لولا الشخصيات التاريخية ما كان هناك من التاريخ ما يصنع .. ولا من أحداثه ما يستحق أن يروى..

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:34 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

بينيتو موسوليني

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إحداثيات:
17px-WMA_button2b.png
44.10613°N 11.980451°E
بينيتو موسوليني Benito Mussolini زعيم الحكومة الإيطالية في المنصب
24 ديسمبر 1925 – 25 يوليو 1943 العاهل فيكتور عمانويل الثالث سبقه نفسه
(كرئيس الوزراء) خلفه بييترو بادوليو
(كرئيس الوزراء) رئيس وزراء إيطاليا الأربعين في المنصب
31 أكتوبر 1922 – 24 ديسمبر 1925 العاهل فيكتور عمانويل الثالث سبقه لويجي فاكتا خلفه نفسه
(زعيما للحكومة) المارشال الأول للامبراطورية في المنصب
30 مارس 1938 – 25 يوليو 1943 رئيس دولة جمهورية إيطاليا الاشتراكية في المنصب
23 سبتمبر 1943 – 25 أبريل 1945 المعلومات الشخصية مسقط رأس بريدابيو، فورلي، إيطاليا الوفاة 28 أبريل 1945 (العمر: 61 سنة)
غيولينو دي ميتزيغرا، إيطاليا القومية إيطالي الحزب السياسي الحزب الجمهوري الفاشي
(1943–1945)
الحزب الوطني الفاشي
(1921–1943)
الحزب الاشتراكي الإيطالي
(1901–1914) الزوج / الزوجة راتشيل موسوليني Relations إيدا دالسر
مارغريتا سارفاتي
كلارا بيتاتشي الأبناء إيدا موسوليني
فيتوريو موسوليني
برونو موسوليني
رومانو موسوليني
آنا ماريا موسوليني الحرفة سياسي، صحفي، روائي الديانة (انظر هذا القسم للتفاصيل.) التوقيع الخدمة العسكرية الولاء إيطاليا الفرع الجيش الإيطالي سنوات الخدمة 1915–1917 الرتبة عريف Unit فوج بيرساغلييري ال11 المعارك والحروب الحرب العالمية الأولى، الحرب العالمية الثانية

بينيتو أندريا موسوليني (29 يوليو 1883 - 28 أبريل 1945) حاكم إيطاليا ما بين 1922 و1943. شغل منصب رئيس الدولة الإيطالية ورئيس وزرائها وفي بعض المراحل وزير الخارجية والداخلية. وهو من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية وزعمائها، سمي بالدوتشي (بالإيطالية: Il Duce) أي القائد من عام 1930 م إلى 1943 م. يعتبر موسيليني من الشخصيات الرئيسية المهمة في خلق الفاشية.[1]
دخل حزب العمال الوطني ولكنه خرج منه بسبب معارضة الحزب لدخول إيطاليا الحرب، عمل موسولني في تحرير صحيفة أفانتي (إلى الأمام) [2] ومن ثَم أسس ما يعرف بوحدات الكفاح التي أصبحت النواة لحزبه الفاشي الذي وصل به الحكم بعد المسيرة التي خاضها من ميلانو في الشمال حتى العاصمة روما. دخل الحرب العالمية الثانية مع دول المحور. في ظل هزيمته حاول موسيليني الهروب إلى الشمال [3]. في نهاية شهر أبريل من عام 1945 م ألقي القبض عليه وأعدمته حركة المقاومة الإيطالية مع أعوانه السبعة عشر بالقرب من بحيرة كومو، أُخذت جثته مع عدد من أعوانه إلى ميلانو إلى محطة للبنزين وعُلقوا رأساً على عقب حتى يراهم عامة الناس ولتأكيد خبر موته .[4]

موسوليني في يوغوسلافيا


محتويات


سيرة حياته


موسوليني وقت القبض عليه من جانب الشرطة السويسرية


نشأته

ولد بينيتو موسوليني 29 يوليو 1883 وترعرع في قرية دوفيا دي بريدابيو [5]، وهي قرية صغيرة تقع في مدينة فورلي بإقليم إميليا رومانيا شمال إيطاليا. ولد موسوليني لأبوين إيطاليين هما روزا و أليساندرو موسوليني وقد سمي بينيتو على اسم الرئيس الإصلاحي المكسيكي بينيتو خواريز، أما إسميه الأوسطين أندريا وأميلكاري فكانا نسبة إلى الإشتراكيان الإيطاليان أندريا كوستا وأميلكاري سيبرياني [6]، يعتبر بينيتو الابن الأكبر لوالديه ولديه شقيقان أصغر منه سناً هما أرنالدو وإيدفيج [7]، كانت والدته معلمة في مدرسة كاثوليكية [8] أما أباه فقد كان اشتراكياً يعمل في الحدادة [9]. كانت عائلته فقيرة كسائر عائلات الأقارب والجيران، وفي فترة طفولته كان همجياً ومتهوراً. ومُنع من دخول كنيسة والدته لسوء سلوكه، حيث كان يرمي رواد الكنيسة بالحجارة [10]، ومن أجل وضع حل للتفاهم بينه وبين والدته وافق على الذهاب إلى مدرسة داخلية يديرها رهبان ساليزيون ، وبدخوله للمدرسة حصل على درجات جيدة. في عام 1901م أصبح مؤهلاً ليكون ناظراً لمدرسة ابتدائية.
الهجرة إلى سويسرا

في عام 1902 هاجر إلى سويسرا هرباً من الخدمة العسكرية [9]. خلال هذه الفترة لم يستطع العثور على عمل دائم فيها، وتم القبض عليه بتهمة التشرد وسجن ليلة واحدة [11]. ففي صبيحة يوم 24 يوليو 1902، أُوقف من طرف الشرطة تحت جسر قضى تحته ليلته. لم يكن بحوزته حينها إلا جواز سفر وشهادة التخرج من مدرسة المعلمين و15 سنتيما.
اشتغل مُدرساً مؤقتاً للصف الابتدائي في بلدة غوالتياري لكن لم يتمّ تجديد عقد عمله بسبب علاقة أقامها مع سيدة كان زوجها متغيباً لأداء الخدمة العسكرية [12].
قضى موسوليني الأشهر الأولى من عام 1904 بين جنيف وآنماس (في فرنسا المجاورة) في عقد اجتماعات وإلقاء محاضرات ذات طابع سياسي ونقابي إضافة إلى مراسلات صحفية مع منشورات ومجلات اشتراكية وفوضوية.
وفي شهر أبريل من عام 1904، أفلت – بفضل تدخل حاسم من سلطات كانتون تيشينو – من الإبعاد مجددا إلى إيطاليا التي حُوكم فيها بتهمة التقاعس عن أداء الواجب العسكري. ثم تحول إلى جامعة لوزان حيث سجل في كلية العلوم الاجتماعية وتابع لبضعة أشهر محاضرات عالم الاجتماع فيلفريدو باريتو والفيلسوف فريدريك نيتشه [13] وجورج سوريل، وأثرت أفكار الماركسي تشارلز بيجوي في بعض أعماله لاحقاً، حيث كان يركز على ضرورة إسقاط الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية عن طريق استخدام العنف، وأَعجب ذلك موسوليني بشدة [9].
طريقه إلى السُلطة

في شباط / فبراير 1909 وجد له عملاً في مدينة ترينتو ذات الأصول الإيطالية والتي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية . و هناك اشتغل شغلاً إدارياً للفرع المحلي للحزب الاشتراكي ومحرراً لصحيفة افينيري دل لافوراتوري ("مستقبل العامل"). في عام 1915 كان قد تزوج و رزق بابن من دالسير من سوبرامونتي بالقرب من ترينتو. نشر رواية رومانسية مبتذلة بعنوان عشيقة الكاردينال [14] بعد عفو عن الهاربين من خدمة الجيش.
في الفترة الفاصلة ما بين عامي 1908 و1910، أقام موسيليني في سويسرا لفترات متقطعة. فعمل بنّاء في شركة المقاولات البرية في لوغانو حيث تعرف على الزعيم الاشتراكي غوليالمو كانيفاشيني الذي استضافه في بيته.
عندما أعلنت إيطاليا عام 1911 الحرب على الدولة العثمانية وتحركت لغزو ليبيا [15] ، قاد موسوليني ككل الاشتراكيين [16]، مظاهرات ضد الحرب وحوكم وسجن لعدة أشهر، وبعد إطلاق سراحه رحب به الإشتراكيون وعينوه رئيسا لتحرير جريدتهم الوطنية (إلى الأمام).
ثم فجأة ودون مقدمات أو مشاورات مع قيادة الحزب الاشتراكي نشر موسوليني مقالاً في الجريدة يطالب فيه إيطاليا بالدخول إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، فطُرِد من عمله والحزب واتُهِم بالخيانة [17]، وقد فُسِّر هذا التحول بأنه قبض مبلغا سريا من الحكومة الفرنسية.
بدأت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 وقد دخلت إيطاليا الحرب، حيث قضى موسوليني عامين بالجيش وبعد انتهاء الحرب كانت إيطاليا تشهد كثيرا من المشاكل. لم يكن العمل متوفرا للجنود العائدين من الحرب، والأسعار عالية، ولم يكن باستطاعة الفقراء شراء حوائجهم، وكانت هناك الإضرابات في المدن وتشكلت العصابات من الفقراء و بيوت الأغنياء تُحرَق. كان الجميع خائفا من شيء ما وقد استشعر موسوليني مزاج الشعب وحالته النفسية و غضب الجنود. لم يكن موسوليني راضٍ عن حياة الفقراء وكان يريد تغيير ذلك وكان يؤمن بأن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك [18].
أصبحت الفاشية حركة سياسية منظمة بعد اجتماع ميلانو، في 23 مارس 1919 (أسس موسوليني فاسكي دي كومباتيمنتو في 23 فبراير). بعد فشله في انتخابات 1919، تمكن موسوليني من دخول البرلمان في عام 1921، فشكلت الفاشية فرق مسلحة من المحاربين القدامى سُميت سكوادريستي لإرهاب الفوضويين والاشتراكيين والشيوعيين [19].
في عام 1922م زحف موسوليني بتظاهراته الكبرى التي شارك فيها نحو أربعين ألفا من أصحاب القمصان السود الذين جاءوا من مختلف المدن الإيطالية ليحقق مسيرته الكبرى إلى روما المهترئة . هؤلاء الذين لم يكن لهم أي وجود غداة الحرب العالمية الأولى إذا بهم خلال سنوات قليلة يصل تعدادهم إلى عشرات الألوف من المضللين الذين يحملون هوية الحزب الذي شكله موسوليني وينعمون بالامتيازات في وسط أوضاع متردية سياسياً واقتصادياً، وقد هيأت لموسوليني الذي تحول من الاشتراكية إلى الفاشية من جعل حزبه بديلا لدولة لم تعد ذات وجود ومكنه من القيام بحملة ديماغوجية حرك من خلالها الغرائز المتطرفة لعدد كبير من العاطلين عن العمل من الجنود المسرحين ومن ذوي السوابق الإجرامية، ومن فلول عصابات الاجرام المنظم المافيا والكومورا وفايدا فجعل لهم أيديولوجية متعصبة إلى حد التطرف ليملأ الفراغ السياسي والأيديولوجي والروحي المتأزم بسبب الهزيمة المريرة في الحرب العالمية الأولى [20].
ونتيجة لعدم تدخل الحكومة تفاقمت المشكلة فقام موسوليني مقابل دعم مجموعة من الصناعيين بالموافقة على إستخدام قواته في كسر الإضراب ووقف الإنتفاضات الثورية. عندما فشلت الحكومات الليبرالية التي ترأسها جيوفاني جوليتي، إيفانو بونومي و لويجي فاكتا في وقف إنتشار الفوضى. إستجابت إيطاليا له بطريقة سحرية في البداية وعاد العمال لمصانعهم والطلاب إلى مدارسهم وبدأ القائد أو الدوتشي رحلة للسيطرة على السلطة بحيث أصبح في النهاية الحاكم الوحيد الذي لايخضع إلا للملك.
2 تشرين الأول/ أكتوبر وبإحتفال بمدينة نابولي الجنوبية يصرخ موسوليني " إما ان تُعطَى لنا الحكومة أو سنأخذ حقنا بالمسير إلى روما " وتجيبه الحشود : إلى روما.. إلى روما. وبعد تنظيم الفاشيون لمظاهرات ومسيرات التهديد (مارسيا سو روما)"مسيرة روما" (28 أكتوبر 1922)، توجه 14000 فاشي إلى روما بالقطارات والحافلات، ونتيجةً للذعر الذي شعرت به الحكومة عُرِض على موسوليني منصب وزير في الحكومة، فناشد رئيس الوزراء الملك ليعلن حالة الطوارئ لكن الأخير رفض.
دعى فيكتور عمانويل الثالث موسوليني لتأليف حكومة جديدة [21] وكان عمره آنذاك 39 سنة، وأصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ إيطاليا في 31 أكتوبر 1922.
ديانته

يقول عن نفسه في مذكراته :

أنه يضيق صدره من سماع التراتيل الإنجيلية كما كان يتقيأ إذا ما شم رائحة بخور الكنيسة عندما تصطحبه والدته إلى الكنيسة لأداء صلاة الأحد وكان لا يطيق رؤية رجال الكنيسة بملابسهم السوداء
.
كما يقول:

ورثت عن أبي الإلحاد [22] في حين لم تتمكن شفافية أمي المتدينة من النفاذ إلى سريرتي [23]
وعندما أصبح اشتراكياً يسارياً كتب مقالات مختلفة في بعض الصحف واصفاً الكنيسة الكاثوليكية بأنها "الجثة العظيمة الميتة" والفاتيكان بأنه مغارة للتعصب وعصابات اللصوص.
سعى موسوليني إلى الصحف السويسرية وراح يكتب مقالات نارية تضمنت آراءه الحادة والمتطرفة، والتي تروج في جوهرها لتدشين مفاهيم جديدة لاشتراكية تعتمد على الفوضى وإثارة المشكلات ، ودعا في مقالاته إلى تصعيد العداء مع رجال الدين وإغلاق دور الكنائس لخطورتها على تفعيل العقل الذي استسلم لأصحاب النفوذ والجاه وهو ما استسلمت له الكنيسة في سويسرا وتجاهلته باعتباره يهاجم الكنيسة في بلاده ولا شأن له بهم خاصةً أن الفساد الكُنسي كان وقتها متفشياً داخل أوروبا عموماً وإيطاليا على وجه الخصوص بوصفها مسقط رأسه ومركز الديانة المسيحية لمسيحيين أوروبا. ولم يكتفي بذلك، فقد هاجم المسيح في استفزاز فج [24]، وهنا تحرك رجال الدين المسيحيون في سويسرا وطالبوا بطرده خارج سويسرا.
عشيقته كلارا بيتاتشي


كلارا بيتاتشي



أدرك بينيتو موسوليني أنه استكمالاً للصورة الكاريزمية له كقائد تستدعي أن تكون إلى جانبه (نجمة) تزيد من جاذبيته أمام الكاميرات، ومن هنا بدأت كلارا بيتاتشي تظهر على مسرح الأحداث، وهي فتاة شابة أنيقة، وكان يشبه في ذلك صديقه أدولف هتلر الذي اتخذ من إيفا براون عشيقة له [25].
وفي أوائل الألفية الثالثة صدر كتاب يحمل اسم دفتر كلاريتا [26] يضم يوميات هي عبارة عن مقتطفات من نصوص كتبتها عشيقة موسوليني كلارا بيتاتشي بين عامي 1932 و1938، وتكشف من خلالها جوانب مجهولة في شخصية بينيتو موسوليني، وتقول فيه ملاحظاتها عن شخصيته من خلال علاقتها به. وكانت هذه المذكرات محفوظة في أرشيف الدولة الإيطالية ثم أُفرِج عنها بعد حوالي سبعين عاماً.
أهم أعمال موسوليني


المعلومات المنشورة مصدرها و كيبيديا

 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:36 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

الفاشية

دعا موسوليني إلى اجتماع وفيه أسس حزب سياسي أسماه الحزب الفاشستي، لكنهم لم يتصرفوا كحزب سياسي وإنما كرجال عنف وعصابات وقد لبسوا القمصان السوداء. قال لهم موسوليني أن عليهم معالجة مشاكل إيطاليا وأن عليهم أن يكونوا رجالاً أقوياء، فعندما يكون هناك إضراب عمالي يأتي الفاشيست ويوسعوا أولئك العمال ضربا [27]، وفي صيف 1922 كان هناك إضراب كبير في المواصلات وقد عجزت الحكومة في التعامل مع ذلك ولكن الفاشيست سيروا الحافلات والقاطرات وأنهوا الإضراب، ووصل الأمر أن طلب الأغنياء مساعدة الفاشيست لحمايتهم، ونجح الفاشيست في ذلك، وقد هزموا الشيوعيين في الشوارع وأرغموهم على شرب زيت الخروع [28]. وكان الشعب يطالب بزعيم قوي مثل موسوليني ليقود البلاد، وقال موسوليني أنه الوقت المناسب للاستيلاء على السلطة. وفي أكتوبر قاد موسوليني مسيرة كبرى إلى مدينة روما حيث قال لأتباعه سوف تُعطَى لنا السلطة وإلا سوف نأخذها بأنفسنا.
وهكذا أصبحت القمصان السوداء والهراوة علاقتين تميزان حركة موسوليني حتى أُعيدت تسميتها لتصبح الفاشية، لكنها بقيت حركة هامشية، ففي انتخابات 1919 لم يفز أي فاشي بمقعد في البرلمان وحصل موسوليني نفسه على 4000 صوت فقط في مدينة ميلانو مقابل 180 ألف للإشتراكيين، وعندما كتبت مجلة إلى الامام الاشتراكية تنعي خسارة موسوليني في الانتخابات، هوجم مقر الحزب الاشتراكي بالقنابل، وحين داهم البوليس مكاتب مجلة موسوليني وجد قنابل ومتفجرات فسُجِن أربع سنوات وأُُطلِق سراحه. في عام 1921 - أعلن موسوليني نفسه قائداً للالحزب الوطني الفاشي.
حتى عام 1926، استمر قمع الحكومة لمؤسسات الحكم المنتخبة وقُتل القادة الذين عارضوا الفاشيين.وفي نيسان 1926 حُرّمت الإضرابات، سُنّت قوانين عمل جديدة وأُلغي الأول من أيار [29].
بدأ موسوليني بالتغيير في إيطاليا حيث بدأ بإلغاء كل الأحزاب الأخرى، فكان على الشعب أن يصوت للحزب الفاشيستي فقط، وكان على الشباب أن يتعلموا مبادئ الفاشيست، وكان يقول لهم موسوليني: "أن تعيش يوما واحداً مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف". كان على الصغار الالتحاق بمعسكرات التسييس الفاشيستية وكان يتم إعدادهم كجنود صغار وكان عليهم (الإيمان / الطاعة / القتال) [30].
كان الفاشيون ينظمون غارات في الأرياف وهم في شاحناتهم، يدخلون المزارع المعروفة بأنها اشتراكية فيقتلون الناس أو يعذبونهم. فبعد أن شتتوا الحزب الشيوعي واغتالوا العديد من قادته وأزاحوا مؤسساته النقابية وجمعياته التعاونية بدأوا حربهم الثقافية في طبخ كل النزعات والاتجاهات والأساليب في الأدب والفن في وعاء الاتجاهات القومية الذي تختلط فيه الفنون والآداب والدعاية باتجاه منغلق ومعاد لأية قومية أخرى أو اتجاه آخر وبهدف معلن هو تحرير الثقافة الإيطالية وتوحيد إشكالها ومقاييسها لتتطابق وتتجانس مع فكر الدوتشي [31].
امتلأت الساحات والشوارع بتماثيل موسوليني وبجداريات كبيرة تخلد أفعاله، كما بدأت حركة تنظيم شاملة للأطفال والفتيان وطلبة المدارس والجامعات على استخدام السلاح وحفظ الأناشيد القومية الفاشية، وبدأت حملة تجريد العشرات من الصحافيين من هوياتهم في النقابات الصحفية، كما أغلقت جميع الصحف والمجلات الأدبية. مع إجبار الناس على وضع صورة في غرف النوم وأن توقد العوائل الشموع بعيد ميلاده وانتزع رجاله الحلي الذهبية من النساء وخواتم الزواج من أصابع المتزوجين. وتشكلت لجان في طول البلاد الإيطالية وعرضها من كتاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين، وبأسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول [32].
السياسة الخارجية

أخذ موسوليني يلوح بقوته الهائلة وقدرته على تعبئة إثنى عشر مليوناً مسلحين بأحدث الأسلحة، في حين أن الرقم الحقيقي لم يكن يعدو المليونين [33]. أما الطائرات والبوارج والدبابات الثقيلة التي طالما تحدث عنها، فلم يكن لها وجود، فلم تكن قواته تملك سلاحاً أثقل من العربات المصفحة التي تزن ثلاثة أطنان. وظل موسوليني يصر على "أن الفاشية لا تؤمن بإمكانية ولا بفائدة السلم الدائم، الفاشية تفهم الحياة كواجب ونضال وقهر" [34].
السياسة الخارجية التي اتبعها النظام الفاشي تجنبت خيار السلام [35]، واعتبرته ظاهرة متعفنة [36]. وبالمقابل دعمت فكرة إعادة مجد الإمبراطورية الرومانية القديمة، وطمحت لتوسيع مناطق نفوذ إيطاليا. حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وإقامة محور (برلين - روما - طوكيو)، كانت إيطاليا قد احتلت إثيوبيا (1935)، وحاربت مع نظام فرانكو الفاشي في إسبانيا (بين الأعوام 1936-1939)، واحتلت ألبانيا (نيسان 1939).

تحالف هتلر مع موسوليني


كان موسوليني يريد لإيطاليا أن تكون دولة عظمى، وكان مستعداً لخوض الحروب من أجل ذلك. صادق الزعيم الألماني أدولف هتلر الذي كان معجباً به [37] ، وفي سنة 1939 عقدت إيطاليا وألمانيا معاهدة سميت بالحلف الفولاذي وكانت إيطاليا في حاجة إلى أربعة سنوات حتى تستعد للدخول في الحرب ولكن الحرب نشبت بعد ذلك بعامين فقط، ولم يكن موسوليني كثير القلق بخصوص الحرب لأنه ظن أنها ستنتهي في عدة أشهر بانتصار ألمانيا [38].
كان يحلم علناً بأن يسيطر على كل حوض البحر الأبيض المتوسط، ويحوله إلى بحيرة إيطالية وأن ينشئ إمبراطورية تمتد من الحبشة إلى ساحل غينيا الغربي، وكان يدعو إلى زيادة النسل ليزيد عدد الإيطاليين فيمكنهم بالتالي استعمار واستيطان هذه الإمبراطورية الشاسعة. تسلم موسوليني زعامة إيطاليا وغير سياسة إيطاليا اللينة في ليبيا إلى الشدة [39]، فنقض الاتفاقات المعقودة مع الليبين ورفض الاعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الطليان، وأبى إلا أن يكون الجميع خاضعاً لإيطاليا، وعين لهذا الغرض حاكماً جديداً هو «بونجيوفاني» ومنحه سلطة مطلقة في حكم ليبيا وزوده بصلاحيات واسعة وجيش كبير بقيادة اللواء «رودولفو جرتزيانى» واللواء «بادوليو». فأمر المفوض السامي الإيطالي الجديد بحل معسكرات القبائل في ولاية برقة واحتلال مركز القيادة السنوسية أجدابيا في عام 1923.
أثناء محاولاته اليائسة تنفيذ خطته في ترسيخ الاستيطان الاستعماري في ليبيا، قتل 200000 نسمة من المواطنين الليبين طوال ثلاث سنوات فقط قبل عثوره على الثائر عمر المختار واعتقاله. حيث قررت المحكمة إعدام المختار رغم سنه الذي جاوز الخامس والسبعين، فأُعدِم في اليوم التالي في 16 سبتمبر 1931 بمركز «سلوق» في بنغازي. وقد واصل الإيطاليون استباحتهم للشعب الليبي، فوصل عدد الشهداء إلى 570928 شهيد [40]، إضافة إلى مصادرتهم الأراضي الليبية من أصحابها، وشجعوا هجرة الإيطاليين إلى ليبيا وأمدوهم بالأموال وفتحوا لهم المدارس.
9 نوفمبر 1939 أي قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر، أصدر موسوليني مرسوماً بضم (طرابلس و برقة) (أو ما يعرف بليبيا) وجعلها جزءا من الوطن الأم مع منح السكان الجنسية الإيطالية وإلزامهم على تعلم اللغة و الثقافة الإيطالية .
غزا إثيوبيا في أكتوبر 1935، دون إعلان حرب على اعتبار أنها اقل من أن تستحق هذا الشرف، وكان لتوه قد انتهى من سحق ثورة عمر المختار في ليبيا بوحشية بالغة [41]. وفي 25 أكتوبر من عام 1936 تحالف هتلر مع موسوليني و اتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا، رومانيا وبلغاريا بما يعرف بدول المحور، وتكونت بعد ذلك صداقة قوية بين هتلر وموسوليني، حيث كان هناك العديد من أوجه الشبه بينهما [42].
الحرب العالمية الثانية

كانت الحرب العالمية الثانية ثقيلة على إيطاليا إثر تحالفها مع ألمانيا واليابان (دول المحور) حيث فشل الجيش الإيطالي في احتلال اليونان ثلاثة مرات حتى قامت وحدات من قوات النخبة النازية بمساعدته في إحتلالها ، وفي ليبيا لم يكونوا بأحسن حال حيث هُزموا أمام البريطانيين ،الذي أدى إلى تدخل الجيش الألماني للحفاظ على وجود إيطاليا في شمال إفريقيا مما جعل الجيش الإيطالي يستعين بالضباط و المستشارين العسكريين الألمان و مشاركة إيطاليا بغزو روسيا وتشكيل الجيش الإيطالي في روسيا وإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.
بحلول عام 1942 كانت إيطاليا على الهاوية. جيشها مهزوم وجائع ولديهم نقص في العتاد والسلاح، وكان هناك نقص في المؤن داخل إيطاليا نفسها. وغضب الشعب وتوجه ضد الحرب ورأى أن موسوليني قد كذب عليهم حتى وصل الأمر أن بلادهم قد احتُلَّت من قبل الجيوش البريطانية والأميركية وأصبح موسوليني عدو الشعب الأول [43]. وأمر الملك باعتقاله فاعتقل وكان سجنه عبارة عن فندق في منتجع للتزلج في أعالي الجبال.
نهايته


علامة توضح المكان الذي أعدم فيه موسيليني


في يوم 18 أبريل 1945، بينما الحلفاء على وشك دخول بولندا والروس يزحفون نحو برلين، غادر موسوليني مقر إقامته في سالو رغم اعتراضات حراسه الألمان [44]، فظهر في ميلانو ليطلب من أسقف المدينة أن يكون وسيطاً بينه وبين قوات الأنصار للإتفاق على شروط التسليم التي تتضمن إنقاذ رقبته، إلا أن قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي الإيطالي أصدرت أمراً بإعدامه، وتابع هو رحلته بالسيارة متخفياً ومعه عشيقته كلارا ليخوض ما أسماه بمعركة الشرف الكبرى والأخيرة، وعندما وصل إلى مدينة كومو القريبة من الحدود السويسرية تبين أنه كان واهماً وأن أنصاره المخلصين لا يزيدون على عدة عشرات من الأشخاص [45]، أخذوا ينفَضُّون من حوله بسرعة عندما شاهدوا الزعيم يهذي وبه مس من الجنون. في 25 أبريل كان في كومو مدينة عشيقته " كلارا بيتاتشي " ومنها كتب آخر رسالة له إلي زوجته " راشيل " يطلب منها الهروب إلى سويسرا. في 26 أبريل زاد خوفه ففر إلى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى " أنجيلا ". حاول موسوليني الهرب مع عشيقته كلارا باختبائه في مؤخرة سيارة نقل متجها إلى الحدود ولكن السائق أوقف السيارة وأمرهم بالنزول وأخذ بندقيته وأخبرهم بأنه قبض عليهم باسم الشعب الإيطالي [46]. اعتُقِل القائد وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 أبريل 1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا [47].
في اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبية بإعدام موسيليني وجاء العقيد "فاليريو" الذي انضم سراً للجبهة إلى مكان اعتقال موسوليني وأخبره بأنه جاء لينقذه وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الانتظار. ذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة حيث كان في انتظارهم فرقة من الجنود [48]. كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه وحددت 15 شخصا منهم بإعدامهم وفي يوم 29 أبريل تم تجميعهم بما فيهم موسوليني وعشيقته "كلارا" وتم وضعهم مقلوبين من أرجلهم في محطة للبنزين في مدينة ميلانو. وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام مخصصة للخونة في روما القديمة التي حاول موسليني إعادة أمجادها [49].

