مصر التي في خاطري وفي فمي
أحبها من كل روحي ودمي
ياليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
** نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من عمرنا وجهدنا**
عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم
أحبها لظلها الظليل بين المروج الخضر والنخيل
نباتها ما اينعه مفضضا مذهبا
ونيلها ما أبدعه يختال ما بين الربى
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من قوتنا ورزقنا
لا تبخلوا بمائها على ظمي واطعموا من خيرها كلّّ فم
أحبها للموقف الجليل من شعبها وجيشها النبيل
دعا إلى حق الحياة لكل من في أرضها
وثار في وجه الطغاة مناديا بحقها
وقال في تاريخه المجيد يا دولة الظلم انمحي وبيدي
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من صبرنا وعزمنا
صونوا حماها وانصروا من يحتمي
ودافعوا عنها تعش وتسلم
يا مصر يا مهد الرخاء يا منزل الروح الأمين
أنا على عهد الوفاء في نصرة الحق المبين
قالها الاديب توفيق الحكيم في في كتابه الذي أصدره بعد سنتين او ثلاث من نهاية عهد الرئيس عبدالناصر و الذي يحمل نفس العنوان ، و كان يقصد الوعي الذي غاب خلال الفتره من قيام الثوره في يوليو و حتى عام 1970.....
الوعي المفقود
كان ذلك بمثابة الصدمه في تلك الاجواء الحزينه على نهاية ذلك العهد الزاخر بشعارات القوميه و العروبه و الوحده و التحرر من الاستعمار و تحرير فلسطين و ..و ...
و خرجت الكتب و الردود العنيفه على هذا الاديب الكبير الحكيم رافضه أي نقاش او طرح او حتى تساؤل عن احداث تلك الفتره فكيف بالنقد ،.... و قد صنفت الاديب الكبير في خانة من تنكر لعهد عبدالناصر ووالى عهد السادات المعادي للناصريه .
و رغم قصص التعذيب الهائله و المروعه و زوار الفجر و السجناء و المعتقلات التي ظهرت ...و قيام الرئيس السادات بوقف اعمال التعذيب و اعتقال المسؤولين عن ارهاب المواطنين و تعذيبهم و اطلاق سراح المسجونين ، رغم كل تلك المآسي فأنها لم تؤثر و لم تعني شيئا للاغلبيه الساحقه المأسوره بشعارات و احداث العهد و النهج الناصري و كل طرح مهما كان لا يشيد فيه هو طرح معادي او مأجور او متمصلح ....فلا صوت يعلو على صوت العهد الناصري عهد القوميه و الوحده و العروبه ..............
هكذا كان يواجه كل من ينتقد العهد الناصري مع نبل القصد لدى عدد كبير من الناقدين ....و حتى في انتصار القوات المصريه العظيم و المفخره في التنظيم و الاساليب القتاليه الذكيه و المتطوره في حرب 6 اكتوير 1973 كان الجدل محتدما حول فيما اذا كان الفضل في النصر يعود للسادات ام لعبدالناصر....ثم اتجه الامر بعد ذلك الى التشكيك في القصد من هدف الحرب و انها توقفت و لم تكمل التحرير وان القصد منها كان تحريك الموقف السياسي
و دار الحديث حول ثغرة الدفرسوار و من يتحمل الاخطاء التي ادت الى حدوثها ثم محادثات الكيلو 101 بين مصر و اسرائيل ثم الوضع الاقتصادي المصري الناجم عن اعباء الحرب و المظاهرات الشعبيه التي صاحبته ثم صدمة زيارة السادات المنتصر لا سرائيل المهزومه ....و من نتائج الزياره ان قام الرئيس السادات بترتيب موتمر للسلام و رفضت سوريا و الاردن و الفلسطينيين حضوره و اتهموه بالخيانه وان هدفهم تحرير فلسطين .
و بعد مفاوضات بين مصر و اسرائيل تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بينهما
و زيارة السادات لاسرائيل ادت الى ان تمضي الدول العربيه الى اقصى مدى يمكن توقعه حيث تبنت جميعها ماعدى عمان قطع العلاقات مع مصر و طرد مصر من جامعة الدول العربيه و نقل مقر جامعة الدول العربيه الى تونس و تكوين جبهة دول الصمود و التصدي و تحملت دول الخليج دفع مبالغ سنويه لهذه الدول
و قتل جنود ينتمون الى الجماعات الدينيه المتطرفه الرئيس انور السادات و تم تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد و انسحبت اسرائيل من سيناء و عادت العلاقات بين مصر و الدول العربيه بعد ذلك ....
