همه الشوام هاجروا لمصر ليه..؟ - و أنا شعرفني..ده دي !

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
27-10-2011, 07:43 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif
همه الشوام هاجروا لمصر ليه..؟ - و أنا شعرفني..ده دي !
همه الشوام هاجروا لمصر ليه..؟
 

post_old.gif
27-10-2011, 07:45 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

القبس


الهجرة اللبنانية إلى مصر آل تقلا و«الأهرام»

Pictures%5C2010%5C01%5C24%5C08fc7550-a47d-4561-8740-8f0be9d68dfa_main.jpg


أعدها للنشر: حمزة عليان
أفرد الاستاذ الأكاديمي والباحث د. مسعود ظاهر في كتابه «هجرة الشوام إلى مصر» فصولا خاصة حول دور عائلة آل تقلا اللبنانية في نهضة مصر الثقافية، وتحديدا باصدار صحيفة «الاهرام» ذائعة الصيت سنة 1875 من الاسكندرية.
واستعرض تاريخ الاسرة التي جاءت من بلدة كفرشيما في جبل لبنان، وهاجرت إلى مصر في عهد الخديو اسماعيل عام 1874.

يعود أصل العائلة الى بلدة كفر شيما في جبل لبنان، وهي قرية قريبة من مدينة بيروت اشتهرت بما انجبت من شخصيات علمية فذة من آل اليازجي والشميّل وتقلا.
كان الاب خليل تقلا على جانب بسيط من الثقافة ولا يتعاطى التجارة. ليست لدينا معلومات كثيرة عنه سوى زواجه من ندى تقلا أي الزواج الرحمي او القائم على صلة القرابة الدموية لدى الكثير من العائلات اللبنانية، على اختلاف طوائفها ومناطقها، حتى اواسط القرن التاسع عشر، انجب الاخوين سليمّا وبشارة تقلا.
ولد سليم في كفر شيما في اواسط 1849، وتلقى دروسه الابتدائية في مدرستها ثم في المدرسة الوطنية في عبيه التي اسسها المعلم بطرس البستاني والدكتور فان ديك الاميركي. تعرضت عبيه للاحداث الطائفية الدموية عام 1860، فنزل سليم الى بيروت ودخل المدرسة الوطنية فيها، وهي مدرسة المعلم بطرس البستاني المشهورة خلال هذه الفترة.
وبعد اتمام دراسته تعين معلّما في المدرسة البطريركية في بيروت ثم مديرا لها ثم وكيلاً لاعمالها، هاجر الى مصر في عهد الخديو اسماعيل واستقر في الاسكندرية عام 1874.

ظروف الهجرة والصدور
تروي مجلة الهلال عن ظروف هجةرة سليم تقلا الى مصر فتقول «الذي كان يحبّب الى السوريين وغيرهم من جالية الافرنج الاقامة في مصر ما يبذله الخديو اسماعيل في صلاتهم وتنشيط مشروعاتهم وخصوصا المشروعات الادبية فنظم سليم تقلا قصيدة رنانة مدح بها الخديو اسماعيل وغادر ربوع الشام قاصداً القطر المصري حتى وصل القاهرة فرفع قصيدته الى الخديو وبات من المقربين لديه وقضى سنة يتردد بين مصر والاسكندرية ويجاهد في الحصول على امتياز الجريدة فمنحته الحكومة امتياز جريدة الاهرام سنة 1875، واصدرها اولاً بالاسكندرية وقال في تاريخها: «انشأت الاهرام وانا عالم بما يحول دون نشرها من المصاعب فكنت اقضي اليها النهار والليل عاملاً بدناً وعقلاً فكنت احررها، واديرها، والاحظ عملها، واكتب اسماء مشتركيها، واتولى معظم اعمالها مما يقوم به الان عشرة من العمال»، هكذا صدر العدد الاول من الاهرام في آخر كانون الاول (ديسمبر) 1875، في الاسكندرية، وصدرت «صدى الاهرام» في 9 ديسمبر 1876 ايضا، واشرف سليم تقلا على اصدار جريدة حديقة الاخبار وجريدة المنارة عام 1876.
لم تكن هجرة سليم تقلا بدافع الاضطهاد او ضغط السلطنة العثمانية بعد حوالي ثلاثة عشر عاما على تطبيق نظام المتصرفية، بل بدافع جذب المجتمع المصري في عهد اسماعيل لكثير من الصحافيين ورجال التجارة والبنوك والاعمال، الاجانب والشوام على السواء.

إحراق المطابع
وفي عام 1882 وابان ثورة احمد عرابي الشهيرة، وقفت جريدة الاهرام ضد الثورة والى جانب الخديو، فأحرقت مطابع الاهرام والجريدة، و«صدى الاهرام» الاسبوعية التي كانت تطبع اكثر من عشرة آلاف عدد توزع على نخبة واسعة من المثقفين ورجال الاعمال في القطر المصري، وكانت اوقفت جريدة «الوقت» اليومية التي اصدرها سليم تقلا لفترة قصيرة قبل ثورة عرابي وكان لانصار الثورة موقف حازم ضد سليم تقلا ومؤسساته الصحفية فاضطر للعودة الى جبل لبنان كما فعل كثير من الشوام في الاسكندرية والذين غادروها الى مناطق اخرى، في مصر وفي الولايات السورية، بسبب مواقفهم السياسية المعادية للثورة، وعند استسلام عرابي ورفاقه، وبعد سقوط مصر تحت الاحتلال البريطاني عاد سليم تقلا الى الاسكندرية فوجد مطابع الاهرام محروقة لكنه اصر على اصدار «الاهرام» لفترة غير قصيرة في الاسكندرية، الى حين نقلها الى القاهرة، حيث ما زالت تصدر فيها حتى الآن، وفي عام 1895، كتبت «الهلال» عن عودة الاهرام بعد ثورة عرابي: «وما زالت تصدر الى الان وخطتها وطنية عثمانية، منتصرة لفرنسا ومجاهدة بالمقاومة للاحتلال الانكليزي»، تلك اشارة الى دخول الصحافيين الشوام في الاستقطاب السياسي داخل المجتمع المصري بين معارض للاحتلال الانكليزي لمصر وداعم له، وشمل الاستقطاب فئات متنوعة من الصحافيين منها فئة تعارض الاحتلال من موقع الارتباط الوثيق بالمصالح الفرنسية في المشرق العربي، ومنها مصر، وكان على رأسها «جماعة الاهرام»، من اواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية السلطنة العثمانية، في حين كان على رأس الفئة الاخرى من الصحافيين الشوام في مصر جماعة «المقطم» الموالية للانكليز.
أرسى سليم تقلا قاعدة مادية ضخمة لاهم صحيفة شرقية ما زالت تصدر في مصر منذ اكثر من مائة عام، وكان زواجه من فتاة دمشقية عام 1886، جريا على عادة الشوام في مصر في هذا المجال. وعندما وافته المنية في مصيف بيت مري ودفن في مسقط رأسه في كفر شيما، كانت «الاهرام» قد خطت بسرعة نحو الشهرة على يد بشارة تقلا، شقيق سليم.
ولد بشارة في كفر شيما في 22 أغسطس 1852، وتعلم في مدرستها، ثم في المدرسة الوطنية للمعلم بطرس البستاني، وأكمل دراسته في المدرسة البطريركية في بيروت، اتقن العربية والفرنسية وعمل مدرسا في المدرسة البطريركية فور تخرجه فيها ثم مدرسا في مدرسة عينطورة، قام بتجارة فاشلة وبسفرات متعددة الى الاستانة واوروبا حتى استقر مع اخيه سليم في الاسكندرية لاصدار «الاهرام» والصحف المرتبطة بها.
 

post_old.gif
27-10-2011, 07:47 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

العلاقة مع الفرنسيين
تمتع سليم وبشارة تقلا رسميا بالحماية الفرنسية، واقام بشارة علاقة وثيقة بكبار الساسة الاوروبيين، خصوصا الفرنسيين منهم والانكليز، وبحكومة روسيا القيصرية، وبالسلطنة العثمانية وشاه ايران، لكن علاقة آل تقلا و«الاهرام» بالفرنسيين كانت متميزة، حتى ان «الاهرام» لم تتورع عن كتابة مقالة عنيفة عام 1884، تتهم فيها الحكومة المصرية بالولاء المطلق للانكليز. فأقفلت الجريدة فترة من الزمن عادت بعدها للصدور بضغط من الفرنسيين على حكومة الخديو، وتشير مراجع المرحلة الى ان عمدة بورصة الاسكندرية كانت تدعم جريدة الاهرام وتقدم لها المساعدات المالية. وتضيف مجلة «الهلال» ما يلي: «العوالم الاساسية التي ايدت «الاهرام» ونشرتها ثلاثة: حسن سياسة صاحبها وميلها الى المسالمة، نشاط سعادة بشارة تقلا مدير الاهرام، ومساعدة بعض ارباب المناصب العالية فإنهم كانوا ينشطونها الى درجة لا تكاد تقل عن حمل الناس على الاشتراك فيها فضلا عن اشتراكات الحكومة نفسها فإنها كانت تعد بالمئات».
يستنتج من ذلك ان الاخوين تقلا حصنا «الاهرام» بشبكة واسعة من العلاقات الداخلية والخارجية، الرسمية والخاصة، بحيث باتت واسعة الانتشار ويتسابق على دعمها اصحاب المؤسسات الخاصة والرساميل الاجنبية، ونال الاخوان تقلا اوسمة كثيرة من مصادر مختلفة، ابرزها النيشان الخديوي من الرتبة الثانية عام 1882، والنيشان المجيدي الثامن العثماني من الرتبة الأولى عام 1892، وأوسمة كثيرة من فرنسا وروسيا واليونان واسبانيا وتونس وإيران وغيرها. توفي في الاسكندرية عام 1889.

أسباب الانتشار
هناك آراء كثيرة حول انتشار «الأهرام» ومؤسساتها الصحفية بسرعة داخل مصر وفي ظروف الاحتلال البريطاني لها، على الرغم من ولائها للفرنسيين. أشار الدكتور إبراهيم عبده إلى بعض السمات التي أوصلت «الأهرام» إلى المرتبة الهامة في الصحافة العربية، فقال: «كانت الأهرام تحظى بتأييد القنصلية الفرنسية في القاهرة كلما اشتدت بها الأمور أو نزلت بها ضائقة الإرهاب... وكانت أول صحيفة عربية اهتمت بالبرقيات التي تصدرها وكالات الأنباء العالمية خاصة رويترز Reuter وهافاس Havas... ولم تجار الأسلوب الصحافي السائد آنذاك في السجع بل اعتمدت العبارات الواضحة، وكانت من الصحف الأولى التي نشرت المسلسلات القصصية... وقد امتازت «الأهرام» بالاعتدال في المسائل السياسية الداخلية، ولم تعنف مقالاتها إلا في فترة الثورة العرابية وفي أعقابها. ولم تتول المعارضة العنيفة في مصر غير مدة قصيرة بين 1884 و1894، ثم عادت إلى سياستها المعتدلة... وكانت أولى الصحف المصرية التي تفرد باباً خاصاً لأخبار الشرق الأدنى... وكان لسليم تقلا قصائد في مدح الخديو إسماعيل نال بها عوناً مادياً وتأييداً أدبياً في توزيع ونشر الأهرام بين بيئات الموظفين... وكان بشارة ينصرف إلى إجراء المقابلات الصحفية مع رؤساء الحكومات والوزراء وغيرهم، ولم يكن هذا النوع معروفاً في مصر حتى ذلك الحين».

