية وحتى 1972 بدأت الحصص بالفصل، كيف بدأت، كان المرحوم عبدالله الأيوبي قادما من فرنسا وفي تلك الفترة حصلت على علاوة استثنائية وكنت في أيام الدوام أحاول أحث الطلبة على الإسراع الى الصف يوميا هكذا فالمدير لاحظ ذلك فلما أراد ان يعمل حصصا للفصول قلت له اعطني حرية كاملة فقال لماذا فقلت حتي اختار المدرسين، وبالفعل اخترت فاروق التركي ومحمد سمارة وممدوح الصباشي للسلة ورياض الأغا ويونس الفرا، ثمانية مدرسين من خيرة المدرسين وكنت المدرس الاول، وقلت لمدير الكلية الصناعية نريد أن نشتري ملابس للطلبة وكان الطالب يأخذ مبلغا من الكلية شهريا، وقلت له نشتري ونخصم من الطالب وأريد أن أشغل الورش وكان يوجد في الكلية الصناعية أربعة ملاعب لكرة القدم، أربعة ملاعب لكرة السلة، أربعة ملاعب لكرة الطائرة، ومدرج كبير للملعب.

وكنت يومئذ منتسبا الى جامعة بيروت كلية الحقوق في سنة رابعة المهم عملت خطة مكتوبة لحصة التربية البدنية على أن الحصة الثالثة والرابعة من كل يوم ثمانية فصول ينزلون الى الملاعب وبعد الثالثة والرابعة توجد فرصة، وذلك لكي يستطيع الطالب أن يتريق (الفطور) ولا تضيع الحصة الخامسة، المدير مشكورا استجاب لكل الطلبات، أيضا أضفت أن ننشئ إذاعة مدرسية والحصة مقسمة ثلاثة أقسام فكل مدرس يدرس كل طلبة الكلية، مثلا فاروق التركي يتواجد بملاعب كرة القدم والطلبة يحضرون عنده، مدرس الفصل عنده التمرينات، وبعد ذلك الحصة الفترة الثانية. الحصة ثلاث مراحل وكان عندي الفترة الرياضية حصتان وبعدها فرصة للريوق وبعدها الحصة الخامسة.

أغلقت الكلية الصناعية وانتهى التعليم الصناعي عام 1979 فعرض علي العمل موجه تربية بدنية ولكن لم أوافق وطلبت الشؤون القانونية وعينت، كان أحمد قدور رئيس قسم التحقيقات وسعيد الخاص مراقبا ومحمود عبدالرزاق مدير الشؤون القانونية وكنا نحقق في قضايا السرقات في المدارس ومشاكل المدرسين مع بعضهم ومع النظار، وأذكر أنني حققت في موضوع وصار فيه حكم قضائي، وذكر في الحريق الذي اندلع في المخيم الكشفي ومات فيه طالبات فالحكم أدان المشرفين والمدرسين وتحول الموضوع عندي وبحكم عملي سابقا مدرس ورجل قانون استند القاضي ال أن لو المدرس كان نائما مع الطلاب ان ما صار ولا حدث الحريق فمسكت هذه النقطة وقلت من الناحية التربوية غلط نوم المدرس مع الطلبة.

كان وزير التربية يعقوب الغنيم في هذه الحادثة وتبين لي من هذه الحادثة ان الموضوع ضعف الإشراف فقط، وفيه قضايا كثيرة كنت أتولاها أنا وزملائي من القانونيين في وزارة التربية، وتوجد هناك بالفعل مشاكل في وزارة التربية وفيه إهمال من بعض الاداريين في المدارس آنذاك، أول قضية أنا تسلمتها مع مدرسة التربية البدنية كان عندها نقص في بنطلونات الجمباز قلت لها: اشتريها ونقفل القضية، قالت: أنا حرامية قلت: أنت حرامية فبكت، وقفلنا القضية.

وبدأ بعد ذلك القانونيون الكويتيون بالدخول الى وزارة التربية، وبعد ذلك انتدبت من وزارة التربية الى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي في الشؤون القانونية، وكان مديرها آنذاك الاستاذ أحمد المزروعي وجلست في الهيئة حتى عام 1990. وكان الاستاذ أحمد المزروعي يمرني في مكتبي صباحا وكان مكتبي في نفس الدور وفي يوم كنا ذاهبين للدورة الاولمبية في لوس أنجيليس عام 1984 مع الوفد الفلسطيني وكنت أعامل معاملة الكويتي.

ورحنا قبلها الى الدورة الاولمبية في موسكو عام 1980 المقامة في روسيا، ومر علي الاستاذ أحمد المزروعي في مكتبي وقال: لماذا أنت جالس هنا؟ روح مشوارك طويل فشوف ذوقه وإحساسه.

استمررت في الشؤون القانونية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي حتى عينت الاستاذة سعاد الطراروة مديرة الشؤون القانونية، بعدين أخذني الاستاذ هشام المطوع، رحمه الله، عنده في شؤون الطلبة بصفة مدير لشؤون الطلبة، وقال لي: ليش تروح لوزارة التربية خليك عندنا في التطبيقي معاي في شؤون الطلبة، وكان مسؤولي ايضا الاستاذ توفيق الشرهان، وكان الاستاذ المطاوعة مسؤولا في التطبيقي، وكان مديرنا سعود جعفر. وكان نائب المدير الاستاذ عيسى الرفاعي وقابلت في حياتي أناسا كثيرين فلم أجد ناسا بهذه الاخلاق وهذا السمو.

وقد حدث معي في الكلية الصناعية أن قالوا لي المدارس الثانوية عملت عرضا رياضيا له في العيد الوطني، ونحن بدورنا عملنا عرضا خاصا أيضا في العيد الوطني، وأنا كنت مسؤولا عن العرض الخاص بالكلية الصناعية وكنت أشحن الطلاب وأحمسهم ونتنافس نحن مع الثانويات الاخرى، وكنت أقول للطلاب اللي يريد المشاركة يشارك معنا والذي لا يريد يخرج من هذا العرض.

وقد كان هناك طالب أحدب لا يستطيع الوقوف وشارك معنا بالعرض، وكان معنا بالعرض الاستاذ عبدالفتاح الايوبي للإشراف على طلبة الكلية الصناعية المشاركين في الحفل، ولم يكن هناك باص ليوصلهم، فكان الشباب يلفون على بيوت البعض ويوصلون الطلبة لموقع الاحتفال، فعملنا عرضا نال استحسان الناس كلها.

وقد كان طلبة الكلية الصناعية من أرقى الطلاب الذين قابلتهم في رحلتي بالتعليم وممتازين، فأصبح منهم الضباط في الجيش والداخلية وفي البرلمان وفي مراكز حساسة بالدولة.

النشاط الرياضي

منذ عام 1979 ـ 1992 للفلسطينيين في الكويت.

عن الأنشطة التي مارسها الفلسطينيون في الكويت ومنها الرياضة يقول ابولغد:

بصفتي رياضيا ومدرس تربية بدنية في مدارس الكويت ومع النهضة الكبيرة للرياضة الكويتية كان للفلسطينيين المقيمين في الكويت نشاط رياضي كبير والكويت لم تقصر مع الفلسطينيين بجميع المجالات من وظائف ومدارس وتعليم، فالكويت سباقة في جميع المجالات ومنها الأنشطة الرياضية وكنت رئيس المجلس الأعلى للرياضة ـ فرع الكويت. الجالية الفلسطينية في الكويت كان عددهم 450 ألف نسمة من قبل الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت يوم الخميس 2/ 8/ 1990 وكانوا أكبر جالية في الكويت وكانوا من النخب الطيبة الممتازة على سبيل المثال من الأطباء والمعلمين والمهندسين والمحامين والمحاسبين وغيرهم من رجال ونساء، كانت جالية متميزة وكان الفلسطينيون يمارسون جميع الأنشطة بحرية كاملة وبتشجيع من الشعب الكويتي ويوجد اتحاد المعلمين، واتحاد المحاسبين والحقوقيين، واتحاد المهندسين، اتحاد المرأة واتحاد الصيادلة، واتحاد الفنانين وجميعا الاتحادات كانت موجودة على أرض الكويت وكانت الهيئات الادارية تشكل بالانتخابات وبحرية مطلقة وكانت الحكومة تشجع الجميع - أقول ان حكومة الكويت كانت ترعى وتشجع الرياضة، وجميع المنظمات الفلسطينية لها مكاتب موجودة هنا في الكويت وتمارس النشاط الاقتصادي والسياسي والمالي وجميع الأنشطة وكان لهم صناديق مثلا صندوق لأهل يافا وصندوق لأهل غزة وأهل نابلس وأهالي كل مدينة يضعون مبالغ مالية ومن متبرعين من الكويتيين ويبعثون تلك الأموال للضفة الغربية وغزة، كانت الكويت الداعم الأساسي للثورة الفلسطينية وانهارت الثورة الفلسطينية بسبب الاحتلال الصدامي للكويت، كان صدام حسين هو السبب الرئيسي بانهيار الثورة الفلسطينية، كانت الجالية الفلسطينية تمارس نشاطها بحرية مطلقة ومن هذه الأنشطة الرياضية المجلس الأعلى للشباب والرياضة وتشرفت بأن أكون رئيسا لذلك المجلس، والمجلس كان يضم الاتحادات الرياضية والأندية ومفوضية الكشافة والفنون ذات التراث الشعبي وعلى سبيل المثال كان للفلسطينيين في الكويت 14 ناديا و14 ناديا كويتيا في كل نادي جميع الأنشطة الرياضية والكشفية، واللجنة الادارية كانت تتكون من 7 أعضاء منتخبين: رئيس النادي وأمين الصندوق وغيره، والفرق داخل الأندية تمارس الالعاب الجماعية والفردية والألعاب الفردية مثل الجودو والكراتيه والملاكمة ومقر كل نادي في المدرسة. وزارة التربية في الكويت أعطتنا 14 مدرسة لـ 14 ناديا رياضيا فلسطينيا في جميع محافظات الكويت مثلا ثانوية عبدالله السالم بالسالمية ومدرسة الحريري في النقرة والفحيحيل وخيطان موزعة على المناطق السكنية التي يتواجد فيها الفلسطينيون بكثافة وفي الفترة المسائية يتدربون في المدارس الرياضية كانت فلسطينية شاملة للفلسطينيين جميعا والأندية تسمى بأسماء المدن والقرى الفلسطينية وكانت تمارس الألعاب على الصالات.

هكذا يمكنني القول انه حظيت الجالية الفلسطينية في الكويت العزيزة بحرية ممارسة نشاطاتها المختلفة وبدعم حكومي وشعبي منقطع النظير، فعلى سبيل المثال لا الحصر النشاط الرياضي الذي كان يشرف عليه المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في الكويت.

الأندية الفلسطينية

مارس الشباب الفلسطيني الرياضي نشاطه من خلال الأندية الفلسطينية المنتشرة في الأماكن التي تضم كثافة سكانية فلسطينية (السالمية، النقرة، حولي، خيطان، الفروانية، الفحيحيل)، وكان عدد الأندية الفلسطينية 14 ناديا موزعة على المناطق المشار اليها، وقد أطلق على الأندية أسماء المدن والقرى الفلسطينية (نادي القدس، نادي يافا، نادي حيفا، نادي غزة، نادي اللد، نادي الرملة، نادي نابلس، نادي القسطل، نادي بيت لحم، نادي الجليل، نادي الأقصى، نادي الشهيد، نادي الكرامة، نادي الخليل)، وكان يشرف على كل ناد مجلس ادارة من 7 أعضاء توزع المهام بينهم، رئيس، أمين سر.. الخ، وكان كل ناد يضم الفرق الرياضية للألعاب الجماعية (قدم، سلة، طائرة، يد) وبعض الألعاب الفردية شرط ان يكون كل ناد يمارس 3 من الألعاب الفردية على الأقل (ألعاب القوى، الملاكمة، الجودو، الكراتيه، تنس الطاولة، التنس، الاسكواش، السباحة).

مقرات الأندية:

وكان مقر كل ناد في مدرسة من مدارس وزارة التربية يمارس الشباب الرياضي الفلسطيني نشاطه الرياضي وتدريب فرقه الرياضية في الفترة المسائية باستخدام ملاعب وصالات المدرسة وعلى ذلك فقد كان عدد مدارس وزارة التربية المخصصة للنشاط الرياضي الفلسطيني 14 مدرسة.







دور الشهيد الشيخ فهد الأحمد في نجاح الرياضيين الفلسطينيين بالكويت

يرجع الفضل الكبير في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني في الكويت فضلا عن مشاركة الفرق الرياضية في البطولات العربية والاقليمية والدولية خاصة في الالعاب الفردية وتسهيل مشاركة الاداريين في الاتحادات الرياضية الفلسطينية في الجمعيات العمومية للاتحادات العربية أو الاقليمية أو الدولية الى رعاية واهتمام غير محدود من قبل القائد الشهيد الشيخ فهد الاحمد، وقد كان شغله الشاغل في قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحادات الرياضية الدولية، وقد نجح في قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحاد الدولي لكرة اليد والاتحاد الدولي للكرة الطائرة والاتحاد الدولي لكرة السلة والاتحاد الدولي للمصارعة عند انعقاد الجمعيات العمومية للاتحادات المشار اليها أثناء الدورة الاولمبية الدولية التي أقيمت في موسكو عام 1980. وكذلك قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحاد الدولي للملاكمة والاتحاد الدولي للجمباز أثناء انعقاد الجمعيات العمومية للاتحادين الدوليين المذكورين أثناء إقامة الدورة الاولمبية الدولية في لوس أنجيليس عام 1984 ، ونذكر بالفخر والاعتزاز دور القائد الشهيد الشيخ فهد الاحمد بما له من صلات وثيقة مع الاتحادات الرياضية في الدول العربية والآسيوية والافريقية والأوروبية والأميركية. وبجهود كبيرة بذلها من أجل قبول فلسطين عضوا في الاتحادات الدولية، وكان ذلك نصرا للقضية الفلسطينية، ولا يفوتنا أن نذكر له تأثيره القوي، إذ صرح قبل إقامة الدورة الاولمبية الدولية في لوس أنجيليس عام 1984 بأن الكويت لن تشارك في الدورة اذا لم تمنح أميركا تأشيرة دخول للوفد الفلسطيني للمشاركة في حضور اجتماعات الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية الدولية التي ستنعقد أثناء الدورة والمشاركة في فعالياتها، وقد كان ان منح الوفد الفلسطيني تأشيرات الدخول لأميركا.



الكوادر الفلسطينية الرياضية الإدارية

كما ساهم المئات من الكوادر الفلسطينية الادارية من ذوي الاختصاص والخبرة في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني في الكويت وتمثيل فلسطين في البطولات العربية والاقليمية والدولية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:

السادة رؤساء المجلس الاعلى للشباب والرياضة والاتحادات والاندية الرياضية:

سالم أبولغد، خليل علوش، احمد صالح الفرا، علي القيشاوي، د.محمد أبولغد، م.سعيد أبولغد، محمد عرابي، زياد الهمشري، عبدالرحيم عليان، داود عربي الخالدي، محمد أبوزينة، فتحي جودة، نبيل مبروك، محمد سمارة، زهير أبوالخير، عبدالحميد شاهين، عبدالحميد الهمشري، د.محمد سعيد حمدان، د.فائق طهبوب، اسد قبلاوي، رياض بيدس، علي أبوحمدة، هاشم حسنين، هاشم المصري، احمد زيدان، حسيب قدورة، رسمي الغول، خضر سلطان، يوسف العكلوك، نافز الرنتاوي، صبحي العيسوي، يوسف دهمان، عبد مصلح، محمد عوايص، حسن شختور، محمد خالد حمو، محمد البحيصي، بسام بركات، د.نادر القنة، محمد سرحان، فاروق علوش، خميس مصبح، زكي أبوعميرة، فاروق هارون، شاكر الظاظا، جمال جميل العشي، فواز خميس، علي سكيك، احمد سكيك، أسامة السبع، فواز مبروك، عبدالسلام عبد ربه، علي محمود عياد، مصطفى جراد، عزمي الحجار، جهاد الناطور، إبراهيم الناطور، شكيب جرار، فوزي الزرد، راتب شاهين، عرفات عرفات، حلمي أبوالروس، صبحي مراد، محمود سعد الدين، حسني المغني.



الدراسات العليا

أثناء عملي مدرسا أول في الكلية الصناعية انتسبت الى جامعة بيروت _كلية الحقوق وحصلت على شهادة ليسانس الحقوق وماجستير من جامعة الكويت والقاهرة مع زملائي د.عادل الطبطبائي وزير التربية الأسبق وخالد سالم وسجلت للدكتوراه مع د.مفيد شهاب كان في الضمان الدولي للاستثمارات الاجنبية في ظل المؤسسة العربية لضمان الاستثمار هنا في الكويت، وكنت رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة، وأما أخونا مفيد شهاب فكان أمين الشباب في الاتحاد الاشتراكي وقلت له أريد أن أترك المجلس لكي أتفرغ لشهادة الدكتوراه.

وأذكر من أساتذتي في جامعة الكويت د.عبدالوهاب حومد، من علماء القانون والدكتورة بدرية العوضي ود.محمد منصور.

دبلوم القانون العام..كذلك تعلمت اللغة الفرنسية ودبلوم العلوم الادارية حصلت عليه من جامعة القاهرة، وبعد حصولي على الماجستير واصلت عملي كمدرس تربية بدنية حتى عام 1979.



الاتحادات الرياضية الفلسطينية

كان يشرف على النشاط الرياضي الفلسطيني الاتحادات الرياضية التابعة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في الكويت كالتالي: (اتحاد كرة القدم، اتحاد كرة السلة، اتحاد الكرة الطائرة، اتحاد كرة اليد، اتحاد العاب القوى، اتحاد الملاكمة، اتحاد الجودو، اتحاد الكراتيه، اتحاد السباحة، اتحاد الجمباز، اتحاد تنس الطاولة، اتحاد التنس، اتحاد الاسكواش، اتحاد كمال الاجسام ورفع الأثقال، اتحاد الشطرنج).

وكان لكل اتحاد مجلس ادارة مكون من سبعة أفراد ينتخبون من قبل الجمعية العمومية للاندية الفلسطينية وتتوزع المهام بينهم، رئيس، نائب رئيس، أمين سر، أمين صندوق... إلخ، وكان كل اتحاد رياضي من المشار اليهم أعلاه ينظم الدوري أو البطولة للعبة المعينة سنويا، ويخصص الحكام الذين يديرون المباريات للدوري للألعاب الجماعية أو البطولات الفردية.

وكان يقوم بالتحكيم حكام من الكويت وفلسطين ومصر، وكانت مباريات الدوري للألعاب الجماعية (كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، كرة اليد) تقام في أغلبها على ملاعب مدرسة عبدالله السالم وأحيانا على ملاعب الاندية الكويتية وملعب كرة القدم للاتحاد الكويتي لكرة القدم. وكان في نهاية الدوري العام يقام حفل توزيع الكؤوس والميداليات على الفرق الرياضية الفائزة بالمركز الاول والثاني والثالث.

أما البطولات للألعاب الفردية، فكانت تقام على حلبة وصالات الاندية الكويتية، حيث كانت البطولات تقام بين الفرق الكويتية والفرق الفلسطينية، خاصة في بطولات (الملاكمة، الجودو ، الكراتيه).





ماراثون القدس

ماراثون القدس كان يقام سنويا يشارك فيه آلاف المشاركين من الشباب والفتيات من الفلسطينيين والعرب والاجانب وحتى المعاقين على كراسيهم، وكان الماراثون ينطلق من نادي القادسية لمسافة خمسة عشر كيلومترا وكان بحق حدثا رياضيا رائعا سواء بالتنظيم أو عدد المشاركين أو التحكيم، وكانت الشرطة الكويتية تشرف على مسار الماراثون في الشوارع التي يمر بها.

أما بطولات ألعاب القوى بين فرق الاندية الفلسطينية فكانت تقام على مضمار ثانوية كيفان سنويا.





بطولة كمال الأجسام السنوية

كان اتحاد كمال الاجسام يقيم بطولة كمال الاجسام سنويا يشارك فيها أبطال كمال الاجسام من الكويت وفلسطين ومن الجاليات العربية المقيمة في الكويت وكانت تقام البطولة على مسرح اتحاد عمال الكويت في ميدان حولي. كان اتحاد الشطرنج الفلسطيني يشارك في البطولة السنوية التي كان ينظمها الاتحاد الكويتي للشطرنج بلاعبين فلسطينيين.





الإعلام الكويتي ودوره في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني

كان لدور الاعلام الكويتي الأثر الكبير في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني، فقد كانت الاقسام الرياضية في الصحف الكويتية تخصص مساحة كبيرة لفعاليات ونتائج مباريات الدوري العام للالعاب الجماعية والبطولات الفردية الفلسطينية. نذكر بالتقدير والاحترام القسم الرياضي في جريدة الوطن برئاسة عدنان السيد وزملائه والقسم الرياضي في جريدة السياسة برئاسة فيصل القناعي وزملائه والقسم الرياضي في جريدة القبس برئاسة جاسم اشكناني وزملائه والقسم الرياضي في جريدة الرأي العام برئاسة محمد السمار وزملائه، والقسم الرياضي في جريدة «الأنباء» برئاسة أسامة صبري وزملائه.

كما لا يفوتنا ذكر جهود الأخ عبدالمحسن الحسيني والأخ صادق بدر والأخ فيصل معرفي والأخ رمزي عطيفة، والأخ خليل ريان.

كما كانت الاذاعة الكويتية تذيع نتائج مباريات الدوري والبطولات الفلسطينية ضمن نشرة الاخبار الرياضية وباهتمام من رئيس القسم الرياضي في الاذاعة منصور الميل.

كما كان لتلفزيون الكويت دورا مهما في نقل وقائع النشاط الرياضي الفلسطيني وباهتمام كبير من رئيس القسم الرياضي خليل ابراهيم.

كما كان لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل دورا مهما في نجاح النشاط الرياضي الفلسطيني وباهتمام من وكيل الوزارة عبدالرحمن المزروعي وعادل الرقم وناصر الزنكوي، وعبدالوهاب البناي.

كما كان لخالد الغيث رئيس اتحاد السلة الكويتي دور في قبول فلسطين عضوا كاملا في الاتحاد الآسيوي للسلة.



عدد المشـاهدات: 18289


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
377549-18025.JPG

أبو الجبين مع الزميل منصور الهاجري
خيري أبو الجبين (محمد خلوصي)
صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد مكرماً خيري أبو الجبين في إحدى المناسبات
المدرسة المباركية قديما
377549-18026.JPG

كتاب «قصة حياتي في فلسطين والكويت» تأليف خيري أبو الجبين
خيري أبو الجبين في صورة عائلية مع أولاده وهم من اليمين وائل وزلفى وسامر ولبنى ونادر
أحد الفصول الدراسية قديما


  • كان من جيراننا المرحوم محمد العجيري والد الفلكي د. صالح العجيري
  • أذكر أن أول مباراة دولية خاضها منتخب الكويت كانت مع منتخب تونس عام 1963
  • ولدت في مدينة يافا الفلسطينيةعام 1924 وكانت أهم مدينة لإنتاج البرتقال في العالم
  • كرمني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي لثانوية الشويخ عام 2005
  • في 25 أبريل 1948 ضربنا اليهود بالقنابل وبعدها قررنا أن نهاجر من فلسطين
  • وصلنا إلى الكويت في 28 نوفمبر 1948 وكان في استقبالنا مدير المعارف عبدالله الزيد
  • كان الماء ينقل إلينا على ظهر الحمير بـ «القربة» وسعرها لا يتعدى روبيتين
  • سنة الهدامة 1954 هطلت أمطار غزيرة على الكويت فتهدمت البيوت ولجأت بعض الأسر للسكن بالمدارس حتى تم ترميم منازلهم
  • عملت مدرساً لموظفي شركة نفط الكويت وكنت أعلمهم اللغة العربية
  • أعطتني دائرة المعارف مبلغاً من المال كسلفة عند تعييني
  • في عام 1950 انتقلنا للسكن في ساحة الصفاة وكان المنزل يتكون من طابقين من الخشب
  • أصبحت سكرتير عام الاتحاد الرياضي الكويتي عام 1952
  • عينت مدرساً في ثانوية الشويخ فور اكتمال بنائها وذلك في عام 1953
  • عملت مدرساً لمادة الرياضياتفي فلسطين وكان عمري 18 عاماً
  • تم منحي الجنسية الكويتية ضمنمن أدوا خدمات جليلة للبلاد
  • كنا ننتظر العطلة الصيفية للسفرإلى بيروت من شدة الحر
  • كلفت من قبل مدير المعارف بتعليم الأناشيد الوطنية للطلبة في جميع المدارس
  • ساهمت في تأسيس نواة منظمة التحرير الفلسطينية بالكويت عام 1964

أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي
ضيفنا هذا الاسبوع هو المربي الفاضل المواطن الكويتي الفلسطيني الأصل خيري أبوالجبين ولد في مدينة يافا الفلسطينية، حضر الى الكويت قادما من القاهرة عام 1948، عمل مدرسا في العديد من مدارسها بالإضافة الى ذلك كان رياضيا من الطراز الأول، شارك في تأسيس اتحاد كرة القدم، كما ساهم بخبراته الرياضية في العديد من الأندية الرياضية الكويتية، يحدثنا أبوالجبين عن عمله في التدريس وحبه للرياضة ومكانتها في نفوس أبناء الكويت من الطلاب قديما، ثم يعرج على الحياة في الماضي ويتحدث عن طرق جلب المياه باستخدام الدلو والجليب، ثم يشرح مكونات البيت العربي الذي سكنه في الفريج، فيما يتكلم المربي الفاضل عن اختياره في العمل بالتعليم المسائي في مدينة الأحمدي، وكذلك تكليفه من قبل مدير المعارف آنذاك بتعليم وتحفيظ الأناشيد لجميع طلاب الكويت، ثم يحدثنا أبوالجبين عن فضل الكويت على أهل فلسطين، خصوصا بعد حرب الأيام العشرة عام 1967 عند نزوح الكثير من الأسر الفلسطينية إلى الكويت وكذلك إنشاء المدارس لاستيعاب هؤلاء الفلسطينيين. ضيفنا تربوي ورياضي محنك فهو من المؤسسين الأوائل للحركة التعليمية في الكويت تحدث عن الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الكويتي قديما، خصوصا في حقل التعليم، فإلى التفاصيل: في البداية يتحدث خيري أبوالعينين عن مولده ويقول: ولدت عام 1924 في مدينة يافا بفلسطين التي احتلها الصهاينة وحاولوا إزالة اسمها من التاريخ، وكانت أهم مدينة لإنتاج البرتقال في العالم، لذلك يجب علينا ان ندافع عن فلسطين فالإعلام ضروري ،للأسف لا توجد عندنا وسيلة لإزالة هذا الخطر الصهيوني عن البلاد العربية ،دائما اليهود يقولون ان العرب والفلسطينيين سوف ينسون، وأقول لن ينسوا فالشباب العربي والفلسطيني والكويتي يتذكرون فلسطين.