جثة موسيليني (الثاني من جهة اليسار) رأساً على عقب وبجانبه عشيقته كلارا مع عدد من أعوانه في محطة للبنزين


220px--Execution_of_Mussolini_%281945%29.ogg.jpg


نشرة الأخبار الأمريكية تتحدث عن إعدام موسيليني ونهايته في عام 1945


وعُرِضت جثتاهما مع جثث خمسة قادة فاشيين آخرين في ساحة عامة في ميلانو معلقة من الأرجل أمام محطة لتزويد الوقود [50]. وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهم وترميهم بما في أيديهم. فقد الجماهير السيطرة على أنفسهم فأخذوا بإطلاق النار على الجثث وركلهم بالأرجل [51]. وفي القرى والمدن قُتِل كثير من الفاشيست حيث وُضِعَت جثثهم في سيارات نقل الأثاث وتجولت بهم في شوارع ميلانو. بعد انتهاء كل شيء أُخِذَت الجثث ودُفنت سراً في ميلانو. وفي سنة 1957 سُلمت جثة موسوليني لأهله لتُدْفَن قرب مدينته التي ولد بها.


نشرة الأخبار الأمريكية تتحدث عن إعدام موسيليني ونهايته في عام 1945
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...%281945%29.ogg


المعلومات المنشورة مصدرها و كيبيديا
 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:39 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

بول بوت

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بول بوت.


بول بوت (بالخميرية: ប៉ុល ពត) (ولد 19 مايو 1928 - 15 ابريل 1998) والملقب بعدة أسماء أولها بول بوت وبالأخ رقم 1. قاد بول بوت الحركة الشيوعية والتي كانت مشهورة بالخمير الحمر. تولى منصب رئيس وزراء كمبوديا لفترة ثلاث سنوات من 1976-1979 وكان الحاكم الفعلي لكمبوديا منذ منتصف العام 1975. واشتهر بسياسات مثيرة للجدل قمعية في أغلبها. في العام 1979 وبعد اجتياح القوات الفيتنامية، انهارت حكومة الخمير الحمر وهرب بول بوت إلى منطقة الغابات شمال غرب كمبوديا. لم يقدم بول بوت لمحاكمة رسمية لكن جماعة الخمير الحمر قامت باعتقاله. بول بوت ( 19 مايو 1925 - 15 أبريل 1998) [1] [2] كان الكمبودي الشيوعي الثوري الذي قاد الخمير الحمر [3] في الفترة من 1963 حتى وفاته في عام 1998. من 1963 إلى عام 1981، شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي لكمبوتشيا. من عام 1976 إلى عام 1979، شغل أيضا منصب رئيس وزراء كمبوديا الديمقراطية. أصبح بول بوت زعيم كمبوديا في 17 أبريل 1975، وكان حكمه الدكتاتورية. [4] خلال الفترة التي قضاها في السلطة التي فرضها الاشتراكية الزراعية، أجبر سكان المناطق الحضرية في الانتقال إلى الريف للعمل في المزارع الجماعية و مشاريع العمل.
الآثار المجتمعة: إعدام، العمل القسري، وسوء التغذية، والرعاية الطبية السيئة وفاة ما يقرب من 25 في المئة من سكان كمبوديا. في كل شيء، ما يقدر ب 3,000,000 الناس (من عدد سكانها أكثر قليلا من 8 ملايين) توفي بسبب سياسات له لمدة ثلاث سنوات رئاسة الوزراء.
في عام 1979، بعد الحرب الكمبودية الفيتنامية، هرب بول بوت إلى أدغال جنوب غرب كمبوديا، وانهارت الحكومة الخمير الحمر. [12] من 1979-1997، وقال انه وبقايا الخمير الحمر القديمة تعمل بالقرب من الحدود مع كمبوديا وتايلند، حيث تشبث إلى السلطة، مع اعتراف الأمم المتحدة الاسمية باسم الحكومة الشرعي من كمبوديا. توفي بول بوت في عام 1998 بينما تحت الإقامة الجبرية من قبل تا موك فصيل من الخمير الحمر. منذ وفاته، استمرت الشائعات التي تم تسميمه. [13]
وفاته

مات بول بوت في العام 1998 وهو تحت الاقامة الجبرية.









الخمير الحمر

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Drapeau du Parti communiste du Kampuchéa


Drapeau du Kampuchéa Démocratique


الخمير الحمر (بالخميرية: ខ្មែរក្រហម خمير كراهام) كان الحزب السياسي الحاكم في كمبوديا - التي سميت وقتها كمبوتشيا الديمقراطية - منذ عام 1975 إلى عام 1979. وهو عبارة عن خلف لمجموعة احزاب شيوعية في كمبوديا تطورت لاحقا لتشكل الحزب الشيوعي لكمبوتشيا أو اختصارا (PCK) ولاحقا حزب كمبوتشيا الديمقراطية. عرفت أيضا باسم منظمة حزب الخمير الشيوعي أو الجيش الوطني لكمبوتشيا الديمقراطية.
تعتبر منظمة الخمير الحمر المسؤولة عن موت 1.5 مليون شخص (أحيانا يقدرون بين 850,000 إلى 3 مليون) في ظل نظامهم، عن طريق الإعدام، والتعذيب والأعمال الشاقة . حاول زعيمهم بول بوت تطبيق نوع راديكالي متشدد من الشيوعية الزراعية حيث يجبر كامل المجتمع على نوع من الهندسة الاجتماعية تجبرهم على العمل في مجتمعات زراعية أو في اعمال شاقة.
محتويات


النهاية

بحلول كانون الأول / ديسمبر 1978، بسبب عدة سنوات من الصراع على الحدود وتدفق اللاجئين الفارين من كمبوديا، انهارت العلاقات بين كمبوديا وفيتنام. وبسبب خشية بول بوت من هجوم القوات الفيتناميه على بلاده، امر بهجوم وقائي وغزو فيتنام. فقامت القوات الكمبوديه بعبور الحدود، ونهب القرى المجاورة. على الرغم من المساعدات الصينية، تم صد هذه القوات الكمبوديه بواسطة القوات الفيتناميه التي لاحقا غزت كمبوديا، واستولت على مدينة بنوم بنه في 7 كانون الثاني / يناير، 1979. واقامت حكومة عميلة لها في البلاد.
وفي الوقت نفسه، تراجعت قوات الخمير الحمر الي غرب البلاد، وقامت بالسيطرة على المناطق القريبة من الحدود التايلنديه للعقد القادم. وتلقت دعم عسكري بشكل غير رسمي على يد عناصر من الجيش التايلاندى، وكان يمولها تهريب الماس والأخشاب. وبالرغم من الغزو احتفظت حكومة الخمير الحمر المخلوعة بمقعد كمبوديا في الأمم المتحدة، التي كانت يمثلها فيها أحد قيادت الخمير الحمر وصديق قديم لبول بوت وأبقي على مقعد تحت اسم 'كمبوتشيا الديمقراطية' حتى عام 1982، وبعد ذلك 'حكومة كمبوتشيا الديمقراطية الائتلافية' حتى عام 1993.
انتصار فيتنام، والتي يدعمها الاتحاد السوفياتي، كان له اثار هامة بالنسبة للمنطقة ؛ فقامت حكومة جمهورية الصين الشعبية بشن هجوم عقابي على فيتنام الشمالية، ولكنها سرعان ما تراجعت بعد إعلانها النصر، وخلال الثمانينات، قدمت الولايات المتحدة الدعم العسكري والإنساني للقوات الكمبودية المتمردة مثل المجموعات الملكية والجمهورية ولكن الخمير الحمر، بقيادة بول بوت كانت لا تزال أقوى الفصائل المتمرده الثلاث، وتلقي مساعدات عسكرية واسعة من الصين ومن الاستخبارات العسكرية التايلانديه. وبحلول عام 1980 كانت المناطق الشرقية والوسطى من كمبوديا تحت سيطره فيتنام وحلفائها من كمبوديا، في حين أن الجزء الغربي من البلاد كان لا يزال يشكل الساحة الرئيسة للمعارك طوال الثمانينات، وزرعت الملايين من الألغام الأرضية في مناطق الريف. ورغم أن بول بوت تخلى عن قيادة الخمير الحمر إلى خيو سامبان في عام 1985، ظل هو القوة الدافعة للخمير الحمر المتمرد، بعد عقد من الصراع الغير حاسم، قامت جميع الفصائل السياسية الكمبودية بتوقيع معاهدة سلام في عام 1991 يدعو إلى نزع السلاح وإجراء انتخابات عامة في عام 1992، بيد أن الخمير الحمر استأنفوا القتال، ورفضو نتائج الانتخابات. كان هناك هروب جماعي في عام 1996، فقد هرب حوالي نصف الجنود (حوالي 4000). في 1997 أدى القتال إلى محاكمة بول بوت والسجن على يد جماعة الخمير الحمر. توفى بول بوت في نيسان / أبريل 1998. خيو سامبان استسلم في كانون الأول / ديسمبر. وفي 29 ديسمبر 1998 ،اعتذر بقية زعماء الخمير الحمر عن فترة السبعينات والإبادة الجماعية. وبحلول عام 1999، فإن معظم الأعضاء قد استسلموا أو أُسروا. في كانون الأول / ديسمبر 1999، استسلم تاموك وبقية القادة، وانتهى وجود الخمير الحمر.
انظر أيضا

وصلات خارجية

شاهد في كومنز صور وملفات عن: الخمير الحمر
عامة

الإبادة




المعلومات المنشورة مصدرها و كيبيديا
 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:42 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

فيدل كاسترو

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فيدل أليخاندرو كاسترو روز رئيس كوبا في المنصب
1 يناير 195919 فبراير 2008 خلفه راؤول كاسترو سبقه فولغينسيو باتيستا المعلومات الشخصية مواليد بيران كوبا المدرسة الأم جامعة هافانا قانون الديانة ملحد التوقيع
فيدل أليخاندرو كاسترو (13 أغسطس 1926 -)، رئيس كوبا منذ العام 1959 عندما أطاح بحكومة فولغينسيو باتيستا بثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء إلى عام 2008 عند اعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة وانتخاب أخيه راؤول كاسترو مكانه. وكان كاسترو في 1965 أمين الحزب الشيوعي في كوبا وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم الحزب الوحيد. وأصبح في 1976 رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء. وكان أعلى قائد عسكري. بعد جراحة معوية في 31 يوليو 2006 سلم مهامه لأخيه الصغير ونائب الرئيس الأول راؤول كاسترو. في 19 فبراير 2008 وقبل 5 أيام من انتهاء مدة الحكم أعلن أنه لن يرغب في مدة جديدة كرئيس أو رئيس أركان.
محتويات


بداية حياته

ترعرع في كنف والديه المهاجرين من إسبانيا والذين يعدون من المزارعين. تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام1945م، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950م. ثم عمل كمحامي في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولغينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها. وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو. حكمت المحكمة على كاسترو بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في مايو 1955م، ونفي بعدها إلى المكسيك، حيث كان أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة، وكان قد التحق إرنستو تشي جيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو ويصبح جزء من المجموعة الثورية.
و على متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسُميت زمرته بحركة ال 26 يوليو، ولم يعرب كاسترو عن خطه السياسي رغم قيامه بتأميم الأراضي في المناطق التي سيطر عليها الثوار، لكن بعد إنتصار الثورة قام بتكليف أحد الرأسماليين الذين تبنوا لفكر الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون والرئيس أبراهام لينكن، وذلك لتفادي أي هجوم أمريكي على الثورة البكر كما حدث في غواتيمالا، وبعد أن سيطرت الثورة على كوبا كاملة بدأ بتأميم كل الصناعات المحلية. والمصارف وتوزيع ما تبقى من الاراضي للفلاحين.
تحرك كاسترو عسكرياً مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2 ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا عند روهم على الشاطيء ودخولهم كوبا ،وعمل على ترتيب صفوفه وشن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية. وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطاً على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 على إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو وثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة ارنستو تشي غيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرة غيفارا ثلاثمائة. في أبريل 1961 وقع غزو خليج الخنازير والذي كان عبارة عن محاولة انقلابية من قبل وكالة المخابرات المركزية والتي انتهت بالفشل. استقال فيديل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في 18 شباط 2008 بعد صراع دام 19 شهرا من المرض وقد تولى شقيقه راؤول كاسترو زمام السلطة في كوبا.
علاقته بالدين

يعتبر كاسترو نفسه ملحداً ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962 لارتداد كاسترو عن الكاثوليكية. وقد تحسنت علاقه كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما إنهار الإتحاد السوفيتي وتخلى الغرب عن الفاتيكان، سمح للبابا بزيارة كوبا بعد أن اعلن البابا ان المسيحية تؤيد الإشتراكية، وفعلا دخل البابا إلى كوبا وأصبح صديق بعد عداء دام عقود، وقال كاستروا عن البابا : «"نحن اليوم نتفق معه فقد كاد يقول ياعمال العالم إتحدوا!، ويعتبر هذا الشعار شعار الأحزاب الشيوعية"».
سياسته الخارجية

فيديل كاسترو وغيفارا عام 1961 من تصوير ألبرتو كوردا.


سارعت الولايات المتحدة بالاعتراف بالحكومة اللاتينيه الجديدة وكان كاسترو رئيساً للدولة آنذاك. وكلف أحد البرجوازيين برئاسة الحكومة، تفاديا لضربات السياسة الأمريكية المعادية للشيوعية والاشتراكية، وسرعان ما بدأت العلاقات الأمريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا بتأميم الشركات، وتحديداً، شركة "الفواكه المتحدة". وفي أبريل من 1959، زار الرئيس كاسترو الولايات المتحدة الأمريكية والتقى هنا مع نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، واعتذر الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته اللقاء مع كاسترو لارتباطه بلعبة الغولف وقد طلب الرئيس الأمريكي من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي ومدى ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون إلى أن كاسترو : «"شخص بسيط وليس بالضرورة يميل إلى الشيوعية"» . وفي فبراير عام 1960، اشترت كوبا النفط من الاتحاد السوفييتي ورفضت الولايات المتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو على تأميم المصافي الكوبية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية ، مما جعل العلاقات الأمريكية الكوبية في أسوأ حال . وقامت الولايات المتحدة بمحاصرة كوبا وما زال الحصار قائم إلى هذا اليوم ، و قد تحسنت العلاقات الكوبية السوفيتية ، و استمر التبادل الاقتصادي حتى الثمانينات حيث قام الإتحاد بمحاصرة كوبا ووقف استيراد الرصاص الكوبي.
أزمة الصواريخ


استناداً على مذكرات الرئيس السوفييتي خوروشوف، فقد رأى الاتحاد السوفييتي أن يقوم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة من غزو الجزيرة . وفي 15 أكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (90 ميل). وقامت البحرية الأمريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه إلى كوبا . وفي 27 أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب لهذا الطلب . ورضخ الاتحاد السوفييتي لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا.مما أدى لأستتباب الأمن وزوال الخطر، اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة و كوبا بالعدائية، واستمرت الولايات المتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو.
الاستقالة

استقال فيدل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في 19 فبراير 2008 بعد صراع دام 19 شهراً مع المرض. وتولى زمام السلطة في كوبا من بعده شقيقه راؤول كاسترو.
تأملات فيدل

هذا وينشر فيدل كاسترو سلسلة مقالات بعنوان تأملات فيدل بمختلف لغات العالم عن طريق المواقع الإلكترونية التابعة للسفارات الكوبية

مرجع


المعلومات المنشورة مصدرها و كيبيديا
 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:49 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

أبراهام لينكون

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أبراهام لينكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية في المنصب
4 مارس , 186115 ابريل , 1865 نائب الرئيس هانيبال هاملين (الفترة الأولى)
أندرو جونسون (الفترة الثانية) سبقه جيمس بيوكانان خلفه أندرو جونسون عضو مجلس النواب الأمريكي
عن المقاطعة السابعة لولاية إلينوي في المنصب
4 مارس , 18473 مارس , 1849[1] سبقه جون هنري خلفه توماس هاريس المعلومات الشخصية مواليد كنتاكي، الولايات المتحدة الوفاة 15 أبريل 1865 (العمر: 56 سنة)
واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الحزب السياسي الحزب الجمهوري (1854–1865)
حزب الأتحاد الوطني (1864–1865) توجهات سياسية أخرى يميني محافظ (قبل 1854) الزوج / الزوجة ماري تود لينكولن الأبناء روبرت
ادوارد
وليام
تاد الحرفة محامي - سياسي الديانة أنظر الفقرة التوقيع الخدمة العسكرية الفرع ميليشيا إلينوي سنوات الخدمة 3 شهور (21 ابريل، 1832 - 10 يوليو، 1832) الرتبة

  • عريف (28 مايو، 1832 - 10 يوليو، 1832)
    • رقيب (21 ابريل، 1832 - 27 مايو، 1832)
‹تم انهاء خدمته من الجيش وارجاعه إلى درجة عريف›.

المعارك والحروب حرب بلاك هوك

أبراهام لينكون i/ˈeɪbrəhæm ˈlɪŋkən/ (بالإنجليزية: Abraham Lincoln) ( من 12 فبراير 1809م - 15 أبريل 1865م) كان الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة من 1861م إلى 1865م. بالرغم من قصر الفترة الرئاسية للرئيس لينكون إلا أنه استطاع قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنجاح بإعادة الولايات التي انفصلت عن الاتحاد بقوة السلاح، والقضاء على الحرب الأهلية الأمريكية.
نشأ الرئيس لينكون في عائلة فقيرة على الحدود الغربية لولاية كنتاكي، وقد تكونت لديه ثقافة عالية نتيجة لاعتماده على التعلم الذاتي في أغلب مراحله الدراسية. مارس الرئيس لينكون مهنة القانون ثم أصبح عضواً في حزب الأحرار الأمريكي، ثم عضوا في نقابة المحامين بولاية إلينوي في عام 1830م، وانتخب بعد ذلك عضواً في مجلس النواب الأمريكي عام 1840م.
في عام 1858م عرض لينكون فكرته بمعارضة توسيع سياسة الرق والعبودية في أمريكا حيث من الممكن أن تهدد الوحدة الوطنية فيها أثناء الانتخابات الأمريكية آنذاك. خسر بعدها لينكون سباق مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح منافسه الديموقراطي ستيفن دوغلاس. عام 1860م ترشح لينكون لخوض الانتخابات الرئاسية بصفته مرشح للحزب الجمهوري الذي اعتبره مرشحًا معتدلا في مناهضته فكرة الرق والعبودية ومع افتقاره للدعم والمؤيدين تقريبًا في الولايات الجنوبية، ركز لينكولن على الشمال، وانتخب رئيسًا في عام 1860م. وانتخابه كان إشارة لسبع ولايات جنوبية (الرافضة لفكرة إلغاء العبودية) لإعلان انشقاقهم عن الاتحاد الرئيسي وإنشاء اتحاد آخر خاص لهم. سمح انشقاق الولايات الجنوبية لحزب لينكون بإعادة السيطرة على الكونجرس بالكامل. ولم تظهر أية صورة للتفاهم أو التصالح مع الولايات الجنوبية بسبب إصرار لينكون على ديمومة الوحدة الوطنية. وأوضح لنكولن في خطاب تنصيبه الثاني رئيسًا للولايات المتحدة بقوله: "كلا الطرفين استنكر الحرب، ولكن أحدها فضل الحرب على أن تسير الدولة في طريقها " إلغاء العبودية"، والأخرى فضلت الموت على أن تترك هذه الأمة تموت بانشقاقها، ومن هنا قامت الحرب الأهلية".
عندما احتشد الشمال بحماس وراء العلم الوطني بعد الهجوم على كونفدرالية فورت سمتر في 12 أبريل 1861، ركز لينكون على البعد العسكري والسياسي. وكان هدفه إعادة توحيد الأمة. كما كان الجنوب في حالة انتفاضة، علق لينكولن محاكمة الآلاف من الانفصاليين في الولايات الحدودية واعتقالهم وإدانتهم مؤقتا. تجنب لينكولن اعتراف بريطانيا الكونفدرالية من خلال التعامل مع قضية ترينت بمهارة في وقت متأخر في عام 1861م. شملت جهوده في إبطال العبودية إصدار إعلان تحرير العبيد في عام 1863م، واستخدام الجيش لحماية العبيد الهاربين. وتشجيع الدول الحدودية لنبذ العبودية، ومساعدة تمرير الكونغرس للتعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي جرم العبودية للأبد في ديسمبر/كانون الاول 1865. أشرف لينكون عن كثب على المجهود الحربي، وخاصة اختيار كبار الجنرالات، وخاصة اختيار القائد العام يوليسس جرانت. استدعى لينكولن قادة المنظمات الرئيسية لأنصار حزبه في مجلس الوزراء ودفعهم للتعاون تحت قيادته،أقامت بحرية لينكون حصارًا بحريًا لإيقاف الأنشطة التجارية الاعتيادية في الجنوب. ساعد ذلك على استعادة السيطرة على كنتاكي وتينيسي والتحكم في النهر الجنوبي وحاول عدة مرات الاستحواذ على العاصمة الكونفدرالية في ريتشموند بولاية فرجينيا. وفي كل مرة كان يفشل فيها أحد القادة يستبدله لينكون بآخر حتى نجحت المحاولة عام 1865م.
كونه سياسي محنك، واستثنائي، و منهمك في أعمال القوة والدفاع في كل ولاية، وصل لينكون إلى ديموقراطيي الحزب (أتباع الحزب الديموقراطي والذين تم رفضهم من قبل "الكوبريين" أو ديموقراطيي السلام والذين كانوا يتحكمون بالحزب الديموقراطي) واستطاع تحقيق إعادة انتخابه في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1864.
لينكون: كرئيسٍ للحزب الجمهوري المعروف بعدله ووسطيته، اكتشف أن قوانينه وشخصيته كانت متساهلة وتتلقى النقد والملامة لأسباب عدة. على سبيل المثال كان الراديكاليين الجمهوريين يطالبون بمعاملة أقسى وقوانين أكثر صرامة في الجهة الجنوبية، أما ديموقراطيي الحرب فكانوا يرغبون بالمزيد من المساومة والوسطية. أما الكوبريين فكانوا يكنون له الكراهية والبغض الشديدين. أما الانفصاليون فقد تأمروا على قتله بلا شك.[2] على الصعيد السياسي، واجه لينكون هذه الهجمات بدعم مناصريه، وذلك بجعل المعارضين له يحاربون بعضهم البعض، بالإضافة إلى استخدام مهاراته الخطابية العظيمة للتأثير على الأمريكيين.[3] حيث صنّف خطابه المشهور " خطاب غيتسبرج " الذي ألقاه عام 1863 على أنه من أشهر الاقتباسات في التاريخ الأمريكي.[4] ومع اقتراب نهاية الحرب، كان للينكون نظرة وسطية لإعادة البناء، متطلعاً لإعادة توحيد الأمة بسرعة من خلال قانون المصالحة بسخاء مقابل الانقسام المر. وبعد ستة أيام من الحصار الكونفيدرالي للقائد العام روبرت أيلي، اغتال لينكون الممثل المتعاطف مع الكونفيدراليين جون ويلكس بوث.
كان اغتيال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون هو الأول من نوعه في التاريخ الأمريكي، وأصبحت الأمة الأمريكية في حالة من الحزن الشديد والحداد العام والذي لم يسبق له مثيل. على مرّ السنين يُعد الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون واحد من أفضل ثلاثة رؤساء أمريكيين إلى جانب جورج واشنطن وفرانكلين روزفيلت وذلك حسب ما قاله الباحثين الأكاديميين.[5] بينما جاء اسمه إلى جانب رونالد ريجان وبيل كلينتون حسب اختيارات العامة.[6]
محتويات



العائلة والطفولة

بداية حياته ابراهام لنكولن

ولد ابراهام لنكولن في الثاني عشر من فبراير عام 1809م، وهو الطفل الثاني لتوماس ونانسي لنكولن. ولد في كوخ صغير بغرفة واحدة يقع في مزرعة تسمى Skining Spring Farm (سكينينغ سبرنق فارم) في مقاطعة هاردين، كنتاكي (معروفة الآن بمقاطعة لارو، كنتاكي).[7] ابراهام لنكولن هو سليل صموائيل لنكولن الذي قدم إلى هنقهام ماساشوستس من نورفولك إنجلترا في القرن السابع عشر الميلادي.[8] وكان جده لأبيه الذي حمل نفس اسمه (ابراهام) قد انتقل هو وعائلته من ولاية فرجينيا إلى كنتاكي، ثم بعد ذلك قتل هو وعائلته في غارة هندية عام 1786 م وكان من ضمنهم والدة توماس لنكولن حيث ظل توماس يبحث عن طريق للنجاه على الحدود وحيداً.[9] كانت والدة لنكولن نانسي ابنة لوسي هانكس التي ولدت في ما يسمى الآن مينرال Mineral. انتقلت إلى غرب فرجينيا ثم بعد ذلك انتقلت لوسي مع نانسي إلى ولاية كنتاكي حيث تزوجت نانسي من توماس لنكولن الذي أصبح مواطناً محترماً.
عمل توماس ببيع وشراء العديد من الأراضي بما في ذلك مزرعة في Knob Creek . ارتادت العائلة الكنيسة المعمدانية التي كانت تتقيد بمعايير اخلاقيه وتعارض شرب الكحول والرقص والرق والعبودية.[10] تمتع توماس بالمكانة المهمة والكبيرة التي حظي بها في كنتاكي حيث عمل في هيئة المحلفين وتقييم العقار وعمل أيضاً على مراقبة دوريات الرقيق وحراسة السجون. ولد ابنه ابراهام خلال هذا الفترة، حصل توماس على أرض زراعيه مساحتها 600 فدان (240) هكتار والعديد من الأملاك والثروات الحيوانية في بلدان عدة حيث كان يعتبر من أغنى الرجال في البلاد آنذاك ولكن في عام 1816 خسر توماس كل ثروته في القضايا المرفوعة أمام المحاكم والتي كانت بسبب مشاكل في إثبات الملكية.[11]
تمثال للينكون وهو صغير في سين بارك،شيكاغو.


