أبيض و أسود / يعني ضليع باللغة العربية .. = أيوه زي ما حضرتك ضليع بالكوسة و البدنجان و الخيار

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
24-07-2012, 12:05 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

زمان يا فن : عبد الفتاح القصري: أضحك الملايين…. ومات وحيداً

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 23, July 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


في العام 1905 كان ميلاده في حي الجمالية… ألحقه والده، وكان صاحب محل مجوهرات، بمدرسة الفرير في حي الخرنفش في الفجالة آملا أن يرث ابنه مهنته، لكن عبد الفتاح كان له حلم آخر، ولم يكن يجد سعادته إلا في الذهاب إلى كواليس المسرحيات، وفي الوقت نفسه كان كسولا ويكره المدرسة.
مع مرور الوقت أُغرم بالمسرح وتمنى الوقوف عليه، وفي أحد الأيام تجرأ وقصد مدير إحدى الفرق، قال له: «نفسي أمثل»، فضربه على وجهه وطرده…
تكررت محاولات القصري في الالتحاق بأي فرقة مسرحية، إلى أن وافق صاحب إحدى الفرق على إلحاقه بها وكان في الخامسة عشرة من عمره، وعندما كوّن عبد الرحمن رشدي فرقته المسرحية تقدم عبد الفتاح مع غيره إلى اختبار المتقدمين واستحوذ على إعجاب كل من رآه، فأُسندت إليه أدوار صغيرة كانت بمثابة قطع ديناميت ضاحكة في أي عرض.
ممثل تراجيدي
التحق عبد الفتاح القصري بفرقة جورج أبيض التي تخصصت في تقديم روائع المسرح العالمي، والمندرجة في معظمها في خانتي التراجيديا والمأساة، فحاول عبد الفتاح انتزاع الدموع من عيون الجمهور الذي كان بمجرد أن يراه تنفجر ضحكاته، رغم أنه كان يتفوّه بعبارات شديدة الحزن والجدية.
فشل القصري في أن يكون ممثلا تراجيدياً، فطرده مدير الفرقة، على الفور التقطه نجيب الريحاني وضمه إلى فرقته وخصص له راتباً ثابتاً هو 20 جنيهاً، وكان مبلغاً ضخماً في تلك الفترة.
أول مسرحية له «الجنيه المصري» أدى فيها دور تاجر سمك، فالتصقت شخصية ابن البلد به وجعلته يرتدي الجلباب في كل مكان يذهب إليه.
بعد وفاة الريحاني التحق عبد الفتاح القصري بفرقة اسماعيل ياسين براتب 100 جنيه في الشهر، وأصبح قاسماً مشتركاً في أفلامه كافة، وشكلا معاً إحدى أهم الثنائيات في عالم الكوميديا، وبلغ عدد الأفلام التي مثلها القصري 160 فيلماً أولها «بسلامته عاوز يتجوز»، وآخرها «شجرة العيلة».
ومن أبرز أفلامه: «الأستاذة فاطمة»، «سي عمر»، «حماتي قنبلة ذرية»، «الآنسة حنفي»، «لعبة الست»، «القلب له أحكام»، «سكر هانم»، «السوق السوداء»، «ابن حميدو» الذي انطلق منه إفيه «كلمتي مش ح تنزل الأرض أبداً.. لكن تنزل المرة دي»، وهو مازال يتردد لغاية اليوم مع عشرات الإفيهات التي تحمل بصمته وخفة دمه وعفويته.
أما أشهر مسرحياته فهي: «الدلوعة»، «قسمتي»، «الشايب لما يتدلع»، «30 يوم في السجن»، «حسن ومرقص وكوهين»، «ما حدش واخد منها حاجة».
زواج وخيانة
كان القصري دائم السخرية من شكله معلقاً أن «عينيه مخاصمة بعض». حلم بالإنجاب فتزوج ثلاث مرات، لكن الله لم يرد له أن يذق طعم الأبوّة، وعندما بلغ الرابعة والأربعين من عمره دق قلبه لفتاة شابة في السابعة عشرة من عمرها، وقال لها: «عاوز أتجوزك»، فبادرته على الفور: «موافقة شرط أن تكتب باسمي أموالك وتسلمني راتبك أول كل شهر»، فوافق، لرغبته في الاستقرار وحاجته إلى الحب.
وبعد عام من زواجه فوجئ بخيانة زوجته مع الشاب الذي تبناه واعتبره مثل ابنه، فطلقها على الفور وتزوجت من عشيقها بعدما استولت على كل ما يملكه.
بعد ذلك واجه عبد الفتاح أفظع وأقسى صدمة في حياته أو صدمة عمره الكبرى. ففي العام 1961 بينما كان يمثل دوره في مسرحية «عازب إلى الأبد»، فوجئ بأن الدنيا ظلام من حوله وسقط على خشبة المسرح، فنقله زملاؤه إلى منزله، وكانت المفاجأة أن فقد القصري نور عينيه والذاكرة أيضاً، فاختفت ابتسامته وغابت ضحكته وكان له موعد طويل مع العجز، فاضطرّ زملاؤه إلى الاستدانة لينفقوا على علاجه الخاص.
انتهزت مطلقته فرصة دخوله المستشفى لتستولي على أثاث البيت، فوقف الفنانون إلى جواره ومنهم: هند رستم، ماري منيب، اسماعيل ياسين ونجوى سالم.
بعدما تأكد أن حالته ميئوس منها تقبل قضاء الله بصبر وإيمان، وعاش محروماً من أي ضحكة بعدما أسعدنا بضحكاته على الشاشة، بائساً، فقيراً، يأكل يوما وينام أياماً لا يجد فيها قوت يومه.
وفي 8 مارس 1964 مات عبد الفتاح وكان عمره 59 عاماً، ولم يشارك في جنازته سوى ثلاثة أشخاص هم: الفنانة نجوى سالم وشقيقته بهية وصديقه الوحيد عسكري الشرطة قدري السمكري.


الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
26-07-2012, 10:25 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

سراج منير… الهارب إلى التمثيل

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 26, July 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


منير بموهبته، رائع بحضوره، مدهش بصدقه، خطير بأدواره، كبير بمكانته، إنه الباشا سراج منير الذي شارك في 290 فيلماً.
على رغم أن عبد الوهاب حسن والد الفنان القدير سراج منير كان أحد رجال التربية والتعليم وصاحب مؤلفات في علم الجبر والحساب، إلا أن أولاده الثلاثة اتجهوا إلى الفن والتمثيل، وكان ذلك ضد رغبة العائلة، الكبير سراج والأوسط حسن الذي عمل في النقد الفني والصغير فطين عبد الوهاب المخرج المعروف في عالم الكوميديا.
ولد سراج في حي العباسية الشرقية، حيث كانت الأسرة تسكن في منزل الجد (محمد علي بك الشاذلي)، وكان والده موظفاً كبيراً في وزارة المعارف في إدارة المناهج.
اسم سراج منير مركّب وله حكاية، فقد أصرّ أبوه عند ولادته على تسميته سراج، وأصرت الجدة على منير فاقترحت الأم الجمع بين الاسمين.
خلال دراسته الابتدائية اهتمّ سراج بالرياضة، لا سيما الملاكمة. وسرعان ما أظهر ميولاً أدبية، وفي المرحلة الثانوية أصدر مع أحد زملائه مجلة «سمير» بتشجيع من ناظر المدرسة، وقد استمر صدورها أربع سنوات، وتوقفت بعد تغيير الناظر ورفض الناظر الجديد كلام المجلة في السياسة.
تحوّلت الهواية الأدبية إلى فنية وتحديداً التمثيل الذي انطلق فيه عبر فريق تمثيل المدرسة، وأسندت إليه بطولات مسرحيات شاركت في مسابقة المسرح المدرسي، وفي كل عام كان يفوز بكأس المنطقة التعليمية، لكن الأب رفض أن يكمل الابن مشواره مع الفن، فضربه «علقة ساخنة» أمام أصدقائه عندما ضبطه يجري بروفات إحدى المسرحيات في صالون البيت، وكان نصيبه الطرد فذهب إلى بيت جده في العباسية.
بين الطب والإخراج
لأن الأسرة تمنت أن تراه طبيباً، فقد أرسلته إلى ألمانيا (1918) لدراسة الطب فور حصوله على البكالوريا (تعادل الثانوية العامة)، فدرس فيها ثلاث سنوات إلى أن التقى زميله محمد كريم الذي كان يدرس السينما في أحد استديوهات برلين، وأقنعه بترك الطب والتفرغ للفن.
شارك سراج منير في أفلام ألمانية عبر أدوار ثانوية ثم درس الإخراج السينمائي في استديوهات ألمانيا، وبعد ثماني سنوات عاد إلى القاهرة فاستقبلته الأسرة بحفاوة في اعتقادها أنه أنهى دراسة الطب، إلا أنه فأجأ الجميع بالحقيقة، فأصيب الأب بصدمة عجلت بوفاته في اليوم التالي لوصوله، وكان من الطبيعي أن تطرده العائلة للمرة الثانية.
مع يوسف وهبي
بحث سراج عن عمل يساعده على أعباء الحياة الجديدة، فعمل مترجماً للغة الألمانية في مصلحة التجارة لمدة خمس سنوات، والتقى صدفة محمد كريم الذي قدمه ليوسف وهبي، فشارك في فرقته وأثبت وجوده كممثل، من ثم استعان به كريم في فيلمه الصامت «زينب» إنتاج يوسف وهبي عن رواية الكاتب محمد حسين هيكل، أمام بهيجة حافظ وزكي رستم.
ثم توالت أعمال سراج منير من بينها: «أولاد الذوات، ابن الشعب، الدفاع، الحل الأخير، ساعة التنفيذ، سي عمر» مع نجيب الريحاني الذي رشحه بعد الفيلم ليعمل معه في المسرح ويترك يوسف وهبي، لكنه فضل أن يشارك في «الفرقة القومية» التي تكونت عام 1935 ومثل أكثر من مسرحية معها.
بدأ نجمه ينطلق في عالم التمثيل مع أفلام: «مغامرات عنتر وعبلة، النائب العام، ابن عنتر، أمير الانتقام، شمشون الجبار، المتشردة، أمير الظلام}، ونجح في تجسيد شخصية الرجل القاسي والشرير بالبراعة نفسها التي جسّد فيها شخصية الطيب البسيط والأب الحنون.
خسارة ومرض
عندما مرض نجيب الريحاني طلب منه أداء دوره في مسرحية «حكم قراقوش» ففعل ونجح في الدور، ما شجعه على تحويل المسرحية إلى فيلم من إخراج شقيقه فطين، إلا أن الفيلم فشل وخسر سراج ماله، ربما كان ذلك أحد أسباب إصابته بذبحة صدرية، فنصحه الأطباء على أثرها بالتوقف عن العمل والراحة، لكنه رفض النصيحة وعاد في فيلم «الليلة الرهيبة» مع المخرج السيد بدير وشريفة فاضل، وصور آخر أفلامه «حتى نلتقي» مع بركات وفاتن حمامة، إلا أنه رحل قبل استكمال دوبلاج دوره. أما المسرحيات التي مثلها وأخرجها فوصلت إلى 76 مسرحية.
في حياته زوجة واحدة هي ميمي شكيب التي قابلها للمرة الأولى في فيلم «سي عمر» (1941) وشاركها مجموعة من الأفلام من بينها: «معلش يا زهر، بيت الأشباح، الدنيا حلوة، البنات شربات، بيومي أفندي، القلب له أحكام».


الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
30-07-2012, 02:24 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

حرافيش السينما المصرية



شرفنطح فيلسوف الضحك الحزين



محمد كمال المصري









القاهرة - خالد بطراوي


ليسوا نجوماً جرى وراءهم المعجبون وطاردتهم المعجبات، لم يحصدوا الجوائز والنياشين وشهادات التكريم في المهرجانات، لم يجنوا الأرباح من وراء إعلانات المياه الغازية والأجهزة الكهربائية، لكنهم رغم ذلك هم أعمدة الفن السابع وروحه الخلاقة، بهم كتبت السينما تاريخها الحقيقي في وجدان المشاهد العربي، على أكتافهم صعد نجوم سوبر ستار. أما هم فاكتفوا باحتضان الجمال والإبداع والمتعة. إنهم حرافيش السينما المصرية.
كان فيلسوفاً في فنه وفي حياته، في الشاشة وعلى خشبة المسرح أدى أدواراً لا ترقى إلى البطولات المطلقة، لكن زمنه الجميل لم يكن يعرف هذا المصطلح، أدواره الصغيرة صنعت له نجومية كبيرة لأن موهبته كانت تتجسد بقوة في كل لفتة أو لمحة أو حركة منه فتثير الضحك وتنتزعه من الجمهور. ولعل سر شهرته أنه كان صاحب أسلوب خاص جداً في الأداء، يبدو في أدواره مثل الشرير الداهية خفيف الظل رغم ضآلة جسمه، وكان صاحب أداء صوتي مميز، يملك مهارة خاصة في أداء الحوار والألفاظ.
هكذا كان محمد كمال المصري أو «شرفنطح» يضحكنا وهو يتمزق ألماً وتقطر عيناه مزيداً من الدموع في صفحات كتاب حياته، وحتى آخر سطر فيه.
لم يكن «شرفنطح» الذي أسعد الملايين بخفة ظله طيلة نصف قرن من الزمان يدرك ان نهايته المؤلمة التي كتبت عليه ستكون بمرض الربو الذي شل كل قدراته، وأقعده في منزله عام 1954، وأصبح كل ما يربطه بالعالم الخارجي سطرا واحدا في ملفات نقابة الممثلين يتضمن اسمه وعنوان منزله الكائن في 3 عطفة علي باشا ابراهيم، حارة الماظ في شارع محمد علي بالقاهرة الذي كان قد ولد فيه عام 1890.

عزلة إجبارية
أما هو نفسه «شرفنطح» فلم يعد يراه أحد في الاماكن التي كان يتردد عليها ويملأها بالضخك والمرح، وأما بيته فلم يعد له وجود أيضاً، لقد أنهكه الزمن، وآل للسقوط، فأخلته البلدية من سكانه، فحمل أمتعته، وركب الترام إلى القلعة، وحل ضيفاً على صهره في حارة حلوان، ولم يعد يهتدي إليه أحد سواء من أصدقائه أو عشاق فنه الذين عاصروا شهرته وأيام مجده الفني الكبير.
لقد فرض «شرفنطح» على نفسه عزلة إجبارية، عاش وحيداً متعطلاً مثقلاً بمرض الربو والشيخوخة، ولم يعد لديه المال الكافي بعد أن أنفق كل ما لديه على الدواء، وليته أفاده، فقد تملك منه الربو، وأقعده وأعجزه عن الحركة، وحذره الأطباء من الموت إن هو غامر بإجهاد نفسه في العمل.
وفوق ما عانى من المرض والشيخوخة، عانى «شرفنطح» أيضاً من تجاهل نقابة الممثلين له، كان يأمل أن تساعده الهيئات المسؤولة عن الفن في أواخر ايامه لتوفر له حياة كريمة جراء ما قدم على مدى حياته، ولقاء التزامه بأداء ما عليه دائماً تجاه نقابة الممثلين التي واظب على دفع اشتراكه فيها رغم فقره وعزلته ومرضه وشيخوخته، لكن هذه هي الدنيا.

إلا الأولاد
كانت تحكم «شرفنطح» في حياته فلسفة قد تبدو غريبة، فرغم شعوره بالوحدة هو وزوجته، فإنه أبى أن ينجب أولاداً حتى لا يصبحوا ضحايا جددا للحياة، لقد كانت الدموع تنحدر من عينيه عندما كان يتحدث عن أحواله، ويقول: ليست لي أسرة كبيرة، فزوجتي وحدها هي التي ترعاني وتقوم بتمريضي وتسهر على راحتي بصفة دائمة، وكان يردد «إلا الأولاد، لقد عشت حياتي معذباً مثقلاً بالهموم والمتاعب، فلم أجد معنى لأن أقدم بيدي ضحايا للحياة، لم أشأ أن أقذف بنفوس جديدة في مجرى الحياة تعاني مثلي الهموم والأحزان.

إلى السينما
لمع «شرفنطح» فى العديد من الأدوار المسرحية، وحقق شهرة كبيرة وأصبح أحد أهم وأبرز نجوم الكوميديا، إلى أن نادته السينما وجذبته أضواؤها، فشارك للمرة الأولى في بطولة فيلم «محزن العشاق» امام المطربة المشهورة في ذلك الوقت نادية، وإخراج بوبا عام 1933، وتقاضى عن دوره فيه 50 جنيهاً، وكان أيضاً فاتحة خير عليه، فتعاقد على بطولة فيلم «كله إلا كده» أمام الراقصة ببا عزالدين، إخراج أدمون تويما عام 1936، ثم اشترك مع نجيب الريحاني في ثلاثة أفلام هي: «سلامة في خير» عام 1937، وأدى فيه دور ناظر مدرسة، و«سي عمر» عام 1941، وأدى فيه دور ضابط البوليس السابق، و«أبو حلموس» عام 1947.
وسرعان ما توالت عليه الأفلام، فشارك في 120 فيلماً من أشهرها «فاطمة» الذي أدى فيه دور وكيل المحامي، و«شهر العسل»، و«السوق السوداء»، و«الستات كده»، و«الهوى والشباب»، و«الستات عفاريت»، و«أحب الرقص»، و«ليالي الأنس»، و«غني حرب» و«آه من الرجالة»، و«حلاوة»، و«البطل»، و«خبر أبيض»، و«ابن الفلاح»، و«الآنسة ماما» الذي أدى فيه دور «عكاشة عكاشة صاحب صالون دقـن الباشا»، وغيرها من الأفلام.

النهاية
لقد كسب «شرفنطح» الكثير، وأنفق الكثير، ولم يدخر إلا أقل القليل، وفي عام 1953، قرر أن يحج إلى بيت الله الحرام وارتدى عباءة التصوف والورع، وأطلق عليه الناس لقب «الحاج شرفنطح»، ومع أنه كان يراعي صحته، ولا يرهق نفسه في العمل، أو يوزع نشاطه بين أكثر من عمل في وقت واحد، إلا أن مرض الربو تمكن منه عام 1954 وضيق عليه أنفاسه، وافترس حصيلة عمره من المال.
وقاوم «شرفنطح» في البداية، وظل يعمل على المسرح وفي السينما، لكن الشيخوخة والمرض تحالفا ضده فعجز عن المقاومة واستسلم، واعتزل العمل بعد أن صور آخر أفلامه «حسن ومرقص وكوهين»، إخراج فؤاد الجزايرلي عام 1954، وظل يصارع مرض الربو سبع سنوات متواصلة، إلى أن فاضت روحه في صباح يوم 3 أبريل عام 1961.
وإذا كان «شرفنطح» أو محمد كمال المصري قد عاش أواخر أيامه حزيناً كئيباً بسبب ثقل المرض عليه، حيث تواطأ مع الفقر ضده، إلا أنه لا يزال حتى يومنا هذا أحد أهم وأشهر نجوم الكوميديا في العالم العربي فنانا كوميديا صنعه الألم والدموع.


القبس
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
30-07-2012, 09:46 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

عبد السلام النابلسي… الكونت دي نابلوز

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 30, July 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


هو أغرب ممثل في سماء الفن المصري، حياته أكثر إثارة وطرافة من أفلامه، عاش بالطول والعرض… في يوم يكسب آلاف الجنيهات وفي آخر لا يجد من يقرضه جنيهين يسدد بهما إيجار غرفة يسكنها في بنسيون متواضع هددته صاحبته بالطرد… إنه عبد السلام النابلسي.
ولد عبد السلام النابلسي عام 1899 في منطقة في شمال طرابلس على الحدود السورية، وكانت أسرته تتوارث المناصب الدينية، إذ كان جده لوالده شيخاً للإسلام وله مؤلفات في الفقه والدين.
سافر عبد السلام إلى فلسطين عندما عين والده قاضيا لمدينة نابلس، وكان الأخير يحرص على أن يعدّ ابنه ليكون عالم دين مثله، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، وإلى جانب حفظه للقرآن الكريم درس عبد السلام اللغتين الفرنسية والإنكليزية.
أضواء المسرح
في القاهرة جذبته أضواء المسرح وحلم بالوقوف على خشبته، فالتحق بفرقة جورج أبيض وعزيز عيد، وعندما علمت أسرته بخوضه مجال الفن منعت عنه الدعم المالي، فاعتمد على التمثيل لتوفير نفقاته وانضم إلى «فرقة رمسيس»، إلا أن يوسف وهبي طرده بعد أقل من شهرين لعدم حفظه الحوار وخروجه على النص بكلمات وجمل غريبة، فعمل في الصحافة في مجلة «مصر الجديدة» وتنقّل بين صحف مختلفة كمحرر فني ومنها «الأهرام».
خلال عمله في الصحافة التقى المخرج أحمد جلال الذي قدمه إلى الفنانة آسيا فأسندت إليه دور الشرير في فيلم «وخز الضمير»، وحقق نجاحاً دفع المنتجين إلى التهافت عليه، ثم عمل مع إبراهيم لاما وبدر لاما كمساعد مخرج.
أما بدايته الحقيقية مع السينما فكانت في فيلم «العزيمة» (1930) عندما أسند إليه المخرج كمال سليم دور الشاب الارستقراطي العابث، فلفت إليه الأنظار وراح المخرجون يسندون إليه هذه الأدوار إلى أن تمرّد عليها واخترع لنفسه شخصية المتحذلق خفيف الدم ولمع فيها.
سنيد الأبطال
على رغم هذا النجاح كان النابلسي سنيداً لأبطال كبار، قدم مع عبد الحليم حافظ خمسة أفلام بدأت بفيلم «ليالي الحب» وانتهت بفيلم «يوم من عمري» (1961)، كذلك شارك في أفلام فريد الأطرش من بينها: «لحن حبي» و{عفريتة هانم» وكان آخرها «الحب الكبير» (1968 ).
شكل النابلسي مع اسماعيل ياسين ثنائياً في أفلام أبرزها: «اسماعيل ياسين بوليس حربي»، قبل أن يتجه إلى الإنتاج في فيلم «حلاق السيدات»، فكان أول وآخر فيلم ينتجه إذ فشل فشلا ذريعاً، وطالبته مصلحة الضرائب بمبلغ 21 ألف جنيه فوراً، لم يستطع النابلسي دفعها ما أدى إلى تراكم الفوائد عليه ووصلت إلى 65 ألف جنيه، وعرض بيته الذي كان يطلق عليه «بيت العروبة» للبيع في مزاد علني.
إلى بيروت
فيما كان النابلسي يبحث عن حل لأزمته مع مصلحة الضرائب تلقى مكالمة هاتفية من المنتج والمخرج محمد سلمان يطلب منه السفر إلى بيروت لتصوير فيلم من إخراجه، فسافر على الفور ولدى وصوله نصحه سلمان بالبقاء في بيروت حتى لا يتعرض للسجن في مصر بسبب الضرائب، فاستقر في لبنان وتزوج، وهو في الستين من عمره، بعدما كان يطلق عليه لقب أشهر عازب في الوسط الفني، من جورجيت وهي لبنانية أشهرت إسلامها لأجله، وتم الزواج في السر في منزل الملحن اللبناني فيلمون وهبي، لأن عائلة جورجيت لم ترض به، وعندما علمت بالزواج طالبته أن يطلّق ابنتها، وعندما رفض أقامت ضده دعوى قضائية للتفريق بين الزوجين، لكن المحكمة حكمت بصحة الزواج.
كونت وكونتيسة
كان النابلسي دائم السخرية من نفسه ومن حياته وبسبب هذه الفلسفة هرب من الزواج، لأنه كان يراه قيداً. في شبابه أحبته سيدة ثرية وأبدت استعدادها للإنفاق عليه وإعطائه كل ما يحتاج من مال شرط أن يعتزل التمثيل ليتفرغ لها، لكنه رفض وهرب منها.
أطلق النابلسي على نفسه لقب «الكونت دي نابلوز» وزاد عليه «أوف روشة» نسبة إلى منطقة الروشة الساحرة في بيروت التي عشقها وأمضى غالبية وقته فيها وسمى زوجته «الكونتيسة جورجيت».
رحيل
قبل وفاته بأسبوع كان يجلس في مطعم في مطار روما يتناول طبقاً من المعكرونة برفقة محمد سلمان الذي قال له: « إيه يا كونت أنت النهاردة بتأكل على غير عادتك؟»
فرد عليه: « يا سيدي هو العمر فيه كام طبق معكرونة، أمانة عليك تقول للمسؤولين في مصر يتوسطوا لي في مصلحة الضرائب، علشان أرجع مصر وأصفي مشاكلي معاهم أحسن أنا تعبت خالص، والناس هناك وحشتني جدا»، إلا أن النابلسي مات من دون أن يحقق رغبته الأخيرة، إذ تعرّض لأزمة كانت بمثابة ضربة قاضية، إذ وضع أمواله في بنك إنترا في بيروت قبل أن يعلن البنك إفلاسه، ما أثر على قلبه فساءت حالته الصحية، واشتد عليه المرض إلى أن توفي في يوليو 1968.الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
31-07-2012, 08:25 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

إسماعيل ياسين… مليونير الضحك

نشر في 31, July 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


حركاته وإيماءته وأسلوبه وشخصيته ومفرداته وطريقة أدائه كلها تحمل بصمته الخاصة، «سكّته» المميزة في الكوميديا منحتنا بهجة وسعادة.
إنه إسماعيل ياسين النجم الذي تربع على عرش الضحك أربعين عاماً.
عاش إسماعيل ياسين طفولة بائسة غير مستقرّة، ولم يمض في المدرسة الابتدائية سوى أربع سنوات انقطعت بعدها صلته بالتعليم إثر وفاة والدته، وبعد خروجه من المدرسة عمل منادياً أمام محل لبيع الأقمشة، وكان من عشاق صوت محمد عبد الوهاب وتمنى أن يكون مطرباً مثله.
أما ياسين أفندي، والده، فكان يريده أن يرث مهنته كصائغ للذهب في حي الأربعين بالسويس، لكن إسماعيل تمرّد على هذه الرغبة لأن الفن كان يسري في عروقه.
أربعة جنيهات
عرف الأب أن ابنه يغني في السيدة زينب مع إحدى الفرق الشعبية التي تجوب الموالد، فسافر يبحث عنه دون جدوى، وقبل أن يعود إلى السويس وجده أمامه يخبره أنه انضم إلى الفرقة ويعمل معها، وقرر الإقامة في القاهرة.
سرعان ما اكتشف «سمعة» أن النقود التي يحصل عليها قليلة فاضطر للعمل كاتباً عند أحد المحامين بمرتب شهري قدره أربعة جنيهات، على الفور أعطى إسماعيل أول ما حصل عليه لمؤلف مونولوجات وملحن، واشترى بذلة ببضعة قروش من سوق الملابس المستعملة وقصد إحدى الصالات ليبدأ مشواره مع الفن.
حقق إسماعيل ياسين رصيداً من النجاح كمطرب مونولوجات يقدمها بين فصول المسرحيات، فوقّعت بديعة مصابني معه عقداً بستة جنيهات في الشهر، وذاع صيته حتى التفت إليه منتجو السينما ومخرجوها، فقدموه في أفلام كثيرة في دورٍ ثانٍ، وأدى أدواراً متنوعة من بينها: الخادم والسائق والطباخ والحلاق والعسكري والمليونير.
من خلال مسرح بديعة اكتشفه المخرج فؤاد الجزائري، فقدمه في فيلم «خلف الحبايب» (1939) من ثم اختاره توغو مزراحي ليشاركه في فيلمين من إخراجه مع علي الكسار: «علي بابا والأربعين حرامي»، «نور الدين والبحارة الثلاثة».
على رغم أن بداية إسماعيل في السينما كانت مع الفنان علي الكسار، فإن الخطوة الأكبر حدثت عندما اعتذر المونولجست سيد سليمان عن تمثيل دوره في مسرحية «حكم قراقوش» مع نجيب الريحاني، فطلب الريحاني من بديعة مصابني أن ترسل إليه اسماعيل ياسين لتبدأ رحلة الفن بينهما سويّاً، ثم انهالت العروض السينمائية عليه كمساعد لنجوم كثر على غرار كمال الشناوي، شكوكو، شادية، سعاد محمد، ماري منيب ومحمود المليجي.
الآنسة حنفي
مع نهاية الأربعينيات جاءت البطولة في فيلم «الناصح» مع ماجدة إخراج سيف الدين شوكت، فكان الفيلم فاتحة خير عليه وقدم بعده «البطل» و»ليلة العيد».
أما نقطة الانطلاق الحقيقية فكانت في فيلم «الآنسة حنفي» (1954) إخراج فطين عبد الوهاب الذي أخرج 17 فيلماً لإسماعيل سميت باسمه في سلسلة من أنجح الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية، منها: «إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين» و»في حديقة الحيوان» و»في الأسطول» و»في الجيش» و»إسماعيل ياسين للبيع» و»إسماعيل ياسين في متحف الشمع»و «إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة»، وتعددت أفلامه حتى وصلت إلى 400 فيلم.
وبعدما حقق حلمه في السينما ومثل أمام معظم نجماتها قرر أن يكوّن فرقة مسرحية مع صديقه المؤلف أبو السعود الإبياري.
400 بدلة
بين إسماعيل والأناقة علاقة خاصة، كان حريصاً على أناقته وفسر البعض ذلك بأنه أراد تعويض افتقاده إلى الوسامة بالأناقة لدرجة أن زوجته، أثناء انتقاله من شقته في شارع عدلي إلى فيلته في الزمالك، وجدت ما يقرب من 400 بدلة على أحدث خطوط الموضة، فأصدرت فرماناً زوجيا بعدم ذهابه إلى الترزي لمدة عامين وإلا ستترك له المنزل.
وبعد ظهور التلفزيون (1960) لم يقدم سوى مسرحية واحدة هي «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، عندها أدرك أن زمانه انتهى، فآثر الانسحاب، إلا أنه لم يكن يعمل حساباً للزمن ولم يستثمر أمواله، وكان قد بنى عمارة سكنية ليؤمن أسرته من غدر الزمن، لكنه فقدها سداداً لضرائب متأخرة عليه.
فكر في الهجرة إلى لبنان إلا أنه لم يجد مكاناً فيه، فعاد إلى مصر وتحالفت عليه الأمراض وكان أشدها مرض النقرس. أما آخر أعماله فهو فيلم تلفزيوني بعنوان «وصية المرحوم» كتبه ابنه ياسين وأخرجه حمادة عبد الوهاب.
أصيب إسماعيل ياسين بالتهاب رئوي حاد دخل على أثره مستشفى المواساة في الإسكندرية لمدة ثلاثة اشهر التزم بعدها الإقامة في بيته بناء على أوامر الأطباء، إلى أن تٌوفي عام 1972 تاركا ثروة فنية ضخمة ومجداً لم يسبقه إليه أحد من نجوم الضحك.

