و أصلا ...أصلا..أصلا الفلوس اللي بنحطها محتاجين لها و لا زايدة عن الحاجة
و قبل هذا و ذاك .. و فوق هذا و ذاك .. هل عندنا إحساس حقيقي بما تعنيه الفلوس ....
الإجابة : ... لأ إطلاقا ...
و حتى ديننا الذي نتشدق به ليل نهار لم نتأسى بهداه و فرقانه و بيناته و التي تدعو بوضوح شديد و متكرر الى الدفاع بحزم عن المال و ترشيده و حسن توجيهه .. و الى اتباع العلم و المعرفة في التعامل معه
و عودة للسؤال هل هناك حاجة حقيقية للتعلم ؟
حاجة تخليك تفز من مكانك و تذهب لقضائها ,, مثل ما تدفعك الحاجة لتفادي عقوبة قانون ما للمسارعة في تنفيذ بنوده .. و الالتزام بتطبيقها في كل وقت ......
لوكان هناك حاجة ..ما كنا لنذهب دون تعلم و نخسر..ثم نأتي لنتعلم ..
.... و ما كان ليفد متداولون جدد و باستمرار ليتداولوا دون اي تعليم ..
و بالطبع عدم الشعور بالحاجة هذا و عدم الاكتراث انتقل الى المال العام .. اموالنا و اموال بلدنا و اموال اجيالنا القادمة الذي ينهب أمامنا منذ سنين .. دون أن يحرك ساكنا في النفوس .. بل حتى حقوقنا الدستورية سلبت
المخترع توماس اديسون واجه مشكلة عويصة تتمثل في تأجيل الاطباء اجراء عمليه لوالدته لعدم توفر الضوء .. فكان ذلك دافعا للبحث بإلحاح عن و سيلة لحل هذه المشكلة ... فكان أن أضاء العالم كله ..
و كذلك المخترع بل دفعه صمم والدته الى اختراع التلفون ...
في امريكا اغنى دولة في العالم .. المواطن مسؤول عن تدبير شؤون حياته .. لكي يعيش يجب ان يعمل .. لا مفر ..
و عليه فالحاجة هي المحرك التي تولد العزم و الإصرار و العمل و تحقيق الهدف ....
احنا في الكويت مستلزمات ملباة من رواتب معاشات تقاعد .. و معظمها دون عمل مقابل .. و خدمات الصحة و التعليم ... و خدمات مجانية شتى ..و دعومات لاتنتهي .. و نواب من اجل اعادة انتخابهم و منافعهم يتسابقون و يزايدون علينا في توفير الدعوم و المزايا..
و ختمتها الحكومة بكوادر و مزايا للجميع تميزوا ام لم يتميزوا بل عملوا ام لم يعملوا حتى ..
ليش ؟...حتى تنزع قيم الحاجة و العمل و البذل و النماء و المحاسبة..و الكف عن التطلع لما هو ابعد من الإعاشة .. و يضحى الجميع منقادا
و البلد متوقفة دون اية جهود للتقدم او لمنع التخلف .. لا سياسة و لا سياسيون و لا اقتصاد و لا اقتصاديون ولا ادارة و لا اداريون
يعني بيئة حياة تخلو من اية روح للعمل او رغبة للعطاء او احتياجات تدفع الفرد للعمل الجاد
و عليه .. و عليه ..و فيما يخص موضوعنا ..
و بكل صراحة ..
بكل صراحة ..
بكل صراحة ..
غياب الحاجة الاساسية التي تحرك الفرد و تدفعه دفعا لتنمية ذاته و الدفاع عن امواله .. سوف تكون حائلا دون لحقيق الاستفادة من قراءة هذا الموضوع و غيره بالعمق و التركيز المطلوبين و استخلاص النتائج المرمية منه ..
قراءه محركها الحاجة لتلبية متطلبات العيش من عمل و علاج غذاء و سكن و غيره ...
مو عدل ؟
الحياة متقلبة و الاحتياجات شتى و متجددة لا يغطيها المعاش .. و كذلك الطموح لا يقف عند المعاش.. ,, نعم هذا الامر حقيقي و قائم و صحيح بكل تأكيد .. و يواجهه اي انسان ...
و الفساد و السرقات و التزوير في كل مكان
و صندوق الاحتياطي خلصوا على اللي فيه مرة وحد ..و يبون يقترضون ..و الضرائب قادمة..
و البلد يتحمل اعباء علاج و دعوم و خدمات 3 اضعاف أهله من الوافدين
و لا افق لأي وقف لهذا الانحدار المتسارع ..و لا أقول الإصلاح
و عليه ليس امامك من حل سوى البحث عن ايراد يقيك شر العوز .. اصبحت مجبرا على تنمية المدخرات ..
و لكن لن يتحقق ذلك _ في ظل بيئة حياتنا الحالية المشار اليها اعلاه _ دون تكوين عقيدة الحاجة في النفس
الحاجة الى الامان
اتمنى التفكر مليا في هذا الكلام .. من باب حماية ما هو متوفر من المدخرات على الأقل ..و التي اضحت هي بذاتها حاجة ضرورية و سور أمان
اما عندنا فالثقافة السائدة ان الحكومة هي المسؤولة عن إعاشتنا بدفع الرواتب و المزايا و توفير الخدمات مجانا و دعم السلع الاستهلاكية و تأمين معاشات تقاعدنا ..
و عليه فلا قلق لدينا و لا محاتات و لا انشغال بتوفير متطلبات الحياة المالية ..
فهي
تنساب بسلاسة و يسر من حسابات الحكومة الى حساباتنا.. و تنساب من حساباتنا لحسابات من يلبي متطلباتنا ...بس .. هكذا هو الامر ببساطة
دون عطاء او جهد او شقاء يذكر من معظمنا ..بل و دون دوام حتى من بعض منا .. و دون أن يسائلنا او يحاسبنا أحد
لا حاجة تحركنا و لادافع يحيينا و لا مسؤولية نتحملها و لا إحساس بقيمة ما نحن فيه و تكلفة فقدانه ... و لا بالتبعية الحرص على حفظ و حماية مدخراتنا ..
و النتيجة
ما الذي قادنا اليه ذلك ؟ .......
........................................