نجوم زمان شاهدناهم ..أحببناهم .. فى زمن الرضى .. و العطاء بمحبة .. بإخلاص بخفة ظل ..بتلقائية .. وبساطة.. نجوم فجّروا ضحكات من القلب ... وإيفيهات ..عاشت ! أسعدونا ..كل السعادة و لكن ..عندما رحلوا رحلوا تعساء ! من فيلم إبن حميدو نسترجع الضحكة الصافية
معاينة المركب البائسة لصاحبها عبد الفتاح القصرى الريس حنفى أو كما يسميها - الباخرة نورماندى تو- و التى يبيعها رغم عيوبها الظاهرة لحسن –أحمد رمزى - و إبن حميدو –إسماعيل ياسين -
و يتم تدشينها فى إحتفال كبير يليق بباخرة .. وصفها المعلم حنفى بأنها تمشى فى البحر ..وفى البر .. و على الحيط كمان !
و حيث وقفت أم حميدة زوجة المعلم حنفى تلقى كلمة فى الحضور
أيها الصياديون .. يسعدنى بصفتى مدام حنفى شيخ الصيادين أن أسلم قيادة الباخرة نورماندى تو إلى أصحابها الجدد حسن أفندى و إبن حميدو أفندى .
و الآن – يقول المعلم حنفى – بأسلوبه الطريف المميز
أيها الإخوان المجتمعون فى هذا الصوان من سالف العصر و الزمان أسلم حسن أفندى القبطان و إبن حميدو القرصان المفتاح الذهبى للباخرة العظيمة نورماندى تو
ثم تقوم أم حميدة بتدشين الباخرة نورماندى 2 قائلة
و الآن سيرى يا نورمندى تو بسم الله مجراكى و مرساكى .
و تنطلق ..نورماندى تو نحو الهاوية ..فى الأعماق !
لكن القبطان حسن أحمد رمزى كان قد دفع عشرة جنيات عربون شراء الباخرة للمعلم حنفى فتحاول أم حميدة الإستيلاء عليها
هات الفلوس يا حنفى
فلوس إيه ...بعدين نتحاسب هاتجيب الفلوس ولا لأ ؟
أنا قلت لأ ..يعنى لأ و الفلوس اللى تخش جيب الأسد لا ممكن تطلع إلا على جثته !
حنفى !
مفيش حنفى ..لا ممكن .. أنا قلت كلمة و إنتى عارفة إن كلمتى لا ممكن تنزل الأرض أبدا
لكن الرجل .. لابد أن يبقى رجلا ..قويا ..حازما لذا ..و فى آخر لقطة من الفيلم تمارس أم حميدة سطوتها و إعتراضها بشأن زواج إبنتها فتصرخ فى زوجها صرختها المعتادة حنفيييييييي
لكن حنفى يباغتها بلطمة قوية للعجب.. لا تغضيها ..بل تسعدها .. فينتهى الفيلم بزغرودة طويلة ..
زغرودة مزدوجة المعنى فرحتها بزواج البنات و بقوة شخصية زوجها المعلم حنفى ..الحمش ..أخيرا .
ولد عبد الفتاح القصرى عام 1905 فى الجمالية لأسرة موسرة فالأب يعمل فى تجارة الذهب و الإبن يتعلم فى مدارس الفرير و يتقن اللغة الفرنسية لكن حب التمثيل غير مسار حياته فإلتحق بأكثر من فرقة فنية : عبد الرحمن رشدى نجيب الريحانى و إسماعيل يس الذى إرتبط به فنيا بصفة خاصة . ثم دارت به عجلة الفن ليصبح القاسم المشترك فى جميع أفلام إسماعيل يس و غيرها من الأفلام سى عمر لعبة الست الأستاذة فاطمة الآنسة حنفى إبن حميدو و كان آخر أفلامه سكر هانم عام 1960 لم يكن أبدا البطل المطلق فى تلك الأفلام لكنه كان عند الجمهور بطلا جوهريا محبوبا بقسماته التى تميز بها بشعره الأملس و الحول فى عينه و قصر قامته و اللهجة التى إتخذها سمة خاصة له
و براعته فى أداء دور إبن البلد البسيط الجاهل و الفهلوى .