دور الزوجة
تلك السمات وغيرها، جعلت من آل تقلا عائلة صحفية تهمين على عدد وافر من الصحف ومصادر الإعلانات، وخلال فترة قصيرة أمن آل تقلا انتشار «الأهرام»، و«صدى الأهرام»، و«الوقت» و«الحال» و«الوطن» ومجلة «المنارة». وعلى الرغم من الصدور غير المنتظم لتلك الصحف والمجلات، فهي تعبر بوضوح عن الإسهام الكبير للأخوين تقلا في حقل الصحافة والإعلام في مصر.
ولم تؤثر وفاة بشارة تقلا في نشاط تلك المؤسسات الصحفية ذات النفوذ والشهرة والاستقرار، وكان من السهل على بتسي Petsi، زوجة بشارة تقلا، حمل الرسالة حتى تسلمها ابنها جبرائيل تقلا عندما بلغ سن الرشد، وذلك نظراً لدقة التنظيم الذي تمتع به الأخوان تقلا.
ولدت بتسي نعوم كبابة تقلا في بيروت عام 1869، لأب يعد من كبار تجار حلب. كان عمها، بولس كبابة، من كبار تجار مانشستر ولندن. تعلمت في مدارس بيروت ولندن، وأتقنت العربية والفرنسية والانكليزية والايطالية والألمانية والتركية، وليس في أسرة تقلا من كان يتقن مثل هذه اللغات مجتمعة.
كان لها الفضل الأكبر في ادارة «الأهرام» ونقلها من الاسكندرية بعد وفاة زوجها. فانتقلت «الأهرام» الى القاهرة عام 1899، بعد أن بنت لها بتسي تقلا «دار الأهرام» المعروفة، وأصدرتها بالفرنسية باسم Pyramides الى جانب العربية. أدارت الأهرام بكفاءة عالية منذ عام 1899 منفردة حتى عام 1912، ومع ابنها جبرائيل تقلا حتى وفاتها عام 1924. نالت أوسمة عديدة، منها أوسمة مصرية وأخرى أوروبية، وشاركت في النهضة النسائية المصرية في القاهرة والاسكندرية. ودعت، على صفحات «الأهرام»، الى تحرير الفتاة العربية واطلاق حرية المرأة، وحقها في العلم والعمل، ودعت الى التآخي المذهبي ونبذ الأحقاد والصراعات الطائفية.


القبس
 

post_old.gif
27-10-2011, 07:49 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

جبرائيل والمطبعة
أما ابنها جبرائيل تقلا، فمولود في القاهرة عام 1891، تعلم في مدرسة الآباء اليسوعيين فيها، ونال اجازة في الحقوق والعلوم السياسية. أتقن العربية والفرنسية والانكليزية والايطالية، توفي والده عندما كان صغيراً ومارس العمل الصحافي قبل أن يكمل العشرين من عمره، فتولى ادارة «الأهرام» باللغتين العربية والفرنسية منذ عام 1912، بمعاونة والدته بتسي تقلا. أنشأ أكبر مطبعة في الشرق باسم «مطبعة الأهرام»، وكان أول من جعل لـ«الأهرام» مكاتب ومراسلين في معظم عواصم العالم في مطلع هذا القرن. انتخب نقيباً للصحافة المصرية بالاجماع عام 1919، ونال أوسمة عديدة أهمها وسام الخديو عباس.
تزوج جبرائيل تقلا من رينيه Renee صباغ، وهي من عائلة لبنانية من الروم الكاثوليك في بيروت، وتمتلك بنكاً خاصاً مشهوراً باسمها، هو بنك صباغ. وأدار «الأهرام» حتى وفاته عام 1943.

كيف انتهت الأسرة
يقدم تاريخ آل تقلا شهادة في الهبوط المتواصل بين الجد والأب والابن، فلم يكن جبرائيل تقلا بمنزلة أبيه أو عمه الصحافية والسياسية، ثم جاء من بعده ابنه ووريثه، بشارة جبرائيل تقلا الذي لم يهتم كثيراً بالصحافة ولا بالسياسة. فوقع عبء إدارة «الأهرام» على انطون الجميل، وبعد وفاته انتقل العبء الى نجيب كنعان، ثم الى محمد حسنين هيكل «فالاهرام» كانت مؤسسة صحفية وسياسية ووطنية كبيرة لا يجوز تركها على كاهل شاب يمتلكها وله فقط ثقافة علمية محدودة ولا يقوم بأي عمل يذكر، يقول عنه الدكتور خليل صابات انه «كان تاجر صحافة وليس صحافيا»، وبعد قرارات التأميم، استأذن الحكومة المصرية للسفر الى الخارج لرؤية والدته فذهب ولم يعد ثم ارسل الى الحكومة كتابا رسميا يعلن فيه رغبته في البقاء خارج مصر الى جانب امه فأممت الحكومة المصرية «الاهرام» وكانت حتى ذلك الحين، تتردد بين التأميم وشكل آخر من الادارة يضمن لاصحابها بعض الارباح، اما جبرائيل تقلا فتزوج امرأة مطلقة من آل جهلان تعود جذورها الى احدى عائلات الاسكندرية، ولم يرزق اولادا هكذا انتهت سيرة تلك الاسرة الصحافية التي تنتمي الى طائفة الروم الكاثوليك، في جبل لبنان، والتي تركت اثرا لا ينسى في تاريخ مصر الصحافي والسياسي تجسد في مؤسسة الاهرام العاملة حتى الآن.

رؤساء الاقسام لبنانيون
حتى اواسط القرن العشرين، كانت رئاسة الاقسام كلها في «الاهرام» بيد اللبنانيين أو المهاجرين الشوام، بشكل خاص، والاجانب بشكل عام. كانت غالبية المحررين من المصريين باستثناء قلة من المترجمين من اصل لبناني أو سوري، من رؤساء الاقسام، على سبيل المثال، البير عمون، سكرتير تحرير في «الاهرام» وقد هاجر الى مصر منذ سنة 1906 وداود بركات ونجيب كنعان واسعد داغر والياس الحويك وغيرهم.
كان مدير الادارة عام 1926 الاستاذ يوسف غسطين، مارونيا من منطقة بكفيا في جبل لبنان وكان ذا ثقافة فرنسية، وكان مدير التوزيع الاستاذ جورج السوقي، وكان لبنانيا من الطائفة البروتستانتية ثم نال الجنسية الانكليزية ومنذ 1934 حل مكانه في ادارة التوزيع الاستاذ فريد شقير ابن الكاتب اللبناني الشهير سعيد شقير وبقي في منصبه حتى عام 1947 ويعتقد انه نال الجنسية الانكليزية، كان مدير الاعلانات يهوديا يسمى ادجمان وهو من اصل روماني، وكان مدير المطبعة مهندسا فرنسيا يدعى Leon Salet وكان مدير الزنكوغراف مهندسا فرنسيا ايضا، ومدير التصوير ارمنيا.

مرحلة التمصير
بعد 1948 ظهرت تحولات مهمة في ادارة الاهرام لجهة تمصيرها فبدأ اللبنانيون يفقدون مراكزهم الحساسة بسبب الوفاة والهجرة والانتقال الى مراكز اخرى وليس بسبب التضييق عليهم من جانب الحكومة المصرية، فأصبح رئيس قسم الالعاب الرياضية، الاستاذ ابراهيم علام مصريا، ورئيس القسم الاقتصادي الاستاذ محمد كاظم، مصريا ايضا وحل مكان المهندس الفرنسي في ادارة المطابع الاستاذ روجيه صيقلي، وهو لبناني متمصر ثم هجر مصر وترك الاهرام عام 1964، وخلال سنوات (1960 - 1970)، تمصرت كل اقسام «الاهرام» تدريجيا وكان نجيب كنعان، الذي احيل الى التقاعد 1968، ويحتفظ بالجنسية المصرية دون سواها، آخر رعيل الشوام في رحلة «الاهرام»، جريدة مصر الاولى خلال عشرات السنين.

الدور السياسي
الدور السياسي للأهرام كما رآه رئيس تحريرها ومدير سابق لها من الشوام المتمصرين كان مثار تعليق من جانب مديرين ومحررين مصريين ساهموا بنشاط في «الاهرام»، فكان لنا لقاء مع الدكتور لطفي عبدالعظيم، رئيس تحرير «الاهرام الاقتصادي» والدكتور محمد علي رفعت، كاتب مصري معروف عايش انطون الجميل وعزيز مرزا وعددا كبيرا من محللي «الاهرام»، حيث كان يكتب باستمرار «يجب الاعتراف بأن الشوام لعبوا دورا وطنيا ممتازا في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والتربوية والادارية وسواها». وعندما نقول الشوام نشير الى الغالبية الساحقة منهم وليس الى مجموعة قليلة العدد باعت نفسها للأجانب، من فرنسيين وانكليز. وباستثناء جماعة «المقطم» الذين ارتبطوا بالانكليز وفاخروا بذلك الارتباط، وعلى رأسهم كريم ثابت الذي كان على علاقة وثيقة بالملك فاروق ومستشاره الشخصي، فإن للشوام الفضل الكبير في ايقاظ الروح الوطنية المصرية ونشر المد القومي العربي فيها. وتكفي الاشارة الى الاستاذ اميل خوري الذي طرد من مصر لمواقفه الوطنية والعروبية. ومن الشوام من ساهم بتأسيس الحزب الشيوعي المصري، والدعوة لحزب الوفد، وتحرير الصحف الوطنية المعارضة للفرنسيين والانكليز معا. ومنهم المحامون الذين دافعوا عن العمال المصريين وحقوقهم المطلبية والنقابية. فاستشهد المحامي انطون مارون في السجن من اجل تلك الغاية. ومنهم عبدالرحمن الرافعي المؤرخ المصري المرموق وهو من طرابلس الشام. ومنهم الدكتور شبلي الشميل صاحب الفضل الكبير في تعريف المصريين والعرب بفلسفة النشوء والارتقاء، ومنهم رواد المسرح والقصة والتمثيل والفن وغيرها. ومنهم شاعر القطرين خليل مطران، والاديبة الرقيقة التي احبت مصر كثيرا مي زيادة، السلسلة طويلة جدا من المبدعين الشوام في مصر، وليس من العلم بشيء الصاق تهم الخيانة والتواطؤ والعمالة على اعداد كبيرة من البشر بسبب انتماء قلة منهم الى هذا التيار السياسي او ذاك، قد يقال بأن انطوان الجميل، عضو مجلس الشيوخ المصري، كان مواليا للفرنسيين لكنه، والحق يقال، كان اديبا، ومثقفا شموليا، ولعب دورا وطنيا مهما في مصر طيلة فترات رئاسته للاهرام، كان عروبيا مائة في المائة، يقول عنه د. محمد علي رفعت، وله قول مشهور: «مصر بلد ترعاه الآلهة رغما عنه».

