الكــــــــــــويت التي كـــــــــــــــــانت .......... الدريشة الأولى

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
صة الخمور في الكويت من المسموح إلى الممنوع
كتب حمزة عليان :
• تعبئة الخمور بالسيارات وعلى المكشوف من أمام {كري ماكنزي}



كتب حمزة عليان:


القبس
بحسب القانون المعمول به في دولة الكويت، فالخمور تعتبر من الممنوعات، حيث يعاقب القانون متعاطيها وبائعها.. اما ما ينشر في الصحف بين الحين والاخر فيندرج تحت باب {التهريب} والاتجار بمواد مسكرة.. هذا لم يكن معمولا به قبل عام 1965، ففي الخمسينات والستينات كان الخمر يباع وبطرق ملتوية بواسطة شركة {كري ماكنزي} او يجلب من البصرة ويمكن اخذ الحاجة من اماكن معروفة بالسابق منها في {سرى شرق}، وهو موقف سيارات منطقة الشرق قرب دروازة العبدالرزاق كما ينقل الرواة والمعاصرون لتلك المرحلة، ما ان تدخل الموقع بالسيارة حتى تفتح {الدبة} وتنال المقسوم.. وتدفع المعلوم.. أو في منطقة الشعيبة وايضا بموقف لسيارات الاجرة، خصوصا يوم الخميس مساء وقت ذهاب الناس لقضاء العطلة الاسبوعية، كان احدهم ينادي بصوت عال.. {تبونْ.. تبون}.. وهي عبارة يفهمها الكبار وتعني من يريد الخمور فليأت اليّ ليحصل على ما يريد، ويصادف ان ينكشف امر الاب اذا سمع ابناؤه صوت المنادي، يدفعهم الفضول لمعرفة مالديه، وعندها يتناول الاب زجاجة الويسكي يخبئها تحت ثيابه.
قصة الخمور في الكويت فيها الكثير من الحكايات والروايات التي تدور حول التعاطي والشراء في المرحلة الاولى، وما عرضته الصحافة المحلية آنذاك، ودور مجلس الامة في المرحلة الثانية بوضع تشريعات تدرجت من الرقابة الى المنع ثم العقوبات الزاجرة..
في التاسع عشر من أكتوبر عام 1963 فتحت صحيفة الرأي العام ملف {كري ماكنزي} واسمته شركة {الحاج ماكنزي}، من باب السخرية والتهكم، لانها أي الشركة تشتري الخمور المحرمة لتبيعها {بأسعار مرتفعة}..! لاحظ ان الهجوم لم يكن فقط من منطلق الحلال والحرام، بل من زاوية الأسعار المرتفعة! وتحت عنوان {شركة الحاج ماكنزي ضمانه للفضيلة} كتبت موضوعاً تتوسطه صورة لعدد من {الرواد} يعبئون سياراتهم بكراتين الخمور، وقالت إن هذه الشركة هي {نموذج غريب لأبشع أنواع الاحتكار في بلد يؤمن بالنظام الاقتصادي الحر}، ويتساءل كاتب التقرير: {هل أغرب من ان تحتمي شركة ماكنزي بالدين، وبالقانون لتوزع على الناس الخمرة وتحتكر وحدها الارباح، انها تتستر بالدين، لانها تدعي انها وسيلة لابعاد المسلمين عن الخمرة بحصرها بغير المسلمين وبالقانون لانه أوكل اليها حماية المسلمين من شر المسكرات}.
وتصف الصحيفة كيف تنقل كل يوم عشرات السيارات ألوف الليترات من خمور ماكنزي لتوزع على التجار الفرعيين، الذين يفيدون من الاحتكار لانهم يفرضون بواسطته الأسعار التي يريدون.. وختمت الموضوع بالقول اذا لم توقفوا هذه المسرحية فارفعوا عن مستودعاتها العلم الاجنبي! وفي اليوم التالي افردت صفحتان بأقلام {حجاج} وهي اسماء وهمية، مثل الحاج صالح والحاج قاسم والحاج عدنان والحاج حسن.

قصة شركة
وشركة كري ماكنزي البريطانية احدى فروع شركة الهند الشرقية، كانت تعمل في الكويت كوكيلة للبواخر الاوروبية الآتية إلى الكويت، وتقدم لها الخدمات وكان استيراد الغاز والنفط عموماً ومشتقاته يتم بواسطة هذه الشركة التي تجلبه عن طريق بواخر خطوط بريطانيا والهند، كما يذكر الباحث يعقوب يوسف الابراهيم في احدى مقالاته في صحيفة القبس في موضوع{قصة الكهرباء}.. وفي عام 1911 استأجرت بريطانيا بندر الشويخ الذي خصص قسم منه لتخزين المحروقات لتأمين وسائط النقل البحري.
{كري ماكنزي} تخصصت بشراء وبيع الخمور واخذت شهرة في هذا الاسم، تعرضت اثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 الى تدمير واتلاف مخازنها من الجماهير الغاضبة التي توجهت اليها انتقاما من الانكليز وحبا في مصر.
فقد نشرت مجلة الأحد اللبنانية بتاريخ 1956/12/16 صورة نادرة لمخازن الشركة وهي مدمرة، بعد ان جرت محاصرته وقدرت الخسائر في حينه بنحو 5 ملايين روبية. واخيرا، في عام 2006 والعام الذي يليه اقدمت على اقامة معرض دبي الدولي للخمور في احد الفنادق المشهورة وقامت الشركة بتنظيمه تحت اسم mmi (كري ماكنزي سابقا) ولاقت احتجاجات واسعة.
اتخذت {كري ماكنزي} مقرا لها مقابل البنك المركزي حاليا حيث قام مصور {القبس} هشام خباز بالتقاط صورة للمبنى الذي تغيرت معالمه الى حد كبير.
وفي هذا السياق يذكر ان {محال باشي} كانت تتبع لشركة البواخر الهندية - البريطانية واخذت هذا الاسم قبل التأميم، تأسست كشركة للنقل والتنزيل في ميناء الكويت وادمجت مع الجمارك سنة 1953.

السماح لنادي الأحمدي
ومع بدايات الاستقلال واعلان الدستور واجراء اول انتخابات نيابية لاول مجلس امة عام 1963 فرض موضوع الخمور نفسه على الجلسات، ففي سؤال للعضو مبارك عبدالله الدبوس لوزير الداخلية عن السبب في السماح لنادي الاتحاد في الاحمدي بشرب الخمور فيه، مع العلم ان معظم اعضاء النادي هم من العرب المسلمين، اجاب {ان نادي الاتحاد لا يعتبر مكانا عاما لانه مكان خاص باعضائه. وقد نص قانون الجزاء في المادة 206 منه على منع تناول الخمور في مكان عام، او مكان يستطيع فيه رؤيته من مكان في مكان عام، والوجود في مكان عام في حالة سكر بين، وجلب الخمر او الشراب المسكر في مكان عام لشخص بقصد تناوله فيه} وكان ذلك في 25 نوفمبر 1963.

الرسوم على الخمور
السنة التالية، اي في جلسة 2 مايو 1964 تقدم النواب: حمد المشاري، خليفة الجري، زيد الكاظمي، احمد خالد الفوزان، علي صالح الفضالة، باقتراح باصدار قرار برغبة الحكومة بالاستيلاء على جميع كميات الخمر الموجودة حاليا واتلافها.. وجرى نقاش حول الذين استوردوا الخمر وقاموا بدفع رسوم جمركية، هل يحق للحكومة مصادرتها ام يتم ارجاع رسم الجمارك اليه، ووافق المجلس على الاقتراح بعد التعديل بالنسبة
للمستورد المدفوع رسمه يرجع ،وتم احالة التعديل الى اللجنة المختصة ويعطى صفة الاستعجال.
وفي الجلسة التي تلتها مباشرة ،اي بتاريخ 5 مايو 1964، عرض المجلس كتاب النائب سليمان خالد المطوع بشأن مشروع القانون الخاص بتعديل المادة 206 من قانون الجزاء المتعلقة بالخمور.

التعديل واستثناء السفارات
استكمل مجلس الامة في جلسته بتاريخ 4 يوليو 1964 مناقشة التعديل ،وطلب رئيس المجلس من النائب راشد الفرحان توزيع التقرير والتعديل على النواب وتلي {مشروع قانون في شأن تعديل المادة 206 من قانون الجزاء}.

القطامي والخطيب
وشهدت الجلسة مناقشات مستفيضة من قبل عدد من النواب، فالنائب جاسم القطامي اعتبر ان المنع لا يكفي وليس علاجا لأي مشكلة، بل طالب بالتوعية واشراك الحكومة بذلك أما الدكتور الخطيب فقد اعتبر ان الظاهرة تحتاج إلى دراسة وتحليل.. ووافق المجلس من حيث المبدأ على مشروع القانون ككل، وأوضح رئيس المجلس ان المشروع يتكون من مادتين مطلوب التصويت عليهما وحصل نقاش بين النائب راشد الفرحان ووزير الداخلية الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح في ما اذا كانت الحكومة تستطيع تطبيق القانون، خصوصاً على شركات النفط.
ثم تليت المواد مادة مادة للتصويت عليها. ولتفعيل قرار المنع والقانون الذي وافق عليه المجلس، احيل بتاريخ 3 نوفمبر 1964 على اللجنة المشتركة من لجان الشؤون الخارجية والداخلية والدفاع والشؤون التشريعية والقانونية، رد سمو رئيس مجلس الوزراء على القرار برغبة الصادر من مجلس الامة بشأن عدم السماح لاي جهة كانت باستيراد الخمور والمسكرات وسحب رخصة الجهات المسموح لها حالياً. وتلا الامين العام النص:

التاريخ: 1964-10-12
اشارة: 1936-332-11
حضرة صاحب السعادة رئيس مجلس الامة الموقر
الموضوع: قرار برغبة بعدم السماح لاي جهة كانت باستيراد الخمور والمسكرات وسحب رخصة الجهات المسموح لها حالياً.
تحية طيبة وبعد..
بالاشارة الى كتابكم المؤرخ 64-7-9 والمرقم م أ-16-ب- -2 3392، والمرفقة معه صورة من الاقتراح المقدم من بعض السادة الاعضاء بهذا الشأن.
يسرني افادتكم ان مجلس الوزراء اتخذ قرارا بعدم السماح باستيراد الخمور والمسكرات، وبلّغت الجهات المختصة بذلك في حينه.
وتفضلوا بقبول خالص التحية..
رئيس مجلس الوزراء

وفي تلك الاجواء، كانت هناك اصوات نيابية تنتقد الحكومة التي تراخت في التطبيق واعطت الفرصة للمستوردين مدة ثلاثة اشهر تقريبا، ليملأوا المخازن والدكاكين ثم تبدأ بالمنع، ومنذ تلك اللحظة والكويت تلتزم بهذا التشريع وتطبق القانون على من يخالفه.


مشروع قانون بتعديل قانون الجزاء في شأن الخمورنحن عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت
بعد الاطلاع على الدستور
وعلى قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960 والمعدل بالقانون رقم 46 لسنة 1960.
وافق مجلس الامة على القانون الآتي نصه، وقد صدقنا عليه واصدرناه.
مادة أولى
تستبدل بالمادة 206 من قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960 والمعدل بالقانون رقم 46 لسنة 1960 المواد الآتية:
مادة 206
يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على عشر سنوات كل شخص جلب او استورد او صنع بقصد الاتجار خمرا او شرابا مسكرا.
أما اذا لم يكن القصد من الجلب والاستيراد الاتجار او الترويج فيعاقب بغرامة لا تجاوز مائة دينار، فإذا عاد الى هذا الفعل تكون العقوبة الحبس لمدة لا تزيد عن ستة شهور وبغرامة لا تزيد عن مائة دينار او بإحدى هاتين العقوبتين.
ويستثنى من تطبيق هذه المادة ما يستورد خصيصا للسفارات والهيئات الدبلوماسية الاجنبية وباسمها.
مادة 206 مكررا (أ)
يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على 300 دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من باع او اشترى أو تنازل أو قبل التنازل أو حاز بأي صورة كانت بقصد الاتجار أو الترويج خمرا أو شرابا مسكرا.
مادة 206 مكررا (ب)
يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور وبغرامة لا تجاوز خمسين دينارا أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعاطى في مكان عام أو في مكان يستطيع فيه رؤيته من كان في مكان عام أو في ناد خاص خمرا أو شرابا مسكرا، وكل من جلب إلى المكان المذكور الخمر أو الشراب المسكر لشخص بقصد تناوله فيه، ويعاقب بذات العقوبة كل من وجد في حالة سكر بيّ.ن وكل من أقلق الراحة بسبب تناوله الخمر.
مادة 206 مكررا (جـ)
فيما عدا حالة العود المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 206 للمحكمة أن تقضي على العائد في الجرائم المنصوص عليها في المواد 206 و206 مكررا (أ) و206 مكررا (ب) من هذا القانون بأكثر من الحد الأقصى المقرر في تلك المواد بشرط ألا تجاوز عقوبة الحبس ضعف هذا الحد أو خمس عشرة سنة.
استثنيت من القانون السفارات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية وباسمها، وفرضت عقوبات صارمة وواضحة على كل من جلب او استورد أو صنع بقصد الاتجار خمرا أو شرابا مسكرا.

• كاريكاتير نشر في {الرأي العام} 1963 يصوَّر فيه {ماكنزي} أمام طالبي الخمور يشرح {شوف يا خبيبي موش لاقي تشرب ميه في الصحراء.. ما يخالف .. إشرب ويسكي} • موقع محلات {كري ماكنزي} بالفرضة خلال العشرينات والثلاثينات (من كتاب {أسواق الكويت القديمة} لمحمد عبدالهادي جمال) • مخازن {كري ماكنزي} مدمرة أثناء تظاهرات 1956 رداً على العدوان على مصر • المكان الذي كانت فيه شركة {كري ماكنزي} مقابل البنك المركزي











22-06-2011, 02:58 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
ملا رجب أشكناني يروي ذكريات 105 سنوات من عمره

ملا رجب علي أشكناني
أجرى الحوار: جاسم عباس
الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي، «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة

في مستهل لقائنا مع رجب علي محمد قاسم أشكناني قال: غاب بصري وعميت عيناي فاختفى كل شيء امامي، لكن البصيرة اشرقت ولم اكن عمي القلب (اي: جاهل).
فقدت الجوهرتين وكان عمري 5 سنوات، ولكن الله سبحانه وتعالى عوضني بتلاوة القرآن منذ الصغر، والمدائح النبوية، والنواح على اهل البيت. منذ صغري احببت الاحسان الى الفقراء وأكثرت من الصلاة والصيام، حفظت جزء 30 من القرآن الكريم (جزء عم) على يد ملا وهب وعمري 7 سنوات، وعرفت كيف أسلك الطريق بفضل الله تعالى، حتى اشتهرت بــ «ملا رجب».

قسط الدراسة شهريا نصف روبية
وقال ملا رجب: 98 سنة قضيتها أعمى درست عند ملا وهب، وختمت القرآن الكريم عند الملا محمد عبدالله آتش الذي ولد عام 1885م، مدرسته كانت بمنطقة الميدان، وانتقل الى الشرق بجانب مسجد شعبان 1950، وقد كان اهالينا يدفعون له نصف روبية شهريا، والدراسة على فترتين صباحا ومساء، ومن التلاميذ الذين درسوا معي: سلمان الانصاري، علي منصور المزيدي، احمد بهمن واخوانه، عبدالحسين رضا اشكناني، واسماعيل الجزاف، وقاسم خضير، ومحمد اليتيم، وعلى ما اذكر كانت المدرسة بالقرب من حضرة الروضان، اذهب اليها سيرا على قدميّ من الحي القبلي بُراحة عباس الى المدرسة بين السكيك وبيدي خيزرانة كانت دليلي، وكان احد الاولاد يكتب لي ما يدرّسه المعلم (الملا)، وفي البيت احفظه بمساعدة اخواني.
واضاف: في عام 1910 تقريباً ظهرت فكرة التعليم النظامي، وبذلت الجهود من اجل انجاح المدرسة النظامية، وهذا الوفاء والنبل والشرف صفات الرجال الذين اهتموا بالتعليم، وعرفوا ان العلم نور الله، لا يهتدي اليه الا الموفق السعيد، اساتذتنا سادة الدنيا، هم عرفوا قدر العلم فصانوه، فرفعهم الله الى اعلى منزلة.
وقال ملا رجب: اشكر الدكتور عبدالمحسن عبدالله الخرافي الذي قدم حوالي ثلاثمائة مربٍ في كتاب «مربون من بلدي» وهذا دليل الوفاء والاحترام للاولين وحبه لبلده.

استقرينا ببراحة عباس
وعن الاصول قال: جدي خرج من اشكنان بسبب الجفاف، وفي عام 1901 خرج من جزيرة لنجة الى بوشهر والبحرين واستقر في تلك السنة في براحة عباس، تلك البراحة الواسعة التي فيها ذكريات الآباء والاجداد، ومحببة لنفوسنا، كان الاولاد يتخذونها مكاناً للعبهم، وكنا نقول «من تعشى تمشى والوعد البراحة»، وبراحتنا مشهورة وتنسب الى عباس خورشيد صاحب البقالة الوحيدة، والى عباس علي كما يقال، صاحب اللواري التي تنقل الحجاج، وصاحب البركة المشهورة، براحة معروفة مع عدد من البرايح في الكويت اشهرها: براحة مبارك ــ الماص، براحة حمود الناصر ــ السبعان ــ الدبوس ــ الشيوخ.
اما جيراننا في براحة عباس فأذكر منهم: عبدالله النامي ــ اولاد ابو شعبون ــ الحميضي ــ الخرافي ــ البدر، وشاوينا شاوي «مزيد» وبالقرب منا مسجد المهارة الذي اسسه علي بن حمد، وبناه صنكور المهري سنة 1318هـ، تقريبا عام 1901م، ودائرة الاوقاف جددته عام 1950، وحضرة النامي التي تتجمع فيها السيول والامطار، وفي كل حي في الكويت هناك حضر كثيرة، وفي فريجنا ياخور (جاخور) الحميضي ارض محوطة كانت تتخذ حطيرة للحيوانات واللفظة فارسية «آخور»، والتاريخ يذكر لآل الحميضي خدماتهم الجليلة خاصة سنة الهدامة، ادخلوا المتضررين الذين هدمت بيوتهم في هذا الجاخور بعد تنظيفه واعداده للسكن، ونحن سكنا حوطة عبدالعزيز العنجري، وفيها غرفتان بعد ان هدمت الامطار بيتنا.
يضيف الملا رجب: جدي توفي عام 1902 دفن في المقبرة العتيجة (القديمة) داخل دروازة العبدالرزاق القريبة من الصوابر بين شارع مبارك الكبير واحمد الجابر.
وعن سكنه الثاني بعد براحة عباس قال ملا رجب:
سكنا جنوب القبلة في فريج الصالحية، جاءت التسمية نسبة الى المرحوم الحاج ملا صالح، الذي أسس مسجدا في تلك المنطقة عام 1919، والمرحوم ملا صالح كان سكرتير حكومة الكويت منذ حكم الشيخ مبارك الصباح. وكنا نسميه «رئيس الكتاب» حتى سنة 1941.

كيفان.. والأوبئة
وذكر الملا موقع سكنه الثالث «كيفان» منطقة كانت غنية في الماضي بآبار المياه للشرب، وكان ماؤها اعذب من ماءالشامية والعديلية، وفيها تكوف من الرمال على شكل تلال صغيرة، وجاءت الكلمة بكوفان فقالوا: كيفان، وقالوا عنها ان ماء كيفان يكيف من شربه لحلاوته وعذوبته.
وعن الأوبئة تحدث، فقال:
كان الأهالي معرضين في الماضي الى ما يشبه الفناء بسبب انتشار الوباء الذي كان لا يقاوم بصرف اللقاء.
اضاف ملا رجب: ما كنا نسمعه من الاجداد ان ديرتنا تعرضت الى الطاعون المرض الخطير الذي قدم من البصرة، وطاعون آخر تعرضنا له في عام 1831 فتك بأهل العراق والكويت، وعرفت السنة بـ»سنة الطاعون».
وكما ذكر لي والدي رحمه الله ان الدواب بقيت سائبة ليس عندها من يعلفها ويسقيها حتى مات اكثرها، وهناك شاعر مشهور هو محمد بن لعبون الوايلي توفي في الكويت بهذا الطاعون، وبالدعوات الى الله تعالى رفعت عنهم هذه النازلة الفظيعة حتى توقفت الاصابات.
وذكر الملا الكوليرا والجدري والانفلونزا عام 1918 عرفت بسنة الرحمة كان عمري 13 سنة، قدرت عدد الوفيات بأربعة آلاف شخص، واستمر المرض حوالي 30 يوما، والجدري اصابنا عام 1932 على مدى 27 سنة كان في فصل الصيف، وضحاياه بلغوا حوالي ثلاثة آلاف وفاة، اوبئة كثيرة تعرضنا لها منها: السل الذي سميناه «ضيق» وامراض العيون الرمد الحبيبي والترخوما وكانت من الاسباب الرئيسية لفقدان البصر، انا واختي نساء فقدنا البصر بهذا المرض عام 1911، وفي عام 1916 تعرضت الكويت ايضا الى امراض العيون ايضا، وبسبب وجود المحجر الصحي والارسالية الاميركية عولج الكثيرون، ولكن اغلق المستوصف في عام 1918، واعيد فتحه في 1921، وكان الاطباء يزورون المنازل، كل هذه المعلومات التي سمعتها من الاولين كنت اطلب من اخواني وابنائي واصدقائي ان يسجلوها للمستقبل.

مالد
وتحدث عن حفل زواجه بطريقة الأدعية والتواشيح حفلة تسمى «مالد» أو «موجب» يقام فيها الذكر وبعض من الآيات القرآنية والمديح للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والمالد أنواع منه: القيام، والختم، والقادري، والنكازي.
قال: أتذكر بعض الأبيات في ليلة زفافي سنة 1369ه‍‍ والمهر كان 1000 روبية:
صلاة دوام ما غنى الهزار
على طيب الذكر عالي الفخار
بشير نذير سراج منير
بني سعيد من عنى وزار
حدا باسم ليلى الحويدي وسار
وأضرم في الجسم والقلب نار
ونادى الحداة الرحيل الرحيل
فسرنا على البدن نطوي القفار
فلما تجلى سناها لنا
على باب ليلى خلعنا العذار
فقمنا بذل على بابها
فطاب لنا الذل والإنكسار
وقال ملا رجب: لكي أذكر أبنائي بالأناشيد التي كنا نرددها دائماً، وكانت تقوينا بالدين، وتذكر بخاتم الأنبياء ونحن صغار، وكم أتمنى أن يحفظ هذا «المالد» الذي فيه المدح والإطراء لحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم):
ومحيا كالشمس منك مضيءٌ
أسفرت عنه ليلة غرّاءُ
ليلة المولد الذي كان للدين
سرور بيومه وازدهاء
يوم قامت بوضعه ابنة وهب
من فخار ما لم تنله النساء
وأتت يومها بأفضل مما
حملت قبل مريم العذراء
مولد كان منه في طالع الكفر
وبال عليهم ووباء
وتوالت بشرى الهواتف ان قد
ولد المصطفى وحق الهناء
وكنت أسمع الترديد عقب كل مقطع يردد القارئ
عطر اللهم قبره الكريم
بعرف شذى من صلاة وتسليم
(اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله وأصحابه).
وتحدثنا عن «اليسرة» وهي طريق صخري على ساحل البحر يمتد في المياه حوالي 300م موقعه بجانب الوطية في الحي القبلي، وعندما تبشر مياه البحر مع ظاهرة الجزر تشاهد قاع البحر، فيظهر الطريق الصخري «اليسرة»، اثناء ذلك يرتاده الناس قديما للسباحة أو السهر في الليالي المقمرة، واليسرة كانت في الحي الشرقي وبنيد القار والنساء يستغللن هذه الفترة بغسل ملابسهن لا بصفة دائمة، واليسرة القبلية قال عن موقعها الملا رجب: دخلت في التنظيم غرب فندق شيراتون، واليسرة مكان ميسور ضد المعسور الضيق، وأيضا تعني الكلمة: المكان متهيأ ويسير، وكنت أحدق مع محيي رمضان ابو شعبون وأنا ضرير، وإذا لم نحصل من الصيد شيئا انتقلنا إلى نقعة العثمان المشهورة المسورة بالصخور البحرية لصد الأمواج، وفيها كانت السفن ترسو، وتصلح الزوارق، والتنظيف كان جاريا في حالات الجزر.

أحج عن الموتى
وعندما سألته عن طبيعة عمله خلال هذه السنوات، قال: من هو الأعمى حقا؟ أهو ذاك الذي يرى ولا يعرف، أم ذاك الذي لا يرى ويعرف؟ وكل ما أقوله ان الأعمى هو من لا يعرف، فأنا ضرير ولكني قضيت 90 عاما في المساجد والحسينيات أقرأ القرآن الكريم والأدعية، وفي التعازي والمآتم في الحسينيات قرأت اللطميات، وصعدت المآذن قضيت سنوات من عمري مع سيد جواد القزويني ـ رحمه الله ـ العالم الكويتي المشهور، حفظت الأحاديث على يده وأشرحها في مسجد المزيدي، الذي بني كما قال الآباء في 1310هـ الموافق 1890، على نفقة ـ المرحوم ـ الشيخ محمد المزيدي، وكان ـ رحمه الله ـ من أمَّ المصلين في البداية، ثم من بعده سيد جواد، وسيد زين العايد، وسيد علي سبر، وسيد صباح سيد علي شبر، ما زال يصلي بالناس.
ويضيف ملا رجب: كنت اقيم الآذان مع سيد زلزلة والحاج جعفر المسري، والشيخ حبيب المزيدي، وقرأت الأدعية في حسينية سيد علي الموسوي في حي الشرق، ما زالت قائمة، ومن الأعمال التي مارستها في حياتي وأنا ضرير «الحج النيابي»، أحج نيابة عن الموتى بعد أن أكلف من أحد أبنائهم، ومن شروط النائب: البلوغ، العقل، الإيمان، معرفته بأفعال الحج وأحكامه، وكنت أزور العتبات المقدسة، إنابة أيضا عن العجزة، والهرم، والمرضى.
وذكر الملا أن المجتمع الكويتي لم يكن من قبل يعرف الأسود والأبيض أو الطويل والقصير، مجتمع راعى البناء الاجتماعي ليبقى سليما قويا، فكانت العقيدة سليمة من الضعف والخلل، وكان الفهم السليم الواعي العميق لدين الله، كان أحدنا مع نفسه وإخوانه وجيرانه يصفّ.ي النفس وينظفها من أدرانها، وإذا جلسنا عالجنا القلب من أمراضه الباطنية، مجتمع كان يعرف واجباته وملتزما بالعمل، لا نعرف الشر، وإذا عملنا أو مشينا فلا نعرف الأعمى من البصير، فكان «توحيد الله» هو شعارنا، لم نعرف المحتاج من غيره. وللأسف، أرى الآن مواضع الفتنة، ولا صلاح للمجتمع، ونحن كلنا للكويت، نعمل وننورها بالمحبة والرحمة والبناء، «ولا إله إلا الله» شعارنا، من هنا نبدأ الإصلاح، من هنا تتسلم القلوب ربها ووطنها، ولن نخطو خطوة إلا لأجل الكويت.. من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحافظ على تراب هذه الارض، لا نريد حياة التمزق والتشتت، حياة العبث والضياع والذل والمهانة، فلنتفتح لبلدنا لتصفو الأرض والسماء للكويت، ويتلألأ النور في أفواهنا.