انتقلت الأسرة شمالاً عبر نهر أوهايو إلى مقاطعة حرة وبدأت من جديد في ما عُرف لاحقاً ببلد الإجاص إلا أنها تُعرف حالياً ببلدة سبنسر، انديانا. لاحظ لينكولن لاحقاً أن هذا الانتقال " كان على حساب العبودية جزئياً" لكنه كان لصعوبة أسماء الأراضي بشكل رئيسي..[11] في انديانا، عندما بلغ لينكولن التاسعة من عمره توفت والدته نتيجة للتسمم بالحليب في عام 1818م. {14} بعد وفاة والدة لينكولن تولت أخته الكبرى سارة زمام الأمور من حيث رعايته حتى تزوج والده مرة أخرى في عام 1819م: توفت سارة بعد ذلك عندما كانت في العشرينات أثناء ولادتها جنيناً ميتاً.[12] كانت زوجة توماس لينكولن الجديدة الأرملة سارة بوش جونستون، أم لثلاثة أطفال. كان لينكولن قريباً جداً من زوجة أبيه وكان يشير إليها دوماً بكلمة "أمي".[13] وكطفل في مرحلة ما قبل المراهقة لم يكن يُحب الولادة الصعبة التي تُهدد الحياة. اعتبره بعض أفراد أسرته والجوار في بعض الأوقات كسولاً.[14][15] أثناء بلوغه مرحلة المراهقة تولى عن طيب خاطر مسؤولية جميع الأعمال المتوقعة منه كأحد الأولاد في المنزل وأصبح متمرساً في استخدام الفأس في عمله لصنع قضبان السكة الحديد. وقد حظي بسمعة مفتول العضلات إشارة لعضلاته القوية وجراءته بعد خوضه لمباراة ملاكمة حيث تم تحديه لزعيم مجموعة من الهمجيين المشهورين " فتية كلاري غروف".[16] وقد وافق لينكولن أيضاً على الإلتزامات العرفية كابن ليمنح والده كل عائداته من عمله خارج المنزل حتى بلوغه سن 21.[17] في السنوات اللاحقة، أقرض لينكولن والده المال من حين لآخر.[18] أصبح لينكولن بعيداً عن والده شيئاً فشيئاً، لافتقاره للتعليم بشكل جزئي. بينما تألف تعليم لينكولن الرسمي من صفوف سنوية من معلمين متجولين إلا أنه كان يُعلم نفسه بنفسه كما كان قارئ نهم وكان دائماً يحاول الحصول على أي كتاب جديد في البلدة. كان يقرأ ويعاود قراءة إنجيل الملك جيمس وخرافات أيسوب ورحلة حج بونيان و ديفو روبينسون كروزو وأخيراً سيرة فرانكلين الذاتية.[19][20]
في عام 1830م، انتقلت اسرة لينكولن غربا خوفا من انتشار مرض الحليب على طول نهر أوهايو، حيث استقروا على الأراضي العامة في مقاطعة ماكون، إلينوي، وهي ولاية أخرى خالية من العبيد[21] في عام 1831م، نقل توماس العائلة إلى منزل جديد في مقاطعة كولز، إلينوي. حيث قرر لينكولن الشاب الطموح 22 عاما البحث عن حياة أفضل يُنشئها بنفسه. انتهى الأمر بلينكولن، بعد رحلة في قارب صغير على نهر سنجامون، بالوصول إلى قرية نيو سالم في مقاطعة سنجامون.[22] وفي ربيع عام 1831م، تم تعيينه في نيو سالم من قبل رجل الأعمال دينتون أوفوت واصدقاء مرافقين له، حيث قام بنقل السلع عن طريق القوارب المسطحة من نيو سالم إلى نيو اورليانز عبر نهر سنجامون، نهر إلينوي ونهر الميسيسيبي. بعد وصوله إلى نيو اورليانز ـ واطلاعه على العبودية شخصياً- عاد إلى منزله.[23]

 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:50 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

زواجه و أطفاله

في عام 1835م، التقى ابراهام لينولكن بـآن رتليدج في نيو سايلم حيث كانت أول حب في حياته لكن لم تتم خطبتهم بشكل رسمي. توفيت آن بعمر 22 سنة في يوم الخامس والعشرين من شهر أغسطس لعام 1835م وقد قيل أن سبب الوفاة إصابتها بحمى التيفوئيد.[24] في بداية ثلاثينات القرن الثامن عشر قدمت ماري أوينز من ولاية كينتاكي لزيارة أختها وألتقت حينها بلينكولن و في آواخر عام 1836 م أتفق لينكن وماري على الزواج في حال رغبت في العودة والعيش في نيو سالم. عادت ماري في نوفمبر عام 1836 و دامت علاقتهما لفترة وجيزة لكن كلاهما أحس بالتردد حول مصير هذه العلاقة، وفي السادس عشر من أغسطس عام 1837م كتب لينكولن رسالة لماري وذكر فيها أنه لا يلقي باللوم عليها لإنهائها العلاقة لكنها لم ترد أبداً على رسالته وهكذا انتهت علاقتهما.[25] أعلن لينكولن في عام 1840م خطبته لماري تود والتي تنتمي لعائلة ثرية تعمل بمجال تجارة الرقيق في ليكسينغتون بولاية كينتاكي[26] ، حيث تقابلا لأول مرة في سبرنغفيلد بولاية إلينوي في ديسمبر عام 1839م[27] وأعلنا خطوبتهما في ديسمبر التالي[28]. حُدد الزفاف في الأول من يناير عام 1841م لكن ما لبث أن ألغي عندما قررا الإنفصال بناءً على رغبة لينكولن.[27][29] بعد ذلك التقى لينكولن بماري مرة أخرى في حفلة، و من ثم تزوجا في الرابع من نوفمبر عام 1842م وأقيم الزفاف بقصر تمتلكه أخت ماري المتزوجة في سبرنغفيلد[30]. ويُروى أن لينكولن أثناء استعداده لمراسم الزفاف سُئل "إلى أين أنت ذاهب؟" وتحت تأثير شعوره بالقلق مجدداً، أجاب: " للجحيم على ما أظن."[31]
في عام 1884م، اشترى الزوجان منزلاً في منطقة سبرينق فيلد قريباً من مكتب لينكولن للمحاماة. حافظت ماري تود لينكولن على المنزل بمساعدة من قريب أو خادمة.[32] ولد روبرت تود لينكولن عام 1843م أما إدوارد باكر لينكولن (إيدن) فقد ولد 1846م. كان لينكولن مولعاً بالأطفال.[33] ولم كان أيضاً صارماً في تربية أطفالهم.[34] توفي إدوارد في الأول من فبراير عام 1850م في سبرينق فيلد بداء السل. ولدت ويلي لينكولن في 21 من ديسمبر عام 1850م وتوفيت في 20 فبراير 1862م أما الابن الرابع للينكولن فهو توماس تيد لينكولن الذي ولد في 4 أبريل عام 1853م وتوفي في سن 18 اثرأزمة قلبية وكانت وفاته في 16 أبريل عام 1871م.[35] كان روبرت هو الوحيد من أبناء لينكولن الذي عاش حتى بلوغ مرحلة البلوغ وأنجب أطفالاً، كان من أحفاده روبرت تود لينكولن بيكويث توفي 1985م.[36] كان لوفاة أبنائهم آثاراً عميقة على الوالدين حيث كافحت ماري لاحقاً في ظل ضغوطات فقدان زوجها وأبنائهما. فقد ظل روبرت لينكولن ملتزماً في مرحلة ما بالعلاج عن طريق اللجوء إلى الصحة النفسية في عام 1875م.[37] عانى أبراهام لينكولن من الحزن الشديد وهو ما يُطلق عليه مسمى اكتئاب حالياً[38] كان والد لينكولن أستاذاً في القانون في ولاية كنتاكي هو وآخرين من عائلة تود كانوا إما من مُلاك العبيد أو ممن يُتاجر بهم وكان لينكولن قريباً من تود وكانوا غالباً مايقومون بزيارة آل تود بمقاطعة ليكسينقتون.[39] عُرف عنه أنه كان رحيماً وحنوناً رغم فقدان الأب وأربعة من الأطفال.
دخوله السياسة للمرة الأولى

لينكون في شبابه.


كان لينكون في أوائل حياته عضواً في حزب الويك الذي كان الحزب الثاني في أمريكا قبل إنقراضه على يد المجلس التشريعي الأمريكي الكونغرس، واشتهر لينكون في هذه الفترة بمعارضته الشديدة للحرب الأمريكية المكسيكية التي نشبت في ذلك الوقت، والتي اعتبرها اعتداء صارخاً من أمريكا على دولة أخرى، واتهم رئيس أمريكا في ذلك الوقت جيمس بولك إلا أنه بعد انتصار أمريكا الكبير على المكسيك وضمها لأراضي واسعة مثل تكساس وكاليفورنيا كنتيجة للحرب، فإن شعبيته انحدرت بشكل كبير بسبب مواقفه المعارضة لها، فانسحب من انتخابات المجلس التشريعي لعام 1848، وعاد إلى ممارسة المحاماة.
التوظيف المبكر و خدمة الجيش

في عام 1832 في عمر قام23 لينكون وشريكه بشراء متجر صغير في مدينة "نيو سالم" في ولاية لليون. بالرغم من أن الاقتصاد كان مزدهر في المنطقة إلا أنه لا زال هناك صعوبة في التجارة ولذلك قام بفض الشراكة وباع أسهمه في النهاية. في مارس بدأ وظيفته السياسية مع حملته الأولى الإعلانية لجمعية لليون العامة. وقد اصبحت لديه شعبية محلية وأثرت شهرته على على مستوى المنطقة في جذب الحشود كما روي ذلك في " نيو سالم" بالرغم من أنه يفتقر إلى التعليم، علاقات الصداقة، والمال التي من الممكن أن تكون السبب في خسارته. وقد دعا لتطوير الملاحة في نهر سانغامون[40].
عمل لينكون قبل الانتخابات كقائد في جيش لليون خلال حرب البلاك هوك[41] وبعد عودته استمر لينكون حملته حتى انتخابات السادس من اغسطس لصالح جمعية لليون العامة.[42] كان طوله ستة أقدام 193 سم كان طويلا وبنيته قوية بما يكفي لتخويف أي منافس. في خطابه الأول عندما رأى مؤيد تعرض للهجوم في الحشد أمسك لينكولن المعتدي من قبل "رقبته و سرواله ورماه.[43] أنهى لنكولن 8 بين 13 مرشحا في القائمة (تم انتخاب المراكز الأربعة الأولى) على الرغم من أنه تلقى 277 من 300 صوت في دائرة سالم الجديدة.[44]
لينكولن خدم في مكتب البريد كما عمل لاحقا في مسح الأراضي، وكان مواصلاً للقراءة بنهم. قرر لاحقاً أن يصبح محاميا وبدأ بتعليم نفسه المحاماة من خلال القراءة لويليام بلاكستون،(Commentaries on the Laws of England)، وغيرها من كتب المحاماة والقانون. من إحدى منهجياته في التعلم، لينكولن قال "أنا درست مع لا أحد"; (I studied with nobody).[45] حملته الثانية في عام 1834 كانت ناجحة. فاز أيضا في الإنتخابات التشريعية للولاية، على الرغم من أنه جرى كاليميني ( Ran as a Whig ) الحزب اليميني الذي حصل بأمريكا أوائل القرن التاسع عشر، العديد من الديمقراطيين كانو يفضلونه على من هو أكثر قوة منه في الحزب اليميني.[46] إنضم إلى نقابة المحاميين عام 1836م،[47] انتقل إلى سبرينغفيلد، إلينوي، وبدأ في ممارسة القانون تحت إشراف جون ت. ستيوارت ابن عم ماري تود.[48] أصبح لينكولن محامي قادر وناجح ذا سمعة هائلة وخصماً قوياً في المرافعات الختامية وجلسات الأستماع. من عام 1841م حتى عام 1844م، وكان شريك لستيفن ت. لوقان. لاحقا بدأ بالعمل مع ويليام هيرندون الذي كان يعتقد أن "لينكولن شاب مواظب لعملة ولدراسته".[49] فقد خدم أربع فترات متتالية في مجلس النواب في إلينوي، كممثل للحزب اليميني من مقاطعة سانجامون.[50].
في عام 1836م -1835م في الدورة التشريعية، طالب بحق الإقتراع للذكور البيض سواء كانوا مُلاّك أراضي أو لا.[51]، كان موقفه المشهور ضد الرق و "abolitionism" معروفا بالأرض الحُرة . فسر ذلك في عام 1837م وقال : أن مؤسسة العبودية هذه قامت على الظلم وعلى سياسة سيئة و لكن إلغاء المذاهب قد يؤدي إلى الزيادة بدلا من تخفيف هذه المشكلة ".[52]، تابع هو وهنري كلاي، في دعم برنامج الإستيطان الأمريكي بإلغاء الرق عن طريق مساعدة العبيد المحررين إلى تسوية في ليبيريا، أفريقيا.[53]

عضو الكونجرس لينكولن

منذُ أوائل الثلاثينات للقرن التاسع عشر كان لينكولن الويغ الثابت (أي عضو في الحزب الأمريكي السياسي) وفي عام 1861 أُعلن للأصدقاء أنه " خط ويغ قديم ، تابع لهِنري كلاي".[54]، يفضل الحزب ومنهم لينكولن التحديث الاقتصادي في القطاع المصرفي والرسوم الجمركية الوقائية لتمويل تحسينات داخلية بما في ذلك السكك الحديدية وتبني التمدن [55]
في عام 1846، تم انتخاب لينكولن لمجلس النواب الأمريكي، حيث خدم لفترة واحدة مدتها سنتين، وكان لينكولن العضو (الويغ) الوحيد في وفد إلينوي ولكنه أظهر ولاء حزبه بمشاركته تقريبًا في جميع الأصوات وإلقاء الخطب التي دوَت في خط الحزب.[56] وبالتعاون مع عضو الكونجرس جوشوا (يوشَع) آر جيدجنز ، كتب لينكولن وثيقة إلغاء الرق في مقاطعة كولومبيا مع تعويض للمالكين، و تنفيذ القبض على العبيد الهاربين وإجراء تصويت شعبي على هذة المسألة. وقد وعندما فشل في جمع عدد كافي من المؤيدين تخلى عن الوثيقة[57]، وحول السياسة الخارجية والعسكرية، تحدّث لينكولن علنًا ضد الحرب المكسيكية الأمريكية وأرجع ذلك إلى رغبة الرئيس بولك لـ "المجد العسكري، أنه قوس قزح جذّاب و يرتفع في حمّام من الدم"[58]، ويؤيد أيضاً لينكولن شرط ويلموت (Wilmot) والذي يكون " إن تمّ اعتماده، من شأنه حظر الرق في أي إقليم إغتنمته الولايات المتحدة من المكسيك.[59]
أكد لينكولن معارضته لبولك (Polk) من خلال إعادة و تقديم قراراته الفورية و لقد بدأت الحرب بقيام المذبحة المكسيكية للجنود الأمريكيين في المنطقة المتنازع عليها من قبل المكسيك والولايات المتحدة؛ وقد أصر بولك (Polk) على أن الجنود المكسيكيين قد "غزوا أراضينا وأراقوا دماء أبناء وطننا على تربتنا"[60][61] طالب لينكولن بأن يقوم بولك (Polk) بعرض تلك البقعة المحددة التي تم إراقة الدماء عليها على النواب وإثبات أن تلك الأرض كانت على أرض أمريكية[61]، لم يقم مجلس النواب بتشريع القرار أو حتى مناقشته، وقد تجاهلته الصحف الوطنية، مما أسفر عن فقدان لينكولن للدعم السياسي في منطقته وقد قامت إحدى صحف إلينوي بإطلاق لقب يسخر منه"لينكولن المتبقع"[62][63][64]، أعرب لينكولن عن اسفه في وقت لاحق من بعض تصريحاته، وخصوصا هجومه على قوى صنع الحرب الرئاسية [65] و لم يكن من المرجح أن يفوز ريلازنغ كلاي (Realizing Clay ) بالرئاسة؛ قام لينكولن الذي قد تعهد في عام 1846 للخدمة فترة واحدة فقط في مجلس النواب بدعم اللواء زكاري تيلور (Zachary Taylor) للترشيح في الحزب الأمريكي المعارض للحزب الديموقراطي (الويغ) في الانتخابات الرئاسية 1848[66] ربح تايلور (Zachary Taylor) وآمل لينكولن أن يعين مفوض لدى دائرة الأراضي العامة، ولكن منصب الرعاية المربحة هذا ذهب لمنافس إلينوي، جستن بترفيلد، الذي اعتبرته الإدارة ليكون محاميا من ذوي المهارات العالية، ولكن من وجهة نظر لينكولن "متحجر قديم"[67]، وقد عرضت الإدارة عليه جائزة ترضية من وزير أو حاكم الإقليم لولاية أوريغون، وكان هذا الإقليم البعيد معقل الديمقراطية، وقبوله لذلك من شأنه أن ينهي مسيرته القانونية والسياسية فعليا في ولاية إيلينوي، لذلك رفضوا استئناف ممارسته القانون [68].
محام البراري

عاد لينكولن إلى مزاولة مهنة المحاماة في سبرينغفيلد، يتعامل مع "كل نوع من الأعمال التي يمكن أن تأتي قبل محام البراري"[69] ؛ مرتين في السنة لمدة 16 عاما، 10 أسابيع في كل مرة، ظهر في مقاعد المقاطعة في منطقة وسط الولاية عندما كانت محاكم المقاطعة في الجلسة[70]، قام لينكولن بمعالجة حالات نقل كثيرة في خضم التوسع في البلاد الغربية، وخاصة النزاعات الناشئة عن تشغيل المراكب النهرية تحت جسور السكك الحديدية الجديدة الكثيرة ؛ كرجل يحب الزوارق النهرية، فضل لينكولن في البداية تلك المصالح، ولكن في نهاية المطاف قام بتمثيل أي شخص يعينه[71] ، نمت سمعته، ومثل أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة، بحجة قضية تتعلق قارب قناة مسطح غرق بعد أن وصل إلى جسر[72][73] ، وفي عام 1849، حصل على براءة اختراع لجهاز التعويم لحركة القوارب في المياه الضحلة و لم تصبح الفكرة تجارية أبدا، ولكن لينكولن هو الرئيس الوحيد الحاصل على براءة اختراع.[74][75]
في عام 1851, مثّل لينكون شركة "آلتون و سانقامون" للسكك الحديدية في قضية ضد أحد المساهمين في هذه الشركة، وهو جيمس اي. باريت، الذي رفض دفع ما ترتب عليه من التزامات جراء تعهده بشراء أسهم في السكك الحديدية مبرراً رفضه بأن الشركة قامت بتغيير الطريق الأصلي للقطار. ترافع لينكون بنجاح لصالح الشركة[74][75] حيث أكد أنها لم تكن مُلتزمة بنص بالميثاق الأصلي في الوقت الذي قام فيه السيد باريت بتعهده، وأن الميثاق حينها كان قد تم تعديله لأجل الصالح العام الذي يقضي بتقديم طريق جديد ومحسّن وأقل تكلفة، وبذلك فإن الشركة ستحتفظ بحقها في مطالبة السيد باريت بالدفع، وقد تم الإستشهاد بالقرار الذي اتخذته محكمة إلينويز العيا من قبل محاكم عديدة في البلاد.[76] Lincoln appeared before the Illinois Supreme Court in 175 cases, in 51 as sole counsel, of which 31 were decided in his favor.[77] مثَل لينكون أمام محكمة إلينويز العليا 175 قضية، منها 51 قضية كان لينكون المحامي الوحيد فيها وقد ربح 31 قضية منها. ومن عام 1853 حتى عام 1860 كانت السكك الحديدية المركزية في إلينويز هي من أكبر موكلي لينكون.[78]
كانت أبرز القضايا الجنائية التي تولاها لينكون قد حدثت في عام 1858 عندما قام بالدفاع عن ويليام دوف آرمسترونغ، الذي كان يُحاكم بتهمة قتل جيمس بريستون متزكير.[79] هذه القضية اشتهرت لأن لينكون استخدم حقيقة استنتجها بالملاحظة القضائية ليطعن في مصداقية شاهد العيان. بعد أن شهد أحدهم ضد موكله مستنداً إلى رؤيته للجريمة تحت ضوء القمر وحينها قدم لينكون "تقويم المزارعين" الذي بين أن القمر في تلك الليلة كان في زاوية منخفضة مما يحد من إمكانية الرؤية بشكل كبير. واستنادًا إلى هذه الأدلة، تمت تبرئة آرمسترونغ.[79] وكان من النادر أن يرفع لينكون إعتراضاً في قاعة المحكمة لكنه في قضية 1859 والتي كان يدافع فيها عن ابنه عمه بيتشي هاريسون، الذي كان قد اتهم بأنه قد طعن أحدهم حتى الموت، في تلك القضية احتج لينكون غاضباً على قرار القاضي باستبعاد الأدلة التي كانت في مصلحة موكله وحينها بدلاً من أن يحقّر القاضي لينكون، كما كان متوقعاً، قام القاضي بالأخذ بأدلة لينكون وتمت تبرئة هاريسون.[79][80]
السياسة الجمهورية 1854-1860

الرق والبيت المنقسم

في الخمسينات من القرن التاسع عشر كان نظام العبودية لايزال مسموحاً به في الولايات الأمريكية الجنوبية ولكنه في الوقت نفسه كان قد تم حظره في الولايات الأمريكية الشمالية، كما في ولاية الينوي،[81] لينكون كان رافضاً لنظام العبودية الذي انتشر ليصل الولايات الأمريكية الغربية الجديدة،.[82] فعاد إلى السياسة ليعارض قانون كانسا نبراسكا 1854 المؤيد للعبودية،الذي ألغى قانون تسوية ميسوري 1820 المعني بتقييد العبودية وحصرها.
ستيفان أ.دوغلاس السيناتور لولاية الينوي الذي دمج السيادة الشعبية في القانون ليصل إلى بنود دوغلاس التي عارضها لينكون من جانبه التي تنص بأن المستوطنين هم من لهم الحق محلياً بتقرير اذا كانوا سيسمحون بالعبودية في الولايات الأمريكية الجديدة، وأن الأمر هذا لن يكون البت فيه في يد المجلس الوطني.[83] اريك فورنر (2010) قارن بين الجمهوريين الراديكاليين في الشمال الشرقي الذين ألغوا عقوبة الإعدام ويعارضون الرق ويعتبرونه خطيئة، يقارنهم مع الجمهوريين المحافظين الذين يرون العبودية سيئة لأنها تؤذي ذوي البشرة البيضاء وتمنع عملية التقدم. فيقول بأنه يرى بأن لينكون كان عدلاً في الوسط لأنه يعارض العبودية لسبب أساسي وذلك لأنها تنتهك مبادئ الجمهوريين التي وضعها الآباء المؤسسون،وخاصة فيما يعنى في المساواة بين كل الرجال والحكم الديموقراطي الذاتي كما ورد في اعلان الاستقلال[84]
في 16اكتوبر من عام 1854, أعلن لينكولن في خطابه المعروف ب (خطاب بيوريا) معارضته للإستعباد، الذي كرره وهو في طريقه للرئاسة [85]. تحدث بلكنته الكنتاكية مع صوته القوي جدا،[86] قائلا: "إن قانون كنساس يعلن التفرقة وكما أعتقد أنه يبث الحماس بسرية لنشر الإستعباد، ولايسعني إلا أن أكره ذلك". أكره ذلك بسبب ظلم ووحشية الإستعباد نفسه، أكرهه لأنه يحرم أمثالنا الجمهوريين من نفوذهم في العالم.."[87] في آواخر 1854، أصبح لينكولن بوصفه اليميني في مقعد الشيوخ الأمريكي عن ولاية الينوي. في أثناء ذلك تم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ من قبل مجلس التشريع للولاية.[88] بعد أن قاد الجولات الست الأولى في التصويت في مجلس الينوي، بدأ دعمه يتضاءل، فطلب لينكولن من مؤديه أن يدعموا ليمان ترمبل، الذي هزم جويل الدريتش ماتيسون المنافس له.[89] انقسم اليمينيون بقانون كانساس-نبراسكا بشكل لايمكن إصلاحه. وفي ذلك كتب لينكولن:" أعتقد أني يميني، لكن هناك آخرون يقولون لايوجد يمين، وأني لاأطبقه، على الرغم من أني لم أفعل شيئا أكثر من معارضة امتداد الإستعباد ".[90] وللإعتماد على بقايا الحزب اليميني القديم، وخيبة الظن من الأراضي الحرة، الحرية، وأعضاء الحزب الديموقراطي، كان بدوره الأساسي في صياغة الشكل الجديد للحزب الجمهوري.[91] في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري 1856، رشح لينكولن في المنافسة ليصبح نائب رئيس الحزب.[92]
في عام 1857-1858م، انفصل دوغلاس عن الرئيس جيمس بيوكانان، مما أدى إلى صراع من أجل تولي رئاسة الحزب الديموقراطي، بعض الجمهوريين في شرق الولايات المتحدة فضلّوا إعادة انتخاب دوغلاس لمجلس الشيوخ لعام 1858م، وذلك لأنه قاد المعارضة لدستور ليكومبتون، الدستور الذي اعترف بكنساس كولاية للعبيد.[93] وفي آذار 1857م،أصدرت المحكمة العليا قرارها في قضية "دريد سكوت ضد ساندفورد"، وقد عبر رئيسها روجر بى تاني عن رأيه بأن السود لن يتم اعتبارهم كمواطنين، وليست لديهم أي حقوق من الدستور، رفض لينكولن هذا القرار، بحجة أنه ناتج عن مؤامرة قام بها الديموقراطيون لدعم "سلطة العبودية"[94] . وقد جادل لينكولن قائلاً: إن الواضعين لإعلان الاستقلال لم يضمنوا الإعلان بمبادئ تؤكد المساواة في اللون، والحجم، والفكر، والأخلاق، والحقوق الاجتماعية، ولكنهم عبروا عن ذلك بمبدأ كل الرجال خلقوا متساوون في الحقوق الثابتة (التي لن يتم انتزاعها) ومن بينها الحياة، والحرية الشخصية، وتحقيق سعادتهم[95]
وبعد اتفاق الحزب الجمهوري بترشيح لينكولن لمجلس الشيوخ الأمريكي عام 1858م، سلّم لينكولن خطابه "خطاب البيت المُقسم"، وقد لفت الانتباه في الجزئية 3:25 من الخطاب، التي قد جاء فيها : "إن البيت المُنقسم على نفسه لا يُمكن أن يقف. أنني أؤمن بأن هذه الحكومة لا يُمكن أن تتحمل أن يكون نصفها عبيد والنصف الآخر مُحرر. وأنا لا أتوقع أن يحلّ هذا الإتحاد أنا لا أتوقع أن يسقط هذا البيت، لكني أرجح بأنه سيتوقف تمامًا على أن يكون مقسّم".[96] وقد تسبب الخطاب بوضع صورة واقعية لخطر الانشقاق الذي سيُسببه هذا الجدال حول العبودية، واحتشاد الجمهوريين عبر الشمال.[97] أعدّت المرحلة التالية لحملة انتخابات تمثيل ولاية إيلينوي، التي ستقرر من سيمثلها من بين لينكولن ودوغلاس كعضو في مجلس الشيوخ أمريكي[98]

 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:51 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

