اتت لتروي طقوس عالم كنا نظن انه ماض تولى....قصه..... " الهروب ".......

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
02-11-2010, 11:16 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

في نهاية الحفل، افلت ميريل يدي وخرج من الغرفة دون ان يلتفت الى الوراء، وتبعته عائلته. ولم اعرف ماذا افعل فتبعت والدي الى غرفة معيشة واسعة، حيث كان اناس يقيمون احتفالا بعيد ميلاد احدهم.
وحين وصل ميريل وعائلته، ادرك الحضور ان هناك حفل زواج، فأخذوا يهنئون ميريل، وجلست بهدوء في الجهة المقابلة من الغرفة ارتدي فستان الزفاف في عيد ميلاد احدهم، بينما زوجي يتلقى النهائي.
لقد ادركت انني لم اعد انتمي الى عائلتي بعد اليوم. وبدت لي عائلة ميريل كبلاد غريبة لا رغبة لي في دخولها. شعرت انني اخرجت من كل ما كنت على معرفة به من قبل.
وجاءت احدى زوجات «العم روي» الاثنتي عشرة بابتسامة عريضة، وقالت ان الله سيبارك لي زواجي وسأكون سعيدة جدا مع ميريل. ودعتني للذهاب الى طاولته وآكل الكيك معه.
وكانت زوجتا ميريل، باربرة وروث تحيطان به عن اليمين وعن الشمال، وحين رآني طلب من روث ان تجد لها مكانا آخر، لكن لم تكن هناك اماكن خالية، ولذلك خرجت من الغرفة، وبعد ان انتهينا من مأدبة الطعام، وقف والدي ليهم بالمغادرة، فتبعته وعدت الى الفندق بسيارته.
وبعد وقت قصير تبعنا ميريل الى الفندق وطرق باب غرفة والدي وتبادل معه اطراف الحديث واخذ يجمع حاجاتي اما انا فكنت في حالة رعب وكنت اتمنى لو كان بوسعي ان اقولها عالية: لا اريد الذهاب معه.

ضياع
نظر الي ميريل وقال: «كارولين.. الست اتية معي؟ فاغراضك ثقيلة»، وكانت اول جملة يوجهها الي، فتبعته وانا اشعر بالضياع، فنسي ميريل اين هي غرفتنا في الفندق، واخذ يبحث عنها صعودا ونزولا وانا اسير خلفه.
واخيرا، توقفنا امام احدى غرف الفندق، وحين حاول ميريل فتح الباب، نجح في ذلك، فدخلنا واغلق الباب وكانت تلك المرة الاولى التي نتواجد معاً وحدنا، فجلس على السرير وفتح التلفزيون بينما اتجهت الى احدى زوايا الغرفة وجلست على طاولة صغيرة دون ان انطق بكلمة واحدة، وبعد ثُلث ساعة، قال لي انه ذاهب لتفقد بقية افراد عائلته، وغادر الغرفة.
جلست على السرير فغلبني النعاس لانني لم اذق طعم النوم طوال يومين. فلما عاد ميريل فتح التلفزيون ورفع الصوت عالياً، وقال «حبذا لو تحدثنا قليلاً»، قلت له انني في غاية الارهاق ودون ان آخذ قسطاً من النوم، فقال: «لا بأس». فأطفأ الانوار وخلع ملابسه الا من قطعة واحدة، ونام الى جانبي واخذ ينظر الي. لقد كانت اوقاتا صعبة فأنا لا عرف ميريل من قبل.
بدأ ميريل بتقبيلي فشعرت باستياء شديد، ثم أخذ يقترب مني شيئاً فشيئاً ونزع عني فستان الزفاف، فبدأت ارتجف وخلّصت نفسي منه، وانا في حالة يُرثى لها، فحاولت التقاط انفاسي بصعوبة وجلست على ارضية الغرفة بالقرب من السرير وأنا اشعر بعدم الامان اكثر من أي وقت مضى.
ارتدى ميريل ملابسه وجلس على طرف السرير، وبدأ يحاول تبرير سلوكه غير المناسب تجاهي. فقلت له انني كنت مرهقة وأردت ان انام، ولم يبد عليه انه يهتم لما أقول، فاستلقى على السرير وما هي الا دقائق حتى أخذ بالشخير، فعدت الى السرير وأخذت أحدّق في السقف حتى غلبني النوم.
وحين استيقظت في الصباح كان ميريل في الحمام ثم ارتدى ملابسه وخرج دون ان يتحدث بكلمة واحدة. ثم استحممت وارتديت ملابسي، وكنت على وشك الخروج الى عائلتي في غرفة قريبة فعاد الي.
قال لي: «تعالي معي» فأخذت متاعي وتبعته الى سيارته، وكنت في حالة رُعب، وذهبنا لتناول طعام الافطار في مكان قريب، وقدّمني ميريل الى بعض الرجال هناك باعتباري زوجته الجديدة ، وعبروا عن سعادتهم لذلك، واطلق احدهم نكتة تشبه الزوجة الجديدة بالكلب، فضحكوا وعلق زوجي بأن الكلب أفضل لانه اكثر وفاء. واطلق ميريل نكتة اخرى يشبه فيها الزواج بالذهاب الى الحمّام، قائلاً «حين تدخل اليه تجد انه ليس ساخناً كثيراً»، فضحك الآخرون، فشعرت بمهانة لم اشعر بها من قبل.
وبعد ان تناولنا طعام الافطار، تجمعنا خارج موقف السيارات، وبدأ والدي يتحدث مع ميريل عن مزاد في اوريغون، فأعاد ميريل بقية افراد الاسرة الى المنزل، ولم يتحدث احد عن شهر العسل، فركبت معه السيارة الى اوريغون، وبقيت طوال الوقت افكر في الامتحانات النهائية التي ضاعت عليّ.