المديرون
ينسب المؤلف الكلام إلى الدكتور لطفي عبدالعظيم، كان رئيس «الاهرام» على الدوام أحد ابناء اسرة تقلا، منهم بشارة وسليم وبتسي وجبرائيل، وذلك حتى التأميم، قد يكون ذلك طبيعيا باعتبارها مؤسسة خاصة، لكن لنلاحظ أن غالبية مديري «الأهرام» كانوا من الشوام، منذ تأسيسها حتى عام 1968، أي بعد عدة سنوات من تأميمها، فعلى سبيل المثال كان رئيس التحرير دوما من الشوام: داود بركات، أنطون الجميل، عزيز مرزا. وكان سكرتير عام التحرير من الشوام وهو الأستاذ إميل خوري. وإذا ألقينا نظرة سريعة على أسماء المديرين عام 1968، يتبين لنا ما يلي:
مدير الإعلانات التجارية، أرنست بولس.
مدير الإعلانات المبوبة، وليم نحاس.
المدير الفني للمطابع، روجيه صيقلي.
مدير التوزيع، محمد بكير.
مدير التحرير، نجيب كنعان.
وكلاء التوزيع، توفيق خوري، كامل حسون، فؤاد مكحل.
محام وعضو مجلس إدارة، متري الشميل.
عضو مجلس إدارة، فريد شقير.
مدير عام وعضو مجلس إدارة، نعوم بحري.
لقد تعمد الدكتور لطفي إعطاء صورة حقيقية عما كانت عليه «الأهرام» بعد أن تسلمها محمد حسنين هيكل بسنوات طويلة، وبعد كل ما قيل عن تمصير «الأهرام» وهي تمصرت فعلا في السنوات اللاحقة. ويستنتج أن وجود ذلك العدد من مثقفي ومديري الشوام في «الأهرام» لم يكن مجرد صدفة، بل استمرار لخط تاريخي طويل كان من الصعب القطع معه بعد تمصيرها، خاصة وأن هؤلاء المثقفين المصريين لم تعد لهم علاقة بالشوام سوى مجرد الانتساب إلى جذور عائلية تعود بنسبها إلى بلاد الشام.
Pictures%5C2010%5C01%5C24%5C06f5b605-4f31-4f1f-8dce-f36a4b362c6e_maincategory.jpg
العدد الأول 1875
Pictures%5C2010%5C01%5C24%5Cd18d32c7-451c-4f99-bc42-9f149a6d7c51_maincategory.jpg
إحدى سيارات توزيع الأهرام أيام زمان


 

post_old.gif
27-10-2011, 07:52 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

العدد الأول

من الاهرام

1875






Pictures%5C2010%5C01%5C24%5C06f5b605-4f31-4f1f-8dce-f36a4b362c6e.jpg





إحدى سيارات توزيع الأهرام أيام زمان
Pictures%5C2010%5C01%5C24%5Cd18d32c7-451c-4f99-bc42-9f149a6d7c51.jpg


 

post_old.gif
31-10-2011, 01:15 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

فى يوم 27/12/2005 م أحتفلت جريدة الأهرام بمرور 130 سنة على إصدارها فى مصر وفى عددها الصادر فى 43487 كتب عزت السعدني مقالة بعنوان اطلالة علي تاريخ الأهرام -الشمس والأهرام توءمان لا يفترقان يشرقان علي الدنيا معا خمسة وأربعين ألف صباح من‏27‏ ديسمبر‏1875‏ إلي‏27‏ ديسمبر‏2005‏ م ‏130‏ شمعة في عمر الأهرام - وهذه بعض أجزاء من مقالته عن تاريخ جريدة الأهرام :
الأهرام ..
وهو دفترخانة الأحوال المصرية وروزنامة الحياة المعاصرة بحلوها ومرها‏..‏ مرحها وكئيبها‏..‏ فرحها وحزنها‏..‏ نجاحها وفشلها‏..‏ نصرها وانكسارها‏..‏ وهو معنا مع كل طلوع صبح‏..‏ يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة‏..‏ وسنة بعد سنة
‏ لا يتغير ولا يتبدل علي مدي‏47450‏ يوما هي عمر الأهرام الآن من يوم أن كتبوا شهادة ميلاده في مدينة الإسكندرية صباح يوم السابع والعشرين من ديسمبر عام‏1875..‏ وحتي صباح السابع والعشرين من ديسمبر عام‏2005.‏
يسجل اسمه في تاريخ صاحبة الجلالة الصحافة بوصفه أقدم جريدة ناطقة بلغة الضاد في عالمنا العربي والإسلامي‏..‏ بل هو‏,‏ كما يقول المؤرخون لتاريخ الصحافة العالمية في جامعة أكسفورد بالحرف الواحد‏:‏ هو بحق أقدم جريدة في العالم كله‏..‏ مازالت تصدر كل صباح علي مدي‏130‏ عاما متصلة
إلا أن من أنجبوه وصنعوه وأخرجوه إلي الدنيا‏..‏ لم يعد لهم وجود بيننا‏..‏ حتي الذين شهدوا مولده‏..‏ لم يعودوا بين عالم الأحياء الآن‏..‏ ‏ حتي يحكوا لنا قصة مولده وساعة إشراق شمسه بالخبر وباليقين وبالفكر وبالرأي وبالصورة‏..
ولأنه لا أحد عاصر مولد الأهرام يحكي لنا ويقص حكايته‏..‏
ولم يعد أمامي إلا أن أغرق وحدي وسط ملفات بلا عدد من المعلومات وكتب ومجلات وصحف أصفر لونها وذبلت أوراقها من كبر وهرم‏..‏ وكلها تطير العقل وتشتت ما فيك من فكر‏..‏ ورحت أسأل نفسي‏:‏ من أين أبدأ؟
وجدت نفسي والمركبة (مركبة الزمن) في مدينة الاسكندرية‏..‏ ركبت من هناك عربة سوارس تجرها أربعة خيول الي مقر جريدة الأهرام الذي ولدت فيه قبل‏130‏ عاما في ميدان القناصل امام بنك الرهونات‏..‏
وقد اجرى عزت السعدنى حوار تخيلى مع سليم نقلا :
رسالة إلي الخديو‏!‏
نحن الآن في يوم السابع والعشرين من ديسمبر‏1875..‏ نجلس مع أبو الأهرام جدنا الأول سليم تقلا علي رصيف مقهي بترو الشهير‏..‏ ما أجمل الإسكندرية أيامها كأنها مدينة جمعت من رداء التاج الأوروبي‏..‏ لنؤجل حديث الجمال والتحضر حتي لا يأخذنا مما جئنا من أجله في رحلة إلي الوراء طولها‏130‏ عاما‏.‏
سليم نقلا مؤسس الجريدة : ولد في قرية من قري لبنان اسمها كفر شيما في عام‏1849..‏ وقد أرسله أبوه في الثانية عشرة من عمره إلي بيروت لكي يتلقي العلم علي يد معلم الأجيال أيامها بطرس البستاني في مدرسته الوطنية المعروفة‏..‏ فتفوق علي كل أقرانه‏..‏ وعندما تخرج فيها‏..‏ اختارته المدرسة البطريركية لتدريس اللغة العربية وآدابها‏..‏ وهناك التقي بالشيخ نصيف اليازجي فأخذ منه الكثير وألفت كتبا من بينها كتاب مدخل الطلاب في النحو والصرف‏..‏ كان عمره أيامها في السادسة والعشرين‏..‏

وهجر سليم نقلا لبنان وذهب إلي مصر لكي تؤسس الأهرام بعد أن علم بما أنشئ بها من مدارس ومعاهد وصحف ونهضة ثقافية وفكرية‏..‏ فهاجرت إليها وحدي‏..‏ ثم لحق بي فيما بعد شقيقي ورفيق مشواري وعمري بشارة تقلا‏.‏
ثم تقدم بطلب لنيل الترخيص إلي الخديو إسماعيل باشا بنفسه‏..‏ فإن حاز القبول لدي عظمته صدرت الجريدة وإلا لا حيلة ‏ وكتب الطلب وقدمه لنظارة الخارجية لترفعه إلي الخديو اسماعيل‏.‏
ولم يطل الإنتظار طويلا وجاءت الموافقة في السابع والعشرين من ديسمبر عام‏1875.‏ بشرط ممنوع البولتيكا‏!‏
يقول الخطاب بالنص إفادة تحت رقم‏5‏ ضبطية الاسكندرية‏:‏
تقدم إلي الخارجية الخواجة سليم تقلا يلتمس التصريح إليه بإنشاء مطبعة حروف تسمي الأهرام كائنة بجهة المنشية بالاسكندرية يطبع فيها جريدة تسما الأهرام أيضا تشتمل علي التلغرافات والمواد التجارية والعلمية والزراعية والمحلية‏,‏ وكذا بعض كتب كمقامات الحريري‏,‏ وبعض ما يتعلق بالصرف والنحو واللغة والطب والرياضيات والأشياء التاريخية والحكمة والنوادر والأشعار والقصص الأدبية وما ماثل ذلك من الأشياء الجائز طبعها‏..‏ وحيث انه أخذ علي الخواجة المذكور التعهد اللازم بعدم التعرض للدخول مطلقا في المواد البوليتيقية‏,‏ وامتثاله لقانون المطبوعات ومعاملته بمقتضاه عند وقوع أي مخالفة منه وعلي أنه يقدم للخارجية نسختين من كل ما يطبعه وأعطيت له الرخصة اللازمة من قلم المطبوعات بالخارجية فاقتفي ترقيمه لسعادتكم للمعلومية وعدم المعارضة للخواجة المذكور في إنشاء المطبعة المحكي عنها علي الوجه المتقدم ذكره أفندم‏.‏
في‏29‏ ذو القعدة سنة‏1292‏ هـ الموافق‏27‏ ديسمبر‏1875‏ م
ملحوظة من عندى (عزت السعدنى) :‏ كلمة تسمي مكتوبة تسما وهو خطأ لغوي‏..‏ وكلمة المواد البوليتيفية تعني ترجمة للكلمةــ الانجـــــليزية بولتيكا‏..Poletic..‏ يعني عدم الاقتراب من السياسة حتي قبل‏130‏ سنة‏..‏ تصوروا كان محظورا تعامل الصحف مع السياسة‏..‏
وكانت جميع الصحف إلي ذلك الوقت كانت تصدر أسبوعية وليست لها موارد ولا هي تباع في الطرق أو ينادي عليها في مكان عام‏,‏ بل كان أكثرها يعتمد علي إعانات الدولة أولا وقبل كل شئ‏,‏ وكان لها في ذلك غني عن السعي في التوزيع أو زيادة عدد المشتركين‏,‏ وكانت بعض الصحف تباع للناس عند باعة الطرابيش في حي الموسكي أو بعض أحياء الاسكندرية‏.‏
لذلك كثرت متاعب الأهرام لأن الحكومة لم تشجعها بمال ‏,‏ ولأن الناس لم يكونوا قد ألفوا بعد قراءة الصحف ‏,‏ والإقبال عليها‏,‏ ولأن وسائل الدعاية الصحفية لم تكن ميسرة ولا سهلة‏!.‏
1325.jpg