شارك هذه المقالة


الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
01-08-2012, 09:15 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

هو تركيبة فنية لم تتكرر، أول شرير على شاشة السينما يجعلك تضحك من قلبك، خفة دمه وبساطة أدائه وعمق موهبته… كلها عوامل منحته مكانة بين النجوم الكبار أصحاب البصمة المميزة في أدوارهم.
إنه توفيق أمين محمد الدقن.
توفيق أمين محمد الدقن من مواليد 1923 ببركة السبع في محافظة المنوفية، رصيده400 فيلم و150 مسرحية و400 تمثيلية إذاعية و50 مسلسلا تلفزيونياً، نال 40 جائزة فنية بالإضافة إلى وسامي «العلوم» و{الجدارة والاستحقاق».
هو صاحب أشهر الإفيهات التي ما زلنا نردّدها من بينها: «يا دانس، يااه يا اه، الووو يا أمم، أحلى م الشرف ما فيش».
كاتب مخالفات
في قويسنا التحق الطفل توفيق بمدرسة المساعي المشكورة الابتدائية، بعد عامين انتقل والده إلى نيابة المنيا فانتقلت الأسرة معه، كانت هوايته الوحيدة كرة القدم وظل حتى التوجيهية يحتقر الفن وينظر إلى الممثل على أنه مشخصاتي أو دجال، وفجأة تغير رأيه.
بدأت القصة عام 1942 عندما فاز فريق المنيا الثانوية بكأس دوري المدارس، فكافأه مدير الإقليم بدعوته إلى حضور مسرحية تقدّمها فرقة روحية خالد.
خلال العرض لاحظت روحية الدقن وعرضت عليه مشاركتها في دور صغير فوافق، بعد أدائه أثنت عليه وتوقعت له مستقبلا في مجال التمثيل، ونصحته بالالتحاق بمعهد التمثيل الذي أسسه زكي طليمات.
بعد تخرجه عُيّن كاتب مخالفات في نيابة المنيا، إلا أن حب الكرة لم يبارحه، فسافر إلى القاهرة وانخرط في نادي الزمالك وانضم إلى نادي السكة الحديد، إلا أنه ما لبث أن قدّم استقالته من النيابة عندما قرأ بالمصادفة إعلاناً عن افتتاح المعهد العالي لفن التمثيل والموسيقى، فحلق شاربه ليبدو أصغر من سنه وقدّم أمام لجنة الامتحان مشهداً لأنور وجدي وهو سكران ويحاول إغواء فتاة صغيرة، لكنه رسب، ما شكّل صدمة كبيرة له، وبعد أربع سنوات استلم برقية من زكي طليمات يطلب منه الحضور إلى مسرح الأزبكية ومعه ست صور، فذهب وأجرى الاختبار للمرة الثانية ونجح.
خباي اليهودي
شكل دور المعلم سلطان في المسلسل الإذاعي «سمارة» نقطة تحوّل في حياته، الطريف وقتها أنه لم يكن يمتلك جهاز راديو ليسمع نفسه، فكان يقف عند دكان لبيع السجائر في شارع علوي ليستمع إلى الحلقات.
بعد ذلك كوّن توفيق الدقن مع مجموعة من خريجي المعهد «فرقة المسرح الحرّ» التي قدمت عروضاً عدة ثم توقفت، فانضمّ إلى فرقة إسماعيل ياسين إلى أن فتحت له السينما أبوابها.
كان أول أفلامه «ظهور الإسلام» الذي جسد فيه شخصية خباب اليهودي، من ثم شارك في فيلمين: «درب المهابيل» و{صراع في الميناء» الذي أدى فيه دور رجل في الستين من عمره، على رغم أنه كان شاباً، بعدما اختاره المخرج يوسف شاهين على أثر رفض حسين رياض الدور.
ومن أفلامه التي حقق فيها نجاحاً: «سر طاقية الإخفاء، نداء العشاق، إسماعيل ياسين في السجن، بنت الحتة، مراتي مدير عام، المشاغبون، الناس اللي جوه، الغشاش، الشيطان والخريف، صور ممنوعة، ذات الوجهين، امرأة ورجل، الغفران، سبع الليل، امرأة من القاهرة، ملف في الآداب، خان الخليلي، أمير الدهاء، أدهم الشرقاوي».
وعلى رغم شهرته في أدوار الشر إلا أنه كان هادئاً ومنظماً ومرحاً عكس أدواره تماماً، وكانت طبيعته المسالمة وراء زواجه بشكل تقليدي من نوال الرخاوي، حفيدة خال والده المستشار محمود بك ضيف وابنة عمته في آن، فأنجبت له ولدين وبنتاً.
تلميذ قاتل
كان توفيق يردد أنه «بدل فاقد» لأنه كان يحمل اسم شقيقه الذي ولد قبله بسنة ومات قبل ولادته، وكان يغيظه أن يناديه أحد قائلاً: يا تيفة.
اعترف أنه سرق عبارتي «الوو يا همبكة» و{الوو يا أمم» من المطرب محمد عبد المطلب الذي كان يقول له: «الوو يا أمم.. الوو يا همبكة» كلّما قابله أثناء رحلة قاماً بها سوياً إلى الجزائر، بعدها أصبح توفيق يردد هاتين العبارتين كأنه صاحبهما.
من الأمور الطريفة في حياته اتهامه بجريمة قتل وهو تلميذ في الابتدائية، بعدما أغرم ببنت الجيران مارغريت التي أوهمته هو وأصحابه بأنه فتى أحلامها، إلى أن اكتشف الجميع أنها خدعتهم، فنشبت بينهم معركة أصيب فيها أحدهم بسكين في ظهره، فقبضت الشرطة على الطلاب إلى أن اكتُشف المجرم الحقيقي ونجا الشرير الصغير من التهمة.
في 26 نوفمبر 1988 دخل الدقن مستشفى المقاولون العرب بعد إصابته بفشل كلوي، وبعد غيبوبة أمتدت 22 يوماً لفظ أنفاسه الأخيرة، مودعاً الدنيا.


الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
07-08-2012, 02:58 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

محمد كمال المصري… شرفنطح بيه

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 7, August 2012 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | تكبير الخط


من منا ينساه أو ينسى خفة ظله أو عصبيته أو دهاءه أو سذاجة قلبه؟ كان أحد نجوم فرقة نجيب الريحاني، ضعيف الجسم، خفيف الحركة، ضاحك الوجه، مجرد إشارة من يديه أو لفتة من عينيه تثير عاصفة من الضحك الجميل…
إنه «شرفنطح»، اختصاصي أدوار الزوج المغلوب على أمره.
كان طيب القلب، ناظر المدرسة في «سلامة في خير»، ضابط البوليس السابق في «سي عمر»، وكيل المحامي في «فاطمة»، عكاشة عكاشة صاحب «صالون دقن الباشا» في «الأنسة ماما».
اسمه الحقيقي محمد كمال المصري، ولد في حارة الماس في شارع محمد علي (1886)، وكان والده من أساتذة الأزهر ويتمنى أن يرى ابنه طبيباً، فأدخله مدرسة الحلمية الأميرية وفيها التحق محمد بفريق التمثيل وشارك في حفلاته، إذ كان يتمتع بصوت جميل، وشجعه كل من سمعه فأعد نفسه ليكون خليفة الشيخ سلامة حجازي، وراح يقلّده غناء وتمثيلاً في الحفلات التي يقدّمها مع فرق الهواة.
عندما ظهر على المسرح كان يمثل ويغني ويمسك بيده «مقشة» مقلوبة ويضع على رأسه طربوشاً «أزعر» بلا زر أو «خوصة» في داخله.
اختار أن يسمي نفسه «شرفنطح بيه» لينافس «كشكش بيه»، أقوى شخصية مسرحية آنذاك، فبعدما انخرط في فرقة الريحاني قابله نجيب مقابلة جارحة وأهانه حينما قال له «ما فيش عندنا شغل»، فقرر الانتقام منه بتكوين فرقة تنافسه وتتفوق عليه، ونجحت بعدما انضم إليها الشيخ سيد درويش، وكان فناناً ناشئاً آنذاك يغني في مقاهي الإسكندرية.
لمع اسم شرفنطح في شارع عماد الدين بعد أول مسرحية له «الكونت ليدو فيدو» فبدأ يعمل له الريحاني ألف حساب، لدرجة أنه في إحدى المرات أغلق مسرحه ليشاهد فرقة شرفنطح واعتذر له عما بدر منه في حقه.
إلى السينما
بعد نجاحه مسرحياً جذبته أضواء السينما فبدأ مشواره بفيلم «سعاد الغجرية» (1928)، ثم تتابعت أفلامه إلى أن بلغت 120 فيلماً من بينها: «سلامة في خير»، «سي عمر»، «أبو حلموس» مع نجيب الريحاني، «أحلام الشباب» مع فريد الأطرش، {السوق السوداء» مع عقيلة راتب، «فاطمة» مع أم كلثوم، «تاكسي حنطور» مع محمد عبد المطلب، «ملكة الجمال» مع ليلى فوزي، «حبيب العمر» مع سامية جمال، «بنت المعلم» مع هاجر حمدي، «الفرسان الثلاثة» مع ماري منيب، «حمامة السلام» مع شادية، «الصيت ولا الغنى» مع علي الكسار، «ابن الفلاح» مع تحية كاريوكا، «الستات كده» مع كاميليا، «آه من الرجالة» مع مديحة يسري، «الأنسة ماما» مع صباح، «الهوى والشباب» مع ليلى مراد…
أما أشهر المسرحيات التي قدمها فهي: «مملكة الحب، المحظوظ علشان بوسة، آه من النسوان، نجمة الصباح».
من أسرار شرفنطح أنه كان بلا عنوان ولا أحد يعرف أين يسكن وكان مقهى الفن في عماد الدين مركز أي لقاء معه.
زوجات صغيرات
كسب من الفن كثيراً، لكنه كان ينفق دخله على الزواج من فتيات صغيرات، لا يتجاوز عمرهن الـ 18 سنة، تزوج ثماني مرات ومع كل زواج كان ينتقل من الشقة التي يسكنها إلى شقة جديدة.
كان يغار على زوجاته لدرجة الجنون ويمنعهن من الخروج ويغلق نوافذ بيته بالمسامير وباب الشقة بالمفتاح، كلما أراد الذهاب إلى الاستوديو أو إلى المسرح، وعلى رغم تعدد زيجاته إلا أن الله لم يرزقه بذرية.
في عام 1953 قرر اعتزال التمثيل، مع أنه كان يراعي صحته ولا يرهق نفسه، إلا أن الربو تمكّن منه عام 1954 وافترس مدخراته من المال، وتحالفت الشيخوخة مع المرض فعجز عن المقاومة واستسلم للألم، وكان آخر فيلم له «حسن ومرقص وكوهين» إخراج فؤاد الجزائري.
صدقات الغلابى
لم يكن معاش النقابة (10 جنيهات) يكفيه لشراء أدوية فقبل مكرهاً صدقات جيرانه من الناس الغلابى في الحارة التي كان يسكنها.
ظل يصارع الربو سبع سنوات، ولم يعرف أحد بموته إلا بعد أيام عندما جاءه مندوب النقابة ليسلمه المعاش، فوجده ميتاً عن عمر يقارب الحادية والسبعين.
المحزن أن جنازته لم يشارك فيها فنان واحد بل أهالي الحارة الذين رعوه واحتضنوه وعاش طول عمره بينهم.




الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
08-08-2012, 10:12 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

ماري منيب… سيدة الكوميديا

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 8, August 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


اسمها محفور بالنجاح والشهرة والضحك والنجومية والعبقرية، جسدت شخصية الحماة على الشاشة ببراعة منقطعة النظير فأصبح من الصعب أن تقترب ممثلة غيرها من هذه الشخصية.
إنها المعجونة بخفة الدم، الموهوبة بالفطرة، المختلفة بنجوميتها، ماري سليم حبيب نصر الله فرج الشهيرة بماري منيب.
ولدت ماري منيب في 11 فبراير 1905 في دمشق، كان والدها الخواجة سليم تاجر يضارب في البورصة ولها أخت واحدة تدعى إليس وتكبرها بسنوات. كانت تجارة الأب تقتضي منه التردد على الإسكندرية حيث البورصة الوحيدة في الشرق الأوسط.
إلى القاهرة
في أحد الأيام انقطعت أخبار سليم في الإسكندرية فسافرت زوجته تبحث عنه، ووجدته مريضاً بعدما خسر أمواله في البورصة، فقررت الأم البقاء في القاهرة واستأجرت شقة صغيرة في حي الفجالة مقابل 70 قرشاً شهرياً، وكانت الكنيسة تصرف لها ستة جنيهات شهريًا لقاء مبلغ كان زوجها قد أودعه فيها.
دخلت أليس وماري مدرسة راهبات إلى أن ساءت الأحوال المالية للأسرة فنفذ رصيد الأب من الكنيسة، فاشترت الأم ماكينة خياطة وعملت خياطة لسيدات الحي فانتعشت أحوال العائلة الصغيرة، لكن سرعان ما مرضت الأم فاقترح عليها أحد الأصدقاء أن تلتحق ابنتاها بالعمل في فرقة الريحاني المسرحية، إلا أن الأخير رفضهما لصغر سنهما فانخرطتا في فرقة علي الكسار ضمن المجاميع في مسرحية «القضية نمرة 14».
استمر عملهما ستة أشهر إلى أن تعرفت ماري إلى الفنانة دولت أبيض وأصبحتا صديقتين، فاقترحت دولت عليها العمل مع «فرقة أمين عطا الله» مقابل 20 جنيهاً لها ولأختها.
لقاء فزواج
كانت ماري آنذاك في السادسة عشرة من عمرها، التقت شاباً في الفرقة يؤدي مونولوجات يدعى فوزي منيب، فأحبّته وقررت أن تشهر إسلامها لتتزوجه.
استقال فوزي من الفرقة وكوّن مع زوجته فرقة جديدة، لكن ما لبثت الخلافات أن نشبت بينهما بعد زواجه من امرأة أخرى، فترك الزوج البيت وهو أب لطفلين: فؤاد وبديع.
عاد إلى ماري بعدما طلق زوجته الثانية، إلا أنه كرر القصة نفسها مع مطربة كانت زوجة عازف البيانو في الفرقة، فانفصلت ماري عنها وانضمت إلى فرقة يوسف عز الدين بعد اعتزال أختها أليس وزواجها، ثم انضمت إلى فرقة يوسف وهبي وبعد ذلك إلى فرقة الريحاني. وفي العام 1939 مثلت في فيلم {العزيمة} لكمال سليم وأدّت دور أم فاطمة رشدي، كانت قد ظهرت في فيلمين: «أنشودة الراديو» و{مراتي نمرة 2».
شخصية الحماة
في عام 1946 وضع الريحاني يده على موهبتها الكوميدية وأسند إليها دور الحماة في فيلم «لعبة الست» فحققت شعبية، كذلك جسدت بعبقرية دور العانس التي فاتها قطار الزواج في فيلم «أم رتيبة» للمخرج السيد بدير (1959).
بعد رحيل شقيقتها أليس اعتنت بأولادها الثلاثة، وعلى رغم إلحاح والدهم على الزواج منها إلا أنها كانت ترفض بحجة عدم رغبتها في الارتباط، خصوصاً أنها تجاوزت السابعة والثلاثين من عمرها، واكتفت برعاية أبنائها وأبناء شقيقتها، إلى أن عادت في إحدى المرات متأخرة من المسرح وذهبت تطمئن على الأولاد، فشاهدت كوثر ابنة شقيقتها تقرأ رواية عن زوجة الأب ودموعها تبلل ملابسها، فاحتضنتها وبكت معها وأخبرت والدها عبد السلام فهمي موافقتها على الزواج منه.
أما أشهر أفلامها فهي: «الحموات الفاتنات، هذا هو الحب، حماتي ملاك، أحلام البنات، المليونيرة الصغيرة، حماتي قنبلة ذرية، بابا عريس، الأسطى حسن، عفريتة إسماعيل ياسين، كابتن مصر، البريمو، خد الجميل، ابن الفلاح، ليلة الجمعة، محطة الأنس، شجرة العيلة، ليلة الحنة، ولصوص لكن ظرفاء» مع أحمد مظهر وعادل إمام، وهو آخر فيلم لها ولم تشاهد سوى إعلاناته، إذ عرض بعد وفاتها في فبراير 1969.

شارك هذه المقالة





الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
12-08-2012, 12:55 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

يوسف وهبي… فنان الألف عام

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 12, August 2012 :: الساعه 12:01 am | تصغير الخط | تكبير الخط


«يا للهول»، و{ما الدنيا إلا مسرح كبير»، أشهر عبارتين ليوسف وهبي صاحب عبقرية فنية من طراز خاص، وحقق نجاحاً أسطورياً لم يحققه ممثل سابقاً، وحصد عن جدارة لقب «عميد المسرح العربي».
كان يوسف وهبي طفلاً عندما شاهد أول عرض في مدينة سوهاج التي عاش فيها مع والده كبير مهندسي الري عبد الله باشا وهبي، ففي إحدى الأمسيات ذهب مع أسرته لمشاهدة مسرحية «عطيل» لوليام شكسبير، فانبهر بالعالم الذي رآه على المسرح وظل لسنوات يقلد كل ما يتابعه على خشبة المسرح.
العام 1912 انتقل مع أسرته إلى القاهرة، واستمتع بمشاهدة الاستعراضات في الملاهي الليلية والأوبرا والمونولوجات والراقصات والمغنين في الموالد الشعبية، إلا أنه تأثر بجورج أبيض الذي جسد شخصيات: ماكبث، لويس الحادي عشر، الإسكندر الأكبر، يوليوس قيصر وأوديب الملك.
عامل أكسسوار
تعرف يوسف وهبي إلى المخرج محمد كريم وإلى الأخوين محمد ومحمود تيمور، وانضم إلى «جمعية أنصار التمثيل» والتقى فنانين ناشئين مثل عبد الوارث عسر، محمد عبد القدوس، سليمان نجيب وغيرهم.
اندمج يوسف في الحياة الفنية وأهمل دراسته الثانوية، فازدادت الخلافات بينه وبين والده الباشا الذي بكى عندما قرأ اسم ابنه ضمن الممثلين على إعلان مسرحية «حنجل بوبو».
أرسله والده إلى إيطاليا لدراسة الهندسة إلا أنه، بمجرد وصوله إلى ميلانو، توجه إلى أحد المسارح بحثاً عن عمل، وفعلاً اشتغل عامل أكسسوار وظهر ككومبارس في أفلام إلى أن تلقى برقية تنبئه بوفاة والده الباشا، فعاد إلى مصر أواخر 1922، وكوّن «فرقة رمسيس»، مستغلاً الميراث الذي تركه له والده، فأطلقت الفرقة مرحلة جديدة في تاريخ المسرح العربي بأكمله.
ضم وهبي إلى الفرقة: أحمد علام، روز اليوسف، زينب صدقي، فاطمة رشدي، حسن فايق، حسين رياض، وعزيز عيد. ومن بعدهم: عبد السلام النابلسي، دولت أبيض، روحية خالد، مختار عثمان، محمود المليجي، زكي رستم وبشارة واكيم.
كذلك غذى الفرقة بدم جديد من المخرجين أمثال: زكي طليمات وفتوح نشاطي، ولم يبخل على مسرحه وفرقته وفنه إلى درجة أنه أرسل عزيز عيد إلى فرنسا لشراء ديكورات خاصة بعروضه المسرحية.
استمرت «فرقة رمسيس» من 1923 إلى 1961 وقدمت 224 مسرحية في وقت ظهرت فيه عشرات الفرق واختفت.
إلى جانب التمثيل وإدارة المسرح مارس يوسف وهبي التأليف والإخراج، فأخرج أربع مسرحيات للفرقة وكانت الأولى «الاستعباد» (1924).
زينب
في أحد الأيام طلب منه محمد كريم مساعدته في تمويل فيلم «زينب» الذي رفضته شركات الإنتاج، فقرر يوسف إنتاجه وعُرض في 12 أبريل 1930 وحقق نجاحاً جماهيرياً وفنياً.
العام 1931 أنتج فيلم «أولاد الذوات»، مأخوذ عن مسرحية الذبائح لأنطوان يزبك، وأدى بطولنه مع أمينة رزق وكوليت (ممثلة فرنسية) وأخرجه محمد كريم.
العام 1934 خاض تجربته الأولى في الإخراج السينمائي في فيلم «الدفاع»، وبلغ عدد الأفلام التي أخرجها أكثر من 30 فيلماً معظمها كانت اقتباساً لمسرحياته الناجحة مثل: «عهد الهوى، كرسي الاعتراف، بيومي أفندي، العدو الحبيب، سفير جهنم، عاصفة على الريف».
من أبرز أفلامه كممثل: «الأفوكاتو مديحة، المهرج الكبير، الفنان العظيم، بحر الغرام، حبيبي الأسمر، مفتش المباحث، مال ونساء، شنبو في المصيدة، إشاعة حب، ميرامار والبؤساء».
العام 1955 كتب سيناريو فيلم «حياة أو موت» للمخرج كمال الشيخ ومن بطولة عماد حمدي ومديحة يسري.
نجاح وفشل
جسّد يوسف وهبي عشرات الشخصيات وارتدى أقنعة وتحدى الظروف التي عاندته ونجح وفشل، البعض اعتبره كارثة والبعض الآخر رفعه إلى القمة، لكنه كان يؤكد دائماً أنه عاش ألف عام.
العام 1982 رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بعدما قدم فناً شديد الخصوصية، يحمل بصمة أداء لا تتكرر.