كل تلك الاحداث كان ينظر لها و تقيم من خلال اتجاهين ، الاتجاه الموالي للنهج الناصري و الاتجاه الموالي لنهج السادات .
و عندما غزت القوات العراقيه الكويت و ما رافقها من مواقف بعض الدول العربيه المعاديه بشكل مستعر لكيان الكويت و بقائها ، تلك الدول التي و قفت معها الكويت و دعمتها ماليا و اقتصاديا ......كان ذلك للكويتيين بمثابة الصدمه الكبرى التي ادت الى عودة الوعي التي تحدث عنها و بينها الاديب توفيق الحكيم و لكنها عوده متأخره جدا ...و لكن مع ذلك فقد استطعنا ان نرى الامور على حقيقتها و ان نعيد قرائتنا لكل الاحداث السابقه ....
فرأينا ان الملك فاروق ليس بالسوء الذي صوروه فيه ....فقد كان في عهده ديموقراطيه و قضاء و محامين ......و مصر الحضاره كانت عظيمه في الاربعينات بأقتصادها و بورصتها الماليه و بعملتها القويه و بمدنها الجميله و قراها و بساتينها و منشآتها و مبانيها ...كانت في ازهى صوره ...كانت مركز الثقافه و الادب و الفن و الموسيقى و الموتمرات و التعليم
و رأينا قائد الضباط الاحرار العسكري محمد نجيب على حق حين طالب بعودة العسكر الى ثكناتهم بعد اطاحتهم بالملك فاروق و اعادة الديموقراطيه ....و ان ثورة يوليو هي انقلاب عسكري و ليست ثوره استولى فيه مجوعه من الضباط على الحكم و قاموا بادارة شؤون الحكم و هم الذين لا يفقهون شيئا في شؤون ادارة الدوله
و رأينا التعذيب المريع الذي لايمكن ان يصدر ممن لديه مشاعر انسانيه لشعب طيب و كريم و مسالم و زوار الفجر الذين روعوا الناس طوال سنوات مرعبه .....و رأينا هجرة الاقتصاديين و الفنانين و المستثمرين الاجانب ، و رأينا تأميم ممتلكات المصريين و الاجانب و هو امر خارج المنطق و العداله ،
و رأينا الرئيس عبدالناصر يحذر ان اسرائيل ستشن حرب خلال 3 ايام ، و رغم ذلك التحذير تشن اسرائيل فعلا الحرب و تهزم القوات العربيه خلال ساعات بشكل مأساوي و سط حملات اعلاميه عربيه عن الانتصارات و هي في حقيقتها حملات من الكذب في كل شيء .
و رأينا ان السادات قد حقق عملا عظيما اوقف فيه حملات الاعتقالات و التعذيب الظالم للشعب ، و خاض حربا مجيده و عملا سياسيا استعاد من خلاله سيناء ....بينما راينا قادة المواجهه مع اسرائيل و دول الصمود و التصدي ظلمه و طغاة مستبدين سرقوا اموال الدعم و سرقوا اموال دولهم و قتلوا و عذبوا البشر و يتعاملون مع اسرائيل في الخفاء و مناضلين في العلن و حاليا يستجدون اسرائيل بذل و مهانه .
رأينا عملا لا يصدقه عقل حين تطرد مصر من الجامعه العربيه في مؤتمر قمه للدول العربية عقد بقيادة و بناء على دعوه ممن ....من الطاغيه الوحشي المجرم صدام حسين
رأينا عملا اجراميا قتل فيه الرئيس السادات الانسان قبل ان يكون رئيس من قبل مجموعه تدعي بأنها اسلاميه قررت هكذ ان تكون هي وحدها قاضيا تصدر الاحكام و تنفذها على من تشاء .