فكان يباع قبل‏130‏ عاما عند باعة الطرابيش‏!.‏ وكانت نسخة الأهرام تنقل من الاسكندرية الي القاهرة بقطار الصحافة‏!.‏


 

post_old.gif
11-03-2012, 06:40 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

وكانت الاهرام كان اول صحيفة في العالم تطبع عددا تجريبيا قبل صدورها؟‏.‏
‏ فقد حضر من لبنان شقيق سليم تقلا وأسمه بشارة وكان في العشرين من عمره لمعاونة أخيه ‏..‏ ففكروا في إصدار مثال جريدة الأهرام‏..‏ وهو صورة لما سوف تكون عليه الجريدة عند صدورها‏..‏
وصدر العدد الزيروا بلغة صحافة اليوم من ورقة واحدة من صفحتين‏..‏ وكان في معظمه مقالا واحدا‏..‏
وهذا هو المقال : " إن غاية المجد يستطيع أن يبلغها الناس بثلاث وسائل‏:‏ مدارس‏,‏ وقاعات للتمثيل‏,‏ وجرائد ثم يمضي مبينا فوائد المدارس والتمثيل لقد تبين للناس ضرورة إنشاء الجرائد وتسيارها في جميع الأقطار حاملة أخبار الأمم تفصيلا واختصارا‏,‏ ليعلم المطالع مجمل حوادث الأرض‏,‏ ويحيي أوقاته باستيعاب الإفادات سواء أكانت سياسية أم تجارية أم علمية‏,‏ وجعلوا للصحافة الأهمية الأولي والاعتبار الثابت وأطلقوا عليها تسمية لسان الأمم‏..‏ لذلك أنشئت الجرائد في جميع بلاد الجنس المتمدن وتسابق أهلها علي إحرازها والانتفاع بها في كل صقع وناد‏,‏ وبات كل يعرف جزءا من يومه بمطالعة الجرائد مهما كان شغله شاغلا ليكشف أخبار العالم‏,‏ ويبرهن علي انه منه‏..‏
وكانت‏ الجريدة تصدر يوم السبت من كل اسبوع وان حجمها سيكون ضعف هذا المثال وان عنوانها جريدة سياسية وعلمية وتجارية وسأنشر فيها الإعلانات وقد أقمت في جميع الجهات وكلاء وقد كان عدد هولاء اثنين وعشرين وكيلا عدا وكلاء القاهرة‏,‏ يمثلون اثنين وعشرين بلدا في مصر والشام والعراق وتركيا‏,‏ وقيمة الاشتراك بالفرنك ثلاثة وعشرين فرنكا في مصر والاسكندرية وسائر البلاد العثمانية‏,‏ وثمنه في أوروبا والجزائر وتونس وزنجبار وكلكتا ثلاثين فرنكا‏.‏
‏‏وجاء ميلاد العدد الأول من الأهرام كما وعدت في العدد زيرو في يوم السبت‏5‏ أغسطس‏1876.‏
وكتب فى جريدة الأهرام اليومي الطالب محمد عبده عندما كان طالبا في الأزهر الذي أصبح فيما بعد الإمام محمد بعد قال فيها‏
frown.gif
‏ يالها من جريدة أرست قواعدها في القلوب وامتدت لتكشف الغيوب‏..‏ والفارق كبير بين اهرام خوفو واهرام الصحافة‏..‏ تلك اهرام واشباح وهذه غذاء للأرواح‏..‏ تلك مساكن وأموات وهذه لسان السموات‏.‏
وكانت في البداية جريدة اسبوعية تباع بنصف فرنك والفرنك كان يساوي‏4‏ قروش‏..‏ يعني بقرشين أو‏20‏ مليما‏..‏

ومن يوم الاثنين‏3‏ يناير‏1881‏ اصبحت جريدة يومية لأول مرة وكنت تباع بقرش صاغ واحد يعني عشره مليمات‏!‏
وفي أول نوفمبر سنة‏1899‏ وهو آخر عام من القرن التاسع عشر اصبح للأهرام طبعتان واحدة في القاهرة يومية والثانية في الاسكندرية اسبوعية‏.‏
اوبدأت الجريدة بأربع 4‏ صفحات‏..‏ ثم اصبح‏6‏ صفحات بعد‏33‏ سنة‏!‏
الأجازة اسبوعية يوم الجمعة واستمر هذا الحال‏53‏ سنة حتي عام‏1928‏ اصبحنا بلا اجازات‏!‏
كان الأهرام اول صحيفة تنشر صورة فوتوغرافية في صفحته الأولي عندما نشر في عام‏1891‏ صورة فرديناند ديلسبس المهندس الفرنسي الذي اشرف علي حفر قناة السويس‏..‏ اما أول صورة تنقل بالراديو فكانت يوم‏31‏ مايو عام‏1943‏ نقلت من لندن لسفير مصر يقابل سفير تركيا‏.‏
قلت‏:‏ يعني أول صورة بعد صدور الأهرام بـ‏16‏ سنة‏..‏ وأول صورة بالراديو كانت بعد صدور الأهرام بـ‏68‏ سنة‏!‏
‏ في سنة‏1879‏ رأي بشارة تقلا الظلم المحيط بالفلاح المصري فكتب مقالا بعنوان ظلم الفلاح‏..‏ لا يزال صداه يدوي في البلاد‏,‏ فبعث الخديو اسماعيل باشا بعض الجنود للقبض علي أخي سليم فلما علمت بذلك ارسلته إلي الوكالة الروسية وذهبت أنا مع الجنود إلي سراي عابدين وارضها تنتفض جزعا من غضب اسماعيل باشا فدخلت غير وجل ولا خائف والخطر محدق بي‏,‏ فأمر الخديو بسجني فسجنت ثلاثة أيام وعند خروجي من السجن وجدت الأهرام مقفلا فأصدرت جريدة باسم الوقت‏!‏
وفي‏20‏ سبتمبر‏1884‏ اقفلت الحكومة جريدة الأهرام لأن بشارة تقلا كتب مقالا قال فيه‏:‏ إن الحكومة المصرية لا تخدم مصر بل انجلترا‏!‏
النجوم الزاهرة التى كتبت فى الأهرام وأثرت الحياة الثقافية والسياسية ‏!‏
** بداية بصاحب نشأة الأهرام سليم تقلا‏..‏ فهو صحفي اديب وشاعر وجريء في الحق وقد سجنه الخديو لجرأته‏,‏ ثم افرج عنه‏..‏ ومن بعده بشارة تقلا وشقيقه الذي عاش ايام غزو احتلال الانجليز للاسكندرية وهاجم الحكومة التي تخضع للانجليز‏.‏
** أحمد لطفي السيد استاذ الجيل وفيلسوف الحياة المصرية‏..‏ ** محمود سامي البارودي شاعر السيف والقلم‏.‏ ** احمد شوقي امير الشعراء‏..‏ ** مصطفي لطفي المنفلوطي صاحب البلاغة وسحر الأسلوب‏.‏ ** ظريف الظرفاء محمد المويلحي‏..‏ ** المدافع عن الحق توفيق دياب فهو استاذ واديب وكاتب لا يباري‏.‏ ** مقالات طه حسين التي كان الباعة ينادون بها علي الأهرام‏:‏ اقرأ ياجدع طه حسين بيقول ايه للانجليز‏..‏ ** عباس العقاد هو الآخر كان يكتب في الصفحة الأولي للأهرام وكان الأهرام يبيع اكثر عندما يكتب ويهاجم هذا ويدافع عن ذاك‏.‏ ** مطران خليل مطران ومقالاته رغم انه لم يمكث أكثر من عام في رياسة تحريري‏..‏ ** فكري اباظة كان كاتبا عملاقا يبيع الأهرام باسمه وبمقالاته الساخرة‏.‏ ** سلامة موسي وإبراهيم المصري‏..‏** احمد الصاوي محمد في عموده الشهير ما قل ودل‏..‏

** انطون الجميل‏..‏ الذي نذكر له حكاية طريفة كان انطون الجميل رئيسا لتحرير الأهرام ـ بل هو واحد من اعظم من جلسوا علي كرسي رئيس التحرير ـ وذات يوم قابله صديق له وعاتبه كثيرا علي انه لم يقم بواجب العزاء في فقيد له‏..‏ فسأله انطون الجميل‏:‏ هل نشرت نعي قريبك في الأهرام؟ قال‏:‏ كلا‏..‏ يقول الجميل كلمته المشهورة‏:‏ يا عزيزي من لم يمت في الأهرام فهو لم يمت بعد‏!‏
** محمد حسنين هيكل .. ** الدكتورة بنت الشاطيء .. ** توفيق الحكيم .. ** د‏.‏ حسين فوزي‏..‏ ** يوسف السباعي .. ** احمد بهاء الدين شعلة الفكر التي انطفأت قبل الأوان‏..‏ ** د‏.‏ يوسف ادريس الشعلة المتقدة .. ** د‏.‏ لويس عوض .. ** د‏.‏ زكي نجيب محمود .. ** الأستاذ محمد حسنين هيكل صاحب القلم والفكر المتجدد علي الدوام‏..‏ ** ثم إبراهيم نافع باني صرح الأهرام واصداراته الرائعة‏..‏ ** أسامة سرايا‏..‏ الذي ننتظر علي يديه الشيء الكثير‏.‏ وهو لم يقدم بعد كل ما عنده وهو كثير‏..‏
أما اسماء كتاب لهم كلمة ورأي ومكان في قلوبنا وقلوب قراء الأهرام ومريديه‏:‏ سلامة أحمد سلامة‏.. ** فهمي هويدي‏.. ** صلاح منتصر‏.. ** احمد بهجت.. ** صلاح الدين حافظ ‏.. ** فاروق جويدة‏ .. ** مكرم محمد أحمد‏.. ** و مقالات د‏.‏ مصطفي محمود‏ .. ** ابداعات عبدالوهاب مطاوع مع المرأة بوصفه منقذها وحاميها‏!‏
المرأة بين الكتاب فى الأهرام
الدكتورة بنت الشاطيء‏..‏ ** سناء البيسي‏ ‏..‏ **‏ أمينة شفيق‏‏..‏ ** افكار الخرادلي‏‏..‏ **‏ بهيرة مختار‏‏..‏ **‏ د‏.‏ نعمات أحمد فؤاد‏‏..‏ **‏ د‏.‏ هالة مصطفي‏‏..‏ **‏ أهداف البنداري‏..‏
‏ستظل الشمس والأهرام توءمين يطلعان علينا كل صباح‏..‏ بلا توقف‏..‏ اذا امتنعت الشمس عن الظهور ذات صباح‏.‏ امتنع الأهرام‏.‏
خمسة وأربعون الف اشراقة ويزيد للأهرام في عيد كتابة وثيقة ميلاده فيما بين‏27‏ ديسمبر‏1875,‏ و‏27‏ ديسمبر‏2005,‏ وربنا يزيد وربنا يبارك‏
*******************