مناظرات لينكون ودوغلاس واتحاد كوبر

في عام 1858, مثَّلت حملة انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي المناظرات السبع بين لينكون ودوغلاس الحملة الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.[99] كانت مبادئ هاتين الحملتين متضاربةً بشكل واضح من الناحيتين السياسية والمادية. فقد حذر لينكون من أنَّ "قوَّة العبيد" سوف تشكل تهديداً لمبادئ الحزب الجمهوري، واتهم دوغلاس بتشويه القيمة العظيمة التي جسدها الآباء المؤسسون، وهي المساواة بين الأشخاص كافة بغض النظر عن اللون أو العرق "البشر كلهم خلقوا سواسية". بينما كان دوغلاس منهمكاً في التأكيد على عقيدة فوربت، كانت للمستوطنين المحليين الحرية التامة بالاختيار بين منع تجارة الرقيق أو السماح بها، وقاموا باتهام لينكون بالانحياز لجماعة التحرير من العبودية "الإلغائية".[100] خلقت هذه الحملات جواً من الروح القتالية، وجمعت الآلاف من الحشود. صرح لينكون بأن نظرية دوغلاس في "السيادة الشعبية" تشكل تهديداً لأخلاقيات الأمة، وأنه كان يمثل المؤامرة ضد الرقيق التي تتلخص في تمديد سياسة العبودية إلى الولايات الحرة. أما دوغلاس، فقد صرح بأن لينكون كان يتحدى صلاحيات المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية وقرار دريد سكوت (the Dred Scott Decision).[101]
بالرغم من أن ممثلي الاتحاد الجمهوري فازوا بمعظم الأصوات، إلا أن الديموقراطيين فازوا بعددٍ أكبر من الكراسي في مجلس الشيوخ الأمريكي، واستطاعوا أن يعيدوا انتخاب دوغلاس في المجلس عن طريق السلطة التشريعية. بغض النظر عن مرارة الدفاع عن لينكون، كان طرحه لموضوع اللاعبودية سبباً لازدياد شعبيته واكتسابه سمعةً قومية على مستوى الولايات المتحدة.[102] في مايو عام 1859، قام لينكون بشراء صحيفة إلينوي ستاتس أنزيجر (Illinois Staats-Anzeiger) الألمانية التي قامت بدعمه باستمرار، وبالرغم من أن معظم الأمريكيين الألمان الذين يبلغ عددهم 130.000 قاموا بالتصويت للحزب الديموقراطي، إلا أنه كان هناك أيضاً دعم للحزب الجمهوري يُمكن لصحيفةٍ ألمانية أن تقوم بحشده.[103]
في السابع والعشرين من فبراير عام 1860، دعى قادة حزب نيويورك لينكون لإلقاء خطاب في اتحاد كوبر لمجموعة من قادة الحزب الجمهوري الأقوياء. أوضح لنكون أن الآباء المؤسسين لهم عاملٌ بسيط في السيادة الشعبية، وقد سعوا مرارًا للحد من الرق. وأصر لينكون على أن الأساس الأخلاقي للحزب الجمهوري يتطلب معارضة الرق، ويرفض أي "التماس لبعض التوسط بين الصواب والخطأ".[104] وعلى الرغم من مظهر لينكون غير الأنيق الذي اعتقد العديد من الناس أنه محرج وقبيح[105] إلا أنه أظهر قيادة فكرية، وهذا ما أوصله إلى الصفوف الأمامية للحزب وإلى المنافسة على الانتخابات الرئاسية الجمهورية. وذكر الصحفي نوح بروكس (Noah Brooks) أنه "لا يوجد على الإطلاق إنسان في أي وقتٍ مضى صنع مثل هذا الانطباع في مرحلته الاستئنافية الأولى لجمهور نيويورك".[106][107] وقد وصف المؤرخ دونالد الخطاب بأنه خطوة سياسية ممتازة لمرشح لم يعلن عنه، ليظهر في الولاية الخاصة بمنافس واحد (وليام إتش سيوارد) في مناسبة مقدمة من الموالين للمنافس الثاني (سالمون بي تشيس Salmon P. Chase)، بدون ذكر كليهما بالاسم عند إيصاله".[108] و رداً على استفسار حول نواياه الرئاسية، قال لينكون "التذوق في فمي قليل".[109]
الحملة الانتخابية والترشح للرئاسة عام 1860م

انعقد المؤتمر الجمهوري لولاية إلينوي في مدينة ديكادور بولاية إلينوي في 9-10 من شهر مايو عام 1860م.[110] نظم مؤيدوا لينكون فريقاً لحملته الانتخابية بقيادة ديفيد ديفز (David Davis) ونورمان جاد (Norman Judd) وليونارد سويت (Leonard Swett) وجيسي دوبوس (Jesse DuBois)، حيث تلقى لينكون تأييده الأول للترشح للرئاسة.[111] وقد استغل مؤيدوا لينكون تأثير أسطورة الأوقات التي قضاها لينكون في العمل على الجبهات الحدودية مع والده ليطلقوا عليه لقب "مرشح السكة الحديد".[112] في 18 مايو وخلال المؤتمر الجمهوري القومي الذي عقد بشيكاغو وعد أصدقاء لينكون وتلاعبوا وفازوا بالترشح خلال الاقتراع الثالث، متفوقين على مرشحين مثل ويليام سيوارد (William H. Seward) وسالمون تشيس (Salmon P. Chase). تم ترشيح هانيبل هاملين (Hannibal Hamlin) العضو السابق في الحزب الديمقراطي من ولاية ماين لشغل منصب نائب رئيس المحافظة لموازنة القوى. اعتمد نجاح لينكون على سمعته باعتباره صاحب آراءٍ معتدلة بشأن قضية الرق، ودعمه القوي لبرامج وايجيش (amsWhiggish progr) للإصلاحات الداخلية والتعرفة الجمركية الوقائية.[113] في الاقتراع الثالث وضعته ولاية بنسلفانيا في المقدمة، حيث طمأن مصالح تجار الحديد في بنسلفانيا لدعمه التعريفات الوقائية.[114] وقد استطاع مديرو لينكون التركيز ببراعة على هذا الوفد، فضلاً عن غيرهم من الوفود، وبنفس الوقت اتباع تعليمات لينكون بأن "لا تُبرَم أي عقود قد تقيّدني".[115]
قام معظم من كان بالحزب الجمهوري بالاتفاق مع لينكولن على أن الشمال كان الطرف المتضرر، كما شددت قوة العبيد على الحكومة الوطنية مع قرارت دريد سكوت (Dred Scott) والرئيس جيمس بوكانان (James Buchanan). خلال فترة خمسينيات القرن التاسع عشر كان أبنكون يشك بنتائج الحرب الأهلية، أما داعموه فقد رفضوا الادعائات التي تقول أن انتخاباته قد تحرض على الانفصال.[116] في هذه الأثناء، كان دوغالاس قد اختير كمرشح للحزب الشمالي الديموقراطي.
من جهةٍ أخرى، انسحب المنودبون السياسيون من 11 ولاية من ولايات العبيد من الاتفاقية الديموقراطية، وذلك لاختلافهم مع موقف دوغلاس على السيادة الشعبية، وفي النهاية فقد اختير جون سي. بريكينريدغ (John C. Breckinridge) كمرشحهم.[117]
مع مضي دوغلاس والمرشحين الآخرين في حملاتهم الانتخابية، كان لينكون الوحيد منهم الذي لم يلق خطاباً. بالمقابل فقد قام بذكر الحملة الانتخابية عن قرب واعتمد على حماسية الحزب الجمهوري. قام الحزب بعملٍ شاق جاء له بأغلبية كبيرة من المؤيدين في الشمال، كما أنتج كمية وافرة للحملة الانتخابية من ملصقات ومنشورات وحتى افتتاحيات الصحف. كان هناك آلاف المتحدثين الجمهوريين الذين قاموا بالتركيز أولاً على البيان السياسي، وثانياً على قصة حياة لينكون، مؤكدين على طفولته البائسة. كان الهدف من ذلك توضيح القوة الفائقة لـ"العمل الحر"، بواسطة صبي مزرعة عادي كان باستطاعته العمل وشق طريقه للقمة بجهده الخاص.[118] تمكن حجم الإنتاج الأدبي الذي أنتجته الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري من القضاء على كل معارضةٍ له، فقد أنتج "كاتب تريبيون" بشيكاغو كتيّباً يحتوي تفاصيل حياة لينكون، وقد باع حوالي 100.000 إلى 200.000 نسخة منه.[119]
الرئاسة

حفل تتويج لينكون عند مدخل الكونغرس عام 1861.


انتخابات عام 1860

في السادس عشر من نوفمبر من عام 1860، انتخب لينكون ليصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وذلك بانتصاره في الانتخابات على ممثلي حزب الجنوب الديمقراطي ستيفن دوغلاس وجون بريكينريدج، وممثل حزب الاتحاد الدستوري الجديد جون بيل. وبذلك يكون أول رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري محققاً فوزاً كبيراً بدعم قوي ومتواصل من مناصريه في الشمال والغرب، حيث فشل في النجاح في 10 ولايات من أصل 15 ولاية من ولايات الرق الجنوب، وفاز فقط باثنتين من أصل 996 مقاطعة تشكل الولايات الجنوبية.[120] لقد حاز لينكون على 1,866,452 صوت بينما كان نصيب خصميه الديمقراطيين دوغلاس 1,376,957 صوتاً وبريكينريدج 849,781 صوتاً في الوقت الذي كان فيه جون بل الأقل بالحصول على 588,789 صوت. بمعدل يقارب 82.2٪ فاز لينكون بولايات الأحرار الشمالية، بالإضافة إلى كاليفورنيا وأوريغون. بينما فاز دوغلاس في ميسوري وتقاسم الفوز مع لينكون في نيوجيرسي.[121] انتصر بيل في فيرجينيا وتينيسي وكنتاكي. وبريكينريدج فاز في بقية ولايات الجنوب.[122] وبالرغم من أن لينكون انتصر فقط في أغلبية التصويت الشعبي إلا أن الفوز في الكلية الانتخابية (الناخبون العظماء) كان هو الحاسم، إذ حاز لينكون 180 من الأصوات بينما كان مجموع ما حازه خصومه 123 صوتاً فقط. وبينما تشكل تكتل سياسي يضم في قائمته جميع خصوم لينكون الذين اتحدوا لدعم اسم واحد من المرشحين في نيويورك ونيوجيرسي ورودي أيسلند، وبالرغم من أن أصواتهم اتحدت في كل ولاية أيضاً، إلا أن لينكون فاز بأغلبية الأصوات في الكلية الانتخابية.[123]
ما إن أصبح انتصار لينكون جلياً أوضح الانفصاليون نيتهم مغادرة الاتحاد قبل تولي لينكون كرسي الحكومة في شهر مارس التالي.[124] وفي ٢٠ ديسمبر من العام نفسه تولت ولاية كارولينا الشمالية زمام المبادرة بالإعلان عن مرسوم الانفصال، وفي مطلع شهر فبراير من العام التالي تبعتها ولايات فلوريدا وميسيسبي وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس.[125][126] بعد ذلك أعلنت ستة من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية.[125] ومن ثم اطلعت ولايات أعلى الجنوب والولايات الحدودية (ديلوري وماريلاند وفيرجينيا وكارولينا الشمالية وتينسيس وكنتاكي وميسوري وأركانساس) على دستور الانفصال حيث رفضته أولاً ومن ثم طعنت فيه.[127] رفض الرئيس جيمس بيوكانان والرئيس المنتخب لينكون الاعتراف بالتحالف الكونفدرالي حيث أعلنا أن الانفصال غير قانوني.[128] في الوقت الذي تم اختيار جيفرسون ديفيس رئيساً مؤقتاً له في ٩ فبراير عام 1861م.[129].
كانت هناك محاولات لتسوية الخلاف. حيث ظهرت تسوية كريتندن كامتداد لتسوية ميسوري عام 1820، وذلك بتقسيم الأراضي ما بين الرق والأحرار وهو مناقض لتوجه الحزب الجمهوري.[130] ولكن لينكون رفض هذه الفكرة قائلاً: "سأموت قبل أن أقبل أي تنازل أو تسوية تبدو كشراء امتياز لتملك هذه الحكومة التي نلناها بحق الدستور".[131] لقد دعم لينكون ضمنياً تعديل كوروين على الدستور والذي منح الكونغرس، قبل تولي لينكون السلطة، حماية الرق في الولايات التي كانت تعمل به، كما قدم ضمانة بعدم التعارض مع قانون الرق إلا بموافقة ولايات الجنوب.[132][133] قبل أسابيع قليلة من الحرب، تم مخاطبة كل حاكم لإعلامهم بأن الكونغرس أصدر قراراً بتعديل الدستور.[134] لقد كان لينكون متقبلاً لإمكانية عقد مؤتمر دستوري لإضافة التعديلات على الدستور.[135]
مستقلاً القطار، توجه لنكون عبر الجنوب إلى حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة، ليلقي خطابه أمام الحشود والمجلس التشريعي.[136] نجا الرئيس المنتخب من عملية اغتيال في بالتيمور تم كشفها بواسطة رئيس الحرس الخاص بلينكون السيد آلان بينكرتون. في 23 فبراير 1861 وصل لنكون متخفياً إلى واشنطن تحت حراسة عسكرية مشددة.[137] حيث وجه خطابه الرئاسي إلى الولايات الجنوبية معلناً أنه ليست لديه أي نية لإلغاء تجارة الرق في الولايات الجنوبية:
«بالرغم من أنه لايوجد أي سبب منطقي للخوف، إلا أن القلق أصاب سكان الولايات الجنوبية من احتمال وقوع خطر على ممتلكاتهم وأمنهم القومي إذا ما تمّ الانضمام للإدارة الجمهورية، والواقع أن الأدلة التي تثبت عكس مخاوفهم كانت واضحة ومتاحة للعيان طوال الوقت للنظر اليها، حيث وجدت تقريباً في كل خطابات لنكون التي نشرت له، وقد أعلن في إحدى تلك الخطابات: " ليست لدي أي نية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الاسترقاق في الولايات أينما وجدت، أؤمن تماماً بأنه ليس لدي الحق القانوني للقيام بذلك ولست ميالاً لفعل ذلك" - خطاب التنصيب الأول 4 مارس 1861.[138]»
أنهى الرئيس خطابه بنداء لشعب الجنوب قائلاً :"نحن لسنا أعداء بل أصدقاء، ولا ينبغي لنا أن نكون أعداء… تمد الذكرى أوتارها الخفية من كلِ ساحة معركة ومن كل ضريحٍ لشهداء الوطن، إلى كل القلوب التي تنبض بالحياة وإلى كل بيت ينعم بدفء العائلة في جميع أنحاء هذه الأرض الواسعة، و حينما تُثار تلك الذكريات من جديد سيزيد التأييد لقرار الاتحاد، وسيكون الدافع حينها الجانب الخيّر في طبيعتنا."[139] أشار فشل مؤتمر السلام عام 1861 إلى أن التسوية التشريعية أمرٌ بعيد الحدوث. وبحلول مارس عام 1861 لم يتقدم أي من قادة الثورة بطلب لإعادة الإنضمام للاتحاد تحت أي شرط، وفي هذه الأثناء اتفق لينكون وكل القادة الجمهوريين تقريباً على أن حل الاتحاد أمرٌ لا يمكن قبوله.[140]
بداية الحرب


لينكون مع اثنين من قادته العسكريين في الميدان، وعليه قبعته الطويلة التي اشتهر بها.


أرسل الرئيس روبرت أندرسون - قائد حصن سمتر الواقعة في كارولينا الجنوبية - طلباً إلى واشنطن لتزويده بالمؤن، وقام الرئيس بتنفيذ طلب لينكون في الحال، إلا أن ذلك الطلب كان يعتبر حسب وجهة نظر الانفصاليين عملاً حربياً. في 12 نيسان عام 1861 أطلقت القوات الكونفدرالية النيران على قوات الاتحاد في حصن سمتر لإجبارها على الاستسلام، وبدأت بذلك الحرب. يعتبر المؤرخ آلان نيفينز أن الرئيس لينكون - الذي تم تعيينه حديثاً آنذاك - قد وقع في ثلاثة أخطاء، وهي: التقليل من خطورة الأزمة، والمبالغة في قوة الرأي الاتحادي في الجنوب، وعدم إدراكه أن الاتحادات الجنوبية كانت تصر على أنها ضد الهجوم والغزو الشمالي.[141] وقد تحدث ويليام شيرمان إلى الرئيس لينكون في أسبوع تدشين الحرب، معبراً "بخيبة وحزن" عن فشله في إدراك "أن البلاد كانت تنام على بركان" وأن الجنوب كان يتجهز لخوض حرب.[142] أما دونالد فقد استنتج أن جهوده الكثيرة لمنع حدوث اصطدامٍ خلال الشهور الفاصلة بين التنصيب وهجوم الجنوبيين على حصن سمتر دليل على التزامه بيمينه بعدم البدء بسفك الدماء، ولكنه أقسم أيضاً بأنه لن يسلم الحصون. كان الحل الوحيد لهذه الآراء المتناقضة أن يبدأ الحلفاء بإطلاق النار، وهذا ما حدث.[143]
في 15 من أبريل، أمر لينكون جميع الولايات بإرسال كتائب يصل قوامها إلى 75,000 جندي لاستعادة الحصون وحماية واشنطن و" الحفاظ على الاتحاد". والذي في تصوره بقي موجوداً وسليماً رغم انفصال ولاياته. وقد أجبر هذا الأمر الولايات المختلفة على أن تختار الطرف الذي ستقف إلى جانبه في النزاع بوضوح. كافأت العاصمة الكونفدرالية ولاية فرجينيا حينما أعلنت انفصالها، وعلى الرغم من موقع مدينة ريتشموند المكشوف والقريب جداً من حدود الاتحاد، فقد صوتت كل من شمال كارولينا وتينيسي وأركانساس لصالح الانفصال في الشهرين التاليين. كانت فكرة الانفصال قوية لكلا ولايتي ميسوري وماريلاند، ولكنها لم تسود في ولاية كنتاكي، التي حاولت أن تقف على الحياد.[144]
توجه الجنود جنوباً إلى ولاية واشنطن لحماية العاصمة تلبيةً لأوامر لينكون. في 19 من أبريل، هاجمت الحشود التي كانت تتحكم بسكة الحديد في بالتيمور والمشاركة في حركات الانفصال عدداً من جنود الاتحاد الذين كانوا في طريقهم إلى العاصمة. أسر وسُجِن جورج ويليام براون رئيس بلدية بالتيمور وغيره من المشتبهين بهم من السياسيين بماريلاند دون ترخيص، كما علق لينكون إحضارهم إلى المحكمة.[145] توسل جون ميريمان قائد إحدى المجموعات الانفصالية بماريلاند لرئيس المحكمة العليا روجر ب. تاني لإصدار أمر بإحضارهم أمام المحكمة، قائلًا أن تعليق ميريمان دون عقد جلسة هو أمر غير قانوني، وأصدر تاني إثر ذلك أمراً بإطلاق سراح ميريمان، لكن لينكون تجاهله. وبعدها طوال فترة الحرب، هوجم لينكون من قبل الديموقراطين المناهضين للحرب بهجماتٍ ثقيلة من الذم والانتقادات أحياناً.[146]
توليه أمر الاتحاد في الحرب

بعد سقوط حصن سمتر، أدرك لينكون أهمية السيطرة الفورية التنفيذية على الحرب وصُنع استراتيجية عامة لإخماد التمرد. واجه لينكون أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة، وقد استجاب لذلك كقائدٍ أعلى باستخدام سلطاتٍ غير مسبوقة. فقد وسع صلاحياته العسكرية، وفرض حصاراً على كل موانئ الشحن الكونفدرالية قبل اعتماد صرف الأموال من قبل الكونجرس، وبعد تعليق حق المثول أمام المحكمة، اعتقل وسجن الآلاف من مؤيّدي الكونفدرالية. حاز لينكون تأييد الكونجرس والجمهور الشمالي لهذه الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك، كان لينكون يحاول تعزيز تعاطف الاتحاد القوي في الولايات المتحدة الأمريكية في حدود الرقيق لمنع الحرب من أن تتحول إلى نزاع دولي.[147]
كان الجانب العسكري مصدراً لإقلاق لنكون المستمر، حيث استحوذ الأمر على وقته واهتمامه. ومن البداية كان واضحاً أن الدعم الذي تلقاه من الحزبين هو شيء أساسي لنجاحه في الحرب، وأي تنازل سيؤدي إلى نفور الحزبين الجمهوري والديموقراطي. مثلاً في المناصب القيادية بالجيش التي يطمح لها كلا الحزبين. انتقد كوبرهيدز لينكون لرفضه تقديم تنازلاتٍ بشأن قضية العبودية، ولكن انتقده المحافظون من الحزب الجمهوري كذلك لتحركه البطيء جداً نحو إلغاء العبودية.[148] في السادس من أغسطس عام 1861م وقّع لنكون قانون المصادرة الذي يتيح للقضاء إكمال إجرات مصادرة وتحرير العبيد الذين اُستخدموا لدعم المشروع الحربي الكونفدرالي. كان لقانون المصادرة وتحرير العبودية أثر قليل عملياً، ولكنه كان بمثابة نقطة الانطلاق لتحرير الرق والعبودية.[149]
في أواخر اغسطس من عام 1861م قام الجنرال جون فريمونت (المرشح الجمهوري لعام 1856م) بإعلان الأحكام العرفية في ولاية ميسوري دون الرجوع لأخذ الإذن من الحكومة في واشنطن. وقام كذلك بإعلان منع حمل السلاح، حيث أنه سيُحَاكم عسكرياً ويقتل رمياً بالرصاص من يحمله، كما أعلن أن العبيد الذين يدعمون التمرد سيصبحون أحراراً. كان الجنرال فريمونت أساساً تحت تهمة الإهمال في إدارته وقيادته للقسم الغربي، وزادت على ذلك بعض الاتهامات بالاحتيال والفساد. نقض لنكون هذا القانون، لأنه بحدسه شعر أن قرار فيورمونت لتحرير العبيد كان سياسياً وليس عسكرياً ولا قانونياً.[150] وقد زاد عدد القوات في التجنيد من ميريلاند وكنتاكي وميسوري إلى أكثر من 40 ألف جندي.[151]
هددت قضية ترينت في أواخر عام 1861م بقيام حرب مع بريطانيا العظمى. حيث اعترضت البحرية الأمريكية سفينة تجارية بريطانية باسم "ترينت" بصورة غير قانونية في أعالي البحار، كما ضبطت اثنين من المندوبين الكونفدراليين. احتجت بريطانيا بشدة في حين ابتهجت الولايات المتحدة الأمريكية. حل لينكون القضية بالإفراج عن الرجلين، وبذلك تفادى الدخول في حرب مع بريطانيا.[152] وكان نهج لينكون للسياسة الخارجية في البداية هو الكفُّ ورفع اليد، وذلك لقلة خبرته، حيث ترك معظم التعيينات الدبلوماسية وغيرها من المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية لوزير خارجيته وليام سيوارد. كان رد فعل سيوارد الأول لقضية ترينت عدوانياً للغاية، لذلك توجه لينكون أيضاً إلى السيناتور تشارلز سومنر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وخبير في الدبلوماسية البريطانية،[153] كما اقترض لينكون ودرس كتاب هنري هوليك عناصر الفن والعلوم العسكرية من مكتبة الكونغرس لمعرفة النواحي العسكرية التقنية من المسألة.[154]
راقب لينكون بشق الأنفس التقارير والبرقيات القادمة لوزارة الحرب في واشنطن العاصمة، وداوم بجهدٍ على جميع مراحل العمل العسكري، وتشاور مع المحافظين، واختار الضباط على أساس نجاحهم في الماضي (وكذلك للولاية والحزب اللذين ينتمون إليهما). في يناير عام 1862 وبعد عدة شكاوى عن عدم الكفاءة والتربح في وزارة الحرب، استبدل لينكون سيمون كاميرون بستانتون إدوين ليكون أمين الحرب. كان ستانتون واحداً من الديمقراطيين المحافظين العديدين (أيّد بريكنريدج في انتخابات عام 1860) والذي أصبح مناهضاً للرق جمهورياً تحت قيادة لينكون.[155] ومن حيث استراتيجية الحرب، صاغ لينكون أولويتين: لضمان الدفاع الجيد عن واشنطن، ولإجراء محاولة لشن الحرب العدوانية من شأنها أن تلبي طلب الشمال الموجه لتحقيق النصر. توقع رؤساء تحرير الصحف الكبرى الشمالية الانتصار في غضون 90 يوماً.[156] اتجمع لينكون مرتين في الأسبوع مع مجلس وزرائه في فترة ما بعد الظهر، وأحياناً أجبرته ماري لينكون على ركوب عربةٍ لإعرابها عن قلقها كونه يعمل بجهد هائل.[157] تعلم لينكون من رئيس الموظفين العام هنري هاليك - طالب الاستراتيجي الأوروبي جوميني - الحاجة الماسة للسيطرة على مواقع استراتيجية مثل نهر المسيسيبي،[158] وكان أيضاً يعلم جيداً أهمية فيكسبرج ويتفهم ضرورة هزيمة جيش العدو، بدلاً من الاستيلاء على الأراضي فحسب.[159]
الجنرال ماكليلان

عيّن لينكون اللواء جورج ب. ماكليلان قائدا عاماً لجميع قوات الجيش بعد هزيمة الإتحاد في المعركة الأولى قرب Bull Run وتقاعد وينفيلد سكوت الذي كان قد تقدم به العمر في أواخر 1861م.[160] تخرج ماكليلان حديثاً من West Point، وهو المدير التنفيذي للسكك الحديدية، وهو أيضاً ديموقراطي من بنسلفانيا. وقد استغرق ماكليلان عدة أشهر في السعي والتخطيط لمعسكره "معسكر شبه الجزيرة" ولكن هذه المدة كانت أطول مما أراد لينكولن. هدف هذه الحملة العكسرية كان أسر ريتشموند وذلك عن طريق تحريك "جيش بوتوماك" بالقارب إلى شبه الجزيرة وثم التوجه براً إلى عاصمة الكونفدراليين. التأخيرات المتكررة من قبل ماكليلان كانت قد أحبطت لينكون والكونغرس، كما أحبطهم أيضاً موقفه من أن واشنطن لا تحتاج قوات للدفاع عنها. أصر لينكون على أن يُبقي بعض من قوات ماكليلان للدفاع عن العاصمة وأما ماكليلان الذي كان دائماً يبالغ في تقدير قوة القوات الفدرالية، حمّل قرار لينكون مسؤولية الفشل الذي توصل إليه "معسكر شبه الجزيرة".[161]
أقال لينكولن ماكليلان الأمين العام للرئيس وعين بدله هنري ويجرهانك هوليك في مارس عام 1862م. بعد رسالة ماكليلان "رسالة هاريسن المقصودة" التي عرضت عليه مشورة سياسية بدون تزكية تحث لينكولن على الحذر من المجهود الحربي.[162] أثارت رسالة لينكلون غضب جمهور الراديكالي الذين ضغطوا بنجاح على لينكولن لتعيين الجمهوري البابا جون كرئيس الجيش الجديد لفرجينا. استجاب البابا إلى رغبة لينكولون الإستراتيجية للتحرك نحو ريتشموند باتجاه الشمال وبالتالي يحمي العاصمة من الهجوم ومع ذلك يفتقر إلى التعزيزات المطلوبة من ماكليلان، يأمر الآن جيش نهر بوتوماك هزم البابا هزيمة ساحقة في المعركة الثانية للمضاربة على الصعود في صيف 1862م، مما اجبر جيش بوتوماك للدفاع عن واشنطون للمرة الثانية.
[163] توسعت الحرب أيضا عن طريق العمليات البحرية في عام 1862م عن طريق باخرة فرجينا CSS المسماة بالباخرة الأمريكية سابقا عندما دمرت أو حطمت سفن الاتحاد الثلاث في نورفولك، فرجينيا قبل أن تشارك، ودُمرت من قبل الباخرة الأمريكية .
اعاد لينكولن نظره كثيرا في إرسال الضباط البحريين لاستجوابهم أثناء اشتباكهم في معركة شارع هامبتون.[164]


 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:52 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

