الشاعر .. و شعره ...

كان لابن زريق البغدادي زوجة جميلة يحبها وتحبه ، فأصابه الفقر وضاق به الحال ، فقرر السفر الى الأندلس طلباً للرزق من أجلها قبله لكنها تمسكت به ورجته.

ولّعتني وخليتني أنشد الناس وفضحتني مابين ربعي الادنين
  • وعيناها تفيض من الدمع- ألّا يسافر لأنها لا تطيق فراقه لكنه أصر على السفر .. وفي غربته لم يجد إلا الحنين لها والعذاب من فراقها فقال قصيدته الشهيرة والتي وجدت في سريره الذي مات فيه وهو غريب في الأندلس لم يرها بعد ذلك السفر المشؤوم
(أستودع الله في بغداد لي قمراً

بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودّعته وبودّي لو يودّعني

طيبُ الحياة وأنيّ لاأودعه

كم قد تشفّع بي أنْ لا أفارقه

وللضرورات حالٌ لا تشفِّعه

وكم تشبّث بي يوم الرحيل ضحىً

وأدمعي مستهلاتُ وأدمعه

لا أكذبُ الله ثوبُ العذر منخرقٌ

عنيّ برقته لكنْ أرقّعه

إنيّ أوسَّع عذري في جنايته

بالبين عنه وقلبي لا يوسّعه

أُعطيت ملكاً فلم أحسن سياسته

كذاك من لا يسوس الملك يخلعُهُ

ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا

شكر عليه فإنّ الله ينزعه

اعتضت من وجه خلِّي بعد فرقته

كأساً أُجرّع منها ما أُجرّعه

لا يطمئن بجنبي مضجعٌ وكذا

لا يطمئن له مذْبنتُ مضجعه

ما كنت أحسب ريب الدهر يفجعني به

ولا أظنُّ بيَ الأيام تفجعه

حتى جرى البين فيما بيننا

بيدٍ عسراء تمنعني حظّي وتمنعه

وكنت من ! ريب دهري جازعاً فرقا

فلم أوقّ الذي قد كنت أجزعه

بالله يا منزل الأنس الذي درست

آثاره وعفت مذ بنت أربُعُه

هل الزمان معيدٌ فيك لذّتنا

أم الليالي التي أمضته ترجعه

في ذمة الله من أصبحت منزله

وجاد غيثٌ على مغناك يمرعه

من عِنده ليَ عهدٌ لا يضيع كما

عندي له عهدُ ودٍّ لا أضيّعه

ومن يصدّع قلبي ذكره وإذا

جرى على قلبه ذكري يصدّعه

علماً بأن اصطباري معقبٌ فرجاً

فأضيق الأمر إن فكّرتُ أوسعه

عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا

جسمي ستجمعني يوماً ! وتجمعه

 
وللشاعر فهد العسكر:

(كفي الملامَ وعلليني فالشك أودى باليقينِ

وتناهبت كبدي الشجون فمن مجيري؟ مِن شجوني!

وأمضني الداء العياء فمن مغيثيي؟ من معيني؟

أين التي خلقت لتهواني وباتت تجتويني

الله يا أماه فيَّ ترفقي لا تعذليني

أرهقتِ روحي بالعتاب فأمسكيهِ أو ذريني

أنا شاعرٌ أنا بائسٌ أنا مستهامٌ فاعذريني

أنا من حنيني في جحيمٍ آه من حر الحنين

ضاقت ! بي الدنيا دعيني أندب الماضي دعيني

وأنا السجين بعقر داري فاسمعي شكوى السجين

بهزال جسمي باصفراري بالتجعد بالغضون
 


لـقيتها .. ليتني مـا كنت ألقاها ..
تمشي وقـد أثقل الأملاق ممشاها ..

أثـوابـها رثّـةٌ والرجل حافية ..
والـدمع تـذرفه فـي الخدّ عيناها ..

بكت من الفقر فاحمرّت مدامعها ..
واصـفرّ كالورس من جوع محيّاها ..

مات الذي كان يحميها ويسعدها ..
فـالدهر مـن بـعده بالفقر أشقاها ..

الموت أفـجعها والـفقر أوجعها ..
والـهمّ أنـحلها والـغمّ أضـناها ..

فمنظر الـحزن مـشهود بمنظرها ..
والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها ..

ومزّق الـدهرُ .. ويلُ الدهر .. مئزرها ..
حـتى بدا من شقوق الثوب جنباها ..

تـمشي بأطمارها والـبرد يلسعها ..
كـأنه عـقرب شـالت زبـاناها ..

حتى غـدا جسمها بالبرد مرتجفا ..
كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها ..

تـمشي وتـحمل بـاليسرى وليدتها ..
حـملاً على الصدر مدعوماً بيمناها ..

قد قمّطتها بـأهدام مـمزّقة ..
في الـعين مـنثرها سمحٌ ومطواها ..

ما أنسَ .. لا أنسَ .. أنيّ كنت أسمعها ..
تـشكو إلـى ربّها أوصاب دنياها ..


تقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن ..
هـذي الـرضيعة وارحـمني وإياها ..



* * *
.. معروف الرصافي ..



------------
https://www.facebook.com/Mma.Qara2tt/posts/533769736640573/
 
قصيدة المتنبي التي سبب موته ومع ذكر سبب القتل

واحـر قلــــباه ممــن قلبــه شبــم **** ومن بجسمـي وحـالي عنده سقـم
مـــا لـي أكتم حبا قد برى جسدي **** وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كــــان يجمعــنا حب لغرتــه **** فليت أنا بقدر الحــــب نقتســـم
قد زرته و سيوف الهند مغمـــدة **** وقد نظرت إليه و السيـوف دم
فكان أحسن خلــــق الله كلهـــم **** وكـان أحسن مافي الأحسن الشيم
فوت العــدو الذي يممـــته ظفر **** في طــيه أسف في طـــيه نعــــم
قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت **** لك المهابــــــة مالا تصنع البهم
ألزمت نفسك شيــــئا ليس يلزمها ****أن لا يواريـهم بحر و لا علم
أكلــما رمت جــيشا فانثنى هربا **** تصرفت بك في آثاره الهمــم
عليك هــــزمهم في كل معتـرك **** و ما عليــك بهم عار إذا انهزموا
أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر**** تصافحت فيه بيض الهندو اللمم
يا أعدل الناس إلا في معــاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم والحكم
أعيذها نظـــرات منك صادقـــة **** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع اخي الدنيا بناظـــره ****إذا استـــوت عنده الأنوار و الظلم
سيعلـم الجمع ممن ضم مجلسنا **** باننــي خير من تسعى به قـــــدم
انا الذي نظر العمى إلى ادبــي **** و أسمعـت كلماتي من به صمــم
انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم
و جـــاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتتــــه يــد فراســة و فم
إذا رايـــت نيوب الليــث بارزة **** فلا تظنـــن ان الليــث يبتســم
و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركتـــه بجواد ظهره حـــرم
رجلاه في الركض رجل و اليدان يد **** وفعلـــه ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفليـــن به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيــداء تعرفنــــي **** والسيف والرمح والقرطاس و القلم
صحبـت في الفلوات الوحش منفردا ****حتى تعجـــب مني القور و الأكــم
يــــا من يعز عليـــنا ان نفارقهـــم **** وجداننـا كل شيء بعدكم عــدم
مــا كان أخلقــنا منكم بتكـــرمة **** لـو ان أمــركم من أمرنـا أمــم
إن كــان سركـم ما قال حاسدنا **** فما لجـــرح إذا أرضاكـــم ألــم
و بينــنا لو رعيتم ذاك معرفــة **** غن المعـارف في اهل النهـى ذمم
كم تطلبـــون لنا عيبـا فيعجزكم **** و يكره الله ما تأتون والكــرم
ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي **** أنا الثـــريا و ذان الشيب و الهرم
ليـت الغمام الذي عندي صواعقه **** يزيلهـن إلى من عنـده الديــم
أرى النوى تقتضينني كل مرحلة **** لا تستقـل بها الوخادة الرسـم
لئن تركـن ضميرا عن ميامننا **** ليحدثن لمـن ودعتهــم نـدم
إذا ترحلت عن قـوم و قد قـدروا **** أن لا تفارقهم فالـراحلون هــم
شــر البلاد مكان لا صــديق بــه **** و شر ما يكسب الإنسان ما يصم
و شـر ما قنصته راحتي قنص **** شبه البزاة سواء فيه و الرخم
بأي لفظ تقـول الشعــر زعنفة **** تجـوز عندك لا عــرب ولا عجم
هذا عـتابـك إلا أنـه مقـة **** قـد ضمـن الدر إلا أنه كلم

قد يجهل الكثيرين سبب موت مالئ الدنيا
وشاغل الناس أبو الطيب المتنبي وأنه مات مقتولاً
ومن يعرف سبب موته قد لا يعرف تفاصيل ذلك أو حيثياته
أذكر في المراحل الدراسية كنا نعرف أن أبي الطيب هو الشاعر الذي قتله بيت شعر قاله ويأتي ذلك في المسابقات والنشاطات المدرسية
وبيت الشعر هو