و كان كل ذلك مغيبا في ظل الشعارات و الاحلام و الاوهام و الاعلام الكاذب بالتحرر و الوحده و القوميه ـ التي لا وجود لها من الاساس ـ و التي شكلت وجداننا فأصبحنا نرى الاحداث من خلال الشعارات
و رأينا في مصر الثقافه و الفن و الموسيقى و الشعر و الادب في تراجع مستمر و اهله قد غابوا ولم يحل محلهم احد ، حتى وصلنا الى المرحله الحاليه الخاويه و الرتيبه ......... و مصر حاليا غير التي نعرفها
لقد اخترنا هذه الاحداث كنموذج نبين فيه كيف كان وعينا مغيبا و كيف عاد الينا ....اما اذا ما قسنا ذلك على كافة احداث المنطقه فسوف يتبين اننا كنا نعيش في اوساط مأساويه و كارثيه بسبب سيطرة نهج ما يسمى بالعروبه و القوميه و الوحده و هو في حقيقته نهج المستبدين و الدكتاتوريين و اللصوص و المجرمين .
لقد غيبت عقولنا من جراء ذلك لدرجه اننا لا نلحظ ان لم نكن لا نلتفت احيانا لاعمال القتل و الوحشيه و القسوه التي ترتكبها الانظمه العربيه تجاه شعوبها.
لقد رأينا من الاجرام مالا يخطر على بال بشر و هل يمكن ان نتخيل اكثر من قيام رئيس دوله عسكري بقصف جوي لمدينه ببيوتها و سكانها و آخر يقصف مدينه بالاسلحه الكيماويه .. عقود و ذلك الذي يسقط طائره مدنيه و يقتل ركابها و غير ذلك الكثير حتى انتقلت القسوه للافراد فدمروا ابراج مدنيه قتلوا فيها اكثر من 3000 مدني .......و علمنا و ليتنا لم نعلم ان متطرفين دينيين مفوضين بمراقبة الناس يعرقلون اعمال اطفاء مدرسة و انقاذ الطالبات حتى لا ينكشف رجال الاطفاء على الطالبات ....هل يحسب من يقوم بمثل تلك الاعمال المذكوره من ضمن البشر....ان نوعية المجرمين والقسوه و الاجرام و احتقار و كراهية البشر المتوطنه في المنطقه و الفجور في الخصومه مروعه و لا يوجد لها مثيل في العالم
اعمال خطف الطائرات و تفجيرها الارهابيه و قتل الابرياء و خطف سفينه و قتل احد ركابها الكاتب الكبير المصري يوسف السباعي و الهجوم على مدنيين في دوره اولمبيه رياضيه صورت لنا و صدقنا بفعل الاعلام الكاذب و قادة الدول التي اطلقت نفسها على مسمى دول الصمود و التصدى.... اقول صورت لنا انها اعمال تهدف الى تحرير فلسطين .
تريد ان تتطهر منطقتنا من حكم العسكر الذي قاد دولها الى النكبات و الهزائم و قهر الشعوب و قتل المواطنين و و تعذيبهم و سرقة اموال و ممتلكات الدول ..... نريد ان نطوى و نتجاوز الفتره الزمنيه التي بدأت مع حكم العسكر في الخمسينات و نريد لمصر ان تعود كما كانت في الاربعينات بعنفوان و نشاط تشع بحضارتها على الجميع ......
نريد ان نستعيد فكرنا الانساني الذي يرى الدنيا من خلال احترام حقوق الانسان و احترام حقوق الشعوب في ادارة شؤونها و نبذ التطرف الديني و الدكتاتوريه و الارهاب .
لقد كان فعلا عوده للوعي الذي سبقنا اليه و بينه الحكيم لنا في كتابه و لم نفهمه في حينه .......
و الشعب المصري القدير يعيد تشكيل نفسه حاليا و ترتيب اوضاعه و بناء كيانه بذكاء و بطريقه تفاعليه متطوره و مدهشه و بصوره تعتبر مضرب الامثال و بطريقه حضاريه ادهش بها العالم . ...انه يسطر ملاحم خالده و مواقف سوف تبقى دروس و امثله على مدى التاريخ ..العالم كله اهتز و اخذ يشكل سياساته و مواقفه على وقع الاحداث المتسارعه التي يرسمها و يقودها صناع الثوره الشعبيه الحقيقيه على ارض مصر
...ان المتابع للاحداث يرى امامه الحضاره و الحداثه و الرقي تعبر عن نفسها و تكتب تاريخها و مستقبلها من خلال ابنائها ..لقد عروا بعملهم هذا الانقلابات التي كان يقوم بها العسكر تحت مسميات الثورات ..و الشعب المصري بعمله هذا يعيد تشكيل المنطقه بأسرها و يحي الآمال بأن تعيش شعوبها بكرامه و انسانيه و حريه و تدير شؤونها بأنفسها .