شارك هذه المقالة




الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
13-08-2012, 11:52 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

عبد المنعم إبراهيم… كروان الفن وبلبله

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 13, August 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


شديد التميز، رائع الأداء، أستاذ التمثيل الضاحك الباكي، «كروان الفن وبلبله» … هو عبد المنعم ابراهيم الذي وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني قائلا: «موهبة ناعمة ورقيقة مثل حرير اليابان ومتعددة الألوان مثل يفط الإعلانات».
منذ طفولته تعلق عبد المنعم ابراهيم بالمسرح، ولم يكن قد تجاوز التاسعة من عمره عندما اصطحبه والده إلى مسارح القاهرة في شارع عماد الدين.
كان الوالد ريفياً بسيطاً من قرية ميت حلاوة في مركز سمنود بمحافظة الغربية، يعمل موظفاً في وزارة المالية ويزور القاهرة من حين إلى آخر، ويدخل المسارح عن طريق صديق له يعمل مفتشاً في ضريبة الملاهي.
ارتجال وتقليد
بعدما تعلم عبد المنعم القراءة والكتابة في الكتّاب، انتقلت الأسرة إلى القاهرة واستقرت في حي الحسين ثم انتقلت إلى حي عابدين، فالتحق الطفل عبد المنعم بمدرسة عابدين الابتدائية، ولما فشل في العثور على فريق تمثيل فيها شارك في فريق الموسيقى من دون أن يخبو حبه للتمثيل، وكان يرتجل مع أقرانه مشاهد تمثيلية ويقلّد ما يراه ليلا في المسارح.
على أثر نيله الابتدائية ألحقه والده بمدرسة الزراعة في مشتهر، إلا أنه رسب فيها بسبب ضعف نظره، ثم استقرّ به المقام في مدرسة الصناعات الميكانيكية، حيث وجد فريقاً للتمثيل يترأسه الطالب عدلي كاسب فالتحق به وجمعته الظروف بعبد المنعم مدبولي.
عُيّن عبد المنعم في وزارة المالية وفي العام نفسه افتتح معهد التمثيل فالتحق به مع احتفاظه بالوظيفة وباشر نشاطه التمثيلي في فرق الهواة المختلفة.
انطلاقة مسرحية
في السنة الثانية من دراسته في المعهد اشترك في مسرحية شعرية على مسرح طنطا فانتزع الضحكات، رغم أن دوره كان جاداً، وبعدما رآه زكي طليمات نقله إلى السنة الثالثة من دون أن يخوض الامتحان، ثم ضمه إلى «فرقة المسرح الحديث» فور تخرجه (1949).
بداية شهرة عبد المنعم ابراهيم كانت مع مسرحية «مسمار جحا» التي قدمها العام 1951 واستمر عرضها ثلاثة أشهر متتالية، في سابقة هي الأولى من نوعها، ما دفع أنور وجدي إلى إعادة إنتاجها سينمائياً مع استبدال إسماعيل ياسين بعبد المنعم ابراهيم، لكن الفيلم لم يحقق النجاح كما المسرحية.
التحق عبد المنعم بالمسرح القومي براتب شهري قدره ستة جنيهات فقدم مسرحيات منها: «حلاق بغداد»، «على جناح التبريزي»، «عسكر وحرامية».
… وسينمائية
أول أدوار عبد المنعم في السينما كانت في فيلم «ظهور الإسلام» (1951)، بعد ذلك قدمه حسن الإمام في فيلم «لواحظ» ثم «وداع في الفجر»، وشارك في «الوسادة الخالية» مع صلاح أبو سيف.
من ثم انطلق ليؤدي الأدوار كافة، من الجو الشعبي في «أحبك يا حسن» إلى الطالب الجامعي في «إجازة نص السنة»، الريفي في «بهية»، الأرستقراطي في «الزوجة 13»، الموظف البسيط في «الهاربة» و{هذا هو الحب».
أما أجمل أدواره على الإطلاق فكانت في ثلاثية «السكرية» مع حسن الإمام ودوره في فيلم «السفيرة عزيزة» مع سعاد حسني. كذلك تقمص أدوار المرأة أكثر من مرة، كان أبرزها دوره في «سكر هانم». أول بطولة مطلقة له كانت في فيلم «سر طاقية الإخفاء».
أشهر مسلسلاته التلفزيونية: «زينب والعرش»، «أولاد آدم»، «الشهد والدموع».
رحيل ممسرح
رغم أدواره المتميزة في السينما والتلفزيون ظل منعم عاشقا للمسرح، يشتاق إليه لدرجة أنه رحل أثناء بروفات مسرحية «5 نجوم».
وقبل رحيله كان انتهى من تصوير مسلسل «رحلة في نفوس البشر» مع هالة فؤاد، سهرة بعنوان «كومبارس» مع سناء يونس، فيلم «غابة من الرجال» مع محمود ياسين ونيللي.
نال منعم جوائز ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1983)، وكُرّم في احتفالية «المسرح القومي» باليوبيل الذهبي، وحصل على درع التميز.
تزوج عبد المنعم إبراهيم ثلاث مرات: الأولى من قريبة زميل له في المدرسة لكنها توفيت بمرض السرطان تاركة له أربعة أبناء أصغرهم في الثالثة من عمره، ثم من سيدة لبنانية أنجب منها ابنة واحدة، بعد ذلك تزوج الفنانة كوثر العسال التي عاش معها حتى يومه الأخير.
يوم رحيله 17 نوفمبر 1987 كان ابنه الوحيد طارق قد أكمل عامه العشرين، بناته الأربع: سمية وسلوى وسهير ونيفين قد تزوجن.
أول من تلقى خبر وفاته كان المخرج سيد راضي الذي اتصل بسميحة أيوب، مديرة «المسرح القومي» وتم الاتفاق على أن تشيع جنازته من «المسرح القومي» الذي عاش على خشبته أربعين عاماً وترك رصيداً قوامه 173 فيلماً و60 مسرحية و30 مسلسلا تلفزيونياً.
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
16-08-2012, 10:52 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

رياض القصبجي… الشاويش عطية

كتب: القاهرة - مصطفى ياسين نشر في 16, August 2012 :: الساعه 8:01 pm | تصغير الخط | تكبير الخط


هو فنان لا يتكرر، جزء من تاريخ الضحك الجميل على الشاشة، أدواره نحفظها عن ظهر قلب، «إفيهاته» لا تنسى، ورغم ضخامة جسمه وخشونة ملامحه فإنه تميز ببريق خاص على الشاشة.
رياض محمود حسن القصبجي من مواليد القاهرة (1903)، بدأ حياته «كمساري» في السكة الحديد، وقد دفعه عشقه للفن والتمثيل إلى المشاركة مع جماعة التمثيل في السكة الحديد، وكان عضواً بارزاً فيها، إلا أنها لم ترضِ طموحه فضحى بالوظيفة الحكومية ليلتحق بالفرق المسرحية المتجولة في ربوع الصعيد.
الشاويش عطية
عمل القصبجي مع نجوم عصره مثل جورج أبيض وفوزي الجزايرلي وعبد الرحمن رشدي، وكان ظهوره مع الفرق لا يتعدى دقائق أو مشهداً في مسرحية، كذلك شارك في أوبريت «العشرة الطيبة» الذي لحنه سيد درويش، وغنى المقطع الشهير الذي يقول «علشان ما نعلى ونعلى لازم نطاطي نطاطي».
ارتبطت شخصية الشاويش عطية بالقصبجي بعدما أداها بجدارة في تسعة أفلام بدأت بـ «مغامرات إسماعيل ياسين» (1954) وانتهت بفيلم «إسماعيل ياسين للبيع» (1958)، مروراً بأفلام: «إسماعيل ياسين في الجيش، البوليس، جنينة الحيوان، البوليس الحربي، الأسطول، مستشفى المجانين، وإسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة».
ثنائي كوميدي
قدم مع إسماعيل ياسين ثنائياً كوميدياً في أفلام منها: «علي بابا والأربعين حرامي (1942)، ليلة الدخلة (1950)، الانسة حنفي (1954)، ابن حميدو (1957)، لوكاندة المفاجآت» (1959).
بلغ رصيده السينمائي أكثر من 90 فيلماً منها: «شارع الحب، سمارة، زنوبة، رقصة الوداع، المتهم، بورسعيد، الطريق المسدود، سلّم على الحبايب، أبو أحمد، حب من نار، المعلم بلبل، ليلى بنت مدارس، قلبي دليلي، دايماً معاك، نشالة هانم، نهارك سعيد، الأستاذة فاطمة».
بسبب شكله وملامحه أسند إليه المخرجون أدوار الشرير والشخصيات الشعبية الكادحة من عمال وصنايعية وفلاحين وصعايدة. كان آخر أفلامه «انس الدنيا» (1962) مع شادية وإسماعيل ياسين وماري منيب إخراج إلهامي حسين، وعندما سألوه عن أكثر الأدوار التي يعتز بها قال «أبو الدبل»، زعيم عصابة في فيلم «الواجب» مع المخرج بركات.
تعدّد الزوجات
عمل القصبجي مع نجيب الريحاني فمثل معه: «الدنيا لما تضحك، حكم قراقوش، قسمتي، الدنيا على كف عفريت»، وشارك مع إسماعيل ياسين في فرقته المسرحية.
تزوج القصبجي أربع مرات، إحدى زوجاته كانت إيطالية الأصل، أما آخر زوجة له فعاش معها حتى وفاته وأنجب منها ابنه الوحيد فتحي.
عن تعدد زوجاته قال إنه طلق زوجته الأولى لأنها تريد أن تلعب «بذيلها»، والثانية لأنها لم توافق على العمل في فرقته، والثالثة لأنها لم تتحمل أيام الفقر.
وفي إحدى ليالي أكتوبر (1959) بينما كان في منزله يستمع إلى إحدى أغنيات أم كلثوم وقع على الأرض فاقد النطق، وشخص الأطباء إصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر، نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم والذي وصل إلى 220، فوقف أصدقاؤه بجواره وجمعوا مبلغ 30 جنيهاً لتكاليف علاجه في المستشفى، ثم استكمل العلاج في المنزل حوالى ثلاث سنوات.
عندما بدأ يتماثل للشفاء حاول المخرج حسن الإمام أن يخرجه من عزلته فرشحه لأداء دور في فيلم «الخطايا» وأرسل له السيناريو، وحدد موعداً للتصوير، وفي الموعد المحدد قصد البلاتوه ووقف أمام الكاميرا، وفجأة سقط أمام الجميع ولم يستطع الوقوف مرة أخرى، فانهمرت دموعه ونُقل إلى المنزل وهو في حالة سيئة.
وبعد عام من تلك الواقعة لفظ القصبجي أنفاسه الأخيرة، وكان أمضى سهرة الوداع مع عائلته، تناول خلالها الطعمية واستمع إلى صوت أم كلثوم. لكي تكتمل فصول مأساته التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض، فقد ظل مسجى في فراشه ينتظر تكاليف الجنازة والدفن التي لم تكن أسرته تملك مليماً منها، حتى تبرع بها المنتج جمال الليثي.


الجريدة
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
22-08-2012, 12:24 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

كتبهاسامح مصطفي ، في 10 ديسمبر 2008 الساعة: 10:16 ص

سليمان نجيب (بك) السينما المصرية ..وحياة حافلة بالأمل
5412.jpg

هو سليمان نجيب بن مصطفى نجيب وهو من أسرة مصرية كريمة، كان والده أديباً كبيراً فعني بتربيته وتثقيفه،ولد سنة 1897م وقد نشأ وفي روحه نزعة فطرية نحو الفن والتمثيل. وقد صعد المسرح في عهد كان يتعذر على أمثاله من الآسرة المحافظة والعمل في ميدانه، كان موظفاً حكوميا ويشتغل في الوقت ذاته في المسرح التمثيلي إرضاء لنزعته الفنية الجامحة
وأشتغل أولا بسكرتارية وزير الأوقاف ، ثم نقل إلى التمثل السياسي، إلا أنه عاد إلى مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيراً فيها.وكان مزمعاً إخراج مذكراته عما يعلم عن الوزراء الذين تقلبوا في عهده بوزارتي الأوقاف والعدل، إلا إن المنية فاجأته فمات وهذه الذكريات في صدره.
وكان يتنبأ أنه سوف لا يتخطى الستين من عمره وقد صدق بما تنبأ ويعترف سليمان نجيب أن أحسن وظيفة اشغلها هي مدير دار الأوبرا الملكية، وقد أدارها بكل حزم ووجه أعمالها نحو الغاية المثلى..وكانت سبب تعرفه وصداقته بالملك فاروق الذي منحه لقب البكويه.
لم يفكر يوماً في الزواج، وقد فضّل أن يعيش برفاهية وإن يفعل ما يريد دون أن يسبب لشريكة حياته أي نكد، لانه يعتقد أن كل النساء مخالفات ومناكفات، كما وان محدودية دخله المادي من وجهة نظره، برغم كبره بمقاييس ذلك الزمان، كانت من العوامل على نفوره من الزواج كيلا ينجب أولادا يعيشون في جو من الفقر والفاقة.
مواهبه الفنية
لقد اشتغل في المسرح وفي السينما وتألق نجمه وكان بطلا في كل الأدوار التي مثلها، ورغم ان مرتبه كان كبيراً وأرباحه كثيرة فإنه لم يدخر شيئاً ، وكانت وصيته بعد موته ، ما ورثه من ارض للفلاحين ، والفيلا للخدم ،والسيارة لسائقه.. كان جريئاً صادقاً وفياً أديبا فصيح اللسان، عالي التهذيب وكثير الإعجاب بالمرحوم احمد شوقي بك، وبشارة الخوري، وعبد القادر المازني، وانطون الجميل، وعبد القادر حمزة باشا كشعراء وكتاب بارزين في السياسة والصحافة.
وفاته
وافاه الآجل سنة 1953م وخسر المسرح المصري بموته ركناً ونابغة فذاً في فنونه وشخصيته.
رسالة سليمان نجيب..إلي محمد كريم‏..‏ وحكاية المرأة ذات الصينية‏!‏

بقلم :سامي كمال الدين
لسنا من هواة التقليب في الأوراق الشخصية لأناس رحلوا عن الحياة لأجل تحقيق انفراد صحفي بقدر ما هو بحث عن ذلك الزمن الجميل الذي طوي رغما عنا وفر من عمرنا رغما عنا ولم يعد مرة أخري‏,‏ مجموعة من الرسائل كانت مختبئة في إحدى الحقائب القديمة في ركام الكراكيب لدي ابنة المخرج الكبير محمد كريم‏,‏ صفارها الباهت يوحي كم هي ثمينة ولا تقدر بقيمة مهما تطاول عليها الزمن‏,‏ فهي عصية علي الاندثار‏,‏ تلخص تاريخ تأسيس السينما المصرية بكاملها‏,‏ فقد كتبت من وإلي محمد كريم وسليمان نجيب ويوسف وهبي وأمين يوسف غراب‏,‏ وكامل الشناوي وفكري أباظة ومحمد كامل حسن المحامي‏,‏ وحكايات عن عبد الوهاب وراقية إبراهيم والسينما في مصر‏.‏
ياآآه‏..‏ رسالة من سليمان نجيب أرسلها من ألمانيا إلي صديق عمره المخرج الكبير محمد كريم‏..‏ مخرج
كل أفلام محمد عبد الوهاب..‏ ومخرج دليلة ومخرج أول فيلم ناطق أولاد الذوات يعود تاريخها إلي عام‏1935‏ يبشر فيها صديقه كريم بأنه قد خس كثيرا وصار خفيفا مثل خفة دمه تعود إلي عام‏1935‏ ورسائل عديدة من وإلي أمين يوسف غراب وفكري أباظة وكامل الشناوي ومحمد كامل حسن المحامي‏.‏
هو انفراد صحفي يكشف كم كان هذا الزمن جميلا وليس تقليبا في أسرار شخصية لأن أصحابها ليسوا أشخاصا عاديين بل رموز نقف لهم احتراما وتبجيلا كلما لمحناهم علي الشاشة أو عبر كتاباتهم‏.‏
وقد ولد محمد عبد الكريم في‏8‏ ديسمبر عام‏1900‏ وسافر إلي روما في‏21‏ إبريل‏1920‏ ليبحث عن دور حيث كان همه كله منصبا علي التمثيل ثم إلي ألمانيا حيث حصل علي عضوية نقابة الممثلين الألمانية في أول إبريل عام‏1924‏ التي تحمل رقم‏(444)..‏ وقد بدأ حياته الفنية كأول ممثل مصري في روما في فيلم شرف البدوي‏..‏ ويعد كريم أول مخرج يخرج فيلما تسجيليا عن حدائق الحيوان لشركة مصر للتياتر والسينما عام‏..1928‏ كما أن كريم أول من قام بإخراج فيلم روائي زينب الصامت عن
قصة الدكتور محمد حسين هيكل باشا عام‏1930‏ كما قدم مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما في بداياتها منها أفلام عبد الوهاب يوم سعيد والوردة البيضاء وممنوع الحب ورصاصة في القلب ولست ملاكا ويحيا الحب‏.‏
أيضا قدم أصحاب السعادة لمحمد فوزي وهو في بداية الطريق وقلب من ذهب لمريم فخر الدين وعماد حمدي كما أن محمد كريم هو مؤسس المعهد العالي للسينما‏,‏ وأول عميد له حيث أسسه في فبراير عام‏1959‏ وجعل هذا المعهد مثل المعاهد الدولية‏,‏ واختير كريم مديرا عاما للمهرجان الإفريقي الآسيوي الثاني للسينما بالقاهرة عام‏.1960‏
يقول الفنان خفيف الظل سليمان بك نجيب‏1955-1893))‏ في خطابه الذي أرسله يوم الأحد ظهرا في‏25‏ أغسطس عام‏1935‏ وعفوا سنحذف بعضا من الكلمات في هذا الخطاب بالذات الذي بدأه بطريقة رائعة‏:‏
صديقي وأخي العزيز كريم‏..‏
أقبلك بسرعة وأبوس أيدين جردا وأقبل نجاة مراتي‏..‏ سبحان الله وأزغزغ سعاد وأخي الصديق جبران والأخ إلياس‏..‏ وأهدي تسليماتي لكندس‏..‏ والجهبذ‏.‏
والوغد العزيز توفيق بك وحرمه وأقبل جابي وأحي الخدم والحشم مادري وماريا وإيفون‏.‏
وبعد أتدري ماذا حصل لي يا عدو اللغد‏,‏ ومحارب الكرش‏,‏ والـ‏…..‏ لو رأيتني اليوم وأنا متلقح علي ترابيزة المساج وستة أدشاش ماء ساخن نازله علي جسدي العاري وبجانبي عملاق أرمني يدلك جسمي ثم بعد عشرين دقيقة أقف عاريا ليصب علي لغدي و‏….‏ وكرشي إذا كان هناك حنفية ساخنة تقذف الماء بقوة تحركني بالرغم عني‏..‏ هذا بالاختصار ما عمد معي حسني أخي خلاف كباية ماء في اللي يضرب الجوكندة علي عينها وهات يا جري‏.‏
أتدري أن حسني نقص‏9‏ كيلو في ثمانية عشر يوما‏..‏ تمنياتك ودعواتك ورايا ورايا‏.‏ يا شيخ اتقي الله‏.‏
المهم البلد بديعة واللوكاندة فخمة وسأظل هنا حتي يوم الأربعاء أو أقل لأحضر لك خافضا بإذن الله‏.‏
أزي حال الأكل بعد سفري واخد بالك لطيفة‏.‏ هه‏.‏ أنت فاهمني‏.‏
عبدالوهاب قريب مني جدا وربما زرته يوم الثلاثاء‏.‏
أرجو الاحتفاظ ببريدي وخطاباتي ودمت يا صديقي المخلص‏.‏
أخوك المطيع
سليمان
بشري خسيت‏600‏ جرام في حمام واحد والميزان يكدب المناكف‏..‏ ورغم مرور حوالي‏69‏ عاما علي هذا الخطاب إلا أنه مايزال يحتفظ بحرارته وحيويته وكأن سليمان نجيب كتبه منذ دقائق وكأن الحبر الذي كتب به لم يجف بعد‏,‏ وقد كتبه من فندق في سافوي‏..‏ ولابد أن هذا الخطاب قد ترك علي شفتيك ابتسامة‏,‏ خاصة أنه من ساخر كبير هو سليمان مصطفي نجيب الذي عاش حياته بالطول والعرض‏,‏ وفعل فيها ما يريد غير عابيء بالأمور المادية ولا مهتم بها لدرجة أنه كتب لامرأة كانت تأتي له بصواني الكبيبة جزءا من ميراثه بل ورمم لها بيتها‏,‏ وهو الذي زار فرنسا وإيطاليا وانجلترا والعديد من دول العالم وعمل بالسلك السياسي وعمل مديرا لمكتب وزير العدل وكان قنصل مصر في أسطنبول وسكرتيرا لمجلس الوزراء حتي وزارة علي ماهر‏,‏ كما أن سليمان نجيب هو أول مدير مصري لدار الأوبرا عام‏..1939‏ وبدأ حياته الفنية بكتابة المقالات في مجلة الكشكول الأدبية تحت عنوان مذكرات عربجي وكان أول أفلامه مع محمد كريم وعبدالوهاب عام‏1933‏ في الوردة البيضاء واشترك في‏60‏ فيلما أخري و‏30‏ مسرحية وألف وأخرج أكثر من‏40‏ مسرحية وعرب عشرات المسرحيات‏..‏ وأثناء توليه دار الأوبرا عمل علي تمصيرها وفتح أبوابها للفرق المصرية بعدما كانت وقفا علي الفرق الأجنبية‏,‏ وفي عهده عرف المصريون لأول مرة طريقهم إلي دار الأوبرا‏.‏
وسليمان نجيب من عائلة ذات حسب ونسب فوالده مصطفي نجيب الشاعر والأديب وخاله أحمد زيور باشا ـ من روساء وزراء مصر قبل الثورة ـ وابن عمته الشاعر الكبير أحمد زكي أبو شادي‏.‏
وللمرأة صاحبة الكبيبة قصة رائعة روعة خطابه هذا رواها شكري راغب في كتاب الباب الخلفي حيث قال‏:‏
جلست أبكي في السرادق‏..‏ ولم يكن بكائي علي الراحل الذي ذهب‏,‏ بل كنت أبكي صباي وشبابي وذكرياتي‏,‏ ودنياي كلها‏..‏ فقد كان الذي مات أخا لي وأبا وأما وأختا‏,‏ وكانت حياتي وآمالي وأحلامي‏..‏ وفوجئت وأنا ساهم أفكر وأبكي واجتر ذكرياتي في صمت بفتاة حلوة كالوردة صغيرة كالعصفورة‏,‏ تشدني من يدي وتهمس لي في براءة‏:‏
ـ تعال كلم ماما؟ ماما‏!‏؟
ومن تكون ماما هذه‏..‏ ولماذا تريدني أنا بالذات في هذا الوقت بالذات‏..‏ ولماذا اختارت ماما هذه المناسبة وهذه الساعة لكي تطلبني للكلام‏!‏ ولم يطل بي التفكير فقد نهضت من مكاني وسرت خلف الصغيرة الحلوة إلي عربة تاكسي كانت تقف علي جانب الطريق ورأيت داخلها ماما تنزوي في ركن منها حزينة باكية شعرها الأسود الفاحم يغطي نصف وجهها وإحدي عينيها‏..‏ وينسدل بعضه علي ظهرها وكتفيها‏..‏ وكان وجهها ـ أو الذي انكشف من وجهها ـ يحكي قصة جمال باهر كان لها فيما مضي‏,‏ ولمحت في عينيها بقايا بريق اطفأته الأحداث والأحزان والمحن‏.‏
ونظرت إلي السيدة الغريبة في ضعف شديد‏,‏ وكانت لاتزال تبكي وعبراتها تنحدر فوق خديها راسمة علي بشرتها الوردية خطوطا سوداء من أثر الكحل الذي كان في عينيها‏.‏ أفلامه
-فيلم (غزل البنات) تمثيل: نجيب الريحاني ،أنور وجدي،ليلى مراد،سليمان نجيب
يوسف وهبي، محمد عبد الوهاب،إخراج:أنور وجدي،أبيض وأسود،المدة: 120mn
سنة الإنتاج: 1949
-فيلم (البيت الكبير)تمثيل:سليمان نجيب،عماد حمدي،تحية كاريوكا،فاخر فاخر،أمينة رزق
إلهام حسين،إخراج:أحمد كامل مرسي،أبيض وأسود،المدة: 120mn ،سنة الإنتاج: 1949
-فيلم (عنبر) تمثيل:أنور وجدي،ليلى مراد،سليمان نجيب،فريد شوقي،عبد الوارث عسر
استيقان روستي،إخراج:أنور وجدي،أبيض وأسود،المدة: 120mn ،سنة الإنتاج: 1948
-فيلم (فاطمة بطولة :أم كلثوم ،أنور وجدي،سليمان نجيب،ميمي شكيب،إخراج:
أحمد بدرخان ،أبيض وأسود،المدة: 126MN
-فيلم ( ليلى بنت الأغنياء) تمثيل: أنور وجدي، ليلى مراد، سليمان نجيب، إسماعيل يس، بشارة واكيم، محمود شكوكو،إخراج: أنور وجدي،أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1946،
-فيلم (القلب له واحد) تمثيل: أنور وجدي، صباح، سليمان نجيب، إسماعيل يس، فردوس محمد، ميمي شكيب ،إخراج: بركات ،إنتاج: : لوتس فيلم، أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1945،
-فيلم ( ليلى بنت الفقراء) تمثيل: أنور وجدي، ليلى مراد، سليمان نجيب، ماري منيب، بشارة واكيم، مختار عثمان ،إخراج: أنور وجدي،1945،
-فيلم ( دنانير) تمثيل: أم كلثوم، سليمان نجيب، يحيى شاهين، فؤاد شفيق، عباس فارس، منى فهمي ،إخراج: أحمد بدرخان،سنة الإنتاج: 1940
-فيلم (ليلى بنت أكابر)تمثيل: أنور وجدي، ليلى مراد، سليمان نجيب، إسماعيل يس، زينات صدقي، زكي رستم ،إخراج: أنور وجدي
فيلم ( عايدة) تمثيل: أم كلثوم، سليمان نجيب، ماري منيب، عباس فارس، نجمة إبراهيم، إبراهيم حموده،إخراج: أحمد بدرخان،
-فيلم ( أمريكاني من طنطا)تمثيل: سليمان نجيب، شكري سرحان، حسين رياض، كريمان
إخراج: أحمد كامل مرسي،إنتاج: : أستوديو مصر، أبيض وأسود
-فيلم ( الآنسة حنفي) تمثيل: سليمان نجيب، ماجده، إسماعيل يس، زينات صدقي، رياض القصبجي، عبد الفتاح القصري ،إخراج: فطين عبد الوهاب ،أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1954
-فيلم ( أنا وحبيبي) تمثيل: شادية، منير مراد، إخراج: سليمان نجيب،أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1935،
-فيلم (قطار الليل) تمثيل: سليمان نجيب، سامية جمال، عماد حمدي، سراج منير، صلاح نظمي، استيقان روستي،إخراج: عز الدين ذو الفقار،أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1935،
-فيلم (ظلمت روحي) تمثيل: شادية، سليمان نجيب، فريد شوقي، محسن سرحان، منى، وداد حمدي،إخراج: إبراهيم عمارة،أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1952

-فيلم (حضرة المحترم) تمثيل: كارم محمود، سليمان نجيب، زهرة العلا،إخراج: عباس كامل
إنتاج: : حسين صدقي، أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1952
-فيلم (ورد الغرام) تمثيل: ليلى مراد، محمد فوزي، سليمان نجيب، سراج منير،إخراج: بركات،إنتاج: : أفلام محمد فوزي، أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1951
-فيلم (الآنسة ماما) تمثيل: صباح، محمد فوزي، سليمان نجيب، إسماعيل يس، هاجر حمدي، شرفنطح ،إخراج: حلمي رفله،انتاج: : أفلام محمد فوزي، أبيض وأسود، سنة الإنتاج: 1950

wh_47040149.jpg



 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
30-12-2012, 02:21 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

القبس



مشهد سينمائي لا ينساه المتفرج

Pictures%5C2010%5C06%5C25%5Ce079d8f3-94b8-42ec-82a2-5976873d65e0_main.jpg
عماد حمدي ونور الشريف في فيلم {سواق الأتوبيس}
القاهرة- خالد بطراوي
في فيلم «أفواه وارانب» عام 1977 تنشأ علاقة حب بين محمود (محمود ياسين) والخادمة نعمت (فاتن حمامة)، فيطلب منها أن تخاطبه باسمه مباشرة دون ألقاب. هذا الموقف لا يزال عالقا في الذاكرة.

في تاريخ السينما العالمية والغربية مشاهد لا تنسى. مشاهد تزداد حضورا وتألقا رغم مرور سنوات طويلة على مشاهدتها.
مشاهد رومانسية ناعمة، أو مشاهد عنف، أو مشاهد بلا كلمات أو حوار، لكنها مشاهد لا تنسى.
في حياة كل متفرج مشهد سينمائي رآه وظل في ذاكرته حيا متجددا. ولهذا قامت «القبس» بجولة في قلوب وعقول عدد من المتفرجين لمعرفة أهم مشهد سينمائي مر في حياة كل منهم وكيف أثر فيه ولا يزال؟
تقول عزة ابراهيم فودة (مهندسة) إنها لا تنسى المشهد المؤثر في فيلم «نهر الحب» للفنانة فاتن حمامة عام 1960، وكانت فيه ترى ابنها هاني (وجدي العربي) فتنظر إليه وتبكي، انها ما زالت حتى الآن كلما رآت هذا المشهد توقف العرض لتبكي. وتقول: هناك مشهد آخر ما زال في ذاكرتي وهو من فيلم «رد قلبي» عام 1957 عندما يسترد الريس عبد الواحد (حسين رياض) صوته أثناء هتافه لمصر مع قيام الثورة.

