الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .........الدريشة الثانية ..

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
عبدالرؤوف قبلاوي: حضرت إلى الكويت منذ خمسين عاماً وتعاقدت مع أول لجنة تصل إلى بيروت لاختيار مدرسين
السبت 4 أبريل 2015 - الأنباء


أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
548870-11.jpg
548870-12.jpg
548870-491882.JPG
عبدالرؤوف قبلاوي خلال لقائه مع الزميل منصور الهاجري

548870-492502.jpg
الشيخ عبد الله الجابر «رحمه الله» يتوسط مجموعة من الطلبة خلال زيارته إحدى المدارس

548870-491880.JPG
قبلاوي مع بعض الأصدقاء المدرسين في ساحة إحدى المدارس

548870-492503.jpg
أحد الفصول الدراسية بمدرسة كويتية قديما

548870-491883.JPG
قبلاوي مع بعض الأصدقاء المدرسين في ساحة إحدى المدارس

548870-491878.JPG
عبدالرؤوف قبلاوي مع بعض المدرسين في معهد المعلمين

548870-491877.JPG
عبدالرؤوف قبلاوي مع زملاء المهنة من المدرسين

548870-491876.JPG
عبدالرؤوف قبلاوي مع أحد الزملاء في الفصل




    • وُلدت في فلسطين ثم انتقل الوالد إلى العاصمة اللبنانية بيروت وفيها بدأ تعليمي
    • عندما كنت طالباً في «الابتدائية» كانت الكهرباء قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار
    • كنت أمارس الأنشطة في الجامعة مثل الرياضة وكان إجبارياً في السنة الأولى أن تنجح في السباحة ومارست لعبة التنس الأرضي كهاوٍ
    • بدأت دراستي في الجامعة عام 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات عام 1963
    • بعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 ثم تركت «التربية»
    • في الدراسة الجامعية التحقت بكلية العلوم وكان التخصص «أحياء»
    • الشيخ عبدالله الجابر كان من أوائل من اهتموا بالتعليم وتطويره في الكويت
    • أول راتب لي في «التربية» كان 104 دنانير وكان يعد مبلغاً كبيراً في بداية الستينيات
    • نقلت إلى معهد المعلمين عام 1964 مدرساً للعلوم وكان مقره في مدرسة صلاح الدين
    • وصلت إلى الكويت 10 سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الكبرى كانت الحر الشديد
    • شقيقي سبقني إلى العمل في الكويت وكان ناظراً في مدرسة الفروانية
    • عملت موجهاً ثم موجهاً أول للعلوم وعينت بمنطقة حولي التعليمية
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
كثيرون من أبناء الأمة العربية شاركوا الكويتيين مسيرتهم النهضوية وأسهموا في بناء الكويت في مجالات شتى. والتعليم كان واحدا من أهم المجالات التي شهدت بصمات ومجهودات للإخوة العرب في الكويت. ضيفنا هذا الأسبوع مدرس وموجه العلوم عبدالرؤوف قبلاوي وهو من أوائل المدرسين الفلسطينيين الذين تم التعاقد معهم في العاصمة اللبنانية (بيروت)، حيث قابل أول لجنة تذهب إلى هذه المدينة الجميلة.
يحدثنا في هذا اللقاء عن ذكرياته منذ قدومه إلى الكويت في بداية الستينيات، وكيف كان الحال وقتها، وكيف صدمته شدة الحرارة رغم انه جاء في شهر سبتمبر. ويتطرق إلى طفولته وبداية شبابه وتعليمه في المرحلة الجامعية كيف كانت. جاء إلى الكويت ليعمل مدرسا وكان أول راتب يحصل عليه 104 دنانير. نتعرف من خلال اللقاء على مسيرته التعليمية في الكويت، وكذلك على أوضاع المدارس والتعليم، وعلى الأنشطة المصاحبة في هذه المرحلة منذ قدومه حتى تقاعده،
كما نتعرف على المزيد في السطور التالية:
يستهل المربي الفاضل عبدالرؤوف شفيق قبلاوي حديثه عن الماضي وذكرياته بإبداء سعادته بوجوده على أرض الكويت الطيبة حيث يقول: سعيد جدا بهذا العمر الذي أمضيته لمدة واحد وخمسين عاما في دولة الكويت في مجال التربية والتعليم ولا أزل في التعليم.
ثم يتحدث عن مولده ونشأته قائلا: بداية، أقول إنني ولدت في فلسطين ومن ثم الوالد انتقل إلى بيروت العاصمة اللبنانية وفيها بدأ تعليمي الابتدائي.. بيروت يقطعها خط ترام من جهة إلى أخرى من داخل بيروت، مع وجود باصات ولا ازدحام في ذلك الوقت، كانت الشوارع نفسها، وحاليا فيها جسور وانفاق، خط الترام مبلط بالحجارة، كانت بيروت جميلة جدا ولا يزال الكورنيش موجودا منذ القديم وكنت أشاهد صيادي السمك على ساحل بيروت في منطقة الزيتونة والبحر كان نظيفا جدا، وكانت الحياة حلوة وجميلة ومنطقة المعرض والأسواق كبيرة وفيها من جميع البضائع والأصناف والسندويشات السريعة، وحتى السبعينيات كانت مركزا سياحيا وطبيا وثقافيا، وكانت بيروت جنة للبشر وفيها مستشفى الجامعة الأميركية وهو من أقدم المستشفيات، وكثير من المرضى يقصدونه للعلاج ولا يزال محط انظار الكثيرين، ومن الشوارع شارع الحمرا، ومما أذكر في مرحلة الشباب لا توجد مقاه على جوانب شارع الحمرا، وبدأت المقاهي في الستينيات مع زيادة السياح.
الدراسة والتعليم
وعن مشواره في التعليم يقول: بداية، تعليمي المرحلة الابتدائية في بيروت، وهناك مرحلتان يتعلم فيهما الطالب، المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية، ولكل مرحلة ست سنوات، فيما بعد قسمت لمراحل.. والبداية كانت في الكلية الانجيلية الوطنية وكنت في الابتدائي، تابعين لهيئة معينة في لبنان (اتحاد الكنائس الانجيلية)، وأمضيت المرحلة الابتدائية، وكانت في بيروت، ولم أشارك في الأنشطة لأن المدرسة كانت بناية مؤجرة والساحة تستوعب فقط عدد الطلبة اثناء الفرصة بين الحصص وبصعوبة فالاعداد كبيرة.. والوصول الى المدرسة بالمواصلات، وأيام الشتاء والبرد والثلوج كل طالب معه شمسية، وكذلك البيوت على مداخلها شمسية، حيث الجو الممطر والثلوج والمطر غزير جدا وجو المدارس بارد ونلبس ملابس ثقيلة، فالجو يختلف في بيروت حيث البرد فوق الجبال والثلوج والقرى فيها ثلج.. وكنا نذهب إلى المدرسة مع ابناء الحي وكنا قريبين من بعض وكانت الحياة حلوة، وحاليا تطورت الحياة واختلفت الاجيال والتعليم سابقا غير هذه الأيام، واذكر أن الكهرباء كانت قليلة وكنت أراجع على نور السراج أو النار.
ومواقد النار داخل البيوت، كانت الحياة قاسية أيام البرد وخاصة اثناء الذهاب الى المدرسة والمراجعة والدراسة، كان الطالب يتحمل هذا البرد، اذكر أننا كنا نشتري الخبز من الأفران شتاء وصيفا، أمضيت ست سنوات في الابتدائي، واذكر ناظر المدرسة وهو من عائلة الجراح في الابتدائي واذكر ناظر الثانوي الاستاذ كامل الديب.
انتقلت الى المرحلة الثانوية الكلية في عين المريسي، على ساحل البحر، حاليا تعرف بمنطقة الزيتونة. نفس المسافة مع الابتدائي، وكنت مشغولا بالتحصيل العلمي والدراسة، وكان التعليم بمبالغ رسمية بحدود مائتي ليرة نهاية الخمسينيات ومع ذلك صعب توفيرها، واذا لم يتوافر المبلغ بالكامل مع الطالب يتسامح معه بالدفع، أقول شبه مجاني، واما الكتب فيمكن للطالب ان يأخذها من اخيه الذي سبقه أو من ابن الجيران فلم تكن متوافرة، وهكذا من جيل لآخر وكان التعاون بين الجيران وأولادهم وكان العيش الكريم والتعاون، وأذكر أنه لم تكن لي أنشطة، وفي احدى السنوات أذكر ان الطلبة كانوا يداومون تحت سقف الدرج، ولذلك لم تكن هناك أنشطة.
كان عدد الطلبة سنويا يزيد وتوجد مدارس كثيرة أفضل من المدرسة التي تعلمت بها ولكن للتكلفة البسيطة تعلمت بها، كنت اسمع عن أنشطة ثقافية ورياضية في تلك المدارس، اما مدرستنا فلا يوجد فيها اي نشاط، من أسباب الازدحام في مدرستنا هو البساطة وعدم الغلو في سعر الدراسة بعد ست سنوات من التعليم الثانوي وبعد النجاح التحقت بالتعليم الجامعي.
الجامعة الأمريكية في بيروت
في نبذة عن الجامعة الأمريكية في بيروت يقول قبلاوي: تأسست عام 1865 الجامعة الأمريكية وعرفت بهذا الاسم لأنها توأم مع جامعة نيويورك ومجلس الأمناء الأعلى يشرف على الاثنين ومكتوب بالشهادة والبعثة الأميركية أشرفت على إنشائها وذلك لحاجة لبنان لها وهناك الجامعة اليسوعية ربما بنفس العام انشئت معها، وبعد ذلك بدأت تظهر الجامعات والتعليم انتشر وكانت الجامعات تهتم بشكل نوعية التعليم جدا، باشرت دراستي بالجامعة العام الدراسي 1959 وتخرجت بعد أربع سنوات وكان ذلك عام 1963، الجامعة الأميركية أقسامها كلية العلوم والآداب وكلية الهندسة وكلية الطب وكلية الزراعة وكل كلية لها تشعيباتها وأقسامها وبعض أبناء الكويت تخرجوا في الجامعة الأميركية وتفوقوا وحصلوا على مناصب قيادية في الدولة ويوجد قسم داخلي للوافدين وأبناء لبنان من المناطق البعيدة عن بيروت.
في الجامعة كنت أمارس الأنشطة مثل الرياضة وفي سنة أولى اجباري ان تنجح في السباحة وفيها ملاعب كرة القدم ومارست لعبة التنس الأرضي كهاو، منذ خمسين سنة وانا في الكويت نسيت من كان يلعب معي واذكر طالبا سعوديا وآخر بحرينيا وطالبا افغانيا كانوا يلعبون معنا، كان للجامعة الأميركية قوانين صعبة للقبول بحدود أربعمائة طالب بالسنة لا زيادة ولا نقصان.
التحقت بكلية العلوم تخصص احياء وتخرجت في يونيو 1963، مدير الجامعة كان اميركيا وكلية العلوم بها رئيس وهو منصب مؤقت يتفق عليه العاملون في كل كلية وأذكر من المدرسين د.لويس ود.بطرس وهو لبناني ود.زايد وكان يدرسنا مقررا اسلاميا.
ومن المقررات الاختيارية اخترت المقرر الاسلامي وكان يدرسنا الاستاذ زايد، واللغة العربية والانجليزية، والسنة الثالثة والرابعة تخصص، واخذت الاختياري تربية دبلوم وهذا تأهيل للعمل كمدرس ولهذا عينت مدرسا.
التعاقد مع دولة الكويت
أما قدومه للعمل في الكويت فيقول عنه ضيفنا: تعاقدت مع لجنة اختيار المدرسين من بيروت واللجنة تتكون من الاستاذ فيصل الصالح رئيسا، واتفقت مع اللجنة للعمل في الكويت مدرسا للعلوم وذلك عام1963، واثناء المقابلة كانت الاسئلة مثل: لماذا تحب العمل في الكويت؟ ولماذا العلوم؟ والنتيجة على طول، وحصلت على التذكرة للطائرة.
والراتب سبعة وثمانون دينارا ونصف الدينار، زيادة عن المعيشة واول راتب مائة واربع دنانير والرحلة من بيروت كانت صباحا في يوم العاشر من سبتمبر عام 1963 والمفاجأة الهواء الحار واللجنة استقبلتنا ولكن بالنسبة لي كان اخي في استقبالي و معي الاستاذ اياد ملحم وصل بعد يومين من بيروت، كانت اللجنة سابقا تتعاقد من دمشق ولكن في تلك السنة كانت من بيروت.
واذكر من اللجنة فيصل الصالح واحمد مهنا (فيما بعد وكيل مساعد) والمقابلة كانت سهلة وباخلاق عالية، الراتب مائة واربع دنانير كان مبلغا كبير في عام 1963 كانت الدنيا غير ولم تكن الحياة معقدة، المهم سكنت عند اخي وكان منذ الخمسينيات وكان ناظر مدرسة الفروانية وذلك عام 1963 وخلال ثلاثة ايام عينت مدرسا في مدرسة الحريري المتوسطة، وسكنت في خيطان ومنها الى حولي وناظر المدرسة كان الاستاذ ابو بكر سالم الهيبة، مصري الجنسية والطلبة اغلبهم من الوافدين، وفيها كويتيون، وكان الطلبة فيهم مستوى متوسط وطلبة آخرون مستواهم عال، كان الطلبة مهتمين بالدراسة لا شيء يشغلهم، الطالب هو الطالب والفروق الفردية موجودة في جميع انحاء العالم وادركت بعض الطلبة الكبار وهم مجتهدون ويرغبون في التعليم.
وأذكر ناظر المدرسة كامل الدباغ ومن مدرسي العلوم في الحريري ثلاثة مدرسين ولكل مدرس اربعة وعشرون حصة بالاضافة إلى الاحتياط، ونهاية الدوام في الساعة الثانية ظهرا.
واستمررت بالحريري المتوسطة، وكان بالقرب منها مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية وامضيت سنة واحدة في الحريري، ونقلت الى معهد المعلمين.
العمل مدرساً في معهد المعلمين
عن عمله مدرسا في معهد المعلمين يقول قبلاوي: نقلت الى معهد المعلمين عام 1964 مدرسا للعلوم، وكان مقر المعهد في مدرسة صلاح الدين وكان المدرس الاول فوزي دغيم ومعنا من المدرسين الاستاذ صالح سليسل وفتحي ابو شرخ واحمد عليان وعبدالخالق والاستاذ حمدي طبيلي مدرس علم نفس وتربية، امضيت اربع سنوات في المعلمين ومن بعد ذلك نقلت الى دار المعلمين والمعلمات وكنت ادرس البنين في الشرق واعلم للبنات في الفيحاء.
وكنت اخرج مع الطلبة الى المدارس الابتدائية للتدريب الميداني، ايضا كنت ادخل مع الطالب داخل الصف وتقييم الطالب يوزع لشرائح اولا الشخصية مثل الوقوف بالفصل والصوت والشرح ومدى استجابة الطالب للمدرس، واحيانا الطلبة يتسببون في ارباك للمدرس فمن هنا يجب على المدرس المتدرب ان يتدرب على هذا على المدرس ان يعمل على المهارة وفي بدايتها الصبر وعندما يكتسبها يصبح في وضع جيد، والمهارة لا تزداد كفاءتها إلا بالتدريب، وكلما تدرب على المهارة زاد تمكنه.
كانت التربية العملية يوما واحدا في الاسبوع وفي مدرسة واحدة ويقسم الخريجين الى مجموعات وكل مجموعة معهم مدرس مشرف عليهم.
والعملية التربوية فيها سقوط ونجاح وفي الغالب الجميع ناجح لأنها فترة تدريب، بعد تخرج الكثير من الطلبة عينوا مدرسين في المرحلة الابتدائية، خريجو معهد المعلمين وأكثرهم كان عندهم طموح لإكمال تعليمه ـ والالتحاق بالجامعة، وخاصة خريجي دار المعلمين، وتخرجوا وحصلوا على مراكز قيادية وبعضهم نظار وموجهون وبعضهم كان يفكر في أن يعمل ويتزوج.
خريجو المعلمين أدوا خدمات كبيرة ومشاركة فعالة وخاصة مدرسي التربية البدنية وصاروا حكاما لجميع الألعاب وتقدموا بعملهم.
مدرس أول
عمل قبلاوي مدرس اول للعلوم في ثانوية الشويخ، يقول عن ذلك: بعد العمل في معهد المعلمين والمعلمات تم اختياري مدرسا اول لمادة العلوم وعينت في ثانوية الشويخ، وكانت آخر سنة وتحولت الى جامعة الكويت، المخازن التي كانت في ثانوية الشويخ غطت 3 مدارس ثانوية في ذلك الوقت.
المؤسسون للتعليم في الكويت اهتموا كثيرا بالتعليم منذ مراحله الأولى مثل المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح والمرحوم عبدالعزيز حسين وزملائهما الذين عملوا معهما، وأذكر ان اول ناظر لثانوية الشويخ عبدالمجيد مصطفى مصري الجنسية، وأذكر سليمان المطوع وعددا كبيرا من المدرسين الكويتيين الذين أدوا خدمات جليلة وكبيرة مع اخوانهم الوافدين الذين عملوا مدرسين بذلك الزمن، وكان الإخلاص في عملهم.
من الذين تقلدوا مناصب عليا في الدولة وفي التعليم المرحوم حمد الرجيب وعيسى الحمد وسليمان المطوع وعلي زكريا وابراهيم الشطي ومجموعة كبيرة من المدرسين الكويتيين.
وبعد ذلك، نقلت الى ثانوية الرميثية مدرس اول علوم والناظر عبدالله اللقمان وأمضيت فيها الى عام 1977 وكان عدد مدرسي العلوم 10 مدرسين، وبالنسبة للطلبة فهناك قدرات وفروقات فردية، ولابد على المدرس ان يعرف خصائص الإنسان الذي يتعامل معه، واستمررت بالعمل في الرميثية ، فالطالب في المرحلة المتوسطة يختلف عن الطالب في المرحلة الثانوية، ولابد للمعلم ان يعرف طبيعة الطالب، وعلى المدرس ان يعرف ان الطالب بالثانوي يختلف حيث يحب التفرد بنفسه، ولا يحب النقد والتجريح، الطلبة فيهم كبار في العمر فلا يمكن ان تجرحهم وهم في الثانوية، ولا يجوز معاقبتهم وعلى المدرس ان يراعي ظروفهم، أمضيت 6 سنوات في الرميثية ولم تحصل معي مشاكل مع اي انسان سواء مع الطلبة او المدرسين.
الطالب أمانة بيد المدرس وهو المسؤول عنه، حيث انه يحاول الإصلاح والاستمرار في ذلك، لكن هناك صعوبات قد تواجه المدرس خاصة مع بداية نقله من المرحلة المتوسطة الى المرحلة الثانوية على المدرس أن يهيئ نفسه قبل شرح الدرس، فمثلا عليه ألا يدخل الفصل وهو غير مهيأ علميا عند شرح مادته حتى لا يشعر الطالب بأن المدرس الذي امامه ضعيف، فهنا يفقد المدرس هيبته وثقة الطالب فيه، وعلى المدرس ان يكون متمكنا اكثر واكثر من مادته العلمية، فالكثير من الطلاب يحترمون مدرسهم لعلمه وسهولة توصيله المادة للطالب، واحترام الطالب يزيد ثقة الطالب بمدرسه، فالطالب ذكي، والمدرس يقدر الطالب لان ظروف الطلبة تختلف فيما بينهم، والعمل في ثانوية الرميثية ممتع مع مجموعة من المدرسين المحترمين والادارة جيدة جدا وأغلب وقت ناظر المدرسة يمر فيه على المدرسة ويسأل ويتفقد نواقص مدرسته، والرجل اكرمه الله بالخير كان نعم الناظر ويمتاز بأخلاق كريمة وحسن معاملة مع جميع المدرسين، وهو متخصص في اللغة العربية وخريج دار العلوم.
التوجيه الفني
نقلت من مدرس اول للعلوم الى موجه فني للعلوم، حيث قمت بالاشراف على المدرسين في مجموعة من المدارس، ومن عمل الموجه الفني الاشراف على المدرسين واعطاؤهم الملاحظات لتحسين عملهم، ومن الطبيعي ان يجد الموجه احد المدرسين بالمدارس التي يوجه عليها مقصرا في شيء ما مثل التحضير أو تصحيح دفاتر فيجده مثلا لم يصحح المادة من فترة، وهكذا فالموجه يكتب عنده هذه الملاحظات ويبلغ المدرس الاول بالمدرسة، وبالمتابعة والتوجيه يتقدم المدرس ويتلافى مثل هذه الاخطاء، واذكر ان احد المدرسين وبزيارة له داخل الحصة حصل ان اخطأ علميا وكتبت له سطرا واحدا ملاحظة، وخرجت وذهبت الى المكتبة وارسلت له اسماء بعض المراجع وطلبت منه القراءة والاطلاع، وفي الزيارة الثانية وجدت كل شيء ممتازا.
وأكرر يجب على المدرس الا يدخل الفصل الا وهو متمكن من مادته، وأذكر ان الموجه العام للعلوم د.رشيد الحمد كان عمله محط انظار الموجهين لشموليته وتمكنه من مادته، واشرافه الكامل على جميع مدرسي العلوم، وهناك بعض الموجهين اذا لم يجد شيئا يقدمه للمدرسين تصبح زيارته لا شيء، ايضا للموجه الحق في مناقشة الناظر لوضع درجة تقييم المدرس، وبعض النظار والموجهين يختلفون على وضع الدرجة، لابد ان يصير هناك اتفاق، واذا ما صار الاتفاق بين كل منهما الموجه والناظر توضع الدرجة للمدرس، واذا انتقلت الى الادارة فهناك يتخذ المعدل بين الدرجتين للمدرس، قد يكون مظلوما او قد يكون اخذ حقه، وأحيانا المدرس يهتم بالعمل الاداري فيقدم خدمات ادارية في المدرسة يقابله تقصير في المادة، فيصير هناك تصادم ويكون الموجه في جهة والناظر في جهة.
وفي ذلك الوقت كان استخدام السبورة والطباشير من افضل الوسائل.
دور الموجه
نقول لو ان الموجه اعطى المدرس درجة 90% واعترض الناظر وقال اعطيه اكثر من التسعين، يرجع عدم الاتفاق الى التشديد على الناحية الفنية والناحية الادارية، المدرس لا يظلم، ومن مصلحة الموجه ان يرفع درجة المدرس وبعض النظار يتعاونون مع المدرسين، واستمررت بالتوجيه الفني حتى عام 1984 وبعد ذلك عينت موجها اول للعلوم بالمرحلة المتوسطة وكانت في ذلك الوقت بداية المناطق التعليمية فقط منطقة الاحمدي التعليمية ومنطقة الجهراء التعليمية وبعد سنة زاد عدد المناطق التعليمية مثل منطقة حولي التعليمية ونقلت لها وعينت موجها أول للعلوم فيها. واستمررت بالعمل حتى الغزو وبعد التحرير نقلت الى منطقة الفروانية التعليمية حتى عام 2002 وتركت وزارة التربية.
إنشاء المركز الإقليمي
يتحدث ضيفنا موثقا للمركز الاقليمي لتطوير البرمجة حيث يقول: المرحوم د.حمود السعدون بدأ بإنشاء المركز الإقليمي لتطوير البرمجة التعليمية وهو إدخال البرمجة في التعليم فأرسل لي بأن اكمل معه فعينت عام 2002 في المعهد ولاأزال اعمل وأنشئ المركز باتفاقية وقعت في نيويورك بين الكويت والصندوق العربي الاقتصادي وجمهورية مصر العربية.
الاتفاقية مضمونها انشاء مركزين اقليميين لخدمة المنطقة العربية تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمركز الاقليمي في الكويت والثاني في مصر يتعلق بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الهندسية وتشكل عام 2002 بمرسوم اميري وقرر مجلس الوزراء ان يكون مقره داخل معهد الكويت للأبحاث العلمية وهو مركز في خدمة العملية التربوية حاليا المدير د.نادر معرفي بدأه د.حمود السعدون ومن بعده انور اليتامى ثم نجيبة دشتي ويوجد عدد من العاملين.
الحالة الاجتماعية
يتطرق ضيفنا إلى حياته الاجتماعية واسرته في حديث موجز حيث يقول: متزوج وعندي من الأولاد والبنات:
٭ صلاح يعمل في اميركا مهندس شبكات متزوج وزوجته عربية.
٭ ورباب موجودة في الأردن متزوجة وتعمل مدرسة رياضيات.
٭ ورشا في بيروت متزوجة وعندها ولدان.






05-04-2015, 07:49 AM
البريمل

 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
عبدالله العديلة: كنت ثالث مواطن كويتي يعمل في بيع وتأجير الدراجات وافتتحت محلاً عام 1941 والإيجار الساعة بنصف روبية
السبت 28 مارس 2015 - الأنباء


أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
547221-488110.jpg
547221-488109.jpg
547221-17.jpg
عبدالله العديلة مع بعض الأصدقاء في أحد شوارع اليابان عام 1948

547221-18.jpg
عبدالله العديلة مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء

547221-481528.JPG
العديلة مع صديق أمام محله

547221-481517.JPG
العديلة مع أحد أصدقائه في حديقة باليابان

547221-481514.JPG
عبدالله العديلة مع بعض أصدقائه في مصنع الدراجات في اليابان عام 1948