حكايات إنسانية يرويها الأبناء
حفيده يحكي عن أيام العز وأيام الهم في حياته عبدالفتاح القصري ابن البلد الذي يتحدث الفرنسية كأبناء باريس
عدد القراء: 414
القاهرة - سماح مكي مقالات أخرى للكاتب
عاشوا بيننا، وأسعدونا بفنهم الجميل على مدار سنوات طويلة قبل أن يرحلوا عن عالمنا تاركين تراثا فنيا يخلدهم، ويؤرخ لحقبة شديدة الأهمية في تاريخ الفن العربي.. حتى ان الأجيال الجديدة تتابع روائعهم عبر شاشة التلفزيون دون أن تعرف شيئاً عن هؤلاء العمالقة الراحلين.
«النهـار» في هذه الحلقات.. تقترب منهم.. من شخصياتهم.. من حياتهم.. تقترب من هؤلاء الفنانين العمالقة عبر حوارات مع أقرب الأقربين لهم.. الابن أو الابنة.. الزوج أو الزوجة.. أو حتى الحفيد. نتعرف منهم عن جوانب خفية من حياة هؤلاء الفنانين العظام.. كيف عاشوا وكيف كانت رحلة كفاحهم عبر الألم والأمل حتى شارع النجاح والنجومية..
نكشف في هذه السلسلة الحوارية جوانب جديدة في حياة فنانينا الراحلين فنياً وإنسانياً وأسرياً.
هو «دنجل أبو شفتورة «في فيلم سي عمر.. والمعلم «نفخو «في «لعبة الست «وعبدالعزيز في «الأستاذة فاطمة».. انه الفنان عبدالفتاح القصري.صاحب تاريخ سينمائي حافل..قدم أكثر من مائة فيلم صنع دور «ابن البلد» وبرع فيه.. ولم يعرف البعض عنه انه يتحدث الفرنسية بطلاقة وكان يملك مكتبة ثرية تضم مؤلفات فرنسية في الأدب والشعر والفلسفة.. نبرة صوت لا تخطئها الاذان وقامته القصيرة وعيناه اللتان لا تعرفان أين تنظرا.. فشعره الأملس كل هذا جعل شكله كوميدياً «النهار» حاورت محمود القصري حفيد من رفض ان يقدم دور «علي باشا مبارك» في فيلم «مصطفى كامل» لنقف معه على بعض الصفات الشخصية لجده..وندلف الى دهاليز حياته الشخصية والفنية المحفوفة بالغموض من خلال حفيده «محمود القصري».
البداية كانت في بحثي عن أي فرد من أفراد أسرة «القصري» لم أجد سوى ابن عمه «طلعت محمود حافظ القصري» الذي طلب من ابنه «محمود» الحديث عن القصري لمرضه... وكان لنا الحوار الذي كان قال فيه محمود الكثير عن حياة جده حيث قال : الفنان «عبدالفتاح القصري» لا يوجد تاريخ دقيق يؤكد تاريخ مولده وعلى أي حال الأقرب للصواب أنه ولد في منتصف العقد الأخير من القرن الـ19 ربما في عام 1985 بحي الجمالية بالقاهرة.. هو سليل أسرة ثرية فوالده تاجر للذهب ويملك أكثر من محل للذهب بمنطقة الحسين.. لذلك ألحقه والده بمدرسة «الفرير «وهي المدرسة التي تخرج منها الفنان نجيب الريحاني.. وسليمان نجيب وكان يقرأ ويتحدث الفرنسية بطلاقة وكان على درجة عالية من الثقافة ويملك مكتبة تضم المؤلفات الفرنسية في جميع مجالات الأدب والشعر والفلسفة وكان ميالاً بشكل خاص لدراسة الأدب الشعبي والفلكلور والشعر الشعبي.. حاول والده ان يمنعه عن الفن ويرجع الى مساعدته في تجارة الذهب وان يترك الفن الذي يرغبه وسيؤدي به الى الفقر، خاصة ان القصري أظهر نبوغاً في صناعة زخرفة الذهب وهذا أسعد والده كثيراً ولكن الحال لم