يقول أيمن اسماعيل عبد الرحيم (طالب جامعي): يستوقفني كثيرا ذلك المشهد الذي يقع ضمن احداث فيلم «غروب وشروق» للفنان محمود المليجي وسعاد حسني، ورشدي أباظة الذي يتمكن في هذا المشهد من التسلل إلى إحدى حجرات القصر، ويتمكن من الوصول إلى مكان المستندات المهمة ويقوم بتصويرها، ولكن المفاجأة عندما يحضر عزمي باشا رئيس البوليس السياسي (محمود المليجي) إلى المكان فجأة، وهنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من أن يضبط محمود المليجي زوج ابنته عصام (رشدي اباظة) وهو يصور المستندات، ولكن الأخير يشعر بحركاته وهو قادم ويتمكن من التخفي والحصول على هذه المستندات التي كانت سببا في كشف الفساد والطغاة ونقطة تحول في سياق الفيلم الذي عرض عام 1970.
صدمة عبدالحليم
وترى إيمان ماجد (ربة منزل) أن المشهد الذي يصفع فيه المحامي محمود (عماد حمدي) ابنه حسين (عبد الحليم حافظ) ويخبره في تلك اللحظة بأنه ليس ابنه، كان مشهدا مؤثرا للغاية وكانت صدمة للابن (عبد الحليم حافظ) أن يسمع هذا الخبر بعد الحياة الهادئة السعيدة التي عاشها مع أخيه أحمد (حسن يوسف) ووالدته إحسان (مديحة يسري) ليحرم بعد ذلك من كل هذا الحب، هذا المشهد كان ضمن أحداث فيلم «الخطايا» إخراج حسن الإمام عام 1962.
الطريق المسدود
وتقول أمنية سامح جلال (سكرتيرة) أعجبني أحد مشاهد فيلم «الطريق المسدود» بطولة فاتن حمامة وشكري سرحان وأحمد مظهر عن قصة إحسان عبد القدوس، إخراج صلاح أبو سيف عام 1958، في هذا المشهد نرى فايزة (فاتن حمامة) المدرّ.سة البسيطة تتعرض لأبشع أنواع عدم الوفاء من زميلاتها عندما يتكاتفن ضدها ويشهدن ظلما ضدها، لتأكيد التهمة المنسوبة إليها في الشكوى التي قدمها ضدها ولي أمر طالب في المدرسة التي كانت تعمل فيها متهما إياها بتغرير ابنه الصغير رغم عدم صحة ذلك وبراءتها منه تماما.
براعة المليجي
وتؤكد الطالبة الجامعية فاطمة عبد المجيد أن مشهد محمد أبو سويلم (محمود المليجي) في فيلم «الأرض» عام 1970 وهو يسحب بالحبال وزاحف على الأرض من جانب الاقطاعي محمد بك الذي يتحكم في مقدرات فلاحي قريته، كان مشهدا مؤثرا للغاية، ويقف المتفرج امامه طويلا، ولم يقف الأمر عند ذلك فقط، بل رأينا أن محمود المليجي كان يحفر بأظافره في الأرض كدليل على عدم تخليه عنها وتمسكه بأرضه الطيبة التي ترعرع وعاش في ظلها حتى لو كلفه ذلك آخر نقطة في دمه.
رصيف نمرة 5
ويشير عماد درويش (طالب في معهد الفنون المسرحية) إلى ذلك المشهد الذي استطاع فيه الشاويش خميس (فريد شوقي) في فيلم «رصيف نمرة 5» عام 1956 أن يتسلق سيارات النقل التي كان يقودها (زكي رستم) أثناء هروبه بعد أن اكتشف فريد شوقي أنه القاتل الحقيقي لزوجته (ملك الجمل)، وأثناء ذلك نعيش لحظات مثيرة في الصراع بين زكي رستم وفريد شوقي، ويدور بينهما قتال عنيف وضربات متبادلة وتأتي قمة الإثارة عندما يترك زكي رستم يده من على مقود السيارة لانشغاله بالدفاع عن نفسه، وكادت السيارة تسقط في مياه البحر، ولكن في النهاية يتمكن فريد شوقي من تحويل عجلة القيادة قبل سقوطها في المياه.
موقع اجتماعي
وتقول سعاد خضر (طبيبة) أعجبني مشهدا من مشاهد فيلم «العار» بطولة نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز عام 1982 وهو المشهد الذي أخبر فيه كمال (نور الشريف) - الذي كان يقوم بدور تاجر المخدرات والذراع اليمنى لوالده عبد التواب (عبد البديع العربي) - أخويه وكيل النيابة شكري (حسين فهمي) والطبيب عادل (محمود عبد العزيز) بأن والدهما تاجر مخدرات في الحقيقة، وأنه لولا هذه المخدرات لما وصلا الى ما هما فيه الآن من موقع اجتماعي مرموق، وأخبرهما بأنه يجب أن يقفا معه ويضعا يديهما في يده، وذلك لتهريب صفقة المخدرات الأخيرة، وترددا في البداية ولكن لم يكن في استطاعتهما التخلي عنه رغم موقعيهما في المجتمع.
وتقول كوثر عبدالله (صيدلية) أعجبني جدا مشهد الفنانة ماجدة في فيلم «العمر لحظة» عام 1978 عندما ذهبت إلى الجبهة أثناء حرب 1973 كصحافية لتغطية أحداث الحرب، وأخذت ترقص مع الجنود في حفلة السمر التي نظموها للتمويه على العدو وراحت تغني معهم في مشهد رائع.
حياة أو موت
ويستوقف سهى عبد اللطيف (طالبة جامعية) المشهد الذي تحمل فيه الطفلة (ضحى أمير) ابنة الموظف البسيط أحمد (عماد حمدي) في فيلم «حياة أو موت» إخراج كمال الشيخ عام 1954 زجاجة الدواء لوالدها المريض خطأ، ونرى كيف يكتشف الصيدلي (حسين رياض) هذا الخطأ دون قصد فيقوم بإبلاغ البوليس لمناشدة الأب بعدم تناول الدواء لأنه قاتل، وتتوالى الاحداث ليتمكن البوليس من الوصول إلى الأب وانقاذ حياته في آخر لحظة.
كلاسيكيات السينما
وتؤكد سامية عبد اللطيف (خريجة كلية إعلام) أن الافلام الكلاسيكية هي من اكثر الافلام تأثيرا لما تتضمنه من مفهوم إنساني، مثلا فيلم «ذهب مع الريح» أعيد عرضه عدة مرات على الفضائيات العربية والعالمية، ولكن المشهد الذي لا تنساه - المشهد الاخير - الذي يحكي عن فتاة، والحياة التي تعيشها في فترة الحروب الاهلية في اميركا الشمالية والجنوبية، فهذه الفتاة الدلوعة خسرت كل شيء، أهلها وحبيبها وقريتها التي حل فيها الدمار والخراب، وفي لحظة شعرت بالدمار والخيبة، تذكرت وصية والدتها «عودي الى بيت العائلة»، عندها شعرت ببريق الأمل وبلحظات سعيدة، وفي هذا المشهد نرى غياب الشمس، ويعني هذا انها أخذت بأفول كل ما هو سلبي وسيئ، وستشرق من جديد تحمل معها ما هو جديد.
وتقول رباب رستم (ربة منزل) المشهد الذي لا أنساه من فيلم «عمر المختار» هذا المشهد الذي يجمع ما بين الطفل «علي» والقائد عمر المختار وما يدور بينهما.
أفواه وأرانب
وتضيف نوال ابراهيم (استاذة جامعية) المشهد الذي لا انساه هو من فيلم «أفواه وارانب» عام 1977 وهذا المشهد عندما تنشأ علاقة الحب بين محمود (محمود ياسين) والخادمة نعمت (فاتن حمامة)، فيطلب منها أن تخاطبه باسمه مباشرة دون ألقاب فهذا الموقف لا يزال عالقا في ذاكرتي حتى الآن.
وتقول سماح وجدي وهي طالبة بمعهد الفنون المسرحية: في العام 1995 كنت أشاهد فيلما للزعيم عادل إمام وهو «طيور الظلام»، وهذا الفيلم شدني إليه بقوة لما يضمه من اسقاطات سياسية واجتماعية، لكن المشهد الذي اعجبني والذي لا يمكن لي نسيانه هو مشهد تقبل المحامي فتحي نوفل «عادل إمام» عزاء اصدقائه ومعارفه من كبار المسؤولين في والده المتوفى عدا صديقه المحاسب البسيط محسن (أحمد راتب) الذي عرفه منذ الطفولة ويخلص لـه المحبة، وكذلك صديقه المحامي الاصولي علي الزناتي (رياض الخولي).
إرهاب نادية
المحاسب القانوني عماد محمود يقول: أعجبني مشهدا متميزا في فيلم «الإرهاب» للفنانة نادية الجندي التي تعبر عن ذهول لحظة اكتشافها حقيقة حبيبها الارهابية عمر الصناديلي (فاروق الفيشاوي)، وأنه ارتبط بها بعلاقة عاطفية ليستغلها في تنفيذ عمليات ارهابية بشعة، فخدعها وجعلها تحمل الديناميت على أنه بطارخ لصديق له وقصده من ذلك أن تسافر فتنفجر الطائرة بركابها وهي معهم.
أما رجل الاعمال أحمد موسى فيقول: أنا معجب جدا بافلام المخرج الراحل عاطف الطيب وشاهدت له فيلما متميزا وراقيا وهو «سواق الاتوبيس» عام 1983 والمشهد المتميز فيه عندما يجتمع السائق حسن (نور الشريف) في الأهرام مع أصدقاء السلاح والنضال الذين كانوا معه عندما خاضوا حرب 1973، وحققوا أعظم البطولات فيها وبدأ كل واحد منهم يستعيد عطر هذه البطولات المصرية الشجاعة قرب الاهرامات.

أفلام إنسانية
الطالبة الجامعية سوسن سليم تعشق مشاهدة الافلام الانسانية وتقول: أذكر مشهدا رائعا وراقيا ببعده الانساني في فيلم «حب لا يرى الشمس» عام 1980 وهو المشهد الاخير الذي تعرف فيه الام أحلام (نجلاء فتحي) أن ابنها حي لم يمت كما قيل لها فور ولادتها، فتسرع إلى حماها الثري حسن المنشاوي (فريد شوقي) لترى وليدها الذي لم تر ملامحه ولم ترمقه ولو بنظرة واحدة، ولكنها تصعق بخبر وفاته فتطلق صرخة انسانية رهيبة كلها مرارة وألم رهيب لا تحتمل، فتحفر بأناملها الرقيقة التراب لتخرج جثته الصغيرة بجنون غريزي فريد من نوعه، فحب الأمومة في داخلها لم ير الشمس ولم يعرف ملامح الابن الذي لم يمكث في نور الحياة طويلا

Pictures%5C2010%5C06%5C25%5Cdcab84fc-d9b6-4bdd-b350-fea31e68e215_maincategory.jpg
محمود المليجي في فيلم { الأرض}
Pictures%5C2010%5C06%5C25%5Cd51f99d3-a91f-4863-b0b2-076024f0647d_maincategory.jpg
عمر الشريف وفاتن حمامة في {نهر الحب}
Pictures%5C2010%5C06%5C25%5C1edf00b4-a9f3-49b0-88a0-1b85a0bb3f78_maincategory.jpg
مديحة يسري وعبدالحليم حافظ وعماد حمدي في فيلم {الخطايا}
Pictures%5C2010%5C06%5C25%5Cefea376a-42a8-4050-a40e-6d1c63ed7471_maincategory.jpg
نجلاء فتحي في فيلم {حب لا يرى الشمس}
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
31-12-2012, 04:35 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

11/08/2010



القبس


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (1-6) من رفض الزواج بالآخر: أم كلثوم أَم رامي؟

Pictures%5C2010%5C08%5C11%5C8ccb4f19-e9b6-497e-a3cc-12799db75177_main.jpg
أم كلثوم
جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها.
ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا. ومن هذا الأخير ما ترويه الصحافية المصرية سناء البيسي في كتاب حديث صدر لها عن «دار الشروق» بمصر عنوانه {55 شخصية في قلب مصر} حول العلاقة التاريخية التي ربطت كوكب الشرق بالشاعر أحمد رامي وتكييف هذه العلاقة، أو طبيعتها.

تقول سناء البيسي التي كانت تعمل مع مصطفى أمين في «أخبار اليوم» (كان أمين أحد أقرب المقربين من أم كلثوم، كما انه تزوجها سرّاً لسنوات طويلة، كما يؤكد رجاء النقاش في كتابه عنها «لغز أم كلثوم»..) انها قبل ذهابها الى أحمد رامي لتجري معه لقاء للجريدة، أحبت ان تستفسر من مصطفى أمين عما اذا كان السؤال الذي تنوي ان تطرحه على رامي حول علاقته بأم كلثوم هو من قبيل «استفسارات الأرشيف»..
كان مصطفى أمين قد زوّد المحررين عنده «بمبادئ عامة» في مسألة الاستجوابات هذه منها: «لا تسألوا الشخصية مثلا عن تاريخ ميلادها ولا عن عدد أولادها ولا أين نشأت وترعرعت.. فكل تلك الإجابات موجودة مسبقاً في سجلات الأرشيف ومعروفة في دوائر الأصدقاء، ومجرد السؤال عنها مضيعة لوقت صاحب الشخصية، ولوقت اللقاء به».
من هذا المنطلق سألته عما اذا كان سؤالها لرامي عن علاقته بأم كلثوم هو من قبيل استفسارات الأرشيف أم لا؟ فكان جوابه،: «لم يكن رامي من رفض الزواج بأم كلثوم، لكنها هي التي رفضت لأنها خارقة الذكاء، لقد أدركت انها لو وافقت على الزواج منه، كما تمنّى، لفقدت شاعرا فياضا بالعاطفة كان بالنسبة لها كنزا يمكن ان يضيع ويتبدد لو تزوجته».
تؤمن أم كلثوم بأن الحرمان يشعل عواطف الفنان، أما الشبع فيأتيه بالنوم والكسل والخمول. ولهذا كان رفضها السبب الذي أجّج عاطفة رامي، مما جعله يعبّر عن ذلك بأروع قصائد وأغاني الحب والحرمان. ولو كان هو الذي رفض الزواج ما استطاع أن يكتب كلمة واحدة مما كتب، إذ أين هي دوافعه وعذاباته ما دام الرفض جاء من جانبه هو؟ كيف يمكنه أن يكتب مثلاً: «ما بين بعدك وشوقي اليك، وبين قربك وخوفي عليك دليلي احتار وحيّرني.. تغيب عني وليلي يطول، وفكري في هواك مشغول، أقول انني وأنت حَ نتقابل مع الأيام.. ولما القرب يجمعنا، أفكر في زمان بعدك. وأخاف يرجع يفرّقنا واقاسي الوجد من بعدك.. وبين بعدك وشوقي اليك وبين قربك وخوفي عليك دليلي احتار وحيّرني»!
عاطفة جياشة
وأضاف مصطفى أمين: «من أين هذه العاطفة الجياشة والحيرة والعذاب الذي يعبّر عنه اذا كان رفض الزواج قد جاء منه؟ من غير المنطقي ان يكون رفضه نابعاً من خوفه على الهامه لأن الهام الشعر ما كان يأتيه اذا كان يصطنع العذاب والمعاناة.
من أين له أن يقول في اغنية أخرى: يا قاسي بصّ في عينيّ، وشوف ايه انكتب فيها، دي نظرة شوق وحنيّة، ودي دمعة باداريها، وده خيال بين الأجفان فضل معايا الليل كلو، سهرني بين فكر وأشجان، وفات جوّه العين ظله، وبين شوقي وحرماني، وحيرتي ويّا كتماني، بدّي اشكيلك من نار حبيّ، بدّي احكيلك عا اللي في قلبي.. هل يمكن ان يقول الشاعر هذا الكلام، ويعبّر عن ذلك العذاب الذي يعانيه ويعاتب حبيبته بكل هذه العاطفة والأشواق اذا كان الرفض جاء من جانبه هو»؟
موضة العصر
ولكن الصحافية لا تقتنع بوجهة النظر هذه حول زواج الفنان من حبيبته. قالت له: اني لمست من عذابات رامي انها كانت موضة العصر والموروث في الشعر العاطفي في العالم كله: الحبيب الذليل عندما يبكي عند قدمي حبيبته التي تتأبى عليه اعتزازا بجمالها ورغبة في فرض سلطانها: عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك.. هو النموذج السائ‍د، والقالب الذي يصوّر الحبيب جمرة من نار شديدة الاشتعال، ويقدّم الحبيبة بوصفها كتلة ثلج لا يذوب ولا يعطف ولا ينعم بالوصال، والحبيب الغلبان راض. بناره، سعيد بألمه، غير قابل لأي نصح من صديق او عذول، وحتى من الحبيب نفسه!
أن رامي من هذا المنطلق، أي بأخذه قالب الذل، كان يتخذه فقط لقول الشعر ليتماشى مع الموضة، والا لما كتب اغنيات لأسمهان المنافسة لأم كلثوم، وليلى مراد الصوت الجميل الواعد، ولا لمحمد عبدالوهاب المنافس الذي له كل الثقل ليغنيّ ويردد الجميع من ورائه: الميّة تروي العطشان، وانسَ الدنيا وريح بالك، ومشغول بغيري وحبيته.. ومن وجهة النظر هذه تزوج رامي وغنت أم كلثوم لعروسه: اللي حبّك يا هناه.. وهي الزوجة الحبيبة رفيقة مشوار العمر التي جلست تهدهد مولودها البكر محمد لينام على حجرها مشيرة بأصبع التزام الهدوء لرامي الجالس في محرابها: النوم يلعب في عينه، فتلهمه: النوم يداعب عيون حبيبي..
ثم كيف لا يغضب رامي عندما يعلم بمن يحب ثومة ويريد الارتباط بها؟ ورامي على العكس يكتب: ولما شوف حد يحبك يحلالي أجيب سيرتك وياه..
لم يجب مصطفى أمين ولكنه أحالها الى رامي تتحاور معه.. وراحت لتقابله في بيته بحدائق القبة. «كانت شبكة التجاعيد ترسم ظلالها واغوارها على وجهه، لكن حيويته الدافقة يدوب لابن الثلاثين، لا والله بل كنا معا، يدوبك على مشارف العشرين}.
خفي ومعلن
وتقول سناء البيسي: ولكن رغم شبابنا المتبادل كان التهيب ازاء تحدثي وفي حضرته هو موقفي الخفي والمعلن. وما بدد اطار الرهبة هو عودته امامي الى طفل هبط يلهو مع حفيده الذي أتى ليعيش في البيت الكبير لحين عودة أمه الابنة الهام أو ابنه محمد من بعثة الخارج. أصر الحفيد في لعبه على اعتلاء ظهر جده وكانت لقطة العمر التي فزت بها.
بعدها بعفوية التجول المرتاح خرجنا معا الى الشرفة نجلس وحدنا وبيننا كراسات فوق بعضها على الترابيزة، فاستأذنت ان اتصفحها، خطوطها بالقلم الرصاص الذي وجدت توفيق الحكيم يكتب به ويمسح ويبري القلم. سطور رامي فيها كواجب تلميذ متعثر في الاجابات. لكن كلماتها وللعجب ما نردده في الصدور الحالمة، وما نصفق من ورائه بعدما تشدو به سيدة الغناء ومليكة قلب وعقل وقلم والهام «شاعر الشباب»!
أستمع إلى روحي
كان احمد رامي تجاوز الخامسة والستين من عمره عندما قصدته الصحافية سناء البيسي لاجراء حوار معه، الشعراء لا يعترفون عادة بالعمر ومفاعيله، فالروح تبقى عندهم فتية ربما لاشتعال الذاكرة بذكريات الشباب ونضارة الصبا الذي كان.
تقول له الصحافية: غنت لك ام كلثوم اكثر من مائة وثلاث واربعين اغنية بدءاً من: الصب تفضحه عيونه، من الحان الشيخ ابو العلا محمد التي كتبتها عام 1915، ولم تكن قد قابلتها بعد، تتمحور هذه الاغاني في الاعم الاغلب حول الحب، فما هو الحب، وكيف تصفه؟
يجيب رامي: لا اصفه الا بعد ان اجربه وألاقيه ويوجعني ويحرق فؤادي!
• متى وكيف ولماذا وهل؟
ــــ لحظة ان يستجيب قلبي للحب أترجم احاسيسه بالشعر.
• كيف تستمع لكلماتك تشدو بها سيدة الغناء؟
- أستمع الى روحي.
ويروح يفصل: اني احتشد لسماعها كما استقبل عيدا من اعياد الدهر، احب ان اقضي وقتا قبل سماعها وانا وحدي، ليمحي كل جرس من اذني عدا صوتها المنتظر، ثم ادخل قبل رفع الستار بقليل، حتى اذا رفع الستار ملأت عيني منها في لحظات، ثم تبدأ الآلات تعزف، فأزن مبلغ هشاشتها الى استماع النغم، ولستُ اعرف احدا ممن يغنون يطرب لسماع اول انبجاس الاوتار بالنغم كهذه الشادية، فانها اذا سمعت رجع الانغام اصابتها رعشة، ثم تدب بقدميها دبا خفيفا كأنها تنقر بهما على اوتار خفية، ثم تبلع جيدها وترمي بعينيها نظرة سابحة الحد الى آفاق بعيدة، حتى اذا خفت النغم، انساب صوتها لينا رقيقا، فكأن الاوتار الصادحة لم تكف عن العزف، ثم ينبثق صوتها كما تنبثق الزهرة تحت الندى، ويخرج من فمها كما ينبعث النور من الشرق. ويشمل رنين هذا الصوت العجيب على قائمة الغناء، حتى كأن جوها مضمخ بعبير من اللحن الساري.
وهي في كل هذا تدور بقدميها تحت ثوبها الفضفاض، كأنها تدعك عود الريحان حتى يشتد اريجه. فاذا بلغت القمة في الغناء، سبحت بنظراتها الى لا شيء، ونسيت انها تغني للناس، وكأنها وحيدة مع الشفق في برج نسيج تغرد مع الاطيار!
كتاب الحب
ولا شك ان ما قاله رامي للصحفية التي زارته يعتبر شعرا جميلا لاي شعر جميل آخر. كما لا شك انه يندرج في كتاب الحب ايضا. انه مزيج من الشعر والحب.. مغنية تطرب لسماع اول انبجاس الاوتار بالنغم، فاذا سمعت وجع الانغام اصابتها رعشة، ثم تدب بقدميها دبا خفيفا كأنها تنقر بهما على اوتار خفية، ثم تبلع جيدها وترمي بعينيها نظرة سابحة الى آفاق بعيدة.. بعد ذلك ينبثق صوتها كما تنبثق الزهرة تحت الندى، والجو مضمخ بعبير من اللحن الساري، وهي تدور بقدميها تحت ثوبها كأنها تدعك عود الريحان حتى يشتد اريجه. بعدها تنسى انها تغني للناس وكأنها وحيدة مع الشفق في برج فسيح تغني مع الاطيار!
هذا يدخل في باب الشعر لا في باب الاحاديث الصحفية، وفي باب الوجد والشغف والهيام حتى الجنون، لا في باب الاعجاب المألوف والمعروف.
ولا شك ان مصطفى امين لم يخطئ عندما قال ان الحرمان يشعل عواطف الشاعر او عواطف الفنان، وان الشبع يأتيه بالنوم والكسل والخمول.. فلو ان ام كلثوم قبلت برامي زوجا لما قال ما قاله من الشعر الذي غنته له، ولما قال مثل هذا النثر الشعري الذي قاله عنها في حواره الصحفي. سيذكرها بالخير طبعا، ولكن الينابيع لم تكن لتتفجر كما تفجرت في مناخات الجوع والعشق والضنى والشوق عنده، ولم تكن شموس المشاعر المشبوبة تحرق قلبه كما حرقته وهو في هجير الصبابات التي لا دواء لها ولا شفاء منها.
وتسأله الصحفية: هل الصب تفضحه عيونه؟
فيصمت ربما لذكرى داعبت خياله عندما غنت ام كلثوم له وحده في مركب برأس البر، او عندما قدم لها اغنية «جددت حبك ليه» خلال استراحة بين وصلتين فقالت له بعد قراءتها: ايدك يا رامي.. ولما رفض ان يعطيها لها جذبتها وقبلتها قائلة: انني اقبل اليد التي كتبت هذا الكلام!
تشجيع أحمد شوقي
وقال رامي انه لقي أمير الشعراء شوقي مرات ومرات، كانت أولاها في باريس سنة 1922. وفي عام 1924 التقيا عن طريق الغناء. قدّم شوقي «بلبل حيران» و«في الليل لما خلي»، وقدّم رامي «إن كنت اسامح وأنسى الأسيّة»، و«أخذت صوتك من روحي». ثم التقيا في المسرح إذ قدّم شوقي «مجنون ليلى»، ورامي «غرام الشعراء»، ومثّلت المسرحيتين فاطمة رشدي. وكان رامي يؤثر من قصائد شاعر النيل حافظ إبراهيم : «لا تلم كفي إذا السيف نبا».
وقال رامي انه لم يقدم على الزواج الا بعد ان استشار أمير الشعراء شوقي، اذ شجعه بقوله: «تزوج لترى خلق الله في خلقك». وكان يعني بذلك أن أصبح أباً وأرى نفسي في أولادي.
وكان الزمن زمنا سمحا، فبعد وفاة الشاعر إبراهيم ناجي قام رامي بجمع أوراقه المبعثرة ليخرج منها ديوانا جديدا له، انتقى منه لأم كلثوم قصيدة «الأطلال» التي لحنها السنباطي.

سر فنجان القهوة!
قال رامي ان من جوانب الطرافة في شخصية أم كلثوم انها تعودت طلب فنجان القهوة التي تتركه يبرد ثم تشربه قبل الغناء مباشرة باردا كالماء «فهل هذا هو السرّ في حلاوة صوتها؟ الله أعلم»!
كان شاعر الشباب قد غزاه المشيب والوهن وجفت ينابيع إلهامه بعد نكسة 1967، وبعدها طار حمام البرج الذي كان يربيّه في منزله عندما أطلقه في جولة ساعة العصاري. طار الحمام ولم يعد الى برجه. وأتت الكارثة الكبرى برحيل ملهمة القصائد والأغاني التي كان يهديها روائعه ويكتفي فقط بسماعها منها.
عاش رامي بعد رحيل أم كلثوم ست سنوات لم يكن راغبا في أن يعيشها:
«عشتُ أسمعها تشدو فتطربني واليوم أسمعها فأبكي وأبكيها»!

حالة غير طبيعية
حول شيطان الشعر الذي يزوره، قال رامي:
- هناك حالة غير طبيعية تتلبسني عندما اسكن لكتابة الشعر، لكني ابدا لا انسبها لشيطان، بل الى ملاك حارس يوحي الي بنثرات وابيات في ما يشبه البرق الخاطف او الخطرات، ولو كانت تلك الخطرات لا تومض كالشهب وتختفي على النور، لقبضت عليها وزرعتها على طرف قلمي. ذات مرة سألني ابني: مالك يا بابا؟ كنت سارحا في ما يشبه الغيبوبة او الغيب التام عن الوعي. ومرة قالت لي امي حزينة وهي تشاهدني اتمرغ على ارضية الغرفة من دون وعي مني: يا رب يا ابني يتوب عليك من الشعر وسنينه! وحبست لساني حتى لا انقل له قول امي انا نقلا عن جار لبيتهم وهو شاب من انه عندما يبحث عن مكان هادئ مظلم كرحم الام ليستقبل وحي اشعاره لا يجد سوى اسفل السرير ليمكث ساعات طوال.
واضاف:
- لا اكتب في النور المباشر ولا انظم الا اذا سمعت الموسيقى او الغناء. فاذا نظمت اترنم بالابيات، واذا قمت بتأليف اغنية اظل اتقلب شمالا ويمينا ارددها حتىانتهي منها. وفي ذاك ربما غرابة، لكنها الغرابة التي كانت لدى بعض الشعراء، فالشاعر الإنكليزي كيتس كان يطلي فمه من الداخل بالفلفل الحامي وهو يكتب قصائده، والشاعر دانزيو كان يهرع الى لبس الحرير اذا ما أتاه ملاك الشعر.
ومن غريب ما ذكره:
- أفضل قصائدي نظمتها في الترامواي، أو على شط النيل، لأني ساعتها أغنيها بصوت عال، ولا أريد أن ينصت أحد لي، وعجل الترامواي والهيصة يبددان صوتي. وعلى شط النيل الهدوء الذي ليس فيه مخلوق غيري أخجل من ان يراني ماشيا أغني. هذا الهدوء المفتقد كان في أوائل الستينات، خلوتي في غمرة الناس وأنا أشعر انني لست معهم وإن كنت بينهم، وخلوتي مع نفسي وأنا بين أحضان الطبيعة!