547221-481530.JPG
العديلة مع أحد الضيوف من خارج الكويت

547221-481527.JPG
الحاج عبدالله محمد العديلة مع أصدقائهش

547221-481519.JPG
العديلة مع أحد ضيوفه من اليابان أمام أبراج الكويت

547221-481529.JPG
عبدالله العديلة مع ضيوف من اليابان في الكويت

547221-481526.JPG
العديلة في أحد المقاهي خارج الكويت

547221-481524.JPG
العديلة في إحدى زياراته إلى اليابان

547221-481534.JPG
العديلة مع أحد الأصدقاء

547221-481523.JPG
عبدالله العديلة في أحد مصانع الدراجات باليابان في الأربعينيات

547221-481536.JPG
عبدالله العديلة مع أبنائه وأحفاده وابنة حفيدة

547221-481520.JPG
العديلة في موقف سيارات التاكسي في الخمسينيات

547221-481518.JPG
عبدالله العديلة أمام محله لبيع الدراجات في الدهلة

547221-19.jpg
عبدالله العديلة داخل محله لتأجير وبيع الدراجات




    • سددت مصاريف الدراسة لدى ملا مرشد من أول عمل لي في بقالة ثم شاركت صاحب دكان لأحصل على 10 روبيات شهرياً
    • كنت ثاني كويتي يسافر إلى اليابان لاستيراد الدراجات وكان ذلك عام 1948
    • أدركت العملة القديمة «الآردي» وسواقة الدراجات كانت تحتاج إلى رخصة
    • هناك روايتان لسبب تسمية العائلة «العديلة» إحداهما بسبب الجدة والثانية تعود لسلوكيات الوالدة
    • في أيام الأعياد كنت آخذ جميع الدراجات وأذهب بها خلف سور الكويت حيث يستأجر الشباب ويلعبون بعيداً عن الازدحام والناس
    • ولدت في قرية الفنطاس وكان الوالد يعيش هناك ونحن من السبيع ونحن خوال الحمدان
    • أدركت الفنطاس وأنا صغير وكانت قرية صغيرة تعيش فيها مجموعة من عائلات الكويت
    • أذكر مقوع الحمدان والمزارع وفرقة العرضة وعمي عبدالله الحمدان وهو يؤدي السامري بالفرقة وكان شاعراً
    • صديق للوالد كان لديه محل بالسوق ويعطينا القرقيعان أيام رمضان بعد حمله على حمار
    • الوالد في الفنطاس كان يعمل بالبحر في صيد السمك والغوص على اللؤلؤ وبعدما سكن مدينة الكويت فتح محلاً لبيع «الجت» في السوق
    • لمدة 4 سنوات كان أبي يذهب للغوص على سفينة الحقان والراتب
الرعيل الأول من الكويتيين رجال البحر أو رجال المدينة الذين عملوا بكل إخلاص وجد واجتهاد، بذلوا قصارى جهدهم من أجل الحصول على لقمة العيش بالحلال.
ضيفنا هذا الأسبوع من الكويتيين المخلصين الذين جاهدوا في حياتهم وأخلصوا في عملهم، بذل قصارى جهده وجد واجتهد من أجل لقمة العيش نموذج يحتذى من الرجال الأولين.. بدأ حياته عاملا في محل بقالة براتب زهيد جدا وانتقل لمكان آخر بالعمل نفسه وكون نفسه. رجل عصامي سعى للعيش وساعد والده في عمله من أجل حياة سعيدة في ذلك الوقت، والله وفقه في عمله.
تعلم مهنة أخرى وجرب حظه والله وفقه، كان ثالث مواطن يفتح محلا لبيع وتأجير الدراجات، وقد سبقه اثنان من عائلة واحدة ومن بعده تم فتح محلات أخرى وخاصة محلات ودكاكين في منطقة الدهلة مقابل المقبرة القديمة حديقة البلدية حاليا. يقول الحاج عبدالله العديلة انه سافر الى اليابان والصين الشعبية مع أحد الأصدقاء والذي توفي هناك، فكيف تم نقله الى الكويت؟
استورد الدفعة الأولى من اليابان، فكم كان العدد؟ وكيف وصلت هذه الدفعة الى الكويت؟
واستمر الحاج عبدالله العديلة في عمله حتى الاحتلال الصدامي للكويت، ولكن لم تسرق الدراجات وكانت في المخزن ولم يعرف عنها العراقيون شيئا، حديث شيق مع رجل مارس الحياة بشتى أنواعها، تعلم وحفظ القرآن الكريم وعمل عاملا في محل الى ان صار موردا للدراجات الهوائية، رجل عصامي من لا شيء الى تاجر دراجات، وتبعه آخرون في العمل.. نتعرف على المزيد عنه من خلال السطور التالية:
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
بدأ ضيفنا عبدالله محمد عبدالله العديلة حديثه عن ذكرياته من الماضي حول حياته الشخصية والحياة في الكويت قديما بالحديث عن أيامه الأولى ومولده حيث يقول: ولدت في قرية الفنطاس وكان الوالد يعيش هناك ونحن من السبيع ونحن خوال الحمدان، وأدركت الفنطاس وأنا صغير وكانت قرية صغيرة تعيش فيها مجموعة من عائلات الكويت الذين أسسوا تلك القرية والذين عاشوا فيها من العائلات الكريمة من الكويتيين، والفنطاس حاليا مدينة كبيرة فيها كل أسباب الرفاهية والشوارع الكبيرة والبيوت الحديثة، وقد لعبت مع الأطفال مثل حمدان محمد ناصر الحمدان وكلهم كانوا ساكنين بالقرب بعضهم من البعض، واذكر مقوع الحمدان والمزارع وفرقة العرضة وعمي عبدالله الحمدان وهو يؤدي السامري بالفرقة وكان شاعرا، حاليا لا أحفظ شيئا له.
مدرسة ملا مرشد
ويكمل العديلة: بعد سنوات انتقل الوالد من الفنطاس الى المرقاب لأنه اشترى له بيتا عند بيت عبدالعزيز الخضير وبيت الفضالة والصقعبي وكنت في ذلك الوقت أبلغ العاشرة من عمري فأدخلني الوالد مدرسة ملا مرشد وختمت القرآن الكريم قراءة والوالدة - رحمها الله - أقامت حفل ختم القرآن الكريم، وتجمع الأولاد وزفوني، واحد من الطلبة كان يقرأ التحميدة والأولاد يردون عليه:
الحمد لله الذي هدانا
الأولاد: آمين.
... الى نهايتها.
والوالدة جهزت الحلويات وحملت السيف باليمين ولبست البشت والغترة والعقال.. وكانت الجحيشة موجودة، وملا سليمان هو الذي يضرب الأولاد على رجليهم بالعصا والجحيشة، أما ملا مرشد فلا يقوم بالعمل لأن قلبه رقيق وضعيف لا يتحمل بكاء الأولاد.
الجحيشة عبارة عن عصا مثقوبة من الطرفين وفي طرف منهما يربط حبل فيصير فراغ بين العصا والخيط وتوضع قدمي الولد بينهما وهناك ولدان آخران كل واحد يمسك طرف العصا ويلفها على رجلي الولد.
والملا يضرب بالعصا على قدمي الولد وهو يبكي، بعض الأولاد لا يرجعون الى المدرسة مرة ثانية، وسبب الضرب عدم الحضور أو عدم القراءة الجيدة.. ملا مرشد لا يعاقب الأولاد، ومعنا مجموعة من الطلبة من المرقاب ويساعد ملا مرشد مدرسون آخرون، مثل ملا سليمان المرشد، وبذلك الوقت كان العدد غير كبير.
كنت أدفع على فترات، ودفعت المبلغ المتأخر بعدما اشتغلت، والوالد كان يعمل، حفظت القرآن الكريم، وأذكر أيام القرقيعان ان رجلا من أهل السوق كان عنده حمار وكان يعطينا إياه أيام رمضان وعليه كيس كبير نجمع فيه القرقيعان، والرجل كان صديقا للوالد وله محل بالسوق، وأذكر من الذين كنت أشاركهم بالقرقيعان أبناء عائلة الصقعبي، وأبناء العسكر، وأبناء الخضير من سكان المرقاب، وأذكر بعض الشباب بيوتهم بالقرب من مسجد الفضالة، وكنا نضع القرقيعان في الكيس الموجود على ظهر الحمار.
عمل الوالد
يحدثنا العديلة بعد ذلك عن والده وعمله ولمحات من حياته، قائلا: كان الوالد في الفنطاس يعمل بالبحر في صيد السمك والغوص على اللؤلؤ، وبعدما سكن مدينة الكويت دخل السوق وفتح له محلا لبيع الجت (البرسيم) في سوق الجت داخل المدينة، وكان يبيع الجت المستورد من جنوب العراق.. وأذكر كما ذكرت انه كان يذهب الى الغوص مع النوخذة عبدالله الحقان، وكذلك النوخذة محمد الحقان وهو صاحب سفينة للغوص ويحصل على 10 روبيات، ولمدة 4 سنوات ثم انتقل لبيع الجت ودكانه موقعه بجوار القهوة الحالية في السوق من جهة مدخل سوق الغربللي وسوق الدهن خلف سوق الجت، وكنت آخذ «جت» من الدكان الى البيت وعندنا غنم وماعز وأضعه للماعز والشاوي اسمه زويد، والوالدة تحلب الماعز ونشرب الحليب صباح كل يوم مع الخبز من الخباز، وأذكر سيدتين كويتيتين، واحدة تبيع الباجلا، والثانية تبيع الحليب في السوق وتبيع أدوية شعبية بقرب سوق الجت، وأيضا سيدة ثالثة تبيع خبزا ولبنا، والأسواق قديما كانت غير مزدحمة، وأذكر بعض المحلات التي كانت تبيع الملابس والغتر ـ مفردها غترة ـ ويوجد سوق الغربللي وكذلك مطعم واحد، وأذكر عندما كنت اذهب عند الوالد في السوق أشاهد البعض يشترون الحلوى من سوق الحلوى، ولكن كان بعيدا عن سوق الجت، وأذكر السكة الصغيرة، وأن رجلا توفي اسمه محمد الكندري كان عنده محل على مدخل سوق الجت، وكذلك العصر إذا وصل الجت مع السفن الشراعية من العراق وإيران، الوالد كان يذهب الى السوق يشتري ويبيع، بعد ذلك فتح له محلا لبيع الخضار يسمى طراح، وترك بيع الجت (البرسيم) لفترة قليلة.
أول عمل بعد الدراسة
بعد ختمه القرآن بدأ العديلة في البحث عن عمل حتى بدأ أول عمل له والذي يقول عنه:
بعدما أنهيت الدراسة وختمت القرآن الكريم بدأت في البحث عن عمل فحصلت على عمل في محل آخر المرقاب (بقالة) باشرت العمل في الدكان، وكانت زوجة صاحب المحل تجلس بداخل الدكان وأباشر البيع على الزبائن وأعطيها ثمن ما أبيعه.. هكذا كل يوم والزوجة يوميا تحضر للدكان تبقى حتى النهاية في الصباح، وإما بعد الظهر فصاحب الدكان يكون موجودا معي حتى الليل، أمضيت فترة 3 شهور وذلك بعدما سددت للملا مرشد المبلغ الذي كان يريده مني للدراسة، وبعد ذلك تركت المحل والتحقت بالعمل عند مواطن له دكان في فريج النفيسي، بالشارع تقريبا، ودخلت معه شريكا وكنت أبيع مواد غذائية (عيش وبصل وشعير) وكل شهر احصل على مبلغ 10 روبيات وأعطيها للوالد وهو يصرف على البيت.
شريكي كان اسمه عبدالرحمن، والدكان كان أقرب للسوق، مقابل مسجد ابن بحر، واستمررت مدة طويلة لمدة سنة ونصف السنة حتى تكون عندي رأسمال، وبعد ذلك فتحت دكانا في منطقة الشرق قرب المغيسل وأقرب لمقبرة الحساوية وفي تلك المنطقة فيها بيوت وكانت صغيرة وبعد سنوات تحولت إلى منطقة صناعية، وفي تلك المنطقة فتحت محلا مقابل المقبرة، وكنت أبيع الدراجات وأقوم بإيجارها. وقد سبقني في بيع وايجار الدراجات كل من المواطنين عبدالعزيز الرويح وعبدالله الرويح، وأنا ثالث مواطن يعمل بالدراجات.
وأحد المواطنين استأجر منا دراجة ولم يعدها ولم يكن معه إجازة بقيادة الدراجة، وتم حجز الدراجة عند الشرطة وبعد فترة أخذت الدراجة من الشرطي. وكان بالسابق لا بد أن يكون عند مستخدم الدراجة إجازة والايجار لمدة ساعة نصف روبية.
في البداية كنت اشتري الدراجات من عبدالعزيز ومحله بالشارع الجديد بالقرب من محل العدواني، وصار عندي في البداية ثلاث دراجات للإيجار، وكلما اجمع مبلغا اشتري دراجة وهكذا حتى صار عندي مجموعة من الدراجات للإيجار ومن ذلك تعلمت تصليح الدراجات وأدركت العملة القديمة «الآردي».
السفر إلى اليابان
العمل في تجارة الدراجات نتج عنه السفر للخارج وهنا يقول العديلة: تم افتتاح المحل تقريبا عام 1941 واستمررت في تأجير الدراجات وكلما جمعت مبلغا اشتريت دراجة جديدة أضمها للمجموعة، وهكذا يزيد العدد وكنت أسافر واستورد دراجات، وسافرت إلى اليابان وتلك أول سفرة لي خاصة عام 1948 واعتقد أنني أول كويتي يسافر لليابان لاستيراد دراجات.
وأسافر بطائرة صغيرة من الكويت إلى هونغ كونغ تصل من البحرين إلى الكويت الى هونغ كونغ وفيها عشرون راكبا وننزل ترانزيت هناك والمسافة ثماني عشرة ساعة ومن هونغ كونغ إلى اليابان.
وكانت أول سفرة لي مع العلم أنني لا أعرف لغات ولكن كنت أتعامل معهم بالنظر وبالإشارة، وفي اليابان نزلت في اوساكا وفيها مصنع للدراجات وقبل السفر لليابان كان معرفي هو الذي يستورد الدراجات وهو سافر معي إلى اليابان بنفس الطائرة، وأمضيت فترة هناك لمدة وكلفة السفرة بحدود ثمانمائة روبية لمدة عشرة أيام، وفي تلك السفرة استوردت عشرين دراجة وشحنتها بالباخرة والتكلفة بسيطة وسعر الدراجة خمس عشرة روبية حتى وصولها إلى الكويت وهذه الدفعة الأولى من الاستيراد، وأدخلتها في المحل للإيجار ولم أبع منهما، الكويتيون في ذلك اليوم تعجبوا مني كيف اسافر إلى اليابان ولا أعرف لغة فقلت لهم: بالإشارة والمشاهدة والرسم. واستفدت من ايجارها، فالذي يؤجر مني دراجة يبتعد عن المكان وأحيانا الشرطي يمسك المؤجرين ونذهب للإدارة ويرجعونها لنا بعض المؤجرين يعيدون الدراجة مكسورة.
أيام الأعياد
أما العمل في أيام الأعياد التي كانت تعتبر موسم عمل فيقول عنها: في أيام الاعياد آخذ جميع الدراجات وأذهب بها خلف سور الكويت، وهناك الشباب يستأجرون مني الدراجات ويلعبون بعيدا عن الازدحام والناس، و إيجار الساعة بنصف روبية وانقلهم بنفسي وتحصل معارضة من المسؤول عن الدروازة» (بوابة السور)، ولكن بعد ذلك يوافق على خروجنا من البوابة وكل دراجتين مع بعضهما انقلهما واحيانا الى ساحة الصفاة وفيها ألعاب للأطفال.
امضيت سنوات في المحل بالدهلة وبعد ذلك انتقلت الى مكان آخر قرب وزارة الدفاع (البنوك حاليا) مقابل المسيل.
ومارست عملي والحمد لله توفقت بالعمل واذكر عندما كنت بالدهلة كان المحل في عمارة محمد عبدالرحمن البحر ولا يوجد فيها كهرباء.
علي السري جمع سراج او اللوكس والايجار كان مائة وخمسين روبية بالشهر وفيه سرداب.
السفرة الثانية
عن سفره للمرة الثانية وهي ايضا بسبب العمل يقول العديلة: سافرت مرة ثانية الى اليابان ومن دون مرافق كنت بنفسي وكان جوازي منتهيا وسألت رجلا يابانيا اين سفارة الكويت فقال في مدينة جيجيكو بالقطار ثلاث ساعات وذهبت الى سفارة الكويت واعطوني الجواز الجديد والقديم، والسفر الى اليابان بفيزا ومن هونغ كونغ احصل على الفيزا الى اليابان وسافرت مرتين واستوردت الدراجات من دون ماركة ومن المصنع مباشرة وتعرفت على رجل ياباني هناك ورافقني الى المصنع واعطيته اكرامية وهو مسؤول مصنع يوساكا والمصنع كبير ويصدر للعالم.
وبعد ذلك سافرت الى الصين الشيوعية عدة مرات واستوردت منها دراجات ومن هونغ كونغ اليها بالقطار الى الصين الشيوعية وهي الصين الوطنية وسكنت في فندق ومن دون خوف يومها كنت شابا ولست عجوزا وكان معي الاخ عباس سالم الشطي وله دكان في دروازة العبدالرزاق وكان يرافقني بالسفر للسياحة وعنده لغة انجليزية جيدة جدا، وسافر معي الى اليابان مرتين، بالنسبة للسفر الى اليابان سافرت عشرين مرة وخاصة بالسبعينيات والثمانينيات، لم افكر في استيراد «السياكل» وامضيت عدة سنوات في بيع واستيراد الدراجات حتى بعد التحرير من الغزو العراقي وبنفس المحل في الدهلة مقابل حديقة البلدية وايام الغزو العراقي الغاشم على الكويت الحبيبة كانت جميع الدراجات في المخزن وكنت ايام الغزو مسافرا في الخارج، وفي المحل رجل آخر استغل المكان لبيع البطانيات وبعد التحرير وكان عندي خمسة وعشرون دراجة ايام الغزو وكانت في المخزن ولم تسرق لان الجيش العراقي لم يعرفوا شيئا عن المخزن ولم يفتح.
وبعد التحرير رجعت للعمل ومن ثم تركته نهائيا وبعت جميع الدراجات وامضيت وقتي من دون عمل.
العاملون في بيع الدراجات
وعن العاملين في مجال الدراجات مثله يقول ضيفنا: اول من عمل في بيع وتأجير الدراجات هم:
< الاول: عبدالله الرويح
<الثاني: عبدالعزيز الرويح
< الثالث: عباس مراد
<الرابع: عبدالله العبدالهادي،
عبدالرحمن اسماعيل وسافر معي الى الصين الشيوعية وتوفي بالصين الشيوعية ونقل الى الكويت بواسطة السفارة الايرانية الى طهران ثم الى الكويت وكذلك الذين يبيعون الدراجات، عبدالله الدارمي دكانه بجواري وايضا محمد المسفر بنفس المكان، واما الرويح فبالشارع الجديد.
والشباب هم الذين يؤجرون الدراجات وحصل عندنا ان احد الشباب استأجر مني دراجة ولم يرجعها وبعد ستة ايام وجدتها ووالده قال اضربه وخذ اجرتك.
احيانا الاجرة مقدم والساعة بنصف روبية والشباب يستخدمون الدراجة بالجولات من مكان لآخر ويوصلون الى المستشفى الامريكاني، والايجار لا فرق بين الصيف والشتاء وايام الربيع اكثر تأجيرا والمنافسة بين اصحاب المحلات وكنت اصلح الدراجات بيدي وصرت ميكانيك لتركيب وتصليح الدراجات واقول ان الكويتيين اصحاب المحلات بأنفسهم يتواجدون في محلاتهم دون عمالة تساعدهم مثلما نرى هذه الايام.
ويقومون بكل شيء، والدوام منذ الصباح وبعد صلاة الظهر اغلق المحل واعود العصر للعمل حتى بعد صلاة المغرب والوالد توفي عام 1948، واخواني علي العديلة رحمه الله وعندي اخوات عددهن اربع بنات واحدة توفيت منذ سنوات.
اقول انا اول كويتي يضع اسمه على الدراجة (دراجات عديلة) ويوجد ماركات اخرى الاسد والفيل.
وانا اول كويتي يستورد دراجات البالون، العجلات ضخمة تختلف عن الدراجات العادية، عبدالرسول فرج كان يستورد دراجات (فيليبس) Philips.
معنى كلمة العديلة
عن معنى اسم العائلة العديل يقول ضيفنا: توجد روايتان لتفسير الاسم، الاولى نسبة الى الجدة وكان يقال لها العديل عندما كانت في الفنطاس وتشرف على ولادة النساء وعلاجهن وتخاف على الناس.
اما الرواية الثانية فهي نسبة لوالدتي لطيفة الغانم وايضا كانت مع الجيران محبة ومخلصة معهم وكانوا يطلقون عليها «العديلة» ومع الاستمرار في الحديث تحولت الكلمة الى العديلة وطلبت من جدي محمد ان يضيفوا اسم العديلة بدلا من الناصر، وتعدل الى ما ذكرت.








05-04-2015, 08:16 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
عبداللطيف الخضر: والدي كان يتناول الغداء مع جدي وأعمامي تحت «العريش».. وبيوت العائلة ثُمنت وأصبحت مجمع الوزارات
السبت 7 مارس 2015 - الأنباء
أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
542035-473181.jpg
عبداللطيف الخضر

542035-473172.jpg
542035-473169.jpg
عبداللطيف الخضر مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)

542035-473168.jpg
عبداللطيف الخضر أثناء زيارة وزير الإعلام السابق أنس الرشيد لرابطة الأدباء

542035-473184.jpg
عبداللطيف الخضر في حفل زواج ابنه انور

542035-473166.jpg
عبداللطيف الخضر مع الوزير السابق أحمد باقر

542035-473171.jpg
عبداللطيف الخضر مع بعض المدرسين والتلاميذ

542035-473176.jpg
عبداللطيف الخضر مع مجموعة من المدرسين

542035-473180.jpg
عبداللطيف الخضر مع عدد من المدرسين في مدرسة الفنطاس

542035-473182.jpg
عبداللطيف الخضر مع بعض الأصدقاء

542035-473179.jpg
عبداللطيف الخضر يكرم من قبل رابطة الأدباء

542035-473167.jpg
الخضر مع مجموعة من المدرسين في مدرسة الفنطاس

542035-473175.jpg
عبداللطيف الخضر مع الشيخ علي الجراح

542035-473178.jpg
..ومع د.صالح العجيري

542035-473185.jpg
الخضر مع الإعلامي المصري محمد جلال

542035-473183.jpg
..ومع الأديب والصحافي جمال الغيطاني

542035-473190.jpg
542035-25.jpg
542035-27.jpg
542035-473174.jpg
542035-26.jpg
542035-473188.jpg
542035-473177.jpg
542035-473170.jpg
عبداللطيف الخضر مع مجموعة من الشخصيات




    • كنا أطفالا نمارس في النهار الألعاب الشعبية «التيلة» و«الصفروق» و«الهول» و«طاش ما طاش» وإذا غابت الشمس نلعب «عظيم ساري»
    • الكاتب فاضل خلف ساعدني في مشواري الأدبي وزوجتي وأسرتي لهم فضل كبير عليّ
    • قابلت مجموعة من الأدباء والكتّاب المصريين واستفدت من نصائحهم في كتابة القصة
    • في الماضي كان الكويتيون يشعرون بالسعادة رغم الحر والغبار
    • أول مدرسة التحقت بها كانت «المرقاب الابتدائية» ثم «القادسية المتوسطة»
    • أول عمل لي كان في «التربية» سكرتيراً ثم قررت أن أكمل تعليمي
    • ألفت عشرين كتاباً وعندما خُيرت بين الاستمرار في العمل وكيل مدرسة أو التفرغ للكتابة اخترت التقاعد
    • أول قصة قصيرة كتبتها كانت «الغريب» وكانت حقيقية عن شخص يواجه مشكلة وأسهمت في حلها
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل والكاتب الروائي عبداللطيف الخضر يقول في هذا اللقاء:
ولدت في منطقة المرقاب وتعلمت في مدرسة المرقاب ومن ثم انتقل الوالد الى الرميثية فالتحقت بثانوية عبدالله السالم في ميدان حولي والوزارة وفرت لنا باصا.
يقول الأديب عبداللطيف الخضر: بعدما أكلمت الثانوية التحقت بالعمل وعينت أمين مخزن في مدرسة أبوتمام المتوسطة.. ولكن طموحي وحبي كان للتعليم.. فقررت مواصلة تعليمي فالتحقت بمعهد المعلمين وانتقلت للعمل المسائي وعينت أمين مكتبة فاستفدت بهذا العمل لحبي للقراءة فزادت عندي المعلومات.. كان بعض المواطنين المحبين للقراء والثقافة يرتادون المكتبة خاصة في الصباح، أما رواد المكتبة في المساء فبعضهم من الطلبة الذين يحضرون لمراجعة دروسهم. استمررت في التعليم وتخرجت وعينت مدرسا وبعد سنوات عينت وكيل مدرسة.
سهري بالليل مع الكتب والقراءة منعني من الذهاب مبكرا للعمل.

الناظر «زعل» واستدعاني وقال يا أستاذ لماذا تتأخر؟ فقلت له السهر بالليل للقراءة، فقال بالحرف الواحد: يا أستاذ إما العمل والدوام ،إما السهر والقراءة.. ففضلت القراءة والسهر مع الكتاب وقدمت استقالة للتقاعد وتفرغت للقراءة وتأليف الكتب ونشرها بمساعدة الفاضل الأديب الأستاذ فاضل خلف التيلجي، ومازال حبي وشغفي للقراءة ومتابعة النصوص الأدبية.. ولكن أقول ان زوجتي وابني أنور وابنتي وأختي أم إيمان لهم فضل كبير في مساعدتي ومساندتي فشكرا للجميع.
مزيد من التفاصيل عن ذكريات عبداللطيف الخضر في السطور التالية:

في بداية اللقاء يتحدث الأديب المربي الفاضل عبداللطيف خضر الخضر عن بداياته الأولى ومرحلة الطفولة المبكرة حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في منطقة المرقاب، وعملت مدرسا ووكيل مدرسة، وأنا حاليا متقاعد، كما أنني روائي وقاص (للقصة القصيرة).

بيت عائلة الخضر من البيوت الكبيرة ويضم الجد والوالد والأعمام، من الجيران بيت النهام وبيت الخزام وعائلة الوهيب، والوهيب خوالي.

«المرقاب كانت تتكون من بيوت مبنية من الطين من مسجد الحمد الى مسجد الشملان ومسجد الوزان، منطقة مجمع الوزارات في هذه المنطقة، بيوت العائلة بعد تثمينها صارت مجمع الوزارات، وبالقرب من بيوتنا براحة كبيرة كنا نلعب فيها وأيام العيد نجتمع فيها ونشتري الحلويات، وكذلك أيام القرقيعان وكنا شيابا نحب بعضنا البعض نتمشى (بالفرجان) وفريج المرقاب سكيك صغيرة وكبيرة، كانت الناس سعيدة، ومع ان الجو حار وغبار الجد والوالد والأعمام كانوا يتناولون غذاءهم، تحت العريش، البحر بعيد عنا وأما النساء بعضهن يذهبن الى البحر لغسل الملابس واقرب مكان ساحل نقعة الشيوخ، ونحن صغار وشباب نذهب الى المجاص ورمادان والى سور الكويت.

المجاص يصنع فيه الجص، اذكر كنت اذهب الى القبلة ومنطقة الشرق.

إذا غابت الشمس وبدأ الظلام نلعب «عظيم ساري» وفي النهار نلعب التيلة والصفروق وهي أنواع مختلفة من الألعاب الشعبية، واذكر أنه كان في المنطقة دكان بقال نجلس بجانبه ونلعب طاش ما طاش كنا مجموعة من الشباب نحب بعضنا البعض.

كنا نلعب الهول، اذكر أنني كنت اذهب مع أهلي الى منطقة النزهة قبل المطار يوم الجمعة نقول نروح نكشف أو نروح الكشتة وكل واحد يحمل على رأسه بعض الأغراض أو تأجير سيارة لوري لنقل الأغراض والقدماء يستأجرون الحمير لنقل أدواتهم.

مع كل هذا كانوا مستأنسين، أقول خالي كان عنده فورد احمر ويقول اليوم نروح نلقط الفقع في بر النقرة وبعد بر حولي واذكر بعض أفراد العائلة فترة الربيع وهم ينصبون الخيام وإذا بدأت المدارس يرجعون الى بيوتهم. كنا صغارا نذهب مع العائلة.

كان أيام الربيع البر ينبت فيه النوير بألوانه الزرقاء والبيضاء والصفراء.

من خلف السور الى أن نصل إلى النقرة أو حولي البر خالي لا يوجد مناطق سكنية.

بعد سنوات تم تثمين بيت الجد وخصصت لنا قسيمة في منطقة القادسية وجدي بني لنا بيتا كبيرا على الطراز العربي غرف وأمامها الليوان وبدأ المواطنون يسكنون في المناطق السكنية الجديدة وتركوا البيوت القديمة داخل مدينة الكويت، بداية الانتقال كانت الحياة صعبة على الناس وكانت بعض المناطق السكنية لا توجد فيها مدارس وكانت الشوارع رملية.

الدراسة والتعليم

يتطرق ضيفنا بعد ذلك الى مشواره التعليمي منذ بدايته فيقول: أول مدرسة نظامية التحقت بها كانت مدرسة المرقاب الابتدائية، واذكر من الطلبة جاسم البناي وعلي الحليل جارنا وأولاد الخزام والنهام واذكر الأستاذ يوسف النبصة كان يدرسنا العلوم والأستاذ عبدالرحمن عبدالجادر وناظر المرقاب كان عبدالعزيز الدوسري، خلال 4 سنوات في مدرسة المرقاب لم ألتحق بأي نشاط رياضي أو ثقافي ولا موسيقى وانما تفرغت للدراسة وكان مدرس الموسيقى عبدالرؤوف مشهور وطلبت منه الانضمام للموسيقى ولكن لم يوافق وبعدما عينت مدرسا صادفته وذكرته بموضوع عدم قبولي بالفرقة.

أكملت المرحلة الابتدائية وبعد سنوات تم تثمين بيت جدي وبنى بيتا في القادسية، بيت عربي كبير وسكنا فيه، وبعد ذلك الوالد استأجر بيتا واستقلينا.

وعاد الوالد الى المرقاب ومنها الى الفيحاء وكان البيت بالإيجار كان بعض الكويتيين يستأجرون بيوتا ويسكنون فيها الى ان تم تخصيص بيت للوالد.

بعد النجاح بالابتدائي التحقت في مدرسة القادسية المتوسطة والناظر كان فلسطينيا.

وأذكر أبناء الفرحان وأبناء الشيخ الفارس وابناء الرميح والياقوت وكنا نذهب إلى المدرسة مع بعضنا البعض بالقادسية ـ المرحلة المتوسطة، وكنت اراجع دروسي وخاصة الجيل من الشباب اهتموا بتعليمهم لكي يحصلوا على الشهادة لكي يعملوا وكنت من الطلبة المهتمين، ودائما كنت من الناجحين، وكان نشاطي في القادسية المتوسطة لعب الكرة وكوّنا فريقا للكرة في المنطقة وكل واحد يدفع من جيبه الخاص وشاركت بتكوين فريق كرة القدم واسمه فريق القادسية وكنا نتشارك بعضنا البعض في الدفع ونشتري كأسا أو درعا ونقيم المباريات مع الفرق الأخرى بالمنطقة او مناطق أخرى، وبعد ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اسست ناديا للشباب ومقره القادسية حاليا مقابل منطقة المنصورية وكنت اذهب إلى هناك.

النادي حفظ الشباب والجميع كانوا متواجدين للعب كرة القدم والسلة والبعض يلعب شطرنج ودامة.. وألعاب أخرى مثل كرة الطاولة.

عندما كنا صغارا كنا نلعب بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة ومن المدرسة الى البيت والى النادي وكنت اشارك أبناء المدرسة في الالعاب.

اكملت سنة رابعة متوسط وحصلت على الشهادة المتوسطة ولم التحق بالكشافة ولكن أخي التحق بالكشافة، كان أخي يشارك بالمعسكر وكنا نذهب له ونزوره في المخيم ونحضر الاحتفال مع الوالد والاخوان.. حبي للقراءة منعني من الانشطة.