انا من يافا، وقد كنت من الشباب النشيطين وكنت من الأوائل وأرسلت الى القدس الشريف للدراسة بها.

الدراسة والتعليم

وعن حياته التعليمية يقول: درست المرحلة الابتدائية والثانوية في مدينة يافا وكان الوالد والوالدة، رحمهما الله، يرسلاني الى مدرسة الطليان، وبعد ذلك في مدرسة البنات (مدرسة مختلطة)، ومن ثم مدرسة النزاهة الابتدائية، ومن ثم النزاهة الثانوية، وفي هذه المدرسة كانوا يختارون طالبا واحدا من كل مدينة فلسطينية، وكان الانتداب البريطاني يريد نشر التعليم بين أبناء فلسطين، وكان حظي ممتازا وتم اختياري بين أربعين شابا ونقلت الى القدس الشريف والتحقت بالكلية الرشيدية وتخرجت فيها مع الكلية العربية. واذكر من المدرسين في يافا بطرس مدوّر وعيسى قبطي ورضا الايراني ويوسف الحموي ورشاد الدباغ ومدير المعهد رفيق التميمي. وأذكر ان قوات الانجليز دخلوا على الصف واعتقلوني وكنت في أولى ثانوي.

وهو أول من أعطاني دروسا في الوطنية، وكنت طفلا صغيرا وسرت في المظاهرة التي اعتقل اليهود فيها رئيس فلسطين موسى كاظم وقتلوه عام 1938م وبعد دخولي الى المدرسة الرشيدية في القدس تمتعت بمشاهدة بيت المقدس والحرم، واختلطت بشباب القدس الأوائل وكنت أسكن في البيت الحكومي مع موفدين من بلاد أخرى ولا أنسى أساتذتي الجامعيين مثل د.أحمد السعيدان ود.موسى الخوري ود.محمد عبدالسلام برغوثي وغيرهم.

وأولئك الأساتذة كانوا يقودون التعليم في أفضل مدارس فلسطين وبعضهم حضروا من فلسطين إلى الكويت.

وعن التخصص العلمي يقول: أنا متخصص في الرياضيات وأصبحت مدرسا في كلية الثقافة الأهلية وهي التي تقدم مع الكلية الأرثوزكسية في يافا شهادة المتركوليشت وهي أعلى شهادة علمية في فلسطين، رأيت بعض طلبتي في عمان قبل أسبوعين وكانوا حاصلين على أعلى الشهادات، وتخرجت في الكلية الرشيدية مدرسا وكان ذلك عام 1942، وعملت 18 عاما في فلسطين لمادة الرياضيات وكان عمري 18 عاما وكنت متمكنا بالمادة، وقابلتني سيدة فلسطينية في مجلس عزاء في عمان وكان المرحوم علي رضا شركس زميلي وكان من الأوائل وكنت اتعلم الرياضيات ودروسا إضافية، وكان يتعلم معي الأستاذ حسين نجم ـ رحمه الله ـ وحضرنا الى الكويت معا ودرسنا الرياضيات في المباركية وثانوية الشويخ وقد كرمني صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كأول المدرسين في ثانوية الشويخ عند الاحتفال باليوبيل الذهبي للثانوية.

السفر إلى الكويت

وعن السفر من فلسطين الى الكويت يقول ابو الجبين:

في عام النكبة 1948 كنت اعيش مع والدي وعائلتي في (يافا) في فلسطين حتى داخلها اليهود وقررنا في البداية عدم الخروج منها ولكن الصهاينة بدأوا بضربنا بالقنابل وفي يوم 25/4/1948 أصبت في يدي جراء انفجار قنبلة وقررنا أن نهاجر وكنا على أمل أن نرجع وركبنا السيارة اللوري مع 36 شخصا فروا من العائلة وسافرنا إلى القاهرة عن طريق غزة.

أما والدي فقد وصل عن طريق البحر واعتقل ووضع في معسكر القنطرة وفي ذلك المعسكر كان يحتجز ايضا صديقي أخو حسين نجم واسمه محمد نجم الذي سمع ان والدي مسجون فذهب له وقال له أين الاستاذ خيري فقال له الوالد انني في القاهرة.

واذكر أنه عند وصولنا الى القاهرة حجزونا في معسكر العباسية هناك.

بقيت زوجتي واختي وهربت من السجن وحاولت بقوة ان أخرج أهلي من السجن بالواسطة.

زميلي محمد نجم قال للوالد أعطني عنوان خيري وأرسل لي رسالة طلب مني أن أذهب الى بيت الكويت في القاهرة وأقول لمديره المرحوم عبدالعزيز حسين ان محمد نجم يريد الحضور الى الكويت للتدريس، وبالفعل عندما تسلمت الرسالة ذهبت الى بيت الكويت في حي الزمالك والتقيت عبدالعزيز حسين وأبلغته عن محمد نجم وسألني عن أحواله فقلت انه مسجون في معسكر القنطرة وقلت له انه أعطاني خطابا يريد فيه ان يعينه مدرسا في الكويت وأخذت الخطاب وبدأت أراجع السفارة البريطانية والتجنيد والجوازات حتى حصلت على إذن الخروج وسمحت له السلطات المصرية بالخروج من المعسكر وذهبت معه الى المطار وودعته عند باب الطائرة وقبل سفره قال لي لماذا لا تأتي الى الكويت؟ فقلت له ارسل لي فيزا من هناك.

وبعد وصوله الى الكويت وصلتني برقية من دائرة معارف الكويت تقول: لقد تم تعيينك مدرسا مع أختك اعتدال وزوجتك ـ وبعد تسلمي البرقية توجهت الى بيت الكويت في شهر نوفمبر عام 1948 وحصلت على تذاكر السفر من بيت الكويت مع أختي وزوجتي وأخي الأصغر وعند وصولي الى الكويت بدأت أطلب فيزا للأصدقاء والأقرباء وكان من السهولة الحصول عليها وبدأ وصولهم الى الكويت وكان العمل متوافرا للمدرسين.

في يوم 28 نوفمبر 1948 وصلنا الى الكويت وكان في المطار خيمة واحدة واستقبلنا مدير المعارف وقتها عبدالله الزيد وفي اليوم الثاني قابلت مدير المعارف الفني واسمه طه السويفي وكان يعتبر رئيس البعثة المصرية في الكويت.

الحياة في الكويت

وبعد الوصول الى الكويت يقول: وجدت مجموعة من المدرسين الفلسطينيين وكان منهم سليمان ابو غوش ـ وقد سافر الى فلسطين ثم عاد الى الكويت، وايضا الاستاذ اشرف لطفي وعين مسؤولا في مكتب سكرتير حكومة الكويت عبدالله الملا وأشرف لطفي استدعى يوسف ابو الجبين وعينه في ورشة عبدالله الملا وتزايد عدد الفلسطينيين في الكويت بعد النكبة ومنهم شفيق ناظم الغبرا الذي كتب كتابا عن الفلسطينيين بعنوان «الفلسطينيون في الكويت»، وذكر 3 عائلات في الكويت، عائلة قمر المسيحية من القدس وعائلة سمّود من دير ياسين وعائلة ابو الجبين من يافا، وبدأت العمل مدرسا بعد وصولي الى الكويت بيومين وعينت في المدرسة القبلية وأعطوني بيتا مفروشا قرب المدرسة في الصالحية.

أما اختي اعتدال فعينت مدرسة في مدرسة الزهراء وأعطتني دائرة المعارف مبلغا من المال كسلفة حولت منها جزءا لوالدي في القاهرة.

ومن المدرسين الفلسطينيين الذين عملوا في الكويت في العام الدراسي 1948 ـ 1949 المرحوم محمد نجم وحسين نجم وعبداللطيف الصالح وشفيق قصراوي وتيسير سليمان ومحمد بشير وعبدالله الكيلاني وخليل دهمش وسعدي بدران الذي عين ناظرا لمدرسة عمر بن الخطاب عام 1950 في الحي القبلي بالاضافة الى بعض المدرسات الفلسطينيات، وكان عددهن كبير.

وهناك بعض الفلسطينيين الذين حضروا الى الكويت عام 1948 ولم يعملوا بمهنة التدريس.

مشكلة المياه

وعن ظروف ومصاعب الحياة قديما، يقول: صادفتنا مشكلة المياه في البداية، وكان من الصعوبة الحصول عليها، وكانت المياه تنقل بالسفن الشراعية من شط العرب، وكان الحمّارة ينقلون الماء بالقربة على ظهر الحمير، وذلك عام 1948، وكان السعر روبيتين، وكان الحمّار بعدما يفرغ الماء في التانكي يؤشر بالعصا على الحائط ليوضح عدد قرب الماء، وكنا نغلي الماء ونضعه في الزير وفي كل بيت يوجد (جليب) بئر ماء غير عذب يستخدم للغسيل فقط، وساحة المنزل رملية غير مبلطة.

وفي اول مرة انزلت زوجتي الدلو في البئر سمعت صوت غناء ودلو آخر بداخل الجليب، فخافت وركضت الى داخل الغرفة ظنا منها ان في الجليب چني، والحقيقة ان الجيران كانوا ينزولون دلوهم بالجليب لأنه مشترك بين بيتين، وكان جارنا المرحوم محمد العجيري والد الفلكي الاستاذ صالح العجيري، ومن الطريف عن الماء ان احد الطلبة سألني بقوله: صحيح يا استاذ في ديرتكم تغلسون الكاشي بالماء العذب (ماي الشط)؟

اما البيت الذي سكناه فكان يتكون من ثلاث غرف، الاولى شبه ديوانية وغرفتين صغيرتين متجاورتين وغرفة للطبخ وكان عندنا «چولة» تعمل بالكيروسين نستخدمها للطبخ وسراج. وقد اعطاني المرحوم سيد رجب الرفاعي هدية عبارة عن لوتي بيير بدلا من السراج الصغير.

الهدامة الثانية

ويسرد ابو الجبين قصة الامطار التي اجتاحت الكويت عام 1954 فيقول: نزلت امطار غزيرة على الكويت عام 1954 وتهدمت بعض البيوت من قوة وشدة السيول لأن البيوت كانت مبنية من الطين، وهناك بعض العائلات التي تأثرت بيوتهم من المطر سكنوا بالمدارس حتى تم تصليح وترميم بيوتهم، ومن المظاهر البارزة في الكويت في ذلك الوقت ان عدد الوافدين كان قليلا جدا ومعظمهم من المدرسين وبعض الهنود الذين كانوا يعملون في شركة نفط الكويت، وكان بعض الاولاد يلحقون كل واحد لابس بنطلون ويرددون خلفه «عنقريزي بوتيله عساه يموت الليلة»، وعنقريزي معناه انجليزي وابو تيله لابس القبعة.

وكان الامن والامان والاستقرار في الكويت، واذكر انه في احدى الليالي خرجت من بيتي لزيارة صديقنا محمد نجم والذي كان يسكن في براحة حمود الناصر البدر (براحة عباس) وامسكني احد الحراس وسألني الى اين ذاهب بهذا الليل؟

وأذكر أن دائرة المعارف لم يكن لديها سوى سيارتين واحدة لمدير المعارف طه السويفي والثانية لمدير المالية والإدارية وكان يشغل ذلك المنصب عبدالله الزيد وبعده سيد رجب الرفاعي.

العمل في الأحمدي

وعن الانتقال للعمل في الأحمدي يقول: عملت مدرسا لموظفي شركة نفط الكويت وكنت أعلمهم اللغة العربية وكانت الشركة ترسل لي سيارة مساء كل يوم وأذهب الى الأحمدي وبعد الانتهاء من الدرس كنت أحضر معي قطعة من الثلج وكانت زوجتي وأختي سعيدتين، وعملت لفترة طويلة، ولشدة الحر في الصيف كنا ننتظر العطلة الصيفية للسفر الى بيروت.

وأذكر ان شركة الطيران البريطانية كان لها خط مباشر مع الكويت من لندن مرتين وكانت البرقيات باللغة الإنجليزية تبعث عبر شركة «كابل وايرلس» وكنا نستخدم الطوابع الهندية، وكنت أقرأ «مجلة البعثة» التي كانت تصدر عن بيت الكويت وقتها.

السكن في الصفاة

أذكر ان عام 1950 سكنا في بيت يتكون من طابقين من الخشب يقع في ساحة الصفاة، وأذكر ان المرحوم الشيخ احمد الجابر، أمير الكويت قد انتقل الى رحمة الله عام 1950 ودفن جثمانه في المقبرة القبلية.

ثانوية الشويخ

يتحدث ضيفنا عن تأسيس ثانوية الشويخ فيقول: كان درويش المقدادي مديرا للمعارف، وفي آخر أيام توليه للمنصب قرر مجلس المعارف إنشاء ثانوية الشويخ وتم افتتاحها عام 1953.

وبدأ فيها العام الدراسي 1953 ـ 1954 وكانت المدرسة الثانوية الوحيدة وقامت ببنائها شركة المقاولين اللبنانية (كات) وكان يملكها أميل البستاني واستغرق بناؤها أكثر من عامين، وكذلك تم بناء الكلية الصناعية وبعدها عينت مدرسا في ثانوية الشويخ وخصص لنا منزلا وكان يقاسمنا المنزل د.محمود السمرة، وكانت ثانوية الشويخ رائعة في مبانيها والملاعب وحمامات السباحة وبيوت القسم الداخلي.

وقد استضافت الكويت طلبة عربا من جميع الجنسيات للدراسة في ثانوية الشويخ والسكن في القسم الداخلي وفيها أبناء المسرح وهو أكبر مسرح في الكويت، اما ملعب كرة القدم فكان مضاء بأكبر كشافات إضاءة، وكان معظم المدرسين في ثانوية الشويخ من المصريين والفلسطينيين.

واستمررت بالعمل مدرسا في ثانوية الشويخ حتى عام 1958 ومن ثم نقلت الى وزارة الكهرباء، وفي عام 1960 تم إنشاء ثانوية كيفان، وهي ثاني مدرسة ثانوية في الكويت.

الحركة الرياضية

ويشرح تاريخ الرياضة بالكويت قائلا: بدأت الرياضة المنظمة في الكويت عند قدوم أول بعثة تعليمية فلسطينية عام 1936، وكان الاستاذ محمد المغربي هو الذي تولى تدريس التربية البدنية في المدرسة المباركية وتولى الإشراف على نشاط الكشافة، وكذلك بدأ موظفو شركة نفط الكويت ممارسة نشاط كرة القدم في مدينة الأحمدي، ومع تزايد عدد المدرسين تم تأسيس فريق المعارف لكرة القدم وبدأ الفريق يقيم مباريات مع فريق نفط الكويت، ومن أهم لاعبي فريق المعارف موسى حمدان، وكان يعمل مفتشا للتربية البدنية عام 1951 وكذلك أحمد البوطة ومنير الدقان ونايف دلول ويوسف الناشف وعبدالمطلب البيار، وكان في الكويت العديد من الأندية الرياضية كالعروبة والخليج والنادي الشرقي ونادي الجزيرة والنادي الأهلي ونادي التعاون.

الاتحاد الرياضي

تأسس الاتحاد الرياضي الكويتي عام 1952 وتكونت اللجنة الإدارية من مندوب عن كل ناد من الأندية ومندوب عن فريق المعارف وكان مقر الاتحاد في المدرسة المباركية ـ وكان المرحوم عيسى الحمد «أبو الرياضة في الكويت» تخرج من معهد التربية البدنية وصار مفتشا، وبعد ذلك صار مسؤولا عن فريق المعارف، وفي تلك السنة تم تنظيم دوري لكرة القدم من الفرق السبع في الاتحاد، وفي العام الدراسي (19152 - 1953) كنت أعمل مدرسا في المدرسة المباركية رشحت للاتحاد الرياضي الكويتي، وكنت سكرتيرا للاتحاد الرياضي الفلسطيني في «يافا» وقد رشحت من قبل الأستاذ يوسف الناشف ـ وجرت انتخابات بين المرشحين ففزت فيها وأصبحت سكرتيرا وصار الاتحاد يدار من قبل مجلس منتخب من الأندية وقد تألق مجلس إدارة الاتحاد من يعقوب الحمد من «الأهلي» وعيسى الحمد واحمد مهنا من «المعارف» وخيري أبوالجبين وزهير الكرمي وفتحي خيري وتم انتخابي سكرتيرا عاما لمجلس الإدارة في شهر مارس عام 1953.

وعن دور الشيخ عبدالله الجابر في تشجيع الرياضة يقول: كان الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف له دور كبير في تشجيع الرياضة الكويتية وكان الشيخ عبدالله المبارك الصباح يشارك الرياضيين بارسال فرقة من رجال الأمن والجيش الكويتي والفرقة الموسيقية التابعة للأمن العام وتعزف قطعة موسيقية قبل بداية المباريات.

وكان منتخب الكويت لكرة القدم يتكون من لاعبين كويتيين وغير كويتيين منهم ابراهيم المواش وعبدالحسين من النادي الأهلي وجبر الجبر من نادي الخليج وعبدالوهاب العوضي حارس مرمى وعلي ناصر من العروبة وكان يمارس جميع الألعاب الرياضية الجماعية وألعاب القوى الفردية واللاعب محمد الحمد من المدرسة المباركية.

وفي عام 1953 تم افتتاح ثانوية الشويخ ونقل اليها طلبة الثانوية وفيها ملاعب كرة القدم والسلة والطائرة وعينت مدرسا للرياضيات في ثانوية الشويخ وأمينا للمكتبة وانتقل مكتبي كسكرتير للاتحاد الرياضي وكنت أتولى الأمور المالية وكانت وزارة الشؤون تصدر باسمي شيكا بثلاثين ألف روبية معونة للاتحاد. وفي عام 1957 عقدت عدة اجتماعات وبحضور احد أعضاء اللجنة الأولمبية المصرية وشارك ايضا المرحوم عيسى الحمد عضو الاتحاد الرياضي.

وتقرر إنشاء اللجنة الأولمبية الكويتية لكي تتولى ادارة النشاط الرياضي ومندوب عن دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المعارف والشرطة ومندوب عن اتحادات الألعاب الأخرى «الاتحاد الكويتي لكرة القدم والاتحاد الكويتي لكرة السلة والاتحاد الكويتي للطائرة والاتحاد الكويتي للتنس وتنس الطاولة وكنت أول سكرتير للاتحاد الكويتي لكرة القدم».

واستمر الاتحاد يمارس نشاطه الى ان حلت الحكومة الاندية والاتحادات وذلك اول فبراير عام 1959 وتوقف النشاط الرياضي لمدة سنة تقريبا، وقد دعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعض الشخصيات الرياضية وكنت واحدا منهم، وقد ترأس ذلك الاجتماع المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي وكان وكيلا مساعدا للشؤون، وقد تقرر تشكيل ثلاثة اندية رياضية: نادي الكويت، نادي القادسية والنادي العربي، وتكون في كل ناد فريق لكرة القدم والعاب اخرى.

وبعد تأسيس الاندية الجديدة، تشكل مجلس ادارة الاتحاد الجديد من 11 عضوا واستأجرنا مقرا للاتحاد بشارع فهد السالم وذلك حتى عام 1963 بنفس المقر وبقيت مساعد سكرتير عام في الاتحاد، واول مباراة دولية كانت عام 1963 بين منتخب الكويت ومنتخب تونس على الملعب الدولي بتونس.

تشكيل الكيان الفلسطيني

وعن تكوين الكيان الفلسطيني، يقول: كنت اعمل موظفا في وزارة الكهرباء والماء والتقي بالوفود التي كانت تحضر للوزارة لمقابلة المرحوم الشيخ جابر العلي وزير الكهرباء والماء آنذاك، وايضا كنت التقي بوفود طلابية وشبابية تأتي من الاراضي الفلسطينية، فهذا جعلني قريبا من الحركات السياسية الفلسطينية، وكانت من تلك الحركات الفلسطينية حركة فتح، واذكر بالستينيات حضر الى الكويت وفد من اتحاد طلاب فلسطين يضم كلا من علي سلامة واخيه جهاد سلامة وسعيد كمال وهايل عبدالحميد، وقد تم اختيار احمد الشقيري خلفا لاحمد حلمي باشا لتمثيل فلسطين في الجامعة العربية، وتم ارساله الى الامم المتحدة ليتحدث عن القضية الفلسطينية واخذ معه عبدالمحسن القطان الذي استأذن من امير الكويت الشيخ عبدالله السالم وقال له «الله معك ان القضية الفلسطينية قضيتنا»، والقطان اخذ معه بعض الشخصيات وكنت واحدا منهم.

ولمعرفتي بشباب الكويت لأني كنت مدرسا لهم ولعملي بالنشاط الرياضي الكويتي، وفي وزارة الكهرباء، برزت بالعمل السياسي في الكويت عام 1964 وفي شهر يناير من العام نفسه عقد مؤتمر في القاهرة، وبعد المؤتمر وما دار فيه وبتوجيهات من سمو الشيخ عبدالله السالم امير الكويت تم السماح للفلسطينيين بعقد مؤتمرات لهم على ارض الكويت. وقد تأسست منظمة التحرير عام 1964 على ارض الكويت.







الجنسية الكويتية

وعن حصوله على الجنسية الكويتية يقول ابوالجبين: بدأت الكويت بمنح الجنسية الكويتية لبعض من أدوا خدمات جليلة للبلاد، وكنت من اولئك الذين منحوا جنسية هذا البلد الذي احببته ولم اعرف بلدا غيره.

حاليا احمل الجنسية الكويتية وزوجتي منحت الجنسية الكويتية، اما اولادي فلم يمنحوا الجنسية، علما انهم جميعا مولودون في الكويت وكذلك ابني الكبير نادر الى الآن لم يحصل على الجنسية، وهو من مواليد الكويت وتعلم في مدارسها وسافر الى اميركا للدراسة وتخرج في جامعاتها مهندسا.

واتمنى من المسؤولين ان ينظروا الى منح ابني نادر الجنسية الكويتية خاصة انني ووالدته كويتيان ولانزال نقيم معه في الكويت، واتمنى من المسؤولين الا يقصروا معه في منحه الجنسية.





الأناشيد المدرسية

ويشرح ضيفنا اختياره لتعليم الاناشيد الوطنية للطلاب قائلا: عندما كنت مدرسا في المدرسة القبلية للبنين كنت أدرس التلاميذ الأناشيد المدرسية في الصباح، وقد سمعني مدير معارف الكويت طه السويفي عندما زارنا في المدرسة واستدعاني الى مكتبه وطلب مني ان أقوم بتعليم النشيد لجميع الطلبة الابتدائية في مدارس الكويت.

بدأت بالمدرسة القبلية التي كنت مدرسا فيها ثم المدرسة الأحمدية ومن بعدها المدرسة الشرقية وروضة البنين وقد خصصت دائرة المعارف سيارة تنقلني من مدرسة لأخرى.