رغم عدم رِضى لينكولن عن فشل ماكليلان في تعزيز البابا، فقد كان يائساً، وأمر بإعادة جمع القوات حول واشنطن، مما أدى لإستياء جميع من في حكومته ما عدا سيوارد.[165] وبعد يومين من عودة ماكليلان للسلطة، عبرت قوات الجنرال روبرت إدوارد لي نهر بوتوماك إلى ولاية ماريلاند، مما أدى إلى قيام معركة أنتيتام في سبتمبر عام 1862.م.[166] وقد كان انتصار نقابة العمال الذي تلى ذلك من بين الإنتصارات الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، ولكنه مكن لينكولن من أن يعلن أنه سوف يُصدر إعلان التحرير في شهر يناير. وبعد أن شكل لينكولن الإعلان في وقت مبكر، انتظر نصر عسكري لنشره ليتجنب النظر للإعلان على أنه نتاج اليأس.[167] وقد قاوم ماكليلان طلب الرئيس الذي شرع جيش لي المنسحب والمكشوف في تنفيذه، في حين أن نظيره الجنرال دون كارلوس بويل رفض الأوامر بالمثل بأن يتحرك جيش أوهايو ضد قوات المتمردين في ولاية تينيسي الشرقية. ونتيجة لذلك، استبدل لينكولن بويل بروسكرانس وليام، وبعد الانتخابات النصفية لعام 1862م، استبدل ماكليلان بالجمهوري أمبروس برنسايد. وكان كل من في هذه الاستبدالات معتدلين سياسيًا وأكثر دعمًا للقائد العام مستقبلاً.[168]
بدأ برنسايد ، خلافًا لنصيحة الرئيس، مبكرًا بعبور هجومي لنَهر راباهانوك حيث هزمه لي بشكل مذهل في فريدريكسبيرغ في شهر ديسمبر. ولم يُهزم برنسايد في ساحة المعركة فحسب، بل كان أن جنوده ساخطين وغير منضبطين. وكان عدد المنشقين خلال عام 1863م بالآلاف وزاد العدد بعد فريدريكسبيرغ.[169] وأحضر لينكولن جوزيف هوكر، رغم سجله في الحوار الحر حول الحاجة إلى الدكتاتورية العسكرية.[170]
جلبت الإنتخابات النصفية في عام 1862م الخسائر الجسيمة للجمهوريين بسبب الإستياء الحاد من الحكومة لفشلها في التوصل لنهاية سريعة للحرب، إضافة لإرتفاع معدل التضخم، والضرائب الجديدة العالية، وإشاعات الفساد، وإرجاء المثول أمام المحكمة، و قانون التجنيد العسكري، ومخاوف إضعاف العبيد المحررين لسوق العمل. وقد تم إعلان التحرير في سبتمبر وحصد أصوات الجمهوريين في المناطق الريفية في نيو انجلاند والغرب الأوسط العلوي، ولكنه خسر الأصوات في المدن والغرب الأوسط السفلي. وبينما كان الجمهوريين محبطين، كان الديمقراطيين نشيطين وأبلوا بلاءً حسنًا خاصة في ولاية بنسلفانيا وأوهايو وإنديانا ونيويورك. ولم يحافظ الجمهوريين على أغلبيتهم في الكونغرس وفي الدول الكبرى، ما عدا نيويورك. وأكدت الجريدة الرسمية سينسيناتي "أن الناخبين كانوا مكتئبين بسبب طبيعة الحرب اللامنتهية، والتي استمرت حتى الآن، وبسبب إستنفاذ الموارد الوطنية بشكل سريع دون إحراز تقدم".[171]
في الربيع من عام 1983 لينكولن كان متفائلاً في الحملات العسكرية المقبلة ووصل به التفكير بأن نهاية الحرب قد تكون وشيكة إذا تمت سلسلة الانتصارات هذه جميعها، ومن ضمن هذه الخطط هجوم هوكر على جيش القائد لي في شمال ريتشموند، روسكرانس على تشاتانوغا، غرانت على فيكسبرج، وهجوم بحري على تشارلستون.
وفي معركة تشاسيلورسفيلي في شهر أيار كان الانتصار لجيش لي على جيش هوكر، ولقد استمر هوكر بقيادة وحداته العسكرية لبضع اسابيع متجاهلاً أمر لينكولن بتقسيم وحداته العسكرية، ومن المحتمل أنه نفس سبب انتصار القائد لي في هاربرز فيري، لذلك قدم هوكر استقالته التي قبلها لينكولن. واستلم مكانه جورج ميد الذي لاحق جيش لي إلى ولاية بينسيلفانيا حيث قامت سلسلة معارك أو ما يسمى بالحملة العسكرية جيتيسبيرغ، وكان الانتصار فيها للاتحاد "الفيدرالي" على الرغم من أن جيش لي امتنع عن أن يؤخذ كأسرى. وفي نفس الوقت وبعد الاخفاقات الأولية، نظم جرانت حصاراً فيكسبيرج وحقق الأسطول البحري للفيدراليين انتصارات في ميناء شارليستون. وبعد معركة جيتيسبيرغ أدرك لينكولن بأن قراراته العسكرية ستكون أكثر تأثيراً وفعالية إذا تم تناقلها عبر وزير الحرب أو القائد العام لجيشه إلى جميع الجنرلات في الحرب، الذي بدورهم اغتاظوا من تدخل لينكولن بخططهم العسكرية، واعتاد أيضاً لينكولن بإعطاء توجيهات مفصلة للجنرلات متخذاً دور رئيس الأركان.
إعلان تحرير العبيد (الرق)

أدرك لينكولن بأن سلطة الحكومة الفدرالية في مسألة إنهاء نظام العبودية مقيدة بالدستور الذي كان قبل عام 1865 يلزم كل ولاية باتخاذ قرارها الفردي بشأن نظام العبودية. ولكن لينكولن أثناء وقبل انتخابه ظل يناقش ويجادل بأنه إذا أرادوا إنهاء نظام العبودية تماماً يجب أن يمنعوا توسعه وتواجده في المقاطعات الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية. ومع بداية الحرب حاول اقناع الولايات بقبول "سياسة تعويض العتق أو التحرير" بدلاً من "سياسة حظر العبودية". آمن لينكولن بأن تقليص العبودية بهذه الطرق سيخلصهم منها بطريقة اقتصادية وموافقة للدستور، كما تصوّر الآباء المؤسسون.
لينكولن تفهم سلطة الحكومة الفيدرالية لانهاء "الاسترقاق" حيث أنها كانت محدودة بموجب الدستور والذي كان قبل عام 1865 حيث كانت كل ولاية لها دستورها الخاص. لينكولن كان معترض قبل وأثناء انتخاباته أن انهاء عبودية الرق قد يمنع من زيادة انتشار الأراضي الأمريكية. في بداية الحرب لينكولن يريد اقناع الولايات تغيير الدستور إلى تحرير العبيد بدلاً من الحظر. رفض الرئيس لينكولن محاولتين للتحرر المحدود في منطقتين جغرافيتين، إحداهما قام بها اللواء جون فريمونت في آب 1861 والأخرى قام بها اللواء ديفيد هنتر في أيار 1862 بحجة أنهم لم يكن في وسعهم فعل أكثر من ذلك وأن "سياسة تعويض العتق" ستزعج الولايات المجاورة الموالية للاتحاد الفيدرالي.
في التاسع عشر من يونيو سنة 1862 أصدر الكونغرس حظر للعبودية في جميع الأراضي الاتحادية بعد أن أقر ذلك الرئيس "لينكولن" لينكون وفي يوليو سنة 1862 تم تمرير قرار المصادرة الثاني "Second Confiscation Act " والذي ينص على تحرير عبيد كل من يُدان بمساعدة المتمردين.
وعلى الرغم من معرفة لينكولن بأن الكونغرس لن يستطيع تحرير العبيد في الولايات، إلا أنه وافق على مشروعية القانون احتراما للهيئة التشريعية.
ورأى ان إجراء كهذا ينبغي أن يقوم به القائد الأعلى للقوات المسلحة باستخدام القوات الحربية الممنوحة للرئيس بموجب الدستور، كان لينكون يخطط لاتخاذ هذا الإجراء. فيذلك الشهر، ناقش لينكون مسودة إعلان تحرير العبيد مع حكومته وذكر فيها: " "كإجراء عسكري ملائم و ضروري فإن جميع الأشخاص المملوكين كعبيد في الولايات الكونفدرالية أحراراً ابتداءً من 1 يناير 1863 و إلى الأبد".[167]
كان لينكون سراً قد قرر أن العبودية يجب أن تلغى تماماً من التحالف. لكن جماعة الرؤوس النحاسية قالوا أن هذا التحرير يشكل حجر عثرة للسلام وإعادة التوحيد. وكان المحرر الجمهوري من صحيفة "منبر نيويورك" المؤثرة قد انطلت عليه الحيلة ,[172] والتي فنّدها لينكون في خطابه الداهية في 22 اغسطس 1862 .
وقال الرئيس إن الهدف الرئيسي لتصرفاته كرئيس (وقد استخدم ضمير الشخص الأول ليشير بوضوح إلى "العمل الرسمي" له) هو الحفاظ على الاتحاد. :[173]
« "هدفي الرئيسي من وراء هذا الصراع هو الحفاظ على الاتحاد وليس استمرار الرق أو إنهاءه"، إن استطعت أن أنقذ الاتحاد من دون تحرير العبيد سأفعل ذلك، وإذا كان بإمكاني حفظه عن طريق تحريرجميع العبيد سأفعل ذلك وإذا كان بإمكاني حفظه عن طريق تحرير بعض وترك الآخرين سأفعل ذلك أيضاً، ما أقوم به فيما يتعلق بالرق، والأعراق الملونة، أقوم به لأنني أعتقد أنه يساعد على إنقاذ الاتحاد، وما امتنع عنه، امتنع عنه لأنني لا أعتقد أنه سيساعد على إنقاذ الاتحاد ..... لقد ذكرت هنا هدفي وفقا لرؤيتي لواجبي الأساسي، ولا أعتزم تبديل رغبتي التي لطالما تبنيتها في أن يكون كل رجل على وجه الأرض حر.[173] »
أعلن إعلان التحرير الذي صدر في 22 سبتمبر من عام 1862، وبدأ تنفيذه في 1 يناير من عام 1863، تحرير العبيد في 10 ولايات لم تكن في ذلك الوقت تحت سيطرة الإتحاد، إضافة إلى إعفاءات حُددت لمناطق تحت سيطرة الإتحاد مسبقًا في ولايتين.[174] قضى لينكولن المئة يوم التالية يجهز الجيش والأمة للتحرير، بينما رفع الديمقراطيين ناخبيهم في الإنتخابات السنوية لعام 1862 من خلال التحذير من خطر العبيد المُحررين الذي يتعرض له لبيض الشماليين.[175]
وبمجرد أن أصبح إلغاء الرق في الولايات المتمردة هدفًا عسكريًا، كما قدمت جيوش الإتحاد في الجنوب، كان عدد أكبر من العبيد مُحرر إلى أن تم تحرير ثلاثة ملايين منهم في الإقليم الكونفدرالي. وكان تعليق لينكولن على التوقيع على الإعلان: "لم أشعر، في حياتي، أبدًا بيقين أن ما كنت أفعله صواب أكثر مما أفعل بتوقيع هذه الورقة".[176] واصل لينكولن لبعض الوقت ، "خُطط وضعها مسبقاً" لإقامة المستعمرات للعبيد المُحرّرين حديثًا. وعلق بشكل إيجابي على الإستعمار في إعلان التحرير، ولكن فشلت كل المحاولات المماثلة لهذا الإجراء الضخم [177] وأعلن بعد التحرير بأيام قليلة أن 13 من الحكام الجمهوريين اجتمعوا في مؤتمر حكام الحرب "؛ وقد أيدوا إعلان الرئيس، ولكن اقترحوا صرف الجنرال جورج بي ماكليلان من الخدمة كقائد لجيش الإتحاد.[178]
استخدام العبيد السابقين في الجيش كان سياسة الحكومية الرسمية بعد صدور إعلان التحرير. وبحلول ربيع عام 1863، كان لينكولن على إستعداد لتجنيد الجنود السود في أكثر من أعداد رمزية. وفي رسالة إلى أندرو جونسون، الحاكم العسكري لولاية تينيسي، يشجعه على الريادة في رفع الجنود السود، كتب لينكولن "، النظرة المجرّدة لخمسين ألف من الجنود السود المسلحين والمدربين على ضفاف نهر المسيسيبي ستنهي التمرد في آن واحد "[179] وبحلول نهاية عام 1863، عند توجيه لينكولن، جند الجنرال لورنزو توماس 20 فوج من السود من وادي المسيسيبي [180] ، ودون فريدريك دوغلاس ذات مرة للينكولن:" لم أذكر أبدًا في "رفقته "بأصلي المتواضع، أو بلوني غير الشعبي ".[181]
خطاب جيتيسبيرغ

بإنتصار الاتحاد في معركة جيتيسبيرغ في يوليو من عام 1863، وهزيمة الرؤوس النحاسية في إنتخابات أوهايو في فصل الخريف، حافظ لينكولن على قاعدة قوية من دعم الحزب، وكان في وضع قوي ليعيد تعريف جهد الحرب، رغم أعمال الشغب في مدينة نيويورك كانت المرحلة محددة لخطابه عند مقبرة ساحة معركة جيتيسبيرغ.[182] وفي تحد لتنبؤ لينكولن بأن "العالم سيلاحظ قليلاً، ولا يذكر طويلاً ما نقوله هنا،" أصبح الخطاب الأكثر نقلاً وإقتباسًا في التاريخ الأميركي.[4]
أُلقي خطاب جيتيسبيرغ في تفاني مقبرة الجنود الوطنية في جيتيسبيرغ، بنسلفانيا، في ظهيرة يوم الخميس، الموافق 19 نوفمبر من عام 1863. في 272 كلمة، وثلاث دقائق، وأكد لينكولن أن الأمة لم تولد في عام 1789، ولكن في عام 1776، "وتصور الحرية، وكرس مقولة أن كل الناس خلقوا متساوين." وقد عرف لينكولن الحرب بأنها جهد مكرس لمبادئ الحرية والمساواة للجميع. وتحرير العبيد أصبح جزء من جهد الحرب الوطني. وأعلن أن وفاة هذا العدد الكبير من الجنود الشجعان لن يذهب سدى، وأن الرق سينتهي كنتيجة للخسائر، وأن مستقبل الديمقراطية سيكون مؤكد أن "حكومة الشعب، من الشعب، وللشعب ، لن تفنى في هذه الأرض ". وختم لينكولن بأن الحرب الأهلية كان لها هدف عميق: ولادة جديدة للحرية في الأمة [183][184]
الجنرال جرانت

فشل ميد في القبض على جيش لي أدى إلى الانسحاب من جيتسبرغ ومع السلبية المستمرة لجيش البوتوماك (Potomac) اقتنع لينكولن بتغيير قيادة الجيش، وقد أعجب لينكولن في انتصارات القائد يوليسيس جرانت في معركتي شيلوه ومخيم فيكاسبرغ (Vicksburg) ورشح جرانت ترشيحا قوياً لقيادة اتحاد الجيش ثم قال بعد إنقادات طالته لتقديمه يوسلي قرانت للقيادة " لايمكنني التخلي عن ذلك الرجل، إنه يحارب " [185] ؛ رأى لينكون بأن التغييرات في الجيش قد تؤدي إلى سلسلة من الهجمات المنسقة في عدة أماكن، حيث حصل على قائد وافق على استخدام قوات سوداء [186]، ومع ذلك، أعرب لينكون عن قلقه من ترشيح يوسلي قرانت للرئاسة في عام 1864، كما حدث مع ماكلين (McClellan) و رتب مع وسيطاً للتأكد من نوايا جرانت السياسية، وبعد التأكد من أن نواياه غير سياسية، قدم لينكون القائد جرانت لمجلس الشيوخ لترقيته إلى قيادة جيش الإتحاد، وحصل على موافقة مجلس الشيوخ لمنح قرانت رتبة قائد أعلى للجيش، التي لم يحصل أي ضابط عليها منذ عهد الرئيس جورج واشنطن.[187]
شن جرانت حملته البرية الدموية في عام 1864م، و تعرف هذه الحرب غالباً بحرب الإستنزاف، نظرا للخسائر الفادحة التي لحقت بصفوف الاتحاد في عدة معارك منها معركة البرية ومعركة الميناء البارد ؛ وعلى الرغم من تمتع القوات الكونفدرالية بمركز الدفاع إلا أن خسائرهم كانت مماثلة تقريبا لنظيرتها في قوات الاتحاد.[188]، ومما أثار قلق الشمال ارتفاع عدد الخسائر في الأرواح، خاصة أن جرانت قد فقد ثلث جيشه وتساءل لينكولن عن مخططات جرانت والذي أجاب قائلا: "أقترح أن نقاتل على هذا الخط حتى وإن كلفنا ذلك الصيف كله".[189]
افتقدت القوات الكونفدرالية إلى التعزيزات وبالتالي كان جيش لي (Lee) يتقلص في الحجم مع كل معركة مكلفة، وتحرك جيش جرانت نحو الجنوب عابراً نهر جيمس (James river) فارضاً الحصار وحفر الخنادق خارج مدينة بطرسبرغ (Petersburg) في ولاية فيرجينيا و بعد ذلك قام لينكولن بزيارة مطولة لمقر جرانت في مدينة بوينت (Point city) في ولاية فيرجينيا مما أتاح للرئيس فرصة الاجتماع شخصيا مع جرانت و ويليام تيكومسيه شيرمان وذلك للتشاور حول عملية القتال وفي نفس الوقت قام (شيرمان Sherman) الذي كان متمركزا في كارولينا الشمالية بزيارة خاطفة لجرانت [190] ، فقام لينكولن والحزب الجمهوري بحشد الدعم للمشروع في جميع المناطق الشمالية وتعويض الخسائر [191] .
لينكون أذن لجرانت استهداف البنية التحتية الكونفدارية مثل: المزارع، السكك الحديدية والجسور، أملاً في تدمير الروح المعنوية للجنوب وليضعف القدرة الاقتصادية لمواصلة القتال؛ و حركة جرانت إلى بطرسبرغ أدت إلى إعاقة ثلاث سكك حديد بين ريتشموند والجنوب وهذه الاستراتيجية سمحت للجينيرال شيرمان (Sherman) و فيليب شيريدان لتدمير المزارع والمدن في وادي شينانداوه بولاية فيرجينيا، والمتسبب في الضرر كان "شهر شيرمان مارس إلى البحر" (وهو الاسم الشائع لحملة السافانا) عبر جورجيا عام 1864 والذي كان محدداً إلى 60 ميل (97 كيلومتر) رقة ولكن لا لينكولن ولا قادته رأوا التدمير كغاية أساسية ولكن بدلا من الهزيمة من اتحاد الجيوش ، كما نيلي 2004 توصلت أنه لم يكن هناك جهد للإنخراط في الحرب الشاملة ضد المدنيين كما في الحرب العالمية الثانية [192] .
المتحالف الجنرال جوبال اندرسون إيرلي (Jubal Anderson Early) بدأ في سلسلة من الاعتداءات في الشمال التي هددت الثروة، وخلال هجوم إيرلي المفاجئ على العاصمة واشنطن عام 1864 كان لنكولن يشاهد الصراع من موقع مكشوف وقد صرخ عليهم الكابتن اوليفر ويندل هولمز (Oliver Wendell Holmes) (انخفضوا ،قبل أن تقتلوا، أنتم أغبياء) [193] وبعد اتصالات متكرره على جرانت للدفاع عن واشنطن شيردان كان معين والتهديد من إيرلي كان مرسل [194].
كما تابع غرانت انهاك قوات لي، وبدأت الجهود لمناقشة السلام وقاد نائب رئيس الكونفدرالية ستيفنز مجموعة ليقابلوا لينكولن وسيوارد وآخرون في طرق هامبتون، ورفض لنكولن السماح لأي تفاوض مع الكونفدرالية بشكل مساوي الهدف الوحيد له كان اتفاق لإنهاء القتال والاجتماعات لم تقدم أي نتائج [195] .
في الأول من أبريل 1865 تجاوز جرانت قوى لي بنجاح في قتال فايف فوركس وكان أقرب لتطويق بطرسبرغ والحكومة الكونفدرالية أخلت ريتشموند، وفي أيام لاحقة عندما سقطت تلك المدينة زار لينكولن العاصمة الكونفدرالية المهزومة ولما كان يمشي عبر العاصمة، الجنوبيون البيض كانوا حديدي الوجوه (يلبسون الحديد على وجوههم) ولكن العبيد الأحرار استقبلوه كبطل، وفي التاسع من أبريل، استسلم لي لجرانت في ابوماتوكس والحرب كانت قد انتهت رسميا [196].
كان لينكولن متخصصا في السياسة يجمع شمل الحزب الجمهوري ويحافظ على تماسكه بشتى طوائفه، إضافة إلى حربه مع الديمقراطيين كإدوين ستانتون (Edwin M. Stanton) وأندرو جونسون (Andrew Johnson). امضى لينكولن ساعات عديدة في الأسبوع للتحدث مع السياسيين من مختلف انحاء الأرض مستخدما نفوذه - الذي توسع بشكل كبير خلال فترة السلم- وتمكن من جمع طوائف حزبه معا، وعمل على دعم سياسته الخاصة، وصد جهود المتطرفين لاسقاطه من لائحة المرشحين عام 1864.[197][198] في اتفاقية 1864، اختار الحزب الجمهوري اندرو جونسون، كديموقراطي من جنوب ولاية تينيسي، لتولي منصب نائب الرئيس. ولتوسيع التحالف حتى يشمل اعداء الديموقراطية والجمهوريين، قاد لينكولن حملته تحت مسمى حزباً لاتحاد جديد.[199]
عندما تحولت حملات جرانت (Grant's) في ربيع عام 1864 إلى مأزق دموي وما قد تسببه خسائر الاتحاد، والنقص في النجاح العسكري من تأثير على احتمال عدم إعادة انتخابه للرئاسة، وخشية العديد من الجمهوريين من مختلف انحاء البلد من هزيمة لينكولن.
مشاركا مخاوفه، وقع لينكولن تعهدا بأن يخسر الانتخابات، لكنه أراد أن يهزم الكونفدرالية قبل أن يسلم البيت الأبيض.[200]
حتى هذا الصباح، كما سابقاً، كان من الواضح جداً احتمال أن هذا الحكم لن يعاد انتخابه. فكان من الواجب التعاون مع الرئيس المنتخب، والحفاظ على الاتحاد بين الانتخابات و توليه الحكم، فقد كان مطمئنا بأن انتخابه مبدئيا لا يعني أنه سينتخب مرة اخرى.[201]
بينما تبع منبر الديموقراطية "جناح السلام" للحزب، وسميت الحرب بـ"الفشل" فقد أيد مرشحهم اللواء جورج برينتون مكيلان الحرب ورفض المنبر، وقد ساعد لينكولن غرانت بمزيد من القوات وجهز حزبه لتجديد دعمه لغرانت في المجهود الحربي وقد أنهى اعتقال شيرمان على مدينة أطلانطا في سبتمبر وأسر ديفيد فارغوتس على مدينة موبيل فترة التوتر الإنهزامية [202] و تم تقسيم الحزب الديمقراطي بشدة وعلانية مع بعض القادة ومعظم الجنود للينكولن؛ وعلى النقيض من ذلك، كان حزب الاتحاد الوطني متحداً ومنشطاً بينما قدم لينكولن تحرير القضية المركزية وعرض الأحزاب الجماهيرية المشددة على الخيانة لأبناء الجزء الشمالي من الولايات المتحدة [203] وتم تجديد انتخاب لينكولن بانتصار ساحق ليتولى جميع الولايات باستثاء ثلاثة ولايات واستحق صوت 78٪ من أصوات اتحاد الجنود [204] .
في الرابع من مارس 1865 ألقى لينكولن خطاب تنصيبه الثاني وذكر أنه يعتبرها خسائر كبيرة على الجانبين ولكنها إرادة الله؛ و لخص المؤرخ مارك نول بأنها تصنف "ضمن القبضة الصغيرة لنصف النصوص المقدسة والتي كون بها الأميركيون مكانهم في العالم" [205] وقال لينكولن:
« " نتمنى بحب واعتزاز و نصلي بحرارة، إن هذه الكارثة العظيمة للحرب قد تموت بسرعة، إلا إذا أراد الإله أن تستمر إلى أن تتكدس كل الأغراض بواسطة 250 عاماً من الكدح بلا مقابل لرجل مملوك "عبد"، و إلى أن تكون كل قطرة سقطت من الدم مسلوبة مع السوط، وكما قيل قبل 3000 سنة مضت لايزال يجب الدفع بسلب آخر بالسيف، لذلك لا يزال يجب القول أن "إن الأحكام الصادرة عن الرب صحيحة وصالحة تماما"؛ لا شيء يجنيه الغل، والإحسان يكون للجميع؛ فمع الحزم في الحق و كما أن الله يساعدنا لرؤية الحق، دعونا نعمل على الانتهاء من العمل الذي نحن فيه لإزاحة جراح الأمة ولرعاية من يتحمل المعركة ولأرملته وليتيمه ولبذل كل ما يمكن أن يحقق ويعزز سلاما عادلاً ودائماً فيما بيننا ومع كل الأمم.[206] »
فترة حكم الحكومة الفدرالية للولايات الكونفدرالية الجنوبية

بدأت فترة حكم الحكومة الفدرالية للولايات الكونفدرالية الجنوبية خلال الحرب، حيث كان لينكولن و رفاقه يتطلعون للإجابة عن التساؤل حول كيفية إعادة دمج الولايات الجنوبية التي تم احتلالها، و عن كيفية تحديد مصائر قادة الكونفيدرالية والعبيد المحررين؛ بعد وقت قليل من استسلام لي طلب لواء من لينكولن إخباره عن كيفية التعامل مع المؤيدين المهزومين للاتحاد الأمريكي، فأجاب لينكولن: "اسمحوا لهم بالصعود بسهولة"[207]، وتماشياً مع هذا الرأي قام لينكولن بقيادة المعتدلين بخصوص سياسة الحكم الفدرالي للولايات الكونفدرالية الجنوبية، وقد عارضه في هذا الجمهوريين المتطرفين تحت قيادة الجمهوري ثاديوس ستيڤينز و السيناتور تشارلز سمنر والسيناتور بينجامين ويد، وحلفاء سياسيين للرئيس في قضايا أخرى؛ وتصميماً على العثور على المسار الذي يضمن توحيد الأمة دون التفريط في الجنوب، حث لينكولن على أن تجرى انتخابات سريعة بشروط سخية طوال فترة الحرب، وفي رسالته المعلنة في منظمة العفو في الثامن من ديسمبر 1863، عرض العفو على الذين لم يعقدوا مكاتب كونفدرالية مدنية وعلى الذين لم يسيئوا معاملة سجناء الإتحاد والذين على استعداد لتوقيع قسم على الولاء.[208]
نظراً لأن الولايات الجنوبية أُخضعت، كان يجب اتخاذ قرارات بشأن قياداتها ريثما يعاد تشكيل إدارتها. كانت ولايتي تينيسي وأركانساس ذات أهمية خاصة حيث عين لينكولن الجنرال أندرو جونسون والجنرال فريدريك ستيل كحكام عسكريين على التوالي. في لويزيانا طلب لينكولن من الجنرال ناثانييل بانكس أن يطور خطة تعيد حكومة الحكومة إذا وافق 10 % من المصوتين على ذلك. انتهز خصوم لينكولن الديموقراطيين هذه التعيينات لاتهامه باستخدام الجيش لضمان طموحاته وطموحات الجمهوريين السياسية. على جانب آخر، اتهمه المتطرفون بأن سياسته متساهلة كثيراً ومرورا سياستهم الخاصة (وثيقة وايد-داڤيس) في 1864. عندما نقض لينكولن الوثيقة انتقم المتطرفون برفضهم تعيين ممثلين منتخبين من لويزيانا وأركانساس وتينيسي.[209]
تعيينات لينكولن صُممت لتسخّر فئات المعتدلين والمتطرفين للعمل سويّة. لشغل منصب ثاني رئيس القضاة في المحكمة العليا عيّن لينكولن مرشح المتطرفين سامون تشايس والذي اعتقد لينكولن أنه سيدعم التحرير وسياسة النقود الورقية.[210]
بعد إعلان التحرر والذي لم يطبق في كل الولايات، لينكولن زاد الضغط على الكونغرس من أجل حظر العبودية في جميع أنحاء الدولة وذلك بتعديل الدستور. حيث أوضح لينكولن أن تعديلاً مثل هذا سيحسم الموضوع كله.[211] وبحلول ديسمبر 1863، تم طرح مقترح لتعديل دستوري ينص على حظر العبودية تماماً في الكونغرس، ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب عدم موافقة ثلثي النصاب في مجلس النواب 15 يونيو 1864. بعد ذلك تم طرح مقترح التعديل مرة أخرى كجزء من برنامج التكتل الجمهوري في انتخابات 1864. وبعد مناقشة طويلة في المجلس، تم تمرير المحاولة الثانية لتتم الموافقة بواسطة الكونغرس في 31 يناير 1865، وأرسلت لمجالس الولايات التشريعية للموافقة.[212][213] بعد الموافقة الكاملة أصبح هذا التعديل هو الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الأمريكية في 6 ديسمبر 1865.[214]
ومع اقتراب انتهاء الحرب، إعادة إعمار الجنوب في ظل رئاسة لينكولن أصبح مستمراً، إيماناً بأن الحكومة الفيدرالية لها المسئولية تجاه الملايين من الأحرار. وقع لينكولن على قانون السيناتور شارلز سمنر الخاص بمشروع ديوان تحرير العبودية الرسمي والذي أسسته مؤقتاً الوكالة الفيدرالية حيث صمم للتعرف على الاحتياجات الفورية للعبيد. القانون أعطى أرض مع عقد إيجار لمدة ثلاث سنين بالإضافة إلى الحق الشرعي لإمكانية الشراء للأحرار الرسميين. وأوضح لينكولن بان خطة لويزيانا لم تطبق لكل الولايات التي تحت الإعمار. وقبل اغتياله بفترة قليلة أوضح لينكولن بأن لديه خطة جديدة لإعادة إعمار الجنوب. المناقشات مع مجلسه الاستشاري كشفت بأن لينكولن جهز خطة تحكم عسكرية قصيرة المدى على الولايات الجنوبية، حتى يتم إعادة القبول بتحكم النقابيين الجنوبيين بها بحيث تكون تحت قيادتهم.[215]
إعادة تعريف الجمهورية والجمهوراتية

