الصراحة والتلقائية تلمسها في حديثهم، والبساطة والهدوء في طباعهم، تعرفهم على حقيقتهم بدون "رتوش الماكيير"، أو خدع المخرجين السينمائية، فترى شخصيات حقيقة من لحم ودم، تسير على سيناريو واقعي لم يضعه سيناريست أو مؤلف، فكلهم نجوم سمعت عنهم، ورأيت أعمالهم الفنية، ولكن لم تقرأ أخبارهم على رصيف بائع الصحف. كما لم تر صورهم على غلاف المجلات أو ضيوفًا على برامج "التوك شو"، إلا أنهم سيذكرون جمهور لم يعاصرهم بأحاديث نادرة من أسطوانة على "جرامافون"، أو صورة على شريط فيديو بـ"الأبيض والأسود"، من تراث الإذاعة والتلفزيون المصري، ليحكون لك كيف سارت نجومياتهم وحياتهم ليس نقلًا عن راوي، وإنما من ألسنتهم. ومع صاحب الضحكة المميزة، خفيف الظل، المرح حسن فايق، كان اللقاء في برنامج نجوم زمان مع الإذاعي وجدي الحكيم.. وجاء الحوار كالتالي: وجدي الحكيم: حسن فايق الشاب الصغير بدأ حياته "إزاي"؟ حسن فايق: كان والدي الله يرحمه موظف بالجمرك، و"لينا قريب من حلوان كان تاجر ماني فاتورة، فوالدي حب أني أكون تاجر، فشغلني معاه في المحل ده". وجدي الحكيم: كيف تحولت من محل تجارة إلى عالم الفن؟ حسن فايق: "ذهبت مرة مع والدي شفت رواية للشيخ سلامة حجازي، فأعجبت بالتمثيل جدا جدا، وفي حلوان، كانت بتيجي فرق مسرحية، وكنت أروح أتفرج عليها كل أسبوع، بعدها كنت بقعد مع زمايلي، وأقلهم نعمل أيه علشان نبقى زي الممثلين دول، بس هما ما كانوش غاويين". وأضاف "فايق"، "سمعت أن في ناس غاويين تمثيل في مصر، طلع في مخي أسيب حلوان دي، وهربت إلى ميدان الفن، وكان في 3 أو4 جمعيات تمثيل"، كانت من ضمنهم جمعية "أنصار التمثيل"، والتي كانت تضم إسماعيل نجيب ويوسف وهبي، وجمعية أخرى، "عملناها اسمها "الاتحاد التمثيلي"، كنت أنا وحسين رياض وعباس فارس، وشابين، كنا نأجر محل ونجتمع، وكانت أسعد لحظات حياتي لما نجتمع". [FirstQuote] وجدي الحكيم: المعروف عن بدايتك الفنية أنك بدأت بمونولوجات؟ فهل "المنولوج كان قبل هواية التمثيل ولا بعد كدة"؟ حسن فايق: "لا دي كانت بعد كدة، غيرة، شفت مونولوج للممثل هاوي من زمايلنا اسمه "عبد القدوس"، وكان عنوانه "حلوة حلوة دي العروسة"، فغيرت منه، واتمنيت إني أعمل الحاجة دي، علشان همثل كل يوم زي ما أنا عايز، وعلشان لوحدي مش هستنى الفرقة". ثم يضحك حسن فايق ضحكته الشهيرة. وجدي الحكيم: أول مونولوج عملته كان أيه؟ حسن فايق: "كنت عايز أعمل حاجة أعرف أتقنها، فقررت أعمل الفقي، وكان مونولوج "فقي القرافة"، وده نجح نجاح كبير، وكنت بغنيه في النوادي الكبيرة، أغنيته في النادي الأهلي مع الناس اللي بتعمل مونولوجات زيي"، مشيرًا خلال حديثه "عملت بعدها مونولوج "شم الكوكاكين"، وكان قصته أن جرام "الكوكايين" بجنيه أو أكتر الجرام فنزل سعره خالص، فبقا في أيدين العمال والولاد الصغيرين، وكانت مصيبة، فعملت المونولوج وكأنه رواية". ثم يغني حسن فايق مقطوعة من "المونولوج" الشهير. وجدي الحكيم: أول دور في مسرحية كوميدية كان أيه؟ حسن فايق: "عملت على مسرح عزيز عيد، أدوار كوميدية كلها، فعملت الإبن الخارق للطبيعة". وجدي الحكيم: متى أول مرة أخدذت فيها فلوس من التمثيل؟ حسن فايق: كان مع يوسف وهبي سنة 1923. وجدي الحكيم: وكان بعد كام سنة من احترافك التمثيل؟ حسن فايق: أنا احترفت في 1916. المذيع متعجبًا: "يعني أخدت فلوس من التمثيل بعد 7 سنين من الاحتراف.. طيب كانت كام"؟ حسن فايق: "أيوة.. وكانت أكبر مهية 15 جنيهًا، أنا وحسين رياض، والباقي كان بياخد 12 و13 و8 جنيهات". الحكيم: متى بدأت تشتغل مع نجيب الريحاني؟ حسن فايق: "لما معجبنيش الشغل عند يوسف وهبي، روحت للريحاني وقلت له عايز أشتغل هنا". الحكيم: ما هي أول رواية اشتغلتها مع الريحاني؟ حسن فايق: كانت رواية "ملك الصالون" ورواية "الدنيا لما تضحك". الحكيم متابعًا سؤاله: وما أشهر رواياتك مع الريحاني؟ حسن فايق: "كل رواياتي عند الريحاني عظيمة، أنا معتز بيها جدا جدا، متعرفش بحبها قد أيه، أنا متهيألي كدة مفيش برة ممثلين في أوروبا ممثلين، يمثلوا الأدواراللي أنا مثلتها عند الريحاني زيي أنا". وجدي الحكيم: إذا تركنا ذكريات المسرح وذهبنا للسينما ما هو أول فيلم لك؟ حسن فايق مسترجعًا ذكرياته: فيلم "سلامة في خير" مع الريحاني، ومع أم كلثوم كان فيلم "نشيد الأمل". وجدي الحكيم: أستاذ حسن من أشهر الحاجات المعروفة عنك الضحكة .. مين اللي اكتشفها فيك؟ حسن فايق: "هي ضحكتي الطبيعية، ثم يدخل في وصلة من الضحك، طلعت طبيعي وكانت سالكة في الأول، وساعات متكنش سالكة، وأنا اكتشفتها من واحد رجل عظيم في حفلة، كان رجل باشا كبير في السن، وكان لما يضحك بيضحك بالشكل ده، قلت دي ضحكة تبقى كوميك، وبعد كدة كل ما أضحك تطلع بالشكل ده، كويس إنها مطلعتش معاك، ده أنا كل واحد كان يقابلني، أضحك كدة، فيقولي يا راجل ضحكتك دي حرمتنا منها يا راجل".
في كواليس مسرح الريحاني تمسكت الفنانة الراحلة ماري منيب، بتقاليدها في «شم النسيم»، فاشترت عددًا من البيض وأخذت تصبغه بالألوان، ودخل الفنان الراحل حسن فايق، غرفتها وقد فتح البيض شهيته، فراح يلتهمه واحدة تلو الأخرى فقالت له ماري: طيب على مهلك شوية لما أصبغ البيض ابقى كله.
فقال حسن: «على العموم أنا حاسيبلك القشر تبقي تلوينه على كيفك».