الى ان يسعفنا الزمن و المزاج في الكتابة نضع بين ناظريكم
15/07/2010
عوامل تقصر العمر
على خلاف النصائح أعلاه التي تساعد في تمديد عمر الإنسان فان هناك العديد من الأشياء التي يتوجب بالمقابل تجنبها كونها تقصر الأعمار من أبرزها:
التدخين: إن المدخنين بقوة يعيشون عادة عمرا زمنيا يقل بما بين 5ــ 10 سنوات عن غير المدخنين، لان التدخين يضر في كل الأحوال بالقلب والشرايين كونه يجعل الدهون تتراكم وتميل إلى سد الشرايين لاحقا.
التوتر والغضب: إن كل تفجر للغضب يصيب الإنسان يقصر عمره بمقدار نصف ساعة، هذا ما يزعم به على الأقل الأطباء الذين يتخصصون بمسالة إبطاء تقدم الشيخوخة، كما أنهم يحذرون من التوتر والقلق.
الإسراف في الطعام: إن الإفراط في تناول الطعام مضر بالصحة على عكس الشعور بالجوع القليل الذي يساهم في إطالة العمر، إضافة إلى أن توافر كميات زائدة من الحريرات يؤدي إلى البدانة، الأمر الذي له علاقة مباشرة بتشكل أمراض القلب والشرايين وتشكل مرض السكري وإثقال أداء العمود الفقري والمفاصل لان الناس البدينين عادة لا يحبون الحركة، وهذا الأمر يقصر الحياة.
الكسل: إن الكسل البدني والنفسي ليس جيدا، ومن المؤكد أن الإنسان الذي يمضي وقتا طويلا في مشاهدة التلفزيون يكون وضعه الصحي والنفسي أسوأ من الذي يمارس الحركة أو يمضي وقته في القراءة أو مع الأصدقاء.
التشاؤم: صحيح انه لا يمكن كثيرا تغيير مواصفات أو طبيعة الشخص غير أن الناس الذين يرون كل شيء بعدسة سوداء ولا يتقنون التمتع بالحياة فان وضعهم يكون أسوأ وتنقص أجسامهم الهرمونات التي تطفو في اللحظات التي يشعر فيها الإنسان بالسعادة، كما أن المتشائمين عادة يهتمون بشكل اقل بصحتهم.
إدمان العمل: إن الناس الذين يمضون وقتا طويلا في العمل يهملون مسألة الاستراحة والنوم والحب والحياة العائلية، وكذلك تناول الطعام الصحي وتأمين السوائل اللازمة للجسم بشكل كاف. كما أن ممارستهم لأعمالهم بهذا الشكل تترافق عادة مع التوتر والقلق.
الياس توما
يلتقي الكثير من المتخصصين في الرأي بان الجينات التي يرثها الإنسان تلعب دورا كبيرا في تحديد طول العمر الذي يمضيه في هذه الحياة، ونوعية الأمراض التي يصاب بها، لكنهم يلتقون أيضا في التقييم بأن العديد من العوامل الأخرى تلعب دورا مهما أيضا في تقصير أو إطالة عمر الإنسان وفي ظهور بعض الأمراض بشكل مبكر لديه أو تأخرها.
ويشيرون في هذا المجال إلى أن التدخين مثلا يقصر الإنسان، كونه يؤثر على أداء القلب والشرايين بشكل سلبي وكذلك قلة الحركة والتعرض المستمر لضغوط نفسية إضافة إلى أنواع الطعام المختلفة التي يتناولها. ولهذا يؤكدون بان اتباع الوصايا العشر التالية تعتبر مهمة وأساسية لمنح الإنسان ليس عمرا أطول وإنما أيضا حياة معافاة خالية من المنغصات والأمراض وما تسببه من ألم وشقاء.
1. طعام أقل
يعيش الفأر عادة لمدة تزيد قليلا عن العامين، غير أن العلماء توصلوا إلى نتيجة مفادها أن إعطاء الفئران ربع الكمية التي تتناولها عادة يجعل أعمارها ترتفع إلى أربعة أعوام، لان تقديم الطعام الأقل يخفض تشكل الأورام ويخفض تشكل الاوكسيد الذي يتسبب في شيخوخة الخلايا.
2. طعام صحي
يفيد الجسم كثيرا الحد من استخدام الطحين الأبيض والسكر والطعام المقلي فيما يفيده وعلى العكس من ذلك تناول السمك والفواكه والخضار وأيضا زيت الزيتون.
3. ممارسة الحركة
إن الحركة البدنية لا تزيد قوة التحمل لدى الإنسان وتحسن لياقته فحسب، بل تساهم وبشكل مباشر في إبطاء عملية شيخوخة الخلايا ولهذا ينصح بالمشي يوميا بخطوات سريعة لمدة 45 دقيقة كما يفيد الجسم ممارسة السباحة لكن يستوجب التنبيه إلى أن الممارسة المبالغ فيها للرياضة لا تمدد العمر.