ولمدة ساعتين في كل مدرسة وقد حفظ الطلاب تلك الأناشيد، وفيما يلي بعضا منها:



يا أسود البيد

يا أسود البيد

سيروا للمنى

تنشد العرب

واهتفوا وقولوا

حسبنا اننا عرب

نحن قوم لا نبالي

ان تعدتنا الليالي

قد خلقنا للمعالي

حكم الدهر علينا

ولنا بالخلود

يا أسود البيد



نحن الشباب

نحن الشباب لنا الغد

ومجده المخلد نحن الشباب

شعارنا على الزمن

عاش الوطن عاش الوطن

بعنا له يوم المحن

أرواحنا بلا ثمن

نحن الشباب

يا وطني عداك دم

مثلك من يرعى الذمم

علمتنا كيف الشمم

وكيف يطقر الأنام

نحن الشباب

الدين في قلوبنا

والنور في عيوننا

والمجد في رؤوسنا

والغار في جبيننا

نحن الشباب

بادروا للعمل

بادرو للعمل

دون خوف أو وجل

هدنا داء الكسل

فانقذوا بلادكم بالعمل

لا شيء كالعمل

يوقظ الهمم

يبعث النشاط

يرفع الأمم



عدد المشـاهدات: 6075


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
375836-teba_al_tawhed_su_9-3-2013_(8).jpg

المربية الفاضلة الاستاذة طيبة صالح التوحيد (سعود سالم)
375836-teba_al_tawhed_su_9-3-2013_(4).jpg

مجموعة مدرسات كويتيات في زيارة الى لندن صيف عام 1964
375836-teba_al_tawhed_su_9-3-2013_(3).jpg

طيبة صالح التوحيد خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري
375836-8675.jpg

حصة تدبير منزلي في المدرسة القبلية قديما
375836-8674.jpg

احدى سفن الغوص القديمة
375836-8677.jpg

الوالد كان لديه أدوات خاصة بجمع اللؤلؤ
375836-8676.jpg

ابو التعليم الشيخ عبدالله الجابر رحمه الله


  • كنت المدرسة الرابعة في تاريخ الكويت وأختي المرحومة سارة كانت الثانية
  • أول راتب تسلمته أعطيته للوالد «رحمه الله»
  • ولدت في منطقة المرقاب وكانت بيوتها مبنية من الطين من دور واحد
  • كنا نلعب صغاراً الخبصة والحيلة والبرّوي والشروّكة
  • انتقلت إلى العمل في مدرسة الزهراء حتى عام 1960 وتقاعدت سنة 1984
  • عندما كنا نتحدث مع بعض كطالبات في الفصل كانت المدرسة تعاقبنا بكتابة السطر الواحد 150 مرة
  • النساء في الماضي كن يجتمعن معاً ويذهبن إلى البحر لغسل الملابس
  • أذكر كنا نأكل «الحكوكة» والبعض يعطي الجيران من الصبور أو الخبز وفي شهر شعبان يجهزون الهريس
  • والدي صالح التوحيد عمل تاجراً ومحامياً منذ عام 1961
  • الشيخ عبدالله الجابر كان صاحب الفضل في تعليم بنات الكويت
    • كنت أذهب لشراء «الكاز» في «البطل» مرتدية «البخنق».. وكنا نعتمد على ضوء السراج
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون الكويتي

تأسس التعليم النظامي في الكويت بداية للأولاد عام 1911، وعندما رأى الشيخ عبدالله الجابر ومجلس المعارف ضرورة تعليم البنات تم افتتاح أول مدرسة للبنات، وكان مقرها في بيت المانع وعرفت بمدرسة الوسطى ثم نقلت الى منطقة الوسطى حاليا مسجد الدولة الكبير مقابل البورصة، وكان عدد الطالبات قليلا جدا حيث كانت العائلات في بداية الامر غير راغبة في التحاق بناتهم بالمدرسة، ولكن بتشجيع من الشيخ عبدالله الجابر تجاوبت معه العائلات وزاد عدد الطالبات، وبعد ذلك المدرسة القبلية للبنات في بيت سيد طالب النقيب بالقبلة، ومن ثم المدرسة الشرفية للبنات. ضيفتنا طيبة التوحيد كانت طالبة في المدرسة القبلية وقد سبقتها اختها المرحومة سارة التوحيد التي عينت بعد التخرج مدرسة وهي ثانية مدرسة كويتية لتعليم البنات. اما ضيفتنا السيدة طيبة التوحيد فتعتبر رابعة مدرسة في مدارس البنات. وهي تحدثنا عن تعليمها منذ أول يوم دخلت فيه المدرسة القبلية. كذلك تحدثنا عن مهنة التعليم وذكرياتها عن عملها في هذا المجال منذ بداية تعيينها حتى تقاعدت عن العمل عام 1984. تحدثنا عن والدها المحامي صالح التوحيد، وعن عمله في تجارة اللؤلؤ ونقل الذهب من الكويت الى الهند. ضيفتنا خير من يحدثنا عن المجتمع الكويتي القديم وعن العادات والتقاليد التي كانت سائدة، والعلاقات الطيبة بين أبنائه، فإلى التفاصيل:في البدء تتحدث المربية الفاضلة الاستاذة طيبة صالح التوحيد عن أول سطور كتاب الحياة.. الميلاد حيث تقول: ولدت في منطقة المرقاب وهي منطقة سكنية كانت بيوتها مكونة من دور واحد ومبنية من الطين فيما كانت السكيك ضيقة، وتمتد من سور الكويت حتى منطقة الأسواق ومن أشهر الأماكن فيها المسيل وهو مكان لسقي الخيول.

ومن ألعاب البنات في ذلك الوقت الخبصة والحيلة والبروي والشروكة وأذكر من الجيران بيت العتيقي والنصار والبرغش وبيت الرميح وعندما بلغت السادسة من العمر ادخلني الوالد مدرسة المطوعة بدرية العتيقي وتعلمت الحروف الأبجدية ألف، باء، تاء حتى الحرف الأخير والفتحة والكسرة والضمة والشدة كتابة وقراءة والقرآن الكريم وتعلمت عندها كتابة الرسائل مثل حضرة الوالد أو الأخ ..إلى آخره، كانت مطوعة جيدة تعتني بالطالبة، كذلك تعلمت القراءة وختمت القرآن الكريم قراءة ولم نعمل زفة ختم القرآن لان البعض ترك ذلك.

المرحومة أختي سارة التوحيد دخلت المعارف قبلي ولكنني عرفت القراءة والكتابة واختي سارة دخلت مدرسة القبلية ومقرها بيت فاطمة المانع في سوق بن دعيج ومن الفراشات اللواتي كن في المدرسة هن طيارة ومشكورة وممنونة وكنا نذهب الى تلك المدرسة نشاهد الطالبات في المدرسة وبعد ذلك التحقت بالمدرسة وكان معي عزيزة عبدالإله وطيبة المشاري وطيبة الفوزان، وبعد المدرسة القبلية التي كانت في بيت السديراوي ولمدة 4 سنوات ومن المدرسات مصريات وفلسطينيات ولبنانيات، وتعلمت فن التطريز والخياطة والطبخ والتدبير المنزلي، بداية تعليم المرأة واذكر ان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر كان يزور المدرسة ويقف من بعيد لمشاهدة طابور الصباح واذكر ان ناظرة المدرسة إقبال حيال لبنانية الجنسية واذكر الأستاذة درية اعتقد أيضا انها كانت ناظرة اما بعد او قبل الناظرة إقبال حيال وكانت الدراسة سهلة ميسرة وبنات الكويت كن راغبات في التعليم وحب المعرفة واستمررت في الدراسة وكنت يومذاك في المدرسة القبلية للبنات ومما اذكر يوم الامتحان الجماعي كان في ساحة المدرسة وتحت إشراف مدرسات مراقبات وذلك للحصول على شهادة التربية النسوية طبعا كانت الدراسة مستمرة، وتعلمنا الكثير من العلوم الحديثة بذلك الوقت وكانت هناك مدرسات متميزات ومتخصصات في العمل التربوي، لكن لم نتعلم اللغة الانجليزية، فقط المواد الأساسية مثل اللغة العربية والحساب والضرب والقسمة والطرح والجمع وطرق البيع والشراء، وأعمال التجارة والربح والخسارة والقواعد وحساب الغوص والاعداد الإضافية، وكان عددنا بحدود مائة طالبة، وطالبات الوسطى شاركننا في الامتحان الجماعي واذكر طيبة ولطيفة السرحان وطيبة المشاري وبنات السديراوي معنا في القبلية والمدرسات المصريات علمننا الخياطة والتفصيل والتدبير المنزلي والمدرسّة الكويتية الوحيدة مريم عبدالملك ونذكرها وللتاريخ انها أول مدرسة كويتية وكذلك نورة الراشد ولم ألعب ألعابا رياضية لا جماعية ولا فردية ونورية الزاحم هؤلاء من الطالبات بالقبلية وبعد النجاح كان ترتيبي الثانية عشرة بين الطالبات الناجحات.

في البدء تتحدث المربية الفاضلة الاستاذة طيبة صالح التوحيد عن أول سطور كتاب «الحياة.. الميلاد» حيث تقول: ولدت في منطقة المرقاب وهي منطقة سكنية كانت بيوتها مكونة من دور واحد ومبنية من الطين فيما كانت السكيك ضيقة، وتمتد من سور الكويت حتى منطقة الأسواق ومن أشهر الأماكن فيها المسيل وهو مكان لسقي الخيول.

ومن ألعاب البنات في ذلك الوقت الخبصة والحيلة والبروي والشروكة وأذكر من الجيران بيت العتيقي والنصار والبرغش وبيت الرميح وعندما بلغت السادسة من العمر ادخلني الوالد مدرسة المطوعة بدرية العتيقي وتعلمت الحروف الأبجدية ألف، باء، تاء حتى الحرف الأخير والفتحة والكسرة والضمة والشدة كتابة وقراءة والقرآن الكريم وتعلمت عندها كتابة الرسائل مثل حضرة الوالد أو الأخ ..إلى آخره، كانت مطوعة جيدة تعتني بالطالبة، كذلك تعلمت القراءة وختمت القرآن الكريم قراءة ولم نعمل زفة ختم القرآن لان البعض ترك ذلك.

المرحومة أختي سارة التوحيد دخلت المعارف قبلي ولكنني عرفت القراءة والكتابة واختي سارة دخلت مدرسة القبلية ومقرها بيت فاطمة المانع في سوق بن دعيج ومن الفراشات اللواتي كن في المدرسة هن طيارة ومشكورة وممنونة وكنا نذهب الى تلك المدرسة نشاهد الطالبات في المدرسة وبعد ذلك التحقت بالمدرسة وكان معي عزيزة عبدالإله وطيبة المشاري وطيبة الفوزان، وبعد المدرسة القبلية التي كانت في بيت السديراوي ولمدة 4 سنوات ومن المدرسات مصريات وفلسطينيات ولبنانيات، وتعلمت فن التطريز والخياطة والطبخ والتدبير المنزلي، بداية تعليم المرأة واذكر ان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر كان يزور المدرسة ويقف من بعيد لمشاهدة طابور الصباح واذكر ان ناظرة المدرسة إقبال حيال لبنانية الجنسية واذكر الأستاذة درية اعتقد أيضا انها كانت ناظرة اما بعد او قبل الناظرة إقبال حيال وكانت الدراسة سهلة ميسرة وبنات الكويت كن راغبات في التعليم وحب المعرفة واستمررت في الدراسة وكنت يومذاك في المدرسة القبلية للبنات ومما اذكر يوم الامتحان الجماعي كان في ساحة المدرسة وتحت إشراف مدرسات مراقبات وذلك للحصول على شهادة التربية النسوية طبعا كانت الدراسة مستمرة، وتعلمنا الكثير من العلوم الحديثة بذلك الوقت وكانت هناك مدرسات متميزات ومتخصصات في العمل التربوي، لكن لم نتعلم اللغة الانجليزية، فقط المواد الأساسية مثل اللغة العربية والحساب والضرب والقسمة والطرح والجمع وطرق البيع والشراء، وأعمال التجارة والربح والخسارة والقواعد وحساب الغوص والاعداد الإضافية، وكان عددنا بحدود مائة طالبة، وطالبات الوسطى شاركننا في الامتحان الجماعي واذكر طيبة ولطيفة السرحان وطيبة المشاري وبنات السديراوي معنا في القبلية والمدرسات المصريات علمننا الخياطة والتفصيل والتدبير المنزلي والمدرسّة الكويتية الوحيدة مريم عبدالملك ونذكرها وللتاريخ انها أول مدرسة كويتية وكذلك نورة الراشد ولم ألعب ألعابا رياضية لا جماعية ولا فردية ونورية الزاحم هؤلاء من الطالبات بالقبلية وبعد النجاح كان ترتيبي الثانية عشرة بين الطالبات الناجحات.

وحصلت على الشهادة وللأسف لا اعرف من هي الاولى والسبب اننا لا نسأل نريد أن نرتاح من عناء الدراسة وكنت فرحانة بالتخرج.

شاركت في المعارض التي كانت تقام وكانت مشاركتي بالخياطة ـ ولم نحصل على جوائز امضيت سنتين بعد التخرج.

التعيين مدرسة

بعد ذلك تتحدث التوحيد عن تعيينها معلمة قائلة: المرحوم الشيخ عبدالله الجابر رئيس المعارف زار المدرسة القبلية وكانت اختي المرحومة سارة التوحيد تعمل مدرسة فقال لها الشيخ عبدالله الجابر قولي لاختك طيبة تحضر تشتغل مدرسة وعينت مدرسة في مدرسة القبلية ولمدة عام دراسي واحد ـ وكنت ادرس القرآن الكريم والحساب والدوام على فترتين صباحية ومسائية وكنت اذهب مشيا على الاقدام وتقريبا بيت الوالد قريب من المدرسة كان بالقرب من المقبرة حاليا حديقة البلدية بيننا فقط براحة السبت تفصل بيننا وكانت ماما انيسة ومريم عبدالملك كنا نسكن قريبين من بعض بفريج واحد نتفق مع بعض وكنا نلبس العباءة والبوشية غطاء الوجه ذهابا الى المدرسة، وكان اول تعييني مدرسة في القبلية عام 1948/ 1949 العام الدراسي ثم نقلت الى مدرسة الزهراء عام 1949/ 1950 مدرسة واذكر ان الناظرة وداد، وبعدها عينت مريم عبدالملك ناظرة في الزهراء وكانت اختي سارة تعمل مدرسة في الزهراء واذكر مريم الجنيدل من المدرسات وطيبة الجراح وموزة الراشد مدرسات في الزهراء.

كان الجدول اليومي 4 حصص صباحا وحصتين بعد العصر اربعا وعشرين حصة في الاسبوع، والعطلة الاسبوعية يوم الجمعة وتمارين صباحية في الطابور واذكر مدرسة الالعاب سورية وامضيت في مدرسة الزهراء حتى عام 1960 وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة اسماء في منطقة الشامية لان الوالد انتقل للسكن الى الشامية ولمدة سنتين فيها والناظرة سورية والوكيلة ايضا غير كويتية.

وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة سكنية في الشامية وبعد كم سنة احتاجت الوزارة الى وكيلات للمدارس وتم اختياري مع مجموعة من المدرسات وعينت وكيلة لروضة الشامية والناظرة عفيفة الجيران ومن بعدها عينت ناظرة عزيزة البسام ومنها انتقلت الى روضة المنصور بالشويخ وكيلة والناظرة سامية زعيتر واشتغلت اربعا وثلاثين سنة وبعد ذلك قدمت للتقاعد والحمد لله رب العالمين على ما اعطاني من خير ونعمة وصحة الحمد لك والشكر يا رب العالمين وتقاعدي كان عام 1984، اثناء العمل التحقت بمعهد مسائي لتعلم اللغة الانجليزية لمدة سنتين عرفت مبادئ اللغة الانجليزية والتحدث حسبما تقتضيه الحاجة.

الفرق بين الهواية والتدريس

تعقد ضيفتنا مقارنة بين موقعها ايام كانت طالبة ثم كيف اصبحت الامور بعدما اصبحت مدرسة حيث تقول:

عندما كنت طالبة طبعا وبداية التعليم للبنات كانت المناهج تختلف وتطورت الى ما نراه حاليا، واذكر اذا تكلمنا بالفصل مع بعضنا البعض المعلمة تكلفنا بكتابة السطر الواحد مائة وخمسين مرة بالدفتر «يجب الا نتكلم بالصف»، وهو عقاب وننسخ الدرس ثلاث مرات كواجب مدرسي والاملاء الغلطة الواحدة نعيد كتابتها ثلاث مرات.. وكنا ونحن طالبات نشتري الدفاتر والاقلام من مكتبة ابو رويح ولكن بعدما عينا مدرسات بدأت دائرة المعارف تصرف للطلبة والطالبات ملابس وادوات مكتبية ودفاتر وكتب.

رحلة الى لبنان

كان للتوحيد اكثر من سفرة خارج الكويت احداها كانت الى لبنان والتي تقول عنها:

مما اذكر ان وزارة التربية ارسلت مجموعة من المدرسات الكويتيات الى لبنان في عطلة المدارس وزوجي وافق على السفر مع المجموعة وزرنا مدارس كثيرة وقابلنا مجموعة من العراقيات هناك كانوا في رحلة استطلاعية زرنا المتاحف والساحل اللبناني ومغارة جعيدة، وبالطائرة من مطار الكويت الى مطار بيروت وبعد فترة او بعد شهر رجعنا الى الكويت والحقيقة اننا استفدنا من تلك الرحلة.

السفر الى لندن

وعن سفرة اخرى الى لندن تقول: بعد سنتين تم اختياري مع مجموعة من المدرسات الكويتيات وكانت رئيسة الوفد المرحومة غنيمة النيباري وكانت تعلمنا كل ما نحتاج وأمضينا في لندن شهرين في العطلة الصيفية زرنا المدارس والمعاهد التربوية وبعض الجامعات وزرنا الاسواق ومعنا طيبة الجراح وموزة الراشد وسبيكة الناصر ومعنا وضحة المشعان وهي تتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة.

الحمد لله كانت الرعاية متكاملة من رحلات خارج لندن وزيارات متعددة، ومعنا القائد في الرحلة وعرفنا الاماكن وسكنا عند عائلات وكانت معي المرحومة شيخة العناجر عند عائلة ومنا مدرسة ثالثة لا اذكر اسمها.

النوم والأكل عند تلك العائلة الفطور فقط وكنا نذهب الى مطعم ايراني للغداء مع بعض المدرسات، شهران امضيناهما في لندن وكانت المرحومة غنيمة النيباري رئيسة الوفد ومعها خريطة تسترشد بها وشاهدت حديقة خمسة طوابق وفيها حديقة حيوان وذهبنا لسماع السلام الملكي وزرنا المدارس وساحة الحمام وحسب البرنامج وبعد شهرين رجعنا الى الكويت، لكن اذكر ان الاستاذة لولوة القطامي استقبلتنا في لندن وهي التي اعطتنا عناوين العائلات في لندن، وبذلك الوقت كنت مدرسة في الزهراء للبنات.

اذكر في الزهراء كانت الطالبات مجتهدات ومهتمات بالدراسة، كانت ام كل طالبة متابعة لابنتها وكانت الطالبات يؤدين صلاة العصر بالمدرسة مع مدرساتهن ونفرش بالساحة للصلاة، اذكر اذا صار عندنا معرض كل واحدة تحضر غداها معاها في المدرسة وشاركت في تجهيز المعرض بالمدرسة والفراشات يساعدن المدرسات والمعارض نصف السنة كان في المدرسة الشرقية، ونقلنا ما نحتاج له وكان المعرض للامهات، وتعلمنا التطريز والخياطة وشاركت في المعارض في مشغولاتي، وكان معي قدرية ونورية امين وكنا نساعد بعضنا بعضا، منى تعلمت وأتقنت العمل بيدي واذكر من المعلمات اللواتي علمنني مدرستين فوزية للرسم وفوزية للطبخ، وتعلمنا صناعة الحلويات والكيك والمعلمة لبيبة كانت تعلمنا العناية بالطفل وكيفية تنظيف الطفل وكانت السستر جميلة ام ادورد ناس طيبين وتعلمت علاج رمد العيون، وشاركت في المعارض وكنا نأخذ اشغالنا واعمالنا الى البيت.

اول معرض شاركت فيه وانا طالبة في المدرسة الشرقية وثاني معرض في القبلية في بيت سيد خلف النقيب، واذكر ان المدرسة كانت تتكون من اربعة احواش.

كسكن كان البيت الكبير للحرم يعني للسكن والاصغر ديوانية، والثالث للطبخ والحوش الرابع كان للدواجن والاغنام فكانت المدرسة كبيرة. بيت الحرم كان هو مقر المدرسة القبلية للبنات، اذكر كل عطلة صيفية وبعد العودة للدراسة نجد تصليحات قد تمت بالمدرسة، حيث تتم صيانتها وتصليح التالف.

اذكر ان بئر الماء في المدرسة القبلية داخل غرفة وكان مشتركا بين جميع اركان البيت وزواياه، وكنا ونحن طالبات نتفرج على مكان الجليب، اذكر ان غرف المدرسة القبلية ممسوحة بمادة الجص الابيض، وكل عام تغير حتى اكتمل كل شيء فيها، والساحة الكبيرة للطابور اقول :عندما دخلناها كانت على شكل بيت عربي.

واذكر انهم عملوا غرفة للخياطة والتفصيل، وكنا نجلس على رحلات خشبية وكل واحدة يجلس عليها ثلاث بنات وكنا انا وكاملة العقيل والثالثة هي دلال المشعان والمرحومة غنيمة المرزوق ونورة الزاحم ولطيفة الملا وقدرية الملا في المدرسة القبلية، وكان في الفصل ثلاثون طالبة واللوح او السبورة على الحائط معلقة والطباشير كان المستعمل للكتابة عليها والمساحة ،وزمن الدرس خمسة واربعون دقيقة وساحة المدرسة الكبيرة فيها اربعة فصول والساحة الثانية للبستان ولا يوجد موسيقى فقط الالعاب والتفتيش في طابور الصباح والتفتيش يشمل الملابس والاظافر والشعر والمنديل ومن يخالف ذلك يعاقب.

دور أولياء الأمور

وتتطرق التوحيد الى دور اولياء الامور في العملية التعليمية قائلة: في الحقيقة ان اولياء الامور كانوا متجاوبين مع ادارة المدرسة، واذا الطالبة مقصرة في كتابة الواجب عندما كانت مدرسة تستدعي ولية الامر، لأن الطالبات مختلفات في الدراسة وليسن في مستوى علمي واحد، وعندما كنت طالبة اذكر ان المدرسة تضرب الطالبة والتي ترد على مدرستها تخرج خارج الفصل والعقاب الوقوف بجانب باب الفصل وأذكر أن درس الحساب كنا نأخذ معنا حبات الباجلة لكي نتعلم الاعداد ومما أذكر أننا نتعلم الجمع مثلا نقول خمسة وعليها خمسة وعليها خمسة تصير خمسة عشر وهكذا وكنا ايضا نضيف العشرات على بعضها البعض تعلمنا النسبة المئوية، فعندما صرت مدرسة كنت متمكنة من ذلك التعليم ولذلك المدرسة الكويتية السابقة لديها خبرة ودراية ممتازة بالأعداد وباللغة العربية لأن المعلمات اللاتي علمننا كانوا على مستوى عال أيضا أذكر أن المدرسة آخر كل شهر تعمل احصائية عن الحضور والغياب.

التفتيش على المدرسات

في مرحلة لاحقة بدأ نظام التفتيش على المدرسين والمدرسات وعن ذلك تقول التوحيد: بدأ نظام المفتشين على المدرسات عن الدروس والمنهج وعطاء المدرسة إذا دخل المفتش على المدرسة تخرج من الصف وتدخل معه الناظرة لكي يستمع إلى الطالبات ويقدر مجهود المدرسة وتعليمها للطالبات وبعد سنتين تعلمنا أن تتواجد في الفصل وخاصة عندما بدأ دور المفتشة المرأة.

وأذكر عندما كنت طالبة كتبت الواجب ثلاث مرات والكلمة الخطأ بعدها ثلاث مرات وتعلمنا وطبقنا ما تعلمناه على طالباتنا. وأذكر ايضا كنت أعمل الوسيلة الدراسية للمادة وأعرضها أمام الطالبات ـ ومنها تعلمت الرسم البسيط وبذلك لم يكن وجود للوسيلة ولكن فيما بعد المعارف جهزت لنا الوسائل التعليمية وتعرض الوسيلة أثناء الدرس للشرح عليها للمادة أمام الطالبات.. وبحضور الموجه أو المفتش وكنت استخدم علب الكبريت ونعمل منها كراسي نماذج وكل مدرسة حسب قدرتها ومن المواد الكبريت نعمل كراسي والمدرسات الفلسطينيات علمننا وطورنا الوسيلة وتعلمنا التفصيل على الورق وتثبيتها بالدبابيس كنا نعمل كل شيء من أجل الطالبات.