من http://www.coptichistory.org/new_page_1338.htm


 

post_old.gif
11-03-2012, 06:42 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

وقد ترأس تحرير الأهرام من يوم صدوره قبل‏130‏ سنة بالترتيب‏:‏
سليم تقلا ـ بشارة تقلا ـ خليل مطران ـ جبرائيل تقلا ـ داود بركات ـ أنطون الجميل ـ عزيز ميرزا ـ أحمد الصاوي محمد ـ محمد حسنين هيكل ـ علي أمين ـ إحسان عبدالقدوس ـ أحمد بهاء الدين ـ يوسف السباعي ـ علي حمدي الجمال ـ إبراهيم نافع ـ أسامة سرايا‏.‏
أما رؤساء مجالس الإدارة فهم‏:‏ فكري أباظة ـ محمد حسنين هيكل ـ عبدالقادر حاتم ـ إحسان عبدالقدوس ـ يوسف السباعي ـ عبدالله عبدالباري ـ علي حمدي الجمال ـ إبراهيم نافع ـ وأخيرا صلاح الغمري‏
1326.jpg
رؤساء الأهرام‏
1‏ـ سليم تقلا‏1875‏ ـ‏1892.‏
‏2‏ ـ بشارة تقلا الكبير‏1876‏ ـ‏1901.‏
‏3‏ ـ خليل مطران‏1901‏ ـ‏1902‏ رئيس تحرير
‏4‏ ـ جبرائيل تقلا‏1913‏ ـ‏1943‏ صاحب الأهرام
‏5‏ ـ داود بركات‏1901‏ ـ‏1933‏ رئيس تحرير‏.‏
‏6‏ ـ انطون الجميل‏1933‏ ـ‏1948‏ رئيس تحرير‏.‏
‏7‏ ـ عزيز ميرزا‏1948‏ ـ‏1955‏ رئيس تحرير‏.‏
‏8‏ ـ بشارة تقلا الصغير‏1955‏ ـ‏1960‏ صاحب الأهرام‏.‏
‏9‏ ـ أحمد الصاوي محمد‏1949‏ ـ‏1957‏ رئيس تحرير‏.‏
‏10‏ ـ محمد حسنين هيكل‏1957‏ ـ‏1974‏ رئيس تحرير ثم رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة‏.‏
‏11‏ ـ فكري أباظة‏1960‏ ـ‏1961‏ رئيس مجلس إدارة‏.‏
‏12‏ ـ محمد عبدالقادر حاتم رئيس مجلس إدارة وعلي أمين رئيسا للتحرير‏1974.‏
‏13‏ ـ إحسان عبدالقدوس‏1975‏ رئيس مجلس الإدارة‏.‏
‏14‏ ـ أحمد بهاء الدين‏1974‏ ـ‏1975‏ رئيس تحرير‏.‏
‏15‏ ـ يوسف السباعي‏1976‏ ـ‏1978‏ رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير‏.‏
‏16‏ ـ علي حمدي الجمال‏1975‏ ـ‏1978‏ رئيس تحرير ثم رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير حتي عام‏1979.‏
‏17‏ ـ عبدالله عبدالباري‏1979‏ ـ‏1984‏ رئيس مجلس إدارة وإبراهيم نافع رئيسا للتحرير‏.‏
‏18‏ ـ إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير‏1984‏ ـ‏2005.‏
‏19‏ ـ صلاح الغمري رئيس مجلس إدارة وأسامة سرايا رئيس تحرير‏.‏
*************************************
صاحب الأهرام سليم تقلا‏..‏ وشقيقه بشارة الذي شاركه في صناعة الأهرام وتقدمه وتطوره‏..‏ ومن نسل بشارة جاء جبرائيل تقلا وابنه بشارة تقلا‏..‏ الذي شهد عهده تأميم الصحافة المصرية‏..‏ وهم آخر سلالة بناة جريدة الأهرام‏..‏ ‏!‏
بلدة كفر شيما فوق جبل لبنان علي بعد بضعة كيلومترات من بيروت العاصمة اللبنانية البلدة التي ولد بها سليم وبشارة تقلا‏..‏ من أشهر عائلات البلدة هي عائلات اليازجي والشميل وتقلا ..‏ وهي التي أنجبت شخصيات علمية وأدبية وصحفية فذة‏..‏ هاجر معظمهم الي مصر هربا من معارك الفتنة الطائفية‏..‏ وهربا من براثن المخابرات البريطانية التي كانت تطارد كل مفكر حر له ميول اشتراكية‏..‏
والقائمة طويلة وكانت تضم أيامها في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين‏:‏
‏1‏ ـ المحامي انطون مارون مؤسس الحزب الشيوعي المصري الذي استشهد في سجن طرة في القاهرة دفاعا عن المعتقلين السياسيين‏.‏
‏2‏ ـ رفيق جبور الذي طرد من مصر بسبب نشاطه الاشتراكي‏..‏ وقد اغتالته المخابرات البريطانية في أحد مستشفيات فلسطين‏!‏
‏3‏ ـ النقابي فؤاد الشمالي أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني‏..‏ وطرده الانجليز من مصر لنشاطه السياسي‏!‏

والمؤرخ اللبناني الشهير مسعود ضاهر صاحب أكثر من كتاب وموسوعة الشوام في مصر وفي مقدمتها‏:‏ الهجرة اللبنانية إلي مصر‏..‏ هجرة الشوام‏..‏يقول عن عائلة مؤسسى جريدة الأهرام القاهرية : " *‏ كان الأب خليل تقلا علي جانب بسيط من الثقافة ولا يتعاطي التجارة‏.‏ ليست لدينا معلومات كثيرة عنه سوي زواجه من ندي تقلا‏,‏ أي الزواج الرحمي أو القائم علي صلة القرابة الدموية لدي الكثير من العائلات اللبنانية‏,‏ علي اختلاف طوائفها ومناطقها‏,‏ حتي أواسط القرن التاسع عشر‏.‏ أنجب الأخوين سليم وبشارة تقلا‏.‏
‏*‏ ولد سليم في كفر شيما في اواسط‏1849‏ وتلقي دروسه الابتدائية في مدرستها ثم في المدرسة الوطنية في عبية التي أسسها المعلم بطرس البستاني والدكتور فان ديك الامريكي‏,‏ تعرضت عبية للأحداث الطائفية الدموية عام‏1860‏ فنزل سليم الي بيروت ودخل المدرسة الوطنية فيها‏,‏ وهي مدرسة المعلم بطرس البستاني المشهورة خلال هذه الفترة‏.‏
وبعد إتمام دراسته عين معلما في المدرسة البطريركية في بيروت ثم مديرا لها ثم وكيلا لأعمالها‏.‏ هاجر الي مصر في عهد الخديو إسماعيل واستقر في الإسكندرية عام‏1874.‏
‏*‏ أما الذي كان يحبب الي السوريين وغيرهم من جالية الإفرنج الإقامة في مصر ما يبذله الخديو اسماعيل في صلاتهم وتنشيط مشروعاتهم خصوصا المشروعات الأدبية‏.‏ فنظم سليم تقلا قصيدة رنانة مدح فيها الخديو إسماعيل وغادر ربوع الشام قاصدا القطر المصري حتي وصل إلي القاهرة‏,‏ فرفع قصيدته الي الخديو وبات من المقربين لديه‏,‏ وقضي سنة يتردد بين القاهرة والإسكندرية يجاهد في الحصول علي امتياز الجريدة‏.‏ فمنحته الحكومة في النهاية امتياز جريدة الأهرام سنة‏1875‏ وأصدرها أولا بالإسكندرية وقال في تاريخها‏:‏ أنشأت الأهرام وأنا عالم بما يحول دون نشرها من المصاعب فكنت أقضي اليها النهار والليل عاملا بدنا وعقلا‏..‏ فكنت أحررها‏,‏ وأديرها‏,‏ وألاحظ عملها‏,‏ وأكتب أسماء مشتركيها‏..‏ وأتولي معظم أعمالها مما يقوم به الآن عشرة من العمال‏.‏
‏*‏ وفي عام‏1882,‏ وإبان تمرد عرابي الشهيرة وقفت جريدة الأهرام ضد التمرد وإلي جانب الخديو ‏,‏ فأحرق الثوار مطابع الأهرام والجريدة‏,‏ و صدي الأهرام الاسبوعية التي كانت تطبع أكثر من عشرة آلاف عدد توزع علي نخبة واسعة من المثقفين ورجال الأعمال في القطر المصري‏.‏
وكانت جريدة الوقت اليومية التي أصدرها سليم تقلا قد توقفت لفترة قصيرة قبل تمرد عرابي‏.‏
وكان لأنصار التمرد موقف حازم ضد سليم تقلا ومؤسساته الصحفية فاضطر للعودة الي جبل لبنان‏,‏ كما فعل كثير من الشوام في الاسكندرية الذين غادروها الي مناطق أخري‏,‏ في مصر وفي الولايات السورية بسبب مواقفهم السياسية المعادية للتمرد‏.‏
وعند استسلام عرابي ورفاقه‏,‏ وبعد سقوط مصر تحت الاحتلال البريطاني عاد سليم تقلا الي الاسكندرية فوجد مطابع الاهرام محروقة‏,‏ لكنه أصر علي إصدار الأهرام لفترة غير قصيرة في الاسكندرية الي حين نقلها الي القاهرة حيث مازالت تصدر فيها حتي الآن‏.‏
وفي عام‏1895‏ كتبت مجلة الهلال بعد ثلاثة أعوام من صدورها علي يد جورجي زيدان عن عودة الأهرام بعد ثورة عرابي‏.‏
ومازالت الأهرام تصدر الي الآن وخطتها وطنية عثمانية‏,‏ منتصرة لفرنسا ومجاهدة بالمقاومة للاحتلال الانجليزي‏.‏
وقد أرسي سليم تقلا قاعدة مادية ضخمة لأهم صحيفة شرقية مازالت تصدر في مصر منذ أكثر من مائة عام‏,‏ وكان زواجه من فتاة دمشقية عام‏1886‏ جريا علي عادة الشوام في مصر في هذا المجال‏,‏ وعندما وافته المنية في مصيف بيت مري ودفن في مسقط رأسه في كفر شيما كانت الأهرام قد خطت بسرعة نحو الشهرة علي يد بشارة تقلا‏,‏ شقيق سليم‏.‏
تحت الحماية الفرنسية؟
‏*‏ تمتع سليم وبشارة تقلا رسميا بالحماية الفرنسية‏,‏ وأقام بشارة علاقة وثيقة بكبار الساسة الاوروبيين‏,‏ خاصة الفرنسيين منهم والانجليز‏,‏ وبحكومة روسيا القيصرية‏,‏ وبالسلطنة العثمانية وشاه إيران‏,‏ لكن علاقة آل تقلا و الأهرام بالفرنسيين كانت متميزة حتي إن الأهرام لم تتورع عن كتابة مقالة عنيفة عام‏1884‏ تتهم فيها الحكومة المصرية بالولاء المطلق للانجليز‏,‏ فأقفلت الجريدة فترة من الزمن عادت بعدها للصدور بضغط من الفرنسيين علي حكومة الخديو‏.‏
كانت الأهرام تحظي بتأييد القنصلية الفرنسية في القاهرة كلما اشتدت بها الامور أو نزلت بها ضائقة الإرهاب‏..‏ وكانت أول صحيفة عربية اهتمت بالبرقيات التي تصدرها وكالات الانباء العالمية خاصة رويتر وهافاس‏,‏ ولم تجار الأسلوب الصحفي السائد آنذاك في السجع‏,‏ بل اعتمدت العبارات الواضحة وكانت من الصحف الاولي التي تنشر المسلسلات القصصية‏.‏
وقد امتاز الأهرام بالاعتدال في المسائل السياسية الداخلية ولم تعنف مقالاتها إلا في فترة الثورة العرابية وعقبها‏,‏ ولم تتول المعارضة العنيفة في مصر غير مدة قصيرة بين‏1884‏ و‏1894‏ ثم عادت الي سياستها المعتدلة‏.‏
وكان بشارة ينصرف الي اجراء المقابلات الصحفية مع رؤساء الحكومات والوزراء وغيرهم‏,‏ ولم يكن هذا النوع معروفا في مصرت حتي ذلك الحين‏.‏
تلك السمات وغيرها جعلت من آل تقلا عائلة صحفية تهيمن علي عدد وافر من الصحف ومصادر الإعلانات‏,‏ وخلال فترة قصيرة أمن آل تقلا انتشار الأهرام وصدي الأهرام و الوقت و الحال و الوطن ومجلة المنارة‏,‏ وعلي الرغم من الصدور غير المنتظم لتلك الصحف والمجلات فهي تعبر بوضوح عن الإسهام الكبير للاخوين تقلا في حقل الصحافة والإعلام في مصر‏.‏