يستمر كثيراً وهذا بسبب العروض المسرحية للفنان «فوزي الجزايرلي» التي كان يشاهدها وعلم ان العالم الحقيقي له هو الفن وبدأ ينقطع عن العمل الأمر الذي أقلق والده وزادت المشاحنات بينهما حتى جاءته الفرصة عن طريق فرقة عبدالرحمن رشدي عام 1912 وظل بها سنوات عدة حقق فيها نجاحاً ملحوظاً، ثم انتقل الى فرقة جورج ابيض ووقتها لم يكتشف موهبته الكوميدية الى ان جاءت الواقعة الشهيرة في فرقة جورج أبيض كان واقفاً على المسرح يمثل دورا مهما أمام جورج أبيض وفي احد المشاهد كان في سياق المسرحية ان يبكي لكنه لم يستطع ذلك ولم تساعده دموعه وأصاب الذهول جورج أبيض من القصري الذي لم يستطع البكاء فصفعه بقوة على وجهه وهنا بكى القصري بحرقة وصفق الجمهور وظن أنه يمثل باندماج.. بعدها قال له «جورج ابيض «الأفضل ان تقدم الأدوار الكوميدية وهذا ما فعله وترك الفرقة على الفور وذهب الى فرق عدة أبرزها فرقة عزيز عيد وفرقة فاطمة رشدي ثم جاءت النقلة الكبرى بانتقاله الى فرقة نجيب الريحاني في بدايات الثلاثينيات على وجه التقريب وكان يعود اليها ويتركها الى ان استقر بها تماماً عام 1940 وقدم دور الحانوتي في مسرحية «ما حدش واخذ منها حاجة» وظل يشارك في مسرحياتها الى وفاة الريحاني عام 1949، ولم يستطع ان يتأقلم مع «بديع خيري» الذي أصبح يتولى أمور الفرقة.. وتفرغ منذ بداية الخمسينيات للسينما التي أقبلت عليه بقوة.. ثم انتقل الى فرقة اسماعيل يس فرقته المسرحية في منتصف الخمسينيات واستمر بها طيلة عشر سنوات كاملة حقق خلالها نجاحاً ولفت اليه الأنظار من المخرجين السينمائيين والتقطوه وقدموه في الأفلام الكوميدية، وكان من أبرز الشخصيات التي يؤديها شخصية أبن البلد غير المتعلم.. حتى وفاته عام 1964.
وعن حكاية لقبه قال ان البعض يرى ان أصل لقبه الاقصري ثم تحرفت الكلمة الى القصري وهذا غير صحيح اطلاقاً فأطلق على عائلته القصري نسبة الى أن عائلته كانت تملك قصورا عدة، ومع ذلك لم يستطع اجادة أدوار الباشوات وأبناء الطبقات الراقية كما في عام 1951 عندما عرض عليه المخرج الكبير «أحمد بدرخان» تجسيد شخصية «علي مبارك» في فيلم مصطفى كامل ولكنه رفض وقال له يا أستاذ شوف أحد غيري أنا لا أنفع لهذا الدور أطلاقا.. ولا أصلح الا لدور الجزار.. الحنوتي.. المعلم صاحب القهوة.. ولكن دور الباشا عمري ما عرفت واحد باشا.. ولما أنا اقدم باشا «زكي رستم» يقدم هو دور ابن البلد... ولما حاول معه «احمد بدرخان «بشدة وقال له ان اختياره جاء بسبب التشابه الكبير بينه وبين «علي مبارك باشا» وثقته بأنه فنان قادر على أداء جميع الأدوار ومن الظلم ان يحصر نفسه في دور أبن البلد دائما التي لم يستطع فنان غيره ان يجسدها باقتدار وتفرد ومثلما قدمها القصري فعلاً وكان يحفظ الأمثال الشعبية وكان يستخدمها ويوظفها بشكل جيد في أعماله الفنية وكان يقتبسها ويحفظها من خلال عشرته مع جيرانه واصحابه في حي الجمالية الذي كان يسكن فيه ويملك والدة محلات عدة هناك.