غدا
هل غنت الخلاعة والدلاعة مذهبي؟


Pictures%5C2010%5C08%5C11%5Ca4275cca-d2fc-48da-a84c-dc3f3f3a9b7f_maincategory.jpg
أحمد رامي
Pictures%5C2010%5C08%5C11%5C43b9714b-cb9b-470c-a013-b31b3545ce27_maincategory.jpg
مصطفى أمين
















12/08/2010


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (2-6) هل غنّت أم كلثوم «الخلاعة والدلاعة مذهبي»؟

Pictures%5C2010%5C08%5C12%5C1581e37b-d5ce-4ba9-b5a9-3bea66f456e8_main.jpg


جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.

هل غنت ام كلثوم في العشرينات من القرن الماضي اغنية مطلعها «الخلاعة والدلاعة مذهبي»؟
قد يستغرب كثيرون السؤال ويسارعون بدافع من الغيرة على كوكب الشرق وتراثها الفني العظيم، الى النفي، فأم كلثوم التي شدت بتلك النصوص الشعرية الخالدة ومنها قصائد لأبي فراس الحمداني وامير الشعراء شوقي وسواهما من كبار الشعراء العرب، قدامى ومحدثين، والتي عُرفت برصانتها في الغناء وفي الحياة على السواء من غير المعقول ان تشدو بأغنية تروّج «للخلاعة» و«الدلاعة»، بل وتعتبرهما «مذهبها».
خطأ وفخ
ولكن الواقع الذي لا يمكن انكاره هو ان ام كلثوم غنت بالفعل هذه الاغنية على اسطوانة ما زال يحتفظ بها الى اليوم بعض من اقتناها من السوق عقب نزولها اليه مباشرة، او بعض هواة جمع الاغاني القديمة. ويبدو ان ام كلثوم فطنت الى الخطأ، او الى الفخ الذي وقعت فيه، بعد تسجيل الاغنية وبيعها، بأربعة ايام، فعمدت الى جمعها واتلافها، الا ان هناك نسخاً من الاسطوانة التي سجلتها عليها، عرفت طريقها الى البيع، فتعذر عليها النفاذ اليها. وهذه النسخ هي التي تقيم الدليل الدامغ على ان ام كلثوم شدت يوما باغنية مطلعها «الخلاعة والدلاعة مذهبي»!
على ان ام كلثوم لم تعمد فيما يبدو، وبعد اتلاف ما امكنها جمعه من هذه الاسطوانة، الى طي صفحة الاغنية واسدال الستار نهائيا عليها، فرواة سيرتها يقولون انها بعد ان تعرفت الى الشاعر احمد رامي اعطته النص لتلطيفه، او لتخفيف «جرعته» الزائدة عن الحد، اذا جاز التعبير، فجعل رامي المطلع: «الخفافة واللطافة مذهبي»، دون توفيق يذكر.
{تلطيف} غير مقنع
«فالخلاعة» و«الدلاعة» هما بالفعل مذهب، في حين ان «الخفافة» و«اللطافة» ليسا في عداد المذاهب، كما انهما لم يتسللا يوما الى عالم النصوص المغناة، واذا كان قد اتيح لعبارة «اللطافة» ان ترد في ثنايا نص من النصوص الشعبية، فلا شك ان «الخفافة» لم تتسرب يوماً اليها، ولذلك ظل تدخل رامي مجرد عملية «اصلاحية» غير مقنعة، ولكن ما اقنع ام كلثوم بها هو فيما يبدو محبتها لهذه الاغنية ورغبتها بغنائها في الصالات والامكنة التي كانت تغني بها في القاهرة وسواها، فقد دأبت بالفعل على غنائها فترة من الزمن بعد ذلك الى ان اهملتها نهائيا، سواء بنصها الاصلي او بنصها الذي هذّبه رامي.
كانت ام كلثوم قد وفدت حديثاً، نسبياً، الى القاهرة. يعود تاريخ اسطوانة ام كلثوم هذه الى عام 1925. كان لأم كلثوم من العمر حوالي 25 عاماً تقريباً. من الصعب الجزم بالسنة التي ولدت فيها. فهناك من يقول انها ولدت بين الاعوام 1896 و1902 و1904. ولكن اياً كان تاريخ مولدها، فلا شك انها كانت دون الثلاثين، او في حدود الخامسة والعشرين. وهي سنّ كثيراً ما يعجز فيها المرء عن اتخاذ القرارات السليمة او الصائبة. يضاف الى ذلك ان ما نسميه اليوم بالغناء الاستهلاكي الركيك ليس غناء خاصاً بزمن دون آخر. فكثيراً ما يشقّ هذا النوع من الغناء طريقه حتى في زمن الغناء الرصين او الرفيع.
أغنية شبابية
ويبدو ان سبباً ما أقنع ام كلثوم بأن تغني هذه الاغنية فغنّتها. هناك من يقول ان هذه المطربة الشابة القادمة من الريف احبت ان تلفت الانظار اليها «بأغنية شبابية»، او بأغنية رافضة لما كان سائرا يومها من معانٍ كلاسيكية او تقليدية، فقبلت ان تغني هذه الاغنية.
وهناك من يضيف الى ذلك سبباً آخر، ذا طابع اقتصادي: ضغط عليها بعض المنتجين في فترة متردية فخضعت للضغط دون ان تحسب «الحسبة» جيداً. استجابت لهؤلاء المنتجين، او لمتطلبات السوق، فسجلت الاسطوانة. وعندما لمست ردود الفعل السلبية تراجعت. وقد تراجعت بسرعة كما ذكرنا.
ولكن هذا لا يعني ان كل ما غنّته ام كلثوم من نصوص بعد ذلك جاء خالياً من اية ملاحظة. فالكثيرون من نقادها ومحبيها يلومونها على ما لا يُحصى من النصوص (او من بعض ما ورد فيها) التي غنتها وكان ينبغي ألاّ تغنّيها.
إسفاف وعامية
من ذلك ما ورد في «سيرة الحب» حيث تقول: «العيب فيكو ياف حبايبكو ــ اما الحب يا روحي عليه».. فالشطر الأول يتضمن اسفافاً وعامية كان يفترض «بالستّ» ألا تقع فيهما. ولكن غير ام كلثوم من كبار مغنّي زمانها لم ينجُ من حبائل الاسفاف والعامية. فها هو محمد عبدالوهاب يغنّي: «فيك عشرة كوتشينة في البلكونة»..
فاذا عدنا الى «الخلاعة والدلاعة مذهبي» علمنا ان المؤلف والملحن واحد وهو الدكتور احمد صبري النجريدي وهو طبيب من طنطا كان هاوياً للغناء والطرب وقد نشأت بينه وبين ام كلثوم في تلك الفترة علاقة عاطفية وفنية معاً.
احب النجريدي ام كلثوم وطلب يدها. فلما علم اهلها بذلك طلبوا منها ان تقطع علاقتها الفنية والعاطفية به. واذا كانت ثمرة تلك العلاقة الفنية حوالي عشرين اغنية من تلحينه، «فالخلاعة والدلاعة» من تأليفه وتلحينه معاً.

درس مفيد كان بداية علاقتها برامي
الخلاعة والدلاعة مذهبي
من زمان اهوى صفاها والنبي
لما يخطر حبي عندك بمشيته
تلقى قلبي له يميل من فرحته
شوف دلاله ولاّ قدّه وطلعته
تفرح القلب يا ناس كده والنبي
غاب وجاني وشفت نوره وبهجته
والفؤاد نعنش وزادت فرحته
والزمان وافى مادامت رجعته
يفرح القلب يا ناس كده والنبي
زارني ليلة والقمر باهي السنا
قال لي مين أحلى القمر ولاّ انا
والحبيب ان لاح جبينه في حينا
يفرح القلب يا ناس كده والنبي
الغضب ده ليه على اهون سبب
وانت عارف الحب احواله عجب
يا حبيبي ده الرضا بعد الغضب
يفرح القلب يا ناس كده والنبي
من حيث الشكل: الطقطوقة تقليدية، ومعانيها تقليدية ايضا، فكل ما ورد فيها من صور هو مما كان مطروقا أو مستخدما في الغناء المصري في تلك الفترة: الحبيب يغيب ويعود وهو ساحر وفتان وفيه حلاوات كثيرة يعرض لها النص ولكن المشكلة فيه هو «الغضب على أهون سبب»، وعليه ان يتذكر مقام الرضا ومباهجه، وليس في النص بوجه عام ما «يُغضب» متلقيه، أو يثير الأسئلة سوى مطلعه الذي كأنه أقحم اقحاما عليه، وليس من صلبه. اذ ليس في معاني الاغنية ما يستدعي حضور هذا المطلع الثاني والغريب عنها. الأغنية عبارة عن مدح للحبيب والحب، وليس فيها ما يدعو «للخلاعة» و«الدلاعة». ويبدو استنادا الى ذلك ان يدا (قبل يد الشاعر احمد رامي) امتدت اليه وجعلت عنوانه، أو مطلعه، على النحو الذي سجلته أم كلثوم في اسطوانتها.
المؤودة، ربما حصل ذلك بقصد الترويج، وهذا ما يؤيد التفسير الذي يقول ان منتجي الاسطوانات هم الذين ضغطوا على أم كلثوم لتسجيل الأغنية الى ان تدخل رامي بعد ذلك فلطف وهذب.
ويبدو ان كل ذلك شكل درسا مفيدا لأم كلثوم، فبعد هذه الأغنية بدأ رامي علاقته مع أم كلثوم التي استمرت حتى وفاتها. وقد جاءت الأغنية العامية التي كتبها لها بعدئد ذات مستوى جيد قياسا بالأغنية العامية الركيكة التي كانت سائدة يومها، بذلك اضطلع رامي بالنسبة لأم كلثوم، بالدور نفسه الذي اضطلع به شوقي بالنسبة لعبدالوهاب، فالأغنية العامية التي كتبها شوقي وغناها عبدالوهاب كانت أغنية عامية راقية. ويمكن ان نقول ذلك ايضا عن الاغنية الشعبية التي كتبها رامي لأم كلثوم بعد «علقتها» مع النجريدي و«الخلاعة» و«الدلاعة»!





Pictures%5C2010%5C08%5C12%5C520b8b04-1a08-4beb-af4a-554e6eb7cd0a_maincategory.jpg
أحمد رامي









13/08/2010


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (3 - 6) بذكاء الأنثى تمكنت من الجمع بين عاشقيها

Pictures%5C2010%5C08%5C13%5C7ad73cdf-ce65-4124-8d08-ce2eef29f48d_main.jpg
أم كلثوم مع القصبجي ومصطفى أمين
جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.

قد لا تكون عبارة «ادارة الازمة» قد عُرفت زمن ام كلثوم، ولكن من يقرأ او يحلل سيرتها اليوم يجد انها مارست هذه «الادارة» عمليا دون ان ندري انها تدير ازمة.. ذلك ان الكثيرين ممن اقتربوا، او تعاونوا فنيا معها، ومنهم الشعراء والملحنون قد عشقوها.
وقسم كبير من هؤلاء شقي بحبه هذا، ولم يكن له من مكافأة على اخلاصه سوى نظرات العطف او الشفقة من هذه السيدة العظيمة. كان الجميع سعداء بهذه النظرات يفسرونها على هواهم، ويحلمون بالمزيد او بالاكثر. وكانت ام كلثوم سعيدة بهؤلاء العشاق الذين يتبارون في تقديم نصوص تعبر عما يجدون تجاهها، او في تقديم الحان تمثل خلاصة عبقريتهم.
كثيرا ما وجدت ام كلثوم نفسها امام اكثر من عاشق من هؤلاء في اللحظة ذاتها، او في المجلس الذي يضمها معهم. فالشاعر احمد رامي كان معروفا بانه يحبها. وقد بدأ هذا الحب بعدما عاد من فرنسا في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي، واستمع اليها تغني من نظمه (قصيدته) «الصب تفضحه عيونه». وقد استمر حبه لها الى ان توفيت والى ان توفي هو بعدها بسنوات.
أنثى ذكية
وكان الملحن محمد القصبجي، فيما يقول رواة سيرتها، من هؤلاء العشاق ايضا وكثيرا ما يلتقي هذان العاشقان معا في منزل ام كلثوم، وكثيرا ما كان كل منهما يطمع في ان يظفر بنظرة منها تؤكد رجحان كفته على كفة الآخر.. وكانت السيدة العظيمة تدير ازمتهما معها، او ازمتها هي معهما، باقتدار مدهش معروف عن الانثى الذكية، او مطبوع في جبلتها على الاصح.
وعلى الرغم من كثرة العشاق الذين عرفتهم السيدة الكلثومية، في مراحل مختلفة، فان عاشقين اثنين من اهل الشعر والفن تنافسا في بعض المراحل منافسة شديدة، ومنّى كل منهما نفسه بنيل الرضا او في المرام في خاتمة المطاف، دون ان يظفرا الا بتلك المودة الخالصة التي طبعت علاقة ام كلثوم باصدقائها ومحبيها.
هذان العاشقان هما الشاعر احمد رامي الذي غنت ام كلثوم اجمل قصائده، والملحن محمد القصبجي الذي بدأ مشواره الفني معها سنة 1928بمونولوج «ان كنت اسامح وانسى الاسية». وهو المونولوج الذي اعتبره النقاد انطلاقة تجديدية كبيرة.
قلب العاشق دليله
فجأة تجد ام كلثوم نفسها امام قلبين يهفو كل منهما الى قلبها، فقد احست بنيران الغرام المنبعثة من هذين القلبين تلفحها، كان كل منها يتكتم عواطفه ويخفيها ولا يبوح بها لزميله او لمنافسه، ولكن لان قلب العاشق دليله، فقد حدث قلب كل منهما صاحبه بان الآخر يضمر العاطفة ذاتها، ويحاول ان يستأثر بالمحبوبة، وكان العاشقان ينتميان الى المؤسسة الكلثومية ذاتها، احدهما شاعر، والآخر ملحن.
كان كل من العاشقين يخفي مشاعره عن مجموعة من الاصدقاء، في بلاط السيدة، كما يخفي مشاعره عن الصديق الذي ينافسه.
ولكن «الصب تفضحه عيونه»، كما يقول رامي في قصيدته الاولى التي غنتها ام كلثوم في غيابه في باريس، كما رددتها ليلة عاد من العاصمة الفرنسية وقصد حديقة الازبكية حيث كانت ام كلثوم تغني كل ليلة.
سفينة الهوى
وادارت الانثى الازمة بين العاشقين فلم تشعرهما مجتمعين، انها تؤثر احدهما على الآخر، قد تكون لجأت الى مثل هذا مع احدهما في غياب خصمه، او عدوه، بدليل ان رامي قال في ذلك الوقت المبكر في قصيدته التي تغنيها ام كلثوم:
تراعي غيري وتتبسّم
وتفوتني من غير ما تسلّم
ولندع سفينة الهوى تتنازعها الريح ولا خشية عليها، فهي ريح رخاء، ونفس الامواج التي تحمل السفينة امواج حنونة غير مغرقة، وكلا الطرفين عاقل، ولندع كيوبيد ينسج قصة هذا الحب «كما شاء الهوى»، كما تقول هي في اغنية اخرى، حتى نصل الى نقطة التقاء الغريمين في ظروف معينة، وقد وضعت المعشوقة كلاً منهما امام مسؤولياته!
منافسة عاشقين
«ان كنت صادقا في حبك لي فأرجو ان تثبت هذه المشاعر في اغنية تكتبها لي ريثما اعود من رحلتي»، هكذا قالت ام كلثوم للشاعر احمد رامي وهي تعانقه وتهمس في اذنه على مرأى من صاحبه الذي ما لبث ان عانقته بدوره وهمست في اذنه بالكلمات السابقة نفسها ما عدا جملة اثبت هذه المشاعر في اغنية، اذ استبدلتها بعبارة «تلحنها لي».
كان ذلك على رصيف ميناء الاسكندرية في صباح اليوم الذياستقلّت فيه ام كلثوم الباخرة «اوزونيا» في اول رحلة لها الى اوروبا للنزهة والاستجمام. كان رامي والقصبجي بين مودعيها على رصيف الميناء. بدأت الباخرة تتحرك، وتمضي قدماً في البحر، والمودّعون يلوّحون بالايدي والمناديل، حتى غابت الباخرة عن الابصار.
عند تحرك المودعين للعودة، اصطحب الشاعر الملحن، وفي لمحة واحدة اتفقا على الاستراحة معاً في احد المقاهي القريبة من الميناء. جلسا يتناولان شراباً. أحسّ رامي بالشعر يختلج في وجدانه، فأمسك بقلم واوراق. بدأ يكتب، وبدأ القصيبي يبحلق في الاوراق والابيات تمهيداً للدور الذي يُفترض ان يضطلع به. وما كان منه بعد ان قرأ مطلع القصيدة الا ان استأذن رامي للذهاب الى بيت صديق له من موسيقيي الاسكندرية يستعير منه العود، ويعود به الى المقهى ليبدأ مهمته.

أيها الفلكُ على وشك الرحيل

كانت قصيدة رامي التي ولدت في هذا المقهى والتي غنتها ام كلثوم بعد ذلك هي التالية:
أيها الفلكُ على وشك الرحيل
إنّ لي في ركبك الساري خليلْ
رقرقت عيناي لما
قال لي حان الوداع
وبكى قلبي مما
ذاع في الكون وشاع
غابت الشمس وراء الافق.
ثم سالت في مسيل الشفق.
لهف نفسي كاد
يخبو رقعي
حين حيّاني حبيبي
وتبادلنا الوداعْ
وانطوى منه نصيبي
عند تصفيق الشراعْ
ايها الفلك على وجه المغيبْ
قفْ تمهّل إنّ لي فيك حبيبْ
لا اذوق ُالنوم حتى نلتقي
والضحى يغمرُ وجهَ المشرق.
فأحببه بقلب شيّق.
شارحاً وجدي / شاكياً سرمدي
في الدجى وحدي
وأناجيه بحبيّ
بين ضمّ واعتناقْ
ناسياً آلامَ قلبي
طولَ ايام. الفراقْ

القصيدة تستحضر المشهد وتصفه بدقائقه. على الرصيف يقف الشاعر، او العاشق، وامامه الفلُك، او السفينة التي تقلّ المحبوبة الى الخارج. ايها الفلك على وشك المغيب / قفْ تمهّل ان لي فيك حبيب.. وفي القصيدة يشرح الشاعر مواجده واحاسيسه، ويحلم بعودة المحبوبة وبما ستحققه له هذه العودة.
انها اذن قصيدة من وحي الواقع، كما هي من وحي القلب، وهي ايضا قصيدة ذات طابع غنائي محض انطلاقاً من غنائية مبثوثة في شكلها وفي معانيها، وفي رومانسيتها على الخصوص.
من حيث الشكل الفني في مونولوج من اخلد مونولوجات محمد القصبجي، وفيه وجهان لتكرار اللحن. ففي قولها اول مرة: ايها الفلك على وشك الرحيل، لحن على النهاوند، يستعاد شبيه له على مقام الحجاز لدى قول ام كلثوم: ايها الفلك على وشك المغيب.
ووجه التكرار الثاني في اللجن، هو لحن افتتاح الاغنية الذي يستعاد لازمة بعد قولها: و«اعتناق»، قبيل اختتام الاغنية.
ولذا فان الاغنية من اوائل الالحان التي تشبه القنطرة القائمة على عمودين: واحد في اولها، وثانٍ في آخرها. وهو شكل استعيد فيما بعد في عدد من الاغنيات العربية.

Pictures%5C2010%5C08%5C13%5Caa4de736-081c-43eb-a31e-c7f871c13afb_maincategory.jpg
محمد القصبجي







14/08/2010


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (4-6) خسر رامي والقصبجي رهان الحب وكسبا رهان الفن

Pictures%5C2010%5C08%5C14%5Cba1e9a93-5562-4f80-b422-1e0dbaf23faf_main.jpg
أم كلثوم
جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.

في أغنية «ايها الفلك»، التي تناولنا جانبا منها أمس، يمتاز المونولوج بدفق وجداني جارف، وهو يعد من ابرز الألحان التي تمثل القصبجي وما احدثه في الموسيقى العربية شكلا ومضمونا. وفوق هذا كله، هو من المونولوجات القليلة التي شعرها فصيح لا عامي.
أما من حيث الشعر، فقصيدة «ايها الفلك» غنائية، كما اشرنا، وهي غنائية صحبت رامي خلال مشواره الطويل مع ام كلثوم، لم يكن رامي يبحث، وهو يكتب القصيدة الغنائية، سواء لأم كلثوم أو لمحمد عبدالوهاب أو لسواهما، عن المعاني العميقة، بل عن تلك المعاني التي تصور حال العاشق، وتكون موجهة للعموم، أو لجمهور لا يجد مشقة في فهمها واستيعابها والتجاوب معها.
تيسير المعنى
على ان اسلوب رامي هذا في «تيسير» المعنى أو في «تيسير» القصيدة أو الأغنية عاد في واقع الأمر بنفع جزيل على الشعر العربي وعلى الأغنية العربية في آن. فالشعر لم يعد مثقلا بمفردات الماضي ومعانيه المغلقة احيانا، كما لم يعد مثقلا بشكل شعري ملتزم التزاما صارما بوحدة الشطرين.
لنتأمل توزيع التفعيلات الذي لجأ اليه رامي في قصيدته هذه: ثمة مرونة في توزيع الأبيات والتفاعيل ومرونة أخرى في القافية ايضا. ما من قافية واحدة في القصيدة، بل قواف متعددة.
والسبب واضح، وهو ان الشاعر لا يكتب قصيدة «خليلية» ملتزمة وزنا واحدا وقافية واحدة، وانما يكتب قصيدة اخرى، خليلية من حيث المبدأ، ولكنها تنهج نهج التنويع العروضي أو التجديد العروضي.
تجديد لا فوضى
طبعا ليس هناك فوضى عروضية أو غير عروضية من نوع الفوضى «ذاعت» و«شاعت» في الكون الشعري عندنا، وانما هناك تجديد في الشكل كان الدافع اليه تطور الشعر وتطور المجتمع وتطور الغناء ايضا.
ولكن على الرغم من نهج التجديد في الشكل الذي يلمسه قارئ هذه القصيدة، فان رامي كان امينا على مستلزمات شعرية كثيرة. لقد كان واعيا وهو يكتب قصيدة «جديدة» او «حديثة» بالنسبة الى ما كان سائدا في تلك الفترة من انماط شعرية تقليدية. نحن الآن في عام 1934، اي قبل حوالي 75 عاماً من اليوم.
ان قصيدة رامي هذه: «ايها الفلك»، تعتبر قصيدة «جديدة» او «حديثة» بحسب المعايير التي كانت سائدة وقتها.
ثورة عروضية
وحتى بمعاييرنا الراهنة، فان هذه القصيدة، ومن حيث الشكل لم تفقد حداثتها، او جدتها، بل ان من الممكن القول ان نهج رامي هذا، كما نهج شعراء زمانه الذين حذوا حذوه، هو الذي مهّد لتلك الثورة العروضية التي حمل بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وسواهما لواءها في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، والتي ما زالت الى اليوم تجتاح الحركة الشعرية العربية، وتعتبر اكثر الطرق التي يسلكها شعراء اليوم.
ثمة اذن حضور للتجديد وغياب للفوضى: هناك بيتان يتشابهان: الاول وقافيته «الرحيل» و«خليل»، والثاني وقافيته «المغيب» و«حبيب». ويلاحظ كذلك ان القافية الثلاثية في البيتين الرابع والخامس: «الافق» و«الشفق» و«رمقي» يستعاد مثلها في البيتين التاسع والعاشر: «نلتقي» و«المشرق» و«شيق».
محاولة غير موفقة
على ان اغنية «ايها الفلك» اذا كانت قد حظيت باعجاب جارف من كثيرين، انطلاقا من كلماتها الرقيقة العذبة الصادقة، ومن لحنها المبتكر، وصوت مغنيتها الاستثنائي، فانها لم تحظ باجماع النقاد.
فاحد اكبر النقاد الفنيين المصريين، كمال النجمي، كتب مرة: «بعد نجاح القصبجي في تلحين مونولوج «ان كنت اسامح وانسى الاسيّة» سنة 1928، وهو المونولوج الذي اعتبره النقاد انطلاقة تجديدية كبيرة، حاول القصبجي ان ينقل نجاحه من المونولوج المكتوب بالعامية الى القصائد الفصحى، ولكنه لم يوفق في ما حاول، ولم يتيسر له الا القليل.
فان قصائد مثل: «يا غائبا عن عيوني»، و«يا نسيم الفجر ريان الندى»، و«ايها الفلك على وشك الرحيل»، لم تكن الا تقطيعات لحنية مصحوبة بنقرات من العود، تصاحبها اصوات آلات موسيقية اخرى قليلة تعزف على استحياء، بينما يجهد صوت ام كلثوم لتنفيذ سيناريو التعبير الذي رسمه القصبجي كأنه دوائر هندسية جامدة.
قصائد متكلفة
ويرى كمال النجمي ان القصبجي لم يكن ميالاً الى تلحين الشعر الفصيح، فقد اخضعه وهو يلحنه للمقاييس نفسها التي اخضع لها الزجل العامي، وهذا هو السبب الاول لفشل القصبجي في تلحين الشعر الفصيح لأم كلثوم بوجه خاص.
ويضيف النجمي ان القصائد التي لحنها القصبجي لأم كلثوم كانت قصائد متكلفة في نظمها. فقد كانت من الشعر الرومانسي الذي نظمه رامي متأثرا بالشعراء الرومانسيين الفرنسيين الذين قرأ لهم عندما كان يدرس في باريس في أوائل العشرينات من القرن الماضي، «ويجب أن نعترف بأن القصائد التي كانت من نصيب القصبجي كانت تتسم بالتكلف الشديد في نظمها، وكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى ضعف تلحينها».
ثراث خالد
انها وجهة نظر ناقد فني كبير، ولكنها مجرد وجهة نظر لا أكثر ولا أقل، لأن أغنية «أيها الفلك» تُصَنّف اليوم، ومن قبل نقاد كثيرين، في عداد التراث الجميل الصامد على الدهر.
فبدلا من اتهام الشاعر «بالتكلف الشديد في نظمها»، هناك من يرى أن نظمها يتسم بتجديدات واضحة في عروضها، وبصدق وافر في المشاعر التي تتضمنها. كما كان هذا طابع «النص»، فإن طابع «اللحن» لم يقصّر عنه. فاللحن كان مذهلا أيضا في الجدّة والحداثة التي حملها.