 

post_old.gif
11-03-2012, 06:42 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

بتسي زوجة بشارة تقود الأهرام
‏ ولدت بتسي نعوم كبابة تقلا في بيروت عام‏1869‏ لأب يعد من كبار تجار حلب‏.‏ كان عمها بولس كبابة من كبار تجار مانشيستر ولندن‏.‏ تعلمت في مدارس بيروت ولندن وأتقنت العربية والفرنسية والانجليزية والايطالية والالمانية والتركية‏,‏ وليس في أسرة تقلا من كان يتقن مثل هذه اللغات مجتمعة‏.‏
وقد كان لها الفضل الاكبر في ادارة الاهرام ونقلها من الاسكندرية بعد وفاة زوجها‏,‏ فانتقل الأهرام الي القاهرة عام‏1899‏ بعد أن بنت له بتسي تقلا دار الاهرام المعروفة في شارع مظلوم في وسط القاهرة‏,‏ وأصدرت نسخة بالفرنسية باسم‏Pyramides‏ الي جانب العربية‏.‏
أدارت الأهرام بكفاءة عالية منذ عام‏1899‏ منفردة حتي عام‏1912,‏ ومع ابنها جبرائيل تقلا حتي وفاتها عام‏1924.‏ نالت أوسمة عديدة منها أوسمة مصرية وأخري أوروبية‏,‏ وشاركت في النهضة النسائية المصرية في القاهرة والإسكندرية‏,‏ ودعت علي صفحات الأهرام الي تحرير الفتاة العربية وإطلاق حرية المرأة وحقها في العلم والعمل‏,‏ ودعت الي التآخي المذهبي ونبذ الأحقاد والصراعات الطائفية‏.‏

الابن جبرائيل تقلا

فال المؤرخ اللبناني المعروف مسعود ضاهر كما يقول في كتابه الهجرة اللبنانية إلي مصر‏:‏ أما الابن جبرائيل تقلا فمولود في القاهرة عام‏1891.‏ تعلم في مدرسة الآباء اليسوعيين فيها ونال إجازة في الحقوق والعلوم السياسية‏.‏ أتقن العربية والفرنسية والانجليزية والإيطالية‏.‏ توفي والده عندما كان صغيرا ومارس العمل الصحفي قبل أن يكمل العشرين من عمره فتولي إدارة الأهرام باللغتين العربية والفرنسية منذ عام‏1912‏ بمعاونة والدته بتسي تقلا‏.‏
أنشأ أكبر مطبعة في الشرق باسم مطبعة الأهرام وكان أول من جعل للأهرام مكاتب ومراسلين في معظم عواصم العالم في مطلع هذا القرن‏.‏ انتخب نقيبا للصحافة المصرية بالإجماع عام‏1919‏ ونال أوسمة عديدة أهمها وسام الخديوي عباس‏.‏
‏*‏ تزوج جبرائيل تقلا من رينة صباغ‏,‏ وهي من عائلة لبنانية من الروم الكاثوليك في بيروت وتمتلك بنكا خاصا مشهورا باسمها هو بنك صباغ‏,‏ وأدارالأهرام حتي وفاته عام‏1943.‏
أستطرد المؤرخ الشهير يقول‏:‏ يقدم تاريخ آل تقلا شهادة في الهبوط المتواصل بين الجد والأب والابن‏..‏ فلم يكن جبرائيل تقلا بمنزلة أبيه أو عمه الصحفية والسياسية‏,‏ ثم جاء من بعده ابنه ووريثه بشارة جبرائيل تقلا الذي لم يهتم كثيرا بالصحافة ولا بالسياسة‏,‏ فوقع عبء إدارة الأهرام علي أنطون الجميل‏,‏ وبعد وفاته انتقل العبء إلي نجيب كنعان‏,‏ ثم الي محمد حسنين هيكل‏.‏
وبعد قرارات التأميم‏,‏ استأذن الحكومة المصرية للسفر إلي الخارج لرؤية والدته فذهب ولم يعد ثم أرسل الي الحكومة كتابا رسميا يعلن فيه رغبته في البقاء خارج مصر إلي جانب أمه‏.‏
فأممت الحكومة المصرية الأهرام وكانت‏,‏ حتي ذلك الحين‏,‏ تتردد بين التأميم وشكل آخر من الإدارة يضمن لأصحابها بعض الأرباح‏.‏
أما جبرائيل تقلا فتزوج امرأة مطلقة من آل جهلان تعود جذورها الي إحدي عائلات الإسكندرية‏,‏ ولم يرزق أولادا‏.‏
هكذا انتهت سيرة تلك الأسرة الصحفية التي تنتمي إلي طائفة الروم الكاثوليك في جبل لبنان‏,‏

الشوام‏..‏ رؤساء الأقسام‏!‏
المؤرخ الشهير يقول‏:‏ حتي أواسط القرن العشرين كانت رئاسة الاقسام كلها في الأهرام بيد اللبنانيين أو المهاجرين الشوام بشكل خاص‏,‏ والأجانب بشكل عام‏,‏ بينما كانت غالبية المحررين من المصريين باستثناء قلة من المترجمين من أصل لبناني أو سوري‏.‏
من رؤساء الأقسام علي سبيل المثال‏:‏ ألبير عمون سكرتير تحرير في الأهرام‏,‏ وقد هاجر الي مصر منذ سنة‏1906,‏ وداود بركات‏,‏ ونجيب كنعان‏,‏ وأسعد داغر‏,‏ وإلياس الحويك وغيرهم‏.‏
كان مدير الإدارة عام‏1926‏ الأستاذ يوسف غسطين مارونيا من منطقة بكفيا في جبل لبنان‏,‏ وكان ذا ثقافة فرنسية وكان مدير التوزيع الاستاذ جورج السوقي‏,‏ وكان لبنانيا من الطائفة البروتستانتية ثم نال الجنسية الانجليزية‏.‏
ومنذ‏1934‏ حل مكانه في إدارة التوزيع الأستاذ فريد شقير ابن الكاتب اللبناني الشهير سعيد شقير وبقي في منصبه حتي عام‏1947,‏ وكان مدير الإعلانات ارنست بوكس وهو من أصل روماني‏,‏ وكان مدير المطبعة مهندسا فرنسيا يدعي‏LeonSalet,‏ وكان مدير الزنكوغراف مهندسا فرنسيا ايضا‏,‏ ومدير التصوير أرمينيا‏,‏ ونعوم بحري مديرا عاما وعضو مجلس ادارة‏+‏ فريد شقير عضو مجلس ادارة‏.‏
أسأل‏:‏ متي بدأ دخول المصريين إلي داخل الأهرام كمحررين وإعلاميين وإعلانيين ورؤساء أقسام ومديري تحرير؟
المؤرخ مسعود حنا يقول‏:‏ بعد‏1948‏ ظهرت تحولات مهمة في إدارة الأهرام لجهة تمصيرها‏,‏ فبدأ اللبنانيون يفقدون مراكزهم الحساسة بسبب الوفاة والهجرة والانتقال إلي مراكز أخري وليس بسبب التضييق عليهم من جانب الحكومة المصرية‏.‏ فأصبح رئيس قسم الألعاب الرياضية‏,‏ الأستاذ إبراهيم علام مصريا‏,‏ ورئيس القسم الاقتصادي‏,‏ الأستاذ محمد كاظم‏,‏ مصريا أيضا‏.‏ وحل مكان المهندس الفرنسي في إدارة المطابع الأستاذ روجيه صيقلي‏,‏ وهو لبناني متمصر ثم هجر مصر وترك الأهرام عام‏1964.‏
وخلال سنوات‏1960‏ ـ‏1970‏ تمصرت كل أقسام الأهرام تدريجيا وكان نجيب كنعان‏,‏ الذي أحيل إلي التقاعد‏1968,‏ ويحتفظ بالجنسية المصرية دون سواها‏,‏ آخر رعيل الشوام في رحلة الأهرام‏,‏ جريدة مصر الأولي خلال عشرات السنين‏.‏





post_old.gif
11-03-2012, 06:42 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