الخيلُ والليلُ والبيـداءُ تعرفنـيوالسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
لكن الحقيقة هي أن قصيدة كاملة تسببت في موت أبي الطيب وإن كان بيت الشعر السابق سببا آخر لكنه ليس سببا رئيساً
والقصيدة معروفة ومشهورة ومطلعا
ما أنصفَ القومُ ضبّة
فما قصة مقتله ؟
كان ضبة بن يزيد العتبي غداراً بكل من نزل به وكان بذيء اللسان ، خرج مع عائلته يوماً فاعترضه قوم من بني كلاب فقتلوا أباه وسبوا أمه وفسقوا بها
وكان أبو الطيب المتنبي قد مر بضبة مع جماعة من أهل الكوفة فأقبل ضبة يجاهر بشتمهم وسبهم
فأراد رفاق المتنبي الرد عليه بمثل ألفاظه القبيحة فطلبوا من أبي الطيب ذلك فقال قصيدته التي مطلعها
ما أنصفَ القومُ ضبّة
ونذكر منها أبياتاً عدة ونترك الباقي لما فيها من أبشع الألفاظ وأقذع العبارات ، وهي :

ما أنصف القومُ ضبّة وأمـه الطرطـبّـة
فلا بمن مات فخـرٌ ولا بمن عاش رغبة
و إنما قلت ما قلـ ترحمـة لا محـبـة
و حيلة لـك حتـى عذرت لو كنت تيبه
و ما عليك من القتل إنمـا هـي ضربـة
و ما عليك من الغدر إنمـا هـو سـبـة

وقد جاء فيها كلاماً بذيئاً وفحشاً مذكراً إياه ما حصل له مع الأعراب من اعتراضهم له وفسقهم بأمه
وقد احتوت القصيدة من أبشع الألفاظ والعبارات ما جعل المتنبي ينكر إنشادها كما قال الواحدي أحد شرّاح ديوان المتنبي
علم فاتك بن أبي الجهل الأسدي ( خال ضبة ) بالقصيدة فغضب عند سماعها وأراد الإنتقام لأخته وابنها ضبة فاعترض لأبي الطيب وهو في طريقه إلى بغداد فالكوفة وواجهه بنحو 30 من رجاله وقيل 60 فقاتله المتنبي حتى قتل هو وابنه محسّد وعدد ممن كانوا معه
وقد قيل إن أبا الطيب لما رأى كثرة رجال فاتك وأحس بالغلبة لهم أراد الفرار فقال له غلام له : لا يتحدث الناس عنك بالفرار وأنت القائل

فالخيلُ والليلُ والبيـداءُ تعرفنـيوالسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
فكر راجعاً وقاتل حتى قتل سنة 354 هـ

هذه هي قصة مقتل أبي الطيب المتنبي كما جاءت في كتب الأدب والتاريخ والشعر والتراجم



https://www.facebook.com/OnlyLibya/posts/430374043664784/
 
كن بلسما

إيليا أبو ماضي

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما … وحلاوة إن صار غيرك علقما

إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها … لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..

أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا … أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟

مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ … أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟

عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ … بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما

ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما … إني وجدتُ الحبَّ علما قيما

لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ، … عاشتْ مذممةً وعاش مذمما

فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم … إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا … لولا شعور الناس كانوا كالدمى

أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا … وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما

ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ … والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما

كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ … بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما

لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها … زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما

لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ … لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما

لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه … ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما

لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ … المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما

وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم … مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى

والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه … وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما

يا من أتانا بالسلام مبشراً … هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى

وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ … علامةُ، ولقد وجدتك مثلما

لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى … سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما

وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ … هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما

وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ … وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما

وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ … أخشابها للزهوِ أن تتكلما

إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى … عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما

وأحبّ حتى من أحب هلاكه … وأعان حتى من أساء وأجرما

نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ … فإليك نشكو الهاجعين النوّما

عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونه … وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما

كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا … فتألمت من قبلُ أن تتألما

زعموا الإله أعدّها لعذابنا … حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما

ما كان من أمر الورى أن يرحموا … أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
 
التعديل الأخير:
الأفوه



اذهب إلى التنقلاذهب إلى البحث
الأفوه الأودي
معلومات شخصية
اسم الولادة
صلاءة بن عمرو بن مالك
الميلاد 176 ق هـ / 450م
سرو مذحج، البيضاء، اليمن
الوفاة 68 ق هـ / 555م[1]
سرو مذحج، البيضاء، اليمن
اللقب الأفوه
عائلة مذحج
الحياة العملية
المهنة
فارس وشاعر
سبب الشهرة شعره وحكمته[2]
تعديل مصدري - تعديل


الأفوه بن عمرو بن مالك الأودي المذحجي (176 ق هـ - 450م / 68 ق هـ - نحو555م): شاعر، ويعد من أشهر حكماء العرب.[3] وكان من سادات العرب وفرسانها في الجاهلية، قال محمد بن السائب الكلبي: «كان الأفوه من كبار الشعراء القدماء في الجاهلية ، وكان سيد قومه وقائدهم في حروبهم، وكانوا يصدرون عن رأيه».[4] لقب بالأفوه لأنه كان مفوهًا مجيدًا، قال ابن جني: «رجل مفوه إذا أجاد القول؛ لأنه يخرج من فيه، ومنه الأفوه الأودي».[5]وكان من أهل سرو مذحج، وانتهت إليه إمرة مذحج كلها. وقد جعله جرجي زيدان على رأس الأمراء الشعراء.[6]

شهد الأفوه يوم رَوْضَةُ السُّلّانِ وكانت لهم الغلبة على بني نزار، وفي حربها قُتل ربيعة بن الحارث التغلبي.[7] وكان يوم سلان سببه أن ربيعة والشماليون كانوا يدينون بالولاء لملوك اليمن، ثم تمّردوا نتيجة الظلم، فأرسلت السلطة الجنوبية حملات لتأديب الثائرين والمتمردين، وامتدت تلك الحملات بين عامي (488م - 491م). وفي عام 492م، حشد عرب الشمال قبائلهم في مواجهة الظلم،[8] فقدم سلمة بن الحارث الكندي في جيوشٍ من قبائل كندة ومذحج بغرض التأديب،[9] وكان الأفوه الأودي مُؤمّرًا على مذحج.[10] والتقى الطرفان في جبل خزاز، وقاتلت القبائل النزاية قتال المظلوم، فأنتصروا. وأصيب الأفوه بجراحات،[11] وله فيها قصيدتين.[12] قال أبو زياد الكلابي: «يوم خزاز أعظم يوم التقت فيه العرب في الجاهلية وأنه أول يوم استنصفت فيه نزار من اليمن».[9]

أكثر قصائد الأفوه في الفخر والحماسة، وكانت العرب تعده في شعراء الحكمة، وحكمه في معظمها وعظية، يغلب عليها التقرير وإن كان بعضها صادراً عن معاناة وانفعال عنيفين، يبدو فيها الألم لما حلّ بقومه من التنابذ والفرقة، فتراه يدعوهم إلى الوحدة كما يدعوهم إلى العلم والأخلاق ويبين لهم نتائج الفوضى وسيادة الجهل وضياع الرأي الحكيم.[13]



محتويات
سيرته وحياته[عدل]
النسب[عدل]
  • 18px-Crystal_Clear_app_kdict.png
    مقالة مفصلة: سعد العشيرة
  • الأفوه هو: صلاءة بن عمرو بن مالك بن عوف بن الأفكل بن عوف بن الحارث بن عوف بن منبه بن أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج.[14]
النشأة[عدل]

جانب من من محافظة البيضاء حيث نشأ الأفوه الأودي.
نشأ الأفوة في بيت سيادة ورئاسة بمنطقة سرو مذحج باليمن، وقد ذكر الهمداني بلدة الأفوة قائلاً:« وادي نعوة لبني منبه وهم إخوة بني كتيف وبني قيس من بني أود وهم رهط الأفوه الأودي»، وما يزال وادي نعوة يحتفظ باسمه حتى اليوم في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء.[15]

وجد الشاعر الثالث هو الأفكل واسمه معاوية بن عوف بن الحارث رئيس مذحج في زمنه، وفي ذلك قال ابن الكلبي:«معاوية وهو الأفكل، قد رأس».[14]وأبوه هو عمرو بن مالك، فارس الشوهاء. والشوهاء اسم فرسه، وتوصف كل فرس بأنها شوهاء إذا كانت طويلة رائعة.[16] وقد كان والد الأفوه قائدا في قبائل مذحج، فقال الأفوه يذكر أيام أبيه:

أَبِي فَارِسُ الشَّوْهَاءِ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ غَداةَ الوَغى إِذ مالَ بِالجَدَّ عاثِرُ
غَداةَ أَقامَ الناسُ في حَجرَتَيهِم ضِراباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكرُ
بِضَربٍ يُطيرُ الهامَ عَن سَكِناتِهِ وَإِصرادِ طَعنٍ وَالقَنا مُتَشاجِرُ
فَما غَمَرَتهُ الحَربُ إذ شَمَّرَت لَهُ وَلا خارَ إِذ جُرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ
وَقَومي إِذا كَحلٌ عَلى الناسِ صَرَّحَت وَلاذَ بِأَذراءِ البُيوتِ الأَباعِرُ
وَكانَ اِتِّياماً كُلُّ حَرفٍ غَزيرَةٍ أَهانوا لَها الأَموالَ وَالعِرضُ وافِرُ
هُمُ صَبَّحوا أَهلَ الطِفافِ وَسِربَةٍ بِشُعثٍ عَلَيها المُصلِتونَ المَغاوِرُ
كَأَنَّ الجِيادَ الشُعثَ تَحتَ رِحالِهِ مسَمامٌ دَعاها لِلمَزاحِفِ ناجِرُ
رئاسته[عدل]

اليمن وممالك حمير.
في زمن الملك معد يكرب ينعم ابن شرحبيل انعقدت رئاسة وقيادة قبائل مذحج للأفوه الأودي، وقد جاء في كتاب الأغاني عن ابن الكلبي: «كان الأفوه من كبار الشعراء القدماء في الجاهلية ، وكان سيد قومه وقائدهم في حروبهم، وكانوا يصدرون عن رأيه».[4] وقد ورث الرئاسة الأفوه عن أجداده وأبيه فارس الشوهاء. وجاء في إحدى الروايات: «كان التبع بن ذي الأذعار أمره على أود وجميع مذحج»،[17] وبالرغم من أن زمن تبع بن ذي الأذعار أقدم من الأفوه بعدة قرون إلا أن ذلك يدل على أن رئاسة وتأمير الأفوه كانت من أحد الملوك التبابعة - ربما من سلالة ذي الأذعار - في زمن حملات الأفوه ما بين العقد الثامن والتاسع من القرن الخامس الميلادي.[10] ولم يكن الأفوه رئيسا قائد لبني أود فقط وإنما جميع مذحج، ومما يشير إلى ذلك قول الأفوه :

وَسَعدٌ لَو دَعَوتَهُمُ لَثابوا إِلَيَّ حَفيفَ غابِ نَوىً بِأُسدِ

وسعد: هم قبائل سعد العشيرة بن مذحج، وهم: أود، وزبيد، وأوس الله، وجعفى بن سعد بن مذحج، وحكم بن سعد بن مذحج، خمس قبائل أو بطون مذحجية كبيرة. وكذلك كانت رئاسته أو قيادته الحربية بالذات تشمل بقية قبائل مذحج وهي قبائل ويطون عنس بن مذحج، وعلة بن جلد بن مذحج، ومراد بن مذحج. وفي ذلك قال الأفوه:

إِنّي ذُؤابَةُ مَذحَجٍ وَسَنامُها وَأَنا الكَريمُ ذُرى القَديمَةِ كُرِّرا
حملات الأفوه العسكرية[عدل]
لقد كان الأفوه الأودي قائد فرسان رجالات مذحج في الحملات الحربية التي توجهها الدولة لترسيخ سيادتها أو نفوذها أو لتأمين المراكز والطرق التجارية في مناطق وقبائل العروض ونجد وبعض جهات اليمامة والحجاز إذا استلزم الأمر ذلك، حيث قاد الأفوه الأودي زهاء عشرين حملة حربية خلال فترة رئاسته وقيادته التي ربما دامت زهاء أربعين سنة، وقد ذكر الأفوه تلك الحملات في أشعاره. وفي ذلك قال ابن إسحاق:«وكان الأفوه يروم الرئاسة والغزو بقومه لقبائل نزار».[18] وقال ابن الكلبي: «كان الأفوه من كبار الشعراء القدماء في الجاهلية ، وكان سيد قومه وقائدهم في حروبهم، وكانوا يصدرون عن رأيه».[4]وقال أبو محمد الهمداني:«وكان - الأفوه - أحد فحول الشعراء في الجاهلية، وكان رئيسًا شهد خزاز والسلان والسد».[7]

يوم روضة السلان[عدل]

روضة السلان بإزاء جبل خزاز حيث كانت الوقعة.
وفي سنة 488م، شهد الأفوه الحملة التأديبية لعرب ربيعة لعدم دفعهم الإتاوة للسلطة الجنوبية، وقد امتنعت ربيعة في موضع يقال له سلان بإزاء خزاز، وهو اليوم في نطاق محافظة الرس.[19] وحصل أن امتنعت القبائل من دفع الإتاوة المفروضة عليهم بسبب ضيق اصابهم من جراء جدب.

واجتمعت قبائل معد وقلدت أمرها لربيعة بن الحارث، فجمع الأخير الناس وتهيا للقتال في موضع السلان، فأقبلت كندة ومذحج لبلاد ربيعة، فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا انهزمت فيه معد، وقتل فيه ربيعة أبو كليب بن ربيعة، وأرسل الأسرى إلى اليمن.[7] وقد قال الأفوه فاخرًا يستعرض انتصارته في ذاك اليوم:[20]

وَبِرَوضَةِ السُلّانِ مِنّا مَشهَدٌ وَالخَيلُ شاحِيَةٌ وَقد عَظُمَ الثُبى
تَحمي الجَماجِمَ وَالأَكُفَّ سُيوفُنا وَرِماحُنا بِالطَعنِ تَنتَظِمُ الكُلى
في مَوقِفٍ ذَرِبِ الشَبا وَكَأَنَّما فيهِ الرِجالُ عَلى الأَطائِمِ وَاللَظى
وَكَأَنَّما أَسَلاتُهُم مَهنوأَةٌ بِالمُهلِ مِن نَدَبِ الكَلومِ إِذا جَرى
عافوا الإِتاوَةَ وَاِستَقَت أَسلافُهُم حَتّى اِرتَوَوا عَلَلاً بِأَذنِبَةِ الرَدى


يوم خزاز[عدل]

جبل خزاز حيث وقعة المعركة
سمي هذا اليوم بهذا الاسم نسبة إلى جبل خزاز الواقع في نجد، وهو اليوم في نطاق محافظة الرس. وكان يسكن السلان وخزاز قبائل بكر بن وائل وتغلب الربيعية النزارية، وسبب هذا اليوم أن ملك اليمن كان عنده أسرى من مضر وربيعة، أسروا يوم السلان. فوفد عليه وفد من وجوه بني معد يطلبون العفو وإطلاق الأسرى، فاحتبس الملك عنده بعض الوفد كرهائن، وقال للباقين ائتوني برؤساء قومكم لآخذ عليهم المواثيق بالطاعة لي وإلا قتلت أصحابكم، فرجهوا إلى قومهم وأخبروهم بالأمر، وهنا ابدت معد رغبتها بالاجتماع على كليب بن ربيعة والتخلص من تسلط اليمن عليها.[10]

فسار الحارث بن عمرو الكندي ملك مملكة كندة في جيش عظيم إلى نجد، ومعه الأفوه الأودي على مذحج مُؤمّرًا من ملك اليمن.[11] والتقى الطرفان في خزاز، فاقتتلوا قتالا شديدًا ضاريا على مدى أيام كانت الدائرة فيها على اليمن.[21] وعاد الأفوة إلى بلده جريحا، وفي ذلك قال ابن إسحاق: «ولما رجع الأفوه ابن صلاءة الأودي إلى ابنته، فقالت: أين إخواني؟ قال: قتلوا جميعا. قالت: فأين الملوك؟ قال: قتلوا. قالت: فأين الأقيال من حمير؟ قال: أسارى في كليب. قالت: فأين حقك؟ قال: هذه الجراحات»،[18] وأنشد يقول:

لَمّا رَأَت بُشرى تَغَيَّر لَونُها مِن بَعدِ بَهجَتِهِ فَأَقبَلَ أَحمَرا
أَلوَت بِإِصبَعِها وَقالَت إِنَّما يَكفيكَ مِمّا قَد أَرى ما قُدِّرا
إِنّي ذُؤابَةُ مَذحَجٍ وَسَنامُها وَأَنا الكَريمُ ذُرى القَديمَةِ كُرِّرا
قولي لِمَذحِجَ عاوِدوا لِذُحولِكُم لَولا يُجيبوا دَعوَتي حَلبُ الصَرى
كانَ الفَخارُ يَمانِيّاً مُتَقَحطِناً وَأَراهُ أَصبَح شامِيّاً مُتَنَزِّرا
ما خَيرُ حِميَرَ أَن تُسَلِّمَ مَذحِجاً أَو خَيرُ مِذحَجَ أَن تُسَلِّمَ حِميَرا
حملاته على بني عامر[عدل]
وذات مرة قتل بنو عامر رجلا أو جماعة - ربما كانوا قافلة تجارية - فشن الأفوه حملة على بني عامر، فأصاب منهم وزاد،[22] ثم أعطاهم دیات من قتل منهم. قال الشاعر محمد سعيد جرادة : «ومن شعر الأفوه الأودي الذي يمثل أخلاق الفروسية وأعرافها قوله حين دفع دیات قتلاه من بني عامر»[23]:

نُقاتِلُ أَقواماً فَنَسبي نِساءَهُم وَلَم يَرَ ذو عِزٍّ لِنِسوَتِنا حِجلا
نَقودُ وَنَأبى أَن نُقادَ وَلا نَرى لِقَومٍ عَلَينا في مَكارِمِهِم فَضلا
وَإِنّا بِطاءُ المَشيِ عِند نِسائِنا كَما قَيَّدتَ بِالصَيفِ نَجدِيَّةٌ بُزلا
نَظَلُّ غَيارى عِندَ كُلِّ سَتيرَةٍ نُقَلِّبُ جيداً واضِحاً وَشَوىً عَبلا
أَلا أَبلِغا عَنّي يَزيدَ بنَ عامِرِ بِأَنّا أُناسٌ لا نُضيعُ لنا ذَحلا
وَإِنّا لَنُعطي المالَ دونَ دِمائِنا وَنَأبى فَما نُستامُ دونَ دَمٍ عَقلا


وذات مرة قام الأفوه الأودي بتوجيه حملة على قبيلة عامر بن صعصعة في نجد، بسبب وقوع ما استوجب ذلك، وكان ينوي المسير بنفسه إلا أنه مرض مرضا شديدة،[24] فوجه الحملة بقيادة زيد بن الحارث الأودي، وأقام الأفوه حتى أفاق من وجعه بينما - كما جاء في الروايات - مضى زید بن الحارث الأودي حتى لقي بني عامر بن صعصعة في تضارع - وجاءت بنو كعب أو كلاب تضارع وعليهم عوف بن الأحوص بن جعفر بن کلاب.[25] فقال لهم بنو عامر: ساندونا فما أصبنا كان بيننا وبينكم، فقالت بنو أود: لا والله حتى نأخذ بطائلتنا - وكان قد أصيب رجل من أود - فقام أخو المقتول وهو رجل من أود فقال: يا بني أود والله لتأخذ بطائلتي أو لأنتحين على سيفي. فاقتتلت أود وبنو عامر فظفرت أود وأصابت مغنما كثيرًا،[26] فقال الأفوه الأودي في ذلك:

أَلا يا لَهفِ لَو شَدَّت قَناتي قَبائِلُ عامِرٍ يَومَ الصَبيبِ
غَداةَ تَجَمَّعَت كَعبٌ عَلَينا جَلائِبَ بَينَ أَبناءِ الحَريبِ
فَلَمّا أَن رَأَونا في وَغاها كَآسادِ العَرينَةِ وَالحَجيبِ
تَداعَوا ثُمَّ مالوا في ذُراها كَفِعلِ مُعانِتٍ أَمِنَ الرَجيبِ
وَطاروا كالنَعامِ بِبَطنِ قَوِّ مُواءَلَةً عَلى حَذَرِ الرَقيبِ
مَنَعنا الغَيلَ مِمَّن حَلَّ فيهِ إِلى بَطنِ الجَريبِ إِلى الكَثيبِ
وَخَيلٍ عالِكاتِ اللُجمِ فينا كَأَنَّ كُماتَها أُسدُ الضَريبِ
وَجُردٌ جَمعُها بيضٌ خِفافٌ عَلى جَنبَي تُضارِعَ فَاللَهيبِ
هُمُ سَدّوا عَلَيكُم بَطنَ نَجدٍ وَضَرّاتِ الجُبابَةِ وَالهَضيبِ
قَتَلنا مِنهُمُ أَسلافَ صِدقٍ وَأُبنا بِالأُسارى وَالقَعيبِ
شعره[عدل]
للأفوه الأودي ثلاث قصائد تعد من أهم القصائد العربية، وهي قصيدة (إِنْ تَرَيْ رَأْسِيَ فِيهِ قَزَعٌ ..) والتي قال عنها ابن قتيبة: «هذه القصيدة من جيد شعر العرب».[27]والقصيدة السينية (.. الشرُّ لا يُفْنيه ضَرْح الشَّموس) التي قال القاضي أحمد شاكر في هامش ابن قتيبة : «إنها قصيدة من عزيز الشعر ونادره» وهي أربعة وثلاثون بيتا.[28] وقصيدة (لا يَصلُحُ الناسُ فَوضَى لا سُراةَ لهُم..) وهي من أشهر القصائد التي تناقلتها الأجيال. وتلك القصائد الثلاث هي أعلى شعره.

الدالية (فينا معاشر.. )[عدل]
الدالية هي قصيدته المشهورة، التي تعد من حكمة العرب، وآدابها، وفيها قواعد الحكم والسياسة. وقد وجهها الأفوه هجاءاً إلى معاشر من قومه لم يسهموا في بناء أمجاد قبيلتهم، بل قادهم الغي والجهل إلى إفساد سمعة عشيرتهم، وإلى إضعاف منزلتها، ورأى أنهم نذير شؤم بهلاك قومهم، وذلك في قوله:[29]



فينا مَعاشِرُ لَم يَبنوا لِقِومِهِمُ وَإِنَّ بَني قَومِهِم ما أَفسَدوا عادوا
لا يَرشُدون وَلَن يَرعوا لِمُرشِدِهم فَالغَيُّ مِنهُم مَعاً وَالجَهلُ ميعادُ
كَانوا كَمِثلِ لُقَيمٍ في عَشيرَتِهِ إذ أُهلِكَت بِالَّذي قَد قَدَّمَت عادُ
أَو بَعدَه كِقُدارٍ حينَ تابَعَهُ عَلى الغِوايَةِ أَقوامٌ فَقَد بادوا
وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ
فَإِن تَجَمَّعَ أَوتادٌ وَأَعمِدَةٌ وَساكِنٌ بَلَغوا الأَمرَ الَّذي كادوا
وَإِن تَجَمَّعَ أَقوامٌ ذَوو حَسَبٍ اِصطادَ أَمرَهُمُ بِالرُشدِ مُصطادُ
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت فَإِن تَوَلَّوا فَبِالأَشرارِ تَنقادُ
إِذا تَوَلّى سَراةُ القَومِ أَمرَهُمُ نَما عَلى ذاك أَمرُ القَومِ فَاِزدادوا
أَمارَةُ الغَيِّ أَن تَلقى الجَميعَ لَدى ال إِبرامِ لِلأَمرِ وَالأَذنابُ أَكتادُ
كَيفَ الرَشادُ إِذا ما كُنتَ في نَفَرٍ لَهُم عَنِ الرُشدِ أَغلالٌ وَأَقيادُ
أَعطَوا غُواتَهَمُ جَهلاً مَقادَتَهُم فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ
حانَ الرَحيلُ إِلى قَومٍ وَإِن بَعُدوا فيهِم صَلاحٌ لِمُرتادٍ وَإِرشادُ
فَسَوفَ أَجعَلُ بُعدَ الأَرضِ دونَكُمُ وَإِن دَنَت رَحِمٌ مِنكُم وَميلادُ
إِنَّ النَجاةَ إِذا ما كُنتَ ذا بَصَرٍ مِن أَجَّةِ الغَيِّ إِبعادٌ فَإِبعادُ
وَالخَيرُ تَزدادُ مِنهُ ما لَقيتَ بِهِ وَالشَرُّ يَكفيكَ مِنهُ قَلَّ ما زادُ

ومما يدل على علو مكانة تلك القصيدة ما جاء في كتاب الأغاني عن حماد الرواية قال: «استقدمني هشام بن عبد الملك في خلافته وأمر لي بصلة سنية وحملان فلما دخلت عليه استنشدني قصيدة الأفوه الأودي: لنا معاشِرُ لم يَبْنُوا لقومِهِمُ .. فأنشدته إياها».[30]