مبارزة عملاقين
في «ايها الفلك» تبارى شاعر كبير في الشعر كما تبارى ملحن كبير في التلحين. لم يكد «الفلك» يبتعد رويدا رويدا في اليم، حتى كأن فنانين كبيرين يذيبان مهجتيهما في قصيدة واغنية خالدة: أسرع العاشق الأول، رامي، الى قلمه واوراقه يبثهما لواعج قلبه وضرام مشاعره وأحاسيسه. واسرع العاشق الثاني، محمد القصبجي، إلى موسيقي اسكندراني صديق له، يستعير منه عوده ليبدأ على الفور، انطلاقا من حرائق النص وحرائق الروح، تلحين الكلمات الصادقة الصادرة من القلب.
بعد ذلك يخسر العاشقان: رامي والقصبجي رهان الحب والعشق مع تلك السيدة الخالدة، ولكنهما يكسبان، بلا ريب، رهان الفن ورهان التاريخ!


Pictures%5C2010%5C08%5C14%5C50fb2a13-4c12-4ae2-9f2a-975c1e5b2276_maincategory.jpg
أحمد رامي
Pictures%5C2010%5C08%5C14%5Ce761a1f3-aa13-4c22-9469-90225dcfd0e0_maincategory.jpg
محمد القصبجي
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
31-12-2012, 04:36 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

15/08/2010


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (5-6) السنباطي.. باني مجد صاحبة العصمة

Pictures%5C2010%5C08%5C15%5Cc802a408-0157-4b66-8d46-057642b20bee_main.jpg
رياض السنباطي
جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.

اذا كانت البراعة الفائقة في العزف على العود تنسب عادة الى محمد القصبجي، وكذلك الى تلميذه الذي تعلم العزف على العود على يديه محمد عبدالوهاب، او الى فريد الاطرش الذي يذكر ايضا في هذا الباب، فان هناك اجماعا بين الباحثين والمعارضين باسرار صناعة الموسيقى والفن على ان رياض السنباطي كان ابرع واعظم عازف عود ظهر على مدى التاريخ.
فمن كان يستمع اليه وهو يجلس الى عوده كان يشعر كأنه فرقة موسيقية كاملة لفرط ما يستنبط ويستخرج من هذه الآلة الشرقية القديمة، التي تختزن في اوتارها بعضا من سر الشرق وسر الحب والحياة.
ولعل امير الشعراء شوقي عناه، او عنى امثاله من العباقرة الخالدين عندما قال مرة: «الخالدون اربعة: شاعر سار بيته ورسام ضحك زيته، ونحات نطق حجره وموسيقي بكى وتره».. فوتر هذا العازف والفنان والملحن الخالد ما زال يبكي ويضحك ويعشق ويرف ويهجر ويذوب ويسهر ويطيل السهر على مدى خمسين عاما قدم فيها الف لحن و13اوبريت، كتب كلماتها احمد شوقي ومحمد اقبال وصالح جودت وحسين السيد واحمد رامي وبيرم التونسي ومحمد علي احمد وعبدالفتاح مصطفى ومحمود حسن اسماعيل ومرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي وعزيز اباظة وفتحي قورة وصلاح جاهين واحمد شفيق كامل ومصطفى عبدالرحمن واحمد فتحي وابراهيم ناجي.
باني مجد صاحبة العصمة
ولا يشك احد في انه احد اهم الاسماء في تاريخ الموسيقى العربية منذ زرياب واسحق الموصلي الى اليوم. كما لا شك في انه احد بناة مجد «صاحبة العصمة» كوكب الشرق ام كلثوم. فالكثير من عماراتها الشامخة بناه هذا الموسيقي الكبير القادم من بلدة فارسكور في منطقة المنصورة بمصر، والذي حمل معه منذ اطلالته الاولى شمما او عنفوانا لم يؤثر في الكثيرين من ابناء هذه الصناعة.
اذ يُروى ان السنباطي لفت نظر الاوساط الفنية في مصر في حفل اقيم في «نادي الموسيقى» بالقاهرة بحضور الملك فؤاد في أواخر العشرينات من القرن الماضي أُزيح الستار عن عازف عود شاب يمسك بريشته ليرتجل تقاسيمه بفيضها المتدفق السريع الهادر حينا، والهادئ حينا آخر، فهو يتنقل من مقام الرست ليعرج على مقام البياتي والصبا والعجم. تقاسيم كأنها السحر الحلال.
رفض الإهانة
ولكن ما إن بدأت يده اليمنى تقرع الأوتار مرات لتضيف زخارف تزيد العزف جمالا، بحضور ملك مصر والسودان، حتى ظهرت ضجة في الحفل، ذلك ان الغارسونات بدأوا يقدمون الأطباق والمرطبات فوق موائد الضيوف. كان السنباطي يعزف على عوده، فتوقف عن العزف لشعوره بالإهانة وحمل عوده ليغادر المنبر لا إلى البهو الخارجي وانما إلى بيته ليقدم استقالته من المعهد الملكي في صباح اليوم التالي.
وقد تصرف السنباطي على هذا النحو مراراً كثيرة على مدى حياته الفنية، فقد أراد الرئيس السادات تكريمه بمنحه جائزة الدولة التقديرية في عام 1980. انتظره السنباطي ساعتين ولم يحضر السادات، غادر السنباطي بعدها قائلاً: «ابقوا ابعتولي عندما يحضر». وطلب السادات منه في إحدى الحفلات ان يغني ويعزف أمامه فرفض، الأمر الذي أثار استياء السادات.
ومع ذلك فقد منحه السادات جائزة الدولة التقديرية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، والدكتوراه الفخرية عام 1977 لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى العربية. وفي العام نفسه حصل السنباطي على جائزة اليونسكو العالمية باعتباره مبدعاً وخلاقاً ومؤثراً بموسيقاه في شعوب المنطقة. وهو الوحيد في العالم العربي الذي نال هذه الجائزة. كما انه كان واحداً من خمسة في العالم حصلوا عليها.

حارس الموسيقى العربية
مما يذكر عنه انه لم يحضر مرة أي حفلة من حفلات أم كلثوم كمستمع في الصف الأول كما كان يفعل أحمد رامي، ولا مثل محمد عبدالوهاب الذي كان يقف خلف الستار يترصد انفعالات الجمهور بألحانه في لقاء القمة مع أم كلثوم.
كان السنباطي زاهداً في مثل هذا الموقف، يؤثر عليه الاستماع إلى أم كلثوم في حجرته الخاصة في بيته حيث لا يقطع عليه خلوته أو متعته أحد.
وتصفه الكاتبة المصرية سناء البيسي ببلبل المنصورة ورائد النهضة الكلثومية وحارس الموسيقى العربية الصارم الذي ألغى تسجيلاً مع إحدى الفرق لضبطه عازفاً يدخن!
بصيرة الأعماق
اللائذ بالصمت لأنه يمتلك بصيرة الأعماق، فن استماع القلب للكلمات، فن تواصل الذهن بجنين الخلق، فن التلقي، فن التوحيد في سكون واستغراق يسمع فيه نداء الكلمة وصوت اللحن ونبض الآلات.
حسب البعض السنباطي متكبرا وفاتهم التمييز بين التكبر والكبرياء، بين الشموخ وعزة النفس لمن لم يتهافت على الظهور، او يشتري رياء الثناء او رياء النفوذ، أو ابتغاء المنفعة، أو اشتهاء المال لقد كان متوحدا في داخله عزيزا أنوفا، وهذه صفات غير شائعة كثيراً.

إغفال ظالم
تقول سناء البيسي (55 شخصية من قلب مصر الصادر حديث في دار الشروق بالقاهرة) ان الغالبية لا تعرف من السنباطي إلا كلثومياته. مع ان من يغفل ألحانه غير الكلثومية يكون قد اسقط ظالما أكثر من نصف ميراث الموسيقى الضخم في الموسيقى العربية المعاصرة.
فهناك حوالي مائة أغنية لم تنشد بها «صاحبة العصمة»، وهناك 12 أغنية غناها بنفسه، وله صوت جميل له ميزاته. هذا الى جانب 36 معزوفة كانت تبثها الاذاعة، المصرية (زمن الاذاعات) أشهرها رقصة شنغهاي، وعرائس البحر، وإليها، ورحيل الفلك.

ملحن الكبار
لحن السنباطي لفيروز أغنيتين، ولنجاة ثلاثة، وغنت له أسمهان خمسة منها «ليت بتراق عينا» ولسعاد محمد «فتح الهوى الشباك»، ولشادية «ثلاث شهور ويومين اثنين»، ولعبدالحليم «لحن الوفاء»، ولشريفة فاضل «ساعة واحدة» ولصباح «راحت ليالي»، ولفايزة أحمد «لا يا روح قلبي»، ولميادة «أشواق»، ولنادرة «أعطني الناي وغن»، لنجاح سلام
«عاوز جواباتك»، ولوردة «حاقولك حاجة»، وكان ذلك في فترة عامي الخصام بينه وبين أم كلثوم حول أجر التلحين. كما لحن لمحمد قنديل «اتحدى». وكانت أم كلثوم ترى مثله أن محمد قنديل أجمل الاصوات المصرية خصوصية على الإطلاق، وغنّى له محمد عبدالمطلب «شفت حبيبي».






Pictures%5C2010%5C08%5C15%5C55d2f5a9-dbb0-4a98-8443-60a491cd7ca0_maincategory.jpg
يلحن لفيروز

القبس
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
31-12-2012, 04:43 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

15/08/2010


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (5-6) السنباطي.. باني مجد صاحبة العصمة

Pictures%5C2010%5C08%5C15%5Cc802a408-0157-4b66-8d46-057642b20bee_main.jpg
رياض السنباطي
جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.

اذا كانت البراعة الفائقة في العزف على العود تنسب عادة الى محمد القصبجي، وكذلك الى تلميذه الذي تعلم العزف على العود على يديه محمد عبدالوهاب، او الى فريد الاطرش الذي يذكر ايضا في هذا الباب، فان هناك اجماعا بين الباحثين والمعارضين باسرار صناعة الموسيقى والفن على ان رياض السنباطي كان ابرع واعظم عازف عود ظهر على مدى التاريخ.
فمن كان يستمع اليه وهو يجلس الى عوده كان يشعر كأنه فرقة موسيقية كاملة لفرط ما يستنبط ويستخرج من هذه الآلة الشرقية القديمة، التي تختزن في اوتارها بعضا من سر الشرق وسر الحب والحياة.
ولعل امير الشعراء شوقي عناه، او عنى امثاله من العباقرة الخالدين عندما قال مرة: «الخالدون اربعة: شاعر سار بيته ورسام ضحك زيته، ونحات نطق حجره وموسيقي بكى وتره».. فوتر هذا العازف والفنان والملحن الخالد ما زال يبكي ويضحك ويعشق ويرف ويهجر ويذوب ويسهر ويطيل السهر على مدى خمسين عاما قدم فيها الف لحن و13اوبريت، كتب كلماتها احمد شوقي ومحمد اقبال وصالح جودت وحسين السيد واحمد رامي وبيرم التونسي ومحمد علي احمد وعبدالفتاح مصطفى ومحمود حسن اسماعيل ومرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي وعزيز اباظة وفتحي قورة وصلاح جاهين واحمد شفيق كامل ومصطفى عبدالرحمن واحمد فتحي وابراهيم ناجي.
باني مجد صاحبة العصمة
ولا يشك احد في انه احد اهم الاسماء في تاريخ الموسيقى العربية منذ زرياب واسحق الموصلي الى اليوم. كما لا شك في انه احد بناة مجد «صاحبة العصمة» كوكب الشرق ام كلثوم. فالكثير من عماراتها الشامخة بناه هذا الموسيقي الكبير القادم من بلدة فارسكور في منطقة المنصورة بمصر، والذي حمل معه منذ اطلالته الاولى شمما او عنفوانا لم يؤثر في الكثيرين من ابناء هذه الصناعة.
اذ يُروى ان السنباطي لفت نظر الاوساط الفنية في مصر في حفل اقيم في «نادي الموسيقى» بالقاهرة بحضور الملك فؤاد في أواخر العشرينات من القرن الماضي أُزيح الستار عن عازف عود شاب يمسك بريشته ليرتجل تقاسيمه بفيضها المتدفق السريع الهادر حينا، والهادئ حينا آخر، فهو يتنقل من مقام الرست ليعرج على مقام البياتي والصبا والعجم. تقاسيم كأنها السحر الحلال.
رفض الإهانة
ولكن ما إن بدأت يده اليمنى تقرع الأوتار مرات لتضيف زخارف تزيد العزف جمالا، بحضور ملك مصر والسودان، حتى ظهرت ضجة في الحفل، ذلك ان الغارسونات بدأوا يقدمون الأطباق والمرطبات فوق موائد الضيوف. كان السنباطي يعزف على عوده، فتوقف عن العزف لشعوره بالإهانة وحمل عوده ليغادر المنبر لا إلى البهو الخارجي وانما إلى بيته ليقدم استقالته من المعهد الملكي في صباح اليوم التالي.
وقد تصرف السنباطي على هذا النحو مراراً كثيرة على مدى حياته الفنية، فقد أراد الرئيس السادات تكريمه بمنحه جائزة الدولة التقديرية في عام 1980. انتظره السنباطي ساعتين ولم يحضر السادات، غادر السنباطي بعدها قائلاً: «ابقوا ابعتولي عندما يحضر». وطلب السادات منه في إحدى الحفلات ان يغني ويعزف أمامه فرفض، الأمر الذي أثار استياء السادات.
ومع ذلك فقد منحه السادات جائزة الدولة التقديرية ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، والدكتوراه الفخرية عام 1977 لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى العربية. وفي العام نفسه حصل السنباطي على جائزة اليونسكو العالمية باعتباره مبدعاً وخلاقاً ومؤثراً بموسيقاه في شعوب المنطقة. وهو الوحيد في العالم العربي الذي نال هذه الجائزة. كما انه كان واحداً من خمسة في العالم حصلوا عليها.

حارس الموسيقى العربية
مما يذكر عنه انه لم يحضر مرة أي حفلة من حفلات أم كلثوم كمستمع في الصف الأول كما كان يفعل أحمد رامي، ولا مثل محمد عبدالوهاب الذي كان يقف خلف الستار يترصد انفعالات الجمهور بألحانه في لقاء القمة مع أم كلثوم.
كان السنباطي زاهداً في مثل هذا الموقف، يؤثر عليه الاستماع إلى أم كلثوم في حجرته الخاصة في بيته حيث لا يقطع عليه خلوته أو متعته أحد.
وتصفه الكاتبة المصرية سناء البيسي ببلبل المنصورة ورائد النهضة الكلثومية وحارس الموسيقى العربية الصارم الذي ألغى تسجيلاً مع إحدى الفرق لضبطه عازفاً يدخن!
بصيرة الأعماق
اللائذ بالصمت لأنه يمتلك بصيرة الأعماق، فن استماع القلب للكلمات، فن تواصل الذهن بجنين الخلق، فن التلقي، فن التوحيد في سكون واستغراق يسمع فيه نداء الكلمة وصوت اللحن ونبض الآلات.
حسب البعض السنباطي متكبرا وفاتهم التمييز بين التكبر والكبرياء، بين الشموخ وعزة النفس لمن لم يتهافت على الظهور، او يشتري رياء الثناء او رياء النفوذ، أو ابتغاء المنفعة، أو اشتهاء المال لقد كان متوحدا في داخله عزيزا أنوفا، وهذه صفات غير شائعة كثيراً.

إغفال ظالم
تقول سناء البيسي (55 شخصية من قلب مصر الصادر حديث في دار الشروق بالقاهرة) ان الغالبية لا تعرف من السنباطي إلا كلثومياته. مع ان من يغفل ألحانه غير الكلثومية يكون قد اسقط ظالما أكثر من نصف ميراث الموسيقى الضخم في الموسيقى العربية المعاصرة.
فهناك حوالي مائة أغنية لم تنشد بها «صاحبة العصمة»، وهناك 12 أغنية غناها بنفسه، وله صوت جميل له ميزاته. هذا الى جانب 36 معزوفة كانت تبثها الاذاعة، المصرية (زمن الاذاعات) أشهرها رقصة شنغهاي، وعرائس البحر، وإليها، ورحيل الفلك.

ملحن الكبار
لحن السنباطي لفيروز أغنيتين، ولنجاة ثلاثة، وغنت له أسمهان خمسة منها «ليت بتراق عينا» ولسعاد محمد «فتح الهوى الشباك»، ولشادية «ثلاث شهور ويومين اثنين»، ولعبدالحليم «لحن الوفاء»، ولشريفة فاضل «ساعة واحدة» ولصباح «راحت ليالي»، ولفايزة أحمد «لا يا روح قلبي»، ولميادة «أشواق»، ولنادرة «أعطني الناي وغن»، لنجاح سلام
«عاوز جواباتك»، ولوردة «حاقولك حاجة»، وكان ذلك في فترة عامي الخصام بينه وبين أم كلثوم حول أجر التلحين. كما لحن لمحمد قنديل «اتحدى». وكانت أم كلثوم ترى مثله أن محمد قنديل أجمل الاصوات المصرية خصوصية على الإطلاق، وغنّى له محمد عبدالمطلب «شفت حبيبي».






Pictures%5C2010%5C08%5C15%5C55d2f5a9-dbb0-4a98-8443-60a491cd7ca0_maincategory.jpg
يلحن لفيروز










16/08/2010


أوراق منسية من سيرة كوكب الشرق (6-6) عندما خاف السنباطي على «أطلال» ناجي من أم كلثوم

Pictures%5C2010%5C08%5C16%5Cb38a1635-1f7c-4ec9-817f-53246a5a104e_main.jpg
أم كلثوم تتوسط السنباطي وعروسه في ليلة زفافهما
جهاد فاضل
رغم مرور أكثر من ثلث قرن على رحيلها لا تزال أم كلثوم تملأ الدنيا وتشغل الناس سواء في ما يتصل بفنها أو بسيرتها. ويبدو انه على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل حول هذه المطربة العظيمة، ما زال هناك الكثير الذي لم يُقل بعد، أو الذي قيل حديثا.

عن بداياته يقول السنباطي، وبذلك يشرح التكوين الفني المتين الذي خضع له: «ولدت في 30 مارس 1911 ببلدة فارسكور. في سنّ الثامنة رحلت مع والدي الى المنصورة، وحدث لي ما يحدث لكل هاوٍ للفن. كنت أهرب من المدرسة الى دكان نجار من هواة العزف. ولكن معلمي الحقيقي كان أبي».
ويلتقي السنباطي وهو في سنّ الثالثة عشرة بسيد درويش الذي يعجب به فيصحبه الى حلواني المنصورة الشهير راندو بولو يدعوه الى الكاتو والآيس كريم، ويزداد اقتناعه به عندما يغني أمامه أغانية الشهيرة «أنا هويت وانتهيت»، و«ضيعت مستقبل حياتي».
أدرك سيد درويش بحاسته الموسيقية انه أمام موهبة نادرة، فأراد ان يصحبه معه، لكن والده محمد السنباطي لم يكن باستطاعته الابتعاد عن الابن الذي أصبح بلبل الفرقة.
خوف ونجاح
وسافر رياض السنباطي بصحبة والده الى القاهرة سنة 1930، إذ قُبل في معهد الموسيقى العربية كأستاذ عود لا كتلميذ «وفرحت لأن هذا سيغطي نفقات دراستي، بل سيكون لي راتب، وقد رشحني مدحت عاصم للتعاون مع شركة أسطوانات أوديوت لتلحين عدد من الأغنيات لعدد من المطربين. وكان أول لحن لي مع أم كلثوم «النوم يداعب عيون حبيبي»، وكان أصعب ألحاني «الأطلال»، كنت خائفا من الأداء. لم أكن واثقا لأول مرة في حياتي من أداء أم كلثوم. ولما أخبرتها بالتلفون بمخاوفي قبل الحفل قالت لي: «ما تخفش يا جدع! وحاتشوف حاعمل ايه في العمق اللي أنت عاوزه وخايف عليه»..
ونجحت «الأطلال» ولم يعد هناك سواها لتتضاءل أمامها كل الألحان التي أتت بعدها بما فيها ألحان السنباطي نفسه!
أولاد وبنات.. وأغنيات
في جلسة بمنزل الوجيه حافظ بك بهجت، وهو من عشاق الطرب الأصيل، يلتقي السنباطي بكوكب عبدالبّر المنوفي التي سيتزوجها لاحقا. نظرة فابتسامة فسلام وكلام.
يسألها حافظ بك: تحبّي تسمعي ايه؟ فترد باستحياء وبساطة: «أحب أسمع الجندول»..
ويأتي ردّ السنباطي برقة بالغة: «والله الجندول دي مش بتاعتي، وأنا مش حافظها أنا حاسمّعك حاجة ثانية».. ويتم الزفاف بعد ذلك، وتشارك أم كلثوم في الفرح وتغنّي فيه وصلتين.
ويلد للسنباطي بعد ذلك أولاد وبنات: ولدت الأبنة الكبرى راوية في موسم «سلوا كؤوس الطلى»، ورفيعة في موسم «كيف مرّت على هواك القلوب»، وميرفت التي جاءت في عام «جدّدت حبّك ليه»، ومحمد الذي ولد في موسم «سهران لوحدي»، وأحمد الذي ولد مع قصيدة «ولد الهدى»، وناهد صغرى بناته التي جاءت مع أغنية «يا ظالمني». وبهذه الطريقة كان السنباطي يؤرخ ولادة أولاده!
ألحان خالدة
ومن يستطيع من العرب ان ينسى ما شدت به أم كلثوم من تلحين رياض السنباطي:
«أقول لك ايه عن الشوق يا حبيبي، عايزة أعرف لتكون غضبان، أو شاغل قلبك انسان، حيّرت قلبي معاك، دليلي احتار وحيّرني، أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الأيام مثل السحاب، لستُ أنساك وقد أغريتني بفم عذب المناداة رقيق، عودّت عيني على رؤياك، ومن أجل عينيك عشقت الهوى، سهران لوحدي، والموج يناغي النسيم يحكي له قصة هوانا، والقلب يعشق كل جميل، واثق الخطوة يمشي ملكا، ظالم الحسن شهيّ الكبرياء، أولى بهذا القلب أن يخفق، وفي ضرام الحب أن يُحرقا، ما أُضيع اليوم الذي مرّ بي، من غير أن أهوى وأن أعشق.. أين مني مجلس أنت به؟ كيف ذاك الحب أمسى خبرا وحديثا من أحاديث الجوى؟ حتى الجنا محروم منه.. يا اللي كان يشجيك أنيني، بافكر فيك وأنا ناسي..
أغار من نسمة الجنوب على محيّاك يا حبيبي. أكاد أشك فيك وأنت مني، وما أنا بالمصدّق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني، وإذا ما التأم جرح جدّ بالتذكار جرح، جرح الأحبة عندي غير ذي ألم، هجرتك، قصة الأمس، ذكريات مشت فيها بيقين وهي قرب ووصال، اذكريني كلما الفجر بدا، حديث الروح، يا فؤادي لا تسل أين الهوى، يقول الناس إنك خُنت عهدي، ولم تحفظ هواي ولم تصنّي، هجرتك والأسى يدمي فؤادي، وصنت كرامتي من قبل حبي، أروح لمين وأقول يا مين ينصفني منك.. وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، أنا لن أعود إليك، لسه فاكر قلبي يديلك أمان، أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر، آه من قيدك أدمى معصمي، يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خُلقنا تعساء، ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء، فإذا أنكر خ.لّ خلّه، وتلاقينا لقاء الغرباء، ومضى كلّ الى غايته، لا تقل شئنا فإن الحظ شاء..

كيف تعرّف عليها؟

في يوم تاريخي تقابل رياض وأم كلثوم للمرة الاولى، وعن هذا اللقاء يقول الكاتب الصحفي أنيس منصور: الصدفة جمعت بين أم كلثوم ورياض السنباطي عند منتصف الليل تحت خيمة في محطة سكك حديد قرية درين.. كانت أم كلثوم وأبوها وأخوها وأولاد عمها يغنون في أحد الأفراح. وكان رياض السنباطي هو ووالده يتبادلان الغناء في فرح.. وانتهى الفرحان في وقت واحد، وركبوا الحمير متجهين إلى المحطة في انتظار القطار الفرنساوي.
وأشار السنباطي الكبير لابنه رياض وقال: أم كلثوم التي يتحدثون عنها.
ونظر رياض السنباطي لأول مرة في حياته ليجد أم كلثوم ولم يكن قد سمع لها، وإنما سمع عنها فقط. كانت قصيرة القامة جدا، تلبس بالطو رجاليا أسود بصفي زراير. كانت تلف رأسها بالعقال، وكان وجهها في غاية الحيوية والذكاء.
وفي أحد لقاءاته الصحافية روى رياض السنباطي حكاية لقائه بأم كلثوم بعد مرور سبعة عشر عاما على اللقاء الأول فقال:
بعد سبعة عشر عاما من لقائنا الأول في قرية درينش إحدى قرى الدقهلية، التقيت بالفتاة أم كلثوم مرة أخرى، بعد أن كان صيتها قد ملأ الآفاق في القاهرة. وقتها كنت أحسد الذين يلحنون لها، وكانت تتحرك في أعماقي ملكة التلحين، تعبيرا عن عواطف جياشة يعيشها الشاب في مثل سني.. كنت أقيم في شقة لوحدي وطلبت تلفونا كي يسهل عليّ أعمالي واتصالاتي، وفي اليوم الأول الذي دخل فيه التلفون إلى الشقة، سمعت أغنية لأم كلثوم من الراديو، فتذكرت تعارفنا في محطة الدلتا. وكنت قد عرفت رقم تلفونها من الإذاعة فاتصلت بها، وعندما ذكرت لها اسمي تذكرت بأن والدها الشيخ ابراهيم كان يغني مع والدي في الأفراح، ودار بيننا حديث قصير قالت لي في نهايته «ابقي خلينا نشوفك يا أستاذ رياض، مادام أنت في مصر وأنا في مصر».




القبس
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
16-06-2013, 06:27 AM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif



الدكتورة فاتن حمامة

سيدة الشاشة خلال تسلمها شهادة الدكتوراه ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط









| بيروت - من محمد حسن حجازي |

سلّم رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور بيتر دورمان سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة شهادة الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات، وألقى كلمة بالمناسبة وصف فيها الفنانة الكبيرة بالرمز والأسطورة واللامعة وقال:
فاتن حمامة تستحضر عناوين راسخة في البال، أداؤها الفطري على الشاشة استحوذ على قلوب الجماهير لأكثرمن سبعين سنة، وهي تبقى سيدة الشاشة العربية.
ثم أبرز الدكتور دورمان تطور مسيرة فاتن حمامة المهنية واختيارها لاحقاً لأدوار دراماتيكية صعبة في أفلام تحمل رسائل قوية تتناول السياسة والمواضيع الاجتماعية.
وأضاف: «ينسب إليها الفضل في تغييرالقانون المصري الذي يحظر الخلع، أي الطلاق الذي تقرره المرأة، بعد فيلمها الشهير: أريد حلاً. واليوم نكرّم فاتن حمامة لعملها الذي غيّر قواعد اللعبة في السينما المصرية والذي رفع مستوى هذا الفن في العالم العربي، نكرّمها ليس فقط لحياة مليئة بالإنجازات كممثلة ومنتجة سينمائية و تلفزيونية، بل أيضاً كرائدة للتغيير في المنطقة، وقبل كل شيء نحيي فاتن لممارسة فنها بفائق الرقي والكرامة ما جعلنا نثمّن إنسانيتها».
وردّت فاتن حمامة: «أشعر بسعادة قصوى اليوم، أعظم من أي سعادة بأي هدية حصلت عليها. في الوقت الراهن يتعرض الفن والثقافة وأي شيء يتعلق بالأدب لهجوم كبير. و لذا هذه الشهادة لا تسعدني أنا فقط، بل تسعد كل المثقفين والفنانين في مصر والعالم العربي».