بتسي زوجة بشارة تقود الأهرام
‏ ولدت بتسي نعوم كبابة تقلا في بيروت عام‏1869‏ لأب يعد من كبار تجار حلب‏.‏ كان عمها بولس كبابة من كبار تجار مانشيستر ولندن‏.‏ تعلمت في مدارس بيروت ولندن وأتقنت العربية والفرنسية والانجليزية والايطالية والالمانية والتركية‏,‏ وليس في أسرة تقلا من كان يتقن مثل هذه اللغات مجتمعة‏.‏
وقد كان لها الفضل الاكبر في ادارة الاهرام ونقلها من الاسكندرية بعد وفاة زوجها‏,‏ فانتقل الأهرام الي القاهرة عام‏1899‏ بعد أن بنت له بتسي تقلا دار الاهرام المعروفة في شارع مظلوم في وسط القاهرة‏,‏ وأصدرت نسخة بالفرنسية باسم‏Pyramides‏ الي جانب العربية‏.‏
أدارت الأهرام بكفاءة عالية منذ عام‏1899‏ منفردة حتي عام‏1912,‏ ومع ابنها جبرائيل تقلا حتي وفاتها عام‏1924.‏ نالت أوسمة عديدة منها أوسمة مصرية وأخري أوروبية‏,‏ وشاركت في النهضة النسائية المصرية في القاهرة والإسكندرية‏,‏ ودعت علي صفحات الأهرام الي تحرير الفتاة العربية وإطلاق حرية المرأة وحقها في العلم والعمل‏,‏ ودعت الي التآخي المذهبي ونبذ الأحقاد والصراعات الطائفية‏.‏

الابن جبرائيل تقلا

فال المؤرخ اللبناني المعروف مسعود ضاهر كما يقول في كتابه الهجرة اللبنانية إلي مصر‏:‏ أما الابن جبرائيل تقلا فمولود في القاهرة عام‏1891.‏ تعلم في مدرسة الآباء اليسوعيين فيها ونال إجازة في الحقوق والعلوم السياسية‏.‏ أتقن العربية والفرنسية والانجليزية والإيطالية‏.‏ توفي والده عندما كان صغيرا ومارس العمل الصحفي قبل أن يكمل العشرين من عمره فتولي إدارة الأهرام باللغتين العربية والفرنسية منذ عام‏1912‏ بمعاونة والدته بتسي تقلا‏.‏
أنشأ أكبر مطبعة في الشرق باسم مطبعة الأهرام وكان أول من جعل للأهرام مكاتب ومراسلين في معظم عواصم العالم في مطلع هذا القرن‏.‏ انتخب نقيبا للصحافة المصرية بالإجماع عام‏1919‏ ونال أوسمة عديدة أهمها وسام الخديوي عباس‏.‏
‏*‏ تزوج جبرائيل تقلا من رينة صباغ‏,‏ وهي من عائلة لبنانية من الروم الكاثوليك في بيروت وتمتلك بنكا خاصا مشهورا باسمها هو بنك صباغ‏,‏ وأدارالأهرام حتي وفاته عام‏1943.‏
أستطرد المؤرخ الشهير يقول‏:‏ يقدم تاريخ آل تقلا شهادة في الهبوط المتواصل بين الجد والأب والابن‏..‏ فلم يكن جبرائيل تقلا بمنزلة أبيه أو عمه الصحفية والسياسية‏,‏ ثم جاء من بعده ابنه ووريثه بشارة جبرائيل تقلا الذي لم يهتم كثيرا بالصحافة ولا بالسياسة‏,‏ فوقع عبء إدارة الأهرام علي أنطون الجميل‏,‏ وبعد وفاته انتقل العبء إلي نجيب كنعان‏,‏ ثم الي محمد حسنين هيكل‏.‏
وبعد قرارات التأميم‏,‏ استأذن الحكومة المصرية للسفر إلي الخارج لرؤية والدته فذهب ولم يعد ثم أرسل الي الحكومة كتابا رسميا يعلن فيه رغبته في البقاء خارج مصر إلي جانب أمه‏.‏
فأممت الحكومة المصرية الأهرام وكانت‏,‏ حتي ذلك الحين‏,‏ تتردد بين التأميم وشكل آخر من الإدارة يضمن لأصحابها بعض الأرباح‏.‏
أما جبرائيل تقلا فتزوج امرأة مطلقة من آل جهلان تعود جذورها الي إحدي عائلات الإسكندرية‏,‏ ولم يرزق أولادا‏.‏
هكذا انتهت سيرة تلك الأسرة الصحفية التي تنتمي إلي طائفة الروم الكاثوليك في جبل لبنان‏,‏

الشوام‏..‏ رؤساء الأقسام‏!‏
المؤرخ الشهير يقول‏:‏ حتي أواسط القرن العشرين كانت رئاسة الاقسام كلها في الأهرام بيد اللبنانيين أو المهاجرين الشوام بشكل خاص‏,‏ والأجانب بشكل عام‏,‏ بينما كانت غالبية المحررين من المصريين باستثناء قلة من المترجمين من أصل لبناني أو سوري‏.‏
من رؤساء الأقسام علي سبيل المثال‏:‏ ألبير عمون سكرتير تحرير في الأهرام‏,‏ وقد هاجر الي مصر منذ سنة‏1906,‏ وداود بركات‏,‏ ونجيب كنعان‏,‏ وأسعد داغر‏,‏ وإلياس الحويك وغيرهم‏.‏
كان مدير الإدارة عام‏1926‏ الأستاذ يوسف غسطين مارونيا من منطقة بكفيا في جبل لبنان‏,‏ وكان ذا ثقافة فرنسية وكان مدير التوزيع الاستاذ جورج السوقي‏,‏ وكان لبنانيا من الطائفة البروتستانتية ثم نال الجنسية الانجليزية‏.‏
ومنذ‏1934‏ حل مكانه في إدارة التوزيع الأستاذ فريد شقير ابن الكاتب اللبناني الشهير سعيد شقير وبقي في منصبه حتي عام‏1947,‏ وكان مدير الإعلانات ارنست بوكس وهو من أصل روماني‏,‏ وكان مدير المطبعة مهندسا فرنسيا يدعي‏LeonSalet,‏ وكان مدير الزنكوغراف مهندسا فرنسيا ايضا‏,‏ ومدير التصوير أرمينيا‏,‏ ونعوم بحري مديرا عاما وعضو مجلس ادارة‏+‏ فريد شقير عضو مجلس ادارة‏.‏
أسأل‏:‏ متي بدأ دخول المصريين إلي داخل الأهرام كمحررين وإعلاميين وإعلانيين ورؤساء أقسام ومديري تحرير؟
المؤرخ مسعود حنا يقول‏:‏ بعد‏1948‏ ظهرت تحولات مهمة في إدارة الأهرام لجهة تمصيرها‏,‏ فبدأ اللبنانيون يفقدون مراكزهم الحساسة بسبب الوفاة والهجرة والانتقال إلي مراكز أخري وليس بسبب التضييق عليهم من جانب الحكومة المصرية‏.‏ فأصبح رئيس قسم الألعاب الرياضية‏,‏ الأستاذ إبراهيم علام مصريا‏,‏ ورئيس القسم الاقتصادي‏,‏ الأستاذ محمد كاظم‏,‏ مصريا أيضا‏.‏ وحل مكان المهندس الفرنسي في إدارة المطابع الأستاذ روجيه صيقلي‏,‏ وهو لبناني متمصر ثم هجر مصر وترك الأهرام عام‏1964.‏
وخلال سنوات‏1960‏ ـ‏1970‏ تمصرت كل أقسام الأهرام تدريجيا وكان نجيب كنعان‏,‏ الذي أحيل إلي التقاعد‏1968,‏ ويحتفظ بالجنسية المصرية دون سواها‏,‏ آخر رعيل الشوام في رحلة الأهرام‏,‏ جريدة مصر الأولي خلال عشرات السنين‏.‏



 

post_old.gif
16-06-2012, 05:02 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

مسعود ضاهر يدرس الظاهرة من محمد علي إلى عبدالناصر هجرة الشوام إلى مصر.. وثائق ومعلومات
Pictures%5C2010%5C01%5C12%5Ceebd6b62-ad80-4b94-94d7-cffca124ec48_main.jpg


حمزة عليان:
ماذا فعل «الشوام» في مصر؟
هل تعدوا دور «الوسيط» الى الدور الطليعي بالتحديث والعصرنة؟ لماذا غضب الشعب المصري من «الشوام» واعتبروهم «متآمرين» وشركاء في نهب ثرواته مع الاجانب؟
هل «الشوام» تعبير عن المسيحيين ام انها كلمة فضفاضة لا تعني اللبنانيين، لانه لم يكن هناك لبنانيون او سوريون او فلسطينيون، بل كانوا جميعا من «الشوام»؟
لماذا لم يندمج اللبنانيون في المجتمع المصري وحافظوا على عصبيتهم وتعاطفوا مع المستعمر الخارجي على حساب الشعب المصري؟
وما السر في توجيه الهجرة اللبنانية المضادة بعد قرارات التأميم نحو اميركا وكندا واستراليا بدلا من لبنان وسوريا؟

كتاب د. مسعود ظاهر استاذ تاريخ لبنان الحديث والمعاصر في الجامعة اللبنانية في بيروت «هجرة الشوام - الهجرة اللبنانية إلى مصر»، استغرق نحو ثلاث سنوات لإعداده وإخراجه وطباعته من دار الشروق في مصر عام 2009 يدرس فيه ظاهرة هجرة 100 الف لبناني خلال 100 عام الى وادي النيل.
الأرثوذكس أولاً
هجرة اللبنانيين الى مصر كانت طلبا للحرية السياسية، وبدافع الظروف الاقتصادية لعبت العائلة دورا اساسيا بجذبهم، اعتمد عليهم معظم الشركات الاجنبية لمعرفتهم باللغتين العربية والفرنسية ولخبراتهم في مجال الخدمات، وكانت غالبيتهم من الطوائف المسيحية، توافدوا الى مصر منذ اواخر القرن التاسع عشر تزايد عددهم حتى ناهزوا المائة الف مهاجر.
عرفوا بانغلاقهم على انفسهم وبدرجة اقل مع الاقباط، كان الارثوذكس الطائفة الاكثر عددا، يليهم الروم الكاثوليك الذين بلغ عددهم قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية قرابة الاربعين ألفاً، وحل الموارنة في المرتبة الثالثة، ووصل عددهم الى 18 الفا، ثم السريان الارمن وبأعداد بسيطة جدا من المسلمين في فترة ما بين الحربين العالميتين.
البعض نظر الى دورهم «كوسطاء» والبعض الاخر نظر اليهم بما يمتلكونه من دور طليعي في تحديث المجتمع وعصرنته والانفتاح على الغرب الاوروبي وانشاء دور الصحف وتحديث الطباعة والنشر وكذلك العمل في المهن الحرة والمصارف.
يشير المؤلف الى ان بعض «الشوام» حافظ على عصبية ضيقة اقليمية او طائفية وتعاطف مع المستعمر الخارجي واصبح عونا له ع‍لى حساب الشعب المصري وان عملوا على نشر فكرة القومية العربية العلمانية.