في احد المسلسلات التمثيليه المصريه قالت خيريه احمد لزوجها الممثل القدير محمود مرسى و هي تبكي بعد ان تلقت نبأ موت احد ابنائها في الحرب " ليه يموت و شمعنى ابني " فرد عليها زوجها انه عسكري استشهد في الحرب و هو يقوم بواجباته ............و لكنها لم تقتنع و ظلت تبكى و تردد عبارتها و تتسائل و على مدى حلقات لماذا مات ابنها
و في الحقيقه تسائلها ينصب حول الهدف من هذه القيمه العاليه التي دفعها ابنها و دفعتها هي من روحها و كذلك زوجها و افراد اسرتهم ..........تتسائل لماذا ازهقت هذه الروح و لماذا حرمت من حق الحياة ....حق تكوين أسره...حق التعليم..حق الثقافه ...
و عندما نمعن التفكير سوف نجد ان تسائلها في محله ...ليس هناك أي مبرر لقتله ...الاستشهاد في سبيل الدفاع عن الوطن هو المجال الوحيد المبرر
و ليس هناك أي مبرر لمقتل كل المصريين الذين قضوا في الحروب منذ عام 1953 و حتى تاريخه باستثاء حرب اكتوبر 73 لانها قامت لتحرير الارض .......و حتى هذه الحرب ماكانت لتقوم لولا احتلال الارض المصريه في هزيمة 1967
تحملت مصر الكثير الكثير من الخسائر البشريه في الارواح و الممتلكات و الاقتصاد نتيجة سياسات و اهداف لم تكن سليمه و عبثيه في احيان كثيره مثل حرب الجيش المصري في اليمن .
مصر قاتلت نيابه عن الاخرين و دفاعا عن الاخرين ....و في السنوات الاخيره نجد انه كلما تورط بعض المسؤولين العرب مع اسرائيل و احيانا بحماقه و جهوا دعواتهم لمصر لكي تبادر لالغاء المعاهدات و الدخول في حرب لمساعدتهم و يهاجمونها بسبب امتناعها عن مساعدتهم ....
و لو امعنا التفكير في بعض هؤلاء المسؤولين " المناضلين " لوجدنا انهم منافقين يسرقون اموال شعوبهم
لا احد ينسى ابدا مشهد المظاهرات التي كانت تتهم مصر بالخيانه عام 1970 بسبب موافقتها على مبادرة روجرز و لاتتفوه بشيء عن الدول العربيه المحيطه باسرائيل مهد الخيانه و الغدر و التي شن احدها حربا طردت فيها المقاومه الفلسطينيه من ارضها ...يتهمونها و هي التي بنت سياساتها منذ 1953 على تحرير فلسطين و الوحده العربيه و قاتلت و ضحت بأبنائها .
نريد ان تلتفت مصر الى نفسها و ابنائها ...و تبدأ بتنمية اقتصادها لكي تعود مركزا يشع بالنور و الحضاره و الثقافه و ان ترسم نهجا جديد يطوى النهج السياسي السائد في المنطقه القائم على ثقافة الارهاب و القتل و الكذب و الشعارات...نريد ان تقود و ترسخ في المنطقه نهج العلوم و التقنيات و حقوق الانسان .
و حينها يصرخ ابا الهول
و تتحرك صخور الاهرامات
و يفيض النيل بصوت هادر
و تنطلق الاصوات من معبد الكرنك قائله
ها هنا الوادي وكم من ملك ـ صارع الدهر بظل الكرنك
وادعا يرقب مسرى الفلك ـ وهو يستحيي جلال الغابر
أين يا أطلال جند الغابر ـ أين آمون وصوت الراهب
****************************************
شعر من قصيدة سلوا قلبي لامير الشعراء
احمد شوقي
الابيات الثلاثه الاخيره من شعر احمد فتحي
و هو واقفا بعيدا عن رجال أمن ليس لديهم مشاعر او صفات انسانيه
و دون ان يبدر منه اي تصرف عدائي
مشهد دامي يصعب على الانسان ان يتحمله
و يصعب التعبير عنه ..