أول راتب

عن أول راتب لها كمدرسة تقول التوحيد: أول راتب تسلمته من دائرة المعارف كمدرسة كان مائة روبية يعادل سبعة دنانير ونصف الديناروكنت مستانسة واعطيتها للوالدة وبدورها اعطته للوالد، رحمه الله، وبذلك الوقت لا يوجد مصرف شخصي للمرأة والوالدة كانت تشتري لي الملابس ـ أذكر بعض الآباء عارضوا دخول بناتهم للمدارس ومع الأيام تغير كل شيء.

وحاليا الحمد الله المدارس كثيرة ومنتشرة بجميع انحاء ومناطق الكويت وتخرجت أجيال كبيرة من بنات الكويت.

وكانت المباريات بين مدارس البنات وكنت مدرسة ونرافق الطالبات أثناء المباريات ونشجعهم والمباريات كانت تقام على ملاعب المدرسة الشرقية للبنات وأذكر كنا نذهب إلى ثانوية الشويخ لمشاهدة المباريات وكانت فرق مدارس البنات من السلة والطائرة وألعاب القوى وأذكر مدرسة الالعاب المعلمة تميمة لبنانية والثانية سعاد سورية وجيهان وإحسان لبنانيتين.

كنا نجتمع مع بعضنا البعض في غرفة المدرسات ونتناقش عن المنهج، واما دفتر التحضير فمن السهولة ان نتعلمه وكسبنا الخبرة من المدرسات العربيات وتعلمنا منهن تخطيط الدفتر وكيفية التحضير بالكشكول، وناظرة المدرسة تشاهد وتقرأ الدفتر، واثناء شرح الدرس نضع دفتر التحضير على الطاولة وتبدأ المدرسة بالشرح، والتحضير رؤوس اقلام والموجه يكتب ملاحظاته. اذكر عندما كنت مدرسة ذهبت مرافقة لمجموعة من الطالبات الى مدينة الاحمدي، وشاهدنا الآبار ومكاتب شركة النفط وكنت مدرسة في الزهراء للبنات بالحي القبلي، ومنذ الصباح حتى نهاية الدوام، واذكر ان شركة النفط قدمت هدايا لكل طالبة شنطة، وكن فرحات بذلك والطالبات كل واحدة تحضر اكلها معها والرحلة طويلة بالباص. واذكر مرتين ذهبت الى الاحمدي مرافقة للطالبات، وكانت ناظرة مدرسة الزهراء للبنات السيدة رويدة العلمي والوكيلة هند الحسيني وكانت المعاملة جيدة وكنا نتعلم منهما واقول: والنعم فيهما، واذكر هذه الجملة التي كنا نكتبها «يجب علي الا اتكلم في الصف ويجب علي ان اكتب الواجب 150 مرة».

وكنت اكتب الواجب بنفسي وكنت متفوقة في المدرسة لاني تعلمت عند المرحومة بدرية العتيقي، عندما كنت صغيرة، واذكر من المدرسات فاطمة مدرّسة عراقية، واذكر ان والدي كان يعلمنا ويشرف على تعليمنا لان الوالد متعلم، وبعد ذلك صار محاميا وفتح له مكتبا بالعاصمة، فلذلك حفظت جدول الضرب، وعلمتنا كيفية كتابة الرسائل المطوعة بدرية، وهكذا كنا: نكتب حضرة الوالد المحترم... الى آخره.

عطلة الربيع

ومما اذكر عطلة الربيع وكنا نذهب الى البر (الكشتة) مع العائلة في المناطق القريبة من المدينة ونمضي ايام الربيع بين النوير والزرع وكانت اياما حلوة وفيها راحة جيدة.

واذكر المرحومة غنيمة المرزوق وكانت متعلمة اكثر من تعليمنا وكانت تعلم الضعيفات، واذكر انه كان لنا ملابس خاصة عندما كنت طالبة فكنا نلبس فستانا اسود وبعد عدة اشهر تغيرت الملابس وبدأت دائرة المعارف تعطي الملابس للطالبات والدفاتر، واما بالنسبة للمدرسات فطلبوا منهن ملابس موحدة ولكل مدرسة لون خاص بالمدرسة، واذكر في مدرسة سكينة بالشامية كانت لنا ملابس خاصة، وكنت اذهب الى المدرسة وانا مدرّسة مرتدية العباءة وداخل المدرسة نعلقها ونعمل من دون العباءة وبعد سنوات صار الدوام صباحيا فقط وانتهى الدوامان، وقالوا ان المدرسة القديمة تعطي نصف جدول واعطوني جدولا كمدرسة رسم، واذكر ان الفصول كان فيها مراوح فقط . واذكر اني كنت المدرّسة الوحيدة من القديمات في مدرسة سكينة واذكر كان فيها حورية الزنكي ووضحة الدارمي. وطيبة الجراح وموزة الراشد من المدرسات اللاتي اشتغلت معهن.

القرقيعان

وعن القرقيعان وما ارتبط به من ذكريات علقت في ذهنها تقول التوحيد: أما أيام القرقيعان البنات الصغيرات والاولاد الصغار يخرجون بعد المغرب الى البيوت ليحصلوا على القرقيعان ومع كل واحدة كيس أبيض لوضع القرقيعان ، وبعض الأولاد يلبسون ملابس الغوص ومعهم بعض القواطي والقرقيعان لحفظه للعيد . واذكر سعادة البريكي وعودة المهنا في شهر شعبان يغنون العابدون عند الأهالي ويعطونهم المقسوم... ومما اذكر ان والدتي، رحمها الله، علمتني الطبخ ودخلت معها المطبخ وعمري عشر سنوات والبنات ينتقون وينظفون العيش من الشلب قبل طبخه ويغسل العيش بالماء مرتين قبل ذلك. واذكر كنا نأكل الحكوكة ـ العيش المتبقي في قاع القدر ويكون ناشف وسمك الصنبور المشوي والبعض يعطي الجيران من الصبور او الخبز ، وفي شهر شعبان يجهزون الهريس ويقال «دق الهريس» والبيوت الكبيرة هم الذين يدقون الهريس تجهيزا لشهر رمضان وقدر المحلبية والاطفال يأكلون ما تبقى.

اذكر احمد البرغش عنده خيول ويركب الخيل وبيتهم ينقسم الى حوش بين الحرم وبين الخيل وعنده ولد اسمه حمود توفى، رحمه الله، وبيته عند سكة عنزة وبالقرب منها بيت سيد عمر عاصم وشاهدته وهو يصلح ماكينة الخياطة والوالدة كانت منذ الفجر تخبز خبر الرقاق على التاوه وطلبت منها ان اخبز وتعلمت، وفي ذلك الوقت تستخدم السعف للحرق ويبيع السعف بالعدد ومعه الكرب والعرفج هذه المواد للحرق تستخدم للطبخ ويوم الجمعة الوالد يشتري العرفج من السوق . اذكر تانكي الماء والوالدة تغطي النار قبل النوم خوفا من ان يطير الشرار ويتسبب بالحريق. الرقي نضعه بالجليب لكي يبرد وهكذا كانت الحياة القديمة في الكويت.

اليوم نعمة وخير وعسى الله ان يحفظ الدولة وحكامها وان يديم علينا جميعا نعمه ان الله سميع عليم.







علاقة الكويتيين ببعضهم



عن العلاقات الاجتماعية في المجتمع الكويتي في السابق، تقول المربية طيبة التوحيد: كانت العلاقة عائلية، الجيران اهل والنساء اخوات الرجال مع بعضهم إخوان كانت الرحمة والتعاطف والتراحم والمساعدات هذه أمور منتشرة في المجتمع الكويتي القديم، اذكر من الجيران بيت علي أطبية جاسم الضميد وبيت محمد الساير وبيت المقهوي قليلا بعيد عنا بيت الديين وبيت الجسار وبيت ابن الشيخ هذه العائلات كانت بيوتهم قريبة من المقبرة حاليا حديقة الشعب، فكنا متعاونين مع بعض البنات مع البنات والأولاد مع بعض والرجال كذلك مع بعض، وعندنا في القبلة اذكر بيت النصار وبيت الزنكي وعائلة المفلح والفلاح والهارون والعريفان والمشاري وبيت الصرعاوي والبناي والبرغش والخال والجسار والعتيقي والفضل والمانع هؤلاء في المباركية.

العلاقات الأسرية

تتحدث التوحيد عن أسرتها قائلة: العلاقة بين أفراد عائلتنا كانت ولاتزال مترابطة وحسب ظروفنا وكنا بالعيد نجتمع في بيوت خوالي وقت الغداء الرجال اولا وبعدما ينتهون ننظف المكان ونرفع السفرة ونبدأ نحن النساء بوضع الأكل مع الأطفال والبنات وفي الصيف نجلس تحت العريش والبيت عربي والرجال يتعاونون في بناء العريش وأذكر بذلك الوقت بعد الرجال الكبار بالسن يفرش له حصير وفراش ويجلس بالقرب من الباب للجو البارد حتى الظهر، وأذكر نقل المياه على الحمير او بعض النساء ينقلن الماء بالقوطي على رؤوسهن من البركة والشاعر فهد بورسلي كتب قصيدة عن الماء تقول بعض أبياتها:

طاق وطوياق على الماي

وين انولي يا مولاي

شايبنا يمشي ويطيح

نوب يصون نوب يصيح

شيريد من هذا التصريح

يصون ولا له حماي

وأذكر ان الحريم ربات البيوت يجتمعن مع بعضهن البعض ويذهبن الى البحر لغسل الملابس وبيد الواحدة المضرابة أثناء غسل الملابس تستخدمها، وأذكر احدى نساء الجيران تذهب الى البحر مع بناتها وسبحت مع البنات.

وأذكر بعض الأولاد يجلسون بالقرب من البيوت يغنون ويصفقون ويمضون وقتهم.

أذكر اذا رجل غريب يمر بالشارع ذهابا او إيابا واحد من الرجال يمسكه ويسأله عن سبب حضوره ومروره، و اذا كان يريد احد البيوت يرشدونه واذا تعثر في كلامه يمنعونه من المرور مرة ثانية، هذا كان لحفظ الأمن، وأذكر ناصر الفلاح صاحب دكان وأيام التموين كنت أذهب لشراء الجاز (الكيروسين) في البطل لابسة البخنق، والجاز يستخدم للسراج، أذكر ان احدى خواتي قبل المغرب تنظف لمبة السراج، وأذكر كنت ألعب مع بنات الفريج في سكة السرحان وبعد المغرب ندخل البيت خوفا من الشياطين وكانت العائلات يعرفون بعضهم البعض ويعرفون أبناء وبنات الفريج.











حياة الوالد

عن والدها، تقول التوحيد: ولد في الكويت بالحي القبلي وتعلم في المباركية وبدأ العمل بالتجارة وكان يسافر الى الهند مدينة بومباي، وكان يبيع ويشتري باللؤلؤ واذكر كانت عنده مجموعة من ادوات فحص وتنقية اللؤلؤ وفرز أحجامها، وعددها ست وحدات، وشاهدته وهو يقوم بعمله، واذكر كان عنده قطعة قماش حمراء اللون يحفظ بها اللؤلؤ وكان الوالد ينقل الذهب من الكويت الى الهند والسبب اذا ارتفع سعره هناك نقلوه وانخفض سعره اعادوه الى الكويت ويباع بأسعار حسب الطلب، فالكويتيون استفادوا من بيع وشراء الذهب، واذكر طريقة اخفاء الذهب حصير للجلوس يخيطون عليه الذهب ويغطى بالقش وكذلك يحفرون قطعة الذهب الكبير ويضعون الذهب بداخلها ويعيدون الناعم من الفحم عليها، والوالد ما كان يعلمنا ونحن لا نعرف فقط كنت اشاهده.

وبعد ذلك اشتغلوا بين الكويت وسورية ولبنان استيراد بعض المواد الغذائية والجلود من الكويت الى سورية والنحاس والحديد يشترى ويصدر، وكان يحضر أسلاك ويحرقها في البيت ويبيع الحديد والنحاس.

الوالد محامي

بعد كل ما ذكرت من اعمال للوالد مع النهضة الحديثة وخاصة بعد صدور الدستور، اشتغل الوالد بالمحاماة وفتح له مكتبا في ساحة الصفاة، وهو من اوائل المحامين الكويتيين الذين عملوا بالمحاماة ومن دون تخصص جامعي.

وكان يقول سيأتي زمن تدخل الآليات للحفر من دون عمال وايضا كان يقول لنا هذا الحديد سيصنع ويعمل منه مكائن وايضا كان يقول لنا تعلموا العلم اساس الحياة لا تقولوا ان الوالد ما علمنا وكان يحثنا كثيرا، فتعلمت مع المرحومة اختي سارة وصرنا مدرسات.



عدد المشـاهدات: 5713


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
370713-1p8.jpg

حامد عبدالواحد الأيوب (محمد خلوصي)
370713-Bp8.jpg

حامد الأيوب عام 1970
370713-5p8.jpg

الاستاذ حامد الأيوب مع أحد أبنائه
370713-3p8.jpg

370713-4p8.jpg

صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وحامد الأيوب في إحدى المناسبات
370713-2p8.jpg

حامد الأيوب خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري
370713-7p8.jpg

الأستاذ حامد الأيوب مع مجموعة من المدرسين في المدرسة الشرقية
370713-6p8.jpg

الوالد عبدالواحد الأيوب
370713-Ap8.jpg

شهادة من ديوان الموظفين لحامد الأيوب صادرة عام 1969


  • التحقت بالعمل في «نفط الكويت» عام 1947 وكنا نعيش في عشة مع تانكي ماء وجولة «بريمز»
  • أول مدرسة التحقت بها كانت ملا زكريا الأنصاري ولمدة سنتين كان الذهاب والإياب مشياً على الأقدام
  • كنا نستخدم ماء الجليب في الوضوء والاغتسال وإذا ما وقع الدلو داخله ينزل أحد الشباب ليخرجه
  • ولدت في منطقة الشرق بفريج القناعات قرب بيت الشيخ خزعل القديم
  • عام 1947 فتحت المدرسة الشرقية والتحقت بها في الصف الثاني الثانوي
  • عينت مدرساً بعد حصولي على الصف الثاني الثانوي وأول راتب لي كان مائة وخمسين روبية
  • أمضيت 5 سنوات مدرساً في «الشرقية» وفي عام 1953 التحقت بالعمل في الجمارك والموانئ
  • تقاعدت في سن الخمسين بعد خدمة 28 عاماً
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
المدرسون الكويتيون الذين عملوا بالتعليم النظامي منذ الاربعينيات تحملوا المشقة والتعب، خاصة بعد أن بدأت دائرة المعارف بالاعتماد عليهم مع زملائهم المدرسين الوافدين. كان الطقس في ذلك الوقت شديد الحرارة في الصيف، وقارس البرودة في الشتاء. وكان المدرس يذهب الى مدرسته ويعود منها مشيا على القدمين، وهذا كان يضيف الى ما كان يعانيه من التعب، كان المدرس يعمل ثماني وعشرين حصة أسبوعيا. يقول المربي الفاضل حامد الايوب ان الجميع كانوا ملتزمين بالدوام وكانوا يؤدون عملهم بنفس واحدة بينهم التعاون. بدأ ضيفنا تعليمه في مدرسة ملا زكريا الانصاري ومنها انتقل الى المدرسة المباركية حتى الصف الثاني الثانوي وانتقل بعد ذلك الى الشرقية وعاد الى المدرسة المباركية وتخرج فيها وعين مدرسا في المدرسة الشرقية، يحدثنا عن أحد المواقف التي حدثت مع أحد الطلبة الكبار، فما ذلك الموقف؟ عين الايوب مدرسا في «الشرقية» ، وبعد سنوات انتقل للعمل في الجمارك ومن ثم انتقل للعمل في ديوان الموظفين. يحدثنا عن ليلة زفافه والمشاكل الطريفة التي حصلت أثناء الزفاف، والأمطار الغزيرة يوم الثالث من زفافه وحولي وانقطاع التيار الكهربائي من ماكينة الكهرباء، سوالف وقصص وطرائف جميلة مع رجل ظريف وخفيف الظل ومحنك في عمله، فإلى التفاصيل:

في مستهل اللقاء يتحدث المربي الفاضل حامد عبدالواحد الأيوب عن مولده فيقول: ولدت في الكويت بالشرق بفريج القناعات قرب بيت الشيخ خزعل القديم، بعد ذلك انتقل الوالد الى منطقة الشرق بالغرب من منطقة المطبة وكان عمري إحدى عشرة سنة بذلك الوقت واذكر سوق الصنقل تقريبا سوق التجار ويوجد بالسوق مسجد السوق الكبير ومسجد الحمدان وبراحة فيها سوق اليهود وكانوا يبيعون الأقمشة وفيه دكان عبدالله العوضي.

المسجد العود كان إمامه ملا عبدالله بن الشيخ جاسم ومسجد الحمدان – ومسجل في براحة مبارك إمامه المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى – رحمه الله – وأحيانا يصبح إمامه مبارك أبوعبدالمحسن، وماء الجليب فيه رائحة ولكن الرجال يغتسلون منه، واذكر ان الدلو يسقط بداخل الجليب، واحد من الشباب ينزل ويخرجه، ونملأ المكان المخصص للوضوء من ماد الجليب ولكيلا ينزل الماء يوجد في مكان الماء فتحة نسدها بقطعة من القماش والجليب عادة مطوي بصخر البحر تستطيع النزول والصعود بوضع أقدامنا عليه.

وكذلك يوجد القرو أيضا نملأه بالماء بواسطة الدلو من الجليب وماء القرو للسباحة لكبار السن يسبحون من مائه.

والقرو هو حوض مرتفع بجانب الجليب نضع فيه الماء.. والأولاد الشباب هم الذين يزودونه بالماء.. وهذا في جميع مساجد الكويت وكل فريج مسجد وخاصة أيام شهر رمضان، حيث كان الشباب دوما يتعاونون ويساعدون الكبار.

الدراسة والتعليم

أما مشواره في الدراسة فيقول عنه الأيوب: أول مدرسة التحقت بها مدرسة ملا زكريا الأنصاري ولمدة سنتين ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام وكنا صغار السن وأمضيت سنتين بالدراسة، كان يعلمنا قراءة القرآن الكريم واللغة العربية والرياضيات والخط، كانت المدرسة تختلف عن المدارس القديمة واذكر بعض الطلبة عبدالعزيز الأيوب ومن عائلة العبدالرزاق ويوجد مسقف العبدالرزاق، وفي مدرسة ملا زكريا كنا نجلس على الأرض وكل طالب عنده صندوق خشبي يحفظ فيه الدفاتر، تعلمت قراءة القرآن الكريم ومما أذكر كان الوالد – رحمه الله – يأخذني معه الى المسجد وهناك بداية تعلمي للقراءة والقرآن الكريم.

أمضيت سنتين في مدرسة ملا زكريا الأنصاري والبداية كانت مع ملا زكريا يعلمنا وبعد ذلك ابنه عبدالله ومن بعد ذلك ابنه يحيى وبعد ذلك تركت المدرسة وفي العطلة الصيفية ادرس عند ملا بلال وكان يضرب الطلبة ويرسل بعض الشباب الى السوق لشراء حاجات البيت.

المدرسة المباركية

وعن التحاقه بالمدرسة المباركية يقول ضيفنا: سجلني الوالد في المدرسة المباركية وملا راشد السيف اختبرني قراءة وكتابة وأدخلني الصف الثالث لأن دراستي في مدرسة ملا زكريا كانت قوية بجميع المواد، واذكر كان الناظر مصريا وهو شديد وتدرجت فيها حتى نجاحي في الصف الأول الثانوي واذكر من المدرسين الكويتيين المرحوم محمد زكريا وصالح عبدالملك وراشد السيف واذكر الاستاذ عقاب الخطيب كان مدرسا في المباركية عام 1946 نقلت الى الشرقية ثانية ثانوي وكان الناظر محمد عبده وأول سنة 47 – 1948 فتحت الشرقية أنهيت ثانية ثانوي ولم أرجع للمباركية، وكان نظام الامتحان ان مدرس المادة هو الذي يضع أسئلة الامتحان وهو الذي يشرف ويصلح. وفي اختبارات الشهادة الابتدائية جمعوا طلاب المدارس في ساحة المباركية واختبروا مع بعض وخاصة خامسة ابتدائي وفيها لجان ومشرفون للامتحان والمراقبة شديدة، واذكر من الطلبة المرحوم يوسف النصف ومحمد بهبهاني وعبدالرزاق وسالم العبدالرزاق وعلي الصانع وعبدالعزيز طاهر حبيب.

وخالد مسعود الفهيد زاملته في رابعة متوسط ومن الاقارب مثل عبدالله العلي المطوع وحمد الشيخ يوسف وايوب حسين اصغر مني وفيصل وبدر البزيع وأذكر مدرسي اللغة العربية يريدون تشكيل الكلمة بالكامل مثلا «كَتَبَ الْوَلَدُ» التشكيل من ضمن التعليم، ولذلك تخصصت لغة عربية، المهم صرت مدرس لغة عربية.

ومما اذكر ان نظام التعليم قد تغير كان بالأول الثانوية خمس سنوات صارت اربع سنوات واعطوا المتوسط سنة فأخذنا ثاني ثانوي في «الشرقية».

العمل في «نفط الكويت»

بعد القائه الضوء على ذكرياته عن الدراسة والتعليم يتحدث الأيوب عن عمله قائلا: التحقت بالعمل موظفا في شركة نفط الكويت وفي الفاينري بالفحيحيل وذلك عام 1947 واعطونا عشة وكنا نعيش فيها اثنين وعندنا تانكي ماء وچولة «بريمز» والنوم على الارض، العودة من العمل قبل المغرب ونطبخ بأنفسنا ونجهز اكلنا.

واذكر كنا مجموعة من الكويتيين واشتغلت تجربة عمل وبعد خمسة عشر يوما بلغونا بالنجاح وذهبنا الى الطبيب لكن لم اذهب وتركت العمل بعد خمسة عشر يوما وتسلمت تسعين روبية، وعملي فني، وتركت العمل وتسلمت المبلغ وامضيت اسبوعا من دون عمل ولم استفد من المبلغ الذي تسلمته لأني دفعته للأكل.

التدريس في الشرقية

يكمل ضيفنا حديثه عن مشواره في العمل قائلا: تركت العمل في شركة النفط وبعد اسبوع التقيت بالمربي الفاضل الاستاذ عبدالوهاب الزواوي، وقال عندك استعداد تعمل مدرسا؟ فوافقت على العرض واليوم الثاني ذهبت معه الى المدرسة الشرقية عند الناظر، ومع بداية النهضة التعليمية وذلك العام الدراسي 1948/1949 وكانت المدارس مكتظة بالطلبة وبحاجة لمدرسين وفتح فصول جديدة.

بذلك الوقت يأخذون الذي يقرأ ويكتب ويعين مدرسا وذلك للحاجة ونحن خريجو ثانية ثانوي كنا نأخذ أعلى راتب بحدود مائة وخمسين روبية اول راتب وبعد ذلك صار الراتب مائتين وخمسة وعشرين روبية.

اقول ان الراتب يحدد حسب المؤهل العلمي، ومن هم أقل من ثاني ثانوي يأخذون راتبا أقل منا، المهم قابلت الناظر محمد عبده وسألني بعض الاسئلة وعينت مدرسا وألحقونا بدورة مدرسين لمدة ثلاثة شهور طرق التدريس وعلم نفس اثناء ممارسة العمل والتدريس صباحا والدورة بعد العصر والمحاضرين من المدرسين الفلسطينيين وعدد المدرسين الكويتيين تقريبا خمسة عشر مدرسا اذكر منهم عبدالعزيز الزامل وعبدالمحسن الزامل وعبدالوهاب الزواوي.

وبالنسبة لعملي كمدرس في الشرقية لم اواجه مشكلة لاني كنت فيها طالبا لمدة سنة والمدرسون جميعنا اصدقاء، فما كان هناك رهبة أو خوف من العمل، فكنا متعاونين ومتحابين، واذكر خالد حمود وعبدالله عيسى مطر وخالد المضف وعبدالله حسين الرومي ومحمد حسين وعبدالعزيز محمود بوشهري وعبدالمحسن القضيبي، ومن غير الكويتيين الصواف وعصام عسيران والزعبلاوي، وبعد الدورة لمدة ثلاثة شهور والدوام على فترتين، صباحية ومسائية، وكنت مدرسا للغة العربية، اذكر ندرس الألف المقصورة مثل «على» والألف القائمة مثل «علا»، نعطيهم الكلمة ونقطعها وكان الجدول اكثر من عشرين حصة في الاسبوع، وعدد الطلاب في الفصل احيانا يصل العدد الى خمسين طالبا، هذا في المدرسة الشرقية وما ينطبق هنا ينطبق على المدارس الاخرى ومن هنا زاد عدد المدارس مثل النجاح والصباح والصديق واذكر عندما كنت مدرسا نحن المدرسين كنا نلعب كرة السلة والطائرة وننط الحصان طلبة ومدرسين، أعمارنا تقارب أعمار الطلبة اذكر دسمان بخيت ومرزوق وبيان واذكر صار حادث لي معه، وهو كثير الكلام وحاولت معه على ان يسكت لم ينفع وناديته وثلاث مرات اقول له «افتح يديك» فقال «استاذ انت مصر»، فقال «اسمحلي» وذهب الى مكتبه وأخذ كتبه وقال «في امان الله يا استاذ» كان مؤدبا ويحترم المدرسين وكان معروفا بين الطلبة ولم يتلفظ بكلمات نابية او جارحة بهدوء اخذ كتبه وخرج، هذه من المشاكل واذكر كان ابناء الاسرة الحاكمة يدرسون بالشرقية وكنت ادرس لهم ويحترمون المدرسين.

