يوجد فيتامين ب 6 في معظم اللحوم والخضار و الفواكه
الأولى - صحة وغذاءالورقية - المجلةصحة وغذاء
أعراض تدل على نقص فيتامين ب 6
محرر القبس الإلكتروني 28 أغسطس، 2018
0 المشاهدات: 1505 4 دقائق
إعداد د. خلود البارون |
يعرف فيتامين ب 6 باسم «بايريدوكساين»، وهو عضو في اسرة فيتامينات ب الثمانية. ولهذا الفيتامين دور حيوي في الجسم، فهو المسؤول عن تنظيم عمل أكثر من 150 انزيماً، واتمام عمليات تحليل البروتين والكربوهيدات والدهون في الاغذية المتناولة. وله دور مهم في تعزيز كفاءة عمل الجهاز العصبي والمناعي. كما يتمتع هذا الفيتامين بمميزات مضادات الاكسدة والمضادات الالتهابية، مما يعني بانه يلعب دورا وقائيا من الاصابة بالحالات المزمنة، مثل امراض القلب والسرطان. ويوجد هذا الفيتامين بكمية جيدة في اللحوم (الدواجن والمواشي والسمك) والفواكه والخضار، كما يضاف الى كثير من الاغذية مثل منتجات الحليب وحبوب الافطار. لذا، غالبيتنا يتناوله بكمية كافية عبر اتباع حمية صحية ومتنوعة. ولكن في حالة حدوث انخفاض في معدل مجموعة فيتامينات ب في الجسم، سيرافق ذلك نقص في معدل فيتامين ب 6 ايضا. كما ان نقص فيتامين ب 6 اكثر شيوعا لدى المصابين بأمراض الكبد والكلى والجهاز الهضمي والاضطرابات المناعية، وأيضا لدى المدخنين والبدناء (السمنة) ومدمني الخمر والمخدرات والمرأة الحامل.
وإليك 9 أعراض قد تدل على انخفاض معدل ب 6 في جسمك:
طفح جلدي
تصاب مناطق في بشرة فروة الرأس والوجه والرقبة والجزء العلوي من الصدر الجلد بالطفح والاحمرار والتورم والحكة. ويتميز هذا الالتهاب الجلدي بمظهر البشرة المتقشر والدهني، وقد يرافقه تصبغات بيضاء متفرقة. ومن اسباب ارتباط نقص فيتامين ب6 مع الطفح الجلدي هو دوره في انتاج الكولاجين، الذي يحتاجه الجلد الصحي. وعلاج هذه الحالة بسيط وسريع، ويتطلب فقط تناول تغذية صحية ومكملات غذائية. ويمكن ايضا استعمال كريم وجه يحتوي على فيتامين ب6 لتسريع علاج الطفح الجلدي.
تشقق الشفاه وتقرحها
تتميز هذه الحالة بتقرح واحمرار وتورم الشفاه بشكل مزمن مع وجود تشققات في الزوايا. وقد تنزف التشققات وتصاب بالتهاب. وبما انها حالة مزمنة، فستجعل النشاطات مثل الاكل والتحدث أمراً صعباً ومؤلماً. وتزويد الجسم بما يحتاجه من فيتامين ب6 سيشفي هذه الاعراض، ويعيد للشفاة رطوبتها وليونتها. ولكن من المهم التنويه الى ان هذه الحالة قد تحدث نتيجة لمسببات اخرى، مثل جفاف الجسم او نقص عناصر غذائية اخرى، مثل الفولات والريبوفلافين والحديد. لذا، من المفيد تناول تغذية صحية والاكثار من شرب الماء وعلاج اي نقص لتحسين صحة الشفاه.
تورم اللسان وتقرحه
يصبح اللسان متورماً ومتقرحاً وملتهباً وذا سطح أحمر وأملس ولامع نتيجة فقدان حلمات اللسان. وهذه الحالة المزمنة ستسبب صعوبة ومشاكل في المضغ والبلع والتحدث. وتناول أطعمة غنية بفيتامين ب سيعالج هذه الحالة سريعا، اذا كان نقصه هو سبب هذه الاعراض. لكن إن كان سببه أمراً آخر مثل نقص الفولات وب12 او مضاعفات لأمراض صحية، ففي هذه الحالة يجب علاجه بالطريقة المناسبة وتناول تغذية صحية.
تغيرات حادة في المزاج
نقص فيتامين ب6 له تأثير مباشر على المزاج، وقد يكون سبب الشعور بالاكتئاب والقلق والعصبية والألم. ويرجع ذلك الى دوره في انتاج وتصنيع نواقل عصبية، مثل السيروتين والغاما امينوبيوتيريك، وهي الهرمونات التي تتحكم بالقلق والاكتئاب والتركيز والشعور بالألم. وقد بينت عدة دراسات فائدة تناول مكمل غذائي يحتوي على فيتامين ب6 لتحسين المزاج وعلاج عدة حالات نفسية وذهنية، مثل الاكتئاب والتوحد واضطرابات السلوكية والذهنية. ويعتقد ان تناوله قد يقلل حساسية الشخص للألم، ويزيد قدرته على تحمله. كما بينت دراسة فائدة تناول 50 ــ 80 ميليغرام من فيتامين ب6 يوميا لعلاج أعراض ما قبل نزول الطمث والعصبية وفرط التوتر والاضطرابات السلوكية، مثل فرط النشاط وتشتت الانتباه. ويعتقد ان ذلك يعزى الى اثر الفتيامين المعزز لإنتاج هرمون السيروتونين الذي يزيد الشعور بالرضا والسعادة.