فالكلمات الحزينه تتلاطم ثم تتوارى عاجزة عن التعبير
روح انسان مخلص لوطنه انتزعت منه من قبل نفس ساديه
=============================
الفجر الجديد
******************
من أطلعَ الفجر الجديد
على رُبَى تلك الربوع الناضرهْ ؟
في القاهرة
في كل أوطان الشعوب الثائرة ؟
هو صانعُ التاريخ في أيامنا
هو مَشرقُ الآمال في أحلامنا
هذي خطاه على الطريق تقودنا، هذي خطاهْ
يا مصرُ، يا وطنَ العروبة، يا منارَ السائرينْ
يا مهدَ كل حضارة، يا دارَ كل الصادقين
فجرُ الحقيقة أطلقيهِ وقبّليهِ وعانقيهْ
وخذي فتاكِ إلى حماكِ، إلى عُلاكِ وسائليهْ
كيف استفاق الدهرُ ينشر في حِمى كفّيْكِ سَعدَهْ ؟
كيف التقى الوطنُ الكبير بوحدةٍ أنْستْه بُعدَه؟
كيف استطاع فتاكِ أن يُلقي بقلب الظلم ِرعدَهْ؟
كانت حياتُكِ بالوعودِ فكيف أنجز فيكِ وعدهْ ؟
*وفتاكِ الاسكندراني الثائر
بطلُ الكفاحِ الصابرِ
يا موطني في موكب الذكرى نعود فنلتقي يا موطني
ترنيمةُ العيدِ ابتهالاتٌ لشعبٍ مؤمنِ
العيدُ عادكِ يا بلادي، غرّدي
والنيلُ ضرّج شاطئاهُ فزغرِدي
هذا فتاكِ وحولهُ جُنْدٌ رفاقٌ في الكفاحْ
رفعوا ستارَ الليلِ فانطلقتْ تباشيرُ الصباحْ
*وفتاكِ الاسكندراني الثائر
بطلُ الكفاحِ الصابرِ
ابيات من قصيدة : محمود الماحي
**************
* تم احلال عبارة الاسكندراني الثائر مكان العباره الاصليه
و ان تطوى صفحة حكم التعذيب و الفاشيه و الدكتاتوريه الوحشيه التي سادت المنطقه بأسرها نتيجة الانقلابات العسكريه
تحت مسمى الثورات و التي اهلكت المنطقه و دمرت امكانياتها و بددت اموالها
ام البطل
ابني .. حبيبي .. يا نور عيني
بيضربوا بيك المثل
كل الحبايب بتهنيني
طبعا منا ام البطل
يا مصر ولدي الحر..
رحم الله شهداء الثورة الشعبيه
فقد قدموا حياتهم ثمنا لكي يعيش الشعب بكرامه
و الهم اهلهم الصبر
على حزنهم عليهم لانهم ابنائهم
و
على حزنهم مرات مضاعفه بعد ان عرفوا ان ابنائهم كانوا يحملون في صدورهم الاستعداد للتضحيه لكي يعيش الاخرون طوال تلك السنين الماضيه دون ان يفوهم حقهم في الفخر و الاعتزاز بهم اثناء حياتهم
قبل ايام قليله ظهر على قناة الجزيره مجموعه من المواطنين المصريين في مدينة الاسكندريه يتحدثون حول الثوره الشعبيه و مدى تأييدهم لها..............
و في هذا الاثناء اقترب من مذيع القناة رجل يحمل معه ما لا يحتمل
عيون غائره يكتسيها الحزن العميق و قد جفت و احمرت منابع دموعها ....
و خطوط من التجاعيد شقت طريقها قبل أوانها تتقاطع و كأنها تعكس حجم المعاناة و الصدمات و الضياع و الاحباط و التشتت الذي ساد مصر طيلة الخمسين عاما الماضيه
.......و شعر شاب من قسوة بني وطنه عليه ...
كل شعره تنطق عن معاناة هنا و خذلان هناك ....
و سنين و ليال تطوي و عمر يمضي و امال تحترق و اكاذيب تروى ووعود غارقه بالزيف ........
اطل بوجهه ليلقي بوقاره السكينه على الجميع ...