ثانوية عبدالله السالم

عن المرحلة الثانوية وكيف سارت الأمور فيها يقول الخضر: بعد حصولي على الشهادة المتوسطة التحقت بمدرسة ثانوية عبدالله السالم.. وبعد عام دراسي انتقلت إلى ثانوية الرميثية لأن الوالد انتقل للسكن في منطقة الرميثية أذكر الاستاذ عبدالله اللقمان وهو رجل طيب جدا كنت انتقل بالباص من الرميثية إلى عبدالله السالم وعندما التحقت بالرميثية كنت أذهب مشيا. أكملت رابعة ثانوي وكنت في النظام وعينت نائب الرئيس.

وضبطنا المدرسة ولا يوجد فيها مشاكل وعندما اصبحت مدرسا كنت مسؤول النظام في المدرسة.

المهم اكملت الدراسة الثانوية قسم العلمي والتحقت بالعمل.

أول عمل

أما العمل الأول الذي التحق به الخضر بعد التخرج في الثانوية فيقول فيه: عينت موظفا في التربية سكرتيرا في مدرسة ابو تمام المتوسطة وبعد ذلك فكرت أن اكمل تعليمي واخبرت الوكيل والناظر وقلت لهم لا أريد أن أعمل موظفا أريد أن أكمل تعليمي لأن الموظف لا مستقبل له فالتحقت بالفترة الصباحية طالبا في معهد المعلمين وبعد العصر في المكتبة العامة.

وكان خالي سالم الشويع بالتربية فساعدني على النقل والتعيين في مكتبة الشامية واستمررت بالعمل حتى التخرج من معهد المعلمين.

كانت المكتبة هادئة ولا يوجد ازدحام فيها، وهذا ما ساعدني على المراجعة والتخصص علمي مادة العلوم.

رواد المكتبات يسألون عن المراجع والمراجعة هدوء جدا وبدون ازعاج واحيانا عندي مساعدون، بذلك الوقت المكتبات كانت دوامين فترتين صباحية ومسائية أذكر أحيانا في الصباح يوجد مراجعون بأعداد قليلة.

بعد التخرج

بعد التخرج في «المعلمين» كان الخضر على موعد مع التدريس، يقول عن هذه الخطوة: بعد التخرج في المعلمين تركت العمل في المكتبات وعينت مدرسا في مدرسة الفنطاس الابتدائية مدرس علوم وبعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي تحولت المدرسة إلى مدرسة الفنطاس المشتركة وعينت رئيس قسم وذلك بعد سبع سنوات من العمل مدرسا، وبعد ذلك التحقت بدورة وكالة ونجحت وعينت وكيل مدرسة ونقلت إلى مدرسة الرقة ولمدة سنة، ومن الصدق بعدما قدمت للتقاعد كان هناك قرار بتعييني موجها لكن لم يحصل نصيب فخرجت متقاعدا.

عندما كنت وكيلا احيانا كنت أتأخر عن الحضور الى المدرسة فقال الناظر الاستاذ عبداللطيف: أنت إنسان طيب خلوق ولكن المشكلة هي التأخير وأنت إنسان كاتب ومؤلف قصص أقول لك إما أن تتفرغ للكتابة أو تتفرغ للوكالة فقلت له: أنا أسهر للقراءة والكتابة فقلت له أريد أن أكتب ولا أريد أن أعمل عندك.. وكان الناظر محمد الياقوت فتقاعدت وتفرغت للكتابة والتأليف وحاليا عندي عشرون كتابا من مؤلفاتي.

بداية كتابة القصة

عن كتابة القصة وكيف بدأت هذه الهواية لديه، يقول الخضر: بداية قصتي كانت مع أول قصة قصيرة كتبتها بعنوان «الغريب» البداية كانت القراءة.

زوجتي الأولى أم الأولاد (رحمها الله) قالت عبداللطيف: نحن الآن نعيش في بيت جديد لنا وأنت أخذت غرفتين للكتب فقلت أين أضعها، فقالت: أنت غير مستفيد منها أنت لا تكتب شعرا ولا تكتب مقالا فماذا تستفيد من الكتب؟ إما أن تكتب شعرا أو مقالة لكي يعرفك الناس أما فقط القراءة وتجميع الكتب أنا زوجتك وأريد لك المصلحة والمنفعة اكتب شعرا أو قصة، فزوجتي لها الدور الأول في دفعي للكتابة وخاصة كتابة القصة القصيرة، الذي منعني في البداية أنني أقرأ لكتاب ومؤلفين كبار فكنت أقول في نفسي كيف اصبح مثلهم وهؤلاء لهم سنوات طويلة ولكنني سمعت كلامها وعصر ذلك اليوم كنت حزينا، وفي الليل ذهبت إلى الديوانية وسمعت احد الحضور يقول صار لي اربعين سنة اعيش في الكويت ولم احصل على الجنسية، فقال له زميله هذا الأخ عبداللطيف رجل عنده إلمام وهو قارئ جيد ومدرس ورجل مثقف قل له يكتب قصتك فقال قصته وسمعته، ذهبت إلى البيت في الساعة الثانية فجرا وكتبت قصة ذلك الرجل كاملة كما سمعتها منه، وفي اليوم الثاني ذهبت الى الجريدة وقابلت الاستاذ فاضل خلف وقال آمر اعطيته القصة فقرأها وقال صورها وأحضر لي صورتك الشخصية وقال هذه القصة سوف أقرأها وإذا تصلح للنشر فسوف أنشرها يوم الأحد، وفي ذلك اليوم تم نشر القصة وطالبني فاضل خلف بقصة ثانية وبالفعل كتبت القصة الثاينة وزوجتي رحمها الله فرحت عندما قرأت القصة وكل يوم أحد أنشر قصة قصيرة.

وبالتعاون مع الأديب والشاعر الأستاذ فاضل خلف وله الشكر الجزيل لمساعدته ونشر ما اكتب بالصفحة المسؤول عنها.

وكنت التقي مع بعض الكبار واسألهم عن الحوادث والمشاكل التي كانت موجودة في الكويت، واذكر رجل بحار قال قصة عن البحر فكتبتها وأما الوافد الذي كتبت عنه القصة اتصلوا عليه من الإمارات وسافر إلى هناك وحصل على الجنسية الإماراتية.

والقصة الثانية سمعتها من البحار وكتبتها وعندما نشرت القصة الثانية اتصل فاضل خلف وقال رابطة الادباء يطلبون حضورك وزيارتهم، المهم ذهبت الى الرابطة واستقبلني المرحوم عبدالله العتيبي والدكتور خليفة الوقيان وعرفتهم بنفسي فرحبوا بي، وقالوا هذا مكانك وأي وقت تحضر، وذلك منذ اول قصة نشرتها حتى عام 1990.

اصدرت اول كتاب وجمعت فيه جميع القصص التي نشرتها وعددها ثماني عشرة قصة والكتاب بعنوان «اليوم المجيد» كانت اختي التي تساعدني في طباعة القصة منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا هي التي تساعدني على الطباعة.

الله يطول بعمرها ويحفظها، وكذلك ولدي انور يكتب ويطبع بالكمبيوتر وهذه مساعدة منهم، وزوجتي متخصصة لغة عربية فهي التي تراجع النص قبل نشره، سكرتارية عائلية.

الذين لهم فضل علي ودفعني للكتابة المرحومة زوجتي الاولى، وابني انور وزوجتي الحالية واختي بارك الله فيهم وجعلهم ذخرا.

ولدى سؤال ضيفنا عمن ساعده من خارج العائلة ومن سانده وشجعه قال: الدكتورة نورية المليفي لها فضل كبير بوقوفها معي وادخلتني في برنامجها مثل الاسئلة عن القصص التي كتبتها اقول اخر قصة كتبتها ونشرتها بعنوان «حب المريخ» وتم نشر قصصي والقصة اعجبت الدكتورة نورة المليفي، وبداية هذا العام تم نشر القصة عام 2015، والطباعة على نفقتي ولكن اربع قصص طبعها مكتب الشهيد طبعها، حاليا صدر لي واحد وعشرون كتابا، عندي اربع مجموعات قصص قصيرة والباقي روايات.

ولكن للاسف لم يتقدم اي منتج او مخرج للاستعانة وتحويلها الى تمثيلية او مسرحية ولا اعرف السبب، الروايات التي اكتبها جميعها قصص وحوادث محلية لموضوعات اجتماعية، وعن الحياة وقصص عن جميع الاحداث التي وقعت في الكويت، وعندي قصص الاحتلال الصدامي للكويت وما من حدث يقع الا واكتبه قصة قصيرة واما بالنسبة للشخصيات حسب الموضوع الذي اكتبه مثلا قصة عن البحر مثلا ما هي الفكرة مثلا بنت الطواش وآخر فقير مثلا غواص وحب بينه وبين بنت الطواش هذا مع وجود مغامرة لكي يحصل عليها ويتزوجها، وديرة بنت نوخذة ومات والدها في الطبعة فصارت يتيمة وكانت شاطرة (الديرة) الساعة التي يسير عليها نوخذة السفينة.

والجيران تبنوها وعاشت عندهم فالجار الذي تبناها اعطى السفينة لاولاده، وقال لهم «ديُرَة» تعلمكم لانها بنت نوخذة، ياليت ان احد المخرجين يأخذ هذه القصة ومع الدكتورة نورة المليفي بالتلفزيون وعندي واحد وعشرون كتابا بعض الكتب فيها عشرون قصة والآخر سبع عشرة قصة واقل على حسب المجموعة والكتاب مائتي صفحة، و«جنحت الشمس الى المغيب» عدد صفحاته مائتي صفحة.


هناك قصة عن فيلكا وبعض العائلات والقصة واقعية لأهل القصة، بعض المواطنين يعرضون قصتهم ودوري احولها الى قصة مكتوبة من الواقع ابنتي سارة تقرأ قصصي وتقول رأيها بكل قصة وابني انور هو بمثابة السكرتير وشبه مراسل يبعث رسائل للغير.

السفر الى مصر

عن احتكاكه بالادباء المصريين وكيف افاد من هذه التجربة يقول الخضر: بداية كتابتي للقصة وخاصة بعد ان نشرت قصتين كنت ارغب في أن احصل على معلومات اكثر وان اطور نفسي فحاولت وبعد تفكير ان اسافر الى القاهرة وان التقي بالادباء وكتاب القصة المصريين وبالفعل بدأت واجريت اتصالاتي بهم وسافرت الى القاهرة والبداية التقيت مع الاديب والكاتب فاضل خلف الشاعر والكاتب الكويتي زودني بأرقام بعض الكتاب فاتصلت على واحد اسمه عصام وهو الذي حدد لي موعدا مع احد الكتاب الساعة الثانية ظهرا فذهبت حسب الموعد وقابلت الاديب والكاتب ثروة اباظة وهو رجل كبير وعظيم وهو من الكتاب العظام الكبار.


وهو رجل فاضل دخلت مكتبه واستقبلني بحرارة وجلست وتحدثت معه، وقال آمر ماذا تريد فقلت له: كتبت قصتين وأريد ان أطور نفسي في كتابة القصة القصيرة ثروت أباظة أول ما دخلت عليه ارتبكت وتحدثت معه بالآتي، قال القصة القصيرة بسيطة وزمن كتابتها قصير، اما الرواية عكس ذلك وكتابتها بحاجة لشخصيات.

وقال أنصحك نصيحة ان تكتب من الحوادث المحلية ولا تخرج عنها لأن الحوادث المحلية لها سمعة طيبة، وعلى سبيل المثال، فيلم «بس يا بحر» قصة محلية، وثاني أديب مصري التقيت معه هو الاستاذ محمد جلال وقابلته بالتلفزيون وتحدثت معه والحديث كان عن العمل الأدبي.

وقال انا عايش في المنيرة وكل الحوادث التي تقع في المنيرة أكتب عنها، وهذا يؤكد كلام ثروت أباظة ان القصة المحلية لها أثر كبير عند القراء.

وثالث أديب مصري التقيت معه رئيس تحرير الأخبار وقال: نكتب كل شيء عن مصر وقال حاول ان تقرأ كثيرا خاصة الروايات، وكذلك التقيت مع الاستاذ أحمد بهجت وقابلته في مصر الجديدة وقال: الواحد مثلما يكتب القصة عليه ان يتمكن من الشعر العربي الفصيح، واعطاني بعض القصائد والأشعار التي يكتبها وأمضيت معه نصف ساعة والتقيت كذلك مع الاديب والكاتب الاستاذ عبدالقادر القط واستقبلني في مقهى «جروبي» وقلت له انت ناقد كيف تنتقد القصة؟ فقال بعد قراءة القصة اكتب عما يدور فيها من احداث ولغتها، وهل القصة خيالية أم واقعية، مثلا أي قصاص يريد ان يكتب القصة الواقعية وهذا ما يصير أو رومانسية تحدد بعد كتابتها.

وحاولت ان التقي مع نجيب محفوظ لكن ما كان موجودا وكذلك مقابلة الاديب يوسف ادريس، ولكن اعتذر على لسان ابنته وقالت هو نائم وهو رجل كبير لا أستطيع ان أوقظه والتقيت مع المرحوم د.عبدالله العتيبي ود.خليفة الوقيان.

وكيف الواحد يكتب قال د.عبدالله العتيبي: قديما الشاعر عندما يريد ان يكتب يذهب الى وادي عبقر ويجلس ويطالع ويصير شاعرا والشعر موهبة.

كلمة طيبة

يوجه ضيفنا عبداللطيف الخضر نصيحة الى الكتاب الشباب لاسيما في ظل الفورة الثقافية التي تشهدها الساحة حاليا حيث يقول:
اقول للكتاب الشباب: أمضيت سنوات طوال وانا اقرأ في الكتب خاصة القصص وقلت لفاضل خلف: ودي ان أكون شاعرا فقال: كم سنة وانت تقرأ حتى تصير كاتبا؟ فقلت: له أربع عشرة سنة وانا اقرأ فقال مثلهم من السنوات حتى تصير شاعرا وان تحفظ البحور فأقول للشباب ركزوا على القراءة في جميع الكتب، د.خليفة الوقيان قال حتى المعاهد لا تخرج شعراء وكتابا ولكن الأساس الموهبة، وآخر كلمة لأفراد عائلتي زوجتي وابني وابنتي واختي ام إيمان التي بدأت تكتب لي منذ البداية، والشكر الجزيل للاستاذ فاضل خلف ود.خليفة الوقيان والمرحوم د.عبدالله العتيبي.








05-04-2015, 08:18 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة

فالح المسعود: جدي مطلق من أبطال الكويت بمعركة الجهراء عام 1920 وهو من أخبر المسؤولين بهجوم المعتدين واستشهد مع أخيه ناصر في «الرقعي» 1928السبت 14 فبراير 2015 - الأنباء



أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
536862-453362.jpg
536862-453352.jpg
خالد المسعود الفالح

536862-453350.jpg
536862-453359.jpg
فالح خالد المسعود خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (هاني عبدالله)

536862-453349.jpg
من صور خالد الفالح في العمل

536862-453346.jpg
شهادة تعيين خالد الفالح برتبة ملازم أول

536862-453343.jpg
سيارة قديمة أمام بيت الشعر في البر

536862-453347.jpg
فالح المسعود مع مجموعة من أبناء العائلة وأولاده

536862-453353.jpg
536862-453354.jpg
شهادة الجنسية لخالد الفالح

536862-453358.jpg
بندقية قديمة

536862-453344.jpg
فالح المسعود وأحد الحضور

536862-453357.jpg
الابن حاملا البندقية القديمة

536862-453360.jpg
فالح خالد مع الأبناء والإخوان

536862-453341.jpg
سيارة قديمة في أثناء التواجد في البر

536862-453361.jpg
536862-453351.jpg
أحد الأحفاد يحمل صورة جده خالد الصالح

536862-453348.jpg
أمام المنزل في الطفولة




    • تركت الدراسة الثانوية وعملت في «الكويتية» وبعد خطف «الجابرية» تمت الاستعانة بعسكريين في المحطات الخارجية
    • زرت أثناء العمل كلاً من إسبانيا وسويسرا وتايلند ودول الخليج العربي وفي «الديوتي» كنا نأخذ راتباً مضاعفاً
    • كنت أحب الذهاب إلى القنص لصيد الحباري مع الوالد والأعمام
    • لدى عملي في البلدية مارست نشاط الزراعة في 120 ألف متر ثم اشتريت مزرعة ثانية وكنت أزود السوق يومياً بسيارتي خضار مشكل
    • لا يجوز أن نعتمد على النفط فقط ويجب أن تكون هناك خطة خمسية جيدة للتوظيف
    • ولدت في منطقة الفروانية وكانت قديماً تعرف باسم «الدوغة» وبيت الوالد مكانه حالياً المركز الصحي
    • قضيت مشواري بالتعليم في مدرسة جليب الشيوخ والوالد كان يملك سيارات والسائق يوصلني إلى المدرسة ذهابا وإياباً كل يوم
    • أكملت المرحلة المتوسطة ثم انتقلت إلى الثانوية وتركت الدراسة بعد أن أكملت الصف الثاني الثانوي والتحقت بالعمل
    • خالد المسعود كُلّف بتعطيل هجوم العراقيين على الكويت أيام قاسم 1961 ونجح في المهمة بجدارة
    • من هواياتي في المدرسة والأنشطة الزراعة والتصوير وكانت عندي كاميرا قديمة
لايزال للماضي جماله الذي يزداد بمرور السنين وتغير الأحوال وتبدل الظروف. كويت الماضي تشع عبقا وحبا ومودة ويزخر تاريخها بالأحداث التي تركت في نفوس الكويتيين آثارا صقلت شخصياتهم وزادت خبراتهم وأورثتهم صفات قد لا تتوافر لبعض الشعوب التي لم تمر بمثل هذه التجارب والاحتكاكات. من ذلك ما خاضته الكويت من معارك مثل الجهراء والرقعي، وما عانته من تهديدات وأطماع مثلما حدث أيام عبدالكريم قاسم واعتداء أثيم كما حدث على يد المقبور صدام حسين.

ضيفنا فالح المسعود شاهد على هذه الأمور جميعا حيث كان أفراد من عائلته مشاركين بشكل مباشر في جل هذه الأحداث وشاهدين على كثير من أحداثها وأبطالا في صفحات تاريخها. يكلمنا في هذا اللقاء عن هذه الأمور التاريخية وكذلك يلقي الضوء على بعض من ذكرياته الشخصية وكيف كانت الحياة في فترات من ماضي الكويت. تعليمه وكيف ترك الدراسة وعمله في الخطوط الجوية الكويتية ثم البلدية وممارسته للنشاط الزراعي ورعاية الحلال، وغير ذلك من الموضوعات المتعلقة بوالده، رحمه الله، ولقطات من حياته،

كل ذلك نتعرف عليه من خلال السطور التالية:

أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
يستهل ضيفنا فالح خالد المسعود الفالح حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده ونشأته حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في الفروانية حيث بيت الوالد، وكانت الفروانية تعرف بمنطقة (الدوغة) ولم تكن المنطقة مشهورة وأذكر ان بيت الوالد مكانه حاليا المركز الصحي في الفروانية.
أما التعليم فكان في مدرسة جليب الشيوخ حيث الوالد يملك سيارات فكان السائق يوصلني الى المدرسة ذهابا وإيابا كل يوم، أكملت المرحلة المتوسطة ثم انتقلت الى الثانوية وأكملت الصف الثاني ثانوي، ثم تركت الدراسة.
من هواياتي في المدرسة والأنشطة الزراعة والتصوير وكانت عندي كاميرا قديمة، كذلك كنت احب الذهاب الى القنص لصيد الحباري مع الوالد والأعمام.
بعد الصف الثاني ثانوي تركت الدراسة والتحقت بالعمل.
العمل في «الكويتية»
وعن عمله بعد ترك الدراسة، يقول الفالح: أول عمل بعد الدراسة كان في الخطوط الجوية الكويتية ضابط أمن وسلامة وكنت اخرج للمحطات الخارجية وأول محطة في إسبانيا غير ثابت ولمدة شهرين والأهل كانوا يذهبون بالصيف الى اسبانيا وكان والدي خالد المسعود له بيت هناك.
وأما ثاني محطة فكانت سويسرا أيضا لمدة شهرين بمعنى «ديوتي» والراتب مضاعف وبعض الموظفين كانوا يرغبون في ذلك وأيضا ذهبت الى تايلند ودول الخليج العربي والمعاملة كانت جيدة وكان المسافرون ليست لديهم مشاكل واذكر ان بعض المشاكل ظهرت عام 1988 مع خطف طائرة الجابرية فتم نقل المدنيين وعينوا عسكريين في المحطات الخارجية فكنت في المطار والمشاكل مع الرباط أو هوشة مشاجرة، ونرفع الشكوى الى الداخلية وكانا سابقا نرافق الطائرة حتى تم تعيين حماية عسكرية فكنا ننسق لهم وكان عندنا مركز التحكم ومديره الشيخ عذبي المالك وأمضيت عدة سنوات ثم انتقلت الى البلدية.
الزراعة
عن نشاطه في ميدان الزراعة بجوار عمله في البلدية يقول ضيفنا: أثناء عملي بالبلدية كانت عندي مزرعة في العبدلي، كانت المزرعة قديمة وكانت للعائلة وصار نصيبي 120 ألف متر مربع وبدأت بها والاهتمام بها بعد ذلك اشتريت مزرعة ثانية وباشرتها وكنت أزود السوق بكمية من الخضروات يوميا سيارتي خضار مشكل.
وبعد سنوات تركت الزراعة وحاليا عندي حلال جمال وأعمال، ونقلتها الى السعودية والجواخير حاليا صارت منتزهات.
والمزارع تختلف عن الجواخير في العمل، وعندي زراعة بسيطة. والان مشاكل العمال والتسويق ليست مثل الأول، في السعودية الأعلاف سعرها أقل والدعم للشعير ويعطونا عمالة ويزودوننا بالعلف والشعير ولا فرق بين المواطن الكويتي والمواطن السعودي فكلاهما سواء في المعاملة، حتى العمالة ممكن ان يزودوا الكويتي بها وله 4 من المزارعين أو (الرعاة)، ولم أستورد أغناما من الخارج.
الحياة الاجتماعية
يتطرق الفالح لحياته الاجتماعية وكيف سارت الأمور في زواجه وإنجابه لأبنائه وكذلك يعطي خلفية عن عائلته وتاريخها الوطني، حيث يقول: متزوج والله سبحانه وتعالى رزقنا بالأبناء وجميعهم في المدارس، وأهلي السابقون من الفرسان والأبطال، وبعض رجال العائلة شهداء الكويت ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت وأهلها، مثل جدنا مسعود شهيد، وناصر مطلق شهيدين في معركة الرقعي عام 1928، مطلق المسعود الكبير هو الذي قال للحكومة ان الاخوان الليلة سيهاجمون الكويت، والكويتيون استعدوا وحفروا مزاغيل أسفل سور القصر الأحمر للبنادق لضرب الاخوان، مطلق المسعود من أبطال الكويت سنة 1920 معركة الجهراء.
مشكلة اقتصادية
يتحدث الفالح عن أحدث المعضلات الاقتصادية التي يواجهها المجتمع الكويتي قائلا: أهل الوظائف هم من وضعوا أنفسهم في المأزق ما عندهم خطة خمسية للتوظيف، الدراسة غير موجودة، الوافدون من العرب والأجانب صاروا أكثر من المواطنين أعدادهم كبيرة، الكويتيون بعد الجامعة لا توجد لهم دورات وتأهيل للعمل، أما الظروف الاقتصادية فمرتبطة دوليا، وأقول لا يجوز أن نعتمد على النفط فقط، نريد مداخيل اقتصادية واستثمارات موزعة على العالم ومصانع للتصدير، المنطقة مرت بالحرب العراقية - الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت بقيادة المجرم المقبور صدام حسين، وحاليا الحروب القائمة كلها تؤثر، قدمت دراسات لإقامة مصانع وأنهيت جميع الاجراءات ولكن لا يوجد مكان للمصنع.
أقول أخيرا.. «رأس الحكمة مخافة الله» وإتقان العمل بالنسبة للعاملين والدوام والتواجد في العمل وعدم التدخل والابتعاد عن العمل السياسي، علينا خدمة الكويت والعمل من أجلها والتفاني في العمل.
خالد المسعود الفالح
والد ضيفنا كان من الرعيل الكويتي الأول وله بصماته الواضحة ومواقفه التي لا تنسى يذكر لنا ضيفنا نبذة عن حياة والده في السطور التالية في البداية يقول: ولد خالد المسعود الفالح في الحي القبلي لمدينة الكويت القديمة في مطلع القرن الماضي وكانت بلدة الكويت حين ولادته مضروبا على مدينتها السور الثاني، التحق في صغره بإحدى المدارس الأهلية التي تعرف بالكتاتيب، فلم تكن الوسائل التعليمية في ذلك الزمان متوافرة إلا في المساجد وبعض الدور التي خصصت لذلك، وفي هذه المدرسة الأهلية التي كانت يعتني بها أحد أئمة المساجد أخذ قسطا من التعليم وتعلم تلاوة القرآن الكريم وحفظ أجزاء منه، لكن لم يستمر طويلا في التعليم لأن الفروسية أخذت جل اهتمامه فهو نشأ في أسرة توارثت حب الفروسية والرماية والقتال أبا عن جد، فوالده مسعود أحد شجعان الكويت وفرسانها شهد معركة الصريف مع مبارك الصباح وكان من رجاله المقربين الذين تسمع كلمتهم عنده.
الجهراء
كانت أسرته.. تملك من الحلال (الإبل والغنم) الكثير وهذا الذي جعل أبناءها يستغنون عن دخول الغوص فلم يؤثر أحد من أسرته انه «ركب البحر» خرجت من جبلة وسكنت منطقة الجهراء لكي تكون قريبة من حلالها، فالجهراء كانت مركزا قريبا من مراعي الحلال والبادية في ذلك الوقت، لذلك كانت نشأة خالد المسعود وصباه فيها.
المهمة
حين حدثت أزمة قاسم سنة 1961 وما صاحبها من أمور كثيرة أوكل الى خالد المسعود مهمة ذات أبعاد سياسية ودولية وكانت من الخطورة بمكان وهذه المهمة الوطنية الصرفة أوكلها إليه صاحب السمو أمير البلاد في ذلك الوقت المرحوم عبدالله السالم ولم يكن أحد مهيأ للقيام بها إلا من كان يتمتع بشخصية كشخصية خالد المسعود، حيث الشجاعة والجرأة والإقدام والعقل والحكمة في اتخاذ القرار أضف الى ذلك معرفته وعلاقته بالوجهاء والبارزين من الشخصيات من كل أطياف المجتمع والمناطق المجاورة، والمهمة خلاصة أمرها انه طلب منه الدخول إلى العراق والضغط على قيادات الجيش العراقي من خلال مشايخ قبائل الجنوب لوقف تقدمهم وتهديدهم عدة أيام قدر المستطاع، فعلا تم ذلك فجازف وخاطر خالد المسعود ودخل الأراضي العراقية متخفيا ونفذ المهمة حسبما طلب منه وتأخر تحرك القوات العراقية مما أدى الى تمكين وصول القوات البريطانية وما معها من القوات العربية قبل تحرك الجانب العراقي وانقشعت الغمة وتم بسط الأمن واندحار قاسم وانتهت أزمته.
الأمن العام
وعن التحاقه والده بالأمن العام يقول ضيفنا: التحق خالد المسعود في مطلع الأربعينيات بقوة الأمن العام حين تشكيلها وقد ترأسها الشيخ عبدالله المبارك الذي ارتبط معه بعلاقة وثيقة امتدت الى عشرات السنين، ونظرا لما يتمتع به من خصال القيادة ووفور العقل ونبوغ الحكمة والفروسية التي شب عليها ومعرفة مسؤولي البلاد من أمراء وشيوخ به وما قدمته أسرته من تضحيات تجاه الوطن اختير ليكون مسؤولا وقائدا لقوة الحدود الشمالية سنة 1957 فكان اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وقد رقي الى رتبة ملازم أول، وتم تفويضه من قبل الشيخ عبدالله المبارك باختيار أفراد القوة التي تعمل معه وتوزيع السلاح لهم ومتابعة كل ما يحتاجونه ومن أجل ذلك قام خالد المسعود بإنشاء 5 مراكز متقدمة تجاه الحد العراقي فخبرته في مسالك صحراء الكويت وباديتها جعلته يختار أماكن تعزز الحد الكويتي وتجعل له هيمنة على أرضه وتمكنه من الحفاظ على حدودها وتهيئ له القبض على المتسللين والمخترقين، فأول مركز قام بإنشائه كان أم القصر، فهي أقصى نقطة كويتية في وجه الحدود العراقية، ثم أنشأ مركز العبدلي محاذيا لها وبعده مركز الرتقة ثم مركز الصخيبري وجريشان والبحرة.
وبعد اكتمال تلك المراكز ربطها بنقاط مهمة لكي تربط القوة ببعضها البعض وكان عينا ساهرة على كل هذه المراكز ويتابع كل صغيرة وكبيرة في عملها وكل مشكلة وأمر طارئ يجد له حلا، ولم يكن يصعد الأمور للمسؤولين، يحاول قدر المستطاع معالجة كل ما يحدث فالقيادة من الشيوخ والمسؤولين يثقون في قدراته ومعرفته ثقة تامة.
معركة الجهراء
في معركة الجهراء سنة 1920 تخلص مطلق المسعود من الأسر وجاء مسرعا منذرا الكويت وشعبها من الهجوم المتوقع على قصر الأحمر ومن كان متحصنا به فأبلغ الشيخ سالم الصباح بأن المعتدين قد استعدوا لشن الهجوم وحفر جوانب القصر ثم أشار عليهم بأن يجعلوا فتحات أسفل سور القصر حتى يتمكن الرماة من التصويب منها تجاه المعتدين، وفعلا تم هذا الأمر، أما خالد المسعود فقد خلع رداءه كشف عن رأسه وتحزم وصعد في أعلى القصر وأخذ يصوب فوهة بندقيته التي كانت لا تقع إلا في لحم من دقة رمايته تجاه المعتدين، وكلما نفذت ذخيرة سلاحه زوده بالذخيرة من كان داخل القصر وتمركزه في علو القصر كان له الأثر في عدم تقدم المعتدين ووقف زحفهم وهذا المكان جعله في مرمى بنادقهم فكانت نيرانها تتساقط من يمينه وشماله لكن من كان في أعلى النخلة من المعتدين أصابه في كتفه ولم تثنه هذه الإصابة عن الرمي ومواصلة القتال وظل على هذا المنوالحتى غابت وانتهت المعركة.
الصامتة
وعن دوره في أزمة الصامته يقول: حين حدثت ازمة الصامتة كان خالد المسعود في مزرعته في العبدلي فلما أخبر بالهجوم الذي وقع من الجانب العراقي على نقطة الصامتة التابعة لقوة مركز أم قصر تحرك مع ابنه عبدالله واخذ معه قوة من الافراد التابعين للمراكز التي هو مسؤول عنها وانطلق الى مركز أم قصر الذي وقع عليه الاحتلال من العراقيين.
ورغم اطلاق النار الكثيف عليه وعلى القوة التي معه لم يمنعه ذلك من الوصول الى المراكز وتبادل النار مع العراقيين الذين تركوا المكان وانسحبوا هربا من المواجهة، وصل خالد المسعود الى مركز أم قصر بعدما حرر ورأى ان المكان قد عبث به وتعرضت محتوياته الى التدمير فامر ابنه عبدالله بأن يصلح جهاز اللاسلكي ويقوم بارسال برقية الى القيادة يخبرهم بما وقع على المراكز الكويتية من اعتداء، وتلقت القيادة نبأ الاعتداء وتحرك المسؤولون والقياديون لكن خالد المسعود عالج الوضع بالحكمة والروية.
الداخلية
بعد الاستقلال تمت اضافة قوة الحدود الى وزارة الداخلية وهي في الاصل كانت نواة لقوة الهجانة، والجدير بالذكر ان هذه القوة التي اصبحت فيما بعد يطلق عليها قوة الهجانة كانت فكرة الشيخ عبدالله المبارك وتوسعت المراكز وعمت حدود البلاد وزادت المراكز التي تحت قيادة خالد المسعود حيث اضيفت اليها مركز المزارع وهو من المراكز المهمة لانه يقع في منطقة تحاذي المزارع العراقية ويتطلب جهدا ويقظة امنية، بعدها الحق ضمن مراكزه مركز الخباري والنقاط الأمنية التي تتبعه، وقد كان خلال عمله في قوة الهجانة بعد انضمامها الى الداخلية بمثابة موجه ومعلم للضباط الجدد يستلهمون من خبرته القيادية والعسكرية فكانوا ينظرون له نظرة الأب ويجلونه ويستمعون لتوجيهاته واستمر في عمله حتى وفاته سنة 1973.
المهمات
كان هناك دور آخر بالغ الأهمية يقوم به خالد المسعود ويقول عنه ضيفنا: كان يناط بخالد المسعود عدة مهام من قبل امراء البلاد والمسؤولين منها توصيل المراسلات الحكومية التي تخص امراء البلاد لحكام الدول المجاورة يوم كانت المواصلات غير متوافرة وتتطلب قطع المفاوز والصحاري والطرق غير آمنة والمخاوف كثيرة فكان يقوم بتلك المهمات على اكمل وجه.
ان الروح الوطنية وحب بلده والمحافظة على حدوده كان هاجسا يعيش مع خالد المسعود اينما حل وهذا الشعور تجاه وطنه جعله ينشئ مزرعته في اقصى نقطة حدود لبلده الكويت حيث كان الهدف منها تثبيت اراضيه وكل شبر له فكانت مزرعته اول ارض تعمر في تلك البقعة الكويتية ونظرته كانت تذهب بعيداً نحو المستقبل المشرق وتشجيعا لاخوانه من المواطنين في اعمار تلك الارض من منطقة العبدلي حتى تضع حدا لتوغل العراقيين تجاه الأراضي الكويتية.
الرقعي
في معركة الرقعي وهي آخر المعارك الكويتية التي حدثت سنة 1928 كان مطلق المسعود قائدا يتقدم امام القوة الكويتية ويقاتل فسقط شهيدا فيها ومعه اخوه ناصر وكلاهما كان من شهداء تلك المعركة.