الشوام والكنائس
تعبير «الشوام» يمتد على مسافة جغرافية واسعة فقد كان السائد في مصر ان عرب المشرق هم «الشوام» وعرب المغرب هم «المغاربة» والاوروبيون هم «الاجانب« ومعناه ان من قدم مصر من المنطقة الممتدة ما بين بادية الشام والاسكندرونة وجبال اليمن متوغلا نحو دمشق وحلب والقدس فهو من الشوام! ونظراً لاتساع هذه الرقعة الجغرافية ونظرا لعدم وجود احصاءات دقيقة حول جميع «الشوام» ولان جميع المهاجرين يعتبرون كالمصريين من رعايا السلطنة العثمانية ونظرا لان السجلات الاساسية كانت تكتفي بذكر المهاجر والمنطقة التي قدم منها كأن يقال طنوس الاسمر في جبل لبنان او الياس الفلسطيني او جبرائيل السوري.. لكل تلك الاسباب اقتصرت الدراسة في الوثائق والمصادر الشفوية والمكتوبة على ابراز الهجرة اللبنانية الى وادي النيل مع اشارات الى هجرة بعض الحلبيين والدمشقيين وقلة فقط من سكان المدن الفلسطينية.
تجدر الاشارة الى ان ما ساعد المؤلف على حصر الدراسة بالمسيحيين اللبنانيين احتفاظهم بسجلات خاصة بهم في كنائسهم واديرتهم ونواديهم وجمعياتهم ومدارسهم.
تنوعت مصادر الدراسة بالوثائق الاصلية وسجلات الكنائس وغرف التجارة وارشيف النوادي والحوارات الخاصة التي اجريت مع الابناء والاحفاد
خصص الفصل الاول من الكتاب للتعريف بالمصادر والتي تنشر للمرة الاولى، وهي سجلات مركز الدراسات الشرقية المسيحية في دير الفرنسيسكان بالموسكي ــ القاهرة ووثائق الازهر الذي كان يضم اربعين رواقاً وحارة ابن العصر العثماني ومطرانية الارمن الكاثوليك وبطريركية الارمن الكاثوليك بالاسكندرية والمارونية بالقاهرة، ومنها سجلات دمياط وطنطا والزقازيق وكنيسة درب الجنينة بالقاهرة والغرفة التجارية اللبنانية ــ المصرية واعلانات الفنانين والقنصلية اللبنانية بالقاهرة ورابطة الطلبة اللبنانيين والدراسات المنشورة.
القبس
 

post_old.gif
16-06-2012, 05:03 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,782

icon1.gif

من دمياط إلى الخرطوم
وضع الحواشي مع نهاية كل فصل من فصول الكتاب الذي جاء في بابين وافرد مساحات من الصفحات توازي عدد صفحات الفصل لاسيما في الحواشي التي اشار فيها للحوارات والمقابلات الشخصية التي اجراها في القاهرة ولبنان.
وصدر في الفصل الثاني اتجاهات هجرة الشوام الى مصر حتى الحرب العالمية الاولى بدأها بدمياط نظراً للارتباط الجغرافي على ساحل البحر المتوسط ثم الاسكندرية التي شكلت عنصر استقطاب للجاليات الاوروبية ثم منطقة قناة السويس ومنها بورسعيد والاسماعيلية والسويس، ومنهم من اتجه الى الخرطوم، وبالاجمال يمكن عمل مخطط للاتجاهات الاساسية للهجرة الى وادي النيل بواسطة خط دمياط ــ المنصورة ــ الزقازيق ــ القاهرة (خط نهري) وخط الاسكندرية ــ طنطا ــ القاهرة (خط حديدي) وخط بورسعيد ــ الاسماعيلية ــ السويس (خط بحري) وخط القاهرة ــ الخرطوم مروراً بالفيوم والمنيا وأسيوط ثم اعادة تجميع في القاهرة والاسكندرية والمنصورية الى ان جاءت قرارات التأميم والهجرة المضادة الكثيفة من مصر الى الخارج..
يذكر المؤلف ان العائلات البارزة في دمياط سنة 1809 كانوا من اصول حلبية ودمشقية في الغالب، ابرزهم جبرائيل عيروط (قنصل النمسا في دمياط كاثوليكي من حلب)
ويوحنا سرور (من عائلة كاثوليكية من بعلبك) وغالبية المهاجرين كانوا من الكاثوليك تقلدوا مناصب عليا في الدولة وعملوا في التجارة. تراجعت اهمية دمياط بعد فتح قناة السويس وتضاءل دورها بسبب التحولات الجذرية في بنية الاقتصاد المصري لمصلحة الاسكندرية وبورسعيد و«حي النصارى» كان شاهدا على نفوذ وقوة «الشوام» ويقدم تاريخ الحي حقائق ذات صلة بتاريخ البحرة طيلة القرن التاسع عشر خاصة في مرحلة حكم محمد علي باشا وابنائه من بعده.. ويستشهد الكاتب بدراسة غير منشورة للدكتور حلمي محروس اسماعيل حول اعداد المهاجرين الاجانب الى مصر مطلع حكم محمد علي عام 1811 وموقع الشوام بينهم.
يشير د. مسعود ظاهر الى البعد الطائفي في تمايز الشوام داخل مصر، حيث ارتبط في اذهان المواطنين المصريين ا ن كلمة «الشوام» تعني المسيحيين فقط، وذلك لفترة زمنية طويلة، اما موقع «الشوام» في الاقتصاد والادارة ابان حكم محمد علي فكان حيويا ومؤثرا والحاجة ماسة اليهم لاتقانهم اللغات العربية والاوروبية وبراعتهم في اعمال الصيرفة والبنوك ولديهم حظوة خاصة عنده، لا سيما دورهم في مشاريع التنمية على ضوء اختيار محمد علي تحديث مصر على الطريقة الاوروبية والنموذج الفرنسي بوجه خاص.
وعمل الشوام كمترجمين في عهد اسماعيل وفي العهود اللاحقة حتى الحرب العالمية الاولى ومنهم بشارة شديد وحنين نعمة الخوري وعيسى نرور وسعيد البستاني ونجيب حداد وجورجي زيدان ونجيب غرغور، ويستعرض تاريخ «آل مشاقة» في مجال التبادل التجاري بين دمياط والمناطق الشامية، ثم يكمل الحديث عنهم في القاهرة والاسكندرية والمنصورة وباقي المدن المصرية
في الباب الثاني يتحدث عن اللبنانيين في مصر في النصف الأول من القرن العشرين ويسميها «مرحلة التمركز والاندماج».
هجرة اللبنانيين تزايدت إلى مصر اثر أحداث 1860الطائفية والاحتلال البريطاني لمصر بعد القضاء على ثورة أحمد عرابي وقدرت ثروتهم المالية عام 1907 بحوالي 50 مليون جنيه مصري أي ما يزيد على مليار ونصف مليار من الفرنكات الفرنسية آنذاك، وهي نسبة تعادل عشر الثروة القومية المصرية، والهجرة مرهونة بعوامل اقتصادية وسياسية وعائلية وثقافية وليست بدافع طائفي أو اقتصادي بحت.

16 عائلة
أفرد الكاتب فصلا كاملا عن العائلات الشامية وألقى الضوء على تاريخ هجرتهم ومواقفهم وأعمالهم من خلال ذاكرة الأبناء والأحفاد الذين «تمصروا نهائياً» أو عادوا إلى لبنان، وأورد أسماء 16عائلة منها: آل كنعان، آل صوصة، آل زيدان، آل سكاكيني، آل فرح، أسرة بطرس النجار، آل صبَّاغ، آل صابات، آل صروف، آل ثابت وآل سلهب.
الفصل الثاني خصصه للحديث عن الآراء والانطباعات التي سادت حول الهجرة وأسبابها ودور الطائفية في تكوين الجالية السورية - اللبنانية، وكذلك المدارس واللغات في ترقيها ونفوذها حتى أواسط القرن العشرين، حيث تركز معظم الأغنياء في الاسكندرية من الروم الأرثوذكس والكاثوليك، في حين كان نفوذ الموارنة في المنصورة وأثرهم في الحركة السياسية المصرية خاصة آل تقلا والأهرام ومرحلة «تمصير مؤسسات الشوام».

استنتاجات
في الخاتمة يورد بعض الاستنتاجات ويشير الى ان معظم «الشوام» غادر الى مصر بعشرات الآلاف، ثم عاد قسم منهم الى موطنهم الاصلي او انتقلوا الى كندا واستراليا واميركا وافريقيا طمعا بالنفوذ والثروة، وكانت لقرارات التأميم الدور السياسي في «مصير مصر» فكثرت اعداد من غادرها من غير المصريين وعلى رأسهم اوروبيون وشوام ولم يلبث باب البحر ان فتح واسعا امام اهل مصر ا نفسهم فتحولت من بلد جاذب للمهاجرين الى بلد مصدر بمئات الآلاف الى الدول العربية والخليجية بشكل خاص.
من اهم الاستنتاجات التي توقف عندها ما له علاقة بالجانب السياسي، حيث لعب الشوام دورا ملحوظا في تسهيل حكم الاجانب لمصر «واستنزاف طاقاتها لذلك كانت نقمة الشعب المصري على كثير من مهاجري الشام»، دون نكران الدور التاريخي الذي ساهموا فيه بتحديث مصر وعصرنة مؤسساتها الاقتصادية والعمرانية.
كتاب بذل فيه مؤلفه جهدا واضحا يستحق الثناء لما احتواه من وثائق ومعلومات وروايات لم تنشر من قبل، لا سيما الملاحق التي وضعها في آخر الكتاب والخاصة باسماء العائلات المارونية في الاسكندرية (1851-1945) والمنابت الجغرافية للمهاجرين والعدد السنوي لحالات الزواج في الاسكندرية، والمتوفين واحصاء الموازنة والهيئات الارثوذكسية وبلغ عدد الملاحق 18 ملحقا، اضافة الى ملحق تعريف باسماء بعض المهاجرين من الذين لم يود ذكرهم في المصادر العامة.
 
عودة
أعلى