سوق الحلوى
ومن الاعمال التي مارسها، قال: عملت مع اخي المرحوم عبدالله في سوق الحلوى المتفرع من سوق الخضرة والغربللي، ويضم عدداً من الدكاكين معظمها في بيع الرهش والحلوى والزلابية، ونحن كنا نبيع «المعاطف» (البوالطو)، كان الكويتيون يلبسون البالطو فوق الدشداشة، ومن اللون نفسه يقولون انه لابس (غاط) اي البدلة الكاملة، كنا نستورد من انكلترا، واحياناً نشتري بالجملة من عبدالله بن العيسى والمحلات كانت للحكومة، وايجار محلنا «5 روبيات» واول نكله (ربطة) اشتريتها بروبيتين وبعتها ب‍‍15 روبية، واتذكر الحلوى الكويتية القديمة التي كانت تصدر، كما كانت سفن السفر والغوص تأخذ معها كميات كبيرة، ويسمون حلوى السفر (للزهاب) اي المادة الغذائية التي يأخذها المسافر معه للاكل او لاهدائها.

هوشة كركيعان
وتحدث عن ليلتي الرابع عشر والخامس عشر من شهر رمضان اي ليلة النصف من رمضان المبارك، فقال ملا رجب اشكناني: كانت اكياس القرقيعان تتدلى حول اعناقنا، والمنافسة بيننا حول الكمية التي نجمعها من المكسرات والحلويات، كنا نجتمع في (براحة عباس) ونسير بين الاحياء ونردد اهازيج الكَركَيعان واناشيده، وكنا نتعرض للضرب من اولاد فريج الصقر والبدر والخرافي، وايضاً كنا نحن نتعرض لهم، حتى احدهم اراد ان يسرق الكيس من رقبتي لانني اعمى فتمسكت به حتى انقذني اخواني، وكان «ابو طبيلة» يشاركنا في جمع القرقيعان ومعه حماره.
وقال: ليالي الكركيعان لا تخلو من الهوشات (مشاجرة) نصل الى التشابك بالايدي، ورمي الحجارة، والمعجالة عبارة عن خرق نضع الحجارة فيها ونحذفها على الفريق المضاد، وبعد ان كبرنا صرنا اخوة، ما يحب لنفسه يحب لاخيه، واذا التقينا الآن نتحدث عن الشطانة ايام زمان، واصبح الخير للجميع، وهذه منزلة عالية ودرجة سامية عند الله تعالى، وهذا ما تعلمنا وتربينا عليه، وكما سمعنا «واني لاسمع بالغيث قد اصاب بلدا من بلاد المسلمين فأفرح ومالي به سائمة».

.. مع أولاده .. ومع أصدقائه جواز سفره عام 1947 القبس










23-06-2011, 04:44 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
رحلة الدستور كما يرويها عبداللطيف الثنيان وعثمان خليل: سئل عبدالله السالم عن مخصصاته فقال:
أريد راتب موظف درجة سادسة!
كتب حمزة عليان :
الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح



إعداد: حمزة عليان
متى بدأ التفكير بوضع الدستور، وكيف تحول الى مشروع، وما قصة صدوره ومناقشة مواده والمواد التي اثارت جدلا؟
اسئلة يجيب عنها رئيس المجلس التأسيسي عبداللطيف الثنيان الغانم في حوار له مع الزميلين طلال سلمان والياس عبود، نشر في صحيفة «دنيا العروبة» العدد الاول منها بتاريخ 9 يناير 1963، واستكمل بحوار ثان مع الخبير الدستوري المصري الذي استقدم لهذه الغاية.
ما الظروف التي روعيت في الدستور؟
ـــ لقد اخترنا، مثلا، ان يكون دستورنا نيابيا رئاسيا حتى يتلاءم مع ظروفنا المحلية. كذلك اولينا اهمية خاصة لاستقرار البلد، وافدنا في هذا المجال من تجارب اشقائنا العرب في المنطقة كل الافادة، فلقد لاحظنا، من خلال هذه التجارب، ان اضعاف السلطة التنفيذية في بلد مندفع لتطوير ذاته انما يؤدي الى بلبلة وعدم استقرار. ولهذا أمّنا للسلطة التنفيذية ـ عبر الدستور ـ قوة وقدرة على الحركة تستطيع بهما التفرغ للاعمار مطمئنة الى استقرارها في الحكم.
ماذا عن الظروف التي سهلت اصدار الدستور ومجيئه على الصورة التي رآه عليها الناس؟
ــ هناك مجموعة من الظروف والعوامل والتقاليد فعلت فعلها في هذا المجال.
هناك اولا وجود صاحب السمو امير البلاد الحالي على رأس الدولة، وما له من مكانة خاصة في نفوس المواطنين.
ثانيا: تقاليدنا التاريخية التي قد لا تكون موجودة في بلاد اخرى.. ومنها اننا نعتبر انفسنا والاسرة الحاكمة عائلة واحدة: كلنا نملك هذه البلاد وخيراتها، وكل ما نحتاجه هو تحديد مسؤولية كل مواطن، وتوضيح حقوقه وواجباته.
ثالثا: ظروف حياتنا نفسها، القائمة منذ مئات السنين والمشتقة من حياة الصحراء والبحر، وما توحي به وتفرضه حياة كهذه من تعاون وتعاطف، وتذويبها للفوارق الحادة بين الرئيس والمرؤوس، بحيث لا يبقى ثمة ما يميز بينها الا ما يؤديه الواحد للآخر من خدمات.
رابعا: الفوارق الطبقية غير موجودة في بلادنا، كما هي الحال في البلاد الاخرى، حيث تصطدم الفئات المشرعة بهذه الفوارق فتؤثر في عملها.
هذه العوامل والظروف مجتمعة هي التي سهلت صدور الدستور، وهي التي حددت صورته التي خرج بها الى الناس، خاصة اننا وفقنا الى مستشار قانوني هو الدكتور عثمان خليل عثمان الذي سهل علينا المهمة بخبرته وقدرته وفهمه العميق لاصول التشريع وغايته.
وما هي ابرز النقاط او المواد التي اثارت جدلا خلال مناقشة مشروع الدستور؟
ـــ الحريات العامة والصلة بينها وبين التشريعات الموجودة، والتي حددت اسسها في الدستور.. كذلك فقد ثار جدل طويل حول واجبات الوزير والنائب وتأثيرها في مصالح كل منهما الخاصة.. وثار جدل آخر حول قضية التصويت على الثقة وهل تكون بالاكثرية ام باكثرية الثلثين.. وثمة قضايا اخرى كثيرة ثار حولها الجدل، لكن المراقبين اعجبوا بمستوى المناقشات، رغم ان مجلسنا هو اول مجلس.
ماذا عن أثر الدستور وصداه؟
ــــــ ان دستورنا هذا هو اول دستور في الجزيرة العربية كلها، وهو يتفق وينسجم مع تقاليدنا واعرافنا وعاداتنا.
ولهذا فنحن نعتقد اعتقادا جازما ان دستورنا سيكون قدوة للآخرين.. كذلك نحن نرى انه سيكون لدستورنا تأثيره في الاقطار المجاورة، اذ اننا في هذه المنطقة نقتدي دائما ببعضنا بعضا، فأوضاعنا متشابهة والاحداث التي تقع في قطر تؤثر في الاقطار الاخرى.
ومن هنا اخرج بنتجية محددة وهي: ان فضل صاحب السمو امير البلاد في اصدار الدستور، بل في ايجاده، لا يغمر فقط شعب الكويت، بل هو يشمل ايضا كل المنطقة، وهو فضل يحسده الدستور كخطوة تقدمية واسعة نحو الديموقراطية الحقة.

الحوار مع عثمان
على الجانب الآخر كان الحوار مع الدكتور عثمان خليل عثمان الذي شارك في اعداد الدستور وهو من صعيد مصر من قرية «بلدة» استاذ بكلية الحقوق بجامعة القاهرة انتدب لمدة سنتين الى جامعة بغداد عام 1939 وشغل منصب عميد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1950 واختير عضوا بلجنة الدستور التي شكلتها الثورة سنة 1952.
كيف تم اختيارك للاسهام في اعداد دستور دولة الكويت؟
ــــ كانت دعوتي مفاجئة لي، لم تخطر بفكري من قبل.. فبعد انتهائي، مساء احد الايام، من القاء محاضرة على طلبة قسم الدكتوراه بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، اخبرت ان وكيل التربية والتعليم قد حاول الاتصال بي مرارا لامر مهم، وترك لي رقم هاتفه.. وبينما احاول الاتصال به اذ يتصل بي ويخبرني ان سفير دولة الكويت في القاهرة يرغب في الاتصال بي بشأن انتدابي للاسهام في اعداد دستور الكويت،وقد رحبت بالفكرة، واتصلت بالسفير، وانتهى الامر بوصولي فعلا الى الكويت بعد اقل من شهر من الاتفاق.

كيف بدأ الاعداد للدستور؟
ــ بدأ العمل بالنسبة للمجلس التأسيسي بصدور المرسوم رقم 1 لسنة 1961، الذي انشأ هذا المجلس وحدد له مهمة وضع دستور يبين نظام الحكم على اساس المبادئ الديموقراطية المستوحاة من واقع الكويت واهدافها.
وفور قيام المجلس التشريعي بدأ العمل لاعداد الدستور، فاختيرت لجنة فرعية من خمسة اعضاء سميت «لجنة الدستور»، وكانت تضم رئيس المجلس عبداللطيف الثنيان، والشيخ سعد العبدالله السالم وزير الداخلية، وحمود الزيد الخالد وزير العدل، وسعود العبدالرزاق، ويعقوب الحميضي، سكرتارية امين عام المجلس التأسيسي علي رضوان.
وكنت، عقب حضوري، قد استكملت مشروعاً اولياً للدستور، على خطوات متتابعة، كانت تناقش في لجنة الدستور بكل دقة وعمق، وقد اتممنا مشروع الدستور في قراءتين استغرقتا اكثر من 20 جلسة، وبعض المواد مرت بأكثر من قراءتين وعدلت عدة مرات حتى انتهت الى المشروع النهائي الذي اقره المجلس بالاجماع بعد العطلة الصيفية، وقد تسنى للاعضاء خلالها وللناس عن طريق نشر المشروع في الصحف فرصة تأمل الدستور - مع مذكرته التفسيرية بعد ما ادخل عليهما من تعديلات - ثم صدق سمو الامير على الدستور واصدره يوم 11ــ11ـ 1962.
ما الظروف والعوامل التي مهدت للدستور، والتي أثرت في الصورة التي جاء عليها؟
ــــ لقد كان اصدار الدستور ضروريا لاستكمال ملامح الدولة واسسها، بقدر ما كان تفهما عميقاً من سمو امير البلاد للمطالب الشعبية بوجوب تحديد العلاقة بين الحاكم والمحكوم والفصل بين السلطات المختلفة وتحديد الحقوق والواجبات.
ولا شك ان ما يمتاز به سمو الامير من روح ديموقراطية اصيلة، وتفهم، وزهد بالسلطة قد ساعدت في ان يأتي الدستور على الصورة التي اتى عليها.
كذلك لعبت الاصالة الديموقراطية في الروح العربية المتجسدة حتى في نفس ابسط مواطن بهذا البلد، دورها في طبع الدستور بمسحة ديموقراطية.
من الاقوال الشائعة في ما يتعلق بالدساتير انها توضع بعقلية ما قبل اصدارها، مستوحاة من الماضي بظروفه ومشاكله، ولكننا راعينا اثناء اعداد هذا الدستور ان يأتي اقرب الى مفاهيم الغد منه الى مفاهيم الامس وحتى الى مقاييس اليوم، وربما لهذا وجد من يقول ان الدستور يتضمن مطالب او مفاهيم ليست في ذهن اي انسان اليوم، والرد بسيط: الدستور موضوع للغد، ومن اجل ان يطابق حاجات الغد وجبت محاولة التقدم به عن مطالب اليوم وشعاراته. وسيبدأ العمل بالدستور بشكل محسوس بعد قيام مجلس الامة الجديد، وقد حددنا فترة خمس سنوات للعمل به من دون تعديل، على ان يعدل بعدها اذا وجدت ثمة حاجة لتعديله.
ولا احد يستطيع ان يحدد التطور الذي سيطرأ على حياة الناس وعقولهم خلال هذه السنوات الخمس، لذلك كان من الواجب ان يأتي الدستور شاملا ليس فقط لحاجات اليوم بل لما يمكن تصوره من حاجات الغد ايضاً.
وتوقف الخبير الدستوري لحظة ليستشهد بمثل من حياته الشخصية، حيث قال: حين اقصد مع زوجتي لشراء ثياب لاطفالنا اعجب لاختيارها اثوابا واسعة لهم، ولكنها دائما تنبهني الى ان الاطفال ينمون بسرعة، وان الاثواب يجب ان تتلاءم ليس فقط مع اجسادهم اليوم بل معها بعد شهر، مثلا، او يزيد.
ومع الفارق بالضبط، الدستور هو ثوب لشاب ينمو بسرعة، فكونه اوسع من جسده ليس عيبا بل هو استعداد ضمني لمستقبله.
ثلاثة مواقف مميزة لعبدالله السالم
الموقف الأول حين نوقشت المادة الخاصة باعلان الحكم العرفي، وكان النص يترك الامر حائرا بين ان يعلنه امير البلاد ثم يقره مجلس الأمة، او ان يناقشه المجلس ويقره ثم يصدره الامير.. وكان رأي صاحب السمو ـ فورا ـ ان يترك الامر كله لمجلس الأمة.. ولم يقبل ان يوكل الى الامير اعلان الحكم العرفي الا حين أبديت اسباب وحجج مقنعة، منها أن المجلس قد يكون في اجازة او ان يكون أعضاؤه في حالة تمنع اجتماعهم فورا.
الموقف الثاني اتخذه عند مناقشة تحديد عدد أعضاء مجلس الأمة.. فلقد كان من رأي صاحب السمو أن ثلاثين عضوا او اربعين عضوا ـ على الأكثر ـ يكفون لبلد قليل السكان كالكويت.. لكن اصحاب فكرة الخمسين أصروا على رأيهم، وأوردوا حججا كثيرة في هذا المجال، فقال لهم صاحب السمو:
ـ أنا غير مقتنع بكلامكم.. ولكني أوافق عليه لمجرد أن هذه هي رغبتكم.
وبالفعل حدد عدد أعضاء المجلس بخمسين.. رغم «معارضة» امير البلاد الديموقراطي بطبعه!
الموقف الثالث كان عند مناقشة مخصصات رئيس الدولة.. فلقد طلب صاحب السمو ان يحدد له مبلغ رمزي ـ لا يذكر ـ ولا يوازي مرتب موظف درجة سادسة.. وحين قيل لسموه هذا الكلام أجاب:
ـ لا اريد مالا من الدولة.. فأنا بغير حاجة إليه والحمد لله.
وبعد مناقشات ومداولات طالت واستطالت، رضي سموه ـ على مضض ـ بما حدد كمخصصات لرئاسة الدولة.. نظرا للموجبات الرسمية وحدها!

عبداللطيف الثنيان محمد الغانم رئيس المجلس التأسيسي يعدد المراحل التي مر بها الدستور قبل اصداره د.عثمان خليل عثمان الخبير الدستوري طلال سلمان والياس عبود أثناء الحوار مع عبداللطيف الثنيان الغانم الدستور قبل أن يخرج إلى الناس المجلس التأسيسي لمجلس الأمة ومناقشة الدستور



القبس










23-06-2011, 04:52 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
اومتُ الاستعمار البريطاني في فلسطين وجئتُ الكويت في الخمسينات محمد روحي كتانة: الوراثة قضت على أولادي الأربعة

محمد روحي جميل كتانة
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..

في مستهل لقائنا به قال محمد روحي جميل كتانة:
«أنا من مدينة نابلس التي كانت تسمى «جبل النار» لأنها قاومت الاستعمار الإنكليزي والاحتلال الإسرائيلي»، مشيراً إلى رأسه حيث أثر الرصاصة الصهيونية.
وأضاف: بعدما نسفت مصنع الإسبيرتي والبرتقال هربت إلى أعلى شجرة برتقال، فكنت آخذ حبة وأعصرها فوق مكان الرصاصة، وبعد أن هدأت المنطقة ذهبت إلى المستشفى، ومن شدة الألم ضربت 3 أطباء فقيّدوني ونقلوني إلى مستشفى الطب النفسي الذي كان يسمى بــ«مستشفى المجانين»، وهناك سألني الدكتور: ما اسمك يا روحي؟ قلت: أنت قلت اسمي، اعتبرني مجنوناً، وفعلا أنا روحي، من أقربائي هاني القدومي الذي كان من مرافقي الشيخ عبدالله المبارك الصباح.
وعن الدراسة قال: درست في مدينة القمح والبرتقال والسمسم والقطن والجلود، مدينة احتلها نابوليون عام 1799، بالقرب من يافا مدينتي حبيبتي، تعلمت حتى الصف الرابع، وإثر الظلم الذي كنا نشهده، ذهبت إلى مدينة في فلسطين الوسطى بجوارها بئر يعقوب وجبل جز يزيم هي مدينة نابلس، ومن ثم إلى الكويت الآمنة مع والدي ووالدتي عام 1950، وكانت تقول والدتي: «الله يرضى عليك يا روحي كلما رمشت عينيك»، وأنا دفنتها بيدي في الصليبخات.
وأما والدي فكان يصارع الموت في المستشفى الصدري، وكنت القنه الشهادتين، وآخر كلمة قالها لي: يا روحي «أشهد انك قمت بحالي وانا كبير، واشهد انني قمت فيك وانت صغير»، وهذه الشهادة اعتز بها، وهي الشفاعة ليوم الآخرة، رضا الله من رضا الوالدين.
واضاف: واما الوراثة المتعبة التي قضت على اولادي، فهي ان والدة زوجتي تحمل أمراضا وراثية فانتقلت الى ابنتها، عندما يبلغ اولادنا الثلاثين سنة من العمر وهم في عز شبابهم يتوفاهم الله تعالى، واحدهم «مصعب» عولج في لندن على نفقة المغفور له الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح، واحدهم عالجته في اسرائيل، ولكن البروفسور قال لي هذا مرض بالوراثة لا علاج له، رجعت به الى الكويت، 4 أولاد اعمارهم بعمر الزهور، شباب دفنتهم في الكويت، سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري، واصبر حتى يحكم الله في امري، واصبر حتى يعلم الصبر انني صبرت على شيء امر من الصبر، والآن الذي ابقاه الله لي هو ابني الوحيد «شرحبيل» هو الباقي. ثم قال: اكثر من نصف قرن ابو شرحبيل واسرته في خدمة الكويت، ولا تقدير لهم، الا يستحقون الاقامة الدائمة؟ فنحن احق من كثيرين منحوا الجنسية بعد الغزو.

بداية العمل في النفط
ثم تحدث روحي عن عمله في شركة نفط الكويت المحدودة التي تأسست عام 1934 التي منحت للشركة البريطانية التنقيب عن النفط: حفرت اول بئر في البحرة سنة 1936، وللمعلومات جاء التنقيب عن النفط بعد البحرة كالتالي: الصابرية عام 1937، ثم البرقان 1938، ثم المقوع 1951، ثم الاحمدي 1953، والوفرة 1953، والروضتين 1954 والمناقيش 1959 وام قدير 1962، وانا عملت في تنظيف الصهاريج الكبيرة الأربعة المشهورة، وبنيت حولها جزيرة من «القار او الكار».. من مشتقات النفط تعبد به الطرقات، وعمال المشروع كانوا من الحجاج القادمين من بلادهم قبل الذهاب الى الحج، جمعتهم وعملوا في بناء الجزيرة الاسفلتية لمدة 3 اسابيع ثم غادروا.
واضاف: بعد ان استلمت الحكومة الكويتية المناقصات من الانكليز تدخلت الواسطات، فاخرجوني منها فعملت في المعارف وخرجت بلا نصيب. بعدها بدأت ببيع البهجة والحسن، فقضيت عمري بتجارة الزهور بين الرونق والبياض والأحمر الزاهي، والاصفر والبنفسجي، وانا الآن بين الاغصان التي تتناسل وتتفتح من برعم، منذ عام 1970 وانا بين هذا الجو الرومانسي الجميل، اضع زهرة في اناء وانقلها الى اخر وهكذا...
ويضيف روحي: محلي كان قبل 38 سنة تقريبا في شارع السور مقابل دروازة الجهراء نهاية شارع فهد السالم، وانتقلت الآن الى عمارة ثنيان الغانم المشهورة بعمارة الروزرايس، لكن محلي للزهور بلا زهور، اني استوردها وابيعها بالجملة على الفنادق والمحلات الكبيرة.
واستطرد قائلا: زهور تتلألأ جمالا وفي الوقت نفسه هي علاج كالقرنفل، وموطن هذا النبات الهند والصين، زهرة القرنفل زيتها مسكن لآلام الأسنان، وعلاج لقشرة الرأس، يقوي الشعر، شراب القرنفل طارد للغازات، ومطهر معوي، ويقوي القلب، مهضم، وكان الآباء والأجداد يصفون القرنفل كمطهر، ومعقم ومخدر، وهو يشفي القروح، الزهور تتلألآ في الغذاء أيضا في صنع الحلويات والمخللات والصلصات وتدخل في صناعة العطور، وفي تعطير الصابون، والزهور تتلألأ في عالم الأدوية، ومن أجل الصحة ومحاربة المرض.
ويقول: الكويتيات كن يتفنن بالزهور فيصنعن الرشوش وهو خليط من الزعفران والهيل والقرنفل والمحلب والصندل يسحق بالماء وتمسح به المرأة شعرها لتفوح رائحة طيبة ثم تجدله ظفائر.
وعن حركة البيع قال: كل شهر أبيع بقيمة 8000 دينار من الزهور المتنوعة، والكويتيون يعشقون الجوري والقرنفل، وزهرة الكيليوم، وكرننتيم، وأستاركينز.

السكن في حوش عربي
وتحدث روحي عن سكنه منذ 1950 في المرقاب فقال: سكنت في حوش عبارة عن ساحة المنزل، وبالقرب منه كان هناك حوش للغنم والدجاج، وحوش سكننا عبارة عن 4 غرف، ويقولون أنت ساكن في حوش عربي أي «بيت عربي» وكانت الطرق ضيقة وغير مرصوفة، وكنا مع جيراننا كأننا أسرة واحدة، شعرت بالوفاء والحرص علينا، والروح العالية كلها مودة وأخوة الجيران يتآزرون في الأزمات، وأهل المرقاب اشتهروا بالفزعة، وفريج المرقاب من أكبر الفرجان السكنية في الكويت، وأول ثانوية فيها افتتحت عام 1959، وبالقرب من حوشنا ناد رياضي تأسس بعد 4 سنوات من السكن أي في عام 1954م.
وذكر روحي «إمحكر الحمام» على السطح وهو موضع معد من الصناديق لتربية الحمام، كما لم ينس الجليب فيه وسطح الحوش وبجانبه بالوعة الزاد (الطعام).
وأضاف: لا ماء ولا كهرباء في الليل نعتمد على «تريك المعاريس» الذي كان يعمل بالكيروسين، وكيس حريري أبيض يتوسط زجاجة الإشتعال الإسطوانية.
ومرت ذاكرة روحي على غرفة الجلوس وهي عبارة عن تكية نتكئ عليها ونتخذها للنوم وهي عبارة عن قماش المريكن محشو بالقطن، ويغطى بكيس آخر من القماش الملون. فتذكر البساط المنسوج من الليف، ويعتقد أنه من ليف جوز الهند، أغلب منازل أهل الكويت والمساجد تستعمل هذا «جودري» الذي يجلب من الهند وكان الحصير المنسوج من الخوص هو فراشنا، والسراج لا غنى عنه الذي يسمى «الفنر»، وكنا نعلق ملابسنا على «أغدان» وهو حبل طويل يوضع بين الجدارين من جهة العرض.
وقال روحي: كان الكندري يوصل لنا الماء من البركة العمومية الى البرمة (وعاء فخاري يتسع لخمسة غالونات)، وللحب دور كبير في حفظ الماء للشراب، وكان ترشيحه في اناء تحته، وماء الحب المنقوط انظف من ماء الحب، وكان حجمه يتناسب مع عددنا.
وكنا نضع قطعة قطن تحت البرمة ونلتقط النقاط التي تتساقط من القطن، وكنت اسمع اصوات الفئران في هذا الحوش وحول القمامة، وهذا الحوش كان ايجاره 40 روبية على 6 اشخاص، انتقلت منه الى حولي بعد هدم المرقاب، وكان ايجار البيت 150 روبية، ومكون من 4 غرف لانه بيت جديد.

