«هانوفر ميسي»... صورةٌ مألوفة عن التقدّم الغربي
المعرض العالمي الضخم شهد طرح تقنيات وابتكارات متطورة للغاية
سياحة وسفر - الثلاثاء، 16 مايو 2017 / 608 مشاهدة /
33
مقر شركة «سيمنس»
×
1 / 4
شارك:
+ تكبير الخط - تصغير الخط ▱ طباعة
| هانوفر (ألمانيا) - من محمد الحايك |
التحوّل الرقمي يعزّز المرونة والسرعة والكفاءة في ظل ثورة الاتصالات وانتشار «إنترنت الأشياء»
الابتكارات تبدأ بعالم البيانات والبرمجيات... ولا تنتهي بالروبوتات والذكاء الاصطناعي وتقنيات الحركة الضاربة في التعقيد
«سيمنس» عملاق الصناعة الألمانية طرحت حلولاً متكاملة لمختلف المشاريع الرقمية
مروزيك: الشركات التي تعتمد التحوّل الرقمي وحدها القادرة على الصمود
ناتر: نوفر لعملائنا إمكانية تطوير نظام خاص لإدارة الطاقة والاستفادة من الإمكانات التي يوفّرها السوق
نعمل على دمج أنظمة وأجهزة توزيع الطاقة الكهربائية في بيئات إنتاج آلية
لعل أول ما يخطر ببالك حين تتحدث عن ألمانيا هو الصناعة الضخمة والمتطورة.
يختلف معلقو كرة القدم على النجمين الأرجنتيني، ليونيل ميسي، والبرتغالي، كريستيانو رونالدو، أيهما أفضل لاعب في العالم، ولكنهم يجمعون على أن اللاعبين الألمان عبارة عن ماكينات لا تهدأ، فهم يقاتلون على «المستطيل الأخضر» حتى الدقيقة الأخيرة.
قد لا تكون هذه السطور كافية لوصف حقيقة الدقة والصلابة والمتانة والواقع الألماني، غير أنها ربما تنجح في إعطاء نبذة بسيطة عن هذا الشعب المتفوّق على نظرائه كافة في «القارة العجوز».
للأسف في كل رحلة عمل إلى إحدى الدول الأوروبية أو غيرها من بلدان العالم المتقدّم، يشعر المرء (العربي تحديداً) بكثير من الخيبة، وقليلٍ من الفرح.
أما مرد الثانية، أي الفرح، فيعود إلى «تغيير الجو» وقضاء بضعة أيام في ربوع طبيعية وثقافة وحضارة جديدة، والتعرف إلى نمط وأسلوب عيش مختلف في هذه المنطقة أو تلك، في حين يعود مرد الأولى (الخيبة) إلى فصول المقارنة التي تسقط بشكل تلقائي على كل تفصيل صغير وكبير... بين هنا (الدول العربية) وبين هناك (الدول الغربية).
نظامٌ، رقيٌ، نظافةٌ، تطوّرٌ، تقدّمٌ، انضباطٌ، حريةٌ، انفتاحٌ، احترامٌ، التزامٌ، تفوقٌ، وغيرها الكثير من المصطلحات التي «تلمسها» بالعين المجردة، بينما لا حاجة في دولنا للحديث عن مآلات ومتاهات هذه المصطلحات.
بعيداً عن الإحباط النفسي التي يسكنك من حيث لا تعلم، ثمة إحباطٌ أكبر، إحباطٌ صناعي، وعلمي، وآخر تكنولوجي، يدفع الإنسان حدّ الانفصال التام عن الواقع. تسأل نفسك: هل نحن وهم نعيش على الكوكب نفسه؟
ليس محور الحديث جلد الذات والتصويب على «العجز» العربي على مختلف المجالات والقطاعات والمستويات، ولكن ما يقدّمه الغربيون في معارضهم ومنتدياتهم وأبسط وأدق تفاصيل حياتهم اليومية يستدعي التوقف عنده ملياً.
لم تترك هذه الشعوب، وفي مقدمها الألمان شيئاً إلا وصنعته، فيما نحن لم نترك شيئاً إلا واستهلكناه من دون أن نعرف أين، وكيف، ولماذا، وحتى من ماذا يُصنع...!
في معرض «هانوفر ميسي»، استعرض المشاركون تقنيات وابتكارات تكاد تكون أقرب إلى الخيال. صناعات دقيقة متطورة تختصرها ألواحٌ كهربائية صغيرة، وفنون «3D» بكل أنواعها وأشكالها وحلول الآلة مكان الإنسان في أي مرحلة من مراحل الإنتاج.