السينية (وَالشَرُّ لا يُفنيهِ ضَرحُ الشَموس ..)[عدل]
إِمّا تَرى رَأسِيَ أَزرى بِهِ مَأسُ زَمانٍ ذي اِنتِكاسِ مَؤوس
حَتّى حَنى مِنّي قَناةَ المَطا وَعَمَّمَ الرَأسَ بِلَونِ خَليس
وَأَفرُجُ الأَمرَ إِذا أَحجَمَت أَقرانُهُ مُعتَصِماً بِالشُؤوس
وَأقطَعُ الهَوجَلَ مُستَأنِساً بِهَوجَلٍ عَيرانَةٍ عَنتَريس
وَاللَيلُ كَالدَأماءِ مُستَشعِرٌ مِن دونِهِ لَوناً كَلَونِ السُدوس
وَالدَهرُ لا تَبقى عَلى صَرفِهِ مُغفِرَةٌ في حالِقٍ مَرمَريس
إِنَّ بَني أَودٍ هُمُ ماهُمُ لِلحَربِ أَو لِلجَدبِ عامَ الشَموس
يَقونَ في الحَجرَةِ جيرانَهُم بِالمالِ وَالأَنفُسِ مِن كُلِّ بوس
نَفسي لَهُم عِندَ اِنكِسارِ القَنا وَقَد تَرَدّى كُلُّ قِرنٍ حَسيس
فَأَهلُ أَن تُفدَوا إِذا هَبوَةٌ جَرَّت عَلَينا الذَيلَ بِالدَردَبيس
قَد أَحسَنَت أَودٌ وَما نَأنَأَت مَذحِجُ في ضَربِ الكُلى وَالرُؤوس
إِذ عايَنوا بِالخَبثِ رَجراجَةً تَمشي اِزدِلافاً كَازدِلافِ العَروس
إِذ جَمَّعَت عَدوانُ فيها عَلى عِداتِها مِن سائِسٍ أَو مَسوس
في مُضَرَ الحَمراءِ لَم تَتَّرِك غُدارَةً غَيرَ النِساءِ الجُلوس
قَد غَرَّهُم ذو جَهلِهِم فَاِنثَنوا عَن رَأيِهِ حينَ اِنثَنوا بِالعُبوس
وَأَجفَلَ القَومُ نَعامِيَّةً عَنّا وَفِئنا بِالنِهابِ النَفيس
مِن كُلِّ بَيضاءَ كِنانِيَّةٍ أَو عاتِقٍ بَكرِيَّةٍ غَيطَموس
أَو حُرَّةٍ جَرداءَ مَلبونَةٍ أَو مُقرَمٍ في إِبلِهِ عَلطَميس
أَو موثَقٍ بِالقِدِّ مُستَسلِمٍ أَو أَشعَثٍ ذي حاجَةٍ مُستَئيس
يَمشي خِلالَ الإبِلِ مُستَسلِماً في قِدِّهِ مَشيَ البَعيرِ الرَعيس
كَأَنَّها عَدّاءَةٌ هَيضَلٌ حَولَ رَئيسٍ عاصِبٍ بِالرَئيس
وَالمَرءُ ما تُصلِح لَهُ لَيلَةٌ بِالسَعدِ تُفسِدُهُ ليالي النُحوس
وَالخَيرُ لا يَأتي اِبتِغاءٌ بِهِ وَالشَرُّ لا يُفنيهِ ضَرحُ الشَموس
بِمَهمَهٍ ما لِأَنيسٍ بِهِ حِسٌّ وَما فيهِ لَهُ مِن رَسيس
لا يُفزِعُ البَهمَةَ سِرحانُها وَلا رَواياها حِياضُ الأَنيس
مِن دونِها الطَيرُ وَمِن فَوقِها هَفاهِفُ الريحِ كَجُثِّ القَليس
أَبلِغ بَني أَودٍ فَقَد أَحسَنوا أَمسِ بِضَربِ الهامِ تَحتَ القُنوس
وَلا أَخو تَيهاءَ ذو أَربَعٍ مِثلَ الحَصى يَرعى خَليسَ الدَريس
يَغشى الجَلاميدَ بِأَمثالِها مُرَكَّباتٍ في وَظيفٍ نَهيس
تُغادِرُ الجُبَّةَ مُحمَّرَةً بِقانِىءٍ مِن دَمِ جَوفٍ جَميس
كفَوْهُمُ الشّوكةَ و استرعَفوا أمامَهم يَمشونَ أُولَى الخَميسِ‌
وكَشَفوا الهبْوةَ عن مَذْجح بِكُل نجلاءَ فرىّ غَمُوس
أُدِّبْنَ بالصَّبْرِ إذا ضَرَّمَتْ نِيْرانَها الحَرْبُ اضْطِرامَ الوَطِيْسْ
الرائية (إِنْ تَرَيْ رَأْسِيَ ..)[عدل]
من جيّد شعر العرب، ونهى النّبي صلى الله عليه وسلم عن إنشادها لما فيها من ذكر إسماعيل عليه السلام:[31]

إِن تَرى رَأسِيَ فيهِ قَزَعٌ وَشَواتي خَلَّةً فيها دُوارُ
أَصبَحَت مِن بَعدِ لَونٍ واحدٍ وَهيَ لَونانِ وَفي ذاكَ اِعتِبارُ
فَصُروفُ الدَهرِ في أَطباقِهِ خِلعَةٌ فيها اِرتِفاعٌ وَاِنحِدارُ
بَينَما الناسُ على عَليائِها إِذ هَوَوا في هُوَّةٍ مِنها فَغاروا
إِنَّما نِعمَةُ قَومٍ مُتعَةٌ وَحَياةُ المَرءِ ثَوبٌ مُستَعارُ
وَلَياليهِ إِلالٌ لِلقُوى مِن مُداهَ تَختَليها وَشِفارُ
تَقطَعُ اللَيلَةُ مِنهُ قُوَّةً وَكَما كَرَّت عَلَيهِ لا تُغارُ
حَتَمَ الدَهرُ عَلَينا أَنَّهُ ظَلَفٌ ما نالَ مِنّا وَجُبارُ
فَلَهُ في كُلِّ يَومٍ عَدوَةٌ لَيسَ عَنها لِاِمرِئٍ طارَ مَطارُ
رَيَّشَت جُرهُمُ نَبلاً فَرَمى جُرهُماً مِنهُنَّ فوقٌ وَغِرارُ
عَلَّموا الطَعنَ مَعَدّاً في الكُلى وَاِدِّراعَ اللَأَمِ فَالطَرفُ يَحارُ
وَرُكوبَ الخَيلِ تَعدوالمَرَطى قَد عَلاها نَجَدٌ فيهِ اِحمِرارُ
يا بَني هاجَرَ ساءَت خُطَّةً أَن تَروموا النِصفَ مِنّا وَنُجارُ
إِن يَجُل مُهرِيَ فيكُم جَولَةً فَعَلَيهِ الكَرُّ فيكُم وَالغِوارُ
كَشِهابِ القَذفِ يَرميكُم بِه فارِسٌ في كَفِّهِ لِلحَربِ نارُ
شَنَّ مِن أَودٍ عَلَيكُم شَنَّةً إِنَّهُ يَحمي حِماها وَيَغارُ
فارِسٌ صَعدَتُهُ مَسمومَةٌ تَخضِبُ الرُمحَ إِذا طارَ الغُبارُ
مُستَطيرٌ لَيس مِن جَهلٍ وَهَل لِأَخي الحِلمِ عَلى الحَربِ وَقارُ
يَحلُمُ الجاهِلُ لِلسِلمِ وَلا يَقِرُ الحِلمُ إِذا ما القَومُ غاروا
نَحنُ أَودٌ وَلِأَودٍ سُنَّةٌ شَرَفٌ لَيسَ لَنا عَنهُ قَصارُ
سُنَّةٌ أَورَثناها مَذحِجٌ قَبلَ أَن يُنسَبَ لِلناسِ نِزارُ
نَحنُ قُدنا الخَيلَ حَتّى اِنقَطَعَت شُدُنُ الأَفلاءِ عَنها وَالمِهارُ
كُلَّما سِرنا تَرَكنا مَنزِلاً فيهِ شَتّى مِن سِباعِ الأَرضِ غاروا
وَتَرى الطَيرَ عَلى آثارِنا رَأيَ عَينٍ ثِقَةً أَن سَتُمارُ
جَحفَلٌ أَورَقَ فيهِ هَبوَةٌ وَنُجومٌ تَتَلَظّى وَشَرارُ
تَرَكَ الناسُ لَنا أَكتافَهُم وَتَوَلَّوا لاتَ لَم يُغنِ الفِرارُ
مُلكُنا مُلكٌ لَقاحٌ أَوَّلٌ وَأَبونا مِن بَني أَودٍ خِيارُ
وَلَقَد كُنتُم حَديثاً زَمَعاً وَذُنابى حَيثُ يَحتَلُّ الصَغارُ
نَحنُ أَصحابُ شَباً يَومَ شَبا بِصِفاحِ البيضِ فيهِنَّ اِظِّفارُ
عَنكُمُ في الأَرضِ إِنّا مَذحِجٌ وَرُوَيداً يَفضَحُ اللَيلَ النَهارُ
وفاته[عدل]
أجمع المؤرخون أن الأفوه توفي في الربع الثالث من القرن السادس الميلادي، فلويس شيخو يرى أنه توفى نحو سنة 570م،[32] وذهب الزركلي لقوله.[33] بينما رجح عمر فروخ أن تكون وفاته سنة 560م.[13] أما محمد صادق الكرباسي فقدر وفاته سنة 555.[34]ومما يدل على أن زمانه كان قبل المبعث بزمن قليل هو أن قريبه عبد الرّحمن بن النّعمان بن يزيد بن قيس بن سلمة بن الأفكل، ممن حضر الفتوح من مذحج في خلافة عمر ونزل الكوفة. وبين عبدالرحمن والأفوه جدين في سلسلة النسب، فالأفكل هو جد الأفوه الثاني أو الثالث، بينما الأفكل هو الجد الرابع لعبد الرحمن بن النعمان.[14]

وقد أورد السجستاني في كتاب المعمرون والوصايا وصية للأفوه الأودي أوصى بها أولاده وعشيرته، وقال الأفوه في وصيته:«إن التجربة علم، والأدب عون، والكفّ عن ذلك مضرّة. وليكن جلساؤكم أهل المروءة والطلب لها، وإياكم ومجالسة الأشرار، فإنها تعقب الضغائن، والرفض لهم من أسباب الخير. والحلم محجزة عن الغيظ، والفحش من العيّ. والغيّ مهدمة للبناء. ومن خير ما ظفرت به الرجال اللسان الحسن. وفي ترك المراءِ راحة للبدن. فلينظر كل رجل منكم إلى جهته، فإن العجب كبر، والكبر قائد إلى البغض، واشنأوا البغي، فإنه المرعى الوخيم. واستصلحوا الخلل، وتحاموا الذُّلّ».[35]

مراجع


ويكيبيديا .........
 