الراي
 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
08-04-2014, 07:39 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif


هولاء صنعو لنا الضحكه التى نكون فى اعز الحاجه اليها
عند النظر فقط نضحك من غير تمثيل انهم ادو الرساله الفنيه على اكمل وجه ولم نعطى لهم حقهم بل ننسى ماقدموه الينا والان فى المنتدى الكبيير
نجوووم موضوع مفيش زيه وتحدى
وباذن الله تعالى يحوز الموضوع رضاكم باذن الله تعالى

الجزء الاول


صانع الضحكه الجميله
صاحب القلب العطوف
الشاويش عطيه
الفنان رياض القصبجى

رياض القصبجي الشهير بأبو النبل (13 سبتمبر 1903 - 23 أبريل 1963) ممثل مصري. عمل في بداية حياته العملية كمساري بالسكة الحديد، ونظراً لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية.

نقل رياض القصبجي إلي المستشفي اكتشف الأطباء اصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج وفي أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم 'الخطايا' الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الامام إلي الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الامام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له. جاء الشاويش عطية إلي الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل علي نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل.. لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه. لكن الشاويش عطية أصر علي العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الامام علي قيامه بالدور حتي لايكسر بخاطره. وقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها علي الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره.. وفي لحظة سقط في مكانه!وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه علي النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا!

بعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عاما بعد أن قضي سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلي صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتي تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال..وهكذا كانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا مع إسماعيل ياسين درامية وحزينة. اشتهر كثيراً بعد أن ارتبط اسمه باسم الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين، وعلى مدار هذه الأفلام وغيرها من الأفلام الأخرى لايمكن لأحد أن ينسى ضيق الشاويش عطية من إسماعيل يس.
===

من أعمال الفنان رياض القصبجى

1936اليد السوداء
1937 سر الدكتور إبراهيم
1941 ليلى بنت مدارس
1945 أميرة الأحلام
1947 ليلى بنت الأغنياء – قلبى دليلى – أبو زيد الهلالى
1948 عنبر – اليتيمان – الواجب – البوسطجى
1950 آه من الرجاله – ماكنش على البال
1951 قطر الندى – بيت الأشباح – خضرة والسندباد القبلى – المعلم بلبل – الهوا ملوش دوا
1952 قدم الخير – أموال اليتامى – الأستاذة فاطمة – أنتصار الإسلام
1953 بلال مؤذن الرسول – ريا وسكينة – نشالة هانم –عبيد المال – أنا وحبيبى
1954 مغامرات إسماعيل يس – دايما معاك - حلاق بغداد – الآنسة حنفى – نهارك سعيد – نحن بشر
1955 إسماعيل يس قي *الجيش
1956 أنت حبيبى - إسماعيل يس قي البوليس – إزاى أنساك – صراع قي المينا
1957 إسماعيل يس قي الأسطول
1958 إسماعيل يس قي بوليس حربى – بحبوح أفندى – إسماعيل يس قي مستشفى المجانين
1959 إسماعيل يس قي بوليس سرى – إسماعيل يس قي الطيران – العتبة الخضرا ء – لوكاندة المفاجآت

تزوج رياض القصبجبى مرتين، وأنجب ولدين الأول محمود رياض القصبجى وشهرتة فايق من زوجتة الأولى وولد اخر من احدى زوجاتة الأخرى وهو فتحي رياض القصبجي.

بعود الآن من إيطاليا السيد/ مجدى صلاح الدين والذي يعمل خبير استشارى بالسفارة الايطالية بعد غربة قاربت العشرين عاما ليعمل بالتمثيل باسم للشهرة مجدى القصبجى وابنتة جويا مصرية - ايطالية ليرفع اسم عائلة رياض القصبجى من جديد قي عالم الفن.
وبعد الشاويش مين

طبعا
المعلم
وابن البلد
مين المعلم
عبد الفتاح القصري (15 أبريل 1905 - 8 مارس 1964[1])، ممثل مصري إشتهر بالأدوار الكوميدية ويعد أحد عمالقة الكوميديا في السينما.

والده كان ثريا يعمل في تجارة الذهب، درس بمدرسة "الفرير" الفرنسية - القديس يوسف بالخرنفش -، ومن فرط حبه بالتمثيل التحق بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة نجيب الريحاني ثم بفرقة إسماعيل يس.

وكان عمله بالتمثيل ضد رغبة أبيه، الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه.

إشتهر عبد الفتاح القصري بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجما كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس. ولم يلعب القصري بطولة مطلقة وإنما كان دائماً صديقاً للبطل أو بمصطلح السينما دور " السنيد" للبطل.



أعماله الفنية

لعب القصري أدوار المعلم ابن البلد الغير متعلم، لعل من أشهر أدوار عبد الفتاح القصري هو دوره في فيلم ابن حميدو مع الفنان إسماعيل ياسين وأحمد رمزي وزينات صدقي وهند رستم، حيث لعب دور "المعلم حنفي شيخ الصيادين" وعبارته الشهيرة التي لا زالت باقية حتى الآن، حيث لعب دور الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته المتنمرة.

ارتبط عبد الفتاح القصري كثيراً بالفنان إسماعيل ياسين في الكثير من الأفلام منها : "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين" و"ابن حميدو" و"إسماعيل ياسين في متحف الشمع".

كما لعب في وقت متأخر دوراً مميزاً في فيلم "سكر هانم" مع عبد المنعم إبراهيم وكمال الشناوي وحسن فايق وسامية جمال ألا وهو دور "المعلم شاهين الزلط".

مثل عبد الفتاح القصرى حوالي 63 فيلم وكان اخرها سكر هانم 1960. ومن الافلام التي قدمها المعلم بحبح 1935 ومبروك عام 1936 ولو كنت غنى عام 42 ومن فات قديمه عام 43 واحب البلدى 45 والسوق السوداء وفيلم الدنيا بخير 46 وعودة طاقية الاخفاء ومجد ودموع وعروسة البحر عام وبنت المعلم ومن الافلام التي قدمها عام 48 سكة السلامة والصيت ولا الغنى واحب الرقص وفى الخمسينيات قدم دموع الفرح والعقل زينة وليلة الدخلة وو حماتى قنبلة ذرية وبيت الاشباح وبيت النتاش وعلى كيفك وشمشون ولبلب وعشرة بلدى وحرام عليك ونساء بلا رجال وحسن ومرقص وكوهين وابن حميدو وإسماعيل يس في مستشفى المجانين وفي السيتنات قدم بين ايديك وسكر هانم وبنات بحرى.

قدم القصرى شخصية ابن البلد البسيط خفيف الظل مدّعى الثقافة كما قدم زعيم العصابة والوصولى وكان آخر أفلامه «سكر هانم»، ومن أعماله الأخرى «المعلم بحبح» و«بسلامته عايز يتجوز» و«شيء من لا شيء» و«سى عمر» و«لو كنت مكانى» و«الأستاذه فاطمة» و«من فات قديمه» و«السوق السوداء» و«معلش يا زهر» و«فيروز هانم»، و«تعال سلم» و«حماتى قنبلة ذرية» و«بيت النتاش»، و«على كيفك»، و«عنتر ولبلب»، و«الآنسة حنفى» و«حسن ومرقص وكوهين» و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع» و«ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين».

وبلغ رصيده من الأفلام حوالى ستين فيلما، وكان آخر أفلامه «سكر هانم» عام ١٩٦٠. كانت السنوات الأخيرة من حياته مأساة حقيقية فبينما كان يؤدى دوره في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين أصيب بالعمى، ثم تنكر له الكثيرون، وتوالت عليه النكبات، وفى مستشفى المبرة لقى ربه صباح الأحد في مثل هذا اليوم ٨ مارس من عام ١٩٦٤، ولم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين

افلامه

سكر هانم (1960)
شجرة العائلة (1960)
إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين (1958).... أبو طعمه
ابن حميدو (1957).... المعلم حنفي
القلب له أحكام (1956).... الحانوتي
إسماعيل يس في متحف الشمع (1956).... عبد الفتاح
إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة (1955).... لص
الأنسة حنفى (1954).... المعلم أبو حنفي
المحتال (1954)
اوعى تفكر (1954)
كدبة إبريل (1954)
العمر واحد (1954)
حرام عليك (1953)
نساء بلا رجلا (1953)
على كيفك (1952)
بيت النتاش (1952).... سعدون
الاستاذة فاطمة (1952).... عبد العزيز الشرقاوي
عشرة بلدى (1952)
عنتر ولبلب (1952)
تعالى سلم (1951)
فيروز هانم (1951)
بيت الأشباح (1951).... حسن
خبر أبيض (1951)
حماتى قنبلة ذرية (1951)
الصبر جميل (1951)
ابن الحلال (1951)
فايق ورايق (1951).... كوارع
شباك حبيبى (1951)
ليلة الحنة (1951)
حماتك تحبك (1950)
معلش يا زهر (1950)
ليلة الدخلة (1950)
العقل زينة (1950)
معلهش يازهر (1950)
دموع الفرح (1950)
مكتب الغرام (1950)
معلهش يا زهر (1950)
أسمر وجميل (1950)
قمر 14 (1950).... سيد
كلام الناس (1949)
حدوة الحصان (1949)
عقبال البكارى (1949).... المعلم عاشور
طلاق سعاد هانم (1948)
عروسة البحر (1947)
عودة طاقية الإخفاء (1946)
لعبة الست (1946).... إبراهيم نفخو
يوم في العالى (1946)
مجد ودموع (1946)
السوق السوداء (1945).... سيد البقال
أحب البلدى (1945)
ليلة الجمعة (1945).... عبد الفتاح
شهداء الغرام (1944)
نداء القلب (1943)
نداء الدم (1943)
لو كنت غنى (1942)
المتهمة (1942)
مصنع الزوجات (1941)
سي عمر (1941).... عبد المجيد ساطور
شئ من لا شئ (1938)
مبروك (1937)
أبو ظريفة (1936)
المعلم بحبح (1935).... أحمد
حسن ومرقص وكوهين (1954).... حسن
إسماعيل ياسين في جنينة لحيوانات (1957).... حشمتاجمل البوم صور للمعلم



الفنان عبد الفتاح القصرى
الحماه

الست

مدوبهم اثنين

خفيفه الظل
مارى منيب


صاحبة أشهر المعارك الزوجية في تاريخ السينما
ماري منيب لماذا أشهرت إسلامها؟!
هي صاحبة تلك الجمل:
«طوبة
على طوبة خلي العاركة منصوبة» و«أنا حماتك مدوباهم اثنين»، و «هالو ميد
اللي بيرن.. «يووة هوة انت يا مضروب».. «أسمع أنا عايزه اقالبك النهارده
ضروري»، «لابسه هدوم سودة علشان أنا ست حشمة» «دوري على وشك اللي حاطه
عليه جردلين ورنيش»، و«الوحدة صعبة يامراري»، «مش عارفه زهقانه ليه خليني
معاك نتسلى شوية ماتخفش مدام الشابة مننا محافظة على نفسها مايهمهاش»،
و«دمك شربات يامضروب».

الطفلة اليتيمة

هي
ماري حبيب سليم ولدت في 11 فبراير من عام 1905 ببيروت، وفي نهاية العام
انتقلت الى القاهرة مع اسرتها الى ان توفي والدها، وقد اشتهرت ماري
ببراعتها في تجسيد دور المرأة او بمعنى اصح الحمى النكدية الى ابعد الحدود
التي لا تبخل ابداً وتترد في دس الفتن بينها وبين ابنتها وزوجها او ابنها
وزوجته فتكون هي بمثابة النار المشتعلة دائما التي لا تمل او تكل، وهذا ما
أكدته لنا شخصياتها في «حماتي قنبلة ذرية» و«حماتي ملاك»، و«الحموات
الفاتنات» ولاننكر أبداً بأنها بالرغم ماتحمل من عقل متآمر فهي في المقابل
شخصية عاشت الفقر والحرمان منذ نعومة أظافرها حتى نجدها ضحت لتتزوج من زوج
شقيقتها التي توفيت وتركت أطفالاً صغاراً لتأخذ ماري على عاتقها تحمل
مسؤولية تلك الاطفال وتربيتهم حتى لايعانوا حرمان الأم كما عانت هي حرمان
الأب منذ الصغر.

راقصة القلل
بدأت
علاقة الحموات والنكد ماري منيب في بداية مشواها الفني كراقصة حيث اشتهرت
برقصة «القلل» وهوإناء من الفخار يتم وضعه أعلى قمة الرأس بدلاً من
الشمعدانات التي كن يرقصن بها بعض الراقصات منذ القدم، وهذا ما اضطرت
راليه بعد وفاة والدها وهي في سن الثانية عشرة من العمر لذا اتفقت مع
شقيقها أليس للعمل في ملاهي روض الفرج في القاهرة، ومن ثم عملت في المسرح
مع فرقة فوزي الجزايرلي إلى ان مرضت ابنته احسان الشهيرة بشخصية «ام احمد»
انذاك فقدمت ماري دورها ونجحت في الدور وتضايق الجزايرلي إلى ان اضطرت
ماري لترك الفرقة، والانضمام الى فرقة علي الكسار أمين صدقي، وبعد ذلك
سافرت الى الاسكندرية لتعمل في فرقة امين عطا الله، وفي تلك الفترة تعرفت
على بشارة واكيم الذي اعجب بفنها.

حب ثم زواج
وفي
عام 1918 سافرت ماري منيب الى الشام لتقدم عروضها المسرحية هناك، وكان قد
انضم للفرقة وقتها فوزي منيب والذي نشأ بينهما قصة حب انتهت بالزواج ومنذ
ذلك الوقت وهي مازالت تحمل لقبه وانجبا ولدين فؤاد وبديع وابنه واحدة

الصدمة الثانية

كانت
أول صدقة تعيشها ماري منيب بعد وفاة والدها هي هجر زوجها لها وزواجه من
الممثلة نرجس شوقي أثناء رحلته إلى الشام مرة ثانية وانتقلت منيب من
الفرقة التي كان يعمل بها زوجها، وانتسبت إلى فرقة يوسف وهبي حيث شاركت في
مسرحية «بنات الريف»، وأيضا لم تواصل العمل مع هذه الفرقة لأنها لا تحب
الأدوار التراجيدية التي كانت سمة من سمات مسرح رمسيس في تلك الفترة.

الكوميديا مع الريحاني
في
عام 1935 التحقت ماري منيب بكل ما تحمل من خفه إلى فرقة الريحاني الذي قيل
انها انسجمت معها إلى أبعد الحدود لعشقها اللا محدود للادوار الكوميدية
والرقص والغناء، وقد قدمت الأوبريتات منها «العشرة الطيبية» و«30 يوم في
السجن»،و«عريس في اجازة»، و«استنى بختك»،و«إلا خمسة»، و« النساء ما يعرفوش
يكذبوا»، و«أم رتيبة»، ومن خلال مسرح ا لريحاني اشتهرت أيضا بتقديم دور
الحماة القاسية حيث لقبت باسم «أشهر حماة» في السينما المصرية وتلتها كل
من ميمي شكيب، وزوزو شكيب، وفي عام 1941 وبعد وفاة الريحاني وقفت بجوار
بديع خيري لاستكمال مسيرة الريحاني وقدما سوياً مسرحية «إلا خمسة»، وقدمت
ما يزيد عن مئة فيلم أولها عام 1934 في فيلم «ابن الشعب»، وآخرها في العام
1969 في «لصوص لكن ظرفاء»، مع عادل إمام، وأحمد مظهر ويوسف فخر الدين.

الزيجة الثانية وإشهار إسلامها

وبعد
هذه الرحلة الطويلة والمليئة بالمعاناة اقترنت ماري مرة اخرى في عام 1937
من المحامي فهمي عبدالسلام زوج شقيقتها التي توفيت وتركت لها اولادها
واخذت تربي ابناء اختها، كما اشهرت اسلامها في ذلك العام واصبحت امينة
عبدالسلام وحفيدها الفنان الشاب عامر منيب.

المشوار السينمائي

بدأت
ماري منيب مشوارها السينمائي في العام 1934 في فيلم (ابن الشعب) والعام
1936 (انشودة الراديو) والعام 1937 (نشيد الامل) و(الحب المورستاني)
و(مراتي نمرة 2) والعام 1939 العزيمة والعام 1941 (سي عمر) و(الى الابد)
و(مصنع الزوجات) والعام 1942 (محطة الانس) و(احلام الشباب) والعام 1943
(من فات قديمه) و(قضية اليوم) والعام 1944 (من الجاني) و(كدب في كدب)
و(شهداء الغرام) والعام 1945 (ليلة حظ) و(تاكسي حنطور) و(رجاء) و(ليلة
الجمعة) و(الجنس اللطيف) و(ليلى بنت الفقراء) و(اول الشهر) والعام 1946
(لعبة الست) و(الآنسة بوسة) و(اول الشهر) و(البني آدم) و(ملكة الجمال)
و(يوم في العالي) و(الطائشة) والعام 1947 (المتشردة) و(بياعة اليانصيب)
و(النفخة الكدابة) و(البريمو) و(حمامة السلام) و(بنت المعلم) والعام 1948
(ابن الفلاح) و(المليونيرة الصغيرة) و(فوق السحاب) والعام 1949 (المجنونة)
و(على أد لحافك) و(اسير العيون) و(منديل الحلو) والعام 1950 (مشغول بغيري)
و(ليلة الحنة) و(آدم وحواء) و(شبك حبيبي) و(حماتي قنبلة ذرية) و(خد
الجميل) والعام 1952 (صورة الزفاف) و(بنت الشاطئ) و(مسمار جحا) و(الاسطى
حسن) و(حضرة المحترم) والعام 1953 (بيت الطاعة) و(ابن للايجار) و(بنت
الهوى) و(الحموات الفاتنات) و(المرأة كل شيء) و(حميدو) والعام 1954
(عفريتة اسماعيل يس) و(المحتال) و(علشان عيونك) و(الحياة حلوة) و(اوعى
تفكر) و(كدبة ابريل) والعام 1955 (مملكة النساء) و(كابتن مصر) و(تار بايت)
و(عرائس في المزاد) والعام 1956 (الكيلو 99) والعام 1958 (سامحني) و(هذا
هو الحب) والعام 1959 (احلام البنات) و(أم رتيبة) و(حماتي ملاك) والعام
1960 (شهر عسل بصل) و(شجرة العيلة) و(الناس اللي تحت) و(بنات بحري) والعام
1962 (جمعية قتل الزوجات) و(انسى الدنيا) و(رسالة من امرأة مجهولة) والعام
1964 (المراهقات) و(اعترافات زوج) و(حكاية جواز) و(العائلة الكريمة)
والعام 1966 (خدني معاك) والعام 1969 (لصوص لكن ظرفاء) مع عادل امام واحمد
مظهر ويوسف فخر الدين وقد كان آخر افلامها على شاشة السينما.

رحيل فنانة

وازدادت
حالة ماري منيب سوءاً، ودخلت على اثرها المستشفى حيث كانت تؤدي دورا في
مسرحية «ابليس» وتحاملت على نفسها حتى شعرت بالاغماء وتوفيت في تاريخ
1969/1/21.

صاحبه الضحكه الواضحه

التى كانت ادواره نحفظها من القلب

انها كما يقولون

زينات الشاشه

زينات صدقى
زينات صدقي، ممثلة كوميدية مصرية شهيرة. اشتهرت في الأدوار الكوميدية بالأفلام المصرية في عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.

ولدت باسم زينب محمد سعد في 20 مارس بحي الجمرك في مدينة الإسكندرية، العام 1913.[1] درست في "معهد أنصار التمثيل والخيالة" الذي تأسس من قبل الفنان زكي طليمات في الأسكندرية. لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها. ولم يستمر الزواج لأكثر من عام. بدأت حياتها الفنية مطربة في بعض الفرق الفنية. شاهدها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في مسرحية له، وأطلق عليها اسم (زينات) حيث تسمت باسم صديقتها المقربة (خيرية صدقي) حين أخذت منها اسم (صدقي). وكانت القاسم المشترك في دور سليطة اللسان أو الخادمة أو المرأة (بنت البلد) في عدد الأفلام المصرية.[2]

عملت مع معظم الممثلين الكبار في تلك الفترة أمثال يوسف وهبي، إسماعيل ياسين، شادية، عبد الحليم حافظ وأنور وجدي. بل أن الأفلام التي شاركت في بطولتها تجاوزت 400 فيلم.

تم تكريمها بدرع "عيد الفن" من قبل الرئيس أنور السادات في 1976.

قبل وفاتها لم تقدم أي عمل طوال 16 عاما إلا فيلما واحدا هو "بنت اسمها محمود" سنة 1976م. توفيت زينات صدقي في 2 مارس
1978



طلق عليها النقاد المصريون كثيرا من الألقاب... بنت البلد، خفيفة الظل، ورقة الكوميديا الرابحة، العانس... إنها الممثلة الكوميدية زينات صدقي... والتي نجحت في أن تحتوي كل هذه الأوصاف، برعت في أداء شخصية العانس التي تبحث عن أي عريس، رغم أنها كانت في شبابها جميلة أمام أبوابها يقف العرسان طوابير... تزوجت 3 مرات... انتهت بالوحدة والاكتئاب. حققت خلال عملها الشهرة والثروة وحافظت على نفسها حتى اخر ايام حياتها "للأسف بعد وفاة الفنانة زينات صدقي كتبت بعض الأقلام أنها كانت تتسوّل وأنها عاشت في شقة حقيرة، والأكثر من ذلك أنه قيل عنها في أحد البرامج الشهيرة إنها ماتت يهودية، وكلها للأسف معلومات غلط فقد عاشت زينات صدقي وماتت وهي مسلمة واسمها الحقيقي زينب محمد سعد".

"أما بالنسبة لسكنها في شقة حقيرة فهذا أيضاً خطأ، فهي كانت تسكن في نفس الشقة التي أعيش أنا فيها حالياً وهي شقة بالإيجار في وسط البلد، وبهذه المناسبة أحب أن أوضّح واقعة حيث كان النجم الراحل عبد السلام النابلسي نصحها بأن تسكن في الزمالك، وكان وقتها الإيجار عشرين جنيها، لكنها رفضت وقالت له بأن الإيجار غالي عليها، وقامت باستئجار شقة ثمنها 275 قرشا".