شركة «سيمنس» العالمية العملاقة وجدت في المعرض الدولي ضالتها المنشودة، حيث قدّمت سلسلة ابتكارات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن التحوّل الرقمي يعزّز المرونة والسرعة والكفاءة والجودة في ظل ما يشهده العالم حالياً من ثورة اتصالات وانتشار تقنيات «انترنت الأشياء».
تحت شعار «اكتشف قيمة المشاريع الرقمية» برهنت «سيمنس» أن التحوّل الرقمي بات عالماً قائماً بذاته، يبدأ بالبيانات، مروراً بالروبوتات والتشغيل الآلي، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي، وتوزيع الطاقة، وتقنية الحركة والبرمجيات الضاربة في التعقيد.
خلال جولة ميدانية على جناح الشركة في المعرض الضخم، طرحت الشركة العملاقة الفرص المتاحة أمام الشركات الصناعية من مختلف الأحجام للاستفادة من التحوّل الرقمي.
تمكن زوار المعرض من الاطلاع على مجموعة من النماذج الواقعية التي تتيح لهم تجربة تطبيقات وابتكارات تعكس المزايا التنافسية التي يمكن الحصول عليها من خلال دمج العالمين الحقيقي والافتراضي.
وتوفر التطبيقات والابتكارات مرونة وكفاءة وجودة أفضل، فضلاً عن قدرتها على تقليل الوقت اللازم للطرح في السوق. وتتراوحت النماذج المعروضة بين الأنظمة الذكية لإدارة الطاقة مروراً بإنتاج الأغذية والمواد الصيدلانية حسب الطلب، وصولاً إلى التصنيع المُضاف على نطاق صناعي بالاعتماد على عمليات التشغيل الآلي المبتكر، وتقنية الحركة، فضلاً عن نظام التشغيل السحابي المفتوح لـ «إنترنت الأشياء».
واستعرضت «سيمنز» كذلك مجموعة من أحدث حلولها من خلال جناحين في المعرض، الذي شهد مشاركة أكثر من 6500 شركة من 70 دولة حول العالم، تنافسوا لعرض أحدث ما لديهم من منتجات وتقنيات جديدة.
وتمكن المعرض العالمي الذي يركز على استقطاب الوسائل التقنية الصناعية والخبرات والمهارات المختلفة والمنتجات المتطورة جداً من استقطاب نحو 250 الف زائر.
وأشاروا مسؤولو «سيمنس» إلى أنه في ظل التغيرات السريعة لمتطلبات المستهلكين، أصبحت الشركات المصنعة تحت ضغط متزايد لإنتاج منتجات مخصصة في وقت قصير مع ضمان أفضل معايير الجودة باستمرار.
ويعتبر التحول الرقمي الأساس لتلبية كافة هذه المتطلبات، إذ يتيح للمنتجين محاكاة واختبار وتحسين المنتجات وعمليات الإنتاج والمنشآت في بيئة افتراضية تماماً على أساس تطوير «توأم رقمي».
وبهذه الطريقة يمكن للصناعات التحويلية والصناعات القائمة على العمليات تعزيز سرعة الابتكار والإنتاجية بشكل كبير، وأيضاً تحديد نماذج أعمالها الجديدة. ويمكن لمصممي الآلات والمصانع أيضاً جني فوائد هذا التطور وتمريرها إلى عملائهم.
كما عرضت «سيمنس» نموذج إنتاج الحليب لتوضيح الطرق المتاحة أمام المنتجين في صناعة الأغذية والمشروبات لاستخدام الحلول الرقمية في كامل خط الإنتاج، بدءاً من تجهيز الحليب وصولاً إلى التعبئة والتغليف، ما يتيح استجابة مرنة لمتطلبات السوق المتغيرة.
مروزيك
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لقسم المصنع الرقمي في «سيمنس» جان مروزيك، إن الشركات التي تعتمد التحول الرقمي لعملياتها بشكل شامل هي الشركات الوحيدة التي ستحافظ على ميزتها التنافسية، إذ إن دمج إدارة دورة حياة المنتج، وإدارة عمليات التصنيع، والتشغيل الآلي المتكامل في المنصة التعاونية المشتركة يتيح تدفقاً سلساً للبيانات بين كل خطوة من سلسلة القيمة بدءاً من تصميم المنتجات، مروراً بتخطيط وهندسة الإنتاج وصولاً إلى الإنتاج والخدمة والدعم.