وعادة الطلاب بالسابق كانوا يحترمون المدرس ولا يتلفظون او يخطئون بالكلام والألفاظ مثلما كان الابن يحترم والديه كان يحترم المدرسين، كانت المدرسة تعليم وتربية وفي طابور الصباح التفتيش على نظافة الأظافر واليدين للطلبة، والصحة كانت ترسل ممرضة لفحص الطلبة ومعرفة الامراض مثل الرمد او الاسنان، واذكر وجبة العدس، وكان الطباخ يجهز قدرين لشوربة العدس واحد خاص للمدرسين والثاني للطلبة واذكر محمد البلوشي هو الطباخ في الشرقية وفيها ثمانية طلاب، والمدرسة طابق واحد ارضي مدخل المدرسة الادارة وغرفة المدرسين والصفوف بالجهة الثانية، والملعب ساحة المدرسة وحولها الفصول، واذكر من مدرسي الألعاب الاستاذ نجيب محمد والاستاذ يوسف العبيد.

أمضيت خمس سنوات مدرسا في المدرسة الشرقية وعام 1953 التحقت بالعمل في الجمارك والموانئ فترة الصيف وكان محمد قبازرد وجاسم العنجري المسؤولين بذلك الوقت، اما الجمارك كان المسؤول عبدالسلام شعيب وكان رئيس الجمارك الشيخ خالد عبدالله السالم، وكان العمال من الكويتيين بعدما تركوا البحر، المهم عينت على صندوق العمال وكل خمسة عشر يوما نصرف الراتب وبعد ثلاثة شهور قدمت استقالتي للعودة الى التدريس ولكن جاسم العنجري قال ابقى هنا فقلت انتم تعطوني خمسمائة وخمسين روبية، ولكن في التعليم يعطوني ستمائة وتسعين روبية، فقال روح قدم استقالتك في التربية وارجع لنا وشوف راتبك كم يصير عندنا.

العمل في الجمارك

ويكمل ضيفنا عن عمله بالجمارك قائلا: قدمت استقالتي من التربية والتعليم والتحقت بالعمل بالجمارك وصدق جاسم العنجري واول راتب استلمته تسعمائة وعشر روبيات وعملت امين صندوق للعمل والعمال، وبعد ذلك وفي عام 1959 ضمت الجمارك مع الموانئ، وكان أمين الصندوق المرحوم عبدالله البنوان وهو اقدم مني بالعمل وصار تضارب بالعمل معه فتوقفت عن العمل بعد ست سنوات لاني بدأت منذ عام 1953 حتى عام 1959، فبحثت عن عمل آخر فتقدمت الى ديوان الموظفين فقبلت وقدمت استقالة وصار راتبي ألف روبية، كان ديوان تابع للمالية، بداية عملي فيه وكان احمد عبداللطيف مدير المالية اما مدير ديوان الموظفين الاستاذ حمد الشيخ يوسف وهو اول مسؤول للديوان وهو المؤسس.

واذكر ان بعض الموظفين كانوا من المصريين والفلسطينيين، وبعد سنوات انفصل الديوان عن المالية وهو مستقل ومقره نقل الى الشرق. بناية النصف، طلبوا رئيس محاسبة وامين صندوق عينت امين صندوق في ديوان الموظفين وجابر حديد عين رئيس المحاسبة، وحسن صليلة مدير اداري وموظفين آخرين، وامضينا سنتين بالشرق ثم انتقل الديوان الى منطقة الشويخ وكنت أمين صندوق، في البداية كنت بنفسي ولكن بعدما زاد العدد فعين خليل حبش مساعدا معي وبعد ذلك حصل على بعثة دراسية وسافر الى الباكستان وعين داود القريشي بدلا عنه للعمل معي، أمضيت في الصندوق من عام 1959 الى عام 1968 وكان في الديوان قسم ترتيب الوظائف ومراقبة الاختيار والموظفين للوزارات ويعمل فيها موظفين اثنين من المصريين وفيها من الكتاب سيد عبدالرحيم محمد عمر.

اثناء عملي في الصندوق استدعاني رئيس الديوان المرحوم حمد الشيخ يوسف وعرض علي العمل في مراقبة الاختيار بدرجة مراقب وعينت فيها لان المصري بعد سنة ينتهي عقده، والبداية كنت مع الموظف المصري آخذ الملف واسلمه له وهكذا واشاهد عمله وصار عندي فكرة كاملة عن العمل، والحمد لله من موظف واحد الى ان ارتفع عدد الموظفين الى عشرين موظفا.

مراقبة الاختيار تدريب الموظفين، وتدريب المتدربين للوظائف وتعيين الموظفين وتعيين الجامعيين، الجامعيون لهم ميزانية تكميلية ملحقة بمراقبة الاختيار فقط وليس لها شغل بالمحاسبة، ميزانية كاملة مستقلة ملحقة بمراقبة الاختيار وبعد مدة بدأ توافد الخريجين واذكر منهم حمد الجوعان وسعود الطلب ومشاري العنجري وعينوا بمناصب جيدة وحضر عندنا مواطن عين بالبنك المركزي، المهم في ذلك الوقت ان جامعيين كان الواحد منهم يعين مدير ومن تلك الحالة فكرت بنفسي وقلت جامعيين وانا بينهم قصيت الحق من نفسي.

تعليم الكبار

بعد ذلك قرر الايوب ان يكمل دراسته ليرتقي بمستواه العلمي وعن ذلك يقول: أثناء عملي التحقت بالتعليم المسائي في ثانوية كيفان وأكملت الثانوية العامة والتحقت بالجامعة عام 1969 وحصلت على سنة واحدة، وانتقلت الى المحاسبة وكان أمين الجامعة انور النور.

وعندما كنت مدرسا في الشرقية كان احد طلابها، ولكن لم اكمل الجامعة بسبب العمل وتربية الابناء واذكر كان معي جاسم الصراف واكمل دراسته وحصل على الدكتوراه وكنت اشجعه على الدراسة فتفوق وكنت بين الجامعيين بنفس الوظيفة وكان عندنا تعيين الخريجين واحضروا المرحوم خالد الحميضي مديرا علينا، واعطاني صلاحية كبيرة بالعمل حتى التوقيع وكنت اوقع للتعيين للخريجين، واذكر ان احد ابناء الاسرة قدم جميع اوراقه ما عدا الجنسية فقلت لا يعين الا بالجنسية لاني موظف وأطبق القانون الذي امامي، واذا أحضر الجنسية يعين بأثر رجعي، بعد ذلك دفعة من الفتيات حضرن للتعيين وللتدريب وصار بدر النصرالله وكيل ديوان الموظفين وقبله كان يوسف النصف الذي توفي وهو بالعمل فجأة بعد ان اصيب بعارض صحي ونقل الى المستشفى ومن بعده عين بدر النصرالله وذلك عام 1970 وسألني عن كيفية تدريب البنات، وكانت اعمارهن بحدود سبعة عشر ونصف السنة من ضمنهن احدى الفنانات وكتبت مذكرة ان فتيات الكويت لهن فترة التدريب تسعة شهور وبعدها يجوز لهن التعيين قد اكملوا ثمانية عشر مع النجاح قدمتها للمكتب الفني لوكيل الديوان بدر النصرالله ولم تتم الموافقة عليها، وكنت كاتب ارجو الموافقة اخذها بدر النصر ووافق على رأي المراقب وهو «رأيي» وسارت العملية وتم تعيين الفتيات وتم توزيع القرطاسية على معهد التدريب التابع لمراقبة الاختيار، صار عندنا باحثين وقانونيين وكنا نسجل الكويتيين والعمل يدوي ـ صدر نظام ان الذي يتقاعد له امتيازات، اضافة خدمة وابلغت بدر النصرالله لأن آخر السنة ينتهي موعد الاضافة، فقال خايف على التقاعد ستحصل عليه لكن استمر حتى ينتهي تدريب الخريجين، بالفعل أكملت والخريجين تسلموا مناصبهم بعد خدمة ثمانية وعشرين عاما مع التعليم بذلك الوقت صار عمري خمسين سنة وتقاعدت وصدر كتاب بأن أعطي راتبي كاملا مع العلاوات الموظف الوحيد بالدولة والذي وافق عليه مجلس الوزراء بأن يعطى مستحقاته بالكامل هو حامد الأيوب»، وتقاعدت في آخر عملي، حضر عندي د.داود مساعد ليرى عملي عن كثب، وسألني تريد التقاعد؟ فقلت له نعم، فقال نريدك بالشركة عندنا من غد اشتغلت مدير اداري في شركتهم من أواخر عام 1972 الى عام 1975، تركت العمل بعدما تعلمت وعرفت التجارة فتحت محلا تجاريا.

المحل التجاري

البداية استيراد وتصدير وبيع الأدوات الإلكترونية وحصلت على تسهيلات لاستيراد أجهزة لاسلكية وزاولت العمل فيها، وبعد ذلك انتقلت من مكتب الى معرض وحاليا المحل بالدروازة، وانتقلت لاستيراد الهواتف المتنقلة والحمدلله نجحت فيها لأن بعض المواطنين يريدون محولات للتلفون للعمل بالمنزل.

سافرت الى اليابان عدة مرات ومن الخبرة صممت «تلفون 10 امبير» مع المهندسين اليابانيين، المهندس الياباني عندما تعطيه آراء يفرح بذلك ويشجعون الإنسان، الى ان صممت المحول الذي أريده، وصل الأمر بنا البيع بالمعرفة والواسطة وكنت أنقل البضاعة بالطائرة واستمررت بالتجارة ومازلت أستورد الميكرفونات وأجهزتها والأسلاك وأباشر عملي مع الموظفين، اخوان اثنان صار لهما 25 سنة يعملان عندي، وهم يودعان الأموال وعملت مخزنا كبيرا.



















الحالة الاجتماعية

عن حياته الاجتماعية، يقول الايوب: تزوجت عام 1953 الشهر العاشر عندما كنا نسكن الشرق وزوجتي بنت عبدالله ابراهيم المطوع، وكانوا يسكنون حولي وما كان فيها كهرباء والطرق غير معبدة، واذكر ان الزوج يأكل ويشرب وينام عند اهل الزوجة لمدة اسبوع واهل الزوج يؤثثون غرفة الزوجية، واذكر عند الدوار وفي ليلة الزفة غرزت السيارات لوجود رمال وطرق رملية وكان في بيت والدها ماكينة كهرباء وعندما وصلنا توقفت الماكينة وتم الزفاف وخصصوا لنا حوافة خادمة للمعاريس.

وكان قديما ليلة الزفاف ليلة الجمعة ووالدة زوجتي ثالث شهر محرم وصفر لا تتزوجون كانوا متعاونين مع الجيران، اذكر ان يوم الاثنين نزلت علينا امطار غزيرة وانسد الطريق والمياه تجمعت في السد عند الشعب.

كان والدها عنده مجموعة باصات لنقل الركاب وهو صاحب شركة هونداي فيها اسهم، والدها نقلني بالسيارة اللوري من شدة وغزارة الامطار وتوقفت السيارات الصغيرة الصالون، انتهى ذلك اليوم وبعد توزيع المعاشات وفي الساعة الثانية ظهرا احد الاصدقاء وصلني كانت زوجتي في حولي بيت ابوها.

وكان بيتهم بفريج القناعات ومنهم مساعد الصالح وعبدالعزيز المسلم ومجموعة عائلات.

واذكر ان المرحوم الشيخ احمد الجابر كان مع سعود اليوسف المطوع وكان راكب خيل يتجول في حولي، وبعد اسبوع رجعت بيت الوالد معي زوجتي نسميه «التحوال»، بمعنى ان المعرس والعروس يتحولان الى مسكن بيت والده وامضيت حياتي في بيت الوالد بالشرق حتى عام 1959 ورزقني الله بالأولاد فقررت السكن في بيت خاص لاولادي وزوجتي وخرجت من بيت الوالد وحصلت على بيت من املاك الحكومة خلف مدرسة الصباح بفريج الصوابر، الحساوية والنعم فيهم ناس اجاويد علموا زوجتي الطبخ وشؤون البيت.

ومن الاولاد الله يحفظهم جميعا الكبير خالد حاليا متقاعد عن العمل وكان بشركة البترول الوطنية، اصغر واحد حاليا يشتغل ضابط شرطة برتبة مقدم ونادية حاصلة على بكالوريوس علم الاجتماع وتعمل بالتربية، وطارق كابتن بحري متقاعد وهو خريج المانيا، وكان في احد الزوارق والغزاة العراقيون من اول يوم سرقوا الطراد ومنذر كان ضابط شرطة برتبة مقدم متقاعد وايمان دبلوم محاسبة عملت في الخدمة الاجتماعية وحاليا متقاعدة، وماهر يعمل بالداخلية وهو رجل عملي خريج ثانوي بالصناعة ممتاز.

ويوسف آخر واحد كما ذكرت وعنده عمل خاص حاولت مرات عدة ان آخذهم معي للعمل الخاص لكن ما عندهم استعداد تجاري وكل واحد مع عائلته وعندهم اولاد وبعضهم اولادهم متزوجون.

شكرا جزيلا على هذا اللقاء ونتمنى لك الصحة والعافية وطول العمر، وانا بدوري اشكرك واتمنى لجريدة «الأنباء» كل التقدم والازدهار، ولا استغني عن قراءتها وانا متابع لما تكتب ومقابلاتك مع المواطنين ما هي الا جزء من تاريخ الكويت للاجيال القادمة، لكي يعرفوا ماذا قدم اجدادهم وآباؤهم، اللهم احفظ الكويت واهلها من كل سوء ومكروه.



عدد المشـاهدات: 6455


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
368990-1P8.jpg

اللواء المتقاعد محمد عيسى العلي (أسامة أبوعطية)
اللواء متقاعد محمد عيسى وابنه م.خالد والزميل منصور الهاجري
محمد عيسى واقفا بجانب سيارته فولكس واجن موديل 1960 بميدان الشرق
اللواء المتقاعد محمد عيسى على الدراجة عند ساحل المستشفى الأميري بالشرق
الأخ محمود عيسى ومعه ناجي عيسى في البيت بالمقوع الشرقي
مجموعة من طلبة المدرسة الشرقية في رحلة للبر عام 1955
فريق رياضي في مدرسة الصديق المتوسطة عام 1956
عام 1951 مجموعة لأبناء الفريج بالشرق
فريق رياضي بمدرسة الصديق عام 1956
مجموعة من طلبة ثانوية الشويخ امام الكرة الأرضية بالثانوية عام 1957
368990-13P8.jpg

دكان ومكتب لبيع وحفظ المواد الغذائية أثناء الحرب العالمية الثانية بالشرق
نوط المعركة ممنوح للعميد محمد عيسى من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز
368990-14P8.jpg

وسام تحرير الكويت
اللواء المتقاعد محمد عيسى في حديقة ثانوية الشويخ

  • أثناء الدراسة كنت أعتمد على نور السراج عند المذاكرة ولم تصلنا الكهرباء إلا بعد سنوات
  • التحقت بالقسم الداخلي في ثانوية الشويخ وكان كل طالب يعتمد على نفسه تماماً
  • تركت الدراسة بعد الصف الثاني الثانوي لمساعدة الوالد والتحقت بالعمل في وزارة الدفاع
  • كنت أذاكر قبل أحد الاختبارات وتركت دفتر الواجب لأرى من بالباب فجاء خروف وأكله
  • كنت أعمل في الاستخبارات عند حدوث العدوان الصدامي على الكويت وقمنا بدورنا وبقينا في مواقعنا وتعرضنا للقصف ووقع منا الشهيد والمصاب والأسير
  • شاركت في فريق التمثيل بالمدرسة الشرقية وذات مرة أعطاني المدرس آيتين مكتوبتين على ورقة لأحفظهما فضاعت الورقة ونسيتهما
  • التعليم اختلف كثيراً عن الماضي فلم تكن هناك دروس خصوصية وبعض الأمهات حاليا يشرفن على تعليم ابنائهن
  • كنت شاهداً على حادثة الصامتة عام 1973 وعند الاحتلال الصدامي جاء مواطنون رجالا ونساء يطلبون التطوع لمواجهة المحتل
  • لم أكمل دراستي المسائية في المعهد التجاري بسبب حبي للعب كرة القدم
  • أول نشاط رياضي لي كان بالفريج عندما أسست فريق التآلف وكنا ننافس «الندوة» وضم مؤسسي النادي العربي
  • انتقلت من مدرسة الصديق إلى «المتنبي» بعد أن تشاجرت مع أحد المدرسين وسحبته من رابطة العنق
  • كنت ألعب في مركز الهجومودائماً ما أتحمل مسؤولية فريقي بالمدرسة أو الفريج
  • التحقت بالمدرسة الشرقية الابتدائية في الأربعينيات وكان مبناها مقابل ساحل البحر مكان المعهد الديبلوماسي
منصور الهاجري
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ومحاضر ومؤلف كتب


ضيفنا هذا الأسبوع لديه العديد من النوافذ التي يطل منها على الماضي الجميل، ماضي الكويت أيام بداية نهضتها الحديثة، أيام المذاكرة على ضوء السراج واللعب بالفرجان والقسم الداخلي بثانوية الشويخ. يستذكر اللواء متقاعد محمد عيسى العلي أحداثا وذكريات خلال هذا اللقاء عن طفولته وشبابه، ودراسته وعمله، وكذلك هوايته المحببة ممارسة كرة القدم. يحكي لنا كيف كان يلعب في الفريج ومسؤوليته عن فريق كرة القدم ولعبه هجوما. يتحدث عن مشواره بالدراسة وكيف تنقل بين مدارس الشرقية والصديق والمتنبي ومتى ترك الدراسة ولماذا، وعن التحاقه بالمعهد التجاري والدراسة المسائية ولماذا لم يكملها ايضا؟ وكذلك عن عمله في وزارة الدفاع وكيف سارت الأمور في الجيش، والأحداث التي جرت أثناء وجوده بالعسكرية وكيف شارك مع الجيش الكويتي في حروب 67 والاستنزاف و73 على أرض مصر وجبهة الجولان.

كل هذا وغيره يرويه اللواء متقاعد محمد عيسى العلي خلال سطور اللقاء التالي:في البداية يستذكر اللواء المتقاعد محمد عيسى العلي سطوره الأولى في كتاب الحياة فيتحدث عن مولده قائلا: ولدت في الكويت بالحي الشرقي فريج المطبة السكة العودة، وأهل شرق يعرفون تلك السكة ما بين مسجد الرومي ومسجد المطبة، واذكر بيوت الجيران عائلة العبدالغفور وعائلة الشهاب وبيت عائلة القبندي والنهام جد صالح النهام، وأيضا فريج وبيت البغدادي، كانوا يشترون ويبيعون مع القادمين من بغداد ومنهم المرحوم أحمد البغدادي وبعد ذلك انتقلوا الى الحي القبلي بالقرب من المقبرة القبلية بالصالحية.

الدراسة والتعليم

يتحول ضيفنا سريعا للحديث عن دراسته فيقول: التحقت بالمدرسة الشرقية الابتدائية في الأربعينيات، ومبناها مقابل ساحل البحر، وحاليا موجود المعهد الديبلوماسي، من سنة أولى ابتدائي واذكر من المدرسين الأستاذ حامد عبدالواحد وزع علينا الشهادات عام 52 – 1953 و1954 – 1955 وكان الناظر محمد عبده مصري الجنسية، واذكر من المدرسين عيسى المطر وملا حمود الإبراهيم وبعد سنوات عبدالله ملا عيسى وعبدالمحسن الزامل وعبدالعزيز الزامل وعبدالوهاب الزواوي ومحمود اسحاق وعبدالمجيد الخنفر وسليمان الرومي وعبدالحميد البغلي وعبدالله حسين الرومي وكان عدد كبير من المدرسين الكويتيين في المدرسة الشرقية وبعض المدرسين الفلسطينيين ومحمد الزعبلاوي وربحي العارف ومنير الدقاق وكان حكم كرة القدم وخالد عيد ومدرس الموسيقى عصام لبناني ومدرس يمني اسمه عبدالله فاضل مدرس لغة انجليزية، تقريبا 50 مدرسا.

أما الزملاء من الطلبة الذين كانوا يدرسون بالشرقية فاذكر منهم صقر الغانم وجبر الغانم ومحمد الملا وأنور الملا وهلال مشاري وأبناء المضف والروضان وأولاد المناعي والعسعوسي وكثير من الطلبة وأبناء المسباح ومندني وأولاد العماني وأبناء بوسلوم والبورسلي، ومن جهة الجنوب بيوت البلوشي وأولادهم وأولاد عائلات الحساوية كما ذكرت كانوا يدرسون في المدرسة الشرقية.

الأنشطة الرياضية

عن أول نشاط رياضي له يقول العلي: أول نشاط رياضي بالفريج أسست فريق التآلف وكان ينافسنا فريق الندوة ويضم نخبة طيبة من اللاعبين وهم الذين أسسوا فريق النادي العربي لكرة القدم وهم عبدالرحمن الدولة ومرزوق سعيد ومحمد الخطيب وعبدالعزيز الخطيب وراشد مبارك وكان أقوى وأحسن ونحن كان عندنا لاعبون طيبون وممتازون لكن هم أفضل منا وقد تبنانا نادي الخليج في الشرق والرئيس الشيخ سلمان الحمود ثم غيرنا اسمه من التآلف الى فريق الوحش، وفيه أولاد هيمة وبومرزوق وهو مشجع وعبدالله عنبر كان يلعب مع النادي الشرقي وهو أكبر منا سنا.

ومع ناصر النجدي اشتد اللعب واغلقت الأندية الأساسية فصار تركيزنا في المدارس وفي الأحياء، وكنا نقيم مباريات مع فرق الحي القبلي مثل الفريق القبلي وفريق المينا وكانوا أكبر منا سنا ونذهب مشيا وأحيانا على دراجات وكنت ألعب هجوما وأكون مسؤولا عن الفريق الذي العب فيه بالمدرسة، وبالفريج واستأجرنا محلا وكنا نجتمع فيه، في البداية كنا في مأزق مادي اذا انشقت الكرة كل لاعب يدفع الذي يستطيع دفعه والكرة أم سر وخيط والنفخ بالمنفاخ مع الإبرة، وعندما كنت طالبا في الشرقية أحيانا احتياط أو انزل الملعب كلاعب أساسي واذكر من المدرسين الأستاذ منير الدقاق وبعد ذلك المدرسون المصريون كانوا متخصصين وخريجي معاهد، ومن الكويتيين أحمد مهنا، يوسف العلي ويوسف العبيد، المدرسة فيها 3 فرق بعدما انتقلت من الشرقية الى الصديق برزت فيها كلاعب والطلاب تعرفوا علي وذلك عام 1955 – 1956. وطلاب الشرقية نقلوا الى مدرسة المتنبي وسبب النقل انني تشاجرت مع احد المدرسين وسحبته من ربطة العنق وانتقلت بسببها وكان الناظر احمد السقاف وكان شديدا جدا على الطلبة والضرب كان موجودا عند المدرسين.

استمررت في الدراسة ولكن بنفس الوقت لصالح الطالب لأننا نقول التربية والتعليم.. كان المدرس مربيا وكانت المدرسة كل شيء في حياة الطالب تربية وتعليم ولا أحد من عائلتك يساعدك لا الأب ولا الأم، على الطالب الاعتماد على نفسه بالاستماع والإنصات للمدرس وهو يشرح الدرس وكنت اكتب الواجب وأضع السراج أمامي على الأرض وهو واحد أو اثنان عند الحاجة للسراج ينتظر حتى ينتهي استخدامه وارجع للكتابة مرة ثانية وهكذا وبعد سنوات وصلتنا الكهرباء، كانت الأمور بذلك الوقت عادية.

مدرسة الصديق

بعد انتقاله الى مدرسة الصديق داوم العلي على ممارسة نشاطه الرياضي وعن ذلك يقول:

كما ذكرت انتقلت الى مدرسة الصديق بعد ما تشاجرت مع أحد المدرسين وعرفت عند الطلبة وأخذت مكاني بينهم كلاعب ممتاز، ومن الانشطة كرة القدم ولاعب أساسي، وأذكر خالد الحربان وراشد مبارك ومن أولاد الشمالي وعبدالرحمن الدولة انتقل الى المتنبي، وهو لاعب موهوب ومثله لم يظهر أحد، وكان يلعب القدم والسلة والطائرة، وأذكر الاستاذ عبدالاله مدرس التربية البدنية في الصديق ومعه عرفنا وضع الخطة الرياضية، وأذكر أنني صرت حكما للقدم.