سريالية
السفر كان مصدر ارتياح، حيث لا يتعين عليّ التحدث الى ميريل، فقد كان والدي وزوجته روزي وشريكه التجاري يسافرون معنا الى مزاد اوريغون الذي وصلناه بعد افتتاحه بيومين، ولم يتحدث معي ميريل في السيارة، وكنت بالنسبة له ــ كالمعتاد ــ مجرد صفقة تجارية، ولكن بالنسبة لي، فان كل شيء قد تغيّر.
وكانت لا تزال صدمة الليلة الماضية تسيطر عليّ، فلم تكن لدي ادنى فكرة عن الجنس لكني لم افكر انه بهذه القسوة والوحشية. بل كنت اعتقد أن الرجل يجب ان يكون حساسا تجاه مشاعر زوجته، وان لا حق له بلمسها اذا لم ترغب في ذلك، لقد كنت ساذجة لدرجة الاعتقاد انه يجب ان يسألني قبل ان يحاول عمل شيء معي ليلة الدخلة، فقد كان يعلم ان لا خبرة لدي في الجنس ولكنه لم يعبأ بذلك
كان والدي وزوجته روزي سعيدين لزواجي ولكني اعتقدت ان في الامر سريالية ما، فكيف يحبانني ويريدان لي مثل هذه التجربة الكريهة؟
لقد كنت اعرف انهما يعتقدان ان ميريل رجل طيب وانه لن يفعل ما يسيئ اليّ، ووالداي، اعتقدا ان هذا الزواج يحظى بمباركة من الله، لأنه تم بترتيب من «نبي الطائفة»، واعتقدا أن سعادتي تعتمد على رغبتي في تنفيذ ارادة الله مهما كان الامر مؤلما بالنسبة لي.
وفي الليل، حين نعود الى الفندق، يقضي ميريل معظم وقته في مشاهدة التلفزيون او مواساة باربارة على الهاتف لانها لم تكن سعيدة لزواجه، وكان يطمئنها الى انه يحبها، ولم انطق بكلمة، وفي السرير، كنت احاول عدم الالتصاق به، وحين كان يحاول مداعبتي كنت انتفض خوفاً، فيتراجع.
وفي اليوم التالي، اشترى ميريل معدات انشائية من المزاد، وكان يتصل بزوجته باربارة عدة مرات يومياً ولم يكن يزعجني ذلك، بل كنت اريد الاّ يلتفت اليّ ابداً. وحين عدنا الى كولورادو سيتي مكث معي ساعة او ساعتين قبل ان يتوجه الى غرفة نوم باربارة.
وفي اليوم التالي غادر برفقة باربارة الى مقر شركته الانشائية في مدينة بيج وطلب مني المساعدة في اعمال المنزل والتعرف على بقية افراد العائلة. وحال مغادرة ميريل، اتصلت بمدرساتي في المدرسة واسعدني ان اسمع انه ما زال بوسعي التقدم للامتحانات خلال أسبوع.
وبالفعل، فقد انهيت كل امتحاناتي خلال ايام ولكني شعرت ــ حين انتهيت منها ــ بحالة من الانهيار. فقد تغيرت حياتي رأساً على عقب خلال اسبوعين فقط، وكنت اعرف ان ميريل لن يسمح لي بدراسة الطب، وان اقصى ما سيسمح به هو ان اعمل «مدرّسة».
علمت انه بحاجة الى سكرتيرة في مدينة بيج، وكانت باربارة تعمل سكرتيرة له، وكانت تسافر كثيراً لتنفيذ مهمات خاصة به، بينما ابنته الكبرى مارغريت تعمل سكرتيرة له في المكتب، لكنها تزوجت وعاشت مع زوجها في مدينة سولت ليك. وكان ميريل بحاجة لمن تساعده وبسرعة. وكنت اخشى ان يجبرني على العمل معه بدلاً منها وان يجبرني على ترك الدراسة.
وفي صباح اليوم التالي، ذهب لممارسة رياضة ركوب الدراجة مع اودري، شقيقة ميريل الكبرى غير المتزوجة، سألتها ان كان ميريل سيجبرني على ترك الدراسة والعمل معه، فقالت ان باربارة تعمل سكرتيرة متنقلة له ولها تسعة أبناء لا تراهم، وقد يفعل ذلك لأنك زوجة شابة وبلا أطفال، وهذا سيمنح باربارة الفرصة للبقاء مع أطفالها.
وحين سألتها إن كانت باربارة ستشعر بالسعادة وهي تراني آخذ مكانها، قالت أودري «هذا صحيح، خاصة وأن باربارة كانت زوجة والدي الوحيدة منذ أن تزوجها وأنت قد تغيرين هذا الوضع». ولم أصدق ما سمعت، فنظرت إليها بشيء من الصدمة وسألتها: «ماذا تقصدين أنها زوجته الوحيدة؟».
فشعرت بالارتباك وقالت «لقد تأخرنا وعلينا العودة إلى البيت فورا».