قصائد

قصيدة عن المرحوم خالد المسعود قالها الشاعر رفاعي الشليمي:

نعمين والله يابن مسعود
بالوقت حزم المصاعيبي
بذل حياته بلا منقود
يامر وينهى المناصيبي
يقدم على الموجبه بالزود
خالد يا راعي المواجيبي
يبذل من المال والمجهود
مع طيبة النفس ترحيبي
وسع حدود الوطن بشهود
أبوناصر منبع الطيبي
العبدلي رسمه بحدود
حماها من كل المطاليبي
قصيدة أحد الشعراء قيلت للمرحوم خالد المسعود حينما كان آمرا للحدود الشمالية:

خالد مسعود المسعود
يا عيال دام الليالي سود
ودروب الأجواد مسنونه
الطيب دربه ماهو مسدود
مفتوح للي يريدونه
اللي يبي الطيب يطا الكود
يضفي اردونه على عيونه
يقضب طريقن لابن مسعود
الشايب اللي تعرفونه
خالد اليا جا الخبر مردود
تلافتوله وينخونه
حول على صافي البارود
ماشح بالرود من دونه
شوفوا فعايلهم والشهيد مسعود
تاريخهم كيف يقرونه
مجدن بطول الدهر ماجود
جيلن لجيلن يعدونه
الموت ماهو قبر ولحود
الموت هرجن يردونه
بالصامته فعلهم مشهود










05-04-2015, 08:19 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
عبدالواحد شهاب: الملا أحمد ضربني في المدرسة بالخيزرانة فسحبتها منه وضربته بقوة ثم هربت إلى بيت الشيوخ ولم أعد لمنزلي إلا بعد 6 أشهر
السبت 3 يناير 2015 - الأنباء



أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
525956-427595.jpg
525956-427593.jpg
عبدالواحد شهاب مع الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (هاني عبدالله)

525956-427665.jpg
شهاب مع وزير التجارة الاسبق عبدالوهاب الوزان

525956-427661.jpg
في تركيا عام 1974 مع احد التجار

525956-427664.jpg
جالسا في مكتبة بالمعرض عام 1979

525956-427662.jpg
عام 2000 في زيارة الى كندا

525956-427666.jpg
عبدالواحد شهاب في احدى سفراته الخارجية

525956-427663.jpg
عبدالواحد شهاب في احدى زياراته لإيران

525956-427660.jpg
شهاب مع بعض العسكريين في الهند

525956-427667.jpg
عبدالواحد شهاب اثناء افتتاح أحدى المعارض عام 1995في ارض المعارض

525956-427592.jpg
إحدى السجادات في معرض شهاب




    • كنت أذهب إلى النقعة لممارسة الحداق وعندي خيط أصيد بواسطته السمك وأيضا كنت استخدم القمبار
    • ولدت في المطبة عام 1935 وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق وبيوت الكويتيين فيها مبنية من الطين
    • كان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل
    • في الماضي كان أصحاب بسطات السمك إذا صار وقت الغروب يتركون الأسماك سبيلاً للمحتاجين وكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يومياً
    • في سن الـ 17 الوالد شغلني في مطبخ «الأشغال» على ساحل البحر وكنت أعمل الشاي وأمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم
    • قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري وبدأت باستيراد البخور ودهن العود عام 1979 وبعد سنتين لم يكن هناك ربح كاف فدخلت في تجارة السجاد
    • «السجاد الإيراني يرتفع سعره مع مرور السنوات» هذا كلام مأخوذ عليه وغير صحيح
    • الإقبال على السجاد الإيراني قل عن الماضي والزولية الإيرانية بعد 3 سنوات من الاستعمال إذا غسلتها تعود كالجديدة
    • استوردت سجاداً من باكستان وإيران وسافرت الهند 5 مرات وكنت أزور المصانع لأطلع على المنتوجات
    • عملت باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم وكنت مرافقاً معه في كل مكان حتى يوم وفاته وسافرت معه في جميع سفراته
    • عملت بـ«الموانئ» منذ عام 1953 وتقاعدت عام 1983 وضممت 3 سنوات من عملي بـ«الأشغال» فصارت خدمتي 33 سنة
    • بعض السجاد الأصفهاني تستغرق صناعته 3 سنوات وتشتغل فيه 4 سيدات
    • أول عمل لي كان في عمر 14 سنة على سفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيلة وكان أجري في أول سفرة 20 روبية
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيونضيفنا هذا الأسبوع هو الحاج عبدالواحد شهاب الكلبي، من مواليد منطقة الشرق، رجل عصامي كون نفسه من لا شيء، من عامل الى ان تبوأ الآن مكانة مرموقة في سوق العمل التجاري،حيث يملك محلا كبيرا لبيع السجاد الإيراني، التحق بالمدرسة عند المطوع ملا أحمد، إلا أن قسوة المطوع وضربه بشدة جعلته يترك الدراسة.

يقول انه سحب العصا من المطوع وضربه على رأسه وهرب ولم يذهب الى البيت وإنما لجأ الى العائلات الكويتية خوفا من والده وبعد فترة التحق بعمل بسيط، وكان يعمل الشاي ويقدمه لضيوف مديره في الميناء.
يحدثنا عن مطبخ وزارة الأشغال العامة، ثم انتقاله لعمل آخر بعدما استدعاه المرحوم أحمد الصرعاوي وعينه في قسم تجهيز السفن واللنجات.

بعد ذلك فتح له محلا بسيطا في أحد المجمعات لبيع البخور والعطور، إلا أن الربح كان بسيطا ولم يكن لديه رأسمال، ولكن أحد التجار كفله في أحد البنوك وبعد سنتين ونصف السنة ترك المحل وحوله الى محل لبيع السجاد باقتراح من أحد أصدقائه ونجح، سافر الى باكستان ومن ثم الى الهند وبعد ذلك الى إيران لاستيراد السجاد الإيراني (الزوليه الإيرانية).
يحدثنا عن صناعة السجاد الإيراني، حيث زار المحلات والمصانع هناك والمدن التي يصنع فيها والألوان والأحجام.

نتعرف من خلال السطور التالية على لمحات من حياة ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي.

فإلى التفاصيل:

يبدأ ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي (أبوتوفيق) حديثه عن الماضي وذكرياته بتقليب أولى صفحاته حيث يقول:
ولدت في دولة الكويت بمنطقة المطبة عام 1935، كانت منطقة سكنية وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق، ساحة كبيرة حولها بيوت الكويتيين المبنية من الطين وبيوت صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم حسب عدد السكان بكل بيت، وكانت السكك ضيقة وطويلة وكان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل لدهان السفن والحبال والمسامير هذه الأدوات تباع في العمارة، والتاجر الكويتي يجلس في العمارة يباشر عمله بنفسه والبحارة يشترون ما يحتاج له صاحب السفينة أو النوخذة، بعض العماير يبيعون الجندل والباسجيل.
أول عمل
وعن أول عمل اشتغل به يقول: أول عمل سافرت مع النوخذة جاسم خلف بالسفينة لنقل المياه من شط العرب الى دولة الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيله واحد يغرف من شط العرب ويناول الواقف على سطح السفينة وهو يفرغ الماء بالتانكي.
البحار يقف على الجالي يغرف من البحر ويعطي للواقف بالسفينة بالزيله ويصب الماء في التانكي بواسطة السليفة، كان عمري في حدود 14 سنة وكنت مع النوخذة جاسم محمد خلف وهو صاحب البوم وفي أول سفرة أعطاني 20 روبية وثاني سفرة 15 روبية وفي الثالثة 5 روبيات والرابعة 10 روبيات وهذه العملة القديمة قبل الدينار الكويتي الحالي.

كانت السفينة تقف في النقعة والحمارة والكنادرة يشترون الماء والمبلغ الذي كنت احصل عليه أعطيه للوالد وهو الذي يصرف منه على البيت والرجل دائما هو المسؤول عن البيت اخواني أصغر مني ولم يشتغلوا بالبحر.
الفريج والأصدقاء
عن ذكرياته حول الفريج وأقرانه من الأطفال في مقتبل الصبا يقول الكلبي:
المطبة كان فيها مجموعة من الشباب وكلنا كنا نلعب مع بعض، وكان هناك المسجد وخلفه بيت حياتي وبيوت الرومي وعائلة العصفور ومن أولادهم بدر الرومي وعبدالرحمن البدر وبرجس البرجس وحمود الزبن، ومما أذكر أن بداية الخمسينيات عندما تأسست دائرة الأشغال أنشأوا لهم مطبخا ويقع على ساحل السيف بالشرق ويوجد طباخون يجهزون الأكل لجميع العمال الذين يعملون بالأشغال والمسؤول كان البالول وكان صاحب تشاله سفينة لنقل الصخور من منطقة العشيرج ومعه الغريب ويكسر الصخور بالهبب وهو عمود من الحديد القوي، ومن الهوايات كنت أذهب الى النقعة لصيد الاسماك وهو ما يعرف بالحداق، وعندي خيط أصيد بواسطته السمك، أيضا كنت أصيد السمك بما يعرف بالقمبار وهو انني كنت أذهب مع أصدقائي الى البحر في الليل وعندما يسمى بالكابر نضرب السمك ونصيده والكابر عبارة عن عصا طويلة بطرفها قطعة حديدية مدببة الطرف نضرب السمك أثناء بداية المد.
بالخمسينيات وما قبلها كان السمك في الكويت متوافرا والحداقة والصيادون يصطادون الكثير، قبل ذلك إذا زاد السمك وأذن المغرب الجزافون وبائعو السمك يوزعونه على المواطنين لأن بذلك الوقت لا يوجد ثلاجات ولا فريزرات فنحن الشباب كنا نحدق ونصيد للبيت، كان النويبي متوافرا والشماهي رخيص جدا.
الدراسة والتعليم
وبعد ذلك يتحول ضيفنا للحديث عن مرحلة أخرى من حياته، ويستذكر مسار التعليم قائلا:
بداية حياتي والطفولة أدخلني الوالد مدرسة ملا أحمد وكنت كثير الحركة، والملا يزعل مني وفي يوم من الايام كلفني بغسل المدرسة ولكن بعدها ضربني بالخيزرانة ضربة قوية، وسحبت منه العصا وضربته بقوة وتألم، وهربت من البيت ولجأت الى بيت الشيوخ عند أولادهم، وأذكر مسقف المرحوم الشيخ صباح الناصر، وأذكر بيوت الشيوخ متقاربة خلف المسقف ونعرف المكان بفريج الشيوخ.
وأذكر كشك الشيخ حمود والمدرسة بالقرب من بيت معرفي وفيها ثلاث غرف، المهم هربت من ضرب المدرس وكنت آخر طالب في الفصل، لم أذهب الى البيت خفت من الوالد وكان عنده حظور وكان الوالد أيضا يجمع ضرائب من بعض أصحاب الحظور وكان يجلس في سوق الجت عند أحد تجار المواد الغذائية، والوالد كان يبيع السمك ويحصل على المال، ولكن إذا صار وقت الغروب أصحاب البسطات يتركون الاسماك سبيلا للمحتاجين، فكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يوميا هكذا، وحاليا السمك قليل.
وأمضيت ستة شهور بعيدا عن البيت، ولكن الوالد كان يعرف ذلك والوالدة تعرف كذلك وخلال شهرين أيضا سكنت في بيت المرحوم الشيخ جابر العلي رحمه الله، وبعد ستة شهور أبو ماجد رجعني الى بيت الوالد وسامحني.

العمل في مطبخ الأشغال
عن عمله في مطبخ وزارة الاشغال يقول ضيفنا:
المرحوم أبو ماجد بعدما أرجعني إلى البيت، الوالد ساعدني وشغلني في مطبخ وزارة الاشغال العامة الواقع على ساحل البحر وكان عمري سبعة عشر عاما، مكان وزارة التخطيط، وكنت أعمل الشاي وفي المطبخ كان يشتغل برجس البرجس وحمود الزبن والبحوة والبالول والغريب.

أمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم، كنت أجهز القدو بروبية زيادة عن الراتب.
البالول والبحوه كل واحد يعطيني روبية وعندي كارت للدوام للجميع، وهنا المكتب ويسمى مطبخ بن عمير نسبة للاسم القديم وعمال الاشغال يحضرون الى مقر المطبخ يتناولون الغداء.
والمطبخ مجهز بكل شيء وعدد الذين يحضرون للغداء تقريبا من أربعين الى خمسين عاملا وموظفا، الاسماك الوجبة الرئيسية والمحمر من الأكلات التي يحبها العمال بالنسبة لأكلي لا أزال آكل المحمر.
وبعد أيام نعمل المحمر في الشتاء سمك الخياط المالح وفي الصيف الميد مشوي، أمضيت ثلاث سنوات في الأشغال.
العمل في الميناء
وعن مرحلة أخرى من العمل يقول الكلبي:
أبوماجد نقلني الى الميناء، وكان المدير محمد قبازرد ورئيس الموانئ الشيخ خالد عبدالله السالم الصباح، وجاسم العنجري نائب المدير هذا عام 1953، محمد قبازرد كان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وأيضا يوجد مواطن يترجم للمراجعين، ويعرف باسم أبوهارون عبدالسلام شعيب مدير الجمارك.
وعلي الخبيزي كان مسؤول عن سيارات الجمارك، كان عملي عند محمد قبازرد في مكتبه، وبعد سنة ونصف السنة طلبني أحمد الصرعاوي وقال تم اختيارك أن تعمل باللنشات الخاصة.
كان عملي هو تجهيز اللنشات من تصليح وأكل وماء، وذلك للرحلات البحرية أيام العطل الخميس والجمعة أو الذهاب الى فيلكا والجزر الكويتية، وتلك السفن تعتبر تحت إدارة الموانئ، وحتى المصاريف والبنزين والديزل، وذلك للحداق والنزهة البحرية.

أمضيت العمل بالموانئ منذ عام 1953 وتركت العمل 1983 وضميت ثلاث سنوات من عملي بالأشغال فصارت خدمتي ثلاثا وثلاثين سنة وتقاعدت عام 1983.
المحل التجاري
بداية عملي باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح، وكنت مرافقا معه في كل مكان، وكنت مرافقا معه في الدمام، ويوم وفاته رحمه الله، وسافرت معه الى جميع الدول التي سافر اليها.
وبعد التقاعد من العمل كان لضيفنا قرار آخر وهو خوض العمل الحر، يقول عن ذلك:
عام 1983 تقاعدت عن العمل، ولكن قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري والفكرة كنت صديقا لمجموعة من الشخصيات الكويتية مثل فهد النفيس وحمد النفيس، قال: الى متى تبقى بالوظيفة اقترح عليك أن تفتح لك محلا صغيرا تمضي فيه وقت فراغك، فقلت له: «ما عندي رأس مال»، بتلك الفترة كان افتتاح البنك الأهلي، ومقره مقابل الدهلة وأول رئيس مجلس إدارة سعود العبدالرزاق والمؤسس مراد بهبهاني وهو صاحب الفكرة ومعه حسين مكي ومجموعة من الشخصيات، وعلاقتي مع سعود العبدالرزاق تعرفت عليه عندما كان يحضر عند الشيخ فهد السالم، وكنت موجودا معهم وأذكر عبدالله الفلاح مدير البلدية بعد وفاة المرحوم الشيخ فهد السالم عام 1959، سعود العبدالرزاق لم يتركني.

الفكرة من حمد النفيس أبومشعل الذي كفلني في البنك الأهلي بخمسة عشر ألف دينار كويتي وحصلت على القرض الذي فتحت به محلا هو سعود العبدالرزاق.
في البداية بدأت استورد البخور ودهن العود والمحل في مركز الدولية بالقبلة وذلك 1979/11/15 استمررت بالعمل لمدة سنتين ولكن لم يوفي بالربح، زارني حمد النفيسي وسألني عن العمل، فقلت إن البيع قليل وفيه خسارة، فقال غير وبع السدو ومخدات ومفارش، ومن هذا دخلت في بيع السجاد.
محل للسجاد
بعت ربع راتب التقاعد فصار عندي مبلغ من المال، هنا ارتفع رأس المال والبداية استوردت السجاد من الهند وباكستان والسجاد الإيراني كان غاليا، في الهند عندهم نوعان وكنت أول كويتي استورد السجاد الكشميري ولمدة سبع سنوات، وهو جيد، وشاركت رجلا باكستانيا والسجاد ليس حريرا بالكامل، ولكنه مخلوط، أما الهندي فيتكون من ثلاثين نوت وهو خيط، والبنات الصغار هن يشتغلن بها لأن أصابعهن صغيرات والحرير خيطه ناعم يحتاج لأصابع صغيرة لكي تكون الزولية (السجادة) خفيفة، ويوجد فرق ما بين الباكستاني والهندي وكنت أزور المصانع في الهند وخمس مرات أذهب وكنت أشتري من المحلات سجادا جاهزا، لأن التعامل مع المصنع يأخذ وقتا طويلا، ولذلك لا أستطيع الانتظار، والتجار موجودون بالسوق بأعداد كبيرة، والتعامل معهم سهل ويوفرون لنا «الزولية» وحسب المقاسات التي يتطلبها السوق الكويتي.
بعض السجاد الاصفهاني تستغرق صناعته بحدود ثلاث سنوات، وتشتغل فيه اربع سيدات، و«زوليه» سجادة مقاس 4 × 6م خمسة افراد يشتغلون فيها بحدود سنتين ونصف السنة والعمل متواصل، الذي يميز السجاد الايراني انه يدوي ولا تدخل فيه الآلة، وفي هذه السنوات لا استطيع ان انتظر فاشتري من الاسواق واصدرها الى الكويت.
البداية من الهند ثم باكستان وسبب الانتقال هو الطلب، بالكويت كانوا يرغبون في السجاد الباكستاني فسعره رخيص، اثناء عملي بالسجاد اسست شركة للمطبوعات والاثاث مثل مكاتب وكراسي من الصين واوروبا، ولكن العمل متعب والشركاء الذين كانوا معي بدأوا يتلاعبون فتركت العمل قبل ان اغرق ومن هنا توجهت الى ايران لاستيراد السجاد الايراني.
السجاد الإيراني ودبي
عن عمله في السجاد الايراني، يقول الكلبي: دبي كانت مركزا تجاريا للسجاد الايراني، وفي الكويت قليل، فذهبت الى هناك وبدأت استورد السجاد الايراني ولمدة ثلاث سنوات وبعد ذلك توجهت الى ايران، وبعد دراسة وتعارف مع تجار السجاد في دبي عرفت المصانع والافراد والتجار في ايران، وهذا دفعني للسفر الى هناك، وبدأت استورد السجادة الايرانية الزوليه الايرانية المشهورة، والحمد لله عرفت المصنع.
استوردت السجاد الهندي والباكستاني والايراني والفرق بينها كبير والايراني افضل والصناعة عندهم تختلف عن غيرها مثلا عندي سجادة بسعر 50 الف دينار والعمل فيها يستغرق خمس سنوات لأنه عمل يدوي، عندي سجادة قياس 8 × 12م حرير صناعتها خمس سنوات، عندهم سجادة بـ 200 دينار وعندهم سجادة بـ 3 آلاف دينار والمقاس نفسه.
يوجد فرق في السجاد، مثلا سجاد تبريزي وسجاد قم وسجاد نائيل وكاشان بين اصفهان وطهران وسجاد شابور وفيها صناعة سجاد كثيرة، تعرف السجادة حسب المدينة التي تصنع فيها، البعض يصنع في البيت لأنها صناعة يدوية، والفرق ان 12 خيطا ارخص بالسعر، والسبب انها تصير سميكة وكلما قل عدد الخيوط تصير السجادة احسن، واربعة خيوط احسن وافضل، وهو القمة بالنسبة لنائيل، جميع السجاد الذي ابيعه في المحل صناعة يدوية، والسجاد تصنعه البنات والنساء، والرجال يخططون ويمدون الخيوط بمعنى هم الذين يهندسون لصناعة السجادة، قمت بزيارة لعدة اماكن لصناعة السجاد، شاهدت النساء وهن يشتغلن بصناعة السجادة بجانبهن چوله وعليها وعاء الاكل، واحدة على اليمين والعاملة الثانية على اليسار.
يشتغلن ويطبخن الاكل، هذه الحياة الصعبة لكسب الرزق، ويعملن حسب القطعة وفي الشهر الواحد تحصل على ما يقارب 100 دينار.
في ايران يصنعون الخيط ويستوردون خيط الحرير من الصين وهو احسن الخيوط الموجودة في العالم، حاليا مصر تزرع شجر القطن الحريري ولكن الصيني احسن ويركبون عليه الالوان.

كان الايرانيون يستخدمون قشور الرمان والتفاح والعنب في صباغة الخيوط.

يطبخ ويبرد ويضعون الخيوط بداخل القدور او الدرامات.
أسعار السجاد في الكويت
عن اسعار السجاد في السوق الكويتي، يقول الكلبي: سعر السجاد الايراني قبل خمس وعشرين سنة فيه فرق كبير عن هذه الايام، قديما لا يوجد سجاد صناعي للموكيت، حاليا توجد مصانع في الكويت والسعودية،الاقبال على السجاد الايراني حاليا قليل، قديما كانت مبيعات السجاد الايراني اكبر من اليوم مع الفرق في السعر وتقلبات الاسواق، بقي 50% من المواطنين متمسكين بالسجاد الايراني.
السجاد الصناعي يختلف عن الايراني، وهناك ميزة ان الزوليه الايرانية بعد ثلاث سنوات من الاستعمال اذا غسلتها تعود كالجديدة، ولا تتغير لونها وحاليا يوجد مختصون في غسيل السجادة الايرانية، مواطن كويتي اشترى ثلاث قطع ايرانية، الايراني افضل من السجاد الهندي بالنسبة للخلطة والتركيبة المصنوعة من الحريري تغسل بالماء البارد بالثلج.
السجادة بأربعة خيوط السعر اعلى واثمن ولا يوجد فيها قطن.
السجاد يختلف بعضه عن البعض مثلا البساط خيطه سميك أما بالنسبة للنقشات فلها متخصص والبنات أمامها الخيوط معلقة والمصمم هو البداية يصمم ويضع النقشات ويمد الخيوط الملونة والعادية.. مثلا السجادة الايرانية يشتغل بها 4 فئات المصمم والذي يعمل الألواح النجار والذي يمد الخيوط البنات العاملات والسجاد المستورد الايراني شراؤه صار قليلا مع وجود سجاد المكائن.
وكان احد التجار الكويتيين هو الوحيد الذي كان يستورد السجاد الصيني.. أقول لم يجرب اي كويتي ان يفتح مصنعا للسجاد الايراني في الكويت لأن مصاريفه وتكلفته باهظة، بعض التجار الايرانيين يتفقون مع صناع السجاد بالقطعة يعني بالاتفاق مع العاملات ويصنعون السجادة في بيوتهن ويوفرون لهم المواد، البعض من التجار يتفق مع صناع السجاد بالمناصفة بعد البيع، والبعض يصنع بالأجرة وحسب نوع الزولية وآخر يتفق بالمناصفة، هو يشتري الأدوات والنساء يصنعن، ومتى تم البيع مناصفة بالمبلغ وتحدد المدة الزمنية للعمل.
الأمور في صناعة السجاد الإيراني مختلفة من مكان لآخر ومن مدينة لأخرى.. والبعض الآخر عنده مصنع رسمي لصناعة السجاد (الزولية)، فترة الانتظار لصناعة السجاد فترة طويلة ولذلك أشتري الجاهز من التجار، ربما الاتفاق يكون فيه غش في الصناعة، لكن الجاهز هو الأفضل، سأستورد مائة قطعة من السجاد الايراني عندنا محل كبير في الكويت يضم مجموعة كبيرة من السجاد للبيع بجميع المقاسات والأشكال والأحجام.. وتقدر أموال السجاد الموجود تقريبا بالملايين.
استخدام السجاد القديم
من واقع خبرته حدثنا الكلبي عن جودة السجاد الايراني وقيمته وكيف تزيد مع الزمن قائلا: يقولون ان استخدام السجاد الايراني قلما يستخدم ومع عدد السنوات يرتفع سعره، هذا كلام مأخوذ عليه وهو صعب ولا أحد يشتري سجادة قديمة بسعر أغلى من الجديدة، هذا كلام غير صحيح، القديم يبقى قديما وسعره غير الجديد بل أقل بكثير والجديد أفضل من القديم.