وأضاف «نقدّم الدعم لعملائنا في قطاع الصناعة التحويلية على شكل مجموعة حلول المشاريع الرقمية، محفظتنا المتكاملة والفريدة من نوعها التي تتضمن أنظمة قائمة على البرمجيات ومكونات تشغيل آلي. كما أننا ننسق الدخول إلى عالم الرقمنة، بما يتماشى بشكل وثيق مع متطلبات كل شركة على حدة، ونعمل معاً لتطوير حلول تلبي تلك المتطلبات بدقة».
ولفت مروزيك إلى أنه «يمكن للمصنعين أن يعززوا بشكل كبير من أدائهم وتوافر منشآتهم بشكل أكبر وبحد أدنى من الجهد، وذلك من خلال الاتصال بسحابة (مايندسفير) التي تتيح تقييم كميات ضخمة من البيانات بسرعة وكفاءة وتحديد نقاط الضعف».
وقال «من خلال واجهات وتطبيقات وشراكات جديدة مع شركات مرموقة مثل (بلو فيجن)، فضلاً عن استخدام البنية التحتية السحابية وخدمات مميزة من شبكة (أمازون ويب)، تعمل (سيمنس) على تعزيز توسّع النظام الإيكولوجي المحيطي لسحابة (مايندسفير)».
وقد شملت الابتكارات العديدة في المعرض والمخصصة لقطاع التصنيع المتفرد، نسخة موسّعة من الإطار الهندسي للتشغيل الآلي المتكامل كلياً (TIA Portal V14) والذي يتميز عن غيره من النظم بانفتاحه الفريد وحواسيبه الصناعية الأساسية الجديدة وشكل لوحته الذي يوفر الفرصة لمنتجي وموزعي الآلات القياسيين والمتخصصين بتكامل النظم، لتنفيذ تطبيقات تشغيل آلي بتكلفة معقولة.
وتناسب هذه القدرات تطبيقات واجهة المستخدم ومحطات التجميع وأعمال التخزين والخدمات اللوجستية وجمع البيانات، وربط شبكات الإنتاج ومعالجة الصور البسيطة.
براندز
بدوره، لفت الرئيس التنفيذي لقسم صناعات العمليات والحركة في الشركة، يورغن براندز «تعد المعايير المفتوحة، وشبكات الاتصالات الفعالة والتقنيات المتكاملة، والتشغيل الآلي، وتقنية الحركة أمراً محورياً من أجل الاستفادة من الفرص التي تتيحها عملية التحول الرقمي للأنظمة القديمة. ومن المهم أيضاً التمتع بالقدرة على إنشاء والحفاظ على التوأم الرقمي للمنشأة أو نظمها الفرعية بفعالية».
وأضاف «نحن نعتمد في هذا السياق على شراكات مثل تعاوننا مع شركة (بنتلي سيستمز)، والتي تتيح لعملائنا دمج نماذج واقعية ثلاثية الأبعاد ضمن نظامنا الهندسي (كوموس)، حتى بالنسبة للمنشآت القائمة وهذا يتيح بدوره للمشغلين تحسين إنتاجية وكفاءة موثقة بمنشآتهم بشكل كبير من خلال المحاكاة والتشغيل الافتراضي».
وقال من أهم الابتكارات التي شهدها المعرض، الإصدار التاسع من نظام مراقبة العمليات (سيماتيك PCS7) والذي يعمل مع الأداة الهندسية (كوموس) على أساس منصة بيانات مشتركة.
وشملت الابتكارات الأخرى التي تم الكشف عنها في جناح «سيمنس» الجيل المقبل من تكنولوجيا مشبك قياس التدفق بالموجات فوق الصوتية (Sitrans FS230) وكذلك نظام إمدادات الطاقة الجديدة (Sitop PSU8600) ونظام إمدادات الطاقة غير المنقطعة (Sitop PSU1600) والتي تدعم الآن معايير الاتصالات المفتوحة للبنية الموحدة (OPC UA). ومن خلال مفهوم «سمارت موتورز»، ستقوم شركة «سيمنس» أيضاً بتقديم جيل جديد من تقنيات الحركة مع قدرات تواصل مميزة. ويمكن أن تتم قراءة المعلومات مثل درجة الحرارة أو بيانات الاهتزاز التي يتم التقاطها من أجهزة استشعار متكاملة بسرعة وببساطة وتحليلها في بيئات سحابية مثل مايندسفير، ما يسمح للمستخدمين زيادة الكفاءة وتوافر المنشأة وأيضاً تحسين عمليات الصيانة والخدمة.