حياتها كانت... سلسلة طويلة من العمل والفشل والنجاح والثروة والفقر، ولم يبق من ذلك سوى حقيقة لا يختلف عليها اثنان: أن زينات صدقي أفضل من قدمت الكوميديا على شاشة السينما. ولدت زينب محمد سعد، والتي اشتهرت لاحقا باسم «زينات صدقي» في العام 1913 بمدينة الإسكندرية «220 كيلو مترا شمال غرب القاهرة». عرفت طريقها إلى الفن من خلال عملها كراقصة في ثلاثينات القرن الماضي ثم انضمت إلى فرقة «نجيب الريحاني» وكان أول عمل لها في الفرقة دورها في مسرحية «الدنيا جرى فيها إيه» واشتهرت في هذه الفترة بدور الخادمة سليطة اللسان، ونقلت نفس الشخصية... إلى السينما. كان أول أعمالها السينمائية فيلم «وراء الستار» العام 1937، ثم قامت بتقديم أفلام عديدة... وصلت إلى 150 فيلما، ومن بين أعمالها التي علقت بأذهان الجمهور «الآنسة حنفي»، «ابن حميدو»، «إسماعيل ياسين في الأسطول»، «حلاق السيدات»... والذي يعد الفيلم الوحيد الذي لعبت بطولته، مع نهاية الستينات. بدأت زينات صدقي في الاختفاء التدريجي ولم تظهر إلا في أعمال قليلة أشهرها فيلم «معبودة الجماهير» وكان آخر أعمالها «بنت اسمها محمود» وتوفيت في2 مارس 1978، لتنطفئ أجمل ضحكة... لكن صداها لايزال يتردد داخلنا وقبل وفاتها جلست 16 عاما في بيتها من دون عمل. تكريم رئاسي وكانت قصة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مع زينات صدقي... شاهدا على غياب أهل الفن معها فقد روي أن الرئيس عبدالناصر قرر أن يكرم نخبة من الفنانين... ومن بينهم زينات صدقي... إلا أن المعنيين لم يستطيعوا العثور عليها، فما كان من الرئيس المصري إلا أن طلب من جهة أمنية إيجادها ونجحت بالفعل في العثور عليها في أطلال بيت متهالك في أحد الأرياف، وبدت في حالة رثة، فكرمها الرئيس عبدالناصر وأمن لها مسكنا، ومعاشا... حتى توفيت. كما روي أن سأل الرئيس المصري الراحل أنور السادات الدكتور رشاد رشدي عن أسباب عدم إدراج اسم زينات صدقي بين الفنانين المقرر تكريمهم في العيد الأول للفن العام 1976 وكان الدكتور رشاد في هذا الوقت مدير الأكاديمية الفنون المنظمة للحفل ولم يجد ما يبرر به هذا السهو غير المقصود في حق فنانة ونجمة كبيرة انزوت داخل دائرة النسيان والتجاهل ولم يعد أحد يسأل عنها منتجي السينما ومخرجي التلفزيون لا يرشحونها للعمل، لدرجة أنها لجأت للقضاء تشكو مخرجا استبعدها في آخر لحظة من تسجيل دورها في أوبريت لزكريا أحمد، بعد ذلك قررت أن تعيش على هامش الاضواء والنجومية، أدركت أن الزمان لم يعد زمانها. عزيزة النفس كانت تمتلك إرادة كافية وعزة نفس كبيرة، تمنعها من مجرد التفكير في تسول تمثيل دور، مهما كان عائده المادي، تدهورت ظروفها المادية بسرعة منذ منتصف الستينات من القرن الماضي، لكنها رفضت أن تتسول للعمل، كانت تبيع أثاث منزلها كي تأكل، وسمع بمأساتها الناقد الفني لجريدة الأخبار جليل البنداري، ونشر مقالا عنها وكتب «لم أصدق أن فنانة عظيمة من تلميذات الريحاني يحدث لها هذا، إن أخف الممثلات دما تبيع أثاث بيتها قطعة قطعة من أجل الطعام». بعد 10 سنوات من نشر هذه المأساة... كرمها السادات، ودعاها لحضور حفل تكريمها، واستلام شيك بألف جنيه من الرئيس، ولم تجد في دولاب ملابسها فستانا مناسبا، لكنها حضرت الحفل بعد تدبير جيب وبلوزة ومنحها السادات معاشا استثنائيا مدى الحياة، ورقم هاتفه الخاص للاتصال به إذا كانت في حاجة لمساعدة. عادت إلى منزلها الذي يقع في شارع جانبي متفرع من عماد الدين «وسط القاهرة» وقلبها يرقص من الفرحة والسعادة، أخيرا سوف تسدد ما تراكم عليها من ديون وتعيش بقية أيامها مستورة، وتذكرها المخرجون ومنتجو السينما ورشحوها لأعمال فنية، لكنها قالت بكبرياء: «آسفه أرفض الشفقة». وبعد شهور من تكريمها... تدهورت حالتها الصحية، وظلت 3 أشهر... تصارع الآلام بسبب متاعب في الرئة وهبوط في القلب ونصحها البعض بالاتصال بهاتف الرئيس لعلاجها على نفقة الدولة، إلا أنها رفضت بعناد وإصرار ولفظت آخر أنفاسها يوم 2 مارس 1978 عن 66 عاما. بداية صعبة ولدت زينات في حي الجمرك بالإسكندرية العام 1913، أسرتها المتواضعة والحي الشعبي الذي عاشت فيه... ساهما في بناء ملامح شخصيتها الإنسانية والفنية. التحقت في طفولتها بالمدرسة الابتدائية، وتتباين المعلومات حول سنوات التحاقها بالدراسة، يقال إنها حصلت على الشهادة الابتدائية... في حين يؤكد آخرون أنها أمضت سنتين فقط داخل المدرسة، ثم قرر والدها إلغاء تعليمها وإبقائها في المنزل حتى يأتي «ابن الحلال». كانت زينات صدقي... جميلة الجميلات، قوامها ممشوق وعيناها خضراوان ما دفع العرسان للتهافت على طلب يدها وتزوجت لأول مرة عندما كانت في الـ 15 من عمرها طبيبا من أقاربها، عاشت معه نحو 11 شهرا وانفصلا من دون أن تنجب منه. قبل أن تصل للسابعة عشرة من عمرها... اضطرت لمواجهة الحياة بمفردها... فغنت في ملاهي الإسكندرية، حيث كانت في طفولتها تهوى الغناء وتردد ما تسمعه من اسطوانات مشاهير المطربين في عصرها، واختارت دخول عالم المطربين من خلال العمل «منولوجست»، ثم قررت الانتقال للقاهرة للبحث عن فرصة عمل أفضل. اسمها الحقيقي كما تقدم «زينب »، ولكن نجيب الريحاني اقترح تغييره إلى زينات واختارت هي اسم صدقي، فكانت لها صديقة اسمها خيرية صدقي، عاشت معها سنوات الهواية والعمل في الملاهي، وشاركتها التمثيل في المسرح، وكانت مرتبطة بها تماما. واستعارت اسم والدها تأكيدا لارتباطهما، وكانت خيرية وراء الزيجة الثانية لزينات صدقي، عندما كانت في زيارة لأحد أقاربها الذي يعمل في مسرح الريحاني، وهو الملحن إبراهيم فوزي أحد رواد تلحين الأوبريتات الغنائية، إلا أن حياته الزوجية مع زينات كانت قصيرة... أما زيجتها الثالثة فكانت من ضابط في الجيش وانتهت أيضا بعد فترة قصيرة. عندما جاءت إلى القاهرة لأول مرة في حياتها... عملت مضيفة في كازينو بديعة مصابني، كانت تريد مواصلة مشوارها كمطربة، إلا أن بديعة اختارت لها الرقص إلى جانب تحية كاريوكا وسامية جمال، ولم تجد أمامها سوى الموافقة... وعندما حانت أول فرصة عمل مناسبة... قررت الغاء الرقص من قاموس حياتها الفنية. ولم تؤكد أو تنف بداية عملها بالتمثيل... ربما لأنها لا تريد تكذيب الرواية التي تشير إلى أن نجيب الريحاني أول من اكتشفها وقدمها فنيا، عندما شاهدها بالصدفة في كواليس مسرحه وسألها «تشتغلي ممثلة يا شاطرة»، إلا أن الرواية تبدو غير دقيقة ما يؤكد احتمال أن تكون الرواية الأخرى أقرب للحقيقة... حيث شاركت مع صديقتها خيرية في فرقة أمين عطا الله وسافرت معها لتقديم مسرحيات في منطقة الشام، وذات ليلة ارتجلت حوارا كوميديا فوق المسرح، حوّل المشهد المأسوي إلى كوميديا صاخبة دفعت أمين عطا الله لفصلها من فرقته. أما نجيب الريحاني... فكان أول من صنع لها شخصيتها الفنية التي فتحت أمامها الطريق إلى قلوب الناس، شخصية الخادمة أو بنت البلد الشعبية التي فاتها قطار الزواج، ولعبت الصدفة دورا كبيرا في اكتشاف الريحاني لها. ذات ليلة اعتذرت ماري منيب عن أداء دورها في فرقة الريحاني لمرضها، ولم يجد أمامه لإنقاذ الموقف سوى الاستعانة بالوجه الجديد زينات صدقي، لكنها فاجأت الجميع بأداء كوميدي مبهر، دفعت الريحاني أن يطلب من بديع خيري كتابة دور خاص لزينات صدقي في المسرحية. الاتجاه إلى السينما وفتحت السينما أبوابها لزينات صدقي بعد أن ظهرت في فيلم «بسلامته عاوز يتجوز»، ولأن الريحاني ومعه بديع خيري ساهما في اكتشاف وتفجير طاقة الكوميديا والحيوية والتألق لزينات صدقي، ظلت مرتبطة بفرقة الريحاني. كانت تعمل في فترة اجازة الفرقة التي تستمر سنويا «4» أشهر مع يوسف وهبي، إلا أن فرقة الريحاني كانت تحتل المرتبة الأولى في حياتها الفنية، إلى أن توفي نجيب الريحاني في العام 1949. وتوقفت عن العمل في المسرح حتى العام 1954، عندما كون إسماعيل ياسين وأبوالسعود الابياري فرقة مسرحية، ظلت إحدى نجومها وقدمت معهما 6 مسرحيات، قبل اعتزال المسرح تماما العام 1960. نجمة لربع قرن نحو 26 عاما ظلت خلالها زينات صدقي إحدى نجمات المسرح الكوميدي، بداية من العام 1935 عندما قدمها الريحاني لأول مرة... ولا يوجد بيان دقيق يحدد عدد ما قدمته من عروض وأدوار، ولسوء الحظ لم يكن التسجيل التلفزيوني موجودا، ولا يوجد توثيق لهذا التراث الفني لزينات صدقي وغيرها من نجوم الحقبة الذهبية للمسرح المصري سوى بعض قصاصات الصحف والمجلات الصادرة في هذه الفترة. إفيهات خاصة «أمرك يا سبعي يا جملي يا مستبد يا سادس عشر نوم العوافي يا عريس متعافي يا أسطى في المزيكا... بهذه الكلمات وغيرها... اشتهرت زينات صدقي، ولابد أن أغلب مشاهدي الأفلام القديمة يحفظون لزينات صدقي ألفاظا وعبارات وطريقة أداء واشكال واكسسوارات وملابس تفردت بها، لدرجة يستحيل معها أن تجد ممثلة أخرى يمكن أن تنافسها في أداء أدوارها بنفس القدر من خفة الظل وسرعة البديهة وبساطة وتلقائية، الاحساس والأداء، وتعتبر أفضل من قدم شخصية بنت البلد المرحة سليطة اللسان، الشهمة، صديقة بطلة الفيلم التي تتحول إلى أحد المفاتيح المهمة لحل أزمة البناء الدرامي للسيناريو. الغريب أن زينات صاحبة الحيوية وتدفق التعبير الصوتي كما تظهر أمام الكاميرا، كانت خجولة في حياتها الشخصية. رصيدها السينمائي 158 فيلما، أولها فيلم «الاتهام» 1934 ثم فيلم «بسلامته عايز يتجوز» 1936، وتتابعت أدوارها المهمة في أفلام تمثل تراث السينما المصرية مثل: عفريتة هانم 1949، ودهب 1953، وابن حميدو 1957، معبودة الجماهير 1967، السيرك 1968، السراب 1970، وآخر أفلامها «بنت اسمها محمود» 1975 صورته قبل وفاتها بـ «3» أعوام إلى جانب سلسلة أفلامها مع إسماعيل ياسين... حيث شكلت معه ومع عبد السلام النابلسي ثلاثيا كوميديا يستحيل نسيانه. كان الحضور الفني لزينات... يدفع منتجي السينما للتسابق لاختيارها في أدوار داخل أفلامهم... وكان أنور وجدي يحرص على الاستعانة بها، في أفلامه حتى لو في مشهد واحد. عبقرية فنية أدركت زينات مناطق تميزها الفني، فتعلمت كيف توظف ما اختزنته في الذاكرة من سلوكيات وأنماط الحياة والتعامل اليومي بين سكان المنطقة الشعبية بحي الجمرك بالإسكندرية، وما شاهدته من حيل وأساليب فناني المسرح، ورغم أن عملها بالرقص كان يدر عليها دخلا شهريا كبيرا، إلا أنها كانت تؤمن أن لديها موهبة تتحرك في اتجاه آخر، كان الرقص مجرد وسيلة للبحث عن لقمة العيش، سرعان ما هجرته رغم أن بديعة مصابني حاولت مساومتها على رفع أجرها حتى تستمر راقصة. أدوات صناعة وبناء الكوميديا توافرت لها... لكنها لا تعرف أساليب توظيفها، وكانت مدرسة الريحاني المسرحية وموهبة بديع خيري في الكتابة ونحت الشخصيات... هي البداية للصعود إلى قمة أداء الكوميديا. كثيرون قالوا... إن الكاميرا كانت تسلب زينات صدقي مساحات كبيرة من جمالها، لكنها لم تكن تبحث عن حلاوة الصورة، بقدر ما كانت تفتش عن وسيلة لاقتحام قلوب الناس، وانتزاع سعادتهم من خلال ضحكة صافية... وهذا بالفعل ما حققته. اتهام باطل وكان أخطر آخر ما تردد عن زينات صدقي وقيل عنها منذ فترة زمنية بسيطة هو اعتناقها لليهودية هروبا من الجوع والفقر... ولكن ابنة شقيقتها «نادرة» نفت أن تكون خالتها على دين اليهودية، أو أي ديانة أخرى غير دين الإسلام. وفي تصريحات خاصة لها أكدت أن اسمها زينب محمد سعد وأن شهادة ميلادها الصادرة عن قسم المنشية بمحافظة الإسكندرية تؤكد أنها لأبوين مسلمين وأنها ولدت في الرابع من مايو العام 1913. وأضافت «نادرة»: إن خالتها كانت تطمع لأن تختتم حياتها بالحج لبيت الله الحرام وأنها أعربت عن تلك الأمنية عندما التقت الرئيس المصري الراحل أنور السادات عند لقائها به في مناسبة تكريمها في العام 1976... غير أنها توفيت بعد أقل من أسبوع بعد إصابتها بمياه على الرئة. وتابعت: رفضت خالتي أن تتصل بالسادات من أجل أن يعالجها على نفقة الدولة، رغم أنه منحها رقم هاتفه الشخصي، وطلب منها ألا تتردد في الاتصال به عند وقوع مشكلة... غير أنها «أي زينات» هددتها بالانتحار لو أنها اتصلت بالسادات من دون علمها كي تخبره بحاجتها للعلاج. واستطردت... فضلت خالتي ألا تثقل عبء الرئيس أو خزانة الدولة المرهقة وفضلت أن تموت في صمت، وأكدت أنها كانت تؤدي الصلاة وتحرص على الاستماع لإذاعة القرآن الكريم على الدوام ولأجل ذلك... فإن الادعاء بأنها كانت يهودية... أصاب الأسرة بالألم وشوهها بين الجيران. بالإضافة للصدمة التي انتابت محبيها حينما استمعوا للدكتور محمد أبوالغار يتحدث في برنامج «البيت بيتك» بالتلفزيون المصري... حيث زعم أن زينات صدقي، اعتنقت اليهودية في أواخر أيامها، نظرا لحاجتها المادية وقد جاء كلام أبوالغار في معرض كلامه عن كتابه الصادر أخيرا عن دار الهلال عن «اليهود في مصر». وأدت تصريحات أبوالغار إلى ردود فعل كبيرة في أوساط الجمهور والوسط الفني حيث صدقها الكثيرون بينما رفضها البعض وخاصة من كبار الممثلين الذين عاصروا زينات صدقي وعرفوها عن قرب. وفور اتصال بين أسرة الفنانة زينات صدقي وأبوالغار... تعهد الأخير بتصحيح معلوماته الخاطئة في الطبعات التالية من الكتاب. وهكذا بعد مسيرة فنية طويلة... تنوعت بين المسرح والتلفزيون، كانت خلالها نجمة النجوم... إلا أن الأيام غدرت بها في أيامها الأخيرة، ولم تكن النهاية مبهجة ولا سعيدة مثل أعمالها الفنية، بل كانت حزينة قاتمة... حيث ماتت بمرض القلب.



اعمالها

بنت اسمها محمود (1975)
السراب (1970)
السيرك (1968)
معبودة الجماهير (1967) مع عبد الحليم حافظ وشاديه
رجل وامراتان (1966)
المجانين قي نعيم (1963)
دنيا البنات (1962)
قاضى الغرام (1962)
مافيش تفاهم (1961)
بين ايديك (1960)
حلاق السيدات (1960)
عودة الحياة (1959)
إسماعيل يس بوليس سرى (1959)
جمعية قتل الزوجات (1959)
عريس مراتى (1959)
هدى (1959)
العتبة الخضراء (1959)...عديلة
الشيطانة الصغيرة (1958)
أبو عيون جريئة (1958)
إسماعيل يس في مستشفى المجانين (1958).... أم طعمه
إسماعيل يس طرزان (1958)
شارع الحب (1958)
ابن حميدو (1957).... حميدة
إسماعيل يس في جنينة الحيوانات (1957)
تمر حنة (1957).... مكاسب
إسماعيل يس في الأسطول (1957)
الكمساريات الفاتنات (1957)
إنت حبيبي (1957)
إسماعيل يس في البوليس (1956)
القلب له أحكام (1956).... زنوبة
صاحبة العصمة (1956)
السعد وعد (1955)
عرايس قي المزاد (1955)
ضحايا الإقطاع (1955)
ايامنا الحلوة (1955)
مدرسة البنات (1955)
ما حدش واخد منها حاجة (1955)
نهارك سعيد (1955)
المحتال (1954)
ليلة من عمرى (1954)
عزيزة (1954)
حسن ومرقص وكوهين (1954)
قلوب الناس (1954)
الأنسة حنفى (1954)
علشان عيونك (1954)
أربع بنات وضابط (1954)
نور عيونى (1954)
أنا الحب (1954)
بنات حواء (1954).... زُغليلة
شرف البنت (1954)
فالح ومحتاس (1954)
خليك مع الله (1954)
العمر واحد (1954)
عفريتة إسماعيل يس (1954)
الستات ميعرفوش يكدبوا (1954)
أقوى من الحب (1954)
الناس مقامات (1954)
ظلمونى الحبايب (1953)
مليون جنيه (1953)
نساء بلا رجال (1953) ()
المرأة كل شيء (1953)
لسانك حصانك (1953)
أنا وحبيبي (1953)
عفريت عم عبده (1953)
بنت الأكابر (1953)
اللقاء الأخير (1953)
دهب (1953).... بلطية
ماليش حد (1953)
شم النسيم (1952)
بيت النتاش (1952)
من أين لك هذا (1952)
عشرة بلدى (1952)
يا حلاوة الحب (1952)
الحرمان (1952)
قطر الندى (1951)
من غير وداع (1951)
فايق ورايق (1951)
تعالى سلم (1951)
بلد المحبوب (1951)
الخارج عن القانون (1951)
نهاية القصة (1951)
الصبر جميل (1951)
بلدى وخفة (1950)
أنا وأنت (1950)
المليونير (1950)
آه من الرجالة (1950)
ياسمين (1950)
دموع الفرح (1950)
العقل زينة (1950)
محسوب العائلة (1950)
البطل (1950)
الآنسة ماما (1950)
غرام راقصة (1950)
عقبال البكارى (1949)
أحبك أنت (1949)
شارع البهلوان (1949)
ليلة العيد (1949)
عفريته هانم (1949)
غزل البنات (1949)
حب وجنون (1948)
صاحبة العمارة (1948)
عنبر (1948)
شبح نص الليل (1947)
فيلم دهب مع الطفله فيروز
عروسة للإيجار (1946)
هدمت بيتى (1946)
جمال ودلال (1945)
قصة غرام (1945)
شهر العسل (1945)
كازينو اللطافة (1945)
أحلاهم (1945)
تحيا الستات (1944)
نداء القلب (1943)
ممنوع الحب (1942)
وراء الستار (1937)


الفنان المضحك جدا
تراه تعرفه

مع انه

كوميدى لن يتكرر

لم يحظى بالشهره
حتى ربما

ان الكثير لم يعرف اسمه

انه

غزال
فى حماتى ملاك

اكيد عرفتوه

منبه يااا معنننييى

الفنان الكبير حسن اتله

حسن اتله
ومن اشهر تعليقاته
وكان طبعا من اشهر تعليقاته ايوة ادخل يميــ
.. يميــ يميييييين اطنع شمان شما . شماااااااااان ايوة حبة لفوق لفوق لفوووووووق ....... ييييييييي ده نينة اوى )) وبرده من اشهر تعلقاته فى نفس الفيلم والنبى يا معنمى ما كلته الهى اطفحه ... اومال ايه اللى على بقك ده ... دى منبى منبى
اسمه بالكامل حسن اتله
فنان عرف بالكوميديا
وخاصه مع نجم عصره اسماعيل ياسين
عرف ايضا ببدانه الجسم
ولد فى عام 1937 تاريخ الميلاد غير دقيق
ومن اعماله
1. سارق المحفظة
فيلم 1970
2. الحلوة عزيزة
فيلم 1969
3. سكرتير ماما
فيلم 1969
4. للمتزوجين فقط
فيلم 1969
5. نفوس حائرة
فيلم 1968
6. بنت من البنات
فيلم 1968
7. الرجل الذى فقد ظله
فيلم 1968
8. الراجل ده حايجننى
فيلم 1967
9. الرجل دة حيجننى
فيلم 1967
10. مراتى مدير عام
فيلم 1966
11. زوجة من باريس
فيلم 1964 جاب ساميه للاستراحه المحطه
12. انا وهو وهى [ب]
فيلم 1964
13. عروس النيل
فيلم 1963
14. جواز فى خطر
فيلم 1963
15. عاشور قلب الأسد
فيلم 1961
16. دماء على النيل
فيلم 1961
17. لوكاندة المفاجأت
فيلم 1959
18. حماتى ملاك
فيلم 1959 غزال
19. إسماعيل يس بوليس سرى
فيلم 1959
20. العتبة الخضراء
فيلم 1959
21. كهرمان
فيلم 1958
22. توبة
فيلم 1958
23. اسماعيل يس في مستشفى المجانين
فيلم 1958
24. ابن حميدو
فيلم 1957
25. الست نواعم
فيلم 1957 مدبولي
26. صاحبة العصمة
فيلم 1956
27. اسماعيل يس في البوليس
فيلم 1956
28. كيلو 99
فيلم 1956
29. اسماعيل يس في الجيش
فيلم 1955 حسين (عم سميرة)
30. فتوات الحسينينة
فيلم 1954
31. دستة مناديل
فيلم 1954
32. حسن ومرقص وكوهين
فيلم 1954
33. عنتر ولبلب
فيلم 1952
34. شمشون ولبلب
فيلم 1952
35. ليلة الحنة
فيلم 1951
36. فرجت
فيلم 1951
37. فيروز هانم
فيلم 1951
38. خضرة والسندباد القبلى
فيلم 1951
39. أسمر وجميل
فيلم 1950



النجم

المغمور

ياااا
مين ياترى

نوفل السينما المصريه

اشهر من القى قصيده امام مدرسه
بالفعل انه اذا رايته تعرفه بالفطره وتقول هذا نوفل

انه

صفا الجميل
نعم انه اسمه الحقيقى
صفا الجميل


do.php



فهو الطفل حرنكش ابن الفنانة زينات صدقي في فيلم فيروز هانم الذي قالت عنه الفنانة زينات صدقي ( الست بلطية العالمة ) ابني اتشلفط خالص ده انا حأرميه للقطط ... يأكلووه

و هو الذي وضع النشادر في عين الفنانة فاتن حمامة في فيلم اليتيمتين

و في فيلم سلامه فى خير عندما كان نجيب الريحانى يزور مدرسه ابتدائى وكان التلاميذ يغنون نشيدا بمناسبه تشريفه للمدرسة وكان هذا الممثل احد تلاميذ الفصل ونذكر انه كان نشاذا بينهم فى الصوت - واخر النشيد كانت كلمه محببا وكان يقولها لوحده ... ترررم و اعترض عليه المدرس شلفنطح و ضربه علي رأسه

و كان اسمه نوفل في فيلم شباك حبيبي مع عبد العزيز محمود و نور الهدي و صاحب العبارة : شرف البنت زي عود الكبريت

و اخيرا هو الفنان ذو الووجه المميز جدا جدا

انه الفنان صفا الدين الشهير بأسم صفا الجميل

أعتقد أنكم علمتم الان من هي الشخصية التي هي ليست مجهولة عند محبي الأفلام القديمة ، فإن صفا - وهذا اسمه - ظهر في بعض الأفلام

و عرف صفا بين معارفه بإسم صفصف من باب التدليل ولم يكن كما ذكر أصدقاؤه عبيطاً كما يبدو على سحنته وتصرفاته الطبيعية ، بل أذكى من كثيرين من الأذكياء، لولا إعاقة في لسانه جعلته يتكلم كما لو كان يمضغ الطعام.وكان قبحه يخفي وراءه أصفى وأنقى نفسية..بل أن صفاء نفسه كان يدفع به إلى الترحيب بكل إنسان حتى وإن لم يعرفه شخصياً. ومع طيبته العجيبة وفقره الشديد كان يمتاز أيضاً بكبرياء وترفع يفتقدها كثير من أصحاب الثروة والنفوذ.

كان كثير من الفنانين يتفاءلون به ، ويستبشرون بوجهه كثيراً ، وعلى رأس هؤلاء محمد عبد الوهاب . فقد حدث مرة أن كان عبد الوهاب يقوم بتسجيل بعض أغانيه..ولوحظ في ذلك اليوم أن عبد الوهاب اضطر لإعادة تسجيل أغنية واحدة عدة مرات خلال عشر ساعات ولا زال عبد الوهاب غير راض عن التسجيل.. فتذكر صفا فأرسل لإحضاره ، وعندما دخل صفا الاستوديو ، بدأ كل شيء يسير كما يرام.. وتم التسجيل على أحسن ما يكون.



ومن الذين كانوا يستبشرون خيراً بصفا ، أنور وجدي ، الذي كان كثيراً ما يدعوه ليجلس معه كلما اضطر لكتابة سيناريو أو يبدأ في مشروع فيلم . وكذلك الصحفي والشاعر صالح جودت الذي كان يطلب من صفا أن يزوره كل صباح.

ومن طرائف صفا أنه ذكر أنه أحب لأول مرة في حياته ليلى مراد حين قابلها أثناء العمل في فيلم يحيا الحب، وأنه أوشك في أكثر من مرة أن يعرض عليها الزواج ، لكنه كان يتذكر دائماً أنه دميم الوجه - كما يقول - فيربط لسانه.

ومن طرائفه أيضاً أنه قال أن حبه لأسمهان بعد ذلك أنساه حب ليلى مراد لأنه كان يعتقد أن أسمهان كانت تبادله الحب وذلك لأنها كانت تحرص على وجوده معها أثناء عملها في الاستوديو.

كان إذا سئل عن وحاشته قال:
"كويسة..على العموم أنا مبسوط كدة..ويمكن يعملوا مسابقة للوحاشة آخد ف

يها الجايزة الأولى..مين عارف..ربك كريم "
All Rights Reserved to Nogooom.com - Designed By 3GHDES.com


 

التباب

Active Member
طاقم الإدارة
29-06-2014, 02:59 PM
البريمل
user_offline.gif

عضو مميز

تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 9,768

icon1.gif

ريــــــــــاض الـــقـــصـــبـــجــــــى

200px.jpg


14100114.gif
رياض القصبجي الشهير بأبو النبل (13 سبتمبر 1903 - 23 أبريل 1963) ممثل مصري.

56889765.gif

عمل في بداية حياته العملية كمساري بالسكة الحديد، ونظراً لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوا بارزا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية.

56889765.gif


نقل رياض القصبجي إلي المستشفي اكتشف الأطباء اصابته بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع أيضا سداد مصروفات العلاج وفي أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم 'الخطايا' الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل حسن الامام إلي الممثل رياض القصبجي للقيام بدور في الفيلم، كان حسن الامام قد سمع بأن رياض القصبجي قد تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وأنه بدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبا جدا له. جاء الشاويش عطية إلي الاستوديو ودخل البلاتوه مستندا علي ذراع شقيقته وتحامل علي نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل.. لكن حسن الامام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعاني وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره ويضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفي تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه. لكن الشاويش عطية أصر علي العمل وتحت ضغط وإلحاح منه وافق حسن الامام علي قيامه بالدور حتي لايكسر بخاطره. وقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها علي الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره.. وفي لحظة سقط في مكانه!وانهمرت الدموع من عينيه الطفولتين وهم يساعدونه علي النهوض ويحملونه بعيدا عن البلاتوه، وعاد إلي بيته حزينا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا!

56889765.gif


بعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963 لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عاما بعد أن قضي سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها الطعمية واستمع إلي صوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة ولكي تكتمل فصول مأساة رياض القصبجي التي بدأت بالتهام المرض لجسده العريض انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته وظل جسده مسجي في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتي تبرع بكل هذه التكاليف المنتج جمال..وهكذا كانت نهاية نجم الكوميديا الذي أضحكنا كثيرا مع إسماعيل ياسين درامية وحزينة. اشتهر كثيراً بعد أن ارتبط اسمه باسم الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين، وعلى مدار هذه الأفلام وغيرها من الأفلام الأخرى لايمكن لأحد أن ينسى ضيق الشاويش عطية من إسماعيل يس.
56889765.gif


من أعمال الفنان رياض القصبجى


  • 1936 اليد السوداء
  • 1937 سر الدكتور إبراهيم
  • 1941 ليلى بنت مدارس
  • 1945 أميرة الأحلام
  • 1947 ليلى بنت الأغنياء – قلبى دليلى – أبو زيد الهلالى
  • 1948 عنبر – اليتيمان – الواجب – البوسطجى
  • 1950 آه من الرجاله – ماكنش على البال
  • 1951 قطر الندى – بيت الأشباح – خضرة والسندباد القبلى – المعلم بلبل – الهوا ملوش دوا
  • 1952 قدم الخير – أموال اليتامى – الأستاذة فاطمة – أنتصار الإسلام
  • 1953 بلال مؤذن الرسول – ريا وسكينة – نشالة هانم –عبيد المال – أنا وحبيبى
  • 1954 مغامرات إسماعيل يس – دايما معاك - حلاق بغداد – الآنسة حنفى – نهارك سعيد – نحن بشر
  • 1955 إسماعيل يس فى الجيش
  • 1956 أنت حبيبى - إسماعيل يس قي البوليس – إزاى أنساك – صراع قي المينا
  • 1957 إسماعيل يس قي الأسطول
  • 1958 إسماعيل يس قي بوليس حربى – بحبوح أفندى – إسماعيل يس قي مستشفى المجانين
  • 1959 إسماعيل يس قي بوليس سرى – إسماعيل يس قي الطيران – العتبة الخضرا ء – لوكاندة المفاجآت
56889765.gif


تزوج رياض القصبجبى مرتين، وأنجب ولدين الأول محمود رياض القصبجى وشهرتة فايق من زوجتة الأولى وولد اخر من احدى زوجاتة الأخرى وهو فتحي رياض القصبجي.

بعود الآن من إيطاليا السيد/ مجدى صلاح الدين والذي يعمل خبير استشارى بالسفارة الايطالية بعد غربة قاربت العشرين عاما ليعمل بالتمثيل باسم للشهرة مجدى القصبجى وابنتة جويا مصرية - ايطالية ليرفع اسم عائلة رياض القصبجى من جديد قي عالم الفن.

252o.gif





http://forums.myegy.com/showthread.php?t=149865
 
أعلى