الفرصة الوحيدة
شعرت بدوار شديد وأخذت افكر لماذا لا تريد أودري أن تحدثني عما يجري في هذه العائلة الغريبة التي انتميت إليها حديثا. لقد عشت أسبوعا بالغ التوتر ولم يقض معي ميريل فيه سوى ليلة واحدة ولم أتواصل مع بقية افراد الاسرة، وحين غادر يوم الاثنين، إلى مدينة بيج أخذ معه ابنته نانسي وكنت آمل أن يكون قد اختارها لتحل محل باربارة. وكان همي الاكبر مواصلة الدراسة في الكلية. فهذه فرصتي الوحيدة لكي افعل شيئا مفيدا لي ولمستقبلي.
وكانت نهاية الأسبوع متوترة أيضا. فقد أمضى ميريل ليلتين معي وطلب مني صباح الاثنين أن أحضر له القهوة في مكتبه، وكانت باربارة تجلس في المكتب، فقال انه قرر أن «تأتي كارولين معنا إلى بيج هذا الأسبوع».
فشعرت باربارة وكأنه خذلها وسيطر عليها الغضب وحدقت في وجه ميريل وقالت «أظن أننا ناقشنا الامر وقررنا أن تبقى كارولين هنا». فقال: «لن تعمل كارولين في بيج، بل ستذهب معنا في رحلة هذا الأسبوع». فلم يعجبها الرد وخرجت وهي تبكي.
تبعها ميريل إلى غرفتها ومكث هناك بعض الوقت بينما بقيت في مكتبه وحاولت فهم ما يجري حولي وأقارن ما يجري هنا وما عشته في بيتنا، حيث كان والدي يعامل زوجتيه بعدل فلا توتر ولا مشكلات بينهما. وظل كلام أودري بأن باربارة هي زوجته الوحيدة، يراودني. وكان واضحا ان ميريل يقضي كل وقته في غرفة باربارة ويتجاهل زوجتيه رون وفونيتا. وحين يتصل لا يتحدث إلا معها. ومن الواضح أنها أصبحت تنظر إلي كتهديد للمركز الذي تحظى به. ففي كل مرة يقضي ليلة معي، يمضي اليوم التالي في محاولة ترضية باربارة. وقد كرهت فكرة أن أكون أنا مصدر توتر ومشاكل.
وبعد ساعة عاد ميريل ليبلغني أنني لن أسافر معه فقد قرر هو وباربارة ان أبقى في المنزل لمساعدة روث في الطبخ والاعمال المنزلة الأخرى. وقررا أيضا أن جاكسون ابنها ذو التسعة أشهر يمكن ان يبقى في المنزل وأن أتولى رعايته.
لقد أدركت أن باربارة هي صاحبة القرار في كل شيء في المنزل وان ادعاءه انه هو صاحب القرار هو مجرد هراء، فسيطر علي الغضب الشديد، وادركت انها إذا كانت تسيطر على العائلة بهذا الشكل، فلن يتسنى لي مواصلة تعليمي.
واخيرا، غادر ميريل وباربرة من دون كلمة وداع، ومن دون اعطاء أي تعليمات بشأن جاكسون الذي ترك وحيدا، ولم اعرف كيف سأصنع به لقد شعرت بالصدمة، فوالدته لم تعبأ به، أو باخوته الصغار وغادرت وتركتهم لحالهم.