انخفاض قوة الجهاز المناعي
ارتفاع كفاءة عمل الجهاز المناعي من الأمور التي تمنع الإصابة بالعدوى والأمراض الالتهابية والتهيجات النسيجية وتحارب السرطان. وانخفاض فيتامين ب وعناصر غذائية أخرى سبب لانخفاض إنتاج الأجسام المضادة، التي يحتاجها الجسم لمحاربة الالتهاب، مما يقوض كفاة عمل هذا الجهاز. كما يقلل أيضاً إنتاج بعض أنواع الخلايا البيضاء، التي تنظم عمل الجهاز المناعي، وإنتاج بروتين يسمى «انترلوكين»، الذي يساعد في توجية ردة فعل خلايا الدم البيضاء بالشكل الصحيح، مما قد يؤدي الى الاصابة بأمراض الاضطرابات المناعية، كالصدفية والتهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب اللويحي المتعدد. وقد أشارت عدة أبحاث الى أن الإصابة بأمراض اضطرابات المناعيه (التي تقوم فيها خلايا المناعة بمحاربة خلايا الجسم الطبيعية) ترافقها زيادة تدمير الجسم لفيتامين ب6، ويتطلب بالتالي زيادة تناول المصاب لمصادر هذا الفتيامين لتعويض ما يفقده.
الإرهاق والخمول ونقص الطاقة
يعرف ان نقص فيتامينات ب في الجسم سبب مباشر للشعور المزمن بالتعب والإرهاق وتشتت الانتباه وقلة الطاقة، ويرجع ذلك الى دور هذا الفيتامين في تصنيع الهيموغلوبين (في خلايا الدم الحمراء)، الذي يحمل الاوكسجين الى جميع خلايا الجسم. ونقص هذا الفيتامين سيؤدي الى نقص الهيموغلوبين (فقر الدم والانيميا)، وبالتالي عدم حصول خلايا الجسم على كامل حاجتها من الاوكسجين والمغذيات. كما لنقص هذا الفيتامين دور في اتزان معدل هرمون النوم المسمى ميلاتونين في الجسم، مما يفسر الشعور بالضعف والارهاق والخمول. وتناول المركب النشط من فيتامين ب6 مفيد لعلاج الانيميا ورفع مستوى الطاقة والنشاط والتركيز الذهني والجسدي.
التشنج
من أحد مسببات نوبة التشنج (الصرع) هو نقص فيتامين ب6. فعدم وجود كمية كافية من هذا الفيتامين المرخي للأعصاب، سيؤدي الى زيادة استثارة خلايا مناطق الدماغ، وعدم اتزان الإشارات العصبية. ويعرف ان هذا النقص من اكثر مسببات تشنج المواليد شيوعا، مما يفسر اضافة هذا الفيتامين الى الحليب الصناعي. كما نشرت عدة تقارير تشير الى ان نقص فيتايمن ب6 سبب لتشنج الكبار، وبخاصة لدى مدمنى الخمر والمخدرات والمصابين بأمراض الكبد والمرأة الحامل. وتعديل كمية الفيتامين في الجسم من الطرق الفعالة والناجحة في علاج التشنج وإيقافه.
ارتفاع الهيموسيستين
الهوموسيستين من المركبات التي تصنع خلال عملية تحليل البروتين ولفيتامينات ب دور في تحليله وخفض معدله في الدم. ويعرف أن نقص فيتامينات ب وهي ب6 والفولات وب12 سيسبب زيادة غير طبيعية (ضارة) في معدل الهيموسيستين. ويقترن ارتفاع هذا المركب مع عدة مشاكل صحية، مثل ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة والزهايمر، بالاضافة الى تدمير الاوعية الدموية والاعصاب. ومن جانب آخر، بينت الدراسات ان تناول كمية كافية من فيتامينات ب يساهم بشكل فعال في خفص معدل مركب الهيموسيستين في الدم. ولكن ايضا يجب الإشارة الى أن ارتفاع هذا المركب قد يعزى الى عوامل اخرى، مثل تناول حمية غير صحية والخمول وقلة النشاط البدني.
التنميل وألم الأطراف
الشعور بألم ساخن في الأطراف والوخز والتنميل (في الساق والقدم واليد والذراع) قد يرجع الى حدوث تلف أو ضرر في الأعصاب الطرفية نتيجة لنقص فيتامين ب. ويشبه المصابون هذا الألم بالشعور بوخز الحقن. كما أن نقص هذا الفيتامين سبب لرعونة الحركة، وعدم التوافق العضلي وفقدان الاتزان، وعدم تناسق حركات الجسم ومشاكل تكرار السقوط، وغرابة طريقة السير. ولكن من المهم التنويه الى تناول مكمل غذائي يحتوي على المركب غير النشط من ب6، والمسمى pyridoxine HCl يمكن ان يسبب تسمماً عصبياً وتدميراً للأعصاب. فتناول كمية كبيرة من هذا المركب يعمل على تثبيط وتعطيل دور فيتامين ب6 النشط في الجسم، ويؤدي الى تدمير الاعصاب. وغالباً ما يمكن عكس وعلاج أعراض نقص فيتامين ب6 على الاعصاب بنجاح إن تم تناول كمية كافية منه. ولكن علاج تسمم الفيتامين غير النشط أمر آخر، ويصعب علاجه. لذا، عليك ان تدرك ان نقص فيتامين ب او تسممه (فرط جرعته) من مسببات اعتلال وتدمير الأعصاب.