الأحرار الذين حرّروا في إعادة تعريف الجمهورية والجمهوراتية، كنتيجة لنجاح إعادة توحيد الولايات تم طرح اسم الدولة، حيث استخدم تاريخياً مسمّى " الولايات المتحدة "، في بعض الأحيان بصيغة الجمع " هذه الولايات المتحدة "، وفي مرات أخرى باستخدام صيغة المفرد دون أخذ القواعد النحوية بالاعتبار، وفي نهاية القرن التاسع عشر أدت الحرب الأهلية دوراً مهماً في هيمنة الصيغة المفردة لمسمى الدولة.[216]
في السنوات الأخيرة، لفت المؤرخون من أمثال هاري يافا، وهيرمان بيلز، وجون ديقينز، وفيرنون بيرتون، وإريك فونر الانتباه إلى إعادة تعريف لينكولن لقيَم الجمهورية، كما في بدايات 1850م في الوقت الذي ركز فيه الخطاب السياسي على حرمة الدستور، تابع لينكولن تأكيداته نحو إعلان الاستقلال كأساس للقيم السياسية الأمريكية والتي أسماها "المرساة الكبرى" للجمهورية.[217]
شدّد الإعلان الدستوري على الحرية والمساواة للجميع، وعلى النقيض من التسامح الدستوري للعبودية، تحول الأمر إلى مناظرة. وكما لخّص ديقينز فيما يتعلق بخطاب كوبر أونيون المؤثر في بدايات 1860م "منح لينكولن الأمريكان نظرة للتاريخ والتي عرضت مساعدة عميقة للرأي ومصير الجمهوراتية".[218] حيث اكتسب موقفه قوّة كبيرة كنتيجة لتسليطه الضوء على الأساس الأخلاقي للجمهوري، بدلاً من تشريعاتها.[219] وعلى الرغم من ذلك، وفي العام 1861م برّر لينكولن الحرب من حيث التشريعات (إن الدستور عقدٌ بين الأحزاب المختلفة، وما إن يخرج عليه حزبٌ واحد فإن على الأحزاب الأخرى أن توافق)، ومن ثم فإنه من الواجب الوطني أن يُضمن الطابع الجمهوري للحكومة في كل ولاية [220] في 2008 ذكر بيرتون أن جمهورية لينكولن نالها بالأحرار الذين حرّروا فيها.[221]
وفي خطابه التنصيبي الأول في مارس من العام 1861م، كشف لينكولنعن طبيعة الديمقراطية. حيث استنكر الانفصال والفوضى، موضحاً أن حكم الأغلبية يجب موازنته بواسطة القيود الدستورية في النظام الأمريكي، حيث قال "يكبح جماح الأغلبية بواسطة الضوابط والقيود الدستورية، ودائماً تتغير بسهولة بالتغيرات المدروسة من أراء وميول الشعب، إنها السيادة الحقيقية الوحيدة للناس الأحرار".[222]
ما بعد الحرب

كان لينكون يميل إلى اتخاذ سياسة مرنة ومتسامحة نسبياً مع الولايات المهزومة، بخلاف الكثير من أعضاء حزبه الذين كانوا أكثر تطرفاً. أما بخصوص العبيد، فعلى الرغم من معارضته للعبودية وقضائه عليها بشكل كبير، إلا أنه لم يكن مؤمناً بالمساواة بين الأعراق، وكان يميل إلى الرأي القائل بإرسال السود المعتوقين إلى جزر الكاريبي أو سواحل أفريقيا حفاظاً على السلم الأهلي من وجهة نظره، وإن لم يقم عملياً بشيء في ذلك الصدد.
ثورة الهنود الحمر

حصلت في عهده ثورة لقبيلة السو الهندية في ولاية مينيسوتا في الشمال الغربي للبلاد، تم القضاء عليها وإعدام ما يقارب الثلاثمائة من الثوار بعد توقيع لينكون على قرار الإعدام.
التشريعات الأخرى

التزم لينكولن بنظرية الرئاسة اليمينية التي أعطت الكونجرس المسؤولية الرئيسية لكتابة القوانين في حين وقعت مسؤولية تنفيذها على السلطة التنفيذية. اعترض لينكولن على أربعة قوانين فقط أقرها الكونجرس: أهم قانون هو قانون ويد-ديفيد مع برنامجه القاسي لإعادة الإعمار.[223] في عام 1862، وقع على (قانون المنازل) الذي جعل ملايين الأفدنة من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة متاحة للبيع بأسعار منخفضة جداً. كذلك تم التوقيع على (قانون موريل لمنح الأراضي) في عام 1862 والذي نص على منح أراضي للكليات الزراعية في كل ولاية. (قانون سكة حديد المحيط الهادي) لعام 1862 و1864 قدم دعماً اتحادياً لبناء أول سكة حديد عابرة للقارات في الولايات المتحدة، والتي اكتمل بناؤها عام 1869 [224] كان الإقرار على (قانون المنازل) و(قانون سكة حديد المحيط الهادي) ممكناً بسبب غياب أعضاء الكونجرس وأعضاء الشيوخ الجنوبيين الذين عارضوا تلك التشريعات في الخمسينات من القرن التاسع عشر.[225]
تتضمن التشريعات المهمة الأخرى تتضمن لزيادة الايرادات لأجل الحكومة الفدرالية: التعريفات (سياسة مع سابقة طويلة)، وضريبة الدخل الفدرالي الجديدة. وفي عام 1861، وقع لنكولن تعريفة موريل الثانية والثالثة، وقد أصبح القانون الأول في إطار جيمس بوكانان (James Buchanan). وفي نفس العام، وقع لنكولن على مرسوم الإيرادات لعام 1861، و وضع أول ضرائب دخل أمريكية.[226] وأدى ذلك إلى ضريبة ثابتة بنسبة 3% من الدخل فوق 800 دولار (20,700 بالدولار الحالي). والذي تغير لاحقا بمرسوم الإيرادات عام 1862 إلى هيكل معدل تدريجي.[227]
كما ترأس لنكولن مهمة توسيع نفوذ الحكومة الفدرالية الاقتصادية في مناطق عديدة أخرى. قدم إنشاء نظام البنوك الوطنية من قبل مرسوم المصارف الوطنية شبكة مالية قوية للبلاد. كما أنشأت أيضا العملة الوطنية. وفي عام 1862، أنشأ الكونغرس وزارة الزراعة بموافقة لنكولن.[228] وفي نفس العام أرسل لنكولن الجنرال جون بوب (John Pope)، لإخماد "انتفاضة سو" في ولاية مينيسوتا (Minnesota). قدمت بتنفيذ أوامر 303 على سانتي داكوتا (Santee Dakota) المدان بقتل الأبرياء من المزارعين، أجرى لنكولن استعراضاً شخصيا لهذه الأوامر، وافق على 39 منها في نهاية الأمر (وقد أجل واحدة).[229] وقد خطط الرئيس لنكولن لإصلاح السياسة الهندية الفدرالية.[230]
فيما تلي خسائر غرانت (Grant) في حملته ضد لي (Lee)، كان لينكولن ينتظر اتصال إجرائي آخر لمشروع عسكري، لكن لم يحل أبداً. رداَ على الشائعات عن فرد، مع ذلك فإن محرري صحيفة عالم نيويورك ومجلة التجارة نشروا إعلان عن مشروع مزيف الذي أعطى فرصة للمحررين وغيرهم من العاملين في المطبوعات على احتكار سوق الذهب. كانت ردة فعل لينكولن بأنه أرسل أقوى الرسائل إلى وسائل الإعلام فيما يخص هذا التصرف، وأمر الجيش بحجز الورقتين. ودام الحجز لمدة يومين.[231] لينكولن"Lincoln" هو المسئول بشكل كبير عن تأسيس عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.[232] قبل رئاسة لينكولن، عيد الشكر، في حينها هي عطلة إقليمية في نيو إنجلاند (New England) منذ القرن 17، كانت قد أعلنت عنه الحكومة الاتحادية بشكل متقطع وفي تواريخ غير منتظمة. وكان آخر إعلان تم خلال فترة رئاسة الرئيس جيمس ماديسون(James Madison) قبل 50 عاماً. في عام 1863، أعلن لينكولن في آخر خميس في شهر نوفمبر في ذلك العام بأنه سيكون يوم عيد الشكر.[232] في حزيران عام 1864، وافق لينكولن على منح اليوسمايت (Yosemite Grant) التي يسننها الكونغرس (Congress)، حيث وفرت حماية غير مسبوقة للمنطقة والتي تعرف الآن بمنتزه يوسيميتي الوطني.[233]
التعيينات القضائية

 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:53 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

تعيينات المحكمة العليا
  • ناوا هاينس سواين (Noah Haynes Swayne) عام 1862.

  • صامويل فريمان ميلار (Samuel Freeman Miller) عام 1862.
  • ديفيد دافيز (David Davis) عام 1862.
  • ستيڤين جونسن فييلد (Stephen Johnson Field) عام 1863.
  • سالمون پورتلند تشايس (Salmon Portland Chase) (رئيس المحكمة العليا) عام 1864.
أظهر لينكولن فلسفة في ترشيحاته للمحكمة العليا وهي "لا نستطيع سؤال أي شخص عن ماذا سوف يفعل، وإذا اضطررنا لذلك، واضطر هو للجواب، فيجب علينا ازدراءه. لذلك يجب علينا أخذ الأشخاص المعروفة آرائهم مسبقاً".[232] عيّن لينكولن خمس قضاة للمحكمة الأمريكية العليا. ناوا هاينس سواين، رُشح في 21 يناير، 1862 وعيّن في 24 يناير من نفس السنة، واختير كمحامي مناهض للعبودية، وهو من دعاة الوحدة. وبالنسبة لصامويل فريمان ميلار فقد رشح وعين في 16 يوليو لسنة 1862 وكان من الداعمين لحملة لينكولن الانتخابية لعام 1860. أما ديفيد دافيز فكان مدير حملة لينكولن الانتخابية لعام 1860، رشح في 1 ديسمبر، 1862 وعين في 8 ديسمبر من نفس السنة، وقد عمل سابقاً كقاض في محكمة لينكولن لولاية إلينوي. ستيڤين جونسن فييلد، القاضي السابق في المحكمة العليا لولاية كاليفورنيا، رشح في 6 مارس لسنة 1863، وعين في 10 مارس من نفس العام. خلق تعيين فييلد في المحكمة العليا نوعاً من التوازن الجغرافي والسياسي بين القضاة باعتباره ينتمي للحزب الديمقراطي. أخيراً، رُشح سالمون بورتلند تشايس، والذي كان وزير الخزانة في حكومة لينكولن كرئيس للمحكمة العليا، وعُين في نفس اليوم في 6 ديسمبر 1864. كان لينكولن مؤمناً بإمكانيات تشايس وقدرته على دعم وإعادة بناء التشريعات وكان لتعيينه الأثر الإيجابي في توحيد الحزب الجمهوري.[234]
التعيينات القضائية الاخرى

قام لينكون بتعيين 32 قاضي فدرالي، من بينهم أربعة قضاة معاونين وقاضي يعتبر كبير القضاة في المحكمة العليا للولايات المتحدة، و 27 قاضيا تم تعيينهم في محاكم مقاطعات الولايات المتحدة. لم يقم لينكون بتعيين أي قاضي في دائرة المحاكم خلال الفترة التي قضاها في منصبه.
انضمام الولايات إلى الاتحاد

انضمت فيرجينيا الغربية إلى الاتحاد في 20 يونيو 1863، والتي ضمت المقاطعات الشمال غربية السابقة لفرجينيا والتي فيما بعد انفصلت عن فيرجينيا بعد اعلان الكومنويلث انفصالها عن الاتحاد.
وكشرط لانضمام فيرجينيا الغربية للاتحاد، طلب إلغاء تدريجي للعبودية في الدستور.
نيفادا، والتي اصبحت ثالث ولاية في الغرب الأقصى من القارة، انضمت كولاية مستقلة في 31 أكتوبر 1864. [235]
اغتيال


اغتيال أبراهام لينكون


وعلى الرغم من أنه لم ينضم إلى الجيش الكونفدرالي، إلا أن جون ويلكس بوث كان ممثلاً معروفاً وجاسوساً كونفدرالياً من ولاية ماريلاند، وقد قام باتصالات مع الاستخبارات الكونفدرالية [236].
في عام 1864، وضع بوث خطة (تشبه إلى حد بعيد خطة (توماس آن كونراد) سبق أن أذنت بها الكونفدرالية)[237] لخطف لينكولن للمقايضة به من أجل الافراج عن السجناء الكونفدراليين.
ولكن بعد حضوره خطاب لنكولن في 11 أبريل 1865 م دعم فيه حق السود بالتصويت، غضب بوث وتغيرت خططه وأصبح أكثر عزما على اغتيال الرئيس.[238]
بعد علمه أن الرئيس، السيدة الأولى، ورئيس الاتحاد العام يوليسيس اس غرانت، ستحضر مسرح فورد، وضع بوث خطة مع المتآمرين لاغتيال نائب الرئيس اندرو جونسون، ووزير الدولة ويليام.
دون حارسه الأساسي، غادر -وارد هيل لامون- لينكولن لحضور مسرحية "ابن عمنا الأمريكيين" يوم 14 ابريل. في حين اختار غرانت وزوجته في آخر لحظة السفر إلى فيلادلفيا بدلا من حضور المسرحية.[239]
وغادر حارس لينكولن، جون باركر، مسرح فورد خلال الاستراحة للانضمام لنكولن للشراب في صالون ستار المقابل المقابل. وجلس الرئيس بدون حراسة في مكانه في الشرفة.
اغتناماً للفرصة، تسلل بوث من الخلف وعند حوالي 10:13 مساءً استهدف الجزء الخلفي من رأس لنكولن وأطلق النار من مسافة قريبة ليصيب الرئيس إصابة قاتلة، في تلك اللحظة تصدت الرئيسية هنري راثبون لاحظات مع بوث، ولكن بوث طعنها وهرب.[240][241]
بعد أن ظل هاربا لمدة 10 أيام، وجد بوث في مزرعة في ولاية فرجينيا، بمسافة أكثر من 70 ميلا (110 كم) إلى الجنوب من واشنطن، وبعد معركة قصيرة مع قوات الاتحاد، قتل بوث على يدالرقيب بوسطن تكوربيت في 26 أبريل.[242] كان يجلس الطبيب تشارلز ليل -جراح الجيش- في مكان قريب في المسرح وقام بمساعدة الرئيس على الفور. وجد الرئيس لايستجيب، وبالكاد يتنفس مع عدم وجود نبض ظاهر. لقد رأى أن الرئيس كان قد أصيب بطلق ناري في الرأس، وليس طعن في الكتف كما كان أصلًا يعتقد، وحاول إزالة تجلط الدم، وبعد ذلك بدأ الرئيس يتنفس بشكل طبيعي أكثر.[243] أُخذ الرجل المحتضر عبر الشارع إلى بيت بيترسن. وبعد أن دخل في غيبوبة لمدة تسع ساعات، توفي لينكولن صباحاً في الساعة 7:22 يوم 15 أبريل. وسُئل وزير المشيخي فينس دينسمور غرلي لتقديم الصلاة، بعد ذلك حيا وزير الحرب ستانتون وقال "إنه منتمٍ للتاريخ الآن".[244]
ثم أُصطحب جسد لينكولن المغطى بالعلم في المطر إلى البيت الأبيض، من قبل ضباط الإتحاد محسوري الرأس، في حين رنت أجراس الكنائس في المدينة. أدى الرئيس اندرو جونسوناليمين الدستورية في الساعة 10:00 صباحاً، بعد أقل من 3 ساعات بعد وفاة لينكولن. وُضع الرئيس الراحل في الغرفة الشرقية، ثم في بهو الكابيتول (Capitol Rotunda) في الفترة من 19 أبريل وحتى 21 أبريل. لرحلته النهائية مع ابنه ويلي، تم نقل الصناديق في الناقلة التنفيذية "الولايات المتحدة الأمريكية" ولمدة ثلاثة أسابيع كان القطار الخاص بجنازة لينكولن مزين برايات ذات لون أسود.[245] كانت الرحلة بطيئة من واشنطن إلى سبرينغفيلد حيث توقفت الناقلة عند العديد من المدن في شمال ولاية إلينوي لأجل أن يشهد جنازته مئات الآلاف على نطاق واسع. وكذلك الكثير من الناس الذين تجمعوا في سباق تكريم غير رسمي مع فرق غنائية، بالمشاعل و الترانيم.[246][247] أو كتقديس صامت مع القبعات الموضوعة في اليد كما في موكب السكك الحديدية الذي مر ببطء.
الاعتقادات الدينية والفلسفية

لينكون, رسمت بواسطة جورج بيتر الكسندر هيلي عام 1869


كان من الواضح أن لينكولن في شبابه كان مشككاً في الدين [248] أو كما ورد في سيرته أنه كان محطماً للرموز الدينية [249] وقد كان استخدامه المتكرر للغة الدينية والمجاز الديني لاحقاً قد عكس معتقداته الشخصية الخاصة أو ربماقد كان نصيحة للتقرب من جمهوره الذين كانوا غالباً من البروتستانت الإنجيليين [250]، ولم ينضم لينكولن أبداً لكنيسة مع أنه كان يزورها كثيراً مع زوجته [251] ولكنه كان مطلعاً بعمق على الإنجيل واقتبس منه وأشاد به [252]؛ وفي الأربعينات من القرن التاسع عشر اشترك بمذهب الضرورة وهو مذهب يؤكد على أن العقل الإنساني تسيطر عليه قوة أعلى؛ أما في الخمسينات من القرن التاسع العاشر اعترف لينكولن بالعناية الإلهية بشكل عام ونادراً ما استخدم اللغة الإنجيلية أو المجاز الإنجيلي، واحترم لينكولن الحكم الجمهوري للقسيسين المؤسسين وبجلهم تبجيلاً دينياً [253] ؛ وعندما عانى لينكولن من موت ابنه إدوارد اعترف بشكل متكرر باحتياجه إلى أن يعتمد على الإله [254] وقد يكون موت ابنه ويلي في فبراير عام 1862 هو ما جعل لينكولن يتجه للدين للعزاء ولإيجاد الأجوبة [255]، وبعد موت ويلي فكر من وجهة نظر إلهية لماذا كانت قسوة الحرب ضرورية؛ وفي ذلك الوقت كتب لينكولن أن الإله " كان يستطيع أن يحفظ أو يدمر الاتحاد بدون صراع إنساني ومع ذلك بدأ وبكون ذلك الصراع قد بدأ كان يمكن للإله أن يعطي النصر النهائي لأي فريق وفي أي يوم ومع ذلك الصراع مازال متواصلاً "[256] ؛ ونقل عن لينكولن أنه قال لزوجته ماري في مسرح فورد في اليوم الذي اغتيل فيه أنه يرغب بزيارة الأرض المقدسة [257].
السمعة التاريخية

في استطلاعات للرأي قام بها متخصصين لتصنيف الرؤساء من الأربعينات من القرن التاسع عشر حاز لينكولن باستمرار على إحدى المراتب الثلاث الأولى، وغالباً يكون في المرتبة الأولى [5][6]، وفي دراسة أجريت عام 2004 لوحظ أن المتخصصين في مجال التاريخ والسياسة أعطوا لينكولن المرتبة الأولى بينما متخصصوا القانون قد وضعوه في المرتبة الثانية بعد واشنطن[258]؛ وفي جميع استطلاعات الرأي الرئاسية التي أجريت منذ عام 1948 تم تصنيف لينكولن في المراتب العليا في معظم الاستطلاعات شليزنجر 1948 و شليزنجر 1962 واستطلاع موراي بلسينق 1982 واستطلاع شيكاغو تريبيون عام 1982 واستطلاع شليزنجر 1996 واستطلاع سي سبان 1996 واستطلاع رايدينق-ماكيفر 1996 واستطلاع تايم 2008، واستطلاع سي سبان 2009؛ وبشكل عام فإن أفضل ثلاثة رؤساء حسب التصنيف هم أولاً لنكولن وثانياً جورج واشنطن وثالثاً فرانكلين روزفلت، وبالرغم من أن لينكولن و واشنطن، و واشنطن وروزفلت قد يكون الترتيب بينهما معكوساً أحياناً [259].
اغتيال الرئيس لينكولن صنع منه شهيداً وطنياً ووهبه تقديراً أسطورياً نسبياً ولطالما نُظر إلى لينكولن كبطل في حرية الإنسان بعدما ألغى عقوبة الإعدام، ويربط الجمهوريون اسم لينكولن بحزبهم والكثير وليس الجميع في الغرب اعتبروا لينكولن كاسم للقدرة الخارقة[260].
وقد جادل شوارتز أن شهرة لينكولن زادت ببطء في نهاية القرن التاسع عشر حتى عصر التحرر مابين 1900 و 1920 حيث ظهر كأحد الأبطال المبجلين في التاريخ الأمريكي بموافقة حتى من البيض الجنوبيين. كانت القمة في 1922 بإهداء تمثال لينكولن في المول في واشنطن.[261] في the new dealera لم يبجل الليبراليون لينكولن لأنه رجل كوّن نفسه أو لأنه رئيس حربي عظيم بل لأنه كان كالمحامي عن الرجل العام والذي كان وبدون شك يدعم دولة الرفاهية. في سنوات الحرب الباردة تحولت صورة لينكولن لتؤكد رمز الحرية الذي جلب الأمل لهؤلاء الذين اضطهدوا بواسطة الحكم الشيوعي.[262]
بحلول السبعينات 1970 أصبح لينكولن بطلاً بالنسبة للسياسيين المحافظين [263] لوطنيته الشديدة ودعمه للمشاريع التجارية وإصراره على إيقاف انتشار العبودية وعمله بمبادئ لوكرين وبوركين نيابة عن الحرية والتقاليد ولإخلاصه لمباديء الآباء المؤسسين.[264][265][266] كناشط يميني كان لينكولن متحدثاً رسمياً لفوائد المشاريع التجارية، مفضلاً للتعريفة المرتفعة والبنوك والتطوير الداخلي وسكة الحديد بمقابل الديموقراطيين الزراعيين.[267]
ويليام س هاريس وجد أن تبجيل لينكولن للآباء المؤسسين والدستور والقوانين الدارجة تحته والحفاظ على الجمهورية ومؤسساتها ساندت وقوت محافظيته (التزامه بمباديء حزب المحافظين).[268]
أكد جايمس ج راندال على تسامحه خصوصاً تفضيله للتقدم المنظم وعدم ثقته في الانفعالات الخطيرة وتردده تجاه مشاريع الإصلاح (السيئة التخطيط). وختم راندال بأن لينكولن كان متحفظ في تجاهله التام لذلك النوع المسمى راديكالي (متطرف) الذي يتضمن التعسف ضد الجنوب وكراهية ملاك العبيد والتعطش للانتقام والتآمر الحزبي والمطالب الشحيحة لتحويل المؤسسات الجنوبية فجأة للدخلاء.[269]
في نهاية عام 1960 م، كانت لدى الليبراليون أمثال المؤرخ ليرون بينيت افكار اخرى، خصوصاً فيما يتعلق بنظرة لينكولن للقضايا العنصرية.[270][271] حصل بينيت على اهتمام واسع عندما سمى لينكولن بالأبيض المؤمن بتساوي الأجناس في 1968 م [272] ولاحظ استخدام لينكولن للشتائم العرقية، عندما اطلق نكات ساخرة على السود، مصراً على معارضة المساواة المجتمعية، ومقترحا إرسال العبيد المحررين إلى دول اخرى. رد المناصرون أمثال المؤلفين ديرك وكاشين بان ليكولن لم يكن سيئا بقدر السياسيين، [273] وبأنه ذو رؤية بصيرة اخلاقية وأنه وبحذاقة قدم المطالب بإلغاء العبودية بقدر السرعة المطلوبة سياسياً [274]. ابتعد التركيز عن لينكولن المحرر إلى النقاش بأن السود حرروا أنفسهم من العبودية. أو على الأقل كانوا مسئولين عن الضغط على الحكومة للتحرير.[275][276] كتب المؤرخ باري شوراتز في عام 2009 م بأن صورة لينكولن لدى الناس تدهورت وتاكلت وتضائلت مكانتها واصبحت محل سخرية في نهاية القرن العشرين.[277] وفي الجهة المقابلة، عبر دونالد عن رأيه في سيرته الذاتية بأن لينكولن كان موهوباً بشكل واضح في سماته الشخصية فيما يسمى بالقدرات العكسية، والتي أظهرها الشاعر جون كيتز وأرجعها إلى القادة الاستثنائيين الذين " اقتنعوا وسط عدم التأكد والشكوك ولم يجبروا على حقيقة أو سبب".[278]
النصب التذكارية


تمثال أبراهام لينكون الواقع في العاصمة الأمريكية واشنطن قبالة مقر الكونغرس


تظهر صورة لينكولن على البنس وعلى الدولار الأمريكي فئة 5 دولارات. كما تظهر صورته على العديد من الطوابع البريدية. وقد أحيت ذكراه بإطلاق اسمه على العديد من الضواحي والمدن والمقاطعات [279] من ضمنها عاصمة ولاية نيبراسكا.
يُعد النصب التذكاري للنكولن الواقع في العاصمة واشنطن والمنحوت على جبل راشمور الأكثر شهرة وزيارة.[280] وفي أماكن ليست ببعيدة عن قبر لينكولن، بالتحديد في سبرينغ فيلد في ايلينويس، يقع مسرح فورد ومنزل بيترسن (حيث توفي) ومكتبه ومتحف الرئيس ابراهام لنكولن.[281][282]
جبل راشمور و الذي نحت عليه رؤوس 4 من أهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.


يقول باري شوارتز (Barry Schwartz)، وهو عالم اجتماع تخصص في دراسة الذاكرة الثقافية لأميركا، أنه في فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، كانت ذكرى أبراهام لنكولن مقدسة فعلياً، وقدمت للأمة "رمزاً أخلاقياً وملهماً في توجيه الحياة الأميريكية." ويضيف باري شاورتز أيضاً أنه خلال فترة الكساد الكبير، خدم لينكولن "كوسيلة لرؤية خيبة الأمل في العالم، لجعل معاناته لا يمكن تفسيره بقدر ذا مغزى."فعندما كان فرانكلين روزفلت (Franklin D. Roosevelt) يعد أمريكا للحرب العالمية الثانية، كان يستخدم العديد من عبارات رئيس الحرب الأهلية، أبراهام لينكولن، لتوضيح التهديد الذي تشكله ألمانيا واليابان. أما الأميركيون فكانوا يتساءلون "ماذا كان سيفعل لينكولن؟" [283]. ويجد أيضاً أنه منذ الحرب العالمية الثانية فقدت القوة الرمزية للينكولن أهميتها، وأن "تلاشي البطل هو من أعراض تلاشي الثقة في العظمة الوطنية" [284]. ويشير بذلك إلى أن فترة ما بعد الحداثة والتعددية الثقافية خففت من العظمة كمفهوم.
العملات المعدنية والطوابع البريدية



  • عملة معدنية من فئة 20 دولار تحتوي صورة الرئيس الأمريكي.


  • سنت أمريكي إصدار 1909 عليه صورة الرئيس الأمريكي.


  • عملة معدنية فضية أمريكية عام 2009 عليها صور الرئيس الأمريكي.


  • سنت أمريكي إصدار 2010 عليه صورة الرئيس الأمريكي.


  • عملة أمريكية ذهبية عليها صورة الرئيس الأمريكي.


  • عملة رمزية عليها صورة الرئيس الأمريكي.