وأوضح الحفيد ان جده لم يلعب دور البطولة ولكنه أخذ يقدم دور السنيد بمنتهى النجومية وهذا ما لمسناه في كثير من أفلامه أمثال ابن حميدو حيث لعب فيه دور المعلم «حنفي» مع الفنان أحمد رمزي.. هند رستم..وزينات صدقي.. وظلت عبارته الشهيرة» نورماندي تو «باقية الى اليوم يضعها الشباب على رنات هواتفهم المحمولة، وقد ارتبط جدي بالفنان اسماعيل يس في كثير من الافلام منها اسماعيل يس في مستشفى المجانين.. وابن حميدو.. واسماعيل يس في متحف الشمع.
ويؤكد الحفيد ان نهاية القصري كانت مأساوية للغاية فبينما وهو يؤدي دورا في احدى المسرحيات مع الفنان «اسماعيل ياسين» اذا به يصاب بالعمى المفاجئ فيصرخ قائلا لا استطيع الرؤية «وظن الجمهور ان هذا الأمر ضمن أحداث المسرحية فزاد الضحك ولكن أدرك اسماعيل ياسين حقيقة الأمر فسحبه الى كواليس المسرح.
ومع اصابته بالعمى تنكرت له زوجته الرابعة التي كانت تصغره بسنوات كثيرة وطلبت منه الطلاق بعد ما جعلته يمضي على بيع كل ممتلكاته لها وتزوجت من صبي كان يعطف عليه القصري ويعتبره الابن الذي لم ينجبه، وقد زادت هذه الصدمة اصابته بالاكتئاب وظل حزينا في منزله رافضاً للحياة.. جاءت الحكومة لتكمل على باقي الأمان في حياته وهدمت له البيت الذي كان يسكن فيه فاضطر الى ان يقيم بحجرة فقيرة جداً تحت بير السلم في احد البيوت الفقيرة في حي الشرابية.. وأصيب من الفقر والبرد وعدم الاهتمام بتصلب في الشرايين أثر على مخه وأدى به الى أصابته بفقدان للذاكرة، وجاءت نهايته في مستشفى المبرة حيث لقي ربا كريما في 6 مارس 1964 ولم يحضر جنازته سوى ثلاثة أفراد وأسرته فقط والفنانة نجوى سالم.
من أهم أفلام القصري
فيلم المعلم بحبح 1935
وماذا عن أهم الأعمال التي قدمها؟
عام 1936 فيلم بسلامته عايز يتجوز.
عام 1937 مبروك.
عام 1938 شيء من لا شيء.
عام 1940 مصنع الزوجات.
عام 1941 سي عمر.
عام 1942 لو كنت غني، المتهمة.
عام 1943من فات قديمه، نداء الدم، نداء القلب.
عام 1944 أما جنان، شهداء الغرام، حنان.
عام 1945 أحب البلدي، أميرة الأحلام، السوق السوداء، ليلة الجمعة.
عام 1946 الدنيا بخير، الخمسة جنيه، يوم في العالي، لعبة الست، عودة طاقية الاخفاء، مجد ودموع.
عام 1947 عروس البحر، بنت المعلم.
عام 1948 طلاق سعاد هانم، سكة السلامة، الصيت ولا الغنى، أحب الرقص.
عام 1949 قدم فيلم عقبال البكاري، كلام الناس، حدوة الحصان، ليلة العيد.
وعام 1950 فيلم دموع الفرح، العقل زينة، قمر 14، مكتب الغرام، معلهش يا زهر، اسمر وجميل، ليلة الدخلة.
عام 1951 فيلم ليلة الحنة، فيروز هانم، تعالى سلم، فايق ورايق، خبر أبيض، شباك حبيبي، حماتي قنبلة ذرية، الصبر جميل، ابن الحلال، بيت الأشباح.