«الصديق» أبرزتني بين الزملاء ومنحتني احترام المدرسين، أما الثقافية فشاركت في مجلة الحائط المدرسية، وكان معي رضا الفيلي، وكتبت موضوعا وطنيا بالنسبة لمعركة عام 1956 (العدوان الثلاثي)، وكنت متفوقا بالنجاح فوق المتوسط بالشرقية أحصل على دوائر حمراء، أما في الصديق فلم أحصل على دائرة، وفي النهاية حسن السلوك.

«الصديق» استقبلوني وأذكر أنني شاركت بالفريق الخاص بالشرقية مرة واحدة.

حذاء أبيض وملابس نظيفة

أAمضيت أربع سنوات في مدرسة الصديق بين الدراسة الجيدة واللعب، وأذكر من المدرسين الجسار وبعض المصريين، وأقرب الزملاء في الدراسة في الصديق، فكان كل واحد يحب أن يتعرف علي وأذكر بدر باقر وعلي السعدون ومنصور بندر، والرياضة لم تؤثر على دراستي، فكنت مهتما بالتعليم والمراجعة وحاصلا على احترام المدرسين وأميل الى شيء من التمثيل، وشاركت بالتمثيل في الصديق ومدرسة الشرقية.

أذكر أن المدرس أعطاني آيتين قرآنيتين، وقال احفظهما وكتبهما على ورقة وضاعت مني الورقة وعندما وصلني الدور لم أستطع أن أقولهما، وزعل المدرس ونسيت الآيتين، وقلت له حسيت ان هذا الموقف بروفة، فقال: الجميع حاضر وتقول بروفة، وهذا كان بالشرقية الاستاذ مختار لبسني عمامة ـ وحاول أن يلقنني.

وفي الصديق أيضا شاركت بالتمثيل بمناسبة العدوان الثلاثي على مصر، فصرت مؤلفا ومخرجا وممثلا وملقنا، ونحن الطلبة قمنا بكل شيء، وكل واحد له دور وهو الذي يؤلفه، وقمت بدور الذي ضرب اليهودي، وكان عدد الذين يشاركون بتلك التمثيلية سبعة ومنهم علي عبدالله وأنا.

ثانوية الشويخ

من الصديق انتقل العلي الى ثانوية الشويخ، ويقول: نجحت في الصديق والتحقت بثانوية الشويخ التي كانت تجمع عددا كبيرا من أبناء الكويت من جميع المناطق، والتحقت بالقسم الداخلي في بيت رقم 7 وشاهدت ملاعب الثانوية وكانت مجهزة بكل ما يحتاج له الطالب أثناء الدروس أو أثناء الانشطة بعد الدوام المدرسي وكان الجو المدرسي والتعليمي مهيأ للطالب بالفصل أو بالقسم الداخلي فكنت مرتاحا جدا فيه.

الكويت لم تقصر في تقديم كل شيء للطالب، الطالب كان يعتمد على نفسه في بيته وعلى عائلته، عشنا حياة مختلفة عن البيت ولمدة أسبوع الطالب يعيش بالقسم الداخلي ونشعر كأننا في فندق ومع مجموعة من الطلبة، الله يعز الكويت ويكثر خيرها ويعز القائمين على شؤون هذا الوطن الغالي العظيم، الله يكثر خير الكويت.

كان المدرس المسؤول عن الطلبة في البيت مدرسا مصريا. ومن بعد الاستاذ سليمان المطوع. ومعنا حمد الفارس وبوقريص والقطامي وأحمد الجهيم والفرج، بيت القسم الداخلي يشمل ويضم مجموعة من الطلبة بأعمار مختلفة من سنة أولى إلى سنة رابعة ثانوي والبيت فيه أربعة عنابر، والعنبر الواحد يضم عشرين طالبا.

أيام حلوة وجميلة استفدت من تلك الفترة، وأقول ان طالب الأمس يختلف عن طالب اليوم، أولا ان الطالب سابقا يعتمد على نفسه في المراجعة والمدرس يعتبر أبا للطالب، والتعليم قديما يخرج طلبة أقوياء في معلوماتهم ومعرفتهم ولا يوجد عندنا دروس إضافية ولا دروس خصوصية عكس هذه الايام التي انتشر فيها المدرس الخصوصي بسبب المنهج والطالب. وحاليا بعض الأمهات يشرفن على تدريس الأبناء، أما نحن ما كان يعلمنا سوى المدرس ومع ذلك كنا أقوياء في المواد والدراسة وعندنا أنشطة وانضممت الى فريق كرة القدم اللعبة الأساسية كما كانت توجد ألعاب قوى والسلة والطائرة واليد وغيرها من الالعاب وأنشطة اللاسلكي والمطافئ وأنشطة كثيرة متعددة يمارسها الطلبة بعد نهاية الدوام. كان ملعب ثانوية الشويخ ملعبا دوليا كبيرا، وكان الطلبة منتشرين بالملاعب وتوجد حمامات سباحة كبيرة، أحد الزملاء عنده سيارة وكان ينقلنا ونتفرج على المناطق وشاهدت الحفل الذي أقيم للبوم المهلب، وكان تخصصي «أدبي» وتركت الدراسة بعد نجاحي في ثانية ثانوي بسبب مساعدة والدي والتحقت بمعهد تجاري دراسات مسائية محاسبة وتعلمت لمدة سنتين.

العمل في «الدفاع»

أما عن بداية عمله في وزارة الدفاع فيقول العلي:

التحقت بوزارة الدفاع والدراسة مسائية في المعهد التجاري، وذلك بتاريخ 22/8/1959 وكنت موظفا مدنيا قسم اللاسلكي، وبعد الدوام بالمعهد التجاري مسائي ومع العصر ألعب كرة قدم، وكان يشرف علينا الضابط صالح جطيلي وعبدالله فراج ترك اللاسلكي.

أقول إنني لم أكمل الدراسات المسائية بسبب لعب كرة القدم، لأني عندما كنت في الجيش وجدت نفسي كأني المسؤول الاول عن الرياضة، لست مسؤولا رسميا، ولكن كنت قريبا من المسؤولية، وكنت في كتيبة اللاسلكي وكنا في بداية تأسيس الرياضة كتيبة اللاسلكي وكنت مسؤولا عن فريق كرة القدم ونقيم مباريات مع فرق الألوية كان من المفروض ان أكون على كرة القدم ولكن صرت مسؤولا شاملا على كل الفرق وفي سيارتي الفانيلات والسراويل والأحذية أي لاعب يريد اللعب نشركه.

فريق كرة قدم الجيش

تكون فريق كرة القدم في الجيش من لاعبي الكتائب والألوية واستعانوا بلاعبين من منتخب الكويت لكرة القدم مثل حسني ناصر والعصفور والدولة وراشد السيف والخطيب والفعقان والخشرم، خالد وابراهيم أولاد القندي، سالم فرج وضاحي حمد وهم زملائي منذ ان نشأنا ونحن صغار وكنا نلعب مع بعضنا البعض.

عملنا النظام الداخلي للاتحاد وكلهم ضباط، بعدما تحول الرياضيون الى ضباط كنت في تلك الفترة مسافرا، فعندما رجعت أقمنا مباراة حضرها رئيس الأركان المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر وكنت موجودا فقلت له: جميع اللاعبين عسكريون.. فقال وانت معهم عسكري. ورشحوا معي ثمانية إداريين لأننا بالأصل نعمل كتبة فحولونا الى عسكريين والتحقنا بدورة تدريبية لمدة ستة أشهر وكان من المفروض بعدها نحمل رتبة ولكن بقينا أربع سنوات برتبة مرشح ضابط وصار عددنا من أربعة عشر مرشحا إلى مائة مرشح وأنا مرشح حصلت على دورة عسكرية إلى بغداد درسنا الإدارة هناك ورجعنا.

معركة 67

بدأت معركة عام 1967 فاحتاجوا لزيادة عدد الضباط فحصلت على ترقية ملازم وبدأت أتدرج في الترقيات مع زملائي الضباط وامضيت اللعب مع فريق الجيش وصرت مسؤولا عن الفريق وأمثل كتيبة اللاسلكي وشاركت في إعداد النظام الداخلي للاتحاد العسكري وحضر وليد البورنو وهو عسكري واحمد الطرابلسي البورنو كمدرس رياضة، أما اللاعبون فكانوا مؤهلين من الأندية يمثلون منتخب الكويت وكان مستواهم عاليا جدا وكان أحمد الطرابلسي في بداية حياته الرياضية وهو رجل رياضي موهوب كحارس مرمى في أيامه وكان يعمل سكرتيرا عند وليد البورنو.

وكان يلعب مع المنتخب العسكري وكان هناك تنافس ورياضة حقيقية موجودة بين الألوية والكتائب، كان مستوى الرياضة في الجيش ينافس أي رياضة في الكويت وبعد ذلك صار منتخب الجيش يقيم مباريات مع فرق الدول العربية وكان مستوى فريق الجيش يعادل مستوى المنتخب الكويتي في مبارياته.

كان جميع لاعبي فريق الجيش هم لاعبو الأندية والمنتخب الكويتي، جميع الذين ذكرتهم في السابق يمثلون وحدات ألويتهم ويمثلون منتخب فريق الجيش وكان المنتخب العسكري يقيم مباريات مع فرق سورية والعراق، وكان دوري بحدود الفرق الداخلية وبعد فترة انقطعت عن الرياضة وأنشطتها وتفرغت للعسكرية.

تراجع النشاط الرياضي

تراجع النشاط الرياضي في فترة حرب 1967 حيث إن معظم الرياضيين العسكريين توزعوا على العمل العسكري دبابات ومدفعية صار مثل أي ضابط عسكري غير لاعب وبعضهم شارك في معركة عام 1967 على أرض مصر مع الجيش الكويتي الذي شارك مع الجيش المصري هناك للدفاع عن مصر حتى عام 1973.

التفرغ للعسكرية

يكمل العلي حكايته مع الرياضة والعمل العسكري فيقول: نقلت من كتيبة اللاسلكي الى الشعبة الخاصة في الأمن شعبة الاستخبارات ملازم أول والتحقت بالدورات وأقوم بالتدريب والبعض تخصص وبعد التحرير من الاحتلال الصدامي الغاشم تم نقلي الى وزارة الدفاع مع المرحوم الشيخ علي صباح السالم وزير الدفاع – رحمه الله – كلفني بعمل خاص بالكويت معظمه واجبات داخلية وواجبات خارجية وأقدمها له حتى التقاعد عام 1995.

كذلك شاركت مع الجيش الكويتي الذي توجه الى مصر عام 1967 وحرب الاستنزاف عام 1973 وأمضيت سنوات مع الجيش الكويتي وقد اختلط الدم الكويتي مع الدم المصري على أرض مصر الحبيبة، شاركت أيضا على جبهة الجولان في سورية وكان القائد الفريق المتقاعد علي المؤمن ويساعده اللواء المتقاعد سالم تركي وكثير من الضباط.

شرف كبير للجيش الكويتي وشرف كبير للكويت التي شاركت على الجبهتين ضد اسرائيل ليعرف من وقف مع صدام حسين ضد الكويت ماذا قدم الجيش الكويتي لأشقائه العرب عام 1967 وعام 1973.

قدم المبالغ وقدم الأفراد وقدمنا ضحايا وشهداء، الجيش الكويتي أيضا شارك في الفصل بين القوات الأردنية والقوات الفلسطينية ونجح المشاركون في تهدئة الأوضاع هناك في أحداث ما عرف بأيلول الأسود عام 1970.

الجيش الكويتي وضع مصلحة الكويت فوق المصالح الشخصية حتى العبور الى سيناء صار على القوات الكويتية وكنا أقرب نقطة للعبور، وعام 1967 عندما ضربت إسرائيل القطار الذي كان ينقل القوات الكويتية الى سيناء جيش قليل ودولة عظيمة عانى الجيش الكثير ولكن لم ييأس أفراده واصلوا العمل ليلا ونهارا على الجبهتين السورية والمصرية وقدموا شهداء من رجال الجيش الكويتي على الجبهتين رحمهم الله.

الاحتلال الصدامي للكويت

عن تلك الصفحة المؤلمة من تاريخ الكويت صفحة الاحتلال الصدامي يقول العلي: رحم الله شهداء الكويت الذين ضحوا بأنفسهم للدفاع عن الكويت، أما بالنسبة لدور الجيش الكويتي فوقف بقوة مثلما وقف بوجه عبدالكريم قاسم عام 1961 عام الاستقلال.

أصبحنا يوم 2/8/1990 وإذا بالجيش الصدامي يغزو الكويت الدولة الآمنة المسالمة بقيادة المجرم المقبور صدام حسين، المواطنون فوجئوا بدخول الجيش الصدامي وصدرت الأوامر للقوات المسلحة اتركوا الأمور. وكان بعض المواطنين بالشاليهات والمسافرين، الجيش الصدامي لقي مقاومة من الوحدات التي مر عليها ولكن العدد الكبير للجيش المعتدي مكنه منهم. صدام حسين رجل ندل ومخادع وجميع الصفات اللاأخلاقية فيه وفي جيشه وكشف لنا أناسا ساندوه على الباطل وعرفناهم بوقوفهم ضد الكويت.

وأما بالنسبة لدوري بحكم عملي كرجل عسكري معاون رئيس الأركان للاستخبارات والأمن يعتبر من الأجهزة المهمة جدا جدا إذا كان في جهاز إنذار عن عدوان عراقي على الكويت المفروض يخرج هذا الإنذار من عندنا يقول للجيش فيه خطر عراقي وعليكم الاستعداد، نحن ننبه وقمنا بدورنا وانتبهنا وبقينا في مواقعنا وتعرضنا للقصف نرمي ويرموننا ومنا من استشهد ومن أصيب ومن استشهد بعد ذلك ومن أسر عند القوات الصدامية ومنهم من سلمه الله ويعيش معنا واحتفل معنا يوم 26/2/2013 بفرحة التحرير والنصر،والحمد لله رب العالمين ونحن نحتفل والأعلام على كل بيت ولا يوجد بلد يسوي ما يسويه الكويتيون والشعب يستاهل، الذين أيدوا المقبور صدام حسين أين هم الآن وماذا أصابهم؟ نحن نعيش بخير ونعمة شوف الجيش الصدامي وشوف الشعب الكويتي البطل والجيش الكويتي. صدام حسين وأعوانه في مزبلة التاريخ.

تحرير الكويت

التحقت بالجيش الكويتي وكان الهم الأكبر اعادة بنائه من جديد، لأن الجيش الصدامي دمر كل شيء يهم ويخص الجيش الكويتي. هنا الدولة خصصت ميزانية خاصة للدفاع لتعزيز وإعادة بناء الجيش، هذا البرنامج كان بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة ومن ذلك التاريخ الى يومنا هذا نسمع عن مناورات مع دول مجلس التعاون ويستحقون الشكر الجزيل.

نحن عرفنا الدول التي عند الشدائد هم لنا ولا علينا، رجعت لعملي منذ تحرير الكويت كانت الحياة صعبة والناس متوترة وناس فقدوا أولادهم وآخرون فقدوا حلالهم وبيوتهم مدمرة، دمرها الجيش الصدامي، سجل التاريخ ماذا فعل الجيش الصدامي بقيادة المقبور صدام حسين.

كنا نبذل أقصى جهد لعمل وإعادة ما دمره الاحتلال الصدامي ويمكن ان تعود كل الأمور إذا بذل الإنسان كل جهده.

الجيش الكويتي يشكر وهو مدعاة للفخر والاعتزاز، الجيش الكويتي كان مؤهلا تأهيلا قويا كل الدورات التي تعطى للضباط الآخرين تتوافر في الضابط الكويتي حبا لوطنه. أول أزمة صدام حسين حضر بعض المواطنين ومنهم نساء يطلبون التطوع بخدمات كبيرة وتكون مساعدة للمقاتل، كان البلد بعد التحرير فيه شيء من الإخلال الأمني، الحمد لله اليوم نحن في أمن وأمان والذين يتحدثون عن ضعف الأمن أقول لهم أنتم غلطانين، الأمن في الكويت أفضل من أي بلد في العالم، الذين يتكلمون عن جريمة واحدة ليس إخلالا بالأمن منذ أيام هابيل وقابيل فيه جريمة نشوف حاليا كم ألف مسافر في عطلة الأعياد ما زادت السرقات ولا زاد العنف، هذا يعني انه يوجد أمن قوي والدولة في أمان، الشباب والكبار رجال ونساء في أمان في الشاليهات وفي البر.. الجيش حاليا قوي جدا وأفضل بكثير مما كان عليه بفضل من القيادة والضباط الأقوياء الجيش يسير على خطط مدروسة ومؤهل جدا لأي طارئ وأهم شيء الذي يحتاجه الجيش هو الوعي الأمني ومن دونه يصير لا شيء وكذلك تحتاجه الدولة، كيف تنمي روح الوعي الأمني لدى الأسرة والمواطنين والعسكريين.

الطابور الخامس في الكويت الذي كان يحذر منه سمو الأمير الوالد المرحوم الشيخ سعد العبدالله أقول ان كلامه – رحمه الله – صحيح 1000%.

الطابور الخامس تسلحوا وخرجوا علينا اذا تشوف واحد بالسيارة يرمي وانت خارج من البيت ما عندك سلاح ماذا تفعل وانت مواطن وذلك الرجل معاك تعتقد انه مواطن ولكنه غير مواطن والذين كانوا يقفون ضد الكويت معروفون والشرفاء معرفون.

استمررت بالعمل مع المرحوم الشيخ علي صباح السالم وزير الدفاع وعملت معه حتى وفاته، وبعد ذلك عملت مع سمو الشيخ جابر المبارك رئيس الحكومة الحالي، وأيضا مع المرحوم الشيخ سالم صباح السالم، وبعد خروجه من الدفاع تسلم الشيخ أحمد الحمود واشتغلت معه.

حادثة الصامتة

عام 1973 شاركت في حادثة الصامتة التي تسبب بها العراقيون بالهجوم على نقطة الحدود الكويتية بما أني بالأمن في الشعبة الخاصة في ذلك الوقت، وكان الشيخ سالم صباح الناصر رئيس المكتب الخاص والمرحوم فهد بورسلي رئيس الشعبة العسكرية، فكنا نتابع الأمور قبل حادثة الصامتة وكل ما يهم أمن الكويت.. وكانت عندنا هواجس من ناحية العراق والغدر موروث عندهم، وعندهم تجاوزات حدودية كثيرة، خاصة في حادثة الصامتة كان الجيش العراقي مستنفرا مع إيران وكان جزء من قواته داخل الحدود الشمالية من منطقة الصامتة وقصر أم قصر (بيت قديم على ساحل البحر)، نحن عندنا عسكريون للاسلكي يداومون في أم قصر ويرصدونا.

شبابنا يحب وطنه فمجرد ما السيارة تدوس على حدودنا يوقفونها، البر خالي لكن العراقي يريد ان يتجاوز الحدود، العراقيون عندهم الميناء وعندهم قوات خلف البحر وإذا تحركوا وصلوا قواتنا، وقواتهم يمرون علينا ويزورون قواتنا، وأحيانا يجلسون مع بعض فنحن على كل تلك العلاقة ما كان هناك حسن النية من الجانب العراقي، أحيانا يعملون حركات يضعون أعلاما في الارض، فكنت أكلف وأذهب للمهندسين العراقيين الذين يضعون الاعلام فأقول لهم هذه أرضنا فيقولون نحن حضرنا من بغداد وما عندنا علم، فيعودون ويرفعونها وأحيانا يعاندون وتتدخل الدولة عن طريق الخارجية، تجاوزات تتكرر، وفي ليلة عادية ومع تغيير العسكريين، في الصامتة وعندنا تلفون أرضي وصلنا خبر ان قوات عراقية ضربت الصامتة وقتل اثنان من القوات الكويتية وصلني تلفون وكنت في البيت، وبحكم عملي اتصلت بالمسؤولين، وبلغتهم باللي صار وتوجهت الى مكتبي ودخل علينا الفجر.

حضر عندنا سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، كان في ذلك الوقت وزيرا للخارجية، وذهب الى مستشفى الصباح، وفي تلك الاثناء حضر رئيس الاركان المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر الصباح دخل مكتبه وحضر جميع الضباط، في تلك الاثناء كلفت من رئيس الأركان بالذهاب الى العبدلي.

وذهبت الى هناك وحضرت مجموعة من الحراس والعسكريين من أم قصر الى العبدلي وكان الطريق رمليا غير معبد وصلت العبدلي وقابلت ضابطا من الداخلية أخذت منه إفادة وكان ضابط (مركز المزارع) القشعانية الضابط اسمه ابراهيم الناصر والتقيت مع الحرس والشرطة وأخذت منهم إفادة وفي نفس الوقت تسلمنا برقية بأن العراقيين يقصفون مركز أم قصر وفيه أربل عالٍ عسكريون للترقيات وأعطيناهم أوامر بإخلاء المكان وحينما كنت عند مركز المزارع كانت هناك سيارة بوكس جاهزة لتبديل النوبة (الزام). وعندي سيارة جيب مع السائق واثنين من الحرس، وصلني أمر بالتوجه الى أم قصر بحذر ما كان في بالي وتوكلنا على الله في الساعة الثالثة فجرا من الرئاسة ومريت بالمغاوير وأخذت منهم مناظير وكان عبدالوهاب المزين وكانوا مجهزين مدرعات (سرسان) للتحرك للحدود، أخذت المناظير وكان معه عبدالوهاب العنزي ووصلنا الى أم قصر وكان فيها خالد المسعود المسؤول عن الحدود ولأول مرة أقابله ورجل لبناني فني تصليح ماكينة الكهرباء، وأربعة عسكريين المسؤولين عن اللاسلكي، وكان السلك مقطوعا أخذته وركبته على التلفون الموجود عندي بالسيارة واشتغل، القيادة السياسية والعسكرية موجودة برئاسة الاركان وبلغتهم وشرحت لهم، وصلت الصامتة والعراقيين ماخذين الأرض بوضع الاستعداد وكنت خلفهم من جهة تبة سعد وتبة ثانية وعندها شفت العراقيين وقفت وبلغت ان افرادا من الجيش العراقي مسلحون وموجودون فقالوا اتركهم وأثناء عودتي وأنا هناك شاهدت طائرة هيليكوبتر كويتية في أم نقا قبل أم قصر وكان فيها المرحوم عبدالعزيز الخطيب وهو الطيار ويساعده على جواد الناصر.

ونزل المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر رئيس الاركان وأديت التحية وشرحت له الوضع وشاهدت قوة عراقية تنزل من السيارات مسلحة، وانتهى الوضع والحمد لله رب العالمين، والله يرحم من استشهد والله يرحم شهداءنا جميعهم، وتحيا الكويت.

موقف أثناء المراجعة

كان عندي اختبار وكنت مستمرا في المراجعة وفي هذه الاثناء سمعت طرقا على الباب فذهبت لكي أرى من بالباب ورجعت واذ بي لم أجد الدفتر فالتفت وإذا بخروف صغير يأكل دفتر الواجب الذي أراجع فيه، ضربت الخروف واليوم الثاني الاستاذ شاف الدفتر، كان السراج نور يضيء لنا المكان، ومن الامور اننا نفاجأ بدخول الوالد علينا حاملا بعض الحلويات والرقي أو البطيخ، ونحن صغار نركض مستانسين من حضور الوالد وبعض الحلويات.









عدد المشـاهدات: 8167


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
:حجم الخط
367451-Ap8.jpg

طالب العربيد (محمد خلوصي)
367451-Bp8.jpg

النقيب الشاعر طالب العربيد والزميل منصور الهاجري
367451-11p8.jpg

طالب العربيد وإخواته في فيلكا
367451-7p8.jpg

طالب العربيد ومجموعة من الأصدقاء
367451-Cp8.jpg

الطفل مشعل العربيد وأصدقاء الوالد عام 1979
367451-10p8.jpg

طالب العربيد ومجموعة من الأصدقاء في القاهرة 1976
367451-5p8.jpg

367451-4p8.jpg

367451-2p8.jpg

367451-1p8.jpg

367451-13p8.jpg

367451-8p8.jpg

طالب العربيد في جاخور الأغنام


  • قرأت لكبار الشعراء مثل المتنبيوشوقي ومن الكويتيين العسكر وبورسلي والفرج وحفظت من أشعارهم
  • بعد تخرجي في كلية الشرطة عملت في أمن الدولة وبعد سنوات تحولت من عسكري إلى مدني في إدارة تخطيط وبحوث المرور
  • كنا نشاهد الأفلام الهندية والأجنبية في سينما غرناطةوسعر التذكرة100 فلس
منصور الهاجري
كاتب وباحث في التراث والتاريخ
ومقدم برامج في الإذاعة
والتلفزيون ومحاضر ومؤلف كتب

ضيفنا هذا الأسبوع النقيب الشاعر طالب خليفة العربيد، ولد في المرقاب وبعد تثمين البيوت انتقل والده للسكن في القادسية ومن ثم الى خيطان.