في أوروبا يختلف عنا.. ربما أصحاب الهوايات يشترون من أصحاب السجاد القديم كهواية، اعرف طبيب كويتي يملك سجادا ايرانيا منذ 50 سنة مضت، هذه هواية.
السجاد الإيراني بحاجة لرعاية بالتنظيف والجو البارد يحفظه من التلف، وماكينة التنظيف تؤثر إذا استخدمت بالعكس للسجادة.
والسجاد الايراني لا يغسل بالماء العادي فقط، حاليا توجد مواد خاصة لغسيل السجاد.
صناعة السجاد تطورت..
تركت البلاد الأخرى، وحاليا عندي زبائني لشراء السجاد وبعض المواطنين يحضرون لشراء السجاد.

سيدة كويتية
يحكي الكلبي قصة واجهته أحداثها حيث يقول: كانت هناك سيدة كويتية من الزبائن ودائما اذا احتاجت سجادا إيرانيا تحضر عندي وفي أحد الأيام أرسلت ولدها لشراء سجاد ايراني، فذهب الولد الى محل آخر واشترى، والدته سألته من أي مكان اشتريته فأخبرها، فقالت لا ارجعه واذهب الى محل كذا ـ تقصد محلي ـ وبالفعل اشترت من عندي وبعد شهرين توفيت تلك السيدة الكويتية، رحمها الله، وبعد الوفاة الولد باع السجادة ايضا لسيدة كويتية لها خبرة في السجاد الايراني، حضرت عندي واشترت 4 قطع وبعد ذلك استبدلت احدى السجادات فوافقت واستبدلتها وأخذت جديدة، السجادة ما فيها اي شيء نظيفة جدا وغير مستعملة.

الأسرة والحياة الاجتماعية
عن أسرته يقول ضيفنا: أولادي أربعة أولاد، وفي وظائفهم: توفيق كابتن، ومحمد مهندس، وفهد مهندس وباحث ومعلم وعادل موظف.
أولادي غير متفرغين للعمل التجاري ويوم الجمعة يزورونني ويجتمعون عندي.
الوالد في البداية كان عنده حظور لصيد السمك ومع بداية النهضة الحديثة فتح محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية في حولي.
حفظ الله الكويت بحكامها وسكانها ومواطنيها وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة تحت راية سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والأسرة الحاكمة الكريمة.
مع خالص التحيات والتبريكات بالعام الجديد الى جميع العاملين في جريدة «الأنباء» لإخلاصهم في العمل الصحافي.










05-04-2015, 08:20 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
شعرت بالفخر والاعتزاز وأنا أستقبل كبار رجالات الدولة من شيوخ ووزراء وأعضاء مجلس أمة لتعزيتي بوفاة الوالد
أحمد أبوسيدو: فخور بأني الإعلامي الوحيد الوافد المكرّم بعد تحرير الكويت لخدماتي الواجبة خلال الاحتلال العراقيالسبت 20 ديسمبر 2014 - الأنباء



أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
522545-419705.jpg
522545-418765.jpg
المرحوم الشيخ عبدالله الجابر خلال لقاء مع د.أحمد ابو سيدو

522545-418756.jpg
.. ومع الشيخ محمد متولي الشعراوي

522545-419703.jpg
احمد ابوسيدو متحدثا إلى الزميل منصور الهاجري خلال اللقاء (محمد خلوصي)

522545-418744.jpg
تكريم د.أحمد أبوسيدو مع المتطوعين خلال الغزو بعد التحرير

522545-418775.jpg
د.أحمد أبو سيدو مع الاديب نجيب محفوظ

522545-418736.jpg
.. وفي لقاء مع الأديب فكري أباظة

522545-418742.jpg
522545-418749.jpg
522545-418761.jpg
تقدير من الشيخ محمد الخالد




    • تراب الكويت يحتضن المرحومين والدي ووالدتي وعمي وجدي
    • التقيت بعمالقة الأدب والسياسة والدين ومنهم الشيخ عبدالله الجابر ونجيب محفوظ ومصطفى أمين وفكري أباظة وسيد سابق والشعراوي
    • حضرت الكويت عام 1960 ووالدي سبقنا بسنتين
    • شهد الجميع لدور المرحوم والدي في التربية والتعليم والتوجيه الفني للتربية الإسلامية
    • صدر لي أكثر من 15 مؤلفاً في مختلف الموضوعات الإعلامية والدينية والوطنية والاجتماعية
    • لي مواقف لا تنسى شهد لها الجميع خلال الغزو وفي البصرة بعد التحرير خلال مرافقتي للمعونات الطبية الكويتية لمستشفى البصرة
    • الشيخ عبدالله الجابر ترك بصماته التاريخية في تأسيس التعليم العصري و كان لي شرف تغطية رحالة بوم الغزير للمرحوم عبدالحسن معرفي
    • عملت متطوعاً مع الشيخ وليد العنجري وعلي الهندي رئيس مجلس جمعية اليرموك خلال الاحتلال الصدامي الغاشم
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا اليوم شخصية إعلامية مميزة، استطاع خلال أكثر من أربعين عاما أن يحقق أمنيته وينمي هوايته الصحافية، د.أحمد أبوسيدو مارس هوايته الصحافية وهو في المرحلة الثانوية وقابل العديد من الشخصيات المحلية. وبعد انتقاله إلى الجامعة في جمهورية مصر العربية، كان مراسلا لإحدى الصحف المحلية وقابل العديد من الشخصيات الأدبية والاقتصادية والسياسية والفنية، وكان يرسلها إلى الصحيفة عبر الفاكس من مكتبها بالقاهرة، وبعد عودته من الجامعة عمل محررا فيها بقسم المحليات، وبدأ بأنشطته ولقاءاته المختلفة وانفرد بالكثير من اللقاءات والموضوعات، وتميز بالسبق الصحافي في موضوعات عديدة.

وكان محبوبا لدى جميع المحررين في مختلف الصحف، وأطلق العديد عليه لقب شيخ الصحافيين. كما شهد له الجميع من مسؤولين ومواطنين بمواقفه الوطنية المختلفة للكويت وأهلها خلال الاحتلال العراقي الغاشم، وتعرض للعديد من المواقف والمطاردة ولكن رعاية الله سبحانه أنقذته، وحصل على العديد من شهادات التقدير، كما تم تكريمه في منطقة اليرموك في حفل خاص بعد التحرير.
نتعرف على لمحات من حياته خلال السطور التالية:
في بداية اللقاء يتحدث عن قدوم أسرته إلى الكويت في بداية الستينيات من القرن الماضي حيث يقول: انتقلت إلى الكويت مع باقي أفراد أسرتي من قطاع غزة بفلسطين عام 1960 حيث كان الوالد قد سبقنا بسنتين للعمل مدرسا في مدارسها بعد أن قام المرحوم عبدالعزيز حسين بإجراء مقابلات لعدد من المدرسين في قطاع غزة ومن ثم تم التعاقد معه للعمل في وزاره التربية والتعليم. وتلقيت دراستي المتوسطة في مدرستي الفروانية المتوسطة والثانوية ثانوية كيفان.
هوايتي الصحافية
ويضيف أبو سيدو كان لوالدي - رحمه الله - دور مهم في عدم منعي من مزاولة هوايتي الصحافية التي عشقتها وأحببتها حيث كان مدرسا للتربية الإسلامية واللغة العربية قبل أن ينتقل إلى توجيه التربية الإسلامية حيث قام المرحوم الأستاذ محمد الشيخ كأول موجه عام للتربية الإسلامية بإعداد مشروع فصل اللغة العربية عن التربية الإسلامية، وكان ينتدب للعمل بالأندية الصيفية خلال فترة عمله بالتدريس، وكنت اصطحبه وأنا في المرحلتين المتوسطة والثانوية في كل عام حيث عمل مشرفا في أندية مدارس الفحيحيل أو الفيحاء والروضة والرميثية والفروانية.
وكنت أتفرغ أنا لمزاولة النشاط الصحافي سواء في المدرسة أو في الأندية الصيفية، وكانت البداية مع صحافة الحائط على ورق البريستول، ثم صحافة ورق الاستانسل على قطع A4.
ولقد قمت بلقاءات صحافية في النشرات المدرسية وفي مجلة صوت الشباب مع شخصيات متعددة منها الوزير الأسبق المرحوم صالح عبدالملك الصالح ووكيل الوزارة د.يعقوب الغنيم قبل أن يصبح وزيرا للتربية وعبدالوهاب الزواوي وخالد الحربان والتاجر المرحوم علي عبدالوهاب صاحب عدة شركات والمرحوم عبدالعزيز المساعيد مؤسس دار الرأي العام والنهضة وسعد والديلي نيوز.
الانطلاق الحقيقي
التقيت بالمرحوم عبدالعزيز المساعيد في مطلع السبعينيات لتقديم الشكر له لنشر موضوع لي في صحيفة الرأي العام حول الأندية الصيفية بعد أن أنهيت دراستي الثانوية، ولم أنم طوال تلك الليلة وخرجت في الصباح الباكر للبقالة المجاورة لبيتنا عدة مرات لمطالعة وشراء جريدة الرأي العام، وما أن رأيت صورتي والموضوع صرخت في وجه صاحب البقالة، وقلت له اعطني جميع نسخ الصحيفة لديك وكان عددها 20 نسخة ودفعت له الدينار، حيث كان ثمن العدد 50 فلسا.
وقبل أن أسافر للدراسة طلب مني الوالد أن اذهب للصحيفة وأقابل ذلك العملاق المرحوم عبدالعزيز المساعيد الذي أصدر أول صحيفة كويتية يومية لأشكره على نشر الموضوع، قلت له: لم أنم طوال ليلة أمس بانتظار العدد.
وأنا جئت اليوم لأشكرك على تشجيعك لي فقال: لا..لا.. أنت من اليوم ستعمل محررا في «الرأي العام».
شكرته مرة أخرى وقلت له: إنني مغادر بعد غد إلى القاهرة للالتحاق بالجامعة والدراسة فقال بشكل سريع: لا بأس.. عليك بالذهاب إلى مدير مكتبنا في القاهرة وستعمل معه ضمن توجيهاته وما يطلب منك، حينها شعرت بشيء من الدوار وكادت الفرحة أن تلقيني أرضا لولا تماسكي وإمساكي بالكرسي المجاور لمكتبه.
وهكذا بدأت حياتي مراسلا صحافيا لـ«الرأي العام» قبل أن أكون محررا فيها لفترة متواصلة بلغت 27 سنة كتبت في جميع مطبوعاتها: الرأي العام والنهضة ومجلة سعد والديلي نيوز الإنجليزية.
لقاء مصطفى أمين
واتسعت دائرة العمل مع عمالقة الأدب من كبار الأدباء والكتاب وأجريت لقاءات مع عملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، وهنا اذكر أول لقاء لي معه، حيث دخلت سكرتيرته لإبلاغه بوصول صحافي من الكويت، وما ان دخلت عليه حتى شعرت بأنه أصيب بدهشة لصغر سني وبعد أن سلمت عليه جلس واضعا يده على خده وينظر لي، فبدأت حديثي معه قائلا: إنني احمد الله سبحانه وتعالى أن حقق لي هذه الأمنية لألتقى بك، فقد قرأت الكثير من كتبك حول مختلف القضايا وخاصة مجمع التبرعات من أجل المحتاجين في جمهورية مصر العربية وكتاب سنة أولى سجن وأنت في السجن وخلافاتك مع الأستاذ محمد حسين هيكل والاتهامات التي صدرت بحقك من شأن المخابرات الأميركية وقصص صداقتك مع أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وكيفية إصدار الصحيفة مع المرحوم شقيقك التوأم علي أمين، وغير ذلك من الموضوعات، فما كان منه إلا أن رفع يده عن خده وابتسم وقام بالسلام علي مرة أخرى، ثم قام فدخل غرفة صغيرة مجاورة وأحضر مجموعة من مؤلفاته وكتب بيده إهداءه لي وتوقيعه عليها، وما زلت احتفظ بهذه الكتب حتى الآن، ورفع سماعة الهاتف لسكرتيرته وأبلغها بعدم إدخال أحد حتى انتهاء المقابلة.
واستمتعت بهذا اللقاء الذي حقق هدفي ومساري الإعلامي وأعطاني قوة ودعما لا مثيل لهما، ثم توالت زياراتي له بعد أن نشرت المقابلة في «الرأي العام».
مع فكري أباظة
كما التقيت بالأديب المبدع المرحوم فكري أباظة وأجريت معه مقابلة أعتز بها كثيرا، وتناولت العديد من الموضوعات الأدبية والثقافية وخلال اللقاء أشار المصور الذي أحضرته خصيصا لتصوير اللقاء إلى انه سيغادر ولكنني قلت له أن يضع فيلما آخر ويقوم بالتصوير مرة أخرى، وهنا رأيت في عينه الدهشة وعدم الرضا وبعد خروجي من اللقاء سألني المصور: ألم تثق بي يا أستاذ؟ فقلت له: إنني أثق بك ولكن لا أثق بالكاميرا، (وهي تختلف عن الكاميرات الديجيتال هذه الأيام) وقلت له: أعتقد أن هذا آخر لقاء للأديب فكري أباظة.
وبالفعل بعد عدة أيام قليلة من مغادرتي القاهرة عائدا إلى الكويت نشرت الصحف المصرية خبر وفاة الأديب فكري أباظة، فكان للرأي العام سبق النشر كآخر حديث له.
لقاء نجيب محفوظ
كما التقيت الأديب نجيب محفوظ ودار الحديث معه حول مختلف قضايا الأدب ورواياته وقصصه التي أثارت المجتمع المصري بكل طوائفه وأسباب خلافه مع الإسلاميين، وكان علي أن أقوم برفع صوتي حتى يسمع سؤالي له وكان لي عدة لقاءات معه.
مواقف مع عمالقة رجال الدين
واتسعت دائرة العمل الصحافي لتشمل العديد من رجال الدين من الكويت ومصر ولبنان وسورية وروسيا وغيرهم.
التقيت عدة مرات بالمرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ المرحوم عبدالباسط عبدالصمد وصاحب كتاب فقه السنة المرحوم الشيخ سيد سابق والشيخ يوسف القرضاوي والمرحوم أحمد ديدات والشيخ المرحوم عبدالله النوري والشيخ علي الجسار ود.خالد المذكور والمرحوم صلاح ابو اسماعيل وغيرهم.
وقد وفقني الله سبحانه بأن أكون أول من يعد صفحة إسلامية أسبوعية في الصحف الكويتية وكانت في جريدة الرأي العام حيث كانت أسبوعية ويومية في شهر رمضان ثم صفحتين يوميا طوال شهر رمضان المبارك.
الشيخ الشعراوي
عن لقائه بفضيلة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي يقول أبوسيدو: قد جذبني المرحوم الشيخ الشعراوي لعبقريته الفذّة في تفسير القرآن الكريم ما دفعني لإجراء عدة لقاءات معه نشرت في الرأي العام في أوقات ومناسبات مختلفة.
وذات يوم دار حوار بيني وبينه حول موضوع التبرع بالأعضاء وأمام مجموعة من الضيوف، فما كان منه إلا أن رفض رفضا قاطعا فكرة التبرع بالأعضاء وحاولت النقاش معه أمام الجميع، ولكنه كان يرفض قائلا: إن هذه الأعضاء ليست ملكك، فقلت له يا سيدي إن الإنسان الذي لا يرجى شفاؤه يتبرع بها بعد وفاته قد تكون سببا لشفاء عالم ديني أو أستاذ جامعي أو عالم علمي أو معيل أسرة أو غير ذلك، فقال رحمه الله بشدة: اخلق أنت أعضاء وتبرع بها، فقلت لا يخلق إلا الله سبحانه وتعالى وهنا أشار لي بعض الحضور بوقف الحوار بعد كلمته تلك (والله على ما أقول شهيد وهذا للحق والتاريخ).
وقد نشرت ذلك اللقاء في الرأي العام وبعد سنة تقريبا نشرت إحدى الصحف المصرية فتوى من الشيخ الشعراوي بتحليل التبرع بالأعضاء.
ولدى زيارته للكويت بعد تلك الفتوى وكالعادة كنت أقوم بزيارته في كل زيارة وأحضرت معي اللقاء وفتوى الصحيفة المصرية ووضعتها أمامه.. فقال رحمه الله وبعدين معاك يا عم أحمد مهددا بعصاته وضحكنا معا.
الشيخ سيد سابق
ومن أطرف المواقف مع المرحوم الشيخ سيد سابق وخلال إجابته عن سؤال لي حول حرمة التماثيل لشخصيات أو طيور أو حيوانات والتي توضع في بعض البيوت وكان مصور الصحيفة يهم بالتقاط صورة للشيخ سابق معي وتزامن ذلك مع إجابته قائلا: لعن الله المصورين. وهنا توقف صديقي المصور عن التقاط الصورة وانزل كاميرته، وساد الصمت وضحكت وضحك الشيخ... فقال له: يا ابني أقصد بالمصورين النحاتين والذين يجمعون التماثيل، مشيرا إلى أن المجسمات المفرغة منها لا تحريم لها.
الشيخ أحمد كفتارو
واذكر أن لقائي مع مفتي سورية الأسبق المرحوم أحمد كفتارو ترك أثرا كبيرا في حياتي من خلال إحدى الفتاوى التي قالها لي عن الزكاة ولم يتطرق لها أي رجل دين من قبل. والتي يقول رجال الدين فيها عادة: إن من ليس لديه المال فلا زكاة عليه، ولكن الشيخ كفتارو - رحمه الله - أصر على أن الإنسان المسلم يجب عليه أن يعمل ويعمل ويجتهد للحصول على المال حتى يقوم بأداء هذا الركن الإسلامي من الأركان الخمسة في حين أن الحج قيل عنه: (لمن استطاع إليه سبيلا) من المال والصحة وغير ذلك، ولكن الزكاة لم تتبع بكلمة من استطاع إليه سبيلا كالحج.
الداعية أحمد ديدات
كنت أرافق د.عادل الفلاح في استقبال العملاق المرحوم أحمد ديدات في مطار الكويت، وبعد مراسيم الاستقبال جلس الشيخ ديدات في سيارة الضيافة وصعدت معه الى نفس السيارة إلى مقر إقامته في شيراتون الكويت.
واستطعت أن أجري معه أجمل لقاء نشر على الصفحة الأولى في «الرأي العام» ما أثار دهشة جميع مديري الصحف الأربع الأخرى.
الشيخ عبدالله الجابر
ولن أنسى مقابلاتي مع المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح - رحمه الله - في قصره بمنطقة بنيد القار.
واذكر أنه في أول لقاء لي معه، قال: من أي منطقه بفلسطين أنت؟ قلت من غزه، قال: هل زرت مناطق ومدنا فلسطينية؟ قلت له «لا والله لأنني حضرت إلى الكويت صغيرا، ولكني اعرف جميع مناطق الكويت، فابتسم وقام بسرد عشرات المدن الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وقال: لقد زرت جميع هذه المدن والقرى. وتحدث بإسهاب عن أولى بعثات التعليم في الكويت من فلسطين عام 1936 حيث طلب من المرحوم أمين الحسيني عددا من المدرسين فأرسل له برقية: المدرسون في الطريق إليكم.
المرحوم محمد العجيري
كما كان لي شرف مقابلة المرحوم محمد العجيري، والد الفلكي العالمي د.صالح العجيري الذي تربطه بوالدي رحمه الله صداقة على مدى أكثر من نصف قرن، ونشرت اللقاء في الرأي العام وكان هذا هو اللقاء الوحيد للحاج محمد العجيري في الصحف الكويتية، وجميع أبنائه وأحفاده اعتزوا بهذا اللقاء الذي سرد قصة حياته وكفاحه وانتقاله من عامل بالمدرسة المباركية إلى مدرس فيها.
المرحوم صالح شهاب
كما يتحدث ضيفنا عن علاقة جمعته بالمرحوم صالح شهاب، الوكيل المساعد بوزارة الإرشاد والأنباء التي تسمى وزارة الإعلام حاليا وكان بحق ملك السياحة في الكويت والترويج السياحي وذلك بالتعاون مع الأستاذ عبدالرحمن المزروعي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق والأستاذ إبراهيم البغلي مدير إدارة الآثار والمتاحف، وكان يجمع الآلاف من المواطنين والمقيمين في حفلات ورحلات بحرية إلى جزيرة فيلكا شبه يومية طوال موسم الصيف.كما كان يزور الكويت الآلاف من مواطني دول مجلس التعاون للمشاركة في برامج الترويح السياحي الفنية والثقافية والأدبية، وكنت أقوم بإعداد مجلة السياحة الأسبوعية التي كانت تصدر عن وزارة الإعلام.
وكان لي أيضا شرف تغطية رحلة بوم الغزير التي قام بها المرحوم عبدالحسين محمد رفيع معرفي، حيث طلبني الأستاذ رضا الفيلي حين كان وكيلا لوزارة الإعلام، وقال لي: أخ احمد طلبتك، قلت على الفور: صار، قال: أريد أن ترافق الأخ عبدالحسين معرفي في رحلة بحرية من كلكتا بالهند إلى الكويت تخليدا لذكرى مسار السفن البحرية الكويتية التي كانت تسير من تلك المنطقة في الهند إلى الكويت. ضحكت وقلت له: إني أشعر بالدوار أحيانا خلال زيارتي لجزيرة فيلكا، فما بالك بالمحيطات والبحار التي سيقطعها الغزير.
وقد تم الاتفاق على تغطية الرحلة بواسطة جهاز لاسلكي على أن أقوم بالوصول جوا إلى الدول التي يصل فيها الغزير إلى موانئ تلك الدول.
مذكرات نساي
ويضيف أبوسيدو: كما كنت اكتب زاوية مذكرات نساي لعدة سنوات في الصفحة الأخيرة من الرأي العام وهو أسلوب ساخر وطريف من النسيان وهمومه ومشاكله وقد حضر إلى مكتبي في الرأي العام رئيس التحرير المرحوم يوسف المساعيد ذات يوم وكان في مكتبي عدد من الزوار. وكان قد نشرت أول مقالات المذكرات، وسألني من يكتب مذكرات نساي؟ قلت: لا أدري، فرسمت على وجهه علامات الغضب، وقال متسائلا: كيف لا تعرف؟ قلت له: لقد نسيت، فضحك وغادر المكتب.
الخاطبة أم عادل
• كما كان لي السبق الإعلامي في أن أكون أول خاطبة في الصحافة الكويتية، حيث كنت مديرا لتحرير مجلة النهضة وكانت الخاطبة تحت اسم وهمي (أم عادل) وكنا يوميا نتلقى عشرات الرسائل والمكالمات من داخل الكويت وخارجها، حيث كانت الخاطبة أم عادل أول من تقوم بهذه المهمة في الصحف والمجلات الكويتية وانتشرت بعد ذلك الفكرة.
لقاء في موسكو
وفي موسكو كنت أرافق الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف وهو يعد احد الرموز العالمية في الوسطية والتماشي بين الشعوب وأصحاب الأديان وكانت تلك الزيارة بعد التحرير تحت شعار أيام كويتية في موسكو وقد أجرى مذيع راديو موسكو لقاء في الإذاعة الروسية الناطقة بالعربية معي لمده نصف ساعة تحدثت فيه عن الجرائم والدمار والسرقة والنهب الذي تعرض لها أهل الكويت من الغزو الغاشم وقد أشاد السفير القناعي في موسكو باللقاء كما أشاد بذلك مدير مكتب وزير الخارجية المرحوم محمد المهنا آنذاك.
الصحافة مهنة أم هواية؟
عن علاقته بالصحافة وهل هي مهنة أم هواية، يقول ابوسيدو إنها علاقة أبدية كالروح في الجسد ودون مبالغة إذا قلت هل يمكن أن يعيش الجسد دون روح. وهذا يعود لمدى تعلق الصحافي بالصحافة، وقد يكون سبب ذلك أنني تعلقت بها منذ الصغر عشقتها... أحببتها، كأغلى وأجمل حبيبة إلى قلبي وروحي وعقلي.
دور الصحافة في الإبداع
ويضيف: هذه المهنة الوحيدة التي ترفع الإنسان بالكثير من الأنشطة والإبداعات التي تتوافق والمهنة.
ومن هذه الفعاليات والأنشطة: المطالعة والقراءة لكل ما هو جديد من إصدارات ومؤلفات. فالقراءة والاطلاع كان لها ردود فعل في أسلوب آخر وهو التأليف والبحث والتعليق وطرح الدروس والعبر من خلال اللقاءات التي يتم نشرها وكتابتها وإعادة صياغتها بأسلوب أو بآخر لنشرها للقراء.
مواقف في الاحتلال
يتحدث أبو سيدو عن فترة الاحتلال الصدامي للكويت قائلا عن المواقف التي حدثت له حينها: حدث أن والدي - رحمه الله - في الأيام الأولى للغزو اجتمع بي وبإخواني وقال: لأول مرة أحدثكم عن الجهاد ضد المحتل، الكويت هذه الأرض الطيبة بقيادتها وشعبها الطيب احتضنتنا ووفرت لنا حياة كريمة وهنا يجب أن نرد الجميل لهذا الوطن وشعبه وترابه وعليكم أن تقوموا بما تستطيعون لخدمه الكويت وأهلها، وبالفعل فقد انضممت أنا وإخواني إلى لجان التكافل في منطقه اليرموك، وبدأنا العمل التطوعي في الجمعية التعاونية وفي المخبز وفي تلبية طلبات المواطنين، حيث اشتد الحصار عليهم وكنا نعمل ليلا ونهارا مع إخواننا وقدمنا هويات لهم ليتمكنوا بالتنقل بأسمائنا.
وقد ساهمنا بتخزين المواد الغذائية للجمعيات وفروعها إلى مخازن سرية حتى لا يعلم المحتل مكانها لنهبها وسرقتها، ولقد تلقيت دروعا وشهادات تقدير من لجان التكافل بعد التحرير لمواقفنا الواجبة علينا تجاه الكويت.
من مؤلفات أبوسيدو

٭ بصمة حب وولاء للكويت.
٭ العمل المهني دافع شرعي وواجب وطني.
٭ الحرفي الماهر مبعد الحضارات الإنسانية.
٭ لماذا وكيف نحب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
٭ صلالة فردوس الخليج.
٭ عبدالله الشيتي على كرسي الاعتراف.
٭ نصر الدين طاهر تحديات وانتصارات.
٭ موسوعة العمل الصحافي وأخلاقيات المهن الإعلامية ويتكون من ستة أجزاء.
٭ من فضائل ومعجزات سور وآيات القران الكريم أهديته إلى روح والدي ووالدتي - رحمهما الله.
٭ موسوعة العمل الصحافي وأخلاقيات المهن الإعلامية ومكون من 6 أجزاء.