عام 1952 فيلم بيت النتاش، على كيفك، شمشون ولبلب، الاستاذة فاطمة، عشرة بلدي.
عام 1953 الدنيا لما تضحك، حرام عليك، نساء بلا رجال، مليون جنيه.
عام 1954 فيلم الآنسة حنفي، أسعد الأيام، حسن ومرقص وكوهين، المحتال، الاستاذ شرف، كذبة أبريل، العمر واحد.
عام 1955 اسماعيل يس يقابل ريا وسكينة.
عام 1956 القلب له أحكام، اسماعيل يس في متحف الشمع.
عام 1957 ابن حميدو، اسماعيل يس في جنينة الحيوانات.
عام 1958 سلم على الحبايب، اسماعيل يس في مستشفى المجانين.
عام 1960 فيلم بين ايديك، سكر هانم، بنات بحري.
وما أشهر المسرحيات التي قدمها ؟
قسمتي، الدلوعة، الشايب لما يدلع، الجنية المصري، 30 يوم في السجن، حسن ومرقص وكوهين، ماحدش واخد منها حاجة.
ملوك الكوميديا سيمفونية الضحك والألم
بدأ مشواره السينمائي بدور «المعلم بحبح» وقدم أكثر من مئة فيلم عبدالفتاح القصري.. «كوميديا تقاوم الزمن» (2-2)
القاهرة - أحمد الجندي مقالات أخرى للكاتب
عبدالفتاح القصري صاحب تاريخ سينمائي حافل حيث قدم ما يقرب من مئة فيلم وهذا التاريخ السينمائي هو الذي صنع شهرة القصري عند الأجيال اللاحقة من اللذين لم يعاصروه أو يشاهدوا مجده وتألقه المسرحي, وقد بدأ القصري مشواره السينمائي في عام 1935 مع المخرج شكري ماضي الذي اسند إليه دورا في فيلم «المعلم بحبح» أمام فوزي الجزايرلي وكانت سعادة القصري غامرة ليس لأنه سيبدأ مشواره مع السينما ذلك الفن الساحر ولكن لأنه سيقف أمام الكاميرا مع الرجل الذي كان يذهب وهو شاب صغير ليشاهد عروضه المسرحية بعدها انطلق سينمائيا يحقق النجاح نفسه الذي حققه في بداية انضمامه لفرقة الريحاني الذي جاء فيلمه الثاني معه من خلال فيلم «بسلامته عاوز يتجوز» في عام 1936 وكان فيلمه الثالث «أبو ظريفة» مع فوزي الجزايرلي في العام نفسه وكان من إخراج الفيزي اوفانيللي وشارك معه في البطولة حسن فايق ومحمد الديب ومحمد وإحسان الجزايرلي وفي عام 1937 قدم فيلمه الرابع وكان أيضا مع فوزي الجزايرلي وحمل اسم «مبروك» وكان من تأليف وإخراج الجزايرلي وشاركت في بطولته زوزو شكيب.
وبعدها قدم القصري فيلمين أو ثلاثة على نفس مستوى أفلامه السابقة لكن انطلاقته السينمائية الحقيقية كانت مع فيلم» سي عمر» مع نجيب الريحاني الذي أخرجه نيازي مصطفى في عام 1941 في هذا الفيلم قدم القصري نمطا مختلفا عن الشخصيات الكوميدية التي قدمها في السينما من قبل حيث جسد شخصية»جنجل أبو شفطورة « الرجل الشرير خفيف الظل الذي يخرج الشر بالضحك والكوميديا وهي النوعية التي تميزت بها أدواره خلال هذه الفترة وبرع فيها بشكل ساحر وقدمها في أفلام عديدة كان أشهرها فيلم «السوق السوداء» في عام 1945 مع المخرج كامل التلمساني وكان الفيلم أول بطولة للفنان عماد حمدي وشارك بالفيلم أيضا عقيلة راتب وفردوس محمد وزكي رستم والسيد بدير وثريا حلمي ..ويرى النقاد أن هذا الفيلم من أهم أفلام القصري بالإضافة إلى أنه واحد من أهم الأفلام التي قدمتها السينما المصرية.