التمر ضيف يومي
وتحدث روحي عن وجباته اليومية التي كان التمر فيها غذاءه اليومي، قال: عرفناه منذ خمسة آلاف سنة، رافقنا على مر التاريخ، كان التمر بالغ الاهمية في الكويت، وكان موجوداً طوال العام، وقد اتخذته مادة اساسية لغذائي مع الزبد والخبز مفرداً، وكان سوق البلح والتمر اذكر: تمر برحي، لولوي، اخلاص، سعمدان، يوزي، حلاوي، وحتى التمر الرديء لا يرمى بل يقدم للبهائم، مثل: شيص، وخندريس، وحشف، وحويل، وكانت الديرة غنية بالتمر يصلها من البصرة والاحساء والقطيف وايران، كنت اشتري واشارك الركوك والكلال، وخصوصاً التمر المسمسم، وكنا نعتقد قديماً ان التمر لا يصاب بالتسمم كباقي الاطعمة، وسمعت كثيرا من الكويتيين ويكررون قولهم: «التمرة ما يضرها اللاحوس»، والفائدة الكبرى من التمر كما شعرت به انه مؤخر لمظاهر الشيخوخة.
ويتغدى روحي بعد التمر على اكلة اساسية ثانية لا غيرها، الاسماك البحرية، الفاضلة المحمودة في الكويت، اصناف السمك كثيرة منها، فاضل، محمود، لطيف، والطري منه بارد رطب.
وقال: كنا نشويه فهو الاغنى غذاء وسهل الهضم، واتذكر في بداية الخمسينات انه ما كان يدخل فمي غير التمر والسمك، واهم هذه الاسماك التي كانت في سوق الكويت: مزيزي، فسكر، عندق، جم، حف، شيم، هامور، قطوه، يميام، صبور الاسم العلمي له ‍Hilsa iliha، ستعدي، بياح، حمرا، زبيدي اسمه العلمي pampus argenteus.
وقال روحي: اسماك فاضلة محمودة لا انساها مثل: خوفعة وحد وسكن souoline هو عوم.

القطة الوفية
وفي الختام روى روحي قصة القطة التي كانت تحوم حولنا اثناء اللقاء، ذكرتي بكطوة شيرازية ونحن صغار، وكطو مطابخ، وكلما اقتربت مني قلت لها «ت.تّ»، كلمة كنا نطرد بها القط، وتذكرت ايضا «حنا جماعة والقطيو بروحه ياربي تأخذ روحه بروحه».
قال: القطة هذه ولدت في هذا المحل لبيع الزهور مرتين في كل مرة تعطينا 6 قطط، وهي تعرف ما اقول لها، خاصة عندما اقول لها «تعالي معي لنتناول الطعام، تمشي وتصل قبلي، قطتي تعرف اللغة العربية الفصحى فقط، لونها ذهبي ولا خوف منها، لأن الكويتي يخاف من القط الكبير الشرس والمسحور خاصة الأسود، وانا منذ 1950 في الكويت اعرف قصة «الكطاوة» وخوف البعض منها، يقولون اذا وضعت المسحورة في غرفة وقفل عليها تجدها في الصباح فوق السطح، واذا شاهدتها يجب ان تقول «بسم الله الرحمن الرحيم»، وقطتي هذه لا ينطبق عليها المثل: «اذا غاب الكطو العب يا فار» او «رزق الكطاوة على الخاملات»، وقالوا لنا الكطوة تأكل عيالها اذا جاعت، وقطتي ما اكلت عيالها، وللقط سبع ارواح ايضا لا اصدق لأن الروح واحدة، ولم يبق لي الا واحدة وكلها ماتت، اين الارواح السبع؟
وكان روحي يقدم لها الطعام اثناء اللقاء حتى تبتعد عني، ولكنها احذت تحوم داخل المحل وحولي.

محمد روحي عام 1979 في محل الزهور القبس







23-06-2011, 07:39 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
الكندري: القديم زينة الجديد



فيصل الكندري أمام مدخل منزله


كتب جاسم عباس:
بيوتنا مليئة بذخائر من المأثورات الشعبية، لكنها بعيدة عن اهتمام المسؤولين جمعها محبوها من آبائهم واجدادهم، ومن جهودهم الخاصة، وحافظوا عليها وابرزوها لينقلوا الى الاجيال الجديدة صورة عن الحياة قبل ظهور النفط من معاملات وعادات اجتماعية وتقاليد، وايضا لمحة عن مساكن الاجداد وحرفهم وادواتهم وزينة بيوتهم، انها ثقافة متكاملة لمعرفة الماضي.

حول اهمية المحافظة على التراث التقينا هاوي التراث الكويتي فيصل الكندري الذي جعل بيته الحديث يعكس صورة القديم بكل معانيه، قال:
ـــ مرت الكويت بمراحل حضارية متنوعة، وفي بيتي قطع استخدمها آبائي واجدادي من قبل 150 سنة.
انا من الذين يعشقون الموروث الكويتي، فكل شيء في منزلي كويتي، وقد وزعت كل مقتنياتي في مختلف ارجاء البيت: المطبخ وغرفة الطعام والصالة وغرفة النوم والديوانية والمداخل والممرات.
واضاف ابوفهد:
ـــ ورثت العديد من القطع التراثية من والدي ووالدتي، اللذين كانا يحفظان كل قطعة. وسلكت طريقهما نفسه منذ صغري، حتى اصبح بيتي ملتقى للاحبة وعشاق القديم.وللاسف لا يوجد من يشجع على المحافظة على التراث والاهتمام به، حتى مناهجنا الدراسية اهملت ماضينا. نريد جهة تدعم جمع القطع القديمة لانها تمثل نكهة الماضي، وهي شاهدة على اصالة اجدادنا.
الماضي عند الكندري
وعن مقتنياته قال ابوفهد:
ـــ «چولة ام كلاص» اقدم چولة كاز عرفتها الكويت، سميت بالكلاص لان رقبتها تشبه الكاس، عمرها 105 سنوات. وهذا المنحاز يعود الى 1920م، ومصنوع من الاشجار الضخمة وله يد طويلة من الخشب. استخدمته جدتي في دق الحبوب قبل شهر رمضان المبارك «ما احلى الهريس من المنحاز».
وتوقف الكندري عند صندوق حديدي قديم يعود الى العام 1930 كان يأخذه والده معه في الغوص والاسفار، وايضا عن سلة روط من اعواد شجر الرمان صنعت في الهند، استخدمتها والدته وجدته لحفظ الملابس المستخدمة يوميا، وكانت توضع فوق الصندوق المبيت. اما البشتخته فهي صندوق خشبي داخله خانات مقسمة، كان والد الكندري، الذي يوزع الماء على البيوت، يحفظ فيها بعض اوراقه الخاصة لحسابات المستفيدين من الماء.
وتابع الكندري جولته بين قطعه المفضلة، واضاف قائلا:
ـــ عندي الكثير من القطع النادرة فهذه «صحون ام بنت» وهي من اقدم صحون الشاي، وعليها صورة بنت. وهناك صحون علم الكويت السابق.
وهذه الرحى من الحجر مصنوعة على شكل دائري وتطحن فيها الحبوب، وكان من يصلحها وينغزها لكي تصبح خشنة يسمى «النكاس».
وفي زاوية البيت اداة طولها 40 سم بها فتة تسمى «الاطرمة» أو قوطي الجاز وتستخدم لحفظ واخراج الكيروسين، ومطارة ام نسر التي تعود الى بداية الثلاثينات وكان جدي يحفظ فيها الثلج، وهي من اقدم مطارات الكويت. وهذه زجاجات لمشروبات غازية قديمة، منها زجاجة النامليت ام تيلة يتم ضغطها الى الاسفل فيشرب المشروب، وهذه زجاجة زمزم وسينالكو، وبوشي كولا، وكيتي، والصباح ووليامس وعنبر.
واصطحبني ابوفهد الى غرفة الطعام حيث وضعت صوان صينية باحجام مختلفة مع الاباريق الصينية.
وعلى الدرج الذي يؤدي الى الطابق العلوي وضع الكندري دراجة 3 عجلات وعربة طفل تعود الى العام 1950م، وحقيبة قديمة لوالده رحمه الله كتب بداخلها «يعيش عبدالله السالم ويسقط قاسم العراق»، بالاضافة الى فخ مدور ومربع لصيد الطيور، وراديو قديم، وبشتخته واسطوانات وبوق للصوت، وواحدة من اقدم البشتختات وتسمى «بشتخته ام جلب» (اي ام كلب).
ركن الحلويات
وفي منزل الكندري ركن للاواني التي تحفظ فيها الحلويات وعلب فارغة من الشوكولاتة «ماكونتوش» كان الكويتي يسميها بـ«ابوبقرة»، وعنها قال ابوفهد:
ـــ كان وكيل الحلويات مراد اشكناني، وقدم لي من كرم ضيافته بامية وسمسمية وسمبوسة من الحلويات.
واشار ابوفهد الى تلفون ابوعلمين، والى ماكينة خياطة من منتصف الاربعينات تلقتها والدته هدية، والى تشكيلة من المباخر كانت تستخدم، وما زالت، للبخور والطيب، وتوقف عند مبخرة معينة وقال ان جدته كانت تبخر بها جده قبل خروجه من البيت.
ثم تابع جولته ليشير الى مفاتيح للابواب الداخلية والخارجية، واقفال قديمة استخدمت قبل 70 – 80 سنة، ودفاتر لمعارف الكويت، ومطارة ربل، ومطارة شراع من قماش الكتان (طربال) لتبريد الماء، ومطارة لوالده وارد «الهدلق».
الركن البحري
وفي بيت ابوفهد الكندري ركن خاص لادوات البحارة الغواصة وصيادي السمك قال:
ـــ هذا «لنج» صغير نموذج لما كان يصنعه الآباء، وهو سفينة ذات شراع أو شراعين تدار بالمحرك.
والكويتي ايام زمان كان يصنعه من رؤوس سعف النخل الذي يسمى «كرب»، وكان يأتي من البصرة وايران مقطعا.
وتحدث عن قطعة اخرى في الركن البحري قائلا:
ـــ «ديين» سلة يعلقها الغواص في رقبته ليجمع فيها المحار، وهي مصنوعة من الحبال الرفيعة، ولها فتحات تسمح بمرور الماء، وهناك مسلات الخطرة وهي اعواد من البامبو أو الخيزران لجمع السمك داخل الحظرة.
وفي الركن البحري يوجد كركور، أو قفص من الاسلاك الحديدية على شكل نصف كروي، يشبه السلة، يدخل فيه السمك ويصعب خروجه منه. وكان والدي واهلي يستخدمونه قبل 80 عاما.
أمنيات
واخيرا قال الكندري عن امنياته:
ـــ كل ما اتمناه ان لا يضيع التراث الكويتي مع التطور، وان نحافظ على الادوات الشعبية، فتدخل ضمن المناهج المدرسية. واتمنى ان يكون في كل مدرسة متحف صغير للقطع القديمة أو صور عنها. واشكر كل من يهتم بالقديم، خاصة جريدة «القبس» التي تذكرنا دائما بالماضي. واتمنى من الآباء ان يحثوا اولادهم على هواية حفظ المقتنيات القديمة لان الذي «ماله اول، ماله تالي».

معـنى كلمـة كنــدري

عن معنى كلمة كندري قال ابوفهد:
ـــ كان والدي رحمه الله من الكنادرة الذين ينقلون الماء الى البيوت على اكتافهم، فكلمة الكندري تعني «السقاء» الذي يحمل الماء العذب، وكان رقمه في البلدية على قطعة حديدية 341.
وانا اعتز بهذه اللوحة لان والدي يظهر فيها وعلى كتفيه عصا تتدلى من طرفيها تنكتان من الماء قبل ان يعرف اهل الكويت العربات التي كان يدفعها المهارى.
وكان الماء العذب يجلب من شط العرب بواسطة اسطول من اربعين سفينة، وتفرغ المياه في بركة غنيم على الفرضة (السيف)، وبركة اخرى في الشرق، والثالثة في المرقاب، والرابعة في الصالحية، وكان السقاؤون يتولون نقل المياه.ولندرة الماء كان يستخدم للشرب والطبخ فقط، اما غسل الاواني والاجسام فمن مياه الآبار المالحة التي لا يخلو منها بيت، واما الملابس فتغسل بمياه البحر.
وكان الكندري يملاء الماء بالعلب من السفن القادمة من شط العرب، وكان يصعد على متنها ويصل الى «الفنطاس» وهو خزان من الخشب الموجود في جوق السفينة، وهو يصيح «شوط.. شوط»، وكان سعر التنكة الواحدة حوالي «آنتين» إلى ثلاث آنات، وكل تنكة تسع حوالي 4 غالونات اي 18 لترا.







ماكينة خياطة لوحة الأسرة الحاكمة حتى 1957




شولة (چولة) أم كلاس





لوحة نادرة يبدو فيها والد فيصل الكندري في المقدمة



ركنان من متحفه المنزلي القبس








23-06-2011, 08:44 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
صفحات من الذاكرة د. صالح الحربي: سبقنا المنطقة في قانون الغوص
د. صالح الحربي
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..
في مستهل لقائنا مع الدكتور صالح حمدان الحربي مستشار الموسيقى والتراث الشعبي قال: درست الحالة الاجتماعية للإنسان الكويتي في مجتمع اللؤلؤ والاسفار، وعرفت كيف استطاع العيش مع هذا المناخ وطور نفسه، وللأسف كل الدراسات كانت حول الموسيقى والآلات، ولكن قمت بدراسة عن الكويتي الذي ابدع الموسيقى، وصنع الآلات في فترة البحر، وسخر المنطقة لنفسه، صنع السفينة وأدوات الصيد، وضع الظهير لنفسه وهو البحر، الإنسان الكويتي ترك لنا ابداعات كثيرة منها:
الشعر، والموسيقى، والغناء، والآلات، وكل انواع الفنون الطربية والعملية، هذا الانسان كوّن مجتمعا بحريا خاصا به.
وقال د. صالح: وضع الكويتي القواعد الاساسية الرئيسية صنع طبقة من التجار والطواشين، والنواخذة، وفصل العاملين على ظهر السفينة الى اقسام ورتبهم بترتيب المجتمع نفسه، وعرف ان البحار هو «بحار» مهما يكن، واذا تقدم اصبح مجدميا اي رئيس البحارة والمسؤول عن العمل في السفنة، واذا مرض النوخذة يكون هو النوخذة، ولكنه يبقى مع الازار والفانيلة البيضاء، خلق طبقات من غير قصد كل حسب قدره، وكل طبقة لها ميزان وحسابات مثل: السيب، والغيص، والرضيف، والعزال. ماذا عمل هذا المجتمع في البحر حتى حافظ على كينونته وشكله؟، وماذا عمل ليحافظ على نفسه وعلى السفينة؟، كل مجتمع له طبقات في اعماله عدا المرأة التي تعتبر هي الحامية على الارض.
الكويت سارت على هذه الطريقة منذ مئات السنين.

قانون الغوص
وتحدث د. صالح عن 51 مادة في قوانين الغوص، واول قانون الذي حكم هذه المهنة ونظم معاملات العاملين صدر في 1940م، والذي يتناول كل جزئية من هذا التعامل من نظام السفر والتأخر عنه والس.لف (الدين) ونظام دفعها، والمرض والوفاة، وحالات العجز، وهذا القانون يعتبر كويتيا 100% وعمل به، ولكن البحرين سبقتنا بتطبيقه مثل الدين لا يورث في البحرين، وعندنا يورث، والعاملون في سفينة الغوص ينقسمون الى ثلاثة اقسام هي:
ــ غائص: الذي يخرج المحار من البحر.
ــ سيب: وهو الذي عليه تكاليف السفينة.
ــ رضيف: عليه تكاليف نصف ما على السيب.
هذه القوانين، خاصة «الارث»، تدل على ان المجتمع الكويتي صحراوي والزراعة قليلة، فاتجاهنا الى البحر للحصول على الارزاق ــ عكس البحريني فهو مجتمع زراعي، بعدها اتجه الى البحر
فتكون قوانينه اخف وأسهل من الكويتي، وحتى صوت النهام أجمل وأوضح لان الظروف البيئية تختلف عنا، لانه مجتمع زراعي، كوّن جلسات بينهم فيها تآلف ووحدة وتفاهم وتكون اللقاءات يومية، وعادة المجتمع الصحراوي لا توجد فيه الالفة الا القليل، واذا انتهى من الغوص ذهب الى السفر الطويل، والتأثير البيئي البحريني واضح وكبير جدا.

النهام
وقال الحربي «يطلق بحارة الخليج العربي على المغني الذي يؤدي اغاني البحر، والذي يصاحب البحارة في اغانيه النهام، وهو مشتق من كلمة نهم والتي تطلق على الصوت الذي يعبر عن الضجر، كما تطلق أيضا على صوت الاسد والفيل، ولهذا فالنهام يمتاز بقوة الاداء وحلاوة الصوت وحفظ الكثير من الشعر.
وأطلق اسم النهمة على كل اشكال اغاني البحر، والنهم هو نوع من الدعاء اختطه البحارة ليعبر عن كثير من حالاتهم النفسية وللتخفيف عن متاعب المهنة وآلامها.
وذكر الحربي ان النهمة ترتبط اساسا بالعمل على السفينة، ولذا فلها قواعد ثابتة وخاصة بالاداء، فكل اغنية لها الشكل والعمل المناسبان التي تؤدى اثناءهما، فالعمل المؤدى اثناء الاشرعة وانزالها له ضوابط غنائية محددة لرفع الشراع (خطف الشراع) يطلق على هذا الاداء، ويختلف عن الادائي وسرعة الرياح، وايضا بحسب نوع الشراع فهناك «العود»، و«القلمي» و «خطفة البومية»، و «الجيب» واطلقوا مسمياتها على انواع الغناء اثناء اداء العمل برفع الشراع.
ويضيف الحربي «هناك اعمال كثيرة تؤدى على سطح السفينة آخذة مسمياتها الغنائية ويقوم النهام بأدائها مثل فجر المجاديف (جر المجداف) والنهام يقوم بمساعدة البحارة على اداء عملهم سواء على سطح السفينة او خارجها، كما يقدم الاغاني الترفيهية لاداء عمل بسيط كطوي الشراع، والترويح عن النفس بعد المشقة مثل غناء الحدادي واليامال».

الشعر الغنائي
وذكر د. صالح الزهيري نمطا شعريا استخدمه البحارة في اغانيهم، يعتقد انه يرجع في اصله الى ملا جادر الزهيري في العراق، وان كانت هناك نماذج كثيرة اقدم مما اختطه ملا جادر، ولعل الفضل يرجع له في تشذيبه وتدوينه وتأليف انماط كثيرة منه، واستخدم شعر الزهيري بالاغاني ذات الزمن الثابت كجر المجاديف مثلا، كما استخدموه في بعض الاغاني الترفيهية: مثل الحدادي والفجري، وظهرت انواع كثيرة من الشعر الزهيري واستخدموها في
أغانيهم، ولهذا ظهر منها: السباعي والسداسي، والخماسي الشطرات.
«دمعي تحدر على وجناي وأستاهل
وهلال سعدي أبد ما بان وأستاهل
هذا جزا مع رابع الانذال يستاهل
رابعت صاحب ذهب اليوم فضة قلب
ان كان هذا وذا يطلع لي قلب
أنا الذي استحق الصلب واستاهل»
يمتاز هذا الشطر السداسي بتوجيه القوافي للأبيات الثلاثة الأولى، بينما البيتان الرابع والخامس لهما قافية واحدة، وتعود القافية الأولى في البيت السادس، وتعتبر القفل للأبيات.
وقال د. الحربي: هناك نوع آخر يستخدمه البحارة في غنائهم وهذا الشكل الشعري يسمى «المويلي»، وهو يختلف عن «الزهيري» بأشكاله المتعددة وقوافيه الثابتة، كما يختلف عنه بطريقة وظروف أدائه العملية على سطح السفينة، ويمتاز غناء المويلي بالدعاء والشكر لله تعالى، كما يستهل عادة بالصلاة والسلام على الرسول الكريم، وقد جرت العادة أثناء غناء «المويلي» أن يقوم بغنائه عدة نهامين، يبدأ عادة غناؤهم بالدعاء والشكر، يجاوبهم بقية البحارة بترديد التحية لتساعدهم على سهولة العمل والتخفيف عن عنائه، خاصة اثناء رفع الشراع الذي يتطلب مجهوداً شاقاً، وذلك لكبر حجمه وثقله فيغني النهامة:
«صلوا على النبي
ربي كريم ستار
تعلم بحالي والأسرار
سبحان ربي هدانا
اللي هدانا على الدين
احنا ضعاف مساكين
مولاي نظرتك في العين
توفي ديون علينا
الأولى والتوالي
ياموفي الدين يا الله»
وتمتاز بعض أغاني البحر بالغناء الجماعي، ويطلق عليه البحارة «شيلة» تغنى عادة اثناء العمل سواء نقل الأمتعة أو تحريك السفينة، خاصة عندما تغوص في الرمال والطين، لبث روح التعاون.

تأثر بالحضارات
ولقد تأثرت هذه الأغاني بأغاني الحضارات الأخرى من خلال رحلات السفر التجارية، وساهم البحارة في الاحتكاك بالشعوب خاصة الهندية والافريقية وبالذات سواحل شرق افريقيا، لدرجة اننا من الطبيعي ان نجد البحار يتحدث بسهولة وبكل وضوح في هاتين اللغتين، حيث نقلوا الكثير من الكلمات والتعابر الأجنبية إلى لغتهم وأغانيهم بعد ان حوروها وصبغوا عليها الطابع العربي المحلي، فتسمع النوخذة وهو يقول لبحارته العرب «هير ياسي» حتى يخفضوا الشراع، وهي هندية أو من شرق افريقيا على أكثر تقدير:
«سي يا سي دايم الله
البحر أسود الدايم الله»
وكلمة «سي يا سي» من أصل سواحل شرق افريقيا ويقولها الافريقيون في صلواتهم، وفي بعض الأحيان يصاحب الكلمات العربية مصطلحات أجنبية: يالكاجوري طيح لنا الأنجر
لا يحتوي هذا المقطع الا على كلمة واحدة «طيح» التي تعني «رمى»، اما الكاجوري فهي كلمة هندية تعني التمر، والانجر تعني المرساة في الهندية ايضا، ويكون المعنى ان التمر قد القى المرساة. ويبرز هذا التعبير رغبة البحارة في رؤية المرساة وهي ترمى قبل تفريغ شحنة التمر حتى يستريح من عناء الرحلة الطويلة التي تبدأ من شط العرب في العراق الى سواحل الهند، وهناك ايضا دخول كلمات اجنبية على اللغة العربية نذكر منها هذا المقطع التالي:
«الصومالي باع كوته واشتراله كوت ثاني»
اي الصومالي قد باع معطفه واشترى لنفسه معطفا آخر.
وعن الآلات تحدث د. صالح قائلا:
اما آلات الغناء فهي نوعان من الآلات الموسيقية التي تصاحب الغناء البحري الكويتي:
أولا: الآلات الايقاعية التي لا تحتاج الى الضبط فقط الربط وشد الحبال، ومن اهمها «الطار» وهي آلة تتكون من حزام خشبي دائري مشدودة عليه رقعة من الجلد المدبوغ، وهي آلة اساس الايقاع، واكثر انتشارا في المنطقة، وخشب الطار يستورد من الهند، وهي من الآلات العربية القديمة التي مازالت تستخدم في ارجاء الخليج العربي.
وآلة ثانية من آلات الغناء «آلات الاحتكاك» من اهمها آلة الصونج او الطويسات كما تسمى محليا، تتكون من صفيحتين برونزيتين على شكل دائرة مسطحة ولا تعتبر آلة الطويسات من بيئتنا، ولكن من الرحلات والاسفار الى الهند وغيرها عرفناها واستخدمناها للزخرفة الايقاعية.
والثالثة، الآلات التي تستخدم العصا الخشبية اهمها: الطبل، وهو من الآلات الايقاعية في الغناء البحري، ولاهميته فقد استطاع البحارة استنباط نوعين من الطبول «حبل الراس» و«الطبل الصغير» يطلق عليه الطبل الخماري الذي يشد بالحبال، ومن جلد البقر لقوة تحمله ضرب العصا، اما الطارات فمن جلود الاغنام.
والآلة الرابعة، الهاون، وهو آلة تستخدم لدق الحبوب، استطاع الفنان الكويتي ان يسخر نغماته في اغانيه يوضع الهاون بين الرجلين مع استخدام عصوين رقيقتين بالدق على جانبي آلة الهاون.
وذكر الحربي الآلة الخامسة (الصوناي) وهي آلة نفخ واحدة خشبية من الهند، وانهم سمعوه في المعابد وطوروه، ويعزف الصوناي الحان «السنجني» والشبيشي، ويتطلب نفخا قويا ومهارة خاصة بالعزف.
والسادسة هي اليحلة او الجحلة، وهي وعاء اصلا لشرب الماء على السفينة، وبعد ان تفرغ يضرب عليها. وهي من اجمل الآلات في الكويت، وتعبر عن مسيرة السفينة في البحر، وصوت اليحلة يعبر عن اصوات الامواج، ولكي يحصل العازف على الصوت الحاد فانه يضرب على وسط الجحلة واصواتها هي «الدوم تك والتك» هي اصوات مألوفة في الاذن العربية.
والمرواس آلة معروفة كثيرا عند اهل الخليج، ويستخدم في المقام الاول في اغاني السمر لمصاحبة آلة العود، وهو عبارة عن اسطوانة تشد من جانبيها بالجلد وتسهم الحبال في شدها، وتسمى عملية «الشياح»، وفي البحر يساعد المرواس آلة الطبل في الاداء.
وقال: غناء بحري من اغاني السفر يؤدى عند انزال او سحب السفينة، او عقب الانتهاء من طلاء السفينة بالشونة اسمه الستكيني وهو مزيج من الالحان الهندية والافريقية، صقله الكويتي بطابع خاص يغنيه النهام واصل الكلمة الايقاع الثقيل
والميزان والصوت الثقيل أيضاً، والسنكيني من أصعب الايقاعات الكويتية والبحرينية، ولأن الموسيقى له (16 درجة) وقف عند هذا الرقم، ولا يستطيع الزيادة خوفاً من الخلل في الميزان الموسيقي، ولكن عندنا في السنكيني (32 درجة)، ماذا يحمل هذا الإنسان (النهام) من القوة، أنا أعتبر هذا اعجازا، وللأسف لا يوجد من يهتم بهذه الاعجازات الموسيقية الخاصة بالبحرية الكويتية، وهذا البحار يقوم بتشكيلات فائقة حتى عند التصفيق ورنة الهاون، لأن لديه زمناً طويلاً في البحر والسنكيني من الأعمال الخالدة، واذا استغل لنصل إلى المستوى العالمي، يجب ان يدرس الفن الكويتي، وفي الكويت لدينا 25 صوتاً، وللأسف اختصر إلى صوت شامي وعربي، وتخلصنا من بقية الأصوات، ولا يوجد صوت «عدني»، العدنيون أخذوا الأصوات من البحارة الكويتيين، ولكنهم طوروها، وأدخلوا آلات سمي بالصوت العدني، ولا توجد عندنا ألحان هندية رغم الاسفار والاحتكاك، ولكن جاء المرحوم عبدالله الفرج وغنى «ملك الغرام» فقرة واحدة فيها روح هندية لأنه عاش هناك فترة طويلة، ولكن اللحن والايقاع كويتي 100%، وللأسف الناس دائماً تحب أن تشكك، الليوه والطنبورة من افريقيا، والهبان من برفارس خاصة من «الهولة» وهي قبيلة عربية.