امرؤ القيس



اذهب إلى التنقلاذهب إلى البحث

20px-Disambig_gray_RTL.svg.png
هذه المقالة عن شاعر عربي جاهلي من قبيلة كندة، يُعد رأس شعراء العرب وأعظم شعراء العرب في التاريخ ؛ إن كنت تبحث عن أسماء مشابهة، فانظر امرؤ القيس (توضيح).


امرؤ القيس
امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي
معلومات شخصية
الميلاد
501
نجد، الجزيرة العربية
الوفاة 540 (38–39 سنة)
أنقرة
سبب الوفاة الجدري
معالم الشعر العربي
العرق عرب
نشأ في الجزيرة العربية
الديانة الوثنية
الأب حجر بن الحارث الكندي
الأم فاطمة بنت ربيعة التغلبي
أقرباء عدي بن ربيعة (خال) كليب بن ربيعة (خال)
الحياة العملية
المهنة
شاعر وسياسي
اللغات العربية
أعمال بارزة معلقة امرؤ القيس
19px-Wikisource-logo.svg.png
مؤلف:امرؤ القيس - ويكي مصدر
بوابة الأدب
تعديل مصدري - تعديل
جندح بن حُجر بن الحارث الكندي (500 - 540 م)[1] اشتُهر بلقب إمْرئ القَيْس، هو شاعر عربي ذو مكانة رفيعة، بَرز في فترةِ الجاهلية، ويُعد رأس شعراء العرب وأحد أبرزهم في التاريخ.[2] اختلفت المصادر في تسميته، فورد باسم جندح وحندج ومليكة وعدي، وهو من قبيلة كندة[3]. يُعرف في كتب التراث العربية بألقاب عدة، منها: المَلكُ الضِّلّيل وذو القروح[1][4]، وكُني بأبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث[3].

محتويات
النشأة[عدل]
ولد في نجد في قبيلة كندة [5]، نشأ مترفاً ميالاً للترف؛ كان أبوه حجر ملكاً على بني أسد وغطفان، وأمه هي فاطمة بنت ربيعة التغلبية أخت كليب والشاعر المهلهل التّغلِبِيَّيْن.[1][3] تعلم الشعر منذ صغره من خاله المهلهل، ولم يكف عن تنظيم الشعر الإباحي ومخالطة الصعاليك بالرغم من نهي والده له عن ذلك، فطرده إلى موطن قبيلته؛ دمون في حضرموت عندما كان في العشرين من عمره، فما أإن قضى فيها خمس سنوات حتى مضى سائراً في بلاد العرب مع أصحابه، ساعياً وراء اللهو والعبث والغزو والطرب.[3]

كان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية، وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشعر إلى مخادع النساء، سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخذ لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك، كما يذكر ابن الكلبي حيث قال: كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة، لا يزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير وينتقل عنه إلى غيره. التزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام بطرده ورده إلى حضرموت بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره. لكن حندج (امرؤ القيس) استمر في ما كان عليه من مجون وأدام مرافقة صعاليك العرب وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسلب متاعها.

ابتدأت مرحلة جديدة في حياته بعد أن ثار بنو أسد على والده وقتلوه، فجاءه الخبر بينما كان جالساً يشرب الخمر فقال: «رحم الله أبي، ضيعني صغيراً، وحملني دمه كبيراً. لا صحو اليوم ولا سُكْرَ غداً، اليوم خمر وغداً أمر»[3][1]، فأخذ على عاتقه مسؤولية الثأر لأبيه، واسترجاع كفة حكم كندة، فحلف ألا يغسل رأسه وألا يشرب خمراً، فجمع أنصاره واستنجد بقبائل أخواله بكر وتغلب، وقتل عدداً غفيراً من بني أسد، فطلبوا أن يفدوه بمئة منهم فرفض، فتخاذلت عنه قبائل بكر وتغلب، وقد نظم شعراً كبيراً في هذه الأحداث[3][1].

اضطر أن يواجه المنذر ملك الحيرة، الذي استعان بكسرى ملك الفرس عليه، ففر امرؤ القيس مستنجداً بالقبائل دون جدوى فسُمي بالملك الضليل، حتى قرر أن يستنجد بالسموأل في تيماء، وسأله بأن يكتب مرسولاً إلى الحارث بن شمر الغساني ليتوسط له لدى قيصر الروم في القسطنطينية ليستنجده، وليعززه بحلفائه من قبائل العرب[3][1].

توجه إلى تيماء واستودع دروعاً كان يتوارثها ملوك كندة لدى السموأل، وقصد القسطنطينية بغرض لقاء القيصر جستينيان الأول، مع عمرو بن قميئة، أحد خدم أبيه الذي تذمر من مشقة الرحلة وقال لامرئ القيس: «غَرَّرتَ بنا»، فأجابه بقصيدة شجعه فيها، ووصف أحوال تلك الأحداث، ولما وصل إلى القيصر أكرمه وقربه منه، وأرسل معه جيشاً لاستعادة مُلك أبيه، إلا أنه غُرر به عند قيصر فحقد عليه وأرسل إليه جبةً مسمومة، وما إن لبسها حتى تسمم جسمه وتقرح ومات ودفن في أنقرة[3]، وتشير مصادر آخرى إلى أن القيصر لم يفِ بوعده معه، ولكن لم يسممه؛ بل إن موته كان بسبب إصابته بالجدري في أثناء عودته، فتقرح جسده كله ومات نتيجةً لذلك ولذلك سُمي بذي القروح[1].

وقال ابن قتيبة: هو من أهل كندة من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب، ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد التي قال فيها في معلّقته الشهيرة[6] ومنها:



أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وأنك قسمت الفؤاد فنصفه قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتل
وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل


دِينه[عدل]
كان دين امرئ القيس الوثنية وكان غير مخلص لها. فقد روي أنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم للعرب تعظمه يقال له ذو خلصة. فاستقسم بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص فأجالها فخرج الناهي، فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسرها. وضرب بها وجه الصنم. وقال: "لو كان أبوك قتل ما عقتني".

موت والده[عدل]
كان لموت والده حجر على يد بني أسد أعظم الأثر على حياته ونقلة أشعرته بعظم المسؤولية الواقعة على عاتقه. رغم أنه لم يكن أكبر أبناء أبيه، إلا أنه هو من أخذ بزمام الأمور وعزم الانتقام من قتلة أبيه لأنه الوحيد الذي لم يبك ويجزع من إخوته فور وصول الخبر إليهم. يروى أنه قال بعد فراغه من اللهو ليلة مقتل أبيه على يد بني أسد: ضيعني صغيرا، وحملني دمه كبيرا. لا صحو اليوم ولا سكر غدا. اليوم خمر وغدا أمر أنشد شعرا وهو في دمون ( وادٍ بالقرب من دوعن في حضرموت) قال فيه:

تطاول الليل علينا دمون
إنا معشر يمانون
وإنا لأهلنا محبون

فلبس رداء الحرب في اليوم التالي واتجه صوب بني أسد فخافوا منه وحاولوا استرضاءه إلا أنه لم يرض وقاتلهم حتى أثخن فيهم الجراح وفاحت رائحة الجثث. وذكر الكلبي: أن امرأ القيس أقبل براياته يريد قتال بني أسد حين قتلوا أباه، فمر على تبالة وبها ذو الخلصة (صنم من أصنام العرب) وكانت العرب تستقسم عنده، فاستقسم فخرج القدح الناهي، ثم الثانية، ثم الثالثة كذلك، فكسر القداح وضرب بها وجه ذي الخلصة وقال: عضضت بأير أبيك لو كان أبوك المقتول لما عوقتني. ثم أغار على بني أسد فقتلهم قتلا ذريعا. ويروي اليعقوبي أن إمرأ القيس قصد بني أسد في أول الأمر ولكنه أوقع بــقوم من بني كنانة فصاح قائلا: " يا للثارات" مزهوا بما ظنه ثأرا من قتلة أبيه. فأجابه القوم: "والله ما نحن إلا من كنانة". فأنشد قائلا:



ألا يا لهف نفسي، بعد قوم هم كانوا الشفاء، فلم يصابوا
وقاهم جدهم ببني أبيهم وبالأشقين ما كان العقاب
وأفلتهن علباء جريضاً ولو أدركنه صفر الوطاب




يا ذا المعيرنا بقتل أبيه إذلالاً وحينا
أزعمت أنك قد قتلت سراتنا كذباً ومينا
هلا على حجر بن أم قطام تبكي لا علينا
إنا إذا عض الثقاف برأس صعدتنا لوينا
نحمي حقيقتنا، وبعض القوم يسقط بين بينا


  • وفي هذا يقول أيضاً في قصيدة له طويلة:


يا أيها السائل عن مجدنا إنك مستغبى بنا جاهل
إن كنت لم تأتك أنباؤنا فاسأل بنا يا أيها السائل
سائل بنا حجراً، غداة الوغى يوم يؤتى جمعه الحافل
يوم لقوا سعداً على مأقط وحاولت من خلفه كاهل
فأوردوا سرباً له ذبلاً كأنهن اللهب الشاعل


  • وإتجه إمرؤ القيس إلى اليمن، وأقام بها زمانا يطلب مددا من قومه. فجمع جمعا من حمير ومذحج أمده بهم الملك ذي جذن الحميري. فأتجه صوب بني أسد بذلك الجمع وانتقم من قاتل أبيه وذبح عمرو بن الأشقر سيد بني أسد. حينها أنشد الشاعر قائلا مزهوا بنصره:


قولا لدودان نجد عبيد العصا ما غركم بالأسد الباسل
قد قرت العينان من مالك ومن بني عمرو ومن كاهل
ومن بني غنم بن دودان إذ نقذف أعلاهم على السافل
نطعنهم سلكى ومخلوجة لفتك لأمين على نابل
إذ هن أقساط كرجل الدبى أو كقطا كاظمة الناهل
حتى تركناهم لدى معرك أرجلهم كالخشب الشائل
حلت لي الخمر وكنت أمرأ عن شربها في شغل شاغل
فاليوم أسقى غير مستحقب إثما من الله ولا واغل


نهاية حياته[عدل]
لم تكن حياة امرئ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة جدا بمقياس تراكم الأحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طاف في معظم أرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وإن كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة[7].

هناك قصة تقول أن الإمبراطور جستنيان غضب من إمرئ القيس بعد مغادرته القسطنطينية، لأنه اكتشف أنه أغوى واحدة من أميراته، وأرسل رسولا مع سترة مسمومة قدمت في شكل هدية، وأن إمرأ القيس ارتدى السترة واشتد به المرض من جراء السم.

ويقال بأن الروم، أي البيزنطيين، نصبوا له تمثالاً بعد مماته، كان قائماً حتى سنة 1262 [8] وهذا ما أورده ابن العديم بأن الخليفة المأمون قد مر بتمثال امرئ القيس بالقرب من أنقرة أثناء غزوه للصافئة، وكذلك أخبر الزوزني في كتابه شرح المعلقات السبع[9].

لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.

ولذلك فقد عني القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا على طباعته منذ القرن الماضي، القرن التاسع عشر في سورية ومصر وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة.

امرؤ القيس من ناحية تاريخية[عدل]
مثله مثل باقي شعراء العصر الجاهلي، الدلائل المادية على وجوده التاريخي تكاد تكون معدومة، لأن الثقافة التي حافظت على هذا الإرث كانت ثقافة شفهية. وأول جهود تدوين الشعر الجاهلي بدأت في القرن الثاني والثالث بعد الإسلام[10] أقدم الإخباريين العرب الذين أشاروا لإمرئ القيس كان ابن السائب الكلبي وهناك أربع روايات شفهية تم تدوينها عن حياته وقد أشار مؤلف كتاب الأغاني إلى ذلك[11] الغالب أن امرأ القيس كان شخصية حقيقية لإن لمحات من روايات الإخباريين موجودة في الكتابات البيزنطية الكلاسيكية، فجده الحارث بن عمرو الكندي مذكور ووجوده مؤكد في كتابات البيزنطيين. يذكر البيزنطيين شخصا قريبا للحارث بن عمرو اسمه كايسوس (قيس) كان ملكا على قبيلة كندة ومعد [12] ولكن التاريخ الحقيقي لهذا الشاعر غارق في الأسطورة [13] ومن أبر آثاره أنه نقل الشعر العربي لمستوى جديد [14] وتخليده لقبيلته في الذاكرة العربية [15] ولا زال يعتبر من أعظم الشعراء العرب الجاهليين
 
عنوان الحكم
قال الشاعر الأديب أبو الفتح البستيُّ:

زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصَانُ * وَرِبْحُهُ غَيْرَ مَحْضِ الخَيْر خُسْرَانُ

وَكُلُّ وِجْدَانِ حَظٍّ لَا ثَبَاتَ لَهُ * فَإِنَّ مَعْنَاهُ فِي التَّحْقِيقِ فِقْدَانُ

يَا عَامِرًا لِخَرَابِ الدَّارِ مُجْتَهِدًا * بِاللهِ هَلْ لِخَرَابِ العُمْرِ عُمْرَانُ

وَيَا حَرِيصًا عَلَى الأَمْوَالِ تَجْمَعُهَا * أُنْسِيتَ أَنَّ سُرُورَ المَالِ أَحْزَانُ

زَعِ الفُؤَادَ عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا * فَصَفْوُهَا كَدَرٌ وَالوَصْلُ هِجْرَانُ

وَأَرْعِ سَمْعَكَ أَمْثَالًا أُفَصِّلُهَا * كَمَا يُفَصَّلُ يَاقُوتٌ وَمَرْجَانُ

يَا خَادِمَ الجِسْمِ كَمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ * أَتَطْلُبُ الرِّبْحَ فِيمَا فِيهِ خُسْرَانُ

أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا * فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالجِسْمِ إِنْسَانُ

وَإِنْ أَسَاءَ مُسِيءٌ فَلْيَكُنْ لَكَ فِي * عُرُوضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وَغُفْرَانُ

وَكُنْ عَلَى الدَّهْرِ مِعْوَانًا لِذِي أَمَلٍ * يَرْجُو نَدَاكَ فَإِنَّ الحُرَّ مِعْوَانُ

وَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِمًا * فَإِنَّهُ الرُّكْنُ إِنْ خَانَتْكَ أَرْكَانُ

* * *

مَنْ يَتَّقِ اللهَ يُحْمَدْ فِي عَوَاقِبِهِ * وَيَكْفِهِ شَرَّ مَنْ عَزُّوا وَمَنْ هَانُوا

مَنِ اسْتَعَانَ بِغَيْرِ اللهِ فِي طَلَبٍ * فَإِنَّ نَاصِرَهُ عَجْزٌ وَخِذْلَانُ

مَنْ كَانَ لِلْخَيْرِ مَنَّاعًا فَلَيْسَ لَهُ * عَلَى الحَقِيقَةِ إِخْوَانٌ وَأَخْدَانُ

مَنْ جَادَ بِالمَالِ مَالَ النَّاسُ قَاطِبَةً * إِلَيْهِ وَالمَالُ لِلْإِنْسَانِ فَتَّانُ

[«بهجة المجالس» لأبي عبد الله الأثري (٥٢)]


https://ferkous.com/home/?q=rihab-6-17

 
-


يا أيها الظالم في فعله .. والظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى
......... تشكو المصيبات وتنسى النعم !