ابن البلد
ومع نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي بدأت تتبلور أكثر شخصية القصري سينمائيا من خلال شخصية «ابن البلد» خفيف الظل الذي يقدم الكوميديا والضحك وصاحب الافيهات واللزمات الشهيرة التي لاتزال تعيش حتى اليوم وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ولعل فترة الخمسينيات كانت فترة التوهج السينمائي له كما وكيفا فقد كان القاسم المشترك في غالبية الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية في تلك الفترة ولم يشاركه في هذا الانتشار السينمائي إلا زميله وصديقه إسماعيل ياسين.... وكان القصري يرفض تماما أي دور بعيد عن شخصية «ابن البلد» التي أحبها الجمهور وشعر في داخله أنها تشبهه فهو رغم أن أبيه كان يريد له أن يخالط أبناء الذوات عندما ألحقه بمدرسة الفرير إلا أنه كان بداخله حنين دائم للجمالية الحي الشعبي الذي ولد ونشأ فيه.. وقد أخذ بعض النقاد عليه تقوقعه في هذه الشخصية رغم النجاح الساحق الذي تحققه إلا أنه لم يكن يبالي بهذا النقد وكان يرى انه في داخله مصري وابن بلد ولا يمكن أن يؤدي شخصيات بعيدة عن شخصيته الحقيقية رغم انه ممثل محترف والمفروض أن يجسد كل الأنماط ومختلف الشخصيات وربما هذا الصدق مع النفس هو سر من أسرار جاذبية عبدالفتاح القصري وهو الذي جعل أدواره وأفلامه تعيش بيننا حتى اليوم .
ومن أبرز أهم أفلامه التي قدمها في الخمسينيات... معلش يازهر - اسمر وجميل - العقل زينة - ليلة الدخلة - حماتك تحبك - ليلة الحنة - فيروز هانم - البنات شربات - بيت الأشباح - حماتي قنبلة ذرية - شمشون ولبلب - على كيفك - الأستاذة فاطمة - الدنيا لما تضحك- الآنسة حنفي - العمر واحد - حسن ومرقص وكوهين - كدبة ابريل - تحيا الرجالة - المحتال - القلب له أحكام - إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في حديقة الحيوان - إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين - ابن حميدو - أوعى تنكر- سلم على الحبايب -عشرة بلدي .
قلة بالإنتاج
ومع بداية فترة الستينيات لم يقدم القصري في عام 1960 سوى عدد قليل من الأفلام منها فيلمه الشهير «سكر هانم» و «شجرة العائلة» و«بيني وبينك» وكان آخر أفلامه «بنات بحري» مع عبدالسلام النابلسي وآمال فريد وزينات صدقي والمطرب ماهر العطار وكان الفيلم من إخراج حسن الصيفي... وطوال مشواره السينمائي تعامل القصري مع العديد من مخرجي السينما المصرية أمثال بركات- نيازي مصطفى - كمال سليم -احمد بدر خان - احمد جلال - محمد عبدالجواد - حسين فوزي - حسن حلمي - حسن الإمام - أنور وجدي - سيف الدين شوكت - حلمي رفله - كامل التلمساني - عيسى كرامة... لكن يرى النقاد أن تعامله مع المخرج فطين عبدالوهاب كان أكثر تأثيرا في مشواره السينمائي خصوصا في رحلة التوهج الفني التي أشرنا إليها وقدم مع فطين انضج أفلامه وهذا يرجع بطبيعة الحال إلى النضج الكبير للمخرج فطين عبدالوهاب في مجال الأفلام الكوميدية وقدرته الجيدة على توظيف ممثليه وقدرته على فهم أبعاد وطبيعة الأداء الكوميدي... كذلك حقق القصري النجاح نفسه مع المخرج عباس كامل الذي كان من أكثر المخرجين قدرة على تقديم الكوميديا الشعبية وهو الذي أكد على نجاح القصري في تجسيد شخصية «ابن البلد».