النهامون الكويتيون
1 ــ فرحان أبو هيلة
2 ــ سليمان العزير
3 ــ سلطان بن دليم
4 ــ صالح بوكحيل
5 ــ سعد بن فايز
6 ــ عبدالله اليحيي
7 ــ نخيت بن بشير
8 ــ سالم المرطي
9 ــ عبدالعزيز الدويش
10 ــ حسين الملا
11 ــ جوهر عبدالمسيح
12 ــ ملا فرج بن هندي
13 ــ عامر الدرويش
14 ــ محمد القشطي
15 ــ عثمان الدراعة
16 ــ راشد الجيماز
17 ــ عبدالله بن عاصي
18 ــ أحمد العماني
19 ــ سعد العبكل
20 ــ يعقوب كحيل
21 ــ سعود صرام
22 ــ سعود الغرير

الغناء البحري للراحة آلات الغناء البحري الضرب على اليحلة القبس








25-06-2011, 09:20 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
سيرة تاريخ استكملها ابناؤه الاستاد عبدالله بن محمد

• بوم المهلب عند انزاله الى البحر سنة 1937..ويبدو المعتمد البريطاني واقفا في يمين الصورة
بقلم: الباحث قصي عبدالحميد الأسود
عبدالله بن محمد الاستاد من جيل الاستادية الكبار الذين كانوا بمنزلة الآباء الروحيين والمعلمين لمن أتى بعدهم من القلاليف والاستادية في بدايات القرن الماضي. لا نعلم الكثير عن تفاصيل حياة هذا الاستاد الكبير إلا ما يتذكره حفيده العم الحاج جاسم محمد عبدالله بن محمد الاستاد ــ أمد الله في عمره ــ حين سألته عما يتذكره عن جده فقال: «كنت صغيرا جدا حينما ترك جدي العمل في صناعة السفن وقد كان من عادته الجلوس صباحا مع مجموعة من أصدقائه من جيله عند بيت الحاج حبيب بن كرم وكنت اذهب اليه بقرشة الماي ودلة القهوة، وكان ممن يجالسه الحاج ــ المرحوم ــ عبدالله بن علي بن غانم والحاج ــ المرحوم ــ علي حسين بن منصور». ويقول: لقد جرت العادة في ذلك المكان وفي ايام الجمع وهي عطلة القلاليف ان يقام مزاد على عدة القلاف المتوفى بعد وفاته، فيأتي الناس، وخصوصا القلاليف فيختار كل منهم ما يحتاجه من العدة المعروضة، ليزايد في سعرها للحصول عليها، وعادة ما تكون تلك العدة من النوعية الجيدة الصنع والاداء تبعا لبراعة القلاف واعتزازه بعدته التي يعمل بها طوال حياته في المهنة.

بدا عبدالله بن محمد حياته في العمل كقلاف في عمارة عمه حجي سلمان الاستاد الكبير المعروف، وسافر كاستاد في بغلة النوخذة عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي (البدري). وشارك كقلاف مع حجي سلمان في صناعة العديد من السفن التي كان ابرزها بوم بن رشدان عام 1914 وبوم ولد مبارك 4000 منّ عام 1916. وبعد سنين من العمل مع الاستاد حجي سلمان الذي توفي عام 1918 استقل الاستاد عبدالله بن محمد بنفسه واصبح يعمل كاستاد في عمارة ابن عمه الحاج الاستاد احمد بن سلمان وخارجها. وقد اشتهر الاستاد عبدالله بن محمد بصناعة انواع عديدة من السفن واكثرها ابوام السفر وهي عادة ما تكون اكبر من غيرها من الانواع. ومن ابرز ابوام السفر التي قام بصنعها الاستاد عبدالله بن محمد، الآتي:
ـ بوم «نايف» حمال 3000 منّ للمرحوم ثنيان الغانم، وقد ركب عليه ــ المرحوم ــ النوخذة راشد علي محمد المبارك.
ـ بوم «سهيل» وحمولته قرابة 2500 منّ للمرحوم، خالد داوود المرزوق. ركب عليه النوخذة احمد اليعقوب.
ـ بوم «مشرف» 1500 منّ للمرحوم النوخذة داوود المرزوق وقد ركب عليه المرحوم النوخذة احمد القصار.
ـ بوم «طويز» 1600 منّ للمرحوم محمد علي تيفوني.
ـ بوم «الاصفر» وحمولته 2700 منّ للمرحوم براك عبدالمحسن الخميس واخوانه علي وحمد.
ـ بوم المرحوم النوخذة احمد بن ناصر وحمولته حولي 3000 منّ. ويذكر ان هذا البوم وبوم الاصفر قد صنعهما في نفس العام.
ـ بوم «فتح الخير» 2000 منّ للمرحوم التاجر محمد شاهين الغانم.
ـ بوم 3000 منّ للمرحوم عبد النبي حجي قاسم، بعد سنوات اصيب البيص لارتطامه بالقصار قرب جزيرة عوهه الكويتية، فقام الاستاد عبدالله بن محمد باستبدال البيص.
ـ بوم مبارك بن ناصر 3000 منّ.
ـ بوم سالم بن علي بوقماز 27000 منّ.
ـ بومين للمرحوم علي ابراهيم الجوعان 1500 منّ، اشترى احد هذين البومين عبدالوهاب بن خليفة شاهين الغانم.
ـ بومين «تيسير» و«فتح الخير» حمولتهما 2000 منّ للمرحوم النوخذة يوسف بن حيي.
ـ بوم «فتح الخير» 1700 منّ للنوخذة مبارك جاسم المباركي.
ـ ثلاثة ابوام «مشهور» 1600 منّ، «سهيل» 2000 منّ، «اسامة» 2000 منّ للمرحوم النوخذة احمد عبدالمحسن الخرافي.
ـ بوم «المبروك» 1600 منّ للمرحوم النوخذة عبدالوهاب بن خليفة.
ـ بوم 3000 منّ للمرحوم احمد المعتوق.
هذا، وقد قام الاستاد عبدالله بن محمد بصنع العديد من الانواع الاخرى من السفن حيث تعددت احتياجات اهل الكويت في ذلك الزمان بتعدد مصادر رزقهم في البحر، حيث صنع سفن القطاعة، وهي سفن السفر لموانئ الخليج مثل البصرة وايران والبحرين وعمان وغيرها. وايضا صنع سفن الغوص على اللؤلؤ منها بوم المرحوم النوخذة احمد الجبر الغانم الذي، وبعد سنوات من عمل هذا البوم في الغوص، قام بزيادة طوله وارتفاعه ليستخدم كبوم سفار. وصنع شوعي للشيخ صباح الناصر في عمارة حجي احمد الاستاد. وبوم ولد مبارك 4000 منّ، كما يوصف بانه احلى بوم سفار. وقد كان من اوشار حجي سلمان الاستاد وكان عبدالله بن محمد هو المجدمي، مساعدا له في صناعة هذا البوم. كما قام هو والمرحوم الاستاد حسين بن منصور بصناعة الابلام الفودرية لعدد من نواخذة الغوص. ومن اوشاراته ايضا من ابوام الماء: بوم تيفوني وبوم المعتوق وبوم لاحمد العبدالله الصقر.
لا تعرف على وجه التحديد السنة التي توفي فيها الاستاد المرحوم عبدالله بن محمد، ولكن ذكر لي العم الحاج جاسم محمد العبدالله الاستاد ان وفاة جده عبدالله بن محمد كان في السنة التي كان ابوه الاستاد محمد العبدالله يصنع بوم القضيبي وكان ذلك في اواخر الثلاثينات وعلى الارجح في سنة 1939، لذلك فانه للاسف لا توجد صورة فوتوغرافية عن هذا الاستاد الكبير. رحم الله الاستاد عبدالله بن محمد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
أبناء الاستاد عبدالله بن محمد:

محمد وحسن وعلي وعباس
كما هي عادة ابناء طائفة البحارنة صناع السفن في الكويت ان يورثوا حرفتهم لابنائهم وابناء عمومتهم، فقد ورث عن الاستاد عبدالله بن محمد حرفة صناعة السفن ابناؤه محمد، حسن، علي، وعباس، الذين اصبحوا من خيرة الاستادية والقلاليف. وقد اكملوا مسيرتهم في صناعة السفن والسفر ومشاركتهم في صناعة كثير من السفن الشهيرة بانواعها واستخداماتها المتعددة. ونبدأ هنا باكبر ابنائه، وهو محمد العبدالله الذي اصبح من اشهر الاستادية الذين صارت لهم مكانة مرموقة وظل يعمل حتى الفترة الاخيرة من حياة الكويتيين في البحر واندثار حرفة صناعة السفن في الكويت، حيث اكمل مشواره في فترة السبعينات في عمارته في قرية الدوحة، وقد صنع كاستاد الكثير من السفن التي كان لها صيت كبير في تاريخ الكويت، ولعل اشهرها بوم المهلب الذي شهدناه حتى السنوات الاخيرة حتى طالته يد الغدر والعدوان اثناء الغزو البعثي الغاشم وقد احرقه الغزاة في متحف الكويت الوطني على البحر. وسوف نستعرض تاريخ هذا الاستاد بالتفصيل لاحقا.
حسن عبدالله بن محمد الاستاد، حيث عرف عنه انه «استاد المرزوق» وذلك لكثرة عمله على خشب عائلة المرزوق، كان ممن ركب كاستاد في سفن السفر مثل بوم بن رشدان. وعمل كاستاد دركال، اي اصلاح السفن، ومن اوشاراته المعروفة تشالتين، جمع «تشاله» وهي من سفن تحميل الصخر وبوم سفار صغير للمرحوم التاجر عبدالعزيز الصقر.
علي عبدالله بن محمد الاستاد، عمل قلافا في عمارة حجي احمد الاستاد. ركب موسمين كاستاد في بوم الداو مع المرحوم النوخذة محمد بن شيبة.
عباس عبدالله بن محمد الاستاد، عمل قلافا في عمارة حجي احمد، ركب كاستاد في بوم النصف مع عيسى بن نخي. يذكر ان ابوحمزة عباس الاستاد ــ رحمه الله ــ من الشخصيات الرياضية المعروفة في دولة الكويت، والنادي العربي على وجه الخصوص، ويعرف بتفانيه في عمله الرياضي الى آخر ايام حياته.

الاستاد محمد عبدالله بن محمد
ورث بامتياز عن والده صفاته كاستاد كبير، وقد صنع سفنا بغاية الجودة والصفات الملاحية الممتازة. شارك محمد بن عبدالله كقلاف مع حجي سلمان في صناعة بوم بن رشدان عام 1914، كما عمل كاستاد في عمارة ابن عمه الاستاد احمد بن سلمان. استمر في صناعة السفن الى فترة السبعينات وقد كان من الاستادية القلائل الذين كانت لهم عمارة لصناعة السفن في قرية الدوحة، وقد استمر يعمل في العمارة حتى وفاته 1986.
تميز الاستاد محمد بن عبدالله بصنع الابوام ذات الحملات القائمة اي التي يكون اتجاه الالواح المرتفعة في مقدمة السفينة من القاعدة بزاوية حادة، وبالتالي فان تلك الميزة تجعل من السفينة اكثر انسيابية في اختراق الماء وتجعلها اكثر سرعة. وقد كان بوم المهلب شاهدا على تلك الميزات في الاسلوب الذي كان يتبعه الاستاد محمد العبدالله في صنعه للسفن. وقد تواجد هذا البوم في المتحف الوطني على البحر بعد ان اهداه المرحوم التاجر ثنيان الغانم الى الدولة، حيث احرقه العراقيون ابان الغزو الغاشم على دولة الكويت سنة 1991 وتلاشى هذا التراث العريق لاجدادنا تحت الرماد.
وكما اشرنا في المقدمة، فان محمد بن عبدالله استطاع ان يصنع عددا من الابوام ذات صفات ملاحية رائعة وذات شكل خارجي جميل.. والى يومنا هذا ما زال الرعيل الاول يتذكرون افضل سفن السفر التي كان لمحمد بن عبدالله النصيب الاكبر في صناعة عدد منها.
ـ صنع بوم باسم «رشيد» وحمولته 3200 منّ لاحمد القضيبي وهو بومه المشهور الذي يوصف بانه بوم سريع وحلو. ركب عليه النوخذة صقر القضيبي. وقد رآه التاجر احمد كاكة من اهالي كنج وطلب ان يصنع له بوما مثله بعد.
ـ صنع البوم المسمى «المهلب» 2700 منّ للمرحوم ثنيان الغانم في عام 1937م. كان كما اسلفنا اخر ما تبقى في الكويت من السفن القديمة وقد احرقه العراقيون اثناء الغزو.
ـ صنع لنج اسمه «فريد» للمرحوم عبدالمحسن ناصر الخرافي وحمولته 2،300 منّ ركب عليه النوخذة ناصر الباطني.
ـ بوم «نايف» 2،000 منّ للمرحوم عبد العزيز المرزوق.
ـ بوم سفار صغير 1،000 منّ للسجاري.
ـ بوم للمرحوم النوخذة عبداللطيف بن صقر الفهد 2،000 منّ.
ـ بوم ( زياد ) 3،000 منّ للمرحوم عبدالمحسن ناصر الخرافي، ركب عليه المرحوم النوخذة حمد الجيران.
ـ بوم «الميمون»2،500 منّ للمرحوم خالد داوود المرزوق واخوانه.
ركب عليه النوخذة عبدالوهاب اليعقوب والنوخذة عثمان بن نصرالله والنوخذة راشد العسعوسي.
ـ صنع بوم قطاع للمرحوم ابراهيم القطامي بجانب مكينة السري.
ـ عمل في وشار ابوام الماء في عمارة عيال حمد.
ـ قام بصنع قماير لابوام تخص الحلفاء اثناء الحرب العالمية الثانية.
ـ بوم (مرزوق) 2،200 منّ للمرحوم محمد السعد - ركب عليه النوخذة سالم المبارك.

أبيات في رثاء «المهلب»
هذه الابيات كتبتها بعد تحرير دولة الكويت عام 1991 حينما ذهبت الى المكان الذي كان يجثم فيه بإباء بوم «المهلب» في المتحف الوطني، كنت ابحث ببصري عن ذلك الصرح التاريخي العظيم الذي تلاشى تحت الرماد بعد ان اضرم الغزاة فيه نيرانهم حيث اختفى ذلك البوم الى غير رجعة بشواهد الاعجاز الفني والعلمي والهندسي التي احتواها هيكله واحتوته الواحه الممزوجة بعبق الماضي وعرق القلاليف والبحارة والنواخذة الكويتيين الذين عملوا فيه ولا سيما صانعه المرحوم محمد عبدالله بن محمد الاستاد ومالكه الذي اهداه الى الدولة المرحوم التاجرثنيان الغانم.
طواك الرماد كملك هوى
وانت المهلب اسد العرين.
يا لفاجعة البحار حين ترى
بوما تجدف ما عاد يبين.
اب السفين كنت لنا ابا
واهلا لها كنت اب السفين.
راح يا محمد فلكا به
شهد البحار لاستاذ فطين.
والغانم ثنيان كان بجوده
متحف التاريخ صرحا ثمين.
حرقوك فلا ذنب ولا جَنيةٍ
ومن يفعل المشين يلقى مشين.












• الباحث قصي عبدالحميد الأسود • التاجر ثنيان الغانم (مالك المهلب) • محمد عبدالله بن محمد الاستاد (صنع الكثير من الابوام منها رشيد والمهلب) • حسن عبدالله بن محمد الاستاد (لقب باستاد المرزوق) • بوم المهلب من أوشار الاستاد محمد العبدالله صنعه في سنة 1937 وأحرقه الجيش العراقي ابان الغزو الغاشم سنة 1991 • علي عبدالله بن محمد الاستاد (ركب موسمين في بوم الداو) • عباس عبدالله بن محمد الاستاد (ركب استاد في بوم النصف)







25-06-2011, 10:30 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
رجال ساهموا في رسم تاريخ الكويت (آل بن نخي وآل معرفي) نواخذة ركبوا المخاطر لتأمين السلاح للشيخ مبارك من مسقط


القبس
في افتتاح بوم «هاشمي II» في مارس 2000 (من اليمين): عبدالخالق النوري وبدر الميلم والعم النوخذة عيسى بشارة والعم النوخذة عيسى العثمان والسيد يوسف الشاهين وإبراهيم بن نخي
كتب إبراهيم عبدالنبي بن نخي:
تحتل عائلة بن نخي مكانة متقدمة في تاريخ السفر الشراعي الكويتي والتجارة وارتبط رجالها بالبحر منذ بدايات الكويت، واشتهر فيها الكثير من نواخذة السفر والتجارة الذين تركوا بصماتهم عبر تاريخ الكويت واكتسبوا الثقافات وأخلاقيات التعامل التجاري عبر تنقلهم بين موانئ ممباسا والهند والصومال وزنجبار وكراتشي والمكلا وبوشهر، ومن أشهر هؤلاء النواخذة الذين ذكرتهم كتب التاريخ النوخذة/ عباس علي بن نخي (1846-1954) الذي كان اشهرهم واوسعهم صيتا، حيث كان المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح يعتمد عليه في المهمات السرية والصعبة، وخصوصا في ما يتعلق فيها بنقل السلاح سواء من مسقط أو ميناء بوشهر أو بندر معشور، والنوخذة عبدالله علي بن نخي،و النوخذة محمود محمد بن نخي، والنوخذة علي حسن بن نخي، وله رزنامة لدى مركز البحوث والدراسات الكويتية، والنوخذة عبدالكريم عبدالله بن نخي، والنوخذة عبدالنبي محمد بن نخي - والنوخذة عيسى عبدالله بن نخي، والنوخذة أحمد محمد بن نخي رحمة الله عليهم جميعا، والذين تم ذكرهم وتوثيقهم من قبل المؤرخين على مر التاريخ.
وفي ما يلي أحد تلك الأحداث التي وثقها المؤرخون، ففي عام 1910 وقبل مغادرة النوخذة عباس بن نخي الكويت على متن «بوم متوانة» ملك محمد علي معرفي إلى البصرة لتحميل التمور من مستودعات التاجر حمد الصقر، استلم النوخذة عباس بن نخي رسالة سرية من تاجر السلاح المرحوم محمد علي معرفي، مضمونها ان يتجه الى مكتب معرفي في مسقط الذي يديره نجف بن غالب، وهو من أسرة كويتية معروفة، وهي أسرة ماتقي التي تربطهم صلة قرابة مع آل معرفي، ولهم دور كبير في تاريخ الكويت منذ القدم، وبعد أن تم بيع التمور في الموانئ الهندية بتحميل بضاعة إلى مسقط، والتي كانت عبارة عن شاي وأرز وبعض التوابل، وبعد رسو «بوم متوانة» لإنزال البضاعة إلى مسقط، وتحميل بضاعة أخرى إلى الكويت وهي شحنة أسلحة وذخيرة، وهذا من المال الخاص للتاجر محمد علي معرفي الذي ضحى به من أجل الكويت.
علما بان الانكليز في تلك الفترة وقبل الحرب العالمية الاولى كانوا مسيطرين على موانئ الخليج العربي، وخصوصا في مسقط باعتبارها موقعا استراتيجيا. وكانت تجارة الاسلحة رائجة في ذلك الوقت عليه، فقد صدر قرار بريطاني بالغ الصعوبة بمنع تجارة السلاح، ويتضمن مصادرة السفينة والسلاح واعدام جميع من على السفينة، كما جرت العادة والعرف، فان التجار يقومون بتحميل البضاعة في سفن اخرى لا تعود ملكيتها للتاجر نفسه، بمعنى اذا وقع حادث للسفينة فتكون الخسارة اقل، وعليه فقد فضل التاجر محمد علي معرفي المخاطرة في ماله وسفينته من اجل استقرار امن الكويت.

خداع السفينة البريطانية
واخذ النوخذة عباس بن نخي عزمه وقراره بالحركة في الصباح من مسقط الى الكويت في سفينة محملة بالاسلحة والذخيرة على الرغم من احساسه بانه مراقب من قبل جواسيس الانكليز، وفعلا تحركت خلفه السفينة البريطانية ولاحقته من بعيد، لانهم كانوا واثقين من انه لن يفلت منهم، فاتبع النوخذة عباس بن نخي طريق الاخوار بين الجبال بعد الظلام، غير انه رأى السفينة البريطانية ما زالت تلاحقه وتنتظره عند رأس كل خور الى ان وصل مضيق هرمز، فوقف عند المضيق وكان الوقت عصراً، توقفت ايضاً السفينة البريطانية على بعد نصف ميل الى ان اسدل الظلام سواده فقام بحيلة اخرى وهي ان انزل جالي (غطاء الخن) وتثبيت السراي على الجالي، واطفأ انوار البوم وابحر الى الكويت ليلا والمسير جداً طيب، حيث كانت الرياح تسانده على الرغم من اتباعه طريق ساحل الخليج العربي المعروف بخطورة الابحار فيه لكثرة القصاصير (الصخور) وتعرجاته. واطمأن قبطان السفينة البريطانية ان البوم ما زال واقفا في هذا المكان الى ان شق الصبح ،واذا مكان البوم جالي وعليه سراي وان البوم قد افلت منه ووصل بعد ايام بوم متوانة للكويت ونزل النوخذة عباس بن نخي مسرعاً الى دار محمد علي معرفي واخبره بما حصل، واتجها مسرعين الى الشيخ مبارك الصباح، الذي امر 300 رجل بانزال السلاح الى قصر الشيخ ورفع البوم على العريش ودهانه بالصل وبتغطيته بسعف النخيل فكأن البوم تحت الصيانة لفترة طويلة، وطالب الشيخ مبارك الصباح من عباس بن نخي ان يكون في ضيافته بقصره لحمايته خوفاً عليه. وبعد ان وصلت السفينة البريطانية امام ساحل الكويت، نزل القبطان واتجه الى قصر الشيخ مبارك واخبره بالحديث، فنفى الشيخ مبارك بأن هناك بوماً دخل الكويت في هذه الايام، وعليه ان يتأكد شخصياً ويذهب الى جميع النقع الموجودة على ساحل الكويت، وقد احرج الشيخ مبارك القبطان الانكليزي بسؤاله كيف تتمكن سفينة شراعية الافلات من سفينة تسير على الوقود (مكائن) علماً بأن المسافة بين الكويت ومسقط ليست بقليلة؟ فطلب القبطان من الشيخ مبارك الحقيقة ليكافئ النوخذة عباس بن نخي على شجاعته وذكائه، فأخبره بالحقيقة فقام القبطان بمقابلة النوخذة عباس بن نخي وهنأه على تضحيته وذكائه، ويروي العم النوخذة عيسى بن نخي، رحمة الله عليه، أن القبطان قال للنوخذة عباس بن نخي: كيف استطعت ان تخدعنا وبريطانيا سيدة البحار؟

من أجل الكويت
والجدير بالذكر أن آل معرفي كانوا يملكون أسطولا من السفن مثل بغلة السلامتي 1887 وبوم بوحمره 1901 وبوم التورة 1904 وبوم العلوي 1912 وبوم المحمدي سنة 1916 وبغلة الهاشمي وبغلة معرفي وبوم متوانة وبوم فتح الخير وإلى كثير من السفن، ومنها لنقل الماء وأيضا نقعة معرفي موقعها الآن مكان وزارة الخارجية الحالي.
ونقلا عن والدي النوخذة عبد النبي بن نخي ــ رحمة الله عليه ــ في إحدى زيارات ــ المغفور له ــ الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه، لديوان آل معرفي، قال للمرحوم، الحاج محمد رفيع معرفي مازحا ان آل معرفي ضحوا بأموالهم من أجل الكويت منذ تأسيسها، وجاء الوقت لأرد لكم المعروف بأن لكم صك بالمالية، فاعتذر منه المغفور له، بإذن الله، المرحوم الحاج محمد رفيع معرفي ــ رحمة الله عليه ــ من الشيخ عبدالله السالم بأن هذا واجبنا ومن أجل الكويت واستقلالها.
وفي رواية اخرى نقلها العم النوخذة محمود محمد بن نخي ــ رحمة الله عليه ــ (1903 ــ 1993) عن والده المغفور له بإذن الله التاجر محمد بن نخي (1866 ــ 1930) وعند خروجه من الكويت بسفينته سنة 1911 إلى مسقط لجلب السلاح بأمر من، المغفور له، الشيخ مبارك الصباح، وكانت الظروف سالفة الذكر صعبة، وما يتضمن القرار البريطاني قبل الحرب العالمية الاولى، استوقفته سفينة بريطانية قبالة سواحل الشارقة، والمعروف ان اي سفينة تخرج من الكويت او البصرة تكون محملة بالتمور، بينما كانت سفينة محمد بن نخي خالية من اي تمور، وتم القاء القبض عليه ووضعه في السجن الى ان وصل الخبر الى الشيخ مبارك الصباح، ان كان في حيازته اي اسلحة حال القبض عليه. وبناء على ذلك، طلب الشيخ مبارك من المعتمد البريطاني في الكويت الافراج عنه بعدم ثبوت ما يستدعي سجنه، فبعث المعتمد البريطاني برقية لاطلاق سراح محمد بن نخي بعد ثلاثة ايام من سجنه، وبعد خروجه تحرك ناحية البر من الشارقة الى مسقط، وبما انه تربطه علاقات اخوية وقوية مع المغفور له السلطان تيمور بن فيصل جد جلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه الله، وطلب منه توفير 30 جملا لحمل السلاح الى مكان رسو السفينة في الشارقة وخرج اثنان من رجاله قبله لكي يستطلعا الامر في الشارقة اذا كانت هناك اي رقابة على السفينة من قبل الجيش البريطاني، وبعد ان اطمأن لعدم وجود مراقبة من قبل الانكليز حمل السلاح الى الكويت وسلمه للشيخ مبارك.
وفي كلتا الروايتين ما يدل على تضحية النواخذة والتجار من عائلة بن نخي وآل معرفي بحياتهم واموالهم في سبيل امن واستقرار الكويت منذ نشأتها.