توتر متصاعد
وحين سافرنا معا كان ينشغل بالمكالمات وتسجيل الملاحظات حول العمل والصفقات، فلم نتعرف على بعضنا اطلاقا، ولم يبد اهتماما ليتعرف بي، واظن انه كان يخشى ان تعززت علاقته بي، فان ذلك سيخلق له مشكلات مع باربرة.
وكانت ترتفع حدة التوترات في نهاية الاسبوع، وخاصة اذا خرجت مع ميريل، وكانت باربرة تخرج من البيت احتجاجا، فيقضي وقتا طويلا في محاولات ارضائها، وحين عادت توجها الى غرفة نومها، ولم تسمح لاي من ابنائها بدخول غرفتها، مع انها كانت بعيدة عنهم لاسبوع كامل، وشعرت بمسؤولية ما عن المشكلات التي بدأت تندلع باستمرار في البيت، ففي كل مرة يفعل شيئا لي، يدفع بقية افراد الاسرة الثمن.
ذهبت الى النوم في غرفتي، فشعرت بالندم لانني لم اقم علاقة مع رجل آخر غير ميريل، فربما كان ذلك سينقذني من هذا المصير، وربما كان في ذلك متعة بدلا من هذا الخوف والتوتر والرعب والنكد، ومن حسن حظي ان ميريل لم يأتني في تلك الليلة.
وفي اليوم التالي صباحا، وجدت اودري فسألتها ان كان بوسعها مرافقتي لممارسة رياضة ركوب الدراجة فوافقت، وكان الوقت مبكرا حين خرجنا معا، وحين وصلنا الى صخرة على ضفاف النهر، توقفنا لاخذ قسط من الراحة وكانت اودري الوحيدة في هذه الاسرة التي عاملتني بلطف، وشعرت انها يمكن ان تكشف لي عما يمكن ان يساعدني.
قالت لي ان ميريل حين تزوج باربرة توقف عن النوم مع والدتها فونيتا، وان باربرة فرضت عليه ان تكون الزوجة الوحيدة التي يقيم معها علاقة جنسية.
وقالت ان زيجتي ميريل الاولى والثانية كانتا مأساتين، فالزواج الاول من والدتها كان بترتيب من «النبي» لان ميريل وقع في علاقة حب مع فتاة من خارج الطائفة، ورفض والدها تزويجها من احد من ابناء هذه الطائفة الدينية، ولكن ميريل اصّر على الاستمرار في علاقته معها على امل ان يلين والداها، فابلغه العم روي ان هذا لن يجدي وامره بالزواج من فونيتا، فانصاع لامره، لكنه كان يرفض في البداية معاشرتها معاشرة الازواج، ولما علم العم روي بذلك امره بمعاشرتها، لكن روي حملها مسؤولية فقدان حبيبته، وصار يعاملها بقسوة من أجل الإنجاب فقط وتقول اودري انه بعد عدة سنوات عاصفة مع والدتها فونيتا، اجبر ميريل على الزواج من روث، وكان رافضا لهذا الزواج ايضا حتى امر به «العم روي». وتقول ان روث لم تكن مستقرة نفسيا، ولم يكن ميريل مهتما لاقامة علاقة عاطفية معها. ومن ثم تعرّف ميريل على باربرة (وهي اخت غير شقيقة لروث) وهو في الثامنة والثلاثين بينما كانت هي في الثامنة عشرة. وكانت علاقة مميزة بين اثنين يعشقان السلطة والسيطرة وبعد زيجتين فاشلتين لميريل.
ولم استطع فهم سبب سيطرة باربرة على ميريل. وتقول اودري ان والدها كان مغرما بباربرة، وكل ما تفعله حتى لو كان فيه اساءة لزوجتيه الأخريين وابنائه. وحين ظهرت باربرة في الصورة، كانت الفوضى تعم بيت ميريل، فسيطرت على كل شيء وتمكنت من استغلال كل شيء لخدمة مصلحتها. وخلال سنوات زواجهما الاولى، كان ميريل اذا سافر مع زوجة غيرها، كانت تشتبك باربرة معها، وكان ميريل يقف مع الأخيرة.
وتقول اودري ان باربرة وضعتني نصب عينيها «وسوف تجعل حياة والدي جحيما في كل مرة يقترب منك، وهذا سيدفعه الى الاستسلام حتى تظل هي زوجته الوحيدة». وخلال فترة وجودي القصيرة مع الاسرة لاحظت ان باربرة لا تترك ميريل وحيدا ابدا وتراقب كل حركة من حركاته.
وقالت ان والدها ينام مع روث «من اجل الانجاب فقط ولان اطفالها هم الاجمل، فإنه يواصل علاقته الجنسية معها». واضاف: «لكن باربرة تستخدم روث كخادمة لديها وتواصل فرض الاوامر عليها وتعّنفها لاتفه الاخطاء».
لقد جعلني كلام اودري اشعر انه فُرض علي ان اعيش في جحيم بقية ايام حياتي. فلم استطع فهم ما يدور حولي.
وابلغتني ان ميريل ضرب والدتها وحبسها على سطح المنزل حين حاولت التصدي لباربرة. وكثيرا ما تعرضت للضرب المبرّح من ميريل الذي ترك اثاره على جسدها لأيام.
ففي ثقافة طائفة FLDS تعتبر الزوجة من ممتلكات الزوج التي يمكن ان يفعل بها ما يشاء، واذا اشتكت زوجة بشأن العنف او سوء المعاملة، فإن الجميع يقف ضدها. والافتراض السائد حينذاك هو انها عاصية لزوجها، وانها هي المخطئة دائما، وهذا مبعث للعار ان يضربك زوجك.
ولذلك، فإن من النادر للزوجات ان يتحدثن عن سوء معاملة ازواجهن، لانه سينظر إليهن على انهن متمردات او خارجات على الاعراف.

الحلقة الثامنة:
الأزواج لاينامون مع زوجاتهم إلا في الظلام




Pictures%5C2010%5C02%5C07%5C1479c3f2-9431-49a8-897e-7904db203708_maincategory.jpg
كارولين مع ابنها آرثر
http://www.alqabas.com.kw/AuthorArticles.aspx?id=792&date=07022010


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
02-11-2010, 11:20 PM
justice
user_online.gif

عضو

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4,962

icon1.gif

من التقاليد المتعارف عليها في طائفة flds ان الرجل اذا لم يكن مسيطرا على عائلته فان صورته تهتز بين ابناء الطائفة ويتعرض لاتهامات بأنه يفتقر الى روح الله، وكان ميريل يحاول ان يبقى على زوجاته حوامل دائما كي لا يتهم بأنه يقاطع واحدة أو اكثر منهن، ولكن الحقيقة انه لم يكن يحب سوى باربرة لقد كان ميريل متعدد الزوجات بجسده ولكن يعيش بروحه مع زوجة واحدة.
علمت ان ميريل يخطط لرحلة عائلية الى هاواي سيصطحبني فيها مع زوجتين أخريين من زوجاته، فقررت عدم الذهاب في هذه الرحلة حتى لو كانت الرحلة الوحيدة في حياتي، فلم يكن مسموحا للمرأة في طائفتنا السفر بمفردها، وحتى علمت نامي أن والدي هو الذي يموّل الرحلة دخلت على ميريل وقالت له انها ترفض الذهاب معه، وان هذه الرحلة هي من حق كارولين فقط لان والدها هو الذي حجز التذاكر، فرد عليها أنه هو الذي يقرر من يدعو ومن لا يدعو الى هذه الرحلة، وانه يفترض ان ترحب اي زوجة يختارها لمصاحبته بهذه الرحلة.
سافرنا الى هاواي بملابسنا الطويلة، وكنا اشبه بالمشهد الغريب فلم يكن في هذا المنتجع غير البكيني او الشورت وال تي شيرت، فكان الجميع ينظرون الينا وكأننا قادمون من كوكب آخر، ولم نكن لنعبأ بالنظرات الغريبة لاننا كنا نعتقد اننا شعب الله المختار. لقد كنا، نحن زوجات ميريل، نخوض منافسة حامية من اجل التقرب منه، وكان هو يشعر بالسعادة لهذا الوضع، خاصة سعي كل منا ليكون لها السبق في ممارسة الجنس معه. وكانت تقاليد طائفة flds ألا يمارس الزوج الجنس مع زوجته أثناء أشهر الحمل، ولكن هناك بعض الرجال الذين لديهم «تراخيص سماوية» لفعل ذلك اثناء الحمل.

حيوان نافق
ولم أكن أفهم ابتعاد ميريل عني طوال أشهر الحمل، ولم يسبق لنا أن تحدثنا في موضوع الجنس لا قبل ولا أثناء ولا بعد الممارسة، ولم يحدث أن رأيته عاريا أبدا، فقد كنا دائما نمارس الجنس في الظلام، وكان الجنس بسيطا ولا يستغرق سوى دقائق معدودات، وكان ميريل يلتزم الصمت أثناء الممارسة، وبعد أن ينتهي يمكث فوقي لبعض الوقت، وكنت أشعر بالضيق والاختناق ولا أجرؤ على الاحتجاج، وبعد ذلك كان يلقي بجثته على السرير بجانبي مثل حيوان نافق. والأغرب من ذلك أننا كنا نمارس الجنس، ونحن نرتدي الملابس الداخلية الطويلة، ولم يحدث أن تعرينا إلا ليلة ممارسة الجنس في هاواي. وقد شعرت بالذهول وهو يجردني من ملابسي ويتلمس أجزاء من جسدي. لقد كانت تلك الليلة مختلفة تماما وأكثر متعة، لكنني لم أسمح لنفسي أن أتجاوب عاطفيا اكثر من اللازم لأنني أدرك أن مثل هذه الليلة قد لا تتكرر أبدا.
فالنساء في أي عائلة متعددة الزيجات تدرك ان قوتها تنبع من علاقتها بزوجها، لكني شعرت بعلاقة عدائية مع ميريل. فلم أكن ارغب بالزواج منه أو النوم معه، ولكني كنت اعلم ان ارضاءه ضرورة لسعادة أبنائي. وعلمت أن ذلك كان حال جيل كامل من نساء الطائفة. ومن أجل اكتساب السلطة في عائلة ميريل كان علي أن أجعل نفسي مهمة بالنسبة إليه. فهذا منحني وضعا مميزا ووقاني شر هجمات بقية الزوجات والأبناء. انها بيئة تسود فيها منافسة غير شريفة والبقاء فيها للأقوى. وبدأت كاثلين وتامي تشعران انني أشكل تهديدا لهما، وان أي اهتمام أحظى به من ميريل يأتي على حسابهما. وكان أمرا مثيرا للغرابة أن نتنافس نحن النساء الثلاثة على رجل لا نحب ولا نرغب فيه، ولم نكن موافقين أصلا على الزواج به.

كابوس مرعب
والآن، وبعد معاناة طويلة مع ميريل وعائلته، أصبحت تختمر في ذهني فكرة الهروب، ولم أكشف شيئا مما يدور في بالي لابنائي، لكن ابنتي لوان كانت تحلم كثيرا بأننا هاربون. ورأت في حلم لها أننا جميعا نعيش في منزل واحد في مدينة كولورادو، وكان أشقاؤها وشقيقاتها يبكون ويطالبون بالعودة إلى والدهم واخوانهم واخواتهم هناك، وأن بيتي كانت تتوسل إلي أن أعود، وكان خوف لوان في الحلم باننا جميعا سوف ندخل النار على هذه المعصية. وكشفت لي انها شعرت بارتياح شديد حين أفاقت من النوم لتجد ان ذلك لم يكن سوى كابوس مرعب. ولكن هذا الحلم كان يعاودها كثيراً. وبالنسبة الي أصبحت الحياة لا تطاق، لكنني واصلت علاقتي الجنسية بميريل كواجب زوجي فقط.
وبالرغم من ذلك، أصبحت الأجواء شديدة التوتر ولا تطاق، فقررت الفرار، وضعت أبنائي في السيارة وقصدت مدينة سولت ليك.
الأبناء الصغار كانوا سعداء للمغامرة، أما الكبار، فمنهم من وافقني الرأي ومنهم من عارض الفكرة بشدة وحذر بأنها ستفشل، ووسط هذا الجدل الساخن لاذ الصغار بالصمت من شدة الخوف. ومرت علينا خمس ساعات من القيادة في السيارة والجدل الحامي كانت أشبه بالجحيم.
وكانت والدتي قد اتصلت بطبيب الأسنان دان فيشر الذي كان عضواً في طائفة flds ووافق على السماح لنا بالنزول في بيته بالقرب من مدينة سالت ليك، وكان فيشر متزوجاً من ثلاث زوجات، لكنه انفصل عن الطائفة وأخلي سبيل اثنتين منهن وعاش مع زوجته الثالثة. وظل فيشر يقدم المساعدة منذ ذلك الوقت لكل من يحاول الخروج من هذه الطائفة وطقوسها الغريبة، وهذا هو الذي أنقذ حياتي وحياة أبنائي. نزلنا في البداية في منزل شقيقي ثم غادرناه، وبعد ساعات علمنا ان مجموعات من الطائفة طوقت منزله بحثاً عنا. وكان هذا المنزل الذي استضفنا فيه فيشر واحداً من خمسة منازل في مبنى واحد يمتلكه.
أخذتنا ليني إلى المنزل الأكبر لا سيما ان معي ثمانية أطفال، ووجدنا انه يتألف من ثماني غُرف نوم وغرفة معيشة واسعة وغرفة أكل، وشعرت بالحرية ترفعني إلى السماء لأول مرة منذ زواجي، وبدأت في التفكير في توفير المأكل والمستلزمات الضرورية لأبنائي.
وجه فيشر لي بضعة أسئلة عن أحوالي وخلفية ما حدث، وأجب لحقيقية أنني أحمل شهادة البكالوريوس في التربية وانني مارست مهنة التعليم لسبع سنوات، ولكن حين ذكرت له انني كنت متزوجة من ميريل جيسوب، توقف وأخذ يجوب أركان الغرفة ونظر إلي باستغراب: «هل ذكرت ان زوجك كان ميري جيسوب؟»، فقلت له: نعم. قال «هل تقصدين ان في منزلي أبناء لميريل؟» قلت: «نعم، انهم ثمانية»، تغير لون وجه فيشر، وقال انه سيبلغ مكتب المدعي العام لطلب الحماية لنا. قلت في نفسي إنني سأفعل كل ما في وسعي لحماية أطفالي.
هبة من السماء
غادر فيشر المكان على الفور، فشعرت اننا في خطر وأخذ التوتر والإجهاد والقلق تأخذ مآخذها مني وأحسست انني في غاية الضعف. وحين عدت إلى غرفة الضيافة، لم أجد ابني آرثر فاعتقدت انه ذهب إلى إحدى كبائن الهاتف المدفوع كي يتصل بوالده.
ولكن لم يكن ارثر يمتلك اي مبالغ نقدية. فسارعت الى منزل ليني لأبلغها بما حصل، ولما اتصلت بزوجها قال لها ان من الخطر ان تبقى في منزله وان منزل جولين اكثر امانا. فبدأت بجمع امتعتي وابنائي للانتقال الى ملجأ آخر.
ومن حسن حظنا ان جولين كانت قد تخرجت في كلية طب الاسنان للتو ولم يعلم بذلك الا نفر قليل من طائفة flds، فشرحت جولين لابنائي ان المنزل مزودّ بنظام انذار اذا حاول احد فتح الباب او اي من النوافذ من الداخل وان اي محاولة للخروج ستطلق صفارة الانذار التي ستجلب رجال الشرطة.
وبعد وقت قصير على استقرارنا في منزل جولين، جاءتنا سارة وقد احضرت معها آرثر الذي وجدته على بُعد عدة اميال من المنزل الذي نقيم فيه. وفي هذه الاثناء، وصل ميريل الى منزل فيشر بعد خمس دقائق فقط من مغادرتنا. لقد علم بمكان وجودنا عند فيشر حتى قبل وصولنا!
ولو عثر علينا قبل حصولي على امر حماية، لاخذ الاطفال مني ولكان عليّ خوض صراع قضائي طويل لاستعادتهم. لقد كان هروب آرثر هبة من السماء، حيث دفعني الى تغيير مكان ملجأي لاعتقادي انه خرج للاتصال بوالده.
تعلمت من هذه الحادثة ان استعين على قضاء حوائجي بالكتمان، والا اطلع احدا على ما يدور في ذهني. وبعد ساعات وصل مندوب من مكتب المدعي العام لاستجوابي من اجل تقديم طلب «امر حماية عاجل». وطلبوا مني رقم هاتف اي شخص من طائفة flds كي يبلغوه اننا اصبحنا تحت حماية المدعي العام، فأعطيته رقم احد المقربين من ميريل، ولكن الاخير لم يتوقف عن ملاحقتنا.
وحين وصل زوج جولين عرض لهم فيلم shrek الذي كان اول فيلم يشاهده ابنائي، لان النبي حرّم مشاهدة الافلام على ابناء الطائفة. وكان ابني آرثر البالغ الخامسة عشرة دائم التذمر ويريد العودة الى والده، وحاولت افهامه بشتى السبل ان والده ما كان ليسمح لي بالمغادرة بهدوء وان «الهروب» هو سبيلي الوحيد للخلاص. وطلب مني آرثر ان يذهب الى العمل مع شقيقي في الغد فوافقت لاني شعرت ان بإمكاني ان اثق به. ولما حضر شقيقي في صباح اليوم التالي لاخذ آرثر، اخذني على انفراد وقال لي: «لا اعتقد انك تدركين حجم الخطر الذي عرضت نفسك اليه، ان اهل المدينة بأكملها يجوبون كل مكان بحثا عنك، لقد غامرت بالقدوم الى هذا المكان لاني على ثقة بأنهم سوف يتبعوني، والوضع بالغ الخطورة، اعرف انك طلبت حماية النائب العام، ولكن ميريل لا يعبأ بالقانون. انني قلق على سلامتك، فالخروج من هذه الطائفة يبدو مستحيلا».

معركة خاسرة
نظرت اليه وقلت: ليس لدي ما اخسره انني افضل الموت على هذه الحياة، وسوف اقوم بحماية ابنائي وسأفعل كل ما في وسعي من اجل ذلك. فقال لي «انك اخذت الاطفال من واحد من اقوى رجال الطائفة وسوف يعثرون عليك في نهاية المطاف. فلن يدعوك تفرّي بالاولاد، انها معركة خاسرة يا كارولين».
وفي صباح اليوم التالي جاءني فيشر ليبلغني ان امر الحماية الطارئ قد دخل حيز التنفيذ، وبذلك فاذا حاول ميريل أخذ اي من الاطفال فسوف يوقع نفسه في ورطة، وعرض علي العودة الى منزله قائلاً انه سيكون هو وزوجته سعيدين بوجودنا معهما.
وقال لي فيشر ان الوضع الامثل للحماية لي يتمثل في الذهاب الا مكتب المدعي العام، وكشف كل شيء عن ممارسات رجال الطائفة وزواجهم من قاصرات احياناً، ولكني كنت خائفة ومترددة فأخذ يشجعني، وقال لي انني افضل حالاً من كل النساء اللواتي سبق ان جئن اليه طلباً للمساعدة.
واوضح انه يقصد انني احمل شهادة جامعية بينما كانت معظم النساء اللواتي طلبن مساعدته يحملن شهادة المتوسطة ولا يملكن اي مهارات.
وابلغني انه سوف يحاول اقناع المدعي العام بفتح تحقيق في موضوعي يشمل الاستماع لي حول ما اعرفه عن الجرائم التي ارتكبها كل من ميريل ووارث.

معركة متكافئة
وذكرني فيشر انني الآن في وضع مختلف وبيئة مختلفة، وان بوسعي ابلاغ المحكمة بحرية عن انتهاكات ميريل. وكنت في الخامسة والثلاثين حين شعرت لاول مرة ان بوسعي ان اخوض معركة متكافئة وان ادافع عن نفسي وان اجد من يقف الى جانبي، وهذا امر لم اعتد عليه.
وفرّت شقيقتي ايتي من طائفة flds وجاءت لمساعدتي في الانتقال الى منزل فيشر مرة اخرى، وبعد عدة سنوات التقت روبرت شقيق ميريل الذي فرّ من الطائفة هو الآخر، وارتبطا بعلاقة حب لسنوات توجاها بالزواج وعادا للاستقرار في مدينة سولت ليك. وأخذت انا وابنتي نستذكر تلك الايام الصعبة والاكياس السوداء التي ملأناها بامتعتنا بدلا من الحقائب، لكي نهرب من دون ان يشتبه بنا احد. لقد شعرت بالارتياح للعودة الى منزل فيشر للضيافة، وكان ابنائي في غاية السعادة ولم يكونوا يعلمون انهم لن يعودوا الى بيتهم ابداً. لقد بدا العالم مختلفا تماماً في هذا المكان.
وتلقيت مكالمة من والدي يحاول اقناعي بمحاولة ايجاد حل للمشكلة بعيداً عن المحاكم. وقال انه على ثقة ان ميريل سيكون متعاوناً هذه المرة، وانه يريد ان تعودي مع الاطفال الى بيته، لكني أبلغته انني لن اعود، وانني سوف اقاتل من اجل حضانة اطفالي، وكان والدي يعارض هروبي.
وحين فشلت ضغوط ميريل على والدي باقناعي بالعودة، حوّل ضغوطه الى ابني آرثر وطلب منه اقناعي بالحديث معه على الهاتف. وحين فشلت كل جهوده بدأ بالتشهير بي في الكنيسة واتهامي «بخيانة الله والعمل مع السلطات» وبأنني احاول تدمير ابنائه. المشكلة الأكبر التي واجهتني في حياتي الجديدة كانت مالية، حيث كنت اعيش على الاعانة المالية لابني هاريسون والبالغة مائة دولار شهريا، ولكن ذلك ابعد ما يكون عن تلبية احتياجاتنا، ثم زادت هذه المخصصات لتصل الى 400 دولار شهريا لابنائي، وحين علم ميريل بذلك، طعن في طلبي وزعم ان سبعة من ابنائي ليسوا من ابنائه، وانه لم يتزوجني على الاطلاق.

مغامرة كبرى
وكان علي ان اثبت ان هؤلاء هم ابناؤه من دون ان يعلم. وكنت اعرف ان هناك وثائق تثبت ذلك في مكتب ميريل، فهو يحتفظ هناك بشهادات الميلاد وايصالات الضرائب، ولكن كيف السبيل للحصول عليها؟ فمكتبه يخضع لرقابة صارمة حين يكون بعيدا عنه، فقررت الذهاب الى المكتب حين يكون خارجه، وحين يكون الجميع نياما. وكانت الساعة الثانية صباحا هي الوقت المناسب.
وتمكنت من الدخول الى المكتب بدأت بتفحص الملفات من اجل اخذ الوثائق المتعلقة بابنائي. لقد كانت مغامرة كبرى. ولم اكن لافعل ذلك الا لعلمي انه سيكون بعيدا عن المنزل ليومين على الاقل، لان بعض الوثائق تحتاج ان آخذ نسخة منها ثم اعيدها الى مكانها في الليلة التالية. ولكني عثرت اثناء التفتيش على خزينة كاملة من الوثائق في مكتبه. وقد عاودت الغارة على المكتب اكثر من ثماني مرات من اجل تصوير كامل الوثائق الضرورية التي حين سلمتها للسلطات، بدأ كل ابنائي يحصلون على الاعانة. لقد علم ميريل بذلك، ولكنه لم يفهم كيف حدث ذلك.
وذات يوم لدى عودته من رحلة عمل، ابلغني فيشر ان الشرطة لم تتمكن من الوصول الى ميريل لابلاغه بامر الحماية، وانهم يريدون ان انصب فخا له كي يأتي ويوقعوه على الامر، لكن مجرد التفكير في رؤية ميريل مرة اخرى جعلت القشعريرة تسري في عروقي.
وافقت اخيرا على الفكرة على ان يتم ذلك في مكان عام، بحيث يكون هناك تواجد لرجال شرطة متخفين، ومع ذلك شعرت بعدم الامان. لقد عشت في كنفه 17 عاما واعرف مدى قسوته على الزوجات اللواتي لا يطعنه.

أرضية صلبة
وبعد أسبوعين تواجهنا في المحكمة في سولت ليك، وتحدث محامي إلى القاضية قائلا ان ميريل وجه لي التهديد لحياتي أمام ثلاثة ضباط شرطة كانوا يقفون على مقربة منهما، الأمر الذي أثار دهشة محامي ميريل الذي لم يعلم بذلك ولم يكن مستعدا له.
وحين ادخلت الاطفال الى المدارس المحلية، رفض كل من بيتي وأرثر التخلي عن زي طائفة flds وظلت بيتي متمردة وتخلق المشكلات باستمرار لي ولنا جميعا. وشعرت بعد وقت ليس بالطويل، انني اقف على ارض صلبة الى ان ابلغني القاضي ان من حق ميريل ان يزور اتباعه بشكل منتظم، قلت في نفسي ان هذا الامر صحيح في الاحوال العادية، ولكن في حالتنا، فإن ميريل يشكل خطرا على الأطفال.
وأجريت الترتيبات لميريل كي يرى أطفاله لمدة ساعة في الاسبوع في احد المتنزهات القريبة على ان يشرف روبرت شقيق ميريل على ترتيب هذه الزيارات.
دعانا دان وزوجته ليني لمرافقتهما في رحلة الى شاطئ البحر، حيث يملكان منزلا في سان دييغو ولم يكن ابنائي قد رأوا البحر من قبل، ولذلك فرحوا كثيرا للفكرة، رفضت بيتي ان تأتي معنا، لانها تعتبرنا أشرارا ولاننا أبلغناها انه ليس بمقدورها ارتداد زي flds على شاطئ البحر، واقمنا في غرفتين تطلان على البحر، ووجدنا في المطبخ كل ما نشتهي ولم تكن هناك حاجة الى التسوق.
وحين استيقظنا في الصباح الباكر ارتدينا ملابس السباحة وقضى الاطفال اوقاتا ممتعة على شاطئ البحر لمدة اسبوع كامل، وبالاضافة الى البحر تسنت للاطفال مشاهدة التلفزيون وافلام الفيديو الكرتونية وتمتعوا ببناء المنازل والقلاع من الرمل، ولكن كانت لا تزال لديهم رهبة من البحر، لانه لم يكن يُسمح للاطفال بالنزول الى مياه البحر في عقيدة flds.
وكنت أقضي ساعات النهار بمعية الأطفال، وفي الليل انضم إلى عائلة دان وليني في منزلهما على الشاطئ.
ولم يسبق لي ان شاركت في مثل هذا الحدث الاجتماعي من قبل. فقد أحضر دان وليني بعض عائلات أبنائهما وبناتهما المتزوجين، الأمر الذي حول المنزل إلى مكان يعج بالنشاط والحركة والضجيج والفرح. انني لم أعش طوال حياتي مثل هذا القدر من المتعة والسعادة أبداً.


 
أعلى