  • عملة ذهبية إصدار خاص عليها صورة الرئيس الأمريكي.


  • 75 بيزيتا فضية عليها صورة الرئيس الأمريكي.


  • سنت أمريكي واحد عليه صورة الرئيس الأمريكي.

http://www.aswaqnet.net/newreply.php?do=newreply&p=374222

 

الغيص

Active Member
طاقم الإدارة

post_old.gif
25-12-2014, 07:53 AM
البريمل
user_online.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,704

icon1.gif

فرديناند دي لسبس

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فرديناند دي لسبس


۱۸۸٤م


فرديناند دى لسبس الدبلوماسي الفرنسي (19 نوفمبر 1805 - 7 ديسمبر 1894) وصاحب مشروع حفر قناة السويس التي ربطت البحرين المتوسط والأحمر لأول مرة عام 1869. وافتتحت في عهد الخديوي إسماعيل في 16 نوفمبر 1869.
نشأته

ولد فرديناند دي لسبس في ضاحية فرساي القريبة من باريس بفرنسا في‏ 19 نوفمبر عام ‏1805‏ لأسرة عريقة ترجع جذورها لعدة قرون مضت.عمل أكثر أفرادها بالدبلوماسية واشتهرت بمواقفها المؤيدة لنابليون. قضى أعوامه الأولى في إيطاليا حيث عمل مع والده ثم التحق بالتعليم في كلية هنري الرابع بباريس.
عام‏1803‏ أوفد نابليون مبعوثا شخصياإلي مصر هو ماتيو ديليسبس والد فرديناند وكان مقربا لشيوخ الأزهر خاصة علماء الديوان الذي كان نابليون قد أسسه في القاهرة‏,‏ وكان أن التقط في أثناء فترة الفراغ السياسي من‏1801‏ إلي ‏1805‏ الطابع الخاص الذي يميز الضابط الألباني محمد علي فاقترب منه قبل أن يقربه إليه ثم يقربه من العلماء ‏, وما لبث أن تولى محمد علي حكم مصر بإرادة شعبية واستدعى نابليون ماتيو ديليسبس وحل محله فرنسي آخر هو دوروفيتي وأصبح المستشار الفعلي السياسي والعسكري والإداري لمحمد علي.‏ وكان آخر ماطلبه ماتيو ديليسبس من محمد علي قبل رحيله هو الأخذ بيد ابنه الوليد فرديناند‏.‏
و في سن السابعة والعشرين اختير فرديناند دي لسبس قنصلا مساعدا لفرنسا بالإسكندرية عام 1832‏.
قناة السويس


نصبه في بورسعيد


تمثال دي لسبس في بور فؤاد

 

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
لولا الشخصيات التاريخية

......... ما كان هناك من التاريخ ما يصنع ..

........
...... ولا من أحداثه ما يستحق أن يروى..
 
التعديل الأخير:

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
خالد بن الوليد
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
خالد بن الوليد

تخطيط اسم خالد بن الوليد ملحق به دعاء الرضا عنه
الميلاد 592م
مكة
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي
الوفاة 642 م / 21 هـ
حمص
مكان الدفن جامع خالد بن الوليد
الخدمة العسكرية
في الخدمة

10 هـ / 632 م – 16 هـ / 638 م
اللقب أبو سليمان وسيف الله المسلول
الولاء الخلافة الراشدية
الفرع الجيوش الإسلامية زمن الرسول وأبي بكر وعمر.
الرتبة قائد جيش
القيادات حروب الردة
فتح العراق
فتح الشام.
الأوسمة لقب ب سيف الله المسلول
تعديل



معارك خالد بن الوليد
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي
(توفي سنة 21 هـ / 642م) صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسيف الله المسلول.[1] اشتهر بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات من عام 632 حتى عام 636.[2] يعد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم،[3] فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم،[2] بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. اشتهر خالد بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأُلّيس والفراض، وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك.[4]

قبل إسلامه، لعب خالد بن الوليد دورًا حيويًا في انتصار قريش على قوات المسلمين في غزوة أحد، كما شارك ضمن صفوف الأحزاب في غزوة الخندق.[5] ومع ذلك، اعتنق خالد الدين الإسلامي بعد صلح الحديبية، شارك في حملات مختلفة في عهد الرسول، أهمها غزوة مؤتة وفتح مكة. وفي عام 638، وهو في أوج انتصاراته العسكرية، عزله الخليفة عمر بن الخطاب من قيادة الجيوش لأنه خاف أن يفتتن الناس به ، فصار خالد بن الوليد في جيش الصحابي أبو عبيدة عامر بن الجراح وأحد مقدميه ، ثم انتقل إلى حمص حيث عاش لأقل من أربع سنوات حتى وفاته ودفنه بها.

محتويات
نسبه
نشأته
وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر. وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كان خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع "خالد" أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره.[17]

صفته
كان خالد طويلاً بائن الطول، عظيم الجسم والهامة، يميل إلى البياض،[18] كث اللحية،[19] شديد الشبه بعمر بن الخطاب، حتى أن ضعاف النظر كانوا يخلطون بينهما.[18]

خالد في عهد الرسول محمد
قبل إسلامه
لا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة للإسلام في مكة. وبعد هجرة الرسول من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين المسلمين وقريش. لم يخض خالد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين، والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه هشام لفداء الوليد في يثرب،[20] إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم الوليد وهرب إلى يثرب.[21]

كانت غزوة أحد أول معارك خالد في الصراع بين القوتين، والتي تولى فيها قيادة ميمنة القرشيين.[22][23] لعب خالد دورًا حيويًا لصالح القرشيين، فقد استطاع تحويل دفة المعركة، بعدما استغل خطأ رماة المسلمين، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد تفوق المسلمين في بداية المعركة.[24] انتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش المسلمين، مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى نصر.[25][26]

شارك خالد أيضًا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق،[27] وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون.[28] كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية.[29]

إسلامه
بينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في عام 7 هـ، وفقًا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية،[30] أرسل الرسول إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلاً له: «ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولقدمناه على غيره.»[31] أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام ولإدراك ما فاته. وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه، إلا أنهما رفضا ذلك. ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري، فوافقه إلى ذلك. وبينما هم في طريقهم إلى يثرب، التقوا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم،[32][33] وحينها قال الرسول: "إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها".[34]

فلما وصل يثرب، قصّ خالد على أبي بكر رؤية رأها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال له: "مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك".[32][35]

سيف الله المسلول
في عام 8 هـ، وجّه الرسول جيشًا لقتال الغساسنة، بعد أن اعترض شرحبيل بن عمرو الغساني عامل قيصر الروم على البلقاء الحارث بن عمير الأزدي رسول الرسول محمد إلى صاحب بصرى، وقتله.[36] انضم خالد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش ذي الثلاث آلاف مقاتل. اختار النبي زيد بن حارثة لقيادة الجيش، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون قائدًا من بينهم.[36]

عند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش مائتي ألف مقاتل نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة. فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا لليلتين في معان يتشاورون أمرهم. أشار البعض بأن يرسلوا للرسول ليشرحوا له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة. عارض ابن رواحة ذلك، وأقنع المسلمين بالقتال.[37] بدأت المعركة، وواجه المسلمين موقفًا عصيبًا، حيث قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة. صمد الجيش بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي الصباح، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين. عندئذ أمر بالانسحاب وخشي الروم أن يلاحقوهم، خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة.[38] وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة.[39] حارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول ولقّبه بسيف الله المسلول.[38]

وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول.[40] عندئذ توجه الرسول في جيش من عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى، وأمرهم أن يدخلوا مكة كلٌ من باب. فدخلوها كل من الباب الموكل إليه، ولم يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر بهم، وقتل منهم عددًا.[41][42] ثم أرسله الرسول في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم العزى صنم جميع بني كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول، فأخبره فسأله الرسول إن كان قد رأى شيءًا؟، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول. فأخبره فقال: "نعم تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا!".[43][44]

سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة
بعد الفتح، أرسل الرسول السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد بن الوليد قائدًا على 350 من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى "بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة"، ولم يأمره بقتال.[45] وهنا كانت أول زلاّت خالد حيث قاتلهم، وأصاب منهم، رغم معارضة من كان معه من الصحابة، ومنه سالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمر بن الخطاب، فلما وصل الخبر إلى الرسول رفع يديه إلى السماء ثم قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد".[46] وأرسل الرسول عليًا إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم.[47]

ورغم هذا الخطأ، أشركه الرسول بعد ذلك في غزوة حنين، حيث جعله الرسول يومئذ قائدًا على بني سليم،[48] وأصيب يومها إصابات بليغة.[49][50] كما شارك خالد أيضًا في غزوة تبوك تحت قيادة الرسول، ومن هناك أرسله الرسول في سرية إلى دومة الجندل، فدخلها وأسر صاحبها أكيدر بن عبد الملك الذي صالحه الرسول على الجزية،[51][52] وهدم صنمهم "وُدّ".[53] في عام 10 هـ، بعث الرسول خالد بن الوليد في شهر ربيع الأول في سرية من أربعمائة مقاتل إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم يفعلوا يقاتلهم. لبّى بنو الحارث بن كعب النداء وأسلموا، فأقام خالد فيهم يعلمهم الإسلام. ثم كتب خالد إلى الرسول بذلك، فأمره أن يقيم فيهم يعلمهم، ثم ليقبل معه وفدهم، فوفدوا عليه يعلنون إسلامهم.[54][55]
 

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
خالد في عهد أبي بكر وعمر
حروب الردة
بنو أسد وطليحة بن خويلد
بعد وفاة الرسول، انتقضت معظم القبائل العربية عدا أهل مكة والطائف والقبائل المجاورة لمكة والمدينة والطائف على سلطان أبي بكر الخليفة الجديد للمسلمين. اختلفت أسباب الانتقاض، فمنهم من ارتد عن الدين الإسلامي، ومنهم من ظل على دين الإسلام مع رفضهم أداء فريضة الزكاة، ومنهم من التف حول مدعي النبوة في القبائل العربية.[56]

استغل مانعي الزكاة من قبائل عبس وذبيان وغطفان خروج بعث أسامة بن زيد الذي كان قد أوصى به الرسول قبل وفاته، وحاولوا مهاجمة المدينة. وبعد أن استطاع الخليفة صد الهجوم، وإرساله من يطارد فلول المنهزمين. عقد أبو بكر أحد عشر لواءً، لمحاربة المرتدين ومانعي الزكاة في جميع أرجاء جزيرة العرب.[57] أمّر أبو بكر خالد بن الوليد أحد تلك الجيوش قوامه 4,000 مقاتل، ووجهه إلى إخضاع طيئ ثم محاربة مدعي النبوة طليحة بن خويلد وقبيلته بني أسد، ثم التوجه لإخضاع بني تميم.[58] إلا أنه وقبل أن يتحرك الجيش، وصل عدي بن حاتم الطائي بأموال زكاة طيئ، لتنضم بذلك طئ لجيش خالد.[59][60]

اجتمعت قبائل أسد وفزارة وسليم وفلول عبس وذبيان وبكر حول طليحة بن خويلد الذي ادعى النبوة، توجه إليهم خالد بجيشه، واشتبك معهم في بُزاخة، وهزمهم وفرّ طليحة إلى الشام.[61][62] أمر خالد بعد ذلك بمطاردة فلول المنهزمين، ثم أمر بإحراق الأسرى بالنيران ونكّل بهم، وأرسل رؤسائهم مكبّلين بالأصفاد إلى الخليفة لينظر ماذا يفعل بهم، لما ألحقوا بمن بقوا على دينهم من أذى، وليكون ذلك ردعًا لمن سيلقاه بعد ذلك.[63][64]



خط سير خالد بن الوليد في حروب الردة.
التفت الفلول حول أم زمل التي كانت لها ثارات عند المسلمين، فقد قتل زيد بن حارثة أمها أم قرفة في سريته إلى بني فزارة، لتحريضها قومها على قتال المسلمين. فقاتلهم خالد في معركة كبيرة في ظفر، وهزمهم وقتل أم زمل.[65]

بنو تميم
توجه خالد بعد ذلك بجيشه إلى بني تميم. لم تكن بنو تميم على موقف واحد، فمنهم بطون إيتاء الزكاة وإتباع خليفة رسول الله، ومنهم من رأي عكس ذلك، وبقي فريق ثالث في حيرة من أمرهم.[66] فلما وصل جيش خالد البطاح وهي منزل بنو يربوع، لم يجد بها أحدًا. كان سيدهم مالك بن نويرة ممن كانوا تحيروا في أمرهم، وكان قد أمر قومه بأن يتفرقوا.[67] بثّ خالد السرايا، وأمرهم بأن يأتوه بكل من لم يجب داعية الإسلام، وإن امتنع أن يقتلوه. وكان قد أوصاهم أبو بكر أن يؤذّنوا إذا نزلوا منزلاً، فإن أذن القوم فكفوا عنهم وإن لم يؤذنوا فاقتلوا، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة، فإن أقروا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم‏.[68] عندئذ، جاءه الجند بمالك بن نويرة في جماعة من قومه، اختلفت السرية فيهم، فشهد أبو قتادة الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا.[69] أمر خالد بقتل ابن نويرة، واختلف الرواة في سبب قتل خالد مالكًا، فمنهم من قال أن الأسرى قتلوا لأن الليلة كانت باردة، وقد أمر خالد بأن يدفئوا الأسرى، وكانت تعني في لغة كنانة القتل، فقتلهم الحراس.[64][68][69][70] ومنهم من قال أنه دارت بين خالد ومالك حوارًا استنتج منه خالد أن مالكًا ينكر الزكاة، فقتله بذلك.[64][69][70] وفي نفس ليلة مقتل مالك، تزوج من أم تميم ليلى بنت المنهال زوجة مالك، وهو ما أنكره العديد من الصحابة، حتى أن أبو قتادة ترك الجيش وعاد إلى المدينة مقسمًا ألا يجمعه لواء مع خالد بن الوليد.[71] استنكر الصحابة في المدينة فعل خالد، وأرسل أبو بكر في طلب خالد.[72] كان عمر بن الخطاب ممن أغضبه فعل خالد، حتى أنه طلب من الخليفة أن يعزل خالد، إلا أن أبي بكر رفض ذلك، قائلاً: "ما كنت لأشيم سيفًا سلّه الله على الكافرين".[69][73] عنّف أبو بكر خالدًا على فعله، ثم صرفه إلى جيشه، وودي مالكًا وردّ سبي بني يربوع.[74]

مسيلمة الكذاب


«يَا مُحمّدَاه» شعار المسلمين الذي جعل ينادي به خالد بن الوليد في معركة اليمامة.[75]
ادعى مسيلمة بن حبيب النبوة، واستطاع أن يجمع حوله أربعين ألفًا من قومه بني حنيفة وغيرهم، ممن أقروا بنبوته. وكان في شهادة "الرجَّال بن عنفوة" الذي كان الرسول قد بعثه مع وفد بني حنيفة، حين وفدوا عليه ليعلنوا إسلامهم في عام الوفود ليعلمهم الدين، بأن محمدًا قد أشركه في النبوة، أكبر الدعم له في إدعائه، مما زاد من خطورة فتنته على المسلمين.[76] لذا، فقد وجّه له أبو بكر لواءً بقيادة عكرمة بن أبي جهل، ثم أردفه بلواء آخر بقيادة شرحبيل بن حسنة.[77]

تسرّع عكرمة في قراره بمواجهة جيش مسيلمة وحده قبل أن يدركه جيش شرحبيل بن حسنة، مما عرّضه لهزيمة نكراء.[78] حين وصل شرحبيل بجيشه، أدرك صعوبة الموقف، لذا أرسل للخليفة ليُعلمه بما كان. حينئذ، كان خالد قد فرغ من أمر بني تميم، فأمره أبو بكر بالتوجه من البطاح إلى اليمامة، لقتال مسيلمة الكذاب متنبي بني حنيفة. حين وصل خالد بجيشه إلى ثنية اليمامة، أدرك جيشه سرية من بني حنيفة، فأمر بقتلهم واستبقى رئيسهم مجاعة بن مرارة، لعله يخلُص منه بما ينفعه، وقيّده بالحديد في خيمته، وجعل على حراسته زوجته أم تميم.[79]

نزل مسيلمة بجيشه في عقرباء على أطراف اليمامة. ثم التقى الجمعان، وكانت الغلبة في البداية لبني حنيفة، فتراجع المسلمون حتى دخلوا فسطاط خالد، وكادوا أن يبطشوا بأم تميم لولا أن أجارها مجاعة بن مرارة، لما وجد منها من حسن معاملة.[80] حينئذ، ثارت الحمية في قلوب المسلمين، فأظهر المهاجرون والأنصار بطولاتٍ قلبت دفة المعركة لصالحهم، فتقهقرت بنو حنيفة يحتمون بحديقة مسوّرة منيعة الجدران تسمى بـ "حديقة الرحمن". أدرك المسلمون أنهم إن لم يسرعوا بالظفر بهم، فقد يطول الحصار، فطلب البراء بن مالك من رفقائه أن يحملوه ليتسوّر الحديقة وتبعه بعض زملائه،[81][82] واستطاعوا فتح باب الحديقة، وأعمل المسلمون القتل في بني حنيفة، وقتل وحشي بن حرب مسيلمة،[83] مما فتّ في عضد بني حنيفة. ومن يومها، أصبحت الحديقة تسمى "بحديقة الموت".

بعد أن انتهت المعركة تحرك خالد بجيشه، ليفتح حصون اليمامة، وكان خالد قد وثق بمجاعة لإجارته لأم تميم. وكان مجاعة قد أرسل للحصون التي لم يكن بها سوى النساء والأطفال والشيوخ ومن لا يستطيعون القتال بأن يلبسوا الدروع. أقنع مجاعة خالدًا بأن الحصون مملوءة بالرجال، ونظر خالد فوجد جيشه قد أنهكته الحروب، وقتل منه الكثير حتى أنه قُدر قتلى المسلمون يوم اليمامة بمائتين وألف منهم 360 من المهاجرين والأنصار، لذا رأى خالد أن يصالحهم على أن يحتفظ المسلمون بنصف السبى والغنائم. عندئذ طلب منه مجاعة أن يذهب ليعرض على قومه الأمر، ثم عاد زاعمًا بأنهم لم يقبلوا العرض، فخفّضه خالد إلى الربع.[84] وحين دخل المسلمون الحصون، لم يجد المسلمون سوى النساء والأطفال والعجزة، غضب خالد لخداعه، إلا أنه وجدها شجاعة من مجاعة، استطاع بها أن يحفظ بها من بقي من قومه، فأجاز الصلح.[85]

بعد أن تم لخالد النصر، طلب من مجاعة أن يزوجه ابنته، فلبّى مجاعة طلبه.[86] تسبب ذلك في إثارة غضب الخليفة وكبار الصحابة، لأنه لم يختار الوقت المناسب لذلك، فقد كانت المدينة في حالة حزن على فقدانهم لألف ومائتي شهيد بينهم 39 من حفظة القرآن الكريم،[87] وهو ما استدعى جمعهم للقرآن.[88] أرسل أبو بكر لخالد فعنّفه أشد مما عنفه يوم زواجه من أم تميم، فتألم خالد لغضب أبي بكر.[89] بعد اليمامة، انتهت مهمة خالد في حروب الردة، فاتخذ له بيتًا في أحد أودية اليمامة، عاش فيه مع زوجتيه.[90]

دوره في فتح العراق
مع انتهاء حروب الردة، بلغ أبا بكر أن المثنى بن حارثة الشيباني ورجال من قومه أغاروا على تخوم فارس حتى بلغ مصب دجلة والفرات،[91] فسأل عنه فأثنى عليه الصحابة. ولم يلبث أن أقبل المثنى على المدينة، طالبًا منه أن يستعمله على من أسلم من قومه، فأقر له أبو بكر بذلك.[92]

رأى أبو بكر بأن يمدّ المثنى بمدد ليتابع غزواته، لذا أمر خالد بأن يجمع جنده في اليمامة، وألا يستكره أحدًا منهم، ويتوجه إلى العراق. كما أمر عياض بن غنم بأن يتوجه إلى دومة الجندل ليخضع أهلها، ثم يتوجه إلى الحيرة، وأيهما بلغ الحيرة أولاً تكون له القيادة.[93] وجد خالد أن جيشه قد قلّ عدده، فطلب المدد من الخليفة، فأمدّه بالقعقاع بن عمرو التميمي. تعجّب الناس من هذا المدد، فقال لهم أبو بكر: "لا يُهزم جيش فيه مثل هذا".[94]



معارك خالد بن الوليد في فتح العراق.
أدرك خالد المثنى قبل أن يصل إليه عياض بعشرة الآف مقاتل، لينضم إليه ثمانية الآف مقاتل هم جند المثنى.[95] كانت أول معارك خالد في العراق أمام جيش فارسي بقيادة "هرمز" في معركة ذات السلاسل. في بداية المعركة، طالب هرمز أن يبارز خالد، وكان قد دبّر مكيدة بأن يتكاتل عليه جنده فيقتلوه، فيفتّ ذلك في عضد المسلمين فينهزموا. لم يعط هرمز خالد قدره، فقد قتله خالد قبل أن تكتمل المكيدة، وأدرك القعقاع جند الفرس قبل أن يغدروا بخالد، ليثبت بذلك للمسلمين صحة وجهة نظر الخليفة فيه. بعد ذلك، شدّ المسلمون على الفرس وهزموهم، وأمر خالد المثنى بمطاردة الفلول.[92][96] استمر المثنى يطارد الفلول، إلى أن ترامى إلى أذنه زحف جيش آخر بقيادة "قارن بن قريانس"، فأرسل إلى خالد، فلحقه خالد بالجيش، والتحم الجيشان وللمرة الثانية يهزم جيش خالد جيشًا فارسيًا ويقتل قادته في معركة عرفت بمعركة المذار.[92][97]

أدرك الفرس صعوبة موقفهم، فقرروا أن يستعينوا بأوليائهم من العرب من بني بكر بن وائل، والتقى الجيشان في معركة الولجة والتي استخدم فيها خالد نسخة مطورة من تكتيك الكماشة، حيث استخدم مجموعتين من الجند ليكمنوا للفرس.[98] استثارت الهزيمة غضب الفرس وأوليائهم من العرب، فاجتمعوا في أُلّيس بجيش عظيم، واشتبك معهم جيش المسلمين في معركة عظيمة تأرجحت وطالت بين الفريقين، فتوجه خالد بالدعاء إلى ربه، ونذر أن يجري النهر بدماء أعدائه إن انتصر المسلمون. في النهاية، انتصر المسلمون وفر الفرس والعرب، وأمر خالد بأسرهم، ليبرّ بنذره. ثم أمر بحبس النهر، وضرب رقاب الأسرى ثم أجرى النهر فتحوّل دمًا.[99][100][101]

كانت الخطوة التالية لتأمين النصر هي فتح الحيرة عاصمة العراق العربي، فتوجه بجيشه إليها وحاصرها، ولما لم يجدوا مهربًا قبلوا بأ يؤدوا الجزية.[102][103] وبعد أن أراح جيشه، سار خالد على تعبئته إلى الأنبار وعلى مقدمته الأقرع بن حابس، فحاصرها وقد تحصن أهل الأنبار وخندقوا حولهم، فطاف خالد بالخندق بحثًا عن أضيق مكان فيه، ثم أمر بنحر ضعاف الإبل وإلقائها في ذلك الموضع، وعبرهم عليها جيشه ففتح بذلك الحصن.[101][104][105] اتجه خالد بعد ذلك إلى عين التمر، حيث واجه جيشًا من الفرس والعرب من قبائل بني النمر بن قاسط وتغلب وإياد بقيادة "عقة بن أبي عقة" في معركة عين التمر وانتصر عليهم،[106] وبذلك أصبح معظم العراق العربي تحت سيطرة المسلمين.

كان عياض بن غنم ما زال في حربه في دومة الجندل منذ بعثه الخليفة لقتالهم، حيث طال حصاره لعام ولم يظفر بهم. يأس الخليفة من الموقف، فأمده بالوليد بن عقبة، وحين وصل إليه الوليد أيقن صعوبة موقف عياض، فأشار عليه بأن يرسل إلى خالد بن الوليد يستنصره. لم يتردد عياض فأرسل لخالد، وكان قد همّ بالرحيل عن عين التمر. لذا، فقد توجه خالد إليه بجيشه، فجعل دومة بينه وبين جند عياض، ونجح في افتضاض الحصن في معركة دومة الجندل.[101] انتهز أهل العراق فرصة غياب خالد، فثاروا على الحاميات الإسلامية، ووصل الخبر لخالد في دومة الجندل، فلم يطق البقاء وعاد واستطاع اخضاعهم مرة أخرى في معارك المصّيخ والثني والزميل.[107][108][109]

واصل خالد زحفه شمالاً حتى بلغ الفراض، وهي موقع على تخوم العراق والشام، وأقام فيها شهرًا لا يفصله عن الروم سوى مجرى الفرات. أرسل قائد الروم لخالد يطالبه بالاستسلام، إلا أن خالد قال له أنه ينتظره في أرض المعركة.[110] ثم بعث إليه الروم يخيرونه إما أن يعبر إليهم أو يعبروا إليه، فطالبهم بالعبور. استغل خالد عبور الروم إليه، وحاصرهم بجناحيه مستغلاً وجود النهر خلفهم، وهزمهم هزيمة ساحقة.[111] كانت معركة الفراض آخر معارك خالد بن الوليد في العراق. أمر خالد جيشه بالعودة إلى الحيرة، وقرر أن يؤدي فرضة الحج في سرّية تامة دون حتى أن يستأذن الخليفة. وبعد أن أتم حجه علم الخليفة فلامه ونهاه عن تكرار فعله مرة أخرى.[112][113]

دوره في فتح الشام
بعد أن افتتح المسلمين دومة الجندل، أصبح الطريق ممهدًا للتحرك لغزو الشام. أرسل خالد بن سعيد قائد المسلمين على تخوم الشام إلى أبي بكر يستأذنه في منازلة الروم. وبعد أن استشار أبو بكر أهل الرأي، شجّعته انتصارات المسلمين في العراق على الإقدام على خطوة مشابهة في الشام، فأذن لخالد بن سعيد.[114] لم يحالف الحظ جيش خالد بن سعيد بعد أن نجح الروم في استدراجه وهزموا جيشه، وفر في كتيبة من جنده بعد مقتل ابنه، تاركًا عكرمة يتقهقر بالجيش.[115]

لم يُضعف ذلك من عزم الخليفة، فوجّه أربعة جيوش دفعة واحدة إلى الشام، بقيادة أبي عبيدة الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص ووجه كل منهم لوجهة مختلفة،[116] إلا أن الروم جيّشوا لهم في كل موضع جيوشًا تفوقهم عددًا. وجد القادة أنهم إن قاتلوا منفردين فسيهزموا لا محالة، لذا أرسل أبو عبيدة إلى أبي بكر يطلب المدد. ضاق أبو بكر بالموقف، فقرر أن يرسل إلى خالد بن الوليد يأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة الشيباني في نصف الجند، ويسير بالنصف الآخر إلى الشام ليمدّ جيوش المسلمين.[117] ضاق خالد بالأمر، إذ كان يرجو أن يظل بالعراق حتى يفتح المدائن، إلا أنه امتثل للأمر.[118]

كان أمام خالد طريقين للوصول لقوات المسلمين في الشام، الأول عبر دومة الجندل، والثاني يمر بالرقة. ولما كانت حاجة قوات المسلمين في الشام ملحّة لمدده، تجنب خالد طريق دومة الجندل لطوله، وسوف يستغرق أسابيع للوصول إلى الشام. كما قرر أن يتجنب الطريق الآخر لأنه سيمر على الحاميات الرومانية في شمال الشام.[119] اختيار خالد طريقًا وعرًا لكنه أقصر عبر بادية الشام.[120] اتخذ خالد من "رافع بن عميرة الطائي" دليلاً له الذي نصحهم بالاستكثار من الماء، لأنهم سيسيرون لخمس ليال دون أن يردوا بئرًا. استخدم خالد بطون الإبل لتخزين الماء لشرب الجياد، وبذلك نجح خالد في اجتياز بادية الشام في أقصر وقت ممكن.[120][121] ثم أخضع الغساسنة بعد أن قاتلهم في مرج راهط،[122] ومنها انحدر إلى بصرى ففتحها.[123]