المصادر:
-1 كتاب «من هنا بدأت الكويت» للمؤرخ عبدالله الحاتم.
-2 كتاب «نواخذة السفن الشراعية في الكويت» للمؤرخ د.يعقوب يوسف الحجي.
-3 بعض المعلومات من الاعمام النوخذة من آل بن نخي رحمة الله عليهم.
-4 بعض المعلومات من العم النوخذة عيسى عبدالله عبدالعزيز العثمان، أطال الله في عمره.

binakhil@hotmail.com











النوخذة عباس بن نخي النوخذة عبدالله بن نخي النوخذة عيسى عبدالله بن نخي









25-06-2011, 11:14 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
طلبة الكويت في مسرحية «معركة اليرموك» كتب يوسف الشهاب :





إعداد: يوسف الشهاب
لم تكن «الحركة المسرحية» بعيدة عن مدارس الكويت قديماً، بل كانت تلاقي اهتماما كبيرا وإقبالاً عليها سواء من «دائرة المعارف» التي أولت هذا الجانب اهتماما، ووفرت له كل الامكانات لنجاح هذا الدور ،انطلاقا من قناعة المسؤولين في الدائرة آنذاك بدور المسرح في معالجة قضايا المجتمع وفي تسليط الضوء على التاريخ الإسلامي، كما أقبل التلاميذ على التمثيل بتشجيع من الأساتذة الذين كانوا يشاركونهم في بعض الأدوار المسرحية.
كانت حركة التمثيل نشطة مدرسيا، وبصورة أكثر مما هي عليه اليوم، لذا فإن الرعيل الأول من الذين قادوا حركة المسرح في الكويت كانت بداياتهم المدارس التي غرست فيهم حب هذا النشاط الثقافي وصقلت مواهبهم.
وحتى حين غادرت البعثات الطلابية للدراسة في الخارج كانت حركة التمثيل تمثل جانبا من جوانب الحياة الثقافية لديهم، فقد أقاموا المسرحيات الإسلامية في الدول التي ذهبوا اليها للدراسة، واستقطبوا جمهور تلك الدول.. كما في هذه الصورة لفريق التمثيل من طلبة الكويت في القاهرة الذي قدم عامي 1946، 1947 مسرحية «معركة اليرموك» في مسرح بيت الكويت - بالقاهرة .. وفي الصورة (الصف الاول من اليمين): مهلهل المضف، عبدالحميد الناصر، محمد الحربش، عبدالله عبدالفتاح، محمد خلف.
الصف الثاني: المرحوم الدكتور عبدالرزاق العدواني، جاسم مشاري الحسف، عبدالباقي النوري، جاسم القطامي، المرحوم حمد الرجيب، ابراهيم الملا، محمد الفهد.

القبس









26-06-2011, 02:17 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
90 سنة على صدور الطبعة الأولى ديوان عبدالله الفرج معلمة تاريخية من 4 طبعات
كتب فرحان عبدالله أحمد الفرحان :
الطبعة الأولى
القبس


ولد عبدالله الفرج غنياً ومات فقيراً، ورغم انه ولد وملعقة الذهب في فمه، لكنه لم يورث المال الذي ورثه وسحقه، بل أرث ارثاً تاريخياً، سواء كان في نقلته للموسيقى العربية أو لحفظه في شعر إلى اليوم حفظ فيه الكثير من ألفاظ الكويت التي اندثرت مثل الدخينة، النادي والديوان الذي كان يجتمع مع أصحابه للموسيقى والغناء والأدب هذه الدخينة التي يقول فيها زميله الشاعر محمد الفوزان:

«تقول الدخينة عبدالله الفرج وينه

أمس راح الجزيرة واليوم كشات فينه»

يعبر محمد الفوزان بلسان الدخينة عن ديوان عبدالله الفرج بان عبدالله الفرج ذهب إلى جزيرة فيلكا والدخينة خالية وكشت بمعنى تركهم لا بمعنى الكشت الرحلة لأنهم لم يذهبوا معه. عندما كنت أدرس هذه المادة الدسمة «عبدالله الفرج ومؤثراته في المجتمع» في تلك الحقبة من الزمن كنت قد اخرجت خمس مقالات عن آل الفرج هذه الأسرة الكبيرة التي ارتبطت مع عائلات كويتية كثيرة.
اليوم القي الضوء على هذه القصائد الشعرية التي حفظها لنا أقرب المقربين اليه وهو خالد محمد الفرج الذي نبغ في الشعر والأدب والتاريخ، هذا الشاعر الذي افرد له الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه «تاريخ الكويت» ثماني صفحات تكريما له من ضمن هذه الصفحات وبالذات صفحة 399 الطبعة الثانية يقول الشيخ بن الرشيد انه أقام الفاضل راشد عبدالله محمد الفرحان وليمة سحور دعاني اليها وبعض علماء الكويت من بينهم استاذنا الفاضل الشيخ عبدالله الخلف وكان الشاعر الفاضل خالد محمد الفرج هناك ايضاً فقال:
غبطت دارك يا راشد في ذا الفضل دور
اذ حوت أقطاب علم
كلهم بدر منير
فقدت هالة مجد
وهمو فيها بدور
وبدا فيها سماط
فيه أوصافي تحير
فهو في العينين سحر
وهو في الجوف سحور
ربما في هذه الاسرة نعمة النبوغ كانت متوارثة، ان عبد الله الفرج ترك بصماته، وخالد الفرج ايضاً سجل هذه البصمات. اعود الى جزء من تراث هذه الاسرة وهو شعر عبد الله الفرج الذي اخرجه خالد الفرج لنا وللقراء مرتين: الاولى قبل تسعين سنة والثانية قبل خمس وخمسين سنة. كان ان خالد الفرج قد توجه الى مومباي، وهناك عندما كانت الثقافة العربية والطباعة رائجتين قام بطباعة هذا الديوان، وذلك قبل تسعين سنة منذ هذا التاريخ. هذا الديوان اطلق عليه في العنوان «الأترج من ديوان ابن فرج - عبدالله بن محمد بن فرج الكويتي» - الجزء الاول طبع على نفقة جامعة خالد محمد فرج - حقوق الطبع محفوظة. بعد اربع وثلاثين سنة قام السيد خالد الفرج بطباعته مرة ثانية لكن هذه المرة في دمشق، وهو يقول ان هذه الطبعة الثانية لديوان عبدالله الفرج الكويتي وكنت قد طبعته في مومباي الهند 1338 هجرية فنفدت كلها واصبح نادر الوجود، وقد كثر تساؤل الناس عنه والطلب له وها انا البي طلب القراء باعادة طبعه في شكل انيق مع اضافة وزيادات حصلنا عليها، فعسى ان أوفق لرضاهم (خالد بن محمد الفرج).
بين الطبعة الثانية والطبعة الرابعة، قامت ذات السلاسل للطباعة والنشر والتوزيع في الكويت باعادة طبعه مرة ثالثة نقلا عن نسخة طبعة دمشق حرفيا. وفي سنة 2002 قامت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري، باعادة طباعة هذا الديوان مرة رابعة، وقد بذلت جهوداً جبارة كان الفضل فيها يعود الى ابو سعود عبد العزيز البابطين الذي كلف للمهمة كلا من السيد عبد العزيز السريع وعبد العزيز جمعة المسؤولين الرئيسيين في مركز البابطين.
وهنا يسرني ان انقل شطراً من مقدمة هذه الطبعة التي اضافت لنا الشيء الكثير عن عبدالله الفرج وشعره، وتقول المقدمة:
90 سنة اما ديوان شعره النبطي الذي نحن بصدده، فلقد طبع للمرة الاولى في مومباي بالهند عام 1338 هـ، بجمع واشراف قريبه الشاعر الكبير خالد الفرج، حيث كان يمتلك مطبعة في تلك المدينة، ولما نفد الديوان اعاد طباعته في دمشق عام 1373 هـ ـ 1953م. اما هذه الطبعة التي بين ايدينا فلقد اعتمدنا طبعة دمشق اساسا لها، واضفنا اليها الآتي:
-1 الملحق الاول: بالقصائد النبطية المضافة في (119) بيتا.
-2 الملحق الثاني: لما توافر من قصائده ومقطوعاته الفصيحة وعددها (12) قصيدة ومقطوعة في (173) بيتا، زودنا باثنتين منها الاستاذ الباحث مبارك العماري، وباقيها اخذناه مما نشره المرحوم الشيخ عبدالعزيز الرشيد في مجلة الكويت التي اصدرها عام 1928م.
-3 جعلنا الحواشي التي اضفناها مرقمة بالاحرف الهجائية (أ، ب، ج، د، هـ، و)، وذلك تمييزا لها عن الحواشي التي وضعها المرحوم الشاعر خالد الفرج ورقمها بالاعداد (1، 2، 3، 4، 5، 6.. الخ).
-4 وضعنا فهرسا عاما لمطالع جميع القصائد والمقطوعات والمواويل، وفقا للترتيب الهجائي، وفهرسا عاما للديوان.
-5 اجرينا تعديلا طفيفا على ترتيب قافيتي الواو والهاء، فوضعنا القصائد المقفاة بحرف (الهاء) قبل تلك المقفاة بحرف (الواو)، حيث ان قوافي حرف (الواو) قد وردت ربما سهوا قبل قوافي حرف (الهاء) في طبعة دمشق، خلافا للمعمول به في الترتيب الهجائي المعروف.
-6 حرصنا على الاحتفاظ في هذا الديوان بما اورده المرحوم خالد الفرج في طبعة دمشق من مقدمة لتلك الطبعة، وكذلك مقالته عن الشعر النبطي وترجمته لحياة الشاعر عبدالله الفرج.
-7 اضفنا الى هذه الطبعة فهرسا لقوافي جميع القصائد النبطية وارقام الصفحات تسهيلا للعودة اليها، فضلا عن فهرس بمحتويات الكتاب، ولم يكن اي من هذين الفهرسين موجودا في طبعة دمشق.
وبذلك تضم هذه الطبعة من الديوان كل القصائد النبطية والفصيحة المعروفة ـ حتى الآن ـ لعبدالله الفرج.
اخيراً ، هذا هو ديوان عبدالله الفرج الذي تضافرت الجهود لاخراجه للمرة الرابعة بثوب قشيب ومعلومات جديدة، ذلك الرجل المتعدد النشاطات والجهود بعضها عن قصد وبعضها عن غير قصد.
هذا الرجل الذي ورث ثروة مالية ضخمة بددها والله يعلم كم هم الذين ورثوا المال وانتهوا من دون ان يعرف احد عنهم، لكن عبدالله الفرج ورث ثروة مالية طائلة بددها او قضى عليها لكن الله كتب له ان يورث ثروة اخرى هي البصمات التي وضعها للموسيقى والغناء في الكويت، في هذه الثروة الشعرية التي فيها لمحات تاريخية عن الكويت يمكن الاستفادة منها على مر الايام.
ترك الدخينة النادي والديوان والمنتدى في هذا الشارع او المنطقة، حيث كان هناك الشاعر محمد الفضل العبدالرزاق ومحمد الفوزان وغيرهم الذين كانوا يتبادلون الشعر في هذه الساحة، وهناك مريم الحسن ومريم العامر وموضي العبيدي، الشاعرتان الحسن والعامر من المقلات ولم يشتهر من شعرهما إلا القليل، أما موضي العبيدي فقد أخذت من الشهرة عندما قتل ولدها وغرق الثاني، لا بد أن يكون صدى هؤلاء الشعراء، يصل إلى البعض في نهاية القرن التاسع عشر.
قلت في أول الحديث إن آل الفرج (مادة دسمة) للكتابة والبحث الأدبي وهذا جزء منها، وهو عبدالله الفرج الذي أعيد طبع ديوانه 4 طبعات، وفي كل طبعة توجد له قصائد جديدة ومعلومات جديدة تدخل في مادة التاريخ والبحث. لهذا نحن نريد من خلال هذا البحث القاء الضوء على هذه المعلمة التاريخية.

الطبعة الثانية الطبعة الثالثة الطبعة الرابعة







26-06-2011, 03:47 PM
justice
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
معــلومــة سعود بن شلاش بن حجرف يروي معركة القصر الأحمر بالجهرة كتب حمزة عليان :
سعود بن شلاش


صبيحة يوم الاحد الموافق الاول من اكتوبر سنة 1920 حدثت موقعة الجهرة التاريخية التي استمرت عشرة ايام تقريباً عندما هاجمها فيصل بن الدويش على رأس قوة من «الاخوان» تقدر بأربعة آلاف محارب واستطاع احتلالها والبساتين المحيطة بها فالتجأ سكانها الى القصر الاحمر الذي كان فيه الشيخ سالم الصباح، وبلغ عدد المقاتلين من اهل الكويت نحو 1500 مقاتل..
كتب التاريخ والروايات تنقل الشروط الثلاثة التي وضعها الدويش وارسلها عن طريق مطلق بن سعود الى الشيخ سالم الصباح يعرض عليه الصلح، وكانت: -1 ان يدخل أهل الكويت الاسلام!، -2 ان يتركوا الدخان، -3 ان يكفّروا الاتراك!
واحد من الذين حضروا المعركة هو سعود بن شلاش بن حجرف يروي ذكرياته لصحيفة «دنيا العروبة» التي صدرت بتاريخ التاسع من يناير عام 1963، فيقول:

«كنا في شهر محرم، وفوجئنا بقوة كبيرة من «الاخوان» تهاجم الجهرة، فأبلغنا الخبر لامير الجهرة عبدالكريم بن سعيد وللشيخ سالم الذي كان يقيم في القصر الأحمر، واستنفر الرجال، فاجتمع المقاتلون حتى بلغ عددهم نحو ألف وخمسمائة، وخرجت قوات منا لتواجه مهاجمي «الإخوان» في منطقة «حمض» التي هزمنا فيها «الإخوان»، وحصل ان وصلت تعزيزات فأمرنا قائدنا بالانسحاب للاعتصام في القصر الأحمر، وتجمع فيه كل سكان البلدة وتسلم علي خليفة قيادة المعركة، لم نكن مستعدين، اذ لم يخطر ببالنا يوما ان الدويش سيغزو الجهرة على رأس «الإخوان». كان أربعة آلاف نسمة يعيشون داخل اسوار القصر، وطوقنا «الإخوان» حتى بات الخروج والدخول من القصر مستحيلا.. وبعض المهاجمين اعتلى شجرات النخيل وامطرونا بالرصاص.. ذبحونا.. ثم أخذنا نصطادهم من خلال الثقوب بالقصر.. وضعوا خطة سرية للزحف حتى جدران القصر والحفر بفؤوسهم منافذ يدخلون منها الينا، لكن واحدا منهم من أصل كويتي أطلعنا على الخطة، وعندها أمر الشيخ سالم بفتح فوهات في أسفل جدران الجهة الغربية للقصر، وكان الهجوم مقررا من ناحيتها، وعند صلاة الفجر بدأ الهجوم وعندما باتوا في متناول رصاصنا فتحنا عليهم النار فارتبكوا وسقط منهم قتلى كثيرون ومئات الجرحى، وحصل ان طلب الشيخ سالم النجدة من الكويت، فشكلت نجدتان واحدة بحرية تحمل المؤن والذخيرة واخرى برية مشت نحو الجهرة لفك الحصار وطرد المعتدين، وعندما عرف الاخوان بحجم السفن القادمة من الكويت بلغهم الذعر واخطر قائدهم بطلب الصلح. وعند المفاوضات رد عليهم الشيخ سالم قائلاً «اما الاسلام فنحن مسلمون ونحافظ على اركان الدين الخمسة ونترك ما في وسعنا تركه من المنكرات، واما تكفير الاتراك فلم يثبت لنا ما يوجبه..»، وبعد مفاوضات تم الاتفاق على ان ينسحب الاخوان ويفكوا الحصار شرط الا نهاجمهم من الخلف»....




الغربللي» أقدم أسواق المباركية وأشهرها كتب يوسف الشهاب :






إعداد: يوسف الشهاب
أشهر اسواق العاصمة وأقدمها.. أُطلق عليه «سوق الغربللي» نسبة الى محلات الغربللي التي كانت من اكبر محلات السوق. وهو يبدأ من سوق الصرافين في منطقة المباركية حتى شارع عبدالله السالم او الشارع الجديد بالتسميةالقديمة، ويطلق عليه ايضا شارع البلدية.. وكان سقف سوق الغربللي من الشينكو، ومحاطا على جانبيه بالعديد من محلات الملابس الشعبية والاحذية والتوابل والأواني، وكل هذه المحلات كانت تشهد رواجا في هذا السوق نظرا لتوفيرها كل ما يحتاجه الزبائن.
وقبل نهاية السوق الى اليسار باتجاه الشارع الجديد، يتفرع منه سوق آخر كان يطلق عليه «سوق المقاصيص»، نظرا لوجود محلات تبيع البضائع المستعملة وبأسعار ارخص من التي تباع بالمحلات الاخرى.
وفي سوق الغربللي كانت توجد ايضا ولا تزال، محلات علي العبدالوهاب، والمطوع، والمسلم، والحنيان، وابوقريص، وأبل، وغيرها من المحلات التي تم تأجير بعضها في الوقت الحاضر.
في الصورة، التي التقطت في محل علي العبدالوهاب الواقع في سوق الغربللي عام 1951، يبدو المرحوم عبدالله العلي المطوع (الى اليسار) يعرض سراج لوكس على المرحوم عبدالمحسن مبارك العلي، ويبدو احد العاملين في المحل.





القبس








26-06-2011, 04:12 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
احد مدرسي المدرسة المباركية مع تأسيسها ملا عثمان وكفى (1899 ــ 1985) كتب فرحان عبدالله أحمد الفرحان :
• (من اليمين ): السيد عمر بن عاصم بن احمد الحسني الهاشمي، ملا عثمان عبداللطيف العثمان، ملا محمد اسماعيل الغانم، الملقب بالساعاتي والسيد محمد بن السيد عمر بن عاصم الحسني الهاشمي.
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
هكذا عرفه الكويتيون في أول القرن العشرين حتى وفاته في 1985وقد ظل حاملاً هذه التسمية حتى اليوم انه ملا عثمان عبداللطيف العثمان، المدرس البارز في المدرسة المباركية مع بداياتها الأولى.
هذا الرجل المتعدد النشاطات والصفات: مدرس، إمام، خطيب، يعقد القران للزواج، تاجر، عامل بناء، مرشد، محدث، مربٍّ فاضل، حافظ للقرآن عن ظهر قلب، يقوم بواجباته بهدوء وسكينة بعيدا عن الضوضاء، متزوج مرتين وله ثمانية عشر ولداً هذا هو ملا عثمان.
في شتاء سنة 2000 جاءتني طالبة مجتهدة هي الاستاذة اليوم إيمان لافي المطيري، وكانت وقتها طالبة في كلية الآداب قسم التاريخ وعلى وشك التخرج، وطلب منها للتخرج في الجامعة والحصول على الشهادة الجامعية ان تعد بحثا عن موضوع لم يطرق من قبل.
ولما كنت أكتب عن الانساب والقبائل والشخصيات في الصحافة لفت نظر هذه الفتاة ما كتبت، وكان ان اتصلت بي هاتفيا طالبة مقابلتي وجاءتني مع شقيقها الاصغر تسأل علها تجد مادة دسمة تكتب بها بحثا لم يسبقها أحد اليه في هذا المضمار، ولما كنت اعرف ان ملا عثمان لم يكن من محبي الاضواء وكان إماما لمدة طويلة ومدرسا لمدة أطول، وكان كثير من شباب الكويت يقصدون المسجد الذي كان يصلي فيه ملا عثمان، خصوصا في رمضان سواء في صلاة التراويح أو القيام لانه كان يقرأ ختمتين في كل ليلة، جزء واحد من القرآن في التراويح وثلاثة أجزاء في القيام عن ظهر قلب.
لهذا اصبح ملا عثمان محط ثناء وتقدير لدى الكثيرين في الكويت. امام هذا وجدت هذه الطالبة التي تبحث عن مادة دسمة ففكرت مليا ثم قلت لها: ان ملا عثمان هو أحسن مادة تكتبين عنها لأنه شخص لم يطرق بحثه من قبلك احد، وقد اطلعتها على صورة ملا عثمان فتأملتها مليا، وبعدها توجهت هذه الطالبة النشطة بالبحث والتقصي في وزارة التربية، ادارة شؤون القصر، سجل أملاك الدولة، ووزارة الاوقاف وبعدها توجهت إلى ابناء وبنات ملا عثمان، لابل المدرسين واصدقاء لهذا العالم الجليل الذي بزغ نجمه في القرن العشرين واستطاعت ان تخرج بحصريلة جيدة عن هذه المعمعة العلمية، وتخرج كتابا قيما مختصرا عن ملا عثمان ذلك في أعلام وشخصيات كويتية ضمن مسابقة احتفالية الكويت عاصمة الثقافة العربية لعام 2001.
كانت الباحثة قد اشارت الى ان ملا عثمان ولد سنة 1901 وذلك بعد بحث وتقص، وانا هنا اقول ان اقرب من حدد مولد ملا عثمان هو الفاضل عبدالمحسن عبدالله الخرافي في كتابه «مربون من بلدي».
صحيح ان الفرق ثلاث سنوات لكن هذه السنوات الثلاث تقرر امورا، منها ان ملا عثمان دخل المدرسة المباركية كطالب مع افتتاحها في عهد الشيخ مبارك الصباح، وكان من انبغ الطلبة وانشطهم واطولهم، ولما كانت المدرسة المباركية في حاجة الى مدرسين، وملا عثمان قد تجاوز السادسة عشرة من عمره، فقد اختير للتدريس في هذه المدرسة وكان شقيقه عبدالله الذي يكبره بستة ايام من زوجة اخرى وكان ناشطا في الكتابة فقد افتتح الاثنان مدرسة خاصة كان عبدالله هو المسؤول الاول وعثمان ومحمد شقيقهما الثالث كانا مدرسين، وكانت هذه المدرسة على مقربة من سور الكويت الثاني قرب بيوت آل العبدالرزاق واليوم المدرسة والسور الثاني دخلا في موقع عمارة السيارات الرئيسية المطلة على دروازة العبدالرزاق بوابة العبدالرزاق.
افرد الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي في كتابه «مربون من بلدي» صفحة (338 - 339) نبذة عن ملا عثمان المدرس، كانت وزارة التربية قد سمت احدى مدارسها في منطقة بيان باسم ملا عثمان.
كما ذكر السيد باسم عيسى اللوغاني في كتابه «الفيحاء تاريخ وشخصيات» في صفحة 75 قصة سرقة بيت ملا عثمان بالفيحاء، حيث قال اول عملية سطو مسلح على منزل في الكويت، هذه القصة اغرب من الخيال، كيف ان اللصوص الذين اعتدوا على المنزل يقبض عليهم بعد شهور بالمصادفة وليس بالتقصد، انا اعتقد أن الذي يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب ويعمل به، لا بد ان الله سبحانه وتعالى يجزيه في دنياه قبل الآخرة، وهذا ما حدث لملا عثمان، حيث حدثت له مفاجآت كثيرة وكان الله معه، انا هنا لااحب ان اطيل عن قصة حياة ملا عثمان، لكن الصورة المرفقة التي تنشر لاول مرة تنطق وتتحدث عن ملا عثمان مع سيد عمر عاصم وملا محمد الوهيب ومحمد ابن سيد عمر وذلك قبل تسعين سنة من هذا التاريخ اي قرن تقريبا.
هذه ملامح عن ملا عثمان الذي كان مربيا فاضلا في اول القرن العشرين فأقول رحمه الله رحمة واسعة.

القبس










26-06-2011, 05:59 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
ججئت الكويت لتمديد الكهرباء فامتدت إقامتي 57 سنة


القبس
• إسماعيل شعراوي
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات من «قديم الكويت»، نقلب صفحات الذكريات من الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان نشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة، فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله وما زالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، ولن يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم.

في مستهل لقائنا مع اسماعيل ابراهيم عبدالله شعراوي قال: دخلت الكويت وعمري 18 سنة، عام 1952 في شهر يناير، دخلتها بعقد عمل من المرحوم عبدالله الملا صالح سكرتير حكومة الكويت، كان رحمه الله، اول ممثل رسمي بين حكومة الكويت وشركة النفط عام 1934 وتوفي عام 1955 في شهر يونيو، كان عملي «تمديدات كهربائية» في منطقة الاحمدي، كان لديه، رحمه الله، اعمال كهربائية ضخمة هناك، وبعد سنة من المشروع جاء بنفسه وسألنا: هل تريدون البقاء في الكويت او المغادرة لان العقد انتهى؟ أجبته يا طويل العمر انا اريد العمل في الكويت.
فنقل كل من يريد البقاء الى دائرة الكهرباء في منطقة «ام صدة» مقابل مدرسة الصديق المتوسطة، والآن أصبحت مبنى وزارة الداخلية. وأتذكر ان المسؤول كان فوزي هلا، وهو المخطط والمشرف على الاعمال الكهربائية، ومن ثم عملت في الورشة العسكرية، وانتقلت الى الاذاعة، التي كان مقرها الأمن العام، وهي عبارة عن غرفة واحدة فقط فيها بشتختات واسطوانات، وكان راتبي «يومي» 19 روبية، ومدى سماع الاذاعة كان حتى مدينة الاحمدي فقط.

تاريخ إذاعة الكويت
وقال شعراوي: «بعد أن حصل المرحوم مراد يوسف بهبهاني على وكالة ماركة RCA خاصة الراديوات جاءت فكرة افتتاح «الإذاعة» التي كان موقعها في ساحة الصفاة مبنى الأمن العام القديم، وقد سميت «إذاعة الكويت الخاصة»، وكما سمعت وقالوا لي إنها كانت في عام 1947، وركزت على اذاعة الأغاني المحلية والعربية والقرآن الكريم، وتم تسجيل بعض الأناشيد لطلبة المدارس، وفترة البث لساعتين يوميا، وفي عام 1950 أهدى مراد بهبهاني الإذاعة إلى الشيخ عبدالله المبارك الصباح الذي كان مديراً للأمن العام، ونقلت إلى قصر نايف، واتسعت الإذاعة وتم تعيين مبارك الميال وحمد المؤمن مذيعين للبرامج، وأضيف اليهما يعقوب الرشيد، وكان مدرسا، ثم جاء رضا الفيلي الذي كان يتنقل بين الاذاعة والتلفاز وعبدالرزاق السيد، وموسى الدجاني جاء في اوائل الستينات، مع سليم اسماعيل (فلسطيني)، وباسمة سليمان وهدى المهتدي، وكنت أنا المسؤول عن كهرباء الاذاعة عملت فيها 37 عاما، وتقاعدت عام 1993».