--
 
التعديل الأخير:
خُفاف بن نُدبة السُّلميّ:

فَـإن تَـكُ خَـيْلي قـد أُصِيبَ صَمِيمُها
فَعَمْـدًا عـلى عَيْـنٍ تَيَمَّمْـتُ مَالِكَـا (39)
أقـولُ لـه, والـرُّمحُ يـأطِرُ مَتْنَـهُ:
تــأمَّل خُفاَفًــا, إننــي أنـا ذلِكَـا (40)




أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ يَأَطِرُ مَتنَهُ
تَأَمَّلَ خُفافاً أَنَّني أَنا ذَلِكا
وَقَفتُ لَهُ عَلوى وَقَد خامَ صُحبَتي
لأ بنِيَ مَجداً أَو لأ ثَأرَ هالِكا
لَدُن ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حينَ رَأَيتهُم
سِراعاً عَلى خَيلِ تَؤُمُّ المَسالِكا
فَلَمّا رَأَيتُ القَومَ لا وُدَّ بَينَهُم
شَريحَينِ شَتّى طالِباً وَمُواشِكا
تَيَمَّمتُ كَبشَ القَومِ حَتّى عَرَفتُهُ
وَجانَبتُ شبّانَ الرَجالِ الصَعالِكا
فَإِن تَكُ خَيلي قَد أُصيبَ صَميمُها
فَعَمداً عَلى عَينٍ تَيَمَّمتُ مالِكا
فَجادَت لَهُ يُمنى يَدَيَّ بِطَعنَةٍ
كَسَت مَتنَهُ مِن أَسوَدِ اللَونِ حالِكا
فَخَرَّ صَريعاً وَاِنتَقَذنا جَوادَهُ
وَحالَفَ بَعدَ الأَهلِ صُمّاً دَكادِكا
أَنا الفارِسُ الحامي الحَقيقَةَ وَالَّذي
بِهِ أُدرِكُ الأَبطالَ قدماً كَذَلِكا
فَإِن يَنجُ مِنها هاشِمٌ فَبِطَعنَةٍ
كَسَتهُ نَجيعاً مِن دَمِ الجَوفِ صائِكا


https://www.aldiwan.net/cat-poet-khafaf-bin-nidbat-alsilmi
معلومات عن خفاف بن ندبة السلمي
noimage.jpg

خفاف بن ندبة السلمي

خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد السلميّ، من مضر، أبو خراشة. شاعر وفارس من اغرابة العرب كان أسود اللون (أخذ السواد من أمه ندبة) وعاش زمناً في الجاهلية، وله أخبار مع العباس بن مرداس ودريد بن الصمة. وأدرك الإسلام فأسلم. وشهد فتح مكة وكان معه لواء بني سليم، وشهد حنيناً والطائف. وثبت على إسلامه في الردّة، ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر. أكثر شعره مناقضات له مع ابن مرداس وكانت قد ثارت بينهما حروب في الجاهلية، وله يقول العباس بن مرداس: (أبا خراشة إما أنت ذا نفر - البيت) قال الأصمعي: خفاف ودريد بن الصمة، أشعر الفرسان.
 
قول ساعدة بن جُؤَيَّة الهذليّ:
فقـالوا: تَرَكْنَـا الحَـيَّ قد حَصِرُوا به,
فـلا رَيْـبَ أنْ قـد كـان ثَـمَّ لَحِـيمُ (45)
 
وكُنَّــا إذَا الجَبَّــارُ صَعَّــرَ خَـدَّهُ
أقَمْنــا لَــهُ مِــنْ مَيْلِـهِ فَتَقوَّمـا (3)



الهوامش :
(3) البيت لعمرو بن حني (بالنون) التغلبي (معجم الشعراء للمرزباني ص 206 - 207) وهو فارس جاهلي مذكور، يقول في قتلهم عمرو بن هند، على رواية محمد بن داود:
نُعَـاطِي المُلُـوكَ الحَـقَّ مَا قَصَدُوا بِنَا
وَلَيْسَ عَلَيْنَـــا قَتْلُهُـــمْ بِمُحَــرَّمِ
أنِفْـتُ لَهُـمْ مِـنْ عَقْلِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ
إذَا وَرَدُوا مَــاءً وَرُمْـح بـنِ هَـرْثَمِ
وَكُنَّــا إذَا الجَبَّــارُ صَعَّــرَ خَـدَّهُ
أقَمْنَــا لَــهُ مِــنْ مَيْلِــهِ فَتَقَـوَّمِ
قال: يريد: فتقوم أنت. وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها:
يُعَـيِّرُنِي أُمِّـي رِجَـالٌ وَلَـنْ تَـرَى
أخــا كــرمٍ إلا بِــأنْ يَتَكَرمَّــا
وبعده البيت، وآخره: "أقمنا لــه مــن ميلــه فتقومـا"
وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حني التغلبي. وقال أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: (ولا تصعر خدك للناس): مجازه: لا تقلب وجهك، ولا تعرض بوجهك في ناحية، من الكبر؛ ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رءوسها، حتى يلفت أعناقها عن رءوسها. وقال عمرو بن حني التغلبي: "وكنا ... فتقوما". ونسب البيت في (اللسان: صعر) للمتلمس جرير بن عبد المسيح. قال: الصعر: ميل في الوجه. وقيل: الصعر: ميل في الخد خاصة. وربما كان خلقة في الإنسان والظليم. وقيل: هو ميل في العنق، وانقلاب في الوجه إلى حد الشقين. وقد صعر خده وصاعره: أماله من الكبر، قال المتلمس "وكنا ... فتقوما". يقول: إذا أمال متكبر خده أذللناه حتى يتقوم ميله. ا هـ .


http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura31-aya18.html
 
أبيات ذكرها الجاحظ ، وأتمها العيني ، يمجد نفسه وقومه ، قال:
لَقَــدْ عَلِمَـتْ قَيْسٌ وَخِـنْدِفُ أنَّنــي
بِثَغْـرِهِمُ مِـنْ عَـارِمِ النَّـاسِ وَاقِـفُ
وَقَـدْ عَلِمُـوا أَنْ لَـنْ يُبقَّـى عَـدُوُّهُمْ
إِذَا قَذَفَتْــه فــي يَــدَيّ القَـوَاذِفُ
وأنَّ أبَانَــا بِكــرُ آدَمَ، فَــاعْلَمُوا،
وَحَـوَّاءَ، قَــرْمٌ ذُو عَثَـانينَ شَـارِفُ
كَــأَنَّ عَــلَى خُرْطُومِــهِ مُتَهافِتًـا
مِـنَ القُطْــنِ هَاجَتْـهُ الأكُفُ النَّوَادِفُ
وَللَصَّــدَأُ المُسْــوَدُّ أَطْيـبُ عِنْدَنَـا
مِـنَ المِسْـكِ، دَافَتْـهُ الأَكُفُّ الـدَّوَائِفُ
تُعَلَّـقُ في مِثْـلِ السَّـوَارِي سُـيُوفُنَا
ومـا بَيْنَهـا والكَـعْبِ غُـوطٌ نفـانِفُ
وَتَضْحَـكُ عِرْفَـانَ الـدرُوع جُلُودُنَـا
إِذَا جَـاء يَـوْمٌ مُظْلِـمُ اللَّـوْن كاسِفُ
في أبيات أخر ، ورواية الحيوان: "والكعب منا تنائف" ، وفي الطبري ومعاني القرآن والخزانة"نعلق" بالنون ، وكلتاهما صواب. و"السواري" جمع سارية ، وهي الأسطوانة. و"الغوط" جمع غائط ، وهو المطمئن من الأرض. و"النفانف" جمع نفنف: وهو الهواء بين شيئين ، وكل شيء بينه وبين الأرض مهوي بعيد فهو نفنف.



http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura4-aya1.html
 
هذا ولم أجد أبيات عمرو بن معد يكرب ، وأما شعر حضرمي ، فقبل البيت ، وهو شعر جيد:
وَذِي فَجْــعٍ عَــزَفتُ النَّفْسَ عَنْــهُ
حِــذَارَ الشَّــامتين، وَقَـدْ شَـجَانِي
أَخِــي ثِقَـةٍ، إذَا مَـا اللَّيْـلُ أَفْضَـى
إلَـــيَّ بِمُؤْيِــدٍ حُــبْلَى كَفَــانِي
قَطَعْــتُ قَــرِينَتِي عَنْــهُ فـأغْنَى
غنــاهُ، فَلَــنْ أَراهُ وَلَــنْ يَـرَانِي
وكُــلُّ قَرِينَــةٍ قُــرِنَتْ بِـأُخْرى،
وَلَــوْ ضَنَّــتْ بِهَــا، سَــتَفَرَّقَانِ

وَكُـــلُّ أَخٍ مُفَارِقُـــهُ أَخُـــوهُ,
لَعمْـــرُ أَبِيـــك إلا الفَرْقَـــدَانِ (4)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وَكُـــلُّ إِجَـــابَتي إِيَّــاهُ أَنِّــي
عَطَفْــتُ عَلَيْــهِ خَــوَّار الْعِنَـانِ
وقوله: "وذي فجع" ، أي: صديق يورث فراقه الفجيعة ، ويروى"وذى لطف" ، ويروي"وذي فخم" ، يعني: ذي كبرياء واستعلاء. و"عزف نفسه عن الشيء": صرفها. و"شجاني": أحزنني. و"المؤيد" الداهية العظيمة."حبلى" تلد شرًا بعد شر. و"القرينة" النفس التي تقارن صاحبها لا تفارقه ، حتى يموت. و"خوار العنان" صفة الفرس إذا كان سهل المعطف لينه كثير الجري ، يعني ، أنه ينصره في الحرب حين يستغيث به.
(5) "المرزئة" (بفتح الميم ، وسكون الراء ، وكسر الزاي) ، مثل الرزء ، والرزيئة: وهو المصيبة والعناء والضرر والنقص ، وكل ما يثقل عليك ، عافاك الله. وكان في المطبوعة والمخطوطة: "فلا مرد به على قارئه" ، وهو شيء لا يفهم ولا يقال!!

http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura4-aya66.html
 
عودة
أعلى