ونأتي الآن إلى الخاتمة والرحيل لهذا الفنان الكبير وكما اشرنا في المقدمة والبداية إلى أن الفرق شاسع بين نشأة وبداية القصري ونهاية رحلته ورحيله فإن هذا حقيقي فالقصري الذي نشأ لأب ميسور الحال يعمل في صناعة الذهب وزخرفته والذي أراد لابنه أن يكون شخصية مرموقة في المجتمع فألحقه بمدرسة «الفرير» ليتزامل مع أولاد الذوات وأبناء الطبقة الراقية هو نفسه الذي كانت نهايته قمة في التراجيديا والمأساة والحكاية تبدأ أو كما أوردها الباقين والمؤرخين الفنيين في كتاباتهم.. ففي صيف عام 1962 وأثناء وقوف عبدالفتاح القصري على خشبة المسرح مع الفنان إسماعيل ياسين يؤدي مشهدا في إحدى المسرحيات فجأة وبلا مقدمات وجد القصري نفسه لا يرى وأظلمت الدنيا من حوله وبدأ يتخبط في قطع الديكور فوق خشبة المسرح ومن سخرية القدر أن الجمهور ظن أن ما يفعله القصري هو من متطلبات دوره في المسرحية فغرقوا في الضحك... لكن القصري أخذ يصرخ «مش شايف» وبعد لحظات تنبه إسماعيل ياسين وأغلق الستار وأخذه إلى الكواليس وفي الكواليس تنبه الجميع إلى أن القصري فقد بصره وأصابه العمى وبكى القصري وبكى الجميع بشدة وأخذوه على الفور إلى المستشفى وتبين أن مرض السكر والارتفاع المفاجئ في نسبته هو المسؤول عن فقدانه البصر.
مسلسل الآلام
وعلى إثر هذه الحادثة ظل القصر ملازما بيته لشهور عدة قليلة بدأ من خلالها يستعيد القليل جدا من بصره.. لكن كانت هناك مأساة أخرى أشد وطأة على نفسه من فقدانه البصر... فقد طلبت منه زوجته الشابة أن يطلقها ولا أحد يعرف على وجه الدقة كم مرة تزوج القصري بخلاف زواجه من هذه الشابة الصغيرة ولا أحد يعرف الكثير عن حياته الخاصة التي كانت غامضة تماما عن الجميع... لكن المهم أن القصري أمام إصرار وضغط الزوجة الشابة اضطر لتطليقها لكنها ولظروفه الصعبة التي أصبح فيها أجبرته على أن يكون شاهدا على زواجها من صبي البقال!! هذا الصبي الذي ظل القصري يكتنفه بالرعاية والاهتمام منذ كان طفلا.
ولم تتوقف طليقته عند هذا الحد بل من جبروتها أقامت هي وزوجها صبي البقال معه في الشقة نفسها.. وافقدت الصدمة القصري عقله وجعلته يدخل في نوبات هذيان فما كان من طليقته إلا أن حبسته في غرفة تطل على الشارع في الشقة التي تحتل الطابق الأرضي في احد شوارع حي السكاكيني ومن هول ما حدث عاد القصري ليفقد الجزء القليل الذي عاد إليه من بصره وأظلمت الدنيا من حوله تماما.
ولم يتنبه أحد لهذه المأساة إلا عندما نشرت صحيفة «الجمهورية» صورة لهذا الفنان الكبير وهو واقف خلف الأسياخ الحديدية لنافذة غرفته المحبوس بها المطلة على الشارع وكتب إلى جوار الصورة وصف للحالة التي أصبح عليها عبدالفتاح القصري الرجل والفنان الذي أفنى عمره في إضحاك الملايين.. وعلى الفور تحرك الجميع وذهبت ماري منيب ومعها نجوى سالم إلى شقته وأجبرتا طليقته لكي تقابلا القصري وعندما شاهداه كانت مأساة أخرى تنتظرهما فقد اكتشفتا أن القصري لم يفقد بصره فقط ولا فقد آدميته كإنسان بل وفقد أيضا ذاكرته وعلى الفور قامت ماري منيب ونجوى سالم بنقله إلى مستشفى الدمرداش وهناك أكد الطبيب أن إصابته بتصلب الشرايين قد أتلفت أجزاءاً كبيرة من المخ وهذا أفقده ذاكرته وأصابه بالهذيان!!