أعمالي
يتابع أبو شوقي: «كما عملت في قصر الابيض سكن المرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح في منطقة السرة على الطريق الدائري الرابع كهربائي تمديد وتوصيل».
وكان المسؤول عن القصر أحمد الثاقب ومصطفى الثاقب، وعلاقاتي كانت مباشرة مع الشيخ عبدالله المبارك الصباح رحمه الله، الذي كان ينزل معنا الموقع ويوجهنا ويرشدنا، وكان معه مدير الجيش آنذاك جبر شحيبر، وهو المسؤول عن المشتريات، ومدير المحاسبة أحمد أمين. كان الشيخ رحمه الله ذا شخصية راقية عالية، ونظراته لها معان كثيرة تفهمها من أول نظرة، وكان يعطي لكل العاملين من أياديه الكريمة، فكنا نأخذ أكثر من رواتبنا، وإلى الآن نأخذ من هذه الأسرة الكريمة أسرة آل الصباح في الأعياد والمناسبات وزواج أولادنا، وعندي ولد و5 بنات و17 حفيدة ما زالوا يأكلون من خيراتهم. ومن أعمالي أنني أول من مدّد الأسلاك وأوصل الكهرباء من اجل احتفالات العيد الوطني، الذي كنا نسميه «عيد الاستقلال»، عام 1962 في شارع السور، وأنا أول من أوصل الكهرباء لسينما الأندلس، ووضعت سماعات على أعمدة النور للحفلات، وأتذكر يعقوب بصارة (أبو يوسف) وشهاب البحر اللذين كانا يتابعان أعمالي بهذه المناسبات.
وقال أبو شوقي: أنا أول من أوصل الأسلاك الكهربائية لقصر مشرف على جبل يشرف على ما حوله من الأراضي، قصر بناه الشيخ مبارك الكبير الصباح، ومن بعد قام بتجديده وإعماره الشيخ عبدالله المبارك الصباح، وقد ضعت السماعات داخل هذا القصر، وشاهد الحفلات هناك، وأتذكر عودة المهنا، والمطربة الاردنية «سلوى» وسعود الراشد، وعبد الله الفضالة، كانوا من المطربين داخل القصر، وانا كنت المسؤول الاول عن السماعات وعن التشغيلات، والى الآن احتفظ بهذه الاشرطة، وكان سكني تلك المدة بين الورشة العسكرية التابعة للجيش، واغلب الايام في خيمة راقية مجهزة مع الوجبات الثلاث والفواكه في القصر الابيض.

هدم السور
وتحدث ابو شوقي عن السور الثالث الذي بني في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح عام 1920، سور احاط الكويت (المدينة) له خمسة منافذ يسمى كل منفذ (باب الدروازة) طوله حوالي اربعة اميال من الشرق الى القبلة اي الغرب. قال «انا دخلت البوابات كلها عام 1952، وفي عام 1957هُدم، وهدمت معه قلوبنا وماضينا، سور هدم فسميت السنة بسنة هدم السور، ولم يبق منه الا الدروازات، سور كان رمز الامان والطمأنينة، فهو الحصن الحصين، والواجب علينا ان نحافظ عليه طوال الدهر، والكويت مشهورة بأسوارها كباقي المدن والدول، فهذا السور الاول بني 1760 والثاني في 1811، شاهدت الثالث بطينه الاحمر». وتذكر ابو شوقي دخوله وخروجه من دروازة البريعصي وتسمى الآن «بوابة الشعب»: «ادخل اشاهد الدسمة آخر قرية، واخرج منها اشاهد على جانبي الطريق الرملي الأعشاب والنباتات، وبعض الخيم، كنت أنتقل من داخل السور الى الاحمدي بواسطة «بعرام» أي: باص تابع لشركة النفط، واحيانا باص الاجرة ينقلنا بعشرين آنة، كانت القرى متواضعة ومزارع مسورة بسعف النخيل واعواد الاثل، والمواشي والطيورة، «وناسة في وناسة» (انس في انس).
قال: داخل السور او خارجه امن وامان، واذا شاهدت قطعة قماش او كرسيا امام المحل يدل على انه مقفل ومغلق لساعات طويلة، والآن لو وضعت 20 قفلا ومفتاحا، المحل يسرق، واقول شاهدت السور يهدم بالجرافات، والعمال ينقلون الانقاض الى سيارات الحمل.

الشارع الجديد
وتحدث عن شارع يربط الصفاة بساحل البحر وهو جديد بمحلاته وعلى الطراز الحديث، شارع واجهاته مفتوحة للمحلات سمي بـ «الجديد» تحديث بناء مجرى تحت الارض لمياه الأمطار مع التبليط، وفيه اول مقر لبنك الكويت الوطني، اصبح في الخمسينات كما شاهدته بنفسي من اهم اسواق الكويت الحديثة والنشيطة بحركة الناس وبيع الكماليات، والمواد الغذائية والمطاعم والمقاهي.
اصبح شارع الجديد مقصدا للسياح والمقيمين والمواطنين، كنا نقضي ساعات بين الصفاة والفرضة، شارع كان سياحيا يوصلك الى كل الاسواق، نظام عجيب سهل المشي فيه أثناء المشي تجد نفسك في سوق واجف، وسوق الحمام، والسمك واللحم والتناكة والصفافير، شارع يؤدي بك بسهولة الى سوق الجت والحدادة والسلاح والشعير، وحتى الحلوى والخبز والدهن والتمر والماء اسواق تصلها بالجديد، ونهايته من الشمال تصل الى الفرضة تشاهد الابلام معها الفواكة والخضروات والبقوليات، بضاعة قادمة من البصرة وعبدان والهند وشرق افريقيا، ومن الجنوب جهة الصفاة تشاهد المواد المستوردة من البادية كالالبان والدهون والفقع والطراثيث، والجراد الذي كنا نلهث اليه ونشتاق الى رؤيته واكله، كنا نشعر بالبشرى، واسمع الباعة ينادون «مكن ـ مكن»، وهو اجود انواع الجراد لانه سمين، اسم انثى الجراد، كنت انزع الريش والافخاذ والمخالب والرأس ثم اهب عليه، ولم اكن امل اكله، وشاهدت القدور وهي تغلي مليئة بالجراد، وحتى المجفف منه اكلته، وكل هذا العشق للجراد الصحراوي التهامي، والجراد دواء جيد للامراض، وكان المثل يقول: «اذا هاض الجراد انثر دواك».

عالمة الطبخ
كنا نعرف التبولة والفتوش والحمص والكبة النية.. الخ، انها من الاكلات اللبنانية الطيبة المشهورة في العالم، الا انه عند وصولنا الكويت واحتكاكنا بالمجتمع الكويتي، عرفنا ان المطبخ الكويتي يسعى الى حفظ تراثه، وان هناك رابطا قوياً بين القديم والجديد، فهذه الاكلات التي تعرض وتقدم وتؤكل اغلبها من الامهات والجدات.
وقال ابو شوقي ان ام شوقي الآن خبيرة بالاكلات الكويتية، واذا دخلت المطبخ تجد «مجبوس اللحم» في مقدمة الطبخات، والبرياني من يد ام شوقي هو المفضل، وتجيد «الحشو بالنخي المجروش»، وحتى «مجبوس ماش باللحم».
ام شوقي طباخة كويتية تجيد «الهريس» وتزينه بالسمن العداني والسكر الناعم المخلوط بالدارسين، وهي فنانة في صنع «الجريش» و«المرقوق» و«القبوط» و«المضروبة»، وبعد ان كانت تعمل «التكة» و«الدولمة»، و«الباذنجان المحشي والطماطم» الآن هي عالمة بالعيش «المشخول»، و«مدق الماش»، و«التشريبة»، و«مطبق الدجاج»، و«الهامور» و«الزبيدي».
ويقول ابو شوقي: «ومن معرفتها بالعوائل الكويتية بعد هذه السنوات عرفت الخثرة، والصبور المشوي، والميدم والمربين، وجبارت، وصب الكفشة، وسر الخاتون، واللقيمات، والعصيدة، والبلاليط».
وتحدث ابو شوقي عن العصر الذهبي للمذياع الذي امتد من 1939 ـ 1945 فترة الحرب العالمية الثانية، واول من ارسل اشارة بث اذاعي في العالم هو العالم الايطالي جوليلمو ماركوني عام 1895م، واضاف: «اريد اوضح للقارئ ان «الكهربجي» هو شخص يقوم بإصلاح الدوائر الكهربائية وتركيبها وتشغيلها او صيانتها، عمل يحتاج الى الدقة، ويجب عليه ان يكون ملما بمبادئ الكهرباء، وعليه ان يفهم التركيب والا لا سمح الله تأتي المصيبة».
واخيراً قال: «ان الاغريق القدامى هم الذين لاحظوا ان مادة الكهرمان تجذب الريش والقش والاوراق الخفيفة بعد
كلها بالقماش، وهذا دليل واضح على ان المسباح الكهرب الذي بين ايدي الناس كله كهرباء، والكهرب مادة احفورية ناتجة عن تصلب اشجار الصنوبر التي عاشت ملايين السنين، وهو عازل جيد للكهرباء.



• مع الشهيد فهد الأحمد
• مع جميلة بوحيرد الجزائرية • شعراوي مع المطرب محمد عبدالمطلب







26-06-2011, 06:11 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
علي العلي: «رقيب طفولتي».. ومنه كانوا يراقبون القادمين والخارجين المرقاب


القبس
• علي العلي
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..

الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، الا ان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.
في مستهل لقائنا مع علي عبدالله العلي الصالح، قال: اعلم ان النعمة عبارة عن كل خير ولذة، وهي مخصوصة بسعادة الآخرة والدنيا، عشت وتربيت وترعرعت في بيت لا غم فيه، والعلم الذي لا جهل معه، ولا عيش الا عيش مع الكرماء والاوفياء، هذا ما عرفته من خلال عمري في بيت الاجاويد والانس والكرم، ان ماضينا وتراثنا في قلوبنا مهما تكن الحضارة وثقافتنا.

المرقاب حي الطفولة
اضاف: سكني وشبابي كانا في اكبر احياء الكويت واوسعها، حي داخل السور من احياء العاصمة او الديرة هو المرقاب، فريج حدوده من ساحة الصفاة حتى بوابة الشعب، وسمي مرقاباً لانه اعلى اماكن الديرة لبعده عن البحر، وهو تل كان يعرف «بالمرقب» كانوا يراقبون فيه القادم والخارج ويعتبر مدخلاً من مداخل المدينة، حي المرقاب فيه احياء او فرجان فهناك فريج الوزان الذي عشت فيه مقابل مجمع الوزارات، بجانب مسجد الوزان، بيتنا هو محول الكهرباء، تزوجت في هذا الفريج.
وقال العلي: المرقاب كان غنياً بالجبس (الجص)، ومن احيائه فريج المطران - الرشايدة - العوازم - الحساوية - العاقول - ام صده - الريش - ابن حسن - ابن حمود - رميدان - القطان - الناصرية - الرباح - الفضالة - العبيدان - الحسينان - الدعيج - الضبيبي والفهد.شرق.. وديكسون
وتحدث العلي عن منطقة شرق ايضاً وموقعها في الجزء الشرقي من مدينة الكويت العاصمة التي نسميها «الديرة»، هذا الجزء يحده البحر شمالاً وشرقاً، يوجد في شرق قصر دسمان الذي أسسه الشيخ جابر المبارك الصباح حاكم الكويت 1916، وأكمله الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي تولى الحكم في 23 مارس 1921.
أضاف العلي: وفي شرق منطقة رأس عجوزة شيد في جزء منها قصر دسمان، والآن فيها أبراج الكويت السياحية، رأس عجوزة كانت به أول محطة للشاشة المرئية (التلفزيون)، وفي شرق السفارة البريطانية، والمدرسة الشرقية التي تأسست عام 1942، وفيها السينما الشرقية التي تأسست عام 1954، وأول حي من منطقة الشرق هو حي الشيوخ، وحي ابن خميس، والشملان، والنصف، هلال، المضف، بورسلي، العاقول نسبة الى نبات العاقول، وفي الحي الشرقي نقعة الشيوخ، وابن خميس، شملان النصف والنجدي ونقعة هلال، والمناعي، العماني، أبو نيان، بورسلي، الغانم، القضيبي، ابن غيث، ونقعة النقيب، وابن معتوق، نقعة معرفي.. الخ
قال: كنا نسميها «نكعة» وهي مرسى للسفن مسوّرة بالصخور البحرية لصد الأمواج، وجمعها «نكع»، وفي دسمان بئر قديم كان الكويتيون يتزودون منه بماء الشرب يقع بالقرب من رأس عجوزة في دسمان يسمى بئر «أبو دُوار».
وتحدث عن ديكسون فقال: هو وكيل سياسي بريطاني في الكويت كان في عام 1929 وتوفي في الكويت 1959 وأوصى بأن يدفن فيها، فدفن في الأحمدي، وزوجته مشهورة بأم سعود، وما زال بيت ديكسون موجودا في «شرق» على شارع الخليج العربي ولأم سعود كتاب مشهور Forty year in kuwait أربعون عاما في الكويت.
وقال: لا ننسى المستشفى الأميري في عام 1949م تم افتتاحه تحت رعاية الشيخ أحمد الجابر الصباح، وكان فيه 45 سريرا في البداية.

المدرّس كان معلماً ومربياً
أما الدراسة فقال علي العلي عنها: لقد درست في مدرسة الصباح التي انشئت سنة 1948م في الحي الشرقي من الديرة، ثم في مدرسة المرقاب المتوسطة للبنين، وبالقرب من المدرسة اتذكر ناديا رياضيا تأسس سنة 1954م، مدارسنا كانت تدعو الى رفع الفرد لمستواه العلمي والثقافي، والتعليم كان عن طريق الاجتهاد الشخصي دون حاجة الى دافع يدفع، كان المعلم هو الموجه والمساعد، وفي النهاية كان علينا ان نشق الطريق بأنفسنا. التعليم كان يثير فينا روح الابداع والتجديد، والمربون استطاعوا ان يشكلوا لطلابهم صورا مستقلة بذاتها وفكرها وطريق تطورها، عودونا على محاسبة النفس، وتجنب السلبيات. كانت مطالعاتنا في كتب السيرة، وتلاوة القرآن الكريم، تحية للمربين الافاضل الذين صانوا العلم، واكرموا انفسهم، أحبونا فأحببناهم، وكانوا يقولون: من عمل بغير علم كان ما يفسده اكثر مما يصلحه.
«أحبائي إني زهرة في حقولكم
وما تصلح الأثمار إن أهمل الحقل
فصونوا كياني من جميل خصالكم
فما يعقب الضرغام إلا ابنه الشبل».

المعلم كان مثقفا أيام زمان، لأن من لا يملك شيئا لا يعطي شيئا. المعلم كان ذا قامة طويلة، يمتد تأثيره بين كل طبقات المجتمع، وبين كل اجيال الشعب. المعلم نحلة نشيطة، وحكمته التربوية عسل مصفى، كانوا مهندسي النفوس.الذي خلف والده عبدالله الملا في القيام بمهام سكرتارية حكومة الكويت في عام 1955، ثم اصبح عبداللطيف النصف سكرتيرا للحكومة، وخصوصا للأمير عبدالله السالم الصباح.
وعملت مع محمد سليمان العتيبي، وعملت مع عبدالعزيز محمد سليمان العتيبي الذي كان امينا عاما لمجلس الوزراء، ثم امين عام بدرجة وكيل وزارة في 1969م، ومن ثم عملت مع نجيب عبدالله الملا صالح.
وأضاف العلي: عملت في وزارة الخارجية التي كان اول وزير لها الشيخ صباح السالم المبارك الصباح امير الكويت السابق رحمه الله في عام 1962 بعد ان كان رئيس الشرطة العامة 1959، وتولى رئاسة الصحة في 1961م، وكان موقع الخارجية الكويتية في ضاحية عبدالله السالم بالقرب من الصحة المدرسية، ثم انتقلنا الى شارع السور بناية مرزوق الجاسم. كان سمو الامير حفظه الله ورعاه وزيرا للخارجية في التشكيل الوزاري الثاني عام 1963م الى ان تم تعيينه رئيسا للوزراء في يوليو 2003م.
وقال: من الاعمال التي عملت فيها الاستعلامات الخارجية، ثم كنت مسؤول قاعة التشريفات في المطار، وانتقلت الى ديوان الخارجية في ادارة المراسم وما زلت فيها. وتحدث العلي عن شيمة الوفاء قائلا: من الوفاء مراعاة الجار والاهل والاصدقاء، وكان آباؤنا واجدادنا يراعون اخوانهم اكثر من انفسهم، حتى بعد الممات لا تنقطع المحبة ولا الوفاء، فكان احدهم اذا اراد الذهاب الى البحر لمدة طويلة، كان الواحد منهم يأخذ شعرة من شاربيه، ويأتي بها الى جاره قائلا: «حافظ عليها»، بمعنى انك اذا حافظت عليها كأنك حافظت على عائلتي اثناء سفري الطويل في البحار، كان آباؤنا لا يزيدون على بيوتهم قبل جيرانهم، كان الانس غالبا ودائما ومستحكما، ولم يشوشه قلق الشوق، فكنا نخالط اولادهم، علاقة مألوفة ولا خير فينا «لا يألف ولا يؤلف»، هكذا كنا نقول، «الشعرة

التنقل في وظائف متعددة
وعن الاعمال التي قام بها، قال العلي: عملت في ادارة المالية، موقعها بالقرب من مبنى الدفاع في حي المرقاب، او ما يسمى بحي المسيل، ثم انتقلنا الى شارع فهد السالم، وعملت في مجلس التخطيط بالقرب من دائرة الشرطة القديمة في ساحة الصفاة، ثم اصبح المجلس تابعا لوزارة الاشغال، وكان الموقع في ام صدة، وألحق بمجلس الوزراء عام 1962، وجاء انشاء هذا المجلس لغرض تحديد الاهداف الطويلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبعد ذلك عملت في سكرتارية الحكومة في قصر السيف برئاسة المرحوم بدر الملا
أمانة»، وسعادة للطرفين، ومبدأ بين الطرفين، وهي الشهامة والصداقة والوفاء والأخلاق الفاضلة، أين هذا المقام الآن؟ إذا تأدب الصبي بهذه الآداب في صغره صارت له بعد بلوغه ملكات راسخة، فيكون خيراً صالحاً، وهذه العلاقة الأخوية شاهدناها أثناء الغزو الصدامي لبلدنا، وصلنا إلى السعادة والخير المطلق، كنا نهتم بنفوسنا قبل بدننا، كانت أرض الكويت وتحريرها هي الناطقة بيننا، وبقينا هكذا، وعشق الكويت هو الحقيقة والسعادة الواقعية، تعاملنا مع الروح الطيبة كما كان الأولون الذين أزالوا كل العوائق، كل ما أقوله يجب أن يغلب العقل على كل شيء «لو يصير العقل مغلوباً فتهلك النفس وقواها».

تعاون الجيران
وأشار العلي إلى التعاون الذي كان قائماً بين الأهل والجيران خاصة في المجتمع التقليدي، فعندما تشعر المرأة الحامل بآلام شديدة في أواخر شهورها التسعة، تحضر جميع نساء الحي إلى المنزل، وكل تحمل شيئاً ما فتجد حولها أكثر من ولادة لخدمة المولود، هذه تقرأ بعض سور القرآن الكريم، وأخريات على استعداد للطبخ والغسل، وتجهيز القبوط والحسو، والعناية بالوليد، والمبشرة التي تبشر الزوج لها سهم كبير من الهدايا، عادات كانت متوارثة نافعة وحكيمة وعميقة، جربوها كانت تجربة سليمة، أين منها الآن؟ لا تعرف عن مولود لجارك، إلا بعد ان يمشي في الفريج.

العمانيون سباقون في الحلوى
وتحدث العلي عن الحلويات، فذكر ان الحلوى العمانية تعتبر من أفضل الأنواع في الأسواق الخليجية، والعمانيون هم أول من صنعوا الحلوى وأطلق عليه «الحلوى المسقطية»، ولكن لكل دولة نكهة خاصة بها، والكويتية كانت قديماً حتى بداية الستينات هي الأفضل، ولكن العمانية لم يتغير الطعم ولا اللون ولا المواد مثل: السكر والنشا والدهن البلدي بالإضافة إلى الهيل والزعفران، وأتذكر من صناع وأشهر الحلواجية في الكويت بيت النقي والحلواجي والشمالي وبوفتين.
وأضاف العلي: من الحلويات المشهورة في الكويت ولا مثيل لها: الرهش - القبيط - الزلابية - اللقيمات - حلاوة ناريل - بامية - خنفروش - غريبة - كليجة.
وقال أبو خالد: هناك مأكولات مصنوعة من التمور، فهي من الحلويات الجيدة في المنطقة كلها مثل: بثيث، رانكينه، معسل ويتكون من التمر والدبس والسمسم من دون طبخ، والخبيص والخلاصة عبارة عن التمر والزبد. وقال: الكويتيون تفننوا بالنشا والحليب، فصنعوا المحلبية ـ ساكو ـ ماغوطة، ب.رْ الوالدين، وأتذكر لوز البحرين وصباره، همب عمان، ولومي سحاري أي صحار في عمان، موز الهند، وركّ.ي سامراء، وتمر البصرة، رمان شيراز، وبطيخ الديرة، تفاح بغدادي.

أمنيات
وختم العلي حديثه ببعض الامنيات التي قال إنها صادرة من القلب، ومعبرة من العقل والنفس الناطقة خيراً.
قال: قل آمين، ان يرد سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي الصباح، ويكون بصحة جيدة سالماً معافى من كل الامراض، فضلاً عن دعائي، وامنيتي بأن يطول الله في عمر سمو والدنا أميرنا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده وعضيده، وصاحب الكرم «اللي في إيده مو له» رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح، وأمنيتي أن نحصل اليوم على تربية وطنية لتعود علينا بالمنفعة المباشرة، وتعود بأمتنا الى الوجود والحياة، وأمنيتي أن يملأ الله قلوبنا بالنجاح.

• مسجد الوزان في المرقاب
• المدرسة الشرقية خرّجت المئات











27-06-2011, 05:07 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
أحد مدرسي المدرسة المباركية مع تأسيسها ملا عثمان وكفى (1899 ــ 1985) كتب فرحان عبدالله أحمد الفرحان :
• (من اليمين ): السيد عمر بن عاصم بن احمد الحسني الهاشمي، ملا عثمان عبداللطيف العثمان، ملا محمد اسماعيل الغانم، الملقب بالساعاتي والسيد محمد بن السيد عمر بن عاصم الحسني الهاشمي.
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
هكذا عرفه الكويتيون في أول القرن العشرين حتى وفاته في 1985وقد ظل حاملاً هذه التسمية حتى اليوم انه ملا عثمان عبداللطيف العثمان، المدرس البارز في المدرسة المباركية مع بداياتها الأولى.
هذا الرجل المتعدد النشاطات والصفات: مدرس، إمام، خطيب، يعقد القران للزواج، تاجر، عامل بناء، مرشد، محدث، مربٍّ فاضل، حافظ للقرآن عن ظهر قلب، يقوم بواجباته بهدوء وسكينة بعيدا عن الضوضاء، متزوج مرتين وله ثمانية عشر ولداً هذا هو ملا عثمان.
في شتاء سنة 2000 جاءتني طالبة مجتهدة هي الاستاذة اليوم إيمان لافي المطيري، وكانت وقتها طالبة في كلية الآداب قسم التاريخ وعلى وشك التخرج، وطلب منها للتخرج في الجامعة والحصول على الشهادة الجامعية ان تعد بحثا عن موضوع لم يطرق من قبل.
ولما كنت أكتب عن الانساب والقبائل والشخصيات في الصحافة لفت نظر هذه الفتاة ما كتبت، وكان ان اتصلت بي هاتفيا طالبة مقابلتي وجاءتني مع شقيقها الاصغر تسأل علها تجد مادة دسمة تكتب بها بحثا لم يسبقها أحد اليه في هذا المضمار، ولما كنت اعرف ان ملا عثمان لم يكن من محبي الاضواء وكان إماما لمدة طويلة ومدرسا لمدة أطول، وكان كثير من شباب الكويت يقصدون المسجد الذي كان يصلي فيه ملا عثمان، خصوصا في رمضان سواء في صلاة التراويح أو القيام لانه كان يقرأ ختمتين في كل ليلة، جزء واحد من القرآن في التراويح وثلاثة أجزاء في القيام عن ظهر قلب.
لهذا اصبح ملا عثمان محط ثناء وتقدير لدى الكثيرين في الكويت. امام هذا وجدت هذه الطالبة التي تبحث عن مادة دسمة ففكرت مليا ثم قلت لها: ان ملا عثمان هو أحسن مادة تكتبين عنها لأنه شخص لم يطرق بحثه من قبلك احد، وقد اطلعتها على صورة ملا عثمان فتأملتها مليا، وبعدها توجهت هذه الطالبة النشطة بالبحث والتقصي في وزارة التربية، ادارة شؤون القصر، سجل أملاك الدولة، ووزارة الاوقاف وبعدها توجهت إلى ابناء وبنات ملا عثمان، لابل المدرسين واصدقاء لهذا العالم الجليل الذي بزغ نجمه في القرن العشرين واستطاعت ان تخرج بحصريلة جيدة عن هذه المعمعة العلمية، وتخرج كتابا قيما مختصرا عن ملا عثمان ذلك في أعلام وشخصيات كويتية ضمن مسابقة احتفالية الكويت عاصمة الثقافة العربية لعام 2001.
كانت الباحثة قد اشارت الى ان ملا عثمان ولد سنة 1901 وذلك بعد بحث وتقص، وانا هنا اقول ان اقرب من حدد مولد ملا عثمان هو الفاضل عبدالمحسن عبدالله الخرافي في كتابه «مربون من بلدي».
صحيح ان الفرق ثلاث سنوات لكن هذه السنوات الثلاث تقرر امورا، منها ان ملا عثمان دخل المدرسة المباركية كطالب مع افتتاحها في عهد الشيخ مبارك الصباح، وكان من انبغ الطلبة وانشطهم واطولهم، ولما كانت المدرسة المباركية في حاجة الى مدرسين، وملا عثمان قد تجاوز السادسة عشرة من عمره، فقد اختير للتدريس في هذه المدرسة وكان شقيقه عبدالله الذي يكبره بستة ايام من زوجة اخرى وكان ناشطا في الكتابة فقد افتتح الاثنان مدرسة خاصة كان عبدالله هو المسؤول الاول وعثمان ومحمد شقيقهما الثالث كانا مدرسين، وكانت هذه المدرسة على مقربة من سور الكويت الثاني قرب بيوت آل العبدالرزاق واليوم المدرسة والسور الثاني دخلا في موقع عمارة السيارات الرئيسية المطلة على دروازة العبدالرزاق بوابة العبدالرزاق.
افرد الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي في كتابه «مربون من بلدي» صفحة (338 - 339) نبذة عن ملا عثمان المدرس، كانت وزارة التربية قد سمت احدى مدارسها في منطقة بيان باسم ملا عثمان.
كما ذكر السيد باسم عيسى اللوغاني في كتابه «الفيحاء تاريخ وشخصيات» في صفحة 75 قصة سرقة بيت ملا عثمان بالفيحاء، حيث قال اول عملية سطو مسلح على منزل في الكويت، هذه القصة اغرب من الخيال، كيف ان اللصوص الذين اعتدوا على المنزل يقبض عليهم بعد شهور بالمصادفة وليس بالتقصد، انا اعتقد أن الذي يحفظ كتاب الله عن ظهر قلب ويعمل به، لا بد ان الله سبحانه وتعالى يجزيه في دنياه قبل الآخرة، وهذا ما حدث لملا عثمان، حيث حدثت له مفاجآت كثيرة وكان الله معه، انا هنا لااحب ان اطيل عن قصة حياة ملا عثمان، لكن الصورة المرفقة التي تنشر لاول مرة تنطق وتتحدث عن ملا عثمان مع سيد عمر عاصم وملا محمد الوهيب ومحمد ابن سيد عمر وذلك قبل تسعين سنة من هذا التاريخ اي قرن تقريبا.
هذه ملامح عن ملا عثمان الذي كان مربيا فاضلا في اول القرن العشرين فأقول رحمه الله رحمة واسعة.

