السهر المتأخِّر.. مخاطر صحية وخمول للوظائف الدماغية
لايت
١٥ أغسطس ٢٠٢٢
7,687
0 تعليق
إضافة إلى إثبات الدراسات الآثار السلبية للسهر وقلة النوم على الصحة والقدرات العقلية، كشفت مراجعة بحثية نشرتها في الآونة الأخيرة مجلة Frontiers in Network Psychology «الحدود في علم نفس الشبكة» أن بقاء الدماغ البشري مستيقظاً ليلاً يسبّب تغيرات فيزيولوجية ووظيفية، لافتة إلى أن العقل ببساطة ليس «مصمماً» للبقاء مستيقظاً ليلاً. ونصت فرضية «العقل بعد منتصف الليل» على أن العقل ليس مهيئاً للعمل كما هو الحال في النهار، ما يرجّح اتخاذ قرارات متهورة ومحفوفة بمخاطر وأضرار صحية.
أوضح الباحث المشارك د. أندرو تابس من برنامج أبحاث النوم والصحة في جامعة أريزونا: «إيقاع الساعة البيولوجية للجسم يعزز اليقظة (والإدراك) أثناء النهار، ثم يعيق ويقلل اليقظة (والإدراك) أثناء الليل، حتى ننعس وننام. ومشكلة اليقظة الليلية أن الخلايا العصبية تكون متعبة من العمل والنشاط طوال النهار، ما يجعلها بحاجة ماسة للتعافي والترميم ليلاً. كما يضاف إلى ذلك تأثير إيقاع نظام ساعة الجسم ليلاً، الذي يسبّب تقليل الإدراك واليقظة. وهذا المزيج الخطير هو ما يسيطر على عمل العقل بعد منتصف الليل. فكيف ينبغي أن تتفاعل مع العالم إن كان الدماغ منهكاً ومضطرباً؟».
مخاطر تزداد
كشفت الدراسة اضطراب وظائف دماغية عدة للعقل بعد منتصف الليل، ما يسهم في ضعف الإدراك والتركيز والتحليل الفكري.
وقالت الباحثة د. إليزابيث لوغن من كلية الطب في بوسطن: «النوم غير الكافي يمنع الخلايا العصبية من العمل بأفضل ما لديها؛ لأنه لم يكن لديها وقت للتعافي نتيجة لليقظة الليلية».
وسلطت المراجعة الضوء على أن السهر ليلاً يرتبط بزيادة مخاطر:
1. الانتحار وإيذاء النفس.
2. التهور والانخراط في سلوكيات عنيفة.
3. زيادة تناول الطعام.
4. اضطراب في وظائف الأعضاء العصبية.
5. عرضة للاختلال العقلي والسلوكي.
عوامل تلعب دوراً في اضطرابات الإدراك وتقلب المزاج
1 - دورة النوم والاستيقاظ: إيقاع الساعة البيولوجية للجسم هو في الأساس مركز التحكم بدورة النوم والاستيقاظ (بمعنى آخر هو من يخبرنا بموعد الاستيقاظ والنوم).
وعلى الرغم من أن معظم البشر يمرون بإيقاع يومي مماثل، فإنه يختلف بين الأفراد بحسب العمر والجنس والجينات وعوامل أخرى. فعلى سبيل المثال، يكتفي البعض بالنوم 6 ساعات ليلاً، بينما يحتاج آخرون 8 ساعات نوم وأكثر.
2 - تأثير الشاشات الزرقاء على النوم: يمكن أن تؤثر عوامل خارجية مختلفة في إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مثل الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات.
وأوضح د. دي أونيل مستشار ومتخصص في علوم الدماغ في جامعة تكساس: «في نمط الحياة الحديث، نميل إلى التعرض المفرط للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الكهربائية، بشكل قد يضر بصرنا ودماغنا. ويُخشى بشكل خاص من تأثير ذلك في الأدمغة، التي تكون في طور التطور كدماغ الأطفال والمراهقين. وخلال مرحلة المراهقة يميل الطفل إلى السهر ساعات عدة ليلاً لإتمام لعبة أو فيلم على الشاشات الزرقاء، فيواجه صعوبة في البقاء مستيقظاً حتى منتصف الليل، ثم يكافح من أجل الاستيقاظ صباحاً للمدرسة. كما أثبتت الدراسات أن كثرة التعرض لإضاءة شاشات الأجهزة الذكية تقلل إفراز الجسم للهرمون المحفز للنعاس والنوم (الميلاتونين)».
كيف نقلل مخاطر المناوبة الليلية؟
على البعض العمل بعد منتصف الليل بسبب طبيعة وظائفهم وحاجتهم لأداء نوبات ليلية، ما يعني أن أدمغتهم ليس لديها خيار سوى أن تكون نشطة بعد منتصف الليل. وللمساعدة في تقليل أي آثار سلبية محتملة، يقول الخبراء إنه ينبغي القيام بما يلي:
◄ المحافظة على النوم والاستيقاظ في أوقات منتظمة ◄ الحصول على ساعات نوم متواصلة.
◄ الروتين وبرمجة الساعة البيولوجية.
5 نصائح لنوم أفضل أثناء النهار
إذا كنت تعمل ليلاً وتضطر إلى النوم أثناء النهار، يوصيك الخبراء ببعض الأساليب لمساعدة الدماغ على الانتقال إلى وضع الراحة حتى تتمكن من النوم بشكل أفضل:
1. حجب أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس (عبر الستائر المظلمة).
2. النوم في غرفة تميل إلى البرودة وخالية من أي مصدر إزعاج.
3. ارتداء النظارات الزرقاء أثناء العمل لتقليل إفراز الجسم للميلاتونين والهرمون المعزز للنعاس.
4. ممارسة الرياضة يومياً وقبل فترة لا تقل عن 3 ساعات قبل النوم.
5. تنظيم وتحديد مواعيد الأكل وعدم مشاهدة أي شاشة كهربائية أثناء استرخائك على السرير للنوم.
معلومات مهمة
◄ إيقاع الساعة البيولوجية للجسم يعزز اليقظة نهاراً ويقللها ليلاً
◄ الخلايا العصبية تكون متعبة طوال النهار وتحتاج للتعافي والترميم ليلاً
◄ السهر يرتبط بزيادة مخاطر الانخراط في سلوكيات عنيفة وزيادة تناول الطعام
◄ العقل ليس مصمماً للبقاء مستيقظاً ليلاً.
https://www.alqabas.com/article/5891333 :إقرأ المزيد