التطوع خلال الغزو
عن أعماله التطوعية خلال الغزو يقول أبوسيدو: منذ اليوم الأول للغزو العراقي الغاشم عملت متطوعا مع لجنة تكافل جمعية اليرموك التعاونية وقد جاء إلى مقر الجمعية في الأيام الأولى أحد ضباط الجيش العراقي وكنت جالسا بجانب رئيس مجلس إدارة الجمعية آنذاك الأخ علي الهندي وقال الضابط للأخ علي: أرجو أن ترفع صورة... (الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح - رحمه الله) حتى لا تتعرضوا للأذى من ضابط غيري فنظر لي الأخ علي وقال: أخ أحمد أرجو رفع صورة الأمير فقلت له: لا والله لن أرفع صورة صاحب السمو الأمير فنظر لي مندهشا وقام برفع الصورة من غرفة إدارة السوق. وبعد أن ذهب الضابط قلت له: اسمح لي ويجب أن تقدر موقفي فقال: لا عليك يا أخ أحمد وأنت على حق.
وخلال الأيام الأولى للغزو أيضا كان قرار البيع والشراء في الجمعيات التعاونية بالدينار الكويتي وجاء أحد العسكريين يريد أن يدفع بالدينار العراقي ولكن الكاشير استدعاني قائلا: يريد أن يدفع بالدينار العراقي، فقلت له إن قرار البيع والشراء بالدينار الكويتي فما كان منه إلا أن أخرج دنانير كويتية من جيبه ودفعها للكاشير وهمس قائلا لي محنة وتزول إن شاء الله. وهذا يعني أن الكثير من العراقيين كانوا غير مقتنعين بالغزو الغاشم.
أذكر أن مجموعة من الجنود حضروا ليدخلوا إلى السوق المركزي لشراء بعض احتياجاتهم وسمعت صراخ بعض النسوة والأطفال فخرجت لأتعرف على السبب فوجدت الجنود يريدون الدخول بأسلحتهم فهدأت من روع المواطنات وطلبت من الجنود التمهل وعدم الدخول بالأسلحة وليدخل البعض إلى الجمعية دون أسلحة ويقف البعض الآخر خارج السوق يحملون الأسلحة ثم يتبادلون الدخول بعد ذلك من دون أسلحة وكان أن هداهم الله سبحانه وتعالى ودخلوا السوق من دون أسلحتهم وتبادلوا بعد ذلك مع زملائهم وأصبح هذا عرفا لدخول الجنود وبعد يومين أو ثلاثة جاء أحد الضباط ليسأل رئيس مجلس الإدارة الأخ علي قائلا: كان يوجد شخص هنا اسمه بسيسو، أين هو؟ وكنت أنا جالسا بجانبه فقال له إنه سافر منذ عدة أيام، وأذكر أن الأخ الصديق الإعلامي العزيز أنور الياسين وهو من الصامدين الذين أدوا أداء مميزا خلال فترة الغزو قد استدعي أيضا من قبل أحد المسؤولين العراقيين، وقد نصحني - بارك الله فيه - بعدم التواجد في المنطقة وبالفعل فقد غبت عن بيتي في اليرموك بأكثر من 3 أسابيع.
٭ كان يشرف على عملية نقل مخازن الجمعية إلى سراديب أهالي المنطقة رئيس لجنة التكافل الشيخ وليد العنجري وكان العمل ليلا بعيدا عن أعين الغزاة حيث تعرضت العديد من مخازن الجمعيات التعاونية الأخرى إلى السرقة والنهب من قبل الغزاة وقد اقترحت على الشيخ وليد فكرة أن تكون عملية التوزيع في البيوت غير معروفة للجميع بحيث يكون كل واحد مسؤولا عن نقل البضائع إلى سرداب واحد فقط حتى لا يعرف الجميع الأماكن إذا ما تعرض أحدنا للضغط أو الضرب فأعجب بالفكرة وتم تنفيذها.
٭ بعد أن منّ الله علينا جميعا بالتحرير والنصر وطرد الغزاة أقامت جمعية اليرموك التعاونية احتفالا كبيرا تحت رعاية وزير العدل الأسبق محمد السمار وبحضور عدد من رجال الأمن وحشد من أهالي المنطقة لتكريم من وقف وتطوع لأجل الكويت وكنت ولله الحمد أحد المكرمين وحصلت على درع تذكارية بهذه المناسبة وشهادة تقدير من رئيس لجنة التكافل ومدير عام الجمعية التعاونية.











05-04-2015, 08:22 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
عبدالعزيز آرتي: اعتمدت على نفسي في حياتي وبعد المرحلة المتوسطة كنت أذهب إلى ثانوية الرابية ماشياً 3 كيلومترات
السبت 13 ديسمبر 2014 - الأنباء



أضـف تعليقك
btnDec.gif
btnInc.gif
:حجم الخط
520775-415040.jpg
الفنان عبدالعزيز آرتي

520775-415049.jpg
عبدالعزيز ارتي خلال اللقاء مع الزميل منصور الهاجري (محمد خلوصي)

520775-415036.jpg
الفنان عبدالعزيز ارتي على شاطئ البحر في احدى السفرات

520775-415043.jpg
«محطة بنزين» (2002)

520775-415034.jpg
لوحة شارع فهد السالم قديما

520775-415051.jpg
لوحة «العماير» (إنتاج 1991)

520775-415045.jpg
مسجد بجانب السوق في الشارع الجديد

520775-415037.jpg
لوحة «طبيعة صامتة»

520775-415038.jpg
لوحة المباركية 2 (2010)

520775-415039.jpg
لوحة لبيت الشعر في البر (1985)

520775-415046.jpg
لوحة عربانة الماي (1988)

520775-415041.jpg
لوحة ساحة الصفاة قديما (2010)

520775-415044.jpg
شرطي المرور بوسط الشارع الجديد

520775-415042.jpg
ساحة الصفاة (1997)

520775-415047.jpg
ساحة الصفاة قديما (2009)

520775-415035.jpg
«سوق كويتي قديم» (2009)

520775-415050.jpg
لوحة على ظهر السفينة (2009)

520775-415048.jpg
لوحة الشارع الجديد (1994)




    • عام 1965 سكنا منطقة الفروانية وكانت أمام بيتنا براحة واسعة
    • أخي جاسم لعب مع نادي التضامن والوالد لم يتركنا نكمل اللعب حتى ننهي الدراسة
    • أول مدرسة التحقت بها كانت روضة الأحمدي لأن الوالد كان يعمل في الجوازات هناك
    • الوالد لعب البينغ بونغ وهو من أوائل من حصدوا الجوائز مع «العروبة» وعام 1960 أشهرت الأندية الحديثة
    • تعلمت العزف على الأكورديون والأورغ ولا زلت أشارك الفنانين حفلاتهم الموسيقية
    • الوالد انتقل للسكن في الفروانية فالتحقت بمدرسة المثنى ومن أولى ابتدائي ظهرت علي بوادر موهبة الرسم
    • بعد شهرين من العمل التحقت بالتجنيد وتركت التدريس وتميزت بين المجندين فانتقلت إلى غرفة العمليات أداوم الساعة الثامنة وأنصرف بعد التاسعة
    • بعد النجاح في ثانوية الرابية تبخر حلمي في دراسة الفن بالقاهرة والتحقت بالكلية الأساسية في الكويت لكي أكون مدرساً للتربية الفنية
    • من الطرائف عندما كنت طالباً في ثانوية الرابية استدعاني الناظر مرة وقال: عبدالعزيز خبر سيئ نصف لوحاتك سرقت
    • مدرس مصري في المتوسطة كان فناناً كبيراً وتنبأ لي بأن أصبح فناناً ذا شأن كبير
    • على الدولة الاهتمام بالفن التشكيلي وتحويل المرسم الحر إلى متحف يضم أعمال جميع الفنانين القدماء والحاليين
    • كان والدي يلعب كرة القدم في الأندية القديمة وكنت أذهب معه ومارست كرة القدم بالشارع ثم في المدرسة
الفن التشكيلي يمثل مرآة تعكس فيما تعكس العادات والتقاليد التي يتميز بها أي مجتمع امام المهتمين بالفنون وبشؤون هذا الفن وتاريخه وحركته الاجتماعية. المربي الفاضل ضيفنا هو الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي بدأ الرسم منذ طفولته
في المرحلة الابتدائية وتطور مع المراحل التعليمية بمساعدة المدرسين.

يذكر مدرسيه الذين وقفوا إلى جانبه حتى اشتد عوده الفني في المرحلة الثانوية، ويذكر لنا اللوحات التي كان يرسمها ويعلقها بالمدرسة كذلك من هواياته الموسيقى
والتي لاتزال تلازمه منذ سنوات التعليم الابتدائي فهو عازف اكورديون وأورغ ولايزال يمارس العزف ويشارك الفنانين حفلاتهم الموسيقية.

يحدثنا عن هواياته الرياضية فيقول: كان والدي يلعب كرة القدم في الأندية القديمة وكنت أذهب معه الى تلك الأندية، وأمارس كرة القدم بالشارع ثم في المدرسة، وبعد ذلك التحقت بأحد الاندية ولعبت كرة القدم، ولقد شاركت في كثير من المعارض الفنية ولي مشاركات في الخارج ويقول: إن معرضه في أبها كانت له مكانة في نفوس الحضور في المملكة العربية السعودية.

ماذا يقول عن المرسم الحر؟ ماذا يقول عن صالات العرض؟ ماذا يقول عن التعليم والتدريس طالبا ومدرسا؟ كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال السطور التالية للقاء مع الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي:
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
يبدأ الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي حديثه خلال اللقاء عن مولده وبداياته الأولى حيث قال: اسمي عبدالعزيز محمد حسين آرتي وولدت في الكويت بمنطقة الدعية بداية إنشائها وسكن العائلات فيها بعد انتقالهم من البيوت القديمة، وفي الأصل كانت العائلة تسكن في الحي الشرقي وأذكر تلك المنطقة الشرقية وبالتحديد حي العوضية وعندي ذكريات، ومنها: أن أعمامي كانوا يلعبون كرة القدم بالساحة الكبيرة وأذكر ان اللاعبين كانوا قد رسموا على حائط أحد البيوت شباكا حيث لم يكن عندهم حديد أو أخشاب ينصبونها كأهداف وبتلك الفكرة كانت تبدأ الخلافات هل الكرة عندما ضربت بالحائط كانت الضربة على الاهداف المرسومة أم لا؟ وكان الجميع يضحكون ومن بينهم الحكم.
عندما سكن الوالد في الفروانية لعبت مع نادي التضامن تحت 18 سنة ولفترة طويلة وكان من الصعب أن يصل اللاعب للدرجة الأولى، وأذكر ان اخي الكبير عنده فريق كرة قدم اسمه التعاون وكان فتحي كميل حارس المرمى الذي فيما بعد لعب مع نادي التضامن وأحمد البصيري كان كشافا للملاعب ليحصل على لاعب، وفي أحد الأيام أراد فتحي كميل أن يلعب في خط الوسط بدلا من حارس مرمى وكان جيدا وممتازا وأول لعبه شاهده أحمد البصيري كان في الفروانية.
أخي لم يكمل لأن الوالد خاف عليه ان يهمل دراسته فلم يكمل اللعب، فتحي كميل التحق بنادي التضامن بالدرجة الأولى وكان عمره سبع عشرة سنة التحق بنادي التضامن وكان العصر الذهبي للكرة الكويتية.
وكان اخي جاسم يلعب في فريق التعاون، اما الوالد فكان يلعب في نادي العروبة القديم عرباوي من القاع، حيث لعب معهم علي ناصر، وكان الوالد يلعب البينغ بونغ «تنس الطاولة» وهو من الاوائل الذين حصدوا الجوائز مع العروبة، وعام 1960 و1961 أشهرت الأندية الحديثة.
هذه طفولتي كلاعب كرة قدم وزاولت اللعبة في الساحات في الشرق، وعام 1965 سكنا منطقة الفروانية وأمام بيتنا براحة واسعة، كان أحمد البصيري مخلصا في عمله بالأندية.
نحن والوالد
يتحدث ارتي عن والده فيقول: الوالد لعب كرة القدم وتنس الطاولة وأخي جاسم كان يلعب بفريق التعاون وفتحي كميل كان حارس مرمى، وأخي جاسم لعب مع نادي التضامن ولكن الوالد لم يتركه يكمل اللعب، كذلك منعني من اللعب وكان الوالد يقصد بمنعنا ان نكمل الدراسة والتعليم، مع العلم كنت انافس الكبار في لعبي ومستواي وكان عمري ست عشرة سنة، والمدرب قال للوالد اتركه يلعب فمستواه عال في اللعب لكن الولد رفض والمدرب كان مصريا، وكانت الاندية قديما تختار المدربين الاكفاء والمدرب كان متخصصا في التدريب فقط، ولذلك كانت الاندية تهتم باللاعب والمدرب، وبعدما بدأت في الرسم كنت ارسم الملعب وفريق الكرة، وعندي ثلاث هوايات هي الموسيقى حيث اعزف البيانو والاورغ وألعب كرة القدم والرسم ومازالت اعزف ومستمرا في الرسم كرسام تشكيلي وفقط اعتزلت اللعب ولكن مازالت من مشجعي النادي العربي ايضا أغني باللغة العربية والانجليزية.
غنيت في الحفلات مثلا غنيت وشاركت في حفل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وعندي تخت عربي مع الاستاذ صبحي دسوقي -حاليا عنده فرقة- وكذلك عادل بسيوني وكنت الكويتي الوحيد ودائما اشارك معهما، وغنيت لمحمد عبدالوهاب وفريد الاطرش وعبدالحليم حافظ وكان مدرسو الموسيقى دائما معي وهذه الفترة عندما كنت مدرسا، وعندما كنت طالبا كنت اشارك في الاندية الصيفية والدولة ممثلة بوزارة التربية لم تقصر مع الطلبة في الاندية الصيفية وكان الطلبة متجاوبين مع الاندية الصيفية، كذلك اقمت معرضا في ثانوية الرابية مع جماعة من الطلبة، وعملت معرضا بنفسي دون مشاركة احد وحضر ذلك المعرض مدير ادارة النشاط المدرسي، وسألني كيف عملت هذه اللوحات وانت طالب في دراستك فقلت له كنت أتأخر بعد الدوام للتفرغ للرسم.
الموسيقار والفنان التشكيلي، اعتقد ان الفنان الشامل يولد متمتعا بالموهبة ولا يكتسبها وهو كبير، ويقال قديما «يولد الطفل وهو صفحة بيضاء» هذا غير صحيح فالطفل يولد ومعه مواهبه تنمو وهو ينمو حتى يصير كبيرا فينميها، ويولد ومعه رزقه وهو مقدر عند الله، الرزق هو الجمال والكريزما والمال وهو وسيلة لهذه القدرات والحياة الكريمة، الموسيقا ليست مالا وكنت عضو مجلس ادارة في الفنون التشكيلية وكنت اعمل على احضار الفرقة الموسيقية وأشارك في الحفلات والفرقة جاهزة عندي، واعزف الاورغ والبيانو واعزف كل يوم.
بالاضافة الى ما قدمته في الموسيقى كنت اتمنى ان اكون لاعبا في المنتخب لانني جدا غيور على بلدي، ولأن ظروف الدراسة منعتني والوالد كان حريصا على ان نكمل التعليم وفي احدى سنوات التعليم رسبت في ثلاث مواد وحصلت على ثلاث دوائر حمراء بسبب الرياضيات، والوالد ضربني وقال لي كلمة واحدة وهي: اخوك الصغير صار معك بنفس الفصل، هذا الكلام اثر علي نفسيا لو كان الطراق فقط الواحد ينسى لكن الكلام يجرح ويوجع القلب لدرجة انني لم انم في الليل وصرت اهتم كثيرا ومن تلك المواد الرياضيات، الآن ولدي عنده مشكلة الرياضيات حيث انه ضعيف فيها، الاشياء التي يحبها الانسان منوعة والانسان في حياته الشخصية له قدرته وعنده مواهب وبعض الناس عندهم القدرة لان يكونوا قادة يتصدرون المجموعات وبعضهم اذا عينته قائدا يخطط ويعمل كل شيء وآخر لا يستطيع التخطيط الا بأوامر بعض القادة، ولا يوجد فنان غبي فجميع الفنانين اذكياء ويعتمدون على ذكائهم ويستغلون الذكاء في التطوير الفني ويوجد ايضا شيء اخر حيث ان عندنا مشكلة من الدخلاء، وبعض المجاملات تتحول الى ظلم.
لا تعطي أي انسان اكثر من حقه حين تمدحه، فربما يكون صاحب قدرات قليلة وانت تمدحه كثيرا، والانسان يوسوس كثيرا.
أقول ان قوة الفنان الحقيقي عند ثقة الجمهور فيه وفي فنه. والنفاق الاجتماعي موجود واحيانا نعاني منه، فعلى سبيل المثال: يقول أحد الناس لاخر: «هلا حبيبي»، وهو يبطن خلاف ذلك.
ثقافة النهضة
عن بعض العادات المستحدثة في المجتمع يقول آرتي: اصبحت عندنا ثقافات جديدة، مثلا تقول للمتحدث معك بالتلفون مع السلامة، ربما عشر مرات تعيدها، قديما مع السلامة مرة واحدة، هذا نوع من الثقافات الدارجة الحديثة مع النهضة الحديثة دخلت علينا جمل لتلطيف الكلام، ايضا بعض الجمل غير لطيفة لكننا لا نستخدمها.
في الكويت عندنا تقديس للصداقة والكلمات الجميلة حاليا بعض الصداقات مزيفة، ولا تجد لك صديقا الا واحدا او اثنين مخلصين معك، الثقافة الحديثة مصلحة معينة، قديما كل شيء له مذاق وطعم على الرغم من وجود المادة، فهي وسيلة.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في التعليم يقول ضيفنا: أول مدرسة هي روضة الاحمدي لان الوالد كان يعمل في جوازات الاحمدي، فسكنا هناك، ولذلك ادخلني في روضة الاحمدي، والاحمدي منطقة راقية جدا، ولذلك سكانها من المتعلمين وكانت المدرسات مصريات، وفي احد الايام شاهدت المدرسة في الفصل تبكي وهي تقرأ الرسالة، فقلت لها: لماذا تبكين يا «أبلة»؟ فقالت: «لا يوجد شيء، ولكن اهلي وحشوني».

كنت متحدثا ومتكلما وفي احدى الحفلات المدرسية اعطتني دور المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح ولبست البشت والغترة والعقال، المهم كان الوالد موجودا مع الحضور اثناء دخولي على المسرح، وقف الحضور وصفقوا والمعلمة بعد ذلك اعطتني طبلا، كانت المعلمات في ذلك الوقت مهتمات بالطالب.
عندما كنت صغيرا احب الفنان شادي الخليج واحفظ اغانيه وانا في الروضة اكملت الروضة في الاحمدي، ولكن الوالد انتقل للسكن في الفروانية فالتحقت بمدرسة المثنى من سنة اولى ابتدائي، وكان سعيد ابوحطب أحد المدرسين فيها، ومن اولى ابتدائي ظهرت علي بوادر موهبة الرسم وكان يدرسنا الاستاذ سامي والاستاذ حمد، واذكر ان المدرس شاهدني وانا ارسم على كراسة الرسم، وكنت ارسم بالأقلام الشمعية وناداني واعطاني مجموعة من الاقلام، وقال: هذه الاقلام «حقك»، وكان الوالد لا يزور المدرسة كثيراً.

المهم ذهبت الى البيت والوالد شاهد الاقلام والكراسات، فقال: من اين لك هذه المجموعة؟ فقلت له: ان استاذ الرسم اعطاني اياها. فقال: «لا، انت سرقتها» غدا خذ كل هذه الاقلام والكراسات وأرجعها الى المدرسة، وكان الوالد يصرخ. المهم ذهبت الى المدرسة من الساعة السادسة صباحا ووزعتها على الطلبة وكنت اشعر بالمرارة.
ورجعت الى البيت والوالد قال لي: أرجعتها؟ فقلت: نعم. فقال: انا قلت لك انت سرقتها!
كان المدرسون مخلصين في عملهم وكان المدرس قديما منتبها الى جميع الطلبة في الفصل وتوجيه السؤال للجميع، والمدرس يعاقب الطالب، وفي يوم من الايام ضربني المدرس والوالد لم يتكلم، كذلك اذكر انه في يوم قارس من فصل الشتاء لم استطع ان امسك بالقلم للكتابة فضربني المدرس كفا على الوجه.

تعلمنا الانضباط من ضرب المدرسين، فالالتزام بالدوام وكتابة الواجب وحفظ المحفوظات كل هذا وانا طالب في المثنى، اما الكراسات والاقلام بعدما وزعتها بدأت ارسم على الحائط، والوالد رفض فاشترى لي كراسة رسم وعندي اقلام شمعية وبدأت الرسم، وكنت اشتريها من البقالة وارسم ما اريد رسمه.

الوالد ما كان يهتم بالرسم، وكان يهتم بأن اتعلم في تلك الفترة، كنت اقرأ كثيرا وعندما صار عمري احدى عشرة سنة قرأت كتابا لتوفيق الحكيم وقرأت كتبا عن المسرح ايضا كما قرأت كثيرا لانيس منصور، الى ان صار هذا الاديب استاذي والتقيته واشتغلت معه في رسم الكاريكاتير في المجلة. ولم يكن لدى اخواني هواية الرسم، ولذلك لم يتعرض الوالد لهم لان اخي جاسم كانت عنده هواية الصحافة ومع العمر والتطور صار نائب رئيس تحرير «كونا»، وحسين كان يعمل في مجال الفندقة وصار مدير مركز الدقي.
الفروانية المتوسطة
وعن ذكرياته في المرحلة المتوسطة، يقول آرتي: في المرحلة المتوسطة بداية النضوج وكنت أحب لعب الكرة وأعشقها وأحلم بها.
وفي مرحلة المراهقة كنت مشغولا بالرسم والكرة وعملي الفني ولا أريد الظهور بين الشباب بالسيارةوالتنقل من مكان لآخر، وعندما كنت بـ«المتوسطة» أقطع قصاصات الرياضة من الجرائد وألصقها وأعمل منها ألبوما وأجمع هذه الصور، وكنت أقرأ كثيرا وأذهب الى مكتبة المدرسة، فالوقت لا يضيع وخصوصا في الفرص، ومع ذلك أراجع المنهج وتعلمت فنون السياسة من القراءة وأشاهد التلفزيون وأستمع إلى الاذاعة فعرفت ماذا يحصل في العالم من أمور سياسية، كل هذا خلف عندي موهبة الصحافة، ورسمت الكاريكاتير في جريدة «الوطن» وعينت رئيس قسم فيها، في جريدة «الوطن» حصلت على الشهرة، والقراء يتابعونني وانتقلت بعد سنوات الى جريدة «الشاهد» لأرسم الكاريكاتير والتحقت بتلفزيون الكويت لأرسم الكاريكاتير.
أنشطة رياضية
مارس آرتي الرياضة بأشكالها المختلفة في المرحلة المتوسطة، وفي ذلك يقول: بالإضافة لما ذكرته وأنا بالمرحلة المتوسطة مارست الرياضة مثل كرة القدم وتنس الطاولة، ولاأزال ألعب وأمارس الرياضة، و مدة كرة القدم للاعب أعتقد 25 سنة فقط أما الانسان إذا كان فنانا تشكيليا فيرسم حتى الموت ولا يضيع وقته، الفن التشكيلي في دمي ونفسي فهو يجسد الحياة عند الآخرين مثل المتاحف.
ويتابع: أكملت المرحلة المتوسطة وانتقلت إلى ثانوية الرابية أذهب ماشيا ثلاثة كيلومترات يوميا، وقد اعتمدت على نفسي في حياتي، فالوالد كان يشجعني، فمثلا كان يكلفني بأن أذهب لشراء تنكر ماء، وأنا طالب بالمدرسة الثانوية مارست لعبة كرة القدم وانضممت إلى منتخب المدرسة وشاركت في المباريات طوال وجودي، وكنت في القسم الأدبي، وأكملت أربع سنوات في الثانوية، مع هواياتي التي ذكرتها.
عندما كنت في ثانوية الرابية ألعب في النادي أيضا، ما أثر على تعليمي وأعدت سنة أولى ثانوية وكانت كبوة، و«لكل جواد كبوة»، ومع الهوايات المتعددة رسبت وأعدت السنة، هنا الوالد عاتبني وقال: أخوك الذي أصغر منك وصل معك، وكانت الكلمة قوية أقوى من ألف كف من الوالد على وجهي، واصلت تعليمي في السنة الثانية ونجحت وانتقلت الى الصف الثاني الثانوي وبدأ الاهتمام بي وقلت للوالد ما عندي أقلام ألوان، أذكر ناظر المدرسة عبداللطيف الحمد أنه أبدى اهتمامه مع الاستاذ علي الراشد، حيث كان عندنا أمين مخزن يبخل علينا بالأدوات، ولكن الاستاذ علي الراشد قال له: أعطه أي شيء يريده، وبالفعل أعطاني الأدوات، وكنت نشيطا حيث أقمنا معرضا شخصيا عندما كنت في ثانوية الرابية، وايضا عندما كنت في الأندية الصيفية كان لي دور ونشاط كبيران وكنت أرسم وأشارك والناس يساعدونني، كنا سبعة اخوان والوالد كان يعطيني ولكن احد الطلبة كان يشتري لي «سندويش» والله سخره لي حيث كان يحبني.
وأقمت معرضا شخصيا في ثانوية الرابية وتم افتتاحه بحضور مسؤولين من وزارة التربية.
بعد الثانوية
عن المرحلة الجامعية وما حدث فيها، يقول الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي: بعد النجاح في ثانوية الرابية كنت أتمنى أن احصل على بعثة دراسية الى القاهرة لدراسة الفن التشكيلي، ولكن لم أوفق في الحصول على البعثة فالتحقت بالكلية الاساسية بالكويت لكي أكون مدرسا للتربية الفنية، كان يدرسنا د.مصطفى مهدي وهو من خريجي ايطاليا، ومن حسن الحظ كان مستواي عاليا في الرسم، قال الدكتور: أنت تساعدني مع الطلبة ومن الممكن ان تقدم شيئا لهم، وبعد سنتين تخرجت وعينت مدرسا في مدرسة نعيم بن مسعود في جليب الشيوخ، وبعد شهرين من العمل التحقت بالتجنيد وتركت التدريس، وفي التجنيد حصلت على تمييز بين المجندين، حيث كنت أرسم والعقيد يوسف عبيد ساعدني على ذلك، فأخذني الى غرفة العمليات وقال من الساعة الثامنة وبعد التاسعة روح الى بيتكم، وكنت أذهب وأبدأ بالرسم والفن، أما بعد التجنيد فقد نقلت الى مدرسة الفردوس المتوسطة وباشرت الرسم وقدمت لوحات هدية للمدرسة وعلقت في الليوان وبعد مدرسة الفردوس التقيت بمراقب الادارة.
ونقلت الى مدرسة الفيحاء المتوسطة، والمراقب طلب مني لوحة ولكن لم اقدمها، وقال وعدتني بلوحة فقلت له هذه رشوة.
من الطرائف عندما كنت في ثانوية الرابية كطالب بعد نصف السنة ومباشرة الدوام استدعاني الناظر وقال: عبدالعزيز خبر سيء نصف لوحاتك سرقت، هذا اثر علي نفسيا كيف تسرق من المدرسة اين الحراس؟ «ضحكت» هذا ما دفعني للعمل اكثر واكثر عندما اصبحت مدرسا ولوحاتي تعلق على الجدران.
فعلا كانت السرقة دافعا لي للعمل وأقمت معرضا في الاندية الصيفية وكانت لوحاتي كثيرة.
المدرسة التأثيرية
يضيف الفنان آرتي: اتبع المدرسة التأثيرية في رسم لوحاتي وانا كثيرا متأثر بالفنانين العرب وكنت معجبا بالفنان كلود مانيه ومن المصريين محمد حسني ويوسف كامل وغيرهم وكنت اتابعهم واقرأ مجلة «العربي» واقرأ لنجيب محفوظ، يكتبون فيها عن الفنانين كان الوالد دائما يشتري مجلة «العربي» وأتابع الوالد الى ان عينت مدرسا وطورت لوحاتي.
بعد ذلك اشتغلت في مجلة «العربي» وصرت ارسم فيها الكاريكاتير وانا مدرس، وقلت له تذكر عندما تشتري مجلة «العربي» وهي من احسن المجلات العربية التي تصدر في الوطن العربي!
نبوءة أعتز بها
يحكي الفنان عبدالعزيز آرتي عن احد مدرسيه الذين يعتز بهم والذي تنبأ له بمستقبل فني باهر قائلا: حادثة حصلت في المرحلة المتوسطة كان عندنا مدرس مصري اسمه الاستاذ مخلوف وهو فنان كبير كان يعاقب الطلبة بالفصل ما عدا انا لم يضربني لأني رسام، وفي احدى المرات وجدت قطعة خشب رسمت عليها بالباسيل رسمت ناسا يرقصون على النيل، قال للطلبة اسمعوا، هذا الطالب عبدالعزيز سيصبح فنانا ذي شأن كبير، انت حاليا طالب وبعد التخرج ستكون فنانا كبيرا. حاليا اتذكر هذا الكلام والطلبة واحد منهم ذكرني بما قال الاستاذ اعتقد ان بعض الناس عندهم احساس بما سيحصل فيما بعد وبعد ذلك كانوا يطلقون علي فنان المدرسة. كننت اول طالب يحصل على درجة في التربية الفنية 20/20. في ثانوية الرابية حضر عندي الاستاذ احمد وشاف الرسم وقال ما شاء الله طالب وترسم بهذه الصورة والقوة! بعدما اعطاني المدرس الدرجة النهائية طلبه الناظر للتحقيق لانه اعطى طالبا درجة كاملة وحضر الناظر الى المرسم وشاهد رسوماتي واقتنع بانني رسام وفنان.
الطريقة التي ارسم بها التأثيرية وهي الطريقة التي لا ازال اعتمد عليها برسوماتي وهي بصرية وتعتمد على الخبرات والعمل وخبرات كل مراحل العمر.
الاذن هي الطريقة التي يعتمد عليها الفنان عندما يسمع عن الفن مع العين التي تبصر الفن واللوحات، لاحظ ان الموسيقى بالسمع والله سبحانه وتعالى قال (ان انكر الأصوات لصوت الحمير) بمعنى ان هناك اصواتا جميلة جدا، صوت عبدالباسط عبدالصمد جميل وصوت ام كلثوم في الغناء ايضا جميل.
جهود تشكيلية ورياضية
يحكي ارتي جانبا من نشاطاته الفنية والرياضية بقوله بالنسبة للفن التشكيلي شاركت بمعارض شخصية ولا يوجد تصنيف للفنانين، بعد تحرير الكويت اقمت اول معرض شخصي بالصالحية وافتتحه عبدالحسين عبدالرضا والمعرض الثاني أقمته عام 1996 وحضره جمهور غفير في صالة العدواني وبعد ذلك ايضا عملت معرضا عام 2000 بالاتفاق مع المجلس الوطني في صالة احمد العدواني، وفي عام 2006 أقمت معرضا في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية ومعرضا شخصيا عام 2009. اما بالنسبة للجوائز التي حصلت عليها على مستوى دول الخليج العربي اولا ميدالية ذهبية على جميع الفنانين بدول الخليج. ثانيا عام 1994 معرض مونت كارلو فنان واحد من كل دولة الى الان منذ عام 1994 لم يتم اختيار اي فنان من الكويت.
شاركت بمعرض بينالي في الشارقة وحصلت على درع ذهبية على مستوى الوطن العربي كفنان كويتي. نحن ثلاثة فنانين حصلنا على جوائز خارجية، وفي مهرجان «أبها» حضر سمو الأمير فيصل وشاهد المعرض ورأى لوحاتي وقال هذا فنان حقيقي. وفي وقتها لم اصل الى ابها. وبعدها قابلني واطلق اسم «أبها» على احدى لوحاتي وقدمتها هدية له وقال اتابع نشاطاتك وقال لمدير مكتبه اي وقت عبدالعزيز يحضر اعطوه تذكرة مجانا هدية من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل وهو شاعر ورسام. ارسم على جميع المواد والخامات، في حياتي جربت الخامات والعمل فيه اجتهادات وهناك الاشغال اليدوية مثل الزجاج،أذكر أن الفنان خليفة القطان قدم فكرة السيركلزم ونجح فيها. قلت لصحافي مصري ان الفن يدل على مستوى الشعوب، الاعلام غير مسلط بصورة قوية على الفنانين، وبعد ذلك توالت الجوائز والهدايا. بالنسبة الى الدورات لم التحق بدورات ولكن تأثرات بالفنان عبدالقادر السعدي وكان معي بالاندية الصيفية واشتركت معه وكان ترتيبي الثاني والسعدي ترتيبه الاول، واما السنة الثانية في الاندية الصيفية فحصلت على المرتبة الأولى وكان عمري ستة عشر سنة، وكنت اعطي دورات لبعض الفنانين وعندي معهد ادرس فيه الفنون التشكيلية واعتب على عدم افتتاح المرسم الحر مرة ثانية، حاليا فيه دورات والفنانين يرسمون وهو تحت مسؤولية المجلس الوطني، افتتحوا متحفا للفنون التشكيلية ليضم اعمال الفنانين التشكيليين القدماء منهم او الجدد والاهتمام بالصالات والمتاحف والاهتمام بالفنانين التشكيليين.
المرسم الحر
للفنان عبدالعزيز آرتي رأى فني يتعلق بموضوع المرسم الحر وضرورة الاهتمام به حيث يقول: على الدولة الاهتمام بالفن التشكيلي وتحويل المرسم الحر الى متحف للفن التشكيلي يضم اعمال جميع الفنانين القدماء والحاليين لكي يحفظ اعمالهم من الضياع وللاجيال القادمة يشاهدون ويطلعون على اعمال من سبقهم من الفنانين مثل المتاحف الاخرى الموجودة في الوطن العربي والدول الاجنبية المتاحف تحكي ماضي البلد للاجيال التي تولد فيما بعد.
اخر شيء اقول: الذي ماله شغل بالفن يبتعد عن الفن، الكبير لا يمكن ان يتعلم فتعلم الكبير كالنقش على الماء.
النحاتون اتمنى ان يزيد عددهم وعلى الجدد ان يمارسون عملهم وان يهتموا بالنحت.