القبس








04-07-2011, 04:45 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
منطقة خيطان كانت وفيرة بالمياه العذبة

عبدالله الشريّد: التحقت في مدرسة المقوع المهنية سنة 1946 وكان تخصصي ميكانيكا سيارات

الشريَّد يستعيد ذكرياته مع عدسة «الراي» (تصوير طارق عز الدين) الراي










إعداد : سعود الديحانينحن اليوم مع الجزء الثاني من لقائنا مع عبدالله الشريّد حيث نتطرق معه الى عمله في نقل البضائع من الكويت الى الاحساء والرياض ثم التحاقه للعمل في دائرة الشؤون والاقسام التي كان بها بعد ذلك يذكر لنا سنة كسوف الشمس كيف حدثت هذه الظاهرة الطبيعية كما نعرج الى سيرة عمه النوخذة سالم الملقب بالملا أحاديث متنوعة باختلاف مواضعها فلنترك له ذلك: انا توظفت سنة 1946 في الكيوسى في شركة النفط وباشرت الشركة اعمالها في هذه السنة ونحن حينما سجلنا الذي تولى تقيد اسماءنا في الشركة هو عبدالرحمن العتيجي كان عنده مكتب في الشويخ سجلنا وذهبنا الى المقوع كنا مجموعة شباب والتحقنا في مدرسة المقوع المهنية وهي تخصصات وانا تخصص ميكانيكا سيارات ولغة انكليزية ندرسها ونتعلم ميكانيكا سيارات بعدما اتممنا الدورة المخصصة حصلنا على رخصة قيادة وسلمونا سيارات وعملنا في الشركة سائقي سيارات اذكر معنا خليفة طلال الجري وعبدالله الشملان والدبوس مرزوق الطمار وكرم وسعود بن فارس المعصب وكثيرين من سائقي السيارات وقد صرف لنا راتبا مقداره 40 روبية وبعد ذلك صرف 100 روبية لانه تم اعطاؤنا سيارات كبيرة «تريلات» حيث قمنا بتعبيد الطرق لانها كانت رملية ونحن قمنا برصفها في النفط وقد استمررت في هذا العمل حتى وفاة الشيخ احمد الجابر 1950 وقد زاد الراتب شيئاً فشيئاً ونحن من عملنا طريق وارة وملح والمقوع والطويل وكانت تناكر القار هي التي كانت تابعة لشركة تقوم بتعبيد الطريق واذكر ان خالي سعود كان كذلك يعمل معنا بعد فترة تسلمنا سيارات عادية «صوالين».

كسوفسنة 1950 يوم كسوف الشمس كنا في الأحمدي واذكر انه جاءنا وقت الظهر وكنت مع اجانب «انكليز» يعملون في شركة وكنت مرافقاً معهم وهم لهم مخيم في الجهراء جبله منها وكانوا يريدون تصوير الشمس وقد غابت الشمس كلياً ظلاما وكنت ذاهبا الى المخيم في ذلك الوقت وقد استمرت الشمس نصف ساعة واخذت الناس تكبر وتهلل... وهي حدثت سنة 1950.

لوريسنة 1951 اشترى أبي سالم لوري طراز 1951 واخذت اعمل عليه انا واخي شريَّد على طريق الرياض والاحساء نأخذ الاغنام من الكويت نأخذها من محمد المزين ونذهب بها الى الاحساء كان طريقاً رملياً الى جرية ثم النفود ثم رماح كنا نذهب الى الرياض والاحساء كان يذهب معنا عبدالله المعوشرجي بوسعد هو ينزل في الاحساء ونحن نعود ومعنا ركاب ينزلون في المناطق التي نمر بها... طريق ذهابنا يبدأ من دروازة الرجعان على طريق الرياضيات وهو طريق يوصلنا الى جريه وبها قصر الصقعبي وننام وفي الصباح نأخذ الاوراق «منافست» التي من خلالها يسمح لنا في المغادرة ثم نواصل الطريق وهو طريقان الى الاحساء والاخرى الى الرياض اذا كان الحمل اغناما هي للاحساء واما اذا كانت زل فهي الى الرياض كان كثير من اهل الكويت يعملون في المكدة ونقل البضائع في تلك الايام نحن ليلة في قصر الصقعبي الذي في جرية ولا يحل علينا المغرب والا ونحن في الاحساء اما الرياض فهو أبعد علينا والبضاعة نزلها في البطحا وهذا على حساب التجار الذين ننقل لهم... وسيارتنا هي لوري 1951 اشتراه أبي سالم من الحميضي بمبلغ وقده عشرين الف روبية وكنا ندفع له المبلغ مقسطاً لكن من دون كفيل لانه كان يعرف «شيبانا» انا سائق فيه مع اخي شريّد نتعاون فيه كل معاون للاخر.... والمعاون في السابق كان مساعدا للسائق وذراعه اليمنى لان اللوري كانت سيارة كبيرة فإذ وضع فيها البضائع يشرف عليها ويتأكد من وضعها المناسب واذا رجع السائق للخلف يقوم بتوجهه واخذت على هذا العمل من سنة 1951 حتى عام 1953 اما قيمة نقل البضائع فهي طريق الرياض 600 روبية ومثله الاحساء وكنا نتعرض لبعض الامور مثل انفجار «بنشر» عجلة السيارة كنا نقوم باصلاحها والحمل «البضاعة» في السيارات بكل همة ونشاط.

الشؤونفي حلول عام 1953 عملت أنا في دائرة الشؤون الاجتماعية يوم كانت الوزارات دوائر ودائرة الشؤون كان فيها عبدالعزيز الصرعاوي وحمد الرجيب وهو المؤسس لها وكان رئيس الدائرة هو سمو الأمير حفظه الله الشيخ صباح الأحمد ومكان الدائرة في ذلك الوقت جبلة في القرب من المقصب القديم وأنا قبل العمل في هذه الدائرة سجلت في الاشغال ولم استمر فيها ثم عملت في الميناء وكذلك لم استمر فيه كل عملي في هاتين الدائرتين سائقا... وأنا عملي في الشؤون سائقا وراتبي في تلك الايام 400 روبية وبعد ذلك محمد الفهد - الله يرحمه - جعلني مراقباً على السيارات التي تستخدم في الدائرة والشؤون الاجتماعية كان كل شيء عليها البيوت والاعانات والمساعدات والعمل والدائرة استقدمت باحثات من مصر لكي يقمن في الكشف على بيوت المحتاجين في أنحاء الكويت من الجهراء الى الاحمدي كانت الدائرة تقدم المساعدة لهذه الاسر عن طريق عمل الباحثات وطبعا ينقل هؤلاء سائقو الدائرة كان عملاً متواصلاً في خدمة أهل الكويت وكل محتاج يقدم له مساعدة واعانة وأنا كنت مراقبا في هذه الدائرة.

التربيةفي فترة الستينات انتقلت الى وزارة التربية وسعى لي في ذلك خالد المسعود - الله يرحمه - وعملي في التربية كان مشرف تغذية كنا نشرف على المدارس، في البداية كنت في المطبخ المركزي الذي كان يغذي جميع المدارس ثم انتقلت الى مدرسة معاذ بن جبل عندنا في خيطان كان ناظرها صالح بريه لحية غانمة الله يذكره بالخير وعند حلول عام 1975 قدمت تقاعداً لأن لي خدمة كبيرة قضيتها ما بين شركة النفط والشؤون والتربية.

خيطانبعد تثمين بيوتنا في الشامية وكانت قيمة التثمين 350 ألف روبية لأن مساحة البيت كبيرة وسكنا مع أبوي فالح أما عمي لملوم والملا سالم فقد سكنا في القرب من مسجد العجيري حيث اشتريا بيتا جاهزا بن رهيف كانت خيطان كلها بر الحلال حيث البيوت يرعى حولها لأنها بر وقليل البيوت فيها تذهب الاغنام تصل الى العديلية كلها بر ونحن سكنا خيطان 1954 يوم نزلنا لم يكن قبلنا إلا المزين سالم وأبناء إبراهيم وكذلك المعوشرجي وخلف صالح البطي وبعض البيوت ونحن اشترينا الارض بـ 300 روبية وسبب مجيئنا الى خيطان هو وفرة الماء فيها فالقلبان فيها متوافرة... أبوي سالم حفر جليبا في بيته وخرج ماء قدير حلو، شرق منا كان بيت الصانع جليب بيتهم خور مالح ونحن بيننا وبينهم باب وكان يأخذون منا ماء عذب وليس بين جليبنا وجليبهم إلا طوفة نحن طلع الماء قدير وهم كانت مالحاً... وعمي سالم وهو عمل في التجارة حينما اشترى السيارات وهو لم يكن يسوق ولا أحد من شيبانا تعلم قيادة السيارة لكن نحن الابناء عملنا على السيارات التي اشتروها فعمي سالم اشترى سيارة بوكس 1949 من شركة وعملت عليها أنا وبعد ذلك اشترى فورد 1951 وعملت عليها أنا وأخي شريد.

شامانقصر جدي شامان شرق قصر مشرف من شمال على البحر وقصر جدي شامان له 150 سنة موقعه الآن شرق السفارة الاميركية وكل الكويت يعرفون ويحدون أماكنهم عليه الكواشيت والذين يخرجون للبر وين شامان عند قصر شامان كان الفقع من حوله دار مداره وساكن فيه جدي وهبه من الشيخ حمد المبارك وتوفي لم يأخذ عليه ورقة كان فيه غرفتان وحوش كبير وبخار كبير كان يوضع فيه علف الحلال والخيل له هو وكيل حمد المبارك عمي سالم ولملوم لكن جدي شامان ثابت في هذا القصر لكن عمي سالم ولملوم يخرجان وقت الربيع في الحلال لأن حلالهما وحلال الشيوخ وكذلك معرض المبارك مع بعض خليط... وكذلك كانوا يذهبون للغوص أما جدي شامان فهو ثابت في قصره قصر شامان وتوفي جدي وهو ساكن في قصره وفي جانب قصر جدي كان هناك بيوت لوالدي وعمي سالم ولملوم يسكنون فيها في الربيع والصيف وهي أربع بيوت وأراضي شامان وفالح ولملوم وسالم... وشامان كانت وفاته 1944 وأنا شفته ولحقت عليه رجال طويل دقاق ودفن في المقبرة التي عند قصره وهي مقبرة كانت حتى أهل مشرف يدفنون موتاهم فيها أذكر صالح ولد جوهر دفن فيها... وهذه هي منطقة السرة ونحن ثابتون لأن لنا بيوتا فيها وصارت الشركة وعملنا بها وتركنا بيوتنا في السرة ونحن سكناها بعد بيوتنا التي في الكويت. واذكر البطاقة التموينية كان عليها عبدالله الجابر.

الزواجأول زواج لي كان سنة 1956 والملكة كانت عثمان العثمان الذي في الدروازة والمهر كان 600 روبية وأول عرضة صارت في خيطان كانت في زواجي وجاءوا الناس من كل مكان من الفروانية وجليب الشيوخ والفنطاس تجمعت الناس من أجل هذه العرضة والعرضة من أهل الفحيحيل والفنطاس وهي عرضة فقط سيوف وطبول والعرس كان فرحة ثلاثة أيام وقد جاءني ولد وتوفي ثم تزوجت مرة أخرى وهي أم عيالي.

الحجةأنا أول حجة لي سنة 1956 ومعي شيبانا وأخي شريد على سيارتنا أول سيارة اشتريتها كانت 1954 مستعملة ثم سيارة جديدة من الحميضي.

رؤيةجدي شامان ركب البحر وقد رأى رؤية في منامه يوم كان في الغوص «ابنته» وفي الصباح وجد حصباة «دانة» في مغاصة في البحر هذه كان يحكيها لي - رحمه الله - وهو ركب الغوص قبل أبوي سالم وهو شامان محمد سالم وهم من آل هادي ويقال لهم آل شامان وهو من رجالات الشيخ حمد المبارك وله محبة وتقدير خاصة عند الشيخ.

الميلممبارك عبدالهادي الميلم كان أخ لشيبانا من جهة الأم وهي أمهم زعيبة وله ثلاثة اخوان سالم وفالح لملموم واخوهم من أمهم وكان اصغرهم سنا.
الثانية
الهدامة الأولى كنا في بيوتنا في الكويت وقد تأثرت في تلك الأمطار أما الهدامة الثانية سنة 1954 فكنا في منطقة الشامية لأن الشيخ خالد الحمد وهب للوالد أرضاً كبيرة في الشامية وبناها وكانت قريبة من قصر النزهة قصر الشيخ سالم العلي وهو أول قصر للشيخ سالم العلي فيه مزرعة وعين ماء وسكنا في أرضنا هذه التي بنيناها حتى ثمنت لنا لكن بيوت المسيل بعاها بمبلغ بسيط 3000 روبية والشامية في ذلك الوقت كانت أكوات مياه عذبة واقرب دروازة لنا كانت دروازة الشامية ابن رجعان.

الملاالذي تنوخذ من اسرتنا آل شرَّيد هو أبوي الملا سالم وهو حافظ للقرآن ويقرأ ويكتب ويصلي في الناس إماما وكانت قراءته في القرآن جميلة ومتقنة والقرآن والكتابة تعلمها مع من ركب معه في الغوص وفاته كانت 1976 وعمل إماما في مسجد بن هجاج ولم تكن وظيفة رسمية بل يحل محل الإمام والمؤذن حين غيابهما ويصلي في جماعة المسجد تطوعا من نفسه وهو متدين من الفطرة منذ صغره.
كان الملا سالم هادي الطبع لا يسمع له صوت، ضحكه قليل، كله وقار وكان مرسى للناس وملفى لهم للعجمان ولجماعتنا آل هادي ويشهد لهم ويشفع كانت ديوانيتنا لا تخلو من الخطار والضيوف والناس ويسعى للصلح بين الناس وله معرفة مع الناس والقبائل كلها وعلاقته مع الشيوخ خصوصاً حمد المبارك ومبارك الحمد اذا رأوه الملا سالم الملا سالم له وضع وتقدير عندهم ومبارك الحمد تزوج بنت ابوي الملا سالم... واذكر انني يوم كنت صغيراً سنة 1944 كنا مع حلالنا في الحزيم ومرونا شيبانا حجاج على وانيت كان معهم عبدالله العزب وبن عرهان وقد حدثت رديه شعرية بين والدي فالح وعبدالله العزب.
هذا الذي أذكره انهم حجوا لكن اذا كان قد حجوا قبل ذلك فيكون على الابل... والملا سالم يوم كنا ننزل عند قصر جدي شامان كان يوم الجمعة يمشي الصبح الى الرميثية حتى يصلي فيها الجمعة حيث ان بها مسجداً وبيننا وبينها خمسة كيلو مترات التدين فيه من صغره وهو تزوج بنت سالم الفهيد عم خالد المسعود جاءه منها ولد وبنت وقد توفي ولده والبنت التي تزوجها مبارك الحمد وتزوج بنت جدي شامان وجاءه منها اولاد.
كانت افعال الخير والصدقات والزكوات من صفات عمي سالم والناس يأتونه ويساعدهم ويقرضهم وهو من مواليد الكويت توفي عمره فوق 100 سنة 1975 فمواليده 1875 أما عمي لملموم فكان في الاشغال ثم مراقب على حراس المدارس في التربية.
من دروازات السور عام 1959 مسجد ابن هجاج العم الملا سالم الشريَّد العم لملوم الشريَّد










15-07-2011, 02:42 AM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
قراءة في تاريخ العلاقات الكويتية - البريطانية

عبدالله السالم الصباح يتسلم أوراق اعتماد أول سفير بريطاني في الكويت ريتشموند في عهد الاستقلال باحتفال أقيم في قصر السيف في 7 أكتوبر 1961
بقلم: محمد أحمد المجرن الرومي
مع احتفالات الكويت بالذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير والذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم، هناك في الخمسين سنة الماضية في تاريخ الكويت الكثير من التغير في مجالات عدة، وقد يكون أبرزها وضع الدستور وانتخاب اعضاء مجلس الأمة ويعود الفضل في ذلك الى المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح، وكذلك الى عدد من أبناء الكويت المخلصين الذين كانت لهم نظرة مستقبلية ثاقبة، ومن هذه الأمور تطور علاقة الكويت بدول العالم والانضمام الى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، ومن الدول التي ارتبطت بها الكويت تاريخيا كانت بريطانيا وذلك لعدة أسباب:
1 - ان الكويت كانت حتى عام 1961 على الاستقلال كانت محمية بريطانية كسائر دول الخليج الأخرى وكانت تعطي للأمن أهمية كبرى نظرا للمشاكل التي واجهتها من بعض الجيران (أزمة قاسم 1961).
2 - ارتبطت الكويت ببريطانيا ارتباطا وثيقا في مجال النفط الذي كانت الشركات البريطانية تستكشفه وتصدره لحساب الكويت.
3 - كانت عائدات النفط الكويتي تلعب دورا مهما في الاقتصاد البريطاني خاصة في منطقة الاسترليني.
4 - العلاقات بين الكويت وبريطانيا في مجال الدفاع والتسلح.
كل هذه العوامل مجتمعة شكلت الاطار الرئيسي للعلاقات الكويتية - البريطانية.

علامة فاصلة
كان نيل الاستقلال في 19 يونيو 1961 علامة فاصلة في مسيرة الكويت التاريخية، فقد استقلت من محمية بريطانية بموجب معاهدة الحماية لعام 1899 التي وقّعها شيخ الكويت مبارك الصباح مع بريطانيا، والتي بموجبها أصبحت بريطانيا مسؤولة عن حماية الكويت والقيام بالأمور الخارجية والدفاعية عن الكويت، أما الشؤون الداخلية فهي من اختصاص شيخ الكويت، إلى دولة مستقلة ذات سيادة عام 1961 في فترة حكم الشيخ عبدالله السالم الصباح عندما تم تبادل الرسائل بينه وبين المعتمد البريطاني في الكويت، وكانت هذه الرسائل بداية إعلان استقلال الكويت عن بريطانيا، ومع بداية الأيام الأولى للاستقلال بدأت المتاعب تواجه الكويت بسبب ادعاءات عبدالكريم قاسم حاكم العراق آنذاك بأن الكويت جزء من العراق. سارعت بريطانيا لمساعدة الكويت بإرسال عدد من وحداتها العسكرية لترابط بين الحدود الكويتية ــ العراقية، والوثائق البريطانية تبين كيف كانت بريطانيا تحرص على ان يكون لها نفوذ سياسي واقتصادي في الخليج العربي. وقد وصف أحد الدبلوماسيين البريطانيين بقوله «العلاقة بين بريطانيا والكويت علاقة بين دولتين متساويتين».

دور النفط
لعب النفط دورا رئيسيا في العلاقة بين الكويت وبريطانيا، كما أنه غيّر الحياة في الكويت، ولاشك أن النفط كان مهماً للصناعة الأوروبية، وخاصة بريطانيا، وهذا ما دفع بريطانيا لتوقيع معاهدة 1899 والتي اعطت بريطانيا الحق في التنقيب وبيع النفط الكويتي ومنعت الكويت بموجب هذه الاتفاقية من إعطاء حق التنقيب لأي شركة لا تتبع بريطانيا وعندما وقع حاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح عام 1934 اتفاقية مع بريطانيا تؤكد ما جاء في معاهدة الحماية مع إعطاء بريطانيا الحق في اكتشاف والاستثمار في الصناعة النفطية في الكويت، وحيث إن النفط يعتبر مصدرا أساسيا للصناعة البريطانية، فقد ساعد على تقوية العلاقات بين الكويت وبريطانيا ان تلك الاتفاقية اعطت الشركات النفطية البريطانية الكثير من الحقوق، وقد استفادت الشركات البريطانية أكثر من الكويت في استغلال هذه الثروة بعد ذلك تأسست شركة نفط الكويت عام 1934 واكتشف أول حقل نفطي عام 1938 وهو حقل برقان وأول شحنة نفط صدرت للخارج كانت عام 1946.
اتفاقية عام 1934 أعطت الشركات البريطانية الحق لاكتشاف البترول وتصديره لمدة 75 عاما، وفي عام 1951 أضيفت 17 عاما للفترة السابقة ولكن في عام 1962 حصل تعديل على هذه الاتفاقية وأصبح للكويت %50 من حصة التنقيب وفي عام 1967 حصلت الكويت على مساحات جديدة للتنقيب داخل الكويت وفي عام 1973 اصبح للكويت نسبة %60 من مساحة التنقيب، وفي عام 1974 وقّعت حكومة الكويت وشركة نفط الكويت اتفاقا تملكت فيه الكويت %60 من رأسمال الشركة.

المستفيدون
وكان عام 1975 عاما حاسما بالنسبة للعلاقة النفطية بين الكويت وبريطانيا عندما ضغط مجلس الامة لتأميم النفط بالكويت وتملكت الكويت جميع الحصص لشركة نفط الكويت، ولكي نعرف أهمية نفط الخليج بالنسبة لمصالح بريطانيا، أشير الى ما قاله وزير خارجية بريطانيا F.Gray، حيث قال «علينا ان ننظر الى اي قاعدة بحرية لأي قوى أخرى على أنها تهديد للمصالح البريطانية، وعلينا أن نصد ذلك بجميع الامكانات لدينا».
لقد كانت الشركات الأوروبية تستفيد من عائدات النفط أكثر من الدول المنتجة، بما فيها الكويت، وعلى سبيل المثال فإنه في عام 1960 كان النفط الكويتي يباع للشركات الاجنبية بدولار و80 سنتا، وعندما وقّعت الدول المنتجة للنفط اتفاقية طهران عام 1971 ارتفع سعر النفط الكويتي الى 5 دولارات للبرميل، مما ساعد في زيادة العوائد الكويتية.
لقد استفاد الاوروبيون بمن فيهم البريطانيون في مجال صناعة النفط، من حيث العمالة، فمنذ اكتشاف النفط كانت العمالة اوروبية، او من المستعمرات البريطانية، وفي عام 1963 أخطرت الكويت الشركات النفطية بضرورة توظيف الكويتيين والعرب وزيادة نسبتهم، فزاد عدد الكويتيين ابتداء من عام 1964 عندما تم إرسال العمالة الكويتية للتدريب في الخارج، وفي عام 1971 وصل عدد الكويتيين في مجال النفط %35 وفي عام 1981 بلغت نسبتهم %56.

حماية الاسترليني
تعتبر الكويت من اكثر الدول المرتبطة بالاسترليني بعد اكتشاف النفط، ولذلك وطدت بريطانيا علاقتها بالكويت لكي تستمر في ايداع عوائدها بالاسترليني مما يقوي الاقتصاد البريطاني، وقد وضعت بريطانيا بعض القيود على التحويلات الكويتية للاسترليني بحيث لا تتعارض مع المصالح البريطانية وتؤثر في منطقة الاسترليني، ولقد كان البريطانيون يشعرون بالقلق من الاستثمار الكويتي بالدولار الذي كان اقوى من الاسترليني. وفي بداية الاستقلال عندما اصدرت الكويت عملتها الوطنية الجديدة الدينار كانت مغطاة بالذهب بنسبة %50 وبالدولار %10 وبالاسترليني %40، شعرت بريطانيا بان مصالحها تأثرت من ذلك لانها كانت تعتبر الكويت ضمن منطقة الاسترليني مائة في المائة ولكنها الان اصبحت فقط %40.
في عام 1964 واجه الاسترليني مشاكل اقتصادية انعكست على الكويت، لان ودائعها واستثماراتها كانت مرتبطة بالاسترليني. وقد وعدت بريطانيا الكويت بانها لن تخفض قيمة الاسترليني ولكن لن تضمن تأثير هذه المشاكل في المدخرات الكويتية وذلك يرجع لسياسة السوق الحرة.
لعبت عائدات النفط الكويتية دورا مهما في حماية الاقتصاد البريطاني وتدعيم منطقة الاسترليني، حيث ان عائدات النفط الكويتية كانت بالعملة البريطانية الاسترليني، وكانت تودع في البنوك البريطانية، مما ساعد على تقوية اقتصاد بريطانيا نظرا للعائدات المالية الكويتية التي تودع في البنوك البريطانية، وهذا ما ساعد في تقوية العلاقات الاقتصادية بين الكويت وبريطانيا، وقد وقعت اتفاقية بين البلدين تحمي هذه الودائع وتضمنها، وقد الغيت هذه الاتفاقية عام 1968، ولم تكن هناك اختلافات بين الكويت وبريطانيا في المجال المالي، خصوصا عندما قرر بعض الكويتيين سحب ودائعهم من البنوك البريطانية. ويقول بعض المختصين بالشؤون المالية الكويتية إن العلاقات الاقتصادية بين الكويت وبريطانيا بنيت على المصالح المشتركة فبريطانيا كدولة كبرى قوية والكويت كدولة صغرى وغنية التقت مصالحهما، فبريطانيا كانت في حاجة الى النفط الكويتي للصناعة، وعوائد النفط الكويتي ستكون في البنوك البريطانية او تستثمر في بريطانيا، بينما الكويت في حاجة الى قوة بريطانيا وقت الحاجة عندما يتم تهديدها من قبل اي دولة اجنبية (نظرية الراعي والعميل) Patron-client theory وهذا ما حصل في ازمة عام 1961، وكذلك الغزو من جانب النظام العراقي عام 1990، وهذا ما عزز من العلاقة بين بريطانيا والكويت.