وعندئذ جاءته الأنباء بأن جيشًا روميّا قد احتشد في أجنادين، فأمر خالد جيشه بالتوجه إلى أجنادين، وراسل قادة الجيوش الأخرى بموافاته في أجنادين. ولما تم اجتماعهم هناك، جعل أبو عبيدة بن الجراح على المشاة في القلب، ومعاذ بن جبل على الميمنة، سعيد بن عامر بن جذيم القرشي على الميسرة، وسعيد بن زيد على الخيل. بدأت المعركة بمهاجمة ميسرة الروم لميمنة المسلمين، ولكن معاذ بن جبل ورجاله صمدوا أمام الهجوم، ثم شنت ميمنة الروم هجومًا على ميسرة المسلمين، فثبتوا كذلك. عند ذلك أمر قائد الروم برمي الأسهم، عندئذ بدأ هجوم المسلمين، واستبسلوا ففر الروم منهزمين.[124]

ثم بلغ خالد أن الروم قد حشدوا جيشًا آخر يشرف على 240 ألف جندي في اليرموك، فتوجهت جيوش المسلمين إليهم. وأظهر خالد أحد تكتيكاته الجديدة، فقسم جيشه فرقًا كل منها ألف رجل، وجعل على ميمنته عمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان، وعلى القلب أبا عبيدة، وجعل على رأس كل فرقة بطلاً من أبطال المسلمين أمثال القعقاع وعكرمة وصفوان بن أمية.[125] ثم رسم خالد خطة لاستدراج الروم بعيدًا عن مواقعهم التي حفروا أمامها الخنادق فكلف عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمرو التميمي الهجوم بفرقتيهما فجرًا حتى يبلغا خنادق الروم وبعد ذلك يتظاهران بالانهزام ويتقهقرآن. ونفذ القائدان المهمة بنجاح، فلم رأهم الروم يتراجعون، هاجمهم الروم. أظهر المسلمون بسالة في القتال، واستمر القتال إلى الغروب، وأخيرًا تمكن المسلمون من الفصل بين فرسان الروم ومشاتهم، فأمر خالد بمحاصرة الفرسان. فلما ضاق فرسان الروم بالقتال وأصابهم التعب، فتح المسلمون أمامهم ثغرة أغرتهم بالخروج منها طالبين النجاة، تاركين المشاة لمصيرهم. اقتحم المسلمون عليهم الخنادق، وقتلوا منهم ألوف.[126] كان انتصار اليرموك بداية نهاية سيطرة الروم على الشام.[127]

تفرقت الجيوش بعد ذلك، فتوجه كلٌ إلى وجهته التي كان أبو بكر قد وجهه إليها، فتوجه خالد مع أبي عبيدة إلى دمشق ففتحوها بعد حاصروها وصالحوا أهلها على الجزية.[128] وبينما هم هناك إذ أقبل رسول يحمل خبر وفاة أبي بكر وتولى عمر بن الخطاب الخلافة، ومعه كتاب إلى أبي عبيدة يولّيه إمارة الجيش ويعزل خالد،[129] إلا أنه ظل تحت قيادة أبي عبيدة، كأحد قادته.[129] وبعد أن إطمأن أبو عبيدة إلى مقام المسلمين، تقدم بقواته ومعه خالد إلى فحل، وقد كان قد أرسل بعض جنده لحصارها خلال محاصرته لدمشق، فهزم حاميتها ومن لجأ إليهم من جند الروم الفارين من أجنادين،[130] وقد أظهر خالد بن الوليد وضرار بن الأزور يوم فحل بطولات ذكرها لهم المؤرخون.[131]

كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يأمره بغزو حمص. انتهز هرقل قيصر الروم انشغال المسلمين في فحل، فأرسل جيشًا بقيادة توذر (تيودوروس) لاستعادة دمشق.[132] وبينما كان جيش المسلمين في طريقهم إلى حمص، التقى الجيش البيزنطي في منتصف الطريق في مرج الروم. خلال الليل، أرسل توذر نصف جيشه إلى دمشق لشن هجوم مفاجئ على حامية المسلمين.[133] وفي الصباح، وجد المسلمون أن جيش الروم قد قلّ عدده، فتوقع خالد أن يكون الروم قد وجهوا جزء من جيشهم لمهاجمة دمشق. استأذن خالد أبا عبيدة، وانطلق في فرقة من الفرسان ليدرك جيش الروم المتوجّه لدمشق. استطاع خالد أن يهزم هذا الجيش الرومي بعدما حُصر الروم بين قوات خالد وحامية المدينة.[134][135] عاد خالد لينضم لقوات أبي عبيدة، وحاصر معه حمص إلى أن سلّم أهلها طالبين الصلح، فصالحهم أبو عبيدة على شروط وخراج صلح دمشق،[136] ثم سلمت حماة واللاذقية وعلى نفس الشروط.[137]

واجه عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة صعوبات في مواجهة الروم في فلسطين وجنوب الشام، لذا أرسلا إلى عمر فأمر أبا عبيدة وخالد بالتوجه إليهم للدعم، واستطاعت قوات المسلمين تطهير البلاد ثم توجهوا إلى القدس آخر المعاقل البيزنطية في جنوب الشام، التي فرّ إليها العديد من الناجين من معركة اليرموك،[138] وحاصروها. لم تقبل المدينة بالتسليم، إلا للخليفة شخصيًا.[139] بعد القدس، توجه جيش أبو عبيدة وخالد، لاستكمال فتح شمال الشام.[140] وجه أبو عبيدة خالد إلى قنسرين المدينة منيعة الحصون، فوجد بها جيشًا روميًا عظيمًا،[141][142] فقاتلهم خالد وهزمهم في معركة قنسرين، وفرّت الفلول لتتحصن بالمدينة طالبين الصلح كصلح حمص، إلا أن خالد رفض ورأى أن يعاقبهم لمقاومتهم للمسلمين.[143] لحق جيش أبوعبيدة بن الجراح بقوات خالد بن الوليد في قنسرين بعد فتحها ليتابعا زحفهما إلى حلب، حيث استطاعا فتحها.[144]

كان الهدف التالي للمسلمين أنطاكية عاصمة الجزء الآسيوي من الإمبراطورية البيزنطية. وقبل أن يسيروا إليها، قرر أبو عبيدة وخالد عزل المدينة عن الأناضول، بالاستيلاء على جميع القلاع التي قد توفر الدعم الاستراتيجي إلى أنطاكية، وأهمها أعزاز في الشمال الشرقي من أنطاكية. وقد خاض الروم المدافعون عن أنطاكية معركة يائسة مع جيش المسلمين خارج المدينة بالقرب من نهر العاصي، لكنها انتهت بهزيمتهم، وتراجعهم إلى أنطاكية، فحاصرها المسلمون.[145] فقد الروم الأمل في وصول المدد من الامبراطور، فاستسلمت أنطاكية على أن يُسمح لجند الروم بالمرور إلى القسطنطينية بأمان.

وجّه أبو عبيدة خالد شمالاً، بينما توجّه جنوبًا وفتح اللاذقية وجبلة وطرطوس والمناطق الساحلية الغربية من سلسلة جبال لبنان الشرقية. استولى خالد على الأراضي حتى "نهر كيزيل" في الأناضول. قبل وصول المسلمين إلى أنطاكية، كان الإمبراطور هرقل قد غادرها إلى الرها، لترتيب الدفاعات اللازمة في بلاد ما بين النهرين وأرمينيا، ثم غادرها متوجها إلى عاصمته القسطنطينية. وفي طريقه إلى القسطنطينية، نجا بصعوبة من قبضة خالد الذي كان في طريقه منصرفًا من حصار مرعش إلى منبج.[146]

بعد الهزائم الساحقة المتتالية لقوات هرقل في تلك المعارك، أصبحت فُرصُه لتصحيح أوضاعه قليلة، بعدما أصبحت موارده العسكرية المتبقية ضعيفة، لذا لجأ إلى طلب مساعدة من المسيحيين العرب من بلاد ما بين النهرين الذين حشدوا جيشًا كبيرًا توجهوا به نحو حمص، قاعدة أبو عبيدة في شمال الشام، وأرسل إليهم جندًا عبر البحر من الإسكندرية. أمر أبو عبيدة كل قواته في شمال الشام بموافاته في حمص، بعدما حاصرتها القبائل العربية المسيحية.[147] فضّل خالد خوض معركة مفتوحة خارج المدينة، إلا أن أبا عبيدة أرسل إلى عمر يطلب رأيه. بعث عمر إلى سعد بن أبي وقاص بأن يسيّر جندًا لغزو منازل تلك القبائل العربية المسيحية في بلادها، وأن يبعث القعقاع بن عمرو في أربعة آلاف فارس مددًا لأبي عبيدة. بل وسار عمر بنفسه من المدينة على رأس ألف جندي.[148] دوت تلك الأنباء في العراق والشام، فرأت تلك القبائل أن تسرع بالرجوع إلى منازلها، تاركين جند الروم في مواجهة مصيرهم أمام قوات المسلمين الذين هزموا تلك القوات هزيمة نكراء، قبل أن تصل قوات المدد من العراق أو المدينة. ثم أرسل أبو عبيدة خالد في قوة لمهاجمة القبائل من الخلف،[149] وكانت تلك آخر محاولات هرقل لإستعادة الشام.

بعد تلك المعركة، أمر عمر باستكمال غزو بلاد ما بين النهرين. فبعث أبو عبيدة خالد وبعث سعد عياض بن غنم لغزو شمال بلاد ما بين النهرين.[150] ففتحا الرها وديار بكر وملطية ثم اجتاحا أرمينية حتى بلغ خالد آمد والرها، وهو يفتح البلاد ويستفئ الغنائم، ثم عاد إلى قنسرين وقد اجتمع له من الفئ شيء عظيم.[151]

اختلفت روايات المؤرخين حول ترتيب وقائع فتح الشام، فمثلاً روى الطبري أن معركة اليرموك كانت المعركة التالية لفتح بصرى، أما البلاذري فقد روى أنها كانت آخر معارك فتح الشام، وأنها تمت في عهد عمر بن الخطاب.[152][153]

العزل
تحدث الناس بفعال خالد في أرمينية، وتحدثوا بانتصاراته في الشام والعراق،[154] فتغنّى الشعراء بفعاله، فوهبهم خالد من ماله وأغدق عليهم، وكان ممن وهبهم خالد الأشعث بن قيس الذي وهبه خالد عشرة الآف درهم. بلغ عمر في المدينة خبر جائزة خالد للأشعث،[155] فكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يستقدم خالد مقيدًا بعمامته، حتى يعلم أأجاز الأشعث من ماله أم من مال المسلمين، فإن زعم أنها من مال المسلمين، فتلك خيانة للأمانة.[156] وإن زعم أنها من ماله، فقد أسرف، وفي كلتا الحالتين يُعزل خالد من قيادته للجيوش. تحيّر أبو عبيدة، فترك تنفيذ تلك المهمة لبلال بن رباح رسول الخليفة بالكتاب. أرسل أبو عبيدة يستدعي خالد من قنسرين، ثم جمع الناس وسأل بلال خالدًا عما إذا كانت جائزته للأشعث من ماله أم من مال المسلمين؟.[157] فأجاب خالد أنها من ماله الخاص، فأعلنت براءته.[158] فاجأ أبو عبيدة خالدًا بأن الخليفة قد عزله، وأنه مأمور بالتوجه للمدينة.[159]

ذهب خالد للمدينة المنورة للقاء عمر، محتجًا على ما اعتبره ظلمًا، إلا أن عمر أصر على قراره. كثر اللغط في الأمصار حول عزل عمر لخالد، فأذاع في الأمصار:


إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة.[160][161][162]


كانت تلك هي نهاية مسيرة خالد العسكرية الناجحة.

وفاته
في غضون أقل من أربع سنوات من عزله، توفي خالد عام 21 هـ / 642 م، ودفن في حمص، حيث كان يعيش منذ عُزل. قبره اليوم في الجامع المعروف باسمه "جامع خالد بن الوليد". وقد شهد خالد عشرات المعارك بعد إسلامه، وقد روي أنه قال على فراش الموت:


لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.[163]



  • ضريح خالد بن الوليد في المسجد الذي يحمل اسمه في حمص


  • مسجد خالد بن الوليد في حمص حيث دُفن القائد المًسلم


  • مقولة خالد بن الوليد قبل موته
حزن المسلمون لموت خالد أشد الحزن، وكان الخليفة عمر من أشدهم حزنًا، حتى أنه مر بنسوة من بني مخزوم يبكينه، فقيل له: ألا تنهاهن؟. فقال: " وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان، ما لم يكن نقع أو لقلقة (يعني صياح وجلبة) على مثله تبكي البواكي ".[164]

ملامح من شخصيته
عسكريًا



معارك خالد بن الوليد

خاض خالد نحو مائة معركة، سواء من المعارك الكبرى أو المناوشات الطفيفة، خلال مسيرته العسكرية، دون أن يهزم، مما جعل منه واحدًا من خيرة القادة عبر التاريخ.[165] ينسب إلى خالد العديد من التكتيكات الناجحة التي استخدمها المسلمون في معاركهم الكبرى خلال الفتوحات الإسلامية. اعتمد خالد في معاركه على مهاجمة قادة أعدائه مباشرةً، لتوجيه ضربات نفسية لمعنويات أعدائه وجعل صفوفهم تضطرب. كما اعتمد في بعض معاركه على تكتيك الحرب النفسية، مثلما فعل يوم مؤتة عندما أوهم الروم بأن المدد متواصل إليه. كما كان من انجازاته استخدام أسلوب المناوشات بوحدات صغيرة من الجند في المعارك، لاستنفاد طاقة أعدائه، ومن ثم شن هجمات بفرسانه على الأجنحة،[166] مثلما فعل في معركة الولجة التي استخدم فيها نسخة غير مألوفة من تكتيك الكماشة، حيث كان عادةً ما يركّز على إبادة قوات أعدائه، بدلاً من تحقيق الانتصارات العادية.[167]

استخدم خالد التضاريس متى أمكنه ذلك لضمان التفوق الاستراتيجي على أعدائه. فخلال معاركه في العراق، تعمّد في البداية أن يبقى دائمًا قريبًا من الصحراء العربية، حتى يكون من السهل على قواته الانسحاب في حالة الهزيمة، وهم أدرى الناس بالصحراء.[168] إلا أنه بعد أن دمّر القوات الفارسية وحلفاءها توغّل في عمق الحيرة. كما استغل اتخاذ الروم لمعسكرهم المنحصر من ثلاث جهات بالمرتفعات في اليرموك، لينفذ استراتيجيته ويبيد الروم. كما برع خالد في استخدام تكتيك الهجوم المفاجئ، والذي شتّت به قوات أعدائه في جنح الليل في معارك المصّيخ والثني والزميل.

كما اعتمد خالد في بعض الأحيان على الفكر غير التقليدي، مثلما فعل عندما اجتاز بادية الشام حين كان متجهًا إلى الشام مددًا لجيوش المسلمين، فقطع بذلك طريق الإمدادات على قوات الروم في أجنادين قبل مواجهتها لجيوش المسلمين.[169] اعتمد خالد أيضًا في تكتيكاته على الفرسان، الذين استخدمهم لتنفيذ أساليب الكر والفر لتطبيق خططه الحربية، فهاجم بهم تارةً الأجنحة وتارةً قلب جيوش أعدائه ملحقًا بهم هزائم كارثية.[166] من أسرار تفوقه العسكري أيضًا، اعتماده على استخدام العيون من السكان المحليين في المناطق التي حارب فيها، ليأتوه بأخبار أعدائه.

دينيًا
الانتقادات
تعرض خالد للعديد من الانتقادات منذ أسلم، بدءً من سريته إلى بني جذيمة ليدعوهم إلى الإسلام، والتي لم يبعثه الرسول فيها مقاتلاً، فخرج في ثلاثمائة وخمسين رجلاً، من المهاجرين والأنصار وبني سليم، فلما وصل إليهم وجدهم يحملون السلاح. فسألهم عن الإسلام، فقالوا أنهم أسلموا، وسألهم ما بالهم يحملون السلاح، فقالوا أن بينهم وبين قوم من العرب عداوة، فخافوا أن يكون جند المسلمين هم هؤلاء القوم، فارتاب منهم خالدًا وقد كان بنو جذيمة أهل غارات حتى أنهم عُرفوا "بلعقة الدم"، وكان من قتلاهم في الجاهلية الفاكه بن المغيرة عم خالد، وعوف بن عبد عوف أبو عبد الرحمن بن عوف، فأمرهم بوضع السلاح، فوضعوه. ثم قال لهم استأسروا، فاستأسروا، ثم نادى خالد بضرب أعناقهم، فلبّى بنو سليم، بينما رفض المهاجرون والأنصار الأمر، وشكوه إلى الرسول، بل واتهمه عبد الرحمن بن عوف بأن قتلهم بثأر عمه الفاكه. حين بلغ الرسول ما فعل خالد، غضب غضبًا شديدًا لفعل خالد، ورفع يديه داعيًا إلى الله قائلاً: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"، وبعث عليا ليودي لهم قتلاهم.[172][173][174]

ثاني الانتقادات التي وجهت لخالد، كانت يوم قتل مالك بن نويرة في حروب الردة، وإن كانت الروايات قد اختلفت في سبب مقتله، فذكر الطبري في تاريخه أن مقتله كان لخطأ في الفهم ممن تولّوا حراستهم من بني كنانة، وأن مالك أُسر هو ورجال من قومه من بني يربوع في ليلة باردة، فأشفق عليهم خالد، فنادى : "دفئوا أسراكم". وكانت تعني في لغة كنانة القتل، فظنوا أن خالد يعني قتلهم فقتلوهم. بينما ذهب ابن كثير في البداية والنهاية وأبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني إلى أن خالدًا دعا إليه مالكًا ليناظره ليرى أهو على دين الإسلام أم أنه ارتد ومنع الزكاة، وفيما هما يتناظران راجع مالك خالدًا، فقال: "ما أخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا". قال خالد: "أو ما تعدّه لك صاحبًا؟"، ثم أمر بقتله. وقد روى ابن خلكان أن مالك قال أنه يأتي الصلاة دون الزكاة، وهو ما رفضه خالد قائلاً أنهما معًا لا تقبل واحدة دون أخرى. بل وغالى اليعقوبي في تاريخه أنه قتل مالك ليتزوج من امرأته أم تميم.

أثارت تلك الحادثة ثورة من اللغط في المدينة، بعدما ذهب إليها أبو قتادة الأنصاري ومتمم بن نويرة أخو مالك، ليشكيا خالد للخليفة أبي بكر. احتج أبو قتادة الذي كان من رؤساء الجند الذين أسروا مالك ورفاقه، بأن مالك ومن معه أقر بالإسلام وأجابوا داعية الإسلام. وحين علم بعض الصحابة ذلك، غضبوا أيما غضب من ذلك، حتى أن عمر بن الخطاب طالب الخليفة بعزل خالد، وقال: "إن في سيف خالد رهقًا (إي ظلم وطغيان) وحق عليه أن يُقيده". إلا أن أبا بكر لم يستجب لرأي عمر، معللاً بأن خالد تأول فأخطأ، وأن ما كان ليشيم سيفًا سلّه الله على الكافرين.[175] وفي ذات الوقت أرسل إلى خالد ليقص عليه ما فعل، فعنّفه أبو بكر على تزوجه بامرأة رجل لم يجف دم زوجها، وأمر بأداء دية مالك لأخيه متمم، ورد سبي بني يربوع.[176][177]

مرة أخرى يتعرض خالد للانتقاد خلال حروب الردة، وذلك يوم أن تزوج ابنة مجاعة بن مرارة بعد نهاية المعركة. وقد روى الطبري أن فعله هذا أثار غضب أبا بكر، فكتب إليه: "لعمري يا بن أم خالد إنك لفارغ. تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفف بعد!".[89]

انتقاد آخر تعرض له خالد هذه المرة من قبل بعض المؤرخين يوم نهر الدم، حيث رأوا أن في أفعاله بعد المعركة من قتله للأسرى ليجري النهر دمًا وحشية لا تليق بقائد فاتح، بينما رأى آخرون أنها كانت في نطاق استخدامه لأساليب الحرب النفسية، وأنها أثرت أيما أثر في نفوس الفرس ومن والاهم من العرب.[178]

أسرته
تزوج خالد بن الوليد ابنة أنس بن مدرك الأكلبي الخثعمي فولدت له:

وكثر ولد خالد بن الوليد حتى قيل إنهم وصلوا أربعين رجلا وكانوا كلهم بالشام؛ ثم قضوا كلهم في طاعون عمواس؛ فلم يبق لأحد منهم عقب.[180][181][182]

شخصيته في الأدب والإعلام


الممثل السوري باسم ياخور في دور خالد بن الوليد في الجزء الأول من المسلسل حامل نفس الاسم.
أدبيًا، تناولت العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية شخصية خالد بن الوليد سواء بالعرض أو النقد أو التحليل، منها كتاب "سيف الله المسلول: خالد بن الوليد - حياته وحملاته" للجنرال الباكستاني أغا إبراهيم إكرام، الذي تناول فيه حياته وتحليل حملاته من وجهة نظر عسكرية، وكتاب "عبقرية خالد" للكاتب عباس محمود العقاد الذي تناول فيه الشخصية في نطاق تحليلي أدبي، وكتاب "خالد بن الوليد" للمؤلف "صادق إبراهيم عرجون" الذي تناول الشخصية بالسرد التاريخي مع التحليل والتنقيح للروايات المختلفة التي وردت في أمهات الكتب حول الأحداث التي كان خالد في خضمها، متأثرًا بكتابي "الصديق أبو بكر" و"الفاروق عمر" لمحمد حسين هيكل. إضافة إلى كتاب للمؤرخ العسكري العراقي محمود شيت خطاب بعنوان "خالد بن الوليد المخزومي"، وغير ذلك الكثير من الكتيبات التي تناولت سيرة خالد بن الوليد.

إعلاميًا، جُسدت شخصية خالد بن الوليد في بعض الأعمال الفنية مثل خالد بن الوليد الذي جسد فيه حسين صدقي شخصية خالد بن الوليد عام 1958،[183] وخالد بن الوليد الذي جسد فيه باسم ياخور دور خالد في جزئه الأول، وجسدها سامر المصري في جزئه الثاني، والذي تعرض للعديد من الانتقادات سواء على المستوى السياسي أو الديني.[184] كما تم تجسيد شخصيته كأحد شخصيات الرسالة حيث جسدها محمود سعيد في نسخته العربية و"مايكل فورست" في نسخته الإنجليزية.

في السينما والتلفاز
  1. 1958 : فيلم خالد بن الوليد عن قصة حياته بطولة حسين صدقي.
  2. 1977 : فيلم الرسالة عن قصة الرسالة النبوية التي جاءت بالإسلام بطولة عبد الله غيث. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل محمود سعيد.
  3. 2002 : مسلسل رجل الأقدار عن قصة حياة عمرو بن العاص بطولة نور الشريف. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل ياسر علي ماهر.
  4. 2006 : مسلسل خالد بن الوليد (ج1) عن قصة حياته بطولة باسم ياخور.
  5. 2007 : مسلسل خالد بن الوليد (ج2) عن قصة حياته بطولة سامر المصري
  6. 2012 : مسلسل رايات الحق بطولة أيمن زيدان. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل ياسر المصري.
  7. 2012 : مسلسل عمر بن الخطاب عن قصة حياة عمر بن الخطاب بطولة سامر إسماعيل. وقام بدور خالد بن الوليد الممثل مهيار خضور.
 

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
جورج بوش الأب
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


جورج هربرت واكر بوش (بالإنجليزية: George Herbert Walker Bush)؛ (12 يونيو 1924 -)، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الواحد والأربعون من عام 1989 إلى عام 1993. عمل قبل ذلك كمدير لوكالة المخابرات المركزية وكنائب للرئيس الأمريكي رونالد ريجان، وكان قد بدأ حياته السياسية في مجلس الشيوخ عام 1966.
محتويات

جورج هربرت والكر بوش
George Herbert Walker Bush


الرئيس الحادي والأربعون
للولايات المتحدة

في المنصب

20 يناير 198920 يناير 1993
نائب الرئيس دان كويل
سبقه رونالد ريغان
خلفه بيل كلينتون
نائب رئيس الولايات المتحدة
في المنصب

20 يناير 198120 يناير 1989
سبقه وولتر موندال
خلفه دان كويل
المعلومات الشخصية
مواليد
12 يونيو 1924 (العمر 91 سنة)
ميلتون، ماساتشوستس
الحزب السياسي جمهوري
الزوج / الزوجة باربرا بوش
الأبناء جورج ووكر بوش
بولين روبنسون بوش
جب بوش
نايل ميلون بوش
مارفن بيرس بوش
دورثي بوش كوتش
المدرسة الأم فيليبس اكاديمي
المهنة رجل أعمال (بترول)
الديانة الاسقفية
التوقيع

حياته المبكرة

ولد جورج بوش في 12 يونيو 1924 لبرسكوت بوش ودورثي والكر ودرس في فيليبس أكاديمي في ولاية ماساتشوستس حيث لعب البيسبول وكان متفوقا في دراساته. وبعد التخرج التحق بوش بالجيش الأمريكي بسبب الحرب العالمية الثانية ثم درس بجامعة ييل حيث حصل على البكالوريوس في التاريخ. في عام 1945 تزوج باربرا بيرس ولهم ستة أولاد ومنهم جورج وجب ونيل ومارفن ودورثي.

أستثماراته النفطيه
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، يُمكنك المساهمة وإضافة المعلومات عبر الضغط هنا.
حياته السياسية (1964–1980)
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، يُمكنك المساهمة وإضافة المعلومات عبر الضغط هنا.
عمل كسفير للولايات المتحدة لدى الصين خلال سبعينيات القرن الماضي

انتخابات 1980
هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، يُمكنك المساهمة وإضافة المعلومات عبر الضغط هنا.
نائب الرئيس (1981–1989)
، نائب الرئيس الأمريكي السابق الرقم 43 عين نائباً للرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان عام(1981-1989)

رئاسته (1989–1993)
و خلال معظم مسيرته الرئيسية كان يركز على الشرق الأوسط. وحين غزا صدام حسين الكويت في أوائل التسعينات اعلن بوش انه سيحرر الكويت وهكذا بدأت حرب الخليج التي فاز بها بسرعة في تحالف عالمي بقيادتين أمريكية وسعودية. وقد أنهاء التحالف الدولي الحرب وأعاد الكويت لأهلها. وبسبب هذا النجاح العسكري فكان الأمريكيون يحبون رئيسهم ولكن المشاكل الاقتصادية سببت فشله في الانتخاب الرئيسي عام 1992م الذي غلبه فيه الرئيس بيل كلينتون.



الرئيس جورج بوش الأب وزوجته باربارا بوش يفتتحان حاملة الطائرات الحاملة اسمه سنة 2009
ما بعد الرئاسة
ومع انه لم يفز بالانتخاب فقد أصبح ابنه جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي عام 2001م وانتخب مرة ثانية عام 2004م (الذي قاد الحرب على أفغانستان والعراق).

و بعد "التسونامي" الآسيوي في اواخر ديسمبر 2004م عمل جورج بوش مع بيل كلينتون واستعملا شهرتهما لمساعدة الناس الذين يسكنون في المناطق المصابة بالمياه الخطيرة.

و في سنة 2009 تم إطلاق اسمه على حاملة طائرات جديدة سميت حاملة الطائرات هذه يو إس إس جورج بوش (CVN-77).

و تم افتتاح مكتبة ومتحف خاص بالرئيس جورج بوش الأب وسميت المكتبة باسم مكتبة جورج بوش الرئاسية

كتب عنه
41 صورة لابي (كتاب) كتبه عام 2014 جورج بوش الابن عن حياة والده
 
أعلى