يأتي الليل بعد الليل.........و اليوم بعد اليوم
و هذه الفتاة الحائره لا يبرح مخيلتها الدنيا بناسها و جنائنها و طيورها و زهورها و ضجيجها و احداثها و هي تستكين لهذا الزائر ..........
خانعه مسترخيه تسدل ستائرها و تنسل الى مخدعها
ليل أخرس حالك السواد تراه يهل عليها دون ان يسألها ........
يتسلل الى الطرقات و الحواري و الازقه و البيوت و السطوح ليخفي النور ....
هل هي غيرة ياترى
...لست ادري
تقول فتاتنا..........
............ثم تكمل قائله .....
هل اسأله مالك ياليل و النهار ...
هل تغير منه ..
و هل يأتي منه الجواب ام يبقيني بين ظن و ظن
...كم من مناجاة و مناداة اهملتها فهل من جواب منك الآن يأتي الي
لاأظن
اسراري قد بحت بها اليك
......و خيالي اودعته بين يديك
.....و احلامي ما ان تذهب حتي تأتي اليك
فهل انا منك و اليكلاأظن
انا فتاة هيمانة...
بماذا....لست أدري
و كيف يأتي الهيام و لم يأتي ما أهيم به بعد......ان شيئا ما يخطف مهجتي و لست اعرف ماهو
فما هو...........
أهي مسنة مثقلة الخطى تتعثر في خطاها
.....ام امرأة تقطعت بها السبل و هي تبحث عن ما تسد به رمقها..
انهكني الشجن ..
فاصبر قليلا و سوف اوافيك بحكايه و حكايات...
ام
هو ذاك الشيخ ذو الصوت المتهدج و الجسد المترنح..
و ذو الوجه الذي انهكه الزمن و ابى الا يتركه الا وخطوط ..تمتد تتقاطع ...تتشكل
و
تعيد رسم قسماته
و عيون
غائره ذائبه واهنه تطل من فوق انف انحنى حتى بدا و كأنه قد خر ساجدا
و شفتان ذابلتان ترتعشان
و ندوب كست جبينه
وشعرات ثائره تأتي و تذهب
ام
هي تلك الام التي تقطعت بها السبل ...و اضناها ما اضناها
...حاملة اشيائها ...تجر الخطى ...تتعثر في مشيتها
طفل تحمل فوق كتفها ...و آخر تجره و يجرها
و
شيء ما يعتمل في صدرها حتى تكاد تضل الطريق
......................
و في لحظة و ضحاها
جائني صوت جرني مما كنت فيه
الى
ما انا فيه
ما لذي تكتبينه ايتها الغبيه ....
الا تفعلين شيئا مفيدا...حتى و لو مره واحده في حياتك
كم اكره هذا الصوت الاجش ...انها امرأة خالي ....
التي
لا تضيع فرصه الا و اسمعتني قاسي الكلام
قومي نظفي غرف النوم و اطبخي العشاء ...
ماهذه البلاده و التيه التي تعيشينه ....
تكتبين ليل نهار ...
من انت ....روائية مثلا..انت لا شيئ و لن تكون شيء
انك............
انظر الى تلك الشفتين الغليظتين و هما ترتفعان و تهبطان و تتصادمان لكي تخرجا السموم
و الخدود التي ليس لها حدود........ يتقاذفهما الوجه يمينا و شمالا
و العيون الجاحظه تبرق غير بريق
فجأه و عند هذا الحد .....
و هي الصفحه الثالثه من خمسون صفحة كتبت فيها عصارة خوطراي توقفت عن القراءة
و
رفعت رأسي لارى وجه الاستاذ محمود لأرى ما وراء هذا الاستاذ الكبير في عمله و فكره كما تحب ان تسميه صديقتي ليلى
، فلم يعقب بشيء و لم يتكلم او يبدي ملاحظة ....ظل صامتا منذ طلب مني قراءة ما حملته اليه من اوراق كتبت عليها اول قصه من تأليفي ...