4 . النوم الكافي
يقوم الجسم خلال عملية النوم بإنتاج العديد من المواد والهرومونات المهمة ولهذا يتوجب أن تكون عدد ساعات النوم المثالية والمتواصلة أي من دون تقطع ما بين 7- 8 ساعات، كما أن من المفيد أيضا الاستراحة خلال النهار.
5 . تجنب التوتر والقلق
إن تجنب ذلك لا يعتبر سهلا في الحياة المعاصرة التي يعيشها الإنسان بوتيرة متسارعة غير أن من المفيد العمل على الحد من ذلك من خلال التمتع بالاسترخاء والتفكير بالنفس والتأمل.
6. المشاعر الإيجابية
تؤكد مختلف الأبحاث والدراسات العلمية بان المشاعر السلبية يمكن أن تكون وراء الموت المفاجئ أو انه يمكن لها أن تقصر الحياة بنسبة %30.
7. العلاقات الاجتماعية والنشاط الذهني
إن اغلب الذين بلغوا سن المائة أو أكثر أو اقل من ذلك يكونون عادة محاطين بأفراد العائلة التي شكلوها وبالأصدقاء، وينظمون بسعادة مختلف الحفلات والفعاليات الاجتماعية وهذا الأمر يعتبر مهما ليس فقط لتحسين نوعية الحياة وإنما أيضا لتنشيط الذهن، مثله مثل حل الكلمات المتقاطعة أو تعلم الأشياء الجديدة.
8. الحب وملامسات العيون
يلعب دورا ايجابيا في حياة الإنسان طفو أو ظهور الهرمونات التي لها تأثير ايجابي على وظائف الأعضاء وتمديد وإطالة فترة الشباب، فقد تم إثبات أن الناس الذين يعيشون مع الشركاء الحياتيين لهم يعيشون عادة عمرا أطول من الذي يعيشون وحدهم وذلك بسبب الدعم المتبادل الذي يجري بينهم وحث الواحد للآخر على عدم الكسل والتوجه إلى عيادات الأطباء.
9. المواد المهمة
إن تناول الطعام ليس كافيا وحده لتزويد الجسم بما يحتاجه، ولذلك ففي حال الشعور بنقص الفيتامينات والمواد المعدنية، ولاسيما الأهم بينها فيتامين سي أو فيتامين - أ فمن الممكن توفيرها عن طريق شراء الطعام التكميلي الذي يحتويهما، ومن الضروري بمكان أيضا لاستبعاد الأمراض إجراء الفحوص الوقائية حتى يتم اكتشاف الأمراض في مراحلها الأولى وبالتالي يسهل علاجها أو على الأقل تمديد عمر الإنسان بالنظر لإمكانات الطب الحديث في الحد من سرعة تفشي الأمراض.
10. الطب المساعد
إن عمليات التجميل أو عمليات الماكياج تمنح الإنسان الشعور فقط بإطالة الشباب في حين إن الطب المضاد للشيخوخة يمكن له أن يساعد مثلا الهرمونات والانزيمات كما يمكن في حال اتباع بعض أنواع العلاج الخاص إبطاء عملية الشيخوخة ولكن بالتاكيد فان مثل هذه العمليات ليست رخيصة التكلفة.
الوضع الاجتماعيلماذا يعيش بعض الناس لفترة أطول من غيرهم؟
هذا السؤال شغل بال الكثيرين لعدة أجيال. وفي كثير من الأحوال تبدو الإجابة واضحة: اتباع نظام غذائي جيد ورعاية صحية جيدة وعدم الإصابة بالكثير من الأمراض.
لكن بالنسبة الى آخرين فإن السبب يشوبه الكثير من الغموض. لذلك وضع العلماء مجموعة من الأسباب على مدى السنوات تتراوح بين أسلوب الحياة والاختيارات التي يقوم بها الإنسان مثل التدخين، وبين الجينات.
بيد أن كتابا لسير مايكل مارموت بروفيسور علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة يونيفيرستي كوليدج لندن، يوفر إجابات مختلفة لهذه الأسئلة، حيث قام بدراسة الاختلافات بين طول الأعمار لمدة ثلاثة عقود.
وكانت دراسة تعرف الآن باسم «دراسة وايتهول»، خلصت إلى أن صحة الانسان ترتبط بعلاقة وثيقة بدرجته الوظيفية، مبينة أن الحاصلين على درجة الدكتوراه يعيشون أطول ممن لم يكملوا دراستهم الجامعية.