05-04-2015, 08:23 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
وصلها من طولكرم قبل 50 سنة
عمر الخليل: «هدايا بلقيس» حملناها إلى الكويت

• عمر بين «هدايا بلقيس»
• عمر بين «هدايا بلقيس»
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات من «قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات من الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الي الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة، فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم

في مستهل لقائنا مع عمر احمد يوسف الخليل، قال: دخلنا الكويت عام 1958 ومعنا التوابل والبهارات، حملنا من مدينة طولكرم نباتات طيبة الرائحة، فكانوا يقولون عن البهار «عين البقر أو بهار». ومعنا ما يطيب به الاكل، حتى كبار السن من الكويتيين كانوا يسمون والدي «التبال» ، حملنا معنا الفلفل من اشهر التوابل.
واضاف: انا الان مع التوابل والقهوة التي كانت تسمى بشجرة البن العربي، شراب يدخل البدن، يروي ويوقظ وينعش، بلغ مبلغ الصدارة عند اهل الكويت، من بين الاشربة، شرابان: الشاي والقهوة، خمسون عاماً مع حب الهال والبن والقرفة والزنجبيل وجوزة الطيب.
وتذكر عمر الخليل الطائرة العربية التي اقلتهم من مطار القدس الى مطار النزهة الدولي، متذكراً الحقيبة التي كانت بيد والده، وفيها الصفقات والاسعار الخاصة بالبندق واللوز والفستق، وجوزة البرازيل «النقل» والسبال «الفول السوداني» وزيته.
وتذكر ما في الحقيبة من طلبات للعدس الذي كان معروفاً في الكويت، ومن اقدم البقول واكثرها غذاء، وفي علم الضوء صنعوا من الزجاج قرصاً فأسموه عدسة، وما سمي بهذا الاسم الا لشبهه ببذرة العدس.
قال الخليل: من بلدة فلسطينية مرتبطة بالخط الحديدي القدس – حيفا فتحها الى الانكليز عام 1918 جئنا، ونملك تخصصاً في طحن القهوة ايضاً، لدينا مكائن وآلات ضخمة تصنع البهارات وتجهزها للطعام، واول محل لنا كان في شارع دسمان بجانب مدرسة الصباح ومدرسة خديجة في الميدان، ومن جيراننا المطرب محمود الكويتي، كان له محل لبيع الادوات الموسيقية، يغلقه في النهار لذهابه الى الاذاعة، وفي المساء يفتحه، ولم يكن في الكويت الا مطحنة غزة فلسطين في منطقة المباركية، ونحن «سمراء عدن» ولا توجد مطاحن متكاملة وجاهزة لكل التوابل والحبوب الا هاتين ولا انسى المرحوم عبدالرسول ابل، وكان محله في اول سوق الغربللي، كنا نشتري منه كل انواع التوابل.

السكن في «شرك»!
وقال الخليل: عند وصولنا قال احد المستقبلين للوالد: سكنكم بين البحر واكبر ساحة في الكويت، وهي الوحيدة «الصفاة»، وعندكم المدارس ومنها: المدرسة الشرقية للبنين، ومدرسة الصباح التي انشئت سنة 1948، وفي الشرق دار للسينما عند وصولنا عام 1958 بدأ العمال بهدمها، وكنت اسمع كلمة «شرك» اي «شرق» من الكويتيين.
وقال: انتقلنا بعد الشرق الى حي في شرق العاصمة، وعرفت من الطلبة في المدرسة انها كانت ارضاً صلبة فيها حجارة، وان اول من سكنها صبر على ارضها الصلبة خصوصا اثناء حفر الآبار او برك الماء، واما في اللغة فكلمة الصوابر «جمع: صبر» وهي الحجارة المتجمعة الغليظة، وقيل عن الصوابر ايضاً انها شجرة شديدة الحموضة. اضاف عمر: كنت اقطع مسافة من منزلنا في الصوابر الى المدرسة المباركية بين القبور.
واما عن الدراسة فقال: ثم درست في المعهد الديني بالقرب من حي البلوش خلف مقبرة «مدوة» ثم تحول الى مدرسة كاظمة، ودرست في «الارشاد الاسلامي» ذات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ثم اكملت الدراسة في الهند.

العاب المقبرة
قال: كنا نلعب في فريج الحساوية وكان يعرف ايضاً بفريج الصوابر، كل العابنا كانت في المقبرة منها: لعبة عماكور التي تعصب عين واحد من اخواننا، واذا اراد ان يصطادنا يضرب بشواهد القبور، ونصيح عليه «عماكور طاح بالتنور»، وصلاة البقر، ولعبة صبت، والبلبول والدقة، وخروف مسلسل، وما احلى الحبال عندنا في فصل الربيع وفي المقبرة الهادئة من الناس، كنا نضع الفخ، والصلاية، وبأيدينا النباطة، ومن طيور المقبرة: الحمامي – الاشول – السمنة – السلاحي – الزعرة – الشولة – الذبابي.
وتحدث عن الخرافات التي كانت تقال لهم ان في المقبرة اشباحاً خصوصا في الليل، قال: كنا نخرج منها مع اذان المغرب، واحياناً نشاهد بعض الناس يدخلون المقبرة من الفتحات في السور للعبور الى الجهة الثانية، نعتقد انه شيطان او شبح. اقاويل نسمعها لا صلة لها بالحقيقة: لا تصفر في المقبرة خوفاً من الحيات فتخرج، ولا تشعل ناراً فيها خوفاً من الاشباح، واذا اردت ان تكون ساحراً خذ رأس خروف وادفنه في المقبرة، ومن الاقاويل تجد في الليل ساحرا يطير في المقبرة عليك الخروج منها مع غروب الشمس، وانا لم اشاهد شيئا من هذه الخرافات طوال طفولتنا وشبابنا مع اخواني اثناء اللعب في المقبرة.

«حمصي» ببنطلون
وتذكر الخليل بعض الكلمات التي كانت تطلق عليهم من بعض الاولاد اثناء لعبهم او في المدرسة، فقال: كلما شاهدوا استاذا او رجلاً بالبنطلون والقميص قالوا له «حمصي» واذا التقوا رجلا لونه احمر ايضا يقولون عنه « اكال صمون ممون» و «حمصي»، واحيانا كنا نرد عليهم او ان معلمنا يشرح لهم، ان الحمص المطبوخ ينفع للصداع، ويصفي الصوت، ويزيل السعال، ويحل عسر البول، وان الحمص الاسود يفتت الحصى. واما اذا التقوا الاولاد فيقولون بصوت منخفض: هذا مصري «اكال الفول» وايضا كان المدرس يشرح لهم ان الفول يقوي المفاصل ويعالج الرئة والصدر، وماؤه يلين الصوت، وكنت اسمع المدرس يقول: هذا له اسماء منها: الباقلاء ــ الباقلي ــ الجرجير ــ الجمي، واما الحبة الصغيرة من الفول تسمى «الفول المصري» و«فول الخيل»، وقال: الخيل: اتذكر مدرس اللغة العربية كتب على السبورة:
«فصوص زمرد في غلف در
بأقاع حكت تقليم ظفر
وقد خاط الربيع لها ثيابا
لها وجهان من خضر وصفر»
واحيانا يردد ويكتب ويقول: يا اولادي وطلابي:
كأن ورد الباقلاء اذا بدا
لناظريه اعين فيها حور
كمثل ألحاظ اليعافير اذا
روعها عن قانص فرط الحذر
كأنه مداهن من فضة
اوساطها بها من المسك اثر
وقال البقال عمر الخليل: والان وبعد هذه السنوات يأتي هؤلاء الاعزاء ويأخذون من محلنا الحمص والفول، نعم لا نرد عليهم لان كلماتهم (غشمار) مزاح وغشمرة، ايام لا تعوض اخوة بالله ولهم الفضل علينا بعد فضل الله على الجميع.
ذكريات لا تمحى وستبقى معي الى الكفن وفي القبر. ابوابنا كانت مفتوحة والجيران لا انساهم: بيت امان والصايغ الشواف والعسكر والصفار والنقي، وابو شاكر دشتي، واكبر مشاجرة بيننا لا تدوم اثارها سوى ساعات فقط، ومن معالم فريج الحمصي كما قالو لنا بائع الفحم، وخبازنا ابو محمد، ومطعم باجة، وصائغ يعمل بالذهب، وقصاب.

التوابل الكويتية
وقال: نحن عائلة الخليل من طولكرم نعرف في البهارات (التوابل) معرفة جيدة من اصلها في التاريخ القديم إلى ان دخلنا الكويت، وكان أهلها من مستخدمي التوابل، وكانت تقدم هدايا عند عودتهم من الهند وكراتشي عبر البحار والمحيطات اشهرا طويلة، ان كانت للتوابل اهمية، فكيس من الفلفل او القرفة او القرنفل يساوي ذهبا، وهدايا للملوك والسلاطين، فكانت ابل ملكة سبأ بلقيس تحمل بالهدايا من التوابل الى الملك سيدنا سليمان. وتحدث عن ان التوابل الهندية، التي كانت تصدّر الى الكويت غالية الثمن، ومازالت الكويتية مع البهارات وتحسن طعم مأكلها، وتجعل مائدتها اكثر اقبالا عليها، وكانت تعرف نوع التوابل الذي يؤخذ من اجزاء النبات كبراعمه وجذوره وسوقه ولحائه، وكانت تضيف التوابل الى الطعام لتثير الشهية ومنها: هيل، زعفران، حبة حلوة، يدنزبيل، كركم، فلفل اسو، عرج الهيل، مسمار، دارسين، سنوت، ومن النوى: طعام بمبر، وصبار، لوز البحرين، وطعام الخوخ، وطعام مشمش المعروف بـ «عنكيش».
وقال: نحن مازلنا مع بعض المكسرات القديمة منذ 52 سنة مثل: حب كرع، نكل، عنجكك، نبك، سبال، حب ركي، حب شمسي، باجلة محموس، حب بطيخ، بيذان.
ويضيف : كل هذه التوابل نستوردها الان من الهند اولا المصدر الرئيسي للعالم، ومن مصر وسورية، والامارات العربية المتحدة التي استولت على هذه الانواع وبدأت توزع على اغلب الدول بعد ان كانت الكويت هي التي تصدر للامارات وللعراق، وعرفنا ان بهار كلمة سنسكريتية تعني: بلاد الهند bharat ، وكان البهار خصوصا الينسون يوضع في كيس ويعلق في خزانة الثياب لتعطير الهواء وقصب الذريرة يرش على ارضية الغرف، وهذا الفلفل جاء في المرتبة الثالثة بعد الذهب والفضة، والمر في صنع البخور، والكركم يستخدم في صنع الآيس كريم والشوكولاته والحلوى، والفلفل الحلو بذوره تستعمل في تقطير الصابون، والتوابل هي التي صنعت التاريخ في اوروبا مع الشتاء وهي التي اكتشفت بسببها دورانا حول الارض.
وبسبب التوابل عرفت اميركا عن طريق كولومبس، وهذه التوابل التي سرقت وهربت الى كثير من بقاع الارض لاستزراعها هناك.

اللهجة تتراجع
ويقول رغم النمو والتطور في مختلف اوجه الحياة في المجتمع الكويتي الجديد، ورغم هذا الانغماس التطوري الجديد لكن الكويتيين مازالوا مع البر والخيام والسدر، وبعض البيوت الحديثة ادخلت الجنادل وعلى مائدة الكويتي الرهش والحلوى والاقط والجرثي والخريط، ومازال بعضهم مع القديم رغم البترول والهجرة وفتح ابواب الكويت للهجرات بانواعها فان اللهجة سلكت وتطورت بسبب ادخال بعض الالفاظ مثل: غسالة – خلاطة – عصارة وكاسيت وكلمة لاين مان – جدر كاتم – وماسكرا كلمة تعني «كحل».
وقال الخليل: من خلال 52 سنة في الكويت شعرت ان اللهجة القديمة التي كنت اسمعها قد خلت استعمالها وبحكم عملي الآن لم اسمع كلمة سراي وتربك، وكميخ تعني البلادة وكذلك إمدمغ، وربربي وبالع راديو وعوا الصيخ، وحتى الهوشات والمشاجرات والنزاعات ضاعت كلماتها اين إبطحه ورضه ويره وجفته وتله.
وامرده وافدسه، وشمخه ومجع شعره قال: نحن باعة التوابل كنا نسمع من الاولين كلمة نكدي وجكي وفكدي وسلف وخرص، وحتى الوزن كان له كلمات تخرج من القلب واللسان تعبر عما في الاحساس والمستوى المعيشي للفرد، خاصة عندما يطلب القليل او الكثير كنا نسمع: يا حجي عطني «جيله» اي بقدر استكانه، وآخر يطلب «مغرفة» و«خاشوكه» و«غمطه» و«عذله» و«كوده»، واما المقتدر وميسور الحال فكان يطلب صرخي (اي: كيس سكر)، وغرابية لماء الورد واللقاح، وسحارة شاي، يونية للعيش و،باردان وعاء للبضاعة غير الموزونة، واذا فسدت الحبوب عندنا كانت تقول الكويتية لا تعطينا الحبوب المنتخره، ولا الزيت الحزر، واي حب يفسد يقال عنه صالم او فاسد وحزر وحشف، مسميات تلاشت وبعضها سيتلاشى مع الزمن لا سمح الله.
وقال: تعلمت وتأثرت بهذه اللهجة من الامهات الكويتيات عن كيفية اعداد الطعام، وعندما تطلب البهار الخاص للبرياني او بهاراً للسمك المقلي او للمرق والمموش والمعدس، حتى ان زوجتي اصبحت فنانة بالطبخات الكويتية.

دخلت البحر بالتناك
لبست ازاراً (وزار) ذلك الثوب الذي كان يحيط ويستر اسفل البدن، وانا ادخل البحر للاستحمام او اجلس مع اخواني على (اليال) ساحل البحر لصيد الاسماك، كنت اضع الطاسة (اناء) وبداخلها طحين واغطيها بقطعة من القماش في وسطها ثقب لجلب السمك لتدخل داخل الطاسة.
قال الخليل: دخلنا البحر بالتناك وهو زورق صغير صنعناه من علب التنك كان يحمل شخصاً واحداً يسير باتجاه الريح مع الشراع الصغير نسير مسافة قصيرة فار (القاف) السور، واكثر المرات كان ينقلب، قضينا ساعات طويلة بالقرب من نقعة شملان بن علي آل سيف، تركنا التناك اثناء غرقه وصلنا الساحل، طلب منا صاحبه 10 دنانير واتذكر اسمه (غانم) منزله كان عند موقع القرية التراثية.
واخيراص تذكر عمر قصة عدنان الشواف عندما فقدوه في المقبرةاثناء اللعب، كانوا ينادونه بأعلى اصواتهم فيرد عليهم صدى اصواتهم. اعتقدوا انه الجن والشياطين فهربوا خوفاً وعندما وصلوا البرامة وجدوه امامهم يأكل الدندرمه (البوظه).

القبس








, 01:42 PM
ليوان المعارف
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
بدري متري:جئنا الكويت عام 56 كان الدينار مبروكاً.. واليوم تغيّر كل شيء

• بدري عيد يوسف متري
• بدري عيد يوسف متري
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء، لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم

في مستهل لقائنا مع بدري عيد يوسف متري قال: دخلنا الكويت عام 1956، فنحن اللبنانيين تعودنا على الاغتراب وطموح الهجرة، ومنا 15% فقط في لبنان، والمغتربون 13 مليونا، وشعارنا «الهجرة بدنا» و«بدنا الهجرة».
وذكر المناطق التي سكنها ومعانيها قال: ام صده كانت سكنية داخل سور الكويت في منطقة المرقاب، ويقال سميت بذلك لانها صادة اي قاصية عن المناطق السكنية، ويقال كانت تسكنها امرأة مفجوعة بولدها في الحرب، ويقال ايضا ان اناسا قد استولوا على حلالها من الماشية واصيبت بصدمة على قواها العقلية فأقامت عشة وبدأت ترمي المارة بالحجارة، وقيل عنها «صديا ترمي بالحجارة» وكما سمعت ان اسمها صديا، وكانت تكرر «القوم وحلالي» وهذه المعلومات موجودة في الكتب الكويتية.
وقال: سكنا بعد ذلك فريج العاقول وتعني الكلمة شجيرة العاقول التي كانت بكثرة فيه وترى الابل من العاقول ومن اجود ما ترعاه، وقديما كانت تجفف وتتخذ وقودا، واوراقها علاج للاسهال، والآن انا بالقرب من دوار العاكول في منطقة الشرق، بالقرب من مقر عملي في شركة يوسف احمد الغانم معرض كاديلاك.
واضاف: فريج المرقاب من اكبر احياء الكويت فرجانا وسكانا، وكما سمعت من اخي الكبير ان عدد سكان المرقاب حسب احصاء 69ــ1970 اكثر من 18000 نسمة، شاهدت بناء ثانوية للبنات في 1959، واغلاق ناد رياضي عام 1959، كنت شابا لا يتجاوز عمري 17 سنة وانا الآن على ابواب السبعين.
وأشار عيد يوسف الى شجرة قديمة بالقرب من برج الداو فقال: انا زرعتها والعمارة الصغيرة سكنتها، واخيرا انتقلنا الى منطقة الدمنة والآن اصبحت من السالمية، وكما سمعت ان الكلمة تعني «الموضع» او آثار الناس والسكن، ويقال ان اناسا ادمنوا على سكن هذه المنطقة، ولزموها وواظبوا على البقاء فيها فسميت «الدمنة».

بداية الأعمال صيدلي
وتحدث ابو يوسف عن امكنة عمله فقال انه بدأ في صيدلية لأخيه الاكبر، ثم عمل في صيدلية محمد ناصر الهاجري في شارع الدهلة خلف جوهرة الخليج، وبالقرب من صيدلية «الزلزلة» وصيدلية عبدالرزاق الدويش، وعمل عيد في صيدلية الشرف بالمرقاب وصيدلية الوطن في شارع الجهراء. تعلم ابو يوسف واكتسب خبرة في العمل الصيدلي، واخيرا حصل على ترخيص من الدكتور سليمان الذربان الذي كان مفتشا للصيدليات بعد اختباره نجح في هذا المجال ولا يصرف الدواء الا بوصفة طبية، واكثرها من الدكتور ناجي العبدالرزاق في عمارة الجوهرة في الدهلة، وله اخ دكتور في سوق «واجف» واخ ثالث كان مخرجا سينمائيا.
وقال: «انتقلت الى الرياح التي لا تشتهيها السفن بسبب الطمع والتوسع غير المدروس، كان اخي يعمل كما قال المثل: «رجل بالشام ورجل بعمان» توسعنا ووصلنا الى مسقط خسرنا 70 الف دينار في تلك الفترة، ادويتنا بقيت في ميناء مسقط حتى انتهت صلاحيتها خسارة وخسارة، وانا الآن اعمل مع شركة يوسف احمد الغانم واولاده منذ 36 سنة في الموقع الحالي نفسه اي بداية معرض الغانم للكاديلاك، وسأبقى مع الغانم لآخر العمر، من معرض الغانم الى مقبرة الصليبخات.

الأسواق القديمة
وتحدث عن الاسواق المميزة الرائجة وحركة اقتصادية عبر السنين التي كنت اشاهدها او قبل 1956، اسواق تطورت وانتقلت اماكنها عبر مراحل التقدم، وبعضها استمر في موقعه القديم، ومن الاسواق التي عرفتها اذكر: سوق الجت متفرعاً من سوق الشعير، وكان يباع فيه البرسيم والچولان، وكنت اشاهد بعض كبار السن يخرجون و«مدوار» الجت على رؤوسهم، وهو عبارة عن هزمة كبيرة، وهذا سوق الصناديق جنوب الغربللي تباع فيه الصناديق الحديدية والشينكو، وسوق بالقرب من المعهد الديني اول معهد بدولة الكويت، وكان يباع فيه الفرش والدواشق والمطارح والمخدات والمساند، وكذلك بطانيات وتكيات، ولحف وكوشيات، وسيادة ويودري، وذكر سوق الدهن الذي ما زال متبقياً بعض الاثر منه في مدخل المباركية مقابل ساحة الصرافين، وكنا من عشاق الدهن العداني الذي يلازم مائدتنا مع زيت الزيتون، وسوق التمر الذي كنا نسميه سوق البرحي والاخلاص والسعمران الذي يأتي من العراق وايران كان في فلة مصنوعة من سعف النخيل، واللبنانيون من محبي البريم والخلاص والحلاوي، كنا نتناوله يومياً مع وجبات الطعام، ندخل الاسواق بخمسة دنيانير نعبئ (دبة) السيارة (الصندوق الخلفي) بالخير الكثير، كان الدينار مبروك، والآن كل شيء تغير.

عصر الرياضة انتهى
وقال متري: دوري المدارس كان قمة الحماس والتنافس، المدارس تخرج اللاعبين وتغذي الاندية، ولا ننسى مستوى مدرسة الصديق والمتنبي وحولي وصلاح الدين، اللاعبون الذي خرجتهم تلك المدارس مثل: عبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب، ابراهيم الخشرم، رضا حيدر، سالم فرج، جاسم المحري، ومحمد المسعود، وبطولات نظمتها شركة نفط الكويت، وبطولة الجيش الكويتي في فترة وزارة المغفور له الشيخ محمد الاحمد الجابر الصباح كان وزيراً للدفاع، وللاسف الآن لا اشاهد الرياضة والحماس الجماهيري الذي كان، وحتى مستوى اللاعبين، الرياضة كانت متعة، راح العصر الذهبي، وراحت الاسماء اللامعة مثل: جاسم يعقوب ــ مرزوق سعيد ــ فتحي كميل ــ عبدالعزيز العنجري، هؤلاء كانوا يثلجون قلوبنا، ودعوانا ان شاء الله نرجع ونصير مثل اول.

الفراغ بين الرأس والمسيلة
قال متري: كنا نعرف كيف نروض انفسنا اي التهذيب بالتربية والجدية، كان اللعب وقتل ساعات الفراغ ما بين الرأس والمسيلة منطقة (البدع)، وهي منتجع لطيف، نقضي فيه اوقاتنا على تلك الرمال، والهواء ليلاً، لا تلوث ولا ازعاج، ونقضي تلك الليالي بالقرب من منارة لهداية السفن، والان تحيط بـ«رأس الارض» عمارات سكنية، اما الفنطاس فكانت قرية السدر والاثل، وقرية ساحلية، كنا نقضي ساعات بين مزروعاتها وآبارها وتحت اشجارها، ومنيفة بالقرب من الفنطاس الغنية بالآبار، والمهبولة الخضراء.
اضاف: كنا نعرف ان الوقت هو الحياة، وعرفنا قدر وقتنا فلا يضيع منه لحظة، وللعلم «الزمن لا يقف محايدا، فهو اما صديق ودود او عدو لدود، هكذا الحياة الطيبة، والان الذين يستغلون اوقاتهم قلة، ولا يحسن استغلال الوقت، ففي الجهراء لا يضيع الوقت كان هواؤها جافا ومناخها صحيا، ولا انسى آبارها وبساتينها التي كانت تصدر للكويت التمر والخضروات وعلف الحيوان، لم تجد اي كويتي خاصة الوجهاء يتخذون من الجهراء منتجعا في فصل الصيف، نقضي ساعات بالقرب من القصر الاحمر وبداخله، نعم احمر لان جدرانه تبدو حمراء اللون وهذا ما قاله الفرزدق:
«نحن بزوراء المدينة ناقتي
حنين عجول تبتغي البو رائم
وياليت زوراء المدينة اصبحت
بأعفار فلج او بسيف الكواظم»
ولا ننسى الاحمدي ابدا بأشجارها الجميلة التي لطفت شوارعها، ودوار المحافظة الذي كان الشباب يلتفون حوله، وحتى الفرصة نقضي ساعات الفراغ بين السفن الشراعية وسواحلها القبلية.

ذكركما يبقى
وتحدث عن فقدان الاحبة الذين عاش معهم وذكر من الشعر:
«بدت لي الديار على حاله
من الحزن بعدك يرثى لها
فسالت دموعي رقداقة
شجي اذ تذكرت نزالها»
وذكر عيد بعض الابيات عند ذكر الاخوة على ارض الكويت:
«صبرا على الدهر ان الدهر خوان
محض الوثوق به ذل وخذلان»
وقال: لقد بكيت في حياتي مرتين البكاء الاول على الشيخ عبدالله الثالث ابن سالم المبارك الصباح، الذي حقق الاستقلال عام 1961 وتوفي 24 نوفمبر 1965 الشيخ عبدالله السالم (رجل عاش ولم يمت)، وبكيت للمرة الثانية على «يوسف العليان» هذان خيالهما في بالي وشخصاهما أراهما أمام ناظري، وكل ما اقول عنهما:
«احط على قبركم زهرة
يفوح شذى نداها العاطر».
ويوسف العليان احتضنني كما يحتضن الاب ابنه.

عكس الاتجاه
الغزو الصدامي حدث مؤسف، امور سارت مع شديد الاسف عكس الاتجاه، وعكس تطلعات شعوب الامة العربية والاسلامية، فجر الخميس 11 من محرم 1411 هـ المقابل 2 من اغسطس 1990، ابشع عدوان عرفته الامة العربية، جيش دخل ليحتل واحتل وسرق وهتك ونهب، جراد اراد ان يقضي على الاخضر واليابس. هذا ما قيل عنه من الأحاديث والروايات، «إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» هذا هو المقبور صدام، فترة كانت صعبة كل من كان داخل الكويت وخارجها تجند لتحرير الأرض الطيبة من الدنس الفاسد. قال بدري عيد يوسف: لم أغادرها أبداً بدأت بتوزيع الماء والخبز على الأهالي، ولكن الخير كان يأتي من أهل الخير خارج البلاد، ولا أنسى العقيديوسف مندني الذي كان مسؤولا عن الرميثية بالطرق السرية، قدم خدمات لنا ولأهاليالمنطقة من الوقود والخبز وزيوت السيارات.