و بالكاد
استطعت ان ارى وجهه ...فقد كان منكبا على عمل ما و الكتب و المراجع و الدفاتر تحيط به
كنت قلقه و مشوشة التفكير ...مالذي يدور في رأسه يا ترى ...
هل أعجبته قصتي ام لا ؟ هل كانت قراءتي مفهومه ؟ لم لم يبدي رأيه ...ربما يريد ان استرسل في القراءة حتى يستطيع ان يحكم عليها
كم انا حمقاء...من انا حتى يترك عمله لكي يصغي الى هلوسه و افكار طائرة في الهواء تتصادم ...
نظرت الى ليلى صاحبتي فهي من اخذتني اليه و عرفتني عليه و هانحن منه اليه...و نظرت هي الي بعين فيها من الاستغراب الكثير ثم نظرت اليه و عاودت النظر الي و اشرت لي بيديها طالبة مني الصبر
و ما لنفسي ياليلى الا الصبر و التمني ...
فإذا جن شوقها زاد شقائها.....
كذلك قلبي يصبو و لا يهدأ....
يلح و يساءلها فيا و يحي نفسي كم تشقى و كم تنتظر...
و لكن هل اواصل القراءة مره ثانيه ... كيف اواصل القراءة و قد اخذ مني الخوف و القلق مأخذه و الارتعاش بدأ يتسلل الى طبقات صوتي ،....... فقررت ان اصمت
و
نظرت اليه فوجدته كما وصفته ليلى يتمتع بمظهر يوحي بالوقار ...غزي الشيب شعره و لم يترك له الا خصلتين صغيرتين قرب اذنيه يذكرانه بما مضى من عمر قضاه في تعليم اجيال من الطلبه ....
و لم يسلم حاجبيه من غزو الشعر الابيض
و فيما انا اجول بين قسمات وجهه ...اقتربت مني ليلى و قالت : ما خطبه ...قلت لها لا اعرف ، هل تريديني ان اسأله قالت كلا دعينا ننتظر فقلت لها :
و ما العمر الا الانتظار ................
و
اعتدلت قليلا فقد كان الكرسي الذي اجلس عليه صلبا و قديما و مليئا بالزخارف و هكذا حال المكتب فقد كان عليه كثير من النقوش و الزخارف مما يجعل المرء في حيره حين يريد ان يخرج منها بشكل محدد...
و كانت المكتبه و الطاولات و بقية المقاعد كلها تتسم برسوم زخرفيه متنوعه تتو سط غرفة كبيره جدا ...
و حتى الحيطان مليئه بالنقوشات و لكنها نقوش جميلة لا يمل المرء من النظر اليها و اكتست الحيطان بصور كثيره بعضها..
هاه...
هل هناك امرا آخر تريدانه مني قال الاستاذ محمود بصوته الجهوري
اصابتني دهشه كبيرة سرعان ما تحولت الى صدمه و فيما مشاعري تتبدل قالت ليلى له : ربما أتينا في وقت غير مناسب فأنت استاذ كبير و مشغول و هناك كثيرون في الخارج ينتظرون الدخول عليك ...
كل
ما نتمناه منك ان تمنحنا فرصه اخرى للقاء بك و سنترك عندك القصه التي كتبتها صديقتي منى راجية منك ان تقرأها حينما يكون لديك وقتا ......
قلت هامسه هذا ما يميز ليلى تعرف كيف تلتقط الحديث و كيف تتدارك الامور و تعدلها ..انها فتاة ذكيه ...و لكن فيما هي تتكلم كانت مشاعري و بعد ان انتقلت من الدهشه الى الصدمه بدأت تنحو نحو الاستغراب و الشك
بل
بدأت تدخل في اعتاب مساحة الغضب و هي مساحه عندما اصل الى نهايتها لا اعرف فيها نفسي و لا من حولي ...احمر وجهي و فار دمي و بدأت تعابير الغضب تتجمع و تصل الى لساني
و.......................
.....................
..............................