بدأ ضيفنا حياته بخيطان القديمة عندما كانت بيوتها قليلة وعربية، وقد تعرف على الكثير من أبناء تلك المنطقة فكان يذهب معهم لمشاهدة الفرق الشعبية وهي تؤدي العرضة والسامري. التحق بمدارس خيطان الابتدائية والمتوسطة لكنه لم يكمل تعليمه فالتحق بسلك الشرطة وبعد فترة تدرب وعيّن وكيل عريف.

عمل بالمباحث الجنائية وفي مطار الكويت وأمن الدولة ولكنه اشتاق للدراسة فالتحق بالمعهد الديني بالدراسات المسائية وحصل على الثانوية العامة فالتحق بكلية الشرطة وتخرج ضابطا وعاد للعمل في أمن الدولة واستمر في عمله حتى التقاعد. كتب الشعر الفصيح والنبطي الشعبي، كذلك تطرق لكتابة شعر الزهيري.

يقول انه قرأ لكبار الشعراء وحفظ لهم مثل المتنبي وأحمد شوقي والشاعر الكويتي فهد العسكر والشاعر الشعبي فهد بورسلي وعبدالله الفرج، وله قصائد في الرثاء والغزل والمدح، وله مجموعة من الزهيريات. جمع شعره في ديوانين وهما بطريقهما للطباعة كي يظهرا للقراء.

وابنه مشعل شاعر وفنان ايضا وله مساهمات كثيرة، ماذا يقول ضيفنا في هذا اللقاء عن والده وعن عائلة العربيد وأصولهم النجدية القديمة.

في بداية اللقاء يتحدث النقيب المتقاعد الشاعر طالب خليفة العربيد عن بداياته الأولى: ولدت في منطقة المرقاب ومن ثم انتقل والدي الى القادسية بداية تأسيسها وكان الوالد يسكن في بيت جدي بالقادسية وبعدها انتقل والدي الى خيطان وكان جيراننا بالقادسية المغفور له عبدالله العيسى، وبيت المالك، وكان من أعمامي الذين سكنوا القادسية عمي أحمد عيسى محمد العربيد وعمي محمد جاسم عيسى العربيد، انتقلنا الى خيطان بالقرب من سوق خيطان القديم، وكانت خيطان تضم العوائل الكويتية آنذاك ومنهم الرقم، محمد الشرهان، مساعد منير السبيعي، عائلة الرندي، عائلة المعتوق، عوائل السعد، عوائل الريش، عوائل الجطيلي، عوائل الفيلكاوية، ومنهم الأنصاري، مهنا الهاجري، ومن الدواوين المشهورة في خيطان: العصيمي، الجبري، العربيد، الأنصاري، جطيلي، الحبيتر والرندي، وكانت خيطان قديما عبارة عن بيوت عادية من دور أرضي فقط وكان بها سوق خيطان القديم، ومن الدكاكين القديمة في سوق خيطان: العجيل، وكان يبيع لوازم وحاجيات البيوت من مواد غذائية وبسط ودهن عداني، كذلك العومي كذلك كان محلا يبيع النعال ام اصبع والجوتي الأبيض بوخيط، وكان في خيطان قديما نادي خيطان القديم وهو قرب المطينة، والمطينة عبارة عن بركة يتجمع بها الماء ويؤخذ منها الطين وبها جليب به مكينة سحب ماء يؤخذ منها الماء، ومما أذكر من الفرق الشعبية في منطقة ابرق خيطان فرقة سليمان الرندي وفرقة الشاعر عبدالله الحبيتر وفرقة الريش.

وكانت بالقرب من المطينة المقبرة (مقبرة خيطان القديمة) وهي الوحيدة في خيطان وموقعها اليوم قرب المحاميد، وكانت هناك العربانات المركبات الصغيرة ذات الثلاثة تواير وكان من سواقها تيسير سوري الجنسية هو واخوته وكان اهل خيطان حين يذهبون للسوق يشترون ما يلزمهم من اغراض يوصون تيسير او احد اخوته بان يذهب بهذه الاغراض للبيت، كذلك كان مستوصف خيطان القديم بالقرب من منزل الطاحوس.

وأيام العطل بالعيد كنا نذهب للعرضات، عرضات الرندي والمعتوق، كذلك كان العيد قديما عبارة عن دوارف بسيطة وبيع العصير وكانت العيادي لا تتجاوز الربع دينار.

وكان توجد في خيطان الجديد احوط كبيرة تباع بها احذية بوت بخمسين فلسا وكنا نبحث عن الفردة الثانية من بين ملايين الاحذية.

وسينما خيطان (غرناطة) وكان سعر التذكرة 100 فلس وربع دينار، وكنا نحجز تذاكر بو 100 فلس ونحجز الصف الاول ولا نجلس على الكراسي بل على الارض وكنا نذهب الى الافلام الهندية (شام رام) و(بوبي) وكذلك الافلام الاجنبية.

الدراسة والتعليم

اما عن مشواره في طريق التعليم، فيقول العربيد: بداية تعليمي في روضة القادسية بالقرب من جمعية القادسية واذكر ابلة «موزة» وكانت بها شطافة الاطفال.

ومن ثم درست في صقر الشبيب (ابتدائي) وكان من اذكرهم احد اولاد المالك وابن خاله اللاعب عبدالحميد محمد واحد اولاد الدعيج.

ومن ثم انتقلت الى خيطان حيث درست في معاذ بن جبل متوسطة، وكان الناظر آنذاك عبدالنبي النكاس، ومن المدرسين الذين اذكرهم استاذ حسين جاسم والحريبي ومدرس الدين استاذ عبدالعزيز واستاذ موسى مادة العربي ومن ثم انتقلت الى ثانوية الاصمعي وفصلت منها ومن ثم المعهد الديني في قرطبة.

وكان من اصدقائي في المعهد الديني فوزي المغربي ويوسف بوحمد وعثمان الديش وعبدالله الدريوش وجاسم المغربي، وكان ناظر المعهد الديني آنذاك محمد شمس.

أول عمل

وعن اول عمل له يقول العربيد: بعد انهاء دراستي المتوسطة، دخلت ضابط صف وكيل عريف واشتغلت في الادلة الجنائية، وكانت الادلة الجنائية آنذاك في شرق عند مقبرة شرق، وكان مديرها العميد منصور الابراهيم ونائبه حسين الشيرازي، حيث عملت هناك باحث بصمة وبعدها انتقلت الى مباحث المطار وكان ضابطنا النقيب جاسم الكندري ودعيج اليتامى واسعد الدويخ وفيصل نواف الصباح وكنت انا مسؤول فرقة البحث والتحري، وكان من صميم عملنا ضبط جميع القضايا الجنائية، وكان من زملائي في العمل فتحي العوضي ومحمد العصيمي وسالم راشد الجويسري ومحمد خالد المطيري ومبارك مطيري البرازي وعبدالعزيز عبدالسلام وراشد حماد العدواني وقد وصلت في الرتب الى رئيس عرفاء ومن ثم التحقت بكلية اكاديمية الشيخ سعد العبدالله (ضابط).

كلية الشرطة

حرص العربيد على اكمال دراسته في كلية الشرطة، وعن ذلك يقول: بعدما انهيت دراستي في المعهد الديني (الثانوية)، اتجهت الى وزارة الداخلية واخبرتهم باني ارغب في الدخول للكلية للحصول على ضابط، واخبروني بأنه لا مانع ويجب عليك الآن ان تسجل اولا ومن ثم تقدم استقالتك وان تحضر ما يثبت انك مقبول بالكلية حتى نقوم بعمل اللازم مع حفظ حقوقك وراتبك الى ان تتخرج ضابطا.

ومن ثم التحقت بكلية الشرطة ودخلت ثلاث سنوات وكان مدير طلبة ضباط سليمان الفهد ومن الضباط امراء الفصائل والملازم اول طلال المطيري ومحمد الكميمي ووليد المنصور والرجيب وكان عريف فصيلي الشيخ سالم نواف الصباح والكندري، وكان من زملائي عبدالحميد المكيمي ووحيد الرجيب وجمال البناي وهادي العنزي رحمة الله عليه وجمال العربيد ومحمد الرومي.

وكان منهج الدراسة حصصا في العسكرية والدراسة الاكاديمية القانونية، والخيالة، وكانت هناك الرياضية من المواد الاساسية تعطى لنا كل صباح وتخرجنا برتبة ملازم.

التعيين «ملازم»

بعد تخرجي في كلية الشرطة بعد مرور ثلاث سنوات عينت في امن الدولة، وكان مديرها فهد الفهد ونائبه هيثم الصبيح وكان مدير ادارتي (ادارة الخليج) الرائد احمد العجيل ونائبه عبدالله بورحمة، ومن زملائي الملازم اول عبدالله العصفور والملازم اول سالم الحسينان والملازم اول خالد الشايجي وعملنا يختص بامن الدولة فقط.

وبعد سنوات من الخدمة حولت من عسكري الى مدني بدرجة ثانية وعينت رئيس شعبة البحوث المرورية بادارة تخطيط وبحوث المرور، وتقاعدت بعد خدمة مؤيلة في وزارة الداخلية عام 2004.

عن هوايته المفضلة ألا وهي قرض الشعر يقول العربيد:

من هواياتي الاساسية حب الشعر وقراءته، بدأت الشعر منذ التسعينيات وكانت البدايات خواطر تكتب هنا وهناك ولكني بدأت اتأثر بها اكثر حين ألح علي ابني مشعل على ان اقوم بمراجعة دواوينه، اعدادا منا له للنشر هنا كانت البدايات الحقيقية.

الشعر هو موهبة ومن يؤثر بالشاعر هي البيئة المحيطة بالشاعر والاحداث ومجريات الامور وانا من قراء الشعر الجاهلي، وقرأت لشعراء العصر العباسي والشوقيات والخنساء ومجنون ليلى ونزار قباني وغيرهم الكثير من الشعراء ولكني تأثرت بنزار، وكذلك الشعراء الزهير عبدالرحمن الضويحي وعبدالله الفرج وسليمان الموسى وفهد العسكر وكان الزهير من أكثر من تأثرت بهم.

وانا قد كتبت جميع انواع الشعر المقفى والشعر الحر والابوديات وزهير بنوعيه الأبيض والأحمر، وهذه نماذج من مجموعة ما كتبت من الشعر.

الوالد خليفة العربيد

367451-12p8.jpg

المغفور له خليفة بن جاسم بن عيسى بن محمد العربيد ولد عام 1935م وتوفاه الله في 10 مارس 2010م، حيث كان يعمل سابقا بالسلك العسكري (وزارة الدفاع) ومن ثم عمل بالإطفاء مركز الفروانية، وكان المغفور له شديد المزاج، طيبا في داخله، محبا لهواية تطيير الحمام، ومن الأصحاب الذين عاصروه منذ الصغر وظلوا مرتبطين به حتى توفّاه الله: مبارك الشاوي (العامر) بوسليمان الضويحي، بوسلمان مال الله، بوعايض الحقان.

تزوج المغفور له من أم طالب العربيد بنت عيدان جمعة الستلان الله يطول في عمرها وله 5 من الأبناء، كما ان المغفور له كان من مربي الماشية ومن مواقفه انه فتح بابه لمن يرغب من الضباط بعد انسحابهم من منطقة كيفان إبان الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت بالاختباء لديه، كنقطة لانطلاقهم من جديد، وكان من ضمن الضباط الذين تواجدوا في منزله لفترة من الزمن ابان الاحتلال: الملازم أول فهد دحام الظفيري (الجيش) – الملازم أول عدنان المنصور (الجيش) – الملازم أول ضاحي الضاحي (الحرس الوطني) – المغفور له الملازم خالد الراشد (الجيش) والمغفور له محمد الراشد (الكويتية) – الملازم أول خالد الخضاري.

يعتبر رحمة الله عليه بوطالب العربيد هو أول من كرم أصحاب هواية تطيير الحمام، حيث أقام عرسا في قلب كبد بتاريخ 7/1/2010م محتفلا بأصحابه ورفاق دربه، ولكأنه كان يودعهم في هذا العرس، حيث توفاه الله يوم 10 مارس عام 2010م.




السيرة الذاتية لذرية عيسى بن محمد بن عربيد

العربيد في الكويت هم 8 عوائل، لا تعود لبعضها البعض من الاب والجد الواحد، ولا تلتقي في نسب واحد انما هي كريمة ومتفرقة.

وذرية عيسى محمد العربيد هي من الحاضرة وعودا تعود الى المحمد الى العربيد الى الحمد الى الغبين الى الفدعان، وتنحدر من بقعا من حايل، انحدرت في سنة قحط من العام 1849 للميلاد تقريبا واستقرت في الشمال ومن ثم الكويت، في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي وسكنت المرقاب في بداية انحدارها (حي المرقاب) ومن ثم حي بن الدعيج ومن ثم فريج عليوة (المسيل)، ومن بعد قطنت الدسمة والدعية والقادسية والعديلية والعمرية.

عرفت عائلة العربيد منذ الازل ذرية محمد بن عربيد منذ قدومها ما بعد عام 1849 بأنها ذات صبغة بحرية، وانها بعيدة كل البعد عن السياسة، فهي منذ الازل ومازالت لا تستهوي السياسة، ولم تكن لها مشاركات في السياسة في الفترات ما قبل الخمسينيات، لكنها استهوت البحر بما فيه النهمة والسيب والاسفار والمغاصات في جزيرة سرنديب ـ سيلان، يقول العم حمد بن عبدالعزيز بن حمد بن محمد راشد البصري رحمة الله عليه حين سألناه عن خاله عيسى العربيد هل كان يغوص في سرنديب لحسابه الخاص؟ فأجاب: كان والدي عبدالعزيز واخوه خميس رحمة الله عليهما يذهبون مع خالهم عيسى العربيد عن طريق المحامل الكويتية التي تذهب الى سيلان للغوص بمقابل، وحين يصلون الى هناك يفترقون ويستأجرون احدا من المراكب مع بعض من البحارة ليساعدوهم اثناء عملية الغوص هناك، وكانوا يذهبون في الصباح ويعودون قبل المساء، اما الصيد من المحار فكانوا يبتاعونه هناك على التجار الكويتيين دون ان يفلقوا المحار، وهكذا تكون رحلتهم حتى يحين موعد رجوعهم مع من سيعود الى الكويت من المحامل الكويتية، وقد كنت احد السفراء معهم الى سرنديب 28/9/2010 ـ 11/10/2010، وذرية محمد بن عربيد هي استهوت العسكرية وانغرست فيها منذ الخمسينيات والستينيات واحتلت مراكز مرموقة في السلكين الداخلية والجيش فترة وجودها فيها، وفي 2012 بدأت تبتعد كل البعد عن السلك العسكري وتتجه نحو صناعة الانسان والقانون، وذرية محمد بن عربيد قدمت الكثير لهذه الارض الطيبة وضحت بالكثير لها، فهي قدمت الاسير ومن فقد اطراف يديه ومن كاد يفقد رجليه وحياته وقدمت المسن للتكافل الاجتماعي ابان العزو الغاشم على الكويت، وقدمت الضباط والدكتور والمحامي والمهندس والتربوي والاعلامي والشاعر والفنان والطل ولاتزال ومازالت تعطي وتضحي لهذه الارض الطيبة.





الاحتلال الصدامي الغاشم

لجان التكافل تكرم كبير عائلة العربيد الشرف الفخري العم محمد بن سعد بن عيسى بن محمد العربيد، على ما قام به من اعمال جليلة داخل الكويت ابان الاحتلال الصدامي الغاشم على الكويت الحبيبية، وصبره وتفانيه وحثه لاهلها على الصبر والجلد والانخراط في صفوف التكافل الاجتماعي.





تفجيرات المقاهي الشعبية 11/7/1985

قامت مجموعة من الارهابيين بزرع عبوات ناسفة في كل من المقهى الشعبي في الشرق والمقهى الشعبي في السالمية حيث استشهد في مقهى الشرق خمسة اشخاص، واصيب 61 آخرون باصابات متفرقة، فيما سقط في السالمية ثلاثة شهداء، واصيب 27 شخصا في وقت اعلنت منظمة الألوية الثورية العربية مسؤوليتها عن الانفجارين، وكان ضمن المصابين في مقهى السالمية العميد عادل خليفة جاسم عيسى العربيد.





تحرير الكويت 26/2/1991

في صبيحة هذا اليوم قام الملازم اول محمد خليفة جاسم عيسى العربيد بالدخول الى مخفر خيطان لتنظيفه من مخلفات العدو الغاشم على الكويت، اذ انفجر بيده صاعق لقنبلة يدوية ادخل على اثره مستشفى الملك فهد فاقدا لاطراف يده اليمنى.





الوقوع في الأسر

تم اسر الملازم اول طالب خليفة جاسم عيسى العربيد في منطقة السالمية بايعاز من احد المتآمرين في 6/11/1990 وهو برفقة كل من اولاد خالته جاسم وفوزي المغربي – محمد النجار – علي الرقم – الملازم اول فهد دحام الظفيري، حيث اطلق جميع الموقوفين ما عدا طالب العربيد وفهد دحام الظفيري، مورس شتى انواع العذاب على الملازم اول طالب خليفة العربيد حينما افتضح حقيقة امر فهد دحام انه ضابط بالجيش الكويتي لواء (80) مدفعية بالجهراء، استمر كل من الملازم اول طالب العربيد والملازم اول فهد دحام بالتنقل ما بين السجون العراقية داخل الكويت: مخفر الصليبية ومن ثم محافظة الجهراء ومن ثم الحداث بالفردوس ومن ثم (جي ون – الاستخبارات الكويتية سابقا) حيث رحلا من الكويت بشهر 1 من السنة الميلادية 1991 للميلاد الى الامرية البحرية بالبصرة، ومن ثم سجن الرشيد ببغداد ومن ثم بعقوبة (مدينة البرتقال) وفي الـ 30 من الشهر الـ 3 من السنة الميلادية 1991 للميلاد تم فك اسر كل من الملازم اول طالب العربيد والملازم اول فهد دحام الظفيري.

ويعتبر الملازم اول طالب العربيد هو من الضباط القلة الذين ظلوا ماكثين في مقرات اعمالهم حتى يوم السبت، يؤدون ما يمليه عليهم ضميرهم من حق للوطن ابان الغزو الغاشم على الكويت، حيث ترك مقر عمله من يوم السبت اي بعد مرور ثلاثة ايام على الغزو الغاشم على الكويت، وكان ذلك اثناء سقوط مستشفى مبارك الكبير، حيث كان به الكثير من المرتزقة العراقيين الاسرى الجرحى، وكان برفقة الملازم اول طالب العربيد كلا من رئيس مخفر الجابرية المقدم عبيد مخلد المطيري (بو خالد) – النقيب صياح المطيري – الملازم عايض الهاجري، وبعد سقوط مستشفى مبارك بيد القوات العراقية تم حرق مخفر الجابرية والانصراف من يوم السبت.

يعتبر الملازم اول طالب العربيد هو اول من ضبط الشبكة الارهابية التي قامت بتفجيرات 1983، حيث كان وقتها رئيس عرفاء بمباحث امن المطار، والتي على اثرها تم تفجير برج مطار الكويت الدولي، وراح ضحية اثر هذا الانفجار عامل هندي، وكانت التفجيرات في اليوم نفسه هي ما بين ستة الى سبعة تفجيرات، والتي كان من ضمنها السفارة الاميركية، وكان الارهابي الذي فجر نفسه داخل السفارة هو رعد مجبل عجيل مهندس عراقي ينتمي لحزب الدعوة، وكان يعمل في شركة ساب للسيارات، وكان من ضمن التفجيرات المدارس الفرنسية بالجابرية، ومساكن الاجانب في انجفة، وشركة البترول بمنطقة شعيبة.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
حجم الخط
365873-1p8.jpg

المربية الفاضلة لطيفة محمد البراك ثالث مدرسة كويتية في التعليم العام تتحدث عن تجربتها بالتعليم (أسامة أبو عطية)
365873-2p8.jpg

الأستاذة لطيفة البراك متحدثة إلى الزميل منصور الهاجري
365873-4p8.jpg

محمد سليمان العمر ممسكا بالخيل مع أصدقائه
365873-cp8.jpg

المرحوم الوالد محمد علي البراك
365873-12p8_1.jpg

صورة لأحد الأبناء
365873-3p8.jpg

سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد مع أبناء سليمان العمر
365873-6p8.jpg

المربية الفاضلة لطيفة البراك مع حفيدتها
365873-A_1.jpg

لوحة جماعية للزوج والأب والأبناء والأحفاد
365873-B_1.jpg

الدكتورة سلوى العمر أمام إحدى لوحاتها
365873-11p8.jpg

الابن محمد العمر
365873-10p8.jpg

المرحوم سليمان العمر مع أولاده
365873-8p8.jpg

الأستاذة لطيفة البراك مع إحدى بناتها


  • كنت أول كويتية تدرس في رياض الأطفال عام 1957 والثالثة في التعليم العام
  • أشكر مسؤولي التربية لأنهم أطلقوا اسمي على مدرسة النزهة
  • انتقلت من التعليم إلى الإدارة لمدة سنتين ولكن بسبب حنيني إلى التعليم عدت مرة ثانية
  • كنا ننام صغاراً فوق السطوح ونسمع غناء البحارة وضجيج عمل القلاليف
  • المرحوم الشيخ عبدالله الجابر أول من فكر في تعليم البنات ولولاه ما تعلمت البنت الكويتية .. وأول مقر للمدرسة الوسطى كان في بيت المانع
  • تزوجت النوخذة سليمان العمر عام 1957 وفي إحدى السنوات غرقت سفينته الشراعية في البحر وخرج مع البحارة سباحة لإحدى الجزر الهندية
  • كنت ألعب مع البنات «الخبصة» و«البروي» واستحدثت لعبة «الحيلة» مع بدء تعليم البنات في المدارس الحكومية
  • جدي غنيم كان له ثلاثة إخوة نواخذة واسمه أطلق على فريج ونقعة وبركة ماء
  • عام 1938 التحقت بالتعليم لدى الملاية وضحة البلوشي وتعلمت عندها القراءة والكتابة
  • جدتي كانت مطوعة صاحبة مدرسة لتعليم البنات وأكملت تعليم والدتي بعد زواجها
  • أول معاش تسلمته كمدرسة كان 100 روبية وأعطيته لوالدتي
منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون ومحاضر ومؤلف كتب
اهتمت الكويت بالتعليم النظامي العام منذ افتتاح أول مدرسة نظامية عام 1911 وسارت سفينة التعليم في طريقها مع تطلعات القياديين في الدولة الى ان تم افتتاح أول مدرسة للبنات فكانت ضيفتنا من أوائل الطالبات في مدرسة الوسطى.. مع مجموعة من الطالبات. تحدثنا المربية الفاضلة لطيفة البراك عن تلك المرحلة وعن أول مدرسات عملن بالتعليم في الكويت من الوافدات. وكذلك تتحدث عن تجربتها بعدما عينت مُدرسة وهي ثالث مُدرسة كويتية في سلك التعليم. قصة تعليم البنات ومدارس البنات وتطورها وأماكن المدارس.. الأستاذة لطيفة البراك تحدثنا عن حياة والدها وخروجه من الكويت وفي أي عام.. وسفره الى الهند ولماذا اعتقل هناك وأودع السجن وكيف تم الإفراج عنه وفي أي يوم من أي عام، بالاضافة الى العديد من القصص التربوية عن تعليم البنات في الكويت. تقول الأستاذة لطيفة البراك: لولا اهتمام الشيخ عبدالله الجابر التعليم لما تعلمت البنت الكويتية فله الفضل في نشر التعليم بصفة عامة والبنات بصفة خاصة. أيضا تحدثنا عن جدتها التي كانت صاحبة مدرسة (مطوعة) وكيف تأثرت المطوعات بعد افتتاح مدارس البنات. الكثير والكثير نتعرف عليه خلال هذا اللقاء مع المربية الفاضلة الأستاذة لطيفة محمد علي البراك التي شكرت جريدة «الأنباء» على استمرارها بهذه الموضوعات التاريخية التي تحفظ للأجيال القادمة ما قدمه الرعيل الأول من المدرسين والمدرسات.تستهل المربية الفاضلة الأستاذة لطيفة محمد البراك حديثها عن الماضي وصفحاته وذكرياته بالحديث عن السطور الأولى من كتاب حياتها قائلة:

ولدت بالحي القبلي بفريج الغنيم في بيت جدي غنيم سليمان الغنيم جدي لأمي وقد توفي والدها وعاشت وتربت في بيت جدها غنيم، وبعد ذلك انتقلت الوالدة الى بيت والدي في منطقة الشرق لأن من العادات القديمة ان الزوجة تلد في بيت والدها، لكي تشرف عليها والدتها في فترة النفاس، عشت في بيت والدي بالشرق بفريج بن رومي واذكر من الجيران وهم من اليمين بيت حمود المسباح ومن الشمال بيت عبداللطيف بن فهد (النواخذة) دائما تقول ابني فلان واستمرت هذه الكلمة، وبيت بن عيسى (النواخذة) وبيت بن رومي ومسقف الرومي ومسقف ملا حسين متقابلين وكذلك بالقرب منهم مسقف القطامي والمسقف يربط بين بيتين للأقارب ونفس العائلة للعبور بدلا من المرور بالشارع، فكانت هناك 3 سقفات متجاورة في المنطقة نفسها.