أرقام.. أقوال
وذكر بعض الأسعار وقارنها بالوقت الحاضر:
سمك الزبيدي كيلو غرام 250 فلسا – 5 دنانير
شعم بلدي 200 فلس – 2,00 دينار
ايجار الشقة 27 دينارا – 350 دينارا
أملأ صندوق السيارة بـ 3 دنانير – 20 دينارا
سيارة شيفر أمبالا 3000 – 8000 دينار
كاديلاك 6500 دينار – 14000 دينار
وقال: أين سيارات فوكسهول – بونتياك – اوبل – أولدزموبيل، وكان المثل يقول: إذا تريد السفر عليك بالشيفر، قطع غيارها عند كل بقالة.
وقال: هناك أقوال وأمثال كانت دارجة بين الناس كلما دخل علينا مشتر لشراء اي سيارة تجد لسانه معطرا بهذه الكلمات تجده صاحب عقل وتجربة، وانا عندما كنت اسمع هذه الحروف اشعر في النفس بالقبول والاستحسان، وخصوصا الامثال التي تجدها تعكس عقلية هؤلاء وتاريخهم العريق اريد ان اذكر بعض هذه المقولات: «بين حانا ومانا ضيعنا الحانا» يضرب المثل لمن عرض عليه الشيء فيفرط به.
وعندما يرجع أحدهم بعد ايام ليشتري السيارة التي كانت على باله يجد انها بيعت فيقول بصوت عالٍ «بالصيف ضيعت اللبن»، عمي يقود امفتح» ومثل آخر «مكسوره وتبرد» «اللي ما يعدك فايدة لا تعده رأس مال».
«انت شق وانا أخيط»، «راح يحطب وصار حطب» وهناك من يمانع في حاجة فيؤمر بالموافقة وهذا له مثل خاص يدل على عقل هذا المجتمع واصراره على الحق «العود اللي ما يلين ينكسر»، واما العاجز أيضا فله مثل «من يستحي من بنت عمه لم يلد له ولد»، «الحماد نفسه ذمام نفسه»، «حجي الليل يمحوه النهار» «حرامي البيت ما ينكض» و«عسى يمناي ما تحتاج عسماي»، «لو صار بالدين أكل بديك الثنتين» و«لو ما الامل خاب العمل»، «غير عدس بالمعدس» و «أبوطبع مايوز من طبعه» «اللي ما عنده عتيج ما عنده يديد» و«الميت ما يفيده الطعن» وأخيرا قال: هذه الأمثال والأقوال جذبتني الى حب التراث. الغني بمضمونه الفكري وجماله التصويري.

القبس









15-11-2010, 09:35 PM
ليوان المعارف
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

السيب

Active Member
طاقم الإدارة
خنطل على الكويت التي كانت من الدريشة :
.....................................................
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,...................................
 

justice

Active Member
متفرقات

سوق الدهلة سنة 1969


سعيد صالح التميمي: خمسون عاما وأنا في مهنة بيع البشوت
«كنا نسكن في المرقاب بالقرب من مسجد الحمد»
26


أبناء احمد المطرقة ونظرة لعدسة «الراي»






مع الزميل سعود الديحاني

سعيد صالح التميمي: خمسون عاما وأنا في مهنة بيع البشوت
«كنا نسكن في المرقاب بالقرب من مسجد الحمد»
[URL='https://www.alraimedia.com/Newspaper/FlipBook/2010/2/12/11183/P026.pdf'] 26
DownloadPDF-r.jpg


| إعداد : سعود الديحاني | أسواق الكويت القديمة كانت مفتاح خير للناس بها يبتاعون ومنها يشترون وفيها يعملون ضيفنا اليوم أحد اولئك الذين عملوا بها منذ نعومة أظفارهم يحدثنا عن عمله الذي بدأ في سوق البشوت ثم انتقل إلى انواع اخرى كما يذكر مسقط رأسه في اليمن وكذلك التجار الذين عمل عندهم ومعهم في الكويت أحاديث متنوعة نقضيها مع حديث الذكريات فلنترك له ذلك:



انا من دوعن في جنوب اليمن وهي وديان وهم بدو مستقرون ويرحلون ويستقرون ومنطقتنا اهل حلال وزراع على الامطار وهناك عيون متوافرة فيها الماء منطقة دوعن والزرع اكثره هو الحنطة والوديان تسيل اذا كانت الامطار متوافرة وانا ختمت القرآن عند شيخ قحطاني في بلدنا وكان هذا الشيخ يأخذ اجرا، بسيطا لكن الذي مازلت اذكر ضرب معلم القرآن لنا فنحن كنا نأتيه في فترة الصباح، وانا لي اشقاء اربعة، وقد سبقني بعض الجماعة للكويت وكذلك والدي وابناء عمي، وقد كثر طرق اسم الكويت عندنا وحصل التشجيع من الجماعة في الذهاب للكويت، وحين مغادرة بلدي متوجه للكويت كانت انطلاقتي في هذه الرحلة من منطقة سيحوت على الساحل ومنها ركبنا «اللنج على شراع» وذهبنا إلى خورفكان وفيها مكثنا اربعة ايام وهي ميناء جيد وكان فيها بساتين وقد استخرجت جوازا من ابن عفرين وهو متواجد في خورفكان وقد عرفت نفسي عليه واستخرجت جواز سفر وكان معي كثير من أهل اليمن والجواز الذي استخرجته يكتب فيه مكان التوجه، وخورفكان فيها معرف اخذنا في احد البساتين ثم توجهنا للكويت وصاحب السفينة يعرف طريقه ووقت مشيه في البحر، وميناء اليمن الذي انطلقنا كان اسمه «ابا لقيطة» ونحن اتينا اليه من وارى العين ثم سيحوت وبعد خورفكان وصلنا للكويت وكان وصولي اليها وقت العصر في ميناء «الفرضة» القديم وقد كان وزير الداخلية الشيخ سعد رحمه الله سمح لنا بالدخول وكان امير الكويت عبدالله السالم رحمه الله.

الحمد

كان لي جماعة ساكنين بالقرب من مسجد الحمد بالمرقاب سكنت عندهم وكانوا عزابية وانا كان معي مكاتيب لجماعته وجلست عندهم حتى التحقت بالعمل والمدة كانت 21 يوما بعدها عملت عند حجي حسن البغلي وقد ذهب بي اليه احد جماعة لكي اعمل عنده وانا تعلمت واخذت الخبرة من العمل عند حجي حسن البغلي وهي خبرة عمل البشوت وانا عملت عندهم سنين طويلة وكان راتبي بالروبية حتى السكن سكنت عند البغلي والبداية كنت بياع بشوت وهناك ديوانية التي هي المخياطة يحاك بها البشوت اي خياطة البشوت بها اما انا فعملي البيع في المحل وكنت امر في المساء إلى محل الخياطة لكن زيارة وليس عملا لأنني فقط ابيع بشوتا في محل البغلي في سوق الزل والبشوت والدوام من الساعة الثامنة إلى الثانية عشرة ثم من الساعة اربعة عصرا إلى التاسعة مساء، ومن المحلات التي كانت جوار محل البغلي عبدالعزيز الدويسان وابن فويرس وعبدالله موسى النجادة وجعفر الاربش، والمحل كان كبيرا وفي «سندرة» وفي المواسم عندما يكون وقت الشتاء يكون البيع متوافرا حيث هناك حركة على البشوت الجبرة والثقيلة وكذلك الفراوي والسديري بالاول كان الجو باردا ليس مثل هذه الايام حتى انني اذكر اننا نشعل النار لكي نتدفأ من جراء البرد.

العلاقة

كانت علاقة حجي حسن معي طيبة والى اليوم انا اعتبر ابنهم لأن حجي حسن كنت مثل ولدهم سكنت عندهم وعشت عندهم واستمررت حتى ذهابي إلى بلدي بعد مجيئي للكويت لم ارجع إلا سنة 1970 وهو وقت زواجي، بعد الزواج اشتريت بسطة بالقرب من عبدالله العمر وتوفي عمي حجي حسن فعملت في بسطة بيع البشوت واخذت اشتري من موردي البشوت الذين يأتون بالجملة كل اسبوع اشتري منهم وطبع البشوت جبرة وبين البين وصيفي، وبعد زواجي اجرت شقة بـ15 دينارا وسنة 1968 اشتريت سيارة، وانا ادركت ثورة قاسم وكنت مع المتظاهرين المؤيدين للكويت وكنا نندد بقاسم وكنا نقول يا بوسالم عطنا سلاحا، نحن نقاتل وانت ارتاح، وكذلك يوم احتلال الجزر ايضا قمنا بالمظاهرات، والمطار كان بالنزهة.

الإيجار

ايجار البسطة كان خمس عشرة روبية وانا خليتها فترة حتى يعمل بها احد لكن بعد خروجي من البغلي اشتغلت بها، وبعد مضي وقت اخذت محلا آخر جعلته بشوتا وعباءات نسائية.

السعيد

السعيد هو عمي ناصر عبدالمحسن السعيد هو عمي وتولى تربيتي بيته في الشامية وانا يوم اخذت محلي قال سجله باسمي وكان ذلك سنة 1978 وهو علوم طيبة ونعم فيه الله يغمده ويسكنه فسيح جناته واسم محلي السعيد عليه، والمعرفة ان عمي ناصر من بني تميم وانا من بني تميم فأنا يمني تميمي ولي معرفة مع عمي ناصر من ايام ما كنت اعمل في سوق الزل ولم يكن عمي ناصر يأخذ مني شيئا مقابل رخصة بل قال اذا كنت تريد شيئا انا اعطيك واذا كنت تريد ان اشاركك حاضر تريد فلوسا حاضر، وهو رجل خير بنى كثيرا من المساجد في الكويت والسعودية وهناك كتيب فيه نبذة عن حياته، وهو رحمه الله كان يعمل بالزل لم يعمل بالبشوت، الزل كان يجلبه إلى السعودية ووفاته قبل ثلاث سنوات وانا تأثرت جدا في وفاته كان يوميا يجلس عندي في المحل.

الشراء

شراء البشوت والعبي كان بالاول من سورية حلب واليوم كل شيء من اليابان الا البشوت من سورية اما الاقمشة من اليابان، وبعد مضي وقت فصلت البشوت على العبي لأن هناك مضايقات من بعض الشباب، ولي كثير من الزبائن من كبار السن لا يشترون إلا مني حتى من كان يعمل في محلي لا يشترون منه نريد بومحمد هو المخلص لنا، والحمد لله ليس هناك بيت في الكويت إلا يعرفني ويأتي بعض النساء يقلن عمي نحن كنا نأتي مع والدتنا ويوم كنا صغارا واليوم نأتي مع بناتنا، حتى يوم ذهبت للحج وجدت بعض الزبائن يسلم على نساء ورجال وقد فرحوا بي يوم رأوني، وكانوا يريدون خدمتي.

المقومات

مقومات التاجر الناجح هو الصدق، صدقه مع الناس تشاركها في اموالها، التزم بالوعد وابعد حرام واعط الناس زين واخذ حلالك وبالممارسة الانسان يعرف الزين والشين والصبر من الايمان... بالاول كان الناس امانا وثقة واليوم تغيرت الناس عندي ثلاث بنات وثلاثة اولاد والبنت في البنك الوطني مهندسة وجميع اولادي متعلمون.

الفراق

الكويت لا استطيع افارقها اذكر انني ذهبت إلى ابو ظبي لكي اطول فيها ورجعت للكويت لم امكث فيها إلا ثلاثة أيام ثم ذهبت إلى مصر كذلك لم أطول فيها ورجعت للكويت.

فلاحة

نحن منطقة الدوحة كلها تميم زراعية وفيه ناس تميم عندهم حلال يرحلون وقت الربيع ويرحلون ثم يعودون بعد موسم الربيع والبعض مقيم ونحن اقرب إلى الاراضي السعودية ونحن حنابلة ننتمي إلى قحطان بعد ذهابي إلى اليمن سنة 1971 جلست في اليمن عشرين يوما تزوجت ورجعت ولم اسافر حتى جاء الغزو وانتهى ثم سافرت لأن والدي كان قلقا علي واعمامي كذلك فسافرت اسبوعا ورجعت لكنني اخذت اذنا من الداخلية وسافرت اسبوعا ورجعت واولادي مكثوا في الكويت ثم رجعت ولم اسافر، انا احب الكويت واولادي درسوا فيها وعندي الآن اربعة محلات ولا تزال علاقتي مستمرة مع ابناء السعيد كأن والدهم حي يأتونني ويجلسون عندي في المحل... الله يجزاهم خيرا.

الصدق

الصدق هو اهم شيء والامانة كذلك والبعد عن الحرام، اهلنا من صغرنا يحثوننا على الصلاة ويضربوننا حتى نتعود على الصلاة.

العمل

انا واصلت دراستي في المسائي والبسطة جلبت لها واحدا... والعبي كانت بالاول نوعا واحدا او اثنين الكريب وعباة ام حمالين وكلها من حلب اما اليوم فهي كثيرة حراير وكربات وانواع كثيرة، وهناك حريم كبار في السن يشترين مني بالجملة، واما الافرع الاخرى غير المحلات التي في سوق الديرة فتحت في الفحيحيل لكن لم استمر بها طويلا وبالجهراء كذلك لم تستمر، اما بالنسبة للبراقع فليست متوافرة عندي في المحل انا عندي قطاوي ونقاب وهما من البضائع القديمة التي كنا نبيعها مع العبي.

الزيادة

الناس تغيرت لكن لا تزال العباءة والنقاب يزيد الطلب عليهما وزبائنهما كثيرون ويلبسون اكثر من الاول اليوم العباءة تباع والناس ترغب بها.

الوصف

كان سوقنا القديم البشوت والزل والسلاح وابن دعيج والمعجل والداخلي والابيض بالقرب من ساحة الغربللي... والمهرة كانوا كثيرين اكثر من الحضارمة في الكويت.

السكن

يوم تزوجت سكنت في فريج العوازم في السالمية ثم انتقلت بعد ثلاث سنوات ومن جيراني في السالمية الشاعر سالم بن تويم الدواي الله يرحمه وبيت الوقيان.

معروفة

بضاعتي معروفة في السوق سواء عباءة السعيد او بشت السعيد وزبائننا من كل مكان، ويحصل ان نفقد شيئا من بضاعتنا لكن نجدها فيما بعد واذكر ان احد الاشخاص سرق من بضاعتنا ثم جاء بعد فترة وهو ندمان ويطلب السماح فسامحته ولم اشتك عليه، ومرات تأتي زبونة ناقصة فلوسها تقول اخر الشهر اتي بها ثم تذهب وتغيب اشهر وقد سنين ثم ترجع وتسدد الحلال لا يذهب ويأتي صاحبه الذي هو تعبان وشقيان فيه، وانا مرات لا اسجل الاسم او عنوانا يذهب الزبون ويرجع.[/URL]
http://www.alraimedia.com/articlefiles/attachments/2010/2/12/11362220170513153934402.jpg

[URL='http://www.alraimedia.com/articlefiles/attachments/2010/2/12/11362120170513153934402.jpg']


سوق للبشوت سنة 1970






عماله في المحل




مع سليمان الدوسري






سعيد التميمي يستعيد




شارع المباركية سنة 1970






السوق الداخلي في نهاية
[/URL]
 
التعديل الأخير:

justice

Active Member
محمد علي الجلاد: أدركت الهدامة... والجراد سنة 1954
كنت ضمن العمال الذين شيدوا بناية ثنيان الغانم في شارع الجهراء سنة 1956
20
DownloadPDF-r.jpg


ADS BY BUZZEFF TV

إعداد: سعود الديحاني



• شاركت مع المتظاهرين ضد تهديدات قاسم سنة 1961

• كان شاوي الاغنام يخرج ويعود بها من دروازة الشامية

• كنا نؤجر الدراجة الهوائية الساعة «بروبية»

• كانت كلمة النداء عند حرس السوق «صاحي صاحي»

• قضيت جل عمري بقالاً في السالمية

• كانت يوميتي من البنيان 18 روبية

• كل من يدخل بيت الشيخ عبدالله المبارك لا يخرج حتى يتناول الأكل فيه

• المهارة هم مَن يقومون بتوزيع الماء في الخمسينات

نحن اليوم مع شاهد عيان للكويت الماضي، ادرك سورها ويوم استقلالها يحدثنا محمد علي الجلاد عن مجيئه سنة 1954، ثم عن الاعمال التي انخرط بها، والمعالم التي شاهدتها واندثرت، بعد ذلك ينقلنا في الحديث مهنة البيع والشراء، أحاديث شيقة ومتنوعة، بعبق الماضي، فلنترك له ذلك:

بلدي قرية على البحر المتوسط يطلق عليها ام خالد بالقرب من المدينة الاسرائيلية نتانيا وهي كقرى فلسطين يمتهن اهلها الزراعة اما اسرتي فكانت الى جانب الزراعة تملك قطعان من الماشية والمياه كانت متوافرة بها قريبة فليس ثمة عناء في حفر الآبار فلو حفر على عمق مترين لخرج الماء نبعا صافيا والمحاصيل التي كانت تزرع الحبوب والخضراوات والحمضيات وقد بدأت حياتي في الكتاتيب عند شيخ القرية تعلمنا منه القراءة والكتابة بعد ذلك انتقلت الى مدينة طولكرم ودرست بها دراسة نظامية في المدرسة التي كانت تعرف باسم المدرسة الفاضلية وأتممت الدراسة بها الى الصف السادس ثم حصلت ظروف الحرب العام 1949 فبدأت رحلتي العملية نجارا حيث تعلمت النجارة عند نايف الحاج حسن ثم فتحت وكالة الغوث والمدارس الاهلية تقوم بتعليم بعض المهن العملية فانخرطت بها في قسم النجارة مكملا لما تعلمته عند نايف الحاج حسن ومكثت في المدرسة خمسة أشهر ثم طبقت بعد ذلك ما تعلمته مع المقاولين في اعمال التسليح.

الكويت

ثم طرق على سمعي اسم الكويت من كثرة الناس الذين يذهبون اليها فعزمت ان اشد رحلي واتوجه اليها فاستخرجت جواز سفر وسافرت عن طريق البر توجهت الى الاردن ثم البصرة ومن البصرة الى الكويت فكانت الرحلة شاقة ومتعبة وتخللها العناء حيث كنا نمشي على اقدامنا مسافات طويلة ونحن في شهر يوليو ومعروف بحرارته الشديدة وقد اعترضت رحلتنا قوة الحدود الكويتية واعادتنا الى منطقة سنام ثم عدنا مرة اخرى انا والرفاق الذين معي الطريق المؤدي للكويت.

الشارع

حين عودتنا مرة اخرى للكويت بعد أن اعادتنا القوات المسلحة للعراق جئنا مع سيارات اجرة ثم نزلنا بالقرب من منطقة المطلاع وذهبنا مشيا حتى وصلنا إلى محل تواجد عمال دائرة الاشغال وهم يرصفون طريق الجهراء - الكويت وهو اول طريق يربط الكويت بالجهراء وقد اكرمونا وقدموا لنا الشراب والطعام واسترحنا عندهم ثم ركبنا احدى السيارات ونزلنا بالقرب من الامن العام حيث تواجد ابناء اخي وكان لهم محل للمواد الغذائية يعملون فيه ... توجهت حيث مقر سكنهم في منطقة المرقاب وبعد ذلك توجهت للعمل عند أحد التجار اسمه احمد ابو غزاله وكان له محل في الشبرة التي كانت مقابل البنك الوطني بالقرب من الشارع الجديد وكانت هذه البسطة يباع فيها الخضراوات ومنها الفجل والبصل والخيار وصرف لي راتب مقداره 200 روبية بالشهر لكن لم استمر معه طويلا فتوجهت لعمل خاص بي انا وابن عمي حيث قمنا بتأسيس محل تصليح الدراجات الهوائية واستأجرنا المحل من املاك الشيخ ناصر صباح الناصر وكان موقعه محل مجمع الوزارات اليوم.

الهدامة

وخلال هذه الفترة حدثت هدامة 1954 حيث تساقط المطر عدة ايام مما سبب وقوع كثير من البيوت وجرت السيول بالطرق والساحات، واذكر أننا كنا أحد عشر نفرا في غرفة واحدة والعوائل سكنت المدارس حيث تضرر كثير من بيوت الاهالي وقد اصبحت المرقاب بركة ماء.

التصليح

المحل الذي استأجرناه من املاك الشيخ ناصر صباح الناصر كان لتصليح الدراجات الهوائية ولم يكن للبيع وكنا نؤجر احيانا الدراجة الساعة بروبية وكان هناك اقبال من الناس على الدراجة في هذا الوقت ولم نكن نحن الوحيدين بل كان بجوارنا محلات وكذلك قهوة عباس وكانت سمة الامن هي السائدة في تلك الايام والحراس منتشرون وهم حرس السوق وكلمتهم معروفة وهي «صاحي صاحي» واذكر كنا ذات يوم جالسين في القهوة وكان الراديو صوته عاليا فجاء رجال الامن واخذوا الراديو وصادروه حيث انه يوجد قانون يمنع فتح الراديو قبل صلاة العشاء إلا وقت الاذان... وكان هناك حكم صارم والقانون يطبق بكل حزم والذي يقوم ذلك هو الشيخ عبدالله الاحمد كان حازما في تطبيق القوانين.

الجراد

جاءنا جراد عام 1954 وكان من كثرته يغطي عين الشمس فقال لي جارنا في المحل هل تأكل الجراد فقلت نعم وكان عنده دراجة نارية «سيكل» وكان يقيم في منطقة النقرة فذهب واتى بالجراد واخذنا نقطع ارجلها واجنحتها ثم نجهزها للاكل.

المبارك

الشيخ عبدالله المبارك كان طيبا وكريما جدا لا أحد يدخل قصره من غير أن يأكل، انا اشتغلت في قصر الضبيعية نجارا حيث انني عملت في التسليح نجارا مع المقاولين، اول بناية عملت بها كانت لخالد غنيم واخرى لعيسى الصالح.

السور

كان السور ضاربا على مدينة الكويت وله بوابات انا ادركته فأنا جئت سنة 1954 ورأيت البوابات ودخلت منها البريعصي والشامية والجهراء والشعب وحتى الحلال من غنم ومعز كانت تذهب للمراعي خارج السور وتعود في المساء من بوابة الشامية وكنا نرى الشاوي وهو يعود بالاغنام من دروازة الشامية ويذهب إلى المرقاب وسوق الغنم الذي يطلق عليها الصفاة كانت متواجدة في المرقاب بالقرب من الامن العام.

المسلح

اول عمل لي مع المقاولين نجار مسلح في فلل الشيخ جابر العلي في محل النقرة الشمالي والجنوبي ومقاولنا كان سوريا ويوميتي كانت 16 روبية، لكن لازلت اذكر عملي في عمارة ثنيان الغانم سنة 1956 التي مقابل دروازة الجهراء المتواجدة بالقرب من دوار الجهراء وهي اول عمارة ضخمة وكبيرة البنيان في الكويت ولم يكن هناك عمارة في حجمها في الكويت ولا تزال موجودة على مدخل الكويت من ناحية الجهراء ولم يكن في شارع فهد السالم عمارة مثلها وهي بها شدة مصرية وهي تختلف عن الشدة الشامية والعادية فالمصرية يستخدم لها خشب كثير ولما حدثت ازمة السويس وحرب السويس العدوان الثلاثي ارتفعت المواد أي مواد البناء لكن استمر بناؤها وعمارة ثنيان الغانم التي عملت بها نجاراً مسلحا كانت من اكبر العمارات في الكويت في تلك الايام سواء من ناحية الأفقية أو العمودية وموقعها في واجهة بوابة الجهراء.

الكونغو

الشركة التي عملت بها نجاراً مسلحاً كانت تابعة لاتحاد المقاولين «الكونغو» وقد تنقلت معها في اكثر من موقع في مصفاة الشويخ في مصنع الكلور والملح ثم انتقلنا الى الفحيحيل وكنت اخد يومية قدرها 18 روبية ولنا دوام اضافي «اوفر تايم» لأن الجو كان مرهقاً ومتعباً كنا ننام في مصفاة الشويخ على برودة الماء كان الجو اما حارا او رطبا وفي الشتاء برداً قارساً وقد استمررت في الشركة مدة كبيرة وشركة تعمل مع ادارة الكهرباء لأن رواتبنا نأخذها من ادارة الكهرباء وكانت في تلك الفترة ادارات وليس وزارات، بعدها آخذ كانتين مع احد اصحابي في كراج الاشغال لكن لم استمر ثم تحولت الى منطقة السالمية حيث اشار لي احد اصدقائي ممن كان يعمل معي في عمل البنيان ان آخذ محلاً لبيع المواد التموينية وكان ذلك سنة 1961 وكان مكان المحل في بناية الزبن واذكر انني اخذته وقت ازمة قاسم ومظاهرات التنديد ومن ذلك اليوم انا اعمل بها وكان ايجارها 30 ديناراً.

المواصلة

انا اخذت البقالة التي هي محل التموين من رجل من بيت لحم اراد ان يترك الكويت وبمشورة اولاد اخي الذين يعملون في بيع المواد الغذائية تشجعت لكن هذا العمل لم يكن لي به خبرة فذهبت وقلت لأولاد اخي لقد اخذت هذه البقالة لكن انا لا اعرف في هذه الشغلة فأشاروا علي ان كل زبون يسألني عن شيء او بضاعة اقيدها في ورقة ثم اذهب الى سوق بيع الجملة واوفرها في محلي وفي هذه الطريقة استطيع ان اوفر جميع ما يريده الزبائن من البقالة وتكون عندي معرفة وإلمام واخذ العمل يتطور معي يوما بعد يوم ولم اكن شديداً مع الناس بل متسامح كنت ابيع نقدا ومؤجلا ويأتي بعض الزبائن ويأخذ مني ما يريد ثم آخر الشهر وقت الرواتب يأتي ويدفع الذي عليه.

الطريقة

كان عملي يبدأ من الصباح الباكر حيث اقوم وارتب عملي لهذا اليوم واوزع العمل على الذين يعملون عندي وكانوا خمسة عمال فهؤلاء يذهبون الى البيوت يوزعون طلبات الزبائن في انحاء السالمية.

السجاري

كان كفيلي الاول عبدالله جاسم السجاري رجلاً طيباً الله يرحمه والثقة متبادلة بيننا، واسم البقالة كان بقالة النمر ثم حولتها الى مخزن النمر بعد ذلك اسميتها بقالة «اسماء» على ابنتي ومال الحلال لا يذهب، شب حريق في البقالة لكنه انحسر ولم ينتشر ولم يصل الى الثلاجات والبضاعة، والبقال الناجح هو من يتعاون مع الناس ويصدق معهم ولا يأكل حراما، كان والدي رحمه الله يقول «ان الحرام يقول للحلال اطلع ثم يطلع وراءه يخرج معه».

الغربللي

كانت الكويت في السابق تختلف عن اليوم وكان سوق الغربللي مشهوراً الذي هو في شارع فلسطين وكذلك الشارع الجديد وسوق واجف، وكانت عندي هواية القراءة كنت احافظ عليها واتابع المجلات والصحف مثل آخر ساعة والمختار.

الماء

كان المهارة هم من يقومون بتوصيل الماء للبيوت فنحن سنة 1954 كنا نسكن المرقاب ويأتي المهرة لنا بالماء ثم يضع على الجدار خطاً علامة على إيصال الماء لنا واذا وصل العدد الى اربعة خطوط جعل الخامس مستطيلاً وهكذا واذا جاء آخر الشهر وضع نقطة وحاسبناه على ما مضى ويبدأ من جديد، ولما سكنت السالمية في وقت الصيف كنا ننام على الشاطئ لأنه ابرد ولا نشعر إلا بموج البحر ويصل لنا ونحن في عمق النوم.

قاسم

كانت ازمة قاسم فيها مظاهرات تنديد واستنكار وكثير من جماعتنا بعث برقيات تأييد لإجراءات الحكومة واستنكار لتهديد للحكومة والجميع وقف مع الكويت بلد الخير.

الزبائن

أطفال الأمس البعيد الذين كانوا يأتون اليّ في البقالة اصبحوا اليوم رجالا كبارا ولهم وظائف مرموقة، كثير منهم يقول كنا نشتري ونحن صغار حتى ان احد مفتشي البلدية جاءني وقلت له انني في هذا المكان قبل ولادتك.

الأسرة

الحمد لله عندي خمس بنات وولدان وجميعهم ولدوا في الكويت وقد درسوا واكملوا تعليمهم الجامعي.





أسواق الكويت بين الماضي والحاضر






أسواق الكويت بين






جواز سفره سنة 1954






المهارة حين نقلهم للماء





شاوي الأغنام حين دخوله من الدروازة






سنة 1960




جواز سفره سنة 1954






المهارة حين نقلهم للماء

 
أعلى