فصمتوا و أنصتوا لكلمات تكاد تنوء بها شفاه متعبه ابت الا ان تنطق بما بين قلبه و ضلوعه ....
قال هذا الرجل الشامخ
ان
ابني قد ناضل و شارك في الثوره الشعبيه و هو حيا
..........و الآن يشارك من قبره ....
انا
لدي ثلاثة اولاد ذهب احدهم فداء
و
على استعداد للتضحيه بالاثنين الباقين من اجل الثوره
قالها فألهب مشاعر من معه ....
و اضاء نورا ساطعا سعيدا و حزينا و شامخا و ابيا في وقت واحد على كل من حضرهذا المشهد المهيب
انه موقف لا ينسى ...يحمل من القيم الانسانيه مالا يمكن وصفه
....فالمشاعر الانسانيه في مثل هذا الموقف تخرج عن المألوف...و تتأجج و تشكل مزيجا يجمع كل مامر على الانسان من مواقف عاطفيه و يتحول بعد ذلك الى احاسيس تأخذ الانسان الى نسق روحاني تسمو فيه الروح ، .......................................
و سوف تتساقط انظمة العسكر الطغاة...انظمة الحكم المستبده ...و انظمة الحكم الفاشيه المجرمه
الذين استولوا على الحكم في بعض الدول العربيه منذ 57 سنه عن طريق الانقلابات العسكريه و أغرقوا المنطقه بالفاشيه و القتل و الدماء و التعذيب و السرقات تحت عناوين تحرير فلسطين
كالورق ....كالورق ...كالورق
انه فجر جديد على المنطقه
فــــــــمصر قالت و قولها حق :
"" أنا إن قدر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي ""و مصر قد رفعت رأسها شامخه عزيزه ابيه
تختطف من قبل النظام الذي لم يخسر من قوته الا القليل لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه و لكن بشكل آخر ظاهره الوضع الجديد و باطنه رهان على الزمن الكفيل بإمتصاص و إخماد كل شيء.........
و
يسطو عليها و يجيرونها الاخوان المسلمين ( حصان طرواده في كل وقت و حدث ) لتحقيق اهدافهم
و نستذكر هنا قول امير الشعراء
برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين
---------------------------------------------
تختطف من قبل النظام الذي لم يخسر من قوته الا القليل لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه و لكن بشكل آخر ظاهره الوضع الجديد و باطنه رهان على الزمن الكفيل بإمتصاص و إخماد كل شيء.........
و
يسطو عليها و يجيرونها الاخوان المسلمين ( حصان طرواده في كل وقت و حدث ) لتحقيق اهدافهم
و نستذكر هنا قول امير الشعراء
برز الثــــعلب يوما في ثياب الواعظــــين
---------------------------------------------
من تابع مسار ثورة الشعب المصري بالتفصيل سوف يخرج بقناعه مؤكده انها كانت ثوره من اجل كرامة الانسان المصري
و كان هذا هو ما وفر لها القوه الجامحه التي شكلت طوفانا انهارت امامه المؤسسات الامنيه كالورق
و بالتالي كان من المتوقع ان تكون اول القرارات المتخذه هي : -
- تشكيل لجنة تتبع رئيس الوزراء تتولى متابعة شؤون الشهداء و الجرحى و المفقودين و المعتقلين
- اطلاق فوري لكل المعتقلين من المتظاهرين
- تشكيل لجنه تتولى شؤون كافة ضحايا الاجهزه الامنيه في الماضي
و لكن مع الاسف فإن الاولويه و القرارات التي صدرت و الاهتمام كان منصبا على الشؤون السياسيه..
و هذا امر محزن و مؤسف و محبط
و جائت مأساة المصريين العالقين على الحدود التونسيه الليبيه لتعمق ذلك...ففيما تهب الدول لتنقل رعاياها نجد ان مصر غائبه رغم توفر الامكانيات من سفن عسكريه و مدنيه و طيران و قرب المسافه
نأمل ان تكون هذه المأساة ملهمه لنشطاء ثورة الشعب بأن مبادىء الثوره لن تغير من طبيعة و مسار اجهزة الدوله ....مالم يقودون التغيير بأنفسهم و ان تكون حقوق الانسان المصري هي المقصد الاول و الاخير لهم