وبيت الشاعر صقر الشبيب بالقرب من بيتنا والأديب احمد البشر مع والدي مثل الإخوان وصداقتي مع دلال ووالدتي مع والدتها كلنا أهل وأخوات.. كنت العب مع حصة صالح الرومي وحصة بنت علي ومع بنات بن فهد وبنات عبداللطيف بن سنان وعبدالوهاب سنان ألعب معهن – كلنا نلعب الخبصة والبروّي، وكان والدي عندما يرجع من الهند يحضر معه العاب صحون صغيرة مصنوعة من الصيني والشقيق والقواقع من البحر وبعد ذلك استخدمنا قواطي الطماطه الصغيرة أما الحيله فدخلت علينا مع تعليم البنات في المدارس الحكومية.

كذلك كلنا نبني بيوتا صغيرة من الطين وكل بنت تقول هذا بيتي وكنا مستأنسين وننط بالحبل، كانت جدتي مطوعة صاحبة مدرسة لتعليم البنات اسمها لولوة سيد احمد الرفاعي ولكن الوالدة قرأت نصف المصحف وجدتي أكملت لها التعليم بعد الزواج وتعلمت الخياطة وقديما كانت بيوت الأثرياء في كل بيت خادمة مملوكة وجدتي أمها أهدت لها خادمة مملوكة اشترتها لها هكذا قديما كان الحال، وصارت الخادمة واحدة من أفراد العائلة وكنا نناديها أمي حليمة صارت صاحبة البيت كل شيء عندها وتشرف عليه وما كنا نعتبرها خادمة هي التي تطبخ وتنظف، كانت البيت صغيرا وعدد الأفراد قليلين ولها كل الاحترام وتأكل معنا لها (ميانة) كبيرة وكنا نأخذ رأيها في بعض الأمور وعائلة بوقماز عندهم مملوكة وكن يجتمعن مع بعض – وكانوا يملكون سفنا وعمارة لبيع الأخشاب وقطعا للسفن.

كانت العلاقة بين العائلات متماسكة في الأفراح والأحزان وفي الأعراس واذكر ان التي عندها ذهب تعطيه لبنات الجيران ليلة زواجها ولعدة عائلات كانوا يقولون ان هذا زكاة الذهب.. وأم العروس تحافظ عليه وتعيده لأصحابه بعد حفل الزواج وكل عائلة من الأغنياء لا يبخلون بهذا الذهب بل يساعدون العروس ومن بيت لآخر، عدا عن هذا فرش غرفة العروس، مثلا من عنده اللماعيات والرومانيات وطاولة الرخام والمنظرة (المرآة) من بيت لبيت حتى الأثواب تعار للعروس، كانت العائلات الكويتية متماسكة وكأنهم أهل عائلة واحدة، لا فرق بين أبناء الكويت هكذا كنا والحمد لله لانزال متماسكين.

ما كان بيننا تفرقة والرجال أكثر بساطة ومعرفة وتعاون.. بيت الوالد صف ثان بعد البيوت المقابلة للبحر وكنا ننام فوق السطوح ونسمع صوت البحارة وهم يغنون وصوت القلاليف وضرب المطرقة وعندما يكون غدانا صيد وصبور مشوي أمي حليمة بعدما نأكل السمك المشوي تأخذنا الى البحر لنغسل الأواني ورمي القشور وما تبقى ونغسل السفرة المصنوعة من خوص السعف ويوم الرطوبة تعطل المدارس ونغني «اليوم هدة لأن كوس هدونا» البحر وهن يغسلن الملايس، والدة أمي سكنت بفريج الساير بالقبلة مقابل المستشف الأميركي قريب من الوطية، صرنا نزور بيت جدتي من الشرق الى الجبلة مشيا على الأقدام منذ الصباح الباكر ونعود في المساء ونذهب الى المستشفى الاميركاني ونعالج عيوننا ومسجد الساير حاليا موجود وبيت جدتي بالقرب منه.

اذا خرجنا من بيتنا في الشرق نمر ببيت جدنا بفريج الغنيم، لأن والدتي خالتها أخت أمها تصير زوجة عمها ونأخذها معنا والبيت كبير ويسكن فيه جدي غنيم وأخوه عيسى وأخوه داود ومحمد وهم نواخذة ولهم باسمهم نقعة غنيم وفريج غنيم وبركة الغنيم للماء، ولما كنت صغيرة كانت النساء يرددن ان الرجال نقلوا الصخور على ظهورهم لتسوير النقعة والكويتيون تعبوا وكانوا يرددون كلمة «الجعيدة» وما كنت اعرفها إلا بعد حين فعرفت انه حارس السفينة، أما بالنسبة للكنات وخالتهم غالبا وفي كثير من الأحيان ان الخالة انسانة طيبة جدا مع زوجات أولادها، بالنسبة لوالدتي حضرت عند جدتي لأبي وكانت الوحيدة لأن جدتي ما عندها إلا والدي محمد البراك فصارت مثل ابنتها لأنها الوحيدة فلقيت العز والدلال من جدتي والوالد كان مشغولا بالعمل والسياسة فكانت جدتي مسؤولة عن البيت وهي مطوعة فتحصل على مبلغ جيد لأنها تستلم كل خميس مبلغا عن كل بيت فتسمى الخميسية، لم أجرب الخالة وكانت جدتي لأمي مثل بنتها وكل طالبة يدفع والدها وكل حسب مقدرته كذلك يعطون المطوعة الفطرة تمر او عيش والمطوعة كان لها كل احترام وتقدير واذكر ان بيتنا ما يكون خاليا من الناس، فالوالد منذ بدايته مشغول بالسياسة والعمل.

سنة المجلس

تستذكر ضيفتنا صفحة مضيئة من تاريخ الكويت الحديث وهي مرحلة تأسيس المجلس التشريعي عام 1938 فتقول:

الوالد شارك في المجلس التشريعي عام 1938 وكان حظه كبيرا جدا انه خرج من الكويت مبكرا وعاش في البصرة، واشتغل مع بعض أصدقائه، وأمضى أكثر من سنة ثم تركها وسافر الى الهند والتقى مع الأستاذ عيسى الشيخ يوسف القناعي وسكن عنده فترة في سكن تابع لمكتبهم، وقد نوى ان نسافر الى الهند معه.

والدي محمد البراك، وكان رجلا متعلما مثقفا وعنده مكتبة فيها عيون الكتب وصدر عنه عفو أميركي في 12/3/1947 وعاد الى الكويت، والدي كان من طلاب المدرسة المباركية وبعد البصرة سافر الى الهند عام 1939 وسكن عند صديقه عيسى الشيخ يوسف وفتح له محل أحذية وشارك في احدى المظاهرات وألقى خطبه بالمظاهرات واعتقل، وسجن هناك وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قرر الانجليز اطلاق سراحه وعودته الى الكويت وسلم الى الحكومة الكويتية وكان مصابا بمرض «التنك» الربو ود.يحيى الحديدي فحصه وادخل الى المستشفي الأميركاني للعلاج وأمضى سنوات وكنا نزوره في المستشفى وبعد ذلك خرج من المستشفى في 12/3/1947 وصدر العفو الأميري عنه.

وبعد ذلك اعتزل السياسة وبدأ العمل الحر بيعا وشراء وكنت بذلك الوقت اعمل مدرسة وقد تعلمت من عملي الكثير.

وزوجي له الفضل الكبير في مساعدتي على العمل وكان على فترة دوامين ولم يطلب مني ان أترك العمل.. الحمد لله كنت احب العمل ومهنة التدريس وأحب القراءة، واذا الإنسان يحب عمله ينتج الكثير ويعمل كثيرا والوالد – رحمه الله – له من الأبناء: أخي طارق البراك وهو مدير شركة التموين واختي سعاد رحمها الله وأنا أكبرهم سنا.

تعليم البنات

عن تعليم البنات في الكويت تقول البراك: سافر الوالد في وقت افتتاح مدارس البنات وسجلني في المدرسة وكانت مدرسة الوسطى، وقد سبق ان علمتني جدتي قراءة القرآن الكريم فعندما التحقت بالمدرسة كنت اعرف القراءة. عام 1938 التحقت عند الملاية وضحة العلوشي فتعلمت عندها القراءة والكتابة، فعندما التحقت بالمدرسة عينت بالفصل الأول وكان في المدرسة 3 فصول التمهيدي وفصلان آخران، وأول مقر للمدرسة الوسطى كان في بيت المانع وموقعها بفريج الرميح (مسكة عنزه) ومن الشرق الى المدرسة يوميا مشيا على الأقدام ومعي سيدة توصلني يوميا ومعي بنات القطامي رقية ولولوة نأخذهم معنا ينتظروننا في مسقف القطامي. واذكر مدرستين فلسطينيتين الأولى اسمها واسط وهي المسؤولة والثانية اسمها دفقة، وزاد عدد البنات وكانت معي طالبة اسمها مريم عبدالملك، وسارة التوحيد، مريم كانت المراقبة وتم اختبارها وحافظة لجدول الضرب

لأن والدها كان يدرسها في البيت فكانت متفوقة.

واذكر ان ثالث مدرسة في الوسطى المعلمة سكينة الاخت الثالثة، بدأت العائلة تسجل بناتها في مدرسة الوسطى وبدلا من المطوعة تعلمت اربع سنوات، وبعد ذلك توقف تعيين المدرسات الوافدات.

اذكر غنية وجاسمية مدرسات عراقيات من البصرة، تركت الدراسة لمدة سنة، لا يوجد فصل خامس التحق به، بعد ذلك فتحوا الشرقية والقبلية، المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي يعرف أن والدي غير موجود وان جدتي المطوعة قل مدخولها لان البنات اللاتي تدرسهن التحقن بالمدرسة الحكومية، الشيخ يوسف اقترح على جدتي وقال ارى أن لطيفة تشتغل معلمة وكذلك فاطمة صالح المطوع ستشتغل معلمة، مريم الصالح اشتغلت مدرسة قبلي بست سنوات والثانية سارة التوحيد بعدها بثلاث سنوات وعينت مع فاطمة الصالح بعد سارة التوحيد بثلاث سنوات.

جدتي وافقت مع والدتي على ان اعمل مدرسة وظهرت المعارضة عند العائلة والفريج، جدتي رحمها الله كانت متحررة فتمت الموافقة، ما كان همي ان اقبض معاشا كنت افكر كيف اتعلم ولا استثمر تعليمي؟ وكنت مع مجموعة من البنات اللاتي تعلمن.

العمل مدرسة

بداية تعييني في الشرقية في بيت الجبر وكان مؤجرا للحكومة قرب بيت النصف وذلك عام 1943 كانت الناظرة مصرية بداية وصول البعثة المصرية ومع مدرسات سوريات اذكر منهن وداد خياط وسعاد عنيزة والناظرة اسمها درية.

عينت مدرسة مع فاطمة الصالح في الشرقية وبنفس الفصل على اليمين (أولى أ) وعلى اليسار (اولى ب) لعدم وجود امكانيات اما السنة الثانية فتم تأجير بيت هلال المطيري. وكنت اذهب الى المدرسة ولابسة العباءة والبوشية على الوجه وترافقني الخادمة ذهابا وايابا للمدرسة وتم فتح ثلاثة فصول لان العائلات بدأوا بتسجيل بناتهن بالمدرسة واذكر بنات الشيخ عبدالله الجابر وبنات الغانم وفاطمة ام وليد، اول مادة درستها اللغة العربية والقرآن والحساب وكنت اقرأ كتاب «ألف ليلة وليلة» وكنت اعلم جميع الفصول والجدول ثمان وعشرون حصة واي مدرسة تغيب انا وفاطمة الصالح نتطوع ونأخذ دروس المدرسات واول معاش تسلمته مائة روبية واعطيه للوالدة ولا آخذ شيئا من الراتب، الوالدة وجدتي تشتريان لي الملابس وتخيطان ملابس جديدة، الوالدة رحمها الله كانت تجمع من الراتب واشترت لي بيتا باسمي، وفي المدرسة زاد عدد الطالبات في بيت هلال وعينت في المدرسة التي بجانب بيت هلال المطيري وكنت اسجل الغياب والحضور وكنا ثلاث مدرسات فاطمة الصالح ولطيفة البراك ومدرسة سورية.

واذكر من الطالبات اللاتي درست لهن بنات الشيخ عبدالله الجابر وبنات الملا وبنات الفريج وبنات الرومي مثل عائشة بنت يوسف بن حسين وكثيرات من بنات الكويت وعندما استمرت الدراسة بدأت مدارس المطوعات تغلق، احدى المطوعات بثت اشاعة عن مدارس البنات قالت ان اخو المدرسات بنات عودة يدخل على البنات وهذا كلام كان غير صحيح ولم يحصل، كان يدخل من الباب ويصعد من الدرج الى سكنه مع اخوانه وبتلك الاشاعة لكي يعمل الاهالي على ادخال بناتهم عند المطوعات. واستمررت في تدريس اللغة العربية والدين وكان المنهج فلسطينيا والرسم كان له اختبار وخاصة عندما كنت طالبة وتعين لجنة اختبارات مثلا يرسمون وردة على اللوح «السبورة» نرسم مثلها وكنا نشتري الاقلام والاوراق، كان تجار الكويت لهم دور كبير في التعليم جزاهم الله خيرا ومن الذين فكروا في افتتاح مدارس البنات اول رجل هو المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح ولولاه ما تعلمت البنت الكويتية، كما عمل الشيخ يوسف بن عيسى على فتح المدرسة المباركية.

لمدة سنتين كنت اتسلم راتبا شهريا مائة روبية، كان المبلغ كبيرا جدا لذلك الوالدة ثاني راتب طلبت من احد الاقارب اذا سافر الى البصرة ان يشتري لي ساعة واحضرها ووضعتها بيدي وكانت ساعة مستعملة من مخلفات الجيش وكنت اعرف الوقت والزمن بالساعة لان الوالد علمني وهو رجل متعلم ومثقف ثقافة عالية جدا، ايضا اذكر ان والدتي كانت تصرفاتها عالية جدا كأنها حاصلة على شهادات فكانت حسنة التصرف في امورها، ايضا جدتي كانت تقرأ لنا عن حرب البسوس

عشت حياتي في بيئة متعلمة مثقفة اقول ان البيت له دور كبير في تنشئة الأبناء، الشهادة تصقل وانها جواز مرور للعمل، بعد سنتين زاد راتبي عشرين روبية، اذكر شهرين بعد الزيادة لم نتسلم الراتب قالوا ان «المعارف» فيها فلوس، والمرحوم الشيخ احمد الجابر اعطى للمعارف مبلغا من المال فصرفوا لنا الراتب فتسلمت مائتين واربعين روبية.

وعن المدرسة الشرقية، تقول البراك تم افتتاح المدرسة الشرقية الملاصقة لمقبرة هلال المطيري بالشرق، وامضيت فيها سنة، وفي عام 1949 تم افتتاح مدرسة الوسطى في بيت السداني بفريج القناعات والناظرة زينب سيف الدين ونقلت الى الوسطى وصداقتي مع فاطمة الصالح واخوانها ونقلت زينب سيف الدين الى المهلب وكانت تحمل شهادة تسمى شهادة البستان.

وكان المدرسات الفلسطينيات شهادتهن اقل من الجامعة، وبعد ذلك تم تعيين ناظرة اسمها ضياء السعيد، ومنذ عام 1949 في الوسطى حتى عام 1957 في سنة زواجي.

وطلبت نقلي الى مدرسة قرب البيت وكنا نسكن في المقوع الشرقي بيت زوجي فنقلت الى روضة الجابرية في المقوع الشرقي وعينت في الروضة بخبرتي، وتم اختياري في وزارة التربية ونجحت بالامتحان وذلك بسبب قراءاتي في مجلة بنت النيل وحواء وقراءاتي عن المرأة والاطفال والذين اختبروني مفتشون، وبعد النجاح عينت في روضة الجابرية وكنت اول كويتية تعمل مدرسة في رياض الاطفال عام 1957 والناظرة نعيمة شحاتة مصرية الجنسية واختها كانت زوجة سكرتير جمال عبدالناصر، الروضة كانت مدرسة مصرية بدأت الترقيات ولم احصل على الترقيات، صار فيصل الصالح الله يطول بعمره وعين وكيل وزارة التربية وأنصف المدرسة الكويتية وعين الكويتية ناظرة اقول اننا تعلمنا من الفلسطينيات والمصريات الكثير عن التعليم والتربية، طلبت من فيصل الصالح ان انتقل الى الوزارة لأني مللت التدريس ونقلت وعينت في قسم شؤون الطلبة ومعي مريم عبدالملك الصالح وبثينة جعفر وبعد سنتين رجعت للتعليم.

وعينت وكيلة مدرسة الشرقية للبنات في مبنى مدرسة الاولاد بعدما تحول المبنى الى مدرسة للبنات والناظرة هيام ابو السعود فلسطينية وتعلمت منها الكثير مثل الجدول، والادارة واشياء تهم التعليم، الوافدات لهن دور كبير في التعليم ونأخذ عليهن انهن قاسيات على الطالبات، وبعد خمس سنوات من العمل وكيلة عينت ناظرة للمدرسة الشرقية، عندما كنت وكيلة بدأت المدرسة الكويتية تدخل التعليم وخاصة خريجات المعهد اللاتي انهين الثانوية العامة وسنة واحدة معلمات، المدرسات الكويتيات اذكر منهن لطيفة الحماد ولم تحصل معي مشاكل وكانت المدرسات متعاونات طيبات جدا ومخلصات في عملهن بعد ذلك انتقلت الى مدرسة خديجة بالصوابر والوكيلة بدرية تويتان.

المنهج الدراسي

تتحدث البراك عن المناهج الدراسية قديما فتقول: عندما كنت طالبة كان المنهج الدي ندرسه منهجا فلسطينيا قراءة السكاكيني مثل راس روس نتعلم الكلمة ونعرفها، وفي الوسطى للبنات صار مدرسة الفصل ثماني عشرة حصة وبعد ذلك صار تخصصات وفي مدرسة خديجة من عام 1967 الى عام 1973 ثم انتقلت الى مدرسة النزهة حاليا مدرسة لطيفة محمد البراك، وبهذه المناسبة اتوجه بالشكر الجزيل الى جميع المسؤولين بوزارة التربية لأنهم كرموني واطلقوا اسمي على مدرسة النزهة، فشكرا لكل من ساهم وعمل وشارك في اطلاق اسمي على المدرسة التي عملت فيها ناظرة منذ عام 1973 حتى التقاعد بعد خدمة في التربية والتعليم ولاتزال المدرسات يزرنني في المناسبات والاعياد ويذكرنني كما انني اذكرهن بالخير، العصر الذهبي للتعليم عندما كنت في مدرسة النزهة (مدرسة لطيفة محمد البراك للبنات).

الرئيس في العمل الذي يقدر العاملين معه ويكون حبه في قلوب الذين يعملون معه ويقدرونه ويحترمونه، عمل التدريس غير سهل فيه مرونة اخذ وعطاء بين المدرس والناظر.

بنات خديجة وبنات النزهة

تقارن ضيفتنا بين طالبات مدرسة خديجة وطالبات النزهة، حيث تقول: مدرسة خديجة كانت الطالبات جميعهن كويتيات ومجتهدات في الدراسة كان ولي أمر الطالبة يحب ان تتعلم ابنته، وتقدير واحترام لهيئة التدريس، اما عندما كنت ناظرة في النزهة في الوزارة نقلت طالبات نقلا جماعيا من الوافدات ونسبة قليلة من الكويتيات ونقلت ابنتي من خديجة الى النزهة والعدد القليل من الكويتيات، كانت بداية إنشاء النزهة اما السنوات ما بعد ذلك فتغير.

وثانيا بدأنا نتعامل مع وليات أمور متعلمات من الجيل الجديد المتعلم عكس سنوات بداية التعليم كانت الأم أمية، الأم مهتمة كثيرا بالطالبة بداية التعليم ومع التقدم بالتعليم كانت الطالبة مجتهدة في دروسها، خاصة أذكر عندما عينت مدرسة في خديجة كان الطالبات عندهن روح السعي والمثابرة للتعليم كان ولي الأمر يرغب في تعليم بناته مثلما اهتم الآباء بتعليم الأولاد، فتقدم تعليم البنت كثيرا.

وكنت أحضر المباريات التي تقام بين فرق المدارس منذ ان كنت في مدرسة خديجة سلة وطائرة وكانت المباريات تقام في مدرسة خديجة لأن ملعبها كان كبيرا وكنا نذهب بالباص ولا يوجد فريق لكرة القدم.

العائلة والحياة الاجتماعية

تتحدث لطيفة البراك عن عائلتها فتقول: والدتي وجدتي من عائلة الغنيم وزوجي سليمان عبدالعزيز العمر، والدي محمد علي البراك الفضالة، ولكن لم تضف للعائلة، وأصول الفضالة من البحرين. جدي والد امي سليمان ولد غنيم سليمان الغنيم واخوانه يوسف وصالح الغنيم وعمه داود والد سليمان وعيسى أخو غنيم، السفير جمال الغنيم حفيد عيسى الغنيم. أما بالنسبة لأولادي فالأول د.عبدالعزيز العمر، والثاني محمد العمر والثالث خالد العمر، والرابع عمر العمر، أما بالنسبة للبنات فهن د.سلوى ود.شريفة صيدلانية وعبير العمر ونغم مديرة مبيعات وكان زواجي من زوجي سليمان عبدالعزيز العمر عام 1957.

زوجي سليمان عبدالعزيز العمر كان نوخذة من نواخذة السفر الشراعي لعدة سنوات وفي احدى السنوات غرقت سفينته وخرج مع البحارة سباحة لإحدى الجزر في الهند. والهنود بعد ذلك نقلوهم الى مدينة مومباي وهناك استقبلهم الكويتيون الموجودون، وساعدوهم بالمال وأعادوهم الى الكويت بالباخرة (دواركا) وساعدهم محمد ثنيان الغانم.

وفي النهاية شكر خاص لجريدة «الأنباء» لجهودها في التوثيق التاريخي لأهم الأحداث والأمور للأجيال القادمة ان شاء الله وشكرا للأستاذ منصور الهاجري على الجهد الذي يبذله من أجل المصلحة العامة وحفظ التاريخ والتراث.













حب وترحيب

عن زياراتها للمدرسة التي تحمل اسمها تقول البراك: ناظرة مدرسة لطيفة البراك في النزهة دائما تدعوني لحضور الاحتفالات وتوزيع الشهادات على المتفوقات وإذا دخلت المدرسة وليات الأمور والناظرة والمدرسات يرحبن بي ويستقبلنني استقبالا طيبا وناظرة المدرسة مهتمة بالطالبات وعلاقتها طيبة جدا مع الهيئة التدريسية بالمدرسة ولا أستطيع ان أحكم على المناهج لأن ما عندي أولاد أو أحفاد بالمدرسة والأحفاد في المدرسة الأجنبية.





مدرسة خديجة

عن عملها في مدرسة خديجة تقول البراك: عندما عينت في مدرسة خديجة للبنات كان فيها مدرسات وافدات من المصريات والسوريات والفلسطينيات وأذكر ان السيدة بدرية تويتان كنت الناظرة وكان قبلها السيدة سعاد النقيب وأول ناظرة لمدرسة خديجة كانت مصرية ـ مدرسة خديجة موقعها الصوابر القديمة ـ اما مدرسة الشرقية في الستينيات فطالباتها من بنات الفريج وكنت فيها وكيلة والناظرة هيام أبوالسعود فلسطينية وأعطتني الصلاحيات كلها وأذكر فايزة كنفاني كانت معي بمدرسة الوسطى ومن مدرسات الشرقية ختام وسهيرة ووداد خياط وزينب ابوداود.





أول معلمة كويتية

أول معلمة كويتية في التعليم العام منذ نشأته كانت الأستاذة مريم عبدالملك الصالح، وثاني معلمة المرحومة سارة صالح التوحيد، أما ضيفتنا الأستاذة لطيفة محمد البراك فكانت ثالث معلمة وبالوقت نفسه معها فاطمة عيسى الصالح، ورابع معلمة الأستاذة طيبة صالح التوحيد، والمعلمة السادسة كانت المرحومة هداية سلطان السالم.



نصيحة للأخوات والبنات

تتوجه المربية الفاضلة لطيفة البراك بنصيحة الى الكويتيات قائلة: هذه كلمة لاخواتي وبناتي أقول عليهن بالاخلاص في العمل لمصلحة هذا الوطن واتركن التفرقة ورصصن الصفوف وتعاونّ مع بعضكن البعض الانسان أصله عمله الذي يؤديه.

وأتمنى ان ينتبهن لأولادهن البنين والبنات ويشرفن على تعليمهم والصحبة الطيبة الصالحة وأشوف ان المدرسات مجتهدات وان يعاملن الطالبة مثلما يعاملن بناتهن وأولادهن وان يقرأن الكثير من كتب التربية والموضوعات التربوية.



عدد المشـاهدات: 4627


 
أعلى