الاستثمارات الكويتية:
بما ان النفط هو المصدر الرئيسي للثروة في الكويت كان من الخطورة الاعتماد على مصدر واحد للثروة وقد استثمرت الحكومة الكويتية عائدات النفط في داخل الكويت وخارجها. ففي عام 1952 أصدر الشيخ عبدالله السالم الصباح قراراً بإنشاء مكتب الاستثمار الكويتي في لندن للاشراف وادارة الاستثمارات الكويتية في بريطانيا لكي يكون للكويت مصدر آخر للثروة الى جانب النفط، وكان من أهداف انشاء مكتب الاستثمار حماية ثروة الأجيال الكويتية القادمة، وكانت الحكومة الكويتية تقتطع %10 من عائدات النفط كاحتياطي، وكان مكتب الاستثمار الكويتي في لندن يدير استثمارات الكويت في جميع أنحاء العالم.
في عام 1976 أصدر الشيخ صباح السالم الصباح مرسوماً يقتطع %10 من الدخل العام وتحويله الى حساب الأجيال القادمة، وفي عام 1982 تأسست هيئة الاستثمار لتدير الاستثمارات الكويتية في الداخل والخارج.

الدفاع والعلاقات العسكرية
العنصر الثالث الذي يتحكم بالعلاقات الكويتية - البريطانية هو مجال الدفاع والعلاقات بين البلدين في الأمور العسكرية. وحيث ان بريطانيا كانت مسؤولة عن الأمور المتعلقة بالدفاع قبل الاستقلال فإن العلاقات بين البلدين استمرت في هذا المجال، وارسلت بريطانيا قواتها الى الكويت عام 1961 بعد أزمة عبدالكريم قاسم تنفيذاً للرسائل المتبادلة بينهما حول أمن الكويت.
ولم تكن مصلحة بريطانيا العسكرية تقتصر على القوات التي أرسلتها بعد أزمة 1961، حيث انها سحبت القوات بعد عدة أشهر ولكنها ركزت على علاقتها في مجال الدفاع وبيع المعدات العسكرية، لأن ذلك يخدم مصالحها لأن الدولة الغنية الكويت في حاجة الى انشاء جيش، وهذا يحتاج الى معدات عسكرية وكذلك تدريب الجيش الجديد، وكل ذلك متوفر في بريطانيا خاصة ان المعدات العسكرية تكلف الكثير من الاموال والكويت كانت مستعدة لشراء الاسلحة والمعدات لحماية نفسها من العدوان، وكانت بريطانيا تتردد في بيع الاسلحة المتطورة الى الكويت، ولكن خوفها من عدم تلبية مطالبها يجعل الاخيرة تلجأ للشراء من دول اخرى منافسة لها مثل فرنسا وغيرها، ولكن من مصلحة بريطانيا ان تشتري الكويت المنتجات البريطانية.
لقد كانت الكويت مهمة للعالم الغربي لان نفطها يباع للغرب الى جانب دول اخر، واي تهديد لسلامة الكويت سيؤثر في المصالح الغربية ومنها بريطانيا، لذلك قامت بريطانيا ببيع الاسلحة والمعدات الى الكويت في فترات زمنية متعددة، ولاهمية الكويت بالنسبة للغرب وبريطانيا فانها لن تخاطر بان يكون هناك تهديد لامن الكويت من اي جهة كانت، وتعتبر بريطانيا بيعها للمعدات الدفاعية يحقق مصالحها، فانها تعتمد الكويت سوقاً لها ولا تريد منافسة من اي دولة اخرى، وعندما حاولت بعض الشركات الاميركية منافسة الشركات البريطانية أعلنت الاخيرة حالة التأهب، علماً بان بريطانيا تربطها بالولايات المتحدة علاقة جيدة.
وايضاً عندما تريد بريطانيا بيع معدات عسكرية بطريقة تجارية فانها تأخذ في الاعتبار مصالحها الأمنية في اي صفقة تعقدها مع الكويت.
كانت بريطانيا مهتمة بمصالحها السياسية في الخليج وتنظر الى تعاونها العسكري مع الكويت كمثال لبقية دول الخليج بانه يمكن الاعتماد على بريطانيا في مسألة الأمن المتعلقة بهم.
وعندما توقع بريطانيا عقودا مع الكويت لبيع معدات عسكرية، فإنها تضع مصلحة بريطانيا في الاعتبار، وكذلك لتشجيع الكويت لشراء المعدات البريطانية في المستقبل.

ملخص
نخلص في النهاية إلى ان العلاقات الكويتية - البريطانية، وبعد مرور 50 عاماً على الاستقلال، قوية ومتطورة ليس فقط في مجال النفط والاستثمار والدفاع، ولكنها قوية في مجالات أخرى، منها الاقتصاد والتجارة والتعليم والاستثمارات الفنية، وكذلك العلاقات السياحية، وما قيام المسؤولين في البلدين بالزيارات الرسمية إلا دليل على ان هذه العلاقة متطورة وتمضي قدماً للأمام.
وإذا كانت بريطانيا قد هبت لمساعدة الكويت قبل 50 عاماً عندما تعرضت الأخيرة لتهديدات من الجار الشمالي، فإن بريطانيا أيضاً ساهمت بحرب تحرير الكويت عام 1991 بالاشتراك مع دول التحالف التي هبت لنجدة الكويت والحفاظ على الشرعية وتطبيق القوانين الدولية.
وستبقى العلاقات الكويتية البريطانية متميزة عن أي علاقات أخرى، وهي مثال للعلاقة بين دولتين ولم تشهد هذه العلاقات أي توتر أو سوء فهم من أي طرف تجاه الآخر خلال الخمسين سنة الماضية.



المغفور له أحمد الجابر (1921 - 1950) ويرافقه المعتمد السياسي وكبار ضباط البحرية البريطانية وتبدو J.C.MORE البريطانية في الكويت مركبة قديمة تحمل لوحة الكويت رقم 66 - الصورة أصلية طبعت في انكلترا عام 1928
القبس








16-07-2011, 12:04 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
القبس




عيسى الغانم: خيرات البحر والبر.. غذاء ودواء

بر الكويت صيدلية طبيعية
أجرى الحوار: جاسم عباس
في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الأول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للأيام الخوالي، إلى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتألقة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف أن نشمل معهم عدداً من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت إلى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجالهومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان ليستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم..


..الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنتين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، الا ان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.
«القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة..
في مستهل لقائنا عيسى فهد الغانم اراد بدء حديثه بالطعام ايام زمان، وما اكله الآباء والاجداد، فقال: طعامهم كان نتيجة الكد والسعي والبذل لكي يحصل على قوت من هذا الطعام، وبعد الوجبة تسمع قولهم المشهور «حمدا لمن غذى مخلوقاته بمخلوقاته وهدى الانسان الى اقواته»، وان حصلوا وتفننوا قد سدوا الباب في وجه الطب.
واضاف: الكويتي كان فنانا في تناول الطعام في اوقات معينة، ومتى يأكل هذا الصنف او ذاك، وعرف ان الطعام لا يشبع حاجة بدنية فحسب، وانما يرتبط ايضا بالبيئة والاقتصاد والدين والمعتقدات الشعبية.
وقال عيسى الغانم: كانت الام او الجدة الكويتية بصيرة بقوانين الطبخ وصنعته، حتى كانت حريصة على تقليم اظافرها لئلا تتجمع الاوساخ تحتها، وتختار الفخار من القدور وحتى اذا ارادت النحاس الابيض تختار من الحطب اليابس الذي يبث دخانا كحطب السنديان، وكانت تعرف مقدار الوقود والملح والكمون والدارسين والفلفل، وكان الهاون من الحجر والمنحاز من الخشب والرحى من افضل الحجر، والطباخ على نار هادئة، لم تكن تفكر بالمكياج او الحفلات والسهرات، كانت تحمل الابريق باليمنى لتساعد بعلها على الغسيل، لا تعرف الوخيمة الذميمة.
وعن العبارات الدارجة المتداولة قديما قال الغانم:
كنا نسمع وتعلمنا الكثير من العبارات، مثل «صبحك الله بالخير» تسمع الرد «صبحك الله بمثله»، «يا الله حيه» يكون الرد «الله يحييك». «عساك طيب»، «طيب الله حظك»، «وشلون الشايب». «جعلك تشيب على الطاعة»، «عاش من شافك» «عاشت ايامك»، عبارة تقال للشخص بعد طول غيابه.
وعن عبارات المواساة، قال الغانم: عبارات تقال عند زيارة مريض: مالك شر. طالع من الشر، تطلع سالم، تقوم بالسلامة، غدى الشر، وأما الرد يكون: الشر ما يجيك، الله يسلمك.
وذكر الغانم عبارات عند شرب الماء، او اللبن يقال: هنيّ
الرد: هنّاك الله بالإيمان، وطاعة الرحمن، كلمات لها دلالات وكرامات صادرة عن قلوب مؤمنة وفية، وحتى عند تقديم الطيب والبخور، يقال: طب طيبك، طيب الله اعمالك، اسمع الرد التربوي الصادر عن البيئة الصافية، ما عندنا الا حلالك.

ثقافة السمك
وذكر ان الاولين لهم دراية وعلم قبل الاقبال على اي شيء خاصة الطعام، فكانت ثقافة السمك اولا واخيرا، وكان يفكر ان هذه المخلوقات سخرها الله له، فكان الحفاظ على البحر من ثقافته، ولا اتذكر ان الاولين القوا مخلفاتهم في البحر، والآن جهلا منا نرمي كل مخلفاتنا في البحر. أضاف: عرف الكويتي اسماك القاع وانواعها، واما اليوم اختلف الوضع فلا يوجد كويتي يمتهن الصيد، ولا حتى الباعة، ويوجد هواة صيد فقط وقد يلتبس عليهم كثير من اسماء السمك، ومن الاسماك المهمة التي تعيش في القاع منها: الشعوم، اليوم، شرايب، البالول، الهامور، البرطام، شنينو، الفطو، وهناك اسماك على سطح البحر تنزل الى القاع خوفا من الموت لشدة البرد، اما الميد فكنا نرمي السم اثناء الجزر وعند اقترابه على الساحل تجده ميتا. قال: هناك اسماك تصطاد طوال السنة، مثل: الهامور، البالول، الزبيدي وطعمها لا يتغير، ولكن مسبب قلتها حفاظا على البيض والتكاثر، وسمك الميد انواع منه: الميدالهديبة، والسفطية، والخضيرة تخرج منه مادة سوداء بسبب وجوده بين الرمل الاسود والطحالب. ومن معرفته بالاسماك وثقافته قال الغانم: الزبيدي والحلوابو، والطلاح اسماك متشابهة، والفرق البسيط بالالوان، واما الشعوم والكركفان، والبطان، والمچوه، فعيونها على الجوانب، اما الاسماك التي تخفي شكلها تحت الرمال، وعيونها فوق الرأس فهي: اللخمة، الطبيجي، الخوفعة، المزلقانة، الوحر. وذكر الغانم الخثاق والبريوق من الفصيلة نفسها، ولكن الاول يحمي نفسه في مادة «الحبر»، عندما يرى العدو لمهاجمته، يقوم بتفريغ الحبر، ثم يتكون في جسمه بسرعة فائقة. وذكر ابو عبد الله عن اسماك غريبة بالشكل والاسم بالهيرات مكان المحار، وهي مغاصات، والهير لفظة فارسية من (هار) وتعني الكنز او المنجم او المغطس، تجد سمك التر، المنحوسة، الربيبة، الفسكرة، بنت النوخذة، الميلك في اشهر الهيرات الكويتية هي: عارض يوسف، والبلداني، ابو ظلام، حولي،عفيصان، واعمق هذه الهيرات هو هيد حولي عمقه 21 مترا، هيد مذموم عند البحارة لسبب التيارات وبعض الشعراء يصفونه بالاذي، ويرجون من الله تعالى
أن يرزقهم بالخير ولكن في غير هذا المكان يقول:
يا ابن أبوي يا صاحي لحبالي
في حولي ماية ملعونة
قلت طول قال ماش احبالي
والحجر القوع تقصر دونه
وَلْ هيرٍ يا جليل الوالي
جعل يرزقنا الولي من دونه

وأما بقية الهيرات ما بين 5 إلى 10 أبواع، والباع قياس على امتداد اليدين مع الصدر، وكنا نقول فلان «ما يعرف كوعه من بوعه».
ويقول: اذا أردت العقل السليم والجسم السليم تجده في تناول السمك، فأمهاتنا قدمن على السفرة ما طاب ولذ من أنواع السمك، واذا جلسنا إلى سفرة الوالدة لا نشبع من الزبيدي المقلي والمصفى، والخثرة، ومشوي الجدر، الصبور المشوي ومطبق السمك، والمرق، والمربين الطري واليابس، والمبدم، والمشوي على التاوة لسمك السبيطي والحمره، واليميام والبطان والمجوه، والوصر للمرق، والمزلقانه والخوفع الصغير للمطبق، واما الأسماك التي تحيض فلا تؤكل مثل الجرجور، ولكن الآن اختلط الحابل بالنابل خاصة عند الجوع، واللخمة اذا أرادت ان تلد تضرب نفسها في البحر مرات حتى يخرج ما في بطنها من الطببجية الصغار.

الزبابيط
وتحدث أبو عبدالله عن نوع من الودع البحري وهو مخروطي الشكل جمعه «زبابيط» بداخله حيوان صغير يخرج بواسطة شوكة سعف، وهناك مثل: «زبوط النقعة» لكل ما حجمه صغير.
اضاف: ونحن صغار كنا نضع هذه الزبابيط في قدر حتى يطبخ «فوحة»، وكان هناك باعة في الطرقات وبالقرب من سوق السمك ينادون «الزبابيط كبار وناخي»، وكذلك «حويته» صدفة مضلعة صغيرة بداخلها حيوان صغير، ايضاً كان يؤكل ويطبخ، كان الساحل الكويتي غنيا بهذه القواقع خاصة أوقات الجزر، وذكر أنواع وأسماء القواقع منها: آذان ــ صلصلة ــ كوز ــ عوعو هو نجم البحر كان أفضل هدية يحضرها البحار للاطفال، كان الطفل يحمل عليه الرمل أو الصخر ويجر بخيط، ونوع من القواقع مشهور وهو «ودعة» قوقع تسخمه ضاربة الودع التي تكشف الحظ والبخت التي تسمى عندنا في الكويت «داعية الفال».
قال: الشرايب توجد بأعداد كبيرة، كانت تشعر بوجود أي صغير فتختفي داخل حفرها، وكنا نشاهد «شريب رمل» وكان يستعمل طعما للشعوم والسبيطية، و«شريب السعلو» هذه الشرايب توجد في الجزر، لا تشاهد الا في الليل، و«شريب الصخر» لسعته مؤلمة، واما السرطان البحري الذي نسميه «كبكب» صاحب الصدف الكبير، فكنا نأكله مشويا، وكل شيء متورم يقال الجرح مكبكب أي متورم، حتى أصبح «كبكب» اكليل من الذهب تضعه العروس فوق رأسها، سمي لانه يشبه ظهر أبو جلومبو، السرطان البحري، القبقب وتذكر أبو عبدالله انشودة للبنات:
يا من باس العريس يا من باسها
يا من سطر اللؤلؤ على رأسها
جابوا لها الكبكب وقالوا البسيه
قالت والله ما البسه ولا يهمني
ولا يهمني إلا أخوي زين الشباب
عنده قلم فضة ويكتب كتاب
عنده عروس على كبته
يمسح بسايلها حباب الحباب»
وقال: حويت والزبوط من فصيلة البطوش، والبطوشة، ولا يوجد من جيلنا إلا وأصابه «الجير»، إذا وطأت اقدامنا على هذا المخلوق الذي يغطيه الماء تكسر وأحدث جروحا في الرجل.

الخيرات
وانتقل في حديثه من خيرات البحر ال‍ى البر ذلك الفضاء الواسع، وارض غنية بالاعشاب والنباتات ومأكولات لا غنى عنها، وعندنا جمع البر «ب.رّان» أين هو الآن؟ قال: كنا نجمع «الطراثيث بعد موسم الامطار، نضعه على النار ونشويه، طرثوث، بنات بني اللون حلو المذاق رأسه نسميه (عجوة) كنا نحضر الكثبان الرميلة، لكي نحصل عليه، ويعرف علميا باسم Cynomorium وقديما كان ينقع بالماء فيحصل على اللون الاحمر يصبغ به البساط. طرفا شجيرة لها زهور صفراء، لها فوائد كثيرة، ساق طرفا لعلاج مرض الطحال، ورقها يتغرغر به لوجع الاسنان، كنا نقتل النمل والقمل بأوراق طرفا، وكذلك ضمادا للاورام، ودخانه يخفف الجروح، شجيرات الطرفا كانت تنمو حول جبل واره، لكثرتها كان يسمى الجبل بـ«جبل طرفا»، والعاكول من خيرات البر من اجود ما ترعاه الابل، وافضل وقودا، وأوراق العاكول افضل علاج للاسهال، نبات «الحاد» يتحمل البرودة يستفاد منه طبيا كل اجزاء النبات خصوصا الذي يتواجد في الاراضي الرملية. قال: نباتات لو ذكرناها نتحسر عليها ومنها: «علندر» شجيرة ارتفاعها 130 سم تقريبا، كانت وياما كانت في الزور، واخاديد المياه، أين هي الآن؟ أي التهاب داخل الجسم كان نبات «لبلاب» Lablab هو المسكن، والخروع يستعمل زيته في حالات الامساك كمسهل. وقال ابوعبدالله: البر الكويت كان يعالج المرض من الخيرات الموجودة على هذه الرمال، لا ننسى نبات «اقحوان» ازهاره «عقار» كان منه المرهم لعلاج القروح، وتكميدها، ويمتص الدم، ومستحلب ازهار الاقحوان يعالج ضعف الحالة الجنسية، ويفيد في معالجة آلام الرحم والمعدة، وكذلك مسكن للتشنجات، واخيرا قال الغانم: كان العطار الكويتي او كما كنا نسميه «الحواج» يختزن المعلومات عن النباتات الكويتية، يداوي بها المرضى، والتاريخ يذكر لنا اننا اصحاب الخيرات في برنا، كان صيدلية ثابتة ارض فيها التداوي بالاعشاب والنباتات المختلفة. وهذه الارض ساهمت اسهامات كبيرة، ولكن ضاعت تحت اقدام اهل البر والكشاته، وعجلات السيارات والبقيات، واعمدة الخيام، كانت نزوات قومية لم نحافظ عليها، ولم ننمها ونستغلها، ولم نقم صناعات دوائية على اسس علمية، فبر الكويت عالم متكامل من الطبيات.









نبتة الخروع إحدى نبتاتنا الطبية عالم البحار خيرات وأسرار عيسى الغانم








23-07-2011, 02:23 PM
البريمل

 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
من قديم الكويت أول انتخابات لأول مجلس للأمة كتب يوسف الشهاب :




إعداد: يوسف الشهاب
ليست الحياة الديموقراطية مظهراً غريباً على الكويت، ولا هي وليدة ظروف أعقبت مرحلة الاستقلال (19 يونيو 1961)، بل هي أصالة وتاريخ ارتبط في مسيرته مع بداية نشأة الكويت، قبل أكثر من ثلاثمائة عام.. فقد اختار الكويتيون حين استقروا على هذه المساحة من الأرض الشيخ صباح بن جابر بن سلمان (صباح الأول) عام 1718، حاكماً لهم بإرادتهم، وبذلك كانت اولى خطوات الحياة الديموقراطية. وفي عهد الأمير الراحل الشيخ احمد الجابر، طيب الله ثراه، رأى وجهاء البلاد ضرورة تشكيل أول مجلس للشورى ليكون سنداً للأمير، ومن أجل ذلك اجتمع عدد من رجالات الكويت في ديوان ناصر البدر بالحي القبلي من العاصمة، لاختيار 12 عضواً لتعيينهم اعضاء في اول مجلس للشورى عام 1921 وتحقق لهم ما أرادوا، وقد كانت فترة هذا المجلس شهرين (ابريل الى يونيو 1921)، وكان المجلس برئاسة المرحوم حمد الصقر.. وفي اواخر يونيو 1938 شهدت البلاد تشكيل أول مجلس منتخب للشورى، وقد أجريت الانتخابات التي شارك فيها 320 ناخباً في ديوان الصقر بالحي القبلي، وقد كان عدد اعضاء هذا المجلس 14 عضواً، وترأسه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم في عهد الشيخ احمد الجابر، واصدر المجلس اول دستور للكويت تضمن جوانب القضاء، الامن، المال والاقتصاد والتعليم، لكن هذا المجلس لم يستمر طويلاً، حيث انتهى بالحل في 21 ديسمبر 1938. وبعد اسبوع من الحل وبتاريخ 27 ديسمبر 1938، جاء المجلس التشريعي الثاني بالانتخاب الذي جرى في ديوان شملان بن علي بالحي الشرقي، وقد فاز بعضوية هذا المجلس 12 عضوا وترأسه الشيخ عبدالله السالم وانتهى دور المجلس في مارس 1939.
وبعد الاستقلال، شهدت البلاد اول انتخابات لمجلس الأمة في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، وقد ترشح فيها 205 مرشحين، اما عدد الناخبين فقد كان 16.889 ناخباً، ولأن الدوائر الانتخابية آنذاك كانت بنظام العشر دوائر، فقد فاز عن كل دائرة خمسة اعضاء لمجلس الامة الذي افتتح في 29 يناير 1963 بحضور الشيخ عبدالله السالم، وقد انتخب المرحوم عبدالعزيز الصقر، وانتهى هذا المجلس في 3 يناير 1967.
وتشهد الكويت غدا انتخابات مجلس جديد للأمة، نأمل ان يكون الاعضاء فيه على قدر المسؤولية والامانة تجاه الوطن، وهذه مسؤولية الناخب وضميره..
هذه الصورة التقطت في يوم انتخابات اول مجلس للأمة في 23 يناير 1963، ويبدو سمو الشيخ نواف الأحمد ولي العهد الذي كان محافظاً لمحافظة حولي، يتفقد سير الانتخابات في احدى اللجان الانتخابية.

القبس








23-07-2011, 02:26 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
كراماً للشيخ وليس لمدير البنك «بومسند» وحده يملك مفتاح البنك ومفاتيح الكويت كتب حمزة عليان :
سوق المفاتيح القديم



لسوق المفاتيح حكايات تروى، من أجملها ما كتبه محمد عبدالهادي جمال في كتابه «أسواق الكويت القديمة» والحكاية فيها من الطرافة بقدر ما فيها من الامانة والصدق، تخيّل ان مفاتيح خزانة البنك البريطاني الوحيد في الكويت وكل مفاتيح وابواب الكويت يستطيع ان يفك طلاسمها من دون ان يسمع عنه احد انه خان الامانة.. أليس في ذلك عبرة ودرس؟ تقول الرواية:
«كان من السهل على من يفقد مفتاحه الحصول على مفتاح بديل من سوق المفاتيح، أما اذا تعذر ذلك فيمكن أن يصنع له «بومسند» مفتاحا بديلا. ومن القصص الطريفة التي تروى عن «بومسند» ان مفتاح الخزينة التابعة للبنك البريطاني للشرق الاوسط الوحيد في الكويت آنذاك كان قد فقد في احدى المرات فحاولت ادارة البنك استنساخ مفتاح بديل في أسرع وقت تجنبا لتأخير العمل. وبعد الاستفسار والبحث علموا ان الشخص الذي يستطيع القيام بهذه المهمة هو «بومسند»، فتم استدعاؤه لانجاز العمل، وبينما كان جالسا داخل البنك بثياب العمل الرثة بانتظار تكليفه بالمهمة، مر مدير البنك الانكليزي الجنسية فاستغرب وجود شخص لا يبدو عليه أنه من عملاء البنك، فسأل من يكون ذلك الشخص فأخبروه انه سباك المفاتيح الذي سيستنسخ مفتاحا جديدا للخزينة. فشك المدير بمقدرة ذلك الشخص وتوجه ناحيته لطرده من البنك وهو يصبح به «برّه.. برّه»، فما كان من «بومسند» الا ان غادر البنك من دون ضجة. واتصل البنك اثر ذلك بمكتب لندن طالبا منهم ارشادهم الى الجهة التي يمكنها استنساخ المفتاح في منطقة الخليج، فنصحوهم بالاتصال بفرع البنك في البحرين، الذي أخبرهم ان هناك شخصاً واحداً فقط في الكويت يتقن هذه المهنة يدعى «بومسند»، ولديه محل في سوق المفاتيح، فكان الاحراج كبيراً لدى ادارة البنك البريطاني لكنها اضطرت لارسال شخص لاقناع «بومسند» للقيام بصنع المفتاح البديل. فلما توجه رسول البنك اليه طرده من دكانه صائحاً به «برّه.. برّه» وهي العبارة نفسها التي استخدمها مدير البنك معه، فكانت ورطة البنك كبيرة مما اضطر الادارة للاتصال بالجهات العليا في البلاد علها تستطيع حل الاشكال، فتم الاتصال بالمرحوم الشيخ عبدالله المبارك الصباح - وكان رئيس الأمن العام والشرطة آنذاك - وأخبر بالقصة وطلب منه التوسط لاقناع بومسند بعمل المفتاح. فلما استدعى الشيخ عبدالله المبارك بومسند وافق على القيام بالمهمة اكراماً للشيخ عبدالله المبارك وليس لادارة البنك، وبذلك تم استنساخ المفتاح البديل».القبس






28-07-2011, 06:27 PM
البريمل
 
التعديل الأخير:
أعلى