الطاقة
تشهد أنظمة الطاقة تغيراً في جميع أنحاء العالم، ويتغير معها الطلب على توزيع الطاقة الكهربائية في المنشآت الصناعية. وتتضمن العوامل المؤثرة في هذا المجال متطلبات الحمل المتغيرة وعدداً متزايداً من الأحمال الكهربائية وزيادة الشبكات والتشغيل الآلي للصناعة والمباني والبنية التحتية، وبالإضافة إلى ذلك هناك المعايير الأكثر صرامة وزيادة المتطلبات المفروضة على إدارة الطاقة المؤسسية.
ونتيجة لذلك فقد أصبح تخطيط وتشغيل توزيع الطاقة الكهربائية أكثر تعقيداً من أي وقت مضى وتتزايد المتطلبات التقنية المفروضة على النظم والمنتجات الأساسية لاسيما من حيث مرونتها وقدرتها على الاتصال والتكامل. أما بالنسبة للمؤسسات الصناعية فإن ضمان العرض وتوافر المكونات الاقتصادية فهما عاملان حاسمان. وبفضل محفظتها المتكاملة، قامت شركة «سيمنس» بعرض دمج أنظمة وأجهزة توزيع الطاقة الكهربائية في بيئات إنتاج آلية، ما يؤثر على كل مرحلة من مراحل عملية إضافة القيمة: كالهندسة الآلية وإمدادات الطاقة غير المأمونة والاندماج في مفاهيم كفاءة الطاقة الشاملة والتشغيل الآلي الصناعي والربط بالمنصات السحابية.
بدوره، بيّن الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال المحولات في شركة «سيمنس» لإدارة الطاقة بياتريكس ناتر «تتيح حلولنا المتكاملة للتوزيع الرقمي للطاقة لعملائنا التركيز بشكل كامل على أعمالهم الأساسية. ونحن نوفر لعملائنا إمكانية تطوير نظام خاص بهم لإدارة الطاقة والاستفادة من الإمكانات التي يوفرها سوق الطاقة». وأضاف نركز على توضيح هذه الفوائد والمزايا وذلك باستخدام آلة إنتاج، حيث ستستعرض المشروع الهندسي الكهربائي لصندوق تحكم على أساس (التوأم الرقمي) مزود بمكونات متكاملة تماماً في إطار (TIA Portal) للتحكم بالإنتاج ذي التشغيل الآلي، فضلاً عن التقاط بيانات الطاقة والمنشأة واتصاله بسحابة (مايندسفير). وتعد شركة «سيمنس أيه جي» هي شركة عالمية متخصصة في مجالات التكنولوجيا والإلكترونيات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والهندسة الكهربائية ومتخصصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والصناعة والرعاية الصحية.
«إكسبو دبي» ... حاضر
أقامت شركة «سيمنس» جناحاً خاصاً لتعريف الزائرين بالخدمات التي ستقدّمها في «إكسبو 2020 - دبي».
وكانت شركة سيمنس «إيه.جي» أعلنت في وقت سابق أنها ستنشئ مقراً عالمياً خاصاً بالأنشطة اللوجستية للمطارات والموانئ والشحن في موقع «إكسبو 2020 دبي» بعد انتهاء فاعلياته في أبريل 2021، حيث تدعم هذه الخطوة الخطط الخاصة بـ «إرث» الحدث والتنمية الصناعية واللوجستية في دبي.
وأعلنت اللجنة المشرفة على «إكسبو 2020 دبي» أن شراكة أُبرمت مع «سيمنس» من فئة «شريك رسمي أول» في مجال البنية التحتية وعمليات التشغيل الذكية وتوفير حلول ابتكارية متنوعة وتكنولوجيا ومنتجات تساعد في بناء وتشغيل «إكسبو» استثنائي يترك أثرا ملموسا بعد إسدال الستار على «إكسبو 2020 دبي».
وأكدت أن قرار الشركة الألمانية بإقامة أحد أعمالها في الموقع يعد تصويتا كبيرا بالثقة برؤية «إكسبو» الخاصة بموقعه الممتد على مساحة 4.38 كيلومتر مربع في منطقة «دبي الجنوب»، بأن يصير الموقع نظاما بيئيا مزدهرا حاضنا للأعمال التجارية والسكن والسياحة في المستقبل، وأن يستقطب شركات عالمية كي تنشئ موطئ قدم لها هناك.
وستستغل «سيمنس» البنية التحتية القائمة والمباني الدائمة الخاصة بـ «إكسبو 2020 دبي» لتكون موقعا يضم المقر العالمي للخدمات اللوجستية في الشركة والكفاءات الخاصة بها في مجالات المطارات والبنى الأساسية المتعلقة بالشحن والموانئ والبحوث والتطوير.