ويعتقد مارموت أن هذه النظرية يمكن تطبيقها على أي جماعة في المجتمع وأن الصحة العامة وطول العمر يتأثران بدرجة كبيرة بمكانة الإنسان في المجتمع، عرض الوضع الاجتماعي، مؤكدا أن تبوأ منصب اجتماعي مرموق يؤدي إلى تحسن الصحة. والذين يحتلون قمة الهرم الاجتماعي يعيشون أطول.
الجين المسؤول يعتقد العلماء أنهم قد اقتربوا من التعرف على الجين الذي يحدد طول العمر. وقال باحثون من جامعة ليوفن في بلجيكا، إن هذا الجين ينتقل غالبا من الآباء والأمهات من خلال الكروموسوم الجنسي. وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى النقص المستمر في طول بعض الأجزاء الرئيسية في شريط الحمض النووي في الخلية البشرية ربما كان هو السبب في أمراض الشيخوخة. وربما تساعد الأبحاث التي تجرى في لانسيت على التعرف على الجين الذي يتحكم في هذه العملية. وتبدو الأسباب المحددة وراء الاختلاف بين الناس في الوصول إلى سن الشيخوخة، وسبب وفاة البعض في سن مبكرة، أسبابا معقدة للغاية. غير أن العلاقة بين طول شريط الحمض النووي، الجزء الواقع داخل الكروموسومات داخل نواة كل خلية، وهذه العملية قد بدأت تتضح. ويقصر طول شريط الحامض النووي في كل مرة تنقسم فيها الخلية، وهناك شكوك في أنه عند نقطة معينة، يكون قصر الشريط سببا في قصر العمر، أو في ظهور أمراض الشيخوخة. لكنه ليس العامل الوحيد الذي يتحكم في طول العمر.
إن السلوك الإيجابي يؤجل مراحل الشيخوخة، كما توصل باحثون من جامعة تكساس، اعتقادهم أن الأشخاص الذين ينظرون إلى الحياة بنظرة يملأها الأمل تقل عندهم ظهور علامات الهَرَم مقارنة بالمتشائمين.
وقال الباحثون إن نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية «سيكولوجي أند إدجينج»، تشير إلى ان العوامل النفسية بالإضافة إلى الجينات والصحة البدنية، تلعب مجتمعة دورا في تحديد مدى سرعة بلوغ سن الشيخوخة.
وأجرى فريق البحث بجامعة تكساس تجارب على 1558 من كبار السن لبحث ما إذا كانت هناك علاقة بين الاحاسيس الإيجابية وبداية مرحلة الوهن.
وفي بداية الدراسة التي استمرت سبع سنوات كان جميع المتطوعين للمشاركة في الدراسة في صحة جيدة.
وقام الباحثون بقياس تطور أعراض الشيخوخة عند المشاركين من خلال قياس فقدانهم للوزن والجهد وسرعة السير وقوة قبضاتهم. وتوصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين يحملون رؤية إيجابية للحياة كانوا أقل عرضة لاعراض الوهن من غيرهم. وأكدوا على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح السبب في هذه العلاقة.
غير أن الباحثين تكهنوا بأن «المشاعر الإيجابية» قد تؤثر بشكل مباشر في الصحة عن طريق تغيير التوازن الكيميائي في الجسم. وربما كان السبب في هذه الصلة هو أن التوجه المتفائل يساعد في تعزيز صحة الانسان من خلال ترجيح نجاح هؤلاء الاشخاص في الحياة.
ويرى الدكتور جلين أوستير قائد فريق البحث أن «هناك علاقة بين العقل والجسم، حيث أن أفكارنا وسلوكنا ومشاعرنا تؤثر في الوظائف البدنية وفي الصحة بشكل عام، إما عن طريق آليات مباشرة مثل وظائف جهاز المناعة، أو عن طريق آليات غير مباشرة مثل شبكات الدعم الاجتماعية». وقد أشارت دراسة أخرى نشرت في الدورية نفسها إلى ان التوجه العقلي قد يؤثر في الاداء البدني. وفي هذه الدراسة طلب فريق البحث بجامعة نورث كارولاينا من 153 شخصا من مختلف الأعمار إجراء اختبارات على الذاكرة بعد أن سمعوا كلمات إيجابية وسلبية تصف العبارات الشهيرة عن الشيخوخة. وتضمنت العبارات السلبية الاضطراب والعته والخرف، أما العبارات الإيجابية فتضمنت الإنجاز والنشاط والتميز.
وأظهرت النتائج أن أداء الذاكرة عند المشاركين في الدراسة من البالغين كان ضعيفا بعد أن تعرضوا لعبارات سلبية. وعلى النقيض كان هناك اختلاف كبير في أداء الذاكرة بين الشباب والبالغين الذين تعرضوا لعبارات إيجابية.