وبعد بضعة أسابيع في المستشفى عاد القصري إلى شقته لكن كانت بانتظاره مأساة أخرى تضاف إلى كل ما يعانيه فقد باعت طليقته كل أثاث المنزل وغادرته مع زوجها صبي البقال وأن المنزل كله مغلق وممنوع دخوله لأنه معرض للإزالة وفجأة أصبح هذا الفنان الكبير العظيم رغم كل ما هو فيه ويعانيه بلا مأوى وخاطبت نجوى سالم المسؤولين وصرفت له نقابة الممثلين معاشا شهريا قدرة 20 جنيها مصريا وخصص صلاح دسوقي محافظ القاهرة وقتها شقة له في المساكن الشعبية في حي الشرابية وهو أحد الأحياء الشعبية جدا في القاهرة.
حملة التبرعات
وبدأ الفنانون في التبرع بالأموال له فالشقة التي حصل عليها بلا أثاث وقادت الفنانة هند رستم حملة التبرعات وكان من أبرز المتبرعين الكاتب يوسف السباعي والفنان فريد الأطرش والفنان عبدالحليم حافظ وأحمد مظهر وفاتن حمامة وآخرون.. بالإضافة إلى ماري منيب ونجوى سالم ومحمد الكحلاوي... وكان القدر رحيما بالقصري فلم تستمر مأساته لأكثر من ذلك فقد ساءت صحته وتم نقله إلى مستشفى المبرة وفي المستشفى كانت تلازمه نجوى سالم بصفة دائمة وزاره من وقت لآخر عدد قليل للغاية من الفنانين منهم عبدالحليم حافظ - الذي لم يلتق في أي عمل مع القصري .. لكن الأيام لا تطل به ففي صباح يوم الأحد الثامن من مارس سنة 1964 أعلن المستشفى وفاة عبدالفتاح القصري.. ومن سخرية القدر أنه لم يسر في جنازته سوى أربعة أفراد فقط صلوا عليه وساروا به إلى مثواه الأخير في مقبرة في مدافن باب النصر... ليسدل الستار على نهاية مأساوية وتراجيدية للغاية على مسيرة فنان عاش عمره كله يضحك الملايين في شتى أرجاء العالم العربي لكنه هو الوحيد الذي لم يضحك!
ترررررررررعة المحموديه .. عاوز اشتريها ...دوره فى فيلم الاستاذة فاطمة
وهو يتهجى كلمة ثعبان
ث ضمة ثو
ع سكون اوع
ب فاتحة با
ن سكون اون
حا نا شون
يا صفايح الزبده السايحه
يا براميل القشطه النايحه
يا حلو .... يا جميل
رحم الله عبدالفتاح القصرى
- من حفر بئرا لأخيه .....اتزحلق فيه
- اصدقائك اصدقائى و اعدقائك اعدقائى
- دى مش ست دى ست اشهر
- هو صحيح قوام عايز بردعه و لجام
-
كتاكيت .. كتاكيت .. عاوز كتاكيت ..
نورماندى توووو .. دى بارجه نفّاثه ..
الباز أفندى ده عريس .. أنا نفسى أتمنّاه !!
أوضه قبلى بحرى جنوبى شمالى .. يدخل لها شمس و قمر ..
أنا لو عليا أديّكى خمستاشر سنه أشغال شاقّه
الكهربا عملت كونتاكت ..
يا حضرات المستشارين .. إن المتّهم الماثل أمامكم قتل الأخلاق اللاتى و اللائى يحميهن القانون ..
أنا أؤكّد لك يا معلّم إن "طعمه" ليك و